يسوع أم عيسى؟ دراسة لسانية

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أبو إسحاق النَّظَّام مسلم اكتشف المزيد حول أبو إسحاق النَّظَّام
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يسوع أم عيسى؟ دراسة لسانية

    يسوع أم عيسى؟ دراسة لسانية

    (الجزء الأول)

    بدأ متى الإنجيلي كتابه (أول كتب العهد الجديد النصراني) بالعبارة التالية:

    (كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ ...) (متى 1 : 1).

    إذا تأمل كل واحد منا في لفظ (يسوع) - ي س و ع - الوارد في النص المتقدم حق له أن يسأل نفسه: ما هو الأصل اللساني لذلك اللفظ؟ إن ذلك اللفظ يحتوي على حرفين من أحرف العلة Vokale هما (ي / و) وحرفين من أحرف السكون Konsonanten هما (س / ع)، فمن أين جاء حرف العين ( ع ) وهو أحد الحروف الحلقية Gutturale التي تخلو منها اللغات الهندوجرمانية كاليونانية واللاتينية؟ إن لفظ (يسوع) يكتب باللاتينية هكذا Jesus ولا يحتوي أي حرف من تلك الأحرف اللاتينية الخمسة على حرف ( ع ) فمن أين جاء ذلك الحرف؟ ويكتب باليونانية القديمة هكذا Ἰησοῦς ولا يحتوي أي حرف من تلك الأحرف اليونانية الخمسة على حرف ( ع ) فمن أين جاء ذلك الحرف؟ إن اليونانية القديمة هي اللغة المكتوب بها أقدم النسخ المعروفة للعهد الجديد، واللاتينية هي اللغة المكتوب بها أقدم الترجمات المعروفة للعهد الجديد، وكل لغة منهما تخلو من حرف ( ع ) الحلقي المميز للغات السامية كالعبرية والآرامية والعربية وغيرها من الغات السامية شمالية كانت أم جنوبية. إن السر في خلو هاتين اللغتين من حرف العين يكمن ببساطة في حقيقة واضحة جدا وبديهية عند من حاز قدرا أوليا من التعليم المدرسي وهي: ما كان "يسوع" يونانيا ولا لاتينيا ولكنه كان يهوديا ذا لسان عبراني Hebraeisch وآرامي Aramaeisch، وأن العهد الجديد المكتوب باليونانية القديمة Altgriechisch واللاتينية Lateinisch ما هو إلا نسخ منقولة عن اللسان الأم للمسيح، لذلك حق للباحث أن يسأل النصارى:

    لقد تحدث يسوع اليهودي العبراني باللسان الآرامي ولم يتحدث باليونانية ولا اللاتينية فلماذا نجد العهد الجديد المقدس لديكم مكتوبا بذينك اللسانين؟ أين تعاليم ومواعظ يسوع التي بثها بلسانه الأم؟

    إنني أسألكم ـ معشر النصارى ـ عن المخطوطات الأصلية وليس عن الترجمات مهما كانت قديمة. إلى أن يتفضل أصدقاؤنا النصارى بالإجابة العلمية ـ وما هم بفاعلين لأنه لا إجابة لديهم ـ دعونا نواصل موضوعنا عن اسم المسيح.

    حرف العين
    لقد كان يسوع المسيح يهوديا من بني إسرائيل، وكانت الآرامية قد أخذت في فرض نفسها على المجامع العلمية اليهودية حتى أضحت اللسان العلمي الأول بينهم، وشهدت العبرانية ـ لغة العهد القديم ـ تراجعا كبيرا أمامها. بهذا نعلم أن اللسان الأم ليسوع لم يكن يخرج عن لسان قومه العبري الآرامي، وأنه قدم رسالته إلى الناس بأحد هذين اللسانين أو بكليهما لكنا لا نجد أثرا لهما اليوم عند النصارى، بل نجد أن أقدم (الترجمات) عندهم مكتوبا بلسان اليونانيين، وثاني أقدم (الترجمات) عندهم مكتوبا بلسان اللاتينيين. إن اللغات السامية ـ كالعبرية والآرامية والعربية وغيرها ـ تتميز بظاهرة صوتية مميزة هي أحرف الحلق Gutturale وهي في اللسان العبراني القديم أربعة:

    - الهمزة ورسمها هكذا א

    - الهاء ورسمه هكذا ה

    - العين ورسمها هكذا ע

    - الحاء ورسمه هكذا ח

    مع ملاحظة أن مخرج حرفي الهمزة والهاء هو آقصى الحلق أي أدناه إلى جهة الصدر ومخرج حرفي العين والحاء هو وسط الحلق. حينما نتأمل لفظ (يسوع) مرة أخرى نجد أن به حرفين ساكنين اثنين فقط هما السين ( س ) والعين ( ع )، كما نلاحظ أن حرف السين يأتي متقدما على العين فمن أين جاء ذلك الترتيب؟ إننا ـ كما اتفقنا ـ لن نجد ضالتنا في اللسان اليوناني ولا اللاتيني ولكنا نجدها في اللسان العبراني حيث يرسم حرف السين هكذا שׂ وحرف العين هكذا ע كما تقدم. إن لفظ (يسوع) لم يرد في العهد القديم بهذه الصورة ولكن وردت ألفاظ أخرى قريبة، فمثلا:

    - لفظ (يوشع) وأصله (ش / ع) بعد حذف حرفي العلة، فنجده يتفق مع مادة (يسوع) وأصلها (س / ع) في موضع حرف العين آخر الكلمة، لكنه يختلف معه في الحرف الساكن وهو الشين ( ش ) بدلا من السين ( س ). إن النصارى حينما يتحدثون عن المسيح فإنهم لا يسمونه (يوشع) ولا حتى (يشوع) لكنهم يركزون على حرف السين فيسمونه (يسوع). لذلك لا بد من البحث عن اسم آخر يحتوي على حرفي السين والعين.

    - لفظ (عيسو) الوارد في سفر التكوين:

    (19 وَهذِهِ مَوَالِيدُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: وَلَدَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ. 20 وَكَانَ إِسْحَاقُ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمَّا اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ زَوْجَةً، رِفْقَةَ بِنْتَ بَتُوئِيلَ الأَرَامِيِّ، أُخْتَ لاَبَانَ الأَرَامِيِّ مِنْ فَدَّانَ أَرَامَ. 21 وَصَلَّى إِسْحَاقُ إِلَى الرَّبِّ لأَجْلِ امْرَأَتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَاقِرًا، فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ، فَحَبِلَتْ رِفْقَةُ امْرَأَتُهُ. 22 وَتَزَاحَمَ الْوَلَدَانِ فِي بَطْنِهَا، فَقَالَتْ: «إِنْ كَانَ هكَذَا فَلِمَاذَا أَنَا؟» فَمَضَتْ لِتَسْأَلَ الرَّبَّ. 23 فَقَالَ لَهَا الرَّبُّ: «فِي بَطْنِكِ أُمَّتَانِ، وَمِنْ أَحْشَائِكِ يَفْتَرِقُ شَعْبَانِ: شَعْبٌ يَقْوَى عَلَى شَعْبٍ، وَكَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ». 24 فَلَمَّا كَمُلَتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ إِذَا فِي بَطْنِهَا تَوْأَمَانِ. 25 فَخَرَجَ ألأَوَّلُ أَحْمَرَ، كُلُّهُ كَفَرْوَةِ شَعْرٍ، فَدَعَوْا اسْمَهُ «عِيسُوَ» ...) (تكوين 25 : 19 - 25)

    إن (عيسو) ذاك كان الإبن البكر لإسحاق بن إبراهيم الخليل عليهما السلام، وهو لفظ يتركب ـ بعد حذف حرفي العلة ـ من الساكنين ( ع ) و ( س ) بتقدم حرف العين على حرف السين. إننا نلاحظ التطابق التام بين لفظي (عيسو) و(عيسى) وذلك من النواحي الآتية:

    - يحتوي كل واحد منهما على أربعة حروف: إثنين معتلين واثنين صحيحين.

    - تطابق تام للأحرف الثلاثة الأولى لكل منهما. أما الحرف الأخير وهو حرف معتل فمختلف ويخضع في ذلك لقاعدة نحوية شهيرة في اللغات السامية هي قاعدة الإعلال والإبدال.

    - تقدم حرف العين على حرف السين.

    نخلص ـ للآن ـ أن لفظ (يسوع) هو ترجمة عربية للفظ Ἰησοῦς اليوناني أو لفظ Jesus اللاتيني وهي ترجمة خاطئة تماما لخلو ذينك اللسانين من حرف العين الحلقي. أما الإسم الأصلي للمسيح فغير معروف ـ للنصارى ـ لفقدان الوثائق الأصلية واعتمادهم في عقيدتهم على لسان لم يتكلم به المسيح في حياته قط. إن على النصارى أن يختاروا الآن أحد بديلين وردا في العهد القديم، فإما أن يطلقوا على المسيح اسم (يوشع) على غرار النبي يوشع بن نون صاحب موسى عليه السلام، وإما أن يطلقوا على المسيح اسم (عيسو) على غرار عيسو بن اسحاق توأم يعقوب بن اسحق عليهم السلام.

    اسم المسيح بين عيسو وعيسى
    لا يوجد أي اختلاف بين لفظي (عيسو) و(عيسى) لأن الجذور في الألسنة السامية تبني على أساس الحروف الصحيحة وهنا نجد التطابق التام بين الإسمين حيث يحتوي كل منهما على حرفي ( ع ) و( س ) وبنفس الترتيب. تجدر الإشارة أخيرا أن لفظ (عيسو) العبراني ويرسم هكذا עִשָׂו مشتق من مادة (ع / س / هـ ) ويرسم هكذا עָשָׂה ويدل على معاني الصنع والإيجاد وغالبا ما يستخدم للدلالة على المعجزات الإلهية كما قال العلامة البروفيسور برنهارد شتاده Bernhard Stade في قاموسه العبراني القيم المطبوع في ألمانيا عام (1893). من هنا نفهم أن المسيح عليه السلام إنما سماه الله تعالى في القرآن الكريم (عيسى) لحكمة بالغة وهي أن ذلك الإسم يدل في لسانه الأم على الصنع، إشارة لكونه مخلوقا حادثا، وكدليل على أن حدوثه تم بآية خارقة للنظام الكوني وهي حدوثه من أم دون أب على الإطلاق. بهذه المناسبة أختم خاطرتي تلك بقول الله تعالى:

    (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً) (النساء : 171)
    كَتَبَه:

    أبو إسحاق النَّظَّام

    _________


    (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


    (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

  • #2
    يسوع أم عيسى؟ دراسة لسانية

    (الجزء الثاني)

    عيسو עִשָׂו


    أدعو حضرات السادة والسيدات في البداية لقراءة النص التالي من سفر التكوين، الإصحاح 25، العدد من 19 إلى 26:

    (وَهذِهِ مَوَالِيدُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: وَلَدَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ. 20 وَكَانَ إِسْحَاقُ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمَّا اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ زَوْجَةً، رِفْقَةَ بِنْتَ بَتُوئِيلَ الأَرَامِيِّ، أُخْتَ لاَبَانَ الأَرَامِيِّ مِنْ فَدَّانَ أَرَامَ. 21 وَصَلَّى إِسْحَاقُ إِلَى الرَّبِّ لأَجْلِ امْرَأَتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَاقِرًا، فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ، فَحَبِلَتْ رِفْقَةُ امْرَأَتُهُ. 22 وَتَزَاحَمَ الْوَلَدَانِ فِي بَطْنِهَا، فَقَالَتْ: «إِنْ كَانَ هكَذَا فَلِمَاذَا أَنَا؟» فَمَضَتْ لِتَسْأَلَ الرَّبَّ. 23 فَقَالَ لَهَا الرَّبُّ: «فِي بَطْنِكِ أُمَّتَانِ، وَمِنْ أَحْشَائِكِ يَفْتَرِقُ شَعْبَانِ: شَعْبٌ يَقْوَى عَلَى شَعْبٍ، وَكَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ». 24 فَلَمَّا كَمُلَتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ إِذَا فِي بَطْنِهَا تَوْأَمَانِ. 25 فَخَرَجَ ألأَوَّلُ أَحْمَرَ، كُلُّهُ كَفَرْوَةِ شَعْرٍ، فَدَعَوْا اسْمَهُ «عِيسُوَ». 26 وَبَعْدَ ذلِكَ خَرَجَ أَخُوهُ وَيَدُهُ قَابِضَةٌ بِعَقِبِ عِيسُو، فَدُعِيَ اسْمُهُ «يَعْقُوبَ». وَكَانَ إِسْحَاقُ ابْنَ سِتِّينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْهُمَا) (التكوين 25 : 19 - 26)

    يتركب اسم (عيسو) في اللسان العبراني من ثلاثة أحرف: حرفان صحيحان هما العين ע المكسورة، والسين שׂ المضمومة لحركة المناسبة، وحرف واحد معتل هو الواو ו الساكنة المضموم ما قبلها وفقا لقراءة اليهود المازوريتيين. من المعرف في العلوم اللسانية أن بناء الكلمة في اللغات السامية ـ كالعبرانية والعربية ـ يقوم على الحروف الصحيحة (الصامتة) Konsonanten فهي وحدها التي تؤدي المعنى العام، أما الحروف المعتلة Vokale والحركات القصيرة والطويلة فتقتصر وظيفتها على تأدية المعاني الإشتقاقية والصرفية مثل: كتب، يكتب، كتاب، كاتب، ...، حيث تدل الحروف الصحيحة الأصلية (ك / ت / ب) على معنى التسمية أي على المسمى. إذا عمدنا إلى لفظ (عيسو) وطبقنا عليه فقه اللغة السامية semitische Philologie فحذفنا ما به من أحرف معتلة وحركات واقتصرنا على ما به من حروف صحيحة صامته لصار لدينا حرفان اثنان هما العين ע والسين שׂ على التوالي. على هذا يمثل ذانك الحرفان الجذر الجيني للفظ (عيسو)، فعلى ماذا يدل ذلك الجذر؟

