عِـــبر من الربيع

تقليص

عن الكاتب

تقليص

الطلحاوي الإسلام اكتشف المزيد حول الطلحاوي
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عِـــبر من الربيع

    الــسلام عليكم

    لا زالت الأقـلام الفكرية و السياسية تكتب عن الربيع فتحلل منحنياتــه و مـآلاتــه علــى ضوء إفرازات الواقع الراهـن و لا زالت في المقابل تتراكم الأحداث لتلقي بضلالهــا علـى مستقبل الدول و آفاقهـا، فهـذا الربيع الذي بدأ ثائرا علـى الوضع السياسي و الاقتصادي و الأخـلاقي و قام متحديا لسلطـات الجبر السياسي عبر استنهـاض هِمم الشارع للتصدي للفساد و الاستبداد صــار الآن متهمــا من طرف بعض الأقـلام بفعـل حصيلته التي آلت إليها على ضوء استعصاء تحقيق قَــدَر من الاستقرار المنشود ، بل بدا ذلك عند البعض الآخـر خطأ قـاتــلا أنتجَ في زعمهم فتنــا و كوارث اجتماعية فاقمت من حـالات الهشاشـة و الركود بدل تغييرهــا و إصلاحهــا !

    للأسف الشديد، لازالت الثقافـة الانهزامية و هـاجس مطلب التحقق الاستعجالي تحكمـان عددا لا يُستهــان بهم من أفكـار النـاس فيقعون في مطبات الاستسلام للأمـر الواقع و يتحولون "أدوات" لصنـاعة أجواء الهزيمة قولا و فعـلا و يصيرون بذلك أعوانـا و أسياطـا للدول الظالمة تُــنقِـذ بهم سلطانهم من السقوط السريع . و يا للمفارقة ، فالانهزاميون و الاستعجاليون كـانوا قبل قيام حركات دفع عجلة الفساد السياسي ساخطين و حـاقنين علــى أوضاع التخلف المـادي و أشكال الاستئثار السلطوي القهري إذ لم يكونوا يكفّـون عن نقد مستويات العيش الاقتصادية الرديئة و لم يكونـوا يرون في طبيعـة الحكم الاستبدادي غير نمط قهري هو أم البلاوى بامتياز ، لكنهم مع ذلك تحولوا لوقود للسلطة الغاشمة يُثبطون عزائم الثوار و يرددون روايات الظلمـة بعد أن يسري فيهم داء العجز قطعـا ، فالكـلام مـع هـذا الصنف من النـاس لا يجدي نفعــا إذ مشكلتهم تكمن أساسا في سيطرة النزعـة الاستسلامية و غلبة الذات المفردَة على عيش الآخـر و تقديم مصلحـة الفرد علـى مصير الجمـاعـة، فمتـى مـا صار الإنسان يفكر ليعيش لحظتـه هـو بعيدا عن المصير المشترك فذلك مؤشر علــى ضعف "العقل الجمعـي" و دالّ علــى تسوّس المجتمع من الداخل، و للحقيقـة أن نصارح بأن قطـاعـا واسعـا من الناس في مجتمعاتنا التي تحكمهــا في الغالب قوى مُتغــلِّبـة سيفية تستحــق أن تعيش مُستَــبَــدّة خصوصا بعد أن طفحَ عجزهم و بانت سلبياتهم الخطيرة في عدم منــاصرة المستضعفين الذين تحملوا الضربات لوحدهم، فليس هنـاك من تبرير منطقي يُــسوِّغ للمتقاعسين و المنبطحين القعود عن حمل رايات الذود عن مصالح الجمـاعة بعد أن طالت سياط الطغـاة كلّ ناقم على الضيم و أجهزت علــى كل المقومات الأخـلاقية و المـادية و سوست العقول على امتداد لا حصر له، و بعد أن ضرب الديكتاتوريون جذورهم في القهر السياسي و أداروا الأزمنــة عليهم طويلا . لا مبرر البتة بعد أن حـانت لحظـة إعـادة الكرامـة التي ضاعـت بين السنين بضياع الحكم الرشيد.

