موضوعات إعجازية زائفة للتمهيد للطعن فى الإعجاز العلمى : 1) الدفاع عن النفس عند النمل

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سيف الكلمة مسلم اكتشف المزيد حول سيف الكلمة
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موضوعات إعجازية زائفة للتمهيد للطعن فى الإعجاز العلمى : 1) الدفاع عن النفس عند النمل

    موضوعات إعجازية زائفة
    للتمهيد للطعن فى الإعجاز العلمى
    1) الدفاع عن النفس عند النمل إستهزاء بالعقول


    كتبت ساجدة :

    بسم الله الرحمن الرحيم

    من علامات ضعف المسلمين اليوم ، تجرؤ بعض الهراطقة بتناول كتاب الله والكذب عليه والتلاعب بمعانيه من أجل ابتكار (إعجازات) يضعونها كنياشين على عقول السذج من الناس

    وقد سبق بحمد الله أن فضحت خدعة الرقم (9-1) التي حاولت وديعة عمراني وسيد جمعة تمريرها تحت مسمى (إعجاز رقمي) ، على الرابط التالي :

    http://eltwhed.com/vb/showthre ad.php?t=13157

    هنا سنوضح خداع وديعة عمراني وتلاعبها بموضوع (الدفاع عن النفس عند النمل) ، والذي حاولت أن تصطنع منه إعجازاً . والذي للأسف خدعت به بعض مواقع الإعجاز ، بينما تنبه له البعض الآخر وحذفوه .

    أترككم مع البيان التفصيلي ، مع العلم بأن هذا التوضيح تم توصيله إلى وديعة عمراني بواسطة المهندس الدكتور/ خالد العبيدي قبل نشره هنا .

    يتبع
    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
    وينصر الله من ينصره

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله رب العالمين ، وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ،

    يمثل موضوع (الدفاع عن النفس عند النمل) سخرية من المسلمين ، أو بطريقة أخرى : يبرر لغير المسلمين السخرية منهم . إلا أن محط الكارثة هنا هو أن موضوع السخرية يتناول الإعجاز العلمي في القرآن .


    (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)

    إن الإعجاز العلمي في الآية القرآنية في سورة النمل واضح ، وأحدها هو الدلالة على وجود لغة تواصل بين النمل عند الإحساس بالخطر أخبر الله بحقيقتها قبل أن يعرفها البشر بشكل علمي ابتداءً من منتصف القرن العشرين ، وهذا هو الإعجاز الذي عجز أن يعرفه البشر قبل نزول القرآن ، وهو إعجاز كبير تمت الإشارة إليه في أكثر من مكان منذ وقت سابق . إلا أن تحديد طريقة هذا الإنذار بدقة وهل هو حركات ميكانيكية أو رسائل كيميائية أو سواها ، يعتبر أمراً بالغ الصعوبة الآن ، لأننا أولاً وأخيراً لا نستطيع تحديد نوع النمل الذي جاء ذكره في سورة النمل ، كما أننا لم نتوصل إلى فهم ما تعنيه طبيعة التواصل بشكل كامل في كل نوع . فالأبحاث في هذا المجال ما تزال تسير .

    لقد تعمدت كاتبة هذا الموضوع (الدفاع عن النفس عند النمل) التلاعب بالنصوص والترجمات وتحميلها ما لا تحتمله ، ولي معاني النص القرآني وتحميله ما لا يحتمل ، بل وثبت جهلها في ما تتكلم عنه من علم دقيق ، مما جعل الموضوع يظهر بصورة مخزية ، ومع ذلك فهي تطلق عليه (إعجازاً علمياً) . وهو لا ينتمي للإعجاز العلمي بصلة لضربه بضوابط البحث في الإعجاز العلمي في القرآن عرض الحائط كما سنرى .

    ولكن وللأسف فمن أجل تلميع الأسماء ، فلا يرى البعض عيباً أن يسلك مثل هذه المسالك دون حياء ، وهو يعلم أو لا يعلم أنه من الذين لا يحسنون صنعاً . فحسبنا الله ونعم الوكيل .

    سنوضح هنا التلاعب الذي قامت به كاتبة هذا الموضوع (وديعة عمراني) ، وسنبين الجهل الذي تلبس موضوعها ، وكانت النتيجة أن لا وجود إلا لمحاولة اصطناع إعجاز وتلميع اسم على حساب عقول المسلمين . ولكن يأبى الله إلا أن تنكشف هذه التلاعبات وينفضح ما ظل مخفياً لقرابة سنتين .

    ______________________________ ________________



    أولاً : التلاعب في النصوص

    عملت الكاتبة على تحريف الترجمة في أكثر من موضع ، كما عملت على تقويل النص الفرنسي - الذي تعتمد عليه - ما لم يقله من أجل اصطناع إعجاز .
    ففي دور مادة الهيكسانول يقول النص الفرنسي :
    اقتباس:

    Puis leur parvient l’hexanol (le premier message sous forme alcool) : les fourmis entrent en *****e et courent dans tous les sens à la recherche du problème.

