جامع الردود على بعض مزاعم الملاحدة (سلسلة متجددة)

تقليص

عن الكاتب

تقليص

د/ربيع أحمد مسلم سلفي العقيدة اكتشف المزيد حول د/ربيع أحمد
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • د/ربيع أحمد
    قام بالرد
    الرد على سؤال الملاحدة كيف تقولون العالم غير أزلي و عندكم الجنة و النار لا تفنى ؟

    الرد على سؤال الملاحدة كيف تقولون العالم غير أزلي و عندكم الجنة و النار لا تفنى ؟




    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .


    و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين

    أما بعد :


    فبعض الملاحدة يقولون يستنتج من بقاء شيء من أجزاء العالم وعدم فنائه كالجنة و النار عندكم أيها المؤمنون أن العالم قديم أزلي .

    و الجواب على ذلك أن بعض المخلوقات لا تفنى لإبقاء الله إياها ،و لا يلزم من عدم فنائها أزليتها، إذ لا تلازم بين عدم فنائها وأزليتها و بقاء ما يبقى من المخلوقات ليس بقاءا ذاتياً و إنما بإبقاء الله إياها ، وأما الباقي الذي البقاء وصف ذاتي له فهو الله، لا يشاركه أحد في بقائه كما لم يشاركه أحد في سائر صفاته و إن اتحدت الأسماء أحياناً في بعض الصفات.


    هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

    اترك تعليق:


  • د/ربيع أحمد
    قام بالرد
    الرد على زعم اللادينيين أن وجود الشر دليل على عدم وجود الله

    الرد على زعم اللادينيين أن وجود الشر دليل على عدم وجود الله






















    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .


    و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين



    أما بعد :



    فيزعم الملاحدة أن الشر الطبيعي و الخلقي برهان ساطع على عدم وجود الله و يقولون أين العناية الربانية في عالم حظّ الشرِّ فيه أكبر من حظ الخير، ومصير فاعل الخير أسوأ من مصير فاعل الشر؟ و إذا كان الله موجوداً ، لا يمكن أن يوجد الشر لكن الشر موجود إذا الله غير موجود و هذا الكلام غير صحيح إذ ما علاقة الشر أو الخوف بوجود الله ؟!!



    و إن الرؤية الناقصة القاصرة المحدودة، التي تتناول جانباً جزئياً صغيراً جداً، من المجموع الكلي الكبير، والتي لا تسمح لصاحبها بأن يدرك معاني الحكمة الكلية، تجعله يصدر أحكاماً باطلة، مبنية على رؤيته هذه فمن لم ير من الوجود إلا ما يسوؤه جلب إلى نفسه الاكتئاب، وغدا متشائماً، وحكم على الوجود بأن الشر هو الغالب فيه و عكسه الذي لا يرى من الوجود إلا ما يسره، فإنه يبتهج بالحياة، ويتفاءل بكل شيء، ويحكم على الوجود بأن الخير هو الغالب فيه، وقد يطغيه ذلك لكن النظرة الإيمانية التي منحنا إياها الفهمُ الديني الصحيح الذي بينه لنا الإسلام، تعطي المؤمنين رؤية كلية شاملة، وهذه الرؤية تشاهد حكمة الله في الخلق، بدءاً من حياة الإنسان في دار الامتحان، وهي الدار الدنيا، حتى منازل الخلود في دار الجزاء ، و هي الدار الآخرة[1].


    و إذا سلمنا بأن الله هو الخالق فالخالق يفعل ما يشاء قال تعالى : ﴿ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَ الأَمْرُ ﴾[2] ، و قال تعالى : ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾[3] و كما قيل من حكم في ماله ما ظلم و لله المثل الأعلى .



    و الله يبتلينا بالشر كما يبتلينا بالخير اختبارا لنا و امتحانا قال تعالى : ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾[4] ،و الشر الذي يسمح الله بحدوثه هو الشر الذي ينتج عنه خير أعظم أو يمنع حصول شر أسوأ .



    و الله يبتلينا بالشر كي يرى منا عبادة الصبر فعند حدوث شر يجب أن نصبر بحبس أنفسنا عن التسخط في المقدور و نحبس ألسنتنا عن الشكوى لغير الله قال تعالى : ﴿ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾[5] و هنيئا لمن صبر قال تعالى : ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾[6] و الله مع الصابرين بعونه و توفيقه وتسديده لهم قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾[7] و هنيئا لمن صبر فالله يحبه قال تعالى : ﴿ و َاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾[8] ، و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر وكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له » [9].


    و الله يبتلي غيرنا بالشر كي يرى منا عبادة الشكر و ذكر الله بالحمد على معافة الله لنا و ابتلاء غيرنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من رأى مبتلى فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء »[10] و كي نتعظ فأيها المسرف في المعاصي ألا تخشي أن يحل بك بلاء من الله مثل ما أنزله على غيرك قال تعالى : ﴿ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُون ﴾[11] أي : وضرب الله مثلا بلدة "مكة" كانت في أمان من الاعتداء, واطمئنان مِن ضيق العيش, يأتيها رزقها هنيئًا سهلا من كل جهة, فجحد أهلُها نِعَمَ الله عليهم, وأشركوا به, ولم يشكروا له, فعاقبهم الله بالجوع, والخوف من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجيوشه, التي كانت تخيفهم; وذلك بسبب كفرهم وصنيعهم الباطل[12]. ‌


    و بحدوث الشر المصائب يفيق الغافلون عن الله فكم من فاسق اهتدى بسبب بلاء نزله به أو نزل بغيره و كم من ضال اهتدى بسبب بلاء نزله به أو نزل بغيره أرأيتم عارضة الأزياء الفرنسية فابيان التي أعلنت اعتناقها الإسلام بعد أيام قليلة من اندماجها في صفوف المجاهدات الأفغانيات فعندما رحلة إلى بيروت أثناء العدوان عليها رأت مستشفى للأطفال تنهار و في ظرف دقيقة أصبحت كومة تراب فصرخت و انقشعت الغمامة و الغشاوة عن عينيها و اندفعت نحو أشلاء الأطفال الأبرياء كانت تحاول ما في وسعها أن تنقذ من بقي منهم على الحياة ثم تركت بيروت و سافرت إلى باكستان و عند الحدود الأفغانية عاشت ثم ما لبثت سنة و هي ترعى الأسر الأفغانية إلا و اعتنقت الإسلام فرب ضارة نافعة ، و ما خبر توبة المغنية شادية منا ببعيد فقد أبتليت ببعض الأمراض الخطيرة و التي استدعت كل منها إجراء جراحات خطيرة و لما من الله عليها بالشفاء أفاقت من غفلتها و عرفت أنه لا ملجأ من الله إلا إليه ، و كم من متبرجة ارتدت الحجاب بعد مرض أو حادثة حدثت لها .


    و بالمرض تعرف نعمة العافية و الصحة كما أن بالموت تعرف نعمة الحياة فالكثير منا لا يشعر بنعمة الصحة إلا لما تنزع منه .



    و قيل أن رجلا ذهب إلى الحلاق لكي يحلق له شعر رأسه ويهذب له لحيته . . . و ما أن بدأ الحلاق عمله في حلق رأس هذا الرجل ، حتى بدأ بالحديث معه في أمور كثيرة . . .إلى أن بدأ الحديث حول وجود الله .


    قال الحلاق : أنا لا أؤمن بوجود الله .
    قال الزبون : لماذا تقول ذلك ؟
    قال الحلاق : حسنا ، مجرد أن تنزل الى الشارع لتدرك بأن الله غير موجود ، قل لي ، إذا كان الله موجودا هل ترى أناسا مرضى ؟ وإذا كان الله موجودا هل ترى هذه الاعداد الغفيرة من الاطفال المشردين ؟ طبعا إذا كان الله موجودا فلن ترى مثل هذه الالام والمعاناه . أنا لا أستطيع أن أتصور كيف يسمح ذلك الإله الرحيم مثل هذه الامور.
    فكر الزبون للحظات لكنه لم يرد على كلام الحلاق حتى لايحتد النقاش . .
    وبعد أن إنتهى الحلاق من عمله مع الزبون . . خرج الزبون الى الشارع فشاهد رجل طويل شعر الرأس مثل الليف ، طويل اللحية ، قذر المنظر ، أشعث أغبر ، فرجع الزبون فورا الى صالون الحلاقة . . .
    قال الزبون للحلاق : هل تعلم بأنه لايوجد حلاق أبد ؟!
    قال الحلاق متعجبا :كيف تقول ذلك . . انا هنا وقد حلقت لك الآن ؟!
    قال الزبون : لو كان هناك حلاقين لما وجدت مثل هذا الرجل .
    قال الحلاق بل الحلاقين موجودين . . وأنما حدث مثل هذا الذي تراه عندما لا يأتي هؤلاء الناس لي لكي أحلق لهم .
    قال الزبون : و هذا بالضبط بالنسبة الى الله . . . فالله موجود ولكن يحدث ذلك عندما لايذهب الناس إليه عند حاجتهم . . . ولذلك ترى الالام والمعاناه في العالم.




    و الخلاصة أن وجود الشر ليس دليلا على عدم وجود الله بل دليل على حكم بالغة لكن عقل الملاحدة القاصر هو الشر بعينه هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات




    [1] - كواشف زيوف لعبد الرحمن بن حسن ص 448
    [2] - الأعراف من الآية 54
    [3]- الأنبياء الآية 23
    [4] - الأنبياء الآية 35
    [5] - يوسف الآية 86
    [6] - البقرة الآية 155
    [7] - البقرة الآية 153
    [8] - ال عمران من الآية 146
    [9]- صحيح الجامع الصغير للألباني رقم 3960
    [10] - صحيح الجامع الصغير للألباني رقم 6248
    [11] - النحل الآية 112
    [12] - التفسير الميسر

    اترك تعليق:


  • د/ربيع أحمد
    قام بالرد
    الرد على زعم اللادينيين أن الإيمان بالله ليس سببا للأخلاق الحميدة

    الرد على زعم اللادينيين أن الإيمان بالله ليس سببا للأخلاق الحميدة










    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .


    و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين




    أما بعد :




    فيقول الملاحدة هداهم الله قول المؤمنين أن الناس لا يمكن أن يكونوا خلوقين إلا إن آمنوا بالله و اعتقدوا بوجوده هو اعتقاد سببه الجهل بطبيعة الأخلاق النسبية و تفاوتها بين مجتمع لاخر .




    و قالوا أيضا أن الأخلاق ليست ثابتة بل هي متحركة و متبدلة متأثرة بمتغيرات الوقت و المكان و المجتمع فلو أن إنسان ما تصرف تصرفا محمودا في شرق الأرض، لا يمكن ضمان هذه المحمودية والأفضلية لنفس العمل فيما لو قام بها الإنسان في غربها، والسبب يعود إلى أن الحكم على الفعل يتغير تبعا للظروف المحيطة بالإنسان



    و يقول بعضهم أن مواجهة شخص ما بأن أخلاقياته غير صحيحة دليل على عدم التسامح .



    و يقول بعضهم إذا كانت الغاية من معرفة الدين والتحلي به، التمسك بالأخلاق المثلى، فلتكن دعوتنا إلى هذه الأخلاق مباشرة دون الدعوة إلى الدين و لا حاجة إلى الدين .


    و الجواب إن كان هذا الكلام يبدو للبعض مستساغا و مقبولا إلا أنه ضعيف و لا يصمد فإن كانت القيم الأخلاقية التي يحصل عليها المجتمع تحدد قيمتها تبعا للوقت والمكان والمربين الذين ترعرع على أيديهم هذا المجتمع أو الإنسان فهذا ليس دليلا على وجوب أن تكون الأخلاق مختلفة باختلاف الناس و الأزمنة .


    و ما يقوم به الناس في الخارج شيء، وما يجب فعله والإلتزام به من قيم ومبادئ يعد شيئا آخر تماما كقيام الناس بالكذب وإجعاله كعرف يمارسه أبناء المجتمع، فلا يمكن تبني الكذب كحقيقة مسلمة لدى هذا المجتمع لنتوصل إلى نتيجة أخلاقية مفادها بأن الكذب صواب .




    و المبادئ العامة من قبيل "عدم إيذاء الناس" أو "عليك باحترام الآخرين" أو "كن شجاعا"، كلها مبادئ عامة لا يختلف عليها أحد، ولكن تختلف الأمم في كيفية التعبير عنها ،و اختلاف الأمم بعضها عن البعض الآخر في فهمها و أسلوب التعبير عن هذه المبادئ لا يُخرج المبادئ العامة عن إطلاقها فهذه العموميات تظل تتبناها الإنسانية مهما اختلفت مشاربها، ولكنها تظل تختلف في أساليب العمل فقط مما يجعلنا أن نتوقف عن التصديق بأن الأخلاق نسبية .




    و البشر برغم أنهم يختلفون في الجنس و العِرق و اللَّون و الثقافة و اللغة و العقيدة إلا أنهم يتفقون على القيم الخلقية ، فالتصرفات و التعاملات التي تنمُّ عن الصدق و الصراحة أو الكرم والجود أو الأمانة والعدل، أو الرحمة والرأفة أو الشهامة و غير ذلك تُثِير في نفوس مَن يشاهدها أو يسمعُ عنها الإعجابَ بها والتقديرَ والاحترامَ لأصحابها، وهكذا يكون الحال مع سائر الأخلاق الإنسانية .



    و رغم أن العديد من الناس لديهم ممارسات أخلاقية مختلفة، إلا أنهم يتشاركون في مباديء أخلاقية عامة مثلا، يتفق مناصري الإجهاض ومعارضيه أن القتل أمر خاطيء، و لكنهم يختلفون حول ما إذا كان الإجهاض يعتبر قتلاً أم لا. لهذا، حتى في هذه الحالة تثبت حقيقة وجود الأخلاقيات العامة المطلقة ، و لا يوجد مجتمع بكامله يمكن أن يرى أن زنا المحارم مسألة عادية و ليس أمرا مشينا ، نعم قد يوجد بعض الأفراد الشواذ الذي يرون أن زنا المحارم مسألة عادية فالعيب في هؤلاء الافراد الشاذين وليس في المجتمع .





    و لا يوجد مجتمع في أي وقت و أي زمان يجعل السرقة عملا بطوليا و لا يوجد مجتمع في أي وقت و أي زمان يمتدح الكذب و لا يوجد مجتمع في أي وقت و أي زمان يعظم الخيانة ،و لا يوجد مجتمع في أي وقت و أي زمان يجعل الشاذ الجنسي إنسانا طبيعيا و المشكلة أن الملاحدة يرون جماعة لا أخلاقية في مجتمع فيتوهمون أنها مجتمع أو أنها هي المجتمع و يعممون الحكم على الكل و هذا باطل .




    و بجعل الأخلاق نسبية يسقط المثل الاعلى و الخير الأقصى و يعتبر الخير ليس من الضرورات العقلية .




    و من يدعي أن مواجهة شخص ما بأن أخلاقياته غير صحيحة دليل على عدم التسامح ، و الواجب هو التسامح فالجواب لا يجب التسامح مع الشر مطلقا فهل يمكن أن نتسامح مع وجهة نظر المغتصب بأن النساء ما هي إلا أدوات للإشباع الجنسي ؟




    و وجوب التسامح بين الناس يقوم على قانون أخلاقي أننا يجب أن نتعامل دائماً بإنصاف مع الناس ، و ليس من الإنصاف التسامح مع الشر .




    و رسوخ القيم الإنسانية و الأخلاق الإنسانية لا يتأتى ما لم تكن مطلقة المعايير فنحن لا نستطيع أن نتصور القيم الأخلاقية متبدلة بتطور حياة الناس و تغيرها فذلك يؤدي الى اهتزاز في سلوك الناس و أخلاقياتهم و كدلك يؤدي الى اهتزاز في منهج الناس التربوي و واقعهم الاجتماعي.





    و الخلاصة أن هناك أخلاق إنسانية ، و نسبية الاخلاق التي طرحها الملاحدة مرفوضة لأنها تناقض العقل و الفطرة الإنسانية , فلا يمكن أن يأتي يوم نتصور فيه أن الكذب جميل .




    و يتميَّز الإسلام بجملة أخلاق خاصة به ولا تُعرَفُ في غيره، كالإخلاص والورع والتوكل والخشوع والخشية، وما ذاك إلا لأن مثل هذه الأخلاق تنبُع من الإيمان الحق بالله تعالى وتوحيده .




    و الإيمان بالله يزيد الأخلاق الإنسانية عمقًا ورسوخًا في الفرد المسلم؛ لأنه إنما يتحلى بها ابتغاءَ وجه الله وطمعًا في مثوبته ورضاه،و اقتداء بالنبي صلى الله عليه و سلم الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق فلا يتساهل المسلم فيها، ولا يتنازل عنها، مهما طال الزمن، ومهما كان الإغراء أو الابتلاء، أما من حُرِمَ هذا الإيمان فإنه يتمسك بالخلق طالما يجني من ورائه ما هو أهمُّ منه في نظره كَكَسْبِ المال أو الشهرة أو الاحترام، فإذا لم يتحقق هذا فإنه لا يتورَّع عن التفريط فيه أو حتى التنكُّر له، وهكذا يظهر الارتباط الوثيق بين الإيمان والأخلاق .




    و من يقول إذا كانت الغاية من معرفة الدين و التحلي به ، التمسك بالأخلاق المثل ى، فلتكن دعوتنا إلى هذه الأخلاق مباشرة، ولنختصر الطريق إلى الغاية دون أن نقيم المسافات الطويلة بيننا وبينها. و اختصار الطريق يعني نبذ الدين و عدم الحاجة إليه ، والاستعاضة عن الدين بتدريس الأخلاق مباشرة ، و هذا الكلام دعوة إلى نبذ الأخلاق و القيم الفاضلة ، و إلى التحرر من ضابطها ، و يكذب هذا الكلام تاريخ الإنسانية إذ لم تشهد أمة أو جماعة التزمت القيم الأخلاقية وتقيدت بضوابطها دون الاعتماد على وازع خارجي يقودها إلى ذلك ، و لا يوجد وازع ينجح في حمل الناس على هذا الالتزام ، إلا وازع الإيمان بالله .




    و في المجتمعات غير الملتزمة بالدين، يمكن أن يقدم الناس على ارتكاب جميع أنواع الأعمال غير الأخلاقية ، فعلى سبيل المثال، لا يمكن للإنسان المتدين أن يقبل التعامل بالرشوة أو القمار أو أن يحسد أحدا، أو أن يكذب لأنه يعلم أن عليه مراقبة أعماله وتذكر الحساب بعد الموت. ومن جهة أخرى، فإن ّالشخص غير المتدين لا يمنعه شيء عن ارتكاب هذه الأ عمال. إنه ليس كافيا أن يقول الشخص غير المتدين: "أنا لا أؤمن بالله ولكنني لا آخذ رشوة " أو أن يقول :"أنا لا أؤمن بالله ولكنني لا أقامر". والسبب، أنّ الإنسان الملحد الذي لا يخشى الله ولا يستشعر رقابته، ولا يخاف الحساب بعد الموت قد يرتكب أيا من هذه الأفعال عند تغير المواقف أو الأوضاع من حوله . وإذا قال شخص ما : " أنا ملحد ولكنّني لا أزني" فالشخص نفسه قد يرتكب الزنا في مكان يعتبر فيه أمرا عاديا. وممكن للشخص الذي لا يأخذ رشوة أن يقول : "إنّ ابني مريض، وعلى وشك الموت، علي أن أقبل الرشوة " هذا إذا لم يكن في قلبه خوف من الله تعالى. وفي حالة غياب الدين، فإن السرقة نفسها يمكن أن تصبح أمرا مشروعا تحت ظروف معينة. وعلى سبيل المثال، فالناس الذين لا دين لهم يمكن أن لا يعتبروا-حسب رأيهم- أن أخذ المناشف وأدوات الزينة من الفنادق سرقة. ومن ناحية أخرى فإن الشخص المتدين لا يظهر مثل هذا العمل لأنه يخشى الله ولا ينسى أن الله يعلم سره وعلانيته، فالمؤمن يعمل بإخلاص ويتجنب المعاصي، ويمكن لشخص بعيد عن الدين أن يقول : " أنا ملحد ولكنّني أتسامح مع الناس، فأنا لا أشعر برغبة في الانتقام ولا أكره أحدا "، ولكن في يوم ما يمكن أن يحدث شيء ما يجعله يظهر تصرفا غير متوقع منه، كأن يحاول قتل شخص ما أو إيذائه لأنّ الأخلاق التي لديه تتغير بحسب البيئة والظروف التي يوجد فيها. أما الإنسان المؤمن بالله واليوم الآخر فلا يحيد أبدا عن الأخلاق الفاضلة مهما كانت المؤثرات، فأخلاقه غير متقلبة و الخلاصة أن لا أخلاق بغير دين ، و لا دين بغير أخلاق .




    هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات




    اترك تعليق:


  • د/ربيع أحمد
    قام بالرد
    الرد على رفض الملاحدة دليل النظام كدليل على وجود الله

    الرد على رفض الملاحدة دليل النظام كدليل على وجود الله





    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .


    و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين



    أما بعد :




    يرفض الملاحدة هداهم الله دليل النظام كدليل على وجود الله لزعمهم أنهم لو قالوا أن هناك كيان صمم هذه القوانين فهذا يعني أن هذا الكيان بنفس الفرض هو محكم ومعقد أكثر من الكون فمن أين أتى هذا الكيان ؟ و قالوا : جميع حجج النظام سببها أن الشخص جاهل بكيفية وجود شيء ما كالقلب أو النظام الشمسي أو العين بالشكل الذي هو عليه الآن عن طريق عمليات طبيعية بحته فيصل إلى نتيجة أن هذا الشئ مصمم.



    و رفضهم دليل النظام رفض لأمر حسي ضروري بأمر متوهم إذ انتظام الكون أمر مشاهد و حاجة النظام إلى منظم من البديهات[1] و الأمور الحسية الضرورية لا تحتاج إلى أدلة تثبت صحتها فكيف تنكر ؟!!!


    و الاعتقاد بوجود علامات النظام التي تدل بالضرورة على منظم عاقل قادر من أوليات العقل[2] .


    و النظام الدقيق المحكم الظاهر في مكونات الكون و في علاقاتها بعضها البعض و الترتيب و التناغم و التكامل بين مكونات الكون لدليل ساطع على وجود خالق منظم نظم كل ما في الكون أحسن تنظيم إذ يستلزم المُنتظم وجود من نظَّمه. والكون منتظم لأنه يظهر فيه حسن النظام والتركيب والقصد في كل شيء، فيستلزم وجود كائن عاقل قد نظمه وهو الله .


    وإذا فرضنا فرضا مستحيلا و سلمنا جدلاً أن الصدفة قد تؤدي إلى النظام مرة ، فلا يعقل أن تكون الصدفة هي سبب تحقيق النظام في جميع الكائنات، وسبب استمرارها واطرادها ،و نسبة نظام الكون إلى نفسه هي بمثابة نسبة مجموع الأحرف في كتاب منتظم الطبع إلى نفسه .


    و العقل السليم يرفض رفضًا تامًّا أن يكون أي ترتيب و تنظيم لشيء ما حدث بصورة عفوية وبطريق الصدفة، فلو دخلنا دارًا أو محلًّا تجاريًّا منظمًا لأدى بنا النظر لأول وهلة إلى أن منظمًا نظم هذه الدار وهذا المحل، فكيف بهذا الكون المنظم كل شيء فيه أحسن تنظيم؟[3]


    سبحان ربي لا يوجد أي شيء في الكون إلا في محله المناسب و بالقدر المناسب، فكل ما فيه في غاية الحكمة والعناية والإتقان، والناظر لهذا الإتقان العجيب والتنظيم المدهش في كل شيء في الأرض وفي السماء وما بينهما -بحيث أن أي تغيير فيه يؤدي إلى الخلل والفساد؛ لا يسعه إلا أن يؤمن بوحدانية الله تعالى[4] .


    و القول بوجود منظم للكون لا يفرض وجود سبب لهذا المنظم ؛ لأن الذي نظم الكون هو الخالق و الخالق ليس كالمخلوق و لا يصح أن يُقاس القديم الأزلي الذي لا أول لهعلى الحادثالذي له أول .


    و النظام دليل على العقل و عدم النظام دليل على عدم العقل و فرق كبير بين توقيف وجود منظم للكون عند علة عاقلة هي الله ، و توقيف وجود منظم للكون عند علة مادية غير عاقلة كالطبيعة فالطبيعة غير عاقلة حتى ينسب لها فعل من أفعال العقلاء و الطبيعة مفروض عليها النظام و مستحيل أن تكون الطبيعة هى التي فرضت النظام على نفسها إذ لا يمكن أن يكون الشيء بعينه محركاً لنفسه، وإلا لزم وجوده قبل نفسه .


    و الله سبحانه وتعالى غير مسبوق بالعدم فهو أزلي سرمدي ، كان منذ الما لانهاية ، قبل أن يكون الزمان أو المكان ، وهو الذي خلقهما فيما بعد . ولأنّ وجوده كان دائماً ، ولم يسبقه عدم أو زوال، فلذلك لا يحتاج إلى خالق أو موجد ،لأنّ وجوده نابع من ذاته . أمّا المخلوقات الأخرى فهي (حادثة ) لأنّها وجدت في زمان معين ، حتى لو كان هذا الزمان قبل أربعة عشر مليار سنة . ولأنّها لم تكن ثُمّ كانت فهي تحتاج إلى مكون وموجد لها .


    و ليس كلّ الموجودات بحاجة إلى خالق و موجد و إنّما الموجود الممكن أو الموجود الحادث هو الذي يحتاج إلى علة لوجوده ، أمّا الله سبحانه و تعالى فإنّه واجب الوجود فلا يحتاج إلى علة خارجية لوجوده ، فهو موجود دائماً و أبداً ، و كان و لم يزل و لا يزال موجوداً ، وهو القديم الأزلي السرمدي الذي وجوده نابع من ذاته و ليس عارضاً عليها .


    و القول بأن جميع حجج النظام سببها أن الشخص جاهل بكيفية وجود الأشياء قول ساقط و دعوى بلا برهان و من علماء الكون من استدل بدليل النظام على وجود الله و هم على دراية واسعة بكيفية وجود الأشياء و طبيعة الأشياء و قوانين الطبيعة .



    قال الدكتور جون وليان كلوتس عالم الوراثة والبيئة : « إن هذا العالم الذي نعيش فيه قد بلغ من الإتقان والتعقيد درجة تجعل من المحال أن يكون قد نشأ بمحض المصادفة ، إنه مليء بالروائع و الأمور التي تحتاج إلى مدبر، و التي لا يمكن نسبتها إلى قدر أعمى , و لا شك أن العلوم قد ساعدتنا على زيادة فهم وتقدير ظواهر هذا الكون المعقدة, وهي بذلك تزيد من معرفتنا بالله و من إيماننا بوجوده »[5] .


    و قال كريسي موريسون الفلكي الشهير : «.. ومثل هذه المجموعة من المعجزات لا يوجد و لا يمكن أن يحدث بأي حال في غيبة الحياة, وكل ذلك يتم في نظام كامل والنظام مضاد إطلاقًا للمصادفة, أليس ذلك كله من صنع الخالق؟ »[6]


    و قال الدكتور سيسل هامان عالم البيولوجي : « أينما اتجهت ببصري في دنيا العلوم، رأيت الأدلة على التصميم والإبداع، على القانون والنظام، على وجود الخالق الأعلى »[7] .


    و قال العالم جون كليفلاند كونران عالم الكمياء و الرياضة: «...إذا كان هذا العالم المادي عاجزاً عن أن يخلو نفسه، أو يحدد القوانين التي يخضع لها؛ فلا بد أن الخلق قد تم بقدرة كائن غير مادي، وتدل الشواهد جميعاً على أن هذا الخالق لا بد أن يكون متصفاً بالعقل والحكمة »[8] .



    و قال العالم ماريت ستانلي كونجدن أخصائي الفيزياء وعلم النفس وفلسفة العلوم : « إن جميع ما في الكون يشهد على وجود الله سبحانه ويدل على قدرته وعظمته، وعندما نقوم نحن العلماء: بتحليل ظواهر الكون ودراستها حتى باستخدام الطريقة الاستدلالية؛ فإننا لا نفعل أكثر من ملاحظة آثار أيادي الله وعظمه ، ذلك هو الله الذي لا نستطيع الوصول إليه بالوسائل العلمية المادية وحدها، ولكننا نرى آياته في أنفسنا وفي كل ذرة من ذرات هذا الوجود، و ليست العلوم إلا دراسة خلق الله وآثار قدرته »[9] .


    هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات






    [1] - البدهيات هي حقائق ضرورية لا تحتاج إلى برهان، أي أنها تفرض نفسها على الذهن بحيثلا يحتاج إلى برهان لإثباتها. ويجمع العقلاء على صحتها واعتمادها كأصول ضروريةلازمة، وهي تعتبر أسسا وقواعد أولية ومقاييس تبنى عليها باقي الأفكار، وبراهينلإثبات صدق غيرها من الأفكار .
    [2]- العقل يميّز بعض الحقائق دون حاجةٍ إلى براهين تثبتها أو لشهادة إنسان لتصدّقها. وتُسمى تلك الحقائق أوليات وبديهيات وضروريات
    [3] - عقيدة التوحيد في القرآن الكريم لمحمد أحمد ملكاوي ص 149
    [4] - عقيدة التوحيد في القرآن الكريم لمحمد أحمد ملكاوي ص 148
    [5] - الله يتجلى في عصر العلم ص46
    [6] - الله يتجلى في عصر العلم ص48
    [7] - براهين وأدلة إيمانية لعبد الرحمن حبنكه الميداني ص 202
    [8] - براهين وأدلة إيمانية لعبد الرحمن حبنكه الميداني ص 94
    [9] - كتاب التوحيد لعبد المجيد الزنداني ص 259
    التعديل الأخير تم بواسطة محب المصطفى; 29 سبت, 2012, 09:48 م. سبب آخر: . تكبير الخط .