    بَــلِــــهَ عقــل البعض لمـا حسِبَ التغيير فُسحــةَ تنــزّهٍ يَـعبُــر بهـا الفاعـل جــنـان القصور بسلام ليتسلّــم مفاتيحهــا ببساطـة ، و ازداد بلـهُــه عندمــا أقعد نفســه في ركون نـافــذة يستــرق منهــا صيحـات جمـاهير ثائرة فلا يــجد غير حيلــة التأشير لهم بعـلامـات النصر القريب عجزاً ، من فــوق السطوح تــرى الوجوهَ العـاجزة القادرة تنتــظر أن يجودَ الثوار عليهم بالعزة و لمّـا يلجَ الجمل في سم الخياط ! و علــى جنبات قارعـة طريق تلحظُ شخصا أو أشخـاصا هنـا أو هنـاك يتبلطحــون علـى كراسي المقاهي يتمتمون أو يتبلطجون بالاستنكـار و التأفف ، و بين هـذا و ذاك تسمــع لجبري مُستبَــدّ كــلامــا يبشُّ في وجه صاحبه ساخرا من "الحمقى" الثائرين دون غضاضــة.

    الربيع الزاهــر لا يمكن أن يكون كذلك إلا باجتمـاع عواملـه و إلا صــار خريفا ينتظر ربيعـا جديدا، فالذين يتصورون عملية تغيير طبيعـة حكم قهري تصورا عـاطفيا دون رصد شروطــه و تحقق الاقتناع الجمـاعي بضرورته (أي التغيير) و تحقق انتفاء موانعه إنمــا هم في الحقيقـة لقمـة سائغـة لأنظمــة صارت أدواتهــا في التنكيل و البطش عريقـة، و مـا لم تكن الجمـاهير الواسعـة في مقدمـة تحقق شروطــه فإن إجهـاض عملية الحراك و إفشال سحب البساط من تحت الظلمة ليس بالأمـر الصعب على سلطـة احترفت ابتلاع بؤر ثورية هنـا أو هنـاك . إن البنـاء الجماهيري الجمعي رقم محوري، فهو يسمح بتسهيل و تسريع تقويض البنيان التسلطي و يُحدث ارباكـات شديدة و يُرعب أزلام أعمدة النظام و يضغط باتجاه انتزاع تنازلات مهمــة ، لكنــه مع ذلك ليس الرقم الحـاسم في معادلـة التغيير الجذري و النهـائي إذ قد يبتكر المستبدون طرقا مختلفة لشق الجمـاهير و زرع أسباب التفرق و تقطيع الكتلة الواحدة إلـى كيانـات يسهـل قضمهــا فيمـا بعد ، فضلا عن كون الجمـاهير حتـى لو تمكنت من إسقاط نظام متعفن أو إصلاحه من الداخل فإن القضيـة لا تبدو منتهية و لا يكون ذلك دليلا علــى نجاح الحراك الثوري ، بل قد يكون سببا لعودة الفاشيـة من جديد بأقنعـة جديدة ( مصر نموذجـا) أو قد يتنـازع الجمـاهير فيتحـامسوا فتحرض النخب الاستئصالية بعض الجمـاهير لمواجهـة الآخر فتضعف بذلك سلطـة الدولـة و تنهـار قيم التعايش السلمي ( تونس) فيدخــل الطغـاة من باب آخـر و تحت مسميات مختلفة ، أو قد تتحكم الايديولوجيا المتحجرة في بعض قيادات الجمـاهير فترسـل ألسنتهــا علــى المختلف معه في عز الحراك فيتسبب في هـدم المشترك و تسود الفوضى في المعترك و يضيـع الإصـلاح المُنتظَـر ( المغرب) .

    مخـاضات تغيير الخريف إلـى ربيع في خريطة السياسة و المجتمع ليست أمـرا مُعـادَلاتيــا تُحسبُ بعدد الجمـاهير الثائرة- و إن كان عامل الكم ضروريا كمـا قلنـا – إذ لا منــاص من تحليل بنياتهــا الذهنية لإدراك مدى اقتنــاع الشريحـة الساحقة بنُبــل فعلهم التغييري و إلا فإن القضيـة لا تعدو أن تكون غثائيــة منخـورة لا تملك القدرة علــى الصبر علـى موجـات العنف السلطوي و ضربات لواحقهــا من البلاطجـة الصغـار المعدود أمرهم في سلك أعوان الظلمـة ، فالجمـاهير العاطفية أو السريعـة الذوبان و الانهزام كتلة بشرية لا تجدي نفعــا مع حدة شراســة قمع أنظمــة الاستبداد و لا تنـاسبهــا في إحداث توازن مع أجهـزة الدول المحترفة قمعـا و سفكـا ، لذلك يُــلاحَظ كيف تخف جذوة الصوت الجمـاهيري بمجرد تحرك أنظمــة الاستبداد نحو استئصالهــا بالعنف و لغـة البنادق لتتفرق فيمـا بعد شذرا فتتلاشى نهائيا كمـا تتلاشى الغيوم في اليوم الحار .

