فتيــان الإلحــاد

تقليص

عن الكاتب

تقليص

الطلحاوي الإسلام اكتشف المزيد حول الطلحاوي
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فتيــان الإلحــاد

    بعض فتيان الفلسفة-أقصد بعض الأساتذة- يتمسحون بالعقلانية و مرونـة الفكر لكنكَ تجدهــم يسارعون إلــى الإلحـاد و إنكـار الغيب، فهــؤلاء الأطفال الفَــلْـسفَـوِيين يتعجلون في إصدار أحكـام من العيار الثقيل في حين كـان الجهـابذة يتأمـلون و يعجزون في تأويل العالم. قِشريات التعـاطي مـع مواضيع الفلســفـة عندنــا تُسبب في تشريد عقول بعض الاساتذة الذين يهضمون المفردات و يُدمنون علــى محاكاة الوافد المعرفي .

    مساكين هـؤلاء، فقد حبسوا أنفسهم في زنـازن العقل المجرد و راحوا يدَّعون امتلاكهم أدوات تحليل الواقع، في حيـن تقليدياتهم لغيرهم تأســر عقلهم و تُبــلـــدُ مَلَكـاتهم النقدية. بمجرد أن يصبح الواحد منـا أستاذا للفلسفـة يركبُــهُ الغرور و يحسبُ نفســهُ كـادرا عقلانيا أوتي جوامع الكلم، و أحيانــا يتحول هـذا الفتــى إلــى قائد شيطـاني يُفتــي النـاس في أمور حـارَ فيهــا أباطرة الفكر و العلم، ربمـا السطحيـة الساذجــة التي تتسم بهـا قراءات البعض و الايحـاءات الشيطانية بامتـلاك ألغـاز تفسير العالم هي التي وراء هـذا الغباء الغريب...

    فبسبب استسـلام فكرنــا لفكر الآخرين و تقليد مستجدات النظريات القديمـة، يقوم بعض المُـتسرعين ممن نبتوا للتو في ميدان التفلسف بسلوكـات قوليــة و فعليــة يُــرادُ لهــا أن تُعَـبِّــر عـن مستوى ثقافتهــم، لكنهم في الواقــع يقدمون الدليل علــى انسحاقهم و تبعيتهم، فمعظم هـؤلاء من فتيان العقلانية -أساتذة الفلسفة- لا يجاوزون فكرهم فكر اليونـان و أسيادهم من مفكري العصر الحديث الغربي، لذلـك يحاولون أن يثبتـوا بتبعيتهم قدرتهم علـى أن يصبحوا مثلهم في التفكير الراقي...

    فالبعض منهـم للأسف يمـارسون كِبــرا ملحوظـا في التعامـل مـع الـعـامـة، و يحسبُ أنهُ يملك رؤيـة ثاقبـة تتجاوز التقاليد الاجتماعية الموروثـة،فيمضي في السخريـة من الشعـائر أحيانـا و يُدمن علــى استهـلاك مـا قال أفلاطون أو سقراط أو نيتشه أو شوبنهـاور أو مـاركس أو ... مُعتَقدا أن الالتصاق بهـؤلاء يعطي لـه السبق الفكري و الأمـان العقلي، أوهــام في أوهـام...




  • #2
    هو ده ..

    أكثر الله من أمثالك أخونا الحبيب الطلحاوى ..

    سيظل منتدى حراس العقيدة بعون الله وفضله نبراساً للعلم والإيمان والصحبة الصالحة ..
    بارك الله فيكم وأحسن إليكم جميعاً ..

    تعليق


    • #3
      سيظل منتدى حراس العقيدة بعون الله وفضله نبراساً للعلم والإيمان والصحبة الصالحة ..
      بارك الله فيكم وأحسن إليكم جميعاً ..

      تعليق


      • #4
        فمعظم هـؤلاء من فتيان العقلانية -أساتذة الفلسفة- لا يجاوزون فكرهم فكر اليونـان و أسيادهم من مفكري العصر الحديث الغربي، لذلـك يحاولون أن يثبتـوا بتبعيتهم قدرتهم علـى أن يصبحوا مثلهم في التفكير الراقي...
        فعلا وخير مثال على ذلك هو ما يفعلونه دوما من نقل لاقتباسات هنا وهناك لا يدرون وقع معناها اصلا ولا حتى يقوون على النفاح عنها او عن قائله او حتى الانتباه كفاية لمقاصده وقت ان قالها وزمانه ، ومثل هذا النقل الأعمى فعلا يحول النقاش معهم دوما الى مبارزة في الاقتباسات من هنا وهناك لا تغني ولا تسمن من جوع لا لهم ولا لأغلب القراء الا من رحم ربي ..

        هداهم الله من عنده - الله المستعان ..
        شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

        سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
        حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
        ،،،
        يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
        وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
        وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
        عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
        وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




        أحمد .. مسلم

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة هشام مشاهدة المشاركة
          هو ده ..

          أكثر الله من أمثالك أخونا الحبيب الطلحاوى ..


          جزاك الله أخـي الحبيب و نـوَّر قلمك آمين

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة محب المصطفى مشاهدة المشاركة


            فعلا وخير مثال على ذلك هو ما يفعلونه دوما من نقل لاقتباسات هنا وهناك لا يدرون وقع معناها اصلا ولا حتى يقوون على النفاح عنها او عن قائله او حتى الانتباه كفاية لمقاصده وقت ان قالها وزمانه ، ومثل هذا النقل الأعمى فعلا يحول النقاش معهم دوما الى مبارزة في الاقتباسات من هنا وهناك لا تغني ولا تسمن من جوع لا لهم ولا لأغلب القراء الا من رحم ربي ..

            هداهم الله من عنده - الله المستعان ..
            بعضهم أخــي الكريم يحسبُ أن تعرضنــا لبعض أنصاف المًتَفلــسفة بالنقــد هــو إهـانـة لأستـأذ الفلسفــة، و الحــال أن مآخذنــا علـى بعض السلوكيات اللادينية التي تصدر من بعض أساتذة الفلسفـة تــطعــن في أصول الدين، فعندمــا كتبتُ هـذا الموضوع في منتدى تربوي قامَ البعض يقول :

            (الوهم هو ان البعض ما يزال يحمل عن الفلسفة وصورة الفيلسوف تلك الصورة النمطية والتي الصقها باستاذ الفلسفة ، اما عن العلاقة بين الفيلسوف والانسان العادي فانه تاريخيا تاسست على العداوة المتبادلة لان التفكير الفلسفي كان دائما ضد الدوكسا او عالم الراي لان معرفته تقوم على النفعية والمباشرة والدغمائية ،اما عن السخرية فسقراط علمنا ان التهكم والسخرية كمنهج قادر على توليد الحقائق وتطويرها ضد الوهم والخطا
            لكن ما اصل الوهم وما هو اكبر وهم ؟ اعتقد ان اخطر مصدر للوهم هو ادعاء المعرفة وعدم الاعتراف بالجهل او القصور المعرفي وسقراط من الذين اعتبروا الاعتراف بالجهل فضيلة ،لذلك فكل من حارب الحكمة الفلسفية وحارب اساتذة الفلسفة بسبب كفرهم او عقلانيتهم او حريتهم في التفكير والمعتقد فانه يضع نفسه خارج الفضيلة ، فالعلمانية ليست ضد الدين بل تدافع عن الحرية في الفكر والمعتقد لتتعايش الاديان والحضارات والثقافات في ارجاء العالم ،ومن حق بل من واجب استاذ الفلسفة ان يمارس السخرية والتهكم وهي رسالة نبيلة يقوم بها الفن كاكبر وهم على الاطلاق بتعبير نيتشه ولكن من قلب الاوهام تتولد الحقائق ان نحن اتقنا فن السخرية
            ان الانسان العادي يبدو له دائما ان استاذ الفلسفة يفهم او يدعي انه يفهم اكثر من غيره فقط لانه يمارس ماهيته كانسان.
            صحيح ان هناك صبيان في الفلسفة او مراهقين لكن لاوجود لفلسفة دون مراهقة لانها السن الفلسفي بامتياز لسبب واحد لان سن المراهقة هي مرحلة السؤال الميتافيزيقي او مرحلة التشكل الحقيقي للوعي بالذات.
            لكن هناك ايضا صبيان في الدين وما اكثرهم اليوم ويشكلون خطرا على العقيدة اكثر من الفلسفة والفلاسفة .فصبيان الدين هم الذين شوهوا صورة الاسلام واصبح مرادفا للتخلف والارهاب فليس هناك هناك اخطر من رجال الدين على الدين .فلا خوف على الدين الاسلامي من رجال الفلسفة لان الحقيقة الدينية لاتتعارض مع الحقيقة الفلسفية وقد بين ابن رشد ذلك للمجتمع الاسلامي الذي اعتبره كافرا لان نادى بالعقل كاساس للايمان وليس العكس لان الرسائل السماوية جاءت تخاطب العقل فهل يستوي الذين يعقلون والذين لايعقلون.
            من كان ضد الفلسفة فهو ضد العقل اي ضد الحرية اي ضد الانسانية .والدين الاسلامي دين الحرية وليس دين العبودية .فالله عز وجل حدد مهمة الرسول في التبليغ فقط ولما بالغ الرسول في هذه المهمة نزلت الاية الكريمة انك لاتهدي من احببت .والاية الاخرى لست عليهم بمسيطر . فالوهم ليس في الدين سواء كان مسيححيا او يهوديا لانها رسائل سماوية ولكن مصدر الوهم في عدم فهم الصحيح للدين فيتحول هذا الدين الى الضد فهل امه محمد ص هي خير امة احرجت للناس . لا ثم لا .انها امة امكر والكذب والنفاق والخبث فقط لانها ضد العقل ولاتومن بالعقلانية وبالحرية وعلى راسها حرية الفكر والمعتقد.)

            فاظطررتُ لأبين مقصدي فأجبت قائلا :

            أولا: يجب أن تُـلاحظ أولا أنـي لا أتحدث عن أسـتاذ الفلسفـة بإطـلاق و أنـي أحدد بدقـة عن أي صنف أتحدث، لذلـك فكـلامــي لا يشمـل كل النـاس و إنمـا شريحــة من النـاس، كمــا أنـي موضوعــي هنـا يرتبـط بجانب متعلق ببعض السلوكـات المُشينـة التــي تأخذ طابعـا ازدرائيا لا عـلاقـة لــه بمنهجيـة الشك أو النقد العلمي للموروثات



            ثانـيا: لستُ من "البعض" الذين يحملون صورة نمطية عن الفلسفــة، إنمــا أحمـل رؤيـة علــى حـامل الفلسفــة،أي أنقد بعض مسارات الانحراف التي قد تُرتكب باسم الفلسفة، فالفلسفـة فضاء للتفكير الحر لا عنـى عنهـا، لكن التطبيقـات العوجـاء و تسلط العقل المجرد المتغول علـى أساسات الدين تجعـل صـاحبــه خـارجـا عن حدود الاعتدال



            ثالثـا: عندمـا نتحدث عن الفلسفـة نتحدث عن أنمـاط من التفكير المتعدد، و نـقد هذه الأنمـاط من صلب الفلسفـة، و من يريد أن يُحـولهـا إلى دوغمــا آخـر تتسلط علـى الآخرين و تدعـي لنفسهـا الأستذة فإنمـا يفكر بمنطق أحـادي مطلق دوغمـائ



