تويت
تاريخ الحروب الدينية المعاصرة (1)
مفكرة الاسلام: إن الحمد لله .. نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد.
لقد تعرضت الأمة الإسلامية في القرون الثلاثة الأخيرة لسلسلة متتالية من الهجمات العنيفة التي شنها الغرب الأوروبي تحت اسم برّاق وخادع هو اسم «الاستعمار»، وهذه الحملات العدائية لم يسلم منه بلد مسلم على وجه الأرض تقريبًا، هذه الحملات الأوروبية المعاصرة لا تختلف كثيرًا عن الحملات الصليبية المروعة التي شنتها أوروبا على العالم الإسلامي في العصور الوسطى والتي شغلت حيز القرنين من الزمان على أرض مصر والشام [489هـ ـ 691هـ] فلقد كان الدافع الديني والحقد العقائدي هو المحرك الأول للحملات القديمة والحديثة، وإن كان هذا الدافع جليًّا في الحملات الأولى، إلا إنه قد طمس عمدًا من أجل التضليل والخداع في الحملات المعاصرة، وأصبحت هذه الحملات والحروب تشن تحت مسميات أخرى مثل «الاستعمار»، «توسعة مناطق النفوذ»، «السيطرة على الممرات والمضايق»، «الكشوف الجغرافية» ... إلى آخر هذه المسميات الكاذبة، وأعجبها حقًا هو نشر الحريات والديمقراطية في دول العالم الإسلامي.
والحقيقة التاريخية الثابتة التي مهما حاولت آلة الدعاية العدائية للعالم الإسلامي طمسها أو محوها ستظل ثابتة لا تقبل الجدال ولا المشاحاة، هذه الحقيقة أن كل الحروب التي شنها الغرب الأوروبي وغيره على العالم الإسلامي كانت حروبًا دينية صليبية في المقام الأول، يشعل فتيلها الحقد الديني والخلاف العقدي، ويأتي بعد ذلك بصورة ثانوية ولخدمة الغرض الأصلي الدوافع السياسية أو الاقتصادية أو الديموغرافية، إلى آخر هذه المبررات التي يسوقها الغرب ويروج لها باعتبارها دوافع أساسية ورئيسة في الصراع.
وفي سلسلة ذاكرة الأمة، وفي هذا الكتاب سنتناول بالعرض والتحليل التاريخي سير الحملات الصليبية المعاصرة على العالم الإسلامي، والدوافع الحقيقية لهذه الحملات، ومظاهر العداء الديني ضد المسلمين، والبربرية والهمجية والوحشية البشعة التي تعالم بها الغرب المتحضر مع العالم الإسلامي، وسنعرض أيضًا في دراستنا هذه لتاريخ حركات التحرر في البلدان الإسلامية والتي قادها في أغلب الأحوال العلماء وأبطال الجهاد الخالص، ونعرض بعض النماذج الفذة في التضحية والفداء التي قدمها المسلمون من أجل الدفاع عن بلادهم ومقدساتهم، كما نعرض أيضًا للتعاون الوثيق الذي تم بين المحتل الصليبي الأجنبي والأحزاب والقيادات العلمانية في بلاد الإسلام، وذلك من أجل تهيئة الأجواء وتسليم دفة الحكم لهذه الأحزاب والشخصيات المشبوهة، وبالتالي تبقى البلاد الإسلامية أسيرة الاحتلال الأجنبي ولكن بالوكالة.
والقصد من ذلك كله تعريف المسلمين بطبيعة هذا الصراع الأبدي الذي لم يخلُ منه عصر ولم يسلم منه بلد مسلم، وكشف الشبهات ودحض الأباطيل والأكاذيب التي تملأ حياة المسلمين وعقولهم، وذلك في ضوء آية محكمة في كتاب الله عز وجل، وهي قوله جل وعلا:﴿ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ﴾[الأنعام: ٥٥].
