المؤامرة الكبرى (سرقة وطن) الجزء الثاني

تقليص

عن الكاتب

تقليص

المهندس زهدي جمال الدين مسلم اكتشف المزيد حول المهندس زهدي جمال الدين
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المؤامرة الكبرى (سرقة وطن) الجزء الثاني

    الباب الثاني
    الدولة الحديثة

    مقدمة
    ماذا يعرف العرب عن أنفسهم وتاريخهم المعاصر بعيدا عن شعارات دروس التربية الوطنية
    التي علَّموها لنا في المدارس الابتدائية المليئة بالأكاذيب.. بحجة إعلاء روحنا الوطنية ؟
    وبعيدا عن الخطب الحماسية الرنانة لساستنا أجلهم الله , وبعيدا عن هرطقة الإعلام العربي
    التي صارت تتقاطع تماما مع حقيقة ما يجري على الأرض , وبعيدا عن ترهات بعض
    رجال الدين بكل طوائفهم ومللهم وهم يفتون فيما يجعل الناس تردد ( من لم يقل خيرا فليسكت) .
    فتاوى في سفاسف أمور مضحكة مبكية يعتبرونها من صلب الدين وقلب الشريعة ..
    القصد منها إشغال فكر الأمة عن قضاياها المصيرية التي لم يتطرق لها أحد .. لا من قريب ... ولا حتى من بعيد
    والدراسة التي بين يديك الآن هي الجزء الثاني من أكبر سرقة في التاريخ..
    والتي لم تتم على غرار أفلام هوليوود أو الغرب الأمريكي..من أجل حفنة دولارات..
    ولكنها تمت بغرض سرقة وطن بالكامل..لقد استخدموا سياسة النفس الطويل ..
    فتراهم قد خططو ومهدو ومولوا ونجحوا واستطاعو حشد التأييد العالمي لما فعلوه..وسط صمت الأمة العربية..
    والعجيب في الأمر ان كل الذين فعلوا ذلك لا ينتمون للأرض بشيئ فكلهم
    غرباء عن فلسطين شأنهم في ذلك كشأن أي مجموعة من اللصوص المحترفين حينما يخططون لسرقة أمر ثمين.
    ومحتويات هذا الجزء تشتمل على الموضوعات الخطيرة التالية:
    الباب الثاني: الدولة الحديثة
    الفصل الأول: حقائق مرة وواقع أليم المطلب الأول: حقائق خطيرة وتاريخ منسي وخيانة التاريخ
    المطلب الثاني:بدايةالتنفيذ
    الفصل الثاني: ملاحظات أولية حول مستقبل إسرائيل
    الفصل الثالث: إقامة الدولة اليهودية .
    الفصل الرابع: إقامة تجمع يهودي من شتات الأرض في فلسطين العثمانية:
    الفصل الخامس مستقبل فلسطين وهو على مطلبين:
    المطلب الأول: فلسطين تتهود.. فما الحل وماالعمل..
    المطلب الثاني: مشروع إسرائيل الكبرى
    الفصل الخامس:الصياغة الإسرائيلية الأخيرة لتهويدفلسطين وهو على مطالب ثلاثة
    المطلب الأول:المؤامرة.... The Conspiracy
    الفرع الأول:البداية... The Beginning أولاً:فصول المؤامرة الأولى
    ثانيا:الاضطهاد الأوروبي لليهود وفشلهم في تحصيل المُلك القاروني
    ثالثاً:الوجود، والحدود
    الفرع الثاني:التخطيط... Planning(الصهيونية ونشأةإسرائيل)
    الفرع الثالث: المؤامرة.... محاولات تهويد فلسطين عبر التاريخ
    الفرع الرابع: العصابات الصهيونية قبل عام 1948 Zionist Gangs before 1948
    أولاً:الهاجاناه
    ثانيا: الارجونز فاى(الأرجون)
    المطلب الثاني:
    الفرع الأول World Zionist Organization –WZO منظمة الصهيونيةالعالمية
    الفرع الثانيJewish Colonization Association جمعية الاستعمار اليهودي 1891
    الفرع الثالث التمويل
    الفرع الرابع البناء
    منظمة الهاشومير Hasho-meer
    منظمة الدفاع " الهاجانة " The Haganah
    المنظمة العسكرية القومية في أرضإسرائيل Irgon " آرجون"1931
    المحاربون من أجل حرية إسرائيل " ليفي" The Levi1940
    الخاتمة :هل إسرائيل دولة أپارتهيت ؟

  • #2
    الفصل الأول


    حقائق مرة وواقع أليم

    مقدمة
    لقد سجل تاريخ الإجرام العديد من الجرائم التي فاقت غيرها مما
    قديقترفه المجرمون بشاعة وجرماً...
    وسطر لنا التاريخ كيف طالت يد العدالة هؤلاءالمجرمين فنالوا ما يستحقونه من عقاب...
    وبات بعضهم عبرة لمن يعتبر...
    لكن أنتستمر جريمة اجتمعت فيها كل ما يمكن لعتيد إجرام أن يقترفه حية مستمرة
    لا تتوقففهذا يستدعي تساؤلنا...
    كيف يمكن لضمير العالم أن يقف صامتاً أمام جريمة هيالأبشع والأسوأ في تاريخ البشرية ...
    جريمة اقترف فاعلوها كل صنوف الجرم من قتلوتعذيب واغتصاب وسرقة ومجازر وتصفية جماعية ...
    جريمة لم يشهد العالم مثلها... جريمة سرقة وطن وتصفية شعب....
    جريمة لم تزل يد مقترفها حرة تعيث في جسدضحيته تمثيلاً وتنكيلاً ...
    جريمة مستمرة صارخة تتم تحت أنظار ومسامع العالمأجمع منذ عقود طويلة..
    وكلما مرت الأيام والسنون كلما كتبت يد المجرم فصولاً تزيدعلى سابقتها في البشاعة....
    إنها أكبر جريمة في التاريخ...جريمة سرقة وطن وتصفية شعب..
    ونبدأ بوثيقة الاستقلال Proclamation of Independence
    والتي تم فيها إعلان إقامة دولة إسرائيل

    http://www.knesset.gov.il/docs/arb/megilat.htm



    وهو على مطلبين:
    المطلب الأول: حقائق خطيرة وتاريخ منسي وخيانة التاريخ
    المطلب الثاني:بدايةالتنفيذ


    المطلب الأول


    حقائق خطيرة وتاريخ منسي وخيانة التاريخ

    كيف ينظر العالم لنا ( كعرب ) و( كشرق أوسطيين ) فالصورة التي يرانا العالم عليها ,
    هي صورتنا التي لا نعرف عنها شيئا ..
    وتلك هي أكبر كوارثنا على الإطلاق , ومسؤول عن تضليلنا جميع حكامنا الذين
    حكمونا بالكذب والخداع والتضليل .. من أجل أن لا تنكشف صورة عمالتهم هم
    ( جميعا وبلا استثناء ) والتي حين سيكتشفها المواطن فيما بعد فلن يتوانى عن ترديد
    كل ما في جعبته من نعوت.. ليشفى غليله .
    لتشخيص علة الوطن العربي اليوم , علينا أن نعود قليلا إلى الخلف لنبدأ رحلتنا مع العرب
    من نقطة نهاية الحرب العالمية الأولى عند صدور قرار الانتداب وتسلم بريطانيا وفرنسا
    الوصاية على الوطن العربي بعد تقسيمه إلى دول , وتنصيب الملوك والرؤساء على تلك
    الدول كحكام شكليين يحركهم ( الحاكم العام ) البريطاني أو الفرنسي .
    من أكثر الرسائل أهمية والتي تثير الدهشة بما تملكه من تخمين صارخ صحيح ورد فيها ,
    عما سيؤول إليه الوضع في المنطقة العربية هي المذكرة التي كتبها الكولونيل
    ماينر تزهاجن السكرتير العسكري للورد اللنبي الحاكم البريطاني العام على مصر إلى
    رئيس الوزراء لويد جورج عام 1920 والتي سأدونها كاملة لما لها من أهمية .
    http://www.moqatel.com/Mokatel/data/Wthaek/Wthaek/GeneralDocs4/AGeneralDocs92_5-1.htm
    مذكرة الكولونيل ماينرتزهاجن إلى رئيس الوزراء لويد جورج
    "ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 279 - 280






    مذكرة الكولونيل ماينرتزهاجن إلى رئيس الوزراء لويد جورج
    "ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 279 - 280"


    مذكرة الكولونيل ماينرتزهاجن
    (السكرتير العسكري للورد اللنبي) إلى رئيس
    الوزراء لويد جورج
    في سنة 1920


    عزيزي رئيس الحكومة:


    طلب منى أن أرسل إليك مذكرة غير رسمية عن السيادة على سيناء. وهو موضوع
    له أهمية عندي بصورة خاصة، لا بالنسبة إلى الظروف الراهنة فحسب بل وبالنسبة إلى السنوات القادمة أيضا.
    واسمحوا لي بتناول هذا البحث بإسهاب إننا نسير بحكمة زائدة، مستهدفين السماح لليهود،
    بإنشاء وطنهم القومي في فلسطين، فقد حررنا العرب من النير التركي، ولن نستطيع البقاء
    في مصر إلى الأبد، وقد تمخض مؤتمر الصلح عن وليدين، القومية اليهودية والقومية العربية،
    وشتان بينهما: فالأول يمتاز بحيويته ونشاطه على حين يمتاز الثاني بكسله وخموله المكتسبين من الصحراء.


    أضف إلى ذلك أن اليهود بالرغم من تشتتهم، يمتازون بولائهم ورقة شعورهم وعلمهم ..
    كما أنهم قد قدموا لبريطانيا أحد رؤساء حكوماتها الممتازين وسيلتصق العرب واليهود
    من الآن إلى خمسين سنة بقوميتهم وسوف يزدهر الوطن القومي اليهودي إن عاجلا أو آجلا،
    ويصل إلى مرحلة السيادة. واني أفهم أن بعض أعضاء حكومة جلالته يتطلعون إلى هذه المرحلة.


    وكذلك ستتطور القومية العربية إلى مرحلة المناداة بالسيادة من المحيط إلى الخليج،
    ومما لا شك فيه أن السيادة العربية واليهودية ستصطدمان وإذا قدر لمشروع الهجرة
    اليهودية إلى فلسطين النجاح، فان الصهيونية ستتوسع على حساب العرب دون سواهم.
    وسيبذل العرب قصارى جهودهم للقضاء على قوة وعظمة فلسطين اليهودية، وهذا يعنى سفك الدماء.


    وبريطانيا تتحكم الآن في الشرق الأوسط، ونحن لا نستطيع أن نكون أصدقاء
    للعرب واليهود في آن واحد، واني أقترح منح الصداقة البريطانية لليهود وحدهم
    بتقدير أنهم الشعب الذي سيكون صديقنا المخلص الموالى في المستقبل، إن اليهود مدينون،
    لنا كثيرا، وهم يحفظون لنا هذا الجميل .. وسيكونون ثروة لنا بعكس العرب،
    الذين سيكونون سلبيين معنا، برغم خدماتنا لهم.


    وسوف تكون فلسطين حجر الزاوية في الشرق الأوسط، فبينما تحدها الصحراء من جهة،
    يحدها البحر من جهة أخرى، ولها ميناء طبيعي ممتاز، هو أحسن ميناء على
    ساحل البحر الأبيض المتوسط الشرقي، ثم أن اليهود برهنوا على كفايتهم الحربية منذ
    احتل الرومان البلاد على حين يمتاز العربي بقسوته في الحرب، وحبه للسلب والتدمير والقتل.


    والآن دعني أتكلم عن فلسطين بالنسبة إلى مصر: ففي حالة تطور السلاح من
    طائرات ودبابات، سيكون الفصل في المعركة للسلاح الأحدث، والشجاعة وقوة
    الأعصاب والصبر، ولذلك فأنى أرى في مصر العدو المسلح لليهود وبتطور القوميتين
    العربية واليهودية إلى مرحلة السيادة، وبخسارتنا قناة السويس في سنة 1968 أي بعد 47 سنة
    فان بريطانيا ستخسر مراكزها في الشرق الأوسط. ولتقوية هذه المراكز، أقترح ضم سيناء إلى فلسطين.


    فقبل سنة 1906 كان الحد التركي المصري ممتدا من رفح في الشمال إلى قرب القناة.
    وكان شرقي سيناء وجنوبيها قسما من الحجاز الخاضع للعثمانيين.
    وفي تشرين الأول سنة 1906 منحت مصر حق إدارة سيناء حتى الخط الممتد من رفح إلى
    رأس خليج العقبة. أما ملكيتها فبقيت لتركيا. وقد احتلها اللورد اللنبى بجيشه البريطاني
    دون مساعدة الجيش المصري فأصبح مصيرها منوطا بقرار من الحكومة البريطانية المحتلة ..
    وفى حالة ضم سيناء إلينا، فإننا نربح حدا فاصلا بين مصر وفلسطين ونثبت لبريطانيا
    مركزا قويا في الشرق الأوسط، مع اتصال سهل بالبحرين المتوسط والأحمر، وقاعدة
    إستراتيجية واسعة النطاق مع ميناء حيفا الممتاز الذي سنستعمله بموافقة اليهود.


    ومن حسنات هذا الضم أنه سيحبط أية محاولة مصرية لإغلاق القناة في وجه ملاحتنا،
    كما سيمكننا من حفر قناة تربط بين البحرين المتوسط والأحمر، ثم أن ضم سيناء لن يثير
    أية قضية قومية ضدنا، إذ أن البدو الرحل المقيمين فيها لا يتجاوزون بضعة آلاف.(*)


    (*) نقلا عن كتاب "التطورات الأخيرة للقضية الفلسطينية" للأستاذ خيري حماد. )

    انتهى نص المذكرة التي تتنبأ بأن مصر ستحارب إسرائيل , قبل 28 سنة من تأسيس
    دولة إسرائيل على أرض فلسطين وقبل 36 سنة من وقوع أول حرب ( لمصر منفردة ) مع إسرائيل ,
    وهي حرب السويس 1956 .
    فلماذا تحارب مصر إسرائيل ؟.
    قبل الإجابة عن هذا السؤال دعونا نبحث في مكان آخر عن الماهية التي سيتم بها بلورة
    موقف عربي موحد أو شبه موحد من قضية ما... ونقصد بذلك ( الجامعة العربية ) .
    وللتعرف على مصداقية قرارات وحلول هذه الجامعة, يجب أن نسأل أولا لماذا تأسست الجامعة,
    ومن الذي أسسها ؟ وكيف تحدد مسارها ؟ .
    حين انتهت الحرب العالمية الأولى ثم أعقبها الكساد العالمي الكبير وألقى بظلاله الكئيبة على
    جميع دول العالم , مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية , أثناء فترة تلك الحرب فهم
    البريطانيون وبدون أدنى شك , أن الولايات المتحدة الأمريكية ستسعى إلى وضع يدها على
    مناطق من الشرق الأوسط .. مما يعني خسارة للبريطانيين .
    حتى لا يكون الصراع ( البريطاني _ الأمريكي ) مكشوفا, وإنما على شكل حرب بالنيابة,
    تحارب فيها ( بريطانيا بواسطة العرب ) _ ( اليهود الذين تدعمهم الولايات المتحدة الأمريكية ).
    لذلك كان على بريطانيا أن تتصرف بذكاء مستغلة إحساس العرب أنهم أمة واحدة تسعى إلى
    التوحد من جديد من أجل بلورة موقف موحد للعرب تقودهم من خلاله إلى تلك الحرب،
    ولهذا حثت بريطانيا العرب على تأسيس الجامعة العربية.

    تعليق


    • #3
      ومن موقع الملك فاروق http://www.faroukmisr.net/report25.htm
      أنقل لكم التالي:

      جامعة الدول العربية



      · ألقى أنتوني إيدن وزير خارجية بريطانيا خطابا في مايو 1941 قال فيه : ( إن العالم العربي قد خطا خطوات عظيمة
      منذ التسوية ( يقصد التقسيم ) التي وقعت عقب الحرب العالمية الأولى . يتمنى كثير من مفكري العرب للشعوب العربية
      درجة من درجات الوحدة , أكبر مما تتمتع به الآن .
      · وإن العرب يتطلعون لنيل تأييدنا في مساعيهم نحو هذا الهدف ولا ينبغي أن نغفل الرد على طلب أصدقائنا هذا, إذ يبدو
      أنه من الطبيعي ومن الحق أن تكون هنالك تقوية للروابط الثقافية والاقتصادية بين البلاد العربية وكذلك الروابط السياسية أيضاً...
      وحكومة جلالته سوف تبذل تأييدها التام لأي خطة تلقى موافقة عامة) .
      · ثم عاد إيدن ليصرح في 24/2/1943 في مجلس العموم البريطاني بأن الحكومة البريطانية تنظر بعين العطف إلى كل حركة
      بين العرب ترمى إلى تحقيق وحدتهم الاقتصادية والثقافية والسياسية .
      · وبعد عام تقريبا من خطاب إيدن دعا رئيس الوزراء المصري مصطفى النحاس كلا من رئيس الوزراء السوري جميل
      مردم ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية بشارة الخورى للتباحث معهما في القاهرة حول فكرة إقامة جامعة عربية ،
      وكانت هذه أول مرة تثار فيها فكرة الجامعة العربية بمثل هذا الوضوح .
      · ثم عاد بعد نحو شهر من تصريح إيدن أمام مجلس العموم ليؤكد استعداد الحكومة المصرية لاستطلاع أراء الحكومات العربية في موضوع الوحدة .
      · وعقد مؤتمر لمناقشته ، وعلى اثر ذلك بدأت سلسلة من المشاورات الثنائية بين مصر من جانب وممثلي كل
      من العراق وسوريا ولبنان والسعودية والأردن واليمن من جانب أخر ، وعندما اجتمعت لجنة تحضيرية من ممثلين
      عن كل من سوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر واليمن تم ترجيح الاتجاه الداعي إلى وحدة الدول العربية المستقلة بما
      لا يمس استقلالها وسيادتها ، كما استقرت على تسمية الرابطة المجسدة لهذه الوحدة باسم ( جامعة الدول العربية ) ،
      وتم التوصل إلى بروتوكول الإسكندرية الذي صار أول وثيقة تخص الجامعة ، وتم التوقيع عليه من رؤساء الوفود المشاركة
      في اللجنة التحضيرية وذلك في 7 أكتوبر 1944 ، وبعد اكتمال مشروع الميثاق اقر بقصر الزعفران بالقاهرة
      في 19 مارس سنة 1945 بعد إدخال بعض التعديلات عليه .
      وفى يوم 22 مارس سنة 1945 تم التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية من قبل مندوبي الدول العربية عدا
      السعودية واليمن اللتين وقعتا على الميثاق في وقت لاحق ، وأصبح يوم 22 مارس من كل عام هو يوم الاحتفال بالعيد السنوي لجامعة الدول العربية .




      أمناء جامعة الدول العربية منذ تأسيسها :
      · عبد الرحمن حسن عزام
      · محمد عبد الخالق حسونة
      · محمود رياض
      · الشاذلي القليبى
      · احمد عصمت عبد المجيد
      · عمرو موسى

      ثم وضع بروتوكول الإسكندرية الذي يعتبر أول وثيقة تخص الجامعة وينص على المبادئ التالية:
      # قيام جامعة الدول العربية من الدول العربية المستقلة التي تقبل الانضمام إلى الجامعة .
      # يكون لها مجلس تمثل فيه الدول المشتركة في الجامعة على ( قدم المساواة).
      # مهمة مجلس الجامعة هي : مراعاة تنفيذ ما تبرمه الدول الأعضاء فيما بينها من اتفاقيات وعقد اجتماعات
      دورية لتوثيق الصلات بينها والتنسيق بين خططها السياسية تحقيقاً للتعاون فيما بينها وصيانةً لاستقلالها وسيادتها من
      كل اعتداء بالوسائل السياسية الممكنة ، والنظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية .
      # قرارات المجلس ملزمة ( لمن يقبلها ) فيما عدا الأحوال التي يقع فيها خلاف بين دولتين من أعضاء الجامعة ويلجأ
      الطرفان إلى المجلس لفض النزاع بينهما . ففي هذه الأحوال تكون قرارات المجلس ( ملزمة ونافذة ) .
      # لا يجوز الالتجاء إلى القوة لفض المنازعات بين دولتين من دول الجامعة كما لا يجوز إتباع سياسة خارجية تضر
      بسياسة جامعة الدول العربية أو أية دولة من دولها .
      # يجوز لكل دولة من الدول الأعضاء بالجامعة أن تعقد مع دولة أخرى من دول الجامعة أو غيرها اتفاقات
      خاصة لا تتعارض مع نصوص هذه الأحكام وروحها.
      # الاعتراف بسيادة واستقلال الدول المُنْضَمّة إلى الجامعة بحدودها القائمة فعلاً .
      # ضرورة احترام استقلال لبنان وسيادته.
      # تعد فلسطين ركناً هاماً من أركان البلاد العربية وحقوق العرب فيها لا يمكن المساس بها من غير إضرار بالسلم
      والاستقلال في العالم العربي، وعلى الدول العربية تأييد قضية عرب فلسطين بالعمل على تحقيق أمانيهم المشروعة وصون حقوقهم العادلة.
      # تشكيل لجنة فرعية سياسية من أعضاء اللجنة التحضيرية للقيام بإعداد النظام الداخلي لمجلس الجامعة، وبحث
      المسائل السياسية التي تبرم الاتفاقيات فيها بين الدول العربية.
      وقّع على هذا جميع رؤساء الوفود المشاركة في اللجنة التحضيرية يوم 7 أكتوبر 1944 عدا السعودية واليمن اللتين
      وقعتاه في 3 يناير 1945 و 5 فبراير 1945 على التوالي بعد أن تم رفعه إلى كل من الملك عبد العزيز آل سعود ,
      والإمام يحيى حميد الدين الذي يحكم اليمن .
      بروتوكول الإسكندرية هو الوثيقة الرئيسية التي انبثق عنها ميثاق جامعة الدول العربية الذي شارك
      في إعداده كل من : ( اللجنة السياسية الفرعية التي أوصى بروتوكول الإسكندرية بتشكيلها )
      و( مندوبي الدول العربية الموقعين على البروتوكول ) و( مندوب عن كل من السعودية واليمن ) و( مندوب الأحزاب الفلسطينية كمراقب ).
      وعلى الرغم من أن المد الأمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط سيكتسح النفوذين البريطاني والفرنسي ,
      إلا أن الأطر والسياقات التي كانت معمولا بها والتي أسستها دول الانتداب ( بريطانيا وفرنسا ) ظلت سارية .
      من هذه الأطر والسياقات نشير إلى:
      * الحدود التي تفصل أقطار الوطن العربي
      * جامعة الدول العربية .
      نعترف كلنا.. ( نحن ومستعمرونا ) على أن الحدود الفاصلة بين دولنا العربية هي حدود مصطنعة , ولكن لا ندري
      عبارة (على قدم المساواة) في الفقرة الثانية من بروتوكول الإسكندرية ماذا تعني !!؟؟ وفيما إذا كان العرب
      قد أوكلوا غالى مصر أمر الوصاية عليهم أم لا ؟ .. فمنذ يوم التأسيس , تصرفت مصر مع الجامعة العربية .. باعتبارها ( جامعة مصرية للعرب ) .
      فإلى أي حد من الممكن أن تصل إليه مناقشات أعضاء الجامعة... في الختام تكون موافقة الحكومة المصرية
      شرطا واجبا لإقرار أي قرار أو رفضه من قبل الجامعة.
      كما أن الأمين العام للجامعة العربية ومنذ ذلك اليوم, وبلا أي جدال.. يجب أن يكون مصريا
      حتى لو كان أقل كفاءة من نظرائه العرب.
      ولم يخرج مقر الجامعة العربية من مصر, مع أن تحريك موقع المقر في فترات دورية ( كل عشر سنوات مثلا )
      من بلد إلى آخر, من الممكن أن يكشف الكثير من الملفات التي تم ( طمرها ) لهذا السبب أو ذاك.
      شذَّت عن كل ذلك , الفترة ( منذ توقيع السادات على معاهدة التطبيع المصرية الإسرائيلية ثم المقاطعة العربية لمصر ,
      وسحب الجامعة العربية إلى تونس وتعيين السيد الشاذلي القليبي أمينا عاما لها _ وحتى زيارة حسني مبارك
      للعراق نهاية الثمانينات , حيث استقبله الرئيس صدام حسين بحفاوة بالغة وخلع عباءته وألقاها على كتف الرئيس
      حسني مبارك بمعنى إعادة مصر إلى الصف العربي ) عندها عادت مقرات الجامعة الى القاهرة وعاد أمينها العام مصريا منذ ذلك الحين .
      مصر من جانبها لم تدخر وسعا في خرق مواثيق الجامعة العربية , لن نتكلم عن مقدار الانقلابات التي وقعت في
      الدول العربية بتدبير مصري , بل نتكلم عن الإجتياحات العسكرية التي قامت بها الحكومة المصرية للدول العربية ,
      فقد اجتاحت اليمن وقسمته إلى يمنين , وأرسلت قواتها إلى الجزائر بحجة مناصرة الجزائريين في حربهم ضد الفرنسيين ..
      غير أن الحقيقة كانت أنها تفعل ذلك لمصلحة استفراد الأمريكان بشمال إفريقيا , واجتاحت ليبيا في زمن السادات ,
      وكانت مسؤولة عن إشعال الحرب في لبنان , ثم اجتاحت السودان في منطقة حلايب , وأخيرا فقد شاركت الحلف
      الأمريكي لتغزو العراق عام 1991 . كل هذا وهي ممسكة ( بعصمة ) الجامعة العربية بقبضة قوية .
      هل مصر وحدها التي تمارس مثل هذا الدور في المنطقة ؟ كلا طبعا .. الأمانة التاريخية تحتم علينا أن نشير الى أن
      الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية , شهدت صعود 6 دول تسعى الى زعامة المنطقة وكل لها مبرراتها وأساليبها .
      # إيران : أريامهر الشاهنشاهية , وهي تعوم على بحر من البترول الذي تهدي أمواله الى أوربا والغرب على
      شكل هدايا وعطايا وهبات , متباهية بتاريخها الآريامهري الذي يمتد الى آلاف من السنين . ثم تحولها الى إيران الإسلامية
      التي تسعى الى تصدير زعامتها الى المنطقة عن طريق تصدير التشيع تحت مسمى ( تصدير الثورة الإسلامية ) .
      # تركيا العلمانية : التي كانت الى ما قبل عقود ( دولة عثمانية ) تحتل الشرق الأوسط برمته وأجزاء من أوربا وهي
      تسعى الى إعادة مجدها القديم بشنها ( حرب مياه ) على جيرانها , وحرب تجارة .. وحرب أحلاف عسكرية ..
      وإلا ما معنى مناوراتها العسكرية المشتركة مع إسرائيل بين حين وآخر ؟..
      # العراق : بموقعه الحيوي في قلب المنطقة التي تتوسد المعبر القاري بين ثلاث قارات هي أسيا وأوربا وأفريقيا ,
      وبما جلبته له ثروة النفط من عوائد . والحضارات الموغلة في القدم التي عاشت على أرضه , ووجود جثامين آل البيت الأطهار
      والحوزة العلمية في النجف وكربلاء , مؤهلات جعلت العراقيين , يرون أن من حقهم أن يحوزوا زعامة المنطقة , لذلك
      لم يدخر صدام حسين ( حارس البوابة الشرقية ) وسعا في إدخال العراق والعراقيين في العديد من المتاهات والحروب سعيا وراء تحقيق ذلك الهدف .
      # السعودية : بما هبط عليها من ثروات خيالية خرجت من باطن الأرض فقلبت حياة أمرائها بين ليلة وضحاها من الضد الى الضد ,
      ثم وديارهم تضم حرمي مكة والمدينة التي يؤمها الحجيج من كل بقاع الأرض تجد من حقها أن تمتلك زعامة المنطقة ,
      وبدأت أيضا بالمناداة بتشددها الديني و ( *****تها ) التي ترى فيها معادلا موضوعيا لتصدير إيران للتشيع .
      # مصر: التي ترى في موقعها الحيوي بين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر وامتلاكها لقناة السويس وكثافتها
      السكانية العالية وحضارتها الفرعونية و( امتلاكها ) للجامعة العربية ما يؤهلها لزعامة المنطقة .
      # وأخيرا .. إسرائيل : الدولة العبرية التي يرى أهلها أنهم شعب الله المختار , المدعومون من الغرب بلا حدود ولا تحفظ .
      والذين يديرون أكبر رؤوس الأموال حول العالم , والذين سيجعلون القدس عاصمتهم مهما غلت التضحيات ,
      لإحياء مجدهم المزعوم لداؤود وسليمان ( عليهما السلام ) . إسرائيل ترى من حقها أيضا أن تتزعم المنطقة.
      ست دول تتصارع على هدف واحد في منطقة محدودة, وكل واحدة تطرح على الكل برامجها وأيديولوجياتها..
      فهل يتصور أحد مقدار الخراب الثقافي والاجتماعي والقيمي, ماديا ومعنويا, الذي يوقعه ذلك على أفراد المجتمع الذي يعيش في كل المنطقة ؟..
      آخذين بنظر الاعتبار أن كل دول المنطقة لا تسير بآليات بعيدة الأجل, وإنما بخطط قصيرة الأمد سرعان ما تتغير.
      زعامة العراق بدأت ( علمانية ) ثم فجأة أعلنت عن حملتها الإيمانية, مصر التي تحاول إثبات أنها ( قلب العروبة النابض )
      تتخلى فجأة عن شعاراتها العربية وتبدلها بشعارات ( فرعونية ) . إيران الشاهنشاهية انقلبت على نفسها تماما حين
      تحولت إلى إيران الإسلامية . أما تركيا العلمانية فهي حائرة اليوم بين خيارين لا تدري أيهما أجدى لها : أن تركب
      موجة الإسلام وتبقى تراوح في مكانها , أم تواصل علمانيتها لتلحق بسباق الإتحاد الأوربي !!؟..
      حتى إسرائيل التي تدعي أنها ( مُحاربة ) من قبل كل العرب, صارت تحارب كل العرب وتسعى إلى التوسع.
      وبالمحصلة.. ما الذي يعكسه كل هذا من تذبذب على أساليب حياة البشر وتفكيرهم ؟ كان الله في عون مواطن المنطقة في كل أقطارها .
      من أقذر مظاهر الصراع بين هذه الدول على زعامة المنطقة .. هو الحرب اللبنانية .
      فبعد أن وقع السادات على معاهدة التطبيع مع إسرائيل , وتعهد لها بإيقاف العمل الفدائي المنطلق اتجاهها من غزة التي
      كانت تحت حكم مصر .. أوعز إلى ( الجامعة العربية ) بتخويل سوريا حق إرسال قواتها إلى لبنان بحجة ( حماية اللبنانيين من التعديات الإسرائيلية).
      لكن حقيقة التخويل كانت ( لطرد الفلسطينيين من لبنان التي نزحوا إليها بعد أن طردهم الملك حسين من الأردن )
      ومصر في ذلك الوقت وعبر ( الجامعة العربية ) كانت تحمي إسرائيل من الهجمات الفدائية القادمة من لبنان.
      أما دول الصراع فقد استعملت لبنان ساحة رخيصة لقتالها, إيران ساندت الأحزاب الشيعية, والسعودية ساندت الأحزاب السنية,
      والعراق ساند الفلسطينيين, وقامت إسرائيل بدعم المليشيات المسيحية, فاشتعلت لبنان, قتل فيها اللبنانيون
      والفلسطينيون بجرائم يندى لها جبين حتى من لا شرف له.

      تعليق


      • #4
        القذارة الثانية.. كانت الحرب العراقية الإيرانية .. نعم عُلِّقتْ الحرب برقبة صدام .. لكن كل الدول المتصارعة على الزعامة كانت مسؤولة عنها ..
        مصر والسعودية ودول الخليج وحتى تركيا وإسرائيل, كل بطريقتها الخاصة وأسلوبها المبتكر.
        ويجب أن نلاحظ أن كل دول الصراع ( عدا إسرائيل ) كانت.. ومازالت ترفع شعارات تحرير فلسطين ونصرة أهلها على كامل ترابهم ...
        غير أن علينا أن لا ننسى أن كل ذلك مجرد ( شعارات ) من أجل استهلاك مواطني المنطقة , يُبِرَّر به ما تقوم به كل جهة صراع من
        أفعال عدوانية اتجاه أية جهة ثانية , واضعين نصب أعيننا أن قضية فلسطين .. تاجر بها حتى أهلها من الفلسطينيين,
        دون أن تهمهم أرضهم ولا مواطنيهم, ولسان حالهم يقول:
        ( ليس بالإمكان .. أفضل مما كان ) .
        أما واجهة الصراع الوطني الفلسطيني مع إسرائيل, ويقصد بها منظمة التحرير الفلسطينية, فيرجى البحث عن دور مصر في تأسيس
        هذه المنظمة من أجل إبقاء الصراع بين المنظمة وبين إسرائيل مشتعلا بما يخدم المصالح المصرية وليس الفلسطينية..
        أما حين ( طبَّعت ) مصر مع إسرائيل من أجل استعادة سيادتها على سيناء, فلم يكن أسهل على ( جامعتها ) العربية من
        أن تخول بضرب منظمة التحرير وكل الفصائل الفلسطينية على أرض لبنان.
        هذه هي حقيقة الواقع العربي .. فهل يريد أحد النظر إليه من خلال فرقة ( مزيكة حسب الله ) المؤلفة من بوق الحاكم العربي وطبول أجهزة الإعلام ؟..
        نعود إلى مذكرة الكولونيل ماينر تزهاجن التي نصح فيها حكومته أن تُلحق سيناء بفلسطين , ونلاحظ أن حكومته لم تلتزم بتلك النصيحة ,
        فعلى الرغم من أن بريطانيا كانت قد أعطت إلى اليهود وعد بلفور عام 1917 بتأسيس ( وطن قومي ) لهم في فلسطين ..
        إلا أنها لم تمنحهم وعدا بتأسيس ( دولة يهودية ), ربما هناك تشابه في الألفاظ.. لكن المعنيين مختلفين تماما,
        فأن تسمح بريطانيا لليهود ( أن يقدموا للعيش في فلسطين تحت الحكم البريطاني ) شيء.. وأن ( يؤسسوا لهم دولة ذات حكومة مستقلة عن بريطانيا ) شيء آخر .
        ورغم أن بريطانيا كانت تحكم فلسطين فعليا منذ عام 1918 إلا أنها لم تسمح لهجراتهم بتأسيس هذه ( الدولة اليهودية )
        والتي هي الشرط الرئيس الأساس الآن ـ نحن الآن في عام 2011 شهر أكتوبر رئيس الوزراء هو بنيامين نتياهو صحاب
        قرار يهودية الدولة لحظة كتابة الدراسة ـ لأي تسوية بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال فالاعتراف بيهودية الدولة شرط
        رئيس للجلوس مع الجانب الفلسطيني للتفاوض...وبهذا الخصوص كتبت دراستي بعنوان (احذروا يهودية الدولة)..
        وشرحت ماذا يعني ذلك المصطلح..ولا بأس من ذكره هنا مرة أخرى بعد الانتهاء من تسلسل الأحداث..
        فبريطانيا تعلم جيدا أن إلحاق سيناء بفلسطين قد يؤدي إلى فقدان البريطانيين تنفذهم في البحر الأحمر عندما ستتأسس
        ( الدولة اليهودية ) بمعاضدة أمريكية , وبحكم كون البريطانيين كانوا واثقين من إحكام قبضتهم على مصر ,
        لذلك كان من الأجدى لهم أن تلتحق سيناء بمصر .
        قلنا إن الجامعة العربية تأسست في 22 مارس 1945 بناء على رغبة بريطانية تريد توحيد الصف العربي استعدادا ( لاستعماله )
        في قضية ستقع لاحقا.. وسرعان ما وقعت هذه القضية حين انتهت الحرب العالمية الثانية التي أفضت عن تقاسم جديد
        لمناطق النفوذ حول العالم, منحت فيه الولايات المتحدة الأمريكية دعمها لليهود فتأسست ( الدولة اليهودية ) في فلسطين.
        بعد قرار تقسيم فلسطين الذي صدر يوم 29 نوفمبر 1947 مباشرة عم العصيان والتمرد بين عرب فلسطين. دعمت بريطانيا
        العصيان بشكل غير مباشر, لأن قرار تقسيم فلسطين كان معناه أن تخرج بريطانيا منها ( خرجت من فلسطين تماما عام 1948 ).
        تحت قيادة جامعة الدول العربية قامت جيوش من دول الجامعة بالتوجه إلى فلسطين ( لنصرة الفلسطينيين ) يستثنى من ذلك
        أن اليمن والسعودية لم ترسلا جيوشهما. حين قامت جيوش من مصر والعراق وسوريا ولبنان ومملكة شرق الأردن
        بالدخول في حرب مع إسرائيل.. نعم كانت تلك الجيوش تحارب بنخوتها العروبية , لكن الحقيقة هي أن بريطانيا كانت ( تستعمل )
        هذه الجيوش للحرب مع الولايات المتحدة الأمريكية وواجهتها إسرائيل للمحافظة على المصالح البريطانية في فلسطين .
        دول عربية كلها كانت واقعة تحت الانتداب البريطاني أو الفرنسي.. من يسمح لها أن تدخل حربا.. إذا كانت الدول
        الوصية عليها لم تسمح بذلك ؟ إن لم تكن تلك الدول الوصية هي التي أمرت بالحرب ؟..
        تمخضت الحرب عن هزيمة الجيوش العربية , وبعد الحرب ضمَّت مملكة شرق الأردن الضفة الغربية إلى أراضيها
        وتكونت من كل ذلك ( المملكة الأردنية الهاشمية ) .
        فرنسا .. كانت دولة ( مقدور عليها ) , ولكن من يقدر على بريطانيا ( العظمى ) ؟..
        كان على إسرائيل والولايات المتحدة ( طرد ) البريطانيين من أقوى دولتين عربيتين في المنطقة ألا وهما مصر والعراق ,
        حتى لا تشكل بريطانيا مصدر إزعاج دائم بتحريك عرب البلدين , حيث توجد الكثافة السكانية العالية التي تستطيع تجهيز جيوش كبيرة ,
        لذلك أطيح بالملك فاروق ومعه الحاكم العام البريطاني على مصر عام 1952 , فيما أطيح بالملك فيصل الثاني ونفوذ السفارة
        البريطانية في العراق وكل القواعد العسكرية البريطانية عام 1958 .
        تحولت مصر إلى جمهورية , لكن القواعد العسكرية البريطانية بقيت على أراضيها , كما أن فرنسا كانت موجودة في
        قناة السويس , لذلك كان على الولايات المتحدة الأمريكية استدراج جميع الأطراف إلى حرب تحقق لها الإنفراد بحكم مصر والتأثير عليها .
        لماذا وكيف وقعت حرب السويس عام 1956 ؟
        قرار التقسيم الذي أدى إلى تأسيس إسرائيل منح إسرائيل خطا ساحليا طوله 5 ميل على خليج العقبة , فقامت على الفور
        بتأسيس ميناء إيلات عليه . وكانت تبغي استعمال ميناء إيلات من أجل تجارتها الصادرة والواردة مع دول آسيا وإفريقيا ,
        دون أن تكون مضطرة إلى تحمل الحاجة إلى علاقة مجاملة مع المصريين , أو اضطرار دفع رسوم عبور قناة السويس لهم .
        ودون أن يكون على السفن القادمة أو المغادرة من والى إسرائيل قطع الطريق الطويل عبر مضيق جبل طارق ثم رأس الرجاء الصالح لهذه الغاية.
        من أجل أن تجبر مصر الإسرائيليين على استعمال قناة السويس , كان عليها أن تبطل لهم فاعلية ميناء إيلات , ولهذا فقد قامت بالتالي :
        في النقطة التي يقارب فيها خليج العقبة على الاندماج مع البحر الأحمر نلاحظ وجود بروز في السواحل السعودية في منطقة
        تبوك يمتد إلى مياه الخليج ويدعى ( راس الشيخ حْمَيِّد ) يقابله من جانب الساحل المصري في شبه جزيرة سيناء بروز
        آخر يدعى ( راس نصراني ) بحيث يشكل هذان الرأسان المتقابلان أضيق نقطة في خليج العقبة .
        وبين هذين الرأسين تقع جزيرتا ( تيران وصنافير ) قامت مصر بتأجير هاتين الجزيرتين من السعودية حيث تعود ملكيتهما ...
        متى وكيف وقع الإيجار ؟ لا أدري .. بحثت في كل ما وقع تحت يدي من مصادر ولم أجد تطرقا إلى ذلك , فالمصادر
        العربية والأجنبية ترغب ( التعمية ) على الموضوع .
        جزيرة تيران مساحتها ( 80 كم مربع ) والمشكلة ليست في الجزيرة نفسها ولكن في ( مضائقها )..
        أما جزيرة صنافير فمساحتها ( 33 كم مربع ) وشكلها يشبه سمكة قرش عملاقة تسبح الى الجنوب الشرقي من جزيرة تيران .
        بوجود مصر في سيناء من جهة , وسيطرتها على هاتين الجزيرتين اللتين تغلقان خليج العقبة باعتبارهما مانعا طبيعيا لا يمكن
        اختراقه من جهة أخرى , فإنها بذلك تقفل على إسرائيل منفذها البحري إلى أفريقيا وآسيا , وتنهي لها تماما قيمة ميناء إيلات ,
        وتضطرها مرغمة إلى استعمال قناة السويس .
        أضافت الحكومة المصرية إلى ذلك تشجيعها الفدائيين الفلسطينيين على شن غارات على إسرائيل من قطاع غزة الواقع وقتها
        تحت سيطرة مصر , ثم قيام الحكومة المصرية بتأميم قناة السويس بحجة نيتها بناء السد العالي الذي ( يرفض ) البنك الدولي
        الأمريكي إقراضها المال لبنائه فأثارت حنق فرنسا الشديد لا على المصريين .. وإنما على الأمريكان الذين يحركونهم . خصوصا
        وأن فرنسا كانت في ذلك الوقت تتكبد الأهوال على يد الأمريكان من أجل طردها من فيتنام في نفس الوقت , ناهيك عن أن الجنرال
        ديجول كان قد تعرض من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وحلف شمال الأطلسي إلى ما يقرب من 100 مؤامرة ومحاولة
        انقلاب ومحاولة اغتيال من أجل الإطاحة به لإنهاء نفوذه في شمال إفريقيا .
        عندها تصعد الموقف إلى إعلان الحرب عام 1956 من قبل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر , فقامت إسرائيل باحتلال
        شبه جزيرة سيناء بالفعل ورفضت إعادتها إلى مصر , كما رفضت الولايات المتحدة دعم الجنية الإسترليني البريطاني الذي
        كان يعاني من وضع حرج في أسواق المال، مما اضطر بريطانيا إلى الموافقة على إجلاء كامل قواتها عن مصر , من أجل الحصول
        على الدعم المالي الأمريكي , عندها قامت الأمم المتحدة بنشر قواتها على طول الحدود الفاصلة بين مصر وإسرائيل , فانسحبت إسرائيل من سيناء .
        وقد عدت حرب السويس نصرا على المستويين المصري والأمريكي , نظرا لأنها تمخضت عن طرد البريطانيين والفرنسيين من مصر .
        علينا أن نلاحظ أن الدول الستة المتصارعة على زعامة الشرق الأوسط جميعها , هي واجهات للوجود الأمريكي في الشرق الأوسط ,
        وأن السياسة الأمريكية هي التي تخطط وتدير الصراع بين هذه الدول من أجل إبقاء المنطقة تحت سيطرتها .
        إذا نظرنا إلى هذه الدول جميعا , سنجد إسرائيل هي الكيان الوحيد ( الدخيل ) على المنطقة . بينما بقية الدول جميعا ترتبط بعاملين
        من أشد العوامل التي تؤدي إلى الوحدة لا إلى الفرقة وهما : عامل الدين الإسلامي , وعامل القومية .
        تم ضرب عامل الدين بالمذهبية ....... ولذلك تقرن تركيا بالعلمانية , وإيران بالشيعية , والسعودية بال*****ة .
        أقطار أخرى مثل العراق ولبنان , يتم اليوم شق عراها الوطنية بواسطة اللعب على هذا العامل .
        بينما تلعب المذهبية لعبتها بطريقة أخرى في أقطار مثل سوريا التي تحكمها أقلية شيعية على أغلبية سنية, أو البحرين التي تحكمها حكومة سنية على أغلبية شيعية...
        ولو عدنا وسألنا : من هم الشيعة أو السنة أو ال*****ة أو حتى الترك العلمانية ؟
        سنجدهم كلهم أمة واحدة مسلمة , الله ربها ومحمد نبيها والقرآن كتابها , قد يختلفون في الاجتهاد والتفسير , لكن ذلك ينبغي
        أن يكون ( عنصر تنوع ) يثري فكر الأمة في مواجهة متطلباتها , لكننا في الحقيقة سنلمس انه أصبح ( عنصر هدم ) يجهد الأمة بعوامل تزيد من فرقتها وضعفها .
        اللعب على العامل القومي أدير بشكل مختلف . هناك عداء تاريخي مزمن بين الترك والفرس, لذلك لا داعي من القلق بشأن تقاربهما المستحيل.
        وهناك كراهية مزمنة بين العرب والترك بحكم كون العرب عانوا لقرون من الاحتلال العثماني لذلك لن يحصل بينهما أي تقارب .
        منذ منتصف القرن الماضي تم اللعب على العلاقة العربية الفارسية , تمخض عن احتلال إيران الفارسية لجزر طنب الكبرى
        والصغرى وأبو موسى في سبعينات القرن الماضي , وكان رد الفعل هو إنهاء علاقة دول الخليج مع إيران .
        توج هذا الإنهاء بإشعال الحرب العراقية الإيرانية , فعمت بين العرب والفرس حالات من العداء والشك ... في حين أننا نجد
        وقبل حوالي 60 سنة, أيام كان العرب والفرس يخضعون للنفوذ البريطاني... شاه إيران كان متزوجا من فوزية أخت ملك مصر ,
        وينادي الشاه بالملك فاروق ( ملكا على العرب والمسلمين ) إذن ما الذي تغير ليقلب الموازين بهذا الشكل ؟ ..
        طبيعة الموقع على الأرض ستفصل لنا الصراع الشرق أوسطي إلى دائرتين رئيسيتين: في الدائرة الأولى هناك مصر
        وإسرائيل وتركيا, وفي الدائرة الثانية هناك العراق والسعودية وإيران.
        حين تتقارب إسرائيل مع تركيا فإن ذلك يزعج مصر, تماما كما تنزعج إسرائيل من أي احتمال لتقارب تركي مصري, وبالضبط
        مثلما تنزعج السعودية عندما يتقارب العراق مع إيران أو تنزعج إيران عندما يتقارب العراق مع السعودية.
        منتصف الستينات من القرن الماضي سعت إسرائيل إلى التوسع , قام سفيرها في الولايات المتحدة الأمريكية ( أبا إيبان ) بالاجتماع
        مع الرئيس الأمريكي جونسون , وأخذ منه تعهدا بأن الولايات المتحدة لن تفرض على إسرائيل الانسحاب من أي أرض عربية
        ستحتلها مثلما فعلت الولايات المتحدة عندما أجبرت إسرائيل على الانسحاب من سيناء عام 1956 .
        حشدت إسرائيل على حدود الجولان السورية التي تربطها معاهدة دفاع مشترك مع المصريين
        وهكذا وجدت مصر نفسها وقد عادت إلى التلويح بموقع تيران وصنافير المعيق لوصول إسرائيل إلى أفريقيا وآسيا وتعطيل ميناء إيلات عن الحركة .
        وكانت هذه هي الشرارة التي قدحت من جديد .. فأشعلت حرب يونيو/حزيران عام 1967. في ستة أيام كانت إسرائيل قد
        أعادت احتلال شبه جزيرة سيناء بالكامل و( قعدت ) للمصريين على الضفة الثانية من قناة السويس وأعاقت ملاحتهم البحرية
        فيها ( مثلما يعيقون ملاحتها في خليج العقبة ) , كما قامت باحتلال مرتفعات الجولان السورية , والضفة الغربية التي كانت
        قد ألحقت بالأردن بعد حرب عام 1948 إضافة إلى جزيرتي تيران وصنافير السعوديتين المؤجرتين إلى مصر.






        جزيرة صنافير

        جزيرة صنافير مساحتها: 33 كم مربع
        http://ar.wikipedia .org/wiki/ %D8%AC%D8% B2%D9%8A% D8%B1%D8% A9_%D8%AA% D9%8A%D8% B1%D8%A7% D9%86

        أولا:موقع الجزر




        كما هو واضح من الصورة...الجزر لها موقع استراتيجي مهم للغاية بالنسبة لإسرائيل لأنها تحرس منفذها الوحيد إلى البحر الأحمر.
        هاتان الجزيرتان تقيم بهما إسرائيل في الوقت الحالي محطة كبيرة للإنذار المبكر.. أما عن المياه الإقليمية في هذه المنطقة فحدث ولا حرج.
        الجزيرة الكبرى هي تيران والصغرى هي صنافير ولو وضعت أي دولة فيها معدات عسكرية
        لاستطاعت أن تشل حركة السفن الإسرائيلية عبر ميناء ايلات وخليج العقبة تماما.
        وقد تدعي السعودية أن تيران وصنافير جُزراً مرجانية غير مُهمة ولا مأهولةً بالسكان لذلك فهم لا يأبهون بهما
        وهذا غير صحيح ...على الإطلاق لأن أهميتهما كبيرةً جداً بسبب الموقع الاستراتيجي الحساس حيث يقعان في بوابة
        مضيق تيران وبهذا فموقعهم يُسيطر على بوابة خليج العقبة وإيلات الإسرائيلية وهما يُعادلان في الأهمية بالنسبة للموقع كجزر
        حنيش التي استرجعتها اليمن من أرتيريا عبر التحكيم الدولي.
        ولو أن السعوديين فعلاً غير آبهين في فرض سيادتهم على تلك الجزر لأنها مُجرد جزراً مُرجانيةً غير مأهولة ولا توجد فيها
        ثروات معدنية أو بترولية , فلماذا دخلوا في نزاع دامي مع اليمن على بعض الجزر المُرجانية الصغيرة المُشابهة كان من
        ضمنها جزيرة فرسان مع أنها لا تقع على أي منفذ بحري كما هي حال جزيرتي تيران وصنافير؟؟.

        ثانيا: قصة احتلالها


        احتلتها إسرائيل عام 1967 لأهميتها الإستراتيجية




        في وقت كان الملك فيصل رحمه الله قد أعطى لمصر السيطرة على هاتين الجزيرتين خلال فترة حربها مع إسرائيل نظراً
        لأهميتهما الإستراتيجية والجغرافية ولقطع مرور السفن الى ميناء إيلات الإسرائيلي..وبعد نكسة 67 واحتلال إسرائيل
        لأجزاء كبيرة من عدة دول عربية ومن ضمنها هاتين الجزيرتين صارت السعودية ومصر كل واحدة ترمي مسؤولية الجزر على
        الثانية حتى لا تتورط مع شعبها بملكية والحقيقة أنها فعلا أراضي سعودية %100.
        وبالدخول إلى محرك البحث جوجل نجد مكتوباً أنها جزر تابعة للسعودية.



        وهذه الصورة للجزيرة صنافير ومكتوب أيضا ملكيتها للمملكة العربية السعودية



        والناظر إلى خريطة المملكة العربية السعودية المعلقة في الدوائر الحكومية في السعودية وكتب الجغرافيا السعودية يجد
        أن هاتين الجزيرتين تابعتين للسعودية وليس لمصر.
        طبعاً تم تعتيم الموضوع إعلامياً
        حيث أن إسرائيل تحتاج وبشدة إلى الممر البحري لمرور السفن والمار بجانب هاتين الجزيرتين وصولاً الى ميناء إيلات الإسرائيلي شمالاً .

        ويقال إن العاهل السعودي وبعد 11 شهر من انتهاء حرب يونيو/ حزيران رفع مذكرة إلى الأمم المتحدة يشكو فيها من تواجد
        إسرائيل على هاتين الجزيرتين, بعد التحقق تبين أن إسرائيل تحتلهما منذ 11 شهر وهو لا يدري.
        وقد بقيت إسرائيل في هذه الجزر إلى عام 1979 حين وقع الرئيس السادات معاهدة التطبيع مع إسرائيل فأعيدت له سيناء ..
        بشرط أن تكون جزيرتا تيران وصنافير تحت الإدارة الدولية حتى لا تعمد مصر في أي وقت لاحق إلى التهديد بقفل خليج العقبة بهما.
        وفي حين قال الرئيس السادات في إحدى خطبه عن هاتين الجزيرتين : ( لا ياعم .. الجزر دول مش لينا ولاهما بتاعنا .. دول تبع أرض الحجاز)..
        فإن الحكومة السعودية تدعي بأن تيران وصنافير مجرد جزر مرجانية غير مهمة ولا مأهولة بالسكان , لذلك فليست لهما أية أهمية .
        هذا الكلام غير صحيح بالطبع لأن حقيقة موقعهما الجغرافي تؤكد أهميتهما الكبيرة , التي تفوق أهمية جزر حنيش التي استردتها اليمن
        من أرتيريا بتحكيم دولي , وتفوق أهمية جزر( حوار ) التي تنازعت حولهما قطر والبحرين وانتهتا إلى تحكيم دولي . وتفوق أهمية طنب



        الكبرى والصغرى وأبو موسى المتنازع عليها مع إيران .
        ولو أن الجزر حين تضيع فإنها لا تسترد.. لأنها محض جزر مرجانية خالية من البشر والثروة المعدنية أو البترولية !!
        فلماذا دخلت السعودية ـ كما قلنا ـ في نزاع مع اليمن على بعض جزر مرجانية صغيرة من نفس صنف جزيرتي تيران وصنافير ,
        رغم كون هذه الجزر ومن ضمنها جزيرة ( فرسان ) لا تتمتع بالموقع الخطير مثل تيران وصنافير ؟؟ ’ففي حادثة مشابهة,
        كانت بريطانيا قد أجرت جزيرة هونك كونك من الصين لمدة 99 سنة. حين غزا اليابانيون هونك كونك أثناء الحرب العالمية الثانية ,
        لم يدافع عنها البريطانيون وتركوها تحت الاحتلال الياباني مدة 3 سنوات و8 أشهر .
        يشعر البريطانيون برغم صلفهم والى حد اليوم بالعار من موقفهم ذلك , ويحاولون بشتى الطرق محو هذه الحادثة بتقديم ما ينفع هونك كونك ..
        فماذا علينا أن نشعر نحن ( العرب



        المسلمين ) حين نسترخي على شرفة عالية في أحد منتجعات ( راس نصراني ) الباذخة ..
        ونرى جزيرتي تيران وصنافير تلوحان أمامنا سابحتين في البحر ؟؟.
        من الجدير بالذكر أن البحث عبر الإنترنت عن راس نصراني أو منتجعاته الباذخة .. لا يجوز أن يكون باللغة العربية لأن المكان
        برمته ليس مخصصا للعرب, بل هو لإمتاع وخدمة الأجانب, والرجاء البحث عن الصور لأنها أبلغ من الكلمات.لاحظ وجود الممر
        الثانيzweite Brückeوهي ترجمة الكلمة الألمانية الموجودة فوق التبة وهذا الممر يربط الجزيرة بالبر..
        رغم كل ما يعتري حياة الحكام العرب وحكوماتهم من نزاعات فردية أو شخصية , إلا أن هؤلاء

        الحكام والحكومات متواطئون متعاونون متضامنون على طمر الكثير من الأمور الدقيقة



        والحساسة والمهمة عن أن تصل الى مدارك المواطن العربي .. فهل نستطيع أن نستشف من ذلك .. نوع وشكل وحجم
        ما يمسكه ( بعضهم على بعضهم ) من أخطاء ومخالفات وتجاوزات يدعوهم جميعا الى السكوت ؟؟..
        ونظراً لقيمة راس نصراني وجزيرة تيران وتحت عنوان:
        ينتظر التنفيذ منذ 1988
        مصر تعيد إحياء مشروع الجسر الرابط مع السعودية بعد أوامر مبارك بوقفه
        الثلاثاء 26 رجب 1432هـ - 28 يونيو 2011م

        تعليق


        • #5
          نشر موقع العربية الخبر التالي:
          مشروع الجسر الرابط مع السعودية بعد أوامر مبارك بوقفه
          29 يونيو/ حزيران 2011م
          أمر رئيس مجلس الوزراء المصري عصام شرف بإعادة الدراسات الفنية والاقتصادية حول مشروع الجسر البري العملاق
          الذي سيربط بين مصرية والسعودية عبر خليج العقبة والذي ينتظر التنفيذ منذ الاتفاق عليه عام 1988.
          وقالت صحيفة “الأهرام” المصرية الحكومية إن اجتماعاً ضم اللواء فؤاد عبد العزيز رئيس جمعية الطرق العربية والرئيس
          الأسبق لهيئة الطرق والجسور ووزير النقل عاطف عبد الحميد تم خلالها استعراض تقرير شامل عن المشروع شمل الأهمية
          الإستراتيجية والتكلفة وفترة استردادها والفوائد والمميزات, بالإضافة إلى العروض الدولية لتمويل وإنشاء الجسر



          وهذا المشروع الذي طلب الرئيس المصري السابق حسني مبارك وقفه قبل عامين لأسباب غير معروفة سيربط بين
          الشاطئ بمنطقة رأس نصراني القريبة من شرم الشيخ ويمر عبر جزيرة تيران ليصل الى رأس حميد بالأراضي السعودية بطول 32 كيلومتراً.
          وتقول صحيفة “الأهرام” إن عبور الجسر عند إنجازه سيستغرق 20 دقيقة بالسيارة، ومن المتوقع أن يحقق التواصل
          البري والربط المباشر بين دول شرق وغرب العالم العربي ويسهم في توفير الجهد والمال للمسافرين خاصة من المعتمرين
          والحجاج والعمالة المصرية بدول الخليج, بالإضافة الى تيسير حركة التجارة ونقل البضائع.
          رابط الخبر
          http://www.alarabiya.net/articles/2011/06/28/155151.html

          ومن حقنا بعد ذلك أن نسال الجامعة العربية : على كم جدول من جداول أعمالها كانت قد أدرجت قضية تيران وصنافير ؟
          وهل قضية تيران وصنافير هي وحدها القضية ( المطمورة ) أم أن هناك قضايا أخرى أكبر أو أصغر أو بنفس الحجم ..
          جرى طمرها لكي لا يعلم العربي شيئا عنها ؟؟ .. ليظل يرمى تبعات ما يحدث له يوميا بشكل اعتباطي عن يمينه وعن شماله ؟..
          والسؤال الأجدر الذي يوجه للجامعة العربية : هل هي جامعة مصرية للمصريين ضد العرب ؟
          أم هي جامعة عربية للحكام العرب ضد شعوبهم ؟ أم هي جامعة للعرب ( كما تدعي ) .... وعليها أن تكون مرآتهم الصادقة
          ليس في حل مشاكلهم فقط.. وإنما في تنويرهم حتى عن القضايا التي استفحلت ولم يعد بإمكان الجامعة أو غير الجامعة حلها ؟ ..
          رغم كل ما يعتري حياة العربي اليوم من ضعف واختلال.. إلا أنني أومن بالإنسان العربي , فهو إنسان ذو ذكاء
          وفطنة ونخوة وغيرة وشهامة , والإسلام بتعاليمه السمحاء البعيدة تماما عن رخص وابتذال بعض الفتاوى ,
          هو العامل الراجح الذي بلور صفات العربي الى أرقى معانيها ..
          لكن الحكام العرب جميعا, لاهون بتجميع ثرواتهم الشخصية وتوريث أبنائهم..
          والحكومات العربية لاهية بطموحاتها الخاصة وأجنداتها الإقليمية ...
          لذلك رَّبت مواطنها منذ عقود طويلة على الضعف, والحاجة, وقلة الحيلة, وتبعية الثقافة والفكر, ومتابعة أجهزة الأمن والمخابرات والاستخبارات.
          ولكن كل هذا قد تغير..وأصبحت الصحوة العربية فجأة رأيناها قد اجتاحت كل الحكام كأنها الإعصار..
          أين حاكم تونس..
          أين حاكم مصر
          أين حاكم ليبيا
          مصير الطغاة اليوم إما هارب..
          أو مسجون..
          أو مقتول..
          إذا كان الرؤساء طغاة وظلمة فإن الشعوب لا ترحم أبداً ، التدرج الغريب في مصير الرؤساء العرب السابقين
          دليل على إصرار الشعوب فمن هروب زين العبدين ” المحظوظ منهم ” الى مكابرة حسني وبقاءه في مصر
          وكان السجن هو الدار الوحيد له ثم احتقار القذافي لشعبه الذي وصفهم بالجرذان هاهو يموت في وضع لا يتمناه احد..
          قال القذافي في إحدى كلماته السابقة ” الجميلة ” بأن الدور قادم عليكم كلكم ولم يقول علينا ، فهاهو الدور يأتي
          كما ذكر ويقضي على ثلاثة كراسي وكرسيان ربما قريباً سنراها بنفس المصير..والكاريكاتير التالي أكثر تعبيراً ودلالة.


          والبقية تنتظر ،،، فماذا سيكون مصير الرؤساء العرب الطغاة كلهم الآن في مزبلة التاريخ..
          متى تغير كل هذا ستعرفون من هو العربي.. يكفينا للحكم على ذلك أننا عشنا بين صنوف مختلفة من أجناس كل أهل الأرض ,
          أتيحت لهم كل الفرص لكنهم لم يمتلكوا الوعي والفطنة ليفعلوا شيئا بكل ما يملكون .
          من الجدير بالذكر .. أن الحال البائس الذي وصل إليه عرب اليوم.. هو وليد ( مسخ ) لتلك الأيام الخوالي, حين كانت
          حكوماتنا ترفع لنا شعارات وطنية براقة ما أنزل الله بها من سلطان فوق واقع بائس بمنتهى الهوان. وتلك الشعارات هي
          التي قادتنا الى أيامنا السود الحالية , والعربي الغيور على مصلحة أمته .. عليه أن يفتح ملف الوضع العربي المعاصر .. من أوله .. وليس من صفحاته الأخيرة .
          http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=156019

          تعليق


          • #6
            المطلب الثاني

            بدايةالتنفيذ

            1ـ الحركة الصهيونية 1896-1916 :
            في 1896 وبعد ظهور أفكار معاداة السامية في أوروبا ، قام ثيودور هرتزل باقتراح حل للمشكلة في كتابة دولة اليهود حيث أقترح تأسيس وطن قومي لليهود في الأرجنتين أو فلسطين
            في1897 عقد أول مؤتمر للحركة الصهيونية في سويسرا حيث أصدر برنامج بازل في استعمار فلسطين وتأسيس الحركة الصهيونية العالمية .
            في 1904 عقد المؤتمر الرابع للحركة الصهيونية وقرر تأسيس وطن قومي لليهود في الأرجنتين.
            في 1906 قرر برلمان الحركة الصهيونية أن يكون الوطن القومي لليهود في فلسطين
            في 1914 مع بداية الحرب العالمية الأولي وعدت بريطانيا العرب بمساعدتهم على الاستقلال عن الدولة العثمانية بشرط دخولهم الحرب إلى جانب بريطانيا ضد الدولة العثمانية التي دخلة الحرب بجانب ألمانيا .
            اتفاقية سايكس بيكو1916 :



            تم توقيع اتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا وبريطانيا حيث تم الاتفاق على تقسيم المنطقة العربية إلى مناطق سيطرة ، حيث أتفق على وضع لبنان وسوريا تحت السيطرة الفرنسية والأردن والعراق تحت سيطرة بريطانيا ، على أن تبقي فلسطين دولية .
            3ـ وعد بلفور1917 :
            في 2 نوفمبر 1917 قامت الحكومة البريطانية بإصدار وعد بلفور في هيئة رسالة من وزير خارجيتها جيمس آرثر بلفور إلى زعيم الحركة الصهيونية .تعهد فيها وزير الخارجية بأن تقوم حكومة جلالة الملكة بالعمل بأفضل ما يمكنها من أجل تحقيق هدف تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين ، كما تعهد بأن لا تقوم بريطانيا بعمل أي شيء من شأنه أن يضر بمصالح وحقوق المجتمعات غير اليهودية الموجودة في فلسطين .
            4ـ الهجرة اليهودية1918:
            بعد الحرب العالمية الأولى في 1918 بدأ اليهود بالهجرة إلى فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني وفق قرارات عصبة الأمم.
            وفق وعد بلفور وشروط الانتداب فقد قامت سلطة الانتداب بتيسير هجرة اليهود بهدف تأسيس وطن قومي لهم في فلسطين ، وبدأ العمل بشكل واسع وضخم على إنشاء مشاريع زراعية واقتصادية تقوم بها الحركة الصهيونية خلال فترة الانتداب في فلسطين لحساب المستوطنين الجدد. كما ازدادت الهجرة اليهودية إلى فلسطين في الثلاثينات من القرن العشرين بسبب الحملة النازية على اليهود في أوروبا ، أصبحت تل أبيب أكبر المدن التي يسكنها فقط اليهود ، كما وجد عدد كبير من القرى والمدن الصغيرة التي أسسها اليهود .
            في نفس الوقت شهد العالم تأسيس عدد كبير من الأحزاب والجمعيات اليهودية في أوروبا والعالم وجميعها تنضم تحت أفكار وتنظيم الحركة الصهيونية وقد هاجر بعض زعماء تلك الأحزاب إلى فلسطين حيث قاموا بتأسيس الأحزاب المختلفة في الكيان الصهيوني.
            5ـ الانتداب على فلسطين 1922:
            عُصبة الأمم تصدر قرار الانتداب البريطاني على فلسطين، حيث يعمل القرار في صالح تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين.
            6 ـ الاحتجاجات 1929:
            في أغسطس 1929 هز القدس أول هجوم واسع النطاق يشنه العرب على اليهود ففي أعمال الشغب قتل العرب 133 يهودي و قتل منهم 116وتعود جذور العنف إلى مخاوف العرب من أهداف الحركة الصهيونية التي تهدف لأقامت وطن قومي لليهود في فلسطين.
            كانت بريطانيا قد وعدت اليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين على أن لا تجحف بحق السكان الأصليين في البلاد ولكن حتى الآن لم تقم بريطانيا بتنفيذ وعدها للعرب بحماية حقوقهم المدنية والدينية.
            7ـ إضراب الستة أشهر1936 :
            قام الفلسطينيون بإضراب عام شامل لمدة ستة أشهر احتجاجا على مصادرة الأراضي والهجرة اليهودية.
            8ـ لجنة بيل1937 :
            منذ وعد بلفور كانت بريطانيا تحاول تسوية الخلاف بين اليهود والعرب دون نجاح . ففي عام 1937 قدم اللورد روبرت بيل التقرير الذي خلصت له اللجنة التي كان يرأسها حيث ورد في التقرير أن استمرار العمل بنظام الانتداب على فلسطين غير ممكن عمليا وأنه ليس هناك أمل في قيام كيان مشترك بين العرب واليهود .
            كان من دواعي تكوين هذه اللجنة تزايد أعمال الاحتجاج من قبل العرب في فترة العشرينات والثلاثينات بسبب الهجرة اليهودية ومصادرة الأراضي ، فما كان من العرب إلا تشكيل اللجنة العربية العليا للدفاع عن أنفسهم وقاموا بتنظيم إضراب الستة أشهر في عام 1936 ، وفي محاولة للخروج من تلك الأزمة قامت بريطانيا بتكليف اللورد روبرت بيل بدراسة الوضع وتقديم الحلول ، ولكن العرب قاطعوا اللجنة ورفضوا التقرير ، بعد تأكيد التقرير على استحالة قيام كيان مشترك لليهود والعرب ، وعليه تم اقتراح تقسيم فلسطين إلى دولتين أحدهما عربية والأخرى يهودية وتوضع الأماكن المقدسة تحت الإدارة الدولية.
            وبعد سنتين من التقرير وجدت بريطانيا في حالة لا فوز ولا خسارة وقررت وضع قيود على هجرة اليهود لفلسطين لحين إيجاد حل المعضلة .
            9 ـ بريطانيا تقيد هجرة اليهود 1939:
            قامت بريطانيا بإصدار قرار يحظر استمرار الهجرة اليهودية إلى فلسطين وعرضت الاستقلال للفلسطينيين خلال عشرة سنوات ، رفضت الحركة الصهيونية تلك المقترحات وقامت بتأسيس عصابات مسلحة للقيام بعمليات دموية ومذابح للبريطانيين والفلسطينيين من آجل إجبار بريطانيا على الانسحاب من فلسطين لتأسيس الدولة اليهودية .
            10 ـ المعضلة الفلسطينية البريطانية1945:
            بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وفتح معسكرات الاعتقال النازية، عاد زعماء الحركة الصهيونية للمطالبة بفتح باب الهجرة لليهود إلى فلسطين .
            الحركات الصهيونية المسلحة مثل الهاجاناه والأرجون والستيرن جانج صعدت هجومها المسلح على جنود الانتداب البريطاني للضغط على بريطانيا لفتح باب الهجرة .
            عارض العرب الضغوط اليهودية ، ولكن لم يكن هناك قيادة موحدة للعرب حتى جامعة الدول العربية قامت من أجل حماية مصالح الغرب كما سبق وأن اوضحنا في المطلب الأول بالتفصيل، والحكومة العمالية الجديدة في بريطانيا كانت تدعم بشدة أهداف ومشاريع الحركة الصهيونية ، مع رغبتها بالإبقاء على صداقتها للعرب ، وبالضغط من الرئيس الأمريكي ترومن ذو الميول الصهيونية الواضحة أرسلت بريطانيا لجنة جديدة لدراسة الوضع .
            ولقد أوصت اللجنة الإنجليزية الأمريكية بالتهجير الفوري لعدد 100000 يهودي أوروبي لفلسطين ، كما أوصت برفع القيود على بيع الأراضي الفلسطينية لليهود مع إقامة الكيان المشترك تحت رعاية الأمم المتحدة .
            وتحت ضغط التكاليف العالية للجيش البريطاني في فلسطين قررت بريطانيا إحالة قضية فلسطين إلى الأمم المتحدة، وتم إرسال لجنة من الأمم المتحدة لتقييم الوضع في فلسطين وتقديم الاقتراحات وبناء على تقريرها تم اتخاذ قرار تقسيم فلسطين رقم 242.


            11ـ انسحاب بريطانيا وقرار تقسيم فلسطين1947:





            بعد سبعة سنين من الحروب ورغبة بريطانيا للانسحاب من مستعمراتها، في عام 1947 قررت بريطانيا ترك فلسطين وطلبت من الأمم المتحدة تقديم توصياتها.
            تم عقد أول جلسة طارئة للأمم المتحدة في 1947 وتم اقتراح مشروع تقسيم فلسطين إلى دولتين فلسطينية ويهودية على أن تبقي القدس دولية ، على أن تسود علاقات حسن الجوار والتعاون الاقتصادي بين الدولتين، وتمت الموافقة على الاقتراح من 33 عضو مقابل رفض 13 عضو وبدعم من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية وبامتناع بريطانيا عن التصويت.
            12ـ أول حرب عربية إسرائيلية 1948:
            رفض العرب لمشروع التقسيم أدى إلى اندلاع العنف بين العرب واليهود مع رفض بريطانيا التدخل وترك الأمور كما هي حتى موعد الانسحاب في 1 أغسطس 1848 وفق مشروع التقسيم .
            عندما تأكد زعماء اليهود من نية انسحاب بريطانيا في يوم 15 مايو قرروا في تل أبيب في يوم 14 مايو أن يطبقوا الجزء الخاص بإنشاء دولة يهودية كما ورد في قرار التقسيم ، حيث تم تشكيل برلمان وطني كممثل للشعب اليهودي والحركة الصهيونية العالمية الذي أعلن قيام دولة يهودية في فلسطين تسمى دولة إسرائيل و تقرر فتح باب الهجرة لكل يهود العالم للكيان الجديد .