            رابعـا :ربمــا صرفتَ الموضوع إلـى غير محلــه و وجدتَ في الموضوع فرصـة لإقحـام مـا لا يُستَسـاغ، فسخريـة فتى الفلسفـة التـي أحببتُ أن أضعهــا بين القراء تتعـلق بالجـانب العقدي و نقد الأشكـال التعبدية التي بين المسلمين و التي تنتمــي مباشرة لفضاء الإسلام و لا ترتبط إطـلاقا بمـا قد يُشـاعُ لدى الناس من مظاهـر اجتمـاعية اعتيادية،ففي البعد الأول يجدر بأستـاذ الفكر الإسلامي و الفلسفـة أن يتسلـح بكثير من الدقـة و المعرفـة الإسلامية و أن لا يمـارس إسقاطـات عشوائية لأي دين علــى الإسلام و إلا فإنـهُ مُطـالب بإثبات ذلـك . السخريـة التـي أتحدث عنهــا أخـي الكريم تبدأ عندمــا يزدري أستاذ من المصلــي العـادي فيعتبر ذلــك سلوكـات تنتمــي إلـى مراحـل مـا قبل المرحلـة العلمية أو يصنفهــا ضمن الظواهـر الاجتمـاعية التي تقبل التجاوز، تبتدأ عندمــا يركب فتـى الفلسفــة أطروحـات الغرب في التعـاطي مع كل الأديان فيشرع في ابتـلاع دوغمـائيات ماركس أو نيتشة أو كيرككارد أوسارتر ..دون أن يدرك بأن هـؤلاء المفكرين يتصرفون من منطلقات إلحـادية لا عـلاقـة لهـا بالتدين السليم، لذلـك وجبَ الحذر عند استخدام السخريـة كأسلوب نقدي ،فسخرية سقراط في منهجه "التهكم و التوليد" مرتبــط بقيم عقدية تنتمـي إلـى الديانـة الأورفية ذات البعد الأسطوري البحت و مرتبط بعادات و ثنية اثينية سائدة في بيئة سادتهـا نزعـات السفسـطة و انحـلالات المجتمـع، لذلـك فهي كـانت سخريـة منهـجية تقوم علــى أساس استخراج الحقائق أو توليد الحقائق ممن أُسِروا بسلطــة الواقع المُشَرّد، سخريتـه سخريـة تتطلع إلـى إرسـاء قيم أخـلاقية رفيعـة تتأسس علـى العقل المجرد(و إن كنـا نرفض نزعـة الرهـان علـى العقل بإطلاق إذ أن شعاره الأخـلاقي كـان يقوم علـى فرضية ""الفضيلة علم والرذيلة جهل")أمـا عن بعض فتيان الفلسفة فسخريتهم لأسف مقلوبـة قد تمــجد الزنـى من باب العقلانية و تتكبر علــى الخضوع لله بدعوى الإلحـاد و تضحك من العباد لأنهم الغـوا عقولهم... سخريتهم بمن يقيم الصلاة أو ممن يقرأ القرآن أو ممن يؤمن بالغيب، و ليست سخريـة لأنمـاط القيم الاجتماعية المنـافية لأسس المجتمع السليم .

            خـامسـا : أنتَ تُقحم مـا لم يكن مطروحـا أصلا للنقاش، و من عـادتي أنـي أحـاول قدر الإمكـان أن لا أثير مواضيع جانية متفرعـة رغم أهميتهــا، فأنتَ تطرح مفهـومـا تقليديا للعَلمـانية تجاوزهُ الفكر الإسلامي الحديث و تردد مـا كـان يقولـه نـصارى الشـام و تُعيد علينـا أسطوانــة قديمـة تعتبر العَلمـانية فلسفـة حيادية تؤمن بالتعددية و احترام الأديان و تحكم بالعقل و تنبذ التطرف و تعطي للأقليات حقهـا...كل تلك التغريدات صارت متجـاوزة الآن لأنهـا ببساطـة فهم غربي للدين و ليست فهم المسلم للدين، لأنهــا تكرار مُخــل بمعنـى مـا هو الإسلام و محـاولـة لإرساء دكتاتورية عقلية تُحدد لنـا مـا هو الإسلام الحقيقي،و للأسف فمعظم فتيان الفلسفـة لا يقرأون عن الفكر الإسلامي المعـاصر و لا ينتبهون لمـا جــدّ و استجد من بحوث أكـاديمية رصينـة في هـذا الباب، إذ حبسوا أنفسهـم في دوامات التفلسف السلبي –رغم محدودية اطلاعاتهم- و راحوا يدعون الحكمة وهم تلامذة صغـار في أيادي الأيونيين و أسيادهم الأنواريين. و أحب أن يتم تخصيص فرع جديد لهـذا الموضوع لمنـاقشـته منـاقشة دقيقة بدل الرهـان علـى محفوظـات مسبقــة لا تخرج بدورهـا عن دوغمـا فتيان الفلسفـة عندنــا ، و لقــد نوقشت هنــا مثل هـذه المواضيع عدة مرات و قلنـا لإخواننــا إذا كـان لديكم جديد في هـذا الشأن فلا تبخلوا علينــا بجديد تقليدياتكم فمـا وجدنـا غير استنساخـات تعيد بشكل ممل مـا قـالـهُ أركون أو حـامد أبو نصر أو عزيز العظمـة أو فؤاد زكريا أو عصيد..



