تبرئة المستشرقين والمنصرين للعرب من تهمة حرق مكتبة الإسكندرية

تقليص

عن الكاتب

تقليص

mohamed faid مسلم اكتشف المزيد حول mohamed faid
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تبرئة المستشرقين والمنصرين للعرب من تهمة حرق مكتبة الإسكندرية

    رد دعوى احراق عمرو بن العاص لمكتبة الإسكندرية

    تُعد مكتبة الإسكندرية من أكبر مكتبات عصرها، وتسمى باسم "مكتبة الإسكندرية المَلكِية" أو "مكتبة الإسكندرية العظمى"، أسسها بطليموس الأول المعروف باسم "سوستر" في عام 288 قبل الميلاد، وتحتوي على أزيد من 700 ألف وثيقة من جميع أنحاء العالم ومن ثقافات مختلفة منها الآشورية واليونانية وبلاد فارس ومصر والهند ....و تتناولت مواضيع شتى في العلوم والفنون والآداب والتاريخ والشعر والطب والرياضيات،

    وقد راجت حول مكتبة الإسكندرية قصة مكذوبة مفادها أن عمرو بن العاص قام باحراقها ابان الفتح الاسلامي لمصر بإذن من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. وهذه القصة غير صحيحة لأن روايتها أتت من طريق بعض المؤرخين العرب المتأخرين بحوالي ستة قرون عن فتح مصر سنة 642م، ومعظم كتب التاريخ الإسلامية المعروفة لم تشر للقصة ولو من قريب، نذكر منها، "فتوح البلدان" للبلاذري، "فتوح مصر" لابن عبد الحكم، "تاريخ الأمم والملوك" للمؤرخ والمفسر ابن جرير الطبري وكذلك "البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب" لتقي الدين المقريزي، فهؤلاء ذكروا كل ما يتعلق بالإسكندرية من تفاصيل دقيقة عن حصار حصن بابليون، والمعارك التي جرت في الإسكندرية وغيرها ولم يعرجوا على قصة الاحراق.

    بل حتى المؤرخين النصارى مثل يوحنا النقيوسي الذي كان شاهد عيان على الفتح الإسلامي لمصر لم يقل أي شيء عن قصة الاحراق، وهو لم يكن بأي حال من الأحوال من المتعاطفين مع المسلمين.، والقصة لم يذكرها أيضا باقي المؤرخين النصارى منذ أوائل الوجود الإسلامي في مصر حتى عصر سلاطين المماليك مثل ساويرس ابن المقفع.

    في المقابل يذكر الباحثون أن أول من أشار إلى هذه القصة هو المؤرخ عبد اللطيف البغدادي الذي زار مصر سنة 1200م، في كتابه "الإفادة والاعتبار" ، صحيفة 28، من الجزء الثاني حيث قال:"كانت مسقوفة والأعمدة تحمل السقف وعمود السواري عليه قبة هو حاملها وأرى أنه الرواق الذي ذكره أرسطوطاليس وشيعته من بعده وأنه دار العلم الذي بناه الإسكندر حين بنى مدينته وفيها كانت خزانة الكتب التي حرقها عمرو بن العاص بإذن عمر رضي الله عنه". انتهى

    وقد أوردها دون سند ولا أصل، ثم تلقفها منه بعد ذلك ابن القفطي وذكرها في كتابه "تاريخ الحكماء"،

    ثم جاء بعد ذلك المؤرخ النصراني "أبو الفرج بن العبري" المسمى بار هيريوس، وهو نصراني من أصل يهودي من بلاد الشام، فنقل القصة عن ابن القفطي بعد عقود من الزمن حيث ذكر أنه لما فتح عمرو بن العاص مصر، جاء إليه أحد وجهاء الإسكندرية يدعى يوحنا الأجرومي
    John Grammaticus
    يطلب منه أخذ المخطوطات من مكتبة الإسكندرية، لينقلها إلى القسطنطينية، فكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في الأمر، ليرد عليه الخليفة بزعمه: "أما ما ذكرت من أمر الكتب فإذا كان ما جاء بها يوافق ما جاء في كتاب الله فلا حاجة لنا به، وإذا خالفه فلا أرب لنا فيه واحرقها". انتهى

    ثم تبعهم في ذلك بعض المفكرين المحدثين مثل دالامبار D’Alembert
    و ديدرو Diderot
    المشرفين على تأليف الموسوعة الفرنسية في القرن الثامن عشر.
    لكن هيجل Hegel
    أورد القصة على أنها إشاعة مشيرا إلى ما تلتئم عليه من تناقض مع ما تأكد من عناية المسلمين بالفنون و العلوم و نشرها في كل مكان.
    و أما المستشرق توينبي A.J.Toynbee ،
    فلم يتوقف عند القصة طويلا و اعتبرها مجرد أسطورة على معنى الخبر الزائف في عرف المؤرخين.
    ومثله إدوارد كيفن في كتابه "سقوط الإمبراطورية الرومانية" وألفريد باتلر في "فتح العرب لمصر".