            في 15 مايو قامت جيوش من مصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق مع مقاتلين عرب آخرين والمقاتلين الفلسطينيين الذين كانوا يقاتلون اليهود منذ نوفمبر 1947، قاموا ببدء حرب شاملة ضد الكيان الصهيوني، حيث تحول الصراع إلى نزاع دولي.
            لقد فشل العرب في منع قيام الكيان الصهيوني، حيث انتهت الحرب بأربع قرارات وقف إطلاق النار من الأمم المتحدة بين إسرائيل ومصر ولبنان والأردن وسوريا، والحدود التي تم تحديدها في الاتفاقية باقية على ما هي عليه حتى عام 1967.
            13 ـ قيام الكيان الصهيوني 1948:
            غيرت حرب 1948 التركيبة السكانية داخل إسرائيل حيث قام عدد كبير من الفلسطينيين بالهجرة من الأراضي التي تم احتلالها في عام 1948 ...حيث أصبح قطاع غزة الصغير تحت الإدارة المصرية والضفة الغربية تحت الإدارة الأردنية.
            بلغ عدد المهاجرين الفلسطينيين 680000 شخص حيث غادروا إلى الدول العربية المجاورة وبذلك أصبح اليهود أغلبية في الكيان الصهيوني الجديد في 1949 وتمت انتخابات أول كنيست إسرائيلي واختير حاييم وايزمان الزعيم الصهيوني كأول رئيس لإسرائيل .
            14 ـ الاحتلال البريطاني (1917 - 1948م):
            سقطت القدس بيد الجيش البريطاني في8 - 9/12/1917 بعد البيانالذي أذاعه الجنرال البريطاني اللنبي ، ومنحت عصبة الأمم بريطانيا حق الانتدابعلى فلسطين وأصبحت القدس عاصمة فلسطين تحت الانتداب البريطاني في الفترة (1920 - 1948) ومنذ ذلك الحين دخلت المدينة في عهد جديد كان من أبرز سماته زيادة أعداد المهاجرين اليهود إليها خاصة بعد وعد بلفور عام 1917 .
            15ـ مشروع تدويل القدس:
            أُحيلت قضية القدس إلى الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، فأصدرت الهيئة الدولية قرارها في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 1947 بتدويل القدس.
            16ـ إنهاء الانتداب البريطاني:
            في عام 1948 أعلنت بريطانيا إنهاء الانتداب في فلسطين وسحب قواتها فاستغلت العصابات الصهيونية حالة الفراغ السياسي والعسكري وأعلنت قيام الدولة الإسرائيلية وفي 3 ديسمبر/ كانون الأول 1948 أعلن ديفيد بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل أن القدس الغربية عاصمة للدولة الإسرائيلية الوليدة ، في حين خضعت القدس الشرقية للسيادة الأردنية حتى هزيمة يونيو/ حزيران 1967 التي أسفرت عن ضم القدس بأكملها لسلطة الاحتلال الإسرائيلي .
            17- حرب الأيام الستة1967 :
            بعد العدوان الثلاثي تطور فكر القومية العربية وانتشر بشكل واسع مع مطالبة مستميتة للرئيس جمال عبد الناصر للانتقام ، وعليه تم تأسيس القوات العربية المتحدة التي نشرت قوات كبيرة على الحدود واستمرت في إغلاق المنفذ البحري لإسرائيل مع مطالبة الرئيس جمال عبد الناصر لقوات الأمم المتحدة للخروج من مصر وإصراره على ذلك ، دفع كل ذلك إسرائيل لمهاجمة مصر والأردن وسوريا بشكل متزامن في 5 يونيو 1967 .
            بعد ستة أيام انتهت الحرب بنصر إسرائيلي ساحق حيث دمر سلاح الجو الإسرائيلي المجهز بمعدات فرنسية القوات الجوية العربية وقد كان سلاح الجو هو الأداة الرئيسية لتدمير الجيوش العربية .
            انتهت الحرب باحتلال إسرائيل لقطاع غزة وشبة جزيرة سيناء من مصر وجزيرتا صنافير وتيران بالسعودية, والقدس الشرقية العربية والضفة الغربية من نهر الأردن وهضبة الجولان من سوريا وأصبحت كل تلك المناطق تحت الاحتلال الإسرائيلي حيث أصبح حجم إسرائيل أكبر أربعة مرات عما كان علية عند وقف إطلاق النار في 1949 .
            بعد عام 1967 قامت جماعات وطنية ثورية فلسطينية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية بهجمات فدائية على أهداف إسرائيلية في داخل إسرائيل وفي المناطق المحتلة في عام 1967 وفي الخارج أيضا حيث نجحت منظمة التحرير في تعريف العالم بالقضية الفلسطينية والحصول على تأييد عالمي وكذلك حصول المنظمة على صفة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني من قبل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية .


            18 ـ حرب أكتوبر1973 :
            في عام 1973 انضمت مصر إلى سوريا في هجوم مفاجئ على إسرائيل في يوم 6 أكتوبر وكان هذا اليوم عيد ديني في إسرائيل وهو يوم صيام مقدس ولم تنجح القوات الإسرائيلية من صد الهجوم بعد ثلاث أسابيع من السيطرة العربية على مجريات الحرب وبعد خسائر عالية في الأرواح والتجهيزات ، حيث كان الاتحاد السوفيتي أحد القوى العظمىالتي تدعم العرب وكذلك الكويت والسعودية التي كانت تمول القوات العربية في الحصول على أسلحة متطورة من الاتحاد السوفيتي كما قطعت الدول العربية المنتجة للنفط الإمدادات عن أمريكا والدول الغربية لدعمها لإسرائيل مقابل مصادر القوات العربي الكبيرة من حيث التمويل والدعم العربي والسوفيتي لم يكن أمام إسرائيل سوى اللجوء إلى أمريكا للحصول على مساندتها من الناحية الاقتصادية والعسكرية لتعديل ميزان القوى ، حتى ذلك لم يساعد إسرائيل .
            لذا توجت أمريكا للحلول السلمية حيث أرسل الرئيس ريتشارد نيكسون وزير الخارجية هنري كيسنجر للتفاوض على وقف إطلاق النار بين إسرائيل ومصر وسوريا ، وقد نجح كيسنجر في فض الاشتباك على الجبهة السورية وكذلك المصرية في 1974 .


            19ـ معاهدة كامب ديفيد1979:
            كان مناحييم بيجن أول رئيس وزراء إسرائيلي يتوصل إلى تسوية سلمية مع أحد الدول لعربية كنتيجة للدعوة المفاجئة التي قدمها الرئيس المصري أنور السادات لإسرائيل للتفاوض حيث سافر إلى القدس في عام 1977 والقي خطاب على الكنيست الإسرائيلي وطالب ببدء محادثات سلام بعد محادثات طويلة ومضنية في كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل وبرعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر تم توقيع معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل في 26 مارس 1979 .
            مع أن المعاهدة أنهت حالة الحرب بين الدولتين لكن كثير من الأمور كانت معلقة دون حل وأهمها وضع الضفة الغربية وقطاع غزة

            تعليق


            • #7
              الفصل الثاني


              ملاحظات أولية حول مستقبل إسرائيل

              تبدو مهمة الكتابة عن مستقبل إسرائيل صعبة وتستدعي التحلي بالصبر فمنذ سنين احتفلت الدولة العبرية بالذكرى
              الخمسين على تأسيسها ، ورغم مظاهر الاحتفال المبالغ فيها والتي تعمدها حكامها كتعبير عن القوة المطلقة
              والانتصار المظفر، إلا أن التقارير التي خرجت من إسرائيل رصدت شيوع حالة ثقيلة من الاكتئاب والحزن
              سيطرا على المواطنين الإسرائيليين ، لم تنجح فرقعات النصر ودوي الاحتفال في إخفائها . لم تنجح الاحتفالات
              بالذكرى الخمسين في تبديد مشاعر الإحباط والخوف التي كانت تتسلل بين مواطني الدولة العبرية وتفقدهم بهجة
              الاحتفال ومغزاه الذي خطط له حكامه باعتباره انتصاراً تاريخياً غبر مسبوق لأسطورة دينية وقومية تمتد لأكثر من ألفي عام .
              لقد جاءت الذكرى الخمسون لنشأة الدولة العبرية وهي في قمة انتصاراتها السياسية
              · ألم تنجح في أن تفرض على أعدائها سلاماً يتفق مع شروطها هي ومصالحها هي قبل أن تنجح في اختراقهم واحداً
              بعد الآخر بقوة السلاح أولاً ثم بقوة المفاوضات ثانياً ؟.
              · ألم تنجح في إقامة كيان يضم عناصر متنافرة دأب الفكر السياسي على اعتبارها متعارضة ؟.
              · أليست الدولة العبرية هي النموذج الوحيد في عالمنا المعاصر لإنشاء دولة قومية (حديثة )
              تحقيقاً لوعد ( أسطوري ميتا فيزيقي ) غارق في التاريخ ؟ ـ انظر أسطورة البقرة ميلودي في الجزء الأول من الدراسة ـ
              · أليست الدولة العبرية نموذجاً مثاليا لتزاوج ـ غير مسبوق ـ بين ممارسة سياسية ديمقراطية تنتمي
              للمفاهيم السياسية الحديثة وبين تقاليد دينية مغرقة في الرجعية ؟.
              · ألم تنجح الدولة العبرية في تجسيد ( حلم المستقبل ) لقوم عانوا الاضطهاد قروناً طويلة، تحولوا بفعل
              أساطيرهم قوّامين على اضطهاد شعب أو شعوب أخرى ؟.
              · ألم تنجح وتنجح وتنجح ؟؟!!!...
              نعم إنها نجحت في كل ذلك أو كادت، فلماذا كل هذا الحزن والقلق الذي ساد الذكرى الخمسين ؟.
              إن الإجابة التي يعرفها كل يهودي هي الخوف من المستقبل ومن الموت..
              إن المجتمع اليهودي لديه ست مجموعات متصادمة : الأشكيناز والسفارديم واليهود الروس والأرثوذكس
              المتشددون ويهود الدياسبورا وأخيراً عرب إسرائيل .
              هذا هو واقع إسرائيل ( العرقي ) الذي اختارته لنفسها ولقد وضحته الآية الكريمة من سورة الحشر :
              " تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاًوَقُلُوبُهُمْ شَتَّى" هذا الواقع هو الذي سيحدد بشكل أو أخر مستقبلها.
              وفي دراسة علمية قام بها مركز ( شتاين ميتز) في جامعة تل أبيب، وهو مركز مشهود له بالجدية اتضح
              أن 60% من الإسرائيليين يخشون على إسرائيل من الصراعات الداخلية والخارجية ، ومما لاشك فيه أن ( التسوية السياسية )
              التي فرضتها الدولة العبرية على العرب قد ساهمت إلى حد كبير في تخفيف الإحساس بالخطر الخارجي وتغلغل الشعور
              بالأخطار الداخلية ، ولاشك أيضاً أن كثيرين من المتابعين العرب للظاهرة الصهيونية باتوا يبشرون باحتمال سقوطها .
              ولكن كل ذلك يرتبط في رأيي بالسياق التاريخي الذي تمر فيه الصهيونية , فمما لا شك فيه أن إسرائيل ولدت
              في ظل سياق تاريخي خاص منذ نهاية القرن التاسع عشر, وتطورت في ظلتطور النظام العالمي خلال القرن العشرين .
              هذا السياق التاريخي صار معروفاً للجميع ولكن هناك وقائع أرى أنها جديرة بالتأمل منا جميعا وذلك عندما نضع مستقبل ( إسرائيل ) محل الفحص والتحليل .
              ولنبدأ أولاً بدراسة عناوين ثلاثة لثلاثة سور قرآنية كريمة ثم نعيش ثانياً قصة حقيقية مع الدكتور زكي نجيب محمود شيخ الفلاسفة العرب .
              فلنبدأ أولاً بدراسة عنوان السور الثلاث وهي سورة العنكبوت وسورة النمل ثم سورة النحل .
              والسؤال الآن هو لماذا هذه السور الثلاث بالذات وما علاقتها بموضوع البحث ؟ .
              هذا ما سوف نسعى للإجابة عنه بإذن الله تعالى.

              الصورة الأولى من سورة العنكبوت
              إن مجتمع العنكبوت مجتمع فردي لا يعمل في صورة جماعية اجتماعية ، وإذا وُجِدَت العنكبوت في جماعة فإن أهم
              الملامح التي تميز هذا المجتمع هو العزلة والانقسام والأنانية والسمة الأساسية الغالبة عليه هي العنف والقسوة حتى
              أن أنثي العنكبوت والمعروفة بالأرملة السوداء تراها بعد الانتهاء من عملية ( السفاد) ـ التلقيح ـ وفور استفراغها
              للسائل المنوي تستدير بسرعة كبيرة وتقوم بقضم رأس الذكر الذي يعتليها .
              كما أن العنكبوت ليس بحشرة ، فهو جنس وحده ـ يتبع الفصيلة العنكبوتية ولا يتبع الفصيلة الحشرية ـ فالحشرات
              لها ثلاثة أزواج من الأرجل المفصلية ( أي ستة أرجل ) في حين أن العنكبوت لها أربعة أزواج من الأرجل المفصلية ( أي ثمانية أرجل ).
              وبالإضافة إلى أنانية العنكبوت وغدرها إلا أنها قنَّاصة , كما أنها تتميز بأعمال القرصنة, فهي لا تكتفي بنصب
              الشباك للإيقاع بفرائسها فحسب ولكنها تغير على جيرانها بشراسة منقطعة النظير ويوجد منها مائة نوع على الأقل
              شديد السميِّة , كما أنها تقوم بصنع بيت لها من خيوط دقيقة جداً يحسب من يراها لأول وهلة أن هذه الخيوط
              واهية ـ وهي كذلك ـ إلا أن الذي قد لا يعرفه المتطلع إلى بيت العنكبوت هو أن هذا البيت مجهز بأجهزة إنذار
              على مستوى عالٍ جداً من التقنية بحيث تختبئ العنكبوت بداخلة والويل والثبور وعظائم الأمور لمن يحاول الاقتراب
              من الحدود مجرد الحدود فلسوف تراه مفقودا، فما بالك بمن يحاول دخول البيت ؟ .
              إن السورة تحاول رسم صورة لمجتمع مرفوض وتلفظه باقي المجتمعات الأخرى ومثاله من دنيا الواقع مجتمع إسرائيل,
              إنه مجتمع عنكبوتي متفرد في جنسه ودولة إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تقع كل حدودها مع أعدائها, فليس لها صديق,
              حتى الدول الحليفة لها والتي استطاع حكامها أن يقيموا معها عملية التطبيع, فإن هذا التطبيع كان ولا يزال تطبيعاً جغرافياً
              وترسيم حدود وليس تطبيعا ديموغرفيا وإرادة الشعوب، لقد نجحت الدولة الإسرائيلية أن تنسج خيوطها وسط الأمة
              العربية تلك الخيوط الواهية والسهل القضاء عليها، كما أن إزالتها لا يوجد أيسر منه.



              مونيكا لونيسكي بيل كلينتون

              ففي عالم العنكبوت نجد الذكور منه جبناء والإناث منه أكثر دهاء، فهاهي ذي أنثى العنكبوت الجميلة
              ( مونيكا لونيسكي ) والتي نصبت شباكها وشِراكها بدقة متناهية حول ذكر أمريكا
              ( بيل كلينتون ) والذي استطاع الخروج من الشرك بصعوبة بالغة بعد أن لطخ علم أمريكا بسائله المنوي والذي
              استفرغته منه أنثى العنكبوت العشيقة والتي كادت تقتله لولا أنثى العنكبوت الثانية والتي كانت تحيط به وتدخره لمهمة أخرى,
              إنها أنثى العنكبوت الشمطاء ( مادلين أولبرايت ) وزيرة خارجيته وفي خضم الأحداث يجب ألا ننسى أنثى
              العنكبوت الثالثة ( لوسيان جولدبرج ) مديرة مكتبه والتي كانت تسجل المحادثات المتبادلة بينهما بالإضافة
              إلى ترتيب اللقاءات الساخنة في البيت ( الأحمر).



              وفي خضم الأحداث يجب ألا ننسى أنثى العنكبوت القبيحة المنظر والتي أَنِفَ منها كل مذاكير العناكب فلم
              يقربوها لقبحها ودمامتها وقسوتها ومع ذلك وإن كانت قد استطاعت أن تحتوي كل حكام العالم الغربي إلا أنها في نفس
              الوقت قد أدخلت كل الحكام العرب الجحور إنها ( جولدا مائيير ) رئيسة وزراء إسرائيل السابقة وصاحبة النكسة أو نكبة عام 1967 المهم
              أنها أنثى عنكبوت وكفى بها من أنثى لتعبر عن حقيقة مجتمع يرفضه الإسلام وترفضه كل المجتمعات .. بل وتكرهه .




              جولدا مائيير

              يعتقد بنو إسرائيل أنهم أبناء الله على الحقيقة وليس على المجاز وأن باقي أبناء البشر هم نتاج الزنا الحاصل بين آدم
              وبين خليلته من الشياطين واسمها ليليت حيث عاشرها آدم لمدة 130 سنة فولدت له أبناء وبنات كثيرين كما أن حواء
              اتخذت لها مجموعة من الشياطين عشاقاً وولدت منهم أبناء وبنات ولذا فان أبناء آدم وحواء هم أبناء الله ومنهم اليهود أما أبناء الزنا من الشياطين فهم أبناء الناس , ولمزيد من التفصيل يراجع سفر التكوين الإصحاح السادس العدد الأول حيث جاء فيه ( وحَدَثَ لَّما ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُنَ على الأرض ،
              وَوُلِدَ لَهُمْ بناتٌ, أنَّ أبناءَ اللهِ رَأُوا بنَاتِ الناسِ أنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ ) الخ .ولمزيد حول هذا الموضوع يراجع كتاب (التوراة) للقس
              الفرنسي ليوتاكسل ترجمة الدكتور حسان ميخائيل إسحاق الفصل الثالث صـ 43 وتعليق الدكتور حسان في آخر الكتاب صـ 529 .



              الصورة الثانية من سورة النمل :
              إن مجتمع النمل يتميز بأنه مجتمع منظم يحترم قياداته ، ويعمل بصورة جماعية وهو في نفس الوقت دكتاتوري النظام
              تتحكم فيه الملكة والتي تتربع على قمة الهرم وباقي المملكة عبيد ويعملون من أجل الملكة , وهو مجتمع أناني يعمل
              لنفسه ولا يفيد غيره ، يجمع غذاءه ويحافظ عليه مخزناً مستخدما في ذلك تقنية كبرى يعجز البشر في فهم كنهها,
              كما أنه مجتمع قوي في ذاته عنيف على غيره متماسك في نسيجه مترابط في أفراده , أناني النزعة لا يعود خيره إلى غيره ,
              كما أنه مجتمع غير مبتكر ولا مبدع ، يهتم بالجندية والقوة العسكرية فترى القائد فيه يحافظ على جنوده فلا يهلكهم
              ولا يوردهم موارد الهلاك ، وتأمل هذه الصورة البديعة التي قصها علينا القرآن الكريم
              من سورة النمل الآية الكريمة :[حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ
              لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (18)]النمل 18
              فجمع في هذه اللفظة ـ كما يقول الإمام الزركشي ـ أحد عشر جنساً من كلام العرب :
              نادت , وكَنّت ، ونبهت ، وسمّت ، وأمرت , وقصّت , وحذّرت , وخصّت , وعمّت , وأشارت , وعَذَرت .
              فالنداء (يا), والكناية (أيّ), والتنبيه (ها), والتسمية (النمل) والأمر (ادخلوا), والقَصَص (مساكنكم),
              والتحذير (لاَ يَحْطِمَنَّـكُمْ), والتخصيص (سليمان), والتعميم (جنوده), والإشارة (وهم), والعذر (لا يشعرون) .
              فأدت خمس حقوق : حق الله تعالى ، وحق رسوله سليمان عليه السلام ، وحقها ، وحق رعيتها ، وحق جنود سليمان .
              · فحق الله تعالى : أنها استرعيت على النمل فقامت بحقهم .
              · وحق سليمان عليه السلام : أنها نبهته على النمل .
              · وحقها: أنها أسقطت حق الله تعالى عن الجنود في نصحها إياهم.
              · وحق رعيتها: بنصحها لهم ليدخلوا مساكنهم.
              وحق الجنود : إعلامهم إياهم أن من استرعاه رعيّة فواجب عليه حفظها الذبّ عنها , وهو داخل في الخبر المشهور
              كلكم راعٍ وكل مسؤول عن رعيته .( الإمام الحافظ بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي , البرهان في
              علوم القرآن حـ3 ص227) ومثل مجتمع النمل كل المجتمعات العربية القائمة وكل النظم الحاكمة الموجودة الآن
              فهي مجتمعات مغيرة محاربة فمثلما يوجد في مجتمع النمل من تراه يهاجم غيره ويقوم بقتل أفراده بقسوة ويحتل
              مسكنه فإنك تجد هذه الصورة تتكرر في مجتمعات عدة .
              كذلك تجد في مجتمع النمل من تراه يكتفي بالإغارة فقط على جيرانه فيسلبهم ما يدخرون ويعود أدراجه دون احتلال ,
              فإنك تجد نفس الصورة في كل الحكومات القائمة الآن .
              ومثلما أن مجتمع النمل مجتمع محارب مدافع هناك في كل حكومات العالم ما يعرف بوزارة الدفاع
              والسؤال الآن هو الدفاع عن من ؟, وطالما أنه يوجد دفاع كان معني ذلك أنه يوجد هناك حرب و إغارة.
              ومثلما أن مجتمع النمل في صراع دائم بينه وبين مجتمع العنكبوت فإن الصراع العربي الصهيوني في جوهره صراع
              بين مجتمعين متصادمين بحكم الأهداف. مجتمع عربي قوامه الوحدة العربية ـ والتي كانت ثم انهارت ـ والتنمية
              المستقلة والديمقراطية / الديكتاتورية من جانب, ومجتمع صهيوني قائم على إعطاب وحدة العالم العربي على الأقل لضمان بقائه.
              إن المجتمع العربي القائم على الوحدة العربية والتنمية المستقلة سيتصادم بحكم طبيعة الأشياء مع المجتمع الصهيوني
              الذي له إستراتيجيته الخاصة القائمة في حدها الأدنى على الحل الصهيوني للمشكلة اليهودية في سلخ فلسطين
              من العالم العربي وتوطين اليهود , ولذلك سوف تعتدل القضية إذا ما تحول المجتمع العربي القائم على الوحدة العربية إلى
              مجتمع إسلامي قائم على الوحدة الإسلامية , وهذه هي الصورة الثالثة للمجتمعات والتي يرتضيها الله سبحانه وتعالى لنا .

              سورة النحل:
              فمجتمع النحل هو النموذج المثالي الذي يرتضيه الله سبحانه وتعالى لكل شعوب الأرض .
              فهو مجتمع اجتماعي منظم وبنَّاء ، يستخدم التقنية العلمية في أسلوب حياته فعن طريق خطوط الكنتور والمجالات
              المغناطيسية وزاوية انحراف الشمس وهو المعروف بعلم حساب المثلثات تستطيع النحلة أن تحدد مسارها في الجو خارج الخلية ,
              أما داخل الخلية فالأسلوب الهندسي البديع المتخذ في تصميم الخلايا مازال أمراً محيراً لدا العلماء .
              كما أنه مجتمع عامل منتج يسعى لإحضار المواد الخام اللازمة للصناعة , ويقوم بتصنيعها بعد تصنيفها
              فيحولها ـ على العكس من النمل ـ إلى مواد أخرى أكثر نفعاً , يستفيد منها ويفيد غيرة , فخيره يعود أثره إلى غيره,
              كما أن البطولة والاستشهاد من أهم مقومات النحل فهو وإن كان مسالماً إلا أنك تراه مجتمعاً محارباً يقف صفاً
              واحداً تجاه عدوه أيَّـاً كان ذلك العدو ومهما كانت قوته وشراسته , فالنحلة تهاجم بقوة وجسارة
              وكلما حاول الفرد الزَّبُ عنها انقضت عليه وهاجمته بقوة مضحية بنفسها , إذ أن النحلة حينما تغرس
              ذنبها في عدوها فإنها تفقد حياتها مع ذلك الذنب , فهو يجاهد ويدافع عن وطنه بل ويستميت في الدفاع عنه .
              فيا ليت لنا حكمة النمل وعظمة النحل, فلو حدث هذا لكنا بالفعل ـ كما كنا من قبل ـ خير أمة أُخرجت للناس.

              تعليق


              • #8
                ثانيا: قصة مع فيلسوف الوضعية المنطقية الدكتور زكي نجيب محمود.






