العدل داخل هذا الاطار
واذا ناقشنا كل ذلك من خلال العدل يمكننا ان نفصل بين نسبية الحقيقة وبين طلاقتها ببساطة شديدة ويمكننا إن نبدأ فى ذلك بهذا السؤال
هل العدل نسبى ام مطلق ؟ هل يمكن ان يكون هناك نوعين من العدل عدل الهي وعدل بشرى ؟ واذا كان هناك نوعين من العدل الا يجب ان يكون الأفضل والادق هو العدل الالهى الى مالا نهاية ؟ واذا كان هناك نوعين من العدل افلا يعد ذلك نقضا للعدل لان من العدل ان يكون العدل واحد مطلق لا يقيده شئ هوى ذات او زلات او غير ذلك من غايات ليست متعلقة بالعدل أو غيره من القيم هل يمكن ان أصوغ قانون لكل إنسان على حدة او اقتصر بتطبيق القانون على احد دون الآخر واذا كان لكل انسان قانون فكيف يتم الحكم فى المنازعات هل يتم طبقا لقانوني ام طبقا لقانونه ففى هذه الحالة سوف يرى كل انسان ان قانونه بالنسبة اليه هو الحسن وقانون الآخر هو القبيح والعكس صحيح واذا حدث ذلك فلن يتم حسم اى قضية من القضايا بوجه خاص او اى مسالة من المسائل بوجه عام لذلك لابد ان يكون العدل مطلق وفى نفس الوقت ثابت فطرى ومستقل عن هوى الذات بحيث اذا كان هناك نتيجة متعلقة بالعدل لا يختلف عليها اثنان حتى وان اختلف الزمان والمكان ولكي تفهم ذلك اذا كان هناك جمال نسببى متعلق بالحواس كحاسة البصر فهناك جمال مطلق متعلق ايضا بنفس هذه الحاسة والجمال النسبى المتعلق بشىء ما معناه ان هذا الشىء جميلا بالنسبة لشخص وقبيحا بالنسبة لشخص اخر اما الجمال المطلق فلا يمكن ان يختلف عليه اثنان ولو قست ما تكلمنا عنه بالنسبة لحاسة البصر لكلا من لحاستى الادراك والتمييز تجد ايضا ان هناك الحسن النسبى المتعلق بشىء معين عند بعض الافراد وهناك القبح النسبى المتعلق بنفس هذا الشىء عند البعض الاخر اى ان هذا الشىء حسن عند البعض وقبيح عند البعض الاخر مع انه واحد ومن الطبيعى ان الحكم الذى يكون مرجوعه الى الحسن النسبى او القبح النسبى لا ياخذ به فى الكلام عن حقائق الاشياء وخصوصا كما قلنا اذا كان الامر متعلق بالمصير الابدى للإنسان اوبالمفهوم الصحيح لبعض الأشياء المرتبطة بذلك كالعدل اما الذى ياخذ به شيئان فقط وهما الحسن المطلق الذى لا يمكن ان يختلف عليه اى اثنان و القبح المطلق الذى ايضا لا يمكن ان يختلف عليه اى اثنان وايضا العدل المطلق الذى لا يمكن ان يختلف عليه اثنان فى النتائج المترتبة على مفهومه او حقيقته وذلك لا يكون الا عن طريق الثوابت العقلية والإنسانية المجردة والمستقلة استقلالا تاما ومطلقا حتى عن ذاتية الإنسان نظرا لميل بعض البشر الخاطئ وتكيفهم فى بعض الاحيان مع الفساد وبذلك لابد ان يكون العدل من الثوابت الفطرية فيكون مطلق وليس نسبى وبالتالى يجب إن تكون الحقيقة المترتب عليها المصير الابدى للانسان مطلقة ايضا وليست نسبية ومن كل ما سبق نحصل على ان العدل ليس له علاقة باى قانون الا اذ اكان وسيلة لتحقيق غايته ((وعليه يجب إن تكون الحقيقة ايضا مطلقة وليس لها علاقة باى وجهة نظر)) وقبل الحديث عن هذا القانون يجب ان ابحث عن معنى ومفهوم العدل فاذا كان من مفهوم العدل المساواة فيجب ان يكون هذا المفهوم مغلف ومحمى من سوء الفهم او اللعب بالألفاظ ثم يتم البحث بعد ذلك عن قانون يحقق هذه الغاية اى المساواة لفظا ومعنى مما يؤكد ان المفهوم يكون هو السابق للقانون وبذلك يؤخذ طلاقته والحقيقة كذلك
اترك تعليق: