قراءة فيلولوجية في عبارة "إيلي إيلي لما شبقتني"

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أبو إسحاق النَّظَّام مسلم اكتشف المزيد حول أبو إسحاق النَّظَّام
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءة فيلولوجية في عبارة "إيلي إيلي لما شبقتني"

    قراءة فيلولوجية في عبارة "إيلي إيلي لما شبقتني" (الجزء الأول)

    أولاً: عبارة متَّى في الترجمة العربية

    (وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي، إِيلِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) (متى 27 : 46)

    ثانياً: عبارة مرقص في الترجمة العربية

    (وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً:«إِلُوِي، إِلُوِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) (مرقص 15 : 34)

    من خلال المقارنة بين النصين نلاحظ الإتفاق حول تفسير اللفظ بقولهما: (إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)، لكنَّا نلاحظ كذلك الإختلاف في اللفظ نفسه، أو بصورة أدق: في بعض أجزاء اللفظ، فمتَّى يقول: (إِيلِي، إِيلِي) بينما يقول مرقص: (إِلُوِي، إِلُوِي)

    فما هي الحكاية؟

    لما كانت أقدم نسخ العهد الجديد التي بين أيدينا مكتوبة باللسان اليوناني فلا مناص إذاً من العودة إليها.

    ثالثاً: عبارة متَّى في النص اليوناني

    (Ἠλὶ ἠλὶ, λιμᾶ σαβαχθανί) (Mt 27 : 46)

    رابعاً: عبارة مرقص في النص اليوناني

    (Ἐλωῒ Ἐλωῒ, λιμᾶ σαβαχθανί) (Mk 15 : 34)

    فماذا نلاحظ؟

    نلاحظ إتفاقاً حول الشطر الثاني من العبارة وهو (λιμᾶ σαβαχθανί) واختلافاً حول الشطر الأول منها، فمتَّى يقول: (Ἠλὶ ἠλὶ) وتنطق: إيلي إيلي، ومرقص يقول: (Ἐλωῒ Ἐλωῒ) وتنطق: إلوي إلوي،

    فما هي الحكاية؟

    إذا أخذنا لفظ الجلال "الله" بين العربية والآرامية والعبرية (المداخلة الثانية في هذا الشريط) في الإعتبار فيمكن تلخيص بعض ما تقدم من خلال النقطتين التاليتين:

    - لفظ "إلهي" العربي والآرامي ولفظ "إلوهي" العبري بمعنى واحد وإن اختلفت طريقة التلفظ به.

    - لا وجود للفظ "إلوي" لا في العربية ولا في الآرامية ولا في العبرية، وإنما نتج ذلك عن محاولة كتابة لفظ "إلوهي" العبري بالحروف اليونانية والتي تخلو أصلاً من حرف الهاء، إذ يستعيض عنه اليونان بعلامة spiritus asper، وذلك في أول الكلمة فقط. أما حرف H اليوناني فليس هو الهاء، كما في اللاتينية واللغات المشتقة منا مثل الإنجليزية، وإنما هو حرف الياء الممدودة حينما تأتي في أول الكلمة، فإن جاءت في وسطها أو آخرها رسمت هكذا η، أما حرف E اليوناني فهو كذلك ياء، إلا أن هذه قصيرة وتلك ممدودة. لذلك فإنه من غير الممكن رسم كلمة "إلوهي" العبرية بالحرف اليوناني، فتم كتابتها "إلوي" بإسقاط الهاء.

    هذا عن "إلهي" و"إلوهي" و"إلوي"، فماذا عن "إيل"؟

    معنى "إيل"
    لنلاحظ كلمات مثل "اسرا - ئيل" و "جبرا - ئيل"، و"ميكا - ئيل" وغيرها، وتحديداً المقطع الثاني "إيل" في كل منها بحروفه الثلاثة الهمزة والياء واللام. هذا اللفظ عبارة عن كلمة عبرية وليست آرامية، وهي مشتقة من لفظ "إلاه" حيث تشترك معها في جميع الأحرف الساكنة إلا أنها تخلو من حرف الهاء، وتجمع على "إليم". يستخدم العبرانيون لفظ إيل אֵל بمعنى אֱלֹהּ، ويترجمها البعض إلى "رب" وهذا خطأ، لأنها مشتقة من "إلاه" فتترادف معها.

    بناءاً على ذلك فإن لفظ "إلي" ولفظ "إلوهي" كلاهما عبري وليس آرامي ومقابلهما الآرامي هو "إلهي" كما في العربية تماماً.

