الأندلس فى ذاكرة رمضان ...

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ابنة صلاح الدين مسلمة اكتشف المزيد حول ابنة صلاح الدين
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأندلس فى ذاكرة رمضان ...

    د / عبد الرحمن علي الحجي
    ما كانت الحياة في الإسلام وفي مجتمعاتنا الإسلامية بجمال حضارتها موسمية، ولا متعلقة أو متوقفة أو مقتصرة ولا مُحْتَكَرة لمناسبات أو أزمنة، وإن كان لجملةٍ من ذلك مكانة خاصة، بل الخير والعمل الصالح شامل للإنسان المسلم كله، وأعماله وحياته وأقواله.. ولذلك كانت الانتصارات في الحياة الإسلامية والاندفاع نحو الخير والالتزام بشرع الله أحداثاً عامة، ولكن هناك أمكنة وأزمنة لها مكانة خاصة وحُرمة، تستلزم زيادة في هذا الاتجاه ومسارعة إليه وإكثاراً من الخير.
    تفاوت في الفضل:
    فمن الأمكنة مكة المكرمة والمدينة المنورة والمسجد الأقصى، ثم مواقع ارتبطت بذكريات جميلة في التاريخ الإسلامي كبلاد الأندلس وغيرها، ومن الأزمنة أيام وأشهر مميزة كأيام الحج وشهر رمضان، لا سيما ليلة القدر التي أنزل الله فيها القرآن الكريم، وجعلها في الأجر خيراً من ألف شهر، وامتلكت هذه الأزمنة والأمكنة تلك المكانة لما جرى فيها من أشياء ذات صلة بقضايا إسلامية. كما استوعب التاريخ الإسلامي أحداثاً وانتصاراتٍ وأموراً حملت فضلاً وطاعة وغفراناً، فهذه كلها لها مكانة لسبب أو أكثر ولها حرمة، والأجر فيها يضاعف ثوابها، والسيئات يضاعف عقابها، وهذا مما يستريح له المسلم لينصرف إلى عبادة أو أكثر، فالحج ورمضان عبادتان، تتلوهما الأعياد يكون فيهما العمل والسعي استمتاعاً بنعمة الله ومنصرفاً إلى طاعة، ممتعاً النفسَ بلذتها ويستريح عندها المسلم.. ولكن ما دامت هذه عبادة وطاعة فقد وجدنا المسلمين مع ذلك لا يؤجلون واجباً فيها أو جهاداً خلالها، بل يقترن كلّ ذلك ويكون مجمع فضائل؛ لأنّها كلها قربى لله تعالى وأجر ورضا، هم يبحثون عنها، بل العمل خلالها أشرف وأكرم وأكبر أجراً إن شاء الله تعالى.
    سَعة معاني الجهاد :
    ومثلما كانت هي جهاداً فكم منها احتوت على أعمال جهاد، ورمضان مثل الحج يُعتبر من أعمال الجهاد، وإن اختلف الشكل والصورة والأداء المرجو، لكنها حملت من معانيه وسارت في وجهته وابتغت هدفه من ذات المنطلق والتوجه!! جرت فيها من عجائب الأحداث ما يدل على قوة هذه المعاني في نفوس المسلمين، خلال العصور المتطاولة، فردية أو جماعية، وأن تكون جماعية فذلك أوجب وأعجب، وهذا بفضل الله في التاريخ الإسلامي كثير ووفير وشهير.
    نماذج الأعمال والرجال :
    فهذا السَّمْحُ بن مالك الخَوْلاني الذي تولى ولايةَ الأندلس في رمضان سنة مائة للهجرة، كان يقود الجهاد في أرض الفرنجة (فرنسا) بنفسه، حتى أتاه شهر ذي الحجة فاستمر في جهاده، مستجيباً لصوت فؤاده، حيث صاغت مرضاةُ الله كُلَّ هدفه، داعياً إلى الله، رافعاً رايته، ناشراً في الورى شريعته، واستمر على ذلك يقود هذا الجهاد، ويتقدم، ويضع نفسه وجهده وحياته في معمعته.. فتلك معاني القيادة، حتى استشهد هناك في يوم عرفة سنة 102هـ، عند مدينة «طَرَسْكُونة» Tarascon جنوبي فرنسا، لقد تفرد أولئك باتباعهم أوامر هذا الدين الحق، وبنوا بذلك الالتزام حياة المسلمين وأقاموا حضارتهم.