    بالعربية :
    عندما تصل مادة الهيكسانول للنمل يصبح بحالة إنذار ويجري في جميع الاتجاهات للبحث عن المشكلة .
    توضيح التلاعب :
    تلاعبت كاتبة المقالة بالنص الفرنسي عند تعريبه لكي تقربه من نص الآية القرآنية (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ) بقولها :
    اقتباس:
    وهذا ما فعلته نملة سيدنا سليمان بالضبط من خلال هده العبارة ' ادخلوا مساكنكم ' حالة استنفار قصوى داخل صفوف النمل لمعرفة ما الخبر استعدادا للدخول إلى المساكن
    وكما يلاحظ أن كاتبة المقال هنا (تمزج) بين النص الفرنسي وبين الآية القرآنية لتخرج بنتيجة تخالف دور مادة الهيكسانول . فالنص الفرنسي صريح في أن دور مادة الهيكسانول هو دفع النمل للبحث عن المشكلة وليس معرفة الأخبار ! فالفرمونات في النمل ليست وسيلة جدال ونقاش وسؤال وجواب . وكما سنرى لاحقاً من النص الفرنسي ذاته أن البحث عن المشكلة أو الخطر (كما في نص فرنسي آخر) هو التوجه تجاه مصدر الاعتداء الذي جاءت منه رسالة الإنذار .
    كما أن نص الآية واضح (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ) وهو الأمر بالدخول للمساكن أي الهرب من الخطر ، بينما دور مادة الهيكسانول هو جعل النمل يبحث عن مصدر الخطر . وهنا يتضح هدف التلاعب الذي قامت به الكاتبة ألا وهو الجمع بين المتناقضات .

    أما في دور مادة الأنديكانون ، فالنص الفرنسي يقول :
    اقتباس:

    Puis arrive l’undécanone : cette substance attire les fourmis vers la source, et les portent à mordre tout objet étranger à la fourmilière
    .
    بالعربية :
    عندما تأتي مادة الأنديكانون فإنها تعمل على اجتذاب النمل للمصدر وجعل النمل يقوم بمهاجمة وعض الغرباء على تلته .
    توضيح التزوير :
    تقول كاتبة المقال بالحرف الواحد عن مادة الأنديكانون :
    اقتباس:
    وهده المادة دورها بالضبط كما جاء في المقال العلمي توضيح سبب الخطر لباقي النمل
    أين في النص الفرنسي ذكر أن دور مادة أنديكانون هو (توضيح سبب الخطر لباقي النمل) ؟
    هذا الكلام غير موجود في النص الفرنسي . فما هو الداعي للتزوير على النص الفرنسي ؟
    ثم ، هل اجتذاب النمل لمصدر الخطر والهجوم عليه وعضه هو توضيح لسبب الخطر ! ما هذه السخرية من عقول المسلمين .
    ومن ناحية أخرى ، لننظر إلى النص القرآني الذي تربطه كاتبة المقال بالمادة الكيميائية الأنديكانون ودورها :
    النص القرآني يقول : (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ )
    أما دور المادة الكيميائية من النص الفرنسي فهو : اجتذاب النمل لمصدر الخطر والهجوم .
    فأين هذا التشابه أو التطابق المزعوم بين نص الآية ومعناها وبين تأثير المادة الكيميائية الأنديكانون ؟
    لا يوجد أي تطابق أو حتى اقتراب أو تشابه ، ولذلك عمدت كاتبة المقال إلى (التزوير) في النص الفرنسي لتقربه من النص القرآني . وهنا نتساءل مرة أخرى : لم هذا العبث وهذه السخرية من عقول المسلمين !

    أما عن دور مادة البيوتالكتنال
    يقول النص الفرنسي :
    اقتباس:

    Puis enfin, plus près du but, elles perçoivent le butylocténal qui va augmenter leurs pulsions agressives ainsi que celles de la mort

    بالعربية :
    عندما يقترب النمل من الهدف فإنه يميز مادة البيوتايلوكتينال ، والتي تزيد من عدائيته والقتال باستماته .
    توضيح التلاعب :
    لننظر إلى ما تقوله كاتبة المقال في ترجمتها للنص الفرنسي عن هذه المادة :
    اقتباس:
    هذه المادة دورها توجيه باقي النمل إلى الدفاع والى درجة هدا الدفاع ، ولهذا نجد النملة ذكرت في عبارتها الأخيرة من الآية الكريمة (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) ، حيث قامت النملة هنا كما ذكرنا بتحديد درجة الدفاع وذلك بتحديد ماهية ونوع الخطر ، وبهذا وجهت باقي النمل الى درجة الدفاع الخاصة بهم في موقف كهذا
    ما دخل هذا النص القرآني (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) بهجوم النمل المستميت على المعتدي دفاعاً عن مستعمرته ؟
    هل معنى (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) هو ( تحديد درجة الدفاع ) أو ( القتال باستماته ) !
    لا يوجد أي ترابط بين هذا النص القرآني وبين دور المادة الكيميائية أو بين ما تتقوله الكاتبة . فلم إذن هذا التلاعب بمعنى الآية القرآنية الواضح نصها الظاهر !
    لماذا هذا العبث والتلاعب والتزوير وتحميل النصوص ما لم تقله وتركيب المتناقضات بعضها على بعض ؟ فقط للسخرية من عقول المسلمين .