    بهذا نصل إلى ختام المباحث المتعلقة بلفظي "إيلي" الذي استخدمه متَّى، و"إلوهي" الذي استخدمه مرقص مرسوماً بالحرف اليوناني هكذا "إلوي"، فماذا عن "شبقتني"؟

    شبقتني
    علمنا مما تقدم أن لفظي "إيلي" و"إلوهي" عبريان وليسا آراميين، ومن ثم فإننا نتوقع أن لفظ "شبقتني" هو كذلك عبري، لكن توقعنا سيخيب هنا، لأن ذلك اللفظ آرامي وليس عبرياً! إنه تركيب مدهش جداً في واقع الأمر، إلوهي إلوهي ... شبقتني، فشطره الأول عبري بينما شطره الثاني آرامي، فما هي الحكاية؟

    يتكون الفعل الآرامي الماضي الثلاثي المجرد שְׁבַק من ثلاثة أحرف هي الشين والباء والقاف، لكن الغريب هو أن الرسم اليوناني للفظ، كما تقدم، هو: σαβαχθανί حيث يبدأ بالسين وليس بالشين، فلماذا؟ السبب ببساطة أن كلاً من حرف الشين שׁ (النقطة على اليمين) والسين שׂ (النقطة على الشِمال) كان يكتب في العبرانية القديمة بدون نقطة أساساً، أي هكذا ש، مما أحدث خلطاً عن كتابة الحرف اليوناني فتمت كتابة اللفظ بالسين σ بدلا من الشين χ. أما الطريقة التي استخدمها الطِّبريّون في تنقيطهم فكانت بالشين، وليس عندنا في واقع الأمر دليل قاطع على هذا الأمر، فربما كانت تنطق فعلاً بالسين لا بالشين، أي "سبقتني"، وليس "شبقتني"، لكني سأعتمد هنا على النسخة القياسية ل Biblia Hebraica حيث تكتب بالشين كما في سفر دانيال مثلاً.

    اخترتُ سفر دانيال لكونه السفر الوحيد، إضافة لسفر عزرا، الذي كٌتب جله بالآرامية، لا بالعبرية حيث وردت تلك المادة بصيغة المبني لما لم يُسمَّ فاعله (المبني للمجهول) في (Daniel 2 : 44) هكذا: תִּשְׁתְּבִק. أما معنى تلك الكلمة، شبق، في ذلك اللسان هو "ترك" كما تشير المعاجم القياسية مثل جيزينيوس مثلاً. لذلك يتم ترجمة الكلمة إلى "تركتني".

    قرأتُ تعليقاً لكاتب عُماني "خميس العدوي" يقول فيه:

    (أما نحن أهل عمان فنستخدم كلمة (شبق) بنفس المعنى الذي استخدمه "يسوع" وهو اللصق على الشيء، ومنه الصلب، فالذي يلصق على الصليب يقال له شبقت يداه على اللوح ... وأكيد هذا المعنى لا يعرفه الناطقون باليونانية؛ فهو لهجة من لهجات العرب التي لا تزال موجودة عندنا في عمان، أو في كثير من مناطقها).

    لفتَ ذلك الكلام انتباهي وأثار عندي فضولاً علمياً لم أستطع مقاومته لمزيد من البحث لمقاربة ذلك اللفظ، فماذا وجدتُ؟ لقد وجدتُ نصين مهمين لهما ارتباط وثيق بتلك الكلمة:

    أولهما: نص النبي دانيال الآرامي والذي جاءت فيه مادة تلك الكلمة فعلاً بمعنى يدل على الترك، ترجمته العربية هي: (وَفِي أَيَّامِ هؤُلاَءِ الْمُلُوكِ، يُقِيمُ إِلهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَدًا، وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ، وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هذِهِ الْمَمَالِكِ، وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ.) (دانيال ٢ : 44)، والشاهد فيها كلمة "يترك" أي "تشتبق" بالآرامية. أما معنى اللصق ومشتقاته فسيبدو غير منسجم في السياق.

    ثانيهما: نص عجيب، لكنه نص عبري وليس آرامياً، وترجمته العربية هي: ( إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي ...) (مزامير 22 : 1)، حيث يكاد يتطابق، بل هو متطابق فعلاً في الترجمة العربية، مع نصي متَّى ومرقص، علماً بأن ذلك النص في العهد القديم وذانك النصان في العهد الجديد، فما هو الجديد؟

    الجديد هو أن اللفظ المستخدم في المزامير هو:

    (אֵלִי אֵלִי לָמָה עֲזַבְתָּנִי) (Ps 22 : 1)

    أي "إيلي إيلي لما عزبتني"، باستخدام حرف الزاي "ز" وليس حرف الذال "ذ"، لكن الدارس للغات السامية يعلم أن العبرانيين يستخدمون حرف الزاي للإشارة بدلاً من الذال، لذلك فليس ببعيد أبداً، من وجهة نظر فيلولوجيا اللسان العبري، أن يكون اللفظ المشار إليه هو "عذبتني". جدير بالذكر أن بعض النسخ العربية تستخدم لفظ "أصبتني" وهو خطأ، لأن النص العبراني الأصلي يخلو من الألف والصاد، بل يستخدم العين والزاي (الذال).

