لعنة جماعة الامة القبطية على اقباط مصر نصارى ومسلمين

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سيف الكلمة مسلم اكتشف المزيد حول سيف الكلمة
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لعنة جماعة الامة القبطية على اقباط مصر نصارى ومسلمين

    لعنة جماعة الامة القبطية
    على اقباط مصر
    نصارى ومسلمين


    هل سمعتم عن جماعة الامة القبطية .. انها اخطر جماعة قبطية متطرفة واكثرها اجراما تحكم كنائس مصر منذ ان تخلصت من الأب يوساب بطريرك الاقباط فى بداية الخمسينات وشطبت اسمه من ذاكرة الاقباط ومن تاريخ الكنيسة .. لينفرد اتباعها بحكم الكنيسة القبطية مبتدعين قوانين مخالفة لمنهج الكنيسة المرقصية الارثوذكسية .. ضاربين بتعاليم المسيحية عرض الحائط ولنبدأ بسرد تاريخهم القذر وافعالهم الاجرامية ليس مع المسلمين قط ولا مع المخالفين للعقيدة الارثوذكسية القبطية من المسيحيين باختلاف مللهم وكنائسهم ولكن مع الاقباط المنتسبين للكنيسة والرهبان والقساوسة وكبار الكهنة المخالفين لمنهجهم المنحرف .. نستعرض تاريخهم الملوث بالاجرام والقتل والتعذيب منذ نشأتها الى الآن

    تأسست تلك الجماعة فى اوائل القرن الماضى قبل ثورة 1919 على يد راهب يدعى انطونيوس .. تيمما بابو الرهبانية الانبا انطونيوس مؤسس الرهبانية حسب معتقداتهم ( 251 م _ 356 م ) .. وهو نفس الاسم الذى اختاره الانبا شنودة فى بداية رهبنته قبل تنصيبه بابا للاقباط .. وكان الراهب انطونيوس مؤسس جماعة الامة القبطية مثل اى راهب من رهبان الاديرة يعمل بقوانين الدير بكل تعاليمه فى الصلاه والعمل وغيرها .. ولكن مع دخول الارساليات التبشيرية الكاثوليكية والبروتوستانية مع الاحتلال الاجنبى لمصر وازدياد تواجدها حدث تغيير كامل فى منهجه الفكرى والعقائدى .. حيث خرج بنظرية فلسفية لخدمة الرب برؤيته مخالفة تماما لتعاليم الكنيسة القبطية فى ذلك الوقت .. ومناقضة للمسيحية .. فقد دفعته غيرته وقلقه على الكنيسة القبطية وكراهيته لكنائس الغرب الى ان يبتدع فكرا متطرفا يحث به اتباعه على وجوب تصنيف اعداء الكنيسة وترتيبهم تبعا لحجم خطورتهم على وجودها ومن ثم تحديد افضل اساليب التعامل معهم لسحقهم .. لبناء كنيسة قبطية عظيمة واسعة النفوذ استعدادا لاستقبال المسيح فى الايام الاخيرة .. كنيسة يرضى عنها الرب ويبارك جنودها .. ووضع اعداء الكنيسة على الترتيب
    _ اليهود باعتبارهم المسئولين عن قتل وصلب المسيح حسب عقيدتهم .. ولم يعلنوا براءتهم وتوبتهم عن فعلتهم ولم يعترفوا به
    _ الكنيسة الكاثوليكية باعتبارها ألد اعداء الأقباط وكنيستهم المرقصية منذ ان حكم الرومان بعد اعتناقهم المسيحية كنيسة الاسكندرية فى القرون الاولى للمسيحية وذاق الاقباط على ايديهم ألوان العذاب .. فقداعتبرهم الرومان منحرفين عن المسيحية بخلطها بمعتقدات فرعونية وثنية .. وهم الى الآن يعتقدون ان القبطية مزيج من المسيحية مشوهة بمعتقدات متوارثة عن الفراعنة فهم يسمون باسماء الفراعنة الملعونين فى العهد القديم مثل رمسيس واحمس وغيرهم .. وهم يسمون باسماء آلهه الفراعنة الوثنيين مثل ازيس وحورس وغيرها من الاسماء .. بالاضافة الى مراسم الموت والاربعين والخميس وغيرها واحتفالاتهم باعيادهم .. ووجد الراهب انطونيوس ان توافد ارساليات الكنيسة الكاثوليكية تدل على استمرار اطماعهم فى كنيسة الاسكندرية مما يشكل خطورة على الكنيسة القبطية واتباعها
    _ كنيسة البروتوستانت حيث يعتقد الاقباط بكفر تلك الكنيسة الغربية واسعة الانتشار ويعتبرونها كنيسة الشيطان منذ ان أسسها مارتن لوثر ويحرمون الزواج منهم ومن باقى الملل او ارتياد كنائسهم او الصلاه بها
    _ كافة ارساليات الكنائس الغربية الاخرى مثل الانجيلين الاولى والسبتيين وغيرها
    _ المسلمين منذ دخولهم مصر وتحول الاقباط للديانة الاسلامية ولكنه اعتبرهم اقل خطورة من مسيحى الملل الاخرى المخالفين لشرائع كنيستهم والمشوهين للعقيدة المسيحية بالرؤية الارثوذكسية القبطية .. وحيث لم يمثل المسلمون خطورة على كنائسهم او تحريم شعائرهم مثلما فعل الرومان بهم
    قوبلت تلك الفكرة باعتراض ورفض شديد من رهبان وكهنة الكنيسة القبطية .. واعتبره المتدينون انه بتلك البدعة الغريبة والتعاليم المستحدثة يعد خارجا عن المسيحية .. وأصروا على مراجعته ومحاولة تصحيح معتقداته واقناعه بالعدول عن تلك الفلسفات الغريبة حتى لو كانت الدوافع ورائها حبا للكنيسة .. وكان ان تأثر بتلك النزعة الشيطانية عدد قليل من الرهبان .. لفظتهم الكنيسة القبطية واعتبرت افكارهم خروج صريح عن تعاليم المسيحية ودعوة للكراهية والعداء وبداية لكنيسة شيطانية حديثة تحيد باقباط مصر الارثوذوكس بعيدا عن كنيستهم الاصلية ونذير شؤم ودمار وليست بناء لكنيسة الرب كما يزعمون .. وكانت تلك الفكرة العنصرية الشيطانية بداية لحدوث تصدع وانشقاق داخل الكنيسة القبطية الام .. رغم تناولهم لتلك الاحداث فى سرية تامة ..



    بدأت الفجوة تتسع بين افكار تلك الجماعة المتطرفة فكريا ( جماعة الامة القبطية ) وبين التعاليم المسيحية التى يعمل بها رجال الكنيسة القبطية .. وبدأت المواعظ تنتشر داخل الكنائس تحث الاقباط على عدم التاثر بتلك الافكار الهدامة التى تصل اليهم عن طريق اتباع تلك الجماعة المضللة على ان تظل تلك الامور سرا لا تناقش خارج الكنائس .. وازداد أعضاء تلك الجماعة المتطرفة حيث ساهمت تلك السرية فى تقليص حجم التصدى لها من قبل أجهزة الدولة لجهلها بتفاصيل المشاكل الكنائسية ( داخل الكنيسة ) .. وأدى الانشقاق بالراهب انطونيوس الى تأسيس دير فى اقاصى الصحراء الغربية تنطلق منه كنيسته .. ومهمته تفريخ معلمين جدد لنشر تعاليم الجماعة واجتذاب الشباب المتحمس لقبطيته والكاره لسواها .. ومع ازدياد الارساليات التبشيرية للكنائس الغربية بدأت اعداد تلك الجماعة فى ازدياد .. وبدأت اساليبهم تأخذ محورين الدعوة لافكار الجماعة والعمل بتلك الافكار .. فظهرت أول ثمارها اثناء ثورة 1919 حيث بدأ بعض رجال الكنيسة القبطية المتأثريين بافكار تلك الجماعة بالاهتمام بالامور السياسية والمشاركة فى الثورات .. والتى كانت تراها قيادات الكنيسة القبطية بدايه للخروج عن تعاليم الرب تبعا للنظرة المسيحية التى تفصل بين ماهو للرب وماهو لقيصر حتى لا تساق روحانيه المسيحية الى نزعات دنيوية باسم السياسة او الطموحات المادية .. ولم تعبأ الجماعة باستنكارات الكنيسة القبطية الام ولم تبد اهتمام لاعتراض قيادات الكنيسة على تلك الافكار .. ثم شاع المفهوم المبتدع والمستحدث بين اعضاء الجماعة القبطية القائل ( اطعن عدوك بخنجره .. أو بعدو لكما ) .. فالعدو الأول والرئيسى هو الارساليات التى تسعى لاستعادة كنيسة الاسكندرية من الاقباط وتعمل بجد وتنفق الكثير لتعميمها فى كل أرجاء كنائس مصر .. والعدو المشترك للكنيستين القبطية والغربية هو الاسلام والمسلمين .. والتى كان لدخول الاسلام أرض الكنانة مصر عظيم الاثر فى تقلص اتباع الكنيستين وزوال نفوذهما من منظور تلك الجماعة المتطرفة المنحرفة فكريا ومنهجيا وعقائديا.. رغم ان الخلاف والبغض والكراهية بين الكنيستين فى جوهره يفوق عدائهما للاسلام مجتمعين لابعد الحدود .. وبدأ اعضاء جماعة الامة القبطية دراسة اساليب الارساليات والاستفادة منها فى طعنها بنفس الخنجر .. فالارساليات الكاثوليكية و الانجيلية بكافة كنائسها تنشر تعاليم اناجيلها المختلفة وتستقطب مسيحى مصر من الاقباط ببناء المدرس وتدريس اللغات الاجنبية وبناء المستشفيات والجمعيات الخيرية الملحقة بكنائسها التبشيرية ... وبينما يدعو رجال الكنيسة القبطية ابناءها بأن ينئوا بانفسهم بعيدا عن تلك الارساليات بكل اغراءاتها ومدارسها وافكارها .. اعتبرت جماعة الامة القبطية منهج كنيستهم غباء ولا بد من الاستفادة بتلك الامكانيات التى تنفقها الارساليات دون التأثر بافكارهم .. لا مانع من تعلم اللغات بمدارسهم واكتساب مهارات جديدة والاستفادة من الامتيازات والتمويلات التى تنفقها تلك الارساليات على مدارس ومستشفيات الارساليات دون الاستدراج الى معتقداتهم وترسيخ المفهوم بين الاقباط ببطلان عقائد كنائس تلك الارساليات دو ن اظهار ذلك مع التمسك بالكنيسة القبطية .. وبالوقت بدأت تعاليم جماعة الامة القبطية تلقى قبولا متزايدا من الشباب الطموح والنفوس الضعيفة التى رأت فى الاستفادة من امكانيات الارساليات التى تنفق ببذخ مع الاحتفاظ بالعقيدة الارثوذكسية للكنيسة المرقصية القبطية حيلة ذكية ترضى رغباتهم واطماعهم .. ومرة اخرى اتسعت الفجوة بين تعاليم تلك الجماعة (الامة القبطية ) المتطرفة باساليبها الماكرة وحيلها الكاذبة والتى ازداد اتباعها بصورة مذهلة .. وبين تعاليم الكنيسة القبطية الفقيرة التى تكتفى بالصلوات والدعاء وأخذ البركات .. وأمور روحانية بعيدة عن واقع الامور من منظور قيادات واتباع جماعة الامة القبطية المنشقة والمتطرفة ..




    ازدادت حدة الصراع بين اتباع جماعة الامة القبطية وبين قيادات الكنيسة القبطية التى اعتبرت منهجهم خروجا صريحا عن تعاليم الكنيسة ونذير بهلاكها حتى وصلت الامور بينهما الى مايشبه حرب سرية غير معلنة .. كل منهما يصر على صحة ماهو عليه وعلى بطلان الآخر .. ولكن الكفة كانت تزداد وتميل لصالح جماعة الامة القبطية التى انضم اليها الكثير من الأقباط حيث وجد اتباعها امتيازات وتسهيلات كثيرة تتناسب مع اطماعهم وطموحاتهم .. فتخرجت من المدارس الاجنبية التابعة للارساليات طبقة كبيرة من الاقباط تميزت عن غيرها من فئات الشعب القبطى بل والمصرى فى اتقانهم للغات واكتساب علوم ومهارات وتقنيات تم تمويلها بأموال الارساليات الغربية التبشيرية وصلت الى حد اعفاء معظم الدارسين الاقباط من المصروفات كمحاولة من الكنيسة الغربية فى اجتذاب الاقباط بعيدا عن كنيستهم الأم .. وقد ساهمت تلك الامتيازات والشهادات التى حصل عليها اتباع جماعة الامة القبطية خريجى تلك المدارس والجامعات فى اعتلائهم الوظائف الهامة وتوفير مكانة اجتماعية مرموقة لهم وصلت الى حد السيطرة على عصب الاقتصاد والسياسة فى الدولة وتقوية جسور قوية للعلاقات الخارجية مع الجهات الاجنبية ساهمت فى قيامهم بدور الوسيط بين اجهزة الدولة بقيادتها وجهات معنية فى دول الغرب .. فهم اتقن للغات واقرب بالانتماء للمسيحية من المسلمين حتى لو كان هذا الانتماء اسميا صوريا من منظور الكنيسة الغربية ورغم وجود خلافات جوهريه بين الكنيسة القبطية وكنائس الغرب لاتقل عن العداء بين المسيحية والاسلام من منظورهم ايضا .. خلافات تصل لحد العداء والكراهية بين تلك الكنائس وتكفير كل منهم للآخر واتهامه بالخروج عن المسيحية وتحريفها .. ووجدت قيادات جماعة الامة القبطية فى ذلك نصرا ساحقا قفز بالاقباط خطوات متقدمة ونقلة ناجحة بكل المقاييس لافكار الجماعة .. اعتبرت الكنيسة القبطية ان هذا النجاح كاذب خادع مشوه وان افتتان قبطى واحد بتعاليم تلك الارساليات واتباعه لكنيسة غربية ضالة هى خسارة كبيرة للكنيسة القبطية .. بينما رأت قيادات جماعة الأمة القبطية ان افتتان بعض الاقباط بالارساليات وخروجهم عن الكنيسة القبطية ليس بالخسارة الكبيرة اذا ماقورنت بالامتيازات والمكاسب التى حققتها الجماعة بالاستفادة من امكانيات تلك الارساليات .. وبذلك تم طعن العدو بخنجره .. الاستفادة من امواله للارتقاء وطعنه بالعمل ضده .. وبدأت جماعة الأمة القبطية تخطو خطوات سريعة فى سنوا ت معدودة لتعميم نفوذها وتوسيع دائرة افكارها لبسط سيطرتها على الكنيسة القبطية بالتمادى فى ابتداع الاساليب الماكرة للوصول للهدف .. فرفعوا شعار يوحنا المعمدان ( مهدوا الطريق لقدوم الرب ) .. ولقى هذا النداء صدى كبيرا من الاستجابة فى اوساط المجتمع القبطى وكان حافزا على انضمام اعداد هائلة من الاقباط الارثوذكس الى الجماعة .. كما ساهم نفوذ اتباع الجماعة من ذوى المناصب الكبيرة بالدولة الى لجوء كثير من بسطاء الشعب القبطى اليهم لاتمام مصالحهم ومتطلباتهم مما جعل من جماعة الامة القبطية ملجأ وملاذ لكل محتاج تعجز الكنيسة القبطية عن تلبية احتياجاته مما زاد نفوذها والثقة بها ..


    ورغم ان قيادات تلك الجماعة القبطية المتطرفة والمنحرفة عقائديا كانوا من الرهبان ورجال الدين القليلين المنشقين الذين افتتنوا بأفكار الراهب انطونيوس المخالفة لمنهج كنيستهم الأم .. الا ان دعوتهم كانت تجد الكثير من الصعوبات .. لم يكن الطموح وتقضية المصالح بالاسباب الكافية لاجتذاب المتدينين من الأقباط المخلصين المرتبطين بتعاليم كنيستهم الأم والمواظبين على حضور الصلوات والتواصل مع آبائهم من رجال الدين .. والذين يحترمون عهود الكنيسة القبطية مع المسلمين منذ ان فتحت مصر .. ورأى الكثير ان الانجراف والانسياق وراء تلك النزعات العنصرية والافكار الهدامة لتلك الجماعة قد يؤدى الى انهيار العلاقات الطيبة مع اخوانهم من المصريين المسلمين والتى دامت قرون طويلة من الصفاء وحسن العشرة والمحبة والتواصل البناء .. لذا فان دعوة الجماعة العنصرية صادفت الكثير من الصعوبات ورفض شديد من رجال الكنيسة واتباعها المتمسكين بتعاليمها .. فلجأت قيادات جماعة الأمة القبطية المتطرفة الى تركيز دعوتهم على الطبقة المتعلمة من الشباب القبطى الطموح من طلبة المدارس والجامعات وحديثى التخرج .. المتأثر بالتيارات الفكرية العلمانية والاشتراكية والشيوعية والديمقراطية وغيرها السائدة فى ذلك الوقت و البعيده عن مناهج الكنيسة .. وممن يقل وعيهم الدينى بالتعاليم المسيحية لعدم مواظبتهم على حضور الصلوات والتواصل مع الكنيسة .. فكان من السهل اجتذابهم والتأثير عليهم بمفاهيم جديدة تساعدهم فى طموحاتهم وتحقيق الذات .. واصبح هناك عامل أساسى يجمع بين أعضاء واتباع الامة القبطية وهو غرس مفهوم الغيرة الشديدة على الكنيسة القبطية ومحاولة انقاذها من انياب اعدائها .. لذا فان دافع العداء لغير القبطى الارثوذوكسى هو الوازع الأساسى وراء الانتماء لفكر هذه الجماعة تحت ستار الدين والعصبية والتطرف .. حتى أخذهم التطرف الى تصور انهم جنود يسوع الذى وكل اليهم مهمة استعادة كنيسة الرب فى مصر واعادة بنائها وتوسيع نفوذها وسلطانها وتطهيرها من اى وجود سواها .. وقد يصعب عل الكثير التصديق بأن معظم الاقباط من مثقفى مصر وذوى المناصب العليا فى شتى المجالات وخاصة الصحافة والخارجية وحتى من الوزراء الاقباط هم ممن ينتمون قلبا وقالبا لفكر تلك الجماعة المتطرفة ( جماعة الأمة القبطية ) .. بل من الاعضاء المهمين الذين يوكل اليهم المهام الكبيرة الصعبة للعمل لصالح الجماعة .. فمعظم الاقباط أصحاب الاموال والنفوذ ان لم يكن كلهم هم من الاعضاء المهمين الممولين لنشاطات جماعة الامة القبطية وهم اعمدة هامة فى ثبات تلك الجماعة .. ومنهم الكثير من الاسماء المشهورة ذائعة الصيت من الاقباط داخل وخارج مصر فى جميع المجالات بما فيها الفن والاعلام والسياسة والاتصالات والاقتصاد .. بل ويصعب على الكثير التصديق أو مجرد تصور ان معظم قيادى الكنيسة القبطية الحالية هم من تلامذة قيادى جماعة الأمة القبطية .. وكانوا من هذه النوعية من الشباب المتحمس لقبطيته المنتمى للتيارات الفكرية المختلفة وكانوا يعملون فى مجالات بعيدة عن الدين فكان من السهل التأثير عليهم وتأهيلهم للقيام بأدوار هامة لخدمة أهداف الجماعة ومنهم .. عازر يوسف عطا والذى اصبح فيما بعد البابا ( كيرلس السادس ) وكان يعمل فى مجال السياحة وهى ابعد مجال عن الاهتمامات الدينية وكان أحد تلامذة رهبان جماعة الامة القبطية .. واصبح فيما بعد معلما لتعاليمهم واصبح له تلامذه ومنهم .. الدكتور سعد عزيز ( الأب متى المسكين ) فيما بعد والذى كان بعيدا عن الدين وكان منجذب للفكر الشيوعى ويعمل صيدلى ويمتلك صيدلية بمدينة دمنهور .. واعتنق فكر الجماعة واصبح احد تلامذة عازر يوسف عطا ( البابا كيرلس ) .. ثم اصبح معلما فيما بعد لتلامذة اكثر عنصرية لافكار جماعة الامة القبطية ومنهم .. نظير جيد ( الانبا شنودة ) بابا الاقباط حاليا وهو احد التلامذة التسع للاب متى المسكين فى دير السريان وهو خريج كلية الآداب قسم تاريخ .. وجميعهم احدثوا انقلابا شاملا لم يحدث من قبل فى تاريخ وقوانين الكنيسة القبطية ... وبذلك حلت تعاليم الأمة القبطية محل تعاليم المسيحية الارثوذكسية للكنيسة القبطية ..

    نستعرضها باذن الله تعالى


    كان لنجاح رهبان الأديرة ( المنتمين لفكر جماعة الامة القبطية ) فى اجتذاب عدد من الجامعين والمثقفين واصحاب النفوذ وكذلك رجال الدين اسوأ الاثر على سلطة الكنيسة القبطية .. واستطاعوا اختراقها والتأثير على قراراتها بممارسة كافة الضغوط عليها .. سواء شعبية من قبل الاقباط الذين اعتنقوا افكار الجماعة .. او بالضغوط المالية من الطبقات المميزة من الباشوات المسيحين الاقباط وأصحاب النفوذ والمال وذوى المناصب الرفيعة بالدولة الذين تربوا على ايدى ومناهج قيادات جماعة الامة القبطية .. حتى وصلت نفوذ تلك الجماعة للتدخل فى اختيار البطريرك .. وكان القمص سرجيوس المعروف فى تاريخ ثورة 1919 وصاحب صحيفة ( المنارة المرقصية ) ثم ( المنارة المصرية ) من اقطاب المتحمسين لفكر الجماعة .. وامعانا فى التضليل اطلقت الجماعة مفهوم الاصلاحيين على اعضائها لتعطى لتواجدها الحق فى التدخل فى شئون الكنيسة .. ونجحوا بمساعديهم من رجال الدين داخل الكنيسة من ترشيح الانبا مكاريوس 1942 .. ولكن خابت ظنونهم وآمالهم فيه فلم يكن على قناعة بأفكارهم ولم يكن من السهل عليه تفضيل تلك الافكار العنصرية الهدامة والاساليب الماكرة على التعاليم المسيحية ..واحتد الخلاف بينهم الى ان ترك منصب البابوية زاهدا فى المنصب واقام بقية عمره فى احد الاديرة حتى توفى بعدها بسنوات قليلة .. واستعاد رجال الكنيسة الام من المحافظين على تعاليم المسيحية القبطية بعض نفوذهم وانتخبوا الاب يوساب الثانى بطريركا للكنيسة القبطية لورعه واخلاصه لتعاليم الكنيسة .. وكانت تلك المرحلة من اسوأ مراحل جماعة الأمة القبطية وأيضا من أخطر الفترات فى تاريخ الكنيسة الاورثوذكسية القبطية .. والتى دفع الأنبا يوساب الثانى حياته ثمنا لرفضه تعاليم تلك الجماعة الاجرامية .

    ومن منظور جميع المخلصين لتعاليم المسيحية الارثوذكسية القبطية وكل المعاصرين لفترة الانبا يوساب الثانى من الاقباط سواء مما اتفقوا معه فى حكمته وورعه فى قيادته للكنيسة أو ممن اختلفوا معه من هؤلاء المنتمين لافكار الجماعة فان احدا لم يستطع ان ينكر عليه طيبته وخلقة الكريمة وورعه فى الصلوات ونقاء وصفاء قلبه .. لم يجرأ احد من اعداءه على التطاول عليه بالوصف او الذم مثلما فعلوا بالبطاركة قبله ممن تصدوا لهم .. أو ان ينال من صفاته بشىء ..ورغم ضعف صورته وهيئته وكبر سنه الا ان تاريخ الكنيسة يشهد له بالجهد الكبير الذى بذله والذى يفوق امكانياته الصحية وشيخوخته للتصدى لتلك الجماعة بكل ما أوتى من قوة وجهد واصرار على استعادة و ترسيخ تعاليم المسيح بالكنيسة وازالة كل ماتعلق بالاذهان من تعاليم تلك الفئة الضالة .. فقام باختيار مساعديه وحاشيته من رجال الدين الابرار الذين لم تلوث عقولهم وقلوبهم بتعاليم تلك الجماعة المنحرفة عقائديا .. وقام بتطهير الكنائس والاديرة من شرذمة تلك الجماعة التى استطاعت اختراقها والتأثير على المجتمع القبطى لحد ان اعضاء تلك الجماعة المنتمين لفكرها المريض كاد ان يقارب المليون وهو عدد رهيب بالقياس لتلك الفترة والتى يقترب من عدد الاقباط كلهم .. وكان لا يتكاسل عن تنحية اى راهب أو رجل دين مهما كانت مكانته الكهنوتية .. قام باعادة الخطاب الدينى الروحانى الذى يعيد للمسيحين الاقباط الصفاء بدلا من تلك الخطابات التحريضية التى انتشرت من قبل أعوان تلك الجماعة .. وكان يرى بحكمته آمان الكنيسة والأقباط جزء لا يتجزأ من أمن المسلمين الذين احاطوها بالرعاية منذ ان فتحت مصر ... وحافظوا على الاديرة والكنائس وصوامع الرهبان .. واحترموا حرية الاقباط فى اقامة شعائرهم بأمان .. بل ويشهد لهم بحسن العشرة والوئام .. محذرا اياهم انه لولا المسلمين لانقض الاستعمار بارسالياته التبشيرية وأزال كنيسة الاقباط وأباد اتباعها من ارض مصر مثلما فعل الرومان المسيحين بأقباط مصر عام 284 ميلادية والذى سمى بعصر الدماء واتخذه الاقباط بداية للتقويم القبطى .. ذكرى لشهداء اسنا واخميم الذين ابيدوا عن آخرهم بسيوف المسيحيين الرومان .. المنتمين لكنيسة روما ( الكنيسة الكاثوليكية الحالية ) .. وكان يرى ان احترام العهود التى اتخذتها الكنيسة مع المسلمين منذ ان فتحت مصر هو واجب دينى يلزمه الخلق المسيحى باحترام العهود وعدم نقضها .. كما كان يرى فى اساليب تلك الجماعة من مكر ونفاق وخداع خلق لا تليق بمسيحى يحترم عهوده مع الرب .. حتى انه قام بتنحية الراهب ( متى المسكين ) معلم الانبا شنودة البطريرك الحالى للاقباط والأب الروحى له .. بعد ان علم الانبا يوساب بالافكار الضالة لهذا الراهب وحقيقة انتمائة لتلك الجماعة .. وكان قد اختاره كاحد الرهبان ليكون وكيلا للبطريركية بالاسكندرية .. وما ان تولى الراهب متى المسكين هذا المنصب و قام بحملة عزل لرجال الدين المخلصين لتعاليم الكنيسة واستبدلهم بمن هم منتمين لافكار جماعة الام القبطية .. وعندما علم الانبا يوساب الثانى بنشاطاته المريبة والتى تتعارض مع قوانين الكنيسة وتعاليم المسيحية قام بمراجعته وعزله عن القيام بلالعمال الهامة فقدم الاب متى استقالته مفصحا عن مخالفته لقوانين الكنيسة وانتمائه لفكر تلك الجماعة ..وكان هذا قبل نهايه عهد الانبا يوساب بعدة شهور .... ولكن مازالت فى تلك الفترة الحرجة من تولى الانبا يوساب كثير من التفاصيل الهامة .. والتى سنسرد احداثها الهامة باذن الله


    شهدت فترة حكم الانبا يوساب الثانى مرحلة من الصراعات المريرة داخل الكنيسة القبطية بين قيادات الكنيسة القبطية والجماعة المنحرفة الاجرامية المسماه بالامة القبطية .. صراعات تفوق كل الاحتمالات كان لها اسوأ الاثر على الكنيسة والاقباط واحدثت انشقاقات وتصدعات تسببت فى خروج بعض الاقباط عنها وانضمامهم الى كنائس الملل المسيحية الاخرى .. حيث وجدوا بعض الروحانيات المسيحية التى افتقدوها فى كنيستهم الام بعد ان شاعت بها المؤامرات والخطب التحريضية والكراهية لغير القبطى من قبل اعضاء تلك الجماعة المندسين والتى فاق عددهم الكثير .. ورغم هذا الجو المشحون بالصراعات لم ييأس الانبا يوساب واعوانه بل ظلوا على منهجهم فى محاولة استعادة روحانيات الكنيسة والمحافظة على اتباعها والتصدى بكل مالديهم من قوة لافكار تلك الجماعة .. ولم يكن نهج تلك الجماعة اقل قوة واصرارا على التمسك بافكارها واهدافها ولم تكن لتتراجع بعد ان قطعت مسافات طويلة حققت فيها نجاحات و قفزات سريعة للوصول للهدف من منظورها .. واشتدت ضغوط اتباع تلك الجماعة على قيادات الكنيسة بكل السبل ومن كل الجوانب .. محاولين مساومة بطريرك الكنيسة الانبا يوساب الثانى وحاشيته على التصافى بينهم وترك المنازعات التى تضر بالكنيسة و ان يحتفظ بمكانته البابوية بكل رجاله بصورة شكلية ويترك لهم حكم وادارة الامور بها .. على ان تنحصر مهمته ورجاله فى الاهتمام بالامورالروحانية للكنيسة من صلوات واقامة القداس والاعياد وغيرها .. وهى الامور التى تميز بها .. ورفض الانبا يوساب لانه لا يجب ان تكون هناك امور وقوانين اخرى مخترقة تحكم بها الكنيسة من رؤيته غير قوانين وتعاليم المسيحية الارثوذوكسية القبطية والتى دامت قرون منذ ان صيغت على لسان القديس تيمو ساوس بابا الاسكندرية سنة 381 م اى فى القرن الرابع الميلادى .. حين وجهت له اسئلة واصبحت كل اجابة خرجت من فمه هى قانون للكنيسة القبطية والتى اصبحت تسمى بقوانين القديس تيمو ساوس .. والتى حكمت بها الكنيسة القبطية كل تلك القرون الى ان تولاها الاب يوساب .. ورفض بكل قوة المزايدة على تلك القوانين او اختراقها بافكار عنصرية هدامة .. وكان المجلس الملى فى ذلك الوقت مخترق من العلمانيين غير رجال الكنيسة من المتأثريين بافكار جماعة الامة القبطية .. امثال ابراهيم فهمى وحبيب باشا والمنياوى باشا ونخبة من ذوى المناصب والمال واصحاب الاحزاب السياسية الذين يدينون لافكار الجماعة بالولاء والتى بفضلها تمتع كثير منهم بالامتيازات ووصلوا لما هم عليه .. وكانوا يديرون الاوقاف الخاصة بالاقباط ويتحكمون فى الامور المالية الخاصة بدعم الكنيسة .. من رواتب ومصروفات لرعايا الكنيسة من رجال الدين واتباعها الاقباط الفقراء والمحتاجين .. مارسوا الضغوط المالية وحدثت نزاعات بينهم تعدت اسوار الكنيسة .. وفسرت خارجها على انها خلافات كنائسية خاصة بامور ادارية ومالية .. واحاطت تلك الخلافات تعتيم شديد على وجود افكار تلك الجماعة ... ولم يتزعزع الانبا يوساب ولم يسلم لهم مقاليد حكم الكنيسة .. واعتبر تلك الضغوط المالية هو المنهج الشيطانى الذى يمارسه ابليس منذ الازل لافتتان الناس والضغط عليهم بقبول مناهجه والانصياع لاوامره .. وزاده موقفهم وضغوطهم المادية على الاصرار على العمل بقوانين الكنيسة وحث اتباعها على العمل بمقولة ( ليس بالخبز وحده يحى الانسان ) .. وان التبرعات والصدقات التى يدفها الاغنياء للفقراء هو واجب دينى وفريضة ربانية غير مشروطة ولا خاضعة للاهواء ولا وسيلة لاى ضغوط او تقديم اى تنازلات دون اى وجه حق .. وحث اتباع الكنيسة على الصبر على تلك المحن والغمة التى ابتليت بها الكنيسة القبطية .. واستمر على نهجه بمساعديه المخللصين لتعاليم كنيستهم فى تطهير الكنائس والاديرة من اتباع تلك الجماعة المضللة .. غير مبالى بأى ضغوط .. وقام بسحب الاعتراف ببعض الاديرة التى تدار من قبل رهبان تأثروا بتلك الافكار المنحرفة عن المسيحية .. ولم يكن هذا بالشىء الجديد فقد سبق واصدر المجمع المقدس قرارا بسحب الاعتراف بدير مار مينا بمصر القديمة حين كان يقيم به فى ذلك الوقت البابا كيرلس السادس مع تلاميذه وانتقالهم احد اديرة وادى القلمون بجوار مدينة مغاغا بالمنيا وكان يسمى وقتها بالقمص ( مينا المتوحد ) وكان يقيم بالدير معلما لتلاميذه ومنهم الراهب (متى المسكين ) وسحب الاعتراف بالاديرة واخرج منه الرهبان .. والبابا كيرلس السادس هو الذى سيأتى فيما بعد خلفا للبابا يوساب الثانى !!!



    وكان مع قيام ثورة يوليو ان ازداد الفكر المعادى للغرب ..و جندت اجهزة الدولة الاعلام بكل مؤسساته والمناهج التعليمية والخطب الثورية لترويج و ترسيخ مفهوم العداء لكل ماهو غربى من مؤسسات وانتماءات وذيول استعمارية واعوانهم من اليهود .. فكانت ازهى مراحل جماعة الامة القبطية وفرصتهم الذهبية بكل مقايسها وابعادها للعمل بمقولة ( اطعن عدوك بعدو لكما ) مستغلين عداء الحكومة المصرية للوجود الاجنبى .. وهم بافكارهم المنحرفة عن كنيستهم يكنون العداء للاثنين .. للحكومة وللاجانب .. الحكومة كدولة غالبيتها مسلمة وللاجانب بارساليتهم وكنائسهم واناجيلهم المختلفة .. وكذلك اليهود ألد اعداء الجماعة المسئولين عن صلب يسوع من منظورعقيدة كنيستهم ولم يتراجعوا الى الآن ويعلنوا توبتهم عن فعلتهم ومازالوا على عدم اعترافهم بمجىء المسيح .. فالكل فى سلة واحدة يجب الاطاحة بها .. لذا عمل اعضاء الجماعة المميزين فى المجتمع على بذل الجهد للتحريض ضد الوجود الاجنبى واظهار انتماءاتهم الوطنية لافكار الثورة وتأييدهم لها وتحقيق المكاسب بتقليص عدد الارساليات الاجنبية وطرد رعاياهم .. ولكن فشلوا فى محاولاتهم المستميتة لتحويل الكنائس الكاثوليكية والبروتوستانية والملل الاخرى الى كنائس ارثوذوكسية حيث تعارض ذلك مع قوانين الدولة والاسلام الذى يضمن حماية ا لكنائس والمعابد المسيحية واليهودية المتواجدة بمصر منذ ان فتحت .. وحرية اتباعها باقامة شعائرهم بها فى آمان .. فكان كعادة اتباع تلك الجماعة يعملون بمكر ونفاق .. فهم يتظاهرون بوطنيتهم ومصريتهم وولائهم للثورة واهدافها ويظهرون كراهيتهم للاستعمار والتواجد الاجنبى بمصر .. ويتمسحون فى الغرب بمسيحيتهم التى تجعلهم بمنظور الغرب اقرب اليهم من المسلمين حتى لو كانت تلك المسيحية اسمية صورية من منظور الكنيسة الغربية المخالفة لكنيستهم عقائديا ومنهجيا .. اختلافات لا تقل فى جوهرها عن اختلافاتهم مع الاسلام .. وكذلك الحال مع اليهود فرغم كراهيتهم لهم لابعد الحدود فهم يظهرون لهم المودة بايمانهم بالعهد القديم الذى هو لا يتجزأ عن انجيلهم .. وبذلك استطاعوا فى تلك الفترة الاستفادة على كل الوجوه .. وادى خروج الاجانب من مصر الى ان باعوا معظم ممتلاكاتهم باموال زهيدة جدا للنصارى مفضلين اياهم عن المسلمين لما تربطهم باعضاء تلك الجماعة من علاقات وطيدة منذ ان درسوا وعملوا بمدارس ومستشفيات ارسالياتهم وكذلك شركاتهم .. بل وتنازل بعض الاجانب عن بعض تلك الممتلكات للاقباط .. فهم جميعا رغم حجم خلافاتهم العقائدية والعداء بينهم الا انهم اجتمعوا جميعا على عدائهم للاسلام والمسلمين .. وتبقى كل تلك الاحداث فى اثناء حكم الانبا يوساب الثانى للكنيسة الارثوذكسية القبطية واستمراره على موقفه واستنكاره لفكر تلك الجماعة واساليبهم الشيطانية فى النفاق والمكر والخداع ..



    مازلنا فى فترة حكم الانبا يوساب الثانى للكنيسة القبطية والتى بدأت فى الاربعينيات وامتدت الى مابعد الثورة .. ومازال الانبا واعوانه المخلصين لتعاليم الكنيسة القبطية يحيطونه بالولاء والحماية عاملين جميعا بكل جهد وكد للتصدى لافكار تلك الجماعة المنحرفة عقائديا جماعة الامة القبطية العنصرية المتطرفة .. غير مبالين بنفوذهم ولا اموالهم ولا خاضعين لاهوائهم .. واستطاعوا ان يعيدوا للكنيسة القبطية الكثير من روحانياتها ومحبتها .. ومازالت ايضا قيادات تلك الجماعة رهبان وعلمانيين من ذوى المناصب والمال والوصوليين من الشباب الجامعى ذوى الاطماع والطموحات الدنيوية على تمسكهم بأفكار تلك الجماعة التى جلبت لهم كل تلك النجاحات والامتيازات والمناصب السياسية والاجتماعية والمالية .. بالاضافة الى الاقباط الذين تأثروا بفكر ونهج الجماعة آملين فى وعودهم ببناء كنيسة للرب عظيمة وازالة ماعداها واسترجاع مصر القبطية المباركة .. وكانت الثورة فى بدايتها تمر بمرحلة من الجفاء فى العلاقات السياسية الخارجية مع الغرب اثر قيامها بطرد الاستعمار والوجود الاجنبى وتصفية المؤسسات والشركات الاجنبية واليهودية الممولة لاسرائيل .. كما كان لوجود الطبقة المسيحية القبطية المتميزة خريجى مدارس الارساليات واتقانهم للغات وخبرتهم الطويلة فى مجال العمل كوسيط بين الحكومة والجهات الاجنبية عهد الاستعمار واحتفاظهم بعلاقات وطيدة مع الغرب وكذلك ظهورهم بالمظهر المخادع الذى يلبس ثوب العلمانية والاشتراكية والبعد عن المظاهر الدينية .. وبين انتماءاتهم الحقيقية لاكبر جماعة قبطية متطرفة تأثيرا كبيرا على الحكومة المصرية التى اعتمدت عليهم فى مجال العلاقات الخارجية لتحسين صورتها فى الغرب للاعتراف بها .. واعتبرتهم همزة الوصل بين قياداتها والحكومات والجهات الاجنبية الغربية الذين يحتفظ اعضاء الجماعة معهم بصداقات قوية .. فكان لاستمرار قيام افراد تلك الجماعة بدور الوسيط بعد قيام الثورة مكسبا كبيرا حيث اعطتهم الحكومة امتيازات ونفوذا واطلقت لهم كامل الحرية بالعبث داخل الكنيسة القبطية وضمنت لهم الحماية من قبل السلطات مع علمها او تجاهلها بنواياهم وخلافاتهم مع قيادات الكنيسة .. على اعتبار انها خلافات داخل الكنيسة .. شأن كنائسى لا تتدخل فيه الحكومة مما زاد تلك الجماعة المتطرفة قوة الى قوتهم ولم تعد هناك عقبات من الحكومة المصرية تؤيد تحركاتهم مثلما كانت عهد الملكية التى لم تعتمد عليهم كلية لقرب الاسرة المالكة من الوجود الاجنبى .. بالاضافة الى جهل او تجاهل حكومة الثورة بتفاصيل تلك الجماعة القبطية المتطرفة .. فالحكومة ليست دينية وبالتالى فالامور الدينية لا تعنيها .. ولا حتى مواثيق ومعاهدات المسلمين والكنيسة منذ ان فتحت مصر ابان حكم عمرو بن العاص رضى الله عنه .. ومايهم حكومة الثورة هى المكاسب السياسية والمصالح التى تقدمها وتوفرها لها تلك الفئة الضالة المسماه بجماعة الامة القبطية .. وهذا يفسر صمت الحكومة المصرية على احداث قطار الصعيد الذى دبره اعضاء جماعة الامة القبطية والذى راح ضحيته عدد من المطارنة ورجال الكنيسة المعاديين لفكر الجماعة والذين هموا بالاجتماع والاعتراض للحكومة على تصرفات تلك الجماعة حيث اشتد الصدام فى تلك الفترة بين الكنيسة واتباع الامة القبطية ادى الى تدخل سافر من قبل اعضاء ورهبان تلك الجماعة فى شئون الكنيسة محاولين فرض سيطرتهم عليها وعزل الانبا يوساب الثانى .. والذى رفض بشدة التخلى عن مسئوليته تجاه الكنيسة ليس طمعا منه فى منصبا ولا جاه ولا مال فقد عرف عنه حتى من اعدائه انه كان زاهدا فى الامور الدنيويه .. ولكن تحديا لطموحات تلك الجماعة المدمرة للقيم والمبادىء المسيحية واحترام العهود مع المسلمين من زمن الفتح الاسلامى لمصر .. وحفظا لامانة المسئوليه عن مسيحى مصر من الاقباط .. وشهد له اقباط تلك الفترة حتى اعدائه بطيبته وصفائه مما زادته قوة رغم ضعف جسده وشيخوخته .. وزادت اعدائه من جماعة الامة القبطية الاجرامية رهبة وخوف من المجرد المساس بشخصه ..
    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
    وينصر الله من ينصره

  • #2
    تابع


    تفاصيل الاحداث التالية لأحرج فترة فى تاريخ الكنيسة القبطية منذ بداياتها .. فترة حكم الأنبا يوساب الثانى ... تفاصيل تعجز الكلمات عن وصف احداثها الاجرامية والدمويه بفظاعتها وقسوة منفذيها من اعضاء تلك الجماعة القبطية الضالة والمنحرفة عقائديا وأخلاقيا وقانونيا .. فترة صراع بين مردة تلك الجماعة وقيادات الكنيسة القبطية زادتها السرية عنفا واجراما .. حيث حرص كل من الجانبين على تكتم تفاصيلها .. الجماعة تمارس كل الضغوط لعزل البابا والانفراد برهبانها المنشقين لحكم الكنيسة .. مستعرضين كل قواهم ونفوذهم السياسية والمالية والحاق الأكاذيب والشائعات المغرضة برجال الكنيسة وخاصة عدوهم اللدود الراهب ملك كبير مساعدى الانبا يوساب .. محاولين بكل الوسائل اجتذاب الاقباط وصرفهم عن الولاء للانبا يوساب ورجاله .. واتهموا رجاله بالفساد ومخالفات مالية رغم ان اعضاء المجلس الملى المتحكم فى الشئون المالية للكنيسة اغلبهم من العلمانيين المنتمين قلبا وقالبا لجماعة الامة القبطية المتطرفة .. ولم يستطيعوا ان ينالوا من صفات الانبا يوساب ولا من شخصه لعلمهم بمكانته الروحانية الكبيرة فى نفوس الاقباط .. ولم يجدوا غير ان يتهموه بالضعف فى ادارة الكنيسة والتهاون فى حقوقها .. رغم انه كان من أقوى البطاركة الأقباط الذين تصدوا لأفكار تلك الجماعة وأخلصهم للأقباط .. وظل على نهجه فى تطهير الكنائس والاديرة من هؤلاء المغرضين وكان ان جرد القمص سرجيوس من رتبته الكهنوتية وهو اشهر اقطاب تلك الجماعة والشهير بمشاركته فى ثورة 1919 .. والذى حصل على حكم قضائى فى الخمسينات الصادر من المحكمة برئاسة الدكتور السنهورى لصالحه بالغاء قرار الأنبا يوساب .. حيث استغل حرج الكنيسة وتكتمها على اسباب تجريدها له من صفته الكهنوتية حتى لا يفتضح امر تلك الجماعة ونزاعاتها مع الكنيسة .. وكانت السرية والتعتيم هى نقطة ضعف الكنيسة وغلطة كبيرة تحملت بسببها الكثير من المعاناه وادت بتلك الجماعة المتطرفة لمزيد من التطرف والتمرد والقوة .. وكان رجال الأنبا يوساب المخلصين لتعاليم الكنيسة يصفون سلوكيات جماعة الامة القبطية انها خروج صريح عن تعاليم المسيح .. ومدمرة لقيم المسيحية .. ووصفوا دعوتهم بانها دعوة لانتزاع المحبة من القلوب واستبدالها بالعداوة والكراهية .. فبدلا من ان يحبوا أعداءهم .. عادوا احبائهم وسعوا لاستبدال المحبة والوئام مع المسلمين بالعداوة والبغضاء .. وبدلا من ان يحسنوا الى مبغضيهم .. بغضوا محسنيهم من الاجانب بعد ان استفادوا من اموال ومدارس وامكانيات ارساليات الاجانب الذين احسنوا اليهم ليطعنوهم من ظهورهم .. وتتطورت الاحداث فيستبعد الأنبا يوساب الراهب متى المسكين ( معلم البابا شنودة والاب الروحى له ) بعد ان كان عينه وكيلا للباطريركية بالاسكندرية فور علمه بحقيقة انتماءاته لتلك الجماعة .. حتى ان رجال الدين كانوا يطلقون عليه لقب الراهب متى المسكون وليس المسكين من فرط انحراف افكاره .. وتم اعدام بعض كتبه والتى وصفها الكثير بأنها اقرب للشيوعية منها للمسيحية .. والتى تطورت لتكون اقرب للعنصرية لاعتناقه افكار تلك الجماعة .. وفى خمس شهور فقط من وقت عزل الراهب متى المسكين تمر الاحداث ساخنة طويله موجعة .. حيث اتخذ رهبان تلك الجماعة المنشقة قرارا بتنحية وعزل بابا الكنيسة بالقوة .. وترحيله الى احدى الأديرة مع أعوانه والاستيلاء على مقاليد الحكم بالكنيسة .. وتم اقتحام عدد من شباب تلك الجماعة للمقر البابوى وتصدى لهم رجاله العزل وتعرض بعض رجال الكنيسة للاصابات واستعان رجال الكنيسة بالسلطات .. وتكررت تلك المحاولات ولكنها باءت جميعها بالفشل حيث كانت تنتاب المختطفين حالة من الرهبة عند الوصول للأنبا يوساب ورغم شيخوخته وضعفه لم يهتز ولم يستسلم .. مما كان يضطرهم لمحاولة اقناعه باللين بالتنحى عن منصبه او الابقاء عليه وترك ادرة الأمور لهم وهو على ثباته وقناعته ألا يترك الشياطين لتحكم وتجلب الخراب .. وأظهر رجاله قدر كبير من الأخلاص والولاء له .. ولأول مرة تبلغ السلطات والنيابة بتلك الأحداث حيث قام رجال الدين بابلاغ الشرطة والسلطات عن تلك الجماعة .. ولأول مرة يتم الاعلان صراحة عن اسم تلك الجماعة ( جماعة الأمة القبطية ) .. ولم تكن الجماعة لتتراجع عن عزمها على خلع البابا .. واستغل بعض رهبان تلك الجماعة المنشقة من كبار السن والمعاصرين للأنبا يوساب حين كان راهبا معرفتهم بطباعه وشخصه .. وبذلوا الجهد لتشجيع وتدريب بعض شباب تلك الجماعة لكسر حاجز الرهبة والخوف من المساس به .. وتكررت محاولة اقتحام المقر البابوى وتم اختطاف الأنبا يوساب بقوة السلاح .. ويقال ان مختطفيه احسوا بتلك الرهبة وكانت الخطة قتلة وازاحته عن كرسى البابوية .. ولم يستطيعوا خوفا من ان تلحقهم اللعنات وتم اختطافه الى أحد ألاديرة قيل انه دير المحرق باسيوط حيث تم احتجازه لحين النتهاء من تنصيب احد رهبان الجماعة لمنصب البطريرك خلفا عنه ليرحلوه الى احد الاديرة الاخرى او مكان غير معلوم من الاماكن القبطية .. وتسعى السلطات لحل الأزمة .. وتتزايد الضغوط على الحكومة من قبل اعضاء الجماعة ( جماعة الأمة القبطية ) من ذوى المناصب فى الخارجية مستغليين نفوذهم وعلاقتهم القوية بها .. محاولين اقناعها لتفض يدها عن المشكلة وتعتبرها امور كنائسية خاصة بالأقباط .. مما جعل الحكومة تتغاضى عن كثير من المخالفات القانونية حرصا منها على الاحتفاظ بصداقة ومساعدة تلك الفئة التى تقوم بدور الوسيط وهمزة الوصل مع الجهات الغربية والخارجية .. وكادت ان تقترب الجماعة من تحقيق الهدف وتولى المنصب وتجرى الرياح بما لا تشتهى السفن .. ليفاجئوا بعودة الأنبا يوساب الةى مقره البابوى بعد عدة ايام من اختطافه حيث تأثر بعض رهبان الدير كثيرا وطلبوا منه العفو واطلقوا صراحه واعادوه معززا مكرما الى مقره ليتولى منصبه وسط ذهول الجميع .. ووسط بكاء ونواح رعايا الكنيسة المحبين له واستفساراتهم عن حقيقة مايحدث داخل الكنيسة

    لم يكن أمر عزله بتلك السهولة حيث ان مكانة البابا هى مكانة روحانية كبيرة وعالية جدا فى قوانين الكنيسة لا يستطيع أحد ان ينتزعها أو ان يجبر البابا على التخلى عنها .. ولم ييأس اعضاء الجماعة واعادوا الكرة بصيغة قانونية اضافوها الى قوانين الكنيسة وكانت أول محاكمة فى تاريخ الكنيسة القبطية منذ انشائها لأحد البطاركة ..وهو الأمر الذى لم يحدث الا للبابا يوساب الثانى بطريرك الاقباط .. حيث اجتمع عدد من الأساقفة ومن المجمع المقدس وأعضاء من المجلس الملى العلمانيين والأراخنة ومنهم عدد من المعزولين وبمباركة قادتهم من رهبان جماعة الأمة القبطية وقاموا بابعاده عن منصبه وعزله واستبداله بتشكيل لجنة لادارة الكنيسة وكان ذلك عام 1954 وتمضى الاحداث أكثر سخونة ..


    جرت كل تلك الاحداث بعلم وصمت السلطات والحكومة تحت استمرار ضغوط ومساومات أعضاء تلك الجماعة القبطية المنحرفة من ذوى النفوذ والتى تعتمد عليهم حكومة الثورة فى قيامهم بدور الوساطة فى أسوأ فترات علاقاتها الخارجية مع الغرب . .مما جعلتها تتغاضى عن كثير من المخالفات القانونية والاجرامية لتلك الجماعة القبطية تلبية لرغبة وطلب حلفائها من اعضاء تلك الجماعة .. ولا نلتمس لحكومة الثورة العذر ولكن كما ذكرنا فهى حكومة غير دينية ولا تعنيها الامور الدينية حتى لو كانت بصدد الاسلام والمسلمين فما بال بغيرهم .. ورغم استنجاد رجال الكنيسة واعوان البابا بها الا انها خذلتهم وتركت الامور للاقباط لفض المنازعات فيما بينهم بالاساليب التى يحددونها على اعتبار انها مشاكل كنائسية على ان يسعوا للوصول الى استقرار الكنيسة .. واختزلت السلطات اعمال تلك الجماعة الاجرامية فى قصر القضية على حفنة من الشباب الاقباط المتورطين فى حادث اختطاف بابا الاقباط يوساب الثانى والذى لا يتعدى عددهم اصابع اليد .. وصدرت الأوامر للصحف بعدم تناولها لتلك الاحداث وأغلق ملف جماعة الأمة القبطية .. وكأن اعضائها والمنتمين لأفكارها التى وصل عددهم لما يقارب نصف عدد أقباط مصر فى ذلك الوقت اى مايقارب المليون قد تبخروا وانتهوا بمحاكمة تلك الحفنة من الشباب المتورطين .. وورد اسم الراهب متى المسكين ( معلم البابا شنودة والأب الروحى له فى ذلك الوقت ) ضمن الاسماء التى ورد ذكرها فى التحقيقات باعتباره من المدبرين لحادث اقتحام المقر البابوى واختطاف الأنبا يوساب والرأس المحرك لهم.. وقيل انه شارك بنفسه فى العملية الأخيرة مع بعض تلاميذه .

    وكانت قيادات تلك الجماعة قد استوعبت الدرس ولم يعد بمقدورها ان تعيد الكرة وترسل الأنبا يوساب لأحد الأديرة حتى لا تتكرر مأساة عودته لمقره البابوى مرة أخرى بالتأثير على رهبان الدير .. فقامت بارساله الى المستشفى القبطى وهو سليما معافى واحتجزته فى جناح خاص أعد لاقامته بالمستشفى تحت حراسة مشددة من رهبان واعضاء من تلك الجماعة بزعم انه بحاجة الى العلاج للتغطية على مجريات الأمور وفى غياب القانون جاهلا أو عن عمد .. ولكن وقفت قوانين الكنيسة عقبه والتى لا تسمح بتنصيب بطريركا جديدا فى وجود البطريرك السابق على قيد الحياة الا فى حالة اعتزاله عن كرسى البابوية بارادته ودون اى ضغوط .. كما تصدى اتباع الكنيسة من الأقباط بقوة لأى محاولة لتنصيب بابا جديد فى حياة الانبا يوساب والتى تربطهم به علاقة ومحبة روحانية كبيرة .. وخوفا من ان تفقد جماعة الأمة القبطية شعبيتها فى المجتمع القبطى فقد فضلوا ان يبقى الحال على ماهو عليه وتستمر ادارة الكنيسة باللجنة الكنائسية التى تم تشكيلها لحين شفاء البابا حسب مزاعمهم ... وتمضى الأيام طويلة ثقيلة على قيادات الامة القبطية . . والانبا يوساب بصحة جسمانية ونفسية جيدة .. والأوضاع تسير برؤية مستقبلية غامضة وخطوات مشلولة ..