    من السابق نجد أن دور المواد الكيميائية الأربعة (الفرمونات) التي وردت في النص الفرنسي هو كما يلي :
    وقوع خطر – إفراز المواد الأربعة : الأولى لتنبيه الآخرين – المادة الثانية لجعلهم يبحثون عن مصدر التهديد - المادة الثالثة لتدفعهم للهجوم والقتال –المادة الأخيرة لتزيد من عدائيتهم القتالية ضد العنصر المهاجم . فقط .. انتهى

    أما الآية القرآنية :

    ( حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ )
    فهي واضحة المعنى ، فالنملة تدعوا رفاقها للدخول للمستعمرة هروباً من الموت ، فلا بحث عن أعداء ولا هجوم ولا قتال .

    فكيف تدعي الكاتبة وجود توافق بين نص الآية وبين دور هذه المواد الكيميائية الأربعة .
    أين هذا التوافق المزعوم بين تأثير المواد الكيميائية وبين قول النملة في الآية ؟
    لماذا هذا العبث بالآية القرآنية وتحميلها ما لا تحتمل ؟
    لماذا التزوير على النص الفرنسي وتقويله ما لم يقله وتحريف معناه ؟
    لماذا هذا الجهد العجيب في محاولة دحش هذه المواد الكيميائية في نص الآية ؟


    ______________________________ ________________


    ثانياً : سقوط الموضوع من ناحية الجهل العلمي


    الجهل رأس المصائب ، فكيف إن كان هذا الجهل يمس الإعجاز العلمي في القرآن وينال منه ومن عقول المسلمين . كيف يجرؤ البعض أن يدخل جهله في هذا الإعجاز القرآني ، ويدعي البحث ، والعلم ، وهو منهما ببعيد !!

    إن مجال العمل والبحث في الإعجاز العلمي في القرآن يتوفر لمن أوتي نصيباً من العلم في مجال التخصص الذي سيبحث فيه ، وهذا ما جرى عليه وفعله أهل العلم والثقة الذين وضحوا العديد من الحقائق العلمية في القرآن من خلال تخصصاتهم الدقيقة ومعرفتهم بعلوم الكون والحياة ، ثم تعمقهم في فهم كتاب الله .

    هنا سنرى جهل الكاتبة المطبق في ما تتكلم عنه ، والذي لو كانت تعرف عنه حتى بحدود المعلومات العامة لما تجرأت على العبث في هذا الموضوع الدقيق .

    وسنثبت هنا ما يلي :
    * جهل الكاتبة بوجود تنوع في فرمونات الإنذار والدفاع كماً ونوعاً في أنواع النمل
    * عدم تدقيقها في معلومات مصادرها العامة .

    1) أنواع النمل :
    صنف علماء الحشرات عائلة النمل إلى مراتب تصنيفية تنتهي بالأنواع التي يوجد منها أكثر من 11700 نوع معروف من النمل على ظهر البسيطة مصنفة تحت قرابة 21 فصيلة و 283 جنس . ومعرفتنا البشرية بتوصيف هذه الأنواع لا يتعدى النصف منها [1] .
    والنمل يصنف بأنه من الحشرات الاجتماعية كالنحل ، فهو يعيش في تجمعات ومستعمرات بمختلف الأحجام . وقد لاحظ العلماء سلوك مجتمعات الحشرات ومنها النمل في ما تواجهه من مهمات ، واكتشفوا منذ منتصف القرن الماضي أن هناك مواد كيميائية يفرزها النمل ويستخدمها كرسائل في التواصل فيما بينه تعرف بالفرمونات والتي تؤثر على تصرفات النمل ومنها الإنذار والدفاع . وقد وجدوا أن هذه (الفرمونات) قد تتباين وتختلف بين الأنواع المختلفة للنمل من حيث طبيعة ووظائف الفرمونات المفروزة . وهنا نجد تخصص علمي في هذا المجال يعرف بـ Semiochemistry يختص بدراسة هذه الرسائل الكيميائية كالفرمونات لمعرفة تركيبها الكيميائي وتأثير هذه المواد على الكائنات معملياً . وبرغم مرور عشرات السنين ، إلا أن الدراسات والأبحاث في علم الحشرات وفي هذا المجال ما تزال مستمرة على أنواع النمل .

    وباختصار ، فإن أنواع النمل تختلف فيما بينها بعدة أمور ومنها إفرازات هذه (الفرمونات) التي تستخدمها كرسائل في مختلف المهمات (بين ذات النوع) كمهمة الإنذار والدفاع والتي تعرف بـاسم Alarm pheromones . وسنرى كيف أن جهل الكاتبة بهذه المعلومة البسيطة جعلها تأول الآية القرآنية وتحملها ما لا تحتمله ، ثم تصطنع ما اصطنعته .

