كتاب ::: البيان الصحيح لدين المسيح ::: للأستاذ / ياسر جبر :::

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ظل ظليل مسلم اكتشف المزيد حول ظل ظليل
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    مفهوم الثالوث في المسيحية

    مفهوم الثالوث في المسيحية :

    موسوعة المعرفة المسيحية- دار المشرق – بيروت.
    "في اللاهوت المسيحيّ نقول إنَّ " الله واحد في ثلاثة أقانيم ". فما معنى " أقنوم "؟ إن كلمة " أقـنوم " تعنى شخصًا. فنقول : إنَّ الآب أقنوم والابن أقنوم والروح القدس أقنوم".



    من كتاب " وحدانية الثالوث في المسيحيّة والإسلام" - "إسكندر جديد":
    "ولا يعني المسيحيّون بتعدُّد الأقانيم أن الله ثلاثة جواهر ؛ لأن لفظ أقنوم لا يعني جوهر . فالمراد هنا بالجوهر الذات الواحدة .أي أنه الوحدة اللاهوتية. والمراد بالأقنوم واحد من الآب والابن والروح القدس. ومع ذلك فكلمة أقنوم - كسائر الألفاظ البشرية - قاصرة عن إيضاح حقيقة إلهية وهي أن الله ثالوث في الأقنومية ، وواحد في الجوهر".



    حسب قانون الإيمان النيقاوي – والنيقاوي القسطنطيني
    نؤمن بإله واحد، آب ضابط الكل، خالق السماء والأرض، كل ما يرى وما لا يرى. وبرب واحد يسوع المسيح، ابن اللـه الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء، .....وبالروح القدس الرب المحيي، المنبثق من الآب (والابن)، الذي هو مع الآب والابن يُسجد له ويُمجد، الناطق بالأنبياء.

    من قانون الإيمان الأثانسي :
    - هذا الإيمان الجامع هو أن تعبد إلهاً واحداً في ثالوث .وثالوثًا في توحيد.
    - لا نمزج الأقانيم ولا نفصل الجوهر.
    - إن للآب أقنومًا ، وللابن أقنومًا ، وللروح القدس أقنومًا .
    - ولكن الآب والابن والروح القدس لاهوت واحد ومجد متساوٍ .وجلال أبدي معاً.
    - وهكذا الآب إله ، والابن إله ، والروح القدس إله.
    - ولكن ليسوا ثلاثة آلهة ، بل إله واحد .
    - وهكذا الآب: رب ، والابن: رب ،والروح القدس: رب.
    - ولكن ليسوا ثلاثة أرباب ؛ بل رب واحد.
    - وكما أن الحق المسيحي يكلّفنا أن نعترف بأن كلاً من هذه الأقانيم بذاته إله ورب.
    - كذلك الدين الجامع ، ينهانا عن أن نقول بوجود ثلاثة آلهة وثلاثة أرباب.
    - فالآب غير مصنوع من أحد ، ولا مخلوق ، ولا مولود.
    - والابن من الآب وحده ،غير مصنوع ،ولا مخلوق ؛ بل مولود.

    - والروح القدس من الآب والابن .ليس مخلوق ولا مولود بل منبثق.

    حسب وجهة النظر النصرانية:
    هناك إله واحد وهذا الإله له ثلاثة أقانيم ( أشخاص ) وكل من هذه الأقانيم إله كامل بمفرده، ولكنهم كلهم إله واحد وليسوا ثلاثة آلهة !.



    السؤال الذي يسأله غير المسيحي والذي يجب أن يوجهه كل مسيحي لقساوسته وعلمائه هو ما الدليل من الكتاب المقدس على الثالوث ؟! أو كيف تم ذكر هذا الموضوع في الكتاب المقدس ؟!

    أو كيف عرفتم بوجود الثالوث؟! أو كيف عرفتم أن الله واحد في ثالوث ؟!

    مع ملاحظة أن تقديم الدليل الكتابي يجب أن يسبق أي محاولة للشرح والتفسير من جانب القائلين بالثالوث ، وبعد أن يتم تقديم الأدلة الكتابية على المعتقد من الممكن أن يتم الشرح والتشبيه لمن لا يفهم التفسير.
    فمن المفترض أننا لو أعطينا الكتاب المقدس لشخص على أنه من عند الله ، فيجب أن يجد فيه ويعرف منه بوضوح من هو الرب الذي يعبده وهل هو واحد أم ثالوث ، أم واحد في ثالوث؟!



    عند مناقشة النصوص الدالة على المعتقد ، سنعتبر أن الكتاب المقدس مصدرًا موثقًا بصرف النظر عن وجهة نظر الإسلام فيه, فالكتاب لا يحوي أدلة على الثالوث ولا على ألوهية المسيح وألوهية الروح القدس وغيرها من المعتقدات الرئيسة المسيحية كما سيتم التوضيح .

    تعليق


    • #17
      نصوص الاستدلال على الثالوث والرد عليها

      كما ذكرنا سابقًا :



      ( أ) لم يأت أي نص صريح واضح يبين أو يشير أو يدل على الثالوث.
      (ب) لم يأت ذكر لكلمة الثالوث في الكتاب المقدس سواء العهد القديم أو الجديد.
      (ج) لم تَذكر كلمة أقنوم أو أقانيم أو أن الواحد ثلاثة بأيٍّ من أسفار الكتاب المقدس .








      ولكن يستدل النصارى على وجود الثالوث بنصوص رئيسة هي:
      1- النص الأول للاستدلال على الثالوث :

      (إنجيل متى 28 : 19 ) : " فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأمم وَعَمِّدُوهُمْ باسم الآب وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ ".

      يقول النصارى: " إن الوحدانية واضحة من قوله عمّدوهم باسم ، ولم يقل عمّدوهم بأسماء لأننا لا نؤمن بثلاثة آلهة لها ثلاثة أسماء .
      هذا على اعتبار أن العبارة جاء فيها ( اسم) وهو لفظ مفرد ولم يأت بها (أسماء ) بصيغة الجمع مما يعني حسب تفسيرهم أن الثلاثة هم واحد !.


      الرد على النص الأول: النص يمكن نقضه بثلاثة طرق:
      1- الرد الأول على النص الأول باستخدام أمثلة مشابهه لنفس العبارة مثل:
      أ- إن خاطبنا إحد الجيوش أو الفصائل قائلين : حاربوا إسرائيل باسم مصر وسوريا وفلسطين.

      فالعبارة لا يوجد بها خطأ مع أن الثلاثة ليسوا واحدًا وكل منهم يختلف عن الآخر.
      ب- بيان موجّه للجيوش العربية : على الجيوش العربية أن تقاتل باسم العروبة والإسلام والشرف والكرامة والعدل . ولا يوجد خطأ في هذه العبارة ، وفي نفس الوقت العروبة والإسلام والشرف والكرامة والعدل ليسوا واحدًا .
      يتضح من ذلك أن وجود (اسم) في الجملة لا يشترط أن يكون ما بعده مفرد. وهذا التركيب في اللغة يسمى جواز إفراد المضاف مع تعدد المضاف إليه.



      2- الرد الثاني على النص الأول, بأمثلة من الكتاب المقدس تم استخدام فيها اسم وجاء بعده جمع ما لا يمكن اتحاده:
      (التثنية 18:20) : "وأما النبي الذي يطغى فيتكلم باسمي كلامًا لم أوصه أن يتكلم به أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى فيموت ذلك النبي" . ولاحظ هنا أن النص قال باسم آلهة أخرى ولم يقل بأسماء آلهة أخرى.

      والنص السابق بالإنجليزية هو :

      De 18:20 But the prophet, which shall presume to speak a word in my name, which I have not commanded him to speak, or that shall speak in the name of other gods, even that prophet shall die.

      النص السابق جاء به اسم name في صيغة المفرد وجاء بعده آلهة أخرى other gods في صيغة الجمع.وبالطبع الآلهة الوثنية ليست عبارة عن إله واحد في مجموعة.