    ولقد سبق أن ذكرنا - في عدد سابق منذ فترة - ما فعلته فاطمة الفِهْرية التي بنت جامع وجامعة القرويين في «فاس» بالمغرب، في أول يوم من رمضان سنة 245هـ من مالها الخاص.
    كانت هذه المعاني عامة نهض بها المجتمع الإسلامي نساءً ورجالاً، وهم كثيرون وهنّ كثيرات، لكن هذه بعض نماذج تنشر العطر الفواح وأنت تفتح من كتابها صفحات، كان ذلك الكتاب مفتوحاً مستمر التسجيل مع خطوات الزمان، في أحداث مقروءة للناس يعيشونها ويحيون فيها وامتلأت بها الصفحات، مثلما امتلأت بهم الساحات.
    بُطولات مرقومة معلومة :
    وكم سطرت الحياةُ الإسلامية وحضارتُها - بفضل هذا الدين - من بطولات إنسانية وروائع حضارية ومآثر حياتية، تجلت في كل تاريخها، امتدت على بساط الزمان خضراء عطرة على مدار الأيام خلال كافة الأعوام.
    فـ«الزلاقة» كانت يوم الجمعة 12 رجب من عام 479هـ ومعركة «الأَرَك» في الأندلس قادها الموحدون ضد المد الصليبي الزاحف، بفضل الله سبحانه، واستشهد فيها جمع كبير من المسلمين، وكان ذلك في شعبان من عام 591هـ.
    وكان رمضان عَبِقاً في الأمة الإسلامية على الدوام - وليس وحده كذلك - مثلما في الأندلس مباركاً حياً بالمواليد الكريمة من الفتوح والانتصارات في كل ميدان، امتلأت بالفرسان والشجعان، غَطَّى أرضَه الشهداءُ والعلماءُ والعُبَّاد والأنجاد والأحباء والأولياء، مواكب خضراء اتجهت إلى الله في كل حركة طاعة وعبادة ومحبة. وإذا كان الحديث هنا يخص إقليم الأندلس أو يطوف به، فقد جرت خلال القرون الثمانية التي عاشها الوجود الإسلامي فيه، حضارياً وسياسياً وحركياً، وعلى رأسه الدولة يحتضنها المجتمع ويقومها ويصوبها، جرت أحداث كثيرة، وكانت أيامها مليئة بالحركة والنشاط والحيوية، حتى خلال أحداثها المرة وأحوالها المكفهرة وظروف كئيبة ألمّت بها، ومنها في رمضان الذي حمل الروائح الزكية الندية، مثلما جرت فيه أحداث بائسة كانت أقسى على النفس وأشد وقعاً، وهو موضوع متسع.
    ففي رمضان عام 114هـ(732م) وقعت معركة «بلاط الشهداء»، التي استمرّت عشرة أيام جنوبي باريس بنحو مائتي كيلو متر، بين مدينتي «تور» و«بواتييه» عند نهر «اللوار»، بين الجيش الإسلامي بقيادة المجاهد الشهيد «عبدالرحمن الغافقي»، وبين الفرنجة بوحشيتهم وصليبيتهم وجموعهم الجرارة بقيادة «شارل مارتل»، استشهد فيها القائد المجاهد الإداري الفذ «عبدالرحمن الغافقي»، وكانت هذه المعركة شبيهة بمعركة مؤتة، تدعو الدارسين لإعادة النظر والبحث عن كثير من الحقائق التي ما تزال بأشد الحاجة إلى بحث وتدقيق.
    ولقد كان سقوط مدينة «سرقسطة» في شمال الأندلس في رمضان سنة 512هـ، وسقوط «بلنسية» في رمضان سنة 635هـ، وسقوط «شاطبة» في رمضان سنة 645هـ.. فأي رمضان هذا، وأي مفارقات عما سبقت له من مجريات أَنِسَت به.
