عندما كان يدفع بابا روما الجزية

تقليص

عن الكاتب

تقليص

حفظي مسلم اكتشف المزيد حول حفظي
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عندما كان يدفع بابا روما الجزية

    عندما كان يدفع بابا روما الجزية

    أ/شريف عبد العزيز
    عندما كان يدفع بابا رووما الجزية احتل المسلمون الفاتيكان ولولا اختلافهم لبقيت للمسلمين رمزاً للعزة

    المسلمون سادة البحار

    كان العرب في بادئ الأمر يهابون ركوب البحر ويخشون من غوائله وما حيك عنه من اساطير في التراث الشعبي عندهم ,ولا يلجأون لذلك الا عند الضرورة ,واستمر الحال بعد الاسلام وحرص المسلمون أولاً علي عدم ركوب البحر الا للضرورة ,ولكن مع تحرك عجلة الفتوحات الاسلامية خارج نطاق الجزيرة العربية أخذ المسلمون في ركوب البحر شيئاً فشيئاً ,أولا لرد عادية الروم الذين كانوا سادة البحار وقتها ,ثم لنقل عجلة الفتوحات الاسلامية الي الجبهة الأوروبية فحاصر المسلمون القسطنطينية ثلاث مرات , الأولي سنة 44هجرية والثانية سنة 49 هجرية ,والثالثة سنة 99 هجرية ,وخلال التجارب الثلاثة شعر المسلمون بحاجتهم للتعرف علي أسرار البحر وفنون الملاحة أكثر مما هم عليه ,فمكثوا حيناً من الدهر في دراسته وسبر أغواره ,فكان القرن الثاني الهجري ,الثامن الميلادي هو عصر التجارب البحرية بالنسبة للأساطيل الاسلامية ,ولكن لم يبزغ فجر القرن الثالث الهجري والتاسع الميلادي ,حتي تبدلت الحال واصبح المسلمون سادة البحار بلا منازع , وتحركت الأساطيل الاسلامية تمخر عباب البحار من أقصاها الي اقصاها ,تفتح جزائره وتثخن في شواطئه وثغوره ,ويصف ابن خلدون عصر هذه السيادة البحرية قائلاً وكان المسلمون لعهد الدولة الاسلامية قد غلبوا علي هذا البحر -يقصد المتوسط -من جميع جوانبه ,وامتطوا ظهره للفتح سائر أيامهم ,فكانت لهم المقامات المعلومة من الفتح والغنائم ,وملكوا سائر الجزائر المنقطعة علي السواحل مثل ميورقة ومنورقة ويابسة وسردانية وصقلية وقوصرة ومالطة وكريت وسائر ممالك الروم والفرنج , ولم يكن للاساطيل النصرانية قِبل بأساطيل المسلمين ، وعظمت صولتهم وسلطانهم فيه ، والعجيب في هذه السيادة أن معظم هذه الأساطيل الاسلامية كانت مؤلفة من غزاة البحر المتطوعين ،ولم يكونوا منضمين لجيوش لخلافة النظامية ،أي لم يكن للخلافة الاسلامية ولا للدول التي خرجت عن عباءة الخلافة فضل كبير في احراز هذه السيادة ،قدر فضل المجاهدين المتطوعين من أمراء البحر المسلمين ،وكانت صقلية وقتها تابعة لدولة بني الأغلب في شمال افريقيا ،وهي دولة ظهرت من عباءة الخلافة العباسية سنة 180هجرية وكان لها دور رائع في الجهاد البحري وفتح كثير من جزائر البحر المتوسط