    [1] مفهوم جذر العين والسين في التوراة السائرة
    لنرجع إلى سفر التكوين مرة أخرى والشاهد فيه هو العدد 25 تحديدا وهو كما يلي:

    (فَخَرَجَ ألأَوَّلُ أَحْمَرَ، كُلُّهُ كَفَرْوَةِ شَعْرٍ، فَدَعَوْا اسْمَهُ «عِيسُوَ») (تكوين 25 : 25)

    فلنستقرأه لنرى دلالة العين والسين. يتضح من خلال تدبر النص أن المولود الأول قد جاء تكوينه المادي مخالفا لما هو معهود ومعتاد، حيث خرج لونه (أحمرا)، وجسده (كله كفروة شعر)، لذلك دعوا اسمه (عيسو) ولننتبه لدلالة الفاء في كلمة (فدعوا) للدلالة على التعقيب، أي تم إطلاق اسم (عيسو) عليه عقب ولادته بتلك الهيئة العجيبة الغير مألوفة.

    قاعدة: يدل الجذر الجيني المكون من حرفي (ع / س) على المولود الذي جاء بهيئة تكوينية تخالف ما هو شائع ومعتاد ومألوف.

    [2] تطبيق القاعدة على إبن مريم
    يشتق اسم "عيسى" ابن مريم من المادة نفسها، حيث يؤول لفظ (عيسى) إلى الجذر الجيني (ع / س) بعد حذف حروف العلة والحركات، كما تعود تسميته لنفس السبب وهو أنه جاء من الناحية التكوينية مخالفا للعادة خارقا لها لكونه لا والد ذكر له.

    قاعدة: يدل اسم (عيسى) على مفهوم المولود الذي جاء تكوينه خارقا للعادة دالا بذلك على كونه آية مخلوقة من آيات الله سبحانه.

    الخلاصة:
    لما كان الإنجيل الأصلي الذي تكلم به ابن مريم مفقودا، ولما كانت أقدم الأناجيل مكتوبة بلسان أجنبي عن لسان ابن مريم، لذلك يلزم أن نعود إلى اللسان الأصلي الذي كان ابن مريم يتحدث به، وهو لسان التوراة العبراني الآرامي لنستقرأ الاسم الذي يدل على مفهوم الولادة الخارقة للعادة، وإننا حين نفعل ذلك نجد أن ذلك الإسم ينطلق من جذر جيني وحيد حروفه الأصلية هما العين ثم السين، وأن حروف مثل الجيم أو الزاي أو حتى العين الخاتمة ليست ضمن حروف ذلك الجذر الجيني. هذا وقد أطلق القرآن عليه اسم (عيسى) وهو اسم ينطبق عليه تماما ـ لسانا ومفهوما ـ كما ينطبق القفاز على راحة اليد، فهنيئا له بذلك الإسم، وهنيئا للمسلمين بكتابهم المعجز، وصلى الله وسلم على خاتم النبيين ومعلم البشر أجمعين محمد بن عبد الله النبي الأمين وسلم تسليما كثيرا.
    كَتَبَه:

    أبو إسحاق النَّظَّام

    _________


    (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


    (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

    تعليق


    • #3
      يسوع أم عيسى؟ دراسة لسانية

      (الجزء الثالث)


      يِهُوشُوَع
      نعلم جميعا أن إسم العلم (الإسم الشخصي) الذي ذكر في الكتاب المبين فيما يتعلق بابن مريم عليهما السلام هو (عيسى)، وعلمنا مما تقدم أعلاه أن أقرب الإشتقاقات التوراتية السائرة لذلك الإسم الكريم هو (عيسو) أو (عيساو). أما فيما يتعلق بالأناجيل فقد أشرت إلى أننا لا يمكن لنا ـ منهجيا ـ إعتماد اسم (يسوع) لكون أقدم مخطوطات الأناجيل مكتوبة باللسان اليوناني القديم Altgriechisch بينما لم يكن ابن مريم يونانيا ولا لاتينيا وإنما كان عبرانيا يتحدث بلسان قومه العبراني بلهجة آرامية، وأنه لا توجد ـ فيما تعلن الكنيسة رسميا ـ أي نسخة أصلية من إنجيل المسيح بلسان قومه. أما حديثنا الآن ـ وبإيجاز شديد ـ فيدور حول دعوى يرفعها عدد من مثقفي النصارى فحواها أن اسم (يسوع) مشتق من اسم علم يهودي شهير وهو (يهوشع) الوارد في العهد القديم / سفر زخريا (زكريا / زكرياء) / الإصحاح 3 / العدد 8. لدفع ذلك الزعم أقول: ورد اسم (يهوشع) عدة مرات في سفر زكريا في معرض الحديث عن رؤيا زكريا بن برخيا (ليس زكريا والد يحيى عليهما السلام) :


      (وَأَرَانِي يَهُوشَعَ الْكَاهِنَ الْعَظِيمَ قَائِمًا قُدَّامَ مَلاَكِ الرَّبِّ، وَالشَّيْطَانُ قَائِمٌ عَنْ يَمِينِهِ لِيُقَاوِمَهُ. 2 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ يَا شَيْطَانُ! لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ الَّذِي اخْتَارَ أُورُشَلِيمَ! أَفَلَيْسَ هذَا شُعْلَةً مُنْتَشَلَةً مِنَ النَّارِ؟». 3 وَكَانَ يَهُوشَعُ لاَبِسًا ثِيَابًا قَذِرَةً وَوَاقِفًا قُدَّامَ الْمَلاَكِ. 4 فَأَجَابَ وَكَلَّمَ الْوَاقِفِينَ قُدَّامَهُ قَائِلاً: «انْزِعُوا عَنْهُ الثِّيَابَ الْقَذِرَةَ». وَقَالَ لَهُ: «انْظُرْ. قَدْ أَذْهَبْتُ عَنْكَ إِثْمَكَ، وَأُلْبِسُكَ ثِيَابًا مُزَخْرَفَةً». 5 فَقُلْتُ: «لِيَضَعُوا عَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةً طَاهِرَةً». فَوَضَعُوا عَلَى رَأْسِهِ الْعِمَامَةَ الطَّاهِرَةَ، وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابًا وَمَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفٌ. 6 فَأَشْهَدَ مَلاَكُ الرَّبِّ عَلَى يَهُوشَعَ قَائِلاً: 7 «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنْ سَلَكْتَ فِي طُرُقِي، وَإِنْ حَفِظْتَ شَعَائِرِي، فَأَنْتَ أَيْضًا تَدِينُ بَيْتِي، وَتُحَافِظُ أَيْضًا عَلَى دِيَارِي، وَأُعْطِيكَ مَسَالِكَ بَيْنَ هؤُلاَءِ الْوَاقِفِينَ. 8 فَاسْمَعْ يَا يَهُوشَعُ الْكَاهِنُ الْعَظِيمُ أَنْتَ وَرُفَقَاؤُكَ الْجَالِسُونَ أَمَامَكَ، لأَنَّهُمْ رِجَالُ آيَةٍ، لأَنِّي هأَنَذَا آتِي بِعَبْدِي «الْغُصْنِ». 9 فَهُوَذَا الْحَجَرُ الَّذِي وَضَعْتُهُ قُدَّامَ يَهُوشَعَ عَلَى حَجَرٍ وَاحِدٍ سَبْعُ أَعْيُنٍ. هأَنَذَا نَاقِشٌ نَقْشَهُ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، وَأُزِيلُ إِثْمَ تِلْكَ الأَرْضِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. 10 فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، يُنَادِي كُلُّ إِنْسَانٍ قَرِيبَهُ تَحْتَ الْكَرْمَةِ وَتَحْتَ التِّينَةِ» (زكريا 3 : 1 - 10).