    تدفُق المَدِّ الحضاري :
    جرى الفتح الإسلامي المبارك للأندلس ووقعت جملة من جلائله في رمضان، فسرية «طَرِيف بن مالك» الذي قاد الحملة الاستكشافية من الشمال الأفريقي، مبحراً من ميناء مدينة سبتة على مضيق جبل طارق سنة 91هـ خلال رمضان ذلك العام، لترسو سفائنُه في جزيرة «طريف»، التي حملت اسمه، وبعد أداء مهمتها الاستطلاعية عاد ينقل أخباراً سارَّة «لموسى بن نصير» والي الشمال الأفريقي, ثم كانت الحملة التي تجهزت لفتح الأندلس بقيادة «طارق بن زياد»، واستقرت بعد رحيلها من سبتة - عبر هذا المضيق - على جبل طارق، الذي حمل اسمَ ذلك القائد المجاهد، الذي قاد اثني عشر ألفاً من الجنود المسلمين، فرحين بحمل راية الإسلام إلى أول قطعة من أوروبا وأرض جديدة، ينشرون فيها دين الله مهللين مكبرين يتسابقون إلى الشهادة، وانحدروا بدويهم الكريم يجلجل في الأفق تعطره وتضمّخه آيات الله، قوية منيرة من ذلك الجبل إلى الوادي الفسيح، حيث نهر «بَرْباط».
    وفي اليوم الثامن والعشرين من رمضان كانت المعركة الفاصلة عام 92هـ، استمرت ثمانية أيام استوعبت ما تبقى من رمضان إلى شوال خلال العيد، ففتح الله عليهم هذه البلاد ببركة هذه الأيام، وتقدم خلالها من الشهداء فازوا بالشهادة والجنة إن شاء الله تعالى نحو ثلاثة آلاف شهيد، أولئك الذين ممن صدقوا البيعة مع الله ربهم وأمثالهم الآخرون، كلهم كانوا يتسابقون للفداء.
    كانت الحياة الإسلامية وفتوحاتها في كل الميادين، داعية وناشرة عطره، بهذا اللون من الرفعة والإقدام والحب لله، لا تعرف غير ذلك، وعشق الموت في سبيل الله تعالى، فكيف بما دونه، وبهذه الصفة وحدها تبنى الحياة الإسلامية على هُدَى هذا المنهج الرباني الكريم.
    واستمر الفتح الإسلامي يقوده الفاتحون يجوبون مدائن البلاد الأندلسية، ينشرون فيها الضياء، حتى كان رمضان من العام القابل 93هـ، حيث عَبَرَ موسى بن نصير إلى الأندلس قادماً إليها من سبتة، ميناء الفتوح عبر المضيق ليعسكر في الجزيرة الخضراء، حيث يتجمع جند الدعاة والدعاة الجنود فيها، ويدرسون الأحوال ويضعون الخطط وينظمون الأمور لما افتتح من مواقع، منذ عبور طارق إليها قبل عام، حتى إذا ما استكمل جندُه العبورَ إليها براياتهم. لم يرحل عن الجزيرة التي اخضوضرت بدين الله، وهو أجمل سبب لاسمها من هذا المعنى إلى خضرة البحر المضيق، حتى أقام فيها مسجد الرايات لاجتماعها بهاتيك الملتقى.
    وفي رمضان سنة 94هـ جرى فتح مدينة «ماردة» صلحاً، بعد حصار لأشهر سبقت من ذلك العام. لا شك أنّه خلال سني الفتح؛ حيث الانتصارات مستمرة على مدار سنواته الأربع أو تزيد، وبعدها عن أحداث جرى منها فيض رمضان غير قليل، واستمرت السنوات والقرون على الأندلس تدور أعوامها تحمل الأحداث المتنوعة وتبني لبنات الحياة الكريمة والحضارة المنيرة، متمثلة بكل أشكالها وأحوالها وصورها المضيئة، منبئة عن الحقائق الفضلى التي امتلكتها في رمضان وغيره، نستوقف بعضها في اختصار يستوعب الأخبارَ عنها.
    نَصْرٌ مُتَحَضِّر وإبداعٌ مُتَجَذِّر :
    فكم من انتصارات تعددت ميادينها وأضاءت معانيها واتسعت أخبارها جرت فيه، نصر هو الجهاد رؤساؤه قادته الدعاة والأعلام وحاملو راياته من كل لون، بالسلاح في المعارك، وفي ميادين السلْم لإقامة الخير والحق والفضيلة عبادة خالصة، في مسجد يقام وعلم ينتشر، وأداء طاعة وعمل، ودعوة لدين الله وتدوين بالأقلام على صفحات بيض أبهى كلام، وحق أقيم ومُثُل تَنْبُت وفضائل تُغْرَس تُسقى بماء واحد كريم، تزدهر الحياة ويعم خيرها، لكل من استظل بظلها وعاش في حِماها وتمتع بثَراها.