    بذلك نصل إلى "نظرية" مدهشة وممتعة توفق بين الآراء جميعها، وذلك لو قرأنا النص الآرامي لمتَّى مثلاً في ضوء النص العبري للمزمور الثاني والعشرين. إن فعلنا ذلك وقمنا بمضاهاة الكلمة الآرامية "شبقتني" مع الكلمة العبرية "عذبتني" وجدنا أن كلام الكاتب العُماني خميس العدوي ينسجم تماماً مع السياق المذكور في سفر دانيال، لأن ترك المملكة هنا ليس تركاً عادياً، وإنما هو ترك للعذاب، لذلك جاءت مفردات دالة على ذلك عند دانيال مثل "فَتَتَسَلَّطُ"، "يَدُقُّ وَيَسْحَقُ"، "يُكَسِّرُ تَسْحَقُ وَتُكَسِّرُ"، وغير ذلك من الألفاظ الدالة على العذاب.

    حتى في اللغة العربية، سواء اللهجة العمانية أو الفصحى، تدل مادة "شبق" على العذاب، فشدة الإغتلام الجنسي مثلاً هو عذاب، معنوي ومادي، لذلك سمي شبقاً.

    نقطة أخرى أود الإشارة إليها وهي أنه لا يلزم من ذلك أن القائل "شبقني" هو عربي اللسان، وذلك لاشتراك اللسان العربي مع اللسانين العبري والآرامي في كثير من المفردات، حيث أنها جميعاً أغصان دوحة واحدة هي دوحة اللغات السامية، وإن كان ليس ببعيد أن تكون العربية هي أصلها، والباقي فروعها.

    وجه آخر حول جملة "عزبتني"
    هناك وجه ثانٍ لتفسير جملة "عزبتني" يتعلق بإمضاء اللفظ على ظاهره، أي بحرف الزاي، دونما حاجة لافتراض وجود حرف الذال. ربما يختلف القالبُ الجديد مع ما تقدم إلا أن قلبَه يستوعب ما مرّ. لنقرأ قول الله تعالى في البلاغ المبين:

    (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) (سبأ : 3)

    والشاهد فيه هو فعل "يعزب" فما معناه؟ الفعل العربي الماضي الثلاثي المجرد عَزَبَ يَعْزُبُ معناه: بَعُد، و في الحديث: "من قرأ القرآن في أربعين ليلة فقد عزب" أي بعُد عهدٌه بما ابتدأ منه و أبطأ في تلاوته. يدل هذا الفعل في اللسان العربي على معاني البعد والهجر والترك وما إلى ذلك.

    نفسُ المعنى العربي يحمله الفعل العبري الماضي الثلاثي المجرد עָזַב، بالعين الممدودة (حركة مد طويل) والزاي المحدودة (حركة مد قصير) والباء الساكنة، أي معنى الترك والتخلي. من هنا يصح إمضاء لفظ "عزبتني" العبري الوارد في المزمور الثاني والعشرين بمعنى "هجرتني" أو "تركتني".

    الجمع بين الوجهين
    أما الوجه الأول فهو: "عزبتني" معناها "عذبتني" بافتراض أن الزاي هنا ذالاً. وأما الوجه الثاني فهو: "عزبتني" معناها "تركتني" أو "هجرتني"، والجمع بينهما أن يكون المقصود هو "الهجر المفضي إلى العذاب" أو "العذاب المتولد عن الهجر"، والعذاب قسمان، عذابٌ معنوي كهجران المحبوب، وهو المعنى الغالب في المزمور، وعذابٌ مادي كالألم، وهو المعنى الغالب عند متَّى ومرقص.
    كَتَبَه:

    أبو إسحاق النَّظَّام

    _________


    (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


    (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

  • #2
    جزاك الله خيرا استاذنا الكريم
    متابعين معك ان شاء الله


    ملحدون في الجنة

    لتحميل كتاب لماذا اله النصارى خروف؟ مباشرة من هنـــــــــــــــــــــــــــــــــا

    تعليق


    • #3
      شكراً أخي الكريم يوسف على المرور.

      بقي جزآن للموضوع آمل في إضافة الأول منهما يوم الأحد مساءاً إن شاء الله

      حتى ذلك الحين أتركك في رعاية الله وأمنه

      والسلام
      كَتَبَه:

      أبو إسحاق النَّظَّام

      _________


      (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


      (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

      تعليق


      • #4
        قراءة فيلولوجية في عبارة "إيلي إيلي لما شبقتني" (الجزء الثاني)

        فيما يلي أقدم بعض أسئلة وتعليقات القراء (باللون الأحمر) مع أجوبتي عليها.

        1. اتصور انه تم ( استقراء ) هذه القواعد من ( الكتابات الموجودة بالفعل ) فهذه النظريات اللسانية , اصلها ( كتابات ) قديمة وصلت الينا ,و قمنا بتحليلها , و وصلنا الي بعض العلاقات , كانت هي منشأ تلك النظريات . و عندما نحاكم بهذا الاستقراء نصا قديما , تبرز مشكلة ( الدور ) كما يسميها ال المنطق . فكان يجب ان يكون ( نص الكتاب ) نفسه مصدرا , نضيف الي معلوماتنا ما جاء فيه , لا ان نأخذ من الكتب ( استقراءات ) ثم ندين ( شواذ ) هذه الاستقراءات ان صحت تسميتها ( شواذا ) .فاتمنى ان تصحح لي ما سبق .

        بالنسبة لقضية الدور فالوضع مختلف لأن الدراسات الفيلولوجية تعتمد على المنهج المقارن، ومثال ذلك أن أسفار العهد الجديد مثلاً مدونة باللسان اليوناني، وكتابات الفلاسفة الذين عاشوا وماتوا قبل ذلك، كفلاسفة أثينا مثلاً، مدونة كذلك باليونانية، ولما كنا ندرس اليونانية الكلاسيكية لاحظنا وجود علاقات هيكلية معينة في الأسلوب من حيث المعنى ومن حيث المبنى، ثم حينما انتقلنا لدراسة يونانية العهد الجديد لاحظنا منظومة أخرى، يمكن أن نصفها بأنها منظومة عامية وليست فصحى، فإذا طبقنا كلامك في اتخاذ "الكتاب" مصدراً ذاتياً لن يتضح لنا ذلك الأمر، ولكن من خلال المقارنة نلاحظ الفارق أو الفوارق. أما "الدور" فإنما يتحقق لو رجعنا لمصدر معين هو x مثلاً وأخذنا منه الأحكام ثم قمنا بتطبيقها عليه ذاته، أما لو أخذنا الأحكام من مصدر سابق هو x ثم طبقناها على مصدر لاحق هو y فلا دور هنا. لكني لا أنفي بطبيعة الحال إمكانية عزل كتاب معين x ومحاولة استخلاص بنيته الداخلية والكشف عنها، لكن لا يسمى هذا منهج ديناميكي وإنما يسمى منهجاً استاتيكياً وصفياً.

        2. قرأتُ ما كتبتَه حول لفظة شبقتني ومع أهمية ما ذكرتَه لكن أرى عدم انسجامه مع المعنى في العربية – التي هي أم "اللغات السامية" أو هي الشقيقة الكبرى لها - إذ تحمل شبق بالمعنى الذي ذكرتَه على العذاب، ومعنى شبق عندنا هو لصق ولحم وربط، صحيح أن الترك هو عذاب، واللصق "الصلب" هو عذاب، لكن البنية اللغوية اللسانية تعطي لكل معناه الذي تطور إليه. فشبق حتى في العربية الفصحى تطور في هذا الإطار، فالشبق وهو الغلمة في بعض معانيه بالمقام الأول هو لذة وليس عذاباً، وإنما ما يدل عليه –اتفاقاً مع معنى اللهجة العمانية القائمة إلى الآن- هو اللصق، فالشبق –في الفصحى- هو الرغبة الشديدة للالتصاق بالجنس الآخر، وفيه معنى الصلب بين الجنسين حساً ومعنى.

        برغم التشويق في تحليلكم لتطور مادة "شبق" إلا أن استخدام لفظ "شبقتني" بمعنى "ألصقتني" يبدو بعيدا شيئاً ما لسببين، أولهما: أن ذلك المصلوب - بافتراض حدوث الصلب الذي تفضلتَ بنفيه - لم يكن ملتصقاً بالصليب ولكنه كان مُمسمراً عليه ومربوطاً إليه. ثانيهما: إن الفاعل هنا هم أعداؤه وليس الإله حتى يلومه قائلاً "لمَ لصقتني"، فالإله لم "يلصقه" وإنما "لصقه" البيزنطيون بمعاونة اليهود الذين أسلموه على مزاعم العهد الجديد. وذلك على عكس "عزبتني" حيث يدل العزوب على فعل غير ملموس وهو التخلية عن الألطاف والتوفيقات.

        أما تفسير جنابكم بأن "شبق" تعني في اللسان العربي "لصق" جميل حقاً لكن يريد عليه إشكال هو أن ذلك التخريج يستند على إحدى لهجات العرب المعاصرة وليس على الفصحى، فالفصحى تخبر بأن تلك المادة تدل على شدة الإغتلام، وهو عذاب وليس عذباً، لأن الذي يعذب ويحلو هو الجماع نفسه لما فيه من تصريف الشبق، أما الشبق فهو إحتقان ناتج عن تزاحم ماء الرجل مع ما يسببه ذلك من توتر في الأعصاب ورغبه في تصريفه. أي أن الفصحى لا تقول إن الشبق معناه الإلتصاق، لكن لهجة عمان المعاصرة، والتي لا أعرف - وأتحدث عن نفسي - ما إن كانت تدل على هذا المعنى في الماضي أيضاً أم فقط في الحاضر. من أجل إجابة علمية على ذلك يتعين تتبع لفظ "شبق" في لهجات عمان المختلفة عبر الأزمان المختلفة في جميع المصادر الشفهية أو المخطوطة التي ورد بها هذا اللفظ.

        3. لفظة ألوي - مع اعتبارات أخرى - ليست من نفس لهجة شبقتني –رغم أنهما ينتسبان إلى لغة أم واحدة، ولكن يبعد أن يصرخ هذا المصلوب من كلمتين فقط، إحداهما بلهجة وأخرى بلهجة ثانية، ولكن هذا ما يدل بنسبة كبيرة أن الحادثة اختلقت بعد أن خفيت الدلالة التطورية للكلمتين، حتى ظن أنهما من لهجة واحدة

        هذه نقطة جد مهمة، فالجزء الأول من العبارة، وهو الإستغاثة وتوجيه النداء إلى الإله، سواء تم بلفظ إيلي أو إيلوي، هو جزء عبري صرف، والواو في "إلوي" دليل ذلك بسبب الإزاحة الصوتية الكنعانية. أما الجزء الثاني وهو السؤال "لمَ شبقتني" فهو جزء آرامي صرف، لذلك يستغرب المحققون كثيراً هذا التركيب العجيب لجملة من أربعة كلمات صدرها عبراني وعجزها آرامي من المفترض أن تكون آخر كلمات صادرة من شخص وهو يسلم الروح وليست من شخص يريد أن يبرهن على مقدرته ومهارته في الألسن السامية! هذا المزيج الغريب دعا مؤلفي موسوعة الكتاب "المقدس" الصادرة بالألمانية إلى التعليق بقولهم: "من المظنون أن يسوع استخدم النداء العبراني ..." ويقصدون بذلك ما ورد في المزمور الثاني والعشرين "لمَ عزبتني" وليس "لمَ شبقتني" وهذا كلام فحواه الشك في عبارة متى ومرقس وإن لم يصرحوا بذلك، لكن التلميح يغني عن التصريح، والإشارة تغني عن العبارة.


        4. أتفق مع الرأي الذي يقول أن المسيح لم يصلب ولم يقتل

        إختلف الناسُ في مسألة صلب المسيح إلى أربع مقالات:

        [1] أن المسيح صُلبَ وماتَ على الصليب، وهذه دعوى المسيحيين قاطبة وهي - إضافة للتثليث - تشكل جوهر العقيدة المسيحية التي تقول بالصلب والفداء.

        [2] أن المسيح وُضع على الصليب لكنه لم يمُت عليه، وهذه مقالة بعض علماء المسلمين كما أشار إلى ذلك الشيخ محمد رشيد رضا الحسيني رحمه الله في رسالته القيمة "عقيدة الصلب والفداء" وإن لم يتبناها الشيخ رشيد رضا.

        [3] أن هناك واقعة صلب - سواء مات المصلوب أم لم يمت - قد حدثت لكنها تتعلق بشبيه المسيح، وهو يهوذا الإسخريوطي، الذي أوقع الله عليه شبه المسيح عقاباً له على محاولات الخيانة، وهذا رأي برنابا الحواري في إنجيله، الذي تضعه الكنائس ضمن الأبوكريفا، ويقول به معظم مفسري المسلمين.

        [4] أن لم يحدث صلب - فيما يتعلق بهذه القضية - من الأصل لا للمسيح ولا لغيره.