    وقد فنّد الطبيبوالمستشرق والمؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون
    Gustave Le Bon
    في كتابه "تاريخ العرب" هذا الزعم بكلام واضح بيّن، وذلك في الفصل الرابع، العرب في مصر، صحيفة 225 حيث قال:" وأما إحراق مكتبة الإسكندرية المزعوم، فمن الأعمال الهمجية التي تأباها عادات العرب، والتي تجعل المرء يسأل: كيف جازت هذه القصة على بعض العلماء الأعلام زمناً طويلاً؟ وهذه القصة دُحضت في زماننا فلا نرى أن نعود في البحث فيها، ولا شيء أسهل من أن نثبت بما لدينا من الأدلة الواضحة أن النصارى هم الذين أحرقوا كتب المشركين في الإسكندرية قبل الفتح العربي بعناية كالتي هدّموا بها التماثيل ولم يبق منها ما يُحرق" انتهى

    وقال المؤرخ والفيلسوف الأمريكي ويل ديورانت -الحاصل على جائزة بوليترز عن فئة الأعمال غير الخيالية- في مؤلفه الضخم المكوَّن من 42 مجلد "قصة الحضارة"، في المجلد 13، فصل الإسلام في الغرب، صحيفة 263: "وتختصر الأسطورة هذا الرد الأسطوري في أغلب الظن إلى هذا الجواب القصير: احرقها لأن ما فيها كله يحتوي كتابا واحدا هو القرآن، ويضيف بار هيريوس أن عمراً أمر بالكتب فوُزعت على حمامات المدينة البالغ عددها 4000 حماما لتوقد بها، فما زالوا يوقدون بملفات البردي والرق 6 أشهر، ومن نقط الضعف في هذه القصة، أن جزءا كبيرا من هذه المكتبة قد أحرقه المسيحيون المتحمسون في عهد البطرق توفيلس، وأن ما بقي فيها قد تعرض لإهمال المهملين وعداء الأعداء تعرضا أدّى إلى ضياع معظمه قبل عام 242م، وأن أحدا من المؤرخين المسيحيين لم يشر بكلمة إلى هذا الحادث المزعوم في 500 عام الواقعة بين حدوثه وبين ذكره لأول مرة، مع أن أحد هؤلاء المؤرخين وهو (أوتيكيوس) كبير أساقفة الإسكندرية في عام 933م قد وصف فتح العرب للإسكندرية بتطويل كبير، ولهذا فإن معظم المؤرخين يرفضون هذه القصة ويرون أنها من الخرافات الباطلة) ، انتهى

    كما تصدى لهذه القصة المفتراة بعض المؤرخين العرب المعاصرين من أمثال محمد علي كرد وغيره، بالبحث والتنقيب في متون كتب التاريخ، فخلصوا إلى أنها قصة ركيكة وسخيفة وفرية مكذوبة لا أصل لها في كتب التاريخ المعتبرة.

    راجع كتاب “كتب تحرق تاريخ تدمير المكتبات” للوسيان بولاسترون، ترجمة هاشم صالح و محمد خلوف،الطبعة الأولى 2010،الصفحات (10_11_12)
    تحت الرابط التالي الذي قيل

    https://www.kutub-pdf.net/amp/book/%...%A7%D8%AA.html

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 19 فبر, 2023, 10:23 م
ردود 0
37 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
ابتدأ بواسطة سيف الكلمة, 20 سبت, 2021, 07:32 م
ردود 3
80 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 أبر, 2021, 03:16 ص
ردود 0
91 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 11 أبر, 2021, 12:20 م
ردود 0
61 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
ابتدأ بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام, 1 فبر, 2021, 08:35 م
ردود 13
131 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة أكرمنى ربى بالاسلام  
يعمل...
X