كبسولات تاريخية..!!!!! (متجــــــدد) .. كيف غير المخترعون المسلمون وجه العالم؟ !

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ابنة صلاح الدين مسلمة اكتشف المزيد حول ابنة صلاح الدين
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سبعة أيام بعد هدم الأقصى !!



    كانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحا .. استيقظت متثاقلا .. وشاشة التلفزيون أمامي تبث خبرا عاجلا ..

    يقول: انهيار المسجد الأقصى بشكل مفاجئ .. وقوات الاحتلال تحيط بالموقع وتمنع دخول أحد إلى الحرم القدسي.

    بعد يوم واحد من انهيار المسجد الأقصى يتداعى العرب إلى قمة عربية عاجلة لبحث الحدث الجلل ..
    بيان منسوخ عن القمم السابقة سوف يصدر وتهديد ووعيد لإسرائيل .. واتصالات سرية معها..
    لطلب صبرها على الغضبة العربية المباعة للجماهير فقط ..
    مسيرات ومظاهرات في الشوارع من موريتانيا إلى باكستان .. مواجهات مع شرطة القمع في كل مكان ..
    وحرائق لدمى تمثل نتنياهو وأوباما .. وبضع حجارة تتساقط على سفارات غربية هنا وهناك ..
    ومسيرات غاضبة في الضفة الغربية يتم إطلاق مليون رصاصة فيها إلى السماء ..
    بدلا من العدو على الأرض .. وشموع في فلسطين الثمانية والأربعين .. وغضب عارم في غزة.

    اليوم الثاني تزداد حدة المظاهرات والمسيرات .. وتمتد إلى دول أخرى ..
    وقد تأمر بها أنظمة شمولية لاستيعاب رد فعل الجماهير..
    دعوة لقمة إسلامية عاجلة .. يتم خلالها إصدار بيان آخر يشابه بيان القمة العربية ..
    واعتذارات من تحت الطاولة لإسرائيل .. لأن البيان حاد قليلا في اللغة ..
    وشكوى يُقرر العرب والمسلمون تقديمها إلى "اليونسكو" باعتبار أن الأقصى أثر تاريخي ..
    وليس مسرى محمد ومعراجه صلى الله عليه وسلم ..
    وشكوى إلى الأمم المتحدة .. وقرار دولي يُندد ويبقى حبرا على الورق ..
    ويضاف إلى سلسلة القرارات التي تصدر ويمسح دبلوماسيو الأمم المتحدة أفواههم بها بعد تناول "السوشي" في مطاعم نيويورك الفاخرة والآسيوية ..

    في اليوم الثالث يتم توزيع رسائل عبر الموبايل لقراءة سورة "الزلزلة" على إسرائيل ..
    وقراءة سورة "الكافرون"، ونواح على شاشات التلفزة من فقهاء مستأجرين لهذه الغايات ..
    يقولون لك بشكل خبيث إن ما جرى دليل على الحقد الصهيوني .. وإن هذا قضاء وقدر..
    ويأتي شيخ مُعمم من أولئك الذين باعوا عرضهم وضميرهم للشيطان ..
    فيقولون إن النصر قريب .. وإن النصر صبر ساعة، وإن الأرض كلها طهور..
    وإنه يجوز الصلاة في أي مكان في القدس، باعتبار أن كل القدس حرم ..
    وإنه يجوز الصلاة فوق الأنقاض ..
    ربما وإنه أيضا هناك وعد رباني لليهود بقيام دولتهم .. وقوتهم ..
    وإن الله يُمددهم بأموال وبنين لا قبل لنا بها .. وإن الله سينتقم من الأعداء !!

    في اليوم الرابع تبدأ جرافات الاحتلال الإسرائيلي بإزالة الأنقاض ..
    تجرف كل حجارة المسجد الأقصى .. وكل البنيان .. وتزيلها من المنطقة ..
    فيما تقوم القوات باعتقال المئات من أبناء القدس من سكان البلدة القديمة والشيخ جراح وسلوان والمناطق المجاورة ..
    وتنقل إسرائيل الأنقاض إلى ساحة "المصرارة" قرب أسوار القدس ..
    وتمنح المقدسيين فرصة لأخذ حجر لكل بيت على سبيل التذكار..من حجارة المسجد المهدوم ..
    تحت شعار "العوض بسلامتكم" ..
    وتتبرع إسرائيل بإرسال حجارة على سبيل التهادي إلى دول عديدة، على أساس " تهادوا تحابوا".

    في
    اليوم الخامس يتدفق المتطرفون والحاخامات الإسرائيليون إلى الموقع الذي تم تنظيفه ويصلون بضع صلوات شكرا وحمدا على هذا الإنجاز.. ويحرق المتطرفون أطنانا من الصحف العربية والقرارات .. في موقد يقام للتدفئة في ذلك الموقع ..
    كون الفصل فصل شتاء .. وتمنع دول عربية وإسلامية المظاهرات .. باعتبارها مضيعة للوقت ..
    وأن قضاء الله قد حل .. وأن لا راد لأمر الله .. وأن للبيت ربا يحميه ..
    ويخرج "دجال" عبر الشاشة ليقول: إذا كان ربه لم يحمه كمسجد .. فهل سنقدر نحن على حمايته والعياذ بالله ..
    ومن نحن يا عبيد حتى نقدر على شيء لم تفعله إرادة الله ..
    نسكت ونفكر في الكلام .. ونبدأ بدخول عهد الردة بشكل رسمي ..
    لأننا فهمنا أننا أحسن الخلق .. وأننا نستحق نزول الملائكة عند كل مشادة ..