    اترك تعليق:


  • د/ربيع أحمد
    قام بالرد
    الرد على زعم الملاحدة أن العالم غير محتاج إلى غيره

    الرد على زعم الملاحدة أن العالم غير محتاج إلى غيره






    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .


    و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين


    أما بعد :


    فقد زعم الملاحدة أن العالم غير محتاج إلى غيره بل هو مستغن بنفسه لأن الأشياء الموجودة في العالم عبارة عن صور متعددة للمادة، فهي كلها مادة فاحتياج بعضها للبعض الآخر ليس احتياجاً ؛ لأن احتياج الشيء لنفسه لا يكون احتياجاً بل هو مستغن بنفسه عن غيره وعليه تكون المادة أزلية لا أول لها، لأنها مستغنية بنفسها عن غيرها أي أن العالم أزلي قديم مستغن بنفسه عن غيره .


    و الجواب أن هذه الأشياء الموجودة في العالم ليست عندها القدرة على الخلق والإبداع من عدم،سواء أكانت مجتمعة أم متفرقة، فالشيء الواحد عاجز عن الخلق والإبداع من عدم، وإذاكمله غيره من ناحية أو من عدة نواح فإنه يبقى هو وغيره معاً عاجزين عن الخلقوالإبداع من عدم وهذا ظاهر محسوس وهذا يعني أنه غير أزلي، لأن الأزلي الذي لا أولله يجب أن تنفى عنه صفة العجز و يجب أن يكون متصفاً بالقدرة على الخلق والإبداع منعدم، أي يجب أن تستند الأشياء الحادثة في وجودها إليه حتى يكون أزلياً .


    و على ذلك يكونالعالم غير أزلي و ليس بقديم ؛ لأنه عاجز عن الخلق ورالإبداع فعدم وجود القدرة في الشيءعلى الخلق من عدم دليل يقيني على أنه ليس أزلي.


    و كيف يقال أن العالم غير محتاج إلى غيره و نحن نرىاحتياج كل شيء في العالم إلى النظام أو إلى نسبة معينة لا يستطيع أن يتعداها حتى يتأتى له سدحاجة غيره و بيان ذلك:

    أن (أ) محتاج إلى (ب) و(ب) محتاج إلى (جـ) و(جـ) محتاج إلى (أ) وهكذا،و إن احتياج الأشياء في العالم لبعضها دليل على أن كل واحد منها ليس أزلياً ،و كون بعضها يكمل بعضاً دليل على أن كل واحد منها ليس أزلياً، وكون بعضها يكمل بعضاًأو يسد حاجة البعض الآخر لا يتأتى بشكل مطلق، وإنما تحصل وفق نسبة معينة، أي وفقترتيب معين، ولا يمكنه أن يقوم بالتكميل إلا حسب هذا الترتيب أو يعجز عن الخروجعنه، فيكون الشيء المكمل لم يكمل وحده أي لم يسد الحاجة وحد بل سدها بترتيب فرضعليه من غيره، وأجبر على الخضوع له، فيكون الشيء المكمل والشيء الذي كمله قد احتاجاإلى من عين لهما الترتيب المعين حتى سدت الحاجة ولم يستطيعا أن يخالفاً هذاالترتيب، ولا يحصل سد الحاجة بغير هذا الترتيب، فيكون الذي فرض الترتيب عليها هو المحتاج إليه وبذلك تكون الأشياء في مجموعها ولو كمل بعضها بعضاً لا تزال محتاجةإلى غيرها ، أي محتاجة إلى من أجبرها على الخضوع حسب الترتيب المعين .

    و على سبيل المثال الماء حتى يتحول إلى جليد يحتاج إلى الحرارة فيقولون أن الماء مادة والحرارة مادة و الجليد مادة ، فالمادة حتى تحولت إلى صور أخرى من المادة أي احتاجت إلى نفسها وليس لغيرها. ولكن الواقع هو غير هذا. فإن الماء حتى يتحول إلى جليد يحتاج إلى حرارة بدرجة معينةلا إلى الحرارة فقط والحرارة شيء ، و كونها لا تؤثر إلا بدرجة معينة أمر آخر ، وهوغير الحرارة أي أن النسبة المفروضة على الحرارة حتى تؤثر ، و على الماء حتى يتأثر،هذه النسبة ليست آتية من الماء ، و إلا لاستطاع أن يتأثر كما يشاء ، و ليست آتية من الحرارة ، و إلا لاستطاعت أن تؤثر كما تشاء أي ليست آتية من المادة نفسها وإلالاستطاعت أن تؤثر وان تتأثر كما تشاء ، بل لا بد أن تكون آتية من غير المادة .


    و على ذلك تكون المادة قد احتاجت إلى من يعين لها نسبة معينة حتى يحصل لها التأثر، أو يحصل فيها التأثر، وهذا الذي يعين لها هذه النسبة هو غيرها فتكون المادة محتاجة إلى غيرها فالمادة إذن ليست أزلية لأن الأزلي القديم لا يحتاج إلى غيره فهو مستغن عن غيره، والأشياء كلها تستند إليه فعدم استغناء المادة عن غيرها دليل يقيني على أنها ليست أزلية فهي مخلوقة و تحتاج إلى خالق .





    هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

    اترك تعليق:


  • د/ربيع أحمد
    قام بالرد
    الرد على زعم الملاحدة أن الكون أزلي بدليل نظرية الكون الهزاز

    الرد على زعم الملاحدة أن الكون أزلي بدليل نظرية الكون الهزاز







    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .


    و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين


    أما بعد :





    فقد زعم الملاحدة أن الكون أزلي بدليل نظرية الكون الهزاز ،و نظرية الكون الهزازأو الكون ذو النموذج الكوانتي تفرض أن التمدد الحالي للكون سوف ينعكس أخيراً عند نقطة معينة ويبدأ بالانكماش والتقلص . وهذا الانكماش سوف يسبب انهيار واندماجاً لكل شيء في نقطة واحدة ،ومن ثم تعود تلك النقطة لتنفجر ثانية مستهلة جولة جديدة من التمدد، وكما يقولون فهذه العلمية تتكرر بشكل لا محدود مع الزمن، ويفترض هذا النموذج أن الكون عانى لغاية الآن هذا التحول عدداً لا نهائياَ من المرات، وأن تلك العملية سوف تستمر إلى الأبد، وبكلمة أخرى سيقى الكون سرمدياً خالداً رغم أنه يتمدد وينهار خلال فواصل زمنية مختلفة مع حدوث انفجار هائل يختم كل دورة، والكون الذي نحن فيه هو واحد فقط من هذه الأكوان اللانهائية والتي تمر عبر الدورة نفسها .

    و نظرية الكون الهزاز لا تصح إذ قوانين الفيزياء لا تقدم أي سبب معقول يدعو لانفجار الكون المتقلص ثانية بعد انهياره في نقطة واحدة .

    ولماذا لا يجب أن يبقى على ما هو عليه بالضبط بعد الانهيار ؟ !!

    و لماذا يجب على الكون أن يبدأ بالتقلص في المكان نفسه ؟!! .

    و قد بينت الحسابات وفق نظرية الكون الهزاز أن الكون بأسره سوف ينقل كمية من الأنتروبي إلى وريثه، وبكلمات أخرى فأن كمية الطاقة المفيدة ستصبح أقل من كل مرة، وسيكون كل فتح تالٍ للكون ( الانفجار) أكثر بطأً ومن نقطة أكبر قطراً، وهذا سيولد كوناً أصغر ثم تبدأ المرحلة التالية ... وهكذا ، وأخيراً يتلاشى في اللاشيء وحتى لو كانت الأكوان المفتوحة أو المغلقة تستطيع أن تكون موجودة ، فإنهم غير قادرين على التحمل حتى يصلوا إلى الخلود والسرمدية، وعند نقطة ما يصبح من الضرورة أن يخلق الشيء من لا شيء و هكذا يمكننا القول باختصار ما يلي : إن نموذج الكون الهزاز هو مجرد خيال جامح لا أمل فيه، وحقيقته الفيزيائية غير ممكنة .


    و قولهم إن ما لا نهاية موجودة في الرياضيات فلما لا يتصور أن الكون لا نهائي و الجواب أن وجود ما لا نهاية فى الرياضيات، لا يستلزم وجود ما لا نهاية فى الواقع الكونى .


    أضف إلى ذلك أن معنى أزلية الكون وجود أحداث لا نهائية تمت فى الكون ، و لا يمكن أن يكون هناك عدد لانهائى من الأحداث تم فى الكون ؛ لأن أحداث الماضى واقعية ، و ليست مجرد أفكارا ، فإن عدد أحداث الماضى يجب أن يكون نهائياً .


    هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

    اترك تعليق:


  • د/ربيع أحمد
    قام بالرد
    الرد على زعم الملاحدة أن الكون أزلي بدليل تكونه من الفراغ

    الرد على زعم الملاحدة أن الكون أزلي بدليل نظرية النموذج الكوانتي للكون
    تكون الكون من الفراغ






    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .


    و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين .


    أما بعد :



    فقد قال بعض الملاحدة تؤدي ريبة الطاقة إلى بعض النتائج الغريبة , من بينها إمكانية أن جسيما كالفوتون مثلا يمكن أن يخرج من اللاشيء بشكل مفاجىء فقط ليختفي بعد ذلك بسرعة كبيرة أي أن الفراغ المطلق تتكون فيه جسيمات دون الحاجة لمصدر خارجى للطاقة وفي الأزل الجسيمات المتكونة من الفراغ تفاعلت مع بعضها و دخلوا فى مرحلة اخرى و هذه الطاقة هى التى كونت الكون و أن هذا الكون ما هو الى طاقة تكونت من الفراغ مما يدل أن المادة غير حادثة و هذا كلام فرضي لا دليل عليه من الحس .