        هذه هي الأقوال التي وقفتُ عليها بهذا الصدد. فيما يتعلق بالمعتقد الإسلامي فإن المسلم يؤمن بأن المسيح - بفرض تعليقه على الصليب كما يرى الفريق الثاني وإن كنتُ لا أقول به - لم يمت مصلوباً ولا مقتولاً.


        5. كنت أطمع أن تتناول الفقرات العشر الأولى من الإصحاح الثاني من كتاب يوحنا والذي يتحدث عن العرس الذي في قانا الخليل. ما يهمني هناك هو: أليس من المحتمل أن الفعل المبني للمجهول "دُعِي" قد يكون الفعل الماضي "دعى"؟

        رجعتُ إلى النص وهو:


        ἐκλήθη δὲ καὶ ὁ Ἰησοῦς καὶ οἱ μαθηταὶ αὐτοῦ εἰς τὸν γάμον



        والشاهد فيه هو كلمة (ἐκλήθη). أقول: تتكون تلك الكلمة من ثلاثة مقاطع، لذا يمكن كتابتها على الصورة التالية:



        ἐ -- κλή -- θη



        حيث يدل المقطع الأوسط klee على معنى الإتصال والدعوة، ومن هنا جاء لفظ call الإنجليزي (ولفظ پاراكليتوس παρα -- κλη -- τος كذلك). أما المقطع الثالث θη فهو الذي يعنينا في تحديد حالة الفعل من حيث البناء للمعلوم أم للمجهول. يدلُ ذلك المقطع على ضمير المفرد الغائب للفعل المبني للمجهول، واسم ذلك الزمن هو Aorist Passiv ويقابل زمن ال Perfectum Historicum في اللاتينية للدلالة على الحدث الماضي الماثل في الأذهان والغير متعلق بفترة ماضية معينة.

        الخلاصة:
        يدل تركيب (ἐκλήθη) ومعناه (دُعِيَ) على البناء للمجهول في الزمن الفائت وليس البناء للمعلوم، وبناء على ذلك يكون لفظ (ὁ Ἰησοῦς) ومعناه (يسوع) نائباً للفاعل وليس الفاعل.

        ملاحظة:
        جدير بالذكر أن النص اليوناني وإن كان أقدمَ النصوص إلا أنه ليس النص الأصلي، أما النص الأصلي - عبرياً كان أم آرامياً - فهو مفقود. أما النسختان الآرامية والعبرية التي بين أيدينا فليست الأصلية وإنما هما نسختان مترجمتان من اليونانية ومثلهما في ذلك مثل النسخة اللاتينية.
        كَتَبَه:

        أبو إسحاق النَّظَّام

        _________


        (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


        (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

        تعليق


        • #5
          قراءة فيلولوجية في عبارة "إيلي إيلي لما شبقتني" (الجزء الثالث)

          (تابع الأسئلة والأجوبة)

          سؤال: ما هو مفهوم لفظ "كرز" في لسان العرب؟

          فعل "كرز" بحروفه الثلاثة الكاف والراء والزاي لا يعود لأي أصلٍ عربي، بل هو فعلٌ آرامي قديم يرسم بالحرف المربع كالآتي:

          כרז

          بنفس الحروف الكاف כ والراء ר والزاي ז، ومعناه "يخطب" أو "يعظ". أما أقرب اشتقاق عربي - حيث تشترك الآرامية والعربية في الأصول اللسانية السامية - له هو "كرّس" بالكاف والراء والسين وهو جذر يدل على العلم والتعلم، وإن كانت دلالة الجذر العربي (كرس) مختلفة تماماً عن الدلالة التي يعنيها المسيحيون عند استخدام لفظ (كرز) الآرامي ، حيث يقصدون به المعنى الآرامي الدال على التبشير والوعظ الديني.

          سؤال: ما سبب وجود لفظ "يكرز" في الترجمة العربية للإنجيل؟

          من المعلوم أن يسوع كان يتحدث باللسان العبراني القديم وبلهجة آرامية جليلية، ومن ثم فإننا نتوقع أن تكون أقدم نسخ الأناجيل مكتوبة بذلك اللسان، وبتلك اللهجة، أي أننا نتوقع وجود فعل כרז الآرامي بصيغة المضارع للغائب المفرد المذكر، أي: יכרז (يكرز). لكن أقدم النسخ للأسف مفقودة.

          إذا رجعنا للنص "شبه" الأصلي لمتى وهو النص اليوناني القديم لوجدنا أمرا مدهشا هو فعل "κηρύσσειν" وينطق ـ وفق اللسان اليوناني ـ "كيريوسّين / كيريوزّين" فترجمه المترجمون إلى "يكرز" دون مراعاة لكون مادة "كرز" آرامية لا عربية.

