الأخلاق دليل على الخالق المبدع

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ديدات اكتشف المزيد حول ديدات
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأخلاق دليل على الخالق المبدع

    للشيخ/سعيد حوى رحمه الله

    الإنسان أكمل ما خلق الله , لذلك كان من أبدع ما يعرف الله به ولذلك فيقدر ما يعرف الإنسان نفسه يعرف ربه , وبقدر ما يجهل نفسه يجهل ربه , لذلك كانت الحكمة التي تقول : (( من عرف نفسه عرف ربه )) من أصدق الكلم التي صاغها عقل الإنسان وأهم شيء في الإنسان , صفاته الأساسية التي لا يمكن تعليلها إلا بأنها قبس من أمر الله ثم أخلاق الإنسان , والصفات الأساسية للإنسان : العلم , والإرادة , والقدرة.

    إن المادة لا تعرف نفسها ولا تعقل قوانينها , والمادة لا يمكن أن يكون لها خيار وقدرتها قدرة محدودة بإطار , أما الإنسان فيعلم ويريد تبعا لهذا العلم , وقدرته تنفذ على ضوء هذه الإرادة . إن استعداد الإنسان للعلم ظاهرة من أعظم ظواهر الوجود , إذ الإنسان وحده من هذه المخلوقات التي نراها , عنده استعداد ليعرف كل شيء , ويحلل ويركب ويقايس ويعلل , ويقبل ويرفض , ويتصور , ويستطيع أن يفكر حتى يعرف مجهولا على ضوء معلوم ويرسم للحياة طريقا أو طرقا , ويبني حضارة أو يهدمها ويتبع ظاهرة العلم , ظاهرة التعبير حين يعبر الإنسان عن كل هذا : تارة أدبا , وأحيانا كلمة , وأخرى فلسفة , وطورا منطقا , وبهدوء أو بشدة , وبعاطفة أو بعقل .

    إن علم الإنسان وبيانه يدلان مباشرة على الله : ( الرحمن , علم القرآن , خلق الإنسان , علمه البيان ) ، ( اقرأ وربك الأكرم , الذي علم بالقلم , علم الإنسان ما لم يعلم ) والمادة لا تريد , بل تخضع لإرادة وهذه الإرادة لا تتغير ولا تتبدل سننها والحيوان إن كانت له إرادة غريزة ضمن أطر معينة . إطار الحياة والموت , إطار الرزق و السفاد , أما ما عدا هذكا فيهو في بهيمة غامضة , لا يعرف معنى الإرادة حتى يريد ولكن الإنسان عنده طاقة إرادة , يرجح بها بين المتقابلين , ويختار من بين الضدين كلامه بإرادة , وحركته بإرادة , إن الإنسان وحده يملك حرية الاختيار بشكل لا مثيل له بين أجزاء العالم المحسوس . يختار الكذب فيكذب , ويختار الصدق فيصدق , ويختار الخراب فيخرب , و الإعمار فيعمر ؛ طاقة هائلة من الإرادة , يرافقها طاقة هائلة من القدرة .

    إنه بقدر ما أعطي الإنسان من طاقة إرادة , أعطي قدرة عظيمة , ومظهر هذه القدرة ؛ إمكانية التسخير والاستفادة من كل شيء . إنه يستطيع أن يستنبت الأرض إذا لم تنبت وأن يحصد إذا زرع , وأن يركب متن الريح والماء , وأن يأكل لحك الطير والسمك وأن يستخرج من كل شيء ما ينفعه , وأن يترك من كل شيء ما يضره إن علم الإنسان . وإرادة الإنسان . وقدرة الإنسان , تدل بشكل واضح على تميز الإنسان على المادة . وأن المادة لا يمكن أن تعطيه علما ولا إدراكا ولا قدرة ولا إرادة , بل الله وحده هو الذي يملك أن يعطي الإنسان هذا قال تعالى : (علم آدم الأسماء كلها) ، (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) ، (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) ، (وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون) ، (ألم نجعل له عينين , ولسانا وشفتين , وهديناه النجدين)..

    وأما الأخلاق ؛ فإنها تلك المشاعر التي تنتج سلوكا , ومحل هذه المشاعر عالم النفس عند الإنسان , إنها عالم كامل لا نعرف عنه إلا آثاره التي نحسها في أعماقنا , وتظهر تارة على صفحات وجوهنا ، أو على ألسنتنا أو أيدينا، مشاعر الرحمة والقسوة , العفو والانتقام الذلة والعزة العدل والظلم الأمن والخوف , والحرب والسلم , والغضب والحلم , والجبن والشجاعة , الكبر والتواضع , والجبروت واللين , و الهداية والضلال , القبض والبسط . الانخفاض والارتفاع . التجمع والتفرقة , الحب والبغض , الحقد والغل والكراهية والحسد , الإحساس بالجمال والإخلاص للمثل ومشاعر أخرى تفيض بها النفس وكأنها أمواج بحر كبير..