    ولم يشهد أحد كيف نشأ الكون و قد قرأت منذ أيام مقال مفاده أن الفوتون غير موجود في الواقع بل مجرد وهم، و مبدأ اللادقة لهايزنبيرغ غير سليم، لأنه مبني على سلوك الفوتون الجسيمي و عليه فكل ما استنتج من مبدأ اللاحتمية فهو غير صحيح .

    و مع التسليم بأن الكون تكون من الفراغ فهذا لا يدل على أن الكون غير حادث بل يدل على حدوثه و هذه الجسيمات المتكونة من الفراغ من أوجدها من الفراغ ؟!


    و العلم بكيفية نشأة الكون لا يدل على أزليته و لا يدل على أنه أوجد نفسه بنفسه .



    و البعض يقول ظهر الكون فجأة للوجود دون مُسبب فى الفراغ الكمى و الجواب على ذلك نقول رغم عدم اتفاق علماء الفيزياء على أن هذه الأحداث تحدث بدون مُسبب، فإنها لها سبب بالفعل ؛ و هو أنها نتيجة تموجات عفوية من الطاقة الموجودة فى الفراغ الكمى .


    قال وليام كريج : (( الخلاء الكوانتي الميكانيكي والذي يقصد به الخلاء الذي يتم فيه توليد الجسيمات المادية هو معنى بعيد عن الفكرة العادية للخلاء ( والذي يعني هنا اللاشيء ) . والأغلب أن الخلاء الكوانتي هو بحر لتشكل وانحلال مستمر للجسيمات والتي تستعير بدورها طاقة منه لتنجز وجودها الكوني المختصر، وطبعاً هذا ليس ( لا شيء ) وبالتالي فالجسيمات المادية لا تأتي إلى الوجود من لا شيء )) .


    و الفيزياء التي تقول يمكن أن يوجد الوجود من العدم تشترط أن ينتقل إلى هذا الفراغ الكوانتي كمية هائلة من الطاقة فمن أين جاءت هذه الطاقة الهائلة ؟ و ما مصدرها؟



    و من يقول وجد الكون بسبب كذا لذا ليس له خالق فهو كالذى يقول إننى اكتشفت طريقة عمل السيارة فلا يوجد لها صانع و هذا باطل بداهة و كون العلماء اختلفوا في كيفية نشأة الكون فهذا دليل أن للكون لحظة بداية و ما دام له لحظة بداية فهو غير أزلي بداهة .


    هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

    اترك تعليق:


  • د/ربيع أحمد
    قام بالرد
    الرد على زعم الملاحدة أن مبدأ هايزنبرج ينفي قانون السببية

    الرد على زعم الملاحدة أن مبدأ هايزنبرج ينفي قانون السببية







    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .


    و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين .


    أما بعد :






    فمبدأ هيزنبرج عدم التأكد، أو عدم اليقين أو اللاحتمية فيه دلالة إستحالة تحديد موقع الإلكترون وكمية حركته في آن واحدتحديدًا دقيقًا أي الإنسان ليس قادرا على معرفة كل شيء بدقة 100%. و لا يمكنه قياس كل شيء بدقة 100% ، و استخلص بعض الملاحدة من المبدأ أنَّ علم قياس المعرفة وليد علم الوجود و هذا يعني حذف و إبعاد نظرية العلية و هذا غير مسلم فإنكانت نتيجة المبدأ عدم إمكان قياس موقع الإكترون بدقة فغاية ما فيه قصور الجانب البشري و عدم معرفته بالقوانينالحقيقية التي تحكم الذرات و الجسيمات و هل عدم علم الطبيببموعد موت شخص يدل على أنه لن يموت ؟!

    أضف إلى ذلك أن قانون السببيّة قانون غيبي لذا لا يمكن دحضه بالتجربة قال البروفسور جان بايل John Byl عالم الرياضيات الكندي : « والعوامل غير الفيزيائية هذه و حسب التعريف السائد، تكون فيما وراء البحث والاستقصاء. إذاً لا يحقُّ لنا علمياً الإدعاء بأنَّ فقدان العوامل الفيزيائية في عملٍ ما، ينفي وجود أي عوامل أخرى»
    [1] .

    أضف إلى ذلك أن قانون السببيّة قانون فلسفي أيضا ، ولا يمكن إثبات و نفي القوانين الفلسفية إلا بالأصول الفلسفية لذا لا يمكن للعلم التجريبي نقض هذا القانون ، كما لا يمكن للعلوم الاستغناء عنه ، و لذلك يجب على العلوم أن تتقبل قانون السببية على اعتباره أحد الأصول السائدة قال پلانك Planck : « من المحتمل أنَّهم قالوا: إنّ قانون (العليّة) لا يتعدى كونه فرضاً. ولكن هذا الفرض لا يماثل الفروض الأخرى ، لانه فرض أساسي أثيل ، و ذلك لانه فرض واجب يمنح المعنى للفروض الأخرى عند الاستفادة منها في البحوث العلمية»[2] و قال أيضا : «كلُّ فرضية تتخذ شكل قانون قطعي يجب أن تؤكد على وجوب أصل العليّة»[3].
    أضف إلى ذلك عدم إمكان أن يكون للاحتمال معنى إلاّ في عالم تحكمه القوانين قال برونشيفكز Brunschwicsz : «حساب الاحتمال مؤسَّس على الحتميّة »[4].

    أضف إلى ذلك أن عدم اعتبار أصل السببية يؤدي الى عدم الاستدلال، لأن الإثبات والدليل عامل مهم من عوامل قبول النتائج، واذا لم يرتبط الإثبات بالنتائج، فلا يؤدي الإثبات الى نتيجة .

    أضف إلى ذلك أن مبدأ اللاحتمية إن كان حتميا فهو مبطل لنفسه و إن كان غير حتمي فلا نستعمله فىالمسائل التى تتطلب اليقين ،و مبدأ اللاحتمية غاية ما فيه أنه فرض و الفرضيات لا تفيد اليقين و الفرضيات و النظريات العلمية تتغير باستمرار في الفيزياء و بالتالي ليست ثابتة و يمكن أن تظهر نظرياتتنسف نظريات أخرى كليا و الثابت هو الواقع التجريبي و ليس الفرضيات .

    أضف إلى ذلك أن من علماء الفيزياء وفلاسفة العلم من يرفض مبدأ اللاحتمية أو يشك فيه و إن كان بعضهم قد رحب بمبدأ اللاحتمية في بداية الأمر :

    برتراند رسل Bertrand Russel قال : « قد يبدو كأني،في الوقت الراهن، مذنب بعدم توافُق حين أقوم بدحض الحتميّة أولاً ثمَّ دحض حريّةالإرادة ثانيًا. إن البحث عن القوانين السببية، هو حسبما رأينا، جوهر العلم ولذلكفإنَّ رجل العلم يجب عليه، من ناحية عمليّة بحتة، أن يفترض دائمًا بأنَّ الحتميّةتمثّل افتراضًا عمليًّا »[5] .

    ديراك Dirac: « لا بدّ مناكتشاف ميكانيكا كمّ نسبي جديد لا توجد فيه هذه اللانهائيات إطلاقًا. ولعلّ ميكانيكا الكمّ الجديد سيتّصف بالحتميّة على النحو الذي أراده أينشتاين. وسيتمإدخال هذه الحتميّة على حساب التخلّي عن مفاهيم ومسلمات أخرى يؤمن بها علماءالفيزياء الآن وليس ممكنًا إدراك خطئها الآن »[6]
    اينشتاين Einstein حيث وقف ليعلن رفضه للاحتمية الكمومية التي تنشأعناحتمالية القياسات ، قائلا : « أن الإله لا يلعب النرد God doesn’t play dice » كانت هذه العبارة الشهيرة بمثابة رفض قاطع لفكرة أن تكون للطبيعة أصالة احتمالية ،مرجحا فكرة أن هناك نقص في المعلومات المتوفرة لدينا يؤدي إلى تلك الطبيعةالاحتمالية للنتائج وعليه فنظرية الكم ناقصة ينبغي اكمالها عن طريق تعويض النقص ،و قد نقد مبدأ اللاحتمية أينشتاين و بودولسكي Podolsky و روزن Rosen الذين يُعرَفون اختصارًا ب (EPR) فيبحث لهم صدر عام 1935ميلاديا .

    و قد قرأت منذ أيام مقال مفاده أن الفوتون غير موجود في الواقع بلمجرد وهم، و مبدأ اللادقة لهايزنبيرغ غير سليم ؛ لأنه مبنيعلى سلوك الفوتون الجسيمي و عليه فكل ما استنتج من مبدأ اللاحتمية فهو غير صحيح .



    هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات





    [1] - J.Byl, "Indeterminancy, Divine Action and Human freedom"
    [2] - M.Planck, The New Sciences (USA: Meridian Bools, 1959), p. 104.
    [3]- M. Planck, op. cit., p. 104.
    [4] - Bergman, H. 1929. ’The Controversy Concerning the Law of Causality in Contemporary Physics’ in Boston Studies in the Philosophy of Science, 13, 1974.
    [5] - Russell, B. 1961. Religion and Science, 168
    [6]- Holton, G. 1980 Einstein’s Scientific Program 65

    اترك تعليق:


  • د/ربيع أحمد
    قام بالرد
    الرد على زعم الملاحدة أن نظرية النسبية تسقط وجود المسبب الأول

    الرد على زعم الملاحدة أن نظرية النسبية تسقط وجود المسبب الأول




    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .




    و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين .




    أما بعد :










    فقد قال بعض الملاحدة هداهم الله : بعد نظرية النسبية نعلم أن الزمن ليس منفصل عن الكون ، و الزمن ضمن النسيج الكوني و فرضية وجود سبب يلزمها وقت لتسبيب ، وبما أن السببية خاضعة للزمن حتى يمكن أن تستقيم فلا جدوى ولا منطق في الحديث عن سببية لنشأة الكون و لا يوجد مسبب أول أي قول المسلمين و غيرهم إن الله هو الذي خلق الكون كلام لا يصح ..


