لماذا تأخر المسلمون ؟؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

رأفت المحمدي محمد مسلم اكتشف المزيد حول رأفت المحمدي محمد
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا تأخر المسلمون ؟؟


    نرى الآن في المجتمع المعاصر تأخر الأمة الإسلامية عن ركب الحضارة وتقدم الكفرة والملحدين في هذا الجانب ونتعجب من ذلك وبعضنا يكتفي بالتحسر والبعض الأخر يكتفي بالدعاء وينطلق لسان البعض الأخر ويتشدق بكلمات التفاخر بالأجداد والأمجاد السالفة والبعض الأخر يؤكد أن مدد الله آت لا محالة والبعض الأخر من العلماء يسب الدنيا و يلعنها والبعض الأخر ينكر دور الدين مطلقا
    و السؤال هل تفكر احد منا لماذا وصلنا الى هذا الحال ؟ وما أوجه التقصير التي نقترفها ؟
    وما حكم الدين الصحيح في مدح أو ذم الدنيا ؟
    وما فعل رسول الله والصحابة في أمر الدنيا هل شغلتهم العبادة عن دنياهم والأخذ بالأسباب ؟
    ما هي الطريقة الصحيحة للدعوة الى الله حتى نعمر اخرتنا ودنيانا ؟
    والإجابة على هذه الاسئلة لها عدة محاور


    المحور الأول : - عمومية الإسلام لجميع الخلق

    -أرسل الله رسوله للناس كافة قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) ولكن البعض منا نصب نفسه متحدثا رسميا باسم رب العلمين ولو قدم هذا على أنه فهمه للدين لقبلنا منه ذلك وقد يكون هذا الفهم له وجاهته فنقبله أو غير ذلك رددناه ولا يقف هذا الفريق عند هذا الحد بل يستعمل الوصاية على الآخرين ظنا منه أن هذا هو الحق ومن هنا تنشأ بدعة الدعوة فلا تكون بالحكمة ولا بالموعظة الحسنه بل بالسب واللعن بل وأكثر من ذلك . وفي مقابل هذا الفريق فريق أخر يتهم هؤلاء بالتخلف والرجعية فينقسم المجتمع على نفسه وينشغل كلا منا بأخيه ويترك إعمار الدنيا وما خلقنا الله من أجله

    - الإسلام هو الدين الوحيد بين الأديان الذي لم ينسب لمكان أو لشخص فلو نظرنا إلى اليهودية وجدنها تنسب إلى مكان ولو نظرنا إلى المسيحية لوجدناها تنسب إلى شخص هو المسيح ولو نظرنا إلى البوذية لوجدناها تنسب إلى شخص ولكن الدين الإسلام لعموم دعوة النبي لم يسميها الله الديانة المحمدية ولكن سميت الديانة الاسلامية فتركنا هذا العموم الذي مقتضاه نشر دعوتنا وانشغل بعضنا ببعض قال تعالى( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )

    - كل مسلم مأمور بنشر الدعوة الى دين الله قال تعالى(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ الْفَاسِقُونَ (110)) امة محمد صلى الله عليه وسلم هي الامة الوحيدة التى ائتمنت على الرسالة لان الله حفظ لها القرءان قال تعالى ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) ) حفظ الله لنا القرءان وأمرنا بالتدبر فيه فانشغلنا بحفظه وهو أمر محمود وطيب لا جدال ولكننا تركنا ما أمرنا الله به ألا وهو التدبر فيه قال تعالى (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) فلم نجد مسابقة بيننا في فهم القرءان ولا في تدبره وجاء في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحة عن سهل ابن سعد الساعدي(انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر : ( لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه ) . فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى ، فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى ، فقال : ( أين علي ) . فقيل : يشتكي عينيه ، فأمر فدعي له ، فبصق في عينيه ، فبرأ مكانه حتى كأنه لم يكن به شيء ، فقال : نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : ( على رسلك ، حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم ، فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم ) . صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2942 والشاهد من الحديث أن الدعوة إلى الله وهداية الخلق خير من حمر النعم ولا سبيل لها إلا بالعلم والوسائل الحديثة في عصرنا وبمخالقة الناس بخلق حسن ليتخذونا قدوة لهم