                جاء في كتابه ـ مجتمع جديد ـ تحت عنوان ( المستقبل المحسوب ) ما ملخصه:
                (... حدث إبَّان العشرينات من هذا القرن ـ كان ذلك في القرن العشرين ـ , أن اضطلع ناشر في إنجلترا بمشروع
                طموح ونافع و وهو أن طلب من مائة عالم وباحث وأديب و أن يتعاونوا على إخراج عدة كتب كل في فرع تخصصه ,
                تُصَوِر ما سوف تكون عليه حياة الناس بصفة عامة , وفي إنجلترا بصفة خاصة , بعد خمسين عاماً من ذلك التاريخ .
                وكان في ظنه أن تقديم هذه الصورة المستقبلية يتيح لكل من يهمه أمرٌ أن يتدبره قبل وقوعه , وكان المفروض
                طبعاً أن يدخل هؤلاء المؤلفون في حسابهم ما عساه أن ينشأ خلال تلك الفترة من عوامل تؤثر في تشكيل الصورة
                المراد تصويرها ..وصدرت بالفعل تلك المجموعة من الكتب في حينها , وها هي الخمسون عاما قد مضت فنحن
                الآن في السبعينات , فإلى أي حد يا ترى جاءت حقيقة الواقع مصداقا لما رسمه رجال العلم والأدب والفكر بصفة عامة ؟ .
                لقد كتب كاتب منهم منذ عام تقريباً تحليلاً لما احتوت عليه تلك المؤلفات المستقبلية , ليقارن صدق البحوث
                النظرية على الواقع الفعلي فوجد أنه برغم ما وقع في تقديرات المؤلفين من أخطاء فإنهم بلغوا من دقة الحساب
                حداً يلفت النظر, كان منهم من توقع وصول الإنسان إلى القمر وحدد لذلك تاريخا كاد يكون هو التاريخ
                الذي حدث فيه هذا الوصول , وكان منهم من توقع انهيار الاقتصاد البريطاني وانحلال الإمبراطورية البريطانية ,
                وحدد لذلك كله تواريخ توشك أن تتطابق مع ما حدث بالفعل , وكانت هناك البحوث الخاصة بتطورات علوم الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا..
                وإننا لنذكر في سياق الحديث نبوءة أثبتها يومها باحث في علم السياسة إذ تنبأ بقيام دولة إسرائيل ثم تنبأ هو نفسه بانحلالها ,
                معللاً هذا الانحلال بأن عقدة الاضطهاد التي توقع أن تكون سبباً في الإسراع بنشأة دولة إسرائيل سوف تزول وبالتالي تزول نتائجها معها ) .
                ( الدكتور: زكي نجيب محمود , مجتمع جديد أو الكارثة ، دار الشروق , ص 49 ـ 50 , 1975)..إن هذه
                القصة التي انحفرت في ذهني لسنوات طويلة حفزتني أكثر من مرة للبحث في الظاهرة الصهيونية وتطورها
                ومستقبلها باعتبارها ظاهرة اجتماعية تاريخية تحكمها قوانين مفهومة أو يمكن فهمها .
                وماذا بعد ؟؟.
                من يذكر احتفالات الاتحاد السوفييتي بالذكرى الخمسين لقيام أول دولة شيوعية في التاريخ لقد كانت احتفالات
                غاية في الضخامة والمبالغة حتى تتناسب مع المعنى الذي أراده المحتفلون بهذه المناسبة وهو النصر المظفر للنظام
                الاشتراكي على منافسه الرأسمالي ، لقد تردد في هذا الاحتفال كثيراً عن قرب نهاية النظام الرأسمالي بفعل تناقضاته التاريخية ،
                وأن الانتصار النهائي والحاسم للاشتراكية مسألة وقت ..
                والسؤال الآن :
                هل كان في تقدير هؤلاء المحتفلين أن الإمبراطورية السوفيتية التي شغلت العالم كله ستسقط بعد أقل من ربع
                قرن على هذا التاريخ ؟ .. بالطبع لا .. ولكن السؤال الأهم في رأيي هو: هل كان في تقدير أعداء الاتحاد السوفيتي
                وأعداء الاشتراكية قبل أيام قليلة من انقلاب 1991 أن الدولة السوفيتية آيلة للانهيار, وأنها ستنهار بالفعل في غضون أيام قليلة ؟ .
                الإجابة بالنفي القاطع , وإلا فلماذا طلب الرئيس رونالد ريجان في نهاية رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية بإجراء
                تحقيق واسع داخل أروقة وكالة المخابرات المركزية والتي لم يخرج
                منها تقرير واحد ينذر بهذا الانهيار الذي لم يتوقعه أحد في المعسكرين..الأصدقاء والأعداء..
                إن الخبرة التاريخية التي تقدمها لنا واقعة انهيار الإمبراطورية السوفيتية (النووية ) تفيد كثيراً في المقارنة المشروعة في
                رأيي مع نموذجها المحلي, وأقصد بنموذجها المحلي الإمبراطورية الإسرائيلية ( النووية )...
                لقد انهارت الإمبراطورية السوفيتية دون مواجهة عسكرية مباشرة مع خصمها الرأسمالي, من دون إهدار نقطة دم واحدة,
                رغم امتلاك الطرفين لقدرات عسكرية ونووية مرعبة.. إن إدراك هذه ( الواقعة ) والإحاطة بها وتثمين دروسها التاريخية
                يفتح لنا آفاق المقارنة مع إسرائيل التي تلعب الدور المسلح والنووي نفسه في المنطقة العربية وتسعى للسيطرة عليها بتهديد السلاح النووي ..
                وقد يحتج البعض بأن خبرة انهيار الاتحاد السوفيتي قد لا تصلح نموذجاً للمقارنة بالصراع العربي الصهيوني ,
                ففي حالة الاتحاد السوفيتي كان هناك خصم قوي يحاصر الدولة السوفيتية ويستنزفها عسكرياً واقتصادياً ,
                بينما إسرائيل تتمتع بدعم سخي من القوى الغربية وهذا صحيح في ظاهره , ولكن خبرة انهيار
                الدولة العنصرية ( النووية ) التي كانت قائمة في جنوب إفريقيا بعد كل هذه السنوات من الدعم الغربي العلني
                والخفي للنظام العنصري الذي كان يحكمها تصلح للمشابهة مع النموذج الصهيوني العنصري النووي ..
                إن الأسباب والدوافع التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي السابق تختلف عنها في الأسباب التي أدت إلي
                انهيار دولة جنوب إفريقيا العنصرية وتولي أحد أبنائها الأفارقة رئاستها ـ نيلسون مانديلا ـ فأهم الأسباب
                التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي هو قيام الدولة على المادية الجدلية والحتمية الديالكتيكية , في حين أن أهم
                أسباب انهيار الدولة العنصرية إنما يكمن في سلاح الوحدة الأفريقية والالتفاف حول الزعيم
                الواحد ـ حتى ولو كان هذا الزعيم في السجن ـ هذه الوحدة وهذا الالتفاف كانا العامل الرئيس وراء
                الانهيار بل والأكثر من ذلك هو تحول الحكومة العنصرية إلى رعايا تحت ظل الحكومة الجديدة والتي وجدت
                فيها الأمن والأمان الأمر الذي أدى معه رفضهم مغادرة البلاد وفضلوا العيش بسلام تحت مظلة حكومة نيلسون مانديلا والذي استحق جائزة نوبل للسلام .
                إن حكومة نيلسون منديلا لم تصنعها الحكومات الخارجية مثل ما حدث مع إسرائيل وإنما إرادة الشعب
                وحده كانت وراء الانهيار, وهناك دروس كثيرة مستفادة عبر التاريخ فالاحتلال البريطاني لمصر انهار بفعل
                المقاومة الداخلية من جانب أبنائه , والاحتلال الفرنسي للجزائر اندحر بفعل مليون شهيد , وشهد العالم
                كله اندحار الاحتلال الصهيوني من جنوب لبنان تحت جنح الظلام في الخامس والعشرين من عام ألفين ،
                وكل حركات التحرير في العالم كله ما كان ليكتب لها النجاح لو لم تتوحد الصفوف الداخلية وتلتف حول قيادة واحدة .
                ففي 25/5/2000 اندحر العدوان الإسرائيلي من جنوب لبنان بعد احتلال
                دام عشرين عاماً. فلقد حققت المقاومة الإسلامية أهدافها نظراً لالتفافها حول قيادة واحدة بزعامة الشيخ البطل
                حسن نصر الله , ولم تحقق المقاومة الفلسطينية أهدافها حتى كتابة هذه السطور , والسبب واضح جلي
                هو تعدد القيادات والمنظمات , ويكفي أن تعرف أن السيد ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية قد أصدر
                تعليماته بالقبض على اثنين من ناشطي حركة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فور تنفيذها لعملية اغتيال
                وزير السياحة الإسرائيلي يوم الأربعاء الموافق 17/10/2001 بعد أن شجب الحادث واستنكر، والخبر
                بتمامه كما تناولته وكالات الأنباء العالمية كالتالي:( أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن مسئوليتها عن اغتيال
                وزير السياحة الإسرائيلي المتطرف رحبعام زئيفي رئيس حزب موليدت وصاحب نظرية
                الترنسفير ـ طرد العرب ـ وأعلنت مجموعة الشهيد وديع حداد الخاصة التابعة للجبهة الشعبية مسئوليتها
                عن الحادث حيث أكد علي جرادات الناطق الإعلامي باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن هذه العملية
                جاءت ردا على جريمة غتيال أبو علي مصطفى الأمين العام الذي اغتيل في مكتبه في 27 أغسطس 2001 في مكتبه
                بالبيرة جراء قصف مكتبه بصاروخين أطلقتهما مروحية أباتشي إسرائيلية. وأعلن منسق الأمم
                المتحدة تيري رود لارسن في بيان له يوم الأربعاء [17/10/2001 أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات
                أمر بالاعتقال الفوري لقتلة وزير السياحة رحبعام زئيفي)أﻫ..
                والسؤال الآن : أين ياسر عرفات من نلسون مانديلا ؟. وفي حديثه في برنامج
                بلا حدود ـ في محطة الجزيرة الفضائية ـ بتاريخ 27/4/2000 قال المستر ( ديفيد إيرفينج ) المتخصص في شئون الحرب العالمية الثانية ما نصه:
                ( إن اليهود قد تجاوزوا حدودهم في أمريكا , ولسوف تدور الدائرة عليهم , فمن كان يتوقع في خلال الثلاثينات
                في ألمانيا أن يُحَرّقوا بعد أن كانوا هم القوة المسيطرة على مقاليد الاقتصاد والسياسة والحكم , وعندما ينهار
                الاقتصاد في أمريكا ـ وحتما سوف ينهار ـ عندئذ سوف يبحث الأمريكان على كبش للفداء ,
                ولسوف يكون اليهود إنهم مكروهون جداً لا في أمريكا وحدها بل في كل العالم ) .
                والسؤال الذي كنت أتوقع من السيد معد البرنامج أن يطرحه على خبير الدراسات الإستراتيجية هو :
                لماذا يعادي الغرب الرأسمالي ـ ومعه إسرائيل ـ أي مشروع ديمقراطي عربي يتضمن الاستقلال ,
                أيّاً كانت اللافتة الأيديولوجية التي يحملها , قومي .. عربي .. إسلامي. لماذا يعادي الغرب أي مشروع
                ديمقراطي عربي إذا كان متصادماً مع المشروع الصهيوني والكيان الصهيوني ؟.
                لماذا يقبل الغرب كله ـ ومعه إسرائيل ـ أي ديكتاتورية متعفنة مادامت متحالفة معهما ,,..
                لذلك كله وغيره لا يوجد سلاح لإنهاء المشروع الصهيوني وإعطاب فاعلية السلاح النووي
                الإسرائيلي (من دون مواجهة نووية كما حدث مع الاتحاد السوفيتي أو لنظام جنوب إفريقيا) سوى سلاح الوحدة العربية الإسلامية..
                ونقول بوضوح أكثر :
                إن احتمالات المواجهة العسكرية مع إسرائيل ستظل قائمة دوماً هنا أو هناك ولقد رأينا آثارها بفعل أبطال
                المقاومة الإسلامية لحزب الله حينما أجبرت قوات الاحتلال على الانسحاب من جنوب لبنان في الخامس والعشرون
                من مايو عام ألفين هذا الأمر حقيقي وواقع ملموس ولكنه لن يكون السبب الحاسم في انهيار المشروع الصهيوني
                الذي سينتهي عملياً عندما يتأكد فشله التاريخي في إعطاب المشروع العربي الإسلامي .
                من هنا سوف يكتسب سلاح الوحدة العربية الإسلامية أهميته الإستراتيجية في مواجهة السلاح النووي على
                غرار الخبرة المكتسبة من انهيار النظام العنصري في جنوب إفريقيا.
                بمعنىً آخر:
                مستقبل إسرائيل هو مستقبل العرب مقلوباً.. والمعادلة بسيطة :

                العـرب ضعفـاء = إسـرائيل قويـة

                العـرب أقـوياء = إسـرائيل ضعيفة


                ولا يمكن الحديث عن عرب أقوياء دون تحقيق وحدة عربية إسلامية شاملة...

                تعليق


                • #9
                  الفصل الثالث

                  إقامة الدولة اليهودية

                  فقد تحقق وعد " تيودور هرتزل " وأقيمت الدولة على أنقاض السلطان عبد الحميد الثاني وقامت دولة
                  إسرائيل في فلسطين بعد أن أعلنت بريطانيا العظمى أنها سوف تنهي الانتداب في 15 مايو 1948 أي قبل عدة
                  أشهر من الموعد المقرر في مشروع الأمم المتحدة.
                  وعن حق اليهود في فلسطين تقول " وثيقة رابطة الدفاع اليهودية " التي كتبها الحاخام الإرهابي " مائير كاهانا "
                  أن أحقية اليهود في مدينة فلسطين وعلى وجه الخصوص مدينة القدس أنه " قد عاش وحكم في القدس
                  داود وسليمان عليهما السلام ، وفيها بني سليمان هيكلاً لليهود . "
                  يقول الدكتور محمد عمارة في رده على هذه النقطة ، ( وقد كان قد فند مزاعم هذه الوثيقة في ذات المجلة
                  التي قامت بنشرها وذلك في العدد 112 بتاريخ 29 محرم 1420 ﻫ الموافق 15 مايو 1999م الصفحات 22 – 23 ) .
                  يقول الدكتور عمارة : ( فإذا قالوا : لقد عاش وحكم في القدس داود وسليمان عليهما السلام وفيها بنى
                  سليمان هيكلاً لليهود ، فسنقول لهم : نعم !! لكن هذا لا يقيم علاقة بين اليهودية والقدس ، وذلك لعديد من الأسباب التاريخية والمنطقية والواقعية منها:
                  1 - أن داود وسليمان – بمنطق اليهود واليهودية – هم " الملوك " وليسوا من " الرسل والأنبياء "
                  ومن ثم فإقامتهم في القدس وعلاقتهم بها هي علاقة الاستيلاء السياسي والحربي ، وليست علاقة دينية بين القدس وبين اليهود كدين .
                  2 - وأن علاقة داود وسليمان بالقدس ، كانت – بالنسبة لعمر القدس ، الذي يبلغ الآن ستة آلاف عام – علاقة
                  عارضة وطارئة ، وسريعة الزوال ، فهي قد بدأت في القرن العاشر قبل الميلاد ، بعد أن كان عمر القدس قد بلغ
                  قبل الميلاد بأربعة آلاف عام ولم تدم العلاقة بين داود وسليمان ، بل وبين كل العبرانيين وبين القدس وفلسطين أكثر من 415 عاماً .
                  فهل يؤسس ذلك لليهود حقاً " وطنيا وسياسيا وسياديا " دائماً في القدس وفلسطين ؟.
                  لقد أقام العرب المسلمون وحكموا في الأندلس ثمانية قرون ، وبنوا فيها المساجد التي لا تزال قائمة حتى الآن ،
                  فهل يرتب ذلك لهم في إسبانيا والبرتغال حقوقاً ( وطنية .. وسياسية .. وسيادية ) ؟.
                  ولقد أقام الاسكندر المقدوني ( 256 – 324 ق.م. ) في مصر وغيرها من بلاد الشرق مدنا ومعابد وإمبراطورية
                  دام حكمها وحكم خلفائه فيها قرابة العشرة قرون – من القرن الرابع قبل الميلاد إلى الفتوحات الإسلامية
                  في القرن السابع الميلادي – فهل يرتب ذلك للشعب المقدوني أو الإغريقي أو الروماني – أو لهم جميعاً – في مصر والمشرق
                  حقوقاً وطنية .. وسيادية . وقبل الإسكندر دخلت كثير من بلاد الشرق تحت حكم " قمبيز " (529 – 521 ق.م. ) الفارسي ،
                  وفيها بني المعابد والهياكل والقلاع .
                  وقبل " قمبيز " حكم الفراعنة – قرونا متطاولة – أغلب هذه الأقطار ، وأقاموا فيها المعابد وتركوا فيها الآثار ،
                  فهل يطالب أهل مصر ، أو أهل فارس بالسيادة الوطنية والسياسية على تلك البلاد ؟؟ ... ) أﻫ.
                  ومن المناسب هنا أن أنقل من كتاب " اليهود تاريخ وعقيدة " للدكتور كامل سعفان ص 116، 117 هذا الحوار
                  الذي دار بين المستشرق اليهودي " ليوبولد فايس " الذي أسلم وتسمى باسم " محمد أسد " وبين " حاييم وايزمان " رئيس المنظمة الصهيونية .
                  يقول الدكتور سعفان:
                  ( التقيا – أي ليوبولد فايس وحاييم وايزمان – في بيت صديق يهودي أيضا بفلسطين ، سنة 1922 قبل أن يسلم " فايس " بأربع سنوات .
                  قال فايس : كيف تأملون أن تجعلوا من فلسطين وطنا لكم في وجه مقاومة عنيفة من العرب الذين هم على أي حال أكثرية أهل البلاد ؟..
                  هز الزعيم الصهيوني كتفيه وأجاب بجفاء، إننا نتوقع ألا يكونوا أكثرية في سنين قلائل.
                  قال فايس : بغض النظر عن الصعوبات السياسية التي قد تنجم عن مقاومة العرب ، ألا تجد في نفسك اهتماماً بالناحية
                  الإنسانية والخلقية في هذه القضية ؟ ألا ترى في طرد أناس من بلادهم – التي لم يزالوا يسكنونها منذ القدم – فعلاً خاطئا من جانبكم ؟.
                  أجاب وايزمان: لكنها بلادنا نحن ، وإننا لا نعدو بذلك استرداد ما كان أخذ منا بغير وجه حق.
                  قال فايس : غير أنكم ما زلتم بعيدين عن فلسطين طوال ألفي سنة تقريباً ، وقبل ذلك كانت مدة حكمكم للبلاد أقل
                  من خمسمائة سنة ، لم تشملها كلها إلا في فترة وجيزة ، أقلا ترى أن العرب يحق لهم بهذا المنطق المطالبة بإسبانيا ،
                  إذ حكموها سبعمائة سنة تقريباً ، ولم تدل دولتهم فيها نهائياً إلا منذ خمسمائة سنة فقط ؟.
                  هنا بدأ الدكتور وايزمان كأنما ضاق ذرعاً بصديقه فايس وقال : محال ، إنما غزا العرب إسبانيا ، ولم تكن موطنا لهم من قبل ،
                  ولقد كان وجه الحق أن يخرجهم الإسبان منها ..
                  قال فايس : عفوك يا دكتور ، يبدو لي أن هناك خطأ تاريخي ، إن العبرانيين على أي حال قدموا فلسطين غزاة أيضاً ،
                  ولقد توطن فيها لعصور خلت قبائل سامية كثيرة ، منهم الآموريون والآدميون والفلسطينيون والموآبيون والحيثيون
                  وقد ظلت هذه القبائل مقيمة في فلسطين ، حتى في أيام مملكتي إسرائيل ويهوذا ولم يزالوا كذلك إلى ما بعد طرد
                  الرومان أسلافنا من هذه الديار ، وهم أولاء يعمرونها حتى يومنا هذا ، إن العرب الذين أقاموا في سوريا وفلسطين ،
                  بعد الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي ، إنما كانوا أقلية ضئيلة في السكان أما البقية الذين يطلق
                  عليهم ( العرب السوريون ) أو ( الفلسطينيون ) إنما هم في الحقيقة المستعربون من سكان البلاد ( الأصليين ) بمعنى
                  أنهم توطنوا البلاد حتى من قبل العبرانيين .