      لذلك استخدام (اسم) حسب الكتاب المقدس للدلالة على جمع لا يعني أن مابعده قابلين للاتحاد في واحد أو متحدين في واحد.



      3- الرد الثالث على النص الأول ، هل قالها المسيح حقًا ؟

      لاحظ الكثير من علماء المسيحية أنه إن كان عيسى قد أوصى حوارييه حقاً أن يقوموا بالتعميد وفق قوله "عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" فمن المستبعد أن يكون الحواريون والتلامذة جميعا" قد عصوا أمره المباشر وقاموا بالتعميد باسم عيسى المسيح وحده, فالمسيح حسب النص الوارد في (متى 28 : 19) قال ذلك أمام الأحد عشر تلميذًا على الجبل فيما يمكن أن يسمى بالوصية النهائية ، ومن الصعب تخيل أن كل التلاميذ نسوا هذا القول المهم والأساسي ولم يذكره أي أحد منهم بعد ذلك إطلاقا وذلك لقيامهم جميعًا بالتعميد باسم يسوع فقط في النصوص التي تملأ العهد الجديد .
      - (أعمال الرسل 2: 38 )" فقال لهُم بُطرُس: تُوبوا وليَتعَمَّدْ كُلُّ واحدٍ مِنكُم باَسمِ يَسوعَ المَسيحِ ". فلم يقل باسم الآب والابن والروح القدس ! وكذلك فعل باقي التلاميذ حسب العهد الجديد .( النصوص التالية من الترجمة العربية المبسطة وهي لاتختلف عن الفان دايك الشائعة إلا في استخدام يتعمد بدلا"من اعتمد ).
      -(أعمال 10 : 48 " فَأَمَرَهُمْ بِأَنْ يَتَعَمَّدُوا بِاسمِ يَسُوعَ المَسِيحِ، ثُمَّ طَلَبُوا مِنهُ أَنْ يَبقَى مَعَهُمْ عِدَّةَ أَيَّامٍ." )
      - (أعمال 8 : 16 ( : "إلاَّ أنَّهُمْ كَانوا قَدْ تَعَمَّدُوا بِاسمِ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيحِ. ".
      - ( أعمال الرسل 19 : 5 ) : "فَلَمَّا سَمِعُوا هَذَا، تَعَمَّدُوا بِاسمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. ".
      - ( غلاطية 3 : 27 ): "فَأَنتُمْ جَمِيعَاً الَّذِينَ تَعَمَّدْتُمْ فِي المَسِيحِ، قَدْ لَبِسْتُمُ المَسِيحَ. .

      والصيغة في( مرقس 16 : 15) "وقال لهم : اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها ". فلا يوجد فيها ذكر للآب والابن والروح القدس مثل باقي العهد الجديد, لذلك نجد العديد من المصادر العالمية والمسيحية تنتقد هذا النص ومن هذه المصادر :





      - كتاب "من أجل المسيح" لتوم هاربر((Tom Harpur :

      والذي كتب فيه : " يتفق جميع أو أغلب العلماء المحافظين على أن الجزء الأخير من هذه الوصية على الأقل قد تم إضافته لاحقاً. هذه الصيغة غير موجودة في أي مكان آخر في العهد الجديد، ونحن نعلم من خلال الدليل الوحيد المتوفر لدينا (بقية العهد الجديد) أن الكنيسة الأولى لم تقم بتعميد الناس باستخدام هذه الألفاظ – بل إن التعميد كان باسم يسوع وحده. وبالتالي فإن النص الأصلي يقول: "عمدوهم باسمي" ومن ثم جاءت الإضافة لتصبح جزءًا من العقيدة. وفي الحقيقة إن أول من أشار إلى هذا الأمر هم الناقدون الألمان بالإضافة إلى طائفة "الموحدين" في القرن التاسع عشر، و هذا الرأي كان شائع القبول عموماً في الأوساط العلمية حتى عام 1919. في أول إصدار لتفسير بيك (Peake) يقول: (إن كنيسة الأيام الأولى لم تبدِ اهتماماً بهذه الوصية المنتشرة في العالم اليوم و إن كانت على علم بها. إن وصية التعميد باسم ثلاثة إنما هي توسيع في العقيدة ).[1]