    نُساء فنبكي , نسر فنضحك , ونعشق ونبغض من عشقناه ونرجو ونيأس إنها النفس أغمض ما في الإنسان إن تجمع بروتونات أو الكترونات لا يكون إحساسات أخلاقية قال تعالى : (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي . ونفس وما سواها , وفي أنفسكم أفلا تبصرون) . ففي النفس آيات كثيرة كلها تشير إلى أن الله هو الذي خلق وجود النفس آية , وكل صفة من صفاتها الخيرة أو الشريرة آية . وعدا هذا ؛ ففي النفس آيات أخرى تدل على أن في هذا الكون عجائب غير مادية , تجعل الإنسان قريبا جدا مما وراء المادة فالتنويم المغناطيسي والطرح الروحي والتلبائي , وحوادث الرياضة الروحية التي يبصر أصحابها بلا إبصار هذه المعاني كلها تدل على أن هناك شيئا غير المادة في هذا الوجود , وحوادث قراءة الأفكار وما يحيط بها ؛ كلها تشير بعمق إلى أن الإنسان ليس مادة فقط وأنه عندما يموت الإنسان لا يكون قد تعطل جزء من جهازه المادي فقط , بل مع هذا يكون الإنسان قد فقد شيئا آخرا هذا الشيء المفقود هو الإنسان نفسه , وعاد التراب إلى التراب .

    وأخيرا , إن نشأة الحياة دليل على الله , وتعقيدات الحياة دليل على الله , وتنوع الأحياء دليل على الله , ومركز الإنسان في هذا الكون بصفاته العليا دليل على الله , وفي النفس البشرية – أخلاقها وعجائبها – دليل على الله , وهذا وحده كاف لتعرف به الله، فكيف إذا اجتمع معه ما ذكرنا سابقا وما سنذكر لاحقا ؟ وكيف إذا اجتمع مع هذا وحي يتنزل ومعجزات تتحدى ؟ وكيف إذا اجتمع مع هذا رسل صادقون صالحون أتقياء أذكياء وبررة فهل يبقى بعد كل ذلك لكافر من حجة ولا سبيل إلا حجة الجهل وسبيل الهوى المؤدي إلى البوار ثم إلى النار؟! ؛ (ألا لعنة الله على الكافرين)..
    .
    .
    النصرانية المحرفة لها مصدر، ومصدرها يجهله الكثير، ولو عرف المسيحيون مصدر التحريف لدينهم لتركوه حالا.
    مايقوله النصارى عن المسيح قال به الهنود (البرهمية) عن إلههم كرشنة، وكذلك قال به البوذيون عن بوذا.

    يقول الإمام محمد أبو زهرة:
    "....والقول الجملي أن الهنود يعتقدون في كرشنة ما يعتقده المسيحيون في المسيح،... فتقارَب الإعتقادان حتى أوشكا أن يتطابقا، وإذا كانت البرهمية أسبق من النصرانية المحرفة، فقد عُـلم إذن المشتق والمشتق منه، والأصل وما تفرع عنه، وعلى المسيحيين أن يبحثوا عن أصل دينهم".

  • #2

    المشاعر تدل على الخلق
    وتدل على وجود الروح وخلقها
    ألا لعنة الله على أصحاب النفوس الخبيثة
    الكافرين رغم وضوح الحق
    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
    وينصر الله من ينصره

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرا
      لا اله الا الله محمد رسول الله

      وليس في إسلامنا ما نخجل منه، وما نضطر للدفاع عنه، وليس فيه ما نتدسس به للناس تدسساً، أو ما نتلعثم في الجهر به على حقيقته ،ونحن لا ندعو الناس إلى الإسلام لننال منهم أجراً. ولا نريد علوّاً في الأرض ولا فساداً. ولا نريد شيئاً خاصاً لأنفسنا إطلاقاً، وحسابنا وأجرنا ليس على الناس. إنما نحن ندعو الناس إلى الإسلام لأننا نحبهم ونريد لهم الخير، مهما آذونا..

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة سيف الكلمة مشاهدة المشاركة

        المشاعر تدل على الخلق
        وتدل على وجود الروح وخلقها
        ألا لعنة الله على أصحاب النفوس الخبيثة
        الكافرين رغم وضوح الحق

        بارك الله في الشيخ سيف الكلمة
        اسأل الله أن يكون بخير
        .
        .
        النصرانية المحرفة لها مصدر، ومصدرها يجهله الكثير، ولو عرف المسيحيون مصدر التحريف لدينهم لتركوه حالا.
        مايقوله النصارى عن المسيح قال به الهنود (البرهمية) عن إلههم كرشنة، وكذلك قال به البوذيون عن بوذا.

        يقول الإمام محمد أبو زهرة:
        "....والقول الجملي أن الهنود يعتقدون في كرشنة ما يعتقده المسيحيون في المسيح،... فتقارَب الإعتقادان حتى أوشكا أن يتطابقا، وإذا كانت البرهمية أسبق من النصرانية المحرفة، فقد عُـلم إذن المشتق والمشتق منه، والأصل وما تفرع عنه، وعلى المسيحيين أن يبحثوا عن أصل دينهم".

        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة الكاتب عزالدين بن راشو, 29 يول, 2022, 09:44 ص
        ردود 0
        59 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة الكاتب عزالدين بن راشو  
        ابتدأ بواسطة أحمد محمدالألفى, 31 ماي, 2022, 07:13 م
        ردود 0
        49 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة أحمد محمدالألفى  
        ابتدأ بواسطة عادل خراط, 26 فبر, 2022, 01:32 م
        ردود 0
        39 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة عادل خراط
        بواسطة عادل خراط
         
        ابتدأ بواسطة عادل خراط, 24 سبت, 2021, 08:29 م
        ردود 11
        112 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة عادل خراط
        بواسطة عادل خراط
         
        ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 3 أغس, 2021, 12:28 م
        ردود 0
        85 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة Mohamed Karm
        بواسطة Mohamed Karm
         
        يعمل...
        X