    ظل الانبا يوساب متحفظا عليه فى جناح أعد له بالمستشفى القبطى .. أعزل وحيدا تحت اجراءات مشددة من قبل رهبان جماعة الأمة القبطية ومنع مساعديه وكثير من رعايا الكنيسة وحتى أطباء وهيئة التمريض بالمستشفى من التردد عليه الا قلة من الموالين للجماعة وبحضور الرهبان .. مما دفع الكثير للاستفسار عن طبيعة مرضه وعن كل تلك الحراسة والقيود والتى فسرت لهم على انها من اجراءات الحماية اللازمة للبابا خاصة بعد الأحداث المروعة التى تعرض لها .. ولم تكن تلك التفسيرات مقنعة للكثير من رعاياه وخاصة ان اجراءات الحراسة لم تكن من قبل سلطات أمنية ولا قانونيه .. كما انها المفترض ان تلك الاجراءات المشددة من قبل الرهبان لا تفى بغرض الحماية حيث ان أغلب القائمين بها من الرهبان ورجال الدين المعروفين للكثير .. والمفترض ان تلك الطبقة الكهنوتية غير مسلحة فكيف لها ان تقوم بدور أمنى لحماية البابا .. ومرت الأيام بطيئة وليالى طويلة حالكة الظلمة لاسوأ الفترات التاريخية التى مرت بها الكنيسة القبطية وأكثرها غموضا .. البابا فى عزلته الاجبارية .. تحت حراسة اعدائه .. لا يعلم مايدور بأذهانهم ونواياهم .. وفى غياب اجراءات أمنية من قبل السلطة تؤمن له سلامته وتحميه من بطش هؤلاء المجرمين به .. لم تكن العزلة ولا الوحدة بالشىء الجديد عليه فلقد اعتاد عليها فى حياة الرهبانية ولكن ليست تحت تلك الظروف المستجدة والغريبة .. وسط بكاء رعاياه المشفقين عليه من أحداث مجهولة المعالم لا يستطيعون فهمها ولا تتبع مجراها .. التعتيم على الحقائق سمة لها .. حتى فقدوا التمييز بين رجاله والمنشقين عليه .. الأشاعات تملأ الكنائس وتتضارب التفسيرات والانقسامات .. والأنبا على حاله متماسك رافض لأجراءات عزلة الظالمة الباطلة متهما اعدائة بالقسوة والعدوان .. ورافضا لعودته كرمز للكنيسة تاركا لهم شئون ادارتها بأفكارهم وأهدافهم المدمرة الهدامة والمخالفة لجوهر المسيحية والمرتدة عن قوانين الكنيسة .. غير مبالى بتهديدات ولا أغراءات .. آملا ان تفتضح نواياهم وتهدم جماعتهم فى أوج مجدها ... ملاذه فى التضرع والدعاء .. ولايزال بصحة جسمانية ونفسية جيدة لم ينال منها أعدائه الذين كانوا يأملون فى تدهور حالته للتخلص منه سريعا .. وخابت ظنونهم .. وظلت الاحوال كما هى عليها .. البابا فى منفاه الأجبارى بالمستشفى القبطى .. والكنيسة على حالها خاوية من أكبر رموزها الدينية تدار بتلك اللجنة الكنائسية .. وكرسى البطريركية خاليا فى المقر البابوى ينتظر عودة صاحبة أو تنصيب من يعتليه .. ورعايا أقباط كاليتامى يأملون عودة ابيهم ..وقيادات الأمة القبطية مشلولة الفكر تبحث عن حيلة لتحريك الأوضاع لتغيير الأحوال .. والأمور على ماهى عليه لا جديد .. مازالت الكنيسة منقسمة برهبانها وكهنتها وجميع رموزها الكنائسية من رجال الدين .. والأوضاع تسير للأسوأ .. ونذير شؤم لجماعة الأمة القبطية يحيطها من كل الاتجاهات ويهددها بانتكاسة لخطواتها للوراء وخسائر لنجاحاتها اذا استمرت الأمور دون حراك .. والكل بالكنيسة يترقب حدوث تحريك للأحداث ..



    بدأت أنظار العاملين بالمستشفى القبطى من الأقباط الارثوذكس تغتنم الفرصة للأطلاع على أحوال البابا وتفقد احواله .. ويؤكد كبار السن المعاصرين لتلك الفترة ان الكثير من الأطباء وهيئة التمريض التى سنحت لهم الفرصة لرؤيته يؤكدون على ان احواله الصحية كانت جيدة لا تستدعى كل تلك الفترة من الأقامة .. وان نظراته كانت بها كثير من الحزن والألم والعتاب واحساس كبير بالظلم حتى أن بعضهم طالب بعودته الى مقره البابوى .. وان السكوت على أمرة قد يصيبهم باللعنات ... مؤكدين ان حالته لا تتطلب اقامة بالمستشفى ويمكن تقديم الخدمات العلاجية له بمحل اقامته بالمقر البابوى اذا تطلب الأمر .. ورفض هذا الطلب من قبل القائمين عليه من رجال الدين .. ومارست أدارة المستشفى الضغوط على بعض الاطباء الشباب بالكف عن تلك المطالب وترك الأنبا لقيادات الكنيسة الحاليه حيث مكانته الدينية تحتاج لتلك الرعاية الكهنوتية التى تعمل لصالحه وأمنه .. ورغم ان تلك المبررات لم تكن بالكافية ولا المفهومة ولكن احتراما من الاقباط لقيادات الكنيسة أظهروا الطاعة والولاء للكنيسة وقياداتها تجنبا لحدوث مزيدا من الأضطرابات والانقسامات داخلها والتى هى بغنى عنها فى تلك الأوقات العصيبة ..

    ولم يكن لجماعة الأمة القبطية بعد مرور عدة شهور قليلة ان تقبل باستمرار هذا الوضع دون ان تضع له حد ونهاية .. لابد للأمور ان تتحرك وتتبدل الأحوال والسكوت على تلك الأوضاع سوف يزيد القيل والقال والشائعات التى قد تزيد احوال الكنيسة سوءا .. كما أن الأطماع والمنازعات بدأت تظهر بقوة بين أعضاء اللجنة الكنائسية المشكلة .. وخاصة بين من هم منتمون للجماعة وبين رجال الحرس القديم من اتباع الأنبا يوساب والذى يلقى الدعم من ابناء الكنيسة ورعاياها الأقباط .. ودون مقدمات لأى تدهور فى صحة البابا يوساب الثانى .. فوجىء العاملين باعلان وفاته وسط ذهول الجميع .. ماذا حدث وكيف .. وتناثرت الأقاويل والشائعات تؤكد مقتله بالتصفية الجسدية مقتولا أو مسموما .. وان المرافقين له حرصوا على ابعاد الجميع عن رؤيته فى بداية الأمر معللين ذلك بأقامة مراسم وصلوات خاصة بمكانته الدينية استعدادا لنقله لمقره البابوى لالقاء النظرة الأخيرة عليه من قبل رعاياه والمحبين له .. بينما أكد بعض الذين أختلسوا النظرة الأولى بالمستشفى على انه كان أشبه بالمخدر ( ببنج كلى ) وان مظهره ليس على حالة الموتى ولا حرارة جسده حتى بعد انقضاء الساعات الأولى من وفاته ويصرون على انها كانت اشبه بحالة غيبوبة وفقدان وعى بفعل فاعل .. بل وأكد البعض ان المرافقين له والذين توافدوا حرصوا على ان يحيطوه بعيدا عن الأنظار .. وأن نظراتهم كانت خالية من أى ورع ولا مفاجئة ولا حتى فزع .. وكانت احزانهم تبدوا مفتعلة بمشاعر أقرب للقسوة لا تليق برجال دين فقدوا رمز محبتهم .. وامام اصرار بعض من الاطباء الشباب على التحقق من حالته وتصعيد الموقف اذا استدعى الامر لجأ الكهنة بمساندة ادارة المستشفى الى حيلة بادعاء ان الامر يتطلب نقله الى مقره البابورى حتى لو كان فى حالة احتضار لاجراء المراسم التكريمية والدينية التى تليق بمكانته الدينية .. بينما عم الحزن كل الأقباط من رعايا الكنيسة ونقل الأنبا يوساب ليعيدوه جالسا ميتا على كرسى البابوية الذى انتزع منه انتزاعا .. ويؤكد البعض انه فور انقضاء مدة ألقاء النظرة عليه واقامة الصلوات والقداس وغيرها من الشعائر تم اخذه للداخل بصحبة عدد قليل من الكهنة والرهبان وتم اخفاء الجسمان فترة .. ثم خرج الصندوق محمولا لاستكمال مراسم دفنه .. وحتى المشهد الأخير تناثرت عليه الأقاويل فمن رجال الدين المواليين له أكدوا على ان المرافقين له من أعضاء تلك الجماعة بالمستشفى لم تكن لديهم الجراة على تصفيته جسديا وكان ان لجأوا مع بعض الأطباء المواليين للجماعة الى تخديره وبعد انقضاء المراسم نقل الى منفاه الأخير بأحد الأديرة البعيدة جدا بالبحر الأحمر والخاصة برهبان الجماعة .. وأشار بعض رجال الدين المشلوحين حاليا انه مازال الى الآن على قيد الحياه وانه من المعمريين تعدى المائة بسنوات .. . ومؤكدين ايضا على ان الكثير من رهبان جماعة الأمة القبطية وقياداتها الذين يديرون الكنيسة الحالية فى الخفاء مازال بعضهم على قيد الحياه ايضا يقيمون بأديرة الصحراء الغربية البعيدة وليس فقط وادى النطرون والبعض منهم باديرة الواحا ت .. مؤكدين على ان احدا من قيادات الكنيسة الحالية لا يستطيع اتخاذ قرارات الى بالرجوع اليهم .. وهذا يفسر هروب الأنبا شنودة واختفائه فى أديرة وادى النطرون والصحراء الغربية وقت الأزمات ..
    وبنهاية فترة حكم الأنبا يوساب الثانى بتلك النهاية المأساوية .. تتوالى الأحداث الأكثر غرابة بتتطورات سريعة متلاحقة أبطالها جميعا من أعضاء تلك الجماعة .. وممن هم اعداء البابا يوساب والذى اتخذ بشأنهم قرارات بعزلهم وطردهم من الأديرة وسحب الاعتراف بالأديرة الخاصة بهم .. وظهرت نفوذ تلك الجماعة بقوة .. فلفقت الاوراق وسحبت المستندات والاقوال وتم تبرئة الراهب متى المسكين من قضية خطف البابا وحزف اسمه .. وليشهد عام 1954 عقب حادثة أختطاف البابا يوساب دخول نظير جيد سلك الرهبانية ليتخذ اسم الراهب انطونيوس السريانى بعد ان منع طيلة السنوات الماضية فى فترة حكم الانبا يوساب من الموافقة على الاعتراف به كراهب او قبوله باحد الأديرة .. والذى حارب من أجل الحصول عليه ليتهيأ لدور رسمته له جماعة الأمة القبطية فى المستقبل حيث لا تسمح قوانين الكنيسة بتعيين العلمانيين لمناصب كنائسية قيادية الا بعد ان يمكثوا عدد من السنوات فى سلك الرهبانية بأحد الأديرة .. وهذا ما لم يمكنه له الأنبا يوساب طيلة فترة ولايته .. حيث سيصبح نظير جيد خريج كلية الآداب قسم التاريخ والذى لقب كراهب بأسم ( انطونيوس السريانى ) .. والملقب حاليا بالأنبا شنودة بابا الكنيسة القبطية الارثوذكسية الحالية .. وبنهاية عهد الأنبا يوساب تبدأ أخطر مراحل الكنيسة القبطية ..


    بازاحة الانبا يوساب الثانى عن كرسى البابوية بعد رحلة من النزاعات والصراعات دامت سنوا ت .. اسدل الستار عن فترة حكم الانبا يوساب بنهاية مازالت ألغازها تبحث عن اجابات الى يومنا هذا .. ومازال بقلوب ومشاعر بعض ممن عاصروه احساس بالذنب والمرارة والألم والتقصير فى حق هذا الرجل الذى ظلم كثيرا ولم تنصفه الكنيسة الحاليه ولا رعاياها .. ويذكر ان عدد ليس بالقليل من الاقباط المعاصرين لتلك الاحداث فقدوا الثقة والولاء لكنيستهم وفضلوا ترك البلاد والهجرة للخارج عن الاعتراف باى راهب يعتلى كرسى البابوية بعد يوساب الثانى .. ومازال ابنائهم الى الان بالولايات الامريكية يتناقلون عن ابائهم ويعتقدون ان بابا الاقباط يوساب الثانى ظلم كثيرا وان كل من جاء بعده ليس له الحق ولا الشرعية لاعتلاء كرسى البابوية ولا يعترفون بالصفة الكنائسية لرجال الدين الذين تولوا حكم الكنيسة بعد يوساب الثانى .. بل ومنهم من اسس كنائس قبطية غير خاضعة للكنيسة القبطية بمصر ومنشقين عنها ..وبغياب الأنبا يوساب الثانى خلت الساحة لجماعة الامة القبطية الاجرامية المتطرفة ذات النفوذ فى عفوة القانون والسلطات عن جهل او تجاهل .. ليفقد رجال الكنيسة القبطية من الحرس القديم عهد الانبا يوساب الحماية التى تمكنهم من اتمام عملية ترشيح بطريريك جديد خلفا للانبا يوساب فى جو من الامان دون تهديدات شباب جماعة الامة القبطية الجامعيين تلامذة رهبانها القابعين بأديرة مشبوهة .. بعضها سحب الاعتراف به والبعض الاخر فى مجاهل الصحراء بعيدا عن العيون .. ولكن لم تصفى لهم الامور بسهولة رغم تهديداتهم الاجرامية لارغام رجال الكنيسة على تنصيب احدهم .. وتمسك كبار السن من رجال الدين الاقباط بتعاليم وقوانين الكنيسة القبطية .. وفتح باب الترشيح .. دخلت الكنيسة بعدد من رجال الدين كبار السن ورشح اتباع الجماعة ثلاثة من رهبانها من الشباب الجامعين المتحمسين والمسممين بتعاليم الجماعة العنصرية الارهابية المتطرفة .. وعلى راسهم الأب متى المسكين (الذى عزله الانبا يوساب قبل اختطافه بخمسة أشهر والذى اتهم فى حادثة الاختطاف ) .. والراهب انطونيوس السريانى ( الملقب حاليا بالانبا شنودة واحد تلامذة الراهب متى المسكين المخلصين ) .. والراهب مكارى السريانى ( الانبا صموئيل فيما بعد )) وهو ايضا احد تلامذة متى المسكين فى دير السريان .. واستبعدوا الثلاثة من قبل رجال الكنيسة القبطية الذين اظهرو تمسكهم بتعاليم وقوانين الكنيسة بكل قوة .. لان قوانين الكنيسة لا تنطبق على اى من الثلاثة .. حيث ان تعاليمها وقوانينها تشترط ان يكون البطريرك من كبار السن وأمضى سنوات طويلة فى سلك الرهبانية حتى يليق بتلك المكانةالروحانية ويكون ايضا جديرا بالمسئولية عن رعايا الكنيسة ورجالها .. شأن كل بطاركة الكنيسة السابقين البابا يوساب الثانى والبابا مكاريوس الثالث وقبله البابا يؤانس التاسع عشر وايضا البابا كيرلس الخامس وجميعهم بلا استثناء كانوا من كبار السن منذ ان انشئت الكنيسة القبطية الى نهاية عهد الانبا يوساب الثانى .. وبممارسة الضغوط وبمساعدة اصوات رجال الدين المواليين للجماعة تم اصدار لائحة 1957 وتشترط ان يكون المرشح قد تجاوز 15 عام فى الرهبانية .. لتعطى الفرصة للراهب متى المسكين وآخرين من جماعة الامة القبطية للترشيح والفوز .. ومرة اخرى استبعد الراهب متى المسكين حيث اسقطت السنوات التى عوقب فيها وطرد اثنائها من سلك الرهبانية .. وبذلك اصبحت مدة رهبانيته أقل من 15 عاما .. كل تلك الاحداث والكنيسة القبطية تحكمها لجنة كنائسية ومازال الصراع قائم من قبل رهبان الكنيسة ورهبان الجماعة لتنصيب بطريركا جديدا خلفا للأنبا يوساب .. وتدفع الجماعة بالراهب مينا المتوحد من تلامذة رهبان الامة القبطية المخلصين والمعلمين لتعاليمها .. وهو أيضا معلم الراهب متى المسكين والأب الروحى له والذى تتلمذ الأخير على يده فى دير مار مينا بمصر القديمة والذى سحب الاعتراف به وطرد الرهبان منه .. ورغم انطباق شرط عدد سنوات الرهبنة 15 عاما حتى بعد اسقاط السنوات التى طرد منها الراهب مينا المتوحد وتلاميذه وسحب الاعتراف بالدير .. ولكن كان هناك من هم أحق واصلح منه لهذا المنصب من منظور رجال الكنيسة وقوانينها .. وبأصرار وتصميم من جماعة الامة القبطية ولأول مرة تعمل الكنيسة بالقرعة الهيكلية لاختيار بطريركا .. ولم يسبق فى تاريخ الكنيسة ان استعانت بتلك الطريقة لاختيار بطريركا لها على مر عصورها .. حيث ان مبدا القرعة الهيكلية يهوديا لم تقره الكنيسة فى تلك الاحوال ولم تعمل به من قبل لاختيار البابا .. وكانت ان طبق نظام القرعة كوسيلة مكر وخداع حيث دفعت بالاصوات لصالح الراهب مينا المتوحد دون اى اعتبارات اخرى لصفات كهنوتية رغم وجود عدد من المرشحين من رهبان الكنيسة من هم احق منه ولم يتلوث تاريخهم الرهبانى مثلما حدث بتاريخ الراهب مينا المتوحد من عقوبات وصلت لحد الطرد من الاديرة .. ولتنتهى تلك الصراعات الطويلة على منصب البابوية لصالح الراهب مينا المتوحد .. ليفاجأ كل من عرفوه وعاصروه بالدير بتنصيبه بطريركا للكنيسة الارثوذكسية القبطية .. وبذلك استقرت الامور للجماعة المنحرفة عقائديا والعنصرية



    وليصبح الراهب مينا المتوحد الانبا كيرلس السادس بابا الاقباط وسط ذهول كل من عرفوه من رجال الكنيسة القبطية ..وباعتلاء الأنبا كيرلس السادس ( الرهب مينا المتوحد سابقا ) كرسى البابوية وضعت جماعة الأمة القبطية المتطرفة قبضتها على الكنيسة القبطية الارثوذكسية فى مصر .. وليصبح البابا كيرلس السادس البطريرط رقم 116 فى تاريخ الكنيسة وكان ذلك يوم 10 مايو 1959 .. وليصبح ايضا الواجهة واليد المنفذة لكل افكار ومبادىء جماعة الامة القبطية العنصرية .. والصوت الناطق لأسياده ومعلميه من رهبان الجماعة المقيمين بألأديرة .. وخاصة اديرة الصحراء الغربية حيث تحكم وتدار أمور الكنائس القبطية من خلال رهبانها لتمتعها بالخصوصية والسرية والبعد عن المدن وعيون المتطفلين .. وايضا لان موقعها هى الأقرب للمقر البابوى من حيث المسافة اذا قورنت بالاديرة البعيدة والمتناثرة بالصحارى القاصية .. والتى استخدمت هى ايضا لاغراض أخرى لخدمة اهداف الجماعة .. وليصبح حاشية البابا الجديد ورجاله من تلاميذه وتلامذة أقرنائه من رهبان الجماعة من زملائه الذين عاصروه وتتلمذوا معه على افكار وتعاليم معلميه ومرشديه من رهبان جماعة الامة القبطية الأكبر سنا .. وبذلك تمكنت الجماعة المنحرفة عقائديا من السيطرة على مقاليد الأمور ولتحل تعاليمهم محل تعاليم الكنيسة .. وبدأت الجماعة فى ترسيخ كنيستها الجديدة بافكارها واساليبها الشيطانية بمراحل هادئة واعية مدبرة بمكر ودهاء رهبانها بالأديرة بعد ان اطمئنوا واستقرت لهم الأحوال ولنبدأ اولا بالتعرف على البابا كيرلس السادس الذى خلف البابا يوساب الثانى بعد حروب وصراعات طويلة طاحنة .

    ولد بابا الاقباط رقم 116 والملقب بالأنبا كيرلس السادس فى 8 اغسطس 1902 باحدى قرى ابو حمص بمحافظة البحيرة بمصر وكان اسمه عازر يوسف عطا .. وكان ممن التحق بمدارس الارساليات الأجنبية مع بعض اصدقائه من الاقباط واستفاد كثيرا بامكانياتهم وتعلمه للغات .. لم يكن له اهتمامات دينية ولكن شأن كل الأقباط الذين يترددون على الاديرة مع عائلاتهم فى الاعياد والمناسبات فى رحلات تنظمها الكنائس لرعاياها للتواصل مع آبائهم من رهبان الأديرة لأخذ النصح والارشادات والبركات وتقضية بعض الاوقات التى تربطهم روحانيا بكنيستهم ورجالها .. فى ذلك الوقت كانت هناك اختراقات محدودة لافكار واهداف جماعة الامة القبطية اجتذبت عدد قليل من رهبان الأديرة .. ولكن فى نطاق السرية والحذر حيث كان كبار رهبان ومسئولى الأديرة على جانب كبير من الحزم فى التعامل مع معتنقى ومروجى افكار تلك الجماعة بطرده من سلك الرهبانية وابعاده عن الدير .. لذا فان عدد الموالين للجماعة كان لا يتعدى العدد القليل من الرهبان ببعض اديرة الوجه البحرى وخاصة محافظة أو مديرية البحيرة ذلك الوقت منشأ أفكار تلك الجماعة .. وانبهر عازر يوسف عطا وبعض من زملائه من الشباب المتميز علميا وثقافيا بافكار بعض الرهبان القليلين المنتمين روحانيا لفكر تلك الجماعة .. ووجدوا منهم صورة ايجابية طموحة غير هذا الشكل النمطى المستضعف من الرهبان والطبقة الكهنوتية .. انجذبوا لاراء الرهبان المتمرسين فى اتقانهم لفن ادارة الحوار والاقناع .. انسحروا بطموحاتهم وأفكارهم واهدافهم التى تسعى لانشاء كنيسة قبطية عظيمة للرب بأرض مصر ترضى طموحاتهم وتطلعاتهم المستقبلية .. سره ورفقائه ان يبادروا بالالتحاق بتلك الجماعة وحضور دروسهم .. كانت تلك الزيارات للأديرة والالتقاء بمرشديهم ومعلميهم من الرهبان القليلين بصورة متقطعة غير متواصلة على فترات متباعدة .. حيث كان عازر يوسف عطا قد أنهى تعليمه وألتحق بالعمل فى مجال السياحة شركة كوكس للسياحة .. وانقطعت لفترة صلته بمرشديه وآبائه الروحانيين ومعلميه من الرهبان القليلين الذين تاثروا بفكر تلك الجماعة المحظورة من قبل الكنيسة .. وروجوا لتعاليمها واستغلوا وجودهم بالأديرة وثقة الزائرين بهم لجذب عدد من الاقباط خاصة من المتعلمين الطموحين البعيديين عن الامور الدينية والتى يسهل عليهم اقناعهم والتأثير فيهم لجهل هؤلاء الشباب امثال عازر يوسف بالمسائل الدينية .. وعمل عازر يوسف عطا فى احدى كبرى شركات الملاحة المعروفة فى ذلك الوقت .. ولنشاطه وطموحه استطاع فى سن صغيرة ان يكسب ثقة رؤسائه فى الشركة وان يحتل مركزا مرموقا ومكانة متميزة فى السلك الوظيفى بين زملائه ورؤسائه بشركة الملاحة الكبرى .. حتى تمكن فى فترة قصيرة ان يستحوذ على ثقة المسئوليين الكبار بالشركة الذين بدورهم اعتمدوا عليه فى كثير من الامور الادارية بها من فرط ثقتهم فى قدرته وألمامه بخبايا العمل وادارة الشركة .. وهى مهارات قيادية اكتسبها وبرزت ايضا فى شخصيته .. وركزت اهتمامات قيادات الجماعة وعيونهم عليه والمتابعين لاحواله وأحوال اعضاء الجماعة من الشباب العلمانيين .. ورغم انشغاله بتبعات ومسئوليات الشركة التى اخذت الكثير من وقته لكن افكار تلك الجماعة وعلاقاته القوية بمعلميه كانت قد استحوذت على كثير من فكره وقناعاته .. فأصبح يغتنم الفرصة فى الاجازات القليلة للتردد على مرشديه ومعلميه من رهبانالاديرة المنتمين لتلك الجماعة .. وكانت تلك اللقاءات تتم بصورة انفرادية بعيدا عن سمع كبار رهبان ومسئولى الأديرة حتى لا تتسرب اليهم وشايات تؤدى الى طرد الرهبان .. فكانت تلك الدروس محاطة بسرية تامة حتى تشبع بمناهج وتعاليم وأساليب قيادات جماعة الأمة القبطية للوصول الى اهدافها .. وفى اثناء تلك الفترة حدث كثير من التغيرات فى سلوكيات حياته اليومية حيث اصبح يميل الى العزلة والحد من الاختلاط والعلاقات الاجتماعية مع زملائه بالعمل .. وامتدت بوادر مرحلة الاعتزال لتصل الى منزله فأصبح لا يميل للحديث ومخالطة اهله واقربائه والمقربين منه .. ويفضل الوحدة عن الجلوس معهم .. وكانت تظهر من بعض تعليقاته نقد أو رفض بعض الأمور الخاصة بالكنيسة والأقباط .. وحتى لا يلفت اليه الأنظار فضل الصمت .. حيث لمس بفطرته الذكية عدم استجابة المحيطين به من الاهل والاصدقاء لآراء تلك الجماعة التى كانت تتناثرها الألسن على انها غريبة ومرفوضة عقائديا وغير مقبولة من أقباط ذلك الوقت .. وحتى لا يثير الشبهات عن اعتناقه لتلك الافكار كان يفضل الوحدة والابتعاد عن مجالسة المحيطين به حتى لا تستفزه الآراء بالأدلاء على مكنون صدره من تغيرات فى منهجه العقائدى .. استمر سنوات قليلة على هذا النهج .. ليقرر فجأة الرحيل الى حياة الرهبانية والصحراء طالبا الوحدة والعزلة .. تاركا موقعه المرموق فى الشركة وسط ذهول كل من عرفه وحسده على تلك المكانة التى كان يتمتع بها فى تلك السن الصغيرة .. وتلك الفرص والحظوظ الرائعة التى لازمته .. ولم تستطع معه المحاولات من اهله ورفقاء العمل أن تثنيه عن قراره .. ويمضى تاركا وظيفته ومكانته وبيته وكل من عرفهم وذهلوا وفوجئوا بقراره وليودعوه لحياه جديدة اختارها فى سبيل اهداف وأفكار تملكت من كل كيانه .. ويمضى ليقضى عاما داخل أسوار الدير .. ليتم ترسيمه فى كنيسة السيدة العذراء الأثرية الملحقة بدير السيدة العذراء فى 25 فبراير 1928 .. وصلوا عليه صلاه التجنيز ( الصلاه الجنائزية الخاصة بالأموات والرهبان ) لتنتهى حياته السابقة .. ويحذف اسم عازر يوسف عطا ليصبح اسمه الرهب مينا البراموسى وتنقطع صلته بحياته الأولى ..


    مضى الراهب مينا البراموسى ( عازر يوسف عطا سابقا ) ثلاث سنوات فى الدير أظهر فيها ولاءا كبيرا وطاعة لقوانين الرهبنة والتزام كبير لادارة الدير وقياداته .. واستطاع ان يجمع بشخصيته القيادية عددا كبيرا من رهبان الدير حوله .. وتسلل الي عقولهم بأفكار جماعة الامة القبطية العنصرية ولكن فى سرية تامة لمن يطمئن لهم كلية بذكائه الفطرى .. حتى اجتذب حوله مجموعة من الرهبان فى لقاءات واجتماعات انفرادية ليلقنهم دروس فى تحليلات وشرح افكار الأمة القبطية حول الكنيسة واحوال الأقباط وأهدافها .. كما كان حريصا على الالتقاء ببعض الشباب وخاصة المثقف البعيد عن الامور الدينية من زوار الأديرة مع عائلاتهم كما حدث معه سابقا .. و بثقافته وتميزه العلمى عن كثير من الرهبان فى العلوم الدنيوية التى تلقاها فى مدارس الارساليات وكذلك العلوم الدينية التى تلقاها فى الأديرة استطاع ان يؤثر بقوة فى عدد من زوار الدير من العلمانيين بفطرته الذكية وشخصيته المؤثرة فى الآخريين وحيث انه الأقرب والأكثر فهما لهم ولطموحاتهم عن غيره من رهبان الدير البسطاء .. حتى أصبح له مريدين داخل وخارج الدير .. الأمر الذى استوقف ادارة الدير .. ورغم محاولته الظهور بمظهر الزاهد فى الأمور الدنيوية الملتزم بقوانين الدير وعدم اعطاء الفرصة لأن يمسك أحد من مرشديه عليه أى أخطاء أو ادانة .. الا ان أدارة الدير لمست فيه تلك الشخصية القيادية طموحات خفية لا تتناسب وحياة الرهبنة .. لذا رأت ان ترشيحه أسقفا تتناسب وشخصيته لما يتمتع به من صفات قيادية ومؤثرة فى الآخريين .. وبالفعل تم ترشييحه ورسامته لدرجة الكهنوتية فى يوم 18 يوليو 1931 .. وحاول معه الأنبا يؤانس أسقف البحيرة والغربية تكرارا اقناعه لقبول منصب أسقف الا انه رفض بشدة المناصب القيادية الكنائسية .. مصرا ومفضلا عليها حياة الرهبنة .. الامر الذى أوقع الكثير فى حيره من أمره ... لكن لم يختلف عليه أحد ولم ينكر عليه تميزه وأخلاصه للكنيسة القبطية وهذا ألامر الأهم والأجدى .. وفشلت معه المحاولات المتكررة من قيادى الكنيسة فى اقناعه بمنصب أسقف والذى يتمناه من هم اكبر منه سنا ومكانه كهنوتية .. وكعادته أصر على رفضه فهو أعلم منهم بحاله وقناعاته وطموحاته وانتمئاته الفكرية لجماعة الامة القبطية المتطرفة والتى لا يستطع البوح بها فى تلك الظروف .. ولكن ادارة الدير رفضت عودته تحت ادارتها حيث غلبت شخصيته القيادية فى التأثير على مجموعة ليست بالقليل من رهبان الدير اتخذوه أبا روحيا لهم أكثر من انجذابهم وولائهم لمرشديهم ومعلميهم من رهبان الدير .. كل تلك الاحداث ولم تنقطع صلته ولا تلقيه التعليمات من معلميه ومرشديه من رهبان جماعة الامه القبطية والتى كان يغتنم الفرص لرؤيتهم والالتقاء بهم وتلقى اوامرهم واطلاعهم على احواله مع زملائه بالدير وابلاغهم عن الاعضاء الجدد من رهبان الدير المنضمين لافكار الجماعة .. وكان ذلك اثناء زيارات احدهم أو اتباعهم للدير وفى المناسبات الدينية .. ورغم رفض ادارة الدير عودته وعدم التراجع عن قرارها .. لكنه كان أكثر اصرارا منهم على أن يستمر فى سلك الرهبانيه .. ولم ييأس وقرر الانتقال الى أحد أديرة سوهاج .. ليبدا ويعيد الكرة من جديد بأظهار الولاء والطاعة لقيادات الدير والالتزام بقوانينه .. لتكون تلك الفترة بدير سوهاج من العلامات الهامة فى حياته .. حيث استطاع بعض رهبان الدير من قياداته المتمرسين فى الامور الكهنوتية واسرارها وبحكم خبرتهم وعلمهم ان يكشفوا عن الكثير من ملامحه الشخصية المستترة وتعرية حقيقته والكشف عن بعض انتمئاته الفكرية ..



    يتبع
    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
    وينصر الله من ينصره

    تعليق


    • #3
      تابع

      فى سوهاج تكررت نفس تفاصيل تجربة الراهب مينا البراموسى ( عازر يوسف عطا سابقا ) فى دير السيدة العذراء .. حيث اعيدت الكرة بتفاصيلها واذا بالراهب مينا يجمع حوله مجموعة من الرهبان فى جلسات وحوارات اشبه بالسرية .. وكان ان حدثت العديد من المشاكل داخل دير السيدة العذراء لرفض ادارة الدير عودة الراهب مينا .. الأمر الذى اثار الكثير من علامات الاستفهام حول شدة ولاء تلك المجموعة من الرهبان له لدرجة تمردهم على قرارات الدير بشان الرهب مينا .. واذا بمجموعة من الرهبان بدير سوهاج ( دير الانبا شنودة المسمى باسم احد الرهبان القدامى والذى اختار الأنبا شنودة حاليا نفس الاسم ) يلتفون حول الراهب مينا مظهرين ولاءا شديدا له .. ألامر الذى اخذ بمسئولى الدير لمحاولة تحليل مقومات هذا التأثير الذى يتمتع به الراهب مينا .. ولم يكن بالعسير على كبار رهبان الدير بسوهاج المتمرسين فى المسائل الكهنوتية واسرارها ومداخلها ومخارجها وخباياها على كشف سر استحواذ الراهب مينا البراموسى على عقول و نفوس تلك المجموعة من الرهبان حتى باتوا مطيعين منفذين لكل أوامره فى فترة وجيزة .. ومن خلال جلسات انفرادية له مع قيادى الدير وتفحصهم لاسلوبه فى الحوار والردود والاستماع وجدوه على درجة عالية جدا من التدريب على درب من دروب السحر .. وهو استخدام العين فى التأثير على المتلقى والمستمع .. والنفوذ الي نفسه والاستحواذ عليه واضعافه للتمكن منه والسيطرة على فكره وقراراته دون ان يشعر بتلك المراحل .. وهى طريقة معروفة فى السلك الكهنوتى واستخدمها كهنة اليهود قديما ومازالوا .. ولها علومها وخطواتها وتدريباتها .. وهى التى استخدمها الراهب راسبوتين فى السيطرة على الكنيسة الارثوذكسية لقيصرة روسيا وحتى على قصورها .. وهى من كتب السحر المتوارثة عن اليهود وكهنة المعابد الوثنييين حيث لهم عدة طرق من دروب السحر فى السيطرة على اتباعهم .. وايضا سحرة التنويم المغناطيسى .. واستخدام العين فى السحر هو مدرسة من مدارس ابليس عندما يعجز على تشويه الحقائق والتصدى لها ..وهى احدى محاولات الشعوذة فى تزيين الباطل والتلبيس على العامة فى رؤيتهم للأمور .. و تقتصر على نوعية معينة من الاشخاص القليلين جدا لهم صفات شخصية و قدرات معينة لا تتوافر فى الآخريين .. وهناك اشخاص معروفين تاريخيا برزت قدراتهم الشخصية فى استخدام العين للتأثير على المحيطين بهم .. واصباغ هالة من الرهبة والخوف من صاحبها ..ولا تملك النفس غير الطاعة والانسياق لاوامرة ليس بدافع الحب ولا الولاء لمبادئه ولا الاقتناع بافكاره ولا لدماثة صفاته وكرم خلقه.. وانما ضعفا من النفوس فتساق معصوبة الأعين لاترى الا من خلال هذا الشخص .. حتى تبدو كلماته وكانها تخرج من عينه فتبعث فى النفس خوف ورهبة تتملك منها وتعميها عن رؤية الحقائق.. ولا يكون له نفس التأثير على الذين لم يروه أو يعاصروه ..وينتهى هذا التأثير بمجرد انقطاع هذا الشخص وغيابه او اختفائه .. ومن هؤلاء الاشخاص الذين يتمتعون بقدرات خاصة لها تأثير السحر ومميزة لشخصياتهم .. جمال عبد الناصر وهتلر والراهب راسبوتين والانبا شنودة الحالى .. نظراتهم تسبق اقوالهم فى التأثير .. وتحيط المستمع لهم بسلاسل حتى يصبح كالمشلول نفسيا لا يملك الا الاقتناع والطاعة دون الخوض فى السؤال عن تفاصيل الموضوع المطروح او ابداء استفسارات تعرقل مسيرة هذا الاقتراح او الهدف المعلن .. وكان الراهب مينا البراموسى ( عازر يوسف عطا ) قد تلقى تدريبات فى هذا المجال من السحر على ايدى رهبان جماعة الامة القبطية المتقنيين لكل علوم السحر المتوارثة عن اليهود ومن كتب العهد القديم والمتمرسين فى كافة انواعها ومازالوا .. ولهم مراجع فى هذا الشأن واكاديميات لتعليمها بالأديرة الحالية لرجال الكنيسة القبطية الحاليين .. ليس فى مجال العين فقط ولكن كل دروب السحر ومدارسه .. وبمنتهى القوة اتخذت ادراة الدير بكبار رهبانها قرارات حازمة شديدة اللهجة بمراجعة الراهب مينا البراموسى ونهيه عن استخدام السحر باعتباره كفر ومخالف للتعاليم المسيحية ومدرسة شيطانية لا تليق براهب يبحث عن رضا الرب .. ومؤكدين على تحريم المسيح للسحر وخاصة بما يتعلق بالعين عندما رأى شرور اليهود تنفث من عيونهم .. وطالبوا الراهب مينا بالتوبة والتراجع عن استخدام تلك المهارات الشيطانية .. ورغم ابدائه للاستجابة واخذه بالنصيحه الا انهم لم يطمئنوا لمصداقيته واعتبروا محاولته استمرارا فى المكر والخديعة للبقاء اطول وقت بالدير ..والتى قد يكون لها الاثر السىء على قوانين ورهبان الدير ..تم ايقافه وعزله لفترة لمراجعة اتجاهاته والتوبة عن تلك السلوكيات المرفوضة عقائديا .. ولم يكن قد استكمل الخمس سنوات الاولى فى تاريخه الرهبانى واللازمة لتقرير ما اذا كان يصلح للاستمرار فى سلك الرهبانية او استبعاده .. وخرج الراهب مينا البراموسى من الدير لقضاء فترة عزلته هاربا الى مكان مهجور بعيد عن الأعين فى منطقة تل الطواحين بمصر القديمة لا يرتاده الا الخارجون على القانون فى المجتمع .. وتبعه عدد من الرهبان الموقوفين والمطرودين من الأديرة ..



      لم تكن المرة الاولى التى يتهم فيها رجال ورهبان الكنيسة القبطية بممارسة السحر .. فقد سبق واتهم مسيحى الرومان الكاثوليك اقباط مصر بممارسة السحر وكان ذلك قبل الفتح الاسلامى لمصر .. واعتبر مسيحى الرومان المسيحية القبطية مزيج من المسيحية وطقوس الديانة الفرعونية الوثنية القديمة .. لذا وصلت حروب الرومان للاقباط لحد الابادة .. وكانوا يروا الشر كل الشر بقاء اتباع للكنيسة القبطية تحت اسم المسيحية .. وكان المسيحيون الرومان يروا فى الرهبان القدامى والمنتمين للديانة القبطية فئة ضالة وان منشأ رهبانيتهم مؤسسها الشيطان حيث كانوا يسكنون قبور الفراعنة وبقايا معابدهم ومساكنهم ومغاراتهم القديمة .. وكان الرومان المسيحين يرون تلك الاماكن الوثنية ملعونة بنص العهد القديم منذ ان عاقب الله فراعنة مصر .. ويعتبرون بقاء الأقباط سواء رهبان او قديسين أو غيرهم فترات طويلة فى تلك الاماكن بعيدا عن توافر الماء للاستحمام والطهارة يجعل ابدانهم نجسة عرضة لالتباس الشياطين لهم .. وكانوا ينكرون على الاقباط حبهم وولعهم بكل ما يمت الفراعنة الوثنيين .. حتى اختياراهم للاسماء الفرعونية والعادات والاعياد والمناسبات الفرعونية .. حتى احتفالاتهم بعروس النيل اسوة بافعال الفراعنة وكلها امور كان ينكرها مسيحى الرومان وحرمها الاسلام منذ فتح مصر .. ويروا فى اختيار الاقباط للاسماء الملعونة مثل رمسيس وهو فرعون مصر عهد موسى وعدو الله وكذلك اسماء آلهة الفراعنة الوثنين مثل ازيس وحورس وغيرها جرأة على الله وتحدى له وحب للفراعنة يطغى على مسيحيتهم .. حتى انهم كانوا يبنون الاديرة القبطية فوق المعابد الفرعونية واماكن تواجدها ..ويحتفظون بالكثير عن اسرار السحر المتوارث عن الفراعنة وكذلك خرائطهم والنبش فى قبورهم واحياء لغتهم واستخدامها فى التخاطب بينهم .. والتماس الرزق فى العمل فى آثارهم والتفاخر باالانتماء الى الفراعنة الملعونين ..وما زال الى الآن هذا المعتقد من مسيحى الكنائس المسيحية خارج مصر .. ومازالت تلك نظرة مسيحيهم لاقباط مصر وكنائسها ..

      ولم تكن ايضا المرة الاولى الذى يتهم فيها الاقباط ذاتهم رهبان آخريين منهم بممارسة السحر .. فقد سبق واتهم الاقباط انفسهم مؤسس الرهبانية الاب انطونيوس فى القرن الثالث والرابع الميلادى بانه كان أول من ابتدع مبدا لاهوت المسيح وادخله ضمن عقيدة الكنيسة .. حيث كانت هناك مذاهب مسيحية لاتؤمن بفكرة لاهوت المسيح وكانت لهم انجيلهم وكانوا يسمون بالمسيحين المصريين الاريوس وكانوا يحكمون كنيسة الاسكندرية .. وباختراق اتباع الراهب انطونيوس قديما للكنيسة تم نقل فكرة لاهوت المسيح عنه وترسيخها على الاعتقاد الذى عليه كنيسة الاقباط الى الآن .. حيث طلب اساقفة الاسكندرية من الراهب انطونيوس عام 350 م ان يخرج من عزلته ومغارته ويحضر الى الاسكندرية للحديث الى الاقباط واقناعهم بلاهوت السيد المسيح .. وهذا مافعله فخرج من مغارته بالصحراء وكان عمرة مائة عام واستقبله اتباعه بالاسكندرية الذين كانوا يترددون عليه ومهدوا له ومكث ايام قليلة بالاسكندرية .. قيل انه سحر الناس بخطبه وكلامه واقنعهم بلاهوت المسيح على المفهوم القبطى الآن .. وان مرجعيته لم تكن اعتمادا على الانجيل بل من كل كلمة خرجت منه واعتبروها قيلت بروح القدس على لسانه واتخذوها دستورا لحياتهم وكنيستهم الى الآن .. وانه كان سببا فى انقسام الكنيسة وقتها وانشقاق كنائس اخرى ارثوذكسية رفضت مقولته وتعاليمه .. وعودة للراهب مينا البراموسى ( عازر يوسف عطا سابقا ) .. والمسمى بالانبا كيرلس فيما بعد بعهد عبد الناصر ..



      ترك الراهب مينا البراموسى ( عازر يوسف عطا سابقا ) الدير .. واختار مكانا مهجورا معزولا عن الناس بعيدا عن اعين السلطات والمتلصصين والمتطفلين ... مكانا يسمى تل الطواحين بمصر القديمة .. وهذا المكان كان لا يرتاده الا الخارجين عن القانون فى ذلك الوقت .. هرب اليه الراهب مينا واقام به مع مجموعة من الرهبان الموقوفين والمطرودين من الأديرة .. واصبح اتباعه يترددون عليه واجتذب اليه مجموعة من شباب الجامعات وظل على التواصل مع اعضاء الجماعة والالتقاء بمعلميه من قيادات جماعة الامة القبطية المنحرفة عقائديا الذين كانوا يقومون بزيارات سرية له وزملائة ومدهم بالتوجيهات والتعليمات .. واصبح لكل من الراهب مينا وزملائه تلامذه ومريدين افتتنوا باعمال السحر الشيطانية وتأثيراتهم على النفوس .. حتى ذاع صيت المكان بوجود رهبان يقيمون واصبح كثير من الاقباط يترددون على المكان مفتتنين باقوالهم وأفعالهم .. وكان من المترددين من خريجى الجامعات افتتنوا بفكر الراهب مينا واهداف الجماعة وأصبحوا من تلاميذه ومن اشد المنتمين والمخلصين لاهداف الجماعة ومنهم القمص مكارى السريانى فيما بعد .. والأنبا مينا الصموئيلى فيما بعد .. والراهب متى المسكين وجميعهم من اشهر شخصيات الكنيسة القبطية واعمدة هامة فى استبدال تعاليم وقوانين الكنيسة القبطية واستبدالها بتعاليم جماعة الامة القبطية المنحرفة عقائديا والعنصرية المتطرفة .. وجميعهم بذلوا الجهد بكل الاساليب الشيطانية للاستحواذ على عقول وقلوب اقباط مصر وترسيخ مفاهيم وتعاليم جماعة الامة القبطية ليصبح الاقباط اكثر انتماءا لها عن انتمائهم للمسيحية .. والأخير الراهب متى المسكين اخلص تلامذه الراهب مينا البراموسى .. هو سعد عزيز خريج كلية الصيدلة وكان يملك صيدلية بمدينة دمنهور .. وكان قبل تاثره بفكر الجماعة وتتلمذه على يد الراهب مينا البراموسى من اشد المولعين بالفكر الشيوعى .. والراهب متى المسكين هو الذى سيصبح معلم نظير جيد ( الانبا شنودة البابا الحالى ) .. والأب الروحى له .. ويستمر الراهب مينا البراموسى الذى عوقب بايقافه لفترة عن الاستمرار كراهب بالاديرة هو وزملائه وتلاميذه فى التأثير على مريديهم واجتذاب اتباع واعضاء جدد لجماعة الامة القبطية .. وظلو فترة بهذا المكان الذى ذاع صيته واصبح الى الآن مزار للاقباط ..



      ساهم الرهبان داخل الاديرة وخارجها والمنتمين لفكر جماعة الامة القبطية العنصرية فى زيادة عدد الاعضاء والتاثير على الكثير من الاقباط .. كما اصبح منهم من يتقلد مناصب ادارية وقيادية داخل الاديرة .. وايضا تأثر بعض رجال الدين من ذوى المكانة الكهنوتية الكنائسية بفكر تلك الجماعة الضالة مما كان له تأثير كبير على اتباعهم .. واصبح لهم نفوذ داخل الكنيسة بمساعدة اصحاب النفوذ من العلمانيين المسيطرون على المجلس الملى والشئون المالية للكنيسة ..ومارسوا كل الضغوط على قيادات الكنيسة حتى اصبحوا يتحكمون فى عزل البطاركة ونفيهم الى الاديرة كما فعل أوائل رهبان الجماعة القدامى عندما نفوا بابا الاقباط كيرلس الخامس الى دير البراموس التابع لهم بوادى النطرون ومساعده الأنبا يؤانس الى دير الانبا بولا بالصحراء الشرقية .. ثم اعلان العصيان بقيادة القمص سورجيوس احد اعمدة الجماعة على البطريرك يؤانس وعدم الاعتراف به عهد الملك فؤاد .. ثم ترشيح الانبا مكاريوس والانقلاب عليه عندما رفض تطبيق تعاليمهم ولكنه لم يتحمل ضغوطهم فترك البطريركية واعتزلها الى الدير .. وقيل انهم ارغموه على التنازل عن كرسى البابوية ونفوه اجباريا الى الدير .. ثم جاءت مرحلة البطريرك الجديد الانبا يوساب الثانى ..ووضحت ملامح اختراق فكر جماعة الامة القبطية للكنائس من الدروس التحريضية لنشر مفهوم العداء والكراهية لكل من هو غير منتمى لكنيستهم .. والتربص بمصائب الآخريين والفرح بالمكاره التى تحل عليهم مثلما يحدث الآن عندما تقرع الاجراس فرحا كلما حلت مصيبة أو سوء بالمسلمين وصدق الله تعالى فى قوله (ان تمسسكم حسنة تسؤهم وان تصبكم سيئة يفرحوا بها وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ان الله بما يعملون محيط ) .. لم تعد تكفيهم ان تقرع اجراسهم يوم الاحد .. بل كلما نزل بالمسلمين السوء تجدهم من شدة غبطتهم وفرحهم يزغردون باجراسهم فى أى يوم وبأى وقت .. غير قادرين على اخفاء أو تأجيل مشاعر الشماتة والحقد ( عليهم دائرة السوء والله سميع عليم ) .. أبادت كهنتهم المحبة والمسيحية من قلوبهم وكنائسهم .. أخرسهم الله وأخرس أجراسهم وسلط عليهم جنود أولى بأس شديد ... اللهم آمين

      وما أن ارتقى رهبان تلك الجماعة العنصرية مناصب قيادية بالأديرة حتى فتحوا أبوابها لعودة جميع مواليهم من الرهبان الموقوفين والمطرودين .. وتم ترسيم رهبان جدد من اعضائهم .. فدخل الراهب مينا البراموسى وتلاميذه احد الاديرة .. وتم قبول وترسيم تلاميذه رهبان بالدير .. ثم انتقل وتلاميذه الى دير مار مينا بمصر القديمة وكان ان اطلق على نفسه الراهب مينا المتوحد ( واسم مينا هو احد ملوك الفراعنة الوثنيين الاوائل وهو مينا موحد القطريين ) .. وأصبح يمارس كامل حريته فى تلقين الرهبان دروس عن فكر تلك الجماعة وينمى قدراتهم المعنوية للتأثير على العامة من الاقباط .. وتدريبهم عن كيفية استخدام امكانياتهم للوصول بالجماعة الى تحقيق اهدافها .. وزادت زيارات قادة الجماعة من الرهبان القدامى من معلمى الراهب مينا للدير لالقاء دروس توعية بما يخص خطط الجماعة وهيكلتها ونشر تعاليمها .. واخرى تخصصية فى سبل وطرق التأثير على العامة واجتذابهم للانضمام لهم .. وايضا فى كتب السحر من متوارثات اليهود والعهد القديم .. ولكن الانبا يوساب وقف لهم بكل ما استطاع من قوة وقام بسحب الاعتراف بدير مار مينا بمصر القديمة .. وانتقل الراهب مينا مع تلاميذه ومن بينهم الراهب متى المسكين والذى كان يسمى وقت رسامته الراهب متى الصموئيلى الى دير الانبا صموئيل بوادى القلمون بجوار مدينة مغاغة بالمنيا .. حيث اشد حصون وقلاع جماعة الامة القبطية المتطرفة والتى يظهر ملامحها العنصرية الى الآن بمحافظة المنيا خاصة .. حيث منهم جماعة جنود يسوع .. و تم ايقاف هذا الدير ايضا من قبل الانبا يوساب الثانى .. وكان قد انضم الى تلامذه الراهب متى المسكين نظير جيد ( الانبا شنودة حاليا ) .. وكان ومعلمه اقرب التلاميذ الى الراهب مينا ( عازر يوسف عطا ) .. حيث فاق نظير جيد معلميه فى كل اساليب المكر والدهاء والعنصرية .. مما جعله يحظى بشخصية مميزة لدى جماعة الامة القبطية مثلما يحظى بتلك المكانة معلميه الراهب متى المسكين والراهب مينا المتوحد .. ويحاول نظير جيد الاعتراف به كراهب ويفشل فى الحصول على موافقة قيادات الكنيسة التى علمت بحقيقة انتمائه للجماعة ورفضهم لمسلك معلميه المتطرف ..وتجرى الصراعات والنزاعات والحروب بين اتباع تلك الجماعة الاجرامية وبين قيادات الكنيسة القبطية المواليين للبابا يوساب .. وتمضى الاحداث كما استعرضناها ابان حكم البابا يوساب للكنيسة وتنتهى فترته بنهاية مأساوية له .. و,تجرى تفاصيل اختيار البابا الجديد خلفا ليوساب الثانى وكما استعرضناها .. حتى يتم ترشيح الراهب مينا ( عازر يوسف عطا سابقا ) من قبل الأنبا أثناسيوس احد اعمدة جماعة الامة القبطية .. ويتم تنصيب الراهب مينا المتوحد بطريركا للكنيسة القبطية بعد فترة طويلة من الصراعات ويصبح البطريرك رقم 116 للكنيسة القبطية ويلقب بالبابا كيرلس السادس .. وتبدأ جماعة الامة القبطية بحكم الكنيسة القبطية الارثوذكسية بمصر من عهد عبد الناصر بالخمسينات الى يومنا هذا .. لتمر باخطر مراحلها واعمالها الاجرامية بالمكر والوقيعة واشعال الفتن بين اعدائهم والحاق الضرر بهم والشماتة فى مصائبهم .. واحداث لا يمكن تصور مدى خطورتها واجرامها الى يومنا هذا ..