            سادســا : قد نتفق علـى أن وظيفة أستاذ الفلسفـة هـي السخرية و التهكم، لكن السخرية المراد هنـا هـي السخريـة المعرفية التــي توصـل للحق و تكشف للنـاس قيم الجمـال ولا تتنــاول أشكـال التدين السليم و إلا صـارت القضيــة منهجيـة إلحـادية تصرف النـاس عن مـا يؤمنون به،لذلك كـان سقراط مدافعا عن القيم وتأكيدا على سمو الفضائل عن مختلف الإشباعات المادية والرغبات اللذية وخاطب الإنسان من أجل تصحيح مسار التاريخ وضرورة تحديد موقع الإنسان في الوجود عن طريق تكريس المنظومة الأخلاقية بوصفها الغاية التي ينشدها الإنسان العاقل وبها تصلح المجتمعات وتجلب لنفسها الخيرات، فنادى بأن الفضيلة هي التي تجلب الثروة وليس العكس، كما بحث في سعادة الإنسان فوجدها متمثلة في السيطرة على النفس وتقويمها بالفضائل ومحاكمة التقاليد والتعاليم الموروثة محاكمة عقلية تنزع عنها الأوهام والخرافات، فكان مربيا جعل همه حث مريديه على التفكير بأنفسهم وترتيب حياتهم على ضوء تنقيح تصوراتهم ومعالجتها ببصيرة وتعقل بعيدة عن النوازع العاطفية و الاندفاعات العشوائية ، فكانت وظيفته تقوم على مساعدتهم على توليد أفكارهم، ولذلك فهو يؤمن بالمعرفة الجوانية النابعة من البصيرة لا بالمعرفة البرانية التي تقوم على ترديد أقوال الآخري



            سابعـا : المـراهقـة في السخرية من عبادات الآخرين عندنـا معشر المسلمين لا تدانيهـا مراهقات الفلاسفة في شؤون المعارف الموروثة الفاسدة، فممارسة المراهقة العقلية في شؤون العقيدة تصبــح شأنـا عقائديا خطيرا لأنهــا لعب بحقائقٍ أوحـى بهـا الله لأنبيائه عليهم الســلام، فـلا يجب البتة الخلط بين من يمـارسون المراهقة الفلسفية و المنهجية لأجــل الارتقاء بالعقل إلـى مستويات الوعي العقلاني و بين من يمـارس المراهقـة لأجــل تخريب العقيدة الإسلامية التــي نطق بهــا الوحي الإلهــي، و محاكاة أسلوب مراهقات الفلاسفة الغربيين بدون ملاحظة الاختلافات البنيوية بين قيم المجتمعـات شيء يرفضــه العقل نفســه و يمجه الذوق السلــيم ، كمـا أن خطأ المحـاكاة لا تختلف عن خطأ إسقاط العَلمنـة من سياقهـا الجيوثقافي إلـى سياق له خصوصياته . لــو كـان لبعض فتيان الفلسفــة حدس نقدي حقيقي لكـانت اجتهـاداتهم النقدية قادرة علـى تخطــي آليات التسلط المعرفي الغربي و لَفهمـوا أن المراهقــة النقدية الموصلـة لاستخراج كنـه الحقيقـة تتخــذ مسارات متعددة لا تأخذ بالضرورة مسارات النقد الفلسفي الغربي للدين، لكن للأسف أسـتـاذ الفلسفة- أقول البعض بلا تعميم- لا زالَ مأسورا بسلـطة بروتاغوراس و ثراسيماخوس و أفـلاطون و سقراط و هلم جرا، لـم يستطع حتـى أن يتحرر من قيود سلطة اليونـان فــلا تجدُ لـهُ حديثـا غير الحديث عـن مواضيع تنتمــي لعـالم مشروخ في القيم ليحاكي مواقف فلاسفييهـا جملــة منهـا