    2) جهل الكاتبة بنوع النمل الذي تكلم عنه النص الفرنسي :
    كما وضحنا ، فإن أنواع النمل قد تختلف فرموناتها المفروزة وبوظيفة هذه الفرمونات . وعندما ترجمت الكاتبة النص الفرنسي لم تقم بتحديد (جنس) النمل الذي حدده النص الفرنسي . لنقرأ ما يقوله النص الفرنسي في مقدمة حديثه عن دور التواصل الكيميائي في الإنذار والدفاع :
    اقتباس:

    Ce double rôle alarme et défense peut aussi être dévolu aux glandes mandibulaires comme chez la fourmi australienne Calomyrmex
    .
    هنا حدد النص جنس النمل الذي سيتناوله ألا وهو جنس Calomyrmex . ومع ذلك لم تحدد الكاتبة هذه المعلومة المهمة في ترجمتها . وللعلم فإن هذا الجنس من النمل يعيش في استراليا ومناطق أخرى كأندونيسيا .


    صورة لنملة من جنسCalomyrmex


    فلماذا قام كاتب النص الفرنسي بتحديد جنس النمل ؟
    لأنه يدرك الفوارق بين أنواع وأجناس النمل المختلفة ، واختلاف كيميائية ووظيفة فرمونات الإنذار الكيميائية التي يفرزها النمل على اختلاف أنواعه وأجناسه ، وهذا ما زال خاضع للأبحاث العلمية .
    بل إن أنواع هذه المركبات الكيميائية التي تستخدم كرسائل إنذار ومواد دفاع تتراوح بين العديد من أصناف المركبات الكيميائية ؛ كالاسترات والألديهيدات والكحولات والكيتونات ومركبات تحوي الكبريت وأنواع أخرى من المركبات [2] .


    وباستهتار ، قامت الكاتبة بتعميم هذا النموذج على النمل المذكور في قصة سليمان عليه السلام ، وكأنها تحدد مسبقاً أن هذا النمل المذكور في المقالة الفرنسية هو ذاته جنس النمل المذكور في الآية ،
    أو كأنها تقول أن كل أنواع النمل في الدنيا لا تفرز إلا هذه الفرمونات الأربعة في وضع الإنذار والدفاع .
    فهل قدمت الكاتبة إثباتاً موثقاً على أي من هذين الاستنتاجين ؟
    وهل سليمان عليه السلام كان يعيش في استراليا أو أندونيسيا ؟
    وهل كل أنواع النمل في الدنيا تفرز ذات عدد ونوع المواد الكيميائية في وضع الخطر وتتأثر بها ذات التأثير ؟
    وهل تأثير هذه الفرمونات الأربعة على النمل المذكور في النص الفرنسي هو الهروب للمستعمرة أم الهجوم والقتال ؟


    الأمر الآخر ،
    فنظراً لجهل الكاتبة بوجود اختلاف في فرمونات الإنذار بين أنواع النمل ، وعدم إطلاعها على هذا المجال الدقيق بل وعدم بحثها عنه ، وعدم تدقيقها في معلومات المقالات التي تستمد هي منها معلومات هذا الموضوع الموجودة على مواقع عامة فسنقدم لها هذه المفاجأة :
    إن نوع النمل الذي تكلم عنه النص الفرنسي ليس من أنواع الجنس Calomyrmex . وإنما هو نوع من أنواع النمل المسمى (نمل أفريقيا الحائك) واسمه العلمي Oecophylla longinoda .


    صورة لنملة من نوع Oecophylla longinoda

    فكيف تم معرفة ذلك ؟
    بالنظر إلى المواد الكيميائية الأربعة وبالبحث عنها وجد أن الجنس Calomyrmex لا يفرزها ، وإنما الذي يفرزها جميعاً هو النوع Oecophylla longinoda .

    والمفاجأة الأخرى هنا هي أن هذا النوع لا يفرز فقط 4 فرمونات في وضع الإنذار والخطر ، وإنما يمكنه إفراز 8 فرمونات . فكيف ستتصرف معها الكاتبة ؟ وكيف ستقسم مفردات الآية على هذه المواد الثمانية ؟ هل ستبتكر معاني جديدة لمفردات الآية القرآنية ؟

    3) جهل الكاتبة باختلاف طبيعة رسائل الإنذار والدفاع بحسب أجناس وأنواع النمل
    كما ذكرنا فمن الممكن بشكل كبير أن تختلف بين أجناس وأنواع النمل المختلفة طبيعة الرسائل الكيميائية التي يفرزها النمل في حالة الإنذار كعدد ونوع المواد الكيميائية . كما قد تختلف وظيفة الفرمون الواحد بين نوع من النمل وآخر . وهذا الأمر من الواضح أن الكاتبة لا تعلم عنه شيئاً .
    ولتوضيح هذا التنوع والاختلاف ، سأعطي بعض أمثلة ، ثم سأضع رابط لأحد قواعد البيانات المتخصصة بهذا الشأن لمن أراد التوسع .

    لنأخذ أحد أنواع النمل وهو النوع Camponotus obscuripes وهو من الأنواع التي تعيش في اليابان . فمن الفرمونات التي يفرزها هذا النوع كرسائل إنذار مادتي (Undecane ) و (Decane ) [3] ، والتي كما نرى تختلف عن تلك المذكورة في المقال الفرنسي وهي (بتسميتها الكيميائية) : (Hexan-1-ol) & (Hexanal ) & (Undecan-3-one ) & ( 2-Butyl-2-octenal )



    صورة النمل من نوع Camponotus obscuripes

    أما النمل من نوع Pogonomyrmex badius (نمل فلوريدا الحصٌاد) فيفرز في هذه الحالة مادة ( 4-methyl-3-heptanone ) ، والتي عند تركيز معين تجعله مسعوراً وشديد العدائية . ذات هذه المادة لها تأثير مختلف عند أحد أنواع (نمل النار) من النوع Solenopsis invicta والتي عندما يفرزها يكون لها دور دفاعي طارد ومنفر للأعداء [4]. علماً بأن هذا النوع من النمل مؤذي للبشر .



    صورة لنملة من نوع Solenopsis invicta



    صورة لنملة من النوع Pogonomyrmex badius

    وكمثال آخر على اختلاف التأثير لذات نوع فرمون الإنذار نأخذ أحد أجناس النمل وهو Acanthomyops (النمل الأصفر) والذي يتميز بكبر حجمه ، ومن جنس آخر هو Lasius نأخذ أحد أنواعه وهو Lasius alienus الأصغر حجماً ، فكليهما يفرزون ذات فرمونات الإنذار الأساسية ، ولكن الجنس الأول (النمل الأصفر) يقوم بالاتجاه نحو مكان مصدر الفرمون والقتال ، بينما النوع الآخر يقوم بالجري بلا اتجاه محدد . وهناك أمثلة أخرى في المقال العلمي الموجود في قائمة المراجع [5].


    صورة نملة من جنس Acanthomyops


    صورة نمل من نوع Lasius alienus

    وفي عدة أنواع من نمل الجنس Myrmecocystus المعروف بنمل العسل تعتبر مادة ( Methyl Salicylate ) المادة الرئيسية التي تفرزها العاملات كفرمون إنذار . وفي عدة أنواع من جنس Formica ( نمل الخشب) يتم إفراز ( حمض الفورميك ) الذي يؤدي وظيفتين هما الإنذار والدفاع ( من حيث كونه جرس إنذار لذات نوع النمل ، بينما في ذات الوقت يؤذي الحشرات المهاجمة ) . والنمل من نوع Forelius foetidus يفرز مادة ( 2-heptanone ) والتي بمفردها تعتبر رسالة إنذار ، بينما عندما يفرزها مع مادة ( cis,trans-iridodial ) فإنها تحفز التصرف الدفاعي للنمل من هذا النوع [6] .

    صورة نملة من أحد أنواع نمل العسل (النوع Myrmecocystus Navajo)

    صورة لنملة من جنس Formica وهو النوع Formica rufa

    كما أن بعض فرمونات الإنذار والدفاع قد تشترك فيها عدة أنواع من النمل مثل مركبات : undecane , formic acid , decane , 3-decanone ، وسواها ...
    فهل توجد هذه المواد في النص الفرنسي ؟
    وكيف ستتصرف كاتبة المقال مع أنواع النمل هذه وإفرازاتها المختلفة لفرمونات الإنذار ووظائفها ؟ وإلى كم قسم ستقسم الآية في كل مرة ؟ وهل سنقوم بربط مفردات الآية بفرمونات مختلفة في كل مرة حسب نوع النمل أو جنسه أو تأثير الفرمون ؟

    كل ما أعطيته سابقاً من أمثلة على تنوع طبيعة رسائل الإنذار بين الأنواع المختلفة من النمل لا يعدو أن يكون أمثلة بسيطة ، ولمن أراد التوسع بأمثلة أكثر فما عليه إلا الدخول إلى أحد المواقع المختصة بهذا المجال وهو موقع
    www.pherobase.net ويطلع على اختلاف فرمونات الإنذار alarm pheromones كماً ونوعاً ووظيفة بين أنواع النمل المختلفة (والحشرات الأخرى كذلك) ، وسيلاحظ مباشرة التنوع كماً ونوعاً في فرمونات الإنذار عند الأجناس والأنواع المختلفة من النمل الأمر الذي يجعل من المستحيل التنطع وربطها مباشرة بمفردات الآية (مع العلم أن البيانات في هذا الموقع موثقة بالمراجع العلمية ) . وللتخصيص ، يمكن من الرابط المرافق ( [7] ) الدخول لصفحة فرمونات الإنذار واختيار أحد الفرمونات الأربعة المذكورة في النص الفرنسي (1-Hexanol أو Hexanal أو 3-Undecanone أو 2-Butyl-2-octenal ) الفرنسي والتأكد من أن بعض أنواع النمل فقط تفرز هذه المواد كفرمونات إنذار .

    فكيف جعلت الكاتبة من المواد الأربعة المذكورة في النص الفرنسي فقط فرمونات لنمل الآية الكريمة في سورة النمل ؟ ثم قامت بتأويل الآية وفق هذا التقسيم وهذه المواد ؟
    هل كل أنواع النمل تفرز فقط هذه الفرمونات لمهمات الإنذار والدفاع ؟ وأين الإثبات العلمي على ذلك ؟
    أم أن نمل آية سورة النمل كان من النوع الذي لا يفرز إلا أربعة فرمونات فقط ؟ ما هو الدليل العلمي على ذلك ؟
    ومن هنا يتضح للجميع تراكب الجهل مع التعالم وتوظيفهما لاصطناع إعجاز يعلم الله ما الغرض من وراءه .