          وعلى هذا تمت ترجمة الكلمة محل البحث كالتالي:

          1. من (יכרז) الآرامية

          2. إلى (κηρύσσειν) اليونانية

          3. ثم إلى (praedicare) اللاتينية

          ثم انقسمت الترجمات قسمين:

          - قسم اعتمد على الترجمة اللاتينية، كالإنجليزية مثلاً، فترجم كلمة praedicare اللاتينية إلى preach

          - وقسم اعتمد على الترجمة اليونانية (التي قامت بحفظ الأصل الآرامي)، كالعربية مثلاً، فترجم كلمة κηρύσσειν اليونانية إلى يكرز، أي أنه قام بترجمة شبه الأصل اليوناني إلى كلمة معناها آرامي لكن رسمها اعتمد على الحروف العربية.

          سؤال: كتبتَ "من المعلوم أن يسوع كان يتحدث باللسان العبراني القديم وبلهجة آرامية جليلية، ومن ثم فإننا نتوقع أن تكون أقدم نسخ الأناجيل مكتوبة بذلك اللسان" فهل يمكن أن تذكر مصادرك أخي فهذا هام جدا للموضوع؟

          لم أحقق هذه المسألة - بعد - من وجهة نظر تاريخية حتى أعلن مصادري، وإنما أطلقتُ كلامي أعلاه باعتبار ما هو مشهور عند اللاهوتيين من أن يسوع عبراني تحدث الآرامية. لكن برغم من أنني لم أحقق فعلاً المسألة تاريخياً إلا أنه لا يضيرنا هذا الكلام. حينما أحاور المسيحيين لا أتكلم عن "عيسى" باعتباره غير معرَّف لديهم، على زعمهم، كما أنني أؤكد لهم أن "يسوع" العهد الجديد هو غير معرَّف لدينا، وهذا حق، وذلك إلزاماً لهم بما يلزمون به أنفسهم. أما عن قناعتي فأظنُ أن هناك أوجه تشابه بين "عيسى" و"يسوع" كالإشتراك في الإسم، ولهذا تفصيل إن أردتَ ذلك، وإسم الأم، وعدم وجود أب بشري، ولا أب له مطلقاً، والفصيلة الإسرائيلية "رسولاً إلى بني اسرائيل"، كما أن هناك أوجه اختلاف كثيرة منها الزعم بأن "يسوع" إبن الله، ذلك الإختلاف النابع - فيما أرى - من تحريف سيرة عيسى عبد الله الحقيقية، وتفصيل سيرة جديدة منسوجة بأفكار كبار فلاسفة التثليث مثل فيلون السكندري (المؤسس الحقيقي للمسيحية وليس بولس) وبولس وغيرهما. من هذا المنطلق لا أجد غضاضة أبداً أن يكون "يسوع"، باعتباره في الأصل نبي حُرَّفت سيرتُه، إسرائيلياً ومن ثم يتحدث العبرانية.

          سؤال: أليست العبرية قد ماتت إبان الأسر البابلي وقبل أن يصلوا لفلسطين، وقبل زمن يسوع بمئات طويلة من السنين؟ إن كان الأمر كذلك فكيف تصل العبرانية القديمة لجليل فلسطين، وتبقى محصورة في تلك المنطقة طوال تلك الفترة حتى يأتي يسوع ويتحدث بها؟

          اللغة التي ماتت، في الحياة اليومية، هي العبرانية القديمة، وهي لغة العهد القديم من ناحية، والتلمود اليروشاليمي من ناحية أخرى، أما أثناء الأسر البابلي وبعده فتطورت لغة جديدة، لنقل لهجة جديدة، هي العبرانية الوسيطة، وهي لغة التلمود البابلي والمشناه، وإن ظلت اللغة القديمة معلومة ومحفوظة عند العلماء، ولتقريب الفكرة نقول، إن أهل مكة اليوم يتحدثون بلغة مختلفة عن لغة أجدادهم قبل 15 قرناً، والدليل هو القرآن، لكن لغة (الصواب: لسانه) القرآن محفوظة يفهمها العلماء والمتعلمون. اللغات كالطاقة لا تموت ولكنها تتحول من صورة إلى أخرى. أما قولي: (يسوع كان يتحدث باللسان العبراني القديم ...) فعلاً خطأ ومعك الحق تماماً في ذلك، أما الصواب فهو: (يسوع كان يتحدث باللسان العبراني الوسيط ...) لكن فيما يتعلق بالآرامية فأرى ما سبق وقلتُه مما يلي تفصيله إن شاء الله.

