تويت
الدعوة عبادة وفن ومهنة ووظيفة 
بقلم : أ. نورة الفيفي
الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم تنزيله {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات ، باعث النبي محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، داعيا للهدى، مرشدا للطريق المستقيم ، آمرا لمن حوله بتحقيق الدعوة إلى طريق النجاح الذي لا جائزة له إلا الجنة، فهو القائل لعلي بن أبي طالب :( فو الله لأن يهدي الله بك رجل واحد خير لك من حمر النعم )رواه البخاري.
عزيزتي نحن اليوم نقف على عالم كثرت فيه أبواق الناعقين والناعقات، لطرق الضلال وستر الحق المبين,ونحن كأبناء لهذا الدين ملزمين بالذود عنه بحكمة العقل والكلمة الطيبة والسلوك القويم.
فالدعوة فن حيث يتركز الاهتمام فيها على المهارة ,وحسن التصرف في تطبيق الدعوة على بصيرة قال تعالى :{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(108) سورة يوسف,وذلك ليكون مصيبا في تسديد سهامه وإقامة حجته وبرهانه؛فلابد للداعية أن تكون قادرة على التخاطب بسلاسة ووضوح دون كبر ومقت لما تراه، وأن تشارك الناس حل مشكلاتهم ، وتزور مرضاهم ، وتشاركهم في أحزانهم وأفراحهم، وأن تعلم أن القلب صيد سهل إن عرفت طرق صيده ، يقول كرينج في كتابه كيف تكسب الأصدقاء لتصطاد السمكة أنت ترمي لها الطعم الذي تحبه ، لا الطعم الذي تحبه أنت ، ولهذا لابد أن تكوني أختي الفاضلة مطلعة جيدة ، على واقعك لتعلمي كيف تعملين بفن دعوي .
عرفت الشر لا للشر لكن لتلافيه
ومن لا يعرف الشر جدير أن يقع فيه
[الدعوة علم؛ فلابد للدعاة أن يدرسوها كما ذكر الشيخ الفاضل عائض القرني ، ويدرسوا لوازمها، ونتائجها، وأساليبها، وما يجد في الدعوة ، وكان لزاما عليهم أن يتقوا الله في الميثاق الذي حملوه من معلم الخير صلى الله عليه وسلم فإنهم ورثة الأنبياء والرسل ، وهم أهل الأمانة الملقاة على عواتقهم.
وأنتِ أختي عندما تكونين في ذلك المجتمع النسوي أنت مطالبة أن تستشعري عظمة الأمانة الملقاة على عاتقك ، وأن تعلمي أن ما تقدميه من كلمة ونصح سيتم تناقلها بين هؤلاء النسوة شئت أم أبيت فتكون الأمانة عظيمة على عاتقك فلا تعظمي الخطيئة، أو تستصغريها، عليك أن تكوني واعية جيدة لما يدور حولك، أن تتعلمي تلك الطرق والأساليب التي تجعل من حولك يديرون وجوههم إليك، الم تسمعي بقصص هؤلاء الذين اهتدوا للإسلام وطريق الحق من خلال الابتسامة، والتحية الحارة،والكلمة الطيبة.
ولعلنا نغفل كثيرا في دعوتنا للخطوات العلمية المهمة التي تطبق على غيرها من العلوم، وكأن الدعوة ماضياً نحن نعيده كما هو فقط لنوصل تلك الأمانة التي قد طوقت أعناقنا، إن الدعوة وأساليبها أختي الفاضلة علم لابد من أن تحددي أهدافك بوضوح فيها، وأن لا تغفلي التخطيط للمستقبل والحاضر، فرسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام كان أنموذجا يحتذى به في التخطيط فدعوته عليه أفضل الصلاة والتسليم كانت على مرحلتين مكية، ومدنية,وكل مرحلة قد مرَّت بعدة خطوات فهل تتبعتها لتعرفي فائدة أن تكوني مخططة جيدة للدعوة؟
الدعوة مهنة تحدد معالمها وخصائصها في عدد من النقاط منها:
عندما تكون الدعوة مهنة فمعنى ذلك أنها تقوم على مجموعة متكاملة من المعارف والأفكار، ولعل الكتاب المنزل من لدن الحكيم العليم، وسنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم هما المنبع الأصيل للمعرفة والأفكار، فما مقدار ما نختزنه من هذه المنابع الأصيلة.
تؤكد هذه المهنة على خدمة الآخرين ، مسددة سهامها إلى ذلك الكائن البشري بذاته لا على ما يمتلكه، فما أعظمها من مهنة .
ستتطلب هذه المهنة البحث عن الأساليب الجديدة ,ولعل في رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم خير معلم، ولو أمعنتِ النظر أختي الفاضلة, والداعية في سيرة رسولنا لوجدتِ كيف أننا نحن من صنع التخلف في مهنتنا نحن فقط ، أما رسولنا عليه أفضل الصلاة والتسليم وصحبه الكرام ,ومن تبعهم فقد أحسنوا في اتباع الأساليب التي استطاعت أن تهدي أمة بأكملها ما بين القدوة ، والحوار الجيد، ومخاطبة العقل ، والقلب، واستخدام اليد، والقوة، والثواب والعقاب، فهلاَّ تتبعتِ الأساليب لتكوني جديرة في إحداث أساليب جديدة في الدعوة.
المهنة دائما تتطلب الإعداد والتدريب، ونحن قد أوتينا ذلك وسمعناه ورأيناه في عباداتنا في قراءتنا للقرآن الكريم والسنة النبوية؛ فهل أثر ذلك في دعوتنا؟
الدعوة علم وفن ومهنة ,وقبل ذلك عبادة ترتقي بنا إلى أعالي الجنان، فماذا لديك أختي لتضيفيه إلى صفحات الدعوة ، وتكوني المنبر الذي قد يضيء للقادم نحونا؟.
المصدر/ موقع دعوتها