      ما ان تولى البطريرك كيرلس السادس الكنيسة القبطية المصرية حتى استتب الامر لجماعة الامة القبطية لحكم الكنيسة .. فالبطريرك الجديد ماهو الا واجهة لرهبان الجماعة يعمل باخلاص على تنفيذ تعاليمهم والاخذ بكل ارشاداتهم .. وقام بتعيين تلامذه رهبان الجماعة فى مناصب كهنوتية وكنائسية وقيادية .. ورويدا رويدا بدأ فى احلال رهبان الجماعة القبطية والموالين لها من رجال الدين خلفا لحرس الكنيسة القديم من رجالها عهد بابا الاقباط يوساب الثانى ... فى البداية لم يكن الامر باليسير حيث كانت هناك جبهات من رجال الكنيسة ورهبانها القدامى يرفضون منهجه وانتماءاته .. وكان صعبا عليهم المثول لاوامره وخططه فى ادارة الكنيسة القبطية فلجأ الى اعنف القرارات بعزل الكثير من المعارضين له ونفيهم للاديرة البعيدة والتى تحت سلطان وادارة رهبان الجماعة الاجرامية .. الذين كانوا لا يتورعون فى التخلص من المعارضين لحكم الجماعة بالقتل او النفى مدى الحياة فى حجرات انفرادية بسراديب سرية ملحقة بالاديرة .. لذا لم تكن وفاء قسطنطين ولا مثيلاتها هى الاولى التى طبق عليها هذا التصرف الاجرامى بنفيها الى احد الاديرة تحت سمع وبصر وتجاهل السلطات والحكومة بسبب اعتناقها الاسلام .. ولكن سبقها بعشرات السنين الى تلك المجاهل البعيدة والاوكار التى تسمى بالاديرة الكثير من رجال الكنيسة القبطية ليس لانهم اعتنقوا الاسلام بل لاعتناقهم المسيحية من منظور الكنيسة القبطية وتعاليمها والخروج عن فكر جماعة الامة القبطية المرتدة عن قوانينها .. لم تكن الأديرة برؤية قيادات تلك الجماعة المنحرفة عقائديا غير سجون ومنفى وحجرات تعذيب لكل من خالفهم بعيدا عن سلطات الدولة ونفوذها .. حيث لا تخضع تلك الاديرة لاى نفوذ ولا تفتيش ولا متابعة من قبل الدولة ..فهى دول داخل الدولة .. لها اداراتها وقوانينها وسلطاتها المنفصلة وقضاها وجلاديها وقبورها ايضا .. ليس هناك رادع لقياداتها اذا ارادت تنفيذ حكم القتل والاعدام لاى معارض لها ودفنه بارض الدير .. كما فعل بكثير من البطاركة المعارضين من عهد كيرلس الخامس الى يوساب الثانى .. تلك الاوكار الاجرامية البعيدة عن السلطات والتى فى مجاهل الصحراء هى فوق اى قانون وكل قانون .. حتى ان احد الرهبان المشلوحين حاليا والفارين منها والذى تحول الى البروتستانت يتعجب بقوله .. ماحاجة رهبان تركوا الدنيا من اجل الرب لتلك السراديب والحجرات الكثيرة بمداخل وابواب سرية ملحقة بالدير تحتاج الى خرائط لمعرفة مداخلها ومخارجها ولا يعلمها الا قياداتها .. ماحاجة رهبان زهدوا فى متع الحياه لاحتكار كل تلك المساحات الشاسعة من الاراضى الملحقة بالدير .. وما الداعى للتنازع عليها وشراء المزيد وضمه الى الدير اذا كانوا قد زهدوا من الارض ويبحثون عن قصور لهم فى ملكوت السماء .. حتى اصبحت المساحة التى تخص كل راهب تعادل المساحة التى يشغلها أكثر من ألف شخص أو يزيد .. وما تلك النفوذ التى يتمتع بها قيادات تل الاوكار والتى تعطى لهم الحرية فى التحكم فى مصائر بعض الاشخاص المعارضين لهم او المنشقين عنهم وانهاء حياتهم اذا تطلب الامر ..وكان بابا الاقباط كيرلس السادس ( عازر يوسف عطا والذى سمى بالراهب مينا المتوحد) حريصا على وضع كل راهب من تلامذة الجماعة فى المكان الذى يتناسب وقدراته ..حتى يستطيع ان يقدم افضل ماعنده لخدمة الجماعة .. وكان يفطن الى قدرات الراهب انطونيوس السريانى ( البابا شنودة فيما بعد ) فى فن الاقناع والقدرة على سحر الآخريين بأقواله والتأثير عليهم وخاصة تلك الفئة من المثقفين والمتعلمين .. لذا عينه اسقفا للتعليم واسند له مهمة تثبيت اهداف الجماعة المتطرفة وترسيخها فى العقول .. وتخريج اجيال تشبعت بمبادىء الجماعة العنصرية .. وتفريخ معلمين جدد على نفس نهجه فى اساليب الاقناع لنشر وتعميم افكار الجماعة .. واستطاع كيرلس السادس بمساعدة اعضاء الجماعة من ذوى المناصب المقربين والمدللين من الحكومة ان يعين الكثير من الاقباط فى السلك الدبلوماسى والخارجية .. ولم يكن الامر بالصعب حيث سنحت لهم الفرص لان تكون لهم الاولوية فى العمل بقنصليات وسفارات الدول وخاصة تلك التى تستعين بهم للقيام بدور الوساطة مع الحكومة المصرية والتى تحتفظ مع اعضاء الجماعة بصداقات قوية .. مما كان له اسوأ الأثر فى توسيع الفجوة بين الحكومة والغرب ..وبالتالى الاضرار بصورة المسلمين لدى الغرب وكذلك تشويه صورة الغرب لدى المسلمين .. فهم يعملون بازدواجية شيطانية التظاهر بالوطنية والولاء للمسلمين .. ومن جهة الغرب يتظاهرون بمسيحيتهم المزيفة التى تجعلهم الاقرب لهم من المسلمين رغم كم العداء الذى تكنه الكنيسة القبطية للكنائس الغربية وتكفير كل منهم للآخر .. وباحتكار الاقباط لتك الوظائف الهامة والحساسة بالخارجية والقنصليات والسفارات الاجنبية بالاضافة الى مشاعر العنصرية والكراهية للحكومة والغرب جعلتهم يقومون بدور العمالة الجاسوسية المزدوجة لنقل المعلومات الهامة وتسريب الاسرار السياسية والخاصة بشئون البلاد وكذلك السفارات .. وبمكر وخبث شديد وسرية تامة ألم أعضاء الجماعة وقياداتها بكل الوثائق والاوراق الهامة وتمكنوا من التحكم فى حجم ونوعية الاسرار التى يجب تسريبها فى الوقت المناسب لاشعال الفتن والحروب بين البلاد والغرب .. ولم تكن تلك الجماعة العنصرية لتسمح بتقريب وجهات النظر بين الحكومة والجهات الغربية حتى لا ينتهى دورها واهميتها بالنسبة للجهتين وحاجة كل منهما لخدمات أعضائها للقيام بهمزة الوصل والوساطة .. وبضغوط من اعضاء الجماعة ومكافئة من الحكومة لهم اعلن الرئيس عبد الناصر عام 1961 ان الاقباط الارثوذكس هم فقط الذى يحق لهم تمثيل مسيحى مصر فى المؤتمرات الكنسية العالمية خارج البلاد .. دون غيرهم من الكنائس والملل المسيحية الاخرى بمصر .. وكان هذا مكسبا كبيرا حققه بابا الاقباط كيرلس السادس .. رفع من أسهمه ومحبة الاقباط له .. وأحزن الكنائس المسيحية الاخرى بمصر كالكاثوليكية والانجيليه وغيرها .. واعتبر ظلم من الدولة وتجاهل منها لحقوق تلك الكنائس المسيحية واقتصار الاعتراف على الكنيسة القبطية خارج البلاد .. مما كان له أسوأ الاثر فى تباعد الدولة والغرب الكاثوليكى والبروتوستانتى وكذلك الارثوذوكسى من الطوائف الاخرى ..واتساع فجوة العداء بينهما .. وتحقيق مكاسب للاقباط على حساب المصلحة العليا للبلاد ..



      كان على بابا الاقباط كيرلس السادس بعد ان استتبت الامور لجماعة الامة القبطية بتولى مقاليد حكم الكنيسة القبطية تحت زعامته الصورية ان يبدأ بمحو كلمة جماعة الامة القبطية من الذاكرة .. لاداعى ولا مبرر للفصل بين الجماعة والكنيسة بعد ان اصبحت الكنيسة تدار بفكر وتعاليم الجماعة .. ولم يدخر جهدا ولا وقتا بمعاونة مساعدية لبسط نفوذ تلك الجماعة الاجرامية على كنائس مصر .. وكأنهم كانوا جميعا فى سباق مع الزمن لتحقيق اكبر انجازات لصالح اهداف الجماعة .. وبفعل السحر تمكنت تلك البطانه الكهنوتية من حاشية كيرلس السادس من محو اسم الجماعة وحتى اسماء البابوات السابقين وصورهم وكل مايتعلق فى اذهان رعايا الكنيسة الاقباط من ذكريات لكل الفترة السابقة للبابا كيرلس السادس .. وكأن تاريخ الكنيسة القبطية يبدأ من عهد توليه حكم الكنيسة .. وكان مفعول السحر أقوى من اى ذاكرة حتى لم يعد أحد يردد اى اسم او ذكرى او صورة للبابا يوساب الثانى رغم كل الولع والمحبة التى ملأت قلوبهم عهد ولايته ..وبرغم كل البكاء والنواح الذى ودعوه به ..والغريب فى الأمر انه الى الآن يعرف الصغار قبل الكبار من الاقباط من هو البابا كيرلس السادس ولا يخلو بيت من بيوت الاقباط الحاليين من صورة لكيرلس السادس واخرى للانبا شنودة .. ومع ذلك فان الاقباط الذين تعدوا الخمسين ليس لديهم اى معلومة عن اسم او صورة بابا الكنيسة قبل كيرلس السادس .. غسلت العقول ومسحت منها كل ذكريات الكنيسة .. وتابع بابا الاقباط حملته فى عزل رجال الكنيسة القدامى ونفيهم الى الاديرة بالقوة وفى استمرار غياب القانون جاهلا ومتجاهلا .. وبمؤازرة اتباع الكنيسة من ذوى النفوذ والعلاقات المتينة مع الحكومة .. واستبدل نسبة كبيرة رجال الكنيسة بآخريين من الرهبان والشمامسة والقسيسين المواليين للبابا الجديد وجماعته .. واستمر بكل اخلاص فى تنفيذ كل اوامر وتعاليم قياداته من رهبان الجماعة المتطرفة والمرتدة عن التعاليم المسيحية والمقيمين بأديرة وادى النطرون والواحات .. و الذين يديرون الكنيسة الى الآن بتوجيهاتم وتعاليمهم .. ولكن استعصى صعيد مصر بكنائسه وأديرته على البابا ماعدا المنيا وسوهاج واسيوط والتى لم تستسلم كلها لادارة البابا الممثل لجماعة الامة القبطية .. ومازال الى الآن والى وقت قريب ترفض بعض الكنائس والاديرة بصعيد مصر الخضوع لاوامر الانبا شنودة والولاء له .. وهذا ما يفسر خوف بابا الاقباط شنودة من القيام بجولات داخل الصعيد وزيارة اديرتها .. وهو الذى يطوف بكنائس الاقباط بكل بلدان العالم حتى الصغيرة منها فى جميع انحاء المعمورة كما يسميها خارج مصر .. وعودة الى الستينات عهد كيرلس السادس حيث حاول جاهدا استمالة رجال الكنيسة بالصعيد وضمهم اليه .. ولكنه فشل فشلا ذريعا فى اختراق الصعيد والسيطرة عليه واخضاعه لاهواء التعاليم المستجدة التى حلت محل تعاليم وقوانين الكنيسة القبطية والتى دامت مئات السنين منذ ان صاغها الراهب انطونيوس والراهب اثناسيوس فى اواخر القرن الثالث والرابع الميلادى .. كان كهنة الاقباط بالصعيد يرون ان تلك الجماعة نذير شؤم على الاقباط .. ولم يكونوا ليقبلوا بتعاليمهم العنصرية .. امتنانا من اقباط الصعيد لاحبائهم من المسلمين الذين ضمنوا لكنائسم واديرتهم الحماية ومنعوا اى اختراق او بناء للكنائس الغربية بصعيد مصر .. فلم تجرأ الارساليات على النزوح الى الصعيد لقوة نفوذ العائلات المسلمة التى تصدت لاى تواجد لهم بكل قوة مما حفظ للكنيسة القبطية مكانتها المنفردة فى الصعيد .. وايضا عرفانا بالجميل للمسلمين الذين تولوا حماية الافراد الاقباط على مر العصور من بطش الغزاه .. حيث كان كثير من اقباط الصعيد تحت ولاية الاسر الكبيرة المسلمة التى وفرت لهم سبل الحماية والامان وايضا رعايه فقرائهم وخصهم بجزء من اموال الزكاه .. حيث كان أغلب الاقباط بالصعيد من الفقراء وليسوا عل الحال من الغنى الذى هم عليه الآن .. حتى انه الى وقت ليس ببعيد كان القبطى فى الريف الصعيدى ينادى المسلم بلقب عمى .. لذا استعصى الصعيد بأصالته وطيبة ابنائه وشهامة رجالة ان يقتنع بأساليب المكر والنفاق والخداع الملازمة والمميزة لافكار تلك الجماعة واعضاءها .. ولجأ بابا الاقباط كيرلس بمحاولة اختراق كنائس وأديرة الصعيد عن طريق اتباعه ممن لهم انتماءات وجذور قرابة بالصعيد ولكنهم جميعا طردوا وكان الاسقف مينا بجرجا والكثير غيره ممن تصدوا لكل محاولات اختراق تلك الجماعة لكنائسهم واديرتهم ورفضوا الولاء للكنيسة لحد التهديد بقتل كل من يجرؤ من تلك الجماعة واتباع البابا الجديد على الاقتراب من مناطقهم غير معترفين بكيرلس السادس ولا كنيسته .. وفضل كيرلس ان ينحى مشاكل الصعيد جانبا الى ان ينتهى من تثبيت امور كنيسته الجديدة ..



      ولأول مرة منذ أنشاء الكنيسة القبطية يتم اعتماد السحر كوسيلة أساسية للسيطرة على امور الكنيسة .. لم تكن المرة الاولى التى يستعين بعض العاملين بالسلك الكهنوتى بالسحر داخل الكنيسة .. ولكنه كان يقتصر على فئة قليلة تستخدمه بالسر دون تعميمه .. حيث التعاليم المسيحية تحرم السحر وتعتبره كفر صريح ودرب من دروب ابليس .. وملعون كل من يمارسه .. ولكن قيادات الكنيسة القبطية الجديدة وبتعليمات من رهبانها بالاديرة لجأت الى السحر كتعويض عن الامور الروحانية التى يفتقدها رجال الكنيسة وكيرلس السادس وحاشيته اذا ما قورنوا برجال الكنيسة القدامى .. لذا خصصت دورات تدريبية لبعض الاساقفة والرهبان والعاملين فى السلك الكهنوتى مما يتمتعون بمواهب وقدرات شخصية لتقبل علوم السحر مثلما فعل الراهب مينا المتوحد ( بابا الاقباط كيرلس السادس ) .. وكانت تلك الدورات يشرف عليها كبار رهبان الجماعة بالاديرة ممن توارثوا علومها من اليهود واتقنوا فنونها .. وكان كيرلس السادس بارعا فى هذا المجال .. ليس فى مجال استخدام العين فقط .. بل لجأ لطرق اخرى كثيرة مما يستخدمها السحرة على المسارح .. فكان يستغل فترة الاعياد والمناسبات الكبرى والتى تشهد تجمعات كبيرة من الاقباط ليقوم بخداع العامة من رعايا الكنيسة والبسطاء بمساعدة معاونيه .. والذين كانوا يعطوه بعض المعلومات الخاصة ببعض المتواجدين من الاشخاص فى احتفالات الكنيسة والذى يعرفون احوالهم ومشاكلهم .. وبعد مراقبته والتأكد من ملامحهم والالمام بالظروف المحيطة بهم .. يخرج على رعاياه .. ثم بعد تأديه الطقوس الخاصة بالصلاه أو الاحتفالات يتوجه بنظره الى احد الحضور ويطيل اليه النظر ثم يخبره بمشكلة له .. والتى لم يبوح لاحد بها الا اثناء الاعتراف لاحد اباء الكنيسة والذى بدوره نقلها لبابا الاقباط .. فيهلل الحضور والجموع ويتسابقون لتقبيل يده وقدمه للتبرك به ونيل محبته ورضاه .. وكان حريصا على تكرار هذا الاسلوب ومفاجئة الحضور بخبر يخص أحد المتواجدين لا يعرفه الا صاحب الشان ( وطبعا رجل الكنيسة الذى يبوح له هذا الشخص بالسر اثناء الاعتراف اسبوعيا أو كلما ألمت به مشكلة) .. ومنها على سبيل المثال هذا الحدث عندما توقف كيرلس السادس فجاة عن الكلام واشار الى زوجين من الحضور وسط جموع غفيرة من رعايا الكنيسة وكانا حزينين لفقد ابنهما .. قائلا ( انتم زعلانين لان ربنا أفتكر ابنكم ) ليبشرهما بحمل الزوجة فى هذا العام .. وذهلا لمعرفة البابا بظروفهما .. ولم يكن الزوج يعلم بحمل زوجته وذهلت الزوجة حيث لم تكن متيقنة ولم تبوح الا لابيها فى الكنيسة .. وهلل الجموع وبكيا الزوجان من الفرحة .. وفور انجابها للطفل ذهبا به اليه ليختار له اسم مرقص .. واضيفت تلك الواقعة الى معجزاته .. وهى الحادثة التى عاتبها عليه احد رجال الدين قائلا وهل ينسى الرب حتى يفتكر ابنهما .. وتكررت تلك الاحداث بكل مناسبة وجمع من الحضور حتى اصبحت سمة مميزة لحضورة .. ولم تعد حضور الصلوات خالصة للرب .. ولكن بدافع معاينة احدى مفاجئاته ومعجزاته على الملأ .. الأمر الذى ادى بالبعض الى استنكار هذا الاسلوب واعتباره لا يليق بمكانة دينية بحجم البابا .. حتى ان أحد الحضور فى ذات مرة علق مازحا ( ياترى الفقرة الجاية ايه النهاردة ) .. وآخر قائلا ( انا جاى احضر المفاجأة وماشى ) .. القليل من الاقباط لم يتقبل هذا العبث واعتبره اشبه بفقرات السحرة على المسارح وفى التياتروهات ولا تليق بمكان عبادة مثل الكنائس ولا بمكانة القائمين عليها .. كما لم يستطع احد رجال الدين السكوت على تلك التصرفات واعتبرها اتهاما للعقيدة بالانتقاص عندما يلجأ رجال الدين لمثل تلك الأمور لجذب رعايا الكنيسة والتاثير عليهم .. طبعا هذا المسلك الذى بدأه كيرلس السادس كان اشارة لرجال الكنيسة لتعميمه والاخذ بهذا المنهج والذى ما زال متبع فى الكنائس .. لم يتوقف عمل الكنيسة بالسحر الى هذا الحد بل تعداه الى ابهار الجموع والحضور فى المناسبات الكنائسية بملابس الكهنة والبابا البراقة بتتطريزاتها المبهرة وتيجانها الغريبة الملفتة واستخدام العصا المذهبة والصلبان العتيقة والاخرى المنقوشة برسومات خيلية بالاضافة الى الجو المفعم بالبخور .. والطاقات التى تلف وتدار بالمكان .. وكلها من الامور المعروفة التى يلجأ اليها السحرة والعاملين بالسيرك .. للاستحواذ على العيون واشغال العقول بالاهتمام والنظر الى امور ليست من الدين ولا من المسيحية فيسهل على رجال الكنيسة التمكن من عقول وكيان الحضور وتهيأتهم لاستقبال اى تعاليم والسيطرة الكاملة عليهم .. وترسيخ مفهوم الايمان برجال الكنيسة لحد اشبه بالربوبية واظهار الطاعة لهم لحد العبودية .. وهى الامور التى استنكرها بعض المنشقين عن الكنيسة المتحولين للعقيدة المسيحية للبروتوستانت .. حيث يتعجب اتباع الكنيسة الغربية لظهور رجال الكنيسة القبطية بكل هذا الكم من البهرجة والزغللة للاعين والالوان البراقة والملابس المكلفة والباهظة المذهبة وتلك التيجان الضخمة المتنوعة المبهرة .. والتى لا تتناسب جميعها مع روح المسيحية والزهد فى الامور الدنيوية والتطلع الى ملكوت السماء .. ولا تليق برهبان ادعوا تركهم لمباهج الحياه وكرههم للاضواء والشهرة .. وبتلك الامور التى عمت كنائس الاقباط انتقلت العدوى لبعض الأديرة وسيطر رجال البابا على لكنيسة بالاشتغال على رعاياهم بتلك السلوك الكهنوتية اليهودية الآخذة بامور السحر والعاملة بها ..



      يتبع
      أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
      والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
      وينصر الله من ينصره

      تعليق


      • #4
        تابع

        تمكن بابا الاقباط كيرلس السادس والممثل لجماعة الامة القبطية من السيطرة على اغلب امور الكنيسة ورعاياها رغم استمرار وجود القلة المعارضين له .. وغرس مفهوم الاخلاص للكنيسة اكثر من الاخلاص للعائلة لان الاخلاص والولاء للكنيسة ورجالها هو اخلاص للرب .. وساد هذ المفهوم الذى رسخه اسقف التعليم الراهب انطونيوس السريانى ( بابا الاقباط شنودة فيما بعد ) فى عقول الشباب ورعايا الكنيسة وخاصة الصغار الذين رضعوا سموم فكره وفكر جماعته العنصرية وترعرعوا على تلك التعاليم المرتدة عن المسيحية . . حتى انه لم تعد هناك خصوصيات ولا اسرار اسرية ولا عائلية من امور الاقباط تخفى على الكنيسة .. فى الاعتراف الاسبوعى للكنيسة الكل يبوح بادق الاسرار .. والكنيسة تفندها وتحللها وتنظر اذا كان من تلك الاسرار ما يضر بمصالحها وسطوتها فتراجع اصحابها وتواجههم وعليهم الاعتذار للكنيسة ورجالها والتوبه والخضوع لاوامر آبائهم والا تعرضوا لعقوبات تدرج من حرمانهم من البركات واسرار الكنيسة السبع ثم من الصلوات ومن حضور القداس وتصل الى حرمانهم من الاعتراف بهم واقامة الصلوات الجنائزية والقداس عند وفاتهم .. وفى بعض الامور التى يجد رجال الكنيسة ان هناك خطورة على الكنيسة لا تحتمل العقوبات والتأجيل فان رهبان الكنيسة وقياداتها يتخذون قرارات بنفى اى قبطى للاديرة وقد يعرض للتصفية الجسدية ..لذا نشأت أجيال من عهد كيرلس السادس الى الآن على مفهموم الولاء للكنيسة وآبائهم الكهنة ثم الولاء للاسرة .. وكان هذا المفهوم اشبه بالعصا السحرية التى جعلت رجال الكنيسة يسيطرون على كل احوال الاقباط وتحريكم بخيوط افكارهم وتعاليمهم العنصرية المنحرفة عن المسيحية كما يحرك اللاعب المحترف العرائس والدمى .. ولم يعد لاحد الجرأة على الاعتراض والبوح بمكنون صدرة أو رفضة لبعض ممارسات الكنيسة وتعاليمها المبتدعة والمستحدثة والتى لم يالفوها من آبائهم القدامى ..



        واذا كان بابا الاقباط كيرلس السادس وحاشيته استطاعوا السيطرة على عقول وألباب الكثير من الاقباط .. لكنهم عجزوا عن اقناع البعض باساليبهم .. فالرافضين لمنهجهم يعلمون ان الصالحين لا يعلنون عن كراماتهم ولا يستعرضونها ولا يفتنون بها البسطاء .. السحرة فقط هم الذين يقومون بتلك الافعال والاستعراضات اما اصحاب الكرامات فهى تأتيهم دون ان يطلبوها او يغرروا بها الاخرين .. ولكن قيادات الكنيسة لا تعترف الا بالنتائج وهم قد نجحوا فى السيطرة على الكثير من الاقباط وبدأوا فى اختراق محافظات الصعيد .. وبتعاليم من بابا الاقباط كيرلس السادس تم تجنيد اغلب العاملين فى سلك الخارجية وغيرهم من المواليين للحكومة لتجميع كل مايخص احوال الدولة .. وخصصت اماكن محاطة بكل سبل السرية بالاديرة وبعض الكنائس للعمل لحساب العدو الاسرائيلى وامداده بالمعلومات الخاصة بالدولة .. بل واستضافت بعض الاديرة والاماكن القبطية الاثرية بسيناء عملاء صهاينة وضمنت لهم الحماية بكل سبل التمويه حيث تخفى البعض منهم فى ملابس الرهبان .. واديرت حجرات عمليات من داخل الاديرة البعيدة عن العمران فى مجاهل الصحراء والبعيدة عن العيون والرقابة .. بل والبعيدة عن اى شك .. حيث استبعدت الدوله امكانية ان تستغل تلك الاماكن الدينية للتجسس والعمالة الاجنبية .. ولم تنتبه الى خطورة هذا الاحتمال .. والذى انتبه له قادة الفتح الاسلامى ورجاله من 1400 عام وهم الذين فتحوا مصر بقلوب يعمرها الايمان والحكمة ونور من الله لذا لم يغفلوا عن تلك الامور ولم تحجب عنهم الحقائق ولا المكايد .. حيث تنبهوا الى امكانية استخدام الرهبان لتلك الاديرة والاماكن التى يقطنوها بمجاهل الصحراء فى القيام بافعال اجرامية لاخفاء اعدائهم والتخلص منهم .. لذا كانت تلك الاديرة تخضع لتفتيش مفاجىء من قبل نظام الدولة .. وكان لابد لكل كنيسة او دير ان تدون عدد و اسماء القائمين والمقيمين بها وتتبع احوالهم من فترة الى اخرى وضرورة الاعلان عن اى حالة وفاة بالدير قبل دفنها .. وتحديد مساحة وتصميم وعدد الحجرات الملحقة بكل دير وكنيسة او صومعة .. والمصداقية فى كل تلك المعلومات والكذب او الحجب او التضليل فى تلك البيانات يؤدى الى سحب الاعتراف بالدير او الكنيسة واخلائها من رهبانها .. وتضمنت تلك الاحكام والمواثيق مع اهل الكتاب الزام المقيمين بالكنائس والاديرة بمعاهدات تضمن لهم الحماية والامان بشروط تلزم اى كتابى بعدم تقديم اى عون او حماية لاعداء المسلمين وعدم استخدام اماكنهم أو كنائسهم واديرتهم لغير الاغراض الدينية التى انشئت من اجلها .. واحترام السيادة الاسلامية على ارض مصر وعدم اظهار اى ولاء او طاعة لاعداء المسلمين .. وعدم اظهار شرائعهم او الاعلان عنها او ترويج محتويات كتبهم بين المسلمين فقط داخل بيوتهم واماكن العبادة الخاصة بهم .. وعدم الجهر بالامور العقائدية الخاصة بهم المخالفة للعقيدة الاسلامية .. وكل تلك المعاهدات هى التى كانت سببا فى استقرار البلاد والاحوال على مدى كل تلك القرون .. ولم تقتصر تلك المعاهدات على اقباط مصر فقط بل شملت جميع كنائس الملل المسيحية الاخرى .. وكذلك اماكن العبادة الخاصة باليهود .. وألزمتهم بعدم تعدى احدهم على الاخر واحترام السيادة الاسلامية ضمان للأمان والتعايش بينهم جميعا ..



        وفى خطوات سريعة متلاحقة وكأنها سباق مع الزمن قام بابا الاقباط كيرلس السادس بتوجيهات من قياداته رهبان الجماعة بالاديرة بايقاف عمل المجلس الملى واخضاع كل الاختصاصات للكنيسة .. لم يعد هناك حاجة لتحكم العلمانيين فى شئون الكنيسة كما كان عهد البطاركة السابقين الى عهد يوساب الثانى الذى عانى الكثير من تدخل المجلس الملى بشئون الكنيسة والتحكم فى الشئون المالية الخاصة بها وممارسة الضغوط عليها .. الوضع اختلف واصبحت المصلحة والانتماءات واحدة .. كما ان بابا الاقباط انتبهه الى امكانية حدوث انشقاقات مستقبلية فى فكر اعضاء المجلس الملى الذى غالبيتهم من العلمانيين المعرضين لتأثيرات اهواء اخرى والبعيدين عن السلك الكهنوتى .. وتم ايقاف عمل المجلس الملى الذى عجزت كل جهود البطاركة السابقين لايقافه .. وبذلك تم لكيرلس السادس ضمان سيطرة الكنيسة على كل الامور المالية وعدم احتمال وجود أى جبهات مستقبلية معارضة لسياستها .. وبذكاء كيرلس السادس المعهود اتبع هذا القرار المفاجىء بخبر سار مفاجىء ايضا .. حيث تمكن بمساعدة المواليين له من ذوى النفوذ المقربين من الحكومة والقائمين بدور الوساطة لها مع الغرب بابتزاز الدولة وممارسة كافة الضغوط عليها بعد ان عرفوا الكثير عن شئونها واسرارها لتقديم امتيازات وتمويلات للكنيسة .. فى الوقت الذى كانت الدولة تعانى فيه من ازمات مالية .. ورضخت الحكومة باجهزتها لمطالب البابا وقام عبد الناصر زعيم الامة العربية وقائدها الجسور بدفع عدة الاف من الجنيهات للكاتدرائية مساعدة من الدولة لميزانيتها وكان المبلغ كبير بمقياس تلك الفترة .. ولم يكتفى بابا الاقباط بتمويل الدوله لكنيسته التى تحكمها جماعته العنصرية المتطرفة المعادية للاسلام ولكل الملل المخالفة لها فى العقيدة .. بل طالبها بانشاء مبنى للكاتدرائية تليق بمكانته وعظمة كنيسته ..ورضخ عبد الناصر البطل القائد الهمام لاوامر بابا الاقباط ووافق على انشاء مبنى جديد للكاتدرائية القبطية خصصت لها مساحات كبيرة واختير لها افضل المواقع فى قلب العاصمة وتحملت الدولة من ميزانيتها كافة تكاليف وانشاء وديكورات تلك الكاتدرائية .. رضخ عبد الناصر لسلطان بابا الاقباط ضاربا بعرض الحائط كافة المواثيق والعهود التى ابرمها رجال الكنيسة القبطية مع السلف الصالح من المجاهدين العظماء الذين فتحوا مصر بنور الاسلام .. وكانت اولى بوادر نقض العهود مع المسلمين والتى دامت كل سنوات الخلافة الاسلامية باختلاف ولاتها وتنوع عصورها حتى فى اشد مراحل ضعف المسلمين وحروبهم مع اعداءهم من الغزاه لم يجرأ كتابى من اتباع الملل الاخرى بكافة كنائسها من يهود ونصارى على اخضاع الولاه لمطالبهم ..ولا موالاه اعدائهم من الغزاه ولا تصوروا مجرد تصور امكانية ممارسة الضغوط على نظام الحكم حتى فى عهود الاستعمار .. لان كهنة الكنيسة على مر العصور الاسلامية كانوا على يقين بقدر التزام ولاة امور مصر للاسلام واعزازهم له .. وماكانوا ليفرطوا فى ذرة من عزته وسيادته على ارض أخضعها الفاتحون لله الواحد القهار الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .. تمنى الكثير من قبل كيرلس السادس لو استطاعوا فعل مافعل هو ولكنهم كانوا واثقين من استحالة تقبل ولاة امور المسلمين لاى ضغوط تحت اى ظرف حتى فى عصور الضعف ومواجهة الاعداء وحتى لو استدعى الامر منهم اعلان الجهاد داخل البلاد .. ولكن اين زعماء الفقاقيع والبالونات الذين اشربوا فى قلوبهم حب الاشتراكية والشيوعية والليبرالية والديمقراطية والعلماية وكل المدارس الفكرية المضللة كما أشرب اليهود فى قلوبهم حب العجل .. اين هؤلاء الزعماء المزيفين المضللين بالمقارنة بقادة الاسلام العظماء الذين اعزهم الله واعز بهم الاسلام .. اين هم من رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه .. اين هم من ولاة اذا ذكروا بآيات الله لم يخروا عليها صما وعميانا ( يا ايها الذين آمنوا لا تتولوا اليهود والنصارى بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ) .. وتمضى الاحداث .. وتستمر خطط الكنيسة وتتطور سريعا .. حيث استغلت تلك الاموال الضخمة التى ساهمت بها الدولة فى ميزانية الكاتدرائية لتمويل حفلات فنية ضخمة كثيرة ومتنوعة سكرت مصر بشعبها وقادتها العسكريين .. لتفاجأ مصر فى يوم شديد الظلمة على ضربات قوية موجعة واعية لكل الاماكن الهامة والمعسكرات والمطارات .. وايضا مدركة لاحوال قادة مصر وحفلاتهم ومواطنيهم .. ضربات مؤلمة دامية نزفت فيها مصر الكثير الى يومنا هذا ..



        لم تكن مساعدة الكنيسة القبطية للعدو الصهيونى وامداده بالمعلومات والخرائط والتفاصيل الخاصة بكل شئون واحوال مصر بدافع حبها لليهود .. فالكنييسة القبطية اشد كراهية لليهود .. وخاصة قياداتها الممثلة لجماعة الامة القبطية التى صنفت اعداءها ووضعت اليهود على رأس القائمة .. فهم يعتبرون اليهود هم المسئولون عن صلب المسيح ولم يعلنوا توبتهم عن فعلتهم ولم يعترفوا بمجيئه .. كما انهم يتهمون اليهود بالكفر لعدم ايمانهم بالسيدة العذراء وانجابها للمسيح .. ويجرمون اقوالهم التى تتهم السيدة العذراء بالفحش والزنا مع احد جنود الرومان حاشا لله .. لعن الله اليهود واخرسهم فقد كرمها القرآن بقول الله تعالى عنها ( واذ قالت الملائكة يامريم ان الله اصطفالك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ) .. لم تكن مساعدة الكنيسة لليهود بدافع الحب ولاالصداقة وهى التى اصدرت بيانا 1965 تؤكد ان شعب اليهود هم الذين طلبوا من بيلاطس حكما بصلب المسيح عهد الرومان .. وحاولت وقتها الكنيسة القبطية حشد الاراء لمشاركة اكبر عدد من الكنائس لها فى هذا البيان والحصول على موافقتهم .. ولكن جميع الكنائس رفضوا مطلبهم واعتبروه يتنافى وروح المسيحية التى تدعوا الى المحبة .. كما ان المسيحية الغربية لا ترى لليهود المعاصرين دخلا فيما فعله الاجداد .. وان هذا البيان يحوى فى طياته نزعات عنصرية واتهام غير مبرر لاجيال من اليهود غير معاصرة لتلك الفعلة .. واعادت قيادات الكنيسة عهد كيرلس السادس المحاولات مرارا للضغط على اليهود لاعلان توبتهم عن فعلتهم أو تبرأهم او اعتذارهم عما فعل اجدادهم .. وتنبه اليهود لمكر ودهاء الاقباط لان مجرد الاعتذار او التبرأ من فعل الاجداد يعنى انتزاع اعتراف منهم بمجىء المسيح الذى مازال ينكرون مجيئه الى الآن .. ولم تفلح الكنيسة القبطية فى ضم احدى الكنائس خارج مصر الى البيان غير كنيسة انطاكية .. ولا تقف مشاعر كراهية الكنيسة القبطية لليهود عند هذا الحد بل ان فكر جماعة الامة القبطية المتطرفة تدعو الى مقاطعة الحج للقدس وهى تحت الوجود اليهودى اعداء المسيح وقتلته .. و لم تلقى تلك الدعوة استجابة فى بداياتها كما انها كات سببا فى انفصال الكنيسة الاثيوبية عن الكنيسة القبطية حيث انتابها القلق من افكار الجماعة التى زادت نفوذها وصراعاتها مع الكنيسة عهد يوساب الثانى .. والذى كان يتفق مع الكنيسة الاثيوبية فى نبذ فكرة الجماعة بمقاطعة الحج الى القدس .. حيث ان تلك المقاطعة سوف تؤثر على نفوذ وتواجد الكنيسة القبطية بالاراضى المقدسة .. فالمسيحية فى القدس لا تتمثل فى كنيسة واحدة تجمع المسيحين .. كل طائفة لها انجيلها وكنيستها وصلاتها وطقوسها ومواعيد خاصة باعيادتها وشعائرها تختلف عن الكنيسة الاخرى .. وكل منهم تتدعى تمثيلها للمسيح والمسيحية .. بل ويكفر كل منهم الاخر ويتهمه بالتحريف والخروج عن تعاليم المسيح .. كما ان كل منهم لها نظرتها المستقلة فى لاهوت السيد المسيح ..والمستوحاه من نصوص انجيلها التابع لكنيستها ..فمنهم من يعبده كأله ومنه من يعبده كابن للأله ويشركه فى الالوهيه .. ومنهم من يعتبر الاب اله السماء والابن اله الارض .. وكنائس اخرى تعتبره ابن البشر(مريم) ولا يرتقى لمرتبه الالوهية .. واراء كثيرة مختلفة فى صلب العقيدة والتى لا تقل فى جوهرها عن خلافاتهم مع الاسلام ..غير ان الجميع يدعى المسيحية .. وهكذا نظرتهم للسيدة العذراء اختلفت نظرة تلك الكنائس لها فمنهم من اعتبرها الهة ام للاله ومن اعتبرها بشر ام للرب .. ومنهم من اعتبرها ام لابن الرب .. وهكذا اختلف جوهر العقيدة بينهم وكذلك صلواتهم واعيادهم ومواقيت قداس كل منهم .. لذا كانت نظرة الكنيسة الاثيوبية لفكرة مقاطعة الذهاب الى القدس مرفوضة حتى لا يضيع نفوذ وسلطان الكنيسة المتواجدة بالقدس والممثلة لهم .. واتفق معهم جميع الاباء المطارنة الى عهد يوساب الثانى .. وكان يستشهد بتمسك المسلمين بالاقصى على مدى العصور حتى اثناء وقوعه تحت ايدى الصليبين .. لم تكن مساعدة الكنيسة القبطية لليهود فى الستينات نابعا عن حب وصداقة ولكن كراهية لهم وللمسلمين .. وهم العاملين بمبدأ الجماعة (اطعن عدوك بعدو لكما ) .. فكان لابد من طعن المسلمين بخنجر اليهود .. لا يهم من المنتصر والمهزوم المهم الحاق خسائر للاثنين مهما تفاوتت حجم الخسائر ...وبينما بكت مصر ابناءها ومصيبتها وخسارتها الفادحة .. هللت الجماعة وكنيستها القبطية وتبادلوا التهانى فى سرية اعلانا بفرحتهم لانتكاسة المسلمين آملين دخول اليهود للعمق بالاراض المصرية بل واعلنت بعض الكنائس عن فرحتها بدق الاجراس والتى لم يفهم المسلمون مغزاها ..



        خرجت مصر من النكسة تجر اذيال الهزيمة وتنعى ابناءها ورجالها وتضمد جراحها أثر هزة وصدمة عنيفة هزت كيان مصر كلها بل والامة العربية وافقدت المصريين الثقة فى انفسهم وفى قاادتهم المضللين وزعماتهم الواهية واجهزة اعلام بارعة فى سرد الاوهام والاكاذيب .. لطمة قوية افاقت مصر من سكرها بعد ان سادتها الاهواء والشعارات والحفلات والفن .. لم تكن مجرد هزيمة عسكرية بل مهزلة بكل المقاييس .. الوضع لا يحتمل السكوت على تفاصيلها . . اصبحت الدولة بلا جيش .. بلا حماية .. عارية بلا غطاء .. والعدو على بضع كيلو مترات من العاصمة اوقفه الحذر من التوغل والزحف وسط تكدس سكانى قد يعرض جنوده للخطر .. قيادات العدو تخشى على جنودها من سكان ومواطنين عزل وتضع احتمال تعرض جنودها لمخاطر الاندساس وسط تجمعات وبلاد تعداد سكانها كبير .. وقيادات الحكومة والجيش المصرى ألقت بفلذة اكبادها من خيرة شبابها ورجالها وجنودها العسكريين فى جحيم دون حرب او قتال او حتى اطلاق رصاصة .. فى ستة ايام قضى العدو على جميع المطارات والمنشآت العسكرية الهامة والفرعية وكثير من المؤسسات الهامة .. بل ودمرت بلاد وهجر مواطنيها وسلبت الاراضى بلا حرب وشرد الالاف من ابنائنا فى مجاهل الصحراء بلا عتاد ولا مأوى ولا قيادة حكيمة .. قيادات انشغلت بجوائز الفنانين والادباء والشعارات والخطابات والثقافة الاشتراكية وحفلات اضواء المدينة عن مسئولياتها واماناتها .. فاقت هزيمة مصر فى الخسائر البشرية والانشائية والاراضى كل التوقعات وفاقت حتى أحلام العدو وكل التصورات .. دخل الحزن والنواح كل بيت وغرقت العيون بالدموع كما غرقت البلاد بدماء الاف الشهداء بلا حرب .. كل تلك الاحداث ومازالت بعض اجراس الكنائس تقرع .. من فرط سعادتها لا تستطيع تأجيل مشاعر الفرح والشماتة .. ووسط استغراب المواطنين الذين لم يألفوا هذا المسلك والذى فسر بمكر ودهاء قيادات الكنيسة على انه تعبير عن الحزن .. ولانقاذ مايمكن انقاذه ولحفظ ماء الوجه قامت الحكومة المصرية بحملة عزل ومحاكمات لبعض اجهزة الدولة فى الجيش والمخابرات .. والتى كشفت عن كم هائل من الفساد وانحراف تلك الاجهزة الهامة لحماية البلاد وانشغالها بساقطات الفن وحفلات ماجنة .. حيث تفرغ كبير مسئولى المخابرات للاعداد لتلك الحفلات للترفيه عن القادة الهمام وزوارهم .. وذاعت اسماء المتورطين فى هذا الفساد من القائد الاعلى للجيش عبد الحكيم عامر وبطانته الى صلاح نصر وقيادات مخابرات الدولة واسماء محظوظيهم من الفنانات برلنتى عبد الحميد ووردة واعتماد خورشيد التى فضحت احوال البلاد تلك الفترة فى شهادتها اثناء المحاكمات وكذلك فى كتابها الذى طبع بالثمانينات .. بل وازلفت اسماء كبار الفن فى العالم العربى مثل كوكب الشر ام كلثوم وحفلاتها المكثفة التى سبقت الهزيمة بايام وسكرت قادة جيوش مصر وحكومتها .. حدثت تغيرات باجهزة الدولة وعينت لها قيادات جديدة للمخابرات بدأت بكل همة فك رموز وشفرات الهزيمة وكل مايتعلق بها اسبابها ودوافعها وتحليل مجريات احداثها .. وتبين ان الاهداف العسكرية والمدنية التى ضربت شملت مواقع ومنشآت لا يمكن رصدها ولا علمها الا بعيون كثيرة متواجدة داخل البلاد .. ولا يكفى للحصول على المعلومات الخاصة بها حفنة من العملاء والجواسيس . . فالضربات تعدت سيناء والقناه الى العمق الاستراتيجى للبلاد متوجهه الى الاهداف بطلعات جوية واعية مؤكدة لها الاهداف دون اى احتمال للخطأ .. بل ان توقيت الضربات كان يتزامن مع حفلات وانشغالات خاصة بقادة النظام والجيش لا يلم بتفاصيلها الا عيون كثيرة للعدو من المقربين للسلطة .. كما ان بعض المنشآت التى ضربت كانت فى عمق وتواجد داخل البلاد لا يكشفها ولا يميزها عن المنشآت المحيطة بها اى مسح جوى مهما كانت دقة خرائطه الا اذا كان على وعى تام بالمكان من مصادر ارضية تحدد له مكان الهدف .. كثرت الالغاز ووضعت الشكوك محل اهتمام ودراسة ..فلاحداث هزيمة بهذا الحجم والدقة فى اصابة الاهداف لابد ان يحتاج الامر لمجموعات كبيرة العدد منظمة ومنتشرة داخل البلاد .. درست اجهزة المخابرات بعناية ردود فعل الهزيمة فى الشارع المصرى .. ورفعت تقييم عن ملامح الحزن على الوجوه .. والذين كشف عن مشاعر زائفة للحزن على وجوه نسبة ليست محل تجاهل من الاقباط تسبقها نظرات فرح وشماتة تنطلق من العيون وتكاد تنطق بها الشفاه بل وتتناقلها الهمسات فى المجتمعات القبطية كلما اثيرت مواضيع تتعلق بالهزيمة .. وضعت الكنائس على اختلاف الملل واماكن العبادة الخاصة بالاقليات بما فيهم اليهود تحت المراقبة الشديدة .. وقد كانت كنائس الاجانب واليهود ورعاياهم موضوعة تحت المراقبة الشديد خاصة بعد قيام الثورة التى اتخذت موقفا معاديا للاتجاه الغربى وحفاظا على امنها لاعتقادها بولاء بقايا الاجانب ورعايا الكناس التبشيرية للاستعمار .. الجديد الذى اضيف للمراقبة هو الكنائس القبطية الارثوذكسية والمناطق الاثرية وغيرها الخاصة بهم .. ومع استمرار الضربات الجوية المتقطعة للعدو واستهدافها لمنشآت حيوية بعمق البلاد ازاحت اجهزة المخابرات الغموض وكشفت عن تواجد اجهزة تجسس بكنائس بالعاصمة وعدد من كنائس المحافظات بالوجه البحرى ومنها المنصورة وطنطا والقليوبية والزقازيق ..وتبين استخدام رجال تلك الكنائس للاجهزة بحجرات خاصة ومواضع بالكنيسة وصفت على انها مقدسة لا يدخلها العامة فقط رجال الكنيسة .. وقبض على بعض رجال الكنائس القبطية فى حالة تلبس وسجلت ترددات الاجهزة .. وعلى اثر اعتقالهم والقبض عليهم تناثرت الاخبار وطافت كل مصر وتناولت الصحافة بعضها .. وصدم المسلمين المصريين صدمة شديدة كان لها الاثر السىء فى رؤيتهم للاقباط حيث تبدلت مفاهيم الثقة واستبدل بالشك والحذر .. وذهل ايضا كثير من الاقباط من تورط رجال الكنيسة فى تلك الامور .. ولم يتصور بعضهم ان يصل الحال بالكنيسة لهذا الحد .. واستنكر كثير من المتديين والمعترضين على سياسة البابا تورط كهنة وآباء من المفترض انهم يعملون لخدمة الرب فى جرائم تصل لحد الخيانة وهذا لا يليق بالتعاليم المسيحية التى يؤمنون بها و يؤتمنون عليها .. ووضع كثير من الاقباط فى موقف حرج وأسف لافعال بعض آبائهم بالكنيسة والتى وصفت على انها افعال غبية غير مسئولة تضر بمصالح الاقباط قبل المسلمين .. وزاد الطين قطران ثبوت تورط بعض الاقباط العاملين بالجيش والخارجية فى امداد العدو بمعلومات لم يكن لتتاح له الا من خلال مواقع هؤلاء الاقباط الوظيفية وظبطت بحوزتهم على اجهزة تصوير واستخدامات بغرض التجسس والتواصل مع العدو ..وتلك الامور والاخطاء الجسيمة التى وقعت بها الدولة الغير ملتزمة دينيا وألحقت بالبلاد الخراب والدمار تجنبها السلف الصالح من ولاة امور المسلمبن عهد الخلافة .. بحظر الحاق غير المسلمين بالجيش والمراكز والمناصب الهامة بالبلاد تجنبا لحدوث مثل تلك الاعمال التى قد تدمر البلاد ..والاكتفاء بتولى المسلمين امور حماية البلاد والتضحية فى سبيلها واعفاء اهل الكتاب منها مقابل دفعهم الجزية اتباعا لمنهج الله و التزاما بشريعته وهو سبحانه الاعلم بأمور خلقه .. وبسرعة البرق تناثرت الاقوال وزادتها الشائعات قصص وروايات جسمت من هول الصدمة .. الوضع اصبح مؤسف وصدمة لا يحتملها مجتمع عاش ابنائه مسلمين ونصارى فى وئام ومحبة .. تغييرات وتطورات لم يعهدها المسلمون من الاقباط على مدى قرون طويلة جمعتهم الجيرة والصحبة والافراح والاحزان ومعايش واعمال وتجارات ومعاملات مشتركة على مر تلك السنين ..الوضع مؤسف ومخجل ومريب وصدمة للاقباط الملتزمين قبل المسلمين والذى وصل بالبعض الى الهجرة خارج البلاد على ان يظل فى جيرة وصحبة محل شكوك واتهام .. ولاول مرة تحدث بداية حقيقية لتصدع فى كيان المجتمع المصرى قد يصل بالبلاد الى حدوث فتنه بين المسلمين والاقباط .. الامر الذى تطلب تدخلا سريعا من اجهزة الدولة والكنيسة لتدارك الموقف واصلاح الامور ..



        كشفت تلك الصدمة عن حقيقة فساد الدولة فى ادرة شئون البلاد وحمايتها .. كما كشفت للشعب حقيقة النظام والكنيسة .. ووقف النظام والكنيسة وجها لوجه دون قناع بعد سنوات من النفاق السياسى والازدواجية فى التعامل والجهل أو التجاهل من الحكومة لمجريات الاحداث الكنسية التى اتت بتلك الجماعة العنصرية المتطرفة والمنحرفة عن المسيحية لحكم الكنيسة القبطية .. الاحداث عرت الحقائق ..وازاحت شياطينهم عنهم الستار لتفضحهم على الملأ فى حالة تلبس كما نزعت عنهم لباس التقوى والمبادىء التى تظاهر كل منهما بها .. اصبحت الفجيعة اشد قسوة والم .. هزيمتنا ونكستنا بايدى حكومتنا وابناءنا من الاقباط .. دمرنا بلادنا بايدينا وسلمنا اعداءنا اراضينا بفعل حكومة لادينية مستهترة بشريعة ربها وباماناتها ومسئولياتها عن اراضيها وشعبها .. وكنيسة عنصرية خربة من المحبة ومن المسيحية .. عادت احبائها وبغضت محسنيها وارتدت عن تعاليم مسيحيتها وقوانينها .. ولكن واقعهما القذر فى النفاق يحتم عليهما التظاهر بالمحبة والمودة للخروج من هذا المأزق تحسبا لوقوع فتنة طائفية .. وباتت شياطينهم ليالى تبحث عن فكرة تشغل بها الشارع المصرى وتجمع المسلمين والمسيحين معا جنبا الى جنب .. فكرة ابليسية صاغتها الكنيسة وباركتها الحكومة ودعمتها وجندت لها أجهزة الاعلام .. وكعادة النظام المستكبر على الاستعانة باى مرجعية دينية اتخذت الحكومة الاشتراكية الاجراءات اللازمة لدعم تلك الفكرة واخراجها على الملأ فى اقرب وقت .. وكانت الفكرة الاعلان عن ظهور السيدة العذراء بكنيسة السيدة العذراء بالزيتون .. لماذا العذراء وليس المسيح او احد القديسين .. اختار السحرة الدجالين الافاقين المسئولين عن النظام والكنيسة الافتراء والادعاء على شخص السيدة العذراء التى يجمع عليها محبة المسلمين والمسيحين دون اى شائبة .. فللسيدة العذراء مكانتها العظيمة فى قلوب المسلمين كما فى قلوب النصارى بل ويزيد عنهم .. رغم انهم اجتمعوا على محبة السيد المسيح وآمنوا به ولكنهم اختلفوا على نظرتهم العقائدية له .. المسلمون يؤمنون به كنبى ورسول من الرسل اولى العزم جاء بالانجيل ومصدقا بالتوراه ومؤمنا بالانبياء والرسل من قبله ومقر بعبوديته لله الواحد القهار ومبشرا بنذير و نبى ياتى من بعده اسمه أحمد .. والاقباط يؤمنون به وبالله فى السماء وبالروح القدس ثلاثتهم كأله واحد .. اذا اختياره للظهور لن يكن محل توفيق بل قد يزيد الاوضاع سوءا .. وكذلك سيكون الحال اذا اختير احد القديسين .. هم يريدون ان يجتمع المسلمون والمسيحيون على شخصية واحدة احبوها وتملكت من جوارحهم .. بصرف النظر على الافتراء والكذب عليها وادعاء ظهورها بالباطل .. وما كان يشين امر ظهورها ..ولكن الاعتراض على استخدام هذه الجهات لتلك الاساليب القذرة الكاذبة المضللة والصاقها باسماء الاطهار المصطفين .. ولم يكن يمضى على النكسة شهور حتى اخذت الفكرة حيزالتنفيذ باخراج شيطانى ( وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال ) ... واكتملت الحبكة القصصية التى اذاعت اكتشاف العمال فى جراج النقل العام المواجه لكنيسة العذراء بالزيتون اثناء خروجهم سيدة تنزل من على القبة الرئسية فصرخوا : حاسبى ياست لاحسن تقعى .. واذا بهم يكتشفون انها السيدة العذراء .. لم يكذب الرئيس عبد الناصر وحاشيته الخبر .. طبعا حسب احداث الفيلم .. وبسرعه تركوا مشاغل الدولة وذهبوا ليعسكروا جميعا فى منزل احد تجار الفاكهة المواجه للكنيسة فى انتظار ظهورها الساعة الخامسة صباحا .. " معذرة لم تسعفنى المصادر فى التحقق اذا كان لديهم علم من السيدة العذراء بميعاد مسبق لظهورها أو انه كان مفاجىء تطلب من رئيس الدولة الاقامة والتفرغ لاى احتمال لظهورها ".. واعتقد ان الامر كان يحتاج مزيد الى الحبكة .. لكن للحق بمقياس تلك الفترة وفى تلك الظروف المضطربة فان الحبكة الفنية كانت لحد ما بارعة ومؤثرة .. واذا بالرئيس والكنيسة يعلنان ظهور السيدة العذراء فوق قبة كنيسة العذراء بالزيتون فى اوقات العتمة وليس بالنهار حتى يتمكن الجميع معاينة النور .. ولاقت الفكرة والتجربة نجاحا عظيما .. وتدفق الالاف من المسلمين والمسيحين واقاموا الليالى سويا جنبا الى جنب فى انتظار ظهور ام النور حتى لم يعد هناك مكلن لموضع قدم ..لكن الرؤية اصبحت غير واضحة وشدة الاضاءة المنبعثة تقل على المسافات البعيدة .. لكن الفكرة فى حد ذاتها نجحت وراقت للدولة والكنيسة تكرار المشهد بكنائس اخرى .. فاذا بالبيان تلك المرة من المقر البابوى بالقاهرة يعلن :" انه منذ مساء يوم الثلاثاء 2 ابريل عام 1968 الموافق 24 برمهات سنة 1684 " تتوالى ظهور السيدة العذراء أم النور فى الكنيسة الارثوذكسية التى باسمها بشارع طومان باى بحى الزيتون .. وانتهى البيان ولكن تلاه شرح من رجال الكنيسة عن الاماكن والمواعيد وايضا الحالة التى تكون عليها ام النور واشكالها .. فهى احيانا تظهر بالجسم الكامل واحيانا بالنصف العلوى ومرة ببروفيل الوجه واخرى جانبية كاملة .. وهكذا وصل الامر بهؤلاء السفلة المضلين .. الدجالين المفتريين من رجال النظام والكنيسة بالتغطية على افعالهم الاجرامية المنحطة بالزج باسم السيدة العذراء فى اباطيل واكاذيب وادعاءات اظهرتها فى اشكال واوضاع محبكة فنية وباضاءات مختلفة الشدة كما لو كاوا يستعرضون مانيكان او عارضة ازياء.. مستغلين حب اهل مصر البسطاء الطيبين من مسلمين ومسيحين لشخص السيدة العذراء ومكانتها فى النفوس .. ولو تأملت البيان البابوى تجد هناك تاريخين الاول الميلادى المعروف عالميا .. والثانى تاريخ قبطى خاص فقط بالكنيسة القبطية والذى يبدأ من عصر الشهداء كما يسمونه والذى قتل فيه مسيحى الرومان مئات الاقباط وابادوا بلاد باكملها فى اسنا واخميم للقضاء على بذور الكنيسة القبطية لكى يقتلعوها من جذورها .. حيث كانوا يعتبرونها كنيسة شيطانية وثنية وليست مسيحية .. فى عز الاوقات الحرجة والكنيسة لا تتخلى عن عنصريتها وتلحق بالتاريخ الميلادى ذكر التاريخ القبطى فى بيانها الصادر من المقر البابوى .. ويتضمن البيان كما وصفته كنائس الغرب الكاثوليكى والبروتوستانتى بانه استخفاف بالعقول ان تحدد السيدة العذراء مواعيد واماكن ظهورها وتطلع ادارة الكنيسة والمقر البابوى بها ..وتختار الكنائس المسماه باسمها والتى تخص تحديدا الكنائس القبطية دون غيرها من الكنائس المسيحية .. وسارعت كنائس الغرب باعداد حلقات تصويرية تمثل حالات ظهور العذراء بكنائسها ببلدان كثيرة خارج مصر والتى فاقت بامكانياتها وحبكتها الفنية مثيلتها بكنائس الاقباط .. حتى اصبح الامر محل تندر الصحف الغربية واليهودية التى سخرت من تلك السذاجات التى يصوغها نظم الحكم ببلداننا .. وتناول اليهود هذا الامر بسخرية شديدة وتبادلوا النكات موجهين لها الدعوة لزيارة اسرائيل لتهنئتهم بالنصر على اثر رد رجال الكنيسة على استفسارات الصحف الغربية عن سبب ظهور السيدة العذراء فى كنائس الاقباط الارثوذكس تحديدا وفى هذا التوقيت من تاريخ مصر .. وكانت اجابة كهنة الكنيسة ان السبب رغبة ام النور فى تعزية الرئيس عبد الناصر والمصريين مسلمين واقباط عقب احداث النكسة الاخيرة .. وتكتمت الصحف المصرية التى كات تحكمها الحكومة على تلك الاخبار .. وتناثرتها كنائس الكاثوليك والغرب مكذبين تلك الاباطيل ومؤكدين على استحالة ظهورها بالكنائس القبطية المخالفة للتعاليم المسيحية الصحيحة .. وانه فى حالة ظهورها لن تختار الا كنائسهم الكاثوليكية والغربية حيث ان كل منهم يكفر الآخر .. واثبتوا بالصور التى وزعوها على رعاياهم زيف تلك الادعاءات واستحالة ظهورها باماكن باطلة كالكنائس القبطية من منظور عقائدهم وطالبت رعاياها بعدم الافتتان بتلك الافتراءات الباطلة وعدم الذهاب لاماكنهم وكنائسهم الضالة .. ولكن تلك الخطوة حققت للدولة والكنيسة انجازا اعلاميا حقق الهدف من تجاوز مرحلة تورط الكنيسة فى احداث النكسة وشغلت قلوب المصريين الطيبين بامور روحانية طالما اشتاقوا اليها بفطرتهم الدينية فى كل مراحل ازماتهم ..