    في اليوم السادس يعود العرب إلى بيوتهم.. بعضنا يشتري أغراض المقلوبة ..
    البعض الآخر يفكر بصحن فول مُدمس ساخن ..
    البعض الثالث يُفكر بتهريبة مخدرات تقيه شر الفقر عبر البحر المتوسط إلى أوروبا..
    البعض الرابع يقرر أن يبحث عن حل عبر الزهد والهروب إلى الجبال ..
    البعض الآخر يطالب بقطع أيدي النساء وأرجلهن باعتبار أن كشف العورة أدى إلى كل هذه الهزائم ..
    والبعض الآخر يرتد عن أمته ودينه والعياذ بالله ..
    والبعض الأخير يتيه في بحر مالح أمام هذه الفتنة ..وبعض آخر يريد فتوى تسمح له بزواج المتعة.

    في اليوم السابع ويكون يوم جمعة، تقام صلاة الجمعة في كل مكان ..عدا المسجد الأقصى ..
    نأخذ دشا ساخنا في الصباح .. بعد ليلة باهته أو ساخنة .. لا فرق ..
    نذهب إلى المساجد القريبة .. نُصلي وندعو على الكافرين ..
    ونعود إلى جبل من الأرز لالتهام الغداء والنوم مثل سلحفاة مقلوبة على ظهرها ..
    فيما تضع إسرائيل حجر الأساس لبناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى ..
    ويخرج خطيب مستأجر لهذه السلطة أو تلك ليقول إن المسجد الأقصى ليس مهما يا جماعة ..
    ولو كان مهما لما انتقلت القبلة منه إلى الكعبة ذات زمن.

    اللهم إليك نشكو ضعفنا وهواننا على الخلق ..
    .. منْ أُلقيَ عنهُ حُبُّ المالِ فقدْ اسْترَاح ..

    تعليق


    • هذه الكلمات الانهزامية تنطلق من أفواه المهزومين نفسيا والغير واثقين بنصر الله أختى الحبيبة / الشهيدة

      وقد يكون الجانب الخاص بتقصير الأمة دينيا صحيحا .. لكن فى النهاية نحن............

      -
      -
      -
      -
      -
      -

      "أمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ة لــــــــن تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــوت"
      http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=21612

      هذه مادة صوتية للدكتور راغب السرجانى وهى رائعة ترفع الهمم وتحفزها .. أنصح الجميع بسماعها
      مقدمة..

      اعلم يا أخي يا مسلم يا عبد الله يا من سيناديك الحجر والشجر بلسان الحال او بلسان المقال، أن الأيام القادمة لك لا عليك، وأن النصر لدينك لا لدين غيرك، وأن العاقبة للمتقين، وأن أنوار الفجر لا تاتي إلا بعد أحلك لحظات الفجر، واعلم أن مع الصبر نصرا وأن مع العسر يسرا، واعلم أن الله معك مادمت معه وأن الله ناصرك ما دمت ناصره، واعلم يا أخي أن أمة الإسلام أمة لن تموت مهما تكالب عليها الأعداء ومكر لها الماكرون
      فإما سطور تضيء الطريق ... وإما رحيل يريح القلــــم

      تعليق


      • للرفـــــــــــــــع
        فإما سطور تضيء الطريق ... وإما رحيل يريح القلــــم

        تعليق


        • جزاكِ الله خيراً أختنا الحبيبة ابنة صلاح الدين على هذا الموضوع الذي نحن تجاهه مقصرون ..

          وأذكر نفسي وإياكم إخوتي الكرام بأن دراسة التاريخ تمكننا من فهم وادراك الموروثات الثقافية والعقائدية حتى نتمكن من توظيفها توظيفاً منطقياً

          في واقعنا المعاصر ..

          وما أحوج واقعنا لذلك ..

          بارك الله فيكم .. وهيأنا وهيأ لنا أسباب النصر ..

          آمين يارب العالمين ..
          .. منْ أُلقيَ عنهُ حُبُّ المالِ فقدْ اسْترَاح ..

          تعليق


          • مشاركة بسيطة
            ملف فيديو صغير
            فيلم أفضل ماصنع الغرب عن الإسلام

            http://www.youtube.com/watch?v=agj3CBFP3HM
            صورة خاتم المرسلين سيدنا محمد ستبقى مشرقة مهما حاول المشككون تشويهها.
            وكذلك سيبقى نور القرآن الكريم مضيئاً براقا مهما حاول الملحدون الإساءة إليه.
            يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ( التوبة )

            تعليق


            • جزاكِ الله خيراً أختنا الحبيبة ابنة صلاح الدين على هذا الموضوع الذي نحن تجاهه مقصرون ..

              وأذكر نفسي وإياكم إخوتي الكرام بأن دراسة التاريخ تمكننا من فهم وادراك الموروثات الثقافية والعقائدية حتى نتمكن من توظيفها توظيفاً منطقياً

              في واقعنا المعاصر ..

              وما أحوج واقعنا لذلك ..

              صدقت أخيتى / الشهيدة.. فالمغيبون والجاهلون بعظات وأحداث التاريخ هم الخطر الأعظم على الأمة

              بارك الله فيكم .. وهيأنا وهيأ لنا أسباب النصر ..

              آمين يارب العالمين ..
              اللهم آمين..وفيك بارك أختى الحبيبة..شررفنى مرورك
              فإما سطور تضيء الطريق ... وإما رحيل يريح القلــــم

              تعليق


              • مقطع رائع أخى نيمو .. تم حفظه ..بارك الله فيك ونفع بك
                فإما سطور تضيء الطريق ... وإما رحيل يريح القلــــم

                تعليق


                • فكره فوق الروعه

                  بارك الله فيكم

                  تعليق


                  • جزاك الله خيرا أخى محمد
                    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
                    فإما سطور تضيء الطريق ... وإما رحيل يريح القلــــم

                    تعليق


                    • سلسلة المظلومون فى تاريخــــــــــنا

                      د/عبد الرحمن على الحجى


                      الحلقة الأولى

                      تاريخنا الإسلامي وحضارته.. ناله الكثير من الظلم بأنواعه، افتراءً، مبرمجاً مقصوداً، قديماً وحديثاً.
                      لكن أفظع الظلم، اتهامه ورميه بما هو منه بريء، براءة الذئب من دم يوسف، عليه السلام، وما من شكٍ أن وراء ذلك أسباباً تدميرية، من جهاتٍ وفئات متعددة، جَمَعَها العداء له. وقد ساءها انتصارُه وانتشاره الواسع بين الشعوب التي أقبلت عليه، معتنقة له عقيدة وشريعة مستعدة للتضحية من أجله بأغلى ما لديها، عاملة به وداعية له بسلوكها، حاملة رايته بكل ما تستطيع، وبكل مقتضيً لديها، ومحصلةُ ذلك هي الإساءة إلى الإسلام نفسه، لكن أليس الجهل بهذا التاريخ هو وجه آخر من وجوه الظلم كذلك؟ وعلاج الأمر كله أو مفتاحه على الأقل معرفة هذا التاريخ والتوسع في الاهتمام به واستيعاب عِبَرِه.

                      ولهذا الظلم المشهود درجاتٌ متفاوتة، بعضها دون أو فوق بعض. لكن من الواضح أن سهم تاريخنا أكبر من غيره، من فروع الدراسات الإسلامية.

                      لقد كان من وسائلهم المتمرسة أن وجهوا ظلمهم أول ما وجهوه نحو أنصع الصفحات وصانعيها لتاريخنا، وبالتالي لمبانيها ومعانيها. كأنهم يقولون: إذا كان هذا هو حال صفحات المفاخر وأهلها، بهذا الشكل المتردي في تاريخنا وحضارتنا، فماذا تقولون إذن في غيرها؟

                      خذ مثلاً على ظلمهم لهذه الصفحات المتألقة والقائمين بها وعليها، من مثل: الفتوحات الإسلامية، بيعة السقيفة، حروب الرِّدَة. لقد نالوا بذلك عموم المسلمين وخصوصهم: خلفاءهم وأُمراءهم وقادتهم وعلماءهم وفقهاءهم وقضاتهم وأهل الرأي فيهم، غنيهم وفقيرهم، خلال مراحل التاريخ.

                      لقد جرت تلك المظالم في ذات الطريق، تفنناً وافتناناً وتمادياً، لا سيما بعد فشل الحروب الصليبية في المشرق الإسلامي، خلال قرنين من الزمان: حروب السيف والتنكيل والتقتيل، ومثلها وأشد منها وأعنف وأطول ..أُختها: الحروب الصليبية في المغرب الإسلامي.. الأندلس وما أمامها وما خلفها، وانتهاءً بمحاكم التفتيش، التي غدا اليوم بعض الدارسين الأوربيين يستهجنونها، رغم محاولة جمهرة منهم أحياناً تأويلها أو التخفيف من بشاعتها. كان من ذلك التقرير (نحو سبعمائة صفحة، كتبت عنه صحف أوروبية) الذي أصدرته البابوية السابقة، مدعية أن محاكم التفتيش تلك لم تكن بتلك القسوة! ومعلوم للجميع ما ارتكبته البابوية الوريثة.

                      عند الفشل في النيل، من وراء ذلك الظلم التاريخي، أنشؤوا لهذا الظلم التاريخي معاهدَ، هي له مصانع، ابتداءً: من طريق إقامة الاستشراق ورعاية تياره في العالم الإسلامي نفسه، وأخذاً ببثه في أوساط هذا العالم، وانتهاءً بتكوين من يقوم مقامَهم، لتكون دُورنا أو حصوننا مهددة من داخلها، على قاعدة: "إن خيرَ من يقطع الشجرة أحدُ أبنائها". فكان هؤلاء المصنوعون أشدَّ علينا وأكثر جُرْأَة وأمضى تهمة من أولئك، ويتضح ذلك جلياً في كل مكان من خلال بعض الأتباع الذين تصدروا المواقع، متبنين ذات الدوافع، حتى وإن وقفوا خلف البراقع، بادعاء العلمية والأكاديمية التي لايعرفونها أبداً، فأسسوا فينا المواجع.. رآهم كل من عمل معهم وتداول مواقعهم وعانى من التواءاتهم.

                      والحمد الكثير لله تعالى، فقد تغير الحال اليوم بما توافر من القائمين على رعاية هذا التاريخ وحضارته، ممن فهموه وتعمقوا فيه وأدركوا مضامينه الحقة ومرابعه المزدهرة وحقائقه البريئة، من غير إهمال لكل أحواله الأُخرى، ولكن باستحقاقاتها، نتيجة بحوث مضنية متأنية، يُدرك ذلك جلياً كلُّ من خاض مجالي (مجالات) التاريخ الإسلامي وحضارته الرفيعة، يتوازى ذلك مع السير، اطراداً مع وضوح الرؤية في هذه الأُمور ويزداد تبيناً وجلاءً وسموا، بمقدار المضي في هذه السبيل، ناهلاً من ينابيعه
                      فإما سطور تضيء الطريق ... وإما رحيل يريح القلــــم

                      تعليق


                      • إن من يُحَدّق جيداً متأنياً موضوعياً، في تضاعيف هذا التاريخ ويرى أروقته الممتدة الظليلة الدافئة، سوف يُدْهَش حتماً، وقد يفزع مستفسراً: كيف مضت وسرت واستقرت هذه المظالم، مغطية عموم التاريخ الإسلامي، دون تميز بين الحق والباطل والصدق والكذب والحقيقة والافتراء، ما وقع فعلاً وما لم يقع، فسارعت مخترقة هذه المباني الشوامخ؟ لعله يصل بذلك إلى ثلاث نتائج مختارة بارزة:

                        1 - أًيُّ مجهود بُذِلَ لبث هذه المظالم، وأيّ قوم هؤلاء الذين وقفوا وراءها أو لها، وأيّ طول من الزمان صبروا عليه، ليشيعوها ويقبلها حتى أهل هذا التاريخ، ما لو بذله أَهلُه لرعايته لوقف سداً منيعاً دون تحقيق ما حققوه؟

                        2 - أَيُّ إهمال جرى من أهله مقابل ذلك، أو جهل بحقيقته وبتلك المظالم، حفوا به أنفسهم فحال دون إدراك حقائق الأُمور، ليهرعوا لبيانه وخدمته وتقديمه، أو على الأقل للإسراع في تجلية الواقع، ليرفدوه ويستدركوا ما عليهم إدراكه؟

                        3 - والآن: ما الجهد اللازم اليوم من أهله، لدفع هذا الظلم وكشفه عن المظلومين في هذا التاريخ. ثم من بعد، لتقديمه بحقائقه وبيان جوانبه المضيئة ولآلئه النادرة الكريمة، مع عدم إهمال المنحدرات التي طرأت على الأُمة، خلال تاريخها، لتنفع بذلك، دروساً وعِبراً ومَدداً؟ وهو ما سأشارك به إن شاء الله تعالى في أكثر من جانب منه، ببيان الحق ومتابعة الواقع التاريخي وبحث النظر في أحداثه، لتتبين الأمور بأدلتها، ويأخذ الحق مكانه، ويرتفع الظلم عن المظلومين، في أعداد قادمة، والله تعالى يقول الحق وهو يهدي السبيل.





                        فإما سطور تضيء الطريق ... وإما رحيل يريح القلــــم

                        تعليق


                        • أعلام وعلماء مسلمون

                          جابـــــــر بن حيان

                          وصفه ابن خلدون في مقدمته وهو بصدد الحديث عن علم الكيمياء فقال: "إمام المدونين فيها جابر بن حيان، حتى إنهم يخصونها به فيسمونها "علم جابر"، وله فيها سبعون رسالة"[1].

                          إنه أبو موسى جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي، نسبة إلى قبيلة أزد اليمنية التي هاجر البعض منها إلى الكوفة بعد انهيار سد مأرب. وُلِدَ في (طوس) واستقرَّ في بغداد بعد قيام الدولة العباسية، وتوثقت علاقته بأسرة البرامكة الفارسية، وامتدت حياته ما بين (103 - 200هـ/ 721 - 815م)[2].

                          يُعَدّ مؤسس علم الكيمياء التجريبي؛ فهو أول من استخلص معلوماته الكيميائية من خلال التجارب والاستقراء والاستنتاج العلمي، وكان غزير الإنتاج والاكتشافات، حتى إن الكيمياء اقترنت باسمه فقالوا: "كيمياء جابر"، و"الكيمياء لجابر"، وكذلك: "صنعة جابر". كما أُطلق عليه أيضًا "شيخ الكيميائيين" و"أبو الكيمياء".

                          فقبل جابر كان هناك مجموعة من المهن البدائية القديمة، وقد اختلطت مع كثير من الحرف، كالتحنيط (في مصر القديمة) والدِّباغة، والصباغة والتعدين واستخلاص الزيوت، لكن جابر بن حيان استطاع أن يطوِّر الكيمياء ويرفعها من تلك المنزلة البدائية التي كانت عليها إلى منزلة عالية، وذلك بإضافته للكثير من المعارف النظرية والعلمية، وإرسائه أسسَ وأصولَ تحضير المواد الكيميائية والتعامل معها؛ لذلك يُعتَبَر ابنُ حيان شيخ الكيميائيين بلا منازع[3].

                          بداية الكيمياء والمنهج العلمي عند جابر

                          بدأت الكيمياء خرافية تستند على الأساطير البالية، حيث سيطرت فكرة تحويل المعادن الرخيصة إلى معادن نفيسة؛ وذلك لأن العلماء في حضارات ما قبل الإسلام كانوا يعتقدون أن المعادن المنطرقة مثل الذهب والفضة والنحاس والحديث والرصاص والقصدير من نوع واحد، وأن تباينها نابع من الحرارة والبرودة والجفاف والرطوبة الكامنة فيها، وهي أعراض متغيرة (نسبة إلى نظرية العناصر الأربعة: النار والهواء والماء والتراب)؛ لذا يمكن تحويل هذه المعادن من بعضها البعض بواسطة مادة ثالثة وهي الإكسير. ومن هذا المنطلق تخيل بعض علماء الحضارات السابقة للحضارة الإسلامية أنه بالإمكان ابتكار إكسير الحياة أو حجر الحكمة الذي يزيل علل الحياة ويطيل العمر[4]، وهذا ما كان يُسَمَّى بعلم الخيمياء.

                          وقد تأثَّر بعض العلماء العرب والمسلمين الأوائل كجابر بن حيان وأبي بكر الرازي بنظرية العناصر الأربعة التي ورثها علماء العرب والمسلمين عن اليونان، لكنهما قاما بدراسة علمية دقيقة لها؛ أدَّت هذه الدراسة إلى وضع وتطبيق المنهج العلمي التجريبي في حقل العلوم التجريبية.

                          وعن هذا المنهج التجريبي كان يقول جابر: "ومِلاك كمال هذه الصنعة العمل والتجربة؛ فمن لم يعمل ولم يجرِّب لم يظفر بشيء أبدًا"[5].

                          وفي كتاب الخواص الكبير المقالة الأولى يقول: "إننا نذكر في هذه الكتب خواص ما رأيناه فقط دون ما سمعناه، أو قيل لنا وقرأناه، بعد أن امتحنّاه وجرَّبناه، فما صحَّ أوردناه، وما بطل رفضناه، وما استخرجناه نحن أيضًا قايسناه على أحوال هؤلاء القوم"[6].

                          ولذلك يُعَد جابر أول من أدخل التجربة العلمية المخبرية في منهج البحث العلمي الذي أرسى قواعده، وكان أحيانًا ما يُسمي التجربة بالتدريب، فكان يقول: "فمن كان دَرِبًا كان عالمًا حقًا، ومن لم يكن دَرِبًا لم يكن عالمًا، وحسبُك بالدربة في جميع الصنائع أن الصانع الدَّرِب يحذق، وغير الدَّرِب يعطل"[7]!!

                          وعليه قطع جابر خطوة أبعد مما قطع اليونان في وضع التجربة أساس العمل لا اعتمادًا على التأمل الساكن.

                          لقد كانت أعمال جابر القائمة على التجربة المعملية أهم محاولة جادة قامت آنذاك لدراسة الطبيعة دراسة علمية دقيقة؛ فهو أول من بشَّر بالمنهج التجريبي المخبري، وتكاد الإجراءات التي كان يتبعها في أبحاثه تطابق ما يقوم به المشتغلون بالمنهج العلمي اليوم؛ وتتلخص إجراءاته في خطوات ثلاث:

                          الأولى: أن يأتي الكيميائي بفرض يفرضه من خلال مشاهداته، وذلك حتى يفسر الظاهرة التي يريد تفسيرها.

                          الثانية: أن يستنبط مما افترضه نتائج تترتب عليه نظريًا.

                          الثالثة: أن يعود بهذه النتائج إلى الطبيعة ليتثبت ما إذا كانت ستصدق على مشاهداته الجديدة أم لا؛ فإن صدقت تحولت الفرضية إلى قانون علمي يُعوَّل عليه في التنبؤ بما يمكن أن يحدث في الطبيعة إذا توافرت ظروف بعينها[8].