    - لابد من استخدام وسائل العصر في الدعوة الى دين الله وذلك عن طريق اجهزة الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإنترنت وإذا نظرا الى القضايا التي تشنع لها اسرائيل نجدها مسموعة ولها صدي وذلك لأنها تسيطر على تلك الوسائل وننظر الى الحق فنجده بلا جناح والباطل له اجنحة وكان الاحرى بالحق ان يصل الى العالم بدلا من تلك الاكاذيب التي يروجها الصهاينة لا لشيء إلا انهم امتلكوا وسائل العصر لنشر ادعاءاتهم والمال الذي ينفقونه على نشر الباطل اما نحن فنصيح ونصيح ولا نسمع إلا انفسنا فيجب علينا تغير لغة الحوار التى نستخدمها ونتحدث الى العالم بدلا من ان نتحدث الى انفسنا ولا يسمعنا احد

    - الحق بلا قوة كالطائر بلا جناح قال تعالى(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60)) لفظ القوة هنا جميع ما نستطيع اعداده من قوة فالعالم اليوم لا ينظر الى الضعيف ولا يستمع الية فان اردنا نشر دعوة الله فلابد لنا ان نمتلك القوة لا لقهر الناس بها ولكن ليقلدنا الاخرون ففى هذا العصر لا يقلد الناس ولا يتبعون إلا القوي بل اننا وجدنا كثير من شبابنا قد اتبع الغرب في الملبس والمشرب والأفعال والأقوال ايضا لا لان هذا الشباب ذهب الى تلك البلاد فتخلق بخلقهم وإنما تقليدا لما يسمونه العالم المدني والحقيقة الغائبة عنا ان الضعيف او المتخلف فى عالمنا اليوم لا يتبعه احد ولا يسمع له احد ولو كان الحق فى جانب الضعيف لذا ان اردنا ان ننشر دين الله فلابد لنا من التقدم لتكون كلمتنا مسموعة ونستحق ان نكون خير امة اخرجت للناس

    - رب داع يدعوا الى الله فينفر الناس فيأثم لابد من الدعوة الى الله بطريق هادئ نتحرى فيه مخاطبة عقول الاخرين برفق ولين قال تعالى ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)
    فكثير من دعاة اليوم يجعل بينه وبين اصحاب الاديان الاخرى حاجز من التجهم والصد والمعاملة السيئة والطرق الجافة حتى ينفر اصحاب الملل الاخرى من الاسلام فيكون بئس داع لدين الله والصحيح فى الدعوة فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة فاتح لها ونحن نعلم الاذى الذي تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم فى مكة وعندما قال سعد ابن عباده سيد الانصار اليوم يوم الملحمة اخذ منه الراية رسول الله وأعطاها لابنه وقال له بل اليوم يوم المرحمة وجمع قريش وقال لهم ما تظنون انى فاعل بكم قالوا اخ كريم قال صلى الله عليه وسلم لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء فدخل اهل مكة دين الاسلام لما وجدوا سماحة النبي صلى الله عليه وسلم وكعب ابن زهير بعدما هجا النبي وأهدر النبي دمه وبعدما وجد خلق النبي والإسلام جاء النبي تائبا داخلا في الاسلام وانشد قصيدته على أسماع رسول الله فما كان من النبي إلا ان خلع عليه عباءته وقصة الرجل الذي بال فى المسجد ففي الحديث(أن أعرابيا بال في المسجد ، فقاموا إليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تزرموه ) . ثم دعا بدلو من ماء فصب عليه . )صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6025
    في الحديث ( أن رجلا قال : يا رسول الله , ائذن لي في السياحة . قال : إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله . وبه أن رجلا قال : يا رسول الله , ائذن لي في الزنا . قال : فهم من كان قرب النبي صلى الله عليه وسلم أن يتناوله , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : دعوه . ثم قال له : ادنه , أتحب أن يفعل ذلك بأختك ؟ قال : لا . قال : فابنتك ؟ قال : فلم يزل يقول بكذا وكذا , كل ذلك يقول : لا , فقال : فاكره ما كره الله , وأحب لأخيك ما تحب لنفسك . قال : يا رسول الله , فادع الله أن يبغض إلي النساء . قال النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم بغض إليه النساء . فقال : يا رسول الله , ما شيء أبغض إلي من النساء , فائذن لي بالسياحة . )الذهبي - المصدر:المهذب - الصفحة 7/3711إسناده صالح
    وفي الحديث ايضا(أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فكلمه فجعل ترعد فرائصه فقال له هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد )الألباني - صحيح ابن ماجه – الصفحة 2693خلاصة حكم المحدث: صحيح
    انظر كيف كان يتعامل النبي مع الناس في هذه الامثلة وغيرها كثير وهو صلى الله عليه وسلم القدوة لنا