      - جاء في تفسير بيك (Peake) للكتاب المقدس: والذي طبع سنة 1919، والذي نال إعجاباً عالمياً واعتبر المرجع الأساسي لدارسي الكتاب المقدس: "يتم شرح هذه المهمة من خلال لغة الكنيسة وأكثر المعلقين يشككون في أن صيغة الثالوث موجودة في الأصل في إنجيل متى، حيث إن بقية العهد الجديد

      لا يحتوي على هذه الصيغة بل يصف التعميد كما تم تأديتـه باسم يسوع ] أعمال الرسل:(2: 38)،(8: 16) إلخ[ .

      - جاء في تفسير تيندالTendal)) للعهد الجديد: إن من المؤكد أن الكلمات "باسم الآب والابن والروح القدس" ليست النص الحرفي لما قال عيسى، ولكن إضافة دينية لاحقة. [2]

      - جاء في الموسوعة الكاثوليكية: إن الصيغة التعميدية قد غيرتها الكنيسة في القرن الثاني من باسم يسوع (عيسى) المسيح لتصبح باسم الآب والابن والروح القدس.[3]

      - جاء في قاموس الكتاب المقدس: النص التثليثي الرئيسي في العهد الجديد هو الصيغة التعميدية في متى 28: 19 ... هذا القول المتأخر فيما بعد القيامة غير موجود في أيٍّ من الأناجيل الأخرى أو في أي مكان آخر في العهد الجديد، هذا وقد رآه بعض العلماء كنص موضوع في متى. وقد وضح أيضاً أن فكرة الحواريين ما زالت مستمرة في تعليمهم ، حتى إن الإشارة المتأخرة للتعميد بصيغتها التثليثية ربما كانت إقحامًا لاحقًا في الكلام.[4]

      - جاء في الكتاب المقدس النسخة القياسية الحديثة NRSV : يدعي النقاد المعاصرون أن هذه الصيغة نسبت زوراً ليسوع وأنها تمثل تقليداً متأخراً من تقاليد الكنيسة الكاثوليكية ؛ لأنه لا يوجد مكان في كتاب أعمال الرسل أو أي مكان آخر في الكتاب المقدس تم التعميد باسم الثالوث. [5]



      تأكيد آخر على عدم صحة النص:
      لقد أصرّ المسيح طوال الوقت على دعوة اليهود فقط كما يلي:
      1- قال المسيح للمرأة الكنعانية (الفلسطينية), إنه أٌرسل فقط لبني إسرائيل.

      وفي (متى 15 : 22) : " وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً" . (23) فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا" . (24) فَأَجَابَ: لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ " .

      2-طلب المسيح من الحواريين الذين أرسلهم أن لا يدعوا أو يبشروا إلا بني إسرائيل فقال:

      في(متى 10 : 5 ) : "هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا ". (6 ) : "بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ ".

      3- قال المسيح للحواريين حسب الكتاب المقدس:" لن تكملوا مدن إسرائيل حتى يكون مجيئي" .

      في( متى 10 : 23 ) :"ومتى طاردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى ، فإني الحق ، أقول لكم : لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان".

      4- قال المسيح للحواريين ستدينون أسباط بني إسرائيل الاثنى عشر ولم يذكر أي شيء عن باقي العالم والأمم.

      في(متى 19 : 28 ) : "فقال لهم يسوع الحق أقول لكم : أنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر كرسيًا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر".

      فى (لوقا 22 : 30) : لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسي تدينون أسباط إسرائيل الاثنى عشر").


