كلمات بعدها صرخة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

السعيد شويل اكتشف المزيد حول السعيد شويل
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلمات بعدها صرخة

    القدس الشريف أو بيت المقدس
    **********************************
    القدس الشريف أو بيت المقدس : هو أطهر وأشرف البقاع على وجه الأرض بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة .. فهو مهبط الوحى والملائكة .. وهو الأرض المقدسة التى باركها الله للعالمين ..
    وهو الأرض التى قصدها ودخلها الأنبياء والمرسلين عليهم أفضل صلاة وأزكى سلام وتسليم . نزل بها سيدنا إبراهيم وسيدنا لوط وسيدنا يعقوب وسيدنا اسحق وسيدنا يوسف وسيدنا داود وسيدنا سليمان وسيدنا زكريا وسيدنا يحيى وسيدنا موسى وسيدنا عيسى وأنبياء ومرسلين آخرين ممن لم يقصصهم الله علينا .. يقول تبارك وتعالى :

    { يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ }

    { وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ }


    فالقدس أرض مقدسة وأرض مباركة .. وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .
    مهبط إسراء سيد الأولين والآخرين وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. يقول سبحانه وتعالى :

    { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى }

    والمسجد الأقصى لم يكن موجوداً آنذاك ( بالنسبة لنا ) .. لأن دعوة المسلمين بهذا الدين لم تكن قد انطلقت ..
    ولم يكن هناك من فتوحات إسلامية .. ولم تكن قد بدأت بعوث نبى الله صلى الله عليه وسلم ومغازيه وسراياه ... ولكن :
    لما كان الله سبحانه وتعالى متعالياً عن الزمان .. ومتعالياً عن المكان .. فإنّ ما سيكون عند الله كأن قد كان .
    وما سيوجد كأن قد وجد .. يقول الله تبارك وتعالى فى كتابه ومحكم آياته :

    (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْت قُلْت لِلناسِ اتخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ
    قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْت قُلْتهُ فَقَدْ عَلِمْتهُ تعْلَمُ
    مَا فى يَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنكَ أَنْت عَلَّامُ الْغُيُوبِ مَاقُلْت لَهُمْ
    إِلَّا مَاَأمَرْتنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ .....)

    فهذا خطاب من الله إلى نبى الله سيدنا عيسى عليه السلام فى يوم القيامة مع أن القيامة لم تقم ولم يحشر
    الناس ولم تجمع الرسل ولم يحضر سيدنا عيسى عليه السلام للسؤال ليقول ما قال . ومع هذا : ما
    سيكون كأن قد كان . وما سيقال كأن قد قيل . وما سيحدث كأن قد حدث .
    *****
    فالمسجد الأقصى شأنه فى ذلك شأن بيت الله الحرام بوأه الله لسيدنا إبراهيم عليه السلام
    فدلّه على مكانه وموضعه فرفع قواعده .
    ففى الموضع والمكان الذى نزل به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ليلة إسرائه ومعراجه بنى المسجد الأقصى الشريف فقد أتى إليها أمير المؤمنين وخليفة المسلمين سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه بعد فتح بيت المقدس وصلى فى هذا الموضع ومن على بقعته الطاهرة اتجه إلى الصخرة المقدسة ثم أمر ببناء المسجد ..
    ثم جاء الخليفة عبد الملك بن مروان وأمر ببناء قبة فوق الصخرة المقدسة التى هبط عليها وعرج من عليها
    سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ليلة الإسراء والمعراج ..
    ثم قام ابنه الوليد بن عبد الملك بإعادة الإعمار بفنٍ وإتقان فكانت عمارته للمسجد الأقصى عمارة فريدة عزّ نظيرها وقلّما يوجد مثيلها على وجه الكرة الأرضية .
    *****
    وأول من سكن القدس الشريف أو بيت المقدس هم العرب الكنعانيون وكان يطلق عليه حينئذ اسم :
    يورو سالم . أو . أور سالم .. كما كان يسمى : يور شالم . أو . أور شالم .. بمعنى ( الإله سالم )
    ومن هذا الإسم اشتقت كلمة : أورشليم
    ومن بعد الكنعانيون سكنه العبرانيين .. وقُسّم إلى مملكتين : مملكة يهوذا . ومملكة اسرائيل ..
    ثم جاء الآشوريين وقضوا على مملكة اسرائيل . والبابليون قضواْ على مملكة يهوذا .
    ثم جاء ت الإمبراطورية الرومانية واستولت على المملكتين وأطلقت عليهما اسم : ( فلسطين ) .
    وغيّرت اسم مدينة أورشليم إلى : ( إيليا العظمى ) أو ( إيليا كابتيولينا ) .