    المسلمون وفتح روما

    ليس في سير الحملات البحرية الاسلامية أغرب ولا امتع من غزو المسلمين لمدينة روما القديمة ،فقد غزا المسلمون مدينة القياصرة مرتين ، وللأسف الشديد لا يوجد في المراجع الاسلامية اخبار عن هذه الغزوات ومثلها الا الشئ النزر ذلك لأن معظم هذه الغزوات كما قلنا كانت بواسطة المجاهدين المتطوعين بعيداً عن سلطة الخلافة ،ما جعل المؤرخين المسلمين لا يعرفون معظم هذه البطولات والفتوحات ،ومعظم المعلومات عن هذه الغزوات مستقي من المراجع الاوروبية وخلاصة القول في هذه الملحمة العظيمة ان المجاهدين المتطوعين قرروا بعد التشاور فيما بينهم علي غزو مدينة روما وعرض الفكرة علي حكومة صقلية وواليها الفضل بن جعفر الهمذاني فرفع الأمر بدوره الي أمير الأغالبة وقتها (ابي العباس محمد بن الأغلب ) فأعجبته الفكرة أمد المجاهدين بكميات من العتاذ والمؤن والرجال ،وانطلقت الحملة البحرية ستة 231 هجرية نحو سواحل ايطاليا حتي وصلت الي مصب نهر تفيري وتقع روما عند مصب هذا النهر ، وكانت اسوار مدينة روما وقتها لا تشمل كل المدينة القديمة ، بل كان الحي الديني والذي كان فيه كنيستا بطرس وبولس الشهيرتين ،وطائفة كبيرة من المعابد والهياكل والقبور القديمة خارجا عن الاسوار ،وقد تركت بلا حراسة ظناً من النصاري أنها منطقة مقدسة محمية من السماء ! فانقض المجاهدون علي ذلك الحي وغنموا كل كنوزه وكانت فوق الوصف ،ثم ضربوا الحصار علي مدينة القياصرة ،وأوشكت المدينة علي السقوط ، فارتاع البابا سرجيوس الثاني بابا روما وقتها من الهجوم الشامل وأرسل نداءات إستغاثة لملوك وأمراء أوروبا ،فبادر امبراطور الفرنج وقتها لويس الثاني بإرسال حملة كبيرة من جنوده لنجدة روما وكنائسها ،ونظراً للخلافات التي دبت بين زعماء الحملة المسلمين ،رفع المسلمون الحصار وعادوا الي صقلية مثقلين بالغنائم والأسري .


    كشفت هذه المحاولة الجريئة التي قام بها المجاهدون المسلمون عن مدي ضعف مدينة روما التي كانت يوما عاصمة العالم القديم ،ومركز النصرانية العالمية ،وهشاشة دفاعتها ، فققر المسلمون معاودة الكرة مرة أخري ريثما تسنح الفرصة ، واكن ذلك سنة 256 هجرية ، وبدعم قوي من أمير الأغالبة وقتها محمد بن احمد الاغلب وقد كان هذا الامير قد نجح قبل ذلك بعام واحد في فتح جزيرة مالطة أي سنة 255 هجرية فارتفع سقف طموحاته لنيل شرف فتح روما ، وبالفعل اجتمعت أساطيل المجاهدين مع اساطيل الأغالبة وساروا علي نفس طريق الحملة السابقة حتي وصلوا إلي مصب نهر تفيري ،فاسرع بابا روما وقتها وهو ليون الرابع وقد تعلم الدرس من الغزوة السابقة ،أسرع وطلب من أساطيل جنوة ونابولي رد الحملة البحرية المسلمة ،ونشبن عند مياه أوستيا معركة بحرية هائلة بين الفريقين ، كاد المسلمون فيها أن يسحقوا الأساطيل النصرانية ، لولا هبوب عاصفة بحرية مدوية علي أوستيا أدت إلي توقف القتال .


    لم تثن هذه العاصفة القوية من عزم المسلمين ورغم خسائرهم الكبيرة من جراء العاصفة ، إلا انهم اصروا علي مواصلة الغزوة ،وحاصروا المدينة بمنتهي القوة حتي أوشكت علي السقوط ، ما دع بابا روما يوحنا الثامن الذي خلف ليون الرابع الذي هلك حزناً علي مصاب النصرانية لأن يرضخ لشروط المسلمين ، ويدفع لهم الجزية سنويا وقدرها خمسة وعشرون الف مثقال من الفضة ، وكان وقع ذلك الامر شديد علي الأمم النصرانية خاصة في أوروبا اذ كيف يدفع البابا الجزية للمسلمين ، ولكنها الحقيقة التاريخية الثابتة والتي لا يتطرق اليها الشك ، فهي مما شهد به الاعداء وسطروه في كتبهم رغم انه يخزيهم ويحزنهم وهي ايضاً من مشاهد العزة والكرامة والبطولة في الايام الخالية ، المسلمون الان في حاجة للتعرف عليها والاستفادة منها والتدبر فيها
    التعديل الأخير تم بواسطة نصرة الإسلام; 14 سبت, 2012, 02:43 م. سبب آخر: تنسيق ..

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 30 أكت, 2020, 01:10 ص
رد 1
63 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
ابتدأ بواسطة Ehab_Ehab1, 8 أبر, 2019, 01:23 م
ردود 0
98 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة Ehab_Ehab1
بواسطة Ehab_Ehab1
 
ابتدأ بواسطة سيف الكلمة, 2 ماي, 2017, 11:44 م
رد 1
1,062 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة أسامة المسلم  
ابتدأ بواسطة دفاع, 30 أكت, 2016, 03:01 م
ردود 0
1,196 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة دفاع
بواسطة دفاع
 
يعمل...
X