التنصّل من دور العلماء القيادي ..

تقليص

عن الكاتب

تقليص

النيسابوري الإسلام اكتشف المزيد حول النيسابوري
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التنصّل من دور العلماء القيادي ..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    من معتقدات وقوانين وضعها البشر إلى أديان سماويه محرّفة عاشت البشريه في تخبّط بين هذا وذاك إلى أن منّ الله تعالى على البشريه بدين الإسلام ; دين وسط أتى بالهدايه لسائر الناس أجمعين وجعل أمة الأسلام خير الأمم (
    وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّ‌سُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا )﴿البقرة: ١٤٣﴾ وقوله أمة وسطاً أي: عدلاً خياراً وما عداها فأطراف داخلة تحت الخطر، فجعل الله هذه الأمة، وسطا في كل أمور الدين، وسطا في الأنبياء، بين من غلا فيهم، كالنصارى، وبين من جفاهم، كاليهود، بأن آمنوا بهم كلهم على الوجه اللائق بذلك، ووسطا في الشريعة، لا تشديدات اليهود وآصارهم، ولا تهاون النصارى (1).
    ونذكر هنا مقام العلماء بين المسلمين (
    إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)‌ ﴿فاطر: ٢٨﴾ وَالْمُرَادُ بِالْعُلَمَاءِ: الْعُلَمَاءُ بِاللَّهِ وَبِالشَّرِيعَةِ، وَعَلَى حَسَبِ مِقْدَارِ الْعِلْمِ فِي ذَلِكَ تَقْوَى الْخَشْيَةُ فَأَمَّا الْعُلَمَاءُ بِعُلُومٍ لَا تَتَعَلَّقُ بِمَعْرِفَةِ اللَّهِ وَثَوَابِهِ وَعِقَابِهِ مَعْرِفَةً عَلَى وَجْهِهَا فَلَيْسَتْ عُلُومُهُمْ بِمُقَرِّبَةٍ لَهُمْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، ذَلِكَ لِأَنَّ الْعَالِمَ بِالشَّرِيعَةِ لَا تَلْتَبِسُ عَلَيْهِ حَقَائِقُ الْأَسْمَاءِ الشَّرْعِيَّةِ فَهُوَ يَفْهَمُ مَوَاقِعَهَا حَقَّ الْفَهْمِ وَيَرْعَاهَا فِي مَوَاقِعِهَا وَيَعْلَمُ عَوَاقِبَهَا مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ، فَهُوَ يَأْتِي وَيَدَعُ مِنَ الْأَعْمَالِ مَا فِيهِ مُرَادُ اللَّهِ وَمَقْصِدُ شَرْعِهِ، فَإِنْ هُوَ خَالَفَ مَا دَعَتْ إِلَيْهِ الشَّرِيعَةُ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ أَوْ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ لِدَاعِي شَهْوَةٍ أَوْ هَوًى أَوْ تَعَجُّلِ نَفْعٍ دُنْيَوِيٍّ كَانَ فِي حَالِ الْمُخَالَفَةِ مُوقِنًا أَنَّهُ مُوَرَّطٌ فِيمَا لَا تُحْمَدُ عُقْبَاهُ، فَذَلِكَ الْإِيقَانُ لَا يَلْبَثُ أَنْ يَنْصَرِفَ بِهِ عَنْ الِاسْتِرْسَالِ فِي الْمُخَالَفَةِ بِالْإِقْلَاعِ أَوِ الْإِقْلَالِ وَغَيْرُ الْعَالِمِ إِنِ اهْتَدَى بِالْعُلَمَاءِ فَسَعْيُهُ مِثْلُ سَعْيِ الْعُلَمَاءِ وَخَشْيَتُهُ مُتَوَلِّدَةٌ عَنْ خَشْيَةِ الْعُلَمَاءِ (2) ولذلك فمقام العلماء محل تقدير وإجلال بين العوام لما إختصّهم الله تعالى بوراثة الأنبياء في علمهم ودعواهم إلى الله عزّ وجل ..
    لكن على الناحية الأخرى نجد أن حمل العلم يستدعي مسؤلية جسيمه وامانة عظيمه سواءً كانتا في تطبيقه أو تبليغه للناس , فقد جاء عن الإمام مالك رحمه الله انه قال :
    بَلَغَنِي أَنَّ الْعُلَمَاءَ، يُسْأَلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا يُسْأَلُ الْأَنْبِيَاءُ (3), وقال عبد الله بن المبارك: "من بخل بالعلم ابتلي بثلاث: إما بموت يُذهب علمه، وإما يُنسى، وإما يلزم السلطان فيذهب علمه سلطاناً"(4) فهاهم علماء السلف عليهم من الله الرحمه والمغفره كانوا حريصون على تبليغ العلم الذي آتاهم الله إيّاه للناس ودون خلق مساحات أو تعالي على العامه , كما أنهم كانوا أحرص الناس على تطبيق ما يعلّمونه للناس فصاروا نموذجاً للعالم الربّاني الذي يجب على من يريد طلب العلم أن يكون عليه ..
    نلاحظ أن العلاقه بين العالم والعامي في الإسلام متوازنه لا غلو ولا إفراط , فالعامي يجلّ مكانة العالم ويرفعها دون أن يعتقد العصمه فيه بما أنه يفتي ويتكلّم بالدليل الشرعي ويتحرى الأمانه والدقه, والعالم من الناحية الأخرى يدرك مسؤلية تعليم هذا العلم الذي آتاه الله إياه للناس بلا ترفّع ولا إستعلاء عليهم كما أنه يحرص على أن يكون مثالاً في تطبيق هذا العلم فلا يهادن ولا يجامل احد مهما بلغ شأنه وقد ضرب الإمام أحمد رحمه الله مثالاً عظيماً في الوقوف على الحق في فترة فتنة خلق القرآن ..

    يُتبع إن شاء الله ..
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
    عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
    وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
    حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم


  • #2
    رد: التنصّل من دور العلماء القيادي ..

    موضوع مهم جدا هذه الأيام في ظل تنامي السخط المبرر وغير المبرر على العلماء هذه الأيام
    والمحاولات المستمرة للتقليل من قيمتهم واهدار علمهم على الدوام ولا حول ولا قوة الا بالله ..
    شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

    سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
    حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
    ،،،
    يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
    وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
    وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
    عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
    وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




    أحمد .. مسلم

    تعليق


    • #3
      رد: التنصّل من دور العلماء القيادي ..

      هذا التوازن لا يوجد عند أي أمه اخرى , فعند النصارى مثلاً بدءاً من إعلان النصرانيه كدين رسمي للإمبراطوريه الرومانيه في القرن الرابع الميلادي نجد أن علماء النصارى مُمَثّلين في رجال الكنيسه قد علا شأنهم وبدأ إرتباطهم بالسلطه مع الوقت يزيد شيئاً فشيئاً وكان ذلك على حساب دخول عقائد أخرى ومخالطتها لدين النصرانيه , فالإمبراطوريه لم تتخلّ عن بعض مظاهر وممارسات عقيدتها الوثنيه السابقه فقد أمدّت روما المسيحية بالنظام كما أمدّتها اليهودية بمبادئها الخلقية وكما أمدّتها بلاد اليونان بفلسفتها الدينية. وقد دخلت هذه كلها في بناء الدين المسيحي مع ما دخله وما امتصه من الأديان المعارضة. ولم يكن كل ما أخذته الكنيسة من روما هو العادات والمراسم الدينية التي كانت سائدة في روما قبل قيام المسيحيه بل كان أهم من هذا كله نظام الحكم الواسع ، فلم يلبث الأساقفة -لا الحكام الرومان- أن صاروا هم مصدر النظام ومركز القوة والسلطان مدائن الإمبراطوريّة؛ وكان المطارنة وكبار الأساقفة أكبر عون لحكام الولايات إن لم يكونوا قد حلوا محلهم (5) ..
      ورجال الكنيسه عند العامه كلامهم معصوم وله نفس صفة الكلام المنزل من الله تعالى لا نقاش فيه ولا مراجعه له ومما ساعد على ذلك الجهل الذي عمّ قارة أوروبا آنذاك فكان العلم محصوراً عند جهه بعينها , ولو كان هناك أحد يستطيع مناقشة رجال الكنيسه لسأل عن ألوهية المسيح وعن عقيدة الثالوث من أين جاءت وما أدلّتها الصريحه من الكتاب المقدّس وأشياء اخرى مثل النور المقدّس والأفخارستيا وغيرها ..
      هذه القدسيه والعصمه التي نالها هؤلاء دون وجه حق إستغلّوها لمصالحهم وأطماعهم الخاصه فأباحوا لأنفسهم اكل اموال الناس بالباطل بعدة طرق منها ما عُرف ىنذاك بصكوك الغفران , واما فيما بينهم فقد عمّت الرذيله وإنتشرت الفاحشه بصوره واضحه ..
      العوامل أعلاه وغيرها أدّت إلى ظهور حركة الإصلاح الديني التي كان من أبرز روادها الالماني مارتن لوثر كوّن معها المذهب البروتستانتي الذي حرص على أن يكون إنقلاباً على كل ما عُرف في الكنائس الكاثوليكيه والأرثوذكسيه , فقرر أن الكتاب المقدس هو المرجعيه وليس البابوات وأن يكون تفسيره حرفياً ومتاحاً لأي أحد (6) وحتى على الصعيد الشخصي قيل أنه لما رأى ضيق الرهبان بحياة الرهبانيه أراد أن يكون قدوة لهم فإعتدى على إحدى الراهبات ثم تزوجها (7) .
      ومع توسع آفاق الناس وتحرر العقول أصبحت القضيه المطروحه في الساحه عند كبار مفكري أوروبا هي ليس الدين فقط بل وجود الله تعالى بذاته , وقد بدأ هذا الأمر مع إباحة نقد الكتاب المقدس لأي أحد بواسطة البروتستانت ثم مع النزاعات التي نشبت بين طوائف المسيحيه تُرك الدين للعقلانيين الذين أسهبوا في نقد الكتاب المقدس وعصمته حتى بلغوا مبلغاً بعيداً وظهر الإلحاد وإنتشر إنتشاراً واسعاً وصاحب ذلك تبنّي العلوم الفلسفيه وإحيائها من جديد بعد أن إندثرت مع نهاية اليونانيين منذ قديم الزمان ..
      قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
      عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
      وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
      حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

      تعليق


      • #4
        رد: التنصّل من دور العلماء القيادي ..

        من هذا السرد الموجز نلاحظ البون الشاسع بين علماء الإسلام وعلماء النصارى فعلماء الإسلام لا يطلبون الدنيا ويهبون حياتهم للعلم ونشره ويدركون عظم الأمر ويقدرونه حق التقدير ومن يقرأ سيرتهم يجد ذلك واضحاً , على عكس هؤلاء الذين إستغلوا جهل الناس ونصّبوا أنفسهم اولياء حتى كادوا أن يصلوا إلى درجة الألوهيه عند العامه وهم في الحقيقه حرّفوا وبدّلوا ما جاء به نبي الله عيسى عليه السلام ..
        وحقيقة الأمر أن رجال الكنيسه غلوا في الدين وتجاوزوا حدودهم ثم جاء رد الفعل عنيفاً متطرفاً من العقلانيين والتنويريين لأن المنطق يقول أن الثوره كان من المفترض طالما أنها تهدف للإصلاح أن تكون على التحريف والتبديل الذي وقع في الدين الذي جاء به عيسى عليه السلام , فكل من يدرس تاريخ النصرانيه يجد نفسه امام تساؤلات من أولها سر التغير المفاجيء لبولس ومناصرته للمسيحيه وتعاليمه ورسائله التي كما قال الدكتور حسام أبو البخاري لم يأت في أي منها على ذكر أي قول لعيسى عليه السلام ومروراً بالمجامع وغيرها الكثير , ولكن الذي حدث كان إنقلاباً على الدين بصوره عامه ورفضاً من ناحية المبداً بل وإنكاراً لوجود الله تعالى وهذا هو التطرّف بعينه ..
        بالعوده إلى واقعنا المعاصر وعلى غرار ما حدث في دين النصارى من قبل نجد أن الإسلام وشرائعه أصبحا عرضه للنقد من كل أحد والكل يفسّر القرآن بحسب فهمه وتكلم ويفتي في الدين بغير علم ولا دراسه متعمقه , أما العلماء فقد أُتهموا بما فعله رجال الكنيسه وصاروا هم المضللون للناس القائدون إياهم للضلال والجمود الفكري ..
        والغريب أنه لا يخفى على عاقل البون الشاسع بين الإسلام ولا النصرانيه وكيف أن سلفنا حفظوا هذا الدين من التحريف والتبديل على عكس سلف النصارى , ولا ملابسات تبني هذا المنهج ولا العواقب الوخيمه التي نتجت عن ذلك ولا الإزدهار والتقدم العلمي عند المسلمين الذين كانت لهم الرياده والسياده دون الحوجه إلى صدام بين الإسلام والعلم ; وحتى الذين كانت لهم مقالات مخالفه للعقيده منهم من رجع عن أقواله ومنهم من قامت عليه الحجه بخطأئه ..
        والذين يتبنون هذا الأمر متفاوتون ما بين ذوي قدر من العلم متأثرون بحضارة الغرب وبين مقتصد يأخذ من النصوص فقط ما يدعم آراءه وبين ما لم ينل مثقال ذره من العلم وكل هؤلاء يتكلمون في الدين ويفتون فيه ولا تكاد تجد عندهم أدنى قدر من الحصافه والحرص على الامانه في النقل والتوثيق ...

        يُتبع إن شاء الله ..
        قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
        عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
        وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
        حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

        تعليق


        • #5
          رد: التنصّل من دور العلماء القيادي ..

          وهناك حجج يتغنّون بها في منابرهم وحواراتهم مع الإسلاميين ويبنون عليها باطلهم منها ..

          * البشر يخطؤون ويصيبون ..
          العلماء هم في النهايه مجرد بشر يخطؤون ويصيبون فلا داعي لأن نصنع لهم كل هذه القدسيه ونأخذ أقوالهم على أنها قطعيه فمثلاً بالنسبة للأحاديث النبويه فإن كون الحديث في صحيح البخاري أو عند مسلم فهو مقطوع بصحته والبخاري ومسلم ليسوا معصومون من الخطأ حتى نقطع بصحة كل احاديثهم ولا القواعد التي إستندوا عليها لأنها ليست منزله مثل القرآن الكريم ..

          ..............

          * عدم عصمة البشر عنوان كبير يدخل تحت مظلته كل الناس بمختلف مستوياتهم وطبائعهم فأي إنسان أياً كانت عقيدته لا يستطيع ان يجزم بصحة شيء يصنعه أو قاعده يصيغها او رأياً يطرحه لغيره وإن حدث وقال أحد غير ذلك فهذا إما أنه قال ذلك على سبيل المجاز أو انها كلمه خرجت لعامل نفسي تعرض له في لحظه ما ويزول مع الوقت أو اي سبب المهم أنه لا يمكن أن يقطع بذلك على الإطلاق , لذلك فالحجه نفسها لا تفيد بأي شيء في الواقع والتطبيق وخاصة أن الداعي لهذا القول غير موجود إلا في خيال من قال بذلك لأنه لم يقل أحد بعصمة العلماء..
          وعند التفصيل نجد أن الناس مستويات متفاوته فيما بينها ففي الهندسه مثلاً طالب السنه الاولى ليس كطالب السنه الثالثه وطالب السنه الثالثه ليس كطالب السنه النهائيه والحاصل على درجة البكالوريوس ليس كالحاصل على درجة الماجستير وفي مجال العمل صاحب خبرة أربع سنوات ليس كصاحب خبرة سبع سنوات وقس على ذلك , ومن كان في أي درجة مما ذكر يضع في باله أن ما فوقه أعرَف وأعلم منه فلا نسمع عن طالب يقول لأستاذه بعد نهاية المحاضره "أنت بشر تخطيء وتصيب – لا أستطيع أن أسلّم بصحة ما قدّمته لنا في هذه المحاضره" فبالرغم من ان الكلام في حد ذاته صحيح إلا أن هذا لا يُعد أكثر من تطاول على الأستاذ عند كل عاقل ..
          نعم الأستاذ لم يصل إلى درجة الكمال ولكن يمكن أن يكون الأستاذ في مجال التدريس لثلاثين أو أربعين عاماً كان له فيها خطأ أو إثنين وآخر في نفس الفتره الزمنيه كان يخطئ في كل عشرين أوثلاثين محاضره .. والإثنان غير معصومَين من الخطأ .. , إذن السؤال الذي يجب أن ماهو مدى إمكانياته أو قدراته ؟؟ أو ماهو مقدار خطأه ؟؟ فمثلاً في أجهزة القياس هناك معيار نسبة الخطأ الذي يعبّر عن دقّة الجهاز وبصياغته كرقم فهو لا يصل إلى الصفر بأي حال من الأحوال ولكنه متفاوت بين جهاز وآخر كلما كان أقرب إلى الصفر كلما كانت نتيجته أكثر قبولاً فتجده هنا 1.00 وهنا 2.00 وهنا 0.50 وهنا 6.00 , فكل هذه الأجهزه قابله لأن تعطي نتيجه خاطئه ولكن كل عاقل يستطيع أن يعتمد نتيجة الجهاز الذي دقته 0.50 وهو مطمئن دون إعتبار مسألة الصحه والخطأ التي هو نفسه مشترك مع الجهاز فيها ..
          فهل يمكن أن نضع عالم أفنى عمره في حفظ القرآن الكريم ودراسة تفسيره ومعرفة أوجهه هو والسنه النبويه وتحصيل علوم الشرع .. هل يمكن أن نضع هذا مع من نصيبه من القرآن لا يتعدى جزأين أو أكثر أو أقل بقليل وقرأ معه كتاباً او إثنين في قالب واحد بحجة عدم العصمه , جاء عن الإمام الشافعي رحمه الله انه قال : لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يُفْتِيَ فِي دِينِ اللَّهِ إلَّا رَجُلًا عَارِفًا بِكِتَابِ اللَّهِ بِنَاسِخِهِ وَمَنْسُوخِهِ، وَمُحْكَمِهِ وَمُتَشَابِهِهِ، وَتَأْوِيلِهِ وَتَنْزِيلِهِ، وَمَكِّيِّهِ وَمَدَنِيِّهِ، وَمَا أُرِيدَ بِهِ، وَيَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ بَصِيرًا بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَبِالنَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ، وَيَعْرِفُ مِنْ الْحَدِيثِ مِثْلَ مَا عَرَفَ مِنْ الْقُرْآنِ، وَيَكُونُ بَصِيرًا بِاللُّغَةِ، بَصِيرًا بِالشِّعْرِ وَمَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ لِلسُّنَّةِ وَالْقُرْآنِ، وَيَسْتَعْمِلُ هَذَا مَعَ الْإِنْصَافِ، وَيَكُونُ بَعْدَ هَذَا مُشْرِفًا عَلَى اخْتِلَافِ أَهْلِ الْأَمْصَارِ، وَتَكُونُ لَهُ قَرِيحَةٌ بَعْدَ هَذَا، فَإِذَا كَانَ هَكَذَا فَلَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ وَيُفْتِيَ فِي الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ هَكَذَا فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُفْتِيَ (8) , فما الذي يجعلني كواحد من عامة الناس آخذ ديني من هؤلاء وانا أعرف أن هناك من هو مع غزارة علمه يعي جيداً عِظم مهمة الإفتاء والكلام في الدين ويحرص على أن يؤديها على أكمل صوره .. هل القول بأن الجميع بشر غير معصومون يمكن بأي حال أن يبيح لي ولغيري ممن يريد طريق الهدايه أن نأخذ من أي أحد عالم أم جاهل , والمثير للعجب أن تجد هؤلاء على ضعف علمهم أكثر جرأه على الفتوى والكلام في الدين اكثر من علماء السلف والخلف بل والصحابه من قبلهم الذين كانوا يتجنبون الفتيا ويود كل واحد منهم أَن يكفيه إياها غيرهُ: حتى إِذَا رأَى أنها قد تعينت عليه بذَل اجتهاده في معرفة حكمها من الْكتاب والسنّه أَو قول الْخلفاء الراشدين ثم أَفتى (9) وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على إفتقارهم للحصافه والتورّع عن القول على الله بغير علم الأمر الذي حذّر منه الله تعالى :( قُلْ إِنَّمَا حَرَّ‌مَ رَ‌بِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ‌ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ‌ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِ‌كُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ )﴿الأعراف: ٣٣﴾
          إذن القول بعدم عصمة البشر لا يفيد أحد يريد الوصول إلى التطبيق الصحيح على الواقع وبالتالي نرد على المثال المذكور عن احاديث البخاري ومسلم ونقول : وماذا بعد ؟؟ مالذي يترتّب علينا فعله ؟؟ كيف نستفيد من هذا الكلام .. هل نطبّق ما جاء في الحديث أم لا نطبقه ولماذا , وهو على الأرجح لن يجيب لعدم معرفته بعلوم الحديث ولا بالإمام البخاري ولا الإمام مسلم رحمهما الله ولا درجة حفظهما ناهيك عن درجة علمه بعلوم الحديث وعدم وجه المقارنه بينه وبين هؤلاء الأئمه العظام ..
          قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
          عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
          وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
          حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