                  لم يملك وايزمان – بعد هذا – إلا أن يبتسم ، وأدار بلباقة دفة الحديث إلى موضوعات أخرى ...
                  قد تفسر ابتسامة " وايزمان " بالسخرية من اتخاذ المنطق التاريخي وسيلة لدحض واقع يتحرك على الأرض
                  العربية مزوداً بفأس وبندقية، وغدا تتحرك فيه أحدث الآلات الزراعية والصناعية والعسكرية، وتصب فيه
                  المعونات الأوروبية والأمريكية والمال العربي الذي يملأ خزائن أوربا وأمريكا.
                  وغداً يتحدث " أرييل شارون " – رئيس وزراء إسرائيل السابق عام 2001 – عن إنشاء إمبراطورية إسرائيلية
                  وتظل الحدود الإسرائيلية تتسع كما يقول سفر التكوين ( من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات )
                  ومن ثم لا يعلن دستور لهذه الدولة ( حتى يترك المجال مفتوحاً أمام التوسع اللانهائي، لأن الدستور الرسمي يتطلب رسماً دقيقاً للحدود ) .
                  والمتطلع إلى علم إسرائيل يجده محدداً بخطين متوازيين يتوسطهما نجمة سداسية أو قل هما مثلثان أحدهما
                  قاعدته من أسفل وقمته إلى أعلى ، والثاني قاعدته من أعلى وقمته إلى أسفل ، وتفسير ذلك كالآتي :
                  1 - الخطان المتوازيان معناهما نحن دولة بلا حدود فالأرض كلها لنا والخطوط المتوازية لا تتلاقى في نقطة
                  أبداً وقد يرمزان إلى نهري النيل والفرات .
                  2 - المثلث الأول والذي قاعدته من أعلى وقمته إلى أسفل معناه نحن شعب اختصنا الله وحده دون سائر خلقه
                  برعايته وينظر إلينا وحدنا دون خلقه على بقاع الأرض بعينيه فنحن أبناء الله وأحباؤه .
                  3 - المثلث الثاني والذي قاعدته من أسفل وقمته إلى أعلى معناه ، عهد على شعب إسرائيل أن يقيم مملكة الله
                  على الأرض والممتدة إلى السماء ولن يتأتى هذا إلا ببناء قدس الأقداس – بيت الرب - .. رب إسرائيل .
                  إذا كان الرأي العام العالمي والغربي منه على وجه التحديد قد نسى أو تناسى الحقيقة الراسخة الموثقة
                  وهي أن دولة إسرائيل قامت على أسنة الحروب والإرهاب الدموي وسياسة التهويد والترحيل والإلغاء الشامل
                  للشعب الفلسطيني , وإن كانت ماكينة الإعلام الغربية المتصهينة عملت في السنوات الأخيرة على خلق
                  إرهاب يرتدي ثوباً إسلامياً بعد أن كانت معادية لإرهاب يرتدي ثوباً قومياً , وإن كان الإعلام الغربي لعب
                  ويلعب دوراً مذهلاً في قلب الحقائق والأمور وتحويل المجرم إلى ضحية ..
                  والمقصود به هو إقامة تجمع اليهود من شتات الأرض في فلسطين العثمانية..
                  إن إقامة الدولة اليهودية حقيقة قرءانية كما, أن نهايتها حتمية قرءانية كذلك .
                  فحقيقة قيام الدولة وضحتها الآية الكريمة رقم 104 في سورة الإسراء.(وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا
                  الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَوَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً ) سورة الإسراء:104
                  ولقد تناولنا في دراستنا (زوال إسرائيل حقيقة قرءانية) معنى الإفساد الأول وكيف أنه قد تحقق وبعث الله سبحانه
                  وتعالى على بني إسرائيل عباداً له سبحانه وتعالى ساموهم سوء العذاب , وهو ما عرف في التاريخ بوعد الله
                  الأول كما جاء في سورة الإسراء الآية الكريمة رقم 5 :
                  [ فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً* ثُمَّ رَدَدْنَا
                  لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً*]الإسراء: ٥
                  وهاهو الإفساد الثاني فد تحقق في جميع الأرض التي سكنوها وجاء الله بهم لفيفا.
                  قال تعالى:[ وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً*] الإسراء: ١٠٤إذن
                  وبنص القرآن الكريم فإن إقامة دولة إسرائيل ونهايتها حتمية قرءانية ونحن الآن نعيش في منطقة [ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ
                  وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً] الإسراء: 6
                  وهذه المنطقة ـ ونحن العرب والمسلمين قد أمدنا الله سبحانه وتعالى بالأموال والبنين والسلاح ـ تنتهي
                  حين نعود عباداً لله سبحانه وتعالى فإن شاء المسلمون أن يطيلوها أطالوها وإن شاءوا أن يقصروها, قصروها,
                  فلابد وأن تؤخذ المسألة على أنها أمر ديني .وحينما نتوقف اليوم أمام قضية فلسطين العربية بعد انقضاء نصف
                  قرن كامل على اغتصابها وإقامة الدولة الصهيونية فوقها على حساب أهلها الأصليين الضاربة جذورهم في
                  أعماق الأرض والحضارة , فإننا في الحقيقة نتوقف أولا وقبل كل شيء أمام تلك الأحلام والآمال العربية
                  والتاريخية المشروعة والتي ترجمت على مدى عقود طويلة بالمشروع العربي لتحرير فلسطين وإقامة الدولة العربية فوقها.
                  ونتوقف ثانياأمام الأحداث والتطورات والحقائق التي تراكمت وتبلورت وتحولت على أرض فلسطين على مدى نصف القرن الماضي .
                  ونتوقف ثالثاأمام الحالة الفلسطينية ـ العربية وما آلت إليه من ملامح ومظاهر وأعراض , أقل ما يقال فيها أنها
                  قد بلغت دركاً هابطاً جداً , ومذهلاً إلى حد كبير بالغ الشؤم , لا يبعث في النفس سوى مشاعر وأحاسيس القهر
                  والاختناق والنقمة على أوضاع الأمة , فهل ينبعث فجر إسلامي جديد متجدد يبعث التفاؤل والآمال
                  أو الأحلام العربية ـ الإسلامية المشروعة من رحم هذا الواقع الرديء في هذا الزمن الصعب ؟؟.
                  ونتوقف رابعاأمام المشروع الصهيوني الذي تحتفل دولة إسرائيل بمناسبة مرور مائة عام عليه فإلى أين وصل ذلك المشروع ؟
                  وإلى أين وصلت الأحلام الصهيونية في إقامة الدولة اليهودية التاريخية ؟.
                  ونتوقف بعد كل ذلك والأهم من ذلك أمام صيرورة التاريخ وأمام محاور ومفاصل الصراع المحتدم هناك
                  على أرض فلسطين المسلمة بين أهلها الأصليين الصامدين المنزرعين في أعماقها من جهة , ومن جهة أخرى بين
                  الدولة الصهيونية التي لم تتوقف عن انتهاجها سياسة التدمير الشامل للوجود العربي الفلسطيني المتمثلة بالهدم والمصادرة
                  والتهويد والتهجير والإحلال واقتراف الإرهاب الرسمي والذي أسفر عن سلسلة طويلة من المذابح والمجازر الجماعية
                  البشعة المروعة ضد الشعب الفلسطيني على مدى الزمن المنصرم من عمر الحركة الصهيونية ودولتها الإسرائيلية .
                  نأمل أن نقدم في الدراسة التالية جملة قراءات إستراتيجية لاحقة لواقع ومستقبل الصراع العربي ـ الصهيوني أكبر
                  كم ممكن من الأرقام والمعطيات والحقائق.
                  المعادلة الصعبة:
                  من مجمل الصفحات السابقة ووفقاً للكم الهائل المتراكم والمتوافر, المتزايد يوماً عن يوم من المعطيات والحقائق
                  الموثقة الدامغة الراسخة المتعلقة بمسيرة وقافلة الإرهاب الصهيوني الإسرائيلي التي انطلقت منذ مطلع القرن
                  العشرين بملامحها وأعراضها الواضحة الملموسة، فإنه يمكننا القول بدءاً أن التاريخ البشري لم يشهد إرهاباً سياسياً
                  وفكرياً وعقائدياً وعنصرياً ودموياً ومنهجياً مروعًا مع سبق النوايا والتخطيط والبرمجة والإصرار على التنفيذ
                  بأبشع الصور والأشكال, كالإرهاب الذي مارسته الحركة الصهيونية بمنظماتها وأجهزتها الإرهابية السرية من
                  قبل قيام الكيان الإسرائيلي وكالإرهاب الرسمي وغير الرسمي والعلني والسري الذي مارسته ولا تزال الحكومات
                  الإسرائيلية المتعاقبة على مدى العقود الخمسة الماضية والتي أعقبت قيام الكيان الإسرائيلي .
                  كذلك وإن شهد التاريخ البشري ظواهر إرهابية ترجمت بمذابح جماعية أدت أحياناً إلى اختفاء أو انتهاء شعوب أو دول ,
                  فلم يسجل التاريخ حالات مثل هذه الحالة والتي لها منطلقات سياسية ، فكرية , عقائدية , نفذت بدقة مثلما هو
                  الحال مع الحركة الصهيونية ودولة إسرائيل كما لم يشهد التاريخ من جهة أخرى أن تعرض شعب لمثل هذا الإرهاب
                  الممنهج والمنفذ على كل المستويات وبشتى وسائل وأدوات الإرهاب وبأبشع الأشكال والصور على مدى زمني
                  متصل تجاوز النصف قرن من الزمن مثل ما شهد الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين .
                  فالمعادلة القائمة منذ نصف قرن هي كالتالي:
                  صراع إجلاء وبقاء منذ أكثر من نصف قرن من الزمن , طرفه الأول المنظمات الإرهابية الصهيونية المنظمة
                  جيداً والمسلحة حتى الأسنان وبدعم وغطاء تحالفي مخطط من قبل الاستعمار البريطاني قبل قيام الدولة الصهيونية ,
                  ثم هذه الدولة كامتداد لتلك المنظمات وقد أصبحت عبارة عن ترسانة حربية إرهابية مدمرة مساحتها هي
                  مساحة فلسطين وامتدادها يصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية , وهى تستخدم كل طاقاتها وأجهزتها وأسلحتها
                  وتمارس كل أشكال الإرهاب والتدمير والإبادة وكل ذلك تحت سمع وبصر وغطاء الولايات المتحدة والمجتمع الدولي .
                  والطرف الثاني للصراع هو الشعب العربي الفلسطيني الذي تعرض لسلسلة طويلة متصلة من الهجمات والحملات
                  والحروب الصهيونية الإبادية الرامية إلى محوه عن وجه الأرض .
                  ونؤكد أن هذا الصراع .. صراع الإجلاء والبقاء والكيانية والوجود والهوية والمستقبل لا يزال قائما مستمراً
                  يشهد في هذه الأيام تصعيداً مسعوراً تقترفه الحكومة الإسرائيلية حتى في ظل عملية السلام الجارية قسراً وطوعاً .
                  وإن كانت دولة إسرائيل وظفت وتوظف عدداً هائلاً من العاملين في قطاعات الإعلام والسياسة والمؤسسات
                  الأكاديمية في العالم من أجل تسويق فكرتها حول الإرهاب ، فإن الحقيقة الراسخة الدامغة الموثقة المدعمة بالمعطيات
                  والحقائق هي أن منطقتنا العربية لم تعرف الإرهاب إلا بعد إنشاء دولة إسرائيل ، فهم وحدهم أساتذة الإرهاب ،
                  وأن الإرهاب قد ارتبط بالحركة الصهيونية وما قامت به في فلسطين .
                  وعلى أرضية تلك الحقيقة الراسخة أعلاه يبرز أكثر من سؤال :
                  لماذا تآمر العالمان الغربي والشرقي لمصلحة اليهود على حساب الحق العربي ؟.
                  ألم تطرد بريطانيا اليهود, وتمنع دخولهم أرضها مدة ثلاثة قرون ؟.
                  ألم يطردهم القديس لويس التاسع عشر من فرنسا , ويحرق تلمودهم ؟.
                  ألم تطردهم إسبانيا والبرتغال ، وتحرما دخولهم البلاد ؟.
                  ولقد عبر المفكر اليهودي في جامعة هارفارد ( آلن دار شوز ) في كتابه الأخير عن اليهود في أمريكا :
                  أنه يجب على اليهود أن يخلقوا أزمات سياسية واقتصادية وأخلاقية من أجل أن يبقوا المرجع الوحيد لحل هذه
                  المشاكل والأزمات وبالتالي تقوية نفوذهم في الدولة والمجتمع ـ لاحظ أنه ينفذ ما جاء في بروتوكولات حكماء
                  صهيون ـ ولقد نجح اليهود في السيطرة على صنع القرار , ومن اليهود الذين يعملون بدأب لتشويه سمعة العرب
                  والمسلمين سياسياً روبرت سئلتوف , مايك إيزستاك , أيتن فشر , مارتن بيريز ، بول ولفورز ، ادورد ليبتوك , وغيرهم وغيرهم..
                  ألم يقل بنيامين فرنكلين Benjamin Franklin ..( وإذا لم يطرد اليهود من بلادنا خلال مائتي عام،
                  فإن أبناءنا سوف يعملون في الحقول لإطعام اليهود، بينما يقيم اليهود في قصورهم يفركون أيديهم فرحاً وسروراً ).
                  فمن هو بنيامين فرنكلين هذا..

                  تعليق


                  • #10



                    بنيامين فرنكلين Benjamin Franklin


                    ولد في 17 يناير 1706 وتوفي 17 إبريل 1790

                    إنه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وأحد قواد الثورة الأمريكيةومؤسسي الولايات المتحدة الأمريكية مع توماس جفرسون
                    وجيمس ماديسون وجورج واشنطن وجون آدمز.
                    ولد فراملكين عام 1706م وتوفى عام 1790 وكان سياسياً بارعاً ومخترعاً وكاتباً ومفكراً, مثل بلادةكمندوب سام
                    أو سفير غير عادي في فرنسا التي كان يعشقها , وكان له الدور الأكبر فينيل الولايات المتحدة الأمريكية استقلالها عن الإمبراطورية البريطانية .
                    كان رجلا متسامحا رقيقامتدينا قرأ التوراة والإنجيل ودرسهما وأدرك خطورة اليهود على أي مجتمع يحلونفيه.
                    وكان يؤمن بوجود اله وخالق للكون يتولاه بعناية ولا يؤمن بإلوهية المسيح عليه السلام ولذلك قال : أومن بالله
                    واحد خالد في الكون , والذي يتولاه بعنايته الإلهية وهو المستحق للعبادة.
                    وان أفضل ما نقدمه لههو تقديم الخير لعبادة والآخرين , كما أومن أن روح الإنسان خالدة , وسوف تعامل بعدل في الحياة الأخرى ,
                    حسب سلوكها في الحياة الدنيا.
                    وفي خطابه أمام الكونجرس الأمريكي عام 1789 أوضح " فرانكلين" مخاوفه من الخطر اليهودي على بلاده ,
                    وتنبأ بوقوع الولايات المتحدة فريسةسهلة للسيطرة اليهودية إذا لم يتم التصدي لهم ومنعهم من الهجرة لأمريكا
                    حسب رأيهوقتها وإلا سوف يلعنهم أحفادهم. فقال:أيها السادة هناك خطر كبير يتهدد الولايات المتحدة الأمريكية,
                    وهذا الخطر هو اليهود يعملون على تدنى المستوى الأخلاقي والتجاري فيها.
                    وعلى مدى تاريخهم الطويل ظلوا متقوقعين على أنفسهم في معزل عن الأمم التي يعيشون فيها ولم يندمجوا
                    في حضارتها بل كانوا يعملون دوماً على إثارة الأزمات المالية وخنق اقتصادها كما حصل في البرتغال واسبانيا.
                    لأكثر من 1700 سنة وهم يبكون على قدرهم ومصيرهم المحزن , اعني طردهم ونفيهم من وطنهم الأم ,
                    ولو أن العالم المتحضر أعاد لهم فلسطين الآنفإنهم على الفور سيخلقون الأعذار والجج الواهية ليبرروا عدم
                    رغبتهم فيها مما يستدعي تواجدهم بين المسيحيين من غير جنسهم.
                    ثم يضيف بصراحة ووضوح وتحذير:
                    وان لم يطردوا من الولايات المتحدة بموجب الدستور فإنهم وخلال مائة عام على الأقل من الآن سيتوافدون
                    إلى هذه البلاد بأعداد كبيرة وبتلك الأعداد سوف يحكموننا ويدمروننا من خلال أنظمة الحكم لدينا والتي بذلنا
                    نحن الأمريكيين من أجلتطويرها على مر السنين الغالي والنفيس من دمائنا وأرواحنا وممتلكتناوحريتنا.
                    وان لم يتم طردهم فبعدمائتي سنة من الآن فان أحفادنا سيعملون في الحقول ليل نهار من اجل إشباع بطونهم وجيوبهم
                    بينما يجلسون هم في قصورهم يفركون أيديهم فرحا واغتباطاً مما حصدوه من إرباح ومكاسب .وها أنا أحذركم أيها السادة
                    أن لم تطردوا اليهود من هذا البلاد إلى الأبد فان أولادكم وأحفادكم سيلعنونكم في قبوركم.
                    ومع أنهم يعيشون بيننا منذ أجيال فان مثلهم العليا ما زالت تختلف كلياً عما يتحلى به الشعب الأمريكي من مثل.
                    فالفهد الأرقط لا يمكنه تغيير لون جلده.سوف يعرضون مؤسساتنا ومقومتنا الاجتماعية للخطر.)أﻫ.


                    نص الوثيقة


                    كان ذلك في العام1790 في نفس العام الذي توفى فيه فماذا كان الموقف في نهاية عهد الرئيس
                    الأمريكي المتصهين بيل كلنتون ( 1999 ـ 2000م )؟.
                    أي بعد 200 سنة بالضبط كما تنبأ الرئيس فرنكلين(1990 ناقصاً1790 يساوي 200 ) ـ وذلك على سبيل
                    المثال فنحن الآن في عهد الرئيس باراك أوباما 2011م ـ نجد سيطرة اليهود على المصالح الأمريكية التالية :
                    · مادلين أولبرايت يهودية الأصل ، وزيرة الخارجية .
                    · وليم روبرت كوهين ، وزير الدفاع .
                    · روبرت روبن ، وزير المالية .
                    · شارلين بارشيفزكي , ممثل التجارة الدولية ( درجة وزير ) .
                    · ستانلي بيركر ، مستشار الأمن القومي ( درجة وزير ) .
                    · رتشارد هولبروك ، ممثل لدى الأمم المتحدة ( درجة وزير ) .
                    · جيم ستانبروك ، مساعد مستشار الأمن القومي .
                    · ستيوارت إزنرايت ، مساعد وزير الخارجية للشئون الاقتصادية .
                    · بوني كوهين ، مساعد وزير الخارجية للقضايا الإدارية .
                    · مارك كورسمن ، مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية والكندية .
                    · كاران اندرفورث ، مساعد وزير الخارجية لشئون جنوب أسيا .
                    · مارتن أنديك ، مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط .
                    · ستانلي روث ، مساعد وزير الخارجية لشئون جنوب شرق أسيا .
                    · جيم روبن ، مساعد وزير الخارجية للشئون العامة .
                    · وندي شيرمن ، مستشلرة وزيرة الخارجية .
                    · دينس روس ، مستشار الرئيس لشئون الشرق الأوسط .
                    · مانوبل ديم ، مستشار الرئيس لشئون التخطيط والشئون الوطنية .
                    · جون كالين ، مساعد وزيرة العدل ,
                    · أسبيل تنزكر ، مساعد وزيرة العدل لشئون الحقوق المدنية .
                    · دوزر ميزلز ، مساعدة وزيرة العدل لشئون الهجرة .
                    · لورنس سر ، مساعد وزير المالية .
                    · مايكل فرومان ، مدير الديوان بوزارة المالية ( رئيس الموظفين ) .
                    · ديفيد لبستن ، مساعد وزير المالية للشئون العالمية .=
                    · ديفيد لبرايك ، مساعد وزير المالية للقضايا المالية .
                    · دانيل زيلكو ، مساعد وزير المالية للشئون الأسيوية والإفريقية .
                    · ديفيد كوهين ، مساعد مدير المخابرات الأمريكية .
                    · شارلز كنزيك ، سفير لدى المغرب .
                    · كريستوفر روس ، سفير لدى سوريا .
                    · دان كيرتز ، سفير لدى مصر .
                    · رافائيل روبن ، سفير لدى تونس .
                    · مونيكا لويسكي عشيقة الرئيس وبطلة الفضيحة العالمية الشهيرة .

                    وهكذا تطور الفكر السياسي الصهيوني الإرهابي مع الزمن والأحداث وأصبح له أولاً، أنبياء يبشرون ثم أصبح له ثانيا،
                    أذرع وأجهزة ومنظمات إرهابية تنفذه على الأرض، ثم تبنته الدولة اليهودية ثالثاً، فتحول هذا الفكر رابعاً، إلى الفكر
                    الأساسي الذي تعمل به الدولة الإسرائيلية ويقتدي به المجتمع الإسرائيلي .
                    وللحاخامات دور مركزي في تعليم ونشر وزرع الفكر الإرهابي سواء كان ذلك عن طريق المدارس الدينية المتعصبة
                    داخل فلسطين المحتلة عام 1948، بالإضافة إلى سيطرة اليهود على وسائل الإعلام والمال بالكامل مثل:
                    مؤسسة واشنطن للسياسة نحو الشرق الأدنى ـ المؤسسة اليهودية لمكافحة العنصرية!!. مؤسسة الاتحاد العالمي.
                    المؤسسة الإستراتيجية الاقتصادية .
                    مركز السياسات القومية .
                    مؤسسة المؤسسات الحرة .
                    مؤسسة المصالح القومية.
                    المؤسسة الأمريكية لتكوين الرأسمال المؤسسة الأمريكية للبحوث في السياسة العامة .المؤتمر اليهودي العام مؤسسة هوفر.
                    المستوطنات اليهودية المنتشرة في أنحاء الأراضي المحتلة، ففي كل عرس كان للحاخام الدور الأكبر، وكان في مجمل
                    السياسة الإرهابية الدور المركزي، وذلك في بث العداء لكل من ليس بيهودي.
                    وإن عدنا للمناهج التعليمية الرسمية الإسرائيلية، أو راجعنا المحاضر المختلفة للسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين
                    والعرب نجد أن فتاوى الحاخامات تحتل المركز الأول وتشكل أرضية كبيرة لكل شيء.
                    ويلاحظ أن فتاوى الحاخامات تحرض كلها إما على اقتراف الإرهاب الدموي والمجازر ضد الفلسطينيين،
                    كما حدث في جملة من المجازر كان أخطرها مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف، أو إلى ردع الحكومة الإسرائيلية عن تقديم
                    أي تنازل للعرب وذلك كما جاء في الوثيقة التي وقعها 250 حاخاماً في نهاية عام 1997 ـ كما تناقلتها وكالات الأنباء ـ
                    والتي حظرت على الحكومة الإسرائيلية تسليم أي جزء من أرض إسرائيل للفلسطينيين،أو في مواصلة انتهاج سياسة
                    التمييز العنصري الرسمي ضد المواطنين العرب في فلسطين .
                    وإن كان الفكر السياسي الإرهابي قد انطلق من مطلع القرن الثاني للميلاد بصورة منهجية، فإن الفكر الديني اليهودي
                    والفتاوى والتشريعات اليهودية كان لها دائما نصيب بارز ومؤثر.
                    ومن الناحية الأيدلوجية فإن التمييز ضد غير اليهودي مسألة لا تنكرها إسرائيل وتعترف بها صراحة وتعززها كضمان لشخصية
                    إسرائيل كدولة يهودية يتعين عليها المحافظة على طبيعتها اليهودية , ومن هنا يتحرك أنصار التمييز
                    الإسرائيلي على أساس أن هذا التوجه هو تراث اليهودية التاريخي .
                    ومن الواضح تماما أن مستنبتات ومفرخات أيديولوجيا التمييز العنصري وبالتالي الإرهاب الدموي والمجازر والعقوبات
                    الجماعية بالضرورة موجودة وحاضرة بقوة في المدارس الدينية التلمودية اليهودية , وفي المستوطنات اليهودية المنتشرة في أنحاء الأرض المحتلة .
                    ولا يمكننا في سياق هذه الدراسة المكثفة جداً حول المقدمات السياسية والفكرية إلا أن نتوقف أمام
                    ظاهرة ( بنيامين نتينياهو) ـ رئيس وزراء إسرائيل العام1996ـ وأمام كتابه الشهير (مكان تحت الشمس )
                    ويمثل فكره المترجم في كتابه ،خلاصة الخلاصة للفكر السياسي والديني والإرهاب الصهيوني .
                    ولقد تصدى الدكتور ( فايز رشيد ) في كتابه ( تزوير التاريخ ) للرد عليه حيث يقول : (يجوز عند نتنياهو لكل يهود العالم أن يحلموا بوطنهم القومي في فلسطين ولا يجوز للفلسطينيين أن يعودوا إلى وطنهم الذي هجروا منه قسراً) .
                    ويضيف ( يركز الإسرائيليون على محو كل الآثار المرتبطة بالتاريخ العربي للشعب الفلسطيني ومحاولة إيجاد البديل اليهودي قسراً )،
                    ويردف قائلاً ( الحرب النفسية والمذابح الجماعية وتهديم نحو 500 قرية فلسطينية أهم الأساليب التي استخدمتها
                    الحركة الصهيونية في تهجير الفلسطينيين ) ، ويكثف د.رشيد خلاصة كتاب نتنياهو قائلاً ( يمارس نتنياهو في كتابه عملية
                    تزييف التاريخ بل ذبحه وقلب حقائقه ببساطة وتضليل كبيرين ، وفلسطين الكنعانية العربية يجري اغتيال تاريخها الممتد
                    بعيداً في أعماق الزمن ويلغيها نتنياهو ويعتبرها أرض فلسطين الموعودة مع الإشارة والتأكيد إلى أنه لا توجد سوى
                    وسيلة القوة والعنف والإرهاب الدموي بأبشع أشكاله من أجل تحقيق أفكاره ومعتقداته وأهدافه في أرض إسرائيل ،
                    أو الدولة اليهودية ، أو في إسرائيل قوية مهيمنة على المنطقة ) .
                    وكل من جاء بعد نتنياهو مثل إيهود باراك وآرييل شارون ما هم إلا أدوات حقيقية لنقل النظرية إلى الواقع العملي المشهود ،
                    وإن كان هذا الواقع قد أوجدته أدوات ووسائل الإرهاب الصهيوني، وذلك قبل قيام الدولة الإسرائيلية وبعد قيامها على النحو التالي :

                    تعليق


                    • #11
                      أولاً : قبل قيام دولة إسرائيل :

                      ونعود إلى مرحلة ما قبل الاحتلال الإسرائيلي لنجد جملة من التنظيمات الصهيونية عملت
                      تحت الأرض وفوق الأرض واستخدمت كل الوسائل المتاحة في اقتراف أبشع أشكال الإرهاب من أجل تحقيق أهدافها وهي :
                      الهاجاناة : وهي الاسم المختصر للمنظمة العسكرية اليهودية السرية ، وقد تأسست في طبريا بتاريخ 12/6/1920 وانضم
                      إليها عدد كبير من الصهاينة ومن أبرز قادتها التاريخيين ، دافيد بن جوريون ، وليفي أشكول ، وموشيه ديان ،
                      واسحق رابين ، وشمعون بيريز ، ونفذت هذه المنظمة سلسلة من الأعمال الإرهـابية خـلال أحداث، 1920، 1929، 1948
                      وحظيت المنظمة بدعم قوي من قوات الانتداب البريطاني. ( أي منظمة الجيش الإسرائيلي ) عام 1937 بعد أن
                      انفصلت عن منظمة الهاجاناة ومن أبرز قادتها التاريخيين ، مناحم بيجين ، زئيف جابوتنسكي ودافيد رازيال ولقد
                      نفذت المنظمة مجموعة أعمال إرهابية مروعة كان لها تأثير بالغ على مجريات الحرب في فلسطين وأخطرها مذبحة
                      دير ياسين وكذلك تفجير فندق الملك داود في القدس بتاريخ 22/7/1946 ، وفي عام 1948 حلت المنظمة أفرادها إلى الجيش الإسرائيلي .
                      ليحي : أسس هذه المنظمة الإرهابية إبراهام شتيرن وذلك بعد انشقاقه عن منظمة ( أتسل ) عام 1940،
                      وتزعم الحركة بعده ( اسحق شامير ) ومن أبز أعمالها اغتيال اللورد موين يوم 6/11/1944 وتفجير مقر السرايا العربية
                      في يافا واغتيال الكونت برنادوت في 17/9/1948 وفي عام 1948 حلت المنظمة وانضم الأغلبية إلى تنظيمات وأحزاب أخرى .

                      ثانيا: ما بعد قيام إسرائيل

                      وبعد قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي واصلت الحكومات الإسرائيلية ذات الأفكار والبرامج والنهج والممارسات الإرهابية ،
                      ولكن بشكل أوسع وأرسخ وأخطر وأكثر قدرة على التطبيق ، حيث امتلكت هذه الدولة إمكانات هائلة مالية
                      وعسكرية وإعلامية ، فشنت الحروب الإرهابية التدميرية ومارست أبشع أشكال الممارسات العنصرية الغاشمة ضد أهل
                      فلسطين فاقترفت وما تزال سلسلة بلا نهاية من الجرائم الحربية مستخدمة في ذلك أجهزة وأدوات محترفة للإرهاب
                      وهي بالعناوين : الجيش الإسرائيلي ، جهاز الموساد ، جهاز الشاباك جهاز المخابرات العامة ، التنظيمات الإرهابية اليهودية ،
                      ثم دولة المستوطنين اليهود في الأراضي المحتلة .
                      أما التطبيقات العملية للإرهاب الصهيوني ما قبل قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي وما بعد قيامها فهي بالجملة واسعة
                      ودموية ومروعة لم يشهد لها التاريخ مثيلا .