    *****
    بلغ دين الله أجله المعلوم وبلغت رسالة الإسلام موعدها المحتوم فى علم الله . واصطفى الله
    سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً لهذا الدين وتلك الرسالة ..
    وبعد أن اكتمل دين الله .. انتقل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مثواه ..
    وصرع الإسلام كل الإمبراطوريات وجميع الحضارات فهو الفجر الذى جاء لينيرالظلمات للإنسانية والمِشعل الذى انبثق ليضىء كل جوانب الحضارة العالمية ..
    وجاء الخلفاء الراشدون فكانوا أركاناً للملة الحنيفية ودعائم لأحكام وتعاليم الشريعة الإسلامية ..
    فى عهد سيدنا أبى بكر وسيدنا عمر رضى الله عنهما : اتجه سيدنا عمرو بن العاص رضى الله عنه لفتح
    بيت المقدس وحاصر الرومان حتى نزلوا على حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وصالحوا على دفع الجزية .. وأتى أمير المؤمنين وخليفة المسلمين سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى بيت المقدس ونزل بالجابية ( مرتفعات الجولان حالياً ) وتسلم مفاتيح مدينة القدس الشريف .. . ثم صلى فى الموضع الذى هبط فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم سار إلى الصخرة المقدسة . ثم أمر ببناء مسجد فيه . ثم أمر بفتح مصر .
    *****
    ومن بعد الخلفاء الراشدين جاء الخلفاء والأئمة الخيار وفقهاء الأمصار والقواد العظام : فقاموا بتدوين الأخبار والآثار وضبطوا أصول العبادات والمعاملات وميزوا المحللات من المحرمات وأحكموا شرع الله فى الخراج والديات وفتح الله عليهم مشارق الأرض ومغاربها فكانت تتقدمهم فى الأمم هيبتهم وتتفتح القلوب لدعوتهم قبل أن تتفتح الحصون والبلاد أمام قوتهم وبسالتهم .
    كان الخليفة منهم ( فى الخلافة الأموية أوالعباسية أو الخلافة العثمانية ) هو : ناصر الدنيا والدين . وهو قامع أعداء الله الكافرين . ملك العرب والعجم . ظل الله فى أرضِه والقائم بسنته وفرضِه . وليس كما صورهم لنا أعداء الدين من الصليبيين والمستشرقين والحاقدين على الإسلام والمسلمين ..
    *****
    مرت العصور وتوالت الدهور .. وبدأ الضعف والإنقسام يدب بين المسلمين .. حينئذٍ :
    تقنعت أوروبا بالصليب .. وبدأت حروبها ضد الإسلام والمسلمين ..
    استولوا على ( إمارة الرها ) وهى أول إمارة إسلامية شقت صدع الجبل الإسلامى الشامخ ..
    ثم استولوا على ( إمارة أنطاكية ) ثم على ( بيت المقدس ) ثم على ( إمارة طرابلس ) .
    بهذا سكن الفتح الإسلامى وقبع .. وبدأ الجهاد الإسلامى لانتزاع ما سُلب من المسلمين .
    *****
    جاء عماد الدين زنكى ودمر الوتد الصليبى فى ( الرها ) .. وبدأ زحفه إلى باقى معاقل الصليبيين .
    مات عماد الدين .. وأكمل ابنه محمود نور الدين مشوار جهاده وصد حملات الصليبيين ..
    توفى محمود نور الدين .. وجاء صلاح الدين الأيوبى وقام بحصار الفرنجة فى معاقلهم وغزا حصونهم
    وقضى على ملكهم .. ففروا وتجمعوا فى ( حطين ) .. توجه إليهم واستعاد بيت المقدس من بين براثنهم
    وهدم عليهم أبراجهم ودك قلاعهم وزلزل ثغورهم وأذاقهم ألواناً من العذاب وفتك بهم وأسر
    ملكهم . ففروا وتجمعوا فى ( عكا ) .
    تولى ملك انجلترا زعامة الصليبيين فعبأ قلوب شعوبهم وجيوشهم بأن بيت المقدس وبيت لحم والناصرة
    والجليل أماكن مقدسة لحج المسيحيين يجب انتزاعها من المسلمين .
    توفى صلاح الدين .. وجاء أخوه العادل : سالمهم ..