    إن الصمود يقتضــي بنـاء بشريا جمـاعيا متينـا، متشبعـين بهموم الجمـاعـة و متسلحين بروح الثقــة لا تزعزعهم وعود الظالمين و لا تثنيهم ضربات المستكبرين، جمـاعـة جمـاهيرية أو جمـاعـات جمـاهيرية تنزل بثقلهـا في الميدان لبذل طاقاتها أمـلا في صنـاعـة تغيير حقيقي يُعيد البسمة للقطاعات المهضومـة و المكونات المظلومـة، أمــا تسلــق المنـازل و إطـلاق تهكمـات و انتظار اللقمة الجاهزة فلا يحسنــه إلا عجزة قادرة ..

    يُــتــــبــع بحول الله

  • #2
    عِــبــر من الربــيع ج 2




    من عِــبــر أحداث الخريف الانقلابــي في مصر أنــه يُذكرنــا دائمــا بسطوة الاستبداد و أهلــه، فأن، يتنـازلَ الديكتاتوريون ببساطــة لصالـح سلطة الشعب الثائر ليس من عـادات دول العسكر و ليس من شيم الطغاة الجبريين ، فالمستبدون يدركون جيدا من أين يجب أن تُؤكــلَ جهود الثائرين و تُبَــدّد طاقاتهم الجمـاعية الجمـاهيرية و يعون تمـامـا ظلاميتهم و كُره الشعب للانقلابات العسكريـة، لذلـك يجتهدون في خــلق مسارات تُنهــكُ قوى الثورة و تمتص غضبات البعض ممن لهم استعداد للتنازل عن المبادئ .

    و للحقيقـة أن نعترف بأن الانقلابيين الفاشلين هــم أحيانـا "عقلانيون" يمـارسون لأول مـرة صرامـة في التحليل السياسي و تخطيطا دهـائيا يمر عبر مراحـل صـامتة، فهم لــم يشرعـوا مباشرة بعد نجاح الثورة إلــى تقويضهـا و الدخول في صدام مع الشعب الثائر و إنمــا وضعوا لأنفسهم خطا تنويميا يُلقحون به قطـاعا واسعا من الشعب خصوصا الطائفيين المسيحيين الحاقدين علـى الإسلام مطلقا و الصوفيين القاعدين الكسالـى الكارهين للحركية الإسلامية فضلا عن قطاع من الجماهير المتبلدة التي لا تفعل شيئا غير الركون في محـلات المقاهي و دور الـملاهي . لقــد ظن الثوار أن لحظـة الحكم العسكري البوليسي المستبد قد ولـى منذ أول صيحـة فرحــة بسقوط فرعون مصر ، لكنهم لم يكونوا يتصورون أن حِيَـل الشيطـان مديدة و أنه قادر علــى إعادة سلطان الاستبداد بالمكر و المخاتلة .

    من عِــبر الخريف الانقلابي للثائرين أن يدركوا حجم المَهــمــة التي قاموا بهـا لإسقاط نظام جبري طاغوتي رهيب فلا يغتروا بالحسابات السريعـة و لا يثقوا بالقادة العسكريين إذ أن ولاء أمثال هؤلاء غير مرتبط البتة بمــا يريده الشعب و إنمــا ولاءه محكوم بحسابات خارجية و اعتبارات انتهازية و مصالح فئوية ضيقة ، فشخصيــة العسكري بطبيعة تكوينه صنـاعةٌ ديكتاتورية و بنـاءُ حكم سلطوي زُرِعَ فيه حب تقديس الكراسي و الزعـامـات و لم تُبنَ فيه قيم روح الشعب و قيم الجماعـة ، لذلــك وجبت اليقظة حُيــال تلك الطبقـة الخشنة التي تعاني من مشكل الانفصام عن هويته و مرجعيته .