                      تعليق


                      • #12
                        الفصل الرابع

                        إقامة تجمع يهودي من شتات الأرض في فلسطين العثمانية.

                        لما كان اليهود يعيشون في جاليات منغلقة على أنفسهم في أوروبا بسبب ما أصابهم من اضطهاد في المجتمعات المسيحية
                        كان لابد من التفكير في إنشاء دولة تابعة, يسكنها اليهود وتكون عائقاً دون وحدة الشعوب العربية, وتكون عامل
                        امتصاص لقواها, وقد دعم هذه الفكرة أصحاب الملايين من اليهود, هذا بالإضافة إلى الاضطهاد الذي كانت تمارسه
                        الحكومات الأوربية معهم بسبب عزلتهم وقباحتهم ومحاولتهم إثارة الفتن والقلاقل ونشر الفساد في المجتمعات التي يعيشون فيها.
                        فإذا ما لاحت في الأفق فكرة إيجاد وطن مستقل يجمع اليهود, بادرت الحكومات كلها لمباركة مثل هذا العمل,
                        ليس حباً في اليهود وليس تأكيداً لتميزهم على العالم ـ كما يدعون ـ وإنما كان الباعث الحثيث وراء ذلك
                        هو محاولة تخليص المجتمعات الأوربية منهم, بعد أن فشلوا في إخراجهم من قوقعة الجيتو التي فرضوها على أنفسهم .
                        فكيف تم ذلك ؟.
                        1ـ في سنة 1838م قرر البريطانيون تعيين مستشاراً لهم في القدس افتتحوا أول قنصلية لهم في هذه المدينة ,
                        وخلال عشرين سنة تقريباً وثقت بريطانيا علاقتها باليهود في فلسطين وكان عددهم حوالي 9700 نسمة كما وثقت علاقتها مع الدروز بلبنان .
                        2ـ وفي عام 840 م كشف وزير خارجية بريطانيا آنذاك (بالمرستون) في رسالة وجهها إلى السفير البريطاني
                        في القسطنطينية عن طبيعة الوجود اليهودي في فلسطين الأمر الذي جعل السلطان عبد الحميد الثاني يتنبه لخطر
                        التسلل اليهودي إلى فلسطين, وعلى الفور أصدر السلطان أمراً إلى (رءوف باشا) متصرف القدس ليقوم بالتحري
                        عن اليهود في فلسطين ولاسيما في القدس الشرقية, ولا يبقي في الأرض المقدسة أحداً من اليهود إلا الذين قدموا
                        إليها بغرض الزيارة العابرة وألا يسمح لهؤلاء بالمكوث فيها إلا بمقدار الزمن المحدد للزيارة.
                        وفي عام 1888م أصدر الباب العالي فرماناً يقضي بمنع أية هجرة جماعية لليهود إلى أراضي الدولة العثمانية,
                        ولا يسمح للحجاج اليهود بقضاء أكثر من ثلاثة أشهر في فلسطين ومن ثم تآمر اليهود ضد السلطان ،
                        حتى تم خلع السلطان سنة 1909م, وكان ( كراسو ) اليهودي أحد الثلاثة الذين أعلنوا السلطان عبد الحميد بقرار الخلع .
                        3ـ ولقد حاول ( ثيودورهرتزل ) ربط الكيان الصهيوني المختلق بالمصالح الأوربية, حيث أوضح لوزير
                        خارجية بريطانيا اللورد (لاندسون) أن الإمبراطورية البريطانية عندما ترعى المساعي الصهيونية لا تكسب
                        مستعمرة غنية فحسب بل إنها ستكسب أيضا عشرة ملايين يهودي، يتوجهون إلى إنجلترا بقلوبهم,
                        وفي لحظة تستطيع أن تعتمد على عشرة ملايين مُوالٍ مخْلصٍ لها في جميع أنحاء العالم ،جميع هؤلاء سيكونون
                        رهن إشارة الأمة العظيمة التي ستمد لهم المساعدة المطلوبة, فيكون لإنجلترا عشرة ملايين عميل من أجل عظمتها
                        وسيطرتها, وأن هذا الولاء لابد أن يكون على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
                        فهرتزل نفسه هو الذي كان يقول لأتباعه ( إن اليهودي الإنجليزي الذي ينشد ـ بحكم إنجليزيته ـ نشيد ( حفظ الله الملكة ),
                        كيف يمكن أن يكون في نفس الوقت صهيونياً ؟, إن الولاء يجب أن يكون لإسرائيل حتى ولو عاش في غيرها.
                        4ـ وفي 15 يونيو 1896عندما اعتلى السلطان عبد الحميد الثاني العرش كانت معظم أنحاء الإقليم العربي باستثناء
                        بعض المناطق الداخلية في شبه الجزيرة العربية التي ظلت عصية على الحكم العثماني , ضمن الولايات العثمانية ,
                        وفي هذه الأثناء جرت اتصالات بين السلطان العثماني وتيودور هرتزل بوصفه رئيس " الجمعية الصهيونية "
                        وكان الأخير يهدف إلى إقامة تجمع يهودي من شتات الأرض في فلسطين العثمانية في الوقت الذي كان فيه
                        السلطان عبد الحميد يستهدف معرفة حقيقة مخططات اليهود ومدى قوتهم وقدرتهم ومن ثم إنقاذ الدولة
                        من خطر اليهود الصهاينة في السلطنة ,وتناقش الوسيط مع السلطان عبد الحميد وكان ضمن ما تناقشا
                        فيه هو أن يتم تخصيص 150مليون ليرة ذهبية من أجل فلسطين.

                        رسالة هرتزل إلى السلطان عبد الحميدالثاني
                        "ملف وثائق فلسطينمن عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج1، ص 133 -
                        134"
                        17 /6 /1901
                        اتباعا للخط الذى رأى جلالتكم من المناسب اقتراحه على اعتقدت ان منالواجب الحصول على مليون
                        ونصف المليون جنيه تركى حالا لتأخذ محل مهمة تصفية الدينوهى المهمة الصعبة إن لم نقل المستحيلة والتدبير
                        الذى عملته وأصدقائى هو حسبما يلى: يمكن جمع المليون ونصف المليون جنيه تركى بانشاء مصدر جديد للدخل حالا.
                        لكنه يجب أنيكون من نوع يجعل اليهود يدركون المشاعر الكريمة جدا التى يكنها صاحب الجلالةتجاههم فى قلبه الحنون.
                        بهذه الطريقة سوف نعد الطريق للاجراءاتالعتيدة.
                        من أجل هذه الغاية أصدقائى مستعدون لتأسيس شركة مشتركة الاسهم يبلغ رأسمالها خمسة ملايين جنيه تركى هدفها
                        تنمية الزراعة والصناعة والتجارة وباختصار الحياة الاقتصادية فى آسياالصغرى وفلسطين وسورية.
                        ومقابل الامتيازات الضرورية التى تمنحها جلالتكم سوف تدفع الشركة اشتراكا سنويا بستين ألف جنيه تركى
                        لحكومة جلالتكم وعلى أساس هذا الاشتراك المضمون برأسمال الشركة. يمكن الشروع بقرض يستهلك في واحدة وثمانين سنة
                        لن يكلف هذاالقرض شيئا لأن الشركة ستمتص الفائدة والاستهلاك وهى التى ستأخذ السندات ثم تستبدلهـا.
                        وما على الحكومة الا أن تسحب مليونا ونصف المليون جنيه تركى. ومفهوم بالطبع أن الشركة ستسجل
                        فى تركيا وأن المهاجرين اليهود الذين سوف تستقدمهم سيصبحون رأسا رعايا أتراكا خاضعين للخدمة العسكرية تحت راية جلالتكم المجيدة.
                        سيتاح الوقت بهذا المليون ونصف المليون جنيه لدرس الموارد الاخرى. للدخل ولاستثمارها. وقد تفضلتم جلالتكم بذكر الكبريت.
                        إن بين اصدقائى من يقدر أن يتولى المشروع. وبينهم من يستعد لبذل كل جهد لتقديم افضل الشروط لجلالتكم لتستعمل
                        مداخيل الكبريت كأساس لقروضأخرى بدون ارهاق دافع الضريبة كثيرا. الأسلوب نفسه يستعمل فى استغلال مصادر النفط والمناجم والقوى الكهربائية
                        سوف توضع عروض هذه المشاريع الأخرى بالتفصيل وتقدر حالما تأمرونجلالتكم أما مسألة الكبريت فيمكن
                        الاتفاق عليها الآن بينما المسائل الأخرى تحتاج الى مزيد من الدرس. وأسمح لنفسى أن أضيف إلى ذلك أن خدماتى
                        الخالية من أية مصلحة فى هذه المشاريع هى تحت تصرف جلالتكم حتى وإن كنتم لا تعتقدون أن من المناسب
                        البدءالآن وهنا في مشروع الشركة العثمانية – اليهودية. الكبيرة فى آسيا الصغرى. وفوق كل شئ على أن أبرهن لجلالتكم أننى خادم غيور ومخلص لااسأل.
                        اقتراح هرتزل للسلطان بإنشاء جامعة يهودية فى القدس
                        "ملف وثائق فلسطين من عام 637 الى عام 1949، وزارة الارشاد القومي،ج 1، ص 139"

                        اقتراح هرتزل للسلطان بانشاءجامعة يهودية في القدس
                        3 /5 /1902
                        لى الشرف أن أقدم لحكمة جلالتكم المتناهية الاقتراح التالى: أنى أدرك الصعوبة التى تواجه حكومتكم بسبب ذهاب
                        شبان تركيا لتلقى العلم فى الخارج وما يتعرض له هولاء الشبان منضياع خاصة فى تأثيرهم بالافكار الثورية مما يجعلالحكومة
                        أمام أحد أمرين. إما أنتحرم هؤلاء من التدريب العلمى
                        أو ان تعرضهم إلى مخاطر الغوايات السياسية. على أنهناك حلا للمشكلة،وأنا أسمح لنفسى بكل اتضاع أن. أقدم لحكمة جلالتكم هذاالحل.
                        إننا معشراليهود نلعب دورا هاما فى الحياة الجامعية فى جميع انحاء العالم والاساتذة اليهود يملأون جامعات البلدان كما أن هناك
                        عددا كبيرا من العلماء. والمتخصصين فى جميع الحقول التعليمية لهذا فاننا نستطيع أن نقيم جامعة يهودية فى امبراطوريتكم
                        ولتكن فى القدس مثلا عندها لن يضطر الطلاب العثمانيون الى الذهاب الى الخارج بل يبقون فى بلادهم ويتلقون فيها أفضل
                        التدريب وهم ضمن أحكام بلدهم، والجامعة اليهودية تقوم بتقديم أفضل ما تقدمه أحسن الجامعات ومدارس
                        التدريب المهنى ومدارس الزراعة. ولنتقدم مثل هذه المؤسسة الا ما هو الأفضل وعندها تقوم بدورها فى خدمة العلم والطلاب والبلاد.
                        فكان رد السلطان للوسيط " إذا كان هرتزل صديقك بقدر ما أنت صديقي فانصحه بألا يسير أبداً في هذا الأمر لا أقدر
                        أن أبيع ولو قدما واحدا من البلاد لأنها ليست لي بل لشعبي , لقد حصل شعبي على هذه الإمبراطورية بإراقة الدماء وسوف
                        نغطيها بدمائنا قبل أن نسمح لأحد باغتصابها منا لقد حاربت كتائبنا في سوريا وفي فلسطين وقتل رجالنا الواحد بعد الأخر
                        لأن أحداً منهم لم يرض بالتسليم وفضلوا أن يموتوا في ساحة القتال , الإمبراطورية العثمانية ليست لي بل هي
                        لشعبي كله ولا أستطيع أبدا أن أعطي أحداً أي جزء منها, ليحتفظ اليهود بملايينهم , فإذا قسمت الإمبراطورية فقد يحصل
                        اليهود على فلسطين من دون مقابل,إنما لن تقسم إلا على جثثنا ولن أقبل بتشريحنا لأي غرض كان..

                        تعليق


                        • #13
                          فكان رد السلطان للوسيط " إذا كان هرتزل صديقك بقدر ما أنت صديقي فانصحه بألا يسير أبداً في هذا الأمر لا أقدر
                          أن أبيع ولو قدما واحدا من البلاد لأنها ليست لي بل لشعبي , لقد حصل شعبي على هذه الإمبراطورية بإراقة الدماء وسوف
                          نغطيها بدمائنا قبل أن نسمح لأحد باغتصابها منا لقد حاربت كتائبنا في سوريا وفي فلسطين وقتل رجالنا الواحد بعد الأخر
                          لأن أحداً منهم لم يرض بالتسليم وفضلوا أن يموتوا في ساحة القتال , الإمبراطورية العثمانية ليست لي بل هي
                          لشعبي كله ولا أستطيع أبدا أن أعطي أحداً أي جزء منها, ليحتفظ اليهود بملايينهم , فإذا قسمت الإمبراطورية فقد يحصل
                          اليهود على فلسطين من دون مقابل,إنما لن تقسم إلا على جثثنا ولن أقبل بتشريحنا لأي غرض كان..





                          السلطان عبد الحميد



                          الرسالة الوثيقة

                          إذن حَـكمَ السلطان عبد الحميد الثاني على نفسه بسبب عدائه هذا لأماني اليهود وأطماعهم على نفسه بالخلع,
                          وعلى سمعته وتاريخ خلافته بالتشويه والتحريف والتجريح.
                          والذي يؤكد ذلك وثيقة تاريخية بخطه تبين سبب الخلع وهي رسالة وجهها بعد خلعه إلى شيخه في الطريقة الشاذلية
                          الشيخ " محمود أبي الشامات " شيخ الطريقة الشاذلية في دمشق .
                          وقد نشر هذه الرسالة الأستاذ “ سعيد الأفغاني " الدمشقي في مجلة العربي الكويتية في عددها الصادر في شهر شوال 1392 هجرية
                          الموافق لشهر أكتوبر 1972 للميلاد ضمن مقالة طويلة بعنوان “ سبب خلع السلطان عبد الحميد “.
                          ونحن هنا ننقل من المقال ما يلي :
                          " احتفظ الشيخ بهذه الرسالة سراً مكتوماً طوال عهد الاتحاديين حتى إذا زال الحكم التركي عن سورية أطلع عليها بعض خلصائه ,
                          ثم حافظ عليها بعد وفاته أبناؤه من بعده إذ كانت من أنفس التحف التي يحرص عليها الحريصون , لا يطلعون عليها
                          إلا الثقات من أهل ودهم ، حتى إذا قدم العهد وظهرت عليها آثار الأيام ضنوا بها على الجميع , وقد سعى بعض وجهاء
                          دمشق من أصدقاء أبناء الشيخ حتى أقنعهم بإطلاعي عليها , إذ لا يجوز كتمان أمرها الآن , حتى لا يضيع الحق
                          وحتى يصحح كثير من الباحثين والعلماء خطأ ورطتهم فيه الدعاية الباطلة , فلبى الورثة الطلب مشكورين وأعارونيها في
                          مطلع العام 1972 ريثما صورتها ورددتها لهم .
                          أما الترجمة العربية للرسالة, فقد قام بها صديق لهم من أهل العلم يتقن اللغتين العربية والتركية , وكتبها لهم بخطه الفارسي الجميل المعروف .
                          وهم يحتفظون بالترجمة احتفاظهم بالأصل التركي, ولا تنس ما قدمت من أن الرسالة موجهة من
                          السلطان ( المريد ) إلى شيخه في الطريقة , فلابد إذا من الطمأنينة على التزام الأذكار الشاذلية والتزام التقاليد في مخاطبة الشيخ " .

                          نص الرسالة الوثيقة :




                          يا هـوْ


                          بسم الله الرحمن الرحيم


                          وبه نستعين

                          الحمد لله رب العالمين , وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد رسول رب العالمين وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين إلى يوم الدين .
                          أرفع عريضتي هذه إلى شيخ الطريقة العلية الشاذلية , إلى مفيض الروح والحياة إلى شيخ أهل عصره الشيخ محمود
                          أفندي أبي الشامات , وأقبل يديه المباركتين راجياً دعواته الصالحة . بعد تقديم احترامي , أعرض أنني تلقيت كتابكم
                          المؤرخ في 22 مايس من السنة الحالية , وحمدت المولى وشكرته أنكم بصحة وسلامة دائمين .
                          سيدي ..
                          إنني بتوفيق الله تـعالى مداوم على قراءة الأوراد الشاذلية ليلاً ونهاراً، وأعرض أنني ما زلت بحاجة لدعواتـكم القلبية بصورة دائمة ,
                          وبعد هذه المقدمة أعرض لرشادتكم وإلى أمثالكم أصحاب السماحة والعقول السليمة المهمة الآتية كأمانة في ذمة التاريخ :
                          إنني لم أتخل على الخلافة الإسلامية لسبب ما , سوى أنني بسبب المضايقة من رؤساء جمعية الاتحاد المعروفة
                          باسم ( جون تورك ) وتهديدهم , اضطررت وأجبرت على ترك الخلافة . إن هؤلاء الاتحاديين قد أصروا وأصروا علىّ بأن
                          أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة فلسطين , ورغم إصرارهم فلم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف ,
                          وأخيرا وعدوا بتقديم مائة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهبا , فرفضت هذا التكليف بصورة قطعية أيضاً وأجبتهم
                          بهذا الجواب الآتي : إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهباً فضلاً عن مائة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهباً , فلن أقبل بتكليفكم
                          هذا بوجه قطعي , لقد خدمت الملة الإسلامية والأمة المحمدية ما يزيد على ثلاثين سنة , فلم أسود صحائف المسلمين آبائي
                          وأجدادي من السلاطين والخلفاء العثمانيين , لهذا لن أقبل بتكليفكم بوجه قطعي أيضاً .وبعد جوابي القطعي اتفقوا على خلعي ,
                          وأبلغوني أنهم سيبعدونني إلى ( سلانيك ) فقبلت بهذا التكليف الأخير ..
                          هذا وحمدت المولى وأحمده أنني لم أقبل بأن ألطخ الدولة العثمانية والعالم الإسلامي بهذا العار الأبدي الناشئ عن
                          تكليفهم بإقامة دولة يهودية في الأراضي المقدسة فلسطين ..
                          وقد كان بعد ذلك ما كان , ولذا فإنني أكرر الحمد والثناء على الله المتعال .
                          وأعتقد أن ما عرضته كاف في هذا الموضوع الهام , وبه أختم رسالتي هذه.
                          ألثم أيديكم المباركتين , وأرجو وأسترحم أن تتفضلوا بقبول احترامي بسلامي إلى جميع الإخوان والأصدقاء .يا أستاذي المعظم ,
                          لقد أطلت عليكم التحية , ولكن دفعني لهذه الإطالة أن نحيط سماحتكم علما وتحيط جماعتكم بذلك علماً أيضاً .
                          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
                          خادم المسلمين
                          عبد الحميد بن عبد المجيد
                          خاتم الدولة (*)
                          (*)منقول عن مجلة العربي عدد أكتوبر 1972م

                          من الخطاب الوثيقة يتضح دور اليهود في عملية الانقلاب الدستوري أثناء فترة حكم الاتحاد والترقي ( 1908 ـ 1918 )
                          والذي أنهى حكم السلطان عبد الحميد فالاتحاديون عندما تولوا الحكم لم ينشغلوا كثيرا بالقضية الفلسطينية رغم بوادر أزمتها
                          وقضوا معظم سنوات حكمهم في فرض سيطرتهم على الحكم والباقون منهم انجروا إلى الحرب العالمية الأولى التي انتهت ليس
                          بزوال حكمهم فحسب ولكن بزوال الدولة التي ادعوا ثورتهم لإصلاحها ودخلت فلسطين مرحلة جديدة بعد
                          زوال تبعيتها للدولة العثمانية , ونتائج هذه المرحلة ما زالت ماثلة حتى يومنا هذا , بيد أنه بعد سقوط الخلافة العثمانية وقبيل
                          إعلان الجمهورية التركية توسم الفلسطينيون في مصطفى كمال أتاتورك خيراً , وأرسلوا له برقية حول طلب الاستقلال التام
                          لفلسطين من تحت انتداب الحكومة التركية في أكتوبر 1922 ورد فيها:
                          " إننا نطلب الاستقلال التام لفلسطين تحت انتداب الحكومة التركية الكمالية وإذا خالف الوفد الفلسطيني مطالبنا هذه فهو لا يمثل إلا نفسه ".
                          توقيع علماء ومشايخ وأشراف وتجار وصحافيين في القدس الشريف وفلسطين..
                          وغاب عن هؤلاء جميعاً أن مصطفى كمال أتاتورك هو يهودي دخل في الإسلام نفاقاً من أجل مهمة محددة نجح فيها ... وهكذا اليهود دوماً.



                          السلطان قبل اغتياله وبعد خروجه من صلاة الجمعة


                          تعليق


                          • #14
                            5ـ وتمكن (هرتزل) من عقد أول مؤتمر صهيوني في بازل بسويسرا سنة 1897م وفي خطاب الافتتاح قال:
                            ( إننا نضع حجر الأساس في بناء البيت الذي سوف يؤوي الأمة اليهودية ) .
                            6ـ وفي نوفمبر 1914 كتب ( حاييم وايزمان ) ـ عالم الكيمياء الطبيعية ـ المرشح لقيادة الحركة الصهيونية عقب
                            موت (هرتزل) سنة 1905 إلى صديقه رئيس تحرير جريدة المانشستر جارديان يقول : ( من الممكن الآن أن نقول إنه
                            إذا وقعت فلسطين في دائرة النفوذ البريطاني, وإذا شجعت إنجلترا بعد ذلك توطين اليهود هناك كمستعمرة بريطانية ،
                            فإننا نستطيع أن نوجد خلال الثلاثين سنة القادمة حوالي مليون يهودي في تلك البلاد فيطوروها وينقلوا
                            الحضارة إليها ويكونوا بمثابة حرس فعال لقناة السويس ) .
                            7ـ ومع نشوب الحرب العالمية الأولى كان (حاييم وايزمان) يجري تجاربه بنجاح في إنتاج المتفجرات واستطاع تحضير
                            الأسيتون لاستعماله في صنع مادة الكورديت المتفجرة , كما استطاع تحضير الجليسرين لاستعماله في مادة التراى نيترو تولوين TNT .
                            وكان(لويد جورج)رئيساً لوزراء بريطانيا, فلما أراد شراء براءة هذا الاختراع من (وايزمان) , بأي ثمن يريده ,
                            وافق ( وايزمان ) على أن يكون الثمن هو إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وعلى الفور استدعى (لويد جورج)
                            وزير خارجيته (آرثر جيمس بلفور) ليكتب وعده المشئوم بإقامة وطن قومي لليهود.

                            وعلى الفور، وفي الثاني من نوفمبر سنة 1917 م أصدر وزير الخارجية تصريحه المشهور والذي جاء فيه
                            ( إن حكومة صاحبة الجلالة لتنظر بعين العطف إلى مسألة إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي وستبذل
                            ما في وسعها من مساع لتذليل إحراز هذه الغاية, مع العلم تمام العلم بأنه لن يُفعل شيء من شأنه المساس بالحقوق المدنية
                            والدينية للجماعات غير اليهودية الموجودة حاليا في فلسطين, أو الحقوق الأهلية السياسية التي يتمتع بها اليهود في أي بلد آخر,
                            وأكون مدينا لكم بالجميل إذا ما تكرمتم فأبلغتم هذا التصريح إلى الاتحاد الصهيوني).
                            لم يكن أحد يدرك معني محدداً لعبارة (الوطن القومي) لأنه لم يكن لها معنى متعارف عليه ومن ثم أعطت حرية الممارسة في فلسطين,
                            أما (لتنظر بعين العطف) فماذا تساوي في دنيا التعهدات ؟ وماذا يعني ( التسهيل) في عبارة ( ستبذل كل ما في وسعها لتسهيل بلوغ هذا الهدف ),
                            وأما وصف العرب بالجماعات ( غير اليهودية ) في فلسطين فلفظ مغرّر مخادع إذ كان عدد اليهود 60 ألف تقريبا من مجموع 670 ألف تقريباً.
                            لقد خلت الوثيقة من ذكر اسم (العرب) فكيف تحتفظ لهم بحقوق مدنية ؟.
                            لقد سلبوا العرب كل شيء , بنصوص يدل ظاهرها على أنها تؤمِّن للعرب كل شيء , وهي خدعة ماهرة تتناسب
                            مع ما كان عليه العرب ـ وما يزالون ـ من تشرزم وضياع .
                            إن كل كلمة في هذه الوثيقة قد صيغت بالطاقات الفاعلة, وبالإرادة الحميمة وبالرؤى البعيدة المرسومة على مستوى
                            الواقع الذي لابد من تحقيقه لا على مستوى الأحلام المراهقة.
                            8 ـ وهكذا كان اختراع الجليسرين وراء نكبة فلسطين ، وسرعان ما صادقت فرنسا على التصريح , وتبعتها إيطاليا عام 1918
                            ووافقت روسيا بشرط المحافظة على مصالح الكنيسة الروسية في الأراضي المقدسة وأعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
                            اغتباطه بصدور التصريح ولم يكتف بإعلان وطن قومي لليهود بل تجاوز فأعلن عن قيام دولة يهودية بقوله أمام الرأي العام الأمريكي :
                            ( قررت الأمم المتحدة بمساندة مطلقة من جانب حكومتنا وشعبنا إقامة أساس للدولة اليهودية في فلسطين).