    كل ذلك يحرسها الدعاة من الميامين والمجاهدين في كل الأحوال والألوان والأنواع، أمر لا بد منه على الدوام وفي كافة الأوقات والأعوام حارس لا ينام.
    وفي رمضان سنة 360هـ كان هجوم المجوس النورمان، من بلاد الدانمارك، على الأندلس فصدهم المسلمون وحَمَوْا الأندلس من شرهم، فعادوا خائبين لا يلوون في هذه على شيء مما أرادوه. وفي رمضان أو قُبَيْلَه من عام 456هـ حاصر وهاجم هؤلاء النورمان مدينة «بَرْبَشْتْرُ» شمالي الأندلس - بعد أن تنصروا - فحثهم البابا «إسكندر الثاني» إذا أرادوا التقرب وخدمة النصرانية أن يقتلوا المسلمين في الأندلس، والصليبية قديماً مثلما تفعل حديثاً لبست أثواب الدين؛ فدخلوا المدينة بعد حصار دام أربعين يوماً أو يزيد، واستباحوها في أبشع الصور المعروفة عن الصليبية التي جرت في الشرق الإسلامي.
    وإذ ما جرى في الغرب الإسلامي كثير منها ومُغْرِب في وحشيته، وهذه إحدى اللوحات السوداء ارتسمت بيد الصليبية العمياء؛ فارتكبوا من المناكر واستباحوا الأموال والدماء، وفتكوا بالناس وهتكوا الأعراض، إلى حد أنّهم انتقوا آلاف المسلمات الأبكار يوزعونهن هدايا على الزعماء من وحوش الملوك في أوروبا الصليبية؟!
    جرى ذلك رغم معاملة المسلمين للمغلوبين في تلك الديار خير معاملة عرفها التاريخ، معبرة عن معاني هذا الدين ومنهجه الرباني الكريم، ولكن شاء الله أن يَرُدَ الكيدَ ويجتمع المسلمون بنداء الجهاد «الله أكبر»، ليتقاطر إلى تلك المدينة في هاتيك الظروف من أيام الطوائف البائسة بسيوف الجهاد، وينظفوا تلك المدينة ويغسلوها من النجس، ويجلو عنها تلك الوحوش الكاسرة، ومن الغريب أنّه في كل تلك الأحداث اسْتُشْهِدَ خمسون مجاهداً من المسلمين، حقاً إنّ ضحايا الجبن والخوف أكثر بكثير من الجرأة والإقدام والتقدم للبذل والتضحية، والبون واضح في حقيقته ومدلوله ونتائجه، في الصورة والمعنى، والجزاء جزاء الإيمان وشجاعته وإقدامه على الجهاد والاستشهاد في سبيل الله وطلباً لرضاه، والإيواء والاحتماء بظله يوم القيامة إن شاء الله تعالى.
    عِبْرَةُ التلقّي والمُحاكاة :
    وهكذا نسير لنتقدم للقارئ بشرائح ولقطات من تلك الأمجاد الشامخات خلال هذا الشهر الكريم؛ ففي رمضان من عام 528هـ أيام المرابطين، كانت معركة «إفراغه» شمالي الأندلس التي انتصر فيها المسلمون، صفحة من التضحيات والجهاد دفاعاً عن الدين وأهله، يقوده المرابطون الأنجاد وأهل الجهاد من الشمال الأفريقي.
    انفراط آخِر العِقْد :
    ثم تمضي السنوات التي دُكَّت فيها كثير من الحصون وتناقصت الديار، لكنها ما كانت تخلو من الجهاد وصفحات بيضاء، حتى كانت آخر العِقْد مملكة «غرناطة»، التي ابتدئ تأسيسُها مملكةً ببيعة الشيخ الغالب بالله محمد بن يوسف بن نصر المعروف بـ«ابن الأحمر» في رمضان سنة 635هـ؛ حيث تتابعت الأحداث المتنوعة مَدّاً وجَزْراً، حتى استسلام، ثم سقوط وتسليم هذه المملكة في الثاني من ربيع الأول سنة 897هـ(2/1/1492م).
