آريـوس

تقليص

عن الكاتب

تقليص

معارج القبول دينى الاسلام اكتشف المزيد حول معارج القبول
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آريـوس

    مطـويات
    آريـوس
    هو الطامةُ الكبرى، والهرطوقىُّ الأعظم، والمعادل البشرى للشيطان؛ من زاوية نظر الأرثوذكس عموماً، والأقباط خصوصاً. وما من مرة يأتى ذِكْرُ آريوس، إلى يومنا هذا، إلا ثارت نفوسُ الأقباط ضَدْ المتلفِّظ باسمه، على الرغم من مرور قرابة سبعة عشر قرناً على وفاته. وهذه الحساسية القبطية البالغة تجاه آريوس، ليست جديدة، إذ أنها (هى هى) طيلة زمانهم الطويل، فهو اليوم فى نظرهم، مثلما كان فى نظر أسلافهم قبل مئات السنين : عدو المسيحية الأول.
    وهناك ما لا حصر له من الوقائع الدالة على طبيعة الموقف العام (القبطى) من آريوس، منها على سبيل المثال أنه فى العام الميلادى 361 ثار الإسكندرانيون (الأقباط) ضد أسقف مدينتهم جورجيوس الكبادوكى، الذى أرسلته العاصمة الإمبراطورية، ليكون أسقفاً للإسكندرية ومصر. ثاروا عليه، واعترضوه فى واحدٍ من شوارع الإسكندرية، فقتلوه، فى وضح النهار وقطَّعوا جثَّته بالسواطير ؛ لأنهم رأوا أن هذا الأسقف، كان يميل إلى الآراء الآريوسية.
    كان آريوس قَسَّاً سكندرياً، أصله من (ليبيا) التى كانت قديماً تسمى بالمدن الخمس الغربية، وقد كانت آنذاك تابعةً للإسكندرية؛ مثلما كانت عموم البلاد المصرية، والحبشة من بَعْدُ، تحت الهيمنة الروحيةِ للكنيسة المرقسية التى مقرها الإسكندرية. وفيما كان آريوس بمدينة الإسكندرية، ترقَّى فى خدمته الكنسية (الإكليريكية) حتى صار كاهناً لكنيسة بوكاليا، المطلة على الميناء الشرقى بالمدينة ، فى المنطقة المعروفة اليوم بمحطة الرمل.
    فى الإسكندرية القديمة درس آريوس أعمال المفكر الكنسى المرموق، أوريجين (أوريجانوس) خريج المدرسة الفلسفية السكندرية القديمة، تلميذ الفيلسوف آمونيوس ساكاس، وزميل الفيلسوف الشهير أفلوطين. وبعد دراسته الأولى فى الإسكندرية، ارتحل آريوس إلى الشام، وظهر مذهبه هناك . وقد ألَّف آريوس عدة أعمال، اختفت مع الزمان وتَمَّ تعقُّبها جميعاً بالردود الكنسية المطوَّلة . ولا يوجد بأيدينا اليوم مما كتبه، إلا أجزاء من عمله الشعرى (تراتيل وترانيم) الذى اختار له عنوان: ثاليا. وفيه يعرض تفصيلاً، لطبيعة العلاقة بين الآب والابن .
    بدأ الإشكالُ (الهرطوقى) الهائل المرتبط بآريوس، فى النصف الثانى من حياته. وتحديداً، بعد انتقاله إلى منطقة الشام، والتفاف الناس هناك حوله، وإعجابهم بآرائه. ثم أخذت الأزمةُ بعد ذلك فى التصاعد، شيئاً فشيئاً.. فقد كتب أسقفُ الإسكندرية، إسكندر، رسالةً إلى زميله أسقف القسطنطينية، الذى كان اسمه أيضاً إسكندر! راح فيها يندَّد بأقوال آريوس، ويدعو لعقد مجمع مسكونى لمحاكمته. يقول الأسقف السكندرى فى رسالته هذه، إن الله حسبما قرر آريوس، لم يكن دوماً (الآب) وقد خلق اللهُ المسيحَ (الابن) من العدم، فى زمنٍ معين، لم يكن قبله الابن موجوداً، ولا كان الله قد صار بَعْدُ (آب) لأنه صار كذلك حين خلق الابن. وبالتالى ، فالابن مخلوقٌ ولا يمكن يساوى الله فى الجوهر. ويسوع هو (المسيح) وليس هو الكلمة (اللوجوس) ولا الحكمة، لأنهما صفتان إلهيتان لا تتوقَّفان على مخلوق ، وإلا صار الله عرضة للتغيُّر مثل الخلائق .
    ومع أن آريوس، وسابقيه ولاحقيه ممن أنكروا ألوهية المسيح، كانوا يهدفون إلى الحفاظ على وحدة الذات الإلهية، ومفارقتها للمخلوقات ، وإلى تأكيد حرية الإرادة الإنسانية بعيداً عن الوساطة الكهنوتية. وكانت لديهم أسانيد كثيرة ، دينيةٌ، مستقاةٌ مباشرةً من الأناجيل التى طالما وُصف فيها المسيحُ بابن الإنسان. ومع أن هذه الأفكار تُعدُّ بحق لاهوتاً، لأنها تبدأ من الذات الإلهية، وترى المسيح من الناحية الثيولوجية (التوحيدية) البحتة. إلا أن كنيسة الإسكندرية، التى قادت فى عصر آريوس معظمُ الكنائس الكبرى فى العالم، راحت تدافع بقوة عن عقيدتها، مستندةً إلى تراثها الآبائى السابق، المؤكِّد أن (الابن) كان موجوداً منذ الأزل، وأن المسيح هو (الكلمة) غير المخلوقة. وهكذا شُنَّتْ على آريوس حرباً شعواء، بدأها الأسقفُ إسكندر الذى دعا إلى مجمعٍ مسكونى لمناقشة ما نشره آريوس بالشام من أفكار (هرطوقية) فانعقد مجمع نيقية سنة 325 ميلادية، بحضور 318 أسقفاً. وفى هذا المجمع تم حَرْم آريوس، وأُقرَّ قطعه عَزْله عن الكنيسة، وصدر حُكم نفيه إلى ديرٍ بعيدٍ، بإسبانيا. غير أن الأمور مع ذلك لم تهدأ، ولم تتوقَّف فى بلاد الشام تلك الأفكار الآريوسية. ومن ثم، فقد أرسل الإمبراطور قسطنطين الكبير، المسمى اعتباطاً (نصير المسيح) إلى آريوس، يدعوه إلى القسطنطينية للتوفيق بينه وبين الأسقف السكندرى، إسكندر. وقد جاء آريوس من منفاه، بعد مماطلة أغاظت الإمبراطور، حتى هَدَّده بالويلات إذا تجاهل دعوته بالمثول بين يديه . وفى أطراف القسطنطينية سنة 336 ميلادية، مـات آريوس فجأة ! أو مات مسموماً، حَسبما يرجِّح د. رأفت عبد الحميد فى بحثه المفرد، الممتع، الذى كتبه تحت عنوان: اغتيال آريوس .