                            نسخة من خطاب اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية

                            هذا موقف السلطان عبد الحميد وما تبعه من اغتصاب فلسطين ..وبالمقارنة اقرؤوا ما هو منشور على كل المواقع
                            باسم (وثيقة تاريخية) برسم الأجيال التي تتعرض كل يوم لعمليات غسل الدماغ
                            لقد ذهب السادات إلى إسرائيل تحيط به كل كاميرات الصحافة والتلفزة من كل جانب وخطب في الكنيست الإسرائيلي
                            وشاهده على الهواء مباشرة ملايين البشر .
                            لكن للأسف تلك الكاميرات نحيت تماما وأبعدت في كثير من لقاءات العرب بإسرائيل , فقد كان طابع تلك اللقاءات السرية
                            التامة والغموض المقلق . ولكن مع مرور الزمن والكشف عن الوثائق تم كشف المستور عن لقاءات العرب بإسرائيل السرية .
                            لان العرب يجرون تلك اللقاءات ويخشون من الإفصاح عنها .ففي أوراق التاريخ أسماء زعماء عرب وملوك عرب
                            وشخصيات عربية أجرت لقاءات ومواعيد كانت تتم غالبا على ارض محايدة وتجمع الإسرائيليين بالقادة العرب .
                            لذلك قد تستغرب أو تستعجب عندما تعرف أن أول من باع فلسطين لليهود هو الملك عبد العزيز آل سعود
                            في مؤتمر (العقير) عام 1922 عندما كتب تعهد كتابي لبرسى كوكس هذا


                            نصه :
                            (أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل الفيصل آل سعود .. اقر واعترف ألف مرة لسير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظمى ,
                            لامانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم كما تراه بريطانيا التي لا اخرج عن رأيها حتى تصبح الساعة ).
                            أليست تلك خيانة كبرى لا تعادلها خيانة ..لذلك لا تستعجب إذا وجدت المملكة تسير على درب الملك المؤسس إلى اليوم .
                            9ـ ولما تكونت عصبة الأمم المتحدة وافق مجلسها المنعقد في 24 يوليو 1922 بلندن على وثيقة انتداب إنجلترا في
                            فلسطين وأن تكون هي المسئولة عن تنفيذ التصريح بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين, ولقد صدر بها الوعد كأنه
                            قرار دولي يقول( إن الدولة المنتدبة مسئولة عن تحقيق الوعد الذي قطعته على نفسها عام1917 بحقوق اليهود في فلسطين ,
                            وتأمين الهجرة اليهودية وتشجيع إسكان اليهود وتسهيل منح الجنسية لهم ) على أن ينتهي الانتداب في أغسطس عام 1948.
                            ومنذ قرار عصبة الأمم المتحدة في 24 يوليو 1922 بحق انتداب بريطانيا في فلسطين والذي سينتهي في أغسطس 1948
                            صارت الأرض العربية تتحرك إلى الأيدي اليهودية وتعاظم في نفس الوقت الدور الأمريكي لحماية اليهود في فلسطين
                            وذهب الصراخ العربي في مهب الريح فلقد اتخذ الكونجرس الأميركي في ديسمبر 1945 قراراً بالإجماع ينص علي
                            ضرورة بذل الولايات المتحدة مساعيها الحميدة لدا سلطات الانتداب في فلسطين لفتح أبواب الهجرة اليهودية.
                            وتحت تأثير أمريكا والدول الاستعمارية, وبين المناورات والمؤامرات وإغراءات الصهاينة للمندوبين, وانشغال الشارع
                            العربي بالاستقلال التام أو الموت الزؤام اجتمعت الجمعية العمومية للأمم المتحدة وأصدرت في 29 نوفمبر 1947قراراً
                            بتقسيم فلسطين إلى دولتين واحدة عربية وأخرى يهودية , ووضعت الخرائط الموضحة لهذا التقسيم .

                            10ـ في هذا الوقت كانت الجامعة العربية قد حملت راية الدفاع, عن القضية الفلسطينية إلا أنها وقفت عند سطح الأحداث،
                            فلقد كانت تعقد لجانا وترسل برقيات احتجاج, وتنذر بالثبور وعظائم الأمور، على حين كان التيار الصهيوني يلتف
                            حول الجذور, ويتحكم في القوى التحتية التي تصنع الدوامات القادرة على ابتلاع الانتصارات العربية المسلحة سواء
                            التي حققها جيش الإنقاذ الفلسطيني بقيادة البطل عبد القادر الحسيني عام 1933 وحتى انتصار الجيش المصري ـ السوري في أكتوبر عام1973.
                            11ـ وفي18 مارس 1948 انفتح الباب لقرار أمريكي جديد ألا وهو الاعتراف بدولة إسرائيل يوم 14 مايو من نفس العام,
                            بعد إحدى عشرة دقيقة فقط من قيام الدولة, ولم يسبق أمريكا إلى الاعتراف سوى الاتحاد السوفيتي.
                            12ـ وماذا عند العرب ؟ إنهم لا يملكون إلا إثارة عواصف السخط والغضب والاحتجاج والتي هي أشبه بالعواصف
                            الترابية التي تحجب الرؤية في الصحراء للحظات ثم لا تلبث أن تنام على ظهور التلال لقد أصبحت أمريكا صاحبة القرار,
                            حتى ترضي اليهود فتحرز أصواتهم وتنتفع بنفوذهم وحتى يكون لها في قلب الشرق العربي وفي مستنقع البترول قاعدة استعمارية تحرك بها الريح حيث تشاء.
                            13ـ وظلت إنجلترا تجري لاهثة خلف أمريكا لتؤكد دورها الطليعي في خدمة الصهيونية, وكما يقول ( وايزمان ) في مذكراته :
                            ( لقد احتضنت بريطانيا حركة الصهيونية منذ نشأتها , وأخذت على عاتقها تحقيق أهدافها , ووافقت على تسليم فلسطين
                            خالية من سكانها العرب لليهود في الموعد المحدد في سنة 1934 ولولا الثورات المتعاقبة التي قام بها عرب فلسطين لتم إنجاز هذا الاتفاق في الموعد المذكور).
                            14ـ ولقد أعلنت إنجلترا أن الانتداب سينتهي في أغسطس 1948 , ثم قدمت الميعاد فجأة ليكون في 15 مايو من نفس العام,
                            بعد أن هيأت لليهود سبيل الاستيلاء على المناطق الإستراتيجية وبعد أن دربت للإسرائيليين جيشاً زودته بأحدث الأسلحة ,
                            وبعد أن اختلط الأمر على العرب فلم يعودوا يدرون أيخوضون حرباً شعبية أم ماذا يفعلون .
                            15ـ في عام 1918 قال ألبرت أينشتاين عالم الفيزياء المشهور وصاحب نظرية النسبية :
                            ( إن الطبيعة الأصلية اليهودية تتعارض مع فكرة إنشاء دولة يهودية بحدود وجيش وسلطة زمنية, لأن اليهود الآن ليسوا
                            هم اليهود الذين عاشوا فترة المكابيين ) , كأنما يقصد إلى عدم القدرة على التضحية التي تمثلت في مواجهة المكابيين للقسوة الرومانية ,
                            فهل كان يتوقع مجابهة إسلامية عربية تستدعي مزيداً من التضحية اليهودية ؟ , أكان يرى أن الهجرة إلى أرض فلسطين
                            ستحرم اليهود من الثروات الطائلة التي يحققونها من التعامل مع الشعوب الأخرى التي يقيمون بينها ؟ ,لقد نسي العالم الكبير
                            أن الصهاينة أحرص الناس على مصادر التمويل لقيام دولتهم , فملوك المال والصناعة والإعلام لم يهاجروا إلى إسرائيل
                            ولا يزالون يمكنون لأنفسهم وللقادرين من اليهود في ارض الشتات , أما الفلاحون والعمال والجنود فهم بناة إسرائيل
                            وأكثرهم ممن ضاقت بهم الأرض في شرق أوروبا و مغربها .وإذا كان هذا هو رأي أينشتاين فإنه لم يكف عن تأييد الحركة الصهيونية ,
                            بل إنه قد رشح لأكبر مناصبها القيادية وإن اعتذر بشواغله العلمية .
                            16ـ على الرغم من أن الفاتيكان رفض الاعتراف باليهود إلى عام 1960م إلا أنه في عام 1970م تم إلغاء فقرة ( لعنة ) اليهود
                            في صلاة الكاثوليك والبروتستانت, وفي عام 1975 ظهر أول تعبير ( شعب يهودي ) لدى المسيحيين وفي عام1980 صافح
                            البابا لأول مرة حاخاماً يهودياً، وفي عام 1984 أعيدت العلاقات الدبلوماسية بين الفاتيكان والولايات المتحدة ,
                            وفي عام 1985 كانت أولى إشارات الاعتراف بدولة إسرائيل ،وفي عام 1991 كان اللقاء بين بابا الفاتيكان
                            والرئيس جورج بوش الأب ـ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ـ والذي مهد العلاقات بين الفاتيكان وإسرائيل, وفي عام 1994 أعلن
                            البابا براءة اليهود من دم المسيح وحق اليهود في العودة إلى أرض أجدادهم , وفي عام 2000 زار البابا يوحنا بابا الفاتيكان
                            ( دولة إسرائيل ) بعد أن قدم اعتذاراً رسمياً لإسرائيل عمَّـا فعله المسيحيون بهم إبان الحروب الصليبية, وترك رسالة الاعتذار
                            عند حائط المبكى، وفي عام2001 أعلن الرئيس جورج ونكلر بوش الابن قيادة الحملة الصليبية الجديدة ضد المسلمين تحت راية محاربة الإرهاب.



                            تعليق


                            • #15
                              الفصل الخامس

                              مستقبل فلسطين وهو على مطلبين:
                              المطلب الأول: فلسطين تتهود.. فما الحل وماالعمل..
                              المطلب الثاني: مشروع إسرائيل الكبرى (الصياغة الإسرائيلية الأخيرة لتهويدفلسطين)..

                              المطلب الأول


                              فلسطين تتهود.. فما الحل وماالعمل

                              نظرة توثيقية على حقيقة تواجد اليهود في فلسطين قبل نكبة 1948


                              Jewish in Palestine pre 1948



                              The first Jewish colonialism in Palestine in 1837 was funded by Moses Montverde
                              a wealthy British Jew who established the first Jewish settlement in Palestine,
                              during the rule of Egyptian governor Mohammed Ali. Later on, Montverde
                              was able to get guarantees from the Ottoman state including protection and privileges



                              The number of the Jewish people in Palestine reached 1500 in 1860 and
                              increased to10 thousand in1881. The majority of Jewish people were concentrated in Jerusalem



                              In 1859 they made their first attempt to settle in Palestine
                              by setting up the first Jewish neighborhood called
                              “Binyamin Moshe “ to honor Mr. Montverde who attained the
                              Ottoman Firman (decree) in 1855 allowing him to buy the land and construct a hospital


                              In 1859, the hospital was transformed into populace residences
                              for the Jews which became the first Jewish neighborhood in
                              Jerusalem, located out side the old city’s boundaries.


                              The first immigration wave (1882 - 1903):



                              It occurred in two stages: The first from1882 – to 1884 and the second
                              from1890 to 1891. During this emigration about 25 thousand Jews
                              came to Palestine, most of them from limited income families from Romania and Russia.


                              The Zionist sources point out that this emigration was organized
                              and financed by the “Zion Lovers Society” association and Belo movement



                              The second immigration wave during (1904 - 1918):



                              The World Zionist Organization took charge of emigration and settling
                              affairs in Palestine. The number of Jewish immigrants was 40 thousand
                              who were mostly jobless Russian and Romanian youths. Later, they
                              were enlisted in the armed forces.


                              In the period between 1911 and 1912, about 1500 Yemeni Jews arrived
                              to Palestine and were distributed at Zionist agricultural settlements.



                              The Jewish Immigration during the British Mandate (1919-1948):


                              During this period which took place between 1919 & 1948, a new horizon
                              was opened to the Zionist emigration movement, where as Balfour declaration
                              was supplemented to the British Mandate, whose 6th article stipulates that the
                              British administration would facilitate the emigration by providing suitable
                              prerequisites and encourage - in cooperation with the Jewish Agency - the settling of the Jews in governmental and deserted lands as well as lands not required for the public usage.



                              The 7th article stipulates that the Palestinian nationality to be granted to the Jewish immigrants.



                              For the success of the Zionist project, the United States and some western countries started to limit the Jewish immigration to their countries in order to force them to immigrate to Palestine.



                              The third immigration wave during (1919- 1923):


                              The number of immigrants was 35 thousand. Most of them came from
                              Russia, Romania and Poland, in addition to few numbers from Lithuania,
                              Germany and the United States.



                              The fourth immigration wave during (1924- 1932)



                              During this period, about 89 thousand Jews came to Palestine. The majority
                              belonged to the middle class and more their half came from Poland.
                              The immigrants started to establish their own small scale investment projects



                              The flux of the immigrants reached its climax in 1925 and later their
                              number increased to 33 thousand, while in 1926 it dropped to 13 thousand.


                              In 1927 their number decreased to three thousand, then two thousand in 1928



                              The fifth immigration wave during (1933 - 1939):


                              The number of its immigrants reached 215 thousand. Their majority
                              emigrated from different territories in Middle Europe because they
                              were affected by the Nazist reign on Germany (about 45 thousand from Germany)



                              In 1935, the emigration reached its climax for it witnessed the arrival
                              of 62 thousand then it started to diminish because of the revolution
                              that flared in Palestine in 1936.


                              It’s worth mentioning that the Zionist organization and the Jewish
                              agency succeeded in reaching a deal with the German Nazists to allow
                              the German Jews to emigrate and permitted them to take their money.


                              Accordingly, they were able to let out 32 thousand million pounds.



                              The sixth immigration wave during (1939 - 1948):


                              It started during the 2nd world War and lasted till the creation of Israel.
                              The transfer of immigrants was either by sea or land to reach their
                              destinations. During the years of the War, 15 thousand illegal immigrants
                              were transferred to Palestine.



                              British s revealed that the British Navy assigned to watch the Palestinian
                              shores to suppress any attempt of illegal immigration - depending on
                              the reports by the British government - used to help the immigrants
                              and supplying them with provisions and fuels. In addition, it led the
                              immigrants to the Palestinian coasts and carried out improper search operations on them.



                              In summer 1943 the British Government informed its embassy in
                              Turkey to give the Jews permissions to enter Palestine especially
                              those who escaped from the lands occupied by Nazists.



                              In 1944 the United States helped the Jews to get out from the lands
                              occupied by the Nazist and even it set a special service for this purpose
                              concerning those who immigrated during the war.



                              The American President, Truman demanded to allow 100 thousand Jews to
                              immigrate to Palestine according to the decisions of the Baltimore’s program.
                              Consequently, an “Anglo - American” investigation committee was composed to
                              examine whether Palestine can absorb the homeless European Jews.
                              At the beginning of May 1946, the committee recommended Truman’s proposal.






                              The Jewish population in Palestine pre 1948


                              The blue spots = Jewish population



                              اليهود في فلسطين قبل عام 1948
                              كان أول تنفيذ عملي لفكرة الاستعمار اليهودي قد حدث في عام 1837 على يد اليهودي البريطاني الثري
                              "موشي مونتفيوري" الذي أنشأ أول مستعمرة يهودية في أرضفلسطين، واستطاع مونتفيوري أن يحصل
                              على ضمانات من الدولة العثمانية بالحماية والامتيازات، وذلك بعد زوال حكم محمد علي في فلسطين
                              وقدر عدد اليهود فيفلسطين سنة 1860 بنحو1500 يهودي،وأصبح عددهم سنة 1881 نحو عشرة آلاف يهودي،
                              وكانت تتركز غالبيتهم في القدس، حيث يرجع تاريخ أول محاولة استيطانية لهم سنة 1859، عندما أقيم أول حي يهودي خارج سورالقدس،
                              وسمي آنذاك باسم "يمين موشي" نسبة إلى مونتفيوري الذي حصل على فرمان عثماني سنة 1855 بشراء الأرض وإقامة
                              مستشفى عليها، وحولها سنة 1859 إلى مساكن شعبية لليهود، أصبحت نواة الحي اليهودي في القدس خارج سور البلدة القديمة.
                              الهجرة الأولى (1882ـ1903):
                              وقد تمت على دفعتين رئيسيتين،الأولى منهما بين سنة 1882 وسنة 1884، والثانية سنة 1890 أو سنة 1891،
                              وقد جاء في هذه الهجرة حوالي 25 ألف يهودي معظمهم أسر محدودة الإمكانيات من رومانياوروسيا.
                              وتشير المراجع الصهيونية إلى أن هذه الهجرة نظمت ومولت من جمعيات أحباء صهيون وحركة بيلو.
                              الهجرة الثانية (1904ـ1918):
                              وقدحدثت بعد قيام المنظمة الصهيونية، وإشرافها على الهجرة والاستيطان في فلسطين، وبلغ عدد المهاجرين فيها
                              نحو أربعين ألفاً جاء معظمهم من روسيا ورومانيا وكانوا أساساًمن الشباب المفلسين المغامرين الذين جندتهم الصهيونية
                              والأجهزة الاستعمارية. ووصل كذلك إلى فلسطين بين سنة 1911 وسنة 1912 نحو 1.500 يهودي
                              يمني وزعوا على المستعمرات الزراعية الصهيونية.
                              الهجرة اليهودية إلى فلسطين في زمن الانتداب البريطاني (1919-1948) :
                              في هذه المرحلة التي تمتد من سنة 1919 إلى 1948، فتحت آفاق جديدة أمام حركة الهجرة الصهيونية إلى فلسطين،
                              فقد أدمج وعد بلفور بصك الانتداب البريطاني على فلسطين، الذي نصت المادة السادسة منه على أن الإدارة البريطانية سوف
                              تلتزم بتسهيل الهجرة اليهودية بشروط مناسبة، وسوف تشجع ـ بالتعاون مع الوكالةاليهودية ـ استيطان اليهود في الأراضي
                              بما في ذلك الأراضي الحكومية والأراضي الخالية وغير اللازمة للاستعمال العام.
                              كما نصت المادة السابعة على ضرورة تسهيل إعطاء المهاجرين اليهودالجنسية الفلسطينية
                              وللمساعدة في إنجاح المشروع الصهيوني عمدت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى في هذه المرحلة إلى وضع قيود
                              على هجرة اليهود إلى أراضيها لدفعهم إلى الهجرة إلى فلسطين
                              الهجرة الثالثة ( 1919 ـ1923):
                              وقد بلغ عدد المهاجرين فيها حوالي 35 ألف نسمة، أي بمعدل ثمانية آلاف مهاجر سنوياً، جاءوا في معظمهم من روسيا ورومانيا وبولونيا،
                              بالإضافة إلى أعداد صغيرة من لتوانيا وألمانيا والولايات المتحدة.
                              الهجرةالرابعة (1924ـ1932:(
                              جاءإلى فلسطين في هذه الموجة نحو 89 ألف مهاجريهودي، معظمهم من أبناء الطبقة الوسطى وأكثر من نصفهم من بولونيا.
                              واستغل مهاجروهذه الموجة رؤوس الأموال الخاصة التي أحضروها معهم في إقامة بعض المشاريع الصغيرة الخاصة
                              بلغ تدفق المهاجرين الصهيونيين ذروته في عام 1925 فوصل عددهم إلى حوالي 33 ألفا مقابل 13 ألفاً. وبعد ذلك انخفض
                              العدد مرة أخرى إلى حدود 13 ألفاً في عام 1926. ثم بدأت الهجرة بالانحسار منذ عام 1927 بسبب الصعوبات الاقتصادية
                              في البلادآنذاك. ففي عام 1927 انخفض عدد المهاجرين إلى ثلاثة آلاف، ثم إلى ألفين فقط في عام 1928.
                              الهجرة الخامسة (1933ـ1939):
                              وقد بلغ عددالمهاجرين الذين قدموا في هذه الهجرة إلى فلسطين نحو 215 ألفاً جاء معظمهم من أقطاروسط أوروبا التي تأثرت
                              بوصول النازية إلى الحكم في ألمانيا فهاجر منها وحدها خلالهذه الفترة نحو 45 ألف مهاجر.
                              وقد بلغت الهجرة ذروتها في عام 1935 فبلغ عددالمهاجرين حوالي 62 ألفاً. ثم أخذت بالهبوط بسبب اشتعال ثورة 1936 في فلسطين.
                              ومن الجدير بالذكر أن المنظمة الصهيونية والوكالة اليهودية عقدتا اتفاقاً مع الحكم النازي في ألمانيا لتسهيل عملية هجرة اليهود
                              من ألمانيا وتنظيم إخراج أموالهم.وبموجب هذا الاتفاق أمكن إخراج حوالي 32 ألف مليون جنيه
                              الهجرة السادسة (1939ـحتى بداية 1948: (
                              التي تمت خلال الحرب العالمية الثانية حتى قيام (إسرائيل)، وقد استمرت بأشكالها المختلفة إما عن طريق الإبحار مباشرة إلى فلسطين وخلال سنوات تم نقل نحو 15 ألف مهاجر "غير شرعي".
                              وكشفت الوثائق السرية البريطانية النقاب عن أن الأسطول البريطاني الذي كان مكلفاً مراقبة شواطئ فلسطين لمقاومة
                              الهجرة "غير الشرعية" ـ حسب إدعاء الحكومة البريطانية آنذاك ـ كان يقوم بإرشاد سفن المهاجرين الصهيونيين وإمدادها
                              بالماءوالمؤن والوقود وقيادتها إلى السواحل الفلسطينية، حيث يجري عملية استيلاء وهمية عليها.
                              في صيف 1943 أصدرت الحكومة البريطانية تعليمات إلى سفارتها في تركيابإعطاء تصريحات دخول إلى فلسطين
                              لليهود "الفارين من الأراضي التي يحتلها النازيون".
                              كما بدأت الولايات المتحدة عام 1944 عمليات إخراج اليهود من الأراضي التي تحتلها ألمانيا النازية، وأقامت لهذا الغرض
                              مكتباً خاصاً أطلق عليه اسم "مكتب مهاجري الحرب".
                              طالب الرئيس الأمريكي ترومان بعد الحرب مباشرة، وتنفيذاً لمقررات برنامج بلتمور، بإدخال مئة ألف يهودي فوراً إلى فلسطين.
                              وتشكلت لجنة تحقيق أنجلو ـأمريكية" لبحث مدى قدرة فلسطين على استيعاب اليهود المشردين في أوروبا.
                              وفي الأولمن أيار عام 1946 نشرت لجنة التحقيق المذكورة توصياتها فأيدت فيها مطلب الرئيس ترومان.

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة د تيماء, منذ أسبوع واحد
                              ردود 0
                              14 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د تيماء
                              بواسطة د تيماء
                               
                              ابتدأ بواسطة د تيماء, 12 فبر, 2024, 07:30 م
                              ردود 0
                              17 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د تيماء
                              بواسطة د تيماء
                               
                              ابتدأ بواسطة د تيماء, 5 ينا, 2023, 12:04 ص
                              ردود 0
                              51 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د تيماء
                              بواسطة د تيماء
                               
                              ابتدأ بواسطة د تيماء, 3 سبت, 2022, 12:10 ص
                              ردود 0
                              20 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د تيماء
                              بواسطة د تيماء
                               
                              ابتدأ بواسطة د تيماء, 4 أغس, 2022, 07:06 م
                              ردود 0
                              31 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د تيماء
                              بواسطة د تيماء
                               
                              يعمل...
                              X