    و الجواب أن الملاحدة يقيسون رب الخلق على الخلق و الله أول بلا ابتداء أزلي لا يحده حادث عارض كالزمان أو المكان و قبل خلق الكون لا يوجد زمان بل يوجد الأزل و الأزل أزمنة متوهمة لا يطلق عليها زمان في الواقع؛ لأن الزمان هو اسم للوحدات المعروفة بالليل والنهار، و ما كان قبل خلق السماوات والأرض ليس فيه ليل ولا نهار فلا يوصف بالزمان، لكن يسمى بالأزل .



    و غاية النظرية النسبية الدلالة على حدوث الكون فالزمن مرتبط بالكون و هو منسوج فيه , و الزمن لا يوجد إلا بوجود المادة , و المادة لا توجد إلا فى فضاء , و الفضاء لابد له من حيز يحتويه , و عندما أشارت نظرية النسبية إلى أن الزمن بعد رابع كان من البديهي عدم وجود الزمن في عالم لم تخلق بعد أبعاده الأخرى لأن الشيء لا يوجد إلا إذا وجدت أبعاده و بما أن الزمن له بداية وهو الذى يشكل البعد الرابع للكون يكون الكون أيضا له بداية .



    ويفسر عالم الفيزياء الفلكية المعروف هيو روس Hugh Ross كيف أن خالق الكون يفوق كل الأبعاد : (( إن الزمن، بطبيعة الحال، هو ذلك البعد الذي تحدث فيه ظاهرة السبب والنتيجة وبدون الزمن، لن يكون هناك سبب ولا نتيجة و إذا توافقت بداية الزمن مع بداية الكون ، وفقا لنظرية الزمان والمكان، ينبغي أن يكون السبب في ظهور الكون كيانا يعمل في بعد زمني مستقل تماما عن البعد الزمني للكون وسابق لوجوده ··· و يخبرنا هذا أن الخالق يعلو فوق الوجود المادي، ويعمل وراء حدود الأبعاد الكونية· ويخبرنا أيضا أن الله ليس الكون نفسه، و أن الله لا يحتويه الكون )) .




    و لا يتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته فالسببية قانونا للمخلوقات و الله الذي خلق الزمان و المكان هو بالضرورة فوقهما و لا يخضع لقوانينهما و الله هو الذي خلق قانون السببية و لا نتصوره خاضعا للقانون الذي خلقه لمخلوقاته و القول بخضوعه لهذا القانون تشبيه له بمخلوقاته .





    و الله ليس كمثله شيء ، لا في ذاته ، ولا في صفاته ، ولا في أفعاله[1] فكيف نشبهه سبحانه بخلقه و التشبيه قياس للربِّ الكامل العظيم بالمخلوق الناقص الضعيف[2] .





    و من أدلة بطلان تشبيه الله بخلقه :
    الدليل الأول : التباين بين الخالق و المخلوق في الذات و الوجود ، و هذا يستلزم التباين في الصفات ، لأن صفة كل موصوف تليق به ، فالمعاني و الأوصاف تتقيد و تتميز بحسب ما تضاف إليه .

    الدليل الثاني : أن القول بالمماثلة بين الخالق والمخلوق يستلزم نقص الخالق سبحانه ؛ لأن تمثيل الكامل بالناقص يجعله ناقصا ً.




    و كونه تعالى علّة للموجودات ليس بمعنى أنه شرط لوجودها بل بمعنى أنه الموجِد لها و العلة الموجدة توجِد معلولها من العدم أي تخلقه بعد أن لم يكن ، و هي قسم من أقسام العلة الفاعلية ، و لا يمكن أن نجد لفاعلية الله تعالى نظيرا في سائر العلل الفاعلية، ذلك أن الله تعالى هو الفاعل الوحيد الذي يوجِد معلوله بدون أن تكون فاعليته سبحانه و تعالى مشروطة بأي شرط كالوقت أو المكان .





    هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات






    [1] - شرح العقيدة الطحاوية
    [2] - تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي ص 60

    اترك تعليق:


  • د/ربيع أحمد
    قام بالرد
    الرد على زعم الملاحدة عدم وجود سبب للكون لأن الوجود الكلي واجب الوجود لذاته

    الرد على زعم الملاحدة عدم وجود سبب للكون لأن الوجود الكلي واجب الوجود لذاته





    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .


    و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين .


    أما بعد :



    فقد زعم الملاحدة أن الوجود ككل واجب الوجود بذاته و لا يحتاج لأي وجود خارجه فالوجود الكلي هو مسبب الأسباب الذي لا سبب له ، إذ لكي يستقيم وجود سبب للوجود لابد و أن يكونخارجه ، ما يعني بأن ما وصفناه " كل " لم يكن كذلك .

    و الجواب أن الوجود الكلي عبارة عن مطلق كلي و المطلق الكلي يوجد في الأذهان لا في الأعيان و إن اتفقت الموجودات في مسمى الوجود ،فهذا المشترك مطلق كلييوجد في الأذهان لافي الأعيان ،و الموجود في الأعيان مختص لا اشتراك فيه،ولكل شيء وجود يخصه أي أن الوجود أمر مطلق في الذهن لم يعين ولم يخصص، ويتحول هذا المطلق إلى الحقيقة إذا عين بآحاده، فنقول: الله سبحانه و تعالى موجود ، فكل ذلك يشمله لفظ الوجود، وهو يطلق على جميع معناه دون استثناء، وكذلك الوجود الكلي - أي: أن جميع آحاده تدخل فيه كل الموجودات .



    و توهمهم أن الاتفاق في مسمى هذه الأشياء يوجب أن يكون الوجود الذي للرب كالوجود الذي للعبد و اسم الوجود قابل للتقسيم ، كما يقال : الموجود ينقسم إلى واجب و ممكن ، و قديم و حادثو مورد التقسيم مشترك بين الأقسام ، و اللفظ المشترك لا ينقسم معناه و لا يجد خارج الذهن وهذا الوجود بإطلاقه لو تصور فيه الذهن اشتراكا لكان هذا فقط في الذهن أما خارج الذهن وفي الحقيقة والماهية فوجود واجب الوجوب يختلف بتاتا وقطعيا عنوجود سائر الأشياء .


    و مثل لفظ الوجود لفظ الإنسان من الألفاظ المطلقة و لا يوجد هذا اللفظ مطلقاإلا في الذهن أما خارجه فلا يوجد مسمى الإنسان إلا معينا و مقيدا مثلا خالد , محمد،عمر , عثمان إلخ .

    و مثال آخر الحياة من الألفاظ المطلقة التي يتصورها الذهن ؛ ولكن في خارجه لا يوجد هذا اللفظ إلامقيدا و معينا مع بيان اختصاص كل واحد بحقيقة حياته و ماهيتها فلو قلنا مثلا حياةالله وهذا لفظ مقيد دل على حقيقة هذه الحياة التي لايسبقها عدم ولا يلحقها زوال و لو قلنا حياة خالد أو فلان من الناس لعرف أن حياته تختص به التي يسيقها العدمويلحقها زوال , وعند التحقيق لا يتصور الاشتراك بين حياة الخالق وحياة المخلوق إلافي الذهن و هو الاشتراك باللفظ فقط ؛ و أما خارج الذهن في الحقيقة فلا اشتراك بينهما.



    و أصل الخطأ والغلط : توهمهم أن هذه الأسماء العامةالكلية يكون مسماها المطلق الكلي هو بعينهثابتا في هذا المعين وهذا المعين ، وليس كذلك ، فإن مايوجد في الخارج لا يوجد مطلقا كليا ، بل لا يوجد إلا معينا مختصا ، و هذه الأسماء إذا سمي الله بها كانمسماها معينا مختصا به ، فإذا سمي بها العبد كان مسماها مختصا به . فوجود الله وحياته لا يشاركهفيها غيره ،بل وجود هذا الموجود المعين لا يشركه فيه غيره ، فكيف بوجود الخالق ؟[1]


    و من المعلوم بالضرورة أن في الوجود ما هو قديم واجب بنفسه، وما هو مُحْدَث ممكن، يقبل الوجود والعدم ، فمعلوم أن هذا موجود وهذا موجود و لا يلزم من اتفاقهما في مسمى «الوجود» أن يكون وجود هذا مثل وجود هذا ، بل وجود هذا يخصّه و وجود هذا يخصه ، و اتفاقهما في اسم عام لا يقتضي تماثلهما في مسمى ذلك الاسم عند الاضافة و التقييد و التخصيص في غيره
    [2] .

    و إذا تصورنا شيئاً ، فإما أنْ يكون على وجه لا يقبل الوجود الخارجي عند العقل أويقبله. و الأول هو ممتنع الوجود لذاته كاجتماع النقيضين و ارتفاعهما ، و اجتماع الضدين، و وجود المعلول بلا علة
    و الثاني ، إما أنْ يستدعي من صميم ذاته ضرورةوجوده و لزوم تحققه في الخارج ، فهذا هو واجب الوجود لذاته و إما أَنْ يكون متساويالنسبة إلى الوجود و العدم فلا يستدعي أَحدهما أَبداً ، و لأجل ذلك قد يكون موجوداًو قد يكون معدوماً ، و هو ممكن الوجود لذاته ، كأفراد الإِنسان و غيره
    و هذاالتقسيم ، دائر بين الإِيجاب و السلب و لا شق رابع له ، و لا يمكن أَنْ يُتصورمعقول لا يكون داخلا تحت هذه الأَقسام الثلاثة و الكون كان غير موجود ثم وجد فالكون ممكن الوجود و ممكن الوجود يحتاج يستحيل أن يوجد إلابواجب وجود يدفعه من العدم الى الوجود وبما أنه يستحيل أن يحدث الوجودمن عدم وحده بلا موجد ، فلا بد من موجود من غير نوعه أوجده .

    هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات





    [1] - شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز ص 57
    [2] - التدمرية ص 20
    __________________

    اترك تعليق:


  • د/ربيع أحمد
    قام بالرد
    الرد على زعم الملاحدة أن الكون واجب الوجود

    الرد على زعم الملاحدة أن الكون واجب الوجود








    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .


    و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين .


    أما بعد :






    فقد زعم بعض الملاحدة أن الكون واجب الوجود ، و هذا القول باطل من عدة وجوه :

    الوجه الأول : المعروفٌ أن الكون مركب من عناصر عديدة ، وكل مركب معلول أي حادث و الحادث ممكن الوجود و ليس واجب الوجود .