            ثامنـا : مـا نقولـه عـن فتيان الفلسفـة لا يعفينـا عن الحديث عن فتيان الدين الذين حولوا ديننــا إلــى دوغمـا مغلق،و هـذا ليس موضوعــي الآن، لكنــي أحب أن أقول أن الذين يستندون إلـى تأويلات خـاطئــة لا يختلفون عن أولئك الذين يمارسون نقدا لهـذا الدين، فكلاهمــا يسيء للدين العظيم و كـلاهمــا يزعمـان أن قراءتهم للواقع مطلق لا يقبل المراجعــة، ففتـى الفلسفـة تنتفــخُ أوداجــهُ عندمــا يسمـع كـلام الله يُتـلـى عليه فينقبض قلبــه و يدير ظهـره إنْ لــم يركبهُ غرور المعرفـة برد مـا يُتـلـى عليه كِبرا، و تُجـار الذين- من العَلمـانيين و الحركـات الدينية المتطرفـة- لا يجدون غضاضــة في اعتبار أقوالهم أقوال مُسلَّمــة لا تقبل النقض، فذاك يفكر بعقـل مجرد عن ضوابط الوحي و هـذا يفكر بعقل مغلـق لا يراعـي اجتهـادات الآخرين و تعددية الآراء في الموضوع الواحد...

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة الطلحاوي مشاهدة المشاركة
              اما عن السخرية فسقراط علمنا ان التهكم والسخرية كمنهج قادر على توليد الحقائق وتطويرها ضد الوهم والخطا
              لكن ما اصل الوهم وما هو اكبر وهم ؟ اعتقد ان اخطر مصدر للوهم هو ادعاء المعرفة وعدم الاعتراف بالجهل او القصور المعرفي وسقراط من الذين اعتبروا الاعتراف بالجهل فضيلة
              صحيح تماماً ..
              سيظل منتدى حراس العقيدة بعون الله وفضله نبراساً للعلم والإيمان والصحبة الصالحة ..
              بارك الله فيكم وأحسن إليكم جميعاً ..

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة الطلحاوي مشاهدة المشاركة
                فالعلمانية ليست ضد الدين بل تدافع عن الحرية في الفكر والمعتقد لتتعايش الاديان والحضارات والثقافات في ارجاء العالم
                بل العلمانية ضد الدين وضد الإنسانية ..

                لأنها تتنكر للخالق العظيم ..

                فإن لم تنكر وجوده فهى تنكر تصرفاته وعلاقته بالعالم ..

                ومن ثم فهى تدعى أن الإنسان أعلم بمصلحته من الخالق الذى لا يكترث بالعالم أصلاً فى التصور العلمانى ..

                ولذا فإنها سوغت للإنسان الجهول الظلوم أن يبحث عن مصلحته بعيداً عن الخالق ..

                فماذا كان .. ؟!

                كان إشتراكية ماركس الدموية ورأسمالية آدم سميث المتوحشة وهمجية نيتشه المعتوه ..

                وأما الحرية ..

                فالإسلام هو دين الحرية ..

                ولكن الحرية فى الإسلام لا تعنى التمرد أو الفوضى ..

                بل تعنى حرية النقد والتفكير وفقاً لأبجديات المنطق العقلى ..

                إن مشكلة العلمانيين أنهم حصروا أنفسهم بين ديمقريطس وأرسطو ..

                ديمقريطس أى الصدفة العشوائية ..

                وأرسطو أى إنكار علاقة الخالق العظيم بالعالم ..

                وهم لا يخرجون أبداً عن هذا الإطار ..

                وكأن مهمتهم الوحيدة أضحت الإنتصار لأحدهما ..

                إما لديمقريطس وإما لأرسطو ولا مزيد ..

                هذه هى خلاصة الفلسفة الغربية ..

                وخلاصة الحداثة العربية الفاشلة ..
                سيظل منتدى حراس العقيدة بعون الله وفضله نبراساً للعلم والإيمان والصحبة الصالحة ..
                بارك الله فيكم وأحسن إليكم جميعاً ..