                          ولقد اهتم هولميارد Holmyard بأعمال جابر ومنهجه العلمي ومؤلفاته، وعكف على إبراز القيمة العلمية لعمله، وتراه بعد ذلك يقول: "إن الصنعة الخاصة عند جابر هي أنه قد عرف وأكَّد على أهمية التجريب بشكل أوضح من كل من سبقه من الخيميائيين"[9].
                          يتبع
                          فإما سطور تضيء الطريق ... وإما رحيل يريح القلــــم

                          تعليق


                          • شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
                            منتظر الجديد

                            تعليق


                            • سعيدة بمتابعتكم أخى الفاضل أمجد ..
                              شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
                              فإما سطور تضيء الطريق ... وإما رحيل يريح القلــــم

                              تعليق


                              • العز بن عبد السلام.. بائع الملوك

                                لم يخل عصر من عصور الإسلام من العلماء الدعاة الذين يأخذون بيد الأمة في ظلام الليل البهيم، وعند اشتداد الخطب واضطراب الأمور، يقومون بواجبهم المقدس في أداء الأمانة ونشر العلم، وتقويم الاعوجاج، ومواجهة الظلم، وتصويب الخطأ، وقام العلماء الأفذاذ بهذه السنة الحميدة؛ استشعارًا للمسئولية، وتقديرًا للأمانة، وإدراكًا لعظم دورهم باعتبارهم طليعة الأمة، ولسان حالها، وروادها.. والرائد لا يكذب أهله. والعز بن عبد السلام، واحد من هؤلاء الرواد الصادقين، لم تشغلهم مؤلفاتهم ووظائفهم عن الجهر بكلمة الحق، وتبصير الناس، ومحاربة البدع، ونصح الحكام، وخوض ميادين الجهاد، حتى طغى هذا النشاط على جهدهم العلمي وهم المبرزون في علومه، واقترنت أسماؤهم بمواقفهم لا بمؤلفاتهم، وحمل التاريخ سيرتهم العطرة تسوق إلى الناس جلال الحق وعظمة الموقف، وابتغاء رضى الله، دون نظر إلى سخط حاكم أو تملق محكوم، فهو ينطق بما يعتقد أنه الصواب والحق، غير ملتفت إلى غضب هذا أو رضى ذاك.
                                المولد والنشأة
                                في دمشق كان مولد عبد العزيز بن عبد السلام المعروف بالعز سنة (577 هـ = 1181م)، وبها نشأ وتلقى تعليمه، وكانت دمشق منذ العصر الأموي حاضرة من حواضر العلم تزخر بالعلماء وتموج فيها الحركة العلمية، ويقصدها العلماء من الشرق والغرب.
                                ولم يطلب العز العلم صغيرًا مثل أقرانه، وإنما ابتدأ العلم في سن متأخرة، وانتظم في التزام حلقات الدرس وأكب على العلم بشغف ونهم وهمة عالية، فحصل في سنوات قليلة ما يعجز أقرانه عن تحصيله في سنوات طويلة، ورزقه الله الفهم العميق والذكاء الخارق فأعانه ذلك على إتقان الفقه والأصول، ودراسة التفسير وعلوم القرآن وتلقي الحديث وعلومه، وتحصيل اللغة والأدب والنحو والبلاغة.
                                وأشهر شيوخ العز ما ذكرهم السبكي في طبقات الشافعية بقوله: تفقه على الشيخ فخر الدين بن عساكر، وقرأ الأصول على الشيخ سيف الدين الآمدي وغيره، وسمع الحديث من الحافظ أبي محمد القاسم بن عساكر.
                                الوظائف
                                اتجه العز إلى التدريس وإلقاء الدروس في مساجد دمشق وفي بيته، وفي المدارس التي كانت تتعهدها الدولة، مثل: المدرسة الشبلية، والمدرسة الغزالية بدمشق، وكان في الشيخ حب للدعابة وميل إلى إيراد الملح والنوادر يلطف بها درسه وينشّط تلاميذه الذين أعجبوا بطريقته، وبعلمه السيال وأفكاره المتدفقة وأسلوبه البارع، وسرعان ما طار صيت العز، وطبقت شهرته الآفاق، وقصده الطلبة من كل مكان، ولما هاجر إلى مصر عمل بالمدرسة الصالحية، وانصرف إلى إلقاء الدروس في المساجد، والتف الناس حوله يجدون فيه عالمًا شجاعًا ومدرسًا بارعًا.
                                الخطابة في الجامع الأموي
                                ولم يكن التدريس فقط ميدانه المحبب، وساحته التي يرمي بأفكاره فيها، ويلتقي بالصفوة من تلاميذه، يمدهم بقبس علمه، وصفاء روحه، وإخلاص نفسه، ويقدم الصورة والمثال لما ينبغي أن يكون عليه العالم القدوة من الالتزام والانضباط -وإنما أضاف إلى ذلك مجالاً أرحب بتوليه الخطابة في الجامع الأموي بدمشق سنة (637 هـ = 1239م)، وكان خطيبًا بارعًا، يملك أفئدة السامعين بصوته المؤثر، وكلامه المتدفق، وإخلاصه العميق، ولم يكن يؤثر استخدام السجع المفرط كما كان يفعل أقرانه، ولا يدق مثلهم بالسيف الخشبي على أعواد المنابر، ولا يرتدي السواد، وإنما كان فيه سلاسة ويسر، يبتعد عن التكلف في الكلام، ويصيب بحديثه الطيب شغاف القلوب، فيعمل فيها ما لا تعمله عشرات الدروس والمواعظ الخالية من الروح، الفقيرة من العاطفة.
                                وشاء الله أن يخسر المسلمون في دمشق خطب الشيخ الجامعة، فلم يستمر في الخطابة سوى سنة تقريبًا، وفقد المنصب بسبب شجاعته وقرعه بالنكير على صنيع الصالح إسماعيل حاكم دمشق، بعد أن وضع يده في يد الصليبيين، وتحالف معهم ضد ابن أخيه الصالح أيوب حاكم مصر، وكان ثمن هذا الحلف أن سلّم لهم صيدا وشقيف وصفد، ولم يكتف الصالح إسماعيل بتصرفه الشائن وإنما سمح لهم بدخول دمشق لشراء السلاح لقتال المسلمين في مصر.
                                ولم يكن الشيخ ليسكت عن خطأ أو يسمح بتجاوز في حق الأمة، أو تفريط في ثوابتها؛ فأفتى بحرمة بيع السلاح للفرنج بعد أن ثبت أنه يُستخدم في محاربة المسلمين، ثم أعقب ذلك بخطبة مدوية في الجامع الأموي قبح فيها الخيانة وغياب النجدة والمروءة، وذم ما فعله السلطان وقطع الدعاء له بالخطبة.
                                وما كان من الصالح إسماعيل إلا أن أقدم على عزل الشيخ الجليل عن الخطابة والإفتاء، وأمر باعتقاله، ثم فك حبسه بعد مدة خوفًا من غضبة الناس وألزمه بيته، ومنعه من الإفتاء.