    الوجه الثاني : لا يُحتمل التصديق أن الكون أحدث نفسه بنفسه لأن الكون إن كان علَّةً لنفسه لزم أن يكون الكون قبل أن يكون و هذا محال و مادام الكون كان بعد أن لم يكن فليس واجب الوجود .

    الوجه الثالث : القول أن الكون واجب الوجود يترتب عليه امتناع انعدام الكون ،وذلك محال عقلا: فإننا نرى أعيان المخلوقات تموت وتحيى ، و توجد و تنعدم فلا مانع عقلا من انعدام الكون ،و إمكان العدم عليه والوجود ينفي وجوبه .

    الوجه الرابع : أن الكون لم يكن موجودا في وقت من الأوقات ثُمّ وجد بعد أن خلقه الله سبحانه و تعالى و أفاض عليها نعمة الوجود. فلو كان الكون واجب الوجود لكان أزليا سرمديا، و نعلم بالبداهة أنّ الكون ليس كذلك . فالإنسان و الحيوان و النبات لهم عمر محدود . و للمجموعة الشمسية عمر معين . و لخلق الكون زمن معين يقدره العلماء بحوالي 14 مليار سنة . إذن قبل ذلك لم يكن الكون موجوداً . و هذا يعني أنّ وجوده ليس واجباً ، بل ممكناً ، و لذلك أمكن إيجاده وإخراجه من حالة العدم إلى حالة الوجود فيكون الكون ممكن الوجود لا واجب الوجود .


    هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

    اترك تعليق:


  • د/ربيع أحمد
    قام بالرد
    الرد على زعم الملاحدة أن الله لم يخلق هذا الكون لخدمة الانسان لوجود أكوان أخرى

    الرد على زعم الملاحدة أن الله لم يخلق هذا الكون لخدمة الانسان لوجود أكوان أخرى



    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .




    و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين .





    أما بعد :








    فقد زعم الملاحدة أن الله لم يخلق هذا الكون لخدمة الانسان لوجود أكوان أخرى ، و إذا كانت نية الإله هي خلق الجنس البشري، فهذا يعني أن ذلك الكون المتعدد بلا غرض يؤديه و بالتالي فلا لزوم له .






    و الجواب من أنتم أيها الملاحدة لتحكموا على الله الحكيم ؟!!






    و كيف تحكمون على قضايا غيبية بالعلوم المادية ، و القضايا الغيبية لا تدرك بالتجارب و لا المختبرات ؟!!





    و كيف تنفون الغاية من خلق الكون و العلم يعرفنا كيف تعمل القوانين في الأشياء و ليس لماذا تحدث هذه القوانين ؟!!





    و كل هذا الكون الشاسع مسخر للإنسان الذي يعيش علي الأرض ليستخدمه في مصلحته انتفاعاً واستمتاعاً و اعتباراً ، و كل الأجسام ، أرضية أو سماوية ، حية أو جامدة ، قدّرها الله في شكل يخدم مصالح الإنسان و هذا من فضل الله تعالى على هذا الإنسان وتكريمه له إذ قد خلق له الكون لكي يعيش علي الأرض و يستعين به على تحقيق العبودية لله تعالى و التي من أجلها خلق قال تعالى : ﴿ وَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾[1] .






    و نرى موافقة عناصر الكون لاحتياج المخلوقات الحية فنجد تركيب عالم الجماد بترتيب يوافق حفظ حياة النبات والحيوان و الإنسان إذ الحيوان والنبات و الإنسان لا يقدرون العيش بدون نورٍ وهواء وحرارة وماء وتراب لتقديم القوت الضروري لهم. فمَن أبدع النور والحرارة ونشرهما في كل العالم وأوجد الشمس مصدر النور و الحرارة ؟ ومن جهَّز الهواء بعناصره بنسبة ثابتة موافقة لحفظ الحياة ؟ ومن أحاط أرضنا به وجعل الماء يتحوَّل إلى بخار ثم يتجمَّع في الغيوم، ثم يُساق بالرياح، ثم يهطل مطراً ويروي وجه الأرض، إلا ذلك الإله الحكيم القدير وحده ؟ فالعين تحتاج للنور، والرئة للهواء، والجسد للطعام. ولا يوجد الطعام إلا بتراب ونور وهواء وحرارة وماء. ووجود كل ذلك بموافقة تامة دليل على نظام الكون، وإن منظِّمه واحد فقط، عاقل عظيم .






    و ما العلاقات الدقيقة و المحكمة القائمة بين مكونات الكون بعضها بعضا إلا مؤشر على وحدة هذا الكون و من ثم وحدة خالقه سبحانه فالخلق يدل من خلال الترتيب و التناغم و التكامل الظاهرين في أجزائه ، إلى وجود هدف مرسوم للخلق كله .





    و عند النظر إلى الثوابت الفيزيائية و الظواهر الكونية نجدها ملائمة لحياة الإنسان علي الأرض فمثلا لو كانت قوي الجاذبية أقل بقليل مما هي عليه في كوننا،لاستحال تشكل النجوم، وبالتالي لاستحال تكون الكربون والأكسجين وغيرهما من العناصر الضرورية للحياة وللوجود البشري ، و لو كانت قوى الجاذبية أقوى يسيرا مما هي عليه في كوننا لانهار كوننا بعد وقت قليل من خلقه ، و يقول ستيفن هوكنج : يبدو أن قيم أرقام حجم شحنة الإلكترون ونسبة كتلة البروتون إلي كتلة الإلكترون قد ضبطت ضبطا دقيقا جدا لتجعل نشأة الحياة ممكنة .






    و إننا نتسائل من الذي جعل هذه الثوابت الفيزيائية و الظواهر الكونية ملائمة لحياة الإنسان على الأرض و كأنها تنطق أنها مصممة له ؟!!.





    و إننا نجد الثوابت الفيزيائية مناسبة تماما لعمل الكون فمن الذي جعل هذه الثوابت الفيزيائية مناسبة تماما لعمل الكون ؟!!





    و الله لم يخلق الكون لمجرد عبادة الإنس و الجن له فقط بل هناك أسباب أخرى منها أن الله خلق كل هذا الكون ليظهر به قدرته و عظمته للخلق فعظمة الخلق دليل على عظمة الخالق و تفاوت الخلق في الصفات دليل على مطلق قدرة الخالق .




    و منها أيضا أن من أدرك عظمة الخالق من خلال آياته و مخلوقاته و عجيب صنعه ، سارع في عبادته وطاعته .




    و منها أيضا أن كثرة الخلق تزيد من كثرة تسبيح الخالق و تدل على الخالق فكل شيء في الكون يدل على الله سبحانه و تعالى ويسبح بحمد الله و يعلن خضوعه لله قال تعالى : ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾[2] .




    و منها أيضا أن كثرة الخلق مع اتساق و تكامل الخلق يدل على وحدانية الخالق فقد خلق الله تحت السموات خلقاً كثيراً منها أعداد كبيرة من مخلوقات عظيمة الحجم والشأن يطلق عليه (المجرات) وكل مجرّة تتكون من عدد كبير من النجوم والكواكب والأجرام، بعض المجرَّات تضم كواكب وشموس وأراضين الواحد منه حجمه مرات عديدة حجم الكرة الأرضية و خلق الله الشموس والأراضين والمجرات العظيمة الحجم. وبجانب هذه المخلوقات العظيمة خلق الله سبحانه مخلوقات دقيقة الحجم لا ترى بالعين المجردة بل تحتاج إلى مكبر قوي كي ترى بوساطته، فهو يكبرها عشرات ومئات المرات حتى يمكن أن تدركها العين و يتحكم في تنظيم هذه المخلوقات الدقيقة سنن وقوانين بنفس المنطق الذي تسير به الأجرام والمجرات و اتساق كل هذه المخلوقات لدليل ساطع على وحدانية الخالق سبحانه .




    هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات








    [1] - الجاثية الآية 13
    [2] - الإسراء من الآية 44

    اترك تعليق:


  • د/ربيع أحمد
    قام بالرد
    الرد على زعم الملاحدة أن الله غير موجود لعدم رؤيتنا له

    الرد على زعم الملاحدة أن الله غير موجود لعدم رؤيتنا له





    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .


    و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين .


    أما بعد :


    فقد زعم الملاحدة أن الله غير موجود لعدم رؤيتنا له قول في غاية السقوط إذ لا يستلزم عدم رؤيتنا لله عدم وجوده فلا يشترط وجود الفاعل مع الفعل في نفس المكان كي يبقى الفعل فالإنسان قد يستطيع التحكم في الفعل و إنشاء الفعل عن بعد فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق ففي حق الخالق سبحانه من باب أولى .

    و لا تشترط الرؤية الحسية للأشياء للحكم على الأشياء بالوجود فهذا الهواء لا تراه مع أنه لازم لحياتنا و إذا انعدم الهواء متنا ، وهذا العقل الذي نفكر به لا نراه و إذا فقد منا صرنا مجانين و هذه الأرواح التي فينا لا نراها و إذا نزعت منا متنا .

    أضف إلى ذلك أن العجز عن رؤية الشيء لا تستلزم عدم وجوده ، وليس كل ما لا يدرك يصح نفيه فالجاذبية لا نراها مع أننا إذا رمينا شيئا من مكان مرتفع وقع على الأرض و المغناطيسية لا نراها مع أننا إذا قربنا حديدة من مغناطيس أو مغناطيس من مغناطيس رأينا الانجذاب بينهما ،و لم نر المغناطيسية و هذا المصباح يضيء و الكهرباء فيه مع أننا لم نرها فإذا انقطعت الكهرباء انطفأ المصباح .

    و إذا سألك سائل ما الدليل على وجود الضوء قلت إن عيني تبصره، ولكن هل العين العمياء تبصر الضوء ؟ بالطبع لا ، وهل العين المغمضة تبصر الضوء ؟ بالطبع لا ، و هل العين التي نظرت إلى غير جهة الضوء تبصره؟ بالطبع لا، فهل ننكر وجود الضوء في تلك الحالات التي التي طرأت على العين فجعلتها لاتبصر الضوء أم نعود باللائمة على العين التي عميت أو العين التي أغمضت أو التي نظرت في غير اتجاه الضوء ؟ .