فالله أسأل أن يتقبل هذا العمل ويجعله خالصًا لوجهه الكريم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
يتبع
مفكرة الاسلام: إن الحمد لله .. نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد.
لقد تعرضت الأمة الإسلامية في القرون الثلاثة الأخيرة لسلسلة متتالية من الهجمات العنيفة التي شنها الغرب الأوروبي تحت اسم برّاق وخادع هو اسم «الاستعمار»، وهذه الحملات العدائية لم يسلم منه بلد مسلم على وجه الأرض تقريبًا، هذه الحملات الأوروبية المعاصرة لا تختلف كثيرًا عن الحملات الصليبية المروعة التي شنتها أوروبا على العالم الإسلامي في العصور الوسطى والتي شغلت حيز القرنين من الزمان على أرض مصر والشام [489هـ ـ 691هـ] فلقد كان الدافع الديني والحقد العقائدي هو المحرك الأول للحملات القديمة والحديثة، وإن كان هذا الدافع جليًّا في الحملات الأولى، إلا إنه قد طمس عمدًا من أجل التضليل والخداع في الحملات المعاصرة، وأصبحت هذه الحملات والحروب تشن تحت مسميات أخرى مثل «الاستعمار»، «توسعة مناطق النفوذ»، «السيطرة على الممرات والمضايق»، «الكشوف الجغرافية» ... إلى آخر هذه المسميات الكاذبة، وأعجبها حقًا هو نشر الحريات والديمقراطية في دول العالم الإسلامي.
والحقيقة التاريخية الثابتة التي مهما حاولت آلة الدعاية العدائية للعالم الإسلامي طمسها أو محوها ستظل ثابتة لا تقبل الجدال ولا المشاحاة، هذه الحقيقة أن كل الحروب التي شنها الغرب الأوروبي وغيره على العالم الإسلامي كانت حروبًا دينية صليبية في المقام الأول، يشعل فتيلها الحقد الديني والخلاف العقدي، ويأتي بعد ذلك بصورة ثانوية ولخدمة الغرض الأصلي الدوافع السياسية أو الاقتصادية أو الديموغرافية، إلى آخر هذه المبررات التي يسوقها الغرب ويروج لها باعتبارها دوافع أساسية ورئيسة في الصراع.
وفي سلسلة ذاكرة الأمة، وفي هذا الكتاب سنتناول بالعرض والتحليل التاريخي سير الحملات الصليبية المعاصرة على العالم الإسلامي، والدوافع الحقيقية لهذه الحملات، ومظاهر العداء الديني ضد المسلمين، والبربرية والهمجية والوحشية البشعة التي تعالم بها الغرب المتحضر مع العالم الإسلامي، وسنعرض أيضًا في دراستنا هذه لتاريخ حركات التحرر في البلدان الإسلامية والتي قادها في أغلب الأحوال العلماء وأبطال الجهاد الخالص، ونعرض بعض النماذج الفذة في التضحية والفداء التي قدمها المسلمون من أجل الدفاع عن بلادهم ومقدساتهم، كما نعرض أيضًا للتعاون الوثيق الذي تم بين المحتل الصليبي الأجنبي والأحزاب والقيادات العلمانية في بلاد الإسلام، وذلك من أجل تهيئة الأجواء وتسليم دفة الحكم لهذه الأحزاب والشخصيات المشبوهة، وبالتالي تبقى البلاد الإسلامية أسيرة الاحتلال الأجنبي ولكن بالوكالة.
والقصد من ذلك كله تعريف المسلمين بطبيعة هذا الصراع الأبدي الذي لم يخلُ منه عصر ولم يسلم منه بلد مسلم، وكشف الشبهات ودحض الأباطيل والأكاذيب التي تملأ حياة المسلمين وعقولهم، وذلك في ضوء آية محكمة في كتاب الله عز وجل، وهي قوله جل وعلا:﴿ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ﴾[الأنعام: ٥٥].
فالله أسأل أن يتقبل هذا العمل ويجعله خالصًا لوجهه الكريم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
يتبع