    و من عِــبر هـذا الخريف الانقلابي أيضا أنكَ تجد الطبقـة السياسيــة المتعفنـة –خصوصا اللائكية المتطرفة منهـا – مستعدة دائمـا لقطف ثمـار جهود الشعب أو بتعبير أصح مستعدة لنهب مجهوداته التي صاغهـا بدمـاء جارية ، فهي طبقـة تعيش علــى امتصاص دمـاء الآخرين و تتغذى علــى أنقـاض المظلومين و المقهورين، فكيف لا تبرز أنيابهــا إبـان الثورة العارمة و قد دأبت علــى تزيين الوعـود و تنميق الوجوه ! كيف لا و قد ترعرعت جل الطبقات السياسية في كنف نظام طاغوتي لـم تتكلف نفسهـا مخاصمته لحظة ! و بين تلك الطبقات تبرز طبقات مثقفة إيديولوجيا ولجت عـالم الاستبداد فأساءت لمسيرتهــا النضالية الطويلـة ( قنديل عبد الحليم، أبو الفتوح، حمزاوي..)، خليط من المثقفين السياسيين جمعتهم أحقاد مشتركـة علــى المارد الإسلامي فآثروا أن يكونـوا أعمدة للعسكر و خزانــا للتبرير الاستبدادي علــى أن يقبلوا بالتيار الإسلامي رقمـا أساسيا ، و رغم مـا نشاهـده الآن من سعـار همجي من خنـافسـة "الأمن المركزي" و قيادات القتل الجمـاعي للشعب إلا أن ذلك لــم يكن كـافيا عند الساسـة المحنَّطين في إدانــة نظام ولغ في الدمـاء بلا نظير باستثنـاء صيحـات خـافتـة خجولــة أحيانــا تحاول أن تحفظ لهــا بعض قيم حياء المثقف و السياسي . عــامــلُ انحياز بعض الساسـة البلطجيين و بعض المحايدين إلــى ملوك التغلب يجب أن يوضعَ بعين الاعتبار عند طرح بدائــل للتغيير قصد معـالجـة و تطهير تلك الحـالات الحُثـالية و كف شرورهـا قبل أن تتفاقم فتصير وبالا علـى الشعب أي شعب، فهــؤلاء الآن صـاروا مُعيقـات موضوعية تسهم في إحداث فوضــى مفاهيمية من شأنهــا أن تطمس حقيقــة الثورة و تجعل من الانقلاب (الثورة المضادة) طريقة لبقة أو وجهــا من وجوه الديموقراطية و هو مـا بدا واضحـا في المشهـد الانقلابي المصري حيث اُبتدِعت صياغـات لفظية (الشرعية الشعبية، تصحيح المسار...)غرضهـا تبرير خيار العنف المسلح و السطو علــى حكم مدني مُختـار من الشعب و بإرادة حرة ، لا منــاص إذن من إعداد كوادر إعــلامية قادرة علــى فضح المدسوسات السياسية و كشف الوجوه النِّفاقية التي تسترزق علــى أنقاض الدمـاء و الأعـراض و لا بد من العمل بشكل جاد لوقف أعطـاب السياسة المكيافيلية القذرة التي وجدت مـلاذهــا في رعـايـة الظلمــة و سحرة الظلمة من أبواق التجار السياسيين و الدينيين و غلمـان الإيديولوجيين المتطرفين .

    إن البنـاء الجذري يقتضي استبدال كــل اللبنـات المتآكلـة بلبنات قوية تتيح إمكانية الحفاظ علــى الصرح الشامخ لمدة طويلــة، كمـا أن الرهـان علــى قيادات عسكر منخور من الداخـل بكل أشكـال الفساد الأخـلاقي هــو استئمـان في غير محـله قطعـا ، فالمطلوب من السلطــة المدنية الحـاكمة إعـادة تطهير العقلية العسكرية و تلقيحهــا بمضادات جراثيم الارتباط بالخارج و أوبئة الزعـامات الوهمية و عدم الوثوق في أهـل السيف مطلقا نظرا للوساوس الشيطانية الأمريكية و الصهيونية التي غزت العـالم و أبَّدت التخلف و التبعية علــى الشعوب المغلوبة .

    إن الاحتياطـات الاستراتيجية خصوصا في بدايات نجاح الثورة ضرورية لقطع أوصال الطامعين، فلو كانت الجيوش - بقياداتهـا و تشكيلاتهـا المختلفة - في عـالمنا الإسلامي تنتمي حقا لعقيدة شعوبهـا المنهوكـة لمـا فكّـر الطواغيت أصـلا في تحويل الدولــة إلــى بقرة حلوب لهم و لعشائرهم و لمـا كانت الأنظمـة مُهددة دائمـا بإسقاطهـا من طرف شعوبهــا ، لكن أمـر العسكـر استفحلت أمراضه في جسد الشعوب فمـا عاد يتحرك إلا لحظــة إعـادة نظام بائد أو لحظـة قهــر شعب قامَ يطالب بحقوقــه سلميــا .