        وتمضى الاحداث بتلك الجماعة ومعها نتابع

        يتبع
        أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
        والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
        وينصر الله من ينصره

        تعليق


        • #5
          تابع

          وكعادة الحكومة اختصرت قضية تورط الكنيسة فى احداث التجسس والعمالة لصالح العدو واقتصرت الاتهام على مجموعة القساوسة ورجال الكنيسة الذين ادينوا متلبسين بحوزتهم وبكنائسهم اجهزة التصنت .. وكعادة المصريين بطبائعهم المرنة وليونة وطيبة قلوبهم واستعدادهم الفطرى لنسيان الاساءة .. تقبلوا مبررات الحكومة والكنيسة ومروا يتلك الاحداث مر الكرام .. والغريب فى كل تلك الاحداث هو صمت علماء الاسلام .. فبينما سارعت كنائس الغرب بتكذيب تلك الادعاءات وبذل كل ماستطاعت لاثبات تلك الخدع والافتراءات بظهور السيدة العذراء بكنائس الاقباط .. واذا بعلمائنا يتعاملون مع الامر بكل بساطة .. وبينما الكنائس الغربية تظهر الغيرة على عقيدتها وتحذر ابنائها ورعاياها من افتتانهم بتلك الادعاءات و الانسياق وراء تلك الافتراءات التى تدعيها كنيسة مخالفة لهم فى العقيدة ومن منظورهم خارجة عن تعاليم المسيحية الصحيحة .. ولا يمكن ان تختص السيدة العذراء كنيسة باطلة للنزول والظهور بها .. واذا بعلمائنا لا يعطون للامر اهمية وكأننا والاقباط من منظور الوحدة الوطنية واجتناب حدوث الفتن اصبحنا عقيدة واحدة لا اختلاف بيننا و ليس هناك ما يمنع ظهور السيدة العذراء بكنيسة ادعت الوهيه ابنها المسيح وخالفت عقيدتنا الاسلامية .. ما المعنى من اختيار السيدة العذراء لكنيسة قبطية لتقديم العزاء للمسلمين فى نكستهم ومصيبتهم ولماذا تلك المصيبة تحديدا وقد مرت مصر عصور الخلافة الاسلامية بنكسات وغزوات وحروب .. باسم اجتناب الفتن تساق العقائد بأهواء حكام الباطل .. وللحق كانت سطوة نظام عبد الناصر وبطشة بكل التيارات الاسلامية تفوق الحد .. استخدم كل وسائل التعذيب والتى وصلت لحد الابادة ضد كل الرموز الاسلامية المخلصة وضد كل التوجهات الاسلامية وعلى القائمة كان الاخوان المسلمين الذين عانوا منه مالا يوصف من صنوف العذاب .. ولكن لا نلتمس لهم الاعذار وبمصر الالاف من علماء الازهر .. كيف يصل الحال بجنود الله لهذا الحد من الخنوع والخضوع والاستسلام لاهواء زعماء ثقافات شيطانية اشتراكية وديمقراطية وعلمانية (اذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله او اشد خشية ) .. ما الحال الذى يمكن ان تصير اليه البلاد لو انقاد جنود الله والمؤتمنين على الاسلام وراء كل تلك التيارات المعادية والكاره له .. حتما واكيد سيضيع اسلامنا كما ضاع بالاندلس وما تركيا عنكم ببعيد .. وللحق والتاريخ ايضا لم يكن هذا الخوف والاستسلام حال كل العلماء بل كانت هناك جبهة قوية بايمانها وبربها من خيرة العلماء ورغم قلة عددهم الا انهم لم يدخروا جهد ولا تضحية وكل ماستطاعوا من قوة فى سبيل اظهار الحق وازهاق الباطل ( الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) .. ونشهد لهم امثال الشيخ كشك وغيره من العلماء نحسبهم جنود الله ولا نزكى على الله احد ..

          وكان على طريرك الاقباط ان يعيد للاقباط ثقتهم بكنيستهم وبانفسهم بعد تلك الهزة العنيفة عقب احداث النكسة .. بفكرة استعادة رفات القديس مرقص من ايطاليا .. وللقديس مرقص مكانة عظيمة بالنسبة للكنيسة القبطية وهو بمثابة الراعى لها رغم انه مر على موته 19 قرنا وتسمى الكنيسة القبطية باسمة .. الكنيسة القبطية الارثوذكسية المرقصية .. بينما راعى الكنيسة الغربية هو القديس بولس ..ونجح بابا الاقباط كيرلس السادس بذكائه فى اعادة جمع شمل الكنيسة القبطية ورفع معنوياتها والتفاف رعاياه حوله واعاد لهم ثقتهم بكنيستهم وقيادتها .. وعمت الاحتفالات بعودة رفات مار مرقص كل الكنائس القبطية .. وطويت الاحداث ..
          وتمضى لاحداث اخرى اكثر منها غرابة وغموضا ..


          استطاع بطريرك الاقباط كيرلس السادس ان يحقق انجازات وقفزات ونجاحات لفكر جماعة الامة القبطية المتطرفة وتنفيذ كل توجيهات وتعاليم اسياده من رهبان الجماعة بكل تفان واخلاص وسيطر سيطرة كاملة على الكنيسة ورعاياها ماعدا اجزاء صغيرة بالوجه القبلى .... كما بذل الجهد لاستعادة العلاقات مع الكنيسة الاثيوبية محاولا ترسيم اساقفة لها وبطريركا كما كان خلال العصور الماضية .. وساعده فى ذلك بطانته وتلاميذه المخلصين لفكر الجماعة والتفاف الاقباط وافتتانهم به وبرجال الكنيسة ... ولكن بشكل غير متوقع لجميع المحيطين والمقربين منه .. حدث تغيير مفاجىء فى منهجه الفكرى .. ولاسباب مجهوله تمرد على افكار الجماعة ونبذها واصبح من اشد الكارهين لها .. فكانت مرحلة ردة عن افكارها وتعاليمها واصرار منه على مخالفة توجيهات قيادات الجماعة محاولا استرجاع قوانين وتعاليم الكنيسة والاستقلال بها بعيدا عن افكار تلك الجماعة المنحرفة عقائديا .. وبذل الجهد لتصحيح كل ما اقترفه فى حق رجالها الذين نفاهم وابعدهم عن مكاناتهم الكهنوتية بعد الانبا يوساب .. احد رجال الكنيسة المشلوحين حاليا والذى كان من المقربين له قال ان تمرد بابا الاقباط كيرلس السادس على فكر جماعة الامة القبطية لم يكن فجائيا .. ولك كانت تنتابه اوقات يخلو فيها الى نفسه ويشعر بندم شديد لما اقترفه فى حق الكنيسة وتعاليمها وموالاته لجماعة متطرفة مرتدة بعنصريتها عن المسيحية و خارجة عنها .. ولكن سرعان ماكان ينفض تلك المشاعر ويعود الى حالته وولائة بعد كل زيارة يقوم بها لرهبان الجماعة فى الاديرة .. ولكن تلك المرحلة فى سنواته الاخيرة كانت غريبة فى غموضها لكل المقربين منه .. كانت تنتابهه حالات حزن شديد واحساس بالذنب لمخالفته الكثير من التعاليم المسيحية واحلالها بتعاليم الجماعة .. وكان يحاول من خلال موقعه تغيير كل المفاهيم والاوضاع التى سادت الكنيسة والتى ساهم بالامس بكل جهده فى تعميمها وترسيخها .. وشهدت سنوات حكمه الاخيرة قرارات ذهل لها تلاميذه واتباعه .. وحدث ان تمرد عليه الكثير من تلاميذه وبطانته بتوجيهات من قيادات الجماعة ورهبانها .. ولكن بشخصيته المعهودة فى التحدى والاصرار والقوة فى اتخاذ القرارات أرغم رجال الكنيسة على تطبيق وتنفيذ تعاليمه وقام بعزل المخالفين لاوامره واسترجاع بعض الكهنه القدامى من منفاهم بالاديرة وقام بترسيم بعضهم اساقفة على المحافظات .. واصدرت التعليمات من قبل رهبان جماعة الامة القبطية لتلاميذه وبطانته وكل الكهنة المواليين للجماعة والمسيطرون على مقاليد حكم الكنيسة بالتصدى له بكل قوة ومخالفته .. وتزعمهم الراهب انطونيوس السريانى ( الانبا شنودة بابا الاقباط الحالى ) ومعلمه متى المسكين .. حيث اظهر الراهب انطونيوس السريانى معارضة قوية لاوامر بابا الاقباط كيرلس السادس ورفض بقوة ترشيحة وتعيينه لبعض الاساقفة .. بل واظهر خلاف حاد معه بالكنيسة اثناء ترسيم بابا الاقباط لاحد الاساقفة .. واستنكر الراهب انطونيوس هذا الاختيار ورفض الاعتراف بالمراسم وحضورها .. واعتبره كيرلس السادس تحديا له وتتدخلا فى سلطاته و خروجا عن الولاء له ومخالفا لتعليماته .. ولكن الراهب انطونيوس السريانى ( بابا الاقباط شنودة حاليا ) كان اشد ولاءا لقياداته رهبان جماعة الامة القبطية .. واعتقاده واخلاصه لتعاليم الجماعة العنصرية المتطرفة أكثر وأشد من اخلاصه للتعاليم المسيحية .. لذا رفض وبكل قوة الانصات والانصياع لاوامر كيرلس السادس .. وكان الراهب انطونيوس قد فاق اساتذته ومعلميه اخلاصا لفكر تلك الجماعة المنحرفة عقائديا المتطرفة العنصرية .. وانضم له معلمه الراهب متى المسكين والذى بدوره انشق عن معلمه كيرلس السادس ( الراهب مينا المتوحد قبل ان يصبح بابا للكنيسة ) .. وقاد الاثنين جبهة معارضة قوية للبابا وخروجا عن تعاليمه .. وكان الراهب انطونيوس السريانى اسقفا للتعليم من وقت ان عينه كيرلس السادس بهذا المنصب وابلى الراهب انطونيوس بلاءا حسنا فى نشر وترسيخ فكر الجماعة العنصرية المتطرفة فى عقول كل تلك الاجيال المعاصرة والى وقتنا هذا حيث انه مازال اسقف التعليم بالكنيسة ويشرف بنفسه على ترسيخ كل الافكار العنصرية المخالفة للتعاليم المسيحية والكارهة والمعادية لكل ماهو غير قبطى ارثوذوكسى .. وبدأ الصراع يشتد بين الاثنين بابا الاقباط كيرلس السادس المرتد عن فكر الجماعة والراهب انطونيوس السريانى الموالى لتعاليم الجماعة والمخلص لها .. وينقلب السحر على الساحر ويتذوق كيرلس السادس من نفس الكأس بل ويتجرعه والتى اذاقها لبابا الاقباط السابق له يوساب الثانى .. ومثلما يقال كما تدين تدان .. وتمضى الاحداث اكثر سخونة وغرابة




          واصدر بابا الاقباط كيرلس السادس تعليماته واوامره بمنع الراهب انطونيوس السريانى ( بابا الاقباط شنودة حاليا ) من القاء دروس الاحاد او محاضرات فى الكلية الاكليريكية والتى كانت تخرج تلامذة ومعلمين لفكر جماعة الامة القبطية .. ولكن الراهب انطونيوس السريانى اصر على وجوده فى منصبه كاسقف للتعليم تنفيذا لاوامر رهبان الجماعة ورفض مغادرة قاعات التدريس فى الكلية الاكليريكية او التوقف عن دروس الاحاد واصدار الجريدة القبطية التى كان يشرف على تحريرها .. وازداد اصرار كيرلس السادس على الزام الراهب انطونيوس السريانى بتنفيذ اوامر بابا الكنيسة .. وتم اخراجه من القاعات بالقوة من قبل العاملين تنفيذا لاوامر بابا الكنيسة والذين كانوا يجهلون الكثير عن تفاصيل وسياسات رهبان تلك الجماعة ..ولكن الاخير كان اشد اصرارا وتحديا لتعاليم بابا الاقباط واكثر ولاءا لرهبانه بالاديرة فخرج بتلاميذه الى فناء الكلية واستكمل محاضراته خارج القاعات فى تحدى سافر لتعاليم البطريرك .. وقاد جبهة معارضة قوية من قساوسة وبطانة كيرلس المواليين لفكر الجماعة وقاد تلك الحملة معه معلمه الراهب متى المسكين .. واشتدت حدة الصراع ومرة اخرى كاد ان يحدث شرخ وانشقاق بالكنيسة .. وقام بابا الاقباط بكل تحدى واصرار للقضاء على فكر تلك الجماعة المتطرفة وانتزاع شرورها وتواجدها من الكنيسة ..ومحاولة منه لاستعادة صفاء ونقاء الكنيسة واتباعها اصدر قرارات جريئة وغاية من القوة على اثرها جرد الراهب متى المسكين وتلاميذه وعلى رأسهم الراهب انطونيوس السريانى من مكانتهم الكهنوتية .. والذين لجأوا للاقامة مع بعض رهبان جماعة الامة القبطية بمنطقة صحراء القلمون بالمنيا .. ولم تكن لقيادات جماعة الامة القبطية والتى اتت بكيرلس السادس ( الراهب مينا المتوحد سابقا ) على رأس كنيسة الاقباط لينقلب عليهم .. ولم يكن لرهبانها ليتركوا له الحكم ولا ان يتراجعوا بعد ان حققوا تقدما وخطوات مصيرية فى تاريخ الجماعة .. وبخطوات سريعة جادة اصدروا اوامرهم للمواليين لهم والذين كانت لهم السطوة والاغلبية بين رجال الكنيسة .. اصدرت لهم الاوامر بالامساك بمقاليد حكم الكنيسة وانتزاع سلطات البابا والاحتفاظ به كواجهة ورمزا فقط للكنيسة وعصيان اوامره وتنفيذ كل التوجيهات والتعليمات التى تصل لهم من رهبان جماعة الامة القبطية المنحرفة عقائديا .. كما اصدرت الاوامر لكل الرهبان ورجال الكهنوت الموقوفين والمطرودين والمشلوحين من قبل بابا الاقباط بسرعة العودة الى مناصبهم بالكنائس والامساك بزمام الامور .. واعادة عزل ونفى الاساقفة ورجال الدين الذين عينوا من قبل كيرلس السادس .. وبسرعة عاد الراهب انطونيوس السريانى ( شنودة حاليا ) وامسك بقوة بزمام الكنيسة وكانت تلك السنوات الاخيرة من حياة كيرلس السادس بابا الكنيسة شاهدة على خلافات حادة داخل الكنيسة يقال انها شهدت تصفيات جسدية لبعض رموز الكنيسة بالستينيات بكثير من محافظات الوجه البحرى ومنها محافظة الدقهلية والتى شيع ابنائها احد رموز كنيستهم دون ان يدروا بتفاصيل تلك الخلافات الداخلية والصراعات المميتة بين الرهبان .. ورفض الراهب متى المسكين العودة لمنصبة والدخول فى صراعات لا يعرف مداها ولا يأمن على نفسه منها وخاصة انه كان اكثرهم علما بمدى ذكاء معلمه كيرلس السادس واكثرهم معرفة بطبيعته واصراره وقوته وعناده فى تحدى الظروف المحيطة بها للوصول الى اهدافه .. وخاصة ان كيرلس السادس كان من اقوى اتباع جماعة الامة القبطية واخلاصا لها واكثرهم معرفة بادق اسرارها وتفاصيلها .. لذا فضل الراهب متى المسكين ان ينأى بنفسه بعيدا عن تلك الخلافات ويترقب التطورات عن بعد وينظر لمن ستميل كفة حكم الكنيسة له حرصا على امنه وحياته .. وذهب معه من تبقى من تلاميذه ممن راق لهم موقفه واسلوبه فى التعامل مع الاحداث .. وانتقل بهم لوادى الريان بالفيوم باحد اماكن الاقباط البعيدة عن العمران .. ولم يستسلم كيرلس السادس واستغل التفاف شعبه من رعايا الكنيسة حولة ومخافة بطانته واعوان الجماعة من افتضاح امرهم .. وارسل الى متى المسكين يحذره تحذيرا شديد اللهجة ملقبا اياه بالراهب متى المسكون ..مطالبا اياه بالابتعاد وتلاميذه عن الكنيسة ظنا منه انه المخطط والمحرك الاساسى للراهب انطونيوس السريانى ( شنودة حاليا ) .. ومؤكدا على ضرورة التزامهم وطاعتهم لاوامر بابا الكنيسة والعودة وتلاميذه الى احد الاديرة التى تحت ادارته .. وكان يطلق على الراهب متى المسكين لفظ متى المسكون اى مسكون بالشياطين والشرور هذا اللقب الذى اطلق عليه عهد الانبا يوساب الثانى .. وكان كيرلس السادس يرى الشر كل الشر فى الراهب متى المسكون وتلاميذه ويصفهم بان الشياطين تلبست اجسادهم من فرط انعزالهم بالاماكن المهجورة والبعيدة عن الماء والطهارة وانقيادهم لرهبان جماعة الامة القبطية الاكثر منهم قذارة ودناسة .. وامام رفض الراهب متى المسكين الانقياد لاوامره والاحتماء برهبان جماعة الامة القبطية .. قام كيرلس السادس بكل تحدى واصرار بالتجريس بمتى المسكين وتلاميذه ونشر قرار فى جريدة الاهرام الصحيفة الاولى بمصر يجرد الراهب متى المسكين وتلاميذه من رتبتهم الكهنوتية ومن انتمائهم الى الرهبانية .. وكانت صفعة ذكية منه على وجوه رهبان جماعة الامة القبطية حتى يضيع على بطانته المواليين لهم فرصة تكتم الحقائق واخفاء خبر تجريد هؤلاء الرهبان المواليين لهم عن رعايا الكنيسة .. الامر الذى اخاف الراهب متى المسكين وتلاميذه وبدعم من الجماعة قام بشراء 30 فدان بالساحل الشمالى والبعيدة عن عيون الكنيسة والاقامة بها .. وامام اصرار كيرلس السادس على انقياد متى المسكون وتلاميذه لاوامره .. ظنا منه انه مازال المدبر الرئيسى لخطط ومؤامرات يتزعمها تلاميذه وعلى رأسهم انطونيوس السريانى .. وزاده يقينا بحقيقة تلك المؤامرات التى يحيكها الراهب متى لمناصره اوليائة من رهبان الجماعة معرفة كيرلس السادس الجيدة لطبيعة واغوار نفس الراهب متى المسكين وتلاميذه حيث كان يوما ما معلمهم وادرى الناس وفهما لطبيعة كل منهم ... لذا لم يدخر الراهب متى جهدا وفضل الاستسلام واظهار الطاعة والتوجه للاقامة بدير الانبا مقار على امل ان تتبدل الاحوال ومراقبا عن بعد كل التطورات التى تمر بها الكنيسة .. بينما اظهر الراهب انطونيوس السريانى ( شنودة فيما بعد) كل التحدى لبابا الاقباط مما زاد من اسهمه وولائه لدى رهبان الجماعة ..واصبح الممثل لزعامة حقيقية وابرز نجوم المعارضين لكيرلس السادس والمنافسين له .. حتى انه بجبهته القوية المعارضة للبابا الاقباط استطاع ان يسلبه الكثير من سلطاته ونفوذه ..و كعادته غير مهتم بما يقال او يثار حوله .. المهم والاهم الوصول بالجماعة لتحقيق كل اهدافها ..

          وتمضى الاحداث لمراحل اكثر عدوانية وشراسة ..



          واصرارا من بابا الاقباط كيرلس السادس على تصحيح مايمكن اصلاحه فى الكنيسة وتدارك الاخطاء التى أدت الى هجرة اعدادا من الاقباط الارثوذكس خارج مصر .. وحفاظا على رعايا الكنيسة خارجها والتى يطلقون عليها اقاصى المسكونة ببلاد المهجر انشأ الكنائس ومنها اول كنيسة قبطية باستراليا فى يناير 1969 .. ولم تشفع له انجازاته لدى جماعة الامة القبطية التى حققها اثناء حكمه للكنيسة لصالحها ومنها انشاء الاديرة مثل دير مار مينا على مساحة 50 فدان .. ومرة اخرى وكالعادة كلما اصطدمت مصالح الجماعة مع الكنيسة اشتدت النزاعات والصراعات بين رهبان جماعة الامة القبطية والتى تمثلت فى المواليين من كهنة الكنيسة يتزعمهم الراهب انطونيوس السريانى وبين بابا الاقباط كيرلس السادس المرتد عن فكر ومنهج جماعة الامة القبطية والذى بذل الجهد اخر سنواته للتكفير عما اقترفه فى حق اباء الكنيسة السابقين له ونفيه للكثير منهم وتحويل الاديرة الى سجون ومعتقلات واقامات جبرية لاعداء فكر جماعة الامة القبطية ولكل مخالف لسياسة ادارته للكنيسة بدعمه للجماعة .. وكذلك مما اقترفه فى حق الكنيسة والاقباط من استبدال تعاليم الكنيسة بتعاليم الجماعة القبطية الفاسدة والعنصرية وتخريج اجيال ومعلمين متشبعين بالعنصرية والافكار المرتدة عن المسيحية ونشرها بين الاجيال وتعيين ثلاث اسقف لها اشهرهم عنصرية ومكر ودهاء وخروجا عن تعاليم المسيح الراهب انطونيوس السريانى ( الانبا شنودة الحالى ) .. والذى اصبح فيما بعد ألد اعدائه ويد وعقل رهبان الجماعة القبطية للاطاحة به والاستيلاء على كرسى البابوية لصالحها .. ولم تسعف الايام بابا الاقباط كيرلس السادس ولا العمر للتكفير عما اقترفه فى حق مصر من خيانة رعاياه وعمالتهم مع الصهاينة اعداء الوطن ارضاءا لكنيستهم والتى ادت بمصر الى نكسة 1967 .. وتشهد ايامه الاخيرة كم من الحزن والاحساس بالذنب انتابته ووحدة وغربة عن كنيسته والمحيطين به .. وتشهد الاحداث تغيرات مفاجئة باعلان وفاة عبد الناصر وانتقال السلطة الى نائبة محمد انور السادات .. وكان لهذا الخبر وقع الصاعقة على رهبان وقيادات جماعة الامة القبطية المسيطرة على الكنيسة .. حيث كان عبد الناصر سندا ودعما لهم بتجاهل سلطاته المتعمد لكل ما ارتكبوه من مخالفات قانونية لانتزاع شرعية الكنيسة من بابا الاقباط يوساب الثانى باوائل الخمسينات .. وكذلك دعمه لاصحاب النفوذ والمناصب من الاقباط المقربين منه والمواليين لفكر الجماعة قلبا وقالبا .. بموت عبد الناصر فقدت الكنيسة بقيادات الجماعة زعيما سلمها مناصب هامة بالدولة وخاصة بالخارجية وائتمنهم على اسرارها ليمارسوا عليه الضغوط وابتزازه لتقديم دعما ماليا لها اقتطعه عبد الناصر من خزينة الدولة لتمويل وبناء كاتدرائيهم القبطية الفاخرة وانشاء كنائس واقتطاع الالاف من الافدنة ومنحه لهم لاقامة الاديرة .. مات زعيم الامة الذى عرفوا كيف ينتزعوا منه كل ما ارادوه لترسيخ وجودهم وسيطرتهم على الكنيسة القبطية .. مات عبد الناصر فى توقيت انقلاب بابا الاقباط كيرلس السادس على مبادئهم وافكارهم وكذلك بابا كنيسة اثيوبيا الذى رسمه وعينه كيرلس السادس بها .. وتولى الحكم ألد اعدائهم انور السادات الذى كان يمقت الراهب متى المسكين وفكره وتلاميذه وكان يلقبه بالراهب الشيوعى .. كما كانت الجماعة المسيطرة على مقاليد الحكم بالكنيسة تخشى من استعانة بابا الاقباط كيرلس السادس بالسادات للتدخل فى تفعيل سلطاته لضمان استقرار الكنيسة .. وزاد كهنة الكنيسة المعارضين لكيرلس السادس قلقا وكذلك رهبانهم من قيادات الجماعة من تولى السادات الحكم والذى اشيع عنه انه كان احد المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين ألد اعدائهم على مستوى مصر والاخير على مستوى تصنيفهم لاعداء الكنيسة .. وشبها ت حول توجهاته السياسية المخالفة للفكر والمنهج الناصرى اللادينى فى الحكم .. ولاول مرة اصبحت جماعة الامة القبطية امام خطر حقيقى يهدد امنها وتواجدها ومن الممكن ان يسلبها نفوذها وينزع عنها كل النجاحات والانجازات التى حققتها وقد تجعلها هباءا منثورا ..

          وكان على جماعة الامة القبطية بقيادة رهبانها باديرة الصحراء الغربية المحركين الاساسيين للسلك الكهنوتى الحاكم للكنيسة القبطية ان يتخذوا اجراءات وتحركات سريعة فعالة وحازمة لتخطى تلك المرحلة الخطيرة من مراحل جماعة الامة القبطية ...


          بموت عبد الناصر اصبح الامر لايحتمل اى تأجيل لاى قرارات تخدم مصالح ووجود جماعة الامة القبطية .. وكان لابد لهم من اخذ خطوات اكثر سرعة وجرأة من تلك التى حدثت عهد الانبا يوساب الثانى .. الامر فى هذه المرة يختلف .. البابا المراد انتزاعه كيرلس السادس هو احد كبار المعلمين والمروجين لفكر الجماعة سابقا .. وكان اليد العليا لرهبان الجماعة وابرز واهم الشخصيات التى اخلصت لها .. وهو اعرف الموجوديين بكل الامور والاسرار التى تخص فكر الجماعة ومخططاتها واهدافها وكل ما يخفى على الآخريين .. البطأ فى اتخاذ قرارات لازاحة بابا الاقباط كيرلس السادس وكذا بابا اثيوبيا المعين من قبله سوف يتيح الفرصة لحدوث تطورات بالكنيسة لا تتفق مع اهداف الجماعة وقد تودى بها .. وما أن مر على موت عبد الناصر سند الجماعة والمتغافل والمتجاهل بسلطاته عن افعالهم عدة شهور حتى اعلن فى وقت متقارب خلو كرسى البابوية فى كل من مصر واثيوبيا ..

          اعلن وفاة بابا كنيسة الكرازة المرقصية الارثوكسية بالاسكندرية .. بابا الاقباط كيرلس السادس فى الثلاثاء 9 مارس 1971 عن عمر يناهز 68 عاما ورحلة رهبانية مثيرة بكل العجائب والاحداث الغريبة والافكار والتنقلات عبر البلاد وبين الاديرة والخرابات بتل الطواحين والاماكن المهجورة .. رحلة من العمر اخلص في كل مراحلها لافكار وانتماءات متناقضة كل التناقض ومختلفة بكل تفاصيلها وولائها واهدافها وحتى فى صحبتها .. رحلة من العمر اثبت بذكائه وقدراته تميزه بشخصيته القيادية فى كل مراحلها .. رحلة عمر اشبه برسم بيانى تقوم عليه دراسات لتحليل مسارات خطوطه من ارتفاعات مفاجئة لانخفاضات مدوية لانتقالات وقرارات غير متوقعة مفاجئة اذهلت كل من عرفوه .. وفى كل فترات العمر بذل واعطى كل ما يستطيع رغم كم الاختلافات العقائدية والمنهجية لاسلوب الحياه بكل فترة ..حتى اسمائه تعددت .. ببداياته العلمانية اشتغل بشركة كوكس للسياحة وشركات الملاحة الكبرى وابلى فيها بلاءا حسنا واغتنم اعلى المكانة الوظيفية فى اقصر وقت واصبح من قيادى الشركة وكسب ثقة رؤسائه وامسك بمقاليد الادارة بها وهو مازال فى سن صغيرة دون الثامنة والعشرين ..
          وانتقل بشكل مفاجىء وبقرارات مصيرية اتخذها بتصميم واصرار لحياة الرهبانية رادما بالتراب على كل سنواته العلمانية ليولد من جديد كراهب باسم جديد ويعلن وفاة عازر يوسف عطا ليصبح الراهب مينا البراموسى ..
          ويبذل كل مالديه من مهارات ليتألق ويلمع نجمه ويخطف الاضواء من رهبان فاقوا عمره اضعاف .. وتمضى حياته العجيبة بين الاديرة والعقوبات والمؤامرات والاحداث الغريبة والصحبة الاكثر غرابة .. ويتغير اسمه الى الراهب مينا المتوحد .. ثنم تنتقل به الاحداث وتتغير قوانين الكنيسة وتعاليمها والتى فصلت بمقاييسه لتختاره لمهمة رسمت خصيصا له ..ليفاجىء الجميع ويذهل كل من عرفوه باختياره بابا الاقباط خلفا ليوساب الثانى وليصبح اسمه الانبا كيرلس السادس ..
          ويخلص كعادته بكل كيانه فى سبيل قناعاته وافكاره وولائه ويحقق لجماعة الامة القبطية اغلى منالها واهدافها وانجازاتها .. ودون مقدمات ينقلب على مبادئها وتعاليمها ويخلص بكل عقله وقلبه لفكرة محاربة تلك الجماعة والقضاء على كل نفوذها ..
          وتشهد نهايته كم من الغموض وسط نزاعات وصراعات داخلية انقلب فيها على تلاميده واطاحوا هم به .. وفى وقت مقارب يرحل بابا اثيوبيا الذى عينه كيرلس السادس ورسمه بطريركا لاثيوبيا ..
          وتمضى الاحداث



          اثار تزامن موت كل من جمال عبد الناصر وبابا الاقباط بمصر كيرلس السادس وكذلك بابا كنيسة اثيوبيا الذى عين من قبل كيرلس السادس كثير من الاستفسارات والألغاز .. ولكن احدا لم يتوقف عندها .. ايا ان كانت الاجابة هذا ماحدث بالفعل .. اصبح كرسى البابوية بكنيسة الاقباط بمصر خاويا بموت صاحبه دون مقدمات لاى تدهور فى صحته .. وحتى لو كان الامر طبيعيا فهل يعقل ان يتزامن بخلو كرسى البابوية باثيوبيا وموت صاحبه هو الاخر الموالى للبابا كيرلس .. وعلى فرضا انا القدر اختارهما بنهايه غامضة نجهل تفاصيلها فى وقت واحد متقارب .. هل صدفة ان يتزامن موتهما بغياب عبد الناصر .. ان كل المعاصرين والمقربين من مراكز حكم الكنيسة يعلمون جيدا ان الامر كان اقرب الى احداث مسبقة مدبرة ومخطط لها من قبل رهبان الجماعة .. ومن اباء الكنيسة المشلوحين حاليا والذين كانوا مقربين جدا من احداث الكنيسة والذين ايضا ارتدوا عن تعاليم جماعة الامة القبطية يؤكدون على وجود يد للراهب انطونيوس السريانى ( شنودة حاليا ) ومعلمه متى المسكين (او المسكون كما كان يلقبه كيرلس السادس ) فى تلك الاحداث التى انهت فترة حكم كيرلس السادس للكنيسة القبطية .. لكن الاكيد ان نهاية حكمه انتهت بموته فالامر لم يكن يحتمل عزله ولا نفيه بالاديرة حيث كان يتمتع بشعبية كبيرة بين الاقباط دامت الى وقتنا الحالى .. كما ان ذكائه الحاد وخبرته ومهاراته فى حياكة المؤامرات والتعامل معها لا تسمح ببقائه على قيد الحياه ولا يمكن ان يأمن له رهبان جماعة الامة القبطية معلمية واساتذته والاكثر منه حنكة ودهاء .. انقلب على افكارهم وتعاليمهم وعلى تلاميذه فأطاحوه بكل قوة ويسر وأفرغوا الكنيسة منه وخلت لهم الامور .. واعيدت الكرة .. وفتح بابا الترشيح لاختيار البابا الجديد للاقباط .. لكن تلك المرة كانت تختلف عن سابقتها عهد اختيار خلفا للبابا يوساب .. الامر والوضع مختلف تماما .. الان لا منازعات الا قليلة لا تذكر ولا تحتسب .. مقاليد الحكم تلك المرة بيد الجماعة .. وكل المرشحين من اشد المنتمين والمخلصين لها من تلاميذها .. والخلاف تلك المرة للافضلية فى الاختيار وليس فى الانتماءات ..

          وكلاكيت ثانى مرة اعيد ترشيح الراهب متى المسكين ( تلميذ كيرلس السادس ومعلم الانبا شنودة الحالى ) ..
          واذا به يستبعد لنفس السبب
          بعد استبعاد سنوات عزلة وايقافه من سلك الرهبانية وملفه الاسود فى خلافاته مع البطاركة السابقين وانخفاض شعبيته .. وبقوة رشح الراهب انطونيوس السريانى ( شنودة حاليا ) ورغم ان عمره كان 48 عاما اصغر بكثير ممن هم احق منه .. ورغم خلافاته القوية مع البابا السابق كيرلس السادس وايقافه وتحديه له والعقوبات والنزاعات التى شهدها المقربين من كهنة الكنيسة وايضا عدم استكماله لسنوات الرهبنه المطلوبة وهى 15 عاما .. وبرغم ظهور اسباب كثيرة من بقايا تعاليم الكنيسة تستبعده ..
          الا ان القوانين غيرت وفصلت بمقاييسه لتختار بحيلة القرعة الهيكلية اشرس تلامذة جماعة الامة القبطية وا كثرهم عنصرية ليكون بابا الاقباط خلفا لكيرلس السادس ..
          ويتم فى نوفمبر 1971 عهد الرئيس محمد انور السادات تم ترسيم الراهب انطونيوس السريانى ليكون الانبا شنودة الثالث بابا الكرازة المرقصية الارثوذكسية القبطية بمصر ..
          وتبدأ اكثر فترات حكم الكنيسة عنصرية واجراما وكراهية لكل ماهو غير قبطى وصياغة كل المؤامرات والحيل والمكر بكل من صنفوه ووضعوه تحت بند اعداء الكنيسة القبطية بالقائمة السوداء لحد يوصف بانه تشكيل عصابى قبطى ابعد مايكون عن روح المسيحية وتعاليمها وقيمها ..
          ومع شنودة الثالث ( نظير جيد سابقا ثم الراهب انطونيوس السريانى لاحقا )
          نبدأ معه رحلة ولايته ..
          أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
          والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
          وينصر الله من ينصره

          تعليق


          • #6
            تابع

            ومع بداية تولى الانبا شنودة الثالث اخلص تلامذة جماعة الامة القبطية العنصرية منصب بابا الكرازة المرقصية القبطية الارثوذكسية بمصر بدأت معها اكثر مراحل الجماعة خطورة وعنصريه واجراما فى حق كل ماهو غير قبطى مسيحى .. واحداث ومؤامرات حاكتها الكنيسة ودبرتها بسرية ومكر ودهاء نستعرض بعضها باذن الله ومع كل البدايات نبدأ بفتح ملف بابا الكنيسة القبطية الارثوذكسية شنودة الثالث رقم 117 خلفا لكيرلس السادس

            ولد الانبا شنودة الثالث فى قرية سلام بمحافظة اسيوط بصعيد مصر ولم يمضى وقت قصير على ميلاده حتى توفيت امه وهو رضيع اثر اصابتها بحمى النفاس .. وتولت رعايته وارضاعه سيدات مسلمات ومسيحيات من جيرانه بكل طيبة وشهامة اهل الصعيد .. وكانت صدمة اهله بموت امه عقب ميلاده اكبر من ان يهتم احد باستخراج شهادة ميلاد له .. ولم تمضى فترة قصيرة على وفاة والدته حتى تزوج ابوه .. ولم يهتم احد بتسميته ولا توثيق تاريخ ميلاده حتى كاد بمرور الوقت ان يصبح ساقط قيد .. وبعد مدة لا نعلمها بالتحديد تم استخراج شهادة تسنين له من احد الاطباء والتى بموجبها تم استخراج شهادة ميلاد له بتاريخ 3 اغسطس 1923 باسم نظير جيد .. ولم تكن فترة طفولته تلقى اهتمام كاف من اهله بعد زواج والده غير رعاية اهل قريته مسلمين ومسيحيين والذين احاطوه بكل الحنان والرعاية عوضا له عن وفاة امه .. واصطحبه اخوه الاكبر للاقامة معه بدمنهور بمحافظة البحيرة احدى محافظات الوجه البحرى بشمال مصر والقريبة من الاسكندرية .. وما ان ترك نظير جيد ( الانبا شنودة حاليا ) بيته وقريته واهلها الطيبين بصعيد مصر حتى بدأت رحلته مع الحياه .. رحلة من المحطات والتنقلات بدأها بسن صغيرة طاف خلالها بلاد وبيوت .. رحلة لم يعرف من بدايتها الاستقرار ولا الامان ولا الانس الحقيقى الذى يألفه ويطمئن له .. بدأ رحلة كانت لها اسوأ الاثر على شخصيته ونظرته لامور الحياه وتحليلاته لها وقراراته المستقبلية .. لم تخلو اى حياه من الجوانب المضيئة ومن المآسى ايضا مهما كانت قسوة الظروف المحيطة بها .. ولكن نظير جيد اعتاد من بداياته على مسلك واسلوب فى الحياه انفرد به ..وتشبع به كل كيانه حتى اصبح هذا المسلك اهم سمات شخصيته الذى يعرف به ..اختار ان يمحو من ذاكرته كل ذكرى طيبه قد تحمله يوما ما امتنان اوشكر لمن قدمها له .. تعلم ان يدهس بقدمه على كل ذكرى لانسان احسن اليه بالمعاملة وان يقدم مصلحته الشخصية على اى ولاء او عرفان بالجميل وان يقابل الاحسان بالاساءة اذا تطلبت منه المصلحة ذلك .. تعلم ان يضع اهدافه واضحه امامه وان يتجاهل ماعداها من مشاعر انسانية قد يخسر بسببها الكثير من الطموحات التى يحلم بها .. تعلم ان يخفى قسوة مشاعره وقناعاته واسراره فى اعماق واغوار نفسه وان يغطيها بستار من المشاعر الزائفة و يخرجها فى التوقيت الملائم له .. لم يكن لليتم يدا فى هذا المسلك الغريب والمشين الذى اعتاد عليه ..فامثاله من اليتامى مئات الالوف .. بل وملايين .. وكانوا اكثر الناس قدرة على اقتناص كل ايجابيات الحياه واقدرهم واكثرهم اشتياقا للحياه الاسرية وابرعهم واروعهم كآباء و امهات .. ولكن نظير جيد اعتاد من الصغر على خيالات مريضة رسمت له طموحات واهداف ابعد من دور أب فى اسرة صغيرة ..


            مضت رحلة نظير جيد فى طفولته ( شنودة الثالث حاليا بابا الاقباط ) من الصعيد للاقامة مع اخيه بدمنهور ثم الانتقال الى القاهرة وتولى اخوه رعايته وتعليمه حيث ألحقه بمدرسة الايمان الثانوية بشبرا ثم انتقل منها لمدرسة راغب مرجان الثانوية بالفجالة حيث التحق بالقسم الادبى .. وتمثل فترة المراهقة والصبا اخطر المراحل فى حياة نظير جيد والتى كانت بداية ونشأة افكاره العنصرية .. فقد انبهر بافكار رهبان الجماعة القبطية المطرودين من الاديرة والذين عوقبوا من قبل مطارنة الكنيسة .. وكانت اخبارهم تتسرب الى الاقباط من خلال زيارات الاسر للاديرة وتحذيرات آباء الكنيسة للاقباط ونصائحهم لرعاياهم بالابتعاد عن افكار تلك الجماعة الهدامة المخالفة لتعاليم الكنيسة .. والتى كانت تتوافق مع طموحات نظير جيد طالب الثانوية الذى انبهر بتلك النزعات العدوانية الانتقامية التى تنفس عن الكثير مما يجيش بصدره من ترسبات ماضى ليس ببعيد من مولده الى التحاقه بالتعليم الثانوى .. طمس منها كل ذكرياته الحلوة واحتفظ بمرارتها .. نزعات مرضية يحلم فيها باستعادة مجد كنيسته والفتك بكل اعدائها والمخالفين لها وجدها بفكر تلك الجماعة العنصرية .. لم يكن وثيق الصلة بالكنيسة ولا على قدر مقبول من المعرفة بتعاليم المسيحية .. بل حتى سلوكياته لا يغلب عليها الطابع الدينى ووصف تلك المرحلة بابيات من الشعر قائلا

            كيف انسى فترة الطيش وآثام الصبا حين كان القلب رخوا كلما قام كبا
            اسكرته خمرة الاثم فنادى طالبا كلما يشرب كأسا يملأ الشيطان كاسا
            .. بل كانت لها نزعات غريبة عن ابناء جيله ومتناقضة لا تتناسب وعمره الصغير .. سمات ينفرد بها يعرفها كل من لازمه فى تلك الفترة العمرية من زملائه بالثانويه .. غريب فى طموحاته واحلامه .. بشخصيته الكثير من الغموض يتظاهر بعكس مايكنه داخله .. صعب ان يبوح باسراره .. يتظاهر بالتلقائية والمرح ويخفى خلفها الكثير من المشاعر السلبية والكراهية التى يكنها حتى لاقرب المقربين له من اهله واصدقائه .. يتظاهر بشخصية ودودة اجتماعية والميل الى الصحبة وفى داخله يميل الى الوحدة والعزلة والانطوائية .. فكره ومعايشته للامور تسبق عمره بسنوات .. ارائه فى الحياه غير مقبوله من اقرب المقربين اليه وفضحه حبه للشعر فى التعبير عن ذلك بقوله
            غريبا فى اساليبى وافكارى واهوائى
            غريبا لم اجد سمعا افرغ فيه ارائى
            يحار الناس فى الفى ولا يدرون ما بائى
            كانت اطماعه وطموحاته واحلامه الفردية اكبر بكثير من فكر صبى بعمره .. ولم يكن من هذا النوع الذى يحتفظ بصداقات تتنافى مع تلك النزعات التى لم يستطع بحبه للشعر ان يخفيها ..


            ظل نظير جيد ( بابا الاقباط شنودة الثالث حاليا )على انبهاره بافكار تلك الجماعة التى تصل الي مسامعه آملا ان تتاح له الفرصة الحقيقية للالتقاء بهم .. علمته الحياه امور ايجابية الاستقلالية والاعتماد على النفس والتغلب على الظروف المحيطة به للوصول الى الهدف وتحقيق الذات ..وتعلم من كثرة الانتقال التأقلم السريع ومعايشة الاماكن والوجوه الجديدة .. وعلمته نفسه الامارة بالسوء القسوة فى التعامل مع الاحداث ..والانانية فى اقتناص الفرص .. وان يخطو بقدمه فوق اى انتماء او صداقة او ارتباط يعوق تحقيق طموحاته واحلامه .. فهو بطبيعته التى يعرفها عنه اقرب المقربين له انه من ذلك النوع المتمرد على اى ارتباط او انتماء اسرى او حتى دينى فلم تكن علاقته بالكنيسة وطيدة ولا تعدو الواجبات الدينية الملزمة له ولم يكن لاحد من الآباء سلطة على نفسه .. ولم يعرف عنه انه كان منتظم فى الصلوات او ملتزم دينيا بحضور دروس بالكنيسة ومعلوماته الدينية سطحيه رغم التزامه فى مجال الدراسة العلمية .. دموعه بعيدة جدا لا تؤثر فيه اوجاع الآخريين ولا يلين قلبه بسهوله ولا حتى لتلك الامور المتعلقة بالمرض و الموت والفراق ..

            وينتهى نظير جيد ( شنودة الثالث حاليا ) من المرحلة الثانوية ويلتحق بكلية الاداب قسم تاريخ .. وتبدأ اخطر مراحل حياته التى تشبعت فيها كل ذرة من كياته بسموم جماعة الامة القبطية العنصرية المتطرفة والمرتدة عن التعاليم المسيحية .. فى تلك الفترة كانت اخبار النزاعات والخلافات القوية بين بابا الكنيسة يوساب الثانى ورجاله وبين رهبان حماعة الامة القبطية واعضائها من العلمانيين على اشدها .. وكانت تلك الفترة تشهد اجتذاب اعداد كبيرة من الطبقة العلمانية من الاقباط وخاصة من الجامعيين لافكار تلك الجماعة .. حيث كان من الصعوبة على رهبان الامة القبطية التأثير بافكارهم الغريبة على المتديين .. لذا لاقت نزعاتهم قبولا كبيرا من هؤلاء من اصحاب الثقافة الدينية المعدومة والاطماع والطموحات المادية والدنيوية .. وكان قد ذاع خبر طرد بعض الرهبان من الاديرة واقامتهم بالاماكن المهجورة والخرابات وتل الطواحين بمصرالقديمة والصحارى .. وكانت الفرصة الحقيقية لنظير جيد للالتقاء بهم طالما انجذب لتلك النزعات العنصرية التى يشعر معها باهميته وضخامة حجمه و ضئالة وصغر غيره من غير الاقباط ( حتى انه لاحقا بعد ذلك بسنوات قبل ترسيمه بابا للاقباط والى وقت قريب احب شىء الى نفسه هو الصعود الى الاماكن العاليه اى ربوة او جبل بالاماكن المفتوحة ويجد كل المتعة فى تأمل المدن والبيوت عن بعد وقد تتضاءل حجمها ومكانتها بالنسبة له وكأنه اصبح متربعا على عرش مصر) ..وعودة الى نظير جيد الطالب الجامعى وبصحبة بعض اصدقائه الجامعيين ذهب لزيارة هؤلاء الرهبان المتمردين على قوانين الكنيسة والمتحديين لكل اوامر بابا الكنيسة ربما وجد عندهم ضالته المنشودة فى عمل عظيم ينفرد هو به ويضع بصماته على كنيسته



            وفى تلك الاماكن المهجورة البعيدة عن العمران كان اللقاء بين نظير جيد ( شنودة بابا الاقباط الحالى ) مع الراهب مينا المتوحد ( كيرلس السادس بابا الاقباط السابق له ) وتلاميذ مينا المتوحد .. اجتمعوا جميعا بمباركة شياطين تلك الخرابات المهجورة والبعيدة عن كل مقومات الحياه وابسطها عدم توافر المياه اللازم للطهارة من الرجس .. وهذه هى نظرة بعض ملل المسيحية الاخرى ورفضهم للاعتراف بهذا النمط من الرهبانية .. بل حتى بابا الاقباط فى ذلك الوقت يوساب الثانى اوقفهم عن سلك الرهبانية .. زاد انبهار نظير جيد الطالب الجامعى العلمانى بتفكيره ونشأته بالراهب مينا المتوحد وتلاميذه .. اعجب بوجود هذا النمط الجديد من الرهبان من الجامعيين والمثقفين وخريجى مدارس الارساليات للغات .. سحره هذا النمط من رهبان جماعة الامة القبطية والذى يختلف كلية فى طموحاته واهدافه ورؤيته لكنيسته ومتطلباتها عن هذا النمط القديم من كهنه ورهبان الكنيسة التى توقفت طموحاتهم وامالهم على الصلوات والدعوات واخذ البركات .. وماكانت تلك الشخصية العلمانية الطموحة الذكية المتواضعة فى معلوماتها الدينية والمتمثلة فى نظير جيد لتمر على رهبان الجماعة المطرودين وتلاميذهم مر الكرام .. فقد فطن الراهب مينا المتوحد بحدة ذكائه الى الامكانيات الحقيقية للطالب الجامعى نظير جيد .. ووجده عجينة مرنة يسهل تشكيلها وصبها فى القالب المصنوع له .. وتوالت زيارات نظير جيد وبعض اصدقائة للراهب مينا وتلاميذه ... وكان ان وكل الراهب مينا المتوحد لكل من تلاميذه المقيمين معه عددا من هؤلاء الطلاب الجامعيين .. وكان موفقا فى الاختيارات والتوزيع .. فبحكم خبرته ودرايته بفن الاقناع والتأثير الذى تشربه من رهبان الجماعة من معلميه ادرك ان اقصر الطرق للفوز بتلاميذ مخلصين ان يكون هناك توافق فى الشخصيات والميول والاتجاهات والقناعات بيين المعلم وتلاميذه وان يكون للمعلم الشخصية الاقوى والمحببة لجذب كل فكر تلاميذه للاقتناع بالاهداف والدروس التى يتلقوها .. ووجد ان نظير جيد أشد تأثرا بمنهج سعد عزيز ( الراهب متى المسكين فيما بعد ) احد تلامذة الراهب مينا المتوحد ... واانبهر نظير جيد بشخصية سعد عزيز الصيدلى الجامعى والذى اصبح معلمه يلقنه كل افكار واهداف جماعة الامة القبطية العنصرية .. واطمئن الراهب مينا المتوحد لقدرة تلميذه سعد عزيز فى التأثير على بعض الجامعيين فوكل له مهمه تعليم 9 من الجامعيين من بينهم نظير جيد وتثقيفهم بالمعلومات الدينية التى تؤهلهم لرتب رهبانية وكهنوتية يزج بهم فيها بمساعدة اعضاء الجماعة من رهبان الاديرة وكهنة الكنيسة حتى يزيد حجم اختراق اعضاء الجماعة للسلك الكهنوتى بالكنيسة ويزيد من نفوذهم .. وتشبع نظير جيد بسموم تلك الجماعة وفكرة انه احد جنود الرب الذى وكل له مهمة استعادة مجد الكنيسة القبطية وبناء كنيسة عظيمة له ويصف حاله من البعد عن الله قبل هذا التحول الفكرى لافكار الجماعة قائلا


            كم دعانى الرب يوما فاشحت الوجه عنه ...... وأرانى قلبه الحانى انا الهارب منه

            قال كن صدرا لقلبى غير أنى لم أكنه ..........كان قلبى فى صدودى مثل صخر , كان اقسى

            وعبر نظير جيد عن تلك الفتره التى تأثر فيها بسحر رهبان تلك الجماعة من الرهبان المطرودين بينما عجز قساوسة الكنيسة من اجتذابه والتاثير عليه طوال سنواته السابقة بقوله فى هذا التحول


            قرأ الكاهن حلا فوق رأسى فاسترحت ...... ....قال هيا اصطلح بالرب هيا فاصطلحت

            قلت انسى الامس لكن صرخ العقل فصحت ....... حسن يا قلب ان انسى ولكن كيف انسى

            وعبر ان افتتانه بكل تعاليم الجماعة وتصنيفها لاعداء الكنيسة ووضعهم فى قائمة تسمى القائمة السوداء لاعداء الاقباط ابتدءا من اول بادرة للعداء على ايدى اليهود حينما صلبوا المسيح تبعا لمعتقداتهم .. وعدم تبرئة تلك الجماعة لفعل اليهود وسفكهم لدم المسيح حتى يعتذروا عن تحريض اجدادهم اليهود للرومان بصلب المسيح حسب اعتقادهم او يعترفوا به .. وهذ يفسر رفض تلك الجماعة لزيارة القدس وهى تحت حكم اليهود .. تلك الفكرة التى مازال يتحمس لها شنودة الى الان ليس بدافع المصالحة الوطنية ولا الانتماء ولا من اجل عيون المسلمين والذى وضعهم وجماعته بنفس قائمة الاعداء .. ولكن اخلاصا منه لفكر تلك الجماعة وعبر عن كراهيته وعدائه لليهود وصلبهم للمسيح وتلك الايام الآثمة التى مرت من عمره وهو متجاهلا لهذا الامر تاركا لثأر ربه بالفتك بالقتله الذين صلبوه كما يعتقد قائلا بابيات شعر من قصاصته الخاصة


            كيف أنسى فترة الطيش وآثام الصبا ... كيف أنسى الرب مصلوبا وقلبى صالبا


            وتتواصل زيارت نظير جيد ( شنودة بابا الاقباط الحالى )واصدقائه لتلقى الدروس على يد معلمه سعد عزيز ( الراهب متى المسكين فيما بعد ) احد اخلص تلامذة الراهب مينا المتوحد ( كيرلس السادس بابا الاقباط السابق لشنودة ) ...




            وجد نظير جيد ( شنودة الثالث حاليا ) متعة حقيقية فى حياة التمرد التى اعلنها معلميه الراهب مينا وسعد عزيز على تعاليم الكنيسة وعلى بابا الاقباط وقت ذاك يوساب الثانى .. كما وجد فى تلك الخرابات والاماكن المهجورة التى ينتقل اليها رهبان الجماعة المطرودين ضالته وحريته وتعبيرا عن فكره العلمانى المنشأ و رفضه لكل القيود والالتزامات حتى لو كانت تخص العقيدة .. تساوت من رؤيته الاديرة مع تلك الخرابات وعبر باشعاره عن قناعاته بابيات


            ليس لى دير فكل البيد والاكام ديرى ........ لا ولا سور فان يرتاح للاسوار فكرى

            انا طير هائم فى الجو لم اشغف بوكر ........انا فى الدنيا طليق فى اقامتى وسيرى
            انا حر حين اغفو حين امشى حين اجرى .....وغريب انا أمر الناس شىء غير أمرى

            وزاد ولع نظير جيد بفكر تلك الجماعة المتمردة ورهبانها حتى انه اعتبر سعد عزيز ( الراهب متى المسكين فيما بعد ) أبا روحيا له و كتب فى مقدمه كتاب انطلاق الروح الذى اصدره فيما بعد نبذة يصف فيها حبه لمعلمه سعد عزيز واعتباره ابا روحانيا له وتأثره بكل منهجه وافكار جماعته ومعلميه قبل دخولهما سلك الرهبانية ... وكان ان اشتدت الصراعات والنزاعات بين رهبان جماعة الامة القبطية المنحرفة عقائديا واعوانها المخترقين للكنيسة والاديره والطبقة العلمانية المواليه لها من جهة ..وبين وبابا الاقباط يوساب الثانى ورجاله ورهبان الاديره وقيادات الكنيسة من جهة اخرى .. وما ان زاد نفوذ رهبان الجماعة المنشقة وتوليهم لمناصب ادارية وقيادية ببعض الاديرة حتى سمحوا بعودة بعض الرهبان الموالييين لهم والمطرودين .. وعاد الراهب مينا المتوحد وتم تنصيب تلاميذه ومنهم الدكتور سعد عزيز الصيدلى والذى اصبح اسمه الراهب متى الصموئيلى ثم الراهب متى المسكين فيما بعد .. وظل تلاميذ الراهب متى فى ترددهم عليه بالدير حتى سحبت الكنيسة الاعتراف بدير مار مينا بمصر الجديدة وطردت الرهبان منه .. فانتقل الراهب متى وتلاميذه الى دير السريان ... وكان فى تلك الفترة ان داوم نظير جيد على زياراته لمعلميه من رهبان الجماعة وخاصة الراهب متى وتلقيه لكل تعاليم الجماعة وفى بعض الاحيان كان مع الانبا ثاؤفياس .. او بصحبة اثنين فقط من اصحابه امين نصر ( الانبا ارسانيوس فيما بعد ) .. ومحب باقى سليمان ( الكاهن انطونيوس باقى فيما بعد ) وجميعهم من الاعمدة الهامة لجماعة الامة القبطية والمسيطرين على مقاليد الكنيسة فيما بعد ..ولم يكن يتردد على هذا الدير احدا حيث سحب الاعتراف به والذى اصبح فيما بعد من اكثر الاديرة التى يتردد عليها الاقباط والرحلات والزيارات لاخذ البركات .. و اصبحت تلك الزيارات التى اعتاد عليها نظير جيد واصحابه غايه ومنتهى الامانى ومشوقة له بكل تفاصيلها من حياكة المؤامرات والتخطيط للاطاحة ببابا الاقباط يوساب الثانى وعزله وكذلك الالتقاء باعضاء ورهبان الجماعة من القيادات البارزة .. وكان نظير جيد من اذكى طلاب الجماعة واخلصهم تنفيذا لتعاليمهم واكثرهم طموحا .. وتبعا لمخططات الجماعة التحق بمدارس الاحاد والمدارس الدينية اللاهوتية لتلقى دروس فى المسيحية استعدادا للزج به فى السلك الكهنوتى للكنيسة لياخذ موضعه الذى رسمته الجماعة له .. وتخرج نظير جيد من كلية الاداب بتقدير امتياز والتحق بالجيش كظابط احتياطى بالمشاه سنة 1948 .. وهو على تواصله مع معلميه حيث كان يقضى معهم الاجازات بالاديرة رغم عدم رسامته كراهب

            وكتب عن تلك المرحلة مقال فيما بعد باحد اعداد جريدة الاحاد بعنوان ( تمنيت لو بقيت هناك ) من شده تعلقه وانبهاره بمعلميه .. وهو الذى سيفوقهم عنصرية وتطرفا ...
            ونواصل مراحله ..