    جاء ابنه الملك الكامل .. هزم حملتهم الصليبية التى اتجهت بزعامة فرنسا للإستيلاء على مصر حين
    دخلت إلى دمياط فقام الملك الكامل بفتح الجسور والأنهار والسدود عليهم وألحق الهزيمة بهم فى المنصورة وفى فارسكور وقام بأسر ملكهم .
    عمد الصليبيون فى عكا إلى المكر والخديعة وطلبوا المهادنة والمصالحة على دفع الجزية والتمسوا السماح لهم بدخول بيت المقدس . وافقهم الملك الكامل وأذن لهم .
    توفى الملك الكامل .. وجاء ابنه الملك الصالح نجم الدين أيوب .. طردهم وانتزع بيت المقدس منهم .
    وجاء السلطان سيف الدين قلاوون ( المنصور ) : خرج بجيوش جرّارة لتدمير كل ديار وحصون الصليبيين فى كل الإمارات التى سلبوها ( الرها وأنطاكية وطرابلس ) وقام بزلزلة قلوبهم ومعاقلهم التى شيدوها ودك جميع ثغورهم التى تمنعوا وتحصنوا فيها .. عادت كل الإمارات الإسلامية إلى المسلمين .
    *****
    لم تفتر الحملات الصليبية ولم تهدأ .. وعانى المسلمون من حروب القبائل الأسيوية ( المغول والتتار ) ..
    وتفشت المؤامرات والإضطرابات والدسائس والفتن .. واستشرى الإنقسام والإنفصال والإنفصام
    بين عرى دول الإسلام ..
    وضعفت حرارة الإيمان وانطفأت جذوتها من قلوب المسلمين .. وبلغ التفكك الإسلامى ذروته ..
    والصراع والإقتتال بين المسلمين بلغ أعِنّته . يقول تبارك وتعالى فى كتابه الكريم وقرآنه الحكيم :
    ( فَمَن نكَثَ فَإِنمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ )
    *****
    تجمع الصليبيون تحت راية البابوية ..
    أغار الأسبان والبرتغال على الأندلس وأعملوا التخريب والنهب والسلب والتنكيل والغدر بالمسلمين فى غرناطة وبلنسية .
    هبّت باقى الدول الصليبية وأطبقت على البلدان الإسلامية بالإحتلال والإستعمار .
    تعاقبت معاهدات وأنشئت منظمات تولَّد عنها صدور قراراتٍ مَهِينة وعُقِدت اتفاقيات مذلةٌ ومُخْزِية أدت إلى تراجع الهيبة والعظمة والقوة للخلافة الإسلامية .
    ظهرت الجمعيات الماسونية والمنظمات اليهودية الصليبية التى تحمل أسماء أدبية وعلمية والتى أرست لها العصابات الصهيونية أهدافها الخبيثة لنفْث أحْقادهم وتحقيق أطماعهم .
    *****
    منح الصليبيون منحةً ووعداً لليهود والصهاينة بأن يعطونهم ويهبونهم أرضاً من مقدسات المسلمين لتكون وطناً قومياً لهم فى فلسطين .
    ألغيت الخلافة الإسلامية .. وتحقق الوعد الصليبى واغتصبت أرض فلسطين عام 1948ميلادية ..
    ثم انتزع القدس الشريف بعد أن أغاروا على الأمة الإسلامية عام 1967 ودنست الصهيونية تساندها الدول الصليبية بنجسهم ورجسهم بيت المقدس ووضعوا أيديهم عليه ...
    ************************************************** **
    سعيد شويل

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 19 فبر, 2023, 10:23 م
ردود 0
37 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
ابتدأ بواسطة سيف الكلمة, 20 سبت, 2021, 07:32 م
ردود 3
80 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 أبر, 2021, 03:16 ص
ردود 0
91 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 11 أبر, 2021, 12:20 م
ردود 0
61 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
ابتدأ بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام, 1 فبر, 2021, 08:35 م
ردود 13
131 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة أكرمنى ربى بالاسلام  
يعمل...
X