          تعليق


          • #6
            رد: التنصّل من دور العلماء القيادي ..

            جزاك الله عنا خيرا ..
            شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

            سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
            حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
            ،،،
            يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
            وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
            وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
            عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
            وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




            أحمد .. مسلم

            تعليق


            • #7
              رد: التنصّل من دور العلماء القيادي ..

              المشاركة الأصلية بواسطة محب المصطفى مشاهدة المشاركة
              جزاك الله عنا خيرا ..
              حيّاك الله وبيّاك
              قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
              عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
              وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
              حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

              تعليق


              • #8
                رد: التنصّل من دور العلماء القيادي ..

                * سهولة الحصول على المعلومه ..
                مع توفر المصادر ووفرة الكتب والمراجع مع العلم بأننا مأمورون بطلب العلم فعلينا كمسلمين ان نبحث في أمور ديننا ونؤصّل لكل عباداتنا التي نؤديها مثل الصلاه والصوم وغيرها ..

                .....

                هذا الكلام في مضمونه جيد ومقبول ولا غبار عليه ولكنه عند البعض ذريعه لإقصاء دور العلماء القيادي لهذه الأمه وتنوير الناس ودعوتهم إلى الله عز وجل ونشر العقيده الصحيحه , فمع هذا القول نسمع عن التحذير من أن نرفع منزلة العلماء كما فعل المسيحيون في أوروبا لرجال الكنيسه والجمود الفكري الذي يمكن أن يصيب الامه جرّاء ذلك , ومع إبتعاد الناس عن العلماء والمشايخ يصبح الباب مفتوحاً لكل أحد أن يفتي برأيه دون تحصيل أدوات الإجتهاد اللازمه لذلك بحجة السعي لطلب العلم
                ....
                ونرد على ذلك تقريباً بنفس ما ذكرناه آنفاً عن أن الناس لا يمكن وضعهم في قالب واحد , فهناك من تيسّر له دخول المدرسه وهناك من لم يمكنه والذين تمكنوا من الدراسه يكونوا بمستويات متفاوته بين نبغ في الدراسه ومن حقق نتائج إيجابيه وبين من حقق نتائج أقل , وحتى بالنسبة لقراءة كتاب واحد فإستيعاب محتوى الكتاب متفاوت بين وعاه كله وبين من لديه إشكالات في الفهم وبين من لم يفهمه , ولذلك فالطريقه الأكثر نجاحاً والمناسبه لكل فئات الناس هي أخذ العلم من العلماء .. ومن رحمة الله على عباده أن أمرهم بسؤال العلماء عند الحوجه "
                فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ‌ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" ﴿الأنبياء: ٧﴾ ..
                أما طلب العلم فهو فريضه ولكن الأمر فيه تفصيل ; فاطلب العلوم المتعلقه بالصلاه والصوم والحج والزكاه والإعتقاد الصحيح وغيرها مما يؤديها المسلم في حياته متعيّن على كل مسلم دون شك لضرورتها , أما غيرها مما يصعب على الغالبيه من الناس بطبيعة الحال فلا حرج عليه من عدم معرفتها , ولذلك فإن عند جمهور علماء السنه طلب العلم على إطلاقه فرض كفايه إن أدته طائفه سقط عن الباقين وإستدلوا بقوله تعالى : {
                فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلْيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ} [التوبة: 122] ..
                أما التحذير من جمود الفكر نتيجة إحتذاء حذو النصارى في إقتفاء أثر السلف فهذا يدل على جهل من يقول هذا بعلماء السلف وعلمهم ومنهجهم ..
                وهنا مسأله لا بد من التطرّق إليها وهي الفرق بين التقليد والإتباع , فالتقليد هو الأخذ من قول أو فعل الغير دون إعتبار أو نظر لدليل صحة هذا القول أو الفعل أما الإتباع فهو سلوك مسلك المتبوع في أخذ الأحكام من مصادر التشريع المتفق عليها من الكتاب والسنه النبويه ولهذا قال الإمام احمد رحمه الله :
                لَا تُقَلِّدْنِي وَلَا تُقَلِّدْ مَالِكًا وَلَا الثَّوْرِيَّ وَلَا الْأَوْزَاعِيَّ، وَخُذْ مِنْ حَيْثُ أَخَذُوا (10) , وهذا لمن سلك طريق العلم وعرف طرق إستخراج الأحكام وفهم النصوص ومعانيها أما من يعجز عن ذلك وهم الغالبيه فهؤلاء يأخذون أمور دينهم من العالم أو المفتي الشرعي مع الأدله والبراهين على صحة الفتوى ..

                * تدبّر القرآن الكريم :
                أمرنا الله تعالى بتدبّر القرآن الكريم والتأمّل في معانيه فإن كنّا سنذهب إلى عالم في كل ما سيقف في طريقنا فما الفائده من أمر الله تعالى بتدبّر القرآن ؟؟

                ..........

                لا يوجد تعارض بين هذا وذاك طالما فهمنا التدبّر فهماً صحيحاً ,فليس التدبّر هو أن يطلق أي واحد العنان لخياله لفهم القرآن لدرجة ألا يكون هناك حاجه لأخذ العلم من العلماء فإذا أخذنا بالإعتبار أن غالبية الناس ليست ملمّه بقواعد اللغه العربيه والنحو والبلاغه وغيرها بل والبعض لا يستطيع حتى قراءة القرآن قراءه صحيحه فهل من الحكمه القول أن تفسير القرآن كله متاح لأي احد ..
                من الناحيه الأخرى لا أقول أن القرآن حكر على أحد ولو كان العلماء بل نقول أن تدبّر القرآن مأمور به كل مسلم ولكن بقدر ما هو متاح أو ميّسر له أن يفهم وهذا القدر يكون عادة عند عامة الناس ولو تجاوز الكل إلى ما بعد ذلك لإنقلب الامر إلى فتنه , ونذكر هنا ما حدث في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما إختلف قوم في معنى آيه في القرآن الكريم وإشتد خلافهم حتى علت أصواتهم فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم غاضباً محمر وجهه يرميهم بالتراب وهو يقول : (
                مهلاً يا قوم! بهذا أهلكت الأمم من قبلكم باختلافهم عَلَى أنبيائهم، وضربهم الكتب بعضها ببعض، إن القُرْآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا وإنما نزل يصدق بعضه بعضا، فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه إِلَى عالمه ) (11)..
                فالعبره واضحه والطريق الصحيحة واضحه ولا داعي لمزيد من القول ..
                قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
                عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
                وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
                حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

                تعليق


                • #9
                  رد: التنصّل من دور العلماء القيادي ..

                  تقبل الله منكم وجزاكم الله خيرا كثيرا ؛ اّمين
                  اوضحتم وافدتم وقدمتم معلومات هامة ورد على اسئلة تهم المسلم ومن يبحث عن الحق ان شاء الله

                  تعليق


                  • #10
                    رد: التنصّل من دور العلماء القيادي ..

                    المشاركة الأصلية بواسطة نفس مطمئنة مشاهدة المشاركة
                    تقبل الله منكم وجزاكم الله خيرا كثيرا ؛ اّمين
                    اوضحتم وافدتم وقدمتم معلومات هامة ورد على اسئلة تهم المسلم ومن يبحث عن الحق ان شاء الله
                    وجزاكم مثله أختي الكريمه ..
                    وأرجو المعذره لتأخّري عن وضع باقي الموضوع لبعض المشاغل ..
                    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
                    عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
                    وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
                    حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

                    تعليق


                    • #11
                      رد: التنصّل من دور العلماء القيادي ..

                      من أبرز ملامح التنصّل من العلماء ودورهم :

                      * تقديم العقل على النقل ..
                      هناك رغبه جامحه عند هؤلاء وسلفهم منذ قديم الزمان وهي التحرر من التبعيه والإستقلال بالعقل ليكون هو الحاكم على كل شيء دون تمييز , وهذه الرغبه تحكّمت للأسف في الكثير من رموز وأعلام الأمه , ولأنها لا تميّز بين كل المتبوعات حتى ولو كان هذا المتبوع المشي على الأقدام (12) فقد قادتهم إلى أن يحيدوا عن المنهج ويجهروا بمقالات ما انزل الله بها من سلطان وينشروها بين الناس لتعاني الأمه من ضلال هؤلاء مع ظهور الإعتزال والتجهم وغيرها من الإعتقادات التي يعتمد أهلها في دينهم على العقل وتصوراته ويجعلونه حاكماً على النص ; إن وافقه فهو صحيح وإن لم يوافقه فإما أن يتم تأويله وإما أن يتم الطعن في صحته ..
                      وحتى ندرك خطورة ألّا يوكل الأمر إلى أصحابه يكفينا التأمّل في قصّة الجهم بن صفوان والذي إنتسبت إليه طائفة الجهميه وهي مناظرته مع فرقة السمنيه وهي فرقه ملحده والتي سألوه فيها عن الله تعالى فقالوا له:
                      * هل رأيت ربك ؟ قال: لا

                      * هل سمعت كلامه؟ قال: لا
                      * هل شممت له رائحه؟ قال: لا
                      * هل وجدت له حساً؟ قال: لا

                      فسألوه : فكيف عرفت أنه إله ؟؟
                      والشبهة نفسها لا تساوي أي شيء لأن أي عاقل في الدنيا لا يجعل هذا مسلكاً لإثبات حقيقة أي شيء في الدنيا ناهيك عن حقيقة الخالق عزّ وجل , ولكن حال من يُعرض عن المنهج وكلام العلم والعلماء ويعتمد فقط على عقله في أمور العقيده لابد له أن يكون مثل حال الجهم عندما شكّ في دينه وإنقطع عن الصلاة أربعين يوماً , فكان مما إحتجّ به القول بحلول الله تعالى في عيسى عليه السلام وقيل أنه ظهر عليهم بالقول بأن الله (هو هذا الهواء في كل شيء ومع كل شيء ولا يخلو منه شيء) تعالى الله عمّا يقول علوّاً كبيرا ..
                      * الفهم الجديد للنصوص ..
                      وهذا أيضاً مما يعمل عليه هؤلاء ويدّعون أنه مع تغيّر العصر لابد من فهم النصوص والشرائع فهماً آخر غير فهم السلف لإختلاف الظروف والبيئه و و و و .. وهم طبعاً يفهمون النصوص بناءً على خلفية القوانين الوضعيه والمواثيق متعارف عليها مثل إتفاقية سيداو وحقوق الإنسان إضافةً إلى ذلك أفكار وأطروحات المفكرين الغربيين والمتفلسفه وغيرهم .
                      فيقولون مثلاُ إن الأمر بسفر المرأه مع محرم أمر مؤقت لخطورة السفر آنذاك وكذلك منع أكل لحوم الخنزير لأنها كانت تقتات على القاذورات أما الآن فهي تُعطى غذاء جيّداً فلا داعي للتحريم , بل هناك من قال إن التحريم كان للحم فقط أما الشحم فحلال لأنه لم يرد بنصّ الآيه (إِنَّمَا حَرَّ‌مَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ‌) ..
                      وقد تبنّى هذه الدعوه من رموز الفكر المنحرف المعاصرين في كتبهم والمؤسف أن نرى هناك من يخضع لمثل هذا المنهج من الجهات المعتبره فوزارة الشؤون الدينيه في تركياً مثلاً كلّفت بعض علماء الدين في جامعة انقره بمراجعة وإعادة النظر في كل الأحاديث النبويه الوارده وكان من أسباب ذلك أن في بعض هذه الاحاديث (مضامين تؤثّر سلباً على المجتمع المسلم) بحسب زعمهم , وربما يعنون من ذلك القول بان النساء ناقصات عقل ودين ..
                      وقد تناول الشيخ محمد صالح المنجد هذه القضيه في محاضرته "الفهم الجديد للنصوص" وفند كل هذه الإدعاءات الباطله ورد عليها فجزاه الله كل خير والله المستعان..
                      * التلبيس ..
                      وذلك إما بإستخدام مصطلحات أصوليه ومسائل متعارف عليها بين العلماء وإعطاءها معاني مخالفه لما دلّت عليه حقيقةً , فيذكرون مثلاً مصطلح "أهل القبله" ويدرجون تحته طوائف أجمع العلماء على كفرهم مثل الجهميه والباطنيه كالقاديانيه , أو السلفيه وتفسيره بناءً على أنشطة الأحزاب الموجوده في عصرنا الحالي , أو تعدد المذاهب ويبيحوا حرية الفكر وتناول الثوابت بالأخذ والرد ..
                      وإما صياغة مصطلحات جديده للترويج للعقائد والمناهج المخالفه فنرى مثلاً مصطلح الإسلام السياسي والذي يؤصّل صراحة إلى مسألة فصل الدين عن الدوله أو الإسلامفوبيا أو غيرها ..
                      وقد تناول الشيخ سليمان الخراشي أيضاً هذا الموضوع في سلسلة ثقافة التلبيس وقدّم كلاماً طيّباً فجزاه الله كل خير ..
                      فما الذي ستؤول إليه حال الأمه الإسلاميه وقد كثر فيها هؤلاء الذين تمرّدوا على المنهج القويم الذي ورثناه عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الأخيار والتابعين من بعدهم , مالذي سيؤول إليه حالنا مع هؤلاء الذين إجترؤوا على مقام ورَثة الأنبياء الذين ذكر الله تعالى شهادتهم له بالوحدانيه ..
                      قام دين الإسلام على أمرين :
                      - العلم والبرهان ..
                      - القتال والسنان .. (13)
                      وعندما يحمل المسلم السلاح فهو إرهابياً بدون حتى ان يُعرف سبب ذلك فقد تم تخدير الأمه بخطابات مكافحة الإرهاب ونبذ العنف وبعثات السلام ومجلس الأمن والأمم المتحده ..
                      والآن الدور على حملة العلم وورَثَة الأنبياء في إقصائهم عن دور ممارسة النشاط الدعوي وقيادة هذه الأمه وتنويرها والذين رفع الله مقامهم في قوله تعالى : (يَرْ‌فَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَ‌جَاتٍ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)‌ ﴿المجادلة: ١١﴾ ..
                      ونقول لهؤلاء كما قال تعالى :(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [الزمر: 9] فهل تُوكل قيادة هذه الأمه لأولوا الأمر فيها من أهل العلم والرشد الذين يتحرّون الحق ولا يداهنون فيه مقتفين في ذلك طريق السلف الصالح أم نعطي المجال لمن يريد نسف الأصول وتهوين أمر التمسّك بما وصّى به الرسول صلى الله عليه وسلّم والعضّ عليه بالنواجذ ..
                      قال الرسول صلى الله عليه وسلّم فيما رواه البخاري :( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْزِعُ العِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا، وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ العُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ، فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ، يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ، فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ) ..