      إضافة إلى ذلك يذكر البروفيسور Guenter Lanczkowski أستاذ علم الأديان المقارنة بالجامعات الألمانية في موسوعته (1986) أن (يهوشع) كان خليفة موسى عليه السلام، وهو الذي دخل ببني إسرائيل إلى أرض كنعان بعد فترة التيه الأربعيني. أقول: ذلك الإسم (يهوشع) هو الذي يضبطه البعض باللسان العربي هكذا: (يوشع)، وباللسان الألماني هكذا: (Josua)، وباللسان الإنجليزي هكذا: (Joshua)، بينما هو مضبوط باللسان العبراني القياسي هكذا: (יִהוֺ שֻׁעַ) وينطق هكذا: (يِهُوشُوَع) أو اللسان العبراني بطريقة الـ matres lectionis هكذا: (יִהוֺ שׁוֺעַ) وينطق كذلك (يِهُوشُوَع). إذا نظرنا بين لفظ (يسوع) تبين لنا أنه يتكون من حرفين ساكنين هما السين والعين، وإذا نظرنا في لفظ (يِهُوشُوَع) تبين لنا أنه يتكون كذلك من ثلاثة أحرف ساكنة هي الهاء والشين والعين. وإذا أخذنا في الإعتبار أن رسم حرف الشين שׁ ورسم حرف السين שׂ كان في تلك العصور السحيقة يخلو من التنقيط الذي أدخله يهود طبرية نحو القرن العاشر الميلادي، ש، فإنه من غير المستبعد أن يشترك لفظ (يسوع) مع لفظ (يِهُوشُوَع) في حرفين اثنين هما ש وע أي السين/ الشين والعين. بناءا على ذلك ربما نتفهم أن الأساس اللساني للفظ (يسوع) هو لفظ (يِهُوشُوَع) لكن يظل الإشكال الرئيسي بعد ذلك قائما:

      من أين للنصارى أن الإسم الشخصي للمسيح كان (يِهُوشُوَع) في حين أنهم لا يمتلكون أي نسخة من الإنجيل بلسان المسيح الأم حتى نعلم ما هو اسمه؟

      إننا لا نختلف كثيرا في أن لفظ (يسوع) ربما يكون مشتقا من لفظ (يِهُوشُوَع)، لكنا نختلف في كيفية تعيين الإسم الشخصي للمسيح سواء أكان (يسوع) أو (يِهُوشُوَع). العهد القديم لن يحل الإشكال لسبب بسيط وهو كونه قد وضع قبل مولد المسيح. أما العهد الجديد فكذلك لن يحل الإشكال لكون أقدم نسخه المعروفة مرسومه بالخط اليوناني ثم لاحقا بالخط اللاتيني. إن النصراني المثقف لن يجادل في تلك الحقائق المتقدمه وإلا فإنه يكشف عن جهل عميق بتلك القضايا.

      ملحوظة بالنسبة للفظ "عيسو" الوارد بالمداخلة السابقة: ينطق اللفظ وفق العبرانية المازوريتية الطبريانية هكذا "عيساو"، غير أنه من الجائز عقلاً أن يكون القدماء قد نطقوه بدون التلفظ بالواو، كما ننطق مثلاً لفظ "عمرو" دون التشديد على الواو، وعليه كان النطق - المفترض - هو "عيسا" بالألف الممدودة أي: "عيسى" بالألف المقصورة.
      كَتَبَه:

      أبو إسحاق النَّظَّام

      _________


      (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


      (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

      تعليق


      • #4
        الأخ الكريم ...

        شكراً على المرور الكريم والتعليق القيم

        أما قولك "لقد ارجعها النصاري الي يهوشع ولا اعرف علي قاعده استندوا" فصواب، فبعض النصارى يزعم ذلك مستندين ربما على بعض القصص التلمودية التي أغفلت (أو أُجبرت على إغفال) إسم ابن مريم فكنُّوا عنه بأسماء أخرى (راجع من فضلك الجزء الرابع / المداخلة التالية) منها يهوشوع.

        أما ما نقلتَه عن اليهود، وتحديداً יימח שמו וזכרו فليس بمستبعد، وإن كانت الجملة تدل على دعاء بمحو اسمه وذكره وليس لعنه وإن كان محو اسمه وذكره يتضمن معنى اللعن بطبيعة الحال، وما كان منتظراً من اليهود الذين كفروا برسالة ابن مريم أن يدعوا له بالبركة، لذلك دعوا عليه بأن يُمحى اسمُه وتُمحى ذكراه.

        أما فيما يتعلق بلفظ "يسوع" فهو ترجمة خاطئة للفظ "إيسوس" اليوناني Ἰησοῦς بمراعاة أن حرف سيجما "س" في آخر الكلمة ليس من الأحرف الأصلية بل هو علامة من علامات الإعراب، ويقوم مقام الضمة في حالة الرفع في العربية، وعليه فإن الأعرف الأصلية هي Ἰησοῦ أي "إيسو". ومع مراعاة خلو اليونانية - على عكس اللغات السامية كالعربية والعبرية والآرامية وغيرها - من حرف العين، فإننا ندرك أن Ἰησοῦ هو ترجمة ل "عيسو" وهو نفس الإسم المستخدم في العهد القديم للدلالة على الولادة الغير إعتيادية "الإعجازية" على النحو الذي أشرتُ إليه في الجزء الثاني أعلاه.

        وبمناسبة ذكر اليهود والتلمود فإنه يطيبُ لي تقديم المداخلة التالية وهي بعنوان: "ابن سطادا / ابن بانديرا / ابن مريم".