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة الطلحاوي مشاهدة المشاركة
                  قد نتفق علـى أن وظيفة أستاذ الفلسفـة هـي السخرية و التهكم، لكن السخرية المراد هنـا هـي السخريـة المعرفية التــي توصـل للحق و تكشف للنـاس قيم الجمـال ولا تتنــاول أشكـال التدين السليم و إلا صـارت القضيــة منهجيـة إلحـادية تصرف النـاس عن مـا يؤمنون به،لذلك كـان سقراط مدافعا عن القيم وتأكيدا على سمو الفضائل عن مختلف الإشباعات المادية والرغبات اللذية وخاطب الإنسان من أجل تصحيح مسار التاريخ وضرورة تحديد موقع الإنسان في الوجود عن طريق تكريس المنظومة الأخلاقية بوصفها الغاية التي ينشدها الإنسان العاقل وبها تصلح المجتمعات وتجلب لنفسها الخيرات، فنادى بأن الفضيلة هي التي تجلب الثروة وليس العكس، كما بحث في سعادة الإنسان فوجدها متمثلة في السيطرة على النفس وتقويمها بالفضائل ومحاكمة التقاليد والتعاليم الموروثة محاكمة عقلية تنزع عنها الأوهام والخرافات، فكان مربيا جعل همه حث مريديه على التفكير بأنفسهم وترتيب حياتهم على ضوء تنقيح تصوراتهم ومعالجتها ببصيرة وتعقل بعيدة عن النوازع العاطفية و الاندفاعات العشوائية ، فكانت وظيفته تقوم على مساعدتهم على توليد أفكارهم، ولذلك فهو يؤمن بالمعرفة الجوانية النابعة من البصيرة لا بالمعرفة البرانية التي تقوم على ترديد أقوال الآخري
                  بارك الله فيكم وأحسن إليكم ..

                  خالص تحياتى ودعواتى ..

                  سيظل منتدى حراس العقيدة بعون الله وفضله نبراساً للعلم والإيمان والصحبة الصالحة ..
                  بارك الله فيكم وأحسن إليكم جميعاً ..

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة الطلحاوي مشاهدة المشاركة
                    و تُجـار الذين- من العَلمـانيين و الحركـات الدينية المتطرفـة- لا يجدون غضاضــة في اعتبار أقوالهم أقوال مُسلَّمــة لا تقبل النقض، فذاك يفكر بعقـل مجرد عن ضوابط الوحي و هـذا يفكر بعقل مغلـق لا يراعـي اجتهـادات الآخرين و تعددية الآراء في الموضوع الواحد...
                    صحيح تماماً ..

                    وإن كانت الحركات الدينية المتطرفة لا تنبع من التجارة بالدين بل من التقليد الأعمى والتصورات القاصرة المنافية لفقه الواقع ..

                    سيظل منتدى حراس العقيدة بعون الله وفضله نبراساً للعلم والإيمان والصحبة الصالحة ..
                    بارك الله فيكم وأحسن إليكم جميعاً ..

                    تعليق

                    مواضيع ذات صلة

                    تقليص

                    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                    ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 7 فبر, 2023, 06:09 ص
                    ردود 0
                    123 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة Mohamed Karm
                    بواسطة Mohamed Karm
                     
                    ابتدأ بواسطة ARISTA talis, 2 ديس, 2022, 01:54 م
                    ردود 0
                    67 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة ARISTA talis
                    بواسطة ARISTA talis
                     
                    ابتدأ بواسطة عادل خراط, 21 نوف, 2022, 03:22 م
                    ردود 25
                    153 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة عادل خراط
                    بواسطة عادل خراط
                     
                    ابتدأ بواسطة The small mar, 18 نوف, 2022, 01:23 ص
                    ردود 0
                    93 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة The small mar
                    بواسطة The small mar
                     
                    ابتدأ بواسطة The small mar, 16 نوف, 2022, 01:42 ص
                    ردود 0
                    55 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة The small mar
                    بواسطة The small mar
                     
                    يعمل...
                    X