    -اما ما يذهب اليه الدعاة الجدد بالتجهم وعدم التعامل مع اصحاب الملل الاخرى وبعضهم يذهب الى ايذائهم وغيرها من التشدد الذي ما انزل الله به من سلطان ولا هو من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم في شيء فيجب ان نغير اسلوب الدعوة حتى يقبل منا الاخرون ما ندعوهم اليه وأنا اسأل هؤلاء كيف ندعو الاخرين ونحن اما لا نتعامل معهم ونتجنبهم او نتعمد ايذائهم بالله عليكم هل هذا هدي النبي ؟ هؤلاء لهم علينا حق ان نبلغهم دين الله ونصبر ونحتسب فرسول الله اوذي كثيرا ولم يفتر عن ان يدعوا بالحكمة والموعظة الحسنة فلنغير اسلوب الدعوة الى الله حتى تصل الى قلوب الاخرين وإلا سنجد انفسنا نتكلم مع انفسنا ويحاججنا هؤلاء اما الله يوم القيامة بأننا لم نبلغهم الدين الحق



    المحور الثاني : هل خلق الله الدنيا لتكون مذمومة ؟ ولماذا خلقنا الله ؟

    - الحقيقة أن الدنيا في ذاتها ليست مذمومة ولا من وجد فيها مذموم ولكن من أخد من الدنيا من خيرها بغير حق كان هو المذموم وانظر إلي هذا الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحة عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه (أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا ، قالوا : وما زهرة الدنيا ؟ يا رسول الله ! قال : بركات الأرض ، قالوا : يا رسول الله ! وهل يأتي الخير بالشر ؟ قال : لا يأتي الخير إلا بالخير . لا يأتي الخير إلا بالخير . لا يأتي الخير إلا بالخير . إن كل ما أنبت الربيع يقتل أو يلم . إلا آكلة الخضر . فإنها تأكل . حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت الشمس . ثم اجترت وبالت وثلطت . ثم عادت فأكلت . إن هذا المال خضرة حلوة . فمن أخذه بحقه ، ووضعه في حقه ، فنعم المعونة هو . ومن أخذه بغير حقه ، كان كالذي يأكل ولا يشبع ) -المصدر:صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1052

    - ولو تفهمنا هذا الحديث جيدا لأصبحت الأمور واضحة أمام أعيننا قال صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث أن المال خضرة حلوة فلم يذم المال إذا اخذ بحقه ووضع في حقه قال عنه صلى الله عليه وسلم نعم المعونة هو ولكن المذموم من اخذ المال من غير حقه سرقة ورشوة و بلطجة فقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم كالذي يأكل ولا يشبع