        تحياتي

        والسلام
        كَتَبَه:

        أبو إسحاق النَّظَّام

        _________


        (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


        (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

        تعليق


        • #5
          يسوع أم عيسى؟ دراسة لسانية

          (الجزء الرابع)

          ابن سطادا / ابن بانديرا / ابن مريم

          نظرتان متطرفتان ونظرة وسطية
          هناك نظرتان متطرفتان ومتباينتان فيما يتعلق بالمسيح. النظرة المتطرفة الأولى هي نظرة النصارى له أنه ـ في زعمهم ـ يمثل الأقنوم الثاني (الكلمة Logos) من مثلث أقانيمهم. النظرة المتطرفة الثانية هي نظرة اليهود له أنه ـ في زعمهم ـ يمثل الخائن لله وللوطن. بين تلك النظرتين الشاذتين توجد نظرة ثالثة وسطية ترفض وصف المسيح بأنه أقنوم كما ترفض وصف المسيح بأنه خائن، وتبين أن المسيح هو عبد الله ورسوله إلى بني اسرائيل، وتلك هي نظرة المسلمين المنطلقة من الكتاب المبين. من هذا المنطلق كان يجب على النصارى إيثار المسلمين الذين يحترمون شخص المسيح عليه السلام على اليهود الذين يحقرون شخص المسيح عليه السلام، لكن ما حدث كان العكس، حيث آثر النصارى اليهود الذين قتلوا إلههم ـ على زعمهم ـ على المسلمين. وليت الأمر توقف عند الإيثار بل تعداه للدفاع والمحاماة عنهم فأظهروا بذلك مبلغ ضلالهم وأنهم قوم لا خلاق لهم. استمعت يوما ما في أحد الغرف الشهيرة للنصارى على برنامج للمحادثات الإلكترونية المباشرة لأحدهم وهو يدافع عمن قتل إلهه المزعوم وهو ينفث سمه الزعاف قائلا: "من قال إن اليهود افتروا على مريم؟ أبدا لم يفترِ اليهود على مريم، ولكن الذي افترى على اليهود هو قرآن المسلمين" (انتهى). يتهم ذلك النصراني المتهود والمتصهين القرآن الكريم بأنه افترى على اليهود أنهم أفتروا على مريم وأشار إلى الآيات التالية من البلاغ المبين:

          (... وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا) (النساء : 156)

          (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا. يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا) (مريم : 27 - 28)

          وأقره كل من كان بالغرفة من النصارى على سمه الزعاف وما تقاطر من فمه من دم رعاف. أقول: صدق الله تعالى فيما قال وكذب وخسأ ذلك الصهيوني الأفاك فيما تقيأه من كلمات حاول بها تبرئة قاتلي إلهه المزعوم من قذفهم مريم عليها السلام في شرفها. السؤال الذي أوجهه إلى ذلك الصهيوني ومن على شاكلته من الكفار: هل يوجد لديكم مانع عقلي يحيل إمكان قذفهم مريم عليها السلام في شرفها بعد ولادتها المسيح أم لا؟ إن كان لديهم مانع عقلي يحيل إمكان ذلك فليقدموه، وإلا فليخرسوا ولتنقطع ألسنتهم المتقاطرة بالسم ما دامت إمكانية ذلك الإفتراء ممكنة عقلا. برغم ذلك لن أطيل الوقوف عند باب أحكام العقل لأن هؤلاء لا عقول لديهم، وسأنتقل بدلا من ذلك لبيان حدوث ذلك من الناحية النقلية.

          مصادر المعلومات
          الوثائق الرسمية الأولى المسجل بها تعاليم اليهود - أسفار العهد القديم - تخلو من أي إشارة للمسيح أو أمه لكونها دونت قبل عصر المسيح. أما الوثائق الرسمية للنصارى - أسفار العهد الجديد ـ فهي غير معتمدة عند اليهود ولا تتحدث بلسان مقالهم وإن كانت تتحدث عن أحوالهم. إن من يقرأ العهد الجديد يعلم تماما أن الكتبة والفرسيين اليهود قاموا بحرب شعواء ضد المسيح انتهت بمصرعه ـ على زعمهم الكاذب ـ فما العجب إذن في إمكان قيام اليهود بالطعن في شرف أم المسيح عليها السلام؟ لنترك الكتاب المقدس لديهم بقسميه جانبا ولنذهب إلى المصدر الثاني من مصادر اليهود ـ بعد أسفار العهد القديم ـ وهو أدب الحاخامات.

          أدب الحاخامات
          يشمل أدب الحاخامات كتبا كثيرة منها التلمود الأورشليمي والتلمود البابلي بقسميهما المشنا والجمارا، كما يشمل التوسفتا والمدراشيم والترجوميم وغيرها. هناك صعوبتان تكتنفان البحث في كتب أدب الحاخامات أولاهما: الحجم الكبير لهذه الكتب والذي يصل لعشرات المجلدات من القطع الكبير (رأيت نسخة من التلموديم مع الشروح لدى مكتبة الدراسات اليهودية بكلية اللاهوت الإنجيلي مكونة من 64 مجلدا كبيرا ضخما). ثانيهما: تعدد الألسنة واللهجات المدون بها تلك الكتب وهي ما بين العبرانية القديمة والآرامية وما يتوفران عليه من لهجات. لذلك يصعب على الباحث أن يقوم بدراسة شاملة في تلك الكتب. برغم ذلك قام كثير من العلماء المتخصصين بدراسة موضوع هام ودقيق جدا وهو (أدب الحاخامات والمسيح).

          أدب الحاخامات والمسيح
          ذكر الحاخام الألماني الكبير البروفيسور دكتور دكتور تريب أن التلمود تعرض لإضطهاد كبير من قبل الكنيسة الكاثوليكية مما أدى لتدخل الرقيب لحذف كثير من المواضيع. لعل ذلك يفسر لنا سر الندرة النسبية للحديث عن المسيح في التلمود، وأنه إنما يشير إليه بالصفة وليس بالإسم. سأفترض أن القارئ الكريم لديه فكرة مبسطة عن التلمودתלמדים فإن لم يكن الأمر كذلك فيمكن الرجوع لأحد الكتب التي تقدم تعريفا شاملا للمبتدئين مثل كتاب Mielziner بالإنجليزية أو كتاب Stemberger بالألمانية وهما من الكتب الأكاديمية القيمة. أما فيما يتعلق بموضوع "يسوع" في التلمود فهناك كتابان رائدان في هذا المجال أولهما كتاب مائير بالألمانية (1978) والثاني كتاب شيفر (2007) بالإنجليزية. يتحدث الكاتب Peter Schaefer في كتابه القيم Jesus in the Talmud والذي نشرته جامعة برنستون / أكسفورد عام (2007) في فصل بعنوان Jesus' family عن تلك الحقيقة قائلا:

          Since neither source mentions, however, the name "Jesus" but instead resorts to the enigmatic names "Ben Stada" and "Ben Pandera/Pantera" respectively, their relationship to Jesus in hotly disputed

          تدل تلك الفقرة على أمور منها: عدم التصريح بذكر اسم "يسوع" في أي من المصادر (وهذا ربما يؤكد ما سبق وذكرته في مداخلة سابقة حول عدم تعيين المصادر لإسم المسيح فكيف يدعي النصارى أن اسمه "يسوع"؟)، ومنها: اللجوء إلى أسلوب التورية باستخدام أسماء مبهمة مثل ابن سطادا وابن بنديرا، ومنها: الجدل الساخن حول مدى ارتباط الوصفين المتقدمين بيسوع. برغم ذلك خاض بيتر شيفر خضم ذلك البحر وأخرج وثيقة أكاديمية من 210 صفحة تمثلت في كتابه ذاك للدلالة على ارتباط تلك الأصاف وغيرها بيسوعهم.

