المشاركة الأصلية بواسطة هشام
مشاهدة المشاركة
ما الذى تقتضيه الموضوعية .. يا أيها الباحثين عن الحق .. ؟!
الذى تقتضيه الموضوعية .. أن وجود الإله يقتضى بالضرورة قدرته المطلقة على كل شىء ويقتضى أيضا أن يكون هو الحكيم الخبير بكل شىء .. ببساطة لأنه خالق كل شىء ورب كل شىء ..
الذى تقتضيه الموضوعية .. أن وجود الإله يقتضى بالضرورة قدرته المطلقة على كل شىء ويقتضى أيضا أن يكون هو الحكيم الخبير بكل شىء .. ببساطة لأنه خالق كل شىء ورب كل شىء ..
فما الذى يترتب على ذلك إذن .. ؟!
الذى يترتب على ذلك .. أن وجود الأدلة والبراهين على وجود الإله وتصديقى بها يقتضى الرضى بحكمه أيضاً .. مهما كانت أحكامه قاسية أو شديدة .. ببساطة لأنه خالق كل شىء ومليكه وهذه قضية بديهية .. ولأن فكرة العدل لدى لن تكون مستمدة إلا منه .. وأن فكرة الرحمة أيضاً لن تكون إلا منه .. وذلك ببساطة أيضاً لأنه لا إله غيره ولا رب سواه ..
إذن فلا يصح أبداً .. أن أدعى أن الإله ظالم ومستبد برغم وجود الأدلة اليقينية على وجوده لمجرد أننى أرى أنه أنزل أحكاماً قاسية .. فهذا ليس مبرر مقبول ..
وقبل أن نسأل لماذا يعاقب الله تعالى الناس .. علينا أن نسأل أنفسنا أولاً .. لماذا يخطأ الناس أصلاً .. ؟!
فستكون الإجابة بسبب طبيعتهم الناقصة التى جبلهم الله عليها .. ولكن هذا فى حد ذاته ليس إجباراً من الله على إقتراف الخطيئة .. وإلا لما كان لوجود العقل معنى ..
وبما أنكم يا معشر اللادينيين تدعون إلى الحرية المطلقة وإلى نبذ الدين والأخلاق .. فهذا فى حد ذاته يمثل القدرة الكاملة على إتخاذ القرار ..
فأنتم قد أتخذتم قرار الكفر .. وغيركم قد أتخذ قرار الإيمان ..
فأين يقع الظلم إذن .. ؟!
لا يوجد ظلم .. أنه الإختيار فقط .. الإختيار دائماً ..
كفاكم خداعاً وسفسطة ومناورات فاسدة نقلاً وعقلاً ..
فلا الإنسان مسير .. ولا هو كالبهيمة المجرورة للذبح .. بل هو إنسان عاقل ذو وعى وإدراك .. أتى بالمنجزات العقلية خلال أقل من قرن من الزمان .. ولازال تقدمه مستمراً ..
وتقدم الإنسان لا يعفيه من المسؤلية .. ولا يغير مفهوم الخير والشر .. ولا يغير حقائق الأمور ..
سيبقى الحق حق .. والباطل باطل ..
فالخير لن يكون شراً .. والشر لن يكون خيراً ..
إن اللادينية معناها الإنحطاط الأخلاقى ..
ولا معنى لإدعاءكم .. بالإلتزام الخلقى من غير دين .. فأنتم واهمون ..
القاعدة العقلية التى لن تستطيعوا إنكارها أبداً .. وهى موجودة فى العقل البشرى .. تقول:
[إذا كان فى إستطاعتى أن أقتل .. وأن أسرق .. وأن أضاجع ما شئت من النساء .. وأن أحصل على كل ما أريد .. دون أن يتم القبض على .. أو يحاسبنى القانون .. فلماذا أتوانى .. ولأى سبب أنتظر وأتردد .. وهو خير لى قطعاً .. حتى ولو كان على حساب غيرى .. فأنا لا أهتم بذلك] ..
هذه القاعدة العقلية .. لن تستطيعوا نقضها بقواعد اللادينية .. مهما حاولتم ..
لأنه لا مكان للضمير فى اللادينية ..
وإن قولتم هناك ضمير .. سألتكم .. فما الذى يعبر عنه هذا الضمير .. ومن أين نشأ .. أنشأ من العشوائية العمياء .. أم نشأ من الإنفجار العظيم .. ؟!
لا توجد إجابة إلا الإعتراف بوجود الله تعالى .. رب الكون ومليكه ..
تعليق