    - الدنيا دار اختبار وامتحان والامتحان أو الاختبار ليس مذموما في ذاته ولكن المذموم هو الرسوب إذن الدنيا هي دار العبور إلى الجنة آو النار وانظر إلى هذا الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري تتضح تلك الصورة أمام أعيننا
    (إن الدنيا حلوة خضرة . وإن الله مستخلفكم فيها . فينظر كيف تعملون . فاتقوا الدنيا واتقوا النساء . فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء . وفي حديث بشار : لينظر كيف تعملون )صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2742
    لم يذم النبي الدنيا وإنما قال عنها أنها حلوة خضرة كما ذكر النبي أن الله استخلفنا فيها فهل يعقل أن نترك ما استخلفنا الله فيه لغيرنا وقد يفهم البعض قول النبي صلى الله عليه وسلم فاتقوا الدنيا أي اتركوها لغيركم من الكفار والملاحده وهذا فهم خاطئ لان المنهي عنة أن تأخذ منها ما ليس لك فيه حق وان تعمل فيها ما لا يرضاه رب العالمين قال تعالى (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) ) وهذه الآية تعدد أفعال المؤمنين ويثاب المؤمن على كل أفعاله إذا صلحت النية فلو اجمعنا النية في إعمالنا أنها كلها لله وقصدنا بكل أفعالنا وجه الله أجرنا عليها فللمجاهد أجر و لمن يسعى ليعول نفسه وعياله أجر والقائم لله له اجر جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحة عن أبي هريرة رضي الله عنه( دينار أنفقته في سبيل الله . ودينار أنفقته في رقبة . ودينار تصدقت به على مسكين . ودينار أنفقته على أهلك . أعظمها أجرا للذي أنفقته على أهلك )صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 995
    كما قال في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحة عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ( أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ! ذهب أهل الدثور بالأجور . يصلون كما نصلي . ويصومون كما نصوم . ويتصدقون بفضول أموالهم . قال : " أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟ إن بكل تسبيحة صدقة . وكل تكبيرة صدقة . وكل تحميدة صدقة . وكل تهليلة صدقة . وأمر بالمعروف صدقة . ونهي عن منكر صدقة . وفي بضع أحدكم صدقة " . قالوا : يا رسول الله ! أياتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : " أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرا ") . صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1006
    انظر إلى هذه الأحاديث تجد أن مصادر الحسنات متعددة ولكن الأهم هو إخلاص النية لله فى الأعمال وان لا نترك العمل لغيرنا فيفعلوه ونحن نكف أيدينا عن الدنيا وندعي كذبا انها مذمومة

    - استدلال من يذمون الدنيا بقول الله تعالي (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)
    وقوله تعالى (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (32) وقوله تعالى(اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ (26)) وهذا فهم خاطئ لان الدنيا مذمومة لمن لم يستغلها في طاعة الله الامتحان مذموم لمن لم يذاكر أما من اجتهد في المذاكرة يسعد بالاختبار ولا شك أن الدار الاخرة هي غاية كل مؤمن ولكننا لا نصل الى الغاية إلا بالوسيلة الموصلة إليها وهي إعمالنا في الدنيا ومن هذه الأعمال مقومات الحياة

    -لماذا خلقنا الله قال تعالي (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَإِلاَّ لِيَعْبُدُونِ(56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) )
    وقال تعالى (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَافَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) توضح هاتين الآيتين غاية الخلق ألا وهما العبادة وإعمار الأرض وكلاهما أمر من الله فلابد أن نعبد الله مخلصين له الدين دون شريك ولا ند و نعمر ارض الله الذي جعلنا مستخلفين فيها سبحانه وكلا الأمرين طاعة لله لان العبرة عندنا في العبادة هي إطاعة آو أمر الله فالطاعة لله عندنا هي الحكمة لان الله يعلم ونحن لا نعلم ولو قصرنا في عبادة الله حاسبنا الله لتقصيرنا في طاعة أوامره وكذلك لو قصرنا في إعمار الكون لكنا محاسبين أيضا لان العبادة والاعمار كلاهما أمر من الله سبحانه
    واضرب مثلا حتى تتضح الأمور لو أن احد الناس جلس يعبد الله في صومعة دون أن يرى اى امرأة وأخر جاءته امرأة لتفتنه فأبى وقال إني أخاف الله رب العالمين وابتعد عن الفتنه وعبد الله أيهما يكون أعظم في الأجر ؟ إذن الفتنه هي الاختبار وقد تكون نتيجته محمودة