      النصوص السابقة تظهر بوضوح اختصاص دعوة المسيح لبني إسرائيل, ومن غير المعقول أن يطلب المسيح من الحواريين بعد قيامته المزعومة في الإنجيل أن يقوموا بدعوة غير بني إسرائيل مخالفا" لأفعاله ومخالفا" لوصاياه فيقول لهم: (متى 28 : 19) فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأمم .



      يلاحظ أنه قد جاء في القرآن الكريم أن المسيح عليه السلام أرسل لبني إسرائيل فقط, فقال الله تعالى:

      }وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ..........{ الآيه [آل عمران : 49] .



      2- النص الثاني الذي يستدلون به على الثالوث:

      رسالة( يوحنا الأولى 5 : 7 ): " فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآب، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ".

      قبل الحديث عن هذا النص يجب التعريف بتراجم العهد الجديد:

      - العهد الجديد الذي يضم هذه الفقرة تمت كتاباته باليونانية.
      - الترجمة إلى اللغات الأخرى كانت تتم باستخدام المخطوطات اليونانية المتوافرة من القرن الرابع الميلادي وما بعدها إلى اللغة الإنجليزية.( لا توجد مخطوطات تعود إلى زمن كتابة الأناجيل).
      - في القرن السابع عشر قام ملك إنجلترا "الملك جيمس" بعمل ترجمة كاملة للكتاب المقدس نشرت عام 1611 وسميت "ترجمة الملك جيمس" .
      - انتشرت هذه الترجمة مع انتشار وسائل الطباعة الحديثة وأصبحت الأشهر ويرمز لها "KJV".
      - أصبحت ترجمة "الملك جيمس" الأوسع انتشارًا في العالم وتم عمل منها التراجم لمختلف اللغات الأخرى ( عربي- فرنسي- أسباني – صيني – هندي-....إلخ) .
      -الترجمة العربية من نسخة "الملك جيمس" المنتشرة في العالم العربي تسمى ترجمة "سميث فان دايك" أو "الفان دايك " ويرمز لها بالحروف SVD)) وقد بدأ فيها دكتور يسمى "غالي سميث" ومات عام 1854 قبل أن يكملها، فاشترك "بطرس البستاني" و"كرنيليوس فاندايك " في ترجمة باقي الكتاب المقدس بعد مراجعة ما جاء عن " سميث" , واكتملت الترجمة في مارس 1865.
      - اعتمدت ترجمة الملك جيمس وبالتالي ما ترجم عنها للغات الأخرى على مخطوطات تسمى مخطوطة "الفاتيكان" ( Codex Vaticane).
      - ونتيجة لاكتشاف مخطوطة "سانت كاترين" (Codex Sinatics ) في القرن التاسع عشر، اجتمع علماء المسيحية وذلك لعمل ترجمة أكثر دقة، بالاعتماد على الوثائق والمخطوطات الأكثر دقة والمكتشفة حديثًا.
      - اجتمع اثنان وثلاثون عالما من أكبر علماء المسيحية في العالم أجمع من مختلف الطوائف ومع مساندة خمسين هيئة مسيحية وعلمية تم إعداد ترجمة أكثر دقة وذلك بدراسة أعمق للمخطوطات وبالاعتماد على المخطوطات المكتشفة حديثًا.
      - تم عمل النسخة القياسية المعدلة ( عام 1881 ) وتسمى Revised standard Version" " ويرمز لها RSV)). والتي طبعت طبعتها الأولى في بداية القرن العشرين.
      - استمرت طباعة هذه النسخة حتى عام 1972م ومن الممكن قراءة المقدمة الخاصة بها على شبكة الانترنت من الرابط التالي :
      http://www.ncccusa.org/newbtu/aboutrsv.html مع العلم أن هذه النسخة غير متوافرة في المكتبات الآن فالمتوافر النسخة الحديثة منها NRSV) ).
      - قام علماء إنجلترا بعمل الترجمة الإنجليزية القياسية ESV) ). وقام علماء أمريكا بعمل الترجمة القياسية الأمريكية ASV ) ) وقامت مجموعة من العلماء على مستوى العالم بعمل النسخة العالمية القياسية ( ISV ) .( النسخ السابقة متوافرة في المكتبات وعلى شبكة الانترنت).
      - استمر عمل النسخ والتراجم فتم عمل الملك جيمس الحديثة (MKJV) , القياسة المعدلة الجديدة NRSV) ).... إلخ.
      -هناك تراجم أخرى خاصة بالطوائف المنشقة عن المسيحية لن نتعرض لها مثل الترجمة الخاصة بشهود يهوه " New World version".