    جريدة صوت الأمة الاثنين 2/3/2009
    http://www.ziedan.com/index_o.asp


    لاتنسوا أخواتنا المسلمات الأسيرات من دعائكم

  • #2
    مقال رائع جدا .....جهد مشكور

    تعليق


    • #3
      كما كانت تتم التصفية الجسدية للمخالفين
      كان هناك إبادة وإعدام الكتب المخالفة لفكرهم
      ووصل الأمر لمنع تداول الكتاب المقدس لعقود كثيرة لكى لا ينكشف التزوير الضخم الذى قاموا به ليتحول إلى كتاب شرك بدلا من كتاب توحيد
      وما تسرب وانتشر رغما عنهم ثم أظهرته أزمنة البشر اعتبروه أسفار غير قانونية

      فليس من الصعب فهم عدائهم المزمن للإسلام والمسلمين وهو دعوة التوحيد التى لم يستطيعوا خنقها

      بل إن الإسلام هو من قضى على الشق البيزنطى للحضارة المسيحية المشركة بعد قليل من قضائها على المسيحية الموحدة
      أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
      والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
      وينصر الله من ينصره

      تعليق


      • #4
        الإستخفاف بالعقول وقلب المدلول
        لإخفاء التاريخ الدموى لنصرانية الأقانيم
        قتل آريوس بالسم بكل بساطة
        أصبح موتا بمعجزة إيمانية وبتوقيع عقوبة ربانية