          ابن بانديرا و ابن سطادا
          كشف بيتر شيفر في كتابه أن التلمود تحدث عن امرأة اسمها مريم أنجبت طفلا غير شرعيا من جندي روماني اسمه Pandera ولذلك سمي المولود "ابن بانديرا". كما وصف التلمود ذلك المولود باسم آخر هو "ابن سطادا" فماذا يعني ذلك الإسم. يذكر البروفيسور الألماني Carl Siegfried في قاموسه العبري (1893) أقرب المشتقات لتلك الكلمة وهو الفعل العبري القديم سطا שָׂטָה والذي يعني Untreue des Eheweibs أي خيانة الزوجة (السفاح) فكأن ذلك اللفظ يعني "ابن العاهرة".

          ليس هناك تصريح كامل كما ذكرنا وذلك لسبب ذكره الكتاب وهو الرقابة الكاثوليكية على التلمود، ولسبب آخر أذكره وهو تعرض التلمود اليروشالمي (الأورشليمي) للضياع بعد هدم هيكل (معبد) سليمان عام 70 م على يد Titus الروماني، وبدء إعادة التدوين بعد ذلك بفترة طويلة، وكذلك تعرض التلمود البافلي (البابلي) للضياع أثناء فترة الأسر البابلي لليهود. برغم ذلك بقيت آثار اكتشفها الأكاديميون النصارى أنفسهم تدل بوضوح على أنه ما كانت أم المسيح عليها السلام لتسلم من لسان اليهود الذي يقطر بهتانا وإفكا وهذا ما أكدت عليه الوثيقة الأصلية الأساسية التي يؤمن بها المسلمون أي: القرآن الكريم.
          كَتَبَه:

          أبو إسحاق النَّظَّام

          _________


          (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


          (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

          تعليق


          • #6
            جـزاااك الله خـيرا عـلى المـوضـوع القـيّم ..
            بسم الله الرحمن الرحيم (إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليّ ومطهّرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إليّ مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون) آل عـمران ..

            (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكن من الممترين) آل عمران ..

            تعليق


            • #7
              أخي الكريم

              سلام عليك

              المشاركة الأصلية بواسطة مطنش-بيه
              شكرا لك علي هذا الموضوع لكن من نظرت اليهودي الي اتناقشت معاه قالي jesus هو الاسم المعروف في اليونانيه Iesu ممكن تشرحلي اكثر اخي في الله ...........

              ازاي Ieso يعني عيسو ولا لا ......
              لفظ Iesu ليس يونانياً ولكنه لاتينيٌ (برجاء مراجعة الفولجاتا) أما اللفظ اليوناني فهو Ἰησοῦς، وبيان ذلك كالتالي:

              قام المترجمون بترجمة أحرف Ἰησοῦς اليونانية إلى Iesu (مع حذف علامات التشكيل اليونانية بالطبع)، ولفهم ذلك تابع معي من فضلك الخطوات التالية:

              (1) حرف I مشترك في اليونانية واللاتينية وهو يدل - هنا - على حرف العين لخلو تلك اللغتين من حرف العين.

              (2) حرف η اليوناني يقابل حرف e الطويل وينطق مثل قولك they بالإنجليزية (أما حرف ε اليوناني فيقابل حرف e القصير وينطق مثل قولك met بالإنجليزية).

              (3) حرف σ اليوناني يقابل حرف s اللاتيني.

              (4) التركيب ου اليوناني يقابل حرف u اللاتيني وينطق مثل قولك put بالإنجليزية

              (5) تم حذف حرف ς اليوناني من آخر الإسم لكونه ليس من الأحرف الأصلية بل هو علامة من علامات الإعراب

              من هنا نرى أن Iesu اللاتيني هو نفسه Ιησου (بدون علامات التشكيل) اليوناني وكلاهما نقل للفظ עִשָׂו أي عيسو / عيساو / عيسا / عيسى (باعتبار قواعد الإعلال والإبدال أي تحول حرف الواو إلى ألف والعكس).

              أرجو أن تكون الفكرة قد وضحت


              ستكون لي مداخلة أوضح فيها مفهوم "مسيح" و"مسيحيون" و"نصارى" و"نصرانيون" قريباً إن شاء الله فبرجاء الصبر من فضلك

              تحياتي

              والسلام
              كَتَبَه:

              أبو إسحاق النَّظَّام

              _________


              (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


              (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

              تعليق


              • #8
                أخي الكريم

                وردت مادة (ع / ز / ر) في الكتاب في أربعة مواضع منها قوله تعالى:

                (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف : 157)

                يدل مفهوم مادة (ع / ز / ر) في الكتاب على الإعانة والنصرة. أما سبب نسبة لفظ "عزير" لليهود بصيغة التصغير (أي على وزن فُعَيل) فربما لكونهم ادعوا أن عزيراً ابن الله - تعالى الله عن دعاوى المغضوب عليهم والضالين - فجاءت الصيغة باسم الفاعل المصغَّر وليس الإعتيادي "عازر". أما "عزرا" فهي من نفس الجنس الإشتقاقي الذي ينتمي إليه "عازر" و"عزير" وهو العين والزاي والراء.

                أما عبارة

                אֱלֹהִים עֹזֵר לִי

                فليس هناك ما يمنع أن تكون بمعنى "الله مُعينٌ لي" مثلاً، ولئِن كانت الكلمة تنطق بلفظ قريب فعلا من عُزير، لكن أصلها في العبرانية هو "عازر" وتحولت الألف الممدودة إلى واو ممدودة بسبب الإزاحة الصوتية الكنعانية (مثل بنوت أصلها بنات، وإلوه أصله إلاه وهكذا).

                تحياتي
                كَتَبَه:

                أبو إسحاق النَّظَّام

                _________


                (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


                (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

                تعليق


                • #9
                  والله يا أخي الكريم أسئلتك جميلة ورائعة لكن ليس محلها هذا الشريط، وقد أجبتك عن "عزير" في حدود المعاني والمباني اللسانية

                  تحياتي الأخوية

                  والسلام
                  كَتَبَه:

                  أبو إسحاق النَّظَّام

                  _________


                  (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


                  (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

                  تعليق


                  • #10
                    أخي الكريم

                    سلام عليك

                    الرسم الذي اقترحه للفظ "عزير" القرآني بالحرف العبري مع التشكيل هو:

                    עֹזַיר

                    عين مضمومة עֹ، زاي مفتوحة זַ، ياء، راء (بالنطق العربي)

                    والله أعلم

                    والسلام
                    كَتَبَه:

                    أبو إسحاق النَّظَّام

                    _________


                    (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


                    (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

                    تعليق


                    • #11

                      جزاكم الله خيرا، ولى استفسار ما ... ألا وهو :
                      بالنسبة لأدب الحاخامات و أنواع التلمود البابلى والأورشليمي بملخصهما وشروحهما [مشنا ، جمارا]و...إلخ
                      ألا يوجد شيئ من هذه الكتب أو حتى عنها لكن باللغة العربية ؟
                      سواء على الشبكة أو في الأسواق العربية لكن باللغة العربية؟ للضرورة العلمية والأكاديمية.