    لنسجــل بأن مخـاضات هـذا الربيع كـانت بفعـل اجتمـاع أقانيم السلــطة القهـرية : أقنوم الإعـلام و المـال و العسكـر ،فهي سلطات تحدث تأثيرا خطيرا في مسارات الحراك فتحد من امتداداته الثائرة بقدر قلبهــا للواقع كـلامـا و فعـلا و تخلق كيانـات انتهـازية و عُـنفيـة تختـص في إحداث توترات مجتمعية و أزمـات حـادة، فسلـطة الإعـلام كمــا تـابع ذلك كـل مــلاحِظ للمشهـد المصري-كنموذج- مثلت سفســطة سياسية و كوميدية و إخبارية تحريضية غزت عشرات القنوات المؤسَّسـة خصيصا لمواجهــة قيم الثورة الجديدة لأجـل الوصول إلــى الثورة المضادة ، و مـارست أسوء أساليب الزيف الإعـلامي و التهريج الإخباري و توسلت في سبيل ذلك بمُهرِّجين "عُكـاظيين" عبيد أُشْتــيروا من أسواق النخاسات "المباركية" ليقدموا مشاهـد استرواحية مسمومــة و يقبلوا بأن يكونـوا أحذيــة مُبــلَّلــة بدمــاء الساجدين الراكعين . أمــا عن سلــطة المال فقد سـارع كبار الطواغيت البورجوازيين من رجال الأعمـال المحسوبين علــى نظام الطاغية إلــى سحب الودائع المـالية و تهريب العملــة النقدية و قام مـلاّكو مؤسسات الإنتاج بإغـلاق مراكزهم تمهيدا للصق مآلاتهـا بالنظام الجديد ، و فوق كل ذلك تحركت الدولــة الصهيونية الثانيــة (الإمـارات) بكل ثقلهــا لتتكلف بتمويل حمـلات الإرهابيين من البلاك بوك و البلاطجـة العبيد فضــلا عن تمويل عشرات القنوات الخاصة بإعـادة العمـلاء الحاكمين و ضخ أموال ضخمة في جيوب القيادات المرتشية و الساسة المنـافقين ،فهـاته الدُّوَيلــة الصهيونية أشرفت علــى ضمــان حسن تدبير الانقلاب و خططت له في مصر و تونس و ليبيا و تركيا و خصصت لذلك ترسـانة مالية رهيبـة لضرب المشروع الإسلامــي و إعـادة الكيانـات المُتَصَهــيَـنــة إلــى مكانهـا قبل الثورة . و أمـا عن سلـطة العسكـر فهـو رأس الفساد كله و شر الشرور جميعهــا ، فيكفي لـه بؤسـا انتزاؤُه علـى سلطة مدنية و مؤسسات مُختـارة في خمسة استحقاقات و قتلــه للساجدين و إحـراقـه للجثامين الأطهـار ،آهٍ له من ويل مـا صنع .....

    مِــن عِبــر الربيع أن توضعَ خطط لمواجهــة أقانيم السلـطة عند التفكير في بنـاء نظام مدني حقيقي و لا تُتــرَك أمورهـا للارتجالية و الغضب الشعبي دونمــا تأصيل، فبرمجــة مواجهــة سلط الطغـاة عند بنـاء الدولـة الحديثـة تستوجب إعـداد مخططات دقيقة من القيادة الشعبية للحيلولـة دون استغـلال أعـوان الظلمــة ارتباطاتهم الخارجية و امداداتهم الكثيفـة و إلا فإن الثورة الجريحــة ستظل تعـاني من مآزق الانتقال الجاد لسلطــة عـادلة...

    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة Islam soldier, 6 يون, 2022, 01:23 م
    ردود 0
    180 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة Islam soldier
    بواسطة Islam soldier
     
    ابتدأ بواسطة Islam soldier, 29 ماي, 2022, 11:22 ص
    ردود 0
    27 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة Islam soldier
    بواسطة Islam soldier
     
    ابتدأ بواسطة Islam soldier, 29 ماي, 2022, 11:20 ص
    ردود 0
    43 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة Islam soldier
    بواسطة Islam soldier
     
    ابتدأ بواسطة عادل خراط, 6 أكت, 2021, 07:41 م
    ردود 0
    44 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة عادل خراط
    بواسطة عادل خراط
     
    ابتدأ بواسطة Ibrahim Balkhair, 4 سبت, 2020, 05:14 م
    ردود 3
    90 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة Ibrahim Balkhair
    بواسطة Ibrahim Balkhair
     
    يعمل...
    X