                                في القاهرة
                                أيقن الشيخ صعوبة الحركة مع حاكم يفرّط في الحقوق، ويقدم على الخيانة بنفس راضية، فقرر الهجرة إلى بلد يمارس فيها دعوته، ويدعو إلى الله على بصيرة، عالي الجبين، مرفوع الهامة، فولّى شطره إلى القاهرة، ورفض العودة إلى دمشق بعد أن طلب منه بعض دعاة الصلح أن يترفق بالسلطان، ويلاينه وينكسر له حتى يرضى عنه، وأطلق عبارته الكريمة للساعي إلى الصلح: "يا مسكين ما أرضاه أن يقبّل يدي، فضلا أن أقبل يده، يا قوم أنتم في واد، وأنا في واد، والحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به".
                                وصل الشيخ إلى القاهرة سنة (639 هـ = 1241م) واستقبله الصالح أيوب بما يليق به من الإكرام والتبجيل، وولاه الخطابة في جامع عمرو بن العاص، وعينه في منصب قاضي القضاة، والإشراف على عمارة المساجد المهجورة بمصر والقاهرة، وهي الأعمال التي تناط الآن بوزارة الأوقاف، لكنها كانت تستند في ذلك الوقت إلى القضاة؛ لأمانتهم ومكانتهم الدينية والاجتماعية.
                                بائع الأمراء
                                قبل الشيخ الجليل منصب قاضي القضاة ليصلح ما كان معوجًا، ويعيد حقًا كان غائبًا، وينصف مظلومًا، ويمنع انحرافًا وبيلا، فلم يكن يسعى إلى جاه وشهرة، وفي أثناء قيامه بعمله اكتشف أن القادة الأمراء الذين يعتمد عليهم الملك الصالح أيوب لا يزالون أرقاء لم تذهب عنهم صفة العبودية، والمعروف أن الملك الصالح أكثر من شراء المماليك وأسكنهم جزيرة الروضة واعتمد عليهم في إقامة دولته وفي حروبه، وهؤلاء المماليك هم الذين قضوا على الدولة الأيوبية في مصر وأقاموا دولتهم التي عُرفت بدولة المماليك.
                                وما دام هؤلاء الأمراء أرقاء فلا تثبت ولايتهم ونفاذ تصرفاتهم العامة والخاصة ما لم يُحرروا، فأبلغهم بذلك، ثم أوقف تصرفاتهم في البيع والشراء والنكاح وغير ذلك مما يثبت للأحرار من أهلية التصرف، فتعطلت مصالحهم، وكان من بين هؤلاء الأمراء نائب السلطان.
                                وحاول هؤلاء الأمراء مساومة الشيخ فلم يفلحوا وأصر على بيعهم لصالح بيت المال، ثم يتم عتقهم ليصبحوا أحرارًا تنفذ تصرفاتهم، قائلا لهم: نعقد لكم مجلسًا، ويُنادى عليكم لبيت مال المسلمين، ويحصل عتقكم بطريق شرعي، وما كان ذلك ليرضيهم فرفضوا ورفعوا الأمر إلى السلطان الصالح أيوب، فراجع الشيخ في قراره فأبى، وتلفظ السلطان بكلمة ندَّت منه أغضبت الشيخ، وفهم منها أن هذا الأمر لا يعنيه ولا يتعلق بسلطته، فانسحب الشيخ وعزل نفسه عن القضاء، فما قيمة أحكامه إذا لم تُنفذ، وردها صاحب الجاه والسلطان.
                                وما أن انتشر خبر ما حدث، حتى خرجت الأمة وراء الشيخ العز الذي غادر القاهرة وأدرك السلطان خطورة فعلته، فركب في طلب الشيخ واسترضاه وطيَّب خاطره واستمال قلبه، وطلب منه الرجوع معه، فوافق العز على أن يتم بيع الأمراء بالمناداة عليهم.
                                وكم كان الشيخ مهيبًا جليلا وهو واقف ينادي على أمراء الدولة واحدًا بعد واحد، ويغالي في ثمنهم حتى إذا ارتفع السعر إلى أقصى غايته وعجز المشترون قام السلطان الصالح أيوب بدفع الثمن من ماله الخاص إلى الشيخ الشجاع الذي أودع ثمنهم بيت مال المسلمين، وكانت هذه الوقعة الطريفة سببا في إطلاق اسم بائع الملوك على الشيخ المهيب.
                                مع الظاهر بيبرس
                                وتكرر هذا الأمر منه عند بيعة الظاهر بيبرس حين استدعى الأمراء والعلماء لبيعته، وكان من بينهم الشيخ العز، الذي فاجأ الظاهر بيبرس والحاضرين بقوله: يا ركن الدين أنا أعرفك مملوك البندقدار -أي لا تصح بيعته؛ لأنه ليس أهلا للتصرف- فما كان من الظاهر بيبرس إلا أن أحضر ما يثبت أن البندقدار قد وهبه للملك الصالح أيوب الذي أعتقه، وهنا تقدَّم الشيخ فبايع بيبرس على الملك.
                                وكان الظاهر بيبرس على شدته وهيبته يعظم الشيخ العز ويحترمه، ويعرف مقداره، ويقف عند أقواله وفتاواه، ويعبر السيوطي عن ذلك بقوله: وكان بمصر منقمعًا، تحت كلمة الشيخ عز الدين بن عبد السلام، لا يستطيع أن يخرج عن أمره حتى إنه قال لما مات الشيخ: ما استقر ملكي إلا الآن.
                                مؤلفاته وجهوده العلمية
                                تعددت مساهمات العز بن عبد السلام في الإفتاء والخطابة والقضاء والتدريس والتأليف، وله في كل إسهام قدم راسخة ويد بيضاء، وانتهت إليه في عصره رياسة الشافعية، وبلغت مؤلفاته ثلاثين مؤلفًا، وهي دليل نبوغ فذ وقدرة عالية على أن يجمع بين التأليف وأعماله الأخرى التي تستنفد الجهد وتفنى الأعمار فيها، لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء، فاجتمع له من الفضل ما لم يجتمع إلا للأفذاذ النابغين من علماء الأمة.
                                وشملت مؤلفاته التفسير وعلوم القرآن والحديث والسيرة النبوية، وعلم التوحيد، والفقه وأصوله والفتوى. ومن أشهر كتبه: قواعد الأحكام في مصالح الأنام، والغاية في اختصار النهاية في الفقه الشافعي، ومختصر صحيح مسلم، وبداية السول في تفضيل الرسول، والإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز، وتفسير القرآن العظيم، ومقاصد الصلاة، ومقاصد الصوم.
                                وفاته
                                طال العمر بالعز بن عبد السلام، فبلغ ثلاثة وثمانين عاما قضى معظمها في جهاد دائم بالكلمة الحرة، والقلم الشجاع، والرأي الثاقب، وحمل السلاح ضد الفرنج؛ للمحافظة على حقوق الأمة حتى لقي ربه في (10 من جمادى الأولى 660 هـ = 9 من إبريل 1066م).
                                هوامش ومصادر:

                                • ابن شاكر الكتبي: فوات الوفيات – تحقيق إحسان عباس – دار صادر – بيروت – بدون تاريخ.
                                • عبد الوهاب السبكي: طبقات الشافعية الكبرى – تحقيق محمود محمد الطناحي وعبد الفتاح الحلو – مطبعة عيسى البابي الحلبي – القاهرة – (1383هـ=1964م) وما بعدها.
                                • محمود رزق سليم سليم: عصر سلاطين المماليك – مكتبة الآداب – القاهرة – (1384 هـ = 1965م)
                                • محمد الزحيلي: العز بن عبد السلام – دار القلم – دمشق – 1998م.

                                فإما سطور تضيء الطريق ... وإما رحيل يريح القلــــم

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 19 فبر, 2023, 10:23 م
                                ردود 0
                                38 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                ابتدأ بواسطة سيف الكلمة, 20 سبت, 2021, 07:32 م
                                ردود 3
                                82 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 أبر, 2021, 03:16 ص
                                ردود 0
                                94 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 11 أبر, 2021, 12:20 م
                                ردود 0
                                64 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                ابتدأ بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام, 1 فبر, 2021, 08:35 م
                                ردود 13
                                136 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة أكرمنى ربى بالاسلام  
                                يعمل...
                                X