                      أستغفرُ اللهَ لِى وللمسلمينَ حتى يرضَى اللهُ وبعدَ رضاه، رضاً برضاه .
                      " ... وَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّـى لِتَرْضَى"
                      اللَّهُمَّ اجعَل مِصرَ وأَهلَهَا وسَائِرَ بِلادِ المسلِميْنَه فِى ضَمانِكَ وأمانِكَ .

                      تعليق


                      • #12
                        أخي الكريم عبد مسلم

                        سلام الله عليك

                        للأسف ما المسئول حول هذا الأمر بأعلم من السائل

                        لكني أتذكر أنني سبق ورأيتُ إعلانات كتب حول هذا الموضوع بموقع مكتبة النيل والفرات فيمكنك البحث عن طلبك على الموقع التالي:

                        http://www.neelwafurat.com/advsearch.aspx?search=books

                        فإن وجدتَ كتاباً مهماً فأخبرنا به من فضلك تتميماً للفائدة

                        تحياتي

                        والسلام
                        كَتَبَه:

                        أبو إسحاق النَّظَّام

                        _________


                        (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


                        (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة أبو إسحاق النَّظَّام مشاهدة المشاركة
                          ...الرسم الذي اقترحه للفظ "عزير" القرآني بالحرف العبري مع التشكيل هو:

                          עֹזַיר

                          عين مضمومة עֹ، زاي مفتوحة זַ، ياء، راء (بالنطق العربي)

                          والله أعلم

                          والسلام
                          أو بتشكيل آخر لحرف العين:

                          עֻזַיר

                          وهو أقرب للّفظ القرآني

                          تحياتي
                          كَتَبَه:

                          أبو إسحاق النَّظَّام

                          _________


                          (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


                          (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

                          تعليق


                          • #14
                            المسيح والمسيحيون والنصارى (الجزء الأول)

                            المسيح
                            ورد لفظ (المسيح) في القرآن في 11 موضعا منها قوله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً) (النساء : 171).

                            أما عن الإشتقاق الصرفي للفظ (المسيح)، فأصله هو الفعل الثلاثي المجرد (مسح)، وكلمة (مسيح) جاءت على وزن (فعيل) بمعنى (مفعول) للدلالة على من قام به الفعل. أصل الكلمة باللسان العبراني القديم هو فعل מָשַׁח (ينطق: مشخ / مسح) والذي يدل في المفهوم اللاهوتي التوراتي على مسح أو دهن الإمام الديني بالزيت المقدس ومنه جاء لفظ (المسيح) הַמָּשִׁח (ينطق: هَمَّشِيخْ / هَمَّشِيحْ). أي الإمام الممسوح / المدهون بالزيت المقدس. إضافة لذلك المعنى اللاهوتي ربما كان للفظ (المسيح) دلالة بيولوجية وهي كونه ممسوحا / خاليا من الصفات الوراثية لكونه آية من الله تعالى حيث خلقه الله تعالى بأمر تكويني منه فكان جنينا في رحم العذراء البتول مريم سيدة نساء العالمين عليها السلام. على هذا فهو لا يحمل صفات وراثية من جهة الوالد لأنه لا والد له. وهناك معنى ثان ذكره أبو عثمان الجاحظ نقلاً عن بعض المفسرين وهو أن المسيحَ بن مريم عليه السلام سُمِّيَ مسيحاً لأنه طافَ بالأرض متنقلاً من مكان إلى مكان داعياً إلى الله سبحانه، فكأنه مسح الأرض ذهاباً وإياباً من أجل الدعوة فسُمِّيَ لذلك مسيحاً وهي صيغة مبالغة من "فعيل" للدلالة على كثرة تنقلاته.

                            المسيحيون والنصارى
                            كلمة (المسيحيون) جمع سالم للمذكر ومفرده (المسيحي)، وهو تركيب من جزئين (المسيح) و(ي) حيث تدل الياء على النسبة أي إنتساب صاحبها إلى (المسيح). لم يرد لفظ (المسيحيون) في القرآن الكريم إطلاقا وإنما جاءت تسميتهم بلفظ (النصارى) حيث جاء ـ معرفا و منكرا ـ في 14 موضعا منها قول الله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (التوبة : 30) حيث توضح تلك الآية الشريفة مفهوم النصارى وتعينهم بقوله تعالى حكاية عنهم (الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ) فكل من زعم أن (الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ) فهو نصراني.

                            الترجيح بين اللفظين
                            يصر النصارى ـ المعاصرون ـ على تسمية أنفسهم مسيحيين اتباعا لتسمية الأعاجم أنفسهم مثلا بلفظ Christians بينما من يقرأ مؤلفات النصارى من العرب القدماء يجد أنهم أطلقوا على أنفسهم لفظ (نصراني) ومشتقاته مثل (نصرانيون) و(نصرانيين) و(نصارى) وغير ذلك من الألفاظ. ومن المعلوم عند من له إلمام بالأديان المقارنة أن تلك التسمية هي التسمية الصحيحة لكل من زعم للمسيح نسبا إلهيا. لعل سائلا يسألني فيقول: فما دليلك على صحة لفظ النصرانية وخطأ لفظ المسيحية؟ أقول: لنرجع إلى رأس الأدلة في دينهم وأعني به (العهد الجديد) وتحديدا سفر (أعمال الرسل) لنقرأ كيف نسب اليهود إلى مقدم أهل الصليب بولس Paulus الإنتماء والدعوة للنصرانية. حاكم اليهود Paulus إلى الوالي قائلين:

                            (5 فَإِنَّنَا إِذْ وَجَدْنَا هذَا الرَّجُلَ مُفْسِدًا وَمُهَيِّجَ فِتْنَةٍ بَيْنَ جَمِيعِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي الْمَسْكُونَةِ، وَمِقْدَامَ شِيعَةِ النَّاصِرِيِّينَ، 6 وَقَدْ شَرَعَ أَنْ يُنَجِّسَ الْهَيْكَلَ أَيْضًا، أَمْسَكْنَاهُ وَأَرَدْنَا أَنْ نَحْكُمَ عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِنَا) (أعمال الرسل 24 : 5 - 7).