      - التراجم الإنجليزية متوافرة بمكتبات "دار الكتاب المقدس" ومكتبات "دار الثقافة" , ومن الممكن تصفحها من مواقع الانترنت مثل:
      http://www.biblegateway.com/

      - بعد ظهور التراجم الإنجليزية الحديثة والتي اعتمدت على مخطوطات أكثر دقة, ظهرت الترجمات العربية الآتية:

      1- الترجمة العربية المشتركة: تمت الترجمة بحضور ممثلين عن كل الطوائف المسيحية, وموجودة بدار الكتاب المقدس وعلى الانترنت بموقع البشارة.
      http://www.albichara.org/

      2-الترجمة العربية المبسطة: وموجودة بدار الكتاب المقدس ودار الثقافة وبموقع قناة الحياة على الانترنت.
      3- الترجمة الكاثوليكية : من إصدار دار المشرق واعتمدت على المخطوطات الحديثة أو التراجم الإنجليزية الحديثة. متوافرة بموقع البشارة على الانترنت والكنائس الكاثوليكية.

      4- كتاب الحياة : ترجمة تفسيرية وموجودة بدار الكتاب المقدس ودار الثقافة وبموقع البشارة.



      ملاحظات هامة :

      - التراجم السابقة, تهم كل الطوائف, ولا علاقة لها بالاختلافات المذهبية.
      - الذين قاموا بعمل التراجم السابقة هم علماء من علماء المسيحية, ولكن تحريا" للدقة قاموا بحذف عبارات وكلمات في حوالي 300 موضع من نسخة "الملك جيمس" التي هي أصل التراجم كما سيتم التفصيل.

      - الكتاب المقدس الذي يتم استخدامه في الوطن العربي هو على الأغلب ترجمة " سميث فان دايك" الذي تمت ترجمته من نسخة الملك جيمس وتقوم بطباعته دار الكتاب المقدس ( البروتستانتية) والقائمون على النسخ الحديثة هم نفس الذين قاموا بعمل نسخة "الملك جيمس", فلا يوجد مبرر لرفض التراجم الحديثة طالما تم قبول الترجمة الأولى.

      - طائفة الأرثوذكس في مصر تعتمد على ترجمات البروتستانت القديمة, وترفض أن تتبع تراجمهم الحديثة التي اعتمدت على المخطوطات الأكثر دقة, منعا" لتغيير الكتاب.



      1-الرد الأول على النص الثاني:

      (رسالة يوحنا الأولى 5 : 7) : " فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآب، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ . وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ".

      وهذا النص السابق موجود بترجمة الملك جيمس وهي التي كانت تعتبر مصدرًا للغات الأخرى ، وقد قامت التراجم الإنجليزية الحديثة للكتاب المقدس بحذف هذا النص ؛ لأنه ثبت لعلماء المخطوطات والكتاب المقدس أن هذا النص دخيل وغير موجود إلا في بعض المخطوطات الحديثة.



      والنص الآن غير موجود في: النسخة العالمية “ISV” , والنسخة الأمريكية القياسية “ASV”, والنسخة الإنجليزية القياسية “ESV” ... إلخ.
      ومثال هذا ما جاء في الترجمة العالمية القياسية :

      ISV:

      1Jo 5:7 for there are three witnesses-

      1Jo 5:8 the Spirit, the water, and the blood-and these three are one.

      1Jo 5:9 if we accept

      (5 :7 ) : " لذلك هناك ثلاثة شهود" .