    و مثل هذا الكلام يصدق على حاسة السمع فالأذن التي أصيبت بالصمم لاتسمع مع أن الصوت موجود، ولايجوز لأصم أن ينكر وجود الصوت لكونه لايسمعه ولكن الأحرى أن يتهم نفسه وسمعه لا أن ينكر صوت الرعد الذي يتردد صداه في كل مكان .


    و العين التي ترى تقصر عن رؤية كل الأطياف. فالعين الإنسانية تعجز عن إدراك الطيف فوق البنفسجي، كذلك فإنها تعجز عن إدراك الأشعة تحت الحمراء. كذلك فإن الفضاء من حولنا مليء بالكثير من الأطياف والموجات التي لاتدركها الحواس الإنسانية والتي لم يعلم عنها أجدادنا شيئا، والتي ماكان لنا أن نعلمها لولا اكتشاف الآلات الحساسة ،و لذلك لايجوز أن نضع كل الثقة في الحواس لأنها قاصرة بل أحيانا خداعة. أليست العين تريك السراب ماء؟ أليست العين تريك السماء متماسة مع الأرض في الأفق البعيد ؟ أليست العين تريك النجم الضخم نقطة صغيرة في السماء؟ أليس كل هذا من خداع البصر؟ .


    و لذلك يمكن القول أن هناك حقائق خارجة عن الإنسان وهناك مايقابلها من الحواس الإنسانية المعدة لإدراك هذه الحقائق. فالضوء حقيقة يدركه الإنسان بالعين ولايجوز أن نقول أن الضوء غير موجود لأن أذني لاتراه فالأذن غير مؤهلة لإدراك الضوء. كذلك لايمكنك القول إن الصوت غير موجود لأن عيني لاتسمعه فالعين غير مؤهلة لإدراك الصوت. كذلك لايمكنك القول إن الله غير موجود لأنى لاأدركه بالحواس الخمسة فالحواس الخمسة غير مؤهلة لإدراك الله وإنما مؤهلة لإدراك المادة و الله ليس بمادة و إنما ندرك الله بعقولنا فبالعقل يصل الإنسان إلى المعرفة الصحيحة و به يدرك حقائق الأشياء و آثارها و الكون مليء بالموجودات التي لا تقع تحت نطاق الحس و لا تعرف عن طريق الرؤية و إنما نستدل عليها عن طريق العقل و ظهور الآثار .

    و تجد الذي ينكرون وجود الله لعدم إدراكه بالحواس يتناقضون فهم يؤمنون بكل الحقائق العلمية التي لم يشاهدوها لظهور آثارها و ينكرون وجود الله لأنهم لم يشاهدوه مع ظهور آثاره في الكون .

    و إذا كنا نشعر بالظمأ الحسي ونبحث عن حقيقة خارجة عنا لترويه فنجد الماء، وإذا كنا نشعر بالجوع الحسي ونبحث عن حقيقة خارجة عنا للإشباع فنجد الطعام، وإذا كنا نستشعر الرغبة العاطفية ونبحث عن حقيقة خارجة عنا للإشباع فنجد الجنس الآخر، ففي هذا دليل على أن الحاجات والأشواق والآمال التي في داخلنا لم تخلق فينا عبثا وإنما لتدفعنا إلى البحث عن الإشباع في العالم الخارجي و الحاجة إلى إله معبود عميقة في النفس الإنسانية يشهد على ذلك التاريخ الإنساني المقروء والمنظور فوجوده سبحانه مركوزٌ في الفطرة، أي في الطبيعة البشريَّة، ألا ترى أنَّ الإنسان منذ وُجِد في كلِّ عصرٍ وكلِّ مجتمعٍ آمَن بإلهٍ أيًّا كانت صورته أو صفاته؟

    و في المدن القديمة يمكن أن تجد مدينة بلا متاحف، يمكن أن تجد مدينة بلا أسوار، يمكن أن تجد مدينة بلا مسارح، و لكنك لايمكن أن تجد مدينة بلا معبد و لا عباد قال المؤرخ اليوناني بلوتارك : (( من الممكن أن نجد مدنا بلا أسوار ولا ملوك ولا ثروة ولا آداب ولا مسارح ولكن لم ير قط مدينة بلا معبد، أو لا يمارس أهلها عبادة )) .

    و قد وقف معلم ملحد يقول للابتدائية السادسة طلاب السنة السادسة ما معناه : أترونني ؟ قالوا نعم ، قال فإذن أنا موجود ، ثم قال أترورن السبورة ؟ قالوا نعم قال : فالسبورة إذن موجودة . ثم قال : أترون الطاولة : قالوا نعم ،قال : فالطاولة إذن موجودة ثم استطرد معهم حتى وصل معهم إلى غايته الخبيثة فسأل هل ترون الله ؟ قالوا لا ، قال فالله إذن غير موجود فوقف أحد الطلاب الأذكياء معقبا على أسئلة معلمه الملحد ، فقال لزملائه الطلاب : هل ترون عقل أستاذكم ؟ قالوا جميعا لا ، قال الطالب الذكي : فعقل الأستاذ إذن غير موجود فضحك الطلاب و خجل الأستاذ الملحد[1] .

    هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات




    [1] - العقيدة الربانية و أصل الإنسان لعبد الله ناصح علوان ص 18 - 19

    اترك تعليق:


  • د/ربيع أحمد
    قام بالرد
    الرد على زعم الملاحدة أن الذي خلق الكون الطبيعة

    الرد على زعم الملاحدة أن الذي خلق الكون الطبيعة








    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .


    و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين .


    أما بعد :




    فقد زعم الملاحدة أن الطبيعة هي التي خلقت الكون غير صحيح فالطبيعة هي حقيقة هذه الأشياء المخلوقة الموجودة ، فهم بهذا ينسبون هذا الشيء إِلَى نفسه مثل الذي يقول: الإِنسَان خلق الإِنسَان، والطبيعة خلقت الطبيعة و كيف يكون الشيء خالق و مخلوق في نفس الوقت و إنما هي اسم يطلق عَلَى المخلوقات، فمن الذي يخلق المخلوقات؟ .

    و كيف يأتي من الميت الذي يسمونه الطبيعة ، و هي الجبال و الأشجار و ما إِلَى ذلك إيجاد الحياة ، و كيف يتأتي منها الفعل أو التدبير؟
    [1]

    و الشيء الحادث لا يخلق نفسه؛ لأنه قبل وجوده معدوم، فكيف يكون خالقاً ؟

    و الشيء المرئي لا يكون منه إلا شيئاً مرئياً لذا المادة لا يمكنها أن تخلق الشيء اللامرئي ، و لا يجوز أن نجعل اللامرئي انعكاساً إلى الشيء المرئي إذ شتان بينهما. و عليه فإن المادة تكون ناقصة قاصرة وعاجزة عن الخلق، و بما أن اللامرئي من الأشياء الحادثة لا يمكنه أن يخلق المرئيات من الأشياء إذن و وفق الاستدلال المنطقي نصل إلى أن الشيء اللامرئي برهان قاطع على وجود الخالق .

    والشيء لا يخلق شيئاً أرقى منه ، فالطبيعة من سماء وأرض ونجوم وشموس وأقمار لا تملك عقلاً ولا سمعاً ولا بصراً، فكيف تخلق إنساناً سميعاً عليماً بصيراً! هذا لا يكون
    [2].

    سبحان ربي هل الطبيعة اللاعاقلة و اللامريدة أوجدت هذا الانسان العاقل و المريد ؟!!

    هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات




    [1] - شرح العقيدة الطحاوية لسفر الحوالي
    [2] - العقيدة في الله ص 29

    اترك تعليق:


  • د/ربيع أحمد
    قام بالرد
    الرد على زعم الملاحدة بأزلية المادة لاستحالة تحول العدم إلا الوجود

    الرد على زعم الملاحدة بأزلية المادة لاستحالة تحول العدم إلا الوجود






    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .


    و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين .


    أما بعد :





    فقد قال الملاحدة بأزلية المادة واحتجوا بأن العدم المحض لا يمكن أن يتحول إلى الوجود بنفسه، وأن ما هو أزلي لا بد أن يكون أبدياً فكيف يتأتى الكون من العدم إذن الكون أزلي على حد زعمهم

    و الجواب على ذلك أن هذا دليل على وجود خالق و اجب الوجود لا أن المادة أزلية فكلامهم يدل على وجود موجود أزلي هو الذي أوجد المادّة، وخلق الكون إذ العدم المحض لا يمكن عقلاً أن يتحوّل بنفسه إلى الوجود، فالعدم لا شيء، و يستحيل عقلاً أن يتحول اللاشيء إلى شيء وما هو أزلي أي واجب الوجود لا يمكن أن تأتيه حالة يكون فيها ممكن الوجود حتى يقبل فيها العدم و الموجود الأزلي واجب الوجود هو الذي خلق هذا الكون و هذه المادة بعد أن لم تكن .

    و المادّة بطبيعتها المتغيّرة والمتحوّلة القابلة للتحليل والتركيب، لا تصلح لأن تكون أزلية، وما ليس أزلياً فهو حادث، وما هو حادث لا بدّ له من مُحْدث .

    هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

    اترك تعليق:

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 7 فبر, 2023, 06:09 ص
ردود 0
123 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة Mohamed Karm
بواسطة Mohamed Karm
 
ابتدأ بواسطة ARISTA talis, 2 ديس, 2022, 01:54 م
ردود 0
67 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ARISTA talis
بواسطة ARISTA talis
 
ابتدأ بواسطة عادل خراط, 21 نوف, 2022, 03:22 م
ردود 25
153 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عادل خراط
بواسطة عادل خراط
 
ابتدأ بواسطة The small mar, 18 نوف, 2022, 01:23 ص
ردود 0
93 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة The small mar
بواسطة The small mar
 
ابتدأ بواسطة The small mar, 16 نوف, 2022, 01:42 ص
ردود 0
55 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة The small mar
بواسطة The small mar
 
يعمل...
X