    4) جميع مصادر الكاتبة تناقض مزاعمها :
    جميع النصوص الفرنسية التي من ضمن مراجع الكاتبة تتكلم عن هجوم من قبل حشرات أخرى على مستعمرة النمل ، والنمل يفرز هذه المواد الأربعة التي تدفعه لكي يهاجم ويقاتل هذه الحشرات المهاجمة. ولا ذكر لدخول مساكن أو نقل أخبار أو معرفة أخبار . كما لا تذكر هذه النصوص وجود حالة خطر لا يستطيع النمل ردها كوجود جيش من البشر أو قطيع من الدواب أو نار أو فيضان ........ الخ . وهذه هي المصادر :
    http://lemondedesfourmis.cente rblog.net/
    http://membres.lycos.fr/dmouli/ communication.html

    من الواضح أنهم جميعاً ينقلون من مصدر واحد ونقلوا منه ذات العبارات ، فهل جميعهم لا يفهمون المصدر الذي نقلوا منه !
    والسؤال الآخر الذي على الكاتبة أن تجيب عليه هو :
    هل لهذه المواد الأربعة تحديداً تأثير على النمل بحيث يجعله يهرب لمستعمرته ؟ وأين هو الدليل العلمي الموثق على ذلك ؟

    5) طرق طريفة في الإثبات
    واجهتني في هذا الموضوع طريقة إثبات طريفة رأيت أن من واجبي إلقاء الضوء عليها ، وهي جعل الكاتبة للبشر مقياساً لتصرف النمل في محاولتها تقويل النصين القرآني والفرنسي ما لم يقولاه . مع العلم بأن العادة سادت بأن يتعلم البشر من النمل .

    تقول الكاتبة في موضوعها عند الحديث عن تأثير مادة الهيكسانول على النمل :
    اقتباس:
    سنشرح هدا الأمر بمثال ملموس ، مثلا نحن الآن داخل هده القاعة ، وفجأة أحد الأشخاص بالخارج دخل مسرعا إلينا يأمرنا بالخروج بسرعة من هدا المكان ، فكيف ستكون ردة فعلنا ونحن لا نعلم ما الأمر؟؟؟ ...طبعا حالة استنفار قصوى استعدادا للخروج وحركة كبيرة هنا وهناك لمعرفة ما الخبر ....!!

    وهدا ما فعلته نملة سيدنا سليمان بالضبط من خلال هده العبارة ' ادخلوا مساكنكم ' حالة استنفار قصوى داخل صفوف النمل لمعرفة ما الخبر استعدادا للدخول إلى المساكن .
    ونقول للكاتبة : ما دخل تصرف البشر حول الخبر والإخبار بتصرف النمل !
    عندما يدخل أحدهم لقاعة ويأمر المتواجدين بالخروج فوراً فهناك عدة تصرفات قد تنتج :
    البعض يصدقون وآخرون لا
    البعض يكترثون وآخرون لا
    البعض يخرجون وآخرون لا
    البعض يتسائل ويناقش عن الموضوع وآخرون لا
    البعض في موقف متردد ولا يعرف ماذا يفعل

    كنت لا أود أن أرد على هذه الطرفة فقد سبقني لها أحد مؤلفات هارون يحيى عن النمل والذي يوضح الاختلاف بين مجتمع البشر والنمل في حال إنذار الخطر فيقول [8] :

    No disobedience to this call by any of the members of the colony is an indication of successful organization of the ant society. One must admit that even a small human society responding to an alarm call collectively, at the same time, without any exception, and without anarchy developing, is a very difficult thing in practice.
    ترجمة :
    إن الدليل على التنظيم الناجح لمجتمع النمل هو عدم عصيان هذا النداء من قبل أي عضو من أعضاء المستعمرة . يجب علينا التسليم بأنه من الصعوبة بمكان واقعياً حدوث استجابة لنداء الإنذار من جماعة بشرية صغيرة بشكل جماعي وفي نفس الوقت وبدون أي استثناء وبدون فوضوية .

    إن تقريب المثال علمياًَ للقراء لا يكون بهذه الطريقة التي قامت بها الكاتبة ، فالنص الفرنسي الذي يوضح دور مادة الهيكسانول وتأثيره على النمل واضح وضوح الشمس وهو البحث عن مصدر الخطر ، ولا يحتاج توضيح .

    والأمر الذي يحتاج توضيح بشدة هو لماذا أقدمت الكاتبة على تقويل النص الفرنسي ما لم يقله ، وتلاعبت بترجمته ، وأولت النص القرآني دون أدنى قرينة تدل على ذلك ؟


    ______________________________ ________________



    ثالثاً : سقوط الموضوع من ناحية الإعجاز العلمي


    إن السقوط من ناحية الإعجاز العلمي في موضوع (الدفاع عن النفس عند النمل) يعود إلى الأسباب التالية :