      (5 : 8 ) : "الروح والماء و الدم وهؤلاء الثلاثة هم واحد" .
      ( فلا يوجد أي ذكر للآب والكلمة والروح القدس ولا ذكر أن الثلاثة هم واحد ) .



      وبالتالي تم حذف النص من التراجم العربية الحديثة كالآتي:

      1- الترجمة العربية المشتركة :حذفت النص. ( صورة مرفقة للعدد بدون نص الشهود الثلاثة الذي تم حذفه !).

      2- الترجمة العربية المبسطة : حذفت النص أيضا". ( صورة مرفقة للعدد بدون نص الشهود الثلاثة الذي تم حذفه !).

      3- الترجمة الكاثوليكية الحديثة (منشورات دار المشرق - بيروت) : حذفت النص أيضا" ( صورة مرفقة), وكتبت في الهامش أسفل الفقرة التي تسبقه (الصفحة 992–الطبعة 19 – العهد الجديد) "في بعض الأصول: "الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد ". ولم يرد ذلك في الأصول اليونانية المعول عليها, والراجح أنه شرح أدخل إلى المتن في بعض النسخ "".
      4 - الترجمة التفسيرية للكتاب المقدس - (كتاب الحياة) –وضعت النص بين قوسين ( صورة مرفقة) وكتبت بالمقدمة أن ما بين الأقواس عبارة عن شرح وتفسير وغير موجود بالنص الأصلي.( صورة مرفقة).




      صورة ضوئية من العهد الجديد - الترجمة العربية المشتركة. التي اشتركت فيها كافة الطوائف العربية. إصدار دار الكتاب المقدس. يلاحظ أن النص محذوف.




      صورة ضوئية من العهد الجديد - الترجمة العربية المبسطة. إصدار دار الكتاب المقدس. يلاحظ أن النص محذوف.














      صورة ضوئية من العهد الجديد - كتاب الحياة – ترجمة تفسيرية – إصدار دار الكتاب المقدس.

      النص بين أقواس من ينتبه للأقواس والتعريف بها في بداية الكتاب ينتبه ومن لا ينتبه سيظنه جزء من كتابه المقدس.




      صورة ضوئية من العهد الجديد - كتاب الحياة- المقدمة – الأقواس هي إضافة وتوضيح للنص وليست موجودة في الأصل..





      صورة ضوئية من العهد الجديد - الكتاب المقدس للكاثوليك- النص تم حذفه ويوجد رقم 3 كملحوظة في الهامش أسفل الصفحة.






      صورة ضوئية من العهد الجديد - الهامش أسفل الصفحة في الكتاب المقدس للكاثوليك- تذكر أن النص أُدخل على المتن !.



      ولكن لا يزال الأرثوذكس في مصر وغالب الوطن العربي. يفضلون العمل بنسخة " سميث فان دايك " وهي ترجمة لنسخة الملك جيمس القديمة التي تحتوي هذا النص, والذي ثبت بعد ذلك أنه لا يوجد في النسخ الأقدم للمخطوطات.




      صورة ضوئية من العهد الجديد - ترجمة "سميث فان دايك" المنتشرة بين غالبية الأرثوذكس العرب. إصدار دار الكتاب المقدس. النص موجود.



      الغريب أن في بعض التفاسير الحديثة الصادرة من الأرثوذكس ( صورة مرفقة), قاموا بتفسير الأعداد بدون وضع النص أو التطرق له بالتفسير حيث حذفوا النص من التفسير! وفي ذلك تأكيد واضح على علمهم أنه إضافة حديثة ، ولكنهم حتى الآن يتركون الكتاب الذي يحتوي على هذا النصوص المضافة مع أتباعهم .( لاحظ أنه تم تفسير الفقرة التالية تحت رقم 25 , سيتتم الانتقال للفقرة التي تلي الشهود الثلاثة .)