          سؤال: كيف يمكن أن تكون اللغة العبرانية القديمة بلهجة آرامية؟ وإلا فالعبرية لغة (أو لهجة) والآرامية أخرى ، ولا يمكن أن أتحدث الإنجليزية بلهجة يابانية مثلاً؟

          الإنجليزية لسان واليابانية لسان آخر لذلك لا يمكن أن نتحدث الإنجليزية باللسان الياباني، لكن يمكن أن نتحدث الإنجليزية بلهجة ساكسونية أو بلهجة أمريكية أو بلهجة ويلزية أو بلهجة أيرلندية أو بلهجة اسكتلندية، ولكن أحياناً يصل الفارق بين "اللهجات" لدرجة الحاجة إلى ترجمة، فالألمان مثلاً لا يفهمون الألمانية ذات اللهجة السويسرية ويحتاجون لترجمتها!!! كذلك الحال مع الآرامية والعبرية، فغير الدارسين لهما يظنون أنهما لغتان منفصلتان، بينما يلاحظ الدارس لهما أنهما لهجتان للسانٍ واحد، لكن البعد بينهما كالبعد بين الألمانية ذات اللهجة النمساوية والألمانية ذات اللهجة السويسرية، وإن كانتا لهجتين مشتقتين من لسان واحد هو اللسان الألماني. أما عن السبب في انتشار الآرامية في فلسطين فيعود لأسباب سياسة متمثلة في تأثير البيزنطيين المحتلين، ذوي اللسان اليوناني، الذين قاموا بإحلال الآرامية محل العبرية الوسيطة وجعلوها اللسان الرسمي، وكل هذا مدون في كتب تاريخ الآرامية والعهدة على المؤرخين.

          علماء الكتاب المقدس يقولون هو يتحدث الآرامية ، ظناً، وليس اعتماداً على سجل أو أدلة مؤكدة. قالوا ذلك، لأنه يتحدث لغة أجنبية عن فلسطين التي تتحدث اليونانية في ذلك الوقت، فما قولك في هذه المسألة؟

          اليونانية لم تكن لغة أصلية لفلسطين، بل كانت لغة المحتلين، ومهما حاول المحتل فرض لغته، إلا أن الواقع الضروري يدل على أنها وإن تعلمها النخبة فإن العوام تظل تتحدث بلسانها، فالنخبة الحاكمة في الجزائر مثلاً تتحدث - إلى اليوم - بالفرنسية، بينما يتحدث الشارع الجزائري بالعربية ذات اللهجة المغاربية، وكذلك الحال في فلسطين: ربما تحدثت النخبة باليونانية إلا أن رجل الشارع البسيط كان يتحدث بلسانه الخاص، وعلم البيزنطيون ذلك ورأوه طبيعياً، لذلك صرفوا هؤلاء العوام للحديث بلهجة تبدو وكأنها لسان آخر، لكنها أقرب لإدراك الشارع من إدراكه اليونانية، وهي الآرامية. أما الأدلة فهناك دلائل على سيادة الآرامية في تلك الفترة منها النقوش والطرازات والوازورز المكتوبة بالآرامية، إضافة لبعض لفائف القمران والمكتوبة بالآرامية. هذه الآثار المحتوية على النقوش الآرامية قدر علماء الآثار زمنها بوسيلة الكربون المشع وقالوا بأنها تعود لعصر المسيح. صحيح أنهم أثريون كتابيون لكني لم أقرأ إلى الآن بحثاً واحداً كتبه باحث مسلم قام فيه بتحقيق تلك الآثار علمياً وأثبت عكس ما تقدم، فإن كنتَ تسمع عن وجود مثل تلك الأبحاث فدلني عليها من فضلك لأقرأها.
          كَتَبَه:

          أبو إسحاق النَّظَّام

          _________


          (لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (محمد : 19)


          (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) (الفتح : 29)

          تعليق

          مواضيع ذات صلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          ابتدأ بواسطة المهندس زهدي جمال الدين, 2 يون, 2021, 10:09 ص
          ردود 90
          789 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة المهندس زهدي جمال الدين  
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 ينا, 2021, 01:14 ص
          ردود 0
          140 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
           
          ابتدأ بواسطة د. نيو, 20 ديس, 2019, 10:20 ص
          ردود 5
          225 مشاهدات
          1 معجب
          آخر مشاركة د. نيو
          بواسطة د. نيو
           
          ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 2 أكت, 2019, 08:14 ص
          ردود 7
          1,530 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
          ابتدأ بواسطة أبو أيوب الغرباوي, 25 سبت, 2019, 07:44 م
          ردود 0
          159 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة أبو أيوب الغرباوي  
          يعمل...
          X