    1) فقدان معلومات بسيطة وهامة عن الكاتبة كان لا بد من توافرها لديها قبل كتابته ، كوجود اختلاف بين أنواع النمل من حيث الفرمونات وتأثيراتها . علماً بأن هذه المعلومات معروفة وعلى نطاق واسع ومنذ عشرات السنين . الأمر الذي يوضح أن الكاتبة فاقدة لمجال التخصص المطلوب للبحث في مسألة علمية دقيقة كهذه ، وهذا مما يخالف أحد الضوابط التي تتكلم عن علمية الباحثين في مجال الإعجاز العلمي في القرآن . يقول الدكتور زغلول النجار[9] حول الباحث في الإعجاز العلمي بالقرآن : (( ضرورة التمييز بين المحقق لدلالة النص القرآني والناقل له مع مراعاة التخصص الدقيق في مراحل إثبات وجه الإعجاز العلمي في الآية القرآنية الكريمة (التحقيق العلمي) ؛ لأن هذا مجال تخصصي على أعلى مراحل التخصص لا يجوز أن يخوض فيه كل خائض ، كما لا يمكن لفرد واحد أن يغطي كل جوانب الإعجاز العلمي في أكثر من ألف آية قرآنية صريحة بالإضافة إلى آيات أخرى عديدة تقترب دلالتها من الصراحة ، خاصة أن هذه الآيات تغطي مساحة هائلة من لعلوم المكتسبة تمتد من علة الأجنة إلى علم الفلك وما بينهما من مختلف مجالات العلوم والمعارف الإنسانية، إلا إذا ردت كل قضية إلى محققها من المتخصصين بوضوح وإثبات كاملين )) .

    2) تقويل النص الفرنسي المعتمد في الموضوع ما لم يقله ، والتلاعب في ترجمته ، مما أبعده عن مقصده العلمي . وهذا مخالف لأحد ضوابط البحث في الإعجاز العلمي في القرآن وهو أن على الباحث أن يتحرى الصدق والصواب [10] .

    3) تأويل النص القرآني ، وتغيير معناه عن نصه الظاهر الواضح ، الأمر الذي يخالف أكثر من ضابط من الضوابط الهامة للبحث عن الإعجاز العلمي في القرآن ومنها :
    · عدم التكلف أو محاولة لي أعناق الآيات من أجل موافقتها للحقيقة العلمية ؛ وذلك لأن القرآن الكريم أعز علينا وأكرم من ذلك ؛ لأنه كلام الله الخالق [11].
    · محاولة فهم النص الواقع تحت الدراسة على وفق مفهوم العرب إبان نزول الوحي وذلك لتغير دلالات الألفاظ حسب مرور الوقت . ومن مقتضيات هذا الفهم أن يدرك الباحث أن النص القرآني مقدم على الظاهر والظاهر مقدم على المؤول [12] .
    · أن يعلم الباحث خطورة ما يتناوله ويعبر عنه . فهو عندما يقول : هذا المعنى هو الذي يشير إليه قوله تعالى ، فهو يفسر كلام رب العالمين ، لذا يجب عليه أن يتذكر دائماً قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار " [13] .

    4) ربط الآية بمواد كيميائية محددة ثبت أنها قد تتغير كماً ونوعاً بتغير نوع النمل ، الأمر الذي يخالف أحد الضوابط التي سنها أهل الخبرة والعلم والثقة في مجال الإعجاز العلمي في القرآن وهي : (( الحرص على عدم الدخول في التفاصيل العلمية الدقيقة التي لا تخدم قضية الإعجاز العلمي للآية أو الآيات القرآنية الكريمة من مثل المعادلات الرياضية المعقدة ، والرموز الكيميائية الدقيقة إلا في أضيق الحدود اللازمة لإثبات وجه الإعجاز)) [14] . وهذا مما قاد الكاتبة لتغوص في خضم مشاكل بيانية وعلمية لا حول لها ولا قوة بها .

    5) وأخيراً ، فالسبب الحاسم والأول في سقوط هذا الموضوع هو مخالفة النص الفرنسي محط الدراسة لنص الآية القرآنية الظاهر والواضح والمفهوم . فطلب النمل في الآية هو الاختباء خوفاً من الموت ، والذي يتعارض كل المعارضة مع وظيفة الفرمونات في النص الفرنسي والتي ينص دورها بأنه للهجوم والقتال .


    ______________________________ ________________


    رابعاً : منطلق البحث في الإعجاز العلمي للقرآن


    يوجهنا الدكتور الفاضل زغلول النجار إلى إمكانية الانطلاق من الآية القرآنية الكريمة للوصول إلى حقيقة كونية لم يتوصل العلم المكتسب إلى شيء منها بعد ، وذلك انطلاقاً من الإيمان الكامل بأن القرآن الكريم هو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
    ويمكننا أيضاً البدء من القرآن الكريم في إثبات إعجاز علمي في القرآن مما وصلت إليه الأبحاث العلمية حتى الآن . فعلى سبيل المثال ، في هذه الآية الكريمة :


    ( حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)
    لدينا عدة مسائل علمية : كالإحساس بالخطر لدى النمل ، وتمييز نوع الخطر لدى النمل ، ونوع الرسالة الموجهة عند الإحساس بالخطر ، وتصرف النمل بحسب الخطر .

    ومن هنا ينطلق الباحث في بحثه عن مقالات علمية موثقة ومعتمدة من قبل مراكز أبحاث متخصصة تجيب على تساؤلاته حول هذه النقاط ، ثم عليه أن يلتزم بضابط آخر مهم جداً وهو موافقة المسألة العلمية التي يأتي بها للنص القرآني . فقد لا تكون المسألة الدقيقة التي جاء بها مما تكلم عنه القرآن ، فالقرآن ليس كتاب علوم طبيعية .