      صورة ضوئية من الموسوعة القبطية للتفسير الكتابي الشامل - تفسير رسائل القديس يوحنا الثلاثة- إعداد دياكون ميخائيل مكسي اسكندر- بإشرف نيافة الأنبا متاؤس – أسقف ورئيس دير السريان العامر. مكتبة المحبة –مصر.

      وفيما يلي أقوال بعض المعاجم المسيحية حول هذا النص:
      "إن النص المتعلق بالشهود الثلاثة في السماء (يوحنا الأولى 5: 7) -نسخة الملك جيمس - ليس جزءًا حقيقياً من العهد الجديد".[6]



      "إن العدد في رسالة( يوحنا الأولى 5: 7) يقول: "فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ". إلا أنه إضافة على الأصل حيث لا أثر له قبل أواخر القرن الرابع بعد الميلاد". [7]



      "إن العدد في رسالة( يوحنا الأولى 5: 7) في النص اليوناني الأول للعهد الجديدTextus Receptus والموجودة في نسخة الملك جيمس يوضح كيف أن يوحنا قد توصل إلى عقيدة الثالوث في هيئتها الواضحة "الآب والكلمة والروح القدس" ، إلا أن هذا النص وبكل وضوح هو إضافة على الأصل باعتبار أنه غير موجود في المخطوطات اليدوية اليونانية الأصلية ".[8]



      وفي تفسير "بيك" للكتاب المقدس( Peake's Commentary on the Bible) يقول الكاتب:

      ""إن الإضافة الشهيرة للشهود الثلاثة :"الآب والكلمة والروح القدس" غير موجودة حتى في النسخة القياسية المنقحة. وهذه الإضافة تتكلم عن الشهادة السماوية للآب، واللوجوس وهو(الكلمة) ، والروح القدس، إلا أنها لم تستخدم أبداً في المناقشات التي قادها أتباع الثالوث. لا يوجد مخطوطة يدوية جديرة بالاحترام تحتوي على هذا النص. حيث إن هذه الإضافة قد ظهرت للمرة الأولى في النص اللاتيني في أواخر القرن الرابع بعد الميلاد، حيث أقحمت في نسخة فولغيت(Vulgate) وأخيرًا في نسخة

      إيراسمس( Erasmus) للعهد الجديد .""



      وللأسباب المذكورة أعلاه نجد أن اثنين وثلاثين من علماء الإنجيل يدعمهم خمسون من الطوائف المسيحية المساعدة، عندما قاموا بجمع النسخة القياسية المنقحة للكتاب المقدس ( RSV)اعتمدوا على أقدم المخطوطات اليدوية المتوفرة لديهم، ونجدهم قد أحدثوا تغييرات شاملة على هذه النسخة بالحذف في ما يقرب من 300 موضع ومن بين هذه التغييرات كان طرح العدد (يوحنا الأولى 5: 7) جانبًا على أنه تحريف أضيف على الأصل.



      2 - الرد الثاني على النص الثاني:

      رسالة يوحنا كتبت بعد حوالي سبعين عامًا من رفع المسيح وبعد كتابة الأناجيل الأربعة المعتمدة، فهل انتظر يوحنا كل هذا ليعبر عن التثليث بهذا القول؟!.

      وهل تجاهل المسيح وتجاهل كتبة الأناجيل الإعلان عن أهم معتقد في المسيحية ، وتم الانتظار حتى جاءت رسالة يوحنا التي تمت كتابتها بعد المسيح بحوالي 70 عامًا لتعبّر عن الله بصورته الصحيحة ؟!
      ولماذا لم يشر إليه في أيّ من الأناجيل السابقة ، أوحتى على لسان المسيح ؟!
      وهل كان باقي كتبة الأناجيل الذين سبقوه لم يعلموا مثل ما علم أن هناك ثلاثة شهود بالسماء ؟!

      وهل الثالوث والأقانيم شيئًا ثانويًا لا يستحق الإعلان عنه من المسيح أو من كتبة الأناجيل ؟!



      3- النص الثالث الذي يستدلون به على الثالوث:


      رسالة ( يهوذا 1: 20-21 ) :"