            وينهى نظير جيد ( شنودة الثالث بابا الاقباط حاليا ) فترة الجيش سلاح المشاه ويلتحق بالعمل بالتدريس .. ويظل على مداومته لتلقى الدروس على ايدى معلميه من جماعة الامة القبطية العنصرية .. وتنفيذا لاوامر قيادات الجماعة كثف من حجم ساعات دراسته الدينية بالكلية الاكليريكية ليتثقف دينيا ..وزادت نشاطاته الاجتماعية والصحفية بجريدة الاحاد الكنائسية .. وقدم استقالته من الوظيفة للتفرغ لاهداف الجماعة محاولا بشتى الطرق الالتحاق بسلك الرهبانية تمهيدا لاعتلاء مناصب كنائسية مستقبلية ولكن قوبل بالرفض ... وظل على محاولاته المتكررة بكل تصميم ولم يمكنه الانبا يوساب الثانى ولا حاشيته من الحصول على الموافقة بترسيمه راهب لشكوكهم وعلمهم بانحراف افكاره العقائدية وعنصريته التى لم يستطع ان يخفيها .. ففضح بكلماته واحاديثه التى يتقنها عن مكنون افكاره وولائه لفكر الجماعة المعادية لتعاليم المسيحية والكنيسة والتى اظهرها على فلتات لسانه .. وكثف نظير جيد من اعماله لخدمة الكنيسة دون جدوى للوصول لهدفه .. وزاد الامر سوءا افتضاح امر معلمه متى المسكين والذى كان اكثر حنكة ودهاء فى اخفاء حقيقة انتمائة لفكر الجماعة .. وتم كما ذكرنا من قبل عزله من منصبه القيادى بمطرانية الاسكندرية .. واصبح امر دخول نظير جيد فى دخول سلك الرهبانية مستحيلا فى حياة يوساب الثانى بابا الاقباط وقتذاك .. ولم يستطع نظير جيد ان يترهبن الا عام 1954 واصبح اسمه الراهب ( انطونيوس السريانى ) نسبة الى دير السريان الذى شهد كل اجتماعاته ولقاءاته بمعلميه من رهبان الجماعة .. نفس عام اختطاف جماعة الامة القبطية لبابا الاقباط يوساب الثانى والذى ورد اسم الراهب متى المسكين وبعض تلاميذة فى قوائم المتهمين المدبرين لحادث الاختطاف .. بل وقيل ان الراهب متى المسكين كان العقل المدبر لتلك المؤامرة والمشرف على تنفيذها .. وعكس ماحدث مع كيرلس السادس عندما ترهبن .. لم يفاجىء اهل نظير جيد بقرار رهبنته .. بل كانوا يلحظون كل افكاره الغريبة وتطوراته المريبة وشخصيته القاسية العنيدة ..وما ان اعلنهم بقراره للذهاب الى الدير حتى قال له اخوه (طيب روح مع السلامة ) .. وتمضى الاحداث عهد الانبا يوساب كما شرحناها من قبل ... ويعلن فتح باب الترشيح لمنصب البابا بعد خلو كرسى البابوية والنهاية المأساوية لبابا الاقباط يوساب الثانى والتى شرحنها بالتفصيل .. ثم ترشيح رهبان الجماعة للراهب متى المسكين والانبا شنودة ولكن شروط الترشيح ابعدتهما بل كان ترشيح نظير جيد شىء غريب ومستبعد بكل المقاييس حيث لا يملك اى تاريخ رهبانى ولا دينى بالاضافة الى صغر سنه .. وتم ترشيح الراهب مينا المتوحد معلمهم ايضا وفوزه بالقرعة الهيكلية وكانت اول مرة فى تاريخ الكنيسة يختار بابا للكنيسة بهذا النهج اليهودى المسمى بالقرعة الهيكلية ..

            ويتم ترسيم معلمهم الاكبر مينا المتوحد بابا للاقباط باسم كيرلس السادس سنة 1959 حيث بداية العصر الذهبى لتولى الراهب انطونيوس السريانى ( نظير جيد سابقا وشنودة حاليا ) اعلى المناصب الكهنوتية والكنائسية ..



            فى عهد قيادة كيرلس السادس للكنيسة القبطية تقلد الراهب انطونيوس السريانى ( نظير جيد سابقا وشنودة الثالث حاليا ) مناصب كنائسية هامة اسندت اليه تتلائم وقدراته المتميزة فى فنون الاقناع وغسل الادمغة والعقول وولعه الشديد فى نشر الفكر العنصرى والتأثير على الشباب واخراج اجيال من الاقباط تختلف كلية فى منهجها الفكرى والمسيحى عن ابائهم واجدادهم .. ونلمس كل ذلك فى الاجيال التى نشأت من عهد كيرلس الى الان بما فيها طبقة الكهنة بالكنائس من القسيسين والرهبان الذين تفيض اعينهم مكر وغدر ودهاء وقذى وخشب وخيانة عكس اسلافهم من الاقباط المسيحين الطيبين عهد الاباء السابقين لكيرلس وقبل تولى تلك الجماعة العنصرية المرتدة عن التعاليم المسيحية قيادة الكنيسة القبطية .. وفور تولى كيرلس الكنيسة القبطية عين الراهب انطونيوس السريانى الاشراف على مدارس الاحاد رغم حداثة تاريخه الرهبانى الذى لم يكن يتعدى الاربع سنوات وكذلك قله ثقافته الدينية اذا ماقورن بكبار السن من الكهنة الذين امضوا السنوات الطويلة فى خدمة الكنيسة وعلى دراية كبيرة بتعاليمها .. ولكن حسبه انه من انشط واكفأ واخلص تلامذة جماعة الامة القبطية وهذا يكفية لتكون له الاحقية والصلاحية فى ارتقاء المناصب الكنائسية العليا .. ولم يمضى اقل من ثلاث سنوات حتى عينه بابا الاقباط اسقفا للتعليم بالكنيسة والذى مازال يتولاه الى الان حتى بعد ان اصبح بابا للاقباط .. وكانت النقلة المدمرة لكل تعاليم الكنيسة حيث اشرف الراهب انطونيوس السريانى ( نظير جيد سابقا وشنودة حاليا ) بنفسة على برامج التعليم بها بخطط واعية مدبرة لتخريج اجيال من الاقباط استبدلت فى عقولها وقلوبها تعاليم الكنيسة بالمناهج الفكرية المتطرفة لجماعة الامة القبطية .. بالاضافة الى توليه رئاسة تحرير مجلة ( مدارس الاحاد ) التى كانت اهم مصادر بث السموم فى فكر وعقل رعايا الكنيسة القبطية .. وفى عام 1965 التحق بنقابة الصحفيين .. وتمضى الاحداث به فى عهد كيرلس السادس كما شرحته بالتفصيل وانقلابه على كبير معلميه وقائد كنيسته كيرلس السادس ..وكعادته فى التنصل من اصدقائه والغدر بكل من احسنوا اليه .. وصلت نزاعاته وحروبه مع بابا الاقباط الى اقصى درجات العداء ويصل بمكره ودهائه وعناده المعهود بمعلمة الاكبر كيرلس السادس الى المشهد الاخير من حكمه .. ويخطو بقدمه فوق جثمانه بخطى واعية واثقة محددة الاهداف ليعتلى كرسى البابوية بكل اساليب الخداع التى هيأها له رهبان وكهنة جماعته .. ويصبح الراهب انطونيوس السريانى ( نظير جيد سابقا ) بابا الاقباط رقم 117 شنودة الثالث فى 1971 خلفا لكيرلس السادس كما شرحناه ووضحته بالتفصيل سابقا ..

            وتبدأ اشرس واعنف واشد فترات الكنيسة القبطية عنصرية واجراما وارهابا باحداث تعجز الكلمات عن وصف بشاعتها ...
            أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
            والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
            وينصر الله من ينصره

            تعليق


            • #7
              تابع

              وبدأ شنودة الثالث حكمه للكنيسة القبطية بكل الهمة والتفانى والاخلاص لكل تعاليم رهبان جماعة الامة القبطية المتواجدين باديرة الصحراء الغربية .. وتفنن بكل ما أوتى من دهاء ومكر للوصول باهداف الجماعة للغاية المنشودة .. لم تكن بدايته بتلك الصعوبة التى بدأ بها كيرلس السادس حكمه للكنيسة .. استلمها شنودة وهى تحت السيطرة الكاملة لنفوذ وتعاليم تلك الجماعة العنصرية المتطرفة والارهابية .. استلم كنيسته واكثر من 80% من العاملين بها ممن ينتمون قلبا وقالبا للامة القبطيه المنحرفة عقائديا .. لذا بدا واعوانه وقيادات رهبانه اعمالهم فى مناخ من الاستقرار والامان بوضع عدة محاور هامة تنطلق منها كنيسته.. محاور غاية من الخطورة لخروجها عن كل المبادىء والاديان والاعراف واى شرعية او قانون محلى كان او دولى .. محاور وخطط عمل لا تستخدم الا من قبل تشكيلات عصابية اجرامية .. ومؤامرات خططت لها الكنيسة بكل ذكاء وحذر من عدم الصاق الشبهات بها ولكن لم تستطع ان تخفى كل الادلة التى تدينها .. دائما وابدا يترك الفاعل خلفه بصمات وادله شاهدة على افعاله و تدينها .. ولان تلك المحاور تحتاج لسرد تفاصيلها ومراحلها فاننا لا نستطيع ان نتناولها جميعا فى وقت واحد ..لذا سأبدأ سرد خطط الكنيسة والمحاور التى انطلقت منها برامج العمل كل على حدة وطبعا لن يتسع المجال لتغطية كل تلك المحاور .. ومؤكد هناك معلومات لا استطيع وضعها على النت او نشرها لكن قدر الامكان ساضع المهم منها بحسب استطاعتى .. ونبدأ باهم محور وضعه شنودة لبناء اقتصاد قوى للكنيسة يستطيع من خلاله تمويل كل خطط ومؤامرات الكنيسة للنيل من اعدائها وكذلك انعاش احوال المسيحين الاقباط واجتذابهم واغرائهم للتواصل مع الكنيسة وتعاليم الجماعة المتطرفة التى تحكمها ولمساندتها وشد ازرها .. استلم شنودة الكنيسة واقتصادها وميزانيتها تكاد تسد رواتب العاملين بها بل وتوصف انها تحت خط الفقر .. فقد كانت الى 1968 كنيسة فقيرة جدا تعتمد فى ميزانيتها على بعض تبرعات الطبقة العلمانية المسيطرة على المجلس الملى وبعض تبرعات الاسر الغنية المحدودة . . حتى ان الكنيسة فى الستينات عهد كيرلس السادس استعانت بعبد الناصر لتقديم مساعدات مالية من خزينة الدولة لدفع رواتب العاملين بها ولم يكن اعدادهم يتجاوز عشر هذا العدد الموجود الان وربما اقل بكثير .. وحتى مبنى الكاتدرائية لم تكن الكنيسة تملك تكاليف بنائه فى نهايه الستينات والتى تكفل عبد الناصر بكل تكاليف انشائها والتى استمر العمل بها الى مطلع السبعينات .. لم تكن الكنيسة تملك حتى تكاليف الديكورات وهى التى ابدعت الان فى تشييد كنائس وكاتدرائيات واديرة عديدة بالمئات والتى يفوق تكاليف الواحدة منها اضعاف ما انفق على الكاتدرائية عام 1968 .. من اين للكنيسة بتلك الاموال التى تفوق بمجملها ميزانية دول .. لم تكن الاحوال المادية للاقباط وقت ان استلم شنودة الثالث حكم الكنيسة كما هى الان .. بل كان الاقباط شأنهم مثل شأن كل المصريين .. فهم شرائح من المجتمع المصرى تسرى عليهم الاحوال الاقتصادية للبلد .. هم مثل كل فئات المجتمع المصرى منهم الموظفين والعمال والاغنياء والفقراء .. بل ان كثير من الفقراء المسيحيين بصعيد مصر كانوا من الطبقة المعدومة اقتصاديا من شدة الفقر ... وكان منهم الكثيرون ممن يمتهن مهن بسيطة جدا كعمال بناء ( فواعلية ) وسعاه ( فراشين ) وعمال فلاحة ( اجريين ) وغيرها من الاعمال البسيطة جدا والشريفة فى نفس الوقت .. ومن تلك الطبقة المعدومة من هم اباء لرجال اعمال اقباط معروفين الان وذائعى الصيت من اصحاب شركات ومعاملات مالية وتجارية تقدر بعشرات ومئات بل والوف الملايين من الدولارات .. بل ان من هؤلاء المعدومين انفسهم من اصبح فى عهد شنودة من كبار اصحاب شركات المقاولات والصرافة واسماء لامعة فى عالم المال والاقتصاد المصرى .. وبعضهم لم يحصل على الابتدائية بل ويجهل حتى فك الخط ... وكان كثير من الاسر المسلمة والمسيحية الغنية فى الستينات يتقاسمون الانفاق عليهم وخصص البعض لهم من اموال الزكاه ... كانت الاديرة والطرق المؤدية لها والكنائس قليلة وبحالة بسيطة جدا غير تلك الحالة التى عليها الان ولا تلك الامكانيات .. بكل المقاييس اصبحت القفزة الاقتصادية القبطية المدوية عالميا بروادها ونجومها والتى حققتها الكنيسة القبطية عهد شنودة الثالث تستحق ان تدخل بها الموسوعة العالمية للارقام الفلكية .. بل تلك القفزة الاقتصادية التى رفعت من معدل الدخل المعيشى للاسر القبطية ليصبح بالملايين ومئات الاضعاف ماكانت عليه قبل عهد شنودة ... و التصاعد الاقتصادى الرهيب فى ميزانية الكنيسة ورعاياها تستحق ان يدرس فى اكبر كليات الاقتصاد فى العالم .. والذى صعد بدخل ومدخرات واملاك الاسرة القبطية الواحدة ليعادل دخول ومدخرات اكثر من 20 اسرة امريكية او سويسرية او كلاهما مجتمعين بل ويزيد دون اى مبالغة .. هذا الارتفاع الاقتصادى القوى المفاجىء المدوى والمتواصل فى الارتفاع لمنحنى الرسم البيانى للاحوال الاقتصادية للكنيسة القبطية يستحق ان يمنح كل كهنتها الدكتوراة الفخرية من اكبر جامعات الاقتصاد بالعالم بل ويستحقوا ان يعينوا اساتذة لعلم الاقتصاد بها .. نستعرض بعض اسباب تلك القفزة الاقتصادية للكنيسة القبطية بعهد شنودة الثالث ودوافعها ومصادر وجهات الانفاق ..




              تبنت الكنيسة كل خطة عمل ذكية لجلب الاموال وانعاش اقتصادها .. وروج شنودة وبطانته بين الطبقات العلمانية وخاصة بين شباب تلك الفترة مفهوم العمل كجنود للرب لجلب كل منفعة من اجل بناء كنيسة قبطية عظيمة ... وترسيخ تعاليم كنيسته ( تعاليم جماعة الامة القبطية العنصرية ) التى تعتبر ارض مصر وثرواتها حق للاقباط المسيحين فقط دون غيرهم من المصريين الذين تحولوا الى الاسلام او اصحاب الملل المسيحية الاخرى .. واعتبرت الكنيسة ان اقل عقاب لهؤلاء المصريين وذرياتهم هو حرمانهم من ثروات مصر واعتبار الاقباط المنتمون للكنيسة القبطية هم فقط الملاك الشرعيون لكنوز مصر واراضيها .. راقت لقيادات الكنيسة تلك الفكرة الجهنمية وباركها كهول رهبان الجماعة باديرة الصحراء .. وبدأت الكنيسة تتبنى مشروع الاتجار باثار مصر بكل انواعها وعلى اختلاف العصور من الفراعنة لاثار الاغريق والرومان وحتى الاسلامية مع الاحتفاظ بكل الاثار القبطية القديمة بكنائسهم ومتاحفهم .. لم تكن تلك الفكرة جديدة فالمعروف ان معظم الاديرة القبطية كانت قد بنيت فى اماكن لمعابد فرعونية او اغريقية قديمة .. فقد كان مع بدايه الكنيسة القبطية وعصور اضطهاد الرومان المسيحيين لهم ان نشأت الرهبانية وهرب رهبان وكهنة الاقباط الى الصحراء للاختفاء عن عيون الرومان فى مغارات وقبور ومساكن ومعابد مهجورة من بقايا الفراعنة والاغريق وغيرهم من الحضارات الملعونة التى ابادها الله ...ولكن لم تكن فكرة استخراج او استخدام او المتاجرة فى تلك الاثار تلقى قبول بين المصريين .. حيث كان يعتقد الاقباط وكل المصريين بلعنة الفراعنة .. واستمر هذا الاعتقاد حتى الى عهد ليس ببعيد ربما الى الستينات ومازال الى الان .. والاعتقاد السائد بلعنة الفراعنة لم يكن بالمفهوم الذى يروج له مفتشى وعلماء الاثار بان الفراعنة يحمون اثارهم ومتعلقاتهم من اللصوص .. لا.. كان للعنه الفراعنه اساس دينى بالعهد القديم والتوراه واسفار الخروج .. حيث اعتقد المصريين بان غضب الله ولعنته حلت على اجدادهم الفراعنة القدماء ودمرت مصر وجفت انهارها وينابعها وجناتها وتحولت الى صحارى وهلكت معابد الوثنيين بعد خروج بنى اسرائيل عهد موسى وغرق جيوش فرعون .. و حتى رحلة السيدة العذراء وابنها المسيح عليه السلام وصفت على انها كلما مرت بطريق به اصنام وتماثيل ومعابد من بقايا الفراعنة تحطمت تلك الاثار .. واكد القرآن الكريم على غضب الله ولعنته على الفراعنة فى قوله سبحانه ( واتبعناهم فى هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين ) كما وصف هول النكبات والكوارث التى حلت بالفراعنة بقوله ( فاخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم ) .. وظل المصريون على هذا الاعتقاد حتى ان مكتشفى الاثار من الفرنسيين والامريكان وجدوا صعوبة فى بداية الامر لاقناع العمال البسطاء للعمل معهم .. فقط الرهبان وكهنه الاقباط هم الذين كانوا يعتقدون باحقيتهم فى ميراث اجدادهم بل وكانوا مولعيين بكل مايتعلق بالفراعنة وانكر عليهم الرومان هذا التناقض والازدواجية فى العقيدة فهم يدعون المسيحية والايمان بوثنية الفراعنة وهم مازالوا على انبهارهم وولعهم بتلك الحضارة الملعونة وحافظوا على الكثير من عاداتهم واعيادهم ومعتقداتهم فى مراسم الموت والاحتفال بالنيل وماكولاتهم بل ويحتمون بمعابدهم وقبورهم واماكنهم المهجورة والملعونة .. ومعظم الاديرة بنيت على اطلال تلك المعابد والمساكن القديمة ولكن لم يعرف عنهم المتاجرة بها حيث ان فكرة الرهبانية كانت تقوم على الزهد والبعد عن كل الاطماع الدنيوية كما ان قوانين الاديرة كانت لا تسمح بالنبش عن الكنوز وقيل انه حدث لكن على اضيق الحدود ولم تلقى استجابة من الرهبان ..

              ولكن رهبان وكهنة شنودة كانوا على شاكلته كلهم علمانيين المنشأ طموحاتهم واهدافهم فوق اى منهج عقائدى .. اغلبهم من الجامعيين وخريجى مدارس اللغات ومن معتنقى تعاليم الجماعة العنصرية وضاربين بالتعاليم المسيحية عرض الحائط .. واطماعهم فى السلطة والشهرة والنفوذ والمال لا يتلائم ولا يتساوى مع هذا النهج المتواضع للرهبان والكهنة القدامى البسطاء فى احلامهم والتى لا تتعدى اقامة الصلوات والتوسلات للحصول على البركات ..
              وساعدهم على تنفيذ تلك الفكرة معرفتهم للغة القبطية وبعض لغات ورموز الحضارات المصرية القديمة واحتفاظهم بالخرائط والكتب التى توارثها الرهبان عبر العصور وتدارسوها واحتفظوا بها فى اديرتهم واماكنهم .. وبالفعل تم حفر الكثير من السراديب بارض الاديرة المتناثرة بكل ارجاء البلاد والبعيدة عن العيون والعمران والمحاطة بالسرية والاسوار العالية والاحكامات الامنية التى تفوق احكامات القصور الرئاسية .. وبالفعل تم استخراج الكثير من الاثار التى قامت عليها تجارة احتكرها الاقباط وفتحت البازارات لتجارة الانتيكات المقلدة للسياح والتى هى فى حقيقتها منافذ لتسويق اثار مصر بكل انواعها .. والتى اصبحت هى الاخرى تجارة قائمة بذاتها .. ولكن الامر تطلب من الكنيسة مزيدا من التوسع والتنظيم والتخصص والحماية ايضا ..



              جلبت تجارة الاثار فى بداياتها الاموال الطائلة للكنيسة واصبحت احد منابع الخير الوفير .. اقتطعت منها جزء كبير لتمويلها والتوسع فيها بشكل اكثر تنظيما ودراسة .. لذا وجدت الكنيسة ان تقيم لها فريق متخصص اشبه بوزارة داخلها... ووضع خطط عمل واعية ومدربة والتوسع فيها لامتصاص الطاقات وتوفير فرص العمل وجلب الاموال والخيرات لدعم الكنيسة ورعاياها .. خصصت لهذا المجال اكبر مكتبات قبطية تضم اهم كتب ومخطوطات وخرائط الحضارات القديمة بمصر .. مكتبة ضخمة تحوى كتب قديمة واثرية ومخطوطات ولوائح حجرية لكل عصور التاريخ واللغات التى مرت بها مصر احتفظ بها الرهبان عبر العصور توارثوها من الاقباط الذين نهبوا مكتبة الاسكندرية القديمة التى تعرضت عدة مرات للحرق والاتلاف .. ولدراسة كل مايتعلق بتلك التجارة اقيمت عدة مكتبات كبيرة خاصة فى عدد من اديرة النصارى هى بحد ذاتها كنوز معرفية اختصتها الكنيسة لرعاياها وحرموا مصر وشعبها من غير الاقباط من الانتفاع بها .. وفتحت اقسام بالكليات اللاهوتية والاكليريكية للتعمق فى دراسة تاريخ تلك الحضارات ومواقعها على ارض مصر .. وتم رصد كل مواقع بقايا المدن القديمة بكل مساكنها ومعابدها بالصحراء الغربية والشرقية وبارض سيناء وحتى مناطق الجبال الجنوبية بعوينات وغيرها ..ورسمت خرائط تفصيلية مدون عليها اهم الاماكن التى يتوقع بنسبة كبيرة وجود كنوز بها اعتمادا على اماكن وجود تلك الحضارات القديمة والتى تعرضت مدنها الغنية العظيمة لنكبات وكوارث مدونة بالتاريخ .. وادت تلك الكوارث المختلفة فى العصور القديمة من زلازل وانزلقات ارضية وبراكين بمناطق فى الصحراء الشرقية وغيرها الى هروب الناجيين تاركين خلفهم كل اموالهم ومساكنهم .. والتى اعتبرتها كنيسة شنودة حقا للاقباط الذين تمسكوا بقبطيتهم وكنيستهم ولم يتحولوا عنها لا ينازعهم فيه خارج عنها .. وتم على اساس تلك الخرائط التى دونت بدراسة وعناية رحلات للبحث .. واستخدمت الاديرة كاماكن للاقامة ومخازن وعمل الرهبان على تقديم الخدمات اللازمة بكل انواعها وحتى العلاجية لرواد تلك الرحلات من التى نسقتها الكنائس واحاطتها بالسرية .. واصبحت تلك الاحجار القديمة المتناثرة من بقايا المعابد والتماثيل والابنية تمثل موارد مالية كبيرة للكنيسة القبطية عجزت الدولة عن حصرها والاستفادة منها فى ازماتها الاقتصادية .. ولم يكتفى الامر على تجارة الاثار واستخراج الكنوز التى لها علم خاص يتقنه متخصصين من الاقباط والرهبان فى كيفية تحديد اماكنه والاعماق التى عليها اكتسبوها من الخبرة والممارسة ودراسة الكتب والخرائط والمخطوطات التى تذخر بها مكتبات الرهبان .. بل وأدى البحث فى هذا المجال والصحراء الشاسعة الى النقب عن الاحجار الكريمة التى التى تذخر بها الجبال .. فمنافذ خيرات الارض دائما تؤدى الى بعضها .. وتم رسم خريطة لمصر حددت فيها مواقع الاديرة والاماكن القبطية بكل ربوع مصر وصحرائها وجبالها وواحاتها .. واضيفت اليها العشرات من اماكن اقامة الرهبان الذى لم يكن الامر يمثل صعوبة لديهم وهم المؤهلين والمدربين فى سلك الرهباتنية على الاقامة بتلك الاماكن النائية .. ولم يعد الامر يقتصر على الاديرة والصوامع الموثقة والمدونة والمعترف بها من قبل الدوله ولكن اضيف اليها الكثير من الاماكن الاثرية الخاصة بالرومان والفراعنة والتى بمجاهل الصحراء وتم انشاء كنائس وصوامع واديرة قبطية من احجارها القديمة المتناثرة وترميمها وادعاء زورا وبهتانا انها اماكن اثرية لكنائس قبطية اثرية ليضيفوا الى الكنيسة القبطية اماكن نفوذ جديدة بشتى البقاع على ارض مصر .. وفى حقيقتها هى مراكز بنوها حديثا على اطلال المعابد الوثنية القديمة لاستخراج ثروات مصر المتناثرة فى الصحارى البعيدة من كنوز او اثريات او احجار كريمة .. وبذلك اضيفت الى الكنيسة موارد جديدة من خلال متاجرة الاقباط بالاحجار الكريمة والتى فتحت لهم مجالات لتجارة ثمينة ثرية امتهنها عشرات المئات من الاقباط وما تبعها من معادن نفيثة كالذهب .. حيث تم اعادة صهر وتشكيل كميات كبيرة من التماثيل والمقتنيات الذهبية القيمة والثقيلة التى تركها الفراعنة فى اغوار وبطون الصحراء ومنها توابيت رصعت بالاحجار الكريم وبها تماثيل بمئات الكيلو جرامات من الذهب الخالص ماثلت الجثمان المجاور لها فى الحجم والتجسيم .. وزادت اعداد محلات الصاغة والمجوهرات بصورة مذهلة .. اضعاف مضعفة ماكانت عليه قبل عهد شنودة حتى اصبح الاقباط من اكبر محتكرى تجارة الذهب والمجوهرات بالمنطقة العربية بعد ان كانت كنيستهم الى اواخر الستينات تتسول من حكومة عبد الناصر بضعة الاف من الجنيهات لدفع رواتب العاملين بها .. وحتى أرض سيناء لاحقا لم تسلم من عبثهم باماكن الحروب القديمة والشلالات والاودية القديمة التى جفت من مئات السنين .. قفزت كنيسة شنودة قفزات اقتصادية فى غفلة الحكومة والمسلمين عن حقوقهم وثرواتهم وخيرات بلادهم .. وفى غفلة القانون ايضا عن قيادات الكنيسة والاقباط و افعالهم .. وتمضى الكنيسة فى خططها لطموحات اقتصادية لا يحدها هذا المجال الذى اصبح متواضعا لا يتلائم واطماعها ...



              نعم الى اواخر الستينات لم يكن اقباط مصر وكنيستهم يملكون دفع رواتب قساوستهم والعاملين بكنائسهم .. لم تكن ميزانية كنيستهم بما فيها المخصصات المالية الخاصة بها تسمح بتغطية نفقاتها .. كانت كنيسة فقيرة محدودة بامكانياتها .. حتى المجلس الملى والمشرفين على النواحى المادية للكنيسة لم يكن يتوفر لديهم الكثير غير اعانات من بعض الاسر القبطية الغنية المعروفة والمحدودة من بقايا البشوات والملاك والتى سارت عليهم قوانين الاصلاح الزراعى والتأميم شانهم شأن كل المصريين والعائلات المسلمة الغنية الذين طبق عليهم قوانين الثورة الخاص بشروط الملكية .. حتى ان الكنيسة تسولت من الحكومة اواخر الستينات بالضغط على عبد الناصر مبلغ عشرة الاف جنيه لدعم ميزانيتها .. لحذا الحد كان الواقع الفعلى لميزانية الكنيسة الاقباط والمدون بدفاترهم وسجلاتهم .. وهى التى تعدت الان اضعاف ميزانية مصر بكل مؤسستها .. بل وفاقت ميزانية اكثر من عشرة ولايات امريكية مجتمعة .. الى عام 1968 عهد كيرلس السادس لم يكن اباء ساويرس و لكح ومينا وكيروسيز وغيرهم ممن يحتكرون اقتصاد مصر يملكون تكاليف انشاء كاتدرائية الاقباط بالقاهرة وهم الذين شاعت اسمائهم الان فى عالم الاقتصاد والمال والبورصات العالمية.. لم يكن اباءهم واعمامهم واجدادهم وكل عائلاتهم وعائلات جيرانهم واقاربهم واحبائهم وخلانهم يمتلكون حتى بضعة الاف من الجنيهات للمساهمة ولو فى ديكورات الكاتدرائية والتى مولت تكاليف انشائها حكومة عبد الناصر والذى استمر العمل بها سنوات الى بداية السبعينيات عهد شنودة معلمهم وقدوتهم .. وهم الان الذين يقيمون مئات الكنائس العملاقة فى بضع شهور والذى يبلغ تكاليف الواحدة منها عشرات الاضعاف ما انفق على الكاتدرائية بل وفاقت فى امكانياتها واثاثها ومفروشاتها وديكوراتها عشرات الكنائس الكاثلوكية والبروتوستانية الممولة من اعظم دول العالم الغربى ..

              الى الستينات كان اقامة دير بالساحل الشمالى على مساحة 50 فدان حدثا عظيما اثلج قلب الراهب متى المسكين معلم شنودة والاب الروحى له وقد كان سعر الارض بالملاليم ربما بضع عشرات من الجنيهات تدفع لواضعى اليد من العرب . . حيث لم تكن تلك الاماكن تجذب اليها اى استثمارات لبعدها عن العمران .. ولم يكن المصريين بطبيعتهم الاجتماعية يألفون تلك الاماكن البعيدة فى ذلك الوقت .. فقط فى اقل من ثلاث عقود اضيف الى الاديرة والكنائس التى يطلقون عليها اثرية زورا وبهتانا العشرات من الاديرة والاماكن القبطية التى بنوها على اطلال المعابد الوثنية الفرعونية والرومانية لزيادة مساحة نفوذ مسيحى مصر على ارضها وعلى حساب حقوق مسلمى مصر .. اقتطعوا من ارض مصر مئات الالوف من الافدنة التى تحيط باثارها واماكن ثرواتها واماكنها الحيوية السياحية واضافوها الى اديرتهم واقاموا عليها العشرات وربما المئات من الاديرة والاماكن التى اطلقوا عليها لفظ مناطق قبطية مسيحية اثرية والتى كلفتهم فى اقامتها وترميماتها واسوارها اموالا طائلة .. بعض تلك العشرات الالوف من الافدنة خصصت لهم من قبل الدولة وتحت الضغوط باسعار زهيدة لا تذكر وعلى اقساط ولا تقارن بحقيقة سعرها وقيمتها والذى يقدر باضعاف الرقم الذى دفع فيها .. والبعض الاخر من الافدنة دفعت الكنيسة لواضعى اليد من الاعراب مبالغ ليست محل تجاهل .. والكثير من المساحات الشاسعة ببطون الصحراء والجبال والواحات واغوار ومجاهل مصر سيطرت عليها الكنيسة القبطية بوضع اليد وغياب السلطات والقانون وجعلتها كمراكز نفوذ اشبه بالمعسكرات يقطنها رهبان مؤهلين للاقامة بتلك الاماكن النائية والتى فاقت تدريباتهم وخبراتهم اقوى فرق الصاعقة بالجيش فى فنون التكيف على الاقامة بتلك الاغوار البعيدة عن كل العمران .. ويقال ان هؤلاء الرهبان المقيمون بتلك الاماكن الجديدة التى انشئت عهد شنودة هم ليسوا برهبان حقيقيون دائموا الاقامة .. بل هم من تلامذة مدارس الاحاد والذين تربوا وترعرعوا على افكار وتعاليم اسقفهم شنودة ممثل رهبان جماعة الامة القبطية العنصرية والمتطرفة والمرتدة عن المسيحية .. وهؤلاء التلامذة نشئوا على نفس المفهوم انهم جنود يسوع ولهم ادوارهم وواجباتهم تجاه تثبيت وبسط نفوذ كنيستهم على ارض مصر .. وهم يقسمون الى مجموعات تتبادل الاقامة بكل المناطق الجديدة الخاضعة لنفوذ كنيسة الاقباط على فترات تتراوح من اسبوع وقد تصل الى عدة شهور تبعا لظروف وامكانية وقدرات كل فرد منهم .. ولا يخصص لكل منهم اماكن او اديرة معينة ولكن تبعا للحاجة التى يتطلبها كل دير من عدد المقيمين به .. ويلبسون ملابس الرهبان داخل تلك الاماكن للتمويه ولالباس الامور على اى تواجد لدوريات جيش او اعراب او غيرهم .. وفى المناطق البعيدة جدا عن العيون والتى يسنحيل فيها اى تواجد بالقرب منها يبقون على حالهم بملابسهم وطبيعتهم .. ووصل الحد برهبان كنيسة شنودة وقيادات الاديرة الى التنازع على الاراضى المحيطة بالاديرة وضمها بالقوة الى اديرتهم .. منازعات وصلت بالكهنة الى المحاكم ورفع القضايا لاثبات حيازتها ومن ثم ملكيتها ... منازعات قادها زعيم الرهبان والكنيسة شنودة وبطانته ومن المفترض انهم رهبان ادعوا زهدهم فى الحياه وملكوت الارض ويبحثون عن قصور بملكوت السماء .. ولكن يبدو ان رهبان كنيسة شنودة واسياده من رهبان وادى النطرون ( جماعة الامة القبطية ) والاب الروحة له متى المسكين لهم مفهوم اخر للرهبانية والزهد يخالف اسلافهم .. رهبانية وصلت بهم لحد الطمع والجشع والظلم والسلب والاحتيال وبسط النفوذ .. رهبانية وصلت برهبان كنيسة الاقباط مدعى الزهد الى المنازعات الدنيوية لحد القضايا والمحاكم .. رهبانية ابتدعوها ما انزل الله بها من سلطان
              الحديد (آية:27):( ثم قفينا على اثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم واتيناه الانجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رافه ورحمه ورهبانيه ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فاتينا الذين امنوا منهم اجرهم وكثير منهم فاسقون )
              عودة اخرى الى مصادر تمويل الكنيسة والتى انتعشت باعتلاء شنودة لكرسى البابوية والذى يدينون له بكل تلك الخيرات التى عمت الكنيسة .. والتى كانت احداهاوابسطها تجارة الاثار والاحجار الكريمة وكنوز الحضارات القديمة وتماثيلها الذهبية والتى قدرت بمئات الكيلو جرامات والتى توارثوها وحرموا منها مسلمى مصر .. واحتكروا ملكية مصر وثرواتها واعتبروا انفسهم ورثتها .. رغم ان مسلمى مصر لا يقلون عنهم احقية فى بلادهم بل وامتازوا عنهم .. فاقباط مصر المسيحيين كانوا من المصريين الوثنيين الذين اعتنقوا المسيحية .. ومسلمى مصر كانوا من المصريين الذين اعتنقوا المسيحية ثم اسلموا لله الواحد القهار الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد .. هم امتازوا عنهم باتباعهم المسيحية بعد الكفر ثم اتباعهم للاسلام بعد الشرك .. ولكن لكنيسة شنودة وقوانين رهبانها تعاليم اخرى يستحق عليها المسلمون العقاب والحرمان من انتماءاتهم ومصرياتهم وثروات بلادهم .. هم فقط احق بمصر وارضها وخيراتها لاكتفائهم بالمسيحية .. ونستعرض باقى مصادر تمويل الجماعة والتى فاقت تجارة الاثار والذهب ....



              لم تكن بداية شنودة الثالث على وفاق مع بدايه السادات رغم تزامنهما والذى لم يفصل بين حكمهما غير بضعة اشهر ببداية السبعينات.. كان شنودة وسحرته كهنة الاديرة والمتمرسين فى تحليل الشخصيات والذين برعوا وفاقوا الغجر وضاربى الودع فى قراءة العين والنقب عن اغوارها على يقين بذكاء السادات وتميز امكانياته وخبراته وتجاربه عن عبد الناصر .. هم على يقين ان وراء تلك الشخصية الضعيفة والمستكينة فى مظهرها شخصية اخرى قوية عنيدة ذكية واعية لخطوات مدروسة اثقلتها الحياه العسكرية صلابة وصلادة وصبرا لذا آثر شنودة وكنيسته الابتعاد والاستكانه وان يتحاشى اى صدامات او طلبات او لقاءات مع السادات .. ولم يكن السادات اقل منهم دهاءا ومكرا مع اختلاف الديانة والاهداف والتوجهات .. بفطرته الذكية وفطنته لم يكن ليتجاهل احداث التجسس التى ادينت فيها عناصر من كهنة ورعايا الكنيسة القبطية عهد كيرلس السادس وتورطها فى امداد العدو الصهيونى وعناصر اجنبية بمعلومات ( بالبث الحى المباشر ) ساهمت لحد بعيد فى نكسة 1967 فى فترة حكم عبد الناصر .. لم تكن احداث الكنيسة عهد يوساب الثانى وحادثة اختطافة والتنكيل برجاله وظهور اسم جماعة الامة القبطية لتمر عليه مر الكرام .. وبقدر محدودية المعلومات المخابرتية التى اتيحت له بخصوص تلك الجماعة التى احيطت بسياج من السرية والتعتيم من قبل اعضاءها وايضا اعدائها كل سواء .. ولكن السادات بحكم خبرته والمحطات التى مر بها فى حياته و اثقلته تجارب وسرعة بديهة لفك كثير من الرموز والالغاز .. لم يكن ليطمأن لشنوده ويقرأ بوضوح نزعاته التى فضحتها اجراءات ترشيحه وانتخابه بطريركا للاقباط .. كان يمقت معلم شنودة وابيه الروحى الراهب متى المسكين ولا يشير له باسمه بل بالراهب الشيوعى .. لذا كانت الكنيسة برهبان الاديرة على حذر من تورطهم فى جرائم جديدة لعدم قدرتهم على تحديد رد فعل السادات والذى كانوا يبغضونه ويرهبون توجهاته التى شابها تاريخه وانضمامه الى الاخوان المسلمين سابقا .. ألد اعداء الكنيسة .. كان الغموض الذى يحيط بالسادات يزيد من رهبتهم والذى لم يألفوه من سابقيه من الملوك الى عبد الناصر الذى كانت كل اوراقه مكشوفة .. لذا كانت تجارة الاثار تتطلب منهم كثير من الوسطاء للابتعاد بالكنيسة واديرتها ورهبانها عن اى شبهات .. بدايات لازمها الحذر لابعد الحدود حتى لو كانت على حساب انخفاض ارباحها .. ومن المؤكد فان كثرة الوسطاء يؤثر على قيمة المكاسب وعلى السعر من المنبع ( الدير والكنيسة ) .. ولم تكن الكنيسة على تلك الحالة التى هى عليها الان من الجرأة والتبجح والتجارة العلنية للاثار التى يديرها الاقباط بمحلاتهم خارج البلاد وبصالات المزادات العلنية التى ذخرت باسماء كثيرة من تجار الاثار الاقباط ..

              زاد يقين قيادات الكنيسة القبطية بمشاعر السادات تجاههم وعدم ثقته بهم عندما اخفى عن الاقباط العاملين بالجيش موعد الضربات الاولى لحرب 1973 بل واستبعد اغلبهم عن ساحة القتال فى اجازات خلال ذلك الوقت تجنبا لتكرار ماحدث بالستينيات .. وكان نصر 1973 .. ولكن الخطأ الكبير الذى استدرج به السادات هو ثقته بالمحيطين به من العلمانيين الاقباط العاملين بالسلك الديبلوماسى واعتماده هو الاخر عليهم فى الوساطة مع الغرب .. كان بطبيعته حريصا فى كثير من الامور ولكن برؤيته التى جانبها الصواب فى هذا الشأن فصل بين العلمانيين والاشتراكيين واصحاب التيارات الفكرية من الاقباط وبين رجال الكنيسة من السلك الكهنوتى والرهبان .. خانته فطنته فى مجرد تصور ان الانتماءات واحدة لفكر عنصرى متطرف واحد وان هؤلاء الاقباط امثال بطرس غالى واقباط الاحزاب السياسية والادباء والفنانين ماهم الا واجهة و اعمدة هامة يوكل اليهم مهام صعبة لخدمة كنيسة جماعة الامة القبطية .. كما كانت جيهان السادات هى المدخل الرئيسى التى اعتمدت عليه كنيسة شنودة فى اهم مراحلها لبناء اقتصاد قوى للكنيسة .. فقد عرف عنها ولعها بالحياه والثقافة الغربية التى توارثتها عن امهاالانجليزية .. كما عرف عنها تعاليها الشديد على كل مظهر يشير للانتماء الاسلامى واعتبارها اياه من مظاهر التخلف والرجعية .. وعن طريق زوجات الطبقة القبطية العلمانية من الاثرياء واصحاب المناصب العليا المقربين من السلطة ومن جيهان السادات بذلت الكنيسة الجهد لادخال الجمعيات الصهيونية والماسونية المشبوهة الى ارض مصر من اوسع الابواب عن طريق اعانات مالية قدمت الى جيهان السادات لانشاء جمعيات الامل للمعاقين وغيرها من الجمعيات التى مولت باموال الصهاينة بعد الحرب ارضاءا لغرور سيدة مصر الاولى وحبها للاعلام والتباهى والظهور وتعاليها عن ذكر اى تمويلات اسلامية قد تفوق تلك الاموال الاجنبية عشرات الاضعاف ولكنها هى المولعة بكل مظاهر العلمانية والسفور والمناهج الغربية فى المجاملات بين الرجال والنساء والتى شهدت بها بعد ذلك الفقرات الراقصة على النمط الغربى فى الحفلات الديبلوماسية التى جمعتها برؤساء الغرب وتبادل قبلات التحية مع الرؤساء الاجانب عند استقبالهم علنا وعلى المرئيات .. وتدفقت اموال الجمعيات والمؤسسات الماسونية والصهيونية الى مصر بمباركة ومساندة ووساطة كنيسة الاقباط التى حظت بالكثير من العمولات ووظائف الوساطة والتى ساهم فى ادخالها بعض الجاليات القبطية المقيمة خارج البلاد بالدول الغربية .. مما استرعى انتباه شنودة الى اهمية توطيد لوبى قبطى لخدمة الكنيسة من المهاجرين الاقباط خارج مصر والذى دعمهم باموال طائلة ممولة من كنيسة الاقباط بمصر لرعاياها خارج البلاد .. ورغم حجم الاستفادة المادية التى حققتها الكنيسة ولكن كانت جميعها تستنفذ لبناء صرح قوى للكنيسة يدعم نفوذها داخل وخارج البلاد .. وظلت معظم الاحوال الاقتصادية للاسر القبطية وخاصة من الطبقة المتوسطة تشهد انتعاشا محدودا جدا الى اواخر الثمانيات حيث كانت هى الاخرى تقتطع من دخولها لدعم توجهات الكنيسة .. واستمرت كنيسة شنودة تخطط لمراحل اكثر اضرارا بالمصلحة العليا للبلاد فى سبيل انعاش اقتصادها وبسط نفوذها والذى نلمسة بوضوح تلك السنوات ..



              ربما كان من الصعب على الكثير تصور تلك الاحداث التى بدأت مع حكم شنودة الثالث الى يومنا هذا .. احداث ابطالها جميعهم من الشمامسة والبطارنة ونخبة من تلامذة شنودة lمن الكهنة ومن العلمانيين ( من غير الطبقة الكهنوتية ) وتلامذة مدارس الآحاد جنود يسوع كما يسميهم .. نخبة نشأت على تعاليم وتوجيهات اسياده من رهبان الجماعة باديرة وادى النطرون والواحات .. من هؤلاء الابطال سابقا و المشلوحين حاليا ( المطرودبن الذين تم تجريدهم من المناصب الكهنوتية فى خلال السنوات الاخيرة ) من لعبوا ادوارا هامة فى ترسيخ كنيسة شنودة وبناء اقتصادها و تمردوا عليه وانشقوا عن افكار وتعاليم الجماعة العنصرية .. من هؤلاء من اسند اليهم مهام غاية فى السرية والاهمية مع بداية حكمه للكنيسة .. كانوا جميعهم من اشد المخلصين فى ولائهم لشنودة والذى اعتمد عليهم فى امور لم تكن يصلح للقيام بها غيرهم .. فالامور مع بداية حكم شنودة كانت ومازالت تجرى بنظام وتوزيع واعى للادوار التى يقوم بها اصحابها .. كل فى مكانه المناسب الذى يتلائم وامكانياته وقدراته ومهاراته والخدمات التى يستطيع تقديمها للكنيسة من خلال مكانته الكهنوتية او موقعه الوظيفى والاجتماعى من غير الكهنة .. الكل جنود لكنيسة الرب كما يعتقدون .. ويجب عليهم اعطاء وبذل كل ما يستطيعون تمهيدا لانشاء كنيسة قبطية عظيمة استعدادا لاستقبال يسوع الرب فى الايام الاخيرة كما يعتقدون ويأملون .. ومن الذين لعبوا اهم الادوار التى خطط كنيسة شنودة و جماعة الامة القبطية كان بطرس غالى وبعض الاقباط العلمانيين من الاعلاميين والمقربين من السلطة بمتابعة كهنة من الكنيسة بعضهم من المشلوحين حاليا (المطرودين من الكنيسة ) باشروا معهم الخطوات التى رسمتها الكنيسة فى سرية تامة .

              فبينما فاجأ السادات رجاله ووزراءه واعلامه وشعبه وبحضور ياسر عرفات ومجلس الشعب فى خطبة بثتها الوكالات العالمية والمرئيات على الهوا على استعداده للذهاب الى اسرائيل من اجل السلام .. خطبة اذهلت وفاجأت اقرب المقربين له .. كان بطرس غالى المخطط لها والمتابع لكل الاجراءات وحوارات الوساطة بين السادات وقيادات الحكومة الاسرائلية على علم مسبق بمضمون الخطاب التاريخى المؤسف .. لقاءات وحوارات ورحلات وساطة قام بها بطرس غالى عدة مرات فى رحلات لخارج مصر وبعضها مباشرة الى اسرائيل التقى فيها بالاسرائليين بعد نصر اكتوبر مباشرة واستمرت الى وقت اعلان السادات لهذا الخبر المشؤم .. وساطة تكتم اخبارها واحداثها السادات وبطرس غالى وبعلم كهنة الكنيسة المتابعين لتلك الخطوة مع بطرس غالى دون علم السلطات والسادات .. والذين مهدوا لاجراءات كثيرة شارك فيها بعض الاقباط المقيمين بخارج البلاد .. الامر لم يكن غريبا ولا مفاجئا لبعض الاقباط الذين تناقلوا الخبر قبل اعلانه فى همسات داخل الكنيسة بقرب اعلان مصر واسرائيل السلام ..
              وربما يعجب البعض من قيام بطرس غالى بمساندة بعض افراد عائلته بهذا الدور الذى اقنع السادات به وحرضه للتصالح مع اسرائيل فى سبيل تحقيق امتيازات ومكانة زعامية عالمية يسجلها تاريخ مصر .. ومن يعرف من هو بطرس غالى لا يستعجب ولا يستبعد الامر .. بطرس غالى هذا من عائلة مارست العمالة الاجنبية لحساب التواجد الاستعمارى بمصر بكل جنسياته على مدى العصور .. عملت اسرة غالى لحساب الفرنسيين والبريطانيين والتواجد الايطالى واليهودى ايضا وساهمت فى كثير من الخدمات التى ساعدت هذا التواجد الاستعمارى على البقاء بارض مصر .. بل واخترقت القصور الملكية ومنهم هذا الذى غرر بالاميرة فتحية اخت فاروق وبامها الملكة نازلى وهرب بهما خارج مصر الى الولايات المريكية احراجا للنظام الملكى ولشعب مصر .. تميزت تلك العائلة الحاقدة على الاسلام والمسلمين بخبرات طويلة اثقلتها التجارب واتقانهم للغات التى مكنتهم من التواصل واحتكار ادوار الوساطة بين نظم الحكم بمصر والسلطات الاستعمارية على مدى عقود طويلة قبل الثورة .. مهنة قوامها العمالة والخيانة توارثتها اسرة غالى على مر العصور ونشأ افرادها عليها منذ نعومة اظفارهم وتابع فيها الاباء بحرص شديد على اتقان اولادهم للغات التى تعينهم على حرفة العمالة الاجنبية القذرة وخصصوا لهم افضل المدرسين والمعلمين الاجانب لكل جوانب تلك المهنة غير اللغات .. مهنة نافستها فيها بعض الاسر القبطية من زعماء الاحزاب السياسية والمحاميين الاقباط ولكن اسرة غالى المتمرسة فى مهارات الخداع والمكر والحيل الشيطانية تميزت وبرعت فى هذا المجال .. فمنهم من قام بادرة اموال اليهود الصهاينة بمصر من شركات ومحالج ومحال تجارية كبيرة فور هجرة هؤلاء اليهود الملاعين فى اواخر الثلاثينيات واوائل الاربيعينيات الى ارض فلسطين استعداد لاقامة دولتهم المغتصبة اسرائيل وبعد حرب 1948 .. تركوا ادارة املاكهم للاقباط المواليين لهم والذين كانوا يرسلون لهم عائدات تلك الممتلكات الى اسرائيل والتى استخدمت فى تمويل العمليات الاجرامية التى مكنت الصهاينة من ارض فلسطيننا الاسلامية .. والذين مازالوا يحتفظون معهم ومع ذراياتهم بعلاقات صداقة عرفانا بالجميل .. علاقات قوامها الانتفاع وتبادل المصالح والارتقاء على اجساد ودماء المسلمين .. نعم لم يكن امر عمالة بطرس غالى فى الوساطة بين السادات واسرائيل بالامر الجديد عليه فقد تشرب تلك المهنة وتجرع سمومها من ابائه واعمامه واجداده المواليين لجماعة الامة القبطية العنصرية والذين سيطروا على زعامة المجلس الملى قبل يوساب الثانى ومارسوا كافة الضغوط على مطارنة الكنيسة للانضمام لفكر تلك الجماعة .. وظل بطرس غالى مخلصا لتلك المهمة التى تابعت الكنيسة معه خطواتها دون علم السادات واستمر محرضا عليها حتى وصوله الى كامب ديفيد والتى كانت لقاءاته شاهدة عن كم الصداقة والولاء والمحبة وحرارة اللقاء والمصافحة التى جمعت بطرس غالى والصهاينة .. وبعض من رفقائه الاقباط من غير المشهوريين اعلاميا و الذين مهدوا للتواصل مع اسرائيل لارتباطهم بعلاقات وطيدة مع بعض زعماء الصهاينة عهد اقامتهم بمصر قبل الثورة والذين اصبحوا من القادة البارزين فى اسرائيل وعليهم قامت تلك الدولة الملعونة .. وصدق الله العظيم فى قوله :
              ( ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين )
              .. وباستكمال معاهدة كامب ديفيد دخلت اموال الصهاينة وشركاتهم الى ارض مصر تحت مسمى الانفتاح الاقتصادى .. الكثير منها مستتر تحت اسماء اجنبية او شراكة اجنبية مصرية اختص الاقباط منها النصيب الاكبر والذين لعبوا ايضا دور الوساطة وتقديم التسهيلات لدخول تلك الاموال والحصول على ضمانات لها .. وهطلت الاموال على الكنيسة القبطية والتى الى ذلك الحين لا تكفى وطموحات شنوده وكهنته واسياده رهبان الجماعة العنصرية المتطرفة ( الامة القبطية ).. وتستمر خطط الكنيسة ومعها نرصد خطواتها ..

              ساهمت معاهدة كامب ديفيد التى تبناها بطرس غالى بتحريض من الكنيسة فى انتعاش اقتصادها وتدفق اموال الصهاينة الاسرائلين والاجانب من باب الانفتاح الاقتصادى والذى كان بداية لسيطرة اليهود والنصارى على اقتصاد مصر واحتكار اسواقها برعاية كنيسة شنودة القبطية .. واستخدمت تلك الاموال فى ترسيخ وتدعيم لوبى قبطى من المهاجرين خارج البلاد ..