    محنة التفتيش ومدلولها :
    وتتابع القتل والتشريد والتنكيل المريع بالعقيدة وأهلها، وهو أقصى وأقسى وأفنى تنكيل على المسلمين خلال قرون تلت هذا التاريخ، وكان رمضان يجري بصمت كئيب وحس مغلوب ونظر باك على تلك الأمجاد، حيث يمر وهو يحمل إليهم تلك الذكريات في شتى المَواطن والصور والمرابع، ليقضّ مضجعاً ومَهْجَعاً، وهم في ذلك البؤس منكوبون مطاردون خائفون ضاقت عليهم أرض الله، حتى ليكادوا ينسون تلك الذكريات الباهرات النيرات المتكاثرات، فما عادوا يرونها، فغابت عنهم عقب غيبة الكثير من معانيه، وكم ارتَكَبَتْ محاكمُ التفتيش في إسبانيا والبرتغال - أو إن شئت القول في الأندلس الذبيح - في حق المسلمين أكبر الآثام في حربها للدين باسم ما ادعت زوراً من دين، حيث قضت على الملايين جاهدة لتطرد الإيمان والنور والخير والحضارة في أرضها، ويخيم الظلم والظلام، بعدما زهت تلك الأيام في تلك الأرض بنور الله تعالى، على مدى ما يزيد على 800 عام من الأعوام امتلأت خيراً وبِراً.
    تجدد الآمال والإقبال :
    هل يبدو من الغريب أن ترى الآن أو فيما بعد في إسبانيا تباشير الآمال ببداية انبثاق نور الإسلام تحمله قلوب من أهلها القائمين، قادمة إليه يوماً تعتنقه، رغم ما خلّفته تلك الأحداث من تغلغل تلك الروح من مكامن وبواطن الصليبية الكاثوليكية العتيقة التي لا بد أن يَعِفَّ عليها الزمن بتوفر حسن النظر الذي بدأ يتجدد وينمو ويفرع، تتولى غرسه وتستنبت معانيه، لتزدهر في النفس وتنطلق في تلك الأرض الكريمة الندية الأبية شجرة باسقة أصلها ثابت وفرعها في السماء لتؤتي أكلها جديداً.
    كان رمضان على الدوام شهرَ البر والخير، يزداد جمالاً وكثرة ونعمة عند المسلمين.
    مستقبلُ الأيام :
    وَلُود كان ذلك يتم باطراد يوم تمثل المسلمون بكل أوضاعهم ومواقعهم ومسؤولياتهم معاني رمضان والقرآن الذي أُنْزِلَ فيه، وسيرةُ الرسول الكريم [ التي أرادها الله تعالى أن تكون قدوة حسنة، صورةً لهذا الدين العظيم فكان خُلُقه القرآن.
    والأمل الآن أن تكون العودة الصادقة لهذا الدين آتية بعون الله تعالى، نشم روائحها ونرى أعلامها ونحس آثارها، وهي تعلم أنّها تسلك طريق الجهاد والاستشهاد في الله، وإقامة شرعه وحمل رايات هذا الدين، عندها ستسير أعلام الإسلام في البلاد خفاقة، تحوز جنته ورضاه سبحانه وتعالى إن شاء الله، وفي الحياة تشيع أمناً وحضارة تهدي البشرية إنسانيتَها وتقيم نورَ الله في أرضه وتقوده إلى سعادته في الدارين، وهي لأهل الأرض من كل الديار والأمصار والأجيال. فليكن رمضان وغيره كذلك عَبِقاً مباركاً مليئاً بالأمجاد القائمة على التقوى والطاعة، وهو حاضر بيننا استشهاداً وجهاداً في كل ميدان، وعندها ينصر الله من ينصره إنّ الله لقوي عزيز، وبذلك تتعطر كُلُّ الأيام والأعوام بنفحات الخير، مثل نفحات تلك الأيام الكريمة المباركة المزدهرة جديدة قوية مليئة بمعاني الإسلام إن شاء الله تعالى.
    والحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات..

    موقع التاريخ
    فإما سطور تضيء الطريق ... وإما رحيل يريح القلــــم

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 19 فبر, 2023, 10:23 م
ردود 0
39 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
ابتدأ بواسطة سيف الكلمة, 20 سبت, 2021, 07:32 م
ردود 3
86 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 أبر, 2021, 03:16 ص
ردود 0
94 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 11 أبر, 2021, 12:20 م
ردود 0
65 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
ابتدأ بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام, 1 فبر, 2021, 08:35 م
ردود 13
138 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة أكرمنى ربى بالاسلام  
يعمل...
X