                            هكذا نقرأ بكل وضوح وصفهم Paulus بأنه (وَمِقْدَامَ شِيعَةِ النَّاصِرِيِّينَ). تقول موسوعة الأديان الألمانية ـ إنطلاقا من النص السابق ـ ما يلي:

                            [align=left]Die Christen werden im N. T. (Apg. 24, 5) allgemein als Nazaraeer bezeichnet[/CENTER]

                            أي: يطلق على المسيحيين بصفة عامة في العهد الجديد (أعمال الرسل 24 ، 5) تسمية نصارى Nazaraeer

                            نعود مرة أخرى لمحاكمة بولس الرسول النصراني لنستمع إلى جوابه التفصيلي. يقول بولس:

                            (10 فَأَجَابَ بُولُسُ، إِذْ أَوْمَأَ إِلَيْهِ الْوَالِي أَنْ يَتَكَلَّمَ:«إِنِّي إِذْ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ مُنْذُ سِنِينَ كَثِيرَةٍ قَاضٍ لِهذِهِ الأُمَّةِ، أَحْتَجُّ عَمَّا فِي أَمْرِي بِأَكْثَرِ سُرُورٍ. 11 وَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تَعْرِفَ أَنَّهُ لَيْسَ لِي أَكْثَرُ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا مُنْذُ صَعِدْتُ لأَسْجُدَ فِي أُورُشَلِيمَ. 12 وَلَمْ يَجِدُونِي فِي الْهَيْكَلِ أُحَاجُّ أَحَدًا أَوْ أَصْنَعُ تَجَمُّعًا مِنَ الشَّعْبِ، وَلاَ فِي الْمَجَامِعِ وَلاَ فِي الْمَدِينَةِ. 13 وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُثْبِتُوا مَا يَشْتَكُونَ بِهِ الآنَ عَلَيَّ. 14 وَلكِنَّنِي أُقِرُّ لَكَ بِهذَا: أَنَّنِي حَسَبَ الطَّرِيقِ الَّذِي يَقُولُونَ لَهُ «شِيعَةٌ»، هكَذَا أَعْبُدُ إِلهَ آبَائِي، مُؤْمِنًا بِكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ) (أعمال الرسل 24 : 10 - 14)

                            كانت التهمة الموجهة إليه أنه (وَمِقْدَامَ شِيعَةِ النَّاصِرِيِّينَ ...) وقد أقر بولس نفسه بذلك ولم ينكر عليهم لفظ (النَّاصِرِيِّينَ). إن قديس النصارى بولس الرسول ـ مؤسس الديانة النصرانية التثليثية ـ قد أقر لفظ (ناصريين) فما بال أتباعه يعدلون عنه ويستبدلونه بلفظ آخر؟

                            في النهاية تجدر الإشارة إلى ملحوظتين:

                            [1] تسمية النصارى بالناصريين تسمية غير دقيقة، والصواب هو لفظ (النصارى) وهو اللفظ الذي تشير إليه الترجمة اللاتينية: Nazaraeer

                            [2] ذكر أحد معلمي الكنيسة واسمه Hieronymus (توفي 420 ميلادية) وجود إنجيل يسمى إنجيل النصارى: Nazaraeerevangelium

                            كل ذلك يؤكد صحة تسمية (نصارى) وأصالته في أدبيات النصارى القدماء وآبائهم الأولين، وخطأ تسمية (مسيحيين) لاهوتيا ولسانيا ولكن أكثر القوم لا يعلمون.
                            كَتَبَه:

                            أبو إسحاق النَّظَّام

                            _________


                            (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


                            (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

                            تعليق


                            • #15
                              المسيح والمسيحيون والنصارى (الجزء الثاني)

                              نصراني أم ناصري؟

                              البلدة محل البحث إسمها بالعربية "ناصرة"، بيد أن التسمية الأدق هي التسمية الآرامية وهي غير معلومة لأن أقدم نسخة من العهد الجديد مكتوبة باليونانية وليس بالآرامية. الإسم بالحروف اليونانية هو: Ναζαρτ، وباللاتينية Nazaret.

                              لو رجعنا إلى نص متى 2 : 23 بالعربية نجد ما يلي:

                              (وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ:«إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا»)

                              بينما لو رجعنا إلي نفس النص بالإنجليزية نجد ما يلي:

                              (And he came and dwelt in a city called Nazareth: that it might be fulfilled which was spoken by the prophets, He shall be called a Nazarene)

                              حيث تم تقابل كلمة (Nazarene) الإنجليزية كلمة (نصراني) العربية تماماً. أما النص اليوناني:

                              (καλθν κατκησεν ες πλιν λεγομνην Ναζαρτ, πως πληρωθ τηθν δι τν προφητν τι Ναζωραος κληθσεται.)

                              والشاهد فيه كلمة (Ναζωραος) وهي باللاتيني: (Nazwraios) أي تنطق هكذا: (ناصورايوس)

                              فالكلمة "شبه الأصلية" هي: Nazwraios

                              والترجمة الإنجليزية هي: Nazarene بالنون

                              والترجمة العربية هي: ناصري بدون نون

                              أما الكلمة الأصلية - الآرامية - فللأسف مفقودة.

                              وعلى هذا فإن كان إسمُ البلدة هو "ناصرة" فإسم النسبة منها هو: "ناصري"

                              جديرٌ بالذكر أن لفظ "نصراني" المفرد ورد في القرآن مرة واحدة وذلك في في قوله تعالى:

                              (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (آل عمران : 67)

                              وجاء كذلك بصيغة الجمع "نصارى"، حيث تم الإستغناء عن حرف المد في البداية لإزاحته في نهاية الكلمة، فيما يعرف في اللسان العبري والعربي والسامي عموماً بالإزاحة الصوتية.

                              أما لفظ "نصراني" بالعربية فأحد أمرين:

                              - إما أن يكون إسم البلدة بالآرامي هو: نصران على وزن نجران وهذا لا سبيل لنا لمعرفته لانعدام النص الآرامي

                              - وإما أن يكون تحوير صوتي لكلمة ناصري باعتبار أنها تمثل كلمة أعجمية فأضاف العرب لها النون، فتحولت كلمة ناصري إلى نصراني وانتقل حرف المد إلي المقطع الثاني بسبب الإزاحة الصوتية.

                              خلاصة البحث حول التسمية كالآتي:

                              1. الإسم الآرامي الأصلي للناصرة مفقود.

                              2. إسم النسبة من الإسم المترجم للعربية "ناصرة" هو ناصري وجمعه إما ناصريون/ ناصريين (جمع سالم) أو نصارى (جمع تكسير) كلاهما جائز.

                              3. يدل لفظ "نصراني" إما على كون الإسم الأصلي للبلدة هو "نصران" أو على الإزاحة الصوتية.

                              هذا كله من الناحية اللغوية، ولا سيما الجوانب الصوتية Phonetics. أما من الناحية التاريخية الإنجيلية يدل لفظ "ناصريين" على أتباع بولس المدعو رسولاً.
                              كَتَبَه:

                              أبو إسحاق النَّظَّام

                              _________


                              (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


                              (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة المهندس زهدي جمال الدين, 2 يون, 2021, 10:09 ص
                              ردود 90
                              788 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة المهندس زهدي جمال الدين  
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 ينا, 2021, 01:14 ص
                              ردود 0
                              139 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة د. نيو, 20 ديس, 2019, 10:20 ص
                              ردود 5
                              225 مشاهدات
                              1 معجب
                              آخر مشاركة د. نيو
                              بواسطة د. نيو
                               
                              ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 2 أكت, 2019, 08:14 ص
                              ردود 7
                              1,525 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                              ابتدأ بواسطة أبو أيوب الغرباوي, 25 سبت, 2019, 07:44 م
                              ردود 0
                              159 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة أبو أيوب الغرباوي  
                              يعمل...
                              X