              كانت احوال الاقباط المهاجرين الى بلاد الغرب فى الستينيات والسبعينات شأن احوال كل المهاجرين الجدد .. صادفتهم الكثير من المتاعب بشأن اللغة والاقامة والدراسة والبحث عن عمل وغيرها من المشاكل التى تواجه المهاجرين من مختلف الجنسيات .. لذا كانت احوالهم الاقتصادية متواضعة جدا ببلاد المهجر والدول الاوروبية .. ولم تكن لديهم من الامكانيات التى تؤهلهم للارتقاء للوظائف التى يتمتع بها مواطنى تلك الدول الا بعد رحلة كفاح تتطلب منهم الجهد والسنوات والانفاق الكثير للوصول للحد المناسب للحياه الكريمة المتوسطة .. الى منتصف الثمانيات وحتى اوائل التسعينيات لم تكن من اسماء الاقباط خارج او داخل مصر مثل ماهى عليه الان من الشهرة فى عالم الاقتصاد والمال .. لذا فان فكرة انشاء لوبى قبطى بالخارج عهد السادات كانت منتهى امال كنيسة شنودة للوصول بكنيسته الى اطماعها المرجوة .. قام شنودة بتخصيص الجزء الاكبر من ميزانية الكنيسة وارباحها واموالها التى حققتها بمصر لدعم الاقباط بالخارج ولم شملهم وبناء الكنائس ومراكز لخدمة الاقباط بالخارج ودعم مشاريعهم وترسيخ وجودهم ونفوذهم لاستخدامهم مستقبلا لخدمة الكنيسة .. وبالفعل بدأ بثلاث مراكز اساسية للاقباط احدهم بالمانيا وتحديدا مدينة فرانكفورت واختصت باحوال الاقباط بعدد من الدول الاوروبية حيث كانت فرانكفورت تتوسط مركز التقاء الخطوط وخصص لها بعض الكهنة والاقباط المساعدين لهم من المقيمين بالمانيا كلجنة كنائسية مهمتها الاشراف والتواصل مع الاقباط ببعض الدول الاوروبية وتقديم الاعانات والتسهيلات لهم لانشاء مشاريع معظمها تمثلت فى شركات للسياحة وبازارات ومحلات تجارية وكذلك دعم الراغبين بالدراسة من الاقباط .. والمركز الثاتى بتورنتو بكندا واختص بمهاجرين امريكا الشمالية .. وعلى نفس النهج خصص له لجنة كنائسية من كهنة تلامذة شنودة وبعض العلمانين المخلصين لكنيسته من الاقباط المهاجرين بكندا المساعدين لهم والمتقنين للغة وقامت بتقديم الخدمات للاقباط والاشراف ومتابعة احوالهم حتى هؤلاء من المقيمين بالمدن والولايات البعيدة بكندا والولايات المتحدة .. والمركز الثالث باستراليا والذى اقيم بها اول كنيسة عهد كيرلس السادس فى 22 يناير 1969 واعتبرت من اهم المراكز القبطية التى قدمت الكثير من الخدمات وساعدت فى ترسيخ نفوذ الاقباط باستراليا .. واصبحت تلك المؤسسات الكنائسية القبطية خارج مصر مراكز جذب للاقباط المهاجرين وربطهم بكنيستهم الام بمصر وتقديم الدعم والتمويلات اللازمة لهم لانشاء المشاريع التى اقتطع جزءا من ارباحها لخدمة الكنيسة بالداخل والخارج .. ولم تبخل كنيسة شنودة على دعم وتوسيع نفوذها بالخارج بانشاء مراكز ومؤسسات كنائسية ومنها دير الانبا انطونيوس بكاليفورنيا وكنائس بانجلترا ودول اوروبية اخرى مولت جميعها باموال من داخل مصر واشرف علي تنفيذها مساعدين من اقرب المقربين لشنودة والذى انقلب على عدد منهم بعد ذلك واطاحهم .. بل وجردهم من مكانتهم الكهنوتية ووصل الامر به الى حرمان البعض من الصلاة الجنائزية عند الموت ممن كانوا من اقرب المواليين والمخلصين له والذين ساهموا بجهد كبير ورحلات م####ة خارج البلاد وتحملوا الكثير من المخاطرة والاشراف على تهريب الملايين من الاموال والعملات الصعبة خارج مصر لترسيخ الكنيسة القبطية وتوسيع نفوذ رعاياها بدول اوروبا ودول المهجر بكندا وامريكا واستراليا .. وكانت خطوة التوسع بدول امريكا اللاتينية ( البرازيل وغيرها من دول امريكا الجنوبية ) اواخر السبعينات خطوة لانطلاقة كبيرة للكنيسة القبطية مهدت لجنى الكثير من الارباح فى اوخر الثمانيات والتسعينيات من عمليات غسيل الاموال .. لذا اعطى شنودة اهمية كبيرة للمهاجرين والتوسع فى انشاء الكنائس خارج البلاد وتشجيع المهاجرين والهجرة خارج البلاد وربطهم بكنيستهم وكهنتهم وتقديم المساعدات لهم وتحديد الادوار المطلوبة منهم لخدمة الكنيسة وابسطها اقتسام ارباح المشاريع التى يديرونها مع الكنيسة والتى مولتها من اموال خرجت من مصر واشرف عليها رهبان وكهنة من المفترض انهم زهدوا فى المال والدنيا واختاروا العزلة للتقرب الى الرب بالعبادة .. ولكن عبادة كنيسة شنودة وزعيمها وقيادتها ورعاياها واسيادهم المحركين لهم من رهبان اديرة وادى النطرون هى عبادة من نوع خاص منفرد ومتميز ومختلف عن عبادة اسلافهم من الرهبان .. عبادة طارت برهبانها من حياة الاديرة واسوارها فى رحلات جوية طافت بهم بلاد الغرب والشرق .. عبادة رهبان زهدوا فى اكل كسر الخبز المغموسة فى الماء والمش واستبدلوها بوجبات لحوم واسماك غمست بشوربة السى فود والكريمة والمايونيز .. عبادة قبطية على مذهب شنودة واسياده المحركين له رهبان جماعة الامة القبطية الاجرامية و المنحرفة عقائديا .. ومازلنا بفترة حكم السادات .. مازلنا فى فترة حكم قادة مصر الغافلين عن امنها وامانة المسئولية تجاه بلادهم والاسلام ..
              أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
              والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
              وينصر الله من ينصره

              تعليق


              • #8
                تابع

                ولكن تقديرات شنودة خانته عندما توهم ان الاحوال كلها لصالح خدمة اهدافه .. وان الحالة الاقتصادية للكنيسة والتى انتعشت كثيرا فى فترة السادات كافية لدعمه .. وكذلك ثقته بحجم هذ اللوبى القبطى العنصرى التى شكلته الكنيسة من رعاياها الاقباط بالمهجر ودعمته والمنشق عن ولائه لاى حكومة مصرية من الاغلبية المسلمة .. وولاء هذا اللوبى من المهاجرين لمفهوم مصر القبطية وكنيستها فقط ( مفهوم وفكر جماعة الامة القبطية ) و لا يجد اقباط المهجر حرج فى الاعلان عن هذا الفكر صراحة اثناء تواجدهم خارج مصر بتصريحات مباشرة دون تورية او استعارات مكنية .. أخطأ شنودة وتعجل الصدام مع السادات فى فترة حكمه الاخيره وخانته توقعاته وتقديرات كهنته لرد فعل السادات .. اراد ان يمارس عليه الضغوط كما فعل كيرلس السادس بعبد الناصر فى الستينات .. واعاد شنودة الكرة مستغلا كثرة رحلات السادات خارج مصر وحب السادات للظهور الاعلامى والزعامة لاحراجه عالميا بواسطة اللوبى القبطى من المهاجرين واجباره للانصياع لاوامر شنوده وتحقيق مطالبه التى هو بصددها الان .. حتى ان الامر وصل باقباط المهجر بالولايات الامريكية الى استقبال السادات بالهتافات المعادية والقاء القاذورات عليه وتمزيق صوره .. تسرع شنودة فى هذا الشأن واخذه الغرور واسياده من رهبان الاديرة لتعجل الاحداث .. واذا برد فعل السادات كان بمثابة صاعقة لشنودة وكنيسته حيث توعد المستقبلين له من الاقباط المعادين له فى الخارج باسقاط الجنسية المصرية عن ابرز الرموز القبطية من الكهنة والعلمانيين الذين حرضوا وتزعموا تلك المواجهات وعدم احترامهم لشخص رئيس دولة مصر فاسقط عنهم الولاء القانونى لمصر والمتمثل فى الجنسية .. واذا بالسادات اكثر منهم دهاءا ومكرا وصلابة .. لم يظهر اى حرج ولم يسمح باى تدخل او تعقيب من قبل الحكومة الامريكية فى شئون حكمه لمصر مستغلا هو الاخر حاجة الغرب له لابرام المعاهدات مع اسرائيل وضمان مسيرة السلام بخطواتها التى صيغت بالخارج .. كان رده فعله بموازنته لحجم المصالح وحاجة كل الاطراف له .. وهو على يقين ان قضايا الاقباط لا تهمهم ولن تشغلهم بقدر حاجتهم لاستكماله للمعاهدات التى تضمن سلامة دولة الصهاينة وبقائها .. وكان ظنه وتحليلاته صائبة حيث أعد الامريكان له برامج استجمام تسر وتخفف عنه وتنسيه احداث الاقباط المؤسفة التى شهدها بالخارج .. بل واعتذر المسئولون له عن تلك التصرفات الغير مسئولة من الاقباط المصريين وعذرهم كما يدعون ان دولتهم ديمقراطية تقر حرية التعبير ولم يكن بامكانهم منع مظاهرات الاقباط المهاجرين .

                وفور عودة السادات الى مصر من احدى جولاته بالخارج امر باعداد ملف خاص بالكنيسة ورموزها واذا به يجد ما لم يكن يتوقعه من افعال وصلت لحد تورط الكنيسة فى اعمال سحر وشعوذة .. قيلت انها طالته وعلم بها .. ونشرت فى بعض الكتب والتصريحات ومنها تصريحات لاحد المرافقين للسادات ان اسم جيهان السادات كان ضمن الاسماء التى استخدمت الكنيسة واستخدمتها ايضا الكنيسة فى عمل سحر اسود أعده رهبان متمرسين فى هذا النوع من السحر والمتوارثينه عن اليهود .. حيث قيل ان زوجته كانت تثق فى تلك النوعية من الاعمال للاستحواذ على السادات .. والتى استخدمتها الكنيسة ايضا لصالخها و التى اضرت بالسادات وقراراته وخاصه فى ايامه الاخيره .. والتى كان يغلب عليها الكثير من التخبط والتسرع وعدم موازنة الامور .. و ظهرت بوضوح من اسلوبه ومخارج الفاظة ولعثمته وحالته التى غلب عليها النسيان وقرارته التى حادت بعيدا عن الصواب .. حتى ان احدى بناته من زوجته الاولى والتى اقامت لفترة طويلة بامريكا لم تنفى ذلك فى كتابها وتناولت هذا الامر فى تصريحاتها ولقاءاتها الصحفية الاخيرة ولم تنفى علمها بحقيقة السحر الاسود التى كانت تستخدمه زوجة ابيها ولم تؤكده ولم تتجاهل ذكر هذا الامر ايضا .. وهو ما أغضب منها جيهان السدات ومقاطعتها لها فى الاونة الاخيرة فى مجلس ضم اغلب عائلة السادات حضروا خصيصا لاتخاذ موقف من الابنة الكبرى لتفاعلها وتناولها لهذا الامر والذى كانت جيهان تأمل منها تجاهله او نفيه .. وبصرف النظر عن مدى القناعة او التصديق بحقيقة ممارسة امور السحر الباطلة والشيطانية والمحرمة من كل الاديان .. فان التقارير افادت بذلك .. وليس هناك ما يؤكد أو ينفى علم السادات بتورط زوجته أو ان اعمال السحر طالته .. ولكن قراره الجرىء بعزل شنوده وتوبيخه له على مرأى ومسمع من الوكالات الصحفية العالميية والمرئيات يظهر ان هناك امرا ازعج السادات اكثر من تلك الاحداث العارضة التى تمثلت فى مظاهرات الاقباط بامريكا .. كما ان بعض الاسرار تسربت من قبل المقربين منه مؤكدين على ان الامور الخاصة باحواله وتصرفاته الشخصية فى اطار اسرته لم تكن على ما يرام وكان يغلب عليه العصبية والانفعال على غير عادته وما عرف عنه من تلقائيته وروحه المرحه ..
                وصدر القرار من رئيس الدوله محمد انور السادات باقالة البابا شنودة واحالته للتقاعد وتعيين مجلس خماسى لادارة شئون الاقباط مكانه .. وذلك بالقرار الجمهورى رقم 491 لسنة 1981 والذى قضى بالغاء القرار الجمهورى رقم 2772 لسنة 1971 بتعيين الانبا شنودة الثالث بابا للاسكندرية وبطريركا للكرازة المرقسية .. وحسب تقرير هيئة مفوضى الدولة فى القضية المذكورة فان البابا شنودة عمد منذ تولية منصب البابا له .. الاتى ...
                ونستكمل حيثيات الحكم باذن الله



                وبعيدا عن الاسباب او مدى حقيقة علاقة جيهان السادات او استعانتها بالسحرة والدجالين بالكنيسة او من خارجها للاستحواذ على محبة زوجها فالأمر لا يعنينا .. وعامة بصرف النظر على مدى صحة هذا الادعاء فهو لا يستحق البحث ..وحتى ان صدق فلن تكون الاولى ولا الاخيرة والمعروف ان الكثير من سيدات بل ومن رجال السلطة والوزراء والفنانين بمصر يؤمنون بتلك الامور من الدجل والسحر ولا يتورعون من الاستعانة بالقائمين بامور السحر والكفر سواء من داخل الكنيسة او خارجها لتحقيق امانيهم او للعلاج من الامراض كما يعتقدون .. ومن الشائع والمعروف ثقتهم فى قدرة القساوسة والكهنة الاقباط للقيام بامور السحر دون غيرهم من الملل المسيحية الاخرى المتوارثنها عن اليهود والفراعنة والمتمرسين على كل دروب السحر وخاصة هؤلاء من رهبان الاديرة ,, وسوف اتناول جوانب اكثر تفصيلا فى هذا المحور الذى عملت به كنيسة شنودة .. وما يعنينا فى الامر تورط الكنيسة فى اعمال كفر مخالفة للمسيحية ولجميع الاديان السماوية .. ومهما تكن الامور فالحقيقة تقاس بواقع الاحداث والنتائج التى وصلت اليها وهى كما صدرت :

                صدر القرار من رئيس الدوله محمد انور السادات باقالة البابا شنودة واحالته للتقاعد وتعيين مجلس خماسى لادارة شئون الاقباط مكانه .. وذلك بالقرار الجمهورى رقم 491 لسنة 1981 والذى قضى بالغاء القرار الجمهورى رقم 2772 لسنة 1971 بتعيين الانبا شنودة الثالث بابا للاسكندرية وبطريركا للكرازة المرقسية .. وحسب تقرير هيئة مفوضى الدولة فى القضية المذكورة فان البابا شنودة عمد منذ تولية منصب البابا له .. نصه كالاتى :
                أولا : تعريض الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى للخطر
                ثانيا : الحض على كراهية النظام القائم
                ثالثا : اضفاء الصبغة السياسية على منصب البطريرك واستغلاله الدين لتحقيق اهدافه
                رابعا : الاثارة
                ومن ثم جاء فى حيثيات حكم المحكمة فى القضية المذكورة :
                (( ان البابا خيب الامال وتنكب عن الطريق المستقيم الذى تمليه عليه قوانين البلاد , واتخذ الدين ستارا يخفى اطماعا سياسية - كل اقباط مصر منها براء - وانه يجاهر بتلك الاطماع واضعا بديلا له - بحرا من الدماء تغرق فيها البلاد من اقصاها الى اقصاها - باذلا قصارى جهده فى دفع عجلة الفتنة باقصى سرعة وعلى غير هدى فى ارجاء البلاد - غير عابىء بوطن يؤويه ودوله تحميه - وبذلك يكون قد خرج من ردائه الذى خلعه عليه اقباط مصر ))
                وبناء على هذا الحكم تم اقالة شنودة وتحديد اقامته بدير الانبا بيشوى بوادى النطرون ..
                وعودة لاستكمال الحديث عن المحور الاقتصادى للكنيسة ..



                لم يكن امر ابعاد شنودة يعنى له ولا لكنيسته شيئا ولم يغير من فكرها وخططها وانتمائها ورعاياها له وجماعة الامة القبطية الممثل لها .. وحسم شنودة هذا الامر فى قوله ان مقر البابوية حيث يكون البابا .. واستمرت الكنيسة على منهجها تحت ادارة المجلس الخماسى الكنائسى الذى يرأسه الراهب متى المسكين ( معلم شنودة والاب الروحى له ) .. ولم تمضى بضعة اشهر قليلة حتى اغتيل السادات .. وشهدت تلك الفترة الحرجة فور الاعلان عن مقتله ارتفاعا مفاجئا وانتعاشا لاقتصاد الكنيسة حيث ادت الاضطرابات الاولى فى اوضاع البلد الى سرعة تهريب الاموال خارج البلاد تحسبا لاى تغيرات طارئة على نظام الحكم و خاصة بعد الاعلان عن تورط جماعات اسلامية فى حادثة المنصة .. تزعم عملية تهريب الاموال للخارج مجموعة من الاقباط المشتغلين باسواق المال وخارجه بتوجيهات وتسهيلات من الكنيسة التى خصصت لهذا الامر ميزانية كبيرة من حساباتها وحسابات عملائها ببنوك الخارج ومن ارباح مشروعاتها بالخارج والتى يديرها اقباط المهجر بالاقتسام مع كنيستهم .. وعلى اساس ذلك تم استلام الاموال فى مصر على ان توضع مقابل لها بالعملات الصعبة بحسابات العملاء بالبنوك التى يرغبون فى تهريب اموالهم اليها .. وادى الامر الى متاجرة الكنيسة بالدولار واحتكار السعر والتحكم فيه ورفعت سعره من 85 قرشا قبل حادث المنصة الى مايفوق ضعف هذا الرقم .. جنت الكنيسة من عمليات التحويل هذه عمولات تقدر بالملايين الى جانب المتاجرة بالعملات الصعبة ورفع قيمتها على حساب قيمة الجنيه المصرى .. والى يومنا هذا تتزعم عمليات التهريب اسماء قبطية معروفة لدى تجار وسماسرة العملات والتهريب ورجال الاعمال ورجال السلطة وهذا ما يفسر سبب العلاقات الودية والصداقات الحميمة التى تجمع كبار التجار ورجال المال والسلطة باسماء لامعة فى حفلاتهم ومجتمعاتهم من الاقباط . . بل وراق امر ارتفاع سعر الدولار والعملات الصعبة لدى الكنيسة حتى اصبحت من اكبر المصادر المحتكرة لتلك التجارة حيث تقوم بتسويق عائدات ارباحها ومخصصاتها من عملات الغرب داخل مصر .. وادخلت عن طريق اتباعها العلمانين سياسة اتخاذ الدولار كوسيط بين العملات داخل بلادنا مما جعل الدولار سلعة فى حد ذاته ينتقل بين العملات على حساب قيمتها الفعلية . وهذا الامر الخطير كان من اهم اسباب تدهور الجنيه المصرى دون اسباب جوهرية ودون الحجم الفعلى لاحتياج البلاد للدولار والعملات الصعبة .. وجميع اسماء التحويلات البنكية التى تمت فى عمليات التهريب كانت باسماء اقباط فى الخارج وضعوا الاموال فى بنوك الغرب لحساب الاشخاص الراغبين فى تهريب اموالهم للخارج .. ( المعنى بشكل مبسط وعلى سبيل المثال ان الشخص الذى يرغب فى تهريب مبلغ مايعادل 10 مليون دولار للخارج عليه ان يدفع لوكلاء التهريب هذا المبلغ فى مصر بنفس القيمة وباى عملة وعلى الفور يكون الوكلاء المختصين بعمليات التهريب قد وضعوا فى رقم حسابه فى احد البنوك بالخارج مايقابل هذا المبلغ الذى دفعه و المقابل له فى القيمة ..ويكون ذلك مقابل عمولات يحددها الوكلاء والوسطاء تبعا للوقت والاحداث واوضاع البلاد ومدى الحاجة للتهريب والتى كثيرا ما توصف بالابتزاز .. بالاضافة الى ان صاحب المال عندما يدفع امواله بالجنيه المصرى لا يحتسب سعر الدولار الذى وضع فى حسابه ببنوك الخارج على اساس سعر العملات المعروف بقائمة سوق المال .. ولكن تبعا للسعر الذى يتحكم فيه الوكيل المفوض بتحويل امواله وطبعا يكون سعر الدولار مبالغا فيه عن سعره بالاسواق لحاجة هذا الشخص لتهريب امواله والمعروف مصادر حصوله عليها .. ) .. قد يكون هذا الامر صعب شرحه لما فيه من جوانب فنية وخبرات ومهارات فى هذا المجال وعملياتها المشبوهة بتفاصيلها وبالاشخاص القائمين عليها .. ولكن الثابت فى الامر وما يعنينا ان الاموال المهربة من مصر أغلبها وضع ببنوك الخارج عن طريق اسماء قبطية مصرية تمتهن تلك المهنة تعاملت مع البنوك باوراق منها موثق باسمائهم كمودعيين او تحويلات من ارقام حساباتهم بالخارج .. وحصدت الكنيسة الملايين عن طريق عملائها العاملين لحسابها من الاقباط داخل وخارج مصر وكانت تلك العمليات المشبوهة من عوامل انتعاش اقتصاد مافيا كنيسة الاقباط ورهبانها والتى لم تمل ولم تكتفى .. بل بلغ الطمع والجشع برهبانها الزاهدين فى الدنيا مبلغا فاق اكثر عصابات التهريب جرأة واجراما .. كل ذلك فى سبيل انعاش اقتصادها وجلب الاموال اللازمة لتحقيق اطماعها والتوسع فى نفوذها وتحقيق اهداف جماعتها المشبوهة المنحرفة عقائديا ..




                قد تبدو الامور غريبة وعجيبة وفوق اى تصور ولكن هذا واقع الكنيسة الاقتصادى .. واقع يعمل تحت ادارة واشراف لجان من الكهنة لاسماء معروفة من اقرب المقربين لشنودة .. ومنهم من جردهم من صفتهم الكهنوتية لانقلابهم عليه وعلى افكاره وتوبتهم عن افعالهم .. هم يحملون الكثير من الاسرار التى لا يمكن تصور حدوثها ولا دقة مراحلها وخطوات العمل بها .. كل شى يجرى فى الكنيسة بدراسة وتنظيم واختيار واعى للادوار والمسئوليات والدقة فى اختيار الاشخاص .. خطط عمل وادارة ابعد ماتكون عن روح المسيحية او اى منهج عقائدى .. منهج ادارى لا يليق بمكانة رجال دين ولا سلك كهنوتى ولا حتى بوذى .. فاقوا فى حيلهم عصابات المافيا من أجل انعاش احوال كنيستهم المادية .. فاقوا اكثر العصابات الاجرمية فى خطط ومؤامرات تفرغوا لها واقتطعوا لها ساعات يومية طويلة اشتغلوا فيها لجلب الاموال بدلا من العبادة .. استغنوا بحيل رهبانهم وعقولهم المدبرة عن اللجوء لله الرزاق الكريم .. استكبروا بشهاداتهم الجامعية ومسالكهم المنحرفة عن اى انتماء شرعى وسوى وعن مسالك رهبانهم القدامى وعن تبرعات وصدقات محدودة لا تفى بطموحاتهم واهدافهم المستقبلية لبناء كنيسة الرب المزعومة .. كان الأجدى لهؤلاء الاباء المشلوحين ( المطرودين من السلك الكهنوتى ) ان يعلنوا اسباب طردهم وان تكون توبتهم عن افعالهم واعمالهم التى خصصها لهم شنودة توبة جريئة خالصة لله .. ان يعلنوا الاسباب علانية ولكن تكتموا هم وبابا الاقباط حتى لا تفتضح الامور وخوفا من ادانتهم قانونيا .. هى لعبة قذرة وعمليات مشبوهة لا تليق بكهنة اختاروا رضا الرب كما يدعون .. ولكن سواء اعلنوها ام تكتموا عليها ليس هناك اسرار يطول بقائها فى طى الكتمان مهما كان الحرص على اخفائها لابد ان تفتضح تفاصيلها مهما طال الزمن ..

                ولم يكن انتقال السلطة بعد قتل السادات يمثل اى خطورة على كنيسة جماعة الامة القبطية المنحرفة عقائديا والمتطرفة .. فالنظام الجديد اجتمعت فيه كل مساوىء واخطاء عبد الناصر والسادات والتى هى فى صالح الكنيسة .. فهو ليس بحرص عبد الناصر على التظاهر بالقوة والتصدى للجهر والاعلان عن الحقائق .. ولا بمجازفة ورعونة السادات المدروسة الواعية .. النظام ليس كعهد عبد الناصر الذى اعطى الكثير للكنيسة وزاد من نفوذها دون السماح لها بالجهر او الاعلان عن واقعها وعن الامتيازات التى اقتنصتها من الحكومة .. كما ان النظام ليس بعقلية السادات الموازن للامور والذى حجم نزعات الكنيسة وانتزع قيادتها وادانهم صراحة دون اعتبار او خوف من اى ضغوط خارجية حتى لو كانت امريكية .. هو بارع فى مواجهة الاطراف بحقيقة حاجتهم لمصر وليس العكس .. هو بارع فى قلب دفة الضغوطات وتوجيهها لتحقيق اهدافه وليس العكس لذا لم يخشى الكنيسة ولا اللوبى القبطى الذى صنعته .. أطاحهم جميعا . . ولكن غلبه غروره وانفعالاته اللامحدودة فى حبه للزعامة ,, و تأثيرات زوجته وتوجهاتها الغربية والعلمانية التى ابعدته كثيرا عن مسئولياته تجاه امته الاسلامية .. وباختفاء السادات عن الساحة وانتقال السلطة وعودة شنودة لقيادته للكنيسة سنة 1984 تحت الضغوضات التى مارستها الكنيسة باتباعها من اللوبى القبطى داخل وخارج مصر .. عادت الكنيسة اقوى واجرأ فى المجاهرة وبخطط اكثر اجراما واعلانا ..



                عادت الكنيسة ببقرة حلوب .. بل مزرعة للابقار تدير لها الحليب .. عمليات غسيل الاموال .. الكل يفكر ويعمل ويبتكر ويخطط ويسعى باى طريقة واى مسلك يجلب به الاموال للكنيسة .. الكل كما يعتقد يجب ان يكون من جند يسوع وله لمساته واضافاته والحجر الذى يضعه لبناء كنيسة الرب .. هكذا يعتقد الاقباط من الاجيال التى نشأت وتعرعرت تحت اشراف وسياسة اسقف مناهجها التعليمية والعقائدية شنودة الثالث .. مذهب شنودة وكنيسة جماعة الامة القبطية .. بدأت عمليات غسيل الاموال من امريكا اللاتينية تحت ادارة واشراف رعايا الكنيسة بالبرازيل .. والذين مولوا الكنيسة باموال طائلة اقتطعوها من ارباحهم فى تلك العمليات المحرمة دوليا .. وهى تقوم على حيل لتحويل اموال المشبوهين والمختلسين وعصابات تجارة المخدرات والاموال المهربة والمسروقة من البنوك الى اموال شرعية يتمتع اصحابها بكامل الحرية فى الظهور والتعامل بها بدل من اخفائها والخوف من الظهور بها .. ومنها :

                ان يقوم تاجر المخدرات باعطاء الشخص العميل الذى يقوم بعملية غسيل الاموال مبالغ كبيرة من المال المراد اظهاره بصورة شرعية وليكن 10 مليون دولار ( طبعا الامور تقاس بعشرات ومئات الملايين ولكن هنا على سبيل المثال ) .. ويقوم هذا الشخص البعيد عن الشبهات والذى هو من اصل أجنبى ( قبطى ) بشراء مشروع بقيمة 10 مليون دولار يكون صاحب المال قد حدده له وتحت اشرافه واختياره وتتم اجراءات الشراء والضمانات بمتابعة محاميه .. وبعد فترة وجيزة يقوم هذا الشخص ببيع هذ المشروع او المنشأة او الفندق لصاحب المال مرة اخرى بمبلغ مليون دولار او اقل وكأنه فشل فى الادارة وتسبب فى خسائر أدت الى بيع المشروع بهذا الثمن البخس .. وبذلك تكون تم عملية غسيل لاموال تقدر ب 9 مليون دولار او اكثر واقتناء صاحب المال للمشروع الذى تساوى قيمته الفعليه 10 ملايين بمبلغ مليون او اقل فى الاوراق الرسمية الخاصة بالبيع والشراء وبذلك لا يستطيع ان يتهمه احد او يتقصى عن مصدر 9 مليون دولار .. ويتم ذلك بعمولات تدفع للشخص او الجهه التى قامت بعملية غسيل الاموال وهى تقدر من 10% وتصل احيانا الى 40% وربما اكثر تبعا لحجم المخاطرة والظروف المحيطة بتلك العملية ..
                _ ان يقوم الشخص المشبوه صاحب المال باعطاء تلك الاموال للشخص او الجهه التى تقوم بغسيل الاموال لشراء اسهم مؤسسة مالية او من البورصة باسمائهم ثم يقومون باعادة بيعها له مرة اخرى بخمس الثمن او اقل حسب الاتفاق بينهم على حجم الاموال المراد غسيل لها .. وبذلك يصبح صاحب المال من الناحية القانونية قد امتلك اسهم مؤسسة او من البورصة رسميا بسعر زهيد و فى حقيقتها اضعاف القيمة المدونة رسميا وقانونيا وبذلك يتهرب من اى تهم ادانة لمصدر الاموال
                - يقوم صاحب المال بعرض اشياء تافه غير ذى قيمة فى مزادات وهمية يعلن عنها فى الجرائد بصورة رسميه .. ثم يقوم الشخص او الجهة المفوضة بعمليات غسيل الاموال بدخول المزاد الوهمى بعدد من الاشخاص الوهميين الذين يقومون بالمزايدة على تلك الاشياء التافه الغير ذى قيمة حتى تصل الى ارقام خيالية كأن يكون حذاء او سلسلة او حتى خرقة قديمة من الملابس ويقوم الشارى ( القائم بعملية الغسيل ) بدفع تلك الاموال الطائلة للبائع ( صاحب المال الاصلى ) وبذلك يكون صاحب المال استرد المال بصورة قانونيا مشروعة ويمكن له ان يظهرها باطمئنان على انه اكتسبها من بيع بعض متعلقاته بتلك الاموال الخيالية كضربة حظ من هواه اصحاب امزجة خاصة اشتروا تلك الاشياء .
                وفى عالم غسيل الاموال استطاع الاقباط ان يظهروا قدر كبير من المصداقية فى التعامل من اجل الثقة بهم وتحقيق ارباح كما ان الوجوه القبطية متوفرة ومتجددة بالخارج وتتم تلك العمليات تحت اشراف مكاتب وقانونيين تابعين للاقباط فى بلاد امريكا اللاتينية والتى انتشرت حاليال فى مناطق كثيرة من البلدان ..
                ونتابع



                وعن عمليات غسيل الاموال بمصر حدث ولا حرج .. لذا لا شىء يدعو لاى علامات استفهام عن اسباب صمت الحكومة على تبجح الاقباط وكنيستهم التى اصبحت اوامرهم رهن الاشارة كلها مجابة وعلنا وجهرا .. ولما لا وحجم غسيل الاموال الذى قام به الاقباط داخل مصر لصالح النظام واعوانه فاق حجمه 15 بليون (مليار ) دولار .. الامر ليس خوفا من تدخل الغرب كما تدعى الحكومة ولا حقوق الانسان البعبع التى ادخلته لتخوف به شعبها .. فالغرب يكفيه ماهو فيه بل ويبحث عن سبل شبه كريمة تحفظ له ماء الوجه للخروج من مستنقعات المهالك بالعراق وغيره .. الغرب ليس بحاجة لمزيد من التشتت والخسائر .. وجمعيات حقوق الانسان ليست بالشى الجديد بل لها تاريخ طويل من السنوات .. هى فقط حجج تلجأ اليها الحكومة لاخفاء حجم الفساد والاختلاسات والاموال التى نهبت وهربت للخارج بمساعدة الاقباط الذين برعوا فى تقديم كل التسهيلات داخل وخارج مصر ..

                فمعظم الشركات الاجنبية التى امتلكت اصول وصروح اقتصادية هى شركات حديثة العهد ليس لها تاريخ ببلادها يجعلها تجازف وتغامر باستثمار اموالها بمصر تحت تلك الظروف السياسية المضطربة .. هى فى حقيقتها شركات قامت مكاتب الاقباط بالخارج بتوثيقها وانشاء اسم وملفات نشاط لها وتعين بعض الاجانب او الاقباط الصعاليك العاطلين ببلادالغرب مديرين ومالكين وهميين لها نظير مبلغ من المال للقيام بهذا الدور ثم ادخال تلك المؤسسة او الشركة الى مصر على انها شركة اجنبية تقوم بشراء اصول وشركات مصرية ( باموال مختلسين ومشبوهين مصريين من المقيمين داخل مصر ) ثم تقوم بعمل شراكة وهمية معهم بنسبة للادارة 30_ 40% تعطى لصاحب المال الاصلى صوريا على انه نظير ادارته للشركة والتى هى بامواله وتدريجيا يقوم بشراء باقى الاسهم والحصص (على الورق فقط ) وتخرج الشركة الاجنبية بالتدريج وتؤول ملكية المكان لهؤلاء المشبوهين بطريقة شرعية وقانونية .. وتقوم بكل تلك العمليات مكاتب قانونية يديرها الاقباط متمرسين وذو خبرات وعلاقات داخل وخارج مصر .. مكاتب واسماء وكلاء قانونين معروفين لدى رجال الاعمال والصفوة من رجال الحكم والسلطة نظير عمولات تدفع لهم تصل الى نسبة كبيرة من رأس المال ..
                وعامة دروب عمليات غسيل الاموال كثيرة ويطول شرحها وهى معقدة ايضا وتتطلب الكثير من الحيطة والتى برع فيها الاقباط وكانت من اهم مصادر تمويل الكنيسة بملايين الدولارات .. لذا لا شىء يدعو للعجب لتلك القفزة الاقتصادية الرهيبة التى حققتها الكنيسة فى فترة وجيزة .. وهى التى كانت تتسول الى بداية السبعينات وايضا الى اواخر الثمانيات كانت الكثير من اسر الاقباط تتندر بالذى يأكل اللحم مرة اسبوعيا على انه قد أسلم ..
                على ان عملية غسيل الاموال ليست باقذر ولا أخطر مصادر التمويل المجرمة دوليا التى اتبعتها كنيسة شنودة بل هناك ماهو اخطر وفوق اى تصور ..



                على ان أخطر دور قامت به الكنيسة والذى حقق لها مكاسب عديدة ومنافع على كل الوجوه تخدم اهداف جماعة الامة القبطية بدأ من النصف الاخير من الثمانيات الى يومنا هذا .. هو قيامها لمساعدة افراد للسفر او الهروب خارج البلاد .. ومنهم ممنوعين امنيا من مغادرة البلاد أو متحفظ عليهم او افراد مشبوهين او فشلوا فى الحصول على تصريحات السفر أو التأشيرات .. واتبعت فيه الكنيسة عدة طرق .. والى هذا الوقت فان هناك اسماء قبطية معروفة بالخارج وذائعة الصيت ساعدت فى تقديم التسهيلات والحصول على الاقامة وخاصة فى امريكا وعرفوا عنهم انهم برعوا فى الحصول على الاقامات لاعداد كبيرة جدا .. لمعرفتهم جميعا بقوانين وثغرات الهجرة ..

                وعن الطرق التى اتبعتها الكنيسة ومازالت رغم تشديد الاجراءات بالسفارات واخذ البصمات .. هو استخراج جوازات سفر لبعض الاشخاص المراد سفرهم على انهم من رجال الكنيسة نظير دفع مبالغ كبيرة جدا من المال .. ويختار انسب الاوقات لذلك عقب كل خلافات تحدث بين الاقباط والمسلمين تشعلها الكنيسة عن عمد لصرف النظر عن اى شبهه تعلق بالاقباط واشغال الرأى العام بأمور بعيدة غير التى تخطط وتقوم به الكنيسة .. وصل عدد رجال الدين من الاقباط الذين حصلوا على تأشيرات دخول دول غربية ودول المهجر رقم يفوق اى تصور واى فئة رجال دين على مستوى الكنائس والعقائد رغم قلة عدد تلك الطائفة القبطية بالمقارنة للملل الاخرى .. والمعروف ان اسماء رجال الكنيسة والرهبان معظمها اسماء حركية كهنوتية اطلقتها الكنيسة على الرهبان او رجال الدين غير اسماءهم الحقيقية مثلما سمى نظير جيد انطونيوس السريانى ثم شنودة وهكذا الامر بالنسبة لجميع الرهبان واغلب رجال الكنيسة .. الامر الذى اعطى للكنيسة مساحة كبيرة من الحرية لاخفاء الكثير من الاسماء والشخصيات تحت تلك الاسماء الكهنوتية واصدار جوازات سفر مكنتهم من الخروج ودخول دول لم يكن هؤلاء الاشخاص يستطيعون دخولها .. والمعروف انه فور كل ضجة اعلامية تحدثها الكنيسة وتستنفر فيها رعاياها للخروج لعمل ضجيج ومظاهرات تسارع وفود الكنيسة بعمل رحلات خارج البلاد باعداد من الاشخاص تحمل جوازات سفر بوظائف خاصة برجال الكنيسة مما يبعد الشبهات عن اى احتمال آخر وخاصة وسط تلك العلاقات السيئة بين المسيحين والمسلمين ( تمثيليات الكنيسة الهزلية والمدبرة ) .. تفوق رجال شنودة على اكبر العصابات والمخابرات الدولية فى فن التحايل والمكر والخديعة .. لم تشهد اى كنائس او طائفة او عقيدة او ديانة هذا الكم والعدد من الرحلات التى تقوم به الكنيسة خارج البلاد ولا هذا العدد الرهيب من رجال الدين الذين غادروا البلاد .. واغلبهم الى غير عودة ( بعد كل حركة تعينات او تعديلات وهمية لوظائف رجال الدين بكنائس الخارج ) وبعضها بغرض حضور مؤتمرات ( وهمية ايضا ) .. بل وقام بصحبة بعض تلك الوفود قساوسة وبعض رجال الدين المقربين جدا من شنودة .. وحتى بعد نظام أخذ البصمات فان الكنيسة تلجأ الى حيل غريبة لمساعدة من يرغب فى السفر خارج البلاد نظير مبالغ كبيرة جدا او دوافع واهداف اخرى !!! .. بان تقوم بمساعدته باستخراج جواز سفر باسم احد كهنتها .. وبعد استكماله لاجراءات السفر وسفره خارج البلاد وتمتعه بجواز سفر يتيح له حرية التنقل والسفر بين البلدان دون اى شبهة .. تقوم الكنيسة بتجريد الكاهن صاحب الاسم من صفته الكهنوتية ( شلحه صوريا ) وبعد فترة يعاد ترسيمه راهبا من جديد باسم آخر .. والى هذا الوقت فان الكنائس تبيع اوراق خاص بالتقديم للهجرة رغم عدم وجود اى علاقة بين هذا الامر وشئون الدين .. وكأنها وسيلة للاصطياد والاعلان عن امكانياتها فى هذا المجال ..
                ان لعبة استخدام الكنيسة لاسماء كهنوتية لعبة خطيرة جدا حتى اذا اضيف بجانبها اسم علمانى فوجود اسم بصفة كهنوتية ساعد الكنيسة كثيرا فى تسهيلات استخدمتها لصالحها وحققت من ورائها الكثير من الارباح والامتيازات والمنافع التى خدمت اهدافها واتقانها لمهنة العمالة المزدوجة التى استخدمتها عملا بشعار الجماعة ( اطعن عدوك بخنجره او بعدو لكما ) ..
                مصادر تمويل الكنيسة والتى ادارت عليها مئات الملايين من الدولارات عديدة ومريبة ولا تستحى الكنيسة فى اتخاذ اى مسلك شيطانى لانعاش اقتصادها
                حتى لو كانت مصانع للخمور بالجونة بالبحر الاحمر . .
                او اماكن استجمام سياحية خاصة جدا لممارسة الفحش ( جميعها مملوكة لرجال اعمال اقباط ذائعى الصيت قيل انها عائلة ساويرس )
                يخصص للكنيسة نصيب كبير من ارباحها تبرعا من اصحابها للكنيسة للحصول على البركات ..


                يتبع
                أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                وينصر الله من ينصره

                تعليق


                • #9
                  تابع

                  من هو نجيب ساويرس هذا ومن اين لابيه وعائلته كل تلك البلايين ( مليارات ) الدولارات التى وصلت الى اكثر من 8000 مليون دولار بل واكثر فى بضع سنين .. من اين له وعائلته تلك الاموال والاصول والشركات وما كان حجم اسرته الفعلى من الغنى كما يدعى قبل تلك الطفرة المذهلة .. وهى التى تعادل الآن وفى بضع سنين اضعاف املاك اسرة محمد على التى حكمت بلاد عائلته واسرة شاه ايران واسرة ماركوس ملك الفلبين .. بل و تعادل اضعاف اموال اسر ملوك واباطرة هذا القرن مجتمعين .. ما الخطط الاقتصادية التى اتبعها وفاقت فى براعتها خطط علماء الاقتصاد فى اكبر جامعات العالم .. ماهى مهارات نجيب و ساويرس الذى انجبه و كفاءاته وخبراته وتاريخه التجارى فى عالم الاعمال والمال الذى أهله لتحقيق كل تلك المكاسب الخيالية فى تلك الفترة الوجيزة من الزمن .. لحساب من يدير كل تلك الاموال والمعروف عنه واسرته ان احدا منهم لا يستطيع اتخاذ قرار فى ادارة شركاته الا بعد اتاحة وقت كافى قد يصل لايام .. من يستشيرهم فى امور تخص اداراته لامواله ولابد لرجوعه اليهم .. من يحكمه ويحكم امواله وهو الذى يجهل الكثير عن احوال الامور بها وطريقة ادارتها ..

                  كم من الارباح وملايين الدولارت جمعها العاملين فى فلك كنيسة الاقباط بالخارج ودعمهم لاقباط المهجر .. من اين لميكل منير وعدلى ابادير وخليل كل تلك التمويلات لنشاطاتهم المريبة ببلاد المهجر لطعن الغرب والزج به فى صدامات مع الاسلام والمسلمين عملا بشعار الجماعة : اطعن عدوك بخنجره او عدو لكما وصدق الله العظيم فى قوله
                  ( كلما اوقدوا نارا للحرب اطفاها الله ويسعون في الارض فسادا والله لا يحب المفسدين )
                  .. اليس هؤلاء الاقباط ممن جلبوا الاقامات بشتى الطرق المشبوهة والمخالفة لقوانين البلاد التى اكرمتهم وآوتهم .. كم من الاف الاشخاص تمكنوا من خلالهم الدخول والاقامة بتلك البلاد باساليب خالية من اى شرعية واقل ان توصف بانها حيل عصابات محترفة ولم يكونوا ليستطيعوا الدخول ولا الاقامة بتلك البلاد دون مساعدتهم .. كم من الملايين جمعوها من وراء تلك المهنة القذرة المغلفة بالقانون .. وما الاغراض والاهداف الاخرى التى من اجلها ساعدوا الكثير فى الدخول و الاقامة بتلك الدول .. ان الحيل التى استخدمتها مكاتب قبطية بالداخل والخارج لجلب اعداد من الاقباط وغيرهم فاقت عقول اجهزة مخابرات تلك الدول فى استيعاب اساليبها .. ماهو التاريخ المالى والضريبى الذى حققه هؤلاء الاقباط ببلاد المهجر والذى يستحق ان يقفز بهم كل تلك القفزات الاقتصادية وحجم التمويلات الرهيبة لاهداف لا تمت بقوانين ولا مصالح امريكا ولا بلاد الغرب التى تأويهم وتطعمهم .. وما علاقة اطماعهم واهدافهم وامانيهم بقوانين ومصالح تلك البلاد التى عبثوا بقوانينها ونافقوا فى اظهار الازدواجية فى ولاءاتهم وقناعاتهم الفكرية .. وهم اشد كراهية وعداء للكنيسة البرتوستانية والكاثوليكية ومورمون وشهود يهوه والانجيلين وغيرها من كنائس الغرب .. بل ان عدائهم وكنيستهم لديانات بلاد المهجر فاق بكثير عدائهم للاسلام ببلاد المسلمين .. ازدواجية فى التعامل وتظاهر بما ليس بقلوبهم ولا نواياهم ولا فكرهم ولا مخططاتهم ..( ولا يحيق المكر السىء الا باهله ) .. هم نذير شؤم على البلاد التى آوتهم واكرمتهم واطعمتهم ..
                  من اين لرجال الاعمال الاقباط العائدين من المهجر بتلك الملايين التى استحوذوا بها على اقتصاد مصر والبلاد العربية والاسلامية وسجلهم المالى والضريبى ببلاد المهجر الى زمن ليس ببعيد يوصف بانه سجل مالى اقل من متواضع بل ان منهم من كان يعيش على اعانات شهرية من الحكومة الامريكية وحكومات الغرب .. وهم برعوا فى ازدواجية النفاق والمكر والدهاء الذى رضعوة من كهنتهم واسقف تعليمهم الباطل وزعيم افكارهم ومسيحيتهم المبتدعة والمضللة شنودة الثالث واسياده ومعلميه رهبان جماعة الامة القبطية الاجراميين والمرتدين عن المسيحية .. هؤلاء الصفوة من رجال الاعمال الاقباط يتظاهرون فى مصر بان مصدر اموالهم من بلاد المهجر التى عاشوا بها .. وبالخارج حيث تاريخهم المالى والضريبى مؤسف ومخجل يتظاهرون بان مصدر اموالهم من مصر وانهم من اسر ثرية .. ازدواجية فى التعاملات ومكر وجبن وكذب نشأوا عليه واشربوه فى قلوبهم وعقولهم كما اشرب اليهود فى قلوبهم حب العجل ..
                  ونستكمل باذن الله



                  من واقع سجلاتهم واحوال كنيستهم الاقتصادية فان ميزانية الاقباط فى خلال العشر سنوات الاخيرة شهدت ارتفاعا مفاجئا فاق اى تصور واى حد واى خطة اقتصادية محلية كانت او عالمية وحتى على مستوى الامانى والاحلام .. والغريب فى الامر ان الدولة التى فزعت وتملكها الهلع والخوف من ظهور شركات اسلامية للاستثمار فى الثمانينيات وسارعت باصدار القوانين وبكل الطرق للقضاء عليها وتشريد اصحابها بالسجون والبلاد هى التى لم تكلف خاطرها حتى مجرد استفسار او ان يستوقفها هذا الصعود الرهيب فى منحنى الرسم البيانى لاقتصاد الاقباط وميزانية كنيستهم .. اين سلطات تلك الدولة واجهزتها وقد فاقت مؤسسة دينية المفترض انها تحت سيادتها ميزانية الدولة ذاتها عشرات الاضعاف .. هل ارض مصر التى عليها كنيسة شنودة غير ارض مصر التى نحن عليها .. ما اسباب ومصادر الموارد الاقتصادية التى هطلت على الكنيسة واختصتها دون غيرها من اجهزة الدولة .. ما الذى اخرس الدولة وحزف قوانين من اين لك هذا والتحرى عن اسباب ومشروعية الاموال والكسب والتربح لمواطنين اقباط ظهروا فجأة على شاشة عالم الاقتصاد والمال والى اواخر الثمانيات و بداية التسعينيات كانت احوالهم يرسى لها .. من اين لهم تلك الاموال التى اشتروا بها مصر وسيطروا على اسواقها واقتصادها ومعايشها وعملاتها التى استبدلوها بالتعامل بالدولار مما كان له اسوأ الاثر على اقتصاد مصر .. اين اجهزة الدولة وكل مصالحها وثرواتها وصروحها الاقتصادية اصبحت بين اصابع اقباط اعلنوا صراحة وباعلى اصواتهم وفى جمهرة وعلى المرئيات واجهزة الاعلام وعلى مواقعهم بالنت كراهيتهم للاسلام وتمردهم على الولاء لاى سيادة اسلامية وازدرائهم للدين الاسلامى والتبجح بالقول والفعل وجلب المصائب للمسلمين وتحريض الغرب عليهم والولاء لاعداء المسلمين .. اى نظام هذا فى دولة لها السيادة الاسلامية واكثر من 90% من سكانها يدينون بالاسلام اصبحوا عمالا وموظفين يعملون لحساب الاقليات .. واى ولاء فى قلب هذا النظام عندما يفزع من رواج الاقتصاد الاسلامى ويتعامى ويغفل عن عمد مع سبق الاصرار عن صعود رهيب غير مبرر ولا يعقل لميزانية مؤسسة دينية كانت الى 30 عاما فقط مضت تتسول اجور العاملين بكنائسها .. الله اكبر .. هل مصر بحاجة الى فتح اسلامى جديد .. وليكن ولن تستعصى على عباد الرحمن ..

                  بالاحصائيات والارقام التقريبية فى خلال العشرة سنوات الاخيرة فقط وليست جميعها فالحقيقة ادهى وامر
                  _ اكثر من 100 مسيحى قبطى مصرى على اقل تقدير تعدت رؤوس اموال الواحد منهم داخل وخارج مصر المليار منهم 8 اشخاص من اسرة ساويرس
                  _ 70% من سوق المقولات والعقارات يديرها اقباط وحتى النسبة الباقية منها من يعمل معهم بالباطن
                  _ اكثر من ثلاث مليون قبطى فى خلال بضع سنوات ربما اقل من 15 عاما اصبحوا رجال اعمال من غير اى تاريخ تجارى ولا مالى ولا خبرات وسيطروا على سوق الذهب والعملات والسياحة والسوق المصرفية وشركات الادوية والبازارات والقرى السياحية .. واحتكروا منافذ استيراد السلع الهامة والصناعية .. حتى بلغ راس مال كل منهم على اقل تقدير متواضع 20 مليون دولار
                  _ استحواذ الاقباط على امتيازات مباشرة من الدولة التى خصصتها لرجال اعمال وشركات تسويق الاراضى الاف الافدنة العمرانية بالمدن الجديدة وعلى جانبى الطرق الدولية والطرق الجديدة والتى بدورها تقوم من الباطن بتقسيم تلك الاراضى والمتاجرة بها بارقام فلكية اضعاف القيمة الزهيدة قيمة التخصيص .. باعت اجهزة الدولة اراضيها للاقباط الذين بدورهم باعوا اجزاء منها بمئات الملايين واحتفظوا بالكثير كمناطق نفوذ وملكية لهم .. لم يستوقف الحكومة الاستفسار ولا السؤال عن مصادر تلك الاموال ولا حرص الاقباط على امتلاك الاراضى .. امتلك الاقباط مصر واصبح المسلمون عبيد سيادتهم يعملون لحسابهم ..
                  وعن ميزانية الكنيسة وانفاقاتها حدث ولا حرج
                  -اكثر من نصف مليون قبطى من ارامل ومطلقات ومسنين وطلاب ومعاقين يتقاضون من 500 الى 1000جنيه شهريا من الكنيسة .. من اين للكنيسة تلك المليارات سنويا وهى التى لم تكن تمتلك 10 الاف جنيه عهد كيرلس السادس 1968 ( عهد الزعيم الهمام عبد الناصر )
                  -بلغ حجم الانفاق على بناء وترميم الكنائس داخل مصر بكل محافظاتها اكثر من 3 مليار جنيه على اقل تقدير ..
                  -اكثر من مليار دولار ينفق سنويا على مرتبات ومخصصات الكنائس ومصروفاتها والمستوصفات والنوادى القبطية الاجتماعية التنصيرية .. وعشرات الملايين من الدولارات لبناء الكنائس والاديرة ومراكز النفوذ القبطية خارج مصر بكل دول العالم لدعم اللوبى القبطى خارج البلاد ..
                  -اكثر من 2 مليار تنفق على حملات التنصير والاعلام القبطى والاعانات الشهرية التنصيرية والمواقع التنصيرية والاغراءات المادية التى تقدم لاسر فقيرة نظير تنصيرها ومتابعة رجال من الكنائس لشئونها والتى اصبح الاعلان عنها بمنشورات .. ( اذا كنت تبحث عن وظيفة او لديك مشكلة اتصل بنا وسوف يصلك رسل يسوع ) ونشرت جرائد المعارضة هذا الاسبوع عن تلك الجماعات التنصيرية فى شهر مايو 2006
                  _ اما عن مخصصات رحلات كهنة الكنيسة ورهبانها خارج البلاد فانها فاقت لابعد الحدود الرحلات الديبلوماسية لحكومة مصر .. بل وتعدت بمراحل رحلات الفئات الديبلوماسية لاكبر دول العالم بما فيها امريكا .. ولا نعرف ما سبب كل تلك الرحلات خارج البلاد التى فاقت اى دوله ..
                  والاغرب والاعجب والاكثر اثارة ان يسأل المصريون عن اسباب تفرعن كنيسة شنودة وازدياد نفوذها .. بل ويستكثرون عليه كل اوامره وطلباته .. الحمد لله انه لم يطردنا خارج البلاد بعد ان امسك ورعاياه اكثر من 75% من اقتصاد مصر .. ولكن هيهات فليجلبوا الاموال وينفقوها كيفما يحلوا لهم (سينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ) .. وليتعاظم ساويرس واشباهه واخوانه على الاسلام والمسلمين فى المرئيات وعلى مواقع النت والاعلام .. وليعملوا باقصى جهودهم دعما لافكار شياطينهم ورهبانهم وكنيسة شنودة العنصرية المتطرفة والمرتدة عن المسيحية .. ليفعلوا مايحلوا لهم .. لن تكون افعالهم الا سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء .. ولنا عودة لافعال الكنيسة خارج عالم الاقتصاد لا يمكن تصور مدى بشاعتها وقبحها ..



                  عندما قام القمص ( باخوم عبده جرجس ) بالتصدى لاساليب السحر الاسود والدجل والشعوذة التى يمارسها كهنة كنيسة الانبا شنودة التى يعمل بها بابو دياب مركز دشنا محافظة قنا .. لم يكن يتصور نهاية محاولاته وتمرده .. هو كان احد تلامذة شنودة والمواليين لافكار الكنيسة ونشأ على تعاليمها وتلقى دروس ومهارات فى السحر الاسود على ايدى رهبانها والذى تناسبت وقدراته التى اهلته لتلك المهمة لخدمة كنيسة الرب المزعومة .. عرف عنه ممارسته للسحر داخل الكنيسة وقصده العشرات والمئات واعتمدت عليه الكنيسة مثلما اعتمدت على المئات من كهنة السحر الاسود المتواجدين بجميع كنائس مصر منذ ان اعتمد كيرلس السادس السحر الاسود كوسيلة للسيطرة على رعايا الكنيسة .. و بعهد شنودة اهداف السحر الاسود المعتمد من رهبان كنيسته المرتدة عن المسيحية تعدت رعايا كنيسته لتشمل المسلمين .. ولكن ليست دائما تجرى الرياح بما تشتهى السفن .. فجأه تمرد القمص باخوم عبده على تلك المهمة الشيطانية وافعال الكفر واراد ان يعلن توبته عن افعاله وممارسته للدجل والشعوذة وتطهير كنيسته من القيام بتلك المهام النجسة الخاصة بالسحر الاسود .. لم يكن الامر بتلك السهولة قامت ادرة كنيسته بابلاغ قيادتها بتمرد القمص .. واصدرت الاوامر بتوبيخه ونهره وانذاره عن التصريح بالاعتراف باعتماد الكنيسة للسحر الاسود فى سياسة ادارتها .. وتركت له الامر ان اراد ان يتوقف عن ممارسته ويكتفى بعمله دون ان يعلن التفاصيل المتعلقة بهذا الامر الخطير .. وتم نقله الى كنيسة الاقصر ليراجع توجهاته ويبدأ من جديد .. وانتقل القمص باخوم الى كنيسة الاقصر وتوقف عن تلك الاعمال .. لكن الاوضاع بكنيسة الاقصر اسوأ وأضل سبيلا .. رؤيته ومشاهدته لتلك الممارسات الشيطانية وتغرير الكهنة لزوار الكنيسة اقباط ومسلمين فاقت كل الحدود ولم يستطع ان يحتفظ بصمته طويلا وهو يرى المئات بل الالاف من البسطاء يفتنون باعمال شيطانية لا تمت الى المسيحية ومرفوضة ومسمومة لكونها اعمال سحر وكفر ولا تليق بكهنة من المفترض ان تقتصر اعمالهم على الصلوات والتوجه للرب بالدعاء بدلا من التماس الحوائج بالسحر والشعوذة .. هب القمص باخوم بكل قوته واعلن تمرده واحتجاجه علانية .. وهدد باللجوء الى القانون وفضح الامور .. وبكل سرعة وقوة تم تجريده وطرده من السلك الكهنوتى .. وبدأت المفاوضات معه لالتزام بيته وترك الكنيسة وشئونها وسياستها فى ادارة الامور .. لم يذعن لنصائح الكهنة ورفض محاولاتهم واعلن تمرده واستنكاره لافعال الكنيسة وقيادتها .. تركت امور المفاوضات لبلطجية من العلمانيين ( خارج سلك الكهنوت ) من تلامذة شنوده ورهبانه والمخلصين لفكر كنيسة الامة القبطية .. من المتحمسين لكل افكارها .. ارسلت الكنيسة احد البلطجية من حماة الكنيسة والذى كان احد العاملين بكنيسة دشنا .. وتعهد بالقيام بتلك المهمة ونهر القمص باخوم عن مواصلة تمرده المعلن .. واستمرت المفاوضات والتى باءت بالفشل اثر اصرار القمص باخوم عبده جرجس 60 عاما على رفضه لممارسات الكنيسة واى تهديدات من قبلها .. تم ممارسة الضغوط عليه بمحاضر ( ممارسات تاخذ صفة قانونية ) واتهامه بالابتزاز وتهم اخرى .. لم يستسلم واصر على التصدى لاعمال الكنيسة .. ووضعت نهاية للمفاوضات فى 17 سبتمبر 2002 باشعال النار فى منزل القمص بعد ان قتله مبعوث الكنيسة ملاك زكريا ارمانيوس 33 عاما خدمة لكنيسة الرب واشعل النار بجثته ومنزله وانتهت التحقيقات باجماع شهود الكنيسة على ان القاتل مختل عقليا ومريض نفسيا وغير مسئول عن افعاله .. والقوا القتيل بالتهم والمسئولية ..