    المحور الثالث : الفهم الصحيح للحياة وفهم الصحابة

    1-( أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي رجلا يقال له حارثة ، في بعض سكك المدينة ، فقال : كيف أصبحت يا حارثة ؟ فقال : أصبحت مؤمنا حقا ، قال : إن لكل إيمان حقيقة ، فما حقيقة إيمانك ؟ قال : عزفت نفسي عن الدنيا فأظمأت نهاري ، وأسهرت ليلي ، وكأني بعرش ربي بارزا ، وكأني بأهل الجنة في الجنة يتنعمون ، وأهل النار يعذبون . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أصبت فالزم ، مؤمن نور الله قلبه )ابن حجر العسقلاني - مختصر البزار - الصفحة 1/75خلاصة حكم المحدث: له شاهد
    انظر الى فهم الصحابي قال عزفت نفسي عن الدنيا ولم يقل عزفت يدي لاننا قلوبنا لا تلهث وراء الدنيا بحلها وحرامها ولكن قلب المؤمن عفيف عنها اما يد المؤمن تعمل في الدنيا وتاخذ بالاسباب لان الاسباب لها ناموس من عمل بها اعطاه الله مقتضاها وان كان على غير ملة الاسلام وفي الحديث ( إن قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة ، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها )الألباني -السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 9إسناده صحيح على شرط مسلم

    ولو فهم الناس هذا الحديث لما تركوا الدنيا لغير المسلمين فلابد من ان نعمل لإعمار دنيانا ونكون في مقدمة ركب العالم ولو طبقنا أخلاق الإسلام في العمل وادينا عملنا بإخلاص لكنا أفضل الأمم ففي الحديث (إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )صحيح الجامع - الصفحة 1880حسن ويحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على العمل ويرغبنا فيه ففي الحديث (ما أكل أحد طعاما قط ، خيرا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده ) ) صحيح البخاري - الصفحة 2072 ويرى لنا القرءان قصة الرجل الذي اخذ بالاسباب فمكن الله له في الارض قال تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً (84) فَأَتْبَعَ سَبَباً (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً (86) ) وكل هذه ادلة تامرنا بالعمل والحرص على التمكين في الارض وان تكون لنا اليد العليا حتى نتمكن من نشر دين الله ونكون اهل لذلك
    ( الباحث / رأفت المحمدي محمد )

  • #2
    موضوع مميز وماتع فعلا وكثيرا ما يتحجج به دعاة الحداثة والتحضر
    وهم بالأصل أغلبهم دعاه تحدر وانحلال و ضلال وتبعية للغرب !!

    فجزاك الله عنا كل الخير يا استاذنا الكريم ..
    شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

    سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
    حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
    ،،،
    يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
    وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
    وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
    عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
    وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




    أحمد .. مسلم

    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 20 ينا, 2023, 12:34 ص
    ردود 0
    34 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة عطيه الدماطى  
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 مار, 2022, 03:43 ص
    ردود 0
    36 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
     
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 مار, 2022, 03:38 ص
    ردود 0
    57 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
     
    ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 1 فبر, 2022, 04:13 ص
    ردود 0
    64 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة صلاح عامر
    بواسطة صلاح عامر
     
    ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 22 يول, 2021, 02:08 م
    ردود 0
    52 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة صلاح عامر
    بواسطة صلاح عامر
     
    يعمل...
    X