                      نسأل الله تعالى الهداية والرشاد ..

                      *************
                      قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
                      عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
                      وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
                      حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

                      تعليق


                      • #12
                        رد: التنصّل من دور العلماء القيادي ..

                        __________________________________________________ ____________________
                        1-تفسير السعدي
                        2-التحرير والتنوير لإبن عاشور
                        3-جامع بيان العلم وفضله لإبن عبد البر
                        4-سير أعلام النبلاء للذهبي
                        5-قصة الحضاره لويل ديورانت
                        6-البيان الصحيح لدين المسيح – أ.ياسر جبر
                        7-البيان الصحيح لدين المسيح – أ.ياسر جبر
                        8-إعلام الموقعين – إبن القيّم
                        9-إعلام الموقعين – إبن القيّم
                        10-إعلام الموقعين – إبن القيّم
                        11-مسند الإمام أحمد – تحقيق: أحمد محمد شاكر
                        12-مقال : تبعية المشي على الأقدام – للكاتب سليمان بن ناصر العبودي
                        13-العلم – للشيخ محمد بن صالح بن محمد العثيمين
                        قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
                        عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
                        وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
                        حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

                        تعليق


                        • #13
                          رد: التنصّل من دور العلماء القيادي ..

                          http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/thkafa.htm


                          http://www.alukah.net/sharia/0/3033/


                          قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
                          عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
                          وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
                          حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

                          تعليق

                          مواضيع ذات صلة

                          تقليص

                          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                          ابتدأ بواسطة Islam soldier, 6 يون, 2022, 01:23 م
                          ردود 0
                          179 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة Islam soldier
                          بواسطة Islam soldier
                           
                          ابتدأ بواسطة Islam soldier, 29 ماي, 2022, 11:22 ص
                          ردود 0
                          27 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة Islam soldier
                          بواسطة Islam soldier
                           
                          ابتدأ بواسطة Islam soldier, 29 ماي, 2022, 11:20 ص
                          ردود 0
                          43 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة Islam soldier
                          بواسطة Islam soldier
                           
                          ابتدأ بواسطة عادل خراط, 6 أكت, 2021, 07:41 م
                          ردود 0
                          44 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة عادل خراط
                          بواسطة عادل خراط
                           
                          ابتدأ بواسطة Ibrahim Balkhair, 4 سبت, 2020, 05:14 م
                          ردود 3
                          89 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة Ibrahim Balkhair
                          بواسطة Ibrahim Balkhair
                           
                          يعمل...
                          X