    ______________________________ ________________


    وأخيراً ،


    أنا لا أنتقد في هذا الموضوع أو أناقش فهماً خاصاً حول آية من آيات القرآن ، كما لا أناقش وظيفة مادة من المواد الكيميائية . كلا ، أنا أناقش هنا آليات البحث في الإعجاز العلمي في القرآن وطريقة إثباته ، والذي اتضح دون أدنى شك أن موضوع (الدفاع عن النفس عند النمل) يفتقدها تماماً بدءاً من الأمور الظاهرة ، وصولاً إلى التخصص المعرفي .

    والله سبحانه وتعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها . فمن كان يملك العلم الذي يمكنه من خدمة كتاب الله والدعوة إلى الله فحيعلى ...
    وأما إن كان عاجزاً عن ذلك فأول سبيل للمسير في هذا الطريق هو التعلم ، لا التكلم في كتاب الله والعلوم الكونية بما لا يعلم ، ويحرف المعاني والترجمات ويقولها ما لم تقل ليصطنع إعجازاً ، ليضعه فوق اسمه .

    كما لا أنتقد أبداً أي مسلم وثق بما تقوله الكاتبة من حيث وجود إعجاز كيميائي دقيق ومشفر في الآية ، فنحن كمسلمين نثق بمن يتكلم من خلال كتاب الله ، ولا نبادر بالتشكيك فيما يقوله لثقتنا أن كتاب الله أكرم وأعلى من أن يتناوله الدجالون والمحتالون في مزاعمهم ، فالرهبة من كتاب الله واحترامه متجذرة فينا مهما بلغ الضعف في إيماننا أو ساءت أعمالنا . ولعل هذا مما سهل تمرير هذه الخدعة على العديد من المسلمين .

    ومن هنا فهذا الموضوع (الدفاع عن النفس عند النمل) لا يمس كتاب الله بشيء لأن كتاب الله محفوظ من الله . ولكنه يمس عقول المسلمين ، لأنه يجعل مما يتناقض مع الآية بياناً علمياً لها ... بل ويسمي هذا التناقض إعجازاً ، وهذا مما لا يرتضيه أي مسلم .


    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

    _______________________

    المصادر والمراجع :

    [1]
    http://www.ant***.org/world.js p
    [2]
    http://esa.confex.com/esa/2003/ techp...aper_11686.htm
    [3]
    http://www.jstage.jst.go.jp/ar ticle/zsj/23/4/353/_pdf
    [4]
    http://www.colostate.edu/Depts/ Entom...2002/lloyd.htm
    [5]
    http://www.colostate.edu/Depts/ Entom...2002/lloyd.htm
    [6]
    http://www.freepatentsonline.c om/5662914.html
    [7]
    http://www.pherobase.com/datab ase/co...hav-alanes.php
    [8] The miracle in the ant : P.42,
    http://www.harunyahya.com/ant0 1.php
    [9] د. زغلول النجار ، قضية الإعجاز العلمي للقرآن وضوابط التعامل معها، ص94
    [10] الإعجاز العلمي في القرآن والسنة تاريخه وضوابطه ، د.عبدالله المصلح ، ص 36
    [11] د. زغلول النجار ، قضية الإعجاز العلمي للقرآن وضوابط التعامل معها، ص 92
    [12] الإعجاز العلمي في القرآن والسنة تاريخه وضوابطه ، د.عبدالله المصلح ، ص 32
    [13] الإعجاز العلمي في القرآن والسنة تاريخه وضوابطه ، د.عبدالله المصلح ، ص 36
    [14] د. زغلول النجار ، قضية الإعجاز العلمي للقرآن وضوابط التعامل معها، ص 9


    المصدر:

    http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=13740

    http://www.up99.com/dldYnQ46707.rar.html
    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
    وينصر الله من ينصره

    تعليق


    • #3

      اللهم أعز الإسلام وارفع رايته دوماً وأبداً

      شكراً لكل من ساهم فى هذا الموضوع

      وجعله الله فى ميزان حسناته

      تعليق


      • #4

        للرفـــــــــــــــــــــــــــــع
        أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
        والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
        وينصر الله من ينصره

        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 7 فبر, 2023, 06:09 ص
        ردود 0
        123 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة Mohamed Karm
        بواسطة Mohamed Karm
         
        ابتدأ بواسطة ARISTA talis, 2 ديس, 2022, 01:54 م
        ردود 0
        67 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة ARISTA talis
        بواسطة ARISTA talis
         
        ابتدأ بواسطة عادل خراط, 21 نوف, 2022, 03:22 م
        ردود 25
        153 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة عادل خراط
        بواسطة عادل خراط
         
        ابتدأ بواسطة The small mar, 18 نوف, 2022, 01:23 ص
        ردود 0
        93 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة The small mar
        بواسطة The small mar
         
        ابتدأ بواسطة The small mar, 16 نوف, 2022, 01:42 ص
        ردود 0
        55 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة The small mar
        بواسطة The small mar
         
        يعمل...
        X