                  لم يكن باخوم عبده جرجس اول ولا آخر من اعلنوا تمردهم واستنكارهم لممارسات الكهنة وعمل كنيسة شنودة بالسحر الاسود .. بل كان احد الشمامسة فى احدى كنائس مصر القديمة المعروفة بارتياد المئات لها والاستعانة بكهنتها فى امور الشعوذة والتى مازالت تقوم بتلك المهام الشيطانية على قدم وساق .. والذى ذهل لرؤية احد الكهنة الكبار المرافقين لشنودة ومن ذائعى الصيت فى شفاء المرضى وفك السحر .. رآه يذهب ببعض الحيوانات النجسة فى مكان ملحق بالكنيسة واخذه لدمائها .. وخلطها بنجاسات اخرى من نجاساته لاستخدام هذا الخليط الدنس فى اعمال خاصة بمريديه من المسلمين الراغبين فى مساعدته ومعجزاته .. لازم الشاب كاهنه ( من كبار كهنة كنيسة شنوده ) وراقبه وهو يرسم الصليب على وجوه واجساد سيدات وفتيات مسلمات ويمسح عليهن بتلك النجاسات .. وبعد الانتهاء وانصراف المريدين الاتى انتابتهن اعراض اغماء وصراخ وافعال غريبة داخل الكنيسة وبارض مكان المفترض انه للعبادة واقامة الصلوات لا ترتاده الشياطين من وجه نظر عقيدتهم وغير مخصص لتلك الامور .. سأل الشاب الكاهن اليس مكتوبا انه يشفيك ايمانك .. كيف تشفى هؤلاء المسلمين بالصليب وهم لا يؤمنون به .. ضحك العجوز ساخرا وقال انا ارضى شياطينهم التى اتت بهم حتى يعتادوا على المجىء ثم اطردهم بعد ان تدمن انفسهم الكنيسة .. لم يستطع الكاهن الصغير الجامعى تقبل هذا التحليل واعترض بشدة وتقدم بالشكاوى وانضم اليه بعض الكهنة القليلون جدا وتم تجريدهم ورفضوا مغادرة الكنيسة وابلغوا قيادات الكنيسة بتلك الاعمال الشيطانية وكانت الصاعقة حيث فوجئوا باستعانة كهنة الكنيسة بالشرطة لاخراجهم بالقوة وبمباركة شنودة وابلاغه للسلطات .. ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل نفى الشاب لدير المحرق باسيوط .. وقتل اثناء محاولة هربه ووجدت جثته بالمزارع خارج الدير وهو بملابس الرهبان وقيدت الحادث ضد مجهول .. واقفلت الكنيسة المحاضر وتعتمت على الاحداث رغم نشر الصحافة للحادث بالجرائد من سنوات قليلة .. تعتمت الكنيسة على قتل راهب من كهنة كنيستها وهى التى تتصيد الاحداث للخروج بمظاهرات ..



                  وممارسة السحر الاسود ليس بالامر الجديد على كهنة الكنيسة القبطية كما شرحنا سابقا عن براعتهم بكل فنون السحر التى توارثوها وتعلموها من كتب اليهود والتلمود المحرف ومن موروثات الفراعنة .. ولكن لم يكن معتمد بالكنائس ولا الاديرة ولم يكن يجرؤ كهنة الافباط عن ممارسته فى عصور الخلافة الاسلامية بهذا الشكل المعلن .. ولم يكن ليسمح بارتياد المسلمين لكنائسهم ولا السماح لكهنتهم بافتتان المسلمين فى دينهم والسيطرة عليهم بامور الكفر من السحر والشعوذة .. وكان يطبق عليهم حد الشريعة الاسلامية فى التعامل مع السحرة اذا ثبت تورط احد كهنتهم فى تلك الامور .. ولا يتكاسل ولاة امور المسلمين ولا يتهاونوا فى سحب الاعتراف بالكنيسة او الدير الممارس لاعمال الكفر هذه مع من ليس على ملتهم ولا يدين بشريعتهم من المسلمين .. كما ان السحر كان مستنكر من قيادات الكنيسة والبطاركة السابقين لكيرلس السادس حيث كانوا يقرون بمخالفته للتعاليم المسيحية رغم علم الكثير منهم بكل اساليبه و دراسته من قبل بعض الرهبان .. والتى فسرت على انها كانت بغرض الاحتفاظ بمعرفته كاحد العلوم المتوارثة ولا يشترط استخدامه .. وقيل انه كان من الاهمية لدى الرهبان والكهنة للسيطرة على النفس وقهر الشياطين بالاماكن المهجورة التى يرتادونها ويقيمون بها فى مجاهل الصحراء المجهولة .. وهذا ماكان ينكره عليهم اتباع الكنائس الاخرى الكاثوليكية والبروتستانتية حيث لا يقرون بتلك الاساليب فى الرهبنة ويعتبرونهم متلبسين بشياطينهم ..

                  واستخدام كنيسة الامة القبطية التى يحكمها شنودة الثالث للسحر الاسود هو من اهم المحاور الاساسية فى سياسة كنيسة الاقباط للعمل من اجل اهداف الجماعة .. والتى قامت على تعميم ونشر ممارسة كهنة الكنائس للسحر الاسود بجميع بلدان وقرى ومدن مصر واعتبارها مراكز جذب للمسلمين للتأثير عليهم واقصر الطرق لتنصيرهم او الاضرار بهم .. واعتمدت الكنيسة ميزانية كبيرة لتأهيل اعدادا من الكهنة والرهبان الذين لديهم مهارات خاصة وقدرات شخصية تساعدهم على اتقان تعلم ومزاولة السحر وممارسته باعلى كفاءة .. بدأ الامر تدريجيا ببعض كنائس مصر القديمة والكنيسة المعلقة وكنيسة السيدة العذراء بمصر وبعض الاديرة ثم اضيف اليهم سنويا اعدادا اخرى من الكنائس بشتى المحافظات التى اتقن كهنتها ممارساته ...و.يتطلب اعداد الكاهن الاقامة بكثير من الاديرة للالمام بكل دروب السحر والتى يتناول رهبانها تدريسها بشكل متخصص وبعناية فائقة .. كما ان هناك الكثير من المخطوطات والكتب المتنوعة بمكتبات الاديرة المختلفة فى هذا المجال .. ويتطلب الامر تدريبات قاسية فى كثير من الامور كالاقامة لفترات طويلة بمغارات وقلايات منفردة فى عزلة ( مصطلح يستخدمه الرهبان وهو مكان للاقامة الفردية مثل الحفر الضيقة ) ويقضى بها ايام يردد ترنيمات معينة ولا يحمل من الماء الا القليل جدا الكافى لمعيشته وبالتأكيد بعيد عن اى مصادر للماء للاستحمام او الطهارة ,, مع تأكيد معلميهم من كبار الرهبان على ذلك وتفسيرهم لهذا الامر على انه يجب ان ينسى كل ما يتعلق بجسده ولا يشغل فكره وتركيزه واهتماماته الا بالترانيم التى تلقاها من كهنته
                  الجن.:6):( وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا )
                  . والترانيم باللغة القبطية ( الفرعونية القديمة ) وليست من الانجيل فى شىء بل هى ترانيم متوارثة عن رهبانهم من القرن الرابع الميلادى .. وهناك اختبارات لا بد ان يتخطاها لاعتماده لممارسة السحر الاسود باحدى الكنائس .. وفور اجتيازه لتلك الاختبارات واعتماده باحدى الكنائس .. توضع اسم الكنيسة على خريطة خاصة توضح توزيع تلك المراكز ويكون هناك متابعة لنشاطات الكاهن ورصد لاعداد المسلمين المترددين عليه والاعلان والدعاية له من قبل الاقباط ومتابعة جوانب القصور فى ادائه وثقل مهاراته بمزيد من الدروس لاتقان هذا المجال الاسود .. ومن المتابعين والمنظمين لهذا المجال والمشرفين عليه لالمامهم بالتفاصيل الخاصة به القمص مرقص عزيز وباحميوس
                  البقرة (آية:102): (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ )
                  ولدى قائمة باسماء الكهنة الاقباط والكنائس والاديرة العاملة بالسحر الاسود والمزاولة له والمفتتنة المسلمين فى دينهم وخاصة النساء .. ولكن لا ارى فى نشر الاسماء غير الدعاية لهؤلاء الملعونين واماكنهم وكنائسهم الملعونة التى خرجت عن كونها دور المفترض انها للصلوات والعبادة وليس لاخراج الشياطين او مصاحبتهم ..
                  ومن اكثر الاغراض التى استخدمتها الكنيسة هى التفريق بين الازواج المسلمين وارضاء الشياطين بافعال نجسة ترسم على هيئة صلبان على اجساد المترددين على كنائسهم والتى لم يعرف عن المسيح استخدامه لصلبان ولم تكن متواجدة بعهده .. وكذلك استخدامهم لنجاسات من دماء الحيوانات ورجس ونجاسات الكهنة لارضاء الشياطين وتهدئتهم حتى يعتادوا على الذهاب للكنائس ..
                  بالاضافة الى اعمال الربط والتفريق وغيرها من الخزعبلات الشيطانية التى تنال ضعاف النفوس .. والغريب ان كهنة الكنائس استطاعت السيطرة على كثير من اصحاب النفوذ وسيداتهم بادعاء امكانية شفائهم للامراض .. واعتقاد الكثير منهم فى قدراتهم ..



                  وافتضاح أمر استخدام الكنيسة القبطية للسحر الاسود وتعميمه بكنائسها ليس بالشىء الجديد .. الجديد هو خروج تلك الفضيحة للعلانية .. ولم يكن القمص باخوم عبده جرجس اول من تمرد على اعتماد كنيسة شنوده للسحر والشعوذة فى سياستها لادارة الكنيسة والتوسع فى استخدامه وتعميمه بكل كنائس مدن وقرى مصر كأحد محاورها الهامة لبسط نفوذ الكنيسة على البلاد .. ولم يكن اول كاهن اعلن توبته .. ولكن الغريب ان اول من تصدى لاسراف شنوده وتوسعه فى استخدام السحر الاسود وتعميمه بالكنائس هم معلمه متى المسكين .. احداث غريبة وتفاصيل وتحولات اغرب ونهايات اشد غرابة لكبار رهبان جماعة الامة القبطية بعد بذلهم الجهد لترسيخ تعاليم تلك الجماعة العنصرية الباطلة واستيلائهم على حكم كنيسة الاقباط .. مع نهاية السبعينيات ولاسباب مجهولة حدث للراهب متى المسكين ردة وانفلات عن اى ولاء لتعاليم كنيسة الاقباط وتمرده على فكر جماعة الامة القبطية وشنودة الممثل لها واعلانه التوبه عن افعاله وتاريخه .. وكانت المواجهة الصعبة بين الاستاذ والتلميذ بين الراهب متى المسكين وتلميذه النجيب شنودة الثالث الذى شرب منه كل التعاليم والافكار العنصرية .. بل وتعلم على يد متى المسكين كل فنون السحر الاسود ودروبه .. حتى ان البطاركة يوساب الثانى وكيرلس السادس اطلقوا عليه لقب متى المسكون بشياطينه .. علاقة وصحبة بينهما تعدت علاقة استاذ بتلميذه .. سنوات طويلة جمعتهما من الذكريات والامال والطموحات والسعى والجهد المتواصل لتحقيق الاهداف واخضاع الكنيسة لفكر الجماعة .. رحلة طويلة بمراحلها ومحطاتها وصراعتها انتقلوا فيها بين الاديرة والخرابات والصحارى والمجاهل البعيدة عن العمران .. علاقة وصحبة وصف فيها شنودة معلمه متى المسكين فى كتاباته بانه الاب الروحى له حتى قبل انضمامه لسلك الرهبنة . . لهذا الحد كانت قناعة شنوده بمعلمه وحبه وافتخاره للانتساب اليه .. واذا بتلك المشاعر والولاءات كأن لم تكن .. سراب بقيعة .. انقلب كل منهما على الآخر فى حرب سرية حاولت الكنيسة تكتم احداثها ولكن فاحت رائحتها الكريهة وطافت برياحها كل كنائس مصر ..

                  تغيرات لم تعرف اسبابها ولا دوافعها غير هجوم متواصل من الراهب متى على سياسة شنوده واحساس كبير بالندم والمرارة لمساعدته على توليه حكم الكنيسة .. وعندما سئل عن اسباب تمرده على سياسة شنودة ولم يكن شنودة قد وصل الى تلك المرحلة التى هو عليها الان من التبجح فى اعلانه على مطامعه فى جرأة ووقاحة .. قال متى المسكين دون ان يفصح عن التفاصيل التى مؤكد انها تدينه ..
                  قال : حين تتحجب الحقيقة تتعتم الرؤية فتتعثر المسيرة ويضيع الهدف ..
                  لم يستطع الاعلان عن الحقيقة التى هو جزء اساسى فيها .. ولم تكن له الجرأة لكشف الرؤية بوضوح وسرد التفاصيل التى تدينه اخلاقيا وقانونيا ودينيا .. ولم يكن ليفصح عن نوعية تلك المسيرة التى جمعته بشنودة والاعلان عن اهدافها .. فقط ألقى بعبارة من الفلسفات والألغاز التى لم يفهم احد مغزاها ولا الى اى شىء ترمى .. والتى كان يعيها شنودة وتلاميذه وبطانته وهو على يقين ان الراهب متى المسكين لن يستطع ان يبوح باى تفاصيل تدينه وتلعنه وهو المعلم والاب الروحى والسبب فيما وصل اليه حال شنوده وتلاميذه الاخريين والذين مازالوا الاعمدة الهامة والمسيطرين على مقاليد حكم الكنيسة .. والامر الذى ادى ايضا بشنودة الى حرق جميع كتب متى المسكين علانية بجميع كنائس مصر وعزله باحد الاديرة ..
                  ووصلت اصداء تلك النزاعات فى تقارير اعدتها الجهات الامنية تلبية لرغبة السادات فى الاطلاع على الاحوال الخاصة بالكنيسة .. وكانت من اهم الاسباب التى غيرت نظرة السادات للراهب متى المسكين .. والتى ضمنت احتجاج متى المسكين على انزلاق بابا الاقباط بكنيسته فى المسائل المتعلقة بالسياسة وعلى ضرورة حياد الكنيسة والابتعاد عن التوجهات التى تحيد بها عن الروحانيات التى هى عماد المسيحية .. وكذلك اعتراضه على استخدام الكنيسة للسحر الاسود فى السيطرة على البلاد والتى قيل انها طالت بعض الشخصيات حتى من خارج مصر .. هذا السحر اللعين المحرم فى تعاليم المسيحية والذى ادى بالكهنة الى الالمام بكثير من الاسرار والخصوصيات التى صرح به مريديهم وخاصة من سيدات ورجال النفوذ والسلطة الذين وضعوا كل ثقتهم وامانيهم واعتقادهم فى مساعدة الكهنة والرهبان لبراعتهم فى استخدام السحر والروحانيات كما يدعوا فى فك الاعمال ونيل المطالب والشفاء من الامراض .. وهذا ما يفسر تحول نظرة السادات للراهب متى المسكين بعد ان كان من اشد الكارهين والمبغضين له وايضا من اسباب اختياره ضمن اللجنة الخماسية التى شكلها لادارة شئون الكنيسة بعد عزل شنودة .. وايضا من اسباب قبول السادات فى وساطته لعدم تصعيد الامور ومعاقبة شنودة بالسجن والاكتفاء بعزله الى احد اديرة وادى النطرون .. وكان السادات يأمل فى تعيينه بطريركا للاقباط ولكن متى المسكين اعتذر للسادات قائلا له انه ليس بالامكان حيث يخالف ذلك قوانين الكنيسة التى تمنع اختيار بطريرك فى حياة بطريرك آخر ولن يعترف به احدا من الاقباط واقتنع السادات بعزل شنودة والاخذ بنصيحة متى المسكين بتعيين لجنة خماسية لادارة شئون الكنيسة كما حدث عهد يوساب الثانى ..
                  .. وعلاقة السلطة ومراكز النفوذ بكهنة الكنيسة والاستعانة بهم فى مجال السحر الاسود والاعمال أو الادعاء بفك السحر والتخلص من الاعداء وتثبيت كرسى الحكم والشفاء من المرض ظهرت بوادره عصر عبد الناصر حيث كان الانبا كيرلس السادس كثير التردد عليه بمنزله .. وهو الامر الذى لم يكن مألوفا لولاة امور مصر وحكامها .. كما انه من المفترض ان تأخذ تلك الزيارات الشكل الرسمى تبعا لحاجة ممثل الاقباط لمقابله رئيس الدولة وليس العكس .. وماحدث ان تلك الزيارات اتخذت شكلا بعيدا جدا عن الرسميات زيارات مباشرة لمنزل الحاكم ومتكررة مما وضع الكثير من الالغاز عن طبيعتها والتى تعلقت بحالة عبد الناصر الصحية والتى كان يخفى الكثير عنها اعلاميا للتظاهر بالقوة .. وهذا ما فسر على استعانته بكيرلس السادس الذى عرف عنه استخدامه لاساليب سحر وشعوذة فى علاج الامراض ..
                  وشهدت نهاية الراهب متى المسكين نهاية لا تقل فى غرابتها عن سابقيه فقد انعزل عن كل شىء وتمرد على كل شىء حتى الرهبانية .. حيث اختار ان يترك حياة الدير واقام بفيلا احد الاثرياء بالقاهرة واشتاق فيها لاسم سعد عزيز ( بفترة العلمانية قبل ترسيمه راهبا ) .. وهذا ما يفسر عدم احتفال الكنيسة باليوبيل الذهبى لرهبنة الراهب متى المسكين والتى عادة تشهد احتفالات وتهانى ودعوات تملأ الصحف تعبيرا عن مشاركة الاقباط لكبار الاباء والرهبان بكنائسهم وهذا ما لم يحدث مع الراهب متى المسكين .. الذى عاش خمسون عاما فى سلك الرهبة وانتهت به الحياة بعيدا عن اسوار الاديرة وعن حفاوة الاقباط او حتى تلاميذه الذين اصبحوا من كبار قيادات كنيسة الاقباط بمصر .. احداث لحياه غريبة بمراحلها وتفاصيلها ونهاية اغرب واكثر غموضا ...



                  واذا كان هذا ما وصل اليه حال شنودة الثالث مع افرب المقربين اليه معلمه وابيه الروحى متى المسكين مابال من هم دون ذلك من درجات الصحبة والولاء .. غير ان تمرد متى المسكين على تلميذه شنوده بابا الاقباط وسياستة و ادارته وجماعته للكنيسة القبطية وصل الى مبلغ التمرد حتى على الرهبانية وحياة الاديرة وافعال الكهنة و فتح الباب على مصراعيه لاعلان عدد ليس محل تجاهل التوبة عن كل افعالهم المنافية والخارجة والمرتدة عن تعاليم المسيحية .. واستنكارهم لتعاليم الكنيسة المبتدعة والعنصرية والمحرضة على الكراهية والعداء والبغضاء لكل من هو غير مسيحى قبطى .. ووصل ببعض منهم لحد التبرأ من صحبتهم لشنودة أو الاعتراف بمكانته ومنصبه البابوى وولايته كبطريرك للكنيسة المرقصية .. وشهدت السنوات الاخيرة تراشق الاتهامات المبهمة والمستترة والحرمان بين مجموعة من الكهنة من جهة .. وقيادات الكنيسة بزعامة شنودة من جهة اخرى وعدم اعتراف كل منهما للآخر .. وقائمة المشلوحين ( المطرودين من الكنيسة والمجردين من السلك الكهنوتى ) وكذلك المعتزلين للرهبانية والمتمردين على الولاء لشنودة والرافضين له قائمة طويلة حافلة باسماء كانت الى عهد ليس ببعيد من اكثر المنتمين لكنيسته والموالين له والمساندين لسياساته والمعلمين لها .. جميعهم من زملائه او تلاميذه المصاحبين والملازمين له الذين اشربوا فى قلوبهم افكار جماعة الامة القبطية وتجرعوا معه وايضا على يده كل سمومها العنصرية الاجرامية المتطرفة .. ولكل منهم كانت وقفة مع النفس احيطت بظروف واحداث طارئة غامضة غيرت من ولاءاته ومسلكه ودفعته للتمرد على زعيم عصابته واعلان التوبة .. اختلفت الظروف والاسباب الذى غيرت مجرى حياتهم وارغمتهم على عصيان تعاليم شنودة حتى لو كان الثمن التجريد من مناصبهم والوصول لعقوبة الشلح .. اختلفت الاسباب واجتمعوا على كتمان اسباب تلك التغيرات الطارئة على مسلكهم والتعتيم ايضا على افعالهم التى استوجبت اعلان توبتهم .. توقفت بهم الجرأة والتحدى لحد لم يستطيعوا تجاوزه ليعلنوا عن اى فعل ارتكبوه استحق منهم اعلانهم التوبة وطلب المغفرة والوصول بتمردهم لحد الشلح وعقوبة التجريد من مناصبهم الكهنوتية .. وعن مدى علاقتهم ببابا الاقباط وتورطه فى تلك الافعال ..

                  وعقوبة الشلح هى اقصى درجات العقوبة التى تطبق على رجال الدين وتطولهم .. هى نهاية لسلسلة من العقوبات المتدرجة فى شدتها تبعا لنوعية الجرم ودرجة الاستمرار والاصرار عليه .. وتبدأ العقوبات بفرض مدة معينة للصوم ثم المنع من الصلاة لفترة محددة ثم حرمان الكاهن من التناول ( عدم تمكينه من القيام بطقوس الكنيسة والاسرار السبعة الخاصة بها ) .. ثم عقوبة الايقاف عن منصبه لفترة .. ثم النفى والابعاد الى احد الاديرة لمدة تتناسب مع اسباب العقوبة .. واخيرا الشلح وتجريد رجل الكنيسة من مكانته الكهنوتية او الرهبانية .. والشلح من اشد انواع العقوبات عندما يرتكب الكاهن خطأ لا يمكن تجاوزه ولا اغفاله ولا اصلاحه .. خطأ جسيم يمس بعقيدة الكنيسة كمخالفة تعاليم المسيحية والارتداد عنها .. او ارتكاب فعل فاضح او تمرد على الولاء للكنيسة لحد الانشقاق عن قياداتها ومخالفة تعليمات بابا الكنيسة .. ويتم الشلح بعد توجيه الانذار للكاهن عدة مرات .. كما ان لكل درجة دينية محاكمة تخضع لها .. فمحاكمة القس امام الاسقف .. والاسقف يحتاج لشلحه لجنة من المجمع المقدس المكون من الاساقفة من كل محافظات مصر ..والراهب يتم محاكمته عن طريق رئيس الدير . . وجميعهم بتصديق على قرار الشلح من بابا الاقباط ... وهناك عقوبة تصل لحد حرمان المتوفى منهم من صلوات الجنازة وطقوس الموتى
                  وشهدت الخمسة عشر سنة الاخيرة تزايدا وتصاعد فى اعداد الكهنة التى وصلت بهم حد العقوبة الى التجريد رغم تكتم الكنيسة عن اعلان الرقم الفعلى للكهنة المطرودين واسباب تجريدهم من مكانتهم الكهنوتية وان كان بعض اسماء المشلوحين تم نشر اسمائهم فى مجلة الكرازة التى يرأس تحريرها شنودة الثالث بنفسه والتى تمثل صوت الكنيسة الرسمى .. الا انه هناك الكثير من الاسماء التى تم التعتيم على اسمائهم واسباب شلحهم لتعلق كل من هؤلاء الكهنة والكنيسة بالمشاركة فى ارتكاب امور خطيرة تصل لحد ان توصف بانها جنائية واجرامية .. لذا كان التعتيم وتكتم تفاصيلها واسباب الشلح من الطرفين من سماتها .. والتى دائما يبررها شنودة عند توجيه سؤال له ان اسباب تجريده لاحد الكهنه بقوله : ان نشر الاسباب ستضر بالكاهن واسرته .. لذا افضل ان اتهم بالظلم على ان أكشف السر حفاظا على الكاهن واسرته الذين سيطاردهم الاتهام طوال العمر حتى لو تم العفو عنهم بعد ذلك ) .. لهذا الامر يستخف شنودة بالعقول .. ونستكمل باذن الله



                  نعم لهذا الحد يستخف شنودة الثالث بالعقول يرفض ذكر اسباب تجريد الكهنة حفاظا على مكانتهم السابقة ويترك للعامة من رعاياهم وايضا من غير الاقباط المجال لاطلاق الشائعات والقاء التهم الباطلة والذهاب بظنونهم لابعد من الاسباب الحقيقية .. مكر ودهاء يعجز ابليس عن الذهاب اليه .. ,ولم تشهد كنيسة الاقباط على مر العصور منذ انشائها هذا العدد الهائل من الكهنة المطرودين ولا اى من كنائس الملل المسيحية الاخرى منذ ان عرفت المسيحية الى الان .. لم يعرف فى تاريخ المسيحية على اختلاف مللها بشتى بقاع الارض هذا التعتيم والتعامل بسرية وكتمان على اسباب تلك العقوبات المختلفة و التى وصلت لحد الشلح والتجريد من المناصب الكهنوتية لكثير من الرهبان والعاملين بالسلك الكهنوتى مثلما حدث بعهد شنودة .. بدأها كيرلس السادس بحملات نفى وابعاد كهنة الكنيسة والحرس القديم ليوساب الثانى واحتجازهم بالاديرة الى غير رجعة واستكملها تلميذه شنوده وابدع وتفوق على استاذه ولكن بجرأة غير مدروسة لم ينقصها الغشم والتهور والغباء .. كم من التعتيم تعدى ضغوطات الكنيسة ووصل الى درجة التهديدات واجبار المطاريد على الابتعاد عن الكنيسة وايضا عن التعامل مع الميديا الاعلامية واى محاولات للانزلاق للتصريح بالاسباب الحقيقية وراء اجراءات تجريدهم وطردهم .. ويبدو ان الكهنة على قدر كبير من التفهم والمعرفة الواعية بحجم تلك التهديدات وجدية الكنيسة فى التعامل مع تلك الامور وهذا ما ألزمهم الصمت وايثارهم للابتعاد فى هدوء وامان وسلام .. ويبدو ايضا انهم بحكم خبرتهم الطويلة ومشاركاتهم وتجاربهم التى دامت سنوات فى التعامل ومعايشة واقع الكنيسة اجبرهم على اختصار المتاعب وتجنب الصدام .. ومن قائمة المشلوحين :

                  _ الاب اغاثون سكرتير شنودة ومستشاره واقرب المقربين اليه سابقا .. وهو ايضا الكاهن الاسبق للكنيسة المعلقة .. وهو ايضا الذى تنازل عن ميراث كبير من والده فى سبيل الالتحاق بسلك الرهبانية والعمل لخدمة اهداف الكنيسة .. ولاسباب طارئة ومفاجئة ودون مقدمات تم ايقافه عن السلك الكهنوتى واقام الصلوات .. والغريب ان التعتيم على الاسباب تم من الطرفين ورفض أغاثون الافصاح عن السر وكأن مكانته الكهنوتية كانت هما ووزرا ثقيلا وحسنا فعل شنودة واراحه من هذا الذنب .. ورفض الافصاح عن سبب تجريده واكتفى بالقول : سأترك الله يدافع عنى
                  _ القس ابراهيم عبد السيد اشهر معارض لقوانين الكنيسة المبتدعة ومنشق عن الولاء لبابا الكنيسة واكثر المهاجمين اعلاميا لسياسة شنودة خلال 15 عاما مضت رغم انه كان من اخلص تلاميذه ونشأعلى تعاليم كنيسة الامة القبطية وكان له دور لا يستهان به فى تثبيت دعائمها .. وهو ايضا الذى انقلب على افكار وتعاليم الكنيسة المستحدثة واصدر كثير من الكتابات والمقالات .. ورغم جرأته فى التصدى اعلاميا لشنودة الثالث الا ان الاسباب الحقيقية لتجريده لم تذكر .. قيل ان السبب مخالفته فى اوامر بابا الاقباط واعترافه لحالات من الطلاق ومباركته لزيجات ترفضها الكنيسة .. لا نعرف مدى صحة هذا السبب وان كان هذا ماذكر اعلاميا لكن على الواقع لم يعرف اى حالة طلاق او زواج باركها القس ابراهيم عبد السيد ولم يعلن عنها .. ولكن مايهم فى الامر هو افصاح القس عن الاساليب والعقوبات التى تتتبعها الكنيسة فى محاكمة اباء وكهنة الكنائس والتى اكتفى بوصفها على انها ضغوطات مع من يتم التحقيق معه تصل لارغامه على التوقيع بخط يده على التهم المنسوبة اليه ويتم تفتيشه ذاتيا واحتجازه لاستكمال التحقيق معه وتهديده بفضحه باتهامات باطلة تنسب اليه واجباره على الابتعاد عن السلك الكهنوتى دون اى احتماء بقانون الدولة او اى مرافعات قانونية يلجأ اليها لانصافه .. ولم يفصح ابراهيم عبد السيد عن طبيعة الضغوطات التى تمارسها الكنيسة ولا الى اى مدى تكون ولكنه كان من الذكاء حيث احتمى بالاعلام من اى احتمال لبطش الكنيسة به حيث اصبح ذائع الصيت ومتواجد اعلاميا مما يضمن له الامان والسلامة .. ويبدو ان هناك اسباب لشلحه ابعد من تلك المنسوبة له .. حيث ان التهم المنسوبه اليه من مباركته للزيجات او موافقته على حالات طلاق والتى لم نعرف منها حالة واحدة وعلى فرض صحة هذا الادعاء فان تلك المهام فى التزويج او التطليق تنتهى بشلح الكاهن وابعاده عن وظيفته الكنائسية .. ولكن الامر مع ابراهيم عبد السيد ذهب الى ابعد من ذلك والتى كشفتها الحقائق حيث حرم بحياته من حضور الصلوات ودخول الكنائس كشخص قبطى عادى و امتنعت جميع الكنائس ورفضت استقبال جثمانه بعد وفاته واقامة الصلاة والطقوس الدينية الخاصة بالموتى .. وظل اهله يحاولون من الساعة السادسة حتى ساعات منتصف الليل مع جميع الكنائس الارثوذكسية للسماح بدخول جثمانه واقامة الصلوات الجنائزية باحداها .. وتدخل الوسطاء وجاء الرد من شنودة الثالث اثناء تواجده بامريكا بالرفض وعدم التصريح بالصلاه على الجثمان وفشلت كل المحاولات معه لانتزاع اى موافقه منه بما فيها محاولات من غير الاقباط وحتى محاولات اصحاب النفوذ جميعها باءت بالفشل امام اصرار شنودة على حرمانه ميتا من اقامه الصلوات على جثمانه .. ونستكمل باقى قائمة المطرودين باذن الله
                  أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                  والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                  وينصر الله من ينصره

                  تعليق


                  • #10
                    تابع

                    لم يكن القس ابراهيم عبد السيد الوحيد الذى حرم من اقامة الصلوات على جثمانه بعد موته للاسباب الساذجة المذكورة سابقا والغير منطقية .. ولكن هناك ايضا القس دانيال وديع التى رفضت كل كنائس مصر الصلاة على جثمانه بما فيها المنصورة مسقط رأسه حيث تطير التعليمات عبر الكنائس .. والمعروف ان نظام شنودة نجح فى ربط كنائس مصر وجميع الاديرة والاماكن القبطية ومراكزها داخل وخارج مصر فى شبكة من المتابعة والتواصل غاية فى النظام والتوافق للربط بينها لتلقى كل المعلومات من قيادات الكنيسة وايضا الاطلاع على احوال الكنائس والظروف المحيطة بها ومتابعة كافة نشاطاتها داخل وخارج مصر والتى تتطور دائما و تأخذ باحدث وسائل الاتصالات وايضا استخدام شبكة متكاملة منظمة من التواصل عبر النت .. خطط ادارية اتبعتها كنيسة شنودة فاقت فى نظامها وزارة الخارجية فى تتبع احوال قنصليات وسفارات مصر بالخارج .. بل فاقت حتى خطط الربط بين الوزرات والحكم المحلى وحتى اقسام الشرطة ومكاتب السلطة ..


                    _ القمص اندراوس عزيز والذى قيل ان سبب الاختلاف مع شنودة فى مسألة الصوم .. ماهذه السذاجة التى يتعامل بها الكهنة فى ذكرهم للاسباب .. هل الصوم شىء جديد مستحدث على الكنيسة حتى يكون هناك خلاف بشأنه

                    لم يقتصر الشلح ( تعبير سريانى يقصد به التجريد والطرد من السلك الكهنوتى ) على القساوسة والرهبان بل وصل الى مرتبة الاساقفة ومنهم
                    -الانبا غورغوريوس أسقف البحث العلمى السابق والذى قيل انه اختلف مع الانبا شنودة فى تفسيره لبعض فقرات الكتاب المقدس .. وعجبا لهذا السبب فلم يعرف عن الانبا شنودة انه مفسر للكتاب المقدس وحتى لو كان فلن يكون الاول ولا الاخير .. والمعروف ان مكانة شنودة هى قيادية من واقع منصبه وليس مصحح ولا مفسر ولا مراجع للتفسيرات وغيره الكثير من الرهبان الاقدم منه والاكثر دراية وتواصل وتخصص فى هذا المجال والذى لديهم متسع من الوقت للدراسة والتفاسير والتى لا يسمح له وقت شنودة ولا سنوات عمره كلها التى قضاها بين سنوات العلمانية الاولى ومنازعات الوصول الى الحكم واعتلائه منصب البابوية بسن صغير 48 بالمقارنة بمن قبله الذين مضوا سنوات طويلة فى سلك الرهبانية .. ويكفى شنودة من الوقت ما تحتاجه تبعيات وهموم وطموحات ومسئوليات منصب البابا .. لو كان هناك ما يستحق ان يختلف مع الانبا غورغويوس فى التفاسير فليكن الرهبان الذين امضوا سنوات طويلة متفرغين لتلك الامور ولديهم متسع من الوقت للنقاش والجدال وتفنيد اوجه الخلاف والبت فيه .. وليس شنودة الذى لا يملك من تاريخ الرهبانية وحياة الاديرة غير فترات قليلة لا تذكر وفترات للزيارات والاستجمام بعيدا عن هموم المنصب ..
                    ونستكمل المشلوحين !!!



                    وكان للرهبان ايضا نصيبا من الشلح ومنهم الاب دانيال البراموس وهو من كبار الرهبان وله شهرة كبيرة ومحبة من الاقباط وقيل من اسباب تجريده من منصبه ان افكاره ابتعدت عن الارثوذوكسية و اصبحت اقرب الى البروتستانتية .. من اين لراهب اعتزل العالم والتصق بديره ان يأتى بافكار البرتوستانت .. اللهم اذا كانت له مهام اسندت اليه وتخطت اسوار الدير واتاحت له فرص التواصل والاختلاط مع اتباع الملل الاخرى ..

                    -القس انجيليوس الصموئيلى الذى اوقف وابعد عن الدير دون ذكر اسباب
                    - القس غبريال شرحه لم تذكر اسباب او اى تعليق من جميع الاطراف الشالح والمشلوح
                    - القس جورجيوس امين لا تعليق عن اى اسباب
                    -القس ارميا بولس ( نسخة مكررة ) لا اسباب مذكورة لايقافه ولا تحديد للمدة
                    - الراهب داود السريانى تم تجريده وابعاده عن الدير لمدة 15 سنة دون ذكر الاسباب ثم السماح بعودته ايضا دون اسباب والغريب ان قوانين الدير المعروفة فى تاريخ الكنيسة لا تسمح بعودة راهب انقطع وطرد لمده تزيد عن سنة اواكثر بقليل ولكن قوانين شنودة وكنيسة جماعة الامة القبطية حالة منفردة فوق اى تعاليم واى قانون
                    -ابعاد الاسقف الانبا امونيوس رئيس ابراشية الاقصر عن ابراشيته رغم تمسك رعاياه وشهادتهم له
                    -ابعاد الاسقف مينا اسقف جرجا وطرده من ابراشيته .. والانبا مينا هذا كان له خلاف كبير جدا مع الانبا شنوده فى السبعينات واستمر للثمانييات حيث رفض الاعتراف بشنودة كبابا للاقباط ولم يقر بولائه له بل ودخل معه فى خلاف شديد تبادل الاتهامات بلهجة وكلمات حادة .. وصلت الى حد عدم اعتراف الانبا مينا بصلاحية شنودة لاقامة الصلوات وأقر بعدم جواز شنودة لاقامة الصلوات وبطلانها اذا اقامها وعدم صلاحيته لمنصب البطريرك .. وقتها كان شنودة ببدايته واثر الابتعاد عن اى مشاحنات قد تثير حوله الزوابع وتؤثر على شعبيته ولكنه ما ان تمكن من بسط نفوذه وضمان ولاء رعاياه له حتى اطاح بالاسقف مينا . . لا يمل شنودة من الصبر سنوات ولكنه بارع فى اقتناص الفرص المناسبة للنيل من غريمه و اعدائه .. وحتى احبائه واصدقائه و معلميه .. ولائه لاهداف كنيسة الامة القبطية ورهبانها المتمسكين بها فوق اى صداقة او علاقة او محبة .. اطماع كنيسته واهدافها فوق اى انتماء حتى لو ادى به الامر الى خيانة الوطن ..
                    قائمة مطاريد الكنيسة طويلة مملة حافلة بالاسماء الغريبة عن لغتنا ووطننا .. وغريبة حتى فى طبائع اصحابها وكنيستهم وزعامتهم وقيادتهم .. اكتفينا ببعض مشاهير المشلوحين وغيرهم الكثير من الاسماء المعلنة والاكثر منها الاسماء التى لم تعلن والتى ابعدت للاديرة واختفت عن الانظار .. والمعروف ان بدخول الراهب الدير يكون قد اعلن موته وميلاده باسم جديد وبالتالى تنتهى ولايه اهله عليه وتتبعهم لاحواله والتقصى عن وجوده من عدمه .. نكتفى بذكر هذا القدر من المبعدين من الكنيسة وتبقى الاسباب الحقيقية وراء ايقاف وتمرد واستبعاد وشلح الكهنة .. نستعرض بعض منها باذن الله



                    تعددت اسباب الشلح ولكن اغلب المتمردين على سياسة شنودة كانوا من الذين اعلنوا توبتهم واستنكارهم لقوانين الكنيسة المبتدعة والتى حادت بعيدا عن قوانين الكنيسة القبطية التى دامت قرون طويلة .. وانشقاق هؤلاء الكهنة عن افكار كنيسة جماعة الامة القبطية العنصرية المتطرفة التى يتزعمها صوريا شنودة وتقدم العمر بهؤلاء الكهنة واحساسهم بدنو الاجل هو الدافع الاساسى لاعلانهم توبتهم عن افعالهم ومحاولتهم التكفير عنما اقترفوه فى حق المسيحية وابتعادهم كثيرا عن تعاليمها باتباعهم لسنوات طويلة لهذا الفكر الشيطانى المنحرف المتمثل فى فكر الامة القبطية .. وقيل ان كثير منهم انتابته حالات من القلق والفزع والحزن العميق والمرارة واحساس كبير بالخطيئة والاثم .. واحدهم تفوه اثناء مرضه باسرار واعترافات غاية فى الخطورة حتى ان الكنيسة فرضت حراسة مشددة على بعض الرهبان المنشقيين اثناء مرضهم وسكرات الموت ..

                    - من هؤلاء المشلوحين من اشرف على ابعاد ونفى الرهبان القدامى عهد الانبا يوساب الثانى وكيرلس السادس واخريين غيرهم الى الاديرة البعيدة واذلالهم وارغامهم بالقوة على التزام الدير وتعريض حياة الكثير منهم للتصفية الجسدية فى حاله محاولة الهروب او التحريض على سياسة الكنيسة وهناك بعض الاشاعات القوية ان بعض الرهبان القدامى جدا من عهد يوساب الثانى مازالوا على قيد الحياة وان منهم من تعدى المائة واكد البعض على وجود رهبان معمرين جدا قد يكون يوساب الثانى احدهم .. وادت معايشة هؤلاء الكهنة السجانين للرهبان المبعدين وخوفهم الشديد من الحاق اللعنات بهم الى تأثر البعض منهم بمسلكهم المخالف عن شنودة وحاشيته المفتقدين لروح المسيحية والغير ملتزمين بتعاليمها والمحرضين على افعال تتنافى معها .. لذا وجد السجانين من اتباع شنودة وجماعته فى ملازمة الرهبان المبعدين للاديرة بقايا روحانيات افتقدوها فى كنيسة شنودة مما ادى الى تمردهم وخروجهم من الدير واعلانهم التمرد على شنودة ومحاولة التزام الكنائس للتواصل مع الرعايا الاقباط وتصحيح مفاهيمهم وردهم عن افكارهم المشوشة والعنصرية والكارهة لكل ماهو غير قبطى .. كما حدث ببعض كنائس مصر القديمة عندما عاد اليها بعض الرهبان المبعدين محاولين التزام الكنائس والتواصل مع رعاياها ولجأ شنودة واتباعه الى الشرطة واجبروهم على الخروج ثم اعيد نفى كلا من الرهبان المبعدين الاوائل والمنشقين الجدد الى الاديرة مرة اخرى تحت صمت السلطات على اعتبار تلك المنازعات شئون كنائسية داخلية خاصة بالكنيسة ..
                    - ومن كهنة الكنيسة الحالية من كان لهم بصمات قوية فى ترسيخ نفوذ كنيسة الامة القبطية الحالية ولكن وجدوا ان تلك المهام والمسئوليات التى اسندت اليهم للقيام بها ابعدتهم كثيرا عن العبادات والدعاء وغيرها من الروحانيات التى هى من المفترض ان تكون من صلب عملهم وموقعهم واقتطعت الكثير من اوقات الصلاة والصوم والانشغال عنها بامور دنيوية وسياسية تحيد بالكنيسة بعيدا عن جوهر العقيدة فى رحلات وسفريات ومقابلات ومؤتمرات والظهور الاعلامى المتنافى مع قوانين الرهبنة .. ووجدوا ان طموحات كنيسة شنودة الدنيوية ابعدتهم كثيرا عن اداء مهام العباده .. حتى ان اختصاصاتهم اصبحت علمانية فمنهم اسقف التعليم ( شنودة ) واسقف البحث العلمى واساقفة بتخصصات اشبه بمهام الوزارات لا علاقة لها باعمال رجال الدين .. مما ادى الى حدوث كثير من الاختلافات الداخلية التى وصلت لحد المشاحنات والتشابك بالقول واليد بين الكهنة التائبين وكهنة شنودة .. والتى وصل بشنودة ورهبانه الى تغيير مفهوم الصلاة والصوم واعتبار تبديد الرهبان للاوقات الخاصة باقامة العبادات فى امور دنيوية وسياسية تخدم مصالح الكنيسة له نفس الاجر والثواب .. وهو مايتنافى مع قوام المسيحية التى تفصل بين ماهو للرب وما هو لقيصر .. ونستكمل



                    وهنك شلح صورى لخدمة اهداف الكنيسة وفى نفس الوقت وسيلة لتتجنب اى حرج او اثارة للرأى العام او صدام مع الاعلام او السلطة .. وهذا النوع من الشلح هو الاشد خطورة على واقع المسلمين والامن العام لما يتصف به من مكر ودهاء وخداع وايضا غباء .. ظاهره ابعاد بعض الكهنة عن الكنيسة لتورطهم فى اعمال شائنة او لعنصريتهم واستفزازتهم واثارتهم للفتنة وتطاولهم على الاسلام او العمالة الاجنبية لاثارة الغرب ضد المسلمين .. وفى الوقت ذاته هم من اقرب المقربين الى قيادات الكنيسة وعاملين باخلاص من اجل اهداف كنيسة الامة القبطية بكل تفانى وهم بافعالهم هذه منفذين لاوامر قيادتهم .. و فى نظر كنيسة شنودة من اخلص جنود الرب لقبولهم بان تجرس اسمائهم بزعم طردهم من السلك الكهنوتى .. ورغم اعلان الكنيسة عن معاقبتهم وشلحهم الا انهم على تواصل ومحبة مع قياداتها ومتميزين عن غيرهم ممن رفضوا ان تزج اسمائهم اعلاميا فى سجل المطاريد .. كما ان هؤلاء المطرودين المشلوحين صوريا يجدوا كثيرا من التقدير والتواصل والاحترام من رعايا الكنيسة الذين هم على درايا وعلم من ابائهم بالكنائس بتلك الحيل الخادعة .. وايضا يجد هؤلاء المشلوحين صوريا كل التمويل السخى والدعم اللازم من كنيسة شنوده ورهبانه للقيام بالادوار التى اسندت اليهم .. ومن هؤلاء المطاريد صوريا

                    - جميع الكهنة المتطاولين على الاسلام فى وسائل الاعلام والقنوات الفضائية واصحاب برامج ثابتة ممولة من الكنيسة القبطية واشهرهم الكاهن القبطى زكريا السفيه وبطانته الاعلامية .. وهم من اكثر الملازمين لقيادات الكنيسة القبطية وعلى قائمة المستقبلين لهم بالخارج والمنفذين لتعاليم كنيسة شنودة بكل اخلاص وتفانى ..
                    - الكهنة المشلوحين صوريا بسبب انتاجهم شرائط لاعمال فنية بالكنائس من مسرحيات ولقاءات وافلام تسجيلية الغرض منها حملات تنصيرية واشعال الفتن وازدراء الدين الاسلامى والتطاول على كل رموزه واخرها وليس اولها كانت احداث كنيسة محرم بك بالاسكندرية فقد كانت هناك الكثير من الاعمال التى مولتها كنيسة شنودة بمباركته شخصيا لها وقام بالتمثيل نخبة من الفنانين الاقباط المعروفين وعلى قائمة اسمائهم جورج سيدهم وسناء جميل
                    .. وللانصاف فان محور الانتاج الفنى والاعلامى وتبنى الكنيسة للفنانين واقامة مسرحيات وتمثليات بدور العبادة واشراف كهنة الكنائس على انتاجها و اخراجها واعداد سيناريوهاتها ومتابعتهم لكل تفاصيل انتاج الاعمال الفنية .. هذا المحور الذى لعبت عليه الكنيسة ومولته بملايين الجنيهات وجد اعتراضا من بعض الكهنة الذين اعتبروا فنون التمثيل والروايات والافلام فى حد ذاتها لا تتفق وتعاليم المسيحية التى تنكر الكذب وتعتبر مرتكبيه آثمين ويستوجب عليهم التوبة لممارستهم لمهنة التمثيل التى قوامها الكذب والافتراءات بادعاء اسماء وشخصيات وهمية ليس لها وجود وحتى لو وجدت فانها ليست ذاتها ..والخيالات المريضة البعيدة عن المصداقية والواقع الفعلى حيث انها من وحى الخيال وكذلك ارتداء ملابس وماكياجات وغيرها من لوازم الفن الذى لا يتفق والمسيحية .. وهؤلاء الرهبان وصلوا الى مرحلة من النزاعات لحد اتهام كنيسة شنودة بالخروج عن المسيحية وابتداع امور مستنكرة لما فى فن التمثيل من اختلاط وافعال وتصرفات تنكرها المسيحية ولم يأخذ بها المسيح ورسله رغم وجود فنون المسرح الرومانى عهده .. ولم يأخذ بها اسلافه من البطاركة ولم يفتحوا ساحات دور العبادة لتلك الممارسات الفنية الباطلة .. واعتبروا منهج شنودة بادخال الفن الى ساحات الكنيسة ودور العبادة وتمويل الكنيسة له هو اتجاه الى علمنة الكنيسة وسياستها .. ودعوة الى انشغال الكهنة بامور تخالف طبيعة وظيفتهم ومهامهم الاصلية .. وابعد شنودة هؤلاء الكهنة الى الاديرة ..
                    غير ان اخطر انواع الشلح الصورى ( الغير حقيقى ) هذا النوع الذى طال برسوم المحروقى اشهر المشلوحين من رهبان دير المحرق باسيوط والذى قدم نفسه كبش فداء فى سبيل خدمة اهداف الكنيسة بعد اعلان فضائح ممارسته للزنا والرذيلة بهيكل الدير وتم نشر تلك الاحداث المصورة فى 17 يونيو الموافق للعام 2001 !!



                    غير ان اهم المحاور التى انتبه اليها السادات هو تعمد كنيسة شنودة اشعال فتيل الفتنة بين المسلمين والاقباط منذ بداياتها والتى بدأها شنودة باحداث الخانكة فى 6 نوفمبر 1972 والذى تقارب وعيد الفطر المبارك حيث تعمد شنودة بالتعدى السافر على قوانين البلاد التى تنظم بناء دور العبادة الخاصة بملل اهل الكتاب فى ظل دولة اغلبيتها مسلمة .. والتى التزمت بها الكنيسة القبطية منذ ابرامها للعهود مع الفتح الاسلامى لمصر عهد عمرو بن العاص .. عهود ضمنت السلامة والامان ونظمت العلاقة بين المسلمين واصحاب الملل الاخرى مما حفظ الاستقرار بالبلاد طيلة قرون طويلة .. افتتحها شنودة فى عهده بنقض كل تلك المواثيق والتبرأ منها بما فيها شروط بناء دور العبادة العشرة وقوانين الخط الهمايونى الذى صيغ فى العهد العثمانى .. بداية لشنودة حفلت بالتحدى والاستفزاز حيث قام بانشاء كنيسة دون ترخيص فى منطقة اغلبيتها مسلمة وقام مجهولون باحراقها ( قيل انهم بايعاذ من الكنيسة ضمن خططها فى حياكة المؤامرات ) .. فخرج بشكل علنى ومجاهرة بالعداء فى مظاهره قادها سيرا على الاقدام يتقدم عددا من القساوسة والرهبان مما استفز اعدادا كبيرة من المسلمين وحدث التصادم .. واحتوت الحكومة تلك الاحداث بتشكيل لجنة برلمانية برئاسة د. جمال العطيفى الذى اصدر تقرير تضمن توصيات ورغبة الكنيسة فى اصدار قانون موحد لبناء دور العبادة اسوة بالمسلمين .. الوضع بالنسبة لشنودة لا يعنى حاجة الاقباط لدور عبادة ولكن الكنائس بالنسبة لجماعته تمثل مراكز ومناطق نفوذ حتى لو كان عدد الاقباط بحى او منطقة معينة لا يستكفى العدد الذى يستوجب اقامة دور عبادة .. والمعروف ان الاقليات الدينية بكل بلاد العالم تلتزم اماكن تجمعات خاصة بها باعداد تسمح باقامة دور عبادة لهم .. وكان الامر يسرى على الاقباط حتى ان هناك بلاد بالصعيد كانت اغلبيتها مسيحية لالتصاقهم بدور العبادة الخاص بهم .. ولكن شنودة ابتدع خطة ماكرة حث فيها الاقباط على الانتشار فى الاحياء والبلاد بحيث يتم ممارسة الضغوط على الحكومة بانشاء الكنائس باماكن حتى لو كان المتواجد فيها اسرة او اثنتين من الاقباط .. الامر بالنسبة لجماعة الامة القبطية هو امل وهدف ان تقرع اجراس الكنائس القبطية بكل بقاع مصر والا ينقطع صوت الاجراس بل يتواصل بتواصل بناء الكنائس على ابعاد ومسافات معلومة تفصل بينها .. لا يكاد المار ان تغيب عنه اصوات اجراس احدى الكنائس حتى تليه اصوات الاخرى .. الهدف بالنسبة لشنودة ابعد من احتياج الاقباط للكنائس والتى معظمها فارغة من المصلين بل ومن رجال الدين الذين انشغلوا عن العبادة بالامور السياسية والتخطيط للعداء وصياغة المؤامرات .. وحتى تلك التى يرتادها منمصلين فان مساحتها تتسع لاضعاف العدد الموجود .. هى سياسة كنائسية ماكرة الغرض منها سحر الاعين وايهام الغرب والسائحين وحتى القاطنين باتساع نفوذ كنيسة الاقباط وتعدادهم وتواجدهم على ارض مصر .. وكانت حادثة الخانكة بداية اتت ثمارها للكنيسة وكانت بدايات لمحور انطلاق الاقباط فى مظاهرات وتفنن كهنتهم فى اشعال الفتن التى اخذت فى التصاعد الرهيب داخل وخارج مصر عهد السادات حتى اختتمت عهده بحادث الزاوية الحمراء فى 17 يونيو 1980 والذى ادى بنشوف عنف طائفى بين المسلمين والاقباط لمدة ثلاث ايام متتالية وكانت النتيجة حسب التقرير الامنى 17 قتيلا و112 جريحا .. والذى ادى بالسادات الى سرعة حفظ الاستقرار والامن بالبلاد واصدار قرار عزل وتنحية شنودة وتحديد اقامته باحد اديرة وادى النطرون ..



                    لم يخطأ السادات عندما اخذ بحيثيات الحكم فى التهم الموجه الى شنودة

                    (( ان البابا خيب الامال وتنكب عن الطريق المستقيم الذى تمليه عليه قوانين البلاد , واتخذ الدين ستارا يخفى اطماعا سياسية - كل اقباط مصر منها براء - وانه يجاهر بتلك الاطماع واضعا بديلا له - بحرا من الدماء تغرق فيها البلاد من اقصاها الى اقصاها - باذلا قصارى جهده فى دفع عجلة الفتنة باقصى سرعة وعلى غير هدى فى ارجاء البلاد - غير عابىء بوطن يؤويه ودوله تحميه - وبذلك يكون قد خرج من ردائه الذى خلعه عليه اقباط مصر ))
                    نعم شنودة غير عابىء بوطن يؤويه ودولة تحميه .. وكيف يعبأ وهو الذى اعتاد على حياة الصحارى والخرابات والاماكن المهجورة .. كيف يعبأ وهو تلميذ لمعلميه من مطاريد الاديرة ( كيرلس السادس ومتى المسكين ) ورهبان عصابة الامة القبطية المتطرفين والخارجين على القانون والمنحرفين عن الدين .. ولكن أخطأ السادات وسلطاته عندما ظن ان شنودة تنكب عن الطريق المسقيم وكيف له وهو لم يكن يوما يعرف الاستقامة فى توجهاته ونزعاته العنصرية التى بدأها مع جماعة من الرهبان منبوذة مطرودة و منحرفة عقائديا .. أخطأ السادات وسلطاته التى تغافلت عن عمد او جهل بمجريات الاحداث بكنيسة من الملل التى من المفترض ان تكون خاضعة للسيادة المصرية .. ومازالت السلطات الى الان جاهلة بمجريات الاحداث بالكنيسة القبطية وتقف عاجزة غير مدركة لخطط كنيسة الامة القبطية التى يتزعمها شنودة .. مازالت السلطات تقف موقف المدافع لصد الهجوم والتهديدات التى تشنها كنيسة الاقباط .. مازالت تلك الدولة العلمانية غير واعية ولا مدركة بمسئولياتها تجاه الاسلام والمسلمين ومدى الخطورة التى تحيط بشعب اغلبيته يدين بالاسلام وليس بالديمقراطية ولا العلمانية ولا الاشتراكية ..
                    كان قرار السادات بعزل شنودة وتحجيم نشاطات الكنيسة السياسية ووضع رهبانها بجميع فئاتهم ورتبهم فى حجمهم الحقيقى وفضح نواياهم وحصرهم فى مهامهم العبادية التى لا تخرج عن تعاليم المسيحية
                    المائدة (آية:68): ( قل يا اهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراه والانجيل وما انزل اليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تاس على القوم الكافرين )
                    ولكن هذا القرار جاء متأخرا .. كثيرا ما انتاب السادات الحيرة والتعجب بشأن تصرفات شنودة ولكن تلك التصرفات لم تستوقفه ولم يعطى لها وقتا واهتماما .. فور عودة السادات من كامب ديفيد مع بطانته وعلى رأسهم بطرس غالى ( مبعوث الكنيسة الغير معلن ) واعلانه لمعاهدة السلام مع اسرائيل .. تلقى السادات تأييدا من كنيسة الاقباط حيث اعلن المجمع المقدس مباركته وتأييده التام للتسوية والسلام مع اسرائيل .. وارسل شنودة برقية تهانى الى السادات يحى فيها جهوده الرائعة لاجل السلام وختم تهنئته فى البرقية بترشيحه للسادات لنيل جائزة نوبل للسلام .. وفور توقيع السادات لاتفاقية السلام نشرت مجلة الكرازة فى 23 مارس 1979 اعلانا بفرحتها بالمعاهدة .. مما دفع السادات للمبادرة بارسال وفد الى بابا الاقباط شنوده يدعوه لاعداد وفود قبطية لزيارة القدس تدعيما لجهود السادات لسياسة السلام والتطبيع مع اسرائيل والتى باركتها الكنيسة فى اعقاب اتفاقية السلام والتى على اساسها وعد السادات بيجن بانه لا يمانع من زيارة الاقباط للقدس .. وكان الرد بمثابة صاعقة للسادات حيث اعتذر شنودة بابا الاقباط عن اعداد اى وفود قبطية للحج الى القدس او حتى زيارتها حيث قال لمبعوثى السادات (( أرجوكم ابلاغ الرئيس اننى لا أرى الوقت مناسبا لتنفيذ اقتراحه )) ..
                    وضع هذا الرد المفاجىء السادات فى حرج .. وقع مؤسف مع قيادات اسرائيل التى وعدها بقدوم وفود قبطية للحج وزيارة بيت لحم والقدس فى اطار مجهودات التطبيع بين مصر واسرائيل .. حرج لم يفهم السادات مغزاه غير ان شنودة خدعه عندما اعلن مباركته للسلام ثم وضعه فى حرج مع اسرائيل وعلى المستوى الاقليمى والعالمى .. جهل السادات وسلطاته الذى اعماهم عن الالمام بشئون الكنيسة والتحرى عن احوال قيادتها ونزعاتهم وولائهم ومخططاتهم لم يسعفهم لكشف لغز مباركة شنودة وكنيسته للسلام مع اسرائيل وفى نفس الوقت رفضه للذهاب للقدس وهى تحت السيادة اليهودية .. اغفاء الدولة عن مسئولياتها تجاه دولة غالبيتها مسلمة اعماها عن معرفة انتماء شنودة وكنيسته ورهبانه لجماعة الامة القبطية المتطرفة التى تعتبر اليهود على قائمة اعدائها وكذلك المسلمين .. الاثنين فى سلة واحدة .. اليهود لمسئوليتهم عن صلب المسيح وعدم اعترافهم به .. والمسلمين المصريين لاعتناقهم الاسلام بعد المسيحية .. لم يفهم السادات ان مباركة شنودة للسلام بين اليهود والمسلمين لادخالهم لحلبة المصارعة واحكام المواجهة بينهم والتربح والاستفادة من اموال الصهاينة وطعن المسلمين بهم .. و الاضرار بالمسلمين ..وكذلك تمويل التيارات الرافضة لهذا التطبيع ( تمويل من الباطن ) .. لم يعلم السادات وسلطاته ووزارة داخليته المبدأ الذى يعتنقه شنودة وكهنته ورهبان جماعة الامة القبطية المؤسسين لكنيسته .. المبدأ والشعار الذى يدين له شنودة بكل كيانه والقائل (( اطعن عدوك بخنجره او بعدو لكما )) ..
                    ونستكمل



                    ابدعت كنيسة شنودة فى اللعب على وتر افتعال اسبابا للفتنة والمشاحنات مع المسلمين والخروج بالاقباط فى مسيرات ومظاهرات .. سيمفونيات من التخطيط وصياغة المؤامرات تفرغ لها رهبان وكهنة كنيسة الامة القبطية واخرجوها باتقان ولكن تركوا ورائهم بصمات تفضحهم تغافلوا عنها شأن كل العمليات الاجرامية التى تدين اصحابها .. لم يعرف الاقباط تلك المظاهرات ولم يعتادوا من قبل على اساليب الدهاء هذة .. بكل فترات وعصور عشرتهم مع المسلمين لم يكن هذا المسلك مألوفا ولا معروفا .. بكل عصور الخلافة الاسلامية من قوة وضعف وانتصارات وهزائم المسلمين لم يسلك الاقباط هذا المسلك الخبيث الماكر لموالاة اعداء المسلمين ومناصرتهم والاستنصار بهم بتلك الحيل الماكرة لاشعال الحروب والزج بهم فى مواجهات مع المسلمين .. مسلك شيطانى خبيث افتتحه شنودة مع احداث الخانكة لتشجيع الاقباط وبث روح الجرأة والتطاول على الاسلام والمسلمين .. مسلك غريب عن المسيحية لم ياخذ به اسلافه من الرهبان الذين نفوا الى الاديرة بل وتعرض اكثرهم للتصفية الجسدية .. مسلك لم يألفه رعايا الكنيسة حتى اثناء تعرض بطريرك الاقباط يوساب الثانى للاختطاف من قبلهم .. وحتى اثناء احداث مذبحة دير المحرق التى تعرض لها الكثير من الرهبان والكهنة من الحرس القديم التابع ليوساب الثانى للتصفية الجسدية منعام 1961 الى 1963 على يد الرهبان اتباع الامة القبطية والتى بلغت مداها ذلك العام الذى تم لكنيسة كيرلس السيطرة على دير المحرق واخضاع اسيوط لسلطة رهبان جماعة الامة القبطية .. حتى اثناء تلك الاحداث الدموية الاجرامية التى تمس الاقباط لم يخرجوا بمظاهرات .. وتركوا الرهبان لمصائرهم دون تدخل أو حتى ابلاغ السلطات ..

                    يالثمانيات اتخذت استفزازات الاقباط للمسلمين وخروجهم فى مظاهرات مسلك اكثر وعيا وتخطيطا .. منهج مدروس ومعد له بعناية وترتيب ومتوافق مع اهداف كنيسة الامة القبطية .. وتزامنت المظاهرات فى مصر مع مظاهرات اللوبى القبطى بالخارج وخاصة بالولايات المتحدة الامريكية .. كلها تمت لممارسة الضغوط على الحكومة التى هى ليست باى حاجة لضغوط لتثبت خنوعها وخضوعها لرغبات كنيسة شنودة .. فالدولة ليست دينية ولا يشغلها مسئولياتها وحفظ اماناتها تجاه الاغلبية المسلمية ودين الله .. وحتى علماء السلطة ليسوا من القوة والاخلاص فى النصيحة لولاة امورهم او حتى الاخلاص لله فى دينهم .. الفجوة واسعة بين اخلاص شنودة وصعاليك الامة القبطية لتعاليمهم الباطلة الاجرامية وبين اخلاص قيادات الامة وعلمائها للاسلام والمسلمين .. دفعت الكنيسة بكل قوتها للزج بالامة فى خلافات مع الغرب .. بذلت الكنيسة الجهد لارهاب المسلمين وترسيخ مفهوم البعبع الامريكى والغربى .. وتغافل المسلمين فى مصر قلب الامة العربية عن الجهاد والاستعداد للمنافقين والمندسين من اعداء الامة فى ديار الاسلام وبين ظهرى المسلمين .. انقلبت الاوضاع واصبح اعداء الامة هم الذين يتفنون فى ارهاب المسلمين وتخويفهم .. وليس بالشىء الكثير .. فقط بالمظاهرت والهتافات المعادية للاسلام والمسلمين .. لهذا الحد وصل الضعف والهوان بحكومة مصر وعلمائها وشعبها المسلم ..
                    وبالتسعينيات اتخذت مسيرات الاقباط منعطفا خطيرا حيث غلفت عمليات الاقباط الاجرامية بخروج الاقباط فى مظاهرات لابعاد الشبهات عن الكنيسة والصاق التهم زورا وافتراءا بالعناصر الاسلامية وبذلك تشعل العداء بين السلطة الكارهة للحكم الدينى وبين التيارات الاسلامية .. وتشويه صورة التيارات الاسلامية لدى الغرب
                    - حادثة ابى قرقاص بصعيد مصر الذى راح ضحيته اكثر من 13 قبطيا اثناء تأديتهم للصلاة باحدى الكنائس بابو قرقاص وألصقت التهمة زورا وبهتانا بتيارات اسلامية .. والذى أكد فيه احد الكهنة المشلوحين والمنشقين عن الكنيسة ان تلك المجزرة تمت بعلم الكنيسة وتخطيطها وقام بها افراد تابعين لسفاحين الامة القبطية (الجناح المسلح منهم ) للتخلص من احد الكهنة الذى تحول الى العقيدة الكاثوليكية .. ووجهت له الكنيسة عدة انذارات واوقفته عن العمل بها ولكنه استمر على رفضه لمنهج الكنيسة وارتد عن افكارها واستطاع ان يؤثر على بعض الاقباط وكان يقيم لهم الصلاة بطريقة مخالفة للعقيدة القبطية الارثوذكسية مما أدى الى هذا الحادث المؤسف الذى ألصق زورا وبهتانا باسلاميين ليس لهم صالح ولا أدنى منفعة من اختصاص كنيسة بذاتها صغيرة فقيرة بروادها فى احدى اغوار قرى الصعيد بالقتل دون اسباب واضحة ..
                    - حادثة الكشح التى اتخذت ستار للتغطية والتمويه بشأن استخدام بعض دور العبادة القبطية والاديرة بالصعيد كمخازن للاسلحة والتى تورط بعض الكهنة فى حيازتهم لها .. ومن المعروف ان دور ووظيفة كهنة الكنائس لا يجب ان يخرج عن مهام العبادة ولا يجب لراهب مسيحى ان يتسلح باسلحة نارية .. واذا بالامر يشتعل الى صدام مفتعل تضيع فيه الحقيقة ويتم منع الجهات الامنية بالمظاهرات وارهابهم بالرأى العام العالمى عن تفتيش الكنائس والاديرة واخراج الاسلحة منها والذخائر منها .. وتم التعتيم على مجريات الامور
                    _ حوادث ومسيرات قبطية اشعلتها الكنيسة فى توقيت تناسب وبعض نواياها واهدافها مثل تلك التى حدثت فى اعقاب نشر تفاصيل فى جريدة النبأ خاصة ببرسوم المحرقى احد كبار رهبان دير المحرق باسيوط والذى تضمنت صورا فاضحة له وخرج الاقباط فى مسيرات ومظاهرات شغلت الرأى العام العالمى عن اهداف للكنيسة والتى هى ابعد من تلك الفضيحة والتى استوجبت فضيحة بهذا الحجم مهدت لها الكنيسة واعدت لها بل ودفعت بالشريط لجريدة النبا لنشره .. والمعروف انه من الصعوبات البالغة امكانية احد الغرباء من اختراق الاديرة بكاميرات وخاصة بالاماكن الخاصة بالرهبان .. بل ان الاديرة موضوعة تحت الرقابة الشديدة من خلال ادارتها ورهبانها ويحظر على احد المبيت او التخفى فى سراديبها وحجراتها دون ان ينكشف الامر .. كما من الصعب على اى راهب اخفاء ممارسات له عن اعين الرهبان او ادخال اى من الغرباء الى قلايته دون علم ادارة الدير .. واذا ماحدث ذلك فان الغريب المخترق لاسوار الدير قد يعرض حياته للخطر ويزج بنفسه فى مستنقع دير لا يعلم مداخله ومخارجه واغواره .. بالاضافة الى ان التقاط الصور تم بعلم الكاهن والسيدة التى مارست معه تلك الفضيحة واتجاه الصور وقربها وزواياها وابرازها لوجه الكاهن بوضوح .. لم تكن الصور ووضع الشريط بشكل عفوى بل على ادراك بالمكان والوضع الذى سيتخذه الكاهن .. والمعلوم ان فور اى تظاهرة قبطية يسارع شنودة وحاشيته بالاختفاء وتنشط رحلات كهنة الكنيسة خارج مصر .. الشريط تم باعداد وعلم الكنيسة لاشعال المظاهرات فى توقيت يتناسب ونوايا الكنيسة ..



                    غير ان اخطر دور تلعبه كنيسة شنودة هو ايواء الخارجين عن القانون من رعاياها وتقديم كافة المساعدات لهم لاخفائهم عن عيون العدالة وحمايتهم من تتبع السلطات لهم لحين اسقاط الحكم او الانتهاء من البت فى القضية .. أومساعدتهم للهروب خارج البلاد اذا كان الامر جنائى وأدى الى عقوبات طوية الاجل .. الامر يبدو غريبا لكنه واقع حقيقى ليس عليه غبار .. من احصائيات السجون نادرا وقلما تجد اقباط بين نزلائها .. بل يمكن القول ان هناك سجون خالية من وجود قبطى رغم ان تعتادهم اكثر من 6 ملايين .. والعاملين بالجهات الامنية يعلمون تلك الحقيقة ولم يشغلهم هذا الامر ولم يسترعى انتباههم .. وحسب تقديرات الاقباط المبالغ فيها فهم يدعون ان تعدادهم 10 ملايين .. يمكن للمتشككيين ان يراجع نسبة تواجد الاقباط بالسجون المصرية .. ربما يتوهم الكثير ان الاقباط من مواطنى المدينة الفاضلة .. معصومين ليس لهم علاقة بالمخالفات القانونية والجنح والجنايات .. باى دولة بالعالم مهما كانت مثاليتها والتزام رعاياها وولائهم لقوانينها لابد ان تجد نسبة من مواطنيها بالسجون .. لا يوجد مجتمع ولا دولة على وجه الارض تخلو من وجود السجون بها مهما كانت درجة رقيها وتقدمها ونقاوة افرادها ومثاليتهم الاخلاقية .. ومهما كان قلة عدد سكانها .. فقط مجتمع الاقباط الذى تعدى 6 ملايين هو فقط المنزه عن الطبائع البشرية .. حسب احصائيات كنيستهم 10 مليون قبطى كما يدعون .. عشرة ملايين من الاقباط ملائكة يمشون على الارض منزهين عن الخطايا والمعاصى والعقوبات ..

                    من واقع محاضر الشرطة والقضايا وايضا من واقع معايشة ومخالطة بعض الاقباط فان نسبة مخالفة الاقباط للقانون خاصة بما يتعلق بالمسائل والاحوال المالية هى نسبة كبيرة طالت حتى الانبا شنودة فى القضايا المرفوعة ضده من احدى الاسر القبطية والتى تناولتها الصحف هذا العام فى نزاع حول ممتلكات خاصة بورثة احد الاقباط والتى تداركتها الكنيسة بعد اعلانها بالصحف .. وايضا هناك بعض الحوادث الجنائية التى تورط بها اقباط عن عمد وبدون .. وعلى عكس الصورة التى يظهر بها الاقباط للمسلمين .. والتى رسموها فى اذهان المسلمين ومخيلتهم على انهم عائلة واحدة مترابطة فان الخلافات بين الاقباط وحتى بالاسرة الواحدة لا يمكن وصف مداها .. والعلاقات بينهم على اسوأ حال وكراهية وخالية من محبة .. ومن اين لهم الصفاء والمحبة فى ظل كنيسة ابتعدت بهم عن كل تعاليم المسيحية .. من يعرف اقباط مصر عن قرب يعى تلك الحقيقة عن بشاعة العلاقات بينهم التى وصلت احيانا لحد القتل .. فقط هم اجتمعوا على اهداف واحدة تختص بمصالح كنيستهم ونفوذها حيث جنوا من مساندتهم لها الكثير من الامتيازات والاموال والحماية والاستفادة المادية بكل اشكالها
                    دائما مخالفات وتهم الاقباط لاتتعدى اوراق المحاضر والقضايا ونادرا ما تخرج الى حيز التنفيذ .. وممن اتيح لى الالمام باسمائهم والتهم الموجه اليهم بل ونشرت قضايا بعضهم بالصحف .. موظف باحد البنوك اختلس مبلغا كبيرا من المال من عدة سنوات واختفى فور دفع كفاله كبيرة بمقياس ذاك الوقت الذى نشرت فيه القضية خمسة الاف جنيه .. واعتقد انها الى الان كبيرة .. واذا به يسافر الى كندا رغم وجود اسمه على قائمة الممنوعين .. واخر تاجر تورط فى اصدار شيكات بدون رصيد منذ ثلاث سنوات وصدر ضده حكم غيابى ورغم ذلك تم اخفائه ببعض الاديرة لحين سقوط الحكم وكانت زوجته واولاده واقاربه يترددون عليه .. وقيل انه الان متواجد باحدى الدول الاوروبية .. قضايا تزوير تورط بها اقباط فى تلاعب باوراق ورثة وتم اخفاء الجناه وقيل ايضا انهم بخارج البلاد .. وقضايا خاصة باقباط عاملين ومستثمرين بمجال السياحة .. وكثير من الاقباط يخفون مواعيد وظروف سفرهم لخارج مصر والبعض منهم لا يعلنون الى اى الدول يتوجهون اليها الا بعد مغادرتهم واستقرارهم بتلك البلاد .. امر مساندة وحماية الكنيسة لرعاياها واخفائهم بالاديرة البعيدة والاماكن القبطية شائع ومعروف فى وسط الاقباط .. وايضا مساعدتها لهم للهروب خارج البلاد بجوازات سفر مزورة رسميا باسماء و وظائف رجال دين ورهبان وعلى انهم فى مهمة عمل تابعة للكنيسة خارج البلاد ..
                    الخطورة ان تكون تلك الممارسات فى اخفاء الخارجين عن القانون والمتورطين امنيا قد تتعدى مجال رعايا الكنيسة لخدمة اهداف تتعلق بمصالحها .. وهذا الاحتمال غير مستبعد عن فئة تحكم كنيسة الاقباط بتوجهات ونوايا واهداف سياسية وتتعلق باطماع ابعد ماتكون عن روح المسيحية .. بل ولا تمت لها بصلة .. اصاب السادات عندما فضح نوايا ومخططات زعيم تلك الكنيسة وتفنيده للتهم الموجه لشنودة رغم حجبه لكثير منها ربما من واقع منصبه كرئيس دوله ومراعاته لمشاعر مواطنيه من الاقباط الذين لا يكنون له اى ولاء ولا محبه والتى اعلنت كالاتى
                    وحسب تقرير هيئة مفوضى الدولة فى القضية المذكورة فان البابا شنودة عمد منذ تولية منصب البابا له .. نصه كالاتى :
                    أولا : تعريض الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى للخطر
                    ثانيا : الحض على كراهية النظام القائم
                    ثالثا : اضفاء الصبغة السياسية على منصب البطريرك واستغلاله الدين لتحقيق اهدافه
                    رابعا : الاثارة
                    الامر يحتاج لوقفة جادة تحد من نفوذ تلك الكنيسة .. والسكوت على ممارستها وخاصة فى هذا المحور الخاص بحمايتها للخارجين عن القانون وايوائها لهم فى الاديرة والمراكز القبطية داخل وخارج البلاد وخاصة دور العبادة سوف يؤدى لمزيد من الفوضى والمصائب بالبلاد .. والتى بالفعل بدأت مع حكم شنودة لكنيسة جماعة الامة القبطية وغفلة النظام متعمدا او جاهلا عن تلك المممارسات لاسباب ذكرت بالتفصيل سابقا ..
                    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                    وينصر الله من ينصره

                    تعليق


                    • #11
                      تابع

                      هذا الفكر المريض المتطرف العنصرى الاجرامى المنحرف عن اى عقيدة سوية والمرتد عن التعاليم المسيحية والذى يحكم به كهنة ورهبان جماعة الامة القبطية كنيسة الاقباط أضر فى المقام الاول برعاياها وحاد بهم بعيدا عن المسيحية .. هو فكر ضال مضل مضلل اشترى محبة رعاياه بالمال والمصالح الدنيوية والمكر والدهاء والخديعة والنفاق والازدواجية وتعدد الوجوه فى التعامل .. هو فكر ارتدى كهنته قناع زائف خادع تمسحوا فيه بالمسيح وهم ابعد مايكونوا عن تعاليمه ووصاياه .. استبدلوا المحبة بالبغض .. والمعروف بالاساءة .. والصدق بالكذب والخداع والنفاق والتظاهر بما ليس فيهم ولا بنواياهم .. عادوا احبائهم وبغضوا كل من احسن اليهم ومكروا بهم .. كهنة ورهبان تفيض اعينهم قذى ومكر ودهاء وخشب .. تبرز شياطينهم من عيونهم .. كهنة ورهبان وزعامات لكنيسة الاقباط فاحت رائحتهم الكريهة الملوثة بافعالهم الشيطانية بسحرهم الاسود اللعين .. جلبوا شياطينهم الى اماكن من المفترض انها كنائس للعبادة واخرجوا منها الصالحين من رهبانهم وكهنتهم ومكروا بهم وروعوهم وعزلوهم بعيدا فى مجاهل الصحارى الى غير رجعة .. حولوا الاديرة الى سجون ومعتقلات للنفى والتعذيب والتنكيل باعدائهم وابتدعوا رهبانية جديدة ما انزل الله بها من سلطان .. استبدلوا تعاليم كنيستهم التى دامت قرون بقوانين اخرى باطلة زادتهم رهقا وطغيانا .. افرغوا كنيستهم من الرحمة والمحبة وتربصوا الدوائر والمصائب بعباد الله وخلقه من كل الملل بكل بقاع الارض .. عليهم دائرة السوء وغضب الله .. تفرغوا للسياسة والبحث عن المال والسلطان والنفوذ وحياكة الخطط والمؤامرات والشماتة فى مصائب عباد الله ودق الاجراس فرحا باحزانهم وألقوا العبادات وتقوى الله جانبا .. نقضوا العهود والمواثيق التى ابرمها اسلافهم من القساوسة والرهبان مع الفاتحين الاوائل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم جميعا الذين شرفونا بفتح مصر بنور الاسلام جزاهم الله خيرا .. ولما لا ينقضوها وقد بدأوا بانفسهم افتتحوا كنيستهم الباطلة بنقض تعاليمها وقوانينها التى دامت قرون طويلة وخالفوها وحاربوا كهنتها ورهبانها وحرسها القديم ونكلوا بهم جميعا واذاقوهم سوء العذاب بالاديرة ومجاهل الاقباط بالصحارى.. كيف يحفظون العهود ومن اين لهم تلك الخلق وقد خانوا عهودهم مع مسيحيتهم وخالفوا كل تعاليم المسيح ووصاياه .. طمسوا المحبة وشيدوا كنيستهم الزائفة الواهنة على اسس من البغض والكراهية والعنصرية وطموحات واطماع لا تليق بكهنة ورهبان زهدوا فى متع الحياه واختاروا رضا الرب كما يدعون .. اهداف واطماع اخرجتهم من مسيحيتهم ومسختهم على اشكال مشوهة بغيضة للنفس تستوجب الاستعاذة بالله من شرورهم عند رؤيتهم .. تركوا ملكوت السماء وقصورها من اجل منافع دنيوية وكنوز يأكلها التراب والدود .. لن يستثنى الاقباط من المسئولية بعد ان عرفوا حقيقة كنيستهم وقياداتها وهم الذين نشئوا وترعرعوا عليها وآزروها وساندوها وهم اعلم بحقائق اخطر وأدهى لم تنشر ولكنها ليست فى طى الجهالة والنسيان .. لن يستثنى رعايا الكنيسة من المسئولية بعد ان افتضحت نوايا وخطط ومؤامرات كنيستهم و رهبانها وزعاماتها الواهنة الواهية وما فعلوه بابائهم ورهبانهم القدامى

                      - على الاقباط اعادة فتح ملفات بابا الاقباط يوساب الثانى ورهبان وقساوسة الكنيسة عهده وقبله و الى الان الذين ظلموا كثيرا .. قد يكون مات الكثير منهم ولكن الحقوق والمظالم لا تموت وستظل دعواتهم ولعناتهم تلاحقكم .. هم ومصائب وكهنة كنيستكم العنصرية وافعالهم الاجرامية أحق و أولى باهتماماتكم وشحناتكم الهائجة التى شحنها بكم ابائكم للغدر بالمسلمين الذين احسنوا عشرتكم واحسنوا بكم الظن طيلة قرون طويلة مضت ..
                      - على الاقباط ان يبذلوا الجهد لاعادة استبدال تلك الصورة البشعة التى هم عليها الان والتى وصلوا اليها باتباعهم لمناهج باطلة وافكار رديئة لاباء وكهنة السوء الذين ابعدوهم عن جوهر المسيحية حتى اصبحوا اسوأ مثل لكل طوائف وملل المسيحية .. انتزعت كنيستهم المبتدعة المحبة والورع والطيبة والصفاء من نفوسهم وقلوبهم ونسخت منهم صور مشوهة بغيضة وشخصيات غير سوية حاقدة حاسدة مولعة بالشماتة والتربص بمصائب الاخريين .. شخصيات فقدت سمات الطيبة والمودة والألفة والثقة التى اتصف به اجدادهم قبل عهد كنيسة الامة القبطية ..شخصيات فقدت مسيحيتها .. على الاقباط ان يبذلوا الجهد ليعيدوا الثقة التى فقدها المسلمون فى التعامل معهم .. عليهم ان يبدلوا اوضاعهم التى اصبحت محل شك وريبة وحيطة من افعالهم ونواياهم الخبيثة وسموم افكارهم التى رضعوها من كهنة كنيستهم المرتدين بخبثهم واساليبهم المريبة عن تعاليم المسيح ..
                      -على الاقباط ان يقروا بفضل المسلمين عليهم الذين احسنوا الظن بهم فى تعاملاتهم مع اطبائهم وتجارهم وجيرتهم وصداقتهم .. لا يليق بالاقباط وهم يدعون المسيحية ان يقابلوا الاحسان وحسن الظن بالغدر والوقيعة واشعال الفتن ..
                      - يجب على رجال الاعمال وحديثى النعم والغنى من الاقباط المحدثين الا يغتروا باموالهم واحوالهم المادية التى تبدلت 180 درجة بفضل جمعهم للمال الردىء الملعون باساليب لا يقرها شرع ولا قانون ولا دين ولا خلق .. لا يصح ان يتمادوا فى احلامهم واوهامهم متصورين انهم بتمويلهم لكنيستهم من ارباح مصانع الخمور وعمليات غسيل الاموال والمتاجرة بسياحة قرى الفحش والدعارة والمعاملات الربوية يمكن لهم ان يشيدوا كنيسة عظيمة يرضى عنها الرب .. الله غنى حميد عن اموالهم وكنيستهم .. مابنى على باطل فهو باطل
                      -احتفظتم باسماء الفراعنة وتسميتم بها واحتكرتم كل ميراث هؤلاء الاجداد الكفرة الملعونين وتغنيتم وافتخترتم بالولاء اليهم وفضلتم قبطيتكم على مسيحيتكم ( لفظ الاقباط كان يطلق على قدماء المصريين ) .. ليس لايمانكم بمعتقداتهم فانجيلكم يقر بكفرهم وشركهم ولعنة الله عليهم .. ولكن مكرا وخبثا اكتسبتوه من كهنة كنيستكم لتحتكروا ارض مصر وتجعلوا من انفسكم الورثة الشرعيين لها وسكانها الاصليين .. تغنيتم بالفراعنة لتنتزعوا حقوق المصريين الذين اسلموا لله رب العالمين وتسلبوهم مكانتهم وسيادتهم على ارضهم .. افعلوا ما شئتم سموا باسمائهم وانتسبوا اليهم .. لن يزيدكم الولاء لفراعينكم الى لعنات .. هم وجماعة امتكم القبطية نذير شؤم لكم وعليكم .. لن تضروا الاسلام والمسلمين شيئا
                      - يجب على الكهنة والرهبان المشلوحين ان يخرجوا عن هذا الصمت المذموم ويعلنوا صراحة الاسباب الحقيقية وراء شلحهم وابعادهم عن السلك الكهنوتى .. الساكت عن الحق شيطان أخرس .. يكفيهم فخرا اعلان توبتهم علانية حتى لو كان ماضيهم يدينهم بافعال منكرة لا يقرها دين ولا قانون .. يجب عليهم اعلان الحقائق والاحداث التى شاركوا فيها او حتى عاصروها و نالت رهبان وكهنة ظلموا كثيرا وابعدوا قهرا وظلما وعدوانا لمجاهل يحكمها الطغاه الغادرين اقباط جماعة الامة القبطية .. لابد ان يكشفوا القناع عن احداث وصلت لحد القتل والاجرام طالت رهبان الاديرة القدامى باوائل الستينيات وقبلها لحسم النزاعات لصالح رهبان الامة القبطية وتمكينهم من حكم كنيسة الاقباط وبسط نفوذهم عليها والتى مازالت تحدث الى عهد قريب .. ومنها احداث دير المحرق بالستينيات وبعض الاديرة بسوهاج والمنيا .. لا يجب ان يظل هؤلاء الكهنة والرهبان المشلوحين على سياسة المكر الذى اشربوه فى قلوبهم فى فترة ولائهم لنعاليم كنيسة الامة القبطية المبتدعة وايضا بعد اعتزالهم .. لا يجتمع المكر والدهاء مع نية التوبة واعتزال المفاسد .. الاقرار بالذنوب والتوبة عنها وايضا الاقرار بالحقائق وكشف النقاب عن الاسرار البغيضة وفضحها لا يمكن ان تقترن بالمكر والخداع والسلبية فى طمس الحقائق وسياسة الكتمان والتعتيم .. ان يصرحوا بالحقائق خيرا من افتضاح الامور على رؤس العباد والاشهاد .. لا يليق برجال دين اختاروا رضا الرب ان يتملكهم الخوف من عقاب او هلاك او غدر بهم .. الله احق ان يخشوه اذا صدق ايمانهم كما يدعون ..
                      - زعامات اقباط المهجر .. زعماء عصابات العمالة المزدوجة والمتعددة الوجوة والعاملين بمنهج وعقيدة رهبان كنيسة الامة القبطية ( اطعن عدوك بخنجره او بعدو لكم ) .. المحرضين بكل ما استطاعوا من جهد للزج بالغرب للصدام مع الاسلام والمسلمين .. ربما ظاهر اعمالهم النجاح والنصر ولكن بيوتهم من زجاج بل أوهن من بيت العنكبوت .. ملفاتهم خزى وعار وعمالة قبيحة وكراهية لملل بلاد المهجر وكنائسها وعداء لها يفوق عدائهم للاسلام .. ومكر وخديعة بكل الاطراف طال حتى اجهزة البلاد التى تأويهم وتمولهم على عمى وجهالة بافعالهم وتاريخهم المخزى ..
                      - وثائق كنيسة الاقباط واوراقها الخفية فى ادراجها ودهاليز كنائسها واديرتها فى الداخل والخارج تحوى الكثير من الاسرار .. والكشف عنها من قبل كهنتها المشلوحين هو واجب وفرض دينى عليهم والسبيل لنجاة كنيستهم القبطية ورعاياها من مستنقع تلك الفئة الضالة التى تحكمها بتعاليم متطرفة عنصرية باطلة منحرفة عن ابسط التعاليم المسيحية .. مثلما بذلتم الجهد قديما لترسيخ دعائم كنيسة الامة القبطية الباطلة عليكم بذل الجهد اضعاف لتصحيح مفاهيم اجيال تجرعوا حتى النخاع على ايديكم سموم وافكار تلك الفئة الضالة رهبان جماعة الامة القبطية .. وبعد ..


                      وعى المسلمين بما يحدث بديارهم واجب دينى وفرض عليهم .. والغفلة والجهل والتجاهل لمجريات الاحداث حولهم هو درب من دروب الجبن والمهالك .. وما البوسنة عنا ببعيد .. ليس باسم الوحدة الوطنية الزائفة واجتناب الفتن والمصادمات نخضع لارادة كنيسة تحكمها فئة ضالة حاقدة عنصرية كارهة للاسلام والمسلمين وكل الملل المسيحية الاخرى وكل ماهو غير قبطى .. ليس بسياسة لوى العنق وسياسات اخرى جبانة خانعة خاوية من الايمان غير مؤتمنة على بلادها الاسلامية نفرط فى سيادة الاسلام على اراضينا .. ليس من الايمان ولا حفظ الامانة التى حملها لنا الله ان نهين الاسلام على ارضنا بعد ان فتحها السلف الصالح واخرجونا من الظلمات الى النور ومن الشرك الى الاسلام لله الواحد الاحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا .. من العار والخزى ان يعزنا الصحابة الاوائل بنعمة الاسلام وعزته وان يمكنوا دين الله على ارضنا مصر ويشرفونا بالانتماء الى الاسلام وان نخون تلك الامانة ونجبن خوفا من شرذمة من الصعاليك المرتزقة تسمى باللوبى القبطى بالخارج .. هذا اللوبى العميل المزدوج والمتعدد الوجوه والولاءات من اجل اهداف فئة منحرفة متطرفة ضالة تحكم كنيسته القبطية .. ليس من الايمان ولا الولاء لدين الله نخضع لعربدة واهواء واهداف ونفوذ جماعة قبطية ضالة من سحرة وكهنة كنيسة ضلوا وأضلوا السبيل (( انما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث اتى )) .. عار علينا وعلى ولاة امورنا وعلمائنا الافاضل حماة الاسلام ان يمتثلوا لارادة فئة من اهل الكتاب ضلوا واضلوا السبيل لاحتمائهم بمن هم ألعن واضل سبيلا (( ولا يستطيعون لهم نصرا ولا انفسهم ينصرون ))

                      .. ليس باسم اجتناب الفتن ان ننكس بأيدينا راية الاسلام بعد ان رفعها اسلافنا عاليه بعزة الله العلى القدير طيلة 14 قرنا مضت وان نسمح لاهل الضلال برفع صلبانهم التى طافت ديار الاسلام وشوارعها على مرأى ومسمع كل المسلمين
                      النساء (آية:157):
                      (( وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا ))
                      .. الفتنة الحقيقية هى الصمت على مجاهرة اهل الفتن والمفاسد من اهل الكتاب بكل ما فيه مخالفة وتكذيب وازدراء الاسلام على ارضه وبدياره والاستعلاء على المسلمين .. الفتنة الحقيقية ان تتجرأ تلك الفئة المسعورة من كهنة كنائس مستحدثة بتعاليم مبتدعة باطلة واعلام متبجح غوى مضل مبين على فتنة اجيال امة الاسلام فى دينها والاضرار بهم وايذائهم بشتى الوسائل ومناصرة اعداء الاسلام ومؤازرتهم بعلمنا وباعيننا وعلى مرمى البصر .. لا يليق بنا ونحن الذين اعزنا الله بالاسلام واعز ارضنا مصر به ان نهين انفسنا و اسلامنا ونحط من شئننا لهذا الحد من الخزى والهوان والاستسلام
                      ال عمران (آية:139):
                      (( ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين ))
                      النساء (آية:104):
                      (( ولا تهنوا في ابتغاء القوم ان تكونوا تالمون فانهم يالمون كما تالمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما ))
                      وسبحان الله .. اخرستهم الحقائق وألزمتهم الصمت والادب وهم المتبجحون على النت وبوسائل الاعلام بردودهم الوقحة على كل من تناول الحديث عن كنيستهم فى امور ابسط من ذلك بكثير ويكفيهم هذا القدر من افتضاح امورهم فهم أهون وأوهن وأجبن من مواجهة حقيقتهم الغبرة وليسوا بحاجة الى سرد المزيد .. أخرستهم امرأة من امة محمد صلى الله عليه وسلم و أفسدت عليهم مخططاتهم ونواياهم وما احتفظ به ادهى وامر .. والحمد لله القائل ( والله مخرج ما كنتم تكتمون ) ..
                      الامر يتطلب وقفة جادة للحد من اطماع وأمانى تلك الفئة المنحرفة عقائديا التى تحكم كنيسة الاقباط بمصر حتى لو استلزم الامر فتحا اسلاميا جديدا .. ومصر التى اسلمت لربها على ايدى المؤمنين من السلف الصالح الذين شرفوها و اناروها بنور الاسلام ولم تكن تعرف عنه شيئا لن نستعصى على فتح اسلامى جديد .. مصر التى اسلمت لله الواحد الاحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا .. وركعت وسجدت لله الواحد القهار وحده لا شريك له ولم يكن بها مسلما واحدا من 14 قرنا لن تستعصى الان وبها اكثر من 70 مليون مسلم .. لن تستعصى على رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه منهم قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ..
                      ((فستذكرون ما اقول لكم وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد ))
                      (( عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ))
                      (( ربنا لا تجعلنا فتنه للذين كفروا واغفر لنا ربنا انك انت العزيز الحكيم ))

                      وما توفيقى الا بالله والحمد لله والله اكبر ولا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله .. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين



                      اخيييييييرا .. بدأت الحقائق تتكشف و باذن الله ستتوالى وتخرج الى النور .. بجريدة الفجر هذا الاسبوع العدد 54 الاثنين الموافق 12 -6- 2006 باول صفحة عنوان كبير بالصورة ( متى المسكين قبل رحيله ل عادل حمودة : كنت اب اعتراف البابا شنودة ودربته على الرهبنة فى مغارة موحشة )
                      وتناولت الصفحة الثانية باكملها بعض التفاصيل عن حياة متى المسكين وتاريخه تحت عنوان
                      ( كنت الصحفى الوحيد الذى زاره فى منفاه الاخضر بالقرب من مارينا ) .. ورغم تحفظ الاستاذ الصحفى حمودة عن الخوض فى كثير من التفاصيل الا انه انه اشار بعنواين كبيرة بالخط العريض البارز بعرض الصفحة على لسان الراهب متى المسكين
                      ( كنت اب اعتراف البابا شنودة ودربته على الرهبنة فى مغارة موحشى لمدة 10 سنوات ) وعنوان اخر
                      ( استبعد السادات اسمى من الترشيح لكرسى البابوية لانهم قالوا له اننى شيوعى ) وعنوان ثالث
                      ( رفضت ان اكون بطريرك الاقباط بعد ان نفى السادات البابا شنودة فى وادى النطرون وقلت له : ليس هناك سوى بابا واحد يا سيادة الرئيس ) وعنوان رابع
                      ( السادات كان سيقدم البابا شنودة للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى )
                      وتتضمنت المقالة بقلم عادل حمودة النقاط التى اشارت الى خلافات شنودة الثالث ومعلمة متى المسكين واضطهاده له وبعض اسباب تلك الخلافات .. وحرق بعض الكهنة لكتبه ومنع تداولها بالكنائس .. ونفيه بسنواته الاخيرة واعتزاله فى مزرعة بالقرب من الحمام بالساحل الشمالى .. وكذلك اقرت بخلافاته مع كيرلس السادس معلمه الذى امر بمغادرته بيت التكريس ( مكان للعبادة ووذهابه من 12 من تلاميذه من بينهم انطونيوس السريانى البابا شنودة حاليا الى مكان مهجور فى وادى الريان بالقرب من الفيوم .. وكذلك المح لخلافات متى مع يوساب الثانى
                      ورغم ان المقالة كانت بها كثير من التحفظ فى الخوض فى التفاصيل الا انها كانت اكثر جرأة من مقالات صحفية اخرى تتحسس الاخبار والاحداث على بعد واشارت الى كثير من الحقائق التى تناولتها فى موضوعى ..



                      تتوالى الاخبار ويزيح الموت الستار عن الحقائق التى تخفيها الكنيسة والتى اشرت لها بموضوعى وتناولتها بالتفصيل وينفض عنها الغبار ويخرجها الى النور بموت معلم شنودة الراهب متى لمسكين ..

                      فى جريدة الدستور هذا الاسبوع العدد الخامس والستون الاصدار الثانى الاربعاء 14 يونيو 2006 الموافق18 جمادى الاول 1427 باول صفحة عنوان كبير من عناوين الجريدة بالخط البارز بعرض الصفحة (( البابا شنودة لم يمشى فى جنازة الاب متى المسكين .. ولم يحضر قداسه ؟ ! ووضع بجانب الخبر علامتى استفهام وتعجب ..
                      وبالصفحة الرابعة من نفس الجريدة تحقيق صحفى تناوله هانى الأعصر لتفاصيل الخبر وايضا للبحث عن اجابات تزيل هذا الغموض .. واشار الخبر الى ان مقاطعة جنازته وتوديعه لم تقتصر على شنودة فقط ولكن تغيب جميع الاساقفة واعضاء المجمع المقدس بما فيهم الانبا ميخائيل اسقف اسيوط ورئيس دير الانبا مقار مما استفز انصار متى المسكين على اعتبار ان الموت لا يحتمل تصفية حسابات ..
                      وقد استعان التحقيق الصحفى باثنين من الشخصيلت القبطية البارزة جمال اسعد عضو مجلس الشعب السابق والمفكر القبطى وكذلك كمال زاخر الباحث القبطى .. وقد كشف جمال اسعد على اهم اسباب خلافات متى المسكين مع تلاميذه وعلى راسهم شنودة الثالث قبل موته حيث كان متى المسكين يرفض تولى الرهبان لاى منصب كهنوتى سواء اسقف او بطريرك معتبرا انه الرهبنة اسلوب حياة بعيدا منفصل عن الدنيا وانه اغلق ابواب الدير امام زيارات الاسر المسيحية بما فيهم اساقفة واباء الكنيسة مما تسبب فى غضب قيادة الكنيسة .. كما انه رفض تدخل الكنيسة فى السياسة او جميع جوانب الحياة الاخرى ويجب الا تتعدى الجوانب الروحية .. بينما كشف كمال زاخر عن العداء الشديد الذى يكنه شنودة الثالث لمتى المسكين والذى ظهر فى تصرفات البابا وادى به الى تاسيس مادة علمية تدرس فى الكلية الاكليريكية المعنية بتخريخ القساوسة للرد على كتابات متى المسكين والذى يقوم شخصيا بتدريسها وتوقف عنها منذ ثلاث اشهر لظروف صحية .. كما انه منع بيع وتداول كتب الراهب متى وحذر الاقباط من دراستها .. كما اشار التقرير الى ان متى المسكين كان يحتل مكانة لدى عبد الناصر لكونه اشتراكيا فى منهجه ..
                      بالتأكيد لم يكن متى المسكين المعلم ليستطيع ان يعيد تلاميذه الى مفهوم الرهبانية التى لم يعرفوها ولم يعيشوها ولم يتعلموها قط فى تلك المغرات الموحشة لمدة 10 سنوات تجرعوا فيها ما ادى بهم الى تلك الحالة المتخبطة بين اطماعهم وتعاليمهم العنصرية المتطرفة التى هم عليها الان بعد ان نفد السهم .. وما حدث مع متى المسكين من خلافات وعداء شديد وانقلابه على تلاميذه وتشبثهم هم بما تعلموه وعزلهم له هو ما ماحدث مع كثير من كهنة الكنيسة الذين ارتدوا عن تعاليم كنيسة الامة القبطية قبل مماتهم ولكن لانهم ليسوا من الشخصيات المعروفة اعلاميا فقد اضاعت الصحف الكثير من الفرص للكشف عن الكثير من الاسرار التى تخفيها الكنيسة والتى تفسر هذا السياج الامنى المحكم الذى تفرضه الكنيسة على رجالها المنشقين وخاصة بايامهم الاخيرة واثناء المرض وعزلهم ونفيهم الى الاديرة البعيدة .. وهذا ما يفسر ايضا اصرار متى المسكين فى عدم العلاج بالمستشفيات الخاصة بعلاج رجال الدين المسيحى وتشبثه بطبيبه المخلص الخاص به فى سنواته الاخيرة ..
                      وان شاء الله ستتوالى الاخبار وتخرج الى النور على امل ان تفتح ملف الكنيسة المالى تاريخه واسباب تلك الطفرة الاقتصادية الهائلة التى حققتها الكنيسة عهد شنودة ..



                      وما اردت ان اضيفه ان الحقائق مهما كان الحرص على اخفائها وكتمانها لابد ان تظهر .. وهاهو الموت يكشف عن كثير مما كانوا يكتمون .. متى المسكين معلم شنودة وقيادات الكنيسة الحاليه والاب الروحى لهم حين كان يبذل كل ما استطاع من جهد للتربع على عرش البابوية وكان حريصا على الفوز بهذا المنصب عدة مرات بعد موت بابا الاقباط يوساب الثانى .. وبعد موت كيرلس السادس .. هو نفسه الراهب متى المسكين الذى انقلب على مبادىء جماعته وتعاليمها وبذل الجهد اضعاف لابعاد الرهبان عن تلك المناصب الكهنوتية ولكن لم يكن ليتراجع احد من تلاميذه واعتبروه خائنا ومرتدا عن تلك التعاليم التى تجرعوها على يده فى المغارات الموحشة وكان سببا فى مقاطعتهم له اثناء حياته وها هو الموت يكشف عن تلك القطيعة واسبابها وجانب كبير من سياسة الكنيسة الحالية ..




                      يبدو ان الاخبار ستتوالى وبدأت الصحافة بتتبع الحقائق ونشرها لفك رموز وشفرات وتصرفات الكنيسة القبطسة ومحاولة فهمها .. بجريدة الفجر اليوم العدد 57- الاثنين 3-7-2006 الصفحة 14 كاملة تحقيق صحفى بقلم محمد الباز وعنوان بالخط البارز بعرض الصفحة ( الحياة المجهولة لراهبات البابا شنودة )) وتتتناول الصفحة باكملها تحقيق صحفى عن الراهبات وواقعة تمرد راهبات دير دميانة على اسقف الدير الانبا بيشوى المعين من شنودة واغلاقهن ابواب الدير وعدم السماح له بدخوله بعد رحلة رسمية كان مصاحبا فيها للانبا شنودة .. وانه حاول بكل الطرق الدخول الا انهن رفضن فتح الابواب له .. وذكر التحقيق الصحفى بالنص ( هذه الواقعة التى لم يلتفت لها الكثيرون تضعنا وجها لوجه امام عالم غامض جدا فى الكنيسة الارثوذكسية عالم تحكمه الاسرار ولا يفصح عن مكنوناته الا قليلا ) الامر استفز الصحفيين فتناول التحقيق امر التغييرات التى احدثتها كنيسة شنودة على نظم الاديرة وتعيين اسقف رجل لاحدى اديرة الراهبات والتى لم يكن يسمح بذلك الانادرا وان يكون طاعنا بالسن وهذا ما لا ينطبق على بيشوى .. ويتناول التحقيق امور اكثر تفصيلا عن احوال الراهبات

                      والخبر الاهم هو بنفس الصفحة الى اسفل عنوان بالخط البارز (مكسيموس يعلن نفسه بابا للاقباط من كنيسة المقطم ) وتفاصيل الخبر بالداخل ان اسقف كنيسة القديس اثناسيوس بالمقطم اختار توقيت مرض شنودة وغيابه عن الكنيسة لخارج البلاد وعجزه عن مباشره اختصاصاته واعلن عن مراسم تشكيل مجمع مقدس وترسيم عدد من الاساقفة ويكون موازيا للمجمع المقدس لكنيسة شنودة وانه قام باستقطاب عددا من الاساقفة المواليين له ومن اساقفة شنودة الذين اختلفوا مع كنيسته .. ووصف الخبر ان تلك الاجراءات التى ستتم ستكون يوما فاصلا فى تاريخ الكنيسة القبطية .. الى هنا انتهى الخبر والمعروف انه لا يمكن تنصييب بابا للاكنيسة فى وجود بابا اخر على قيد الحياة مهما كانت حالته الصحية
                      يبدو ان خلافات وانشقاقات الكنيسة ستظهر مرة اخرى وبقوة وستفصح عن ارتداد الكثير من الكهنة عن كنيسة شنودة ولكن نأمل تلك المرة ان تخرج الحقائق الى النور وان تتابع الصحافة تطورات الامور وفضح اسباب الخلافات ومخططات الكنيسة والتى تحرص جميع الاطراف التابعة والمنشقة عن الكنيسة على اخفائها حيث الجميع كان مشاركا فى احداث غاية فى الخطورة .. وهل ستبقى الحكومة على موقفها بعيدا عن الامور الداخلية للكنيسة ام سيدفعها حرصها على بقاء كتنيسة شنودة التى تحتفظ معها بمصالح الى العمل جانبها والتعتيم على اخبارها ومنع نشر الاحداث الخاصة بها وتكذيبها ..


                      اخيرا بعد طول صمت وغفلة وتجاهل لمجريات الاحداث بالكنيسة تجد الاخبار والحقائق طريقها الى صحف مصر القومية .. وهى مفاجأة غير متوقعة واكثر مما نأمل .. اليوم الخميس الموافق 6 يوليو 2006 بجريدة الاهرام ( الصحيفة الاولى بمصر ) باول صفحة عنوان بارز ( الكنيسة الارثوذكسية تحذر من التعامل مع مكسيموس ) وبعض التفاصيل الهامة وتكملة لها بالصفحة الثامنة من الجريدة .. رغم ان التحذير لرعاياها كان داخل الكنائس فقط ..

                      الله اكبر .. وانقلب السحر على الساحر (( يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ )) .. احد تلامذة شنودة الذى تجرع السموم على يده بالمدرسة الاكليريكية ويدعو ماكس ميشيل وهو اسقف كنيسة اثناسيوس بالمقطم انقلب على معلمه وجمع حوله جميع الكهنة المشقين والمفصولين ( المشلوحين ) داخل وخارج مصر وهم جميعا ممن ترعرعوا على تعاليم وافكار اسقف التعليم والبطريرك شنودة وجماعته واسياده .. وانقلبوا جميعهم على معلمهم مستغلين سفره للعلاج خارج البلاد بصحبة بعض من بطانته وقاموا بالاعلان عن كنيسة الاقباط بالمقطم وترسيم اساقفة ومجمع مقدس وتنصيب ماكس ميشيل بطريركا للاقباط المصريين و لقبوه الانبا مكسيموس الاول .. وبخطوات سريعة معد لها اسس كلية لاهوتية عوضا عن الاكليريكية الخاصة بتخريج الكهنة الذى تخرج منها والتى يشرف عليها شنودة كما قام البطريرك الجديد باصدار جريدة جديدة بدلا من مجلة الكرازة التابعة لكنيسة شنودة والتى بها يهاجم الكنيسة القبطية ورئاستها وشرعيتها ..
                      .. الغريب هو تحذير كنيسة شنودة وجماعته لرعاياها من التعامل مع الكنيسة الجديدة .. ماذا كان ينتظر شنودة من تلاميذه .. فالتاريخ يعيد نفسه باحداث اكثر سخونة بحياته وبمتابعته وعلى عينه .. ماذا كان ينتظر ان يجنى من تلاميذه وابنائه غير ما زرع .. وان يحصد فى كبره وضعفه منهم غير الغدر والخيانة والخبث والمكر والتربص واقتناص الفرص والانقلاب عليه وعلى كنيسته .. ويبدو ايضا ان الايام المقبلة ستشهد تطورات واحداث ستعلن لاول مرة وافتضاح كثير من الامور والجرائم والتى مازالت جميع الاطراف المتمثلة فى الكنيسة الحالية والكنيسة الجديدة المنشقة تصر على كتمان الكثير من الحقائق والاسرار التى تدينهم جميعا وتجرم افعالهم .. وعلى امل ان تفتح الصحف ملفات الكنيسة خلال العقود الخمس السابقة .. وان يمتثل المذنبون للاعتراف تبعا لمبادىء عقيدتهم بذنوبهم واطماعهم و الاقرار بها قبل انقضاء العمر وفوات الاوان ..



                      المصدر

                      منتدى التوحيد
                      مع التصرف بترك التعليقات الجانبية
                      http://www.eltwhed.com/vb/showthread...0&page=1&pp=15
                      أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                      والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                      وينصر الله من ينصره

                      تعليق


                      • #12
                        مرفوع للفائدة
                        أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                        والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                        وينصر الله من ينصره

                        تعليق


                        • #13
                          جزاك الله خيرا

                          الأقباط عموما يتصفون با الشدة للديانة المسيحة
                          ايمان مطلق واعمى ..

                          :) :)


                          The Black Shark

                          منتديات صوت الحق الأسلامية


                          :) :)

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة The Black Shark
                            جزاك الله خيرا

                            الأقباط عموما يتصفون با الشدة للديانة المسيحة
                            ايمان مطلق واعمى ..

                            ايمان مطلق واعمى ..
                            وهذا الموضوع يفسر التشدد أو التعصب إلى درجة كبيرة
                            أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                            والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                            وينصر الله من ينصره

                            تعليق


                            • #15
                              جزاك الله خيرا سيف الكلمة .. والموضوع حاليا كتاب الكترونى
                              تنفيذ الكتاب / ( شبكة الفاروق الإسلامية )
                              http://www.elfarouk.net/modules.php?...&cat=4&book=51
                              أو
                              الرابط http://www.unbase.com/n/3297726944

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 19 فبر, 2023, 10:23 م
                              ردود 0
                              37 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                              ابتدأ بواسطة سيف الكلمة, 20 سبت, 2021, 07:32 م
                              ردود 3
                              82 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 أبر, 2021, 03:16 ص
                              ردود 0
                              93 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 11 أبر, 2021, 12:20 م
                              ردود 0
                              63 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                              ابتدأ بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام, 1 فبر, 2021, 08:35 م
                              ردود 13
                              134 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة أكرمنى ربى بالاسلام  
                              يعمل...
                              X