        ليس دفاعا عن الرواية فلا علاقة لنا بها
        ولكن لعرض نموذج من نماذج قلب الحقائق بالكذب المقدس













        أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
        والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
        وينصر الله من ينصره

        تعليق


        • #5
          إلا أن كنيسة الإسكندرية، التى قادت فى عصر آريوس معظمُ الكنائس الكبرى فى العالم، راحت تدافع بقوة عن عقيدتها، مستندةً إلى تراثها الآبائى السابق

          سبحان الله هل لا يوجد لديهم ما يؤيد عقيدتهم سوى اقوال آبائهم حتى ان المسيح نفسه لم يعلن انه اله وآبائهم يفرضون عليهم انه إله

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
            اضن ان الجدير بالذكر في تاريخ المسيحية هو الخلاف الذي دار بين اتباع بولس و تلاميذ المسيح عليه السلام موقعا بداية تحريف المسيحية... حبذا لو تكرم احدكم بان يحضر لنا مقالا حول الموضوع
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            تعليق


            • #7
              [align=right]
              ــ جزاكِ الله كل خير أختنا الفاضلة معارج القبول .. كثير من تاريخ وكتابات آريوس قد أحرقت وطمست معالمها للأسف الشديد والتي لو كانت موجودة لكُشِف النقاب عن كثير من أفكار ذلك الإعتقاد السائد في ذلك الوقت .. وعن إحراق كتب آريوس واضطهاد أتباعه يقول المؤرخ الشهير ويل ديورانت فى كتابه قصة الحضارة ــ المجلد الثالث :ــ

              (( وصدر مرسوم إمبراطوري يأمر بإحراق كتب آريوس جميعها ، ويجعل إخفاء أي كتاب منها جريمة يعاقب عليها بالإعدام )) ..


              ــ والدليل على استمرار هذا الإعتقاد (من إنكار ألوهية المسيح) قبل وبعد آريوس على مدار القرون الخمسة الأولى بعد المسيح ــ ذلك القول الذي حفظه لنا التاريخ على لسان أثناسيوس : ــ


              (( إن هؤلاء الأفراد (أمثال آريوس) في سعيهم الدائب بكل مغالطاتهم لإنكار ألوهية الإبن ، الكلمة ، قد زكوا موقف من سبقوهم ...))


              ــ وصدق الله جل وعلا الذي قال في محكم تنزيله في أتباع المسيح عليه السلام : ــ

              ((وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ))


              ــ وبالفعل ففي الوقت الذي بدأت تسود فيه الأفكـار الهرطوقية الداعية إلى التثليث وإلى تأليه المسيح مع بداية إنحسار مد مذاهب التوحيد كان ذلك إيذانا وإعلاناً بمجيء نهاية الرسالات الشريعة الخاتمة دين الإسلام .. ليتم وعد الله جل وعلا ويظل أتباع المسيح فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة .. والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة..
              [/CENTER]
              [frame="10 98"]
              ـ لقد كنا العلمـاء والمعلِّمين .. يوم كانوا يعيشون في ظلام العصور الوسطى ويدفعون ثمن إلغاء (الكنيسة) لدور العقل .. بينما كنا على الضدّ .. فقد كان (المسجد) في حضارتنا .. جامعاً وجامعةً معاً ..

              ـ وما زال الطريق مفتوحاً أمامنا للعودة إلى قيادة الحضـارة .. وما زلنا نملك المؤهلات ..

              وإننـا بإذن الله ـ لعـــائدون ...
              [/frame]

              تعليق

              مواضيع ذات صلة

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 19 فبر, 2023, 10:23 م
              ردود 0
              39 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
              ابتدأ بواسطة سيف الكلمة, 20 سبت, 2021, 07:32 م
              ردود 3
              85 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
               
              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 أبر, 2021, 03:16 ص
              ردود 0
              94 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
               
              ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 11 أبر, 2021, 12:20 م
              ردود 0
              65 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
              ابتدأ بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام, 1 فبر, 2021, 08:35 م
              ردود 13
              138 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة أكرمنى ربى بالاسلام  
              يعمل...
              X