المشهد الثاني

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ديدات اكتشف المزيد حول ديدات
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المشهد الثاني

    يقول الفيلسوف ديكارت:
    "الحياة مسرحية، رأينا المشهد الأول وهو مشهد الظالم والمظلوم، والغالب والمغلوب، والقوي والضعيف، فأين المشهد الثاني الذي يكون فيه العدل؟"..


    طفل فقير، يرث من أبويه مزرعة صغيرة قرب قصر سيادة الحاكم، كبر الطفل وصار راشدا يكد ويكدح في المزرعة التي لا تغطي احتياجاته وحاجات عائلته، ثم يأتي الحاكم وقد تقزز من وجود هاذا الجار المزعج الفقير فيضم المزرعة الصغيرة إلى حدائق قصره، ويوم احتج الفقير أودعه الزبانية السجن قيد الإقامة الجبرية والأعمال الشاقة..

    بقي الفقير في السجن بضع سنين حيث وافته المنية تاركا جرحه في قلبه لم يندمل، وفقره وبؤسه لاحقه حتى وارى الثرى بعد أمراض متجمعة، وهموم وقهر وأحزان، مات فلم يأخذ حقه ولم ينتصف من الظالم الأثيم...

    أما ذالك الحاكم فقد كان الإبن المدلل لأبيه الحاكم السابق، كان يعيش في بحبوحة ونعيم، يده تصل وتتطاول على من يريد بلا حسيب ولا رقيب، حياته نعيم، وقصور وخدم وعبيد، حوله تدار الكؤوس مع بنات الهوى، والراقصات مع أهل الطرب والمجون، متسلط يسفك الدماء ويسرق الشعب وسط النهار، ومن يمتعض بإشارة فله الويل والثبور، ومصيره السجن حتى يوافيه الأجل المحتوم.. وبقى هاكذا الحاكم حتى بلغ الثمانين ثم فاجأه الموت في لحظات ودون مقدمات، فمات سيادة الحاكم دون أوجاع ودون آلام..

    الفقير أمثاله مئات الملايين المظلومون، والحاكم أمثاله الملايين الظالمون، مات الجميع، فلا أولائك المظلومون أخذوا حقهم، ولا الظالمون ردوا المظالم ولا أخذوا جزاءهم، فأين العدل؟

    أين ما سأل عنه ديكارت وأسماه المشهد الثاني؟
    لقد سأل السؤال قبل ديكارت كثير من الفلاسفة، وهم يسمون هاذه الحالة بقانون الأخلاق، ويستشهدون بهاذا دليلاً قويا على وجود يوم آخر وهو يوم القيامة وحتمية وجود محكمة فيه لإقامة العدل والإنصاف للمظلومين، فيومها ينتصف ذالك الفقير من الظالم الحاكم، وسيسترد مزرعته حسب المحكمة الربانية العادلة، وسيأخذ ذالك المجرم ومن هم على شاكلته الجزاء الرادع الأليم، وسيعيدون الحقوق إلى أصحابها، في يوم العدل والميزان "والوزن يومئذ الحق"..
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 12 نوف, 2020, 03:06 ص.
    .
    .
    النصرانية المحرفة لها مصدر، ومصدرها يجهله الكثير، ولو عرف المسيحيون مصدر التحريف لدينهم لتركوه حالا.
    مايقوله النصارى عن المسيح قال به الهنود (البرهمية) عن إلههم كرشنة، وكذلك قال به البوذيون عن بوذا.

    يقول الإمام محمد أبو زهرة:
    "....والقول الجملي أن الهنود يعتقدون في كرشنة ما يعتقده المسيحيون في المسيح،... فتقارَب الإعتقادان حتى أوشكا أن يتطابقا، وإذا كانت البرهمية أسبق من النصرانية المحرفة، فقد عُـلم إذن المشتق والمشتق منه، والأصل وما تفرع عنه، وعلى المسيحيين أن يبحثوا عن أصل دينهم".

  • #2
    أحييك على هذا الموضوع القيم ..

    تقبل خالص تحياتى ..
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 12 نوف, 2020, 03:05 ص.
    سيظل منتدى حراس العقيدة بعون الله وفضله نبراساً للعلم والإيمان والصحبة الصالحة ..
    بارك الله فيكم وأحسن إليكم جميعاً ..

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة هشام مشاهدة المشاركة
      أحييك على هذا الموضوع القيم ..
      تقبل خالص تحياتى ..
      بارك الله فيك يا هشام، ويقال: الموضوع ذو القيمة وليس الموضوع القيم..
      شكرا لك..
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 12 نوف, 2020, 03:05 ص.
      .
      .
      النصرانية المحرفة لها مصدر، ومصدرها يجهله الكثير، ولو عرف المسيحيون مصدر التحريف لدينهم لتركوه حالا.
      مايقوله النصارى عن المسيح قال به الهنود (البرهمية) عن إلههم كرشنة، وكذلك قال به البوذيون عن بوذا.

      يقول الإمام محمد أبو زهرة:
      "....والقول الجملي أن الهنود يعتقدون في كرشنة ما يعتقده المسيحيون في المسيح،... فتقارَب الإعتقادان حتى أوشكا أن يتطابقا، وإذا كانت البرهمية أسبق من النصرانية المحرفة، فقد عُـلم إذن المشتق والمشتق منه، والأصل وما تفرع عنه، وعلى المسيحيين أن يبحثوا عن أصل دينهم".

      تعليق


      • #4
        المشهد الآخر، والفيلسوف ديكارت
        (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ)



        يقول الفيلسوف ديكارت:
        "الحياة مسرحية، رأينا المشهد الأول، وهو مشهد الظالم والمظلوم، والغالب والمغلوب، والقوي والضعيف، فأين المشهد الثاني الذي يكون فيه العدل؟"..


        طفل فقير، يرث من أبويه مزرعة صغيرة قرب قصر سيادة الحاكم، كبر الطفل وصار راشدا يكد ويكدح في المزرعة التي لا تغطي احتياجاته وحاجات عائلته، ثم يأتي الحاكم وقد تقزز من وجود هذا الجار المزعج الفقير فيضم المزرعة الصغيرة إلى حدائق قصره، ويوم احتج الفقير أودعه الزبانية السجن قيد الإقامة الجبرية والأعمال الشاقة..

        بقي الفقير في السجن بضع سنين حيث وافته المنية تاركا جرحه في قلبه لم يندمل، وفقره وبؤسه لاحقه حتى وارى الثرى بعد أمراض متجمعة، وهموم وقهر وأحزان، مات فلم يأخذ حقه ولم ينتصف من الظالم الأثيم...

        أما ذلك الحاكم فقد كان الإبن المدلل لأبيه الحاكم السابق، كان يعيش في بحبوحة ونعيم، يده تصل وتتطاول على من يريد بلا حسيب ولا رقيب، حياته بذخ ونعيم، وقصور وبساتين، وخدم وعبيد، حوله تدار الكؤوس مع بنات الهوى، والراقصات مع أهل الطرب والمجون، متسلط يسفك الدماء ويسرق الشعب وسط النهار، ومن يمتعض بإشارة فله الويل والثبور، ومصيره السجن حتى يوافيه الأجل المحتوم.. وبقى هكذا حضرة الحاكم حتى بلغ الثمانين، ثم فاجأه الموت في لحظات ودون مقدمات، فمات سيادة الحاكم دون بأوجاع محدودة، ودون آلام مسبوقة..

        الفقير أمثاله مئات الملايين المظلومون، والحاكم أمثاله الملايين الظالمون، مات الجميع، فلا أولئك المظلومون أخذوا حقهم، ولا الظالمون ردوا المظالم ولا أخذوا جزاءهم، فأين العدل؟

        أين ما سأل عنه ديكارت وأسماه المشهد الثاني؟
        لقد سأل السؤال قبل ديكارت كثير من الفلاسفة، وهم يسمون هذه الحالة بـ "قانون الأخلاق"، ويستشهدون بهذا دليلاً قويا على وجود يوم آخر وهو يوم القيامة وحتمية وجود محكمة فيه لإقامة العدل والإنصاف للمظلومين، فيومها ينتصف ذلك الفقير من الظالم الحاكم، وسيسترد مزرعته حسب المحكمة الربانية العادلة، وسيأخذ ذلك المجرم ومن هم على شاكلته الجزاء الرادع الأليم، وسيعيدون الحقوق إلى أصحابها، في يوم العدل والميزان "والوزن يومئذ الحق"..

        {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}

        {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}

        {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}

        {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ}

        {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ}

        {مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ}

        {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 12 نوف, 2020, 03:05 ص.
        .
        .
        النصرانية المحرفة لها مصدر، ومصدرها يجهله الكثير، ولو عرف المسيحيون مصدر التحريف لدينهم لتركوه حالا.
        مايقوله النصارى عن المسيح قال به الهنود (البرهمية) عن إلههم كرشنة، وكذلك قال به البوذيون عن بوذا.

        يقول الإمام محمد أبو زهرة:
        "....والقول الجملي أن الهنود يعتقدون في كرشنة ما يعتقده المسيحيون في المسيح،... فتقارَب الإعتقادان حتى أوشكا أن يتطابقا، وإذا كانت البرهمية أسبق من النصرانية المحرفة، فقد عُـلم إذن المشتق والمشتق منه، والأصل وما تفرع عنه، وعلى المسيحيين أن يبحثوا عن أصل دينهم".

        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 7 فبر, 2023, 06:09 ص
        ردود 0
        125 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة Mohamed Karm
        بواسطة Mohamed Karm
         
        ابتدأ بواسطة ARISTA talis, 2 ديس, 2022, 01:54 م
        ردود 0
        67 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة ARISTA talis
        بواسطة ARISTA talis
         
        ابتدأ بواسطة عادل خراط, 21 نوف, 2022, 03:22 م
        ردود 25
        154 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة عادل خراط
        بواسطة عادل خراط
         
        ابتدأ بواسطة The small mar, 18 نوف, 2022, 01:23 ص
        ردود 0
        93 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة The small mar
        بواسطة The small mar
         
        ابتدأ بواسطة The small mar, 16 نوف, 2022, 01:42 ص
        ردود 0
        55 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة The small mar
        بواسطة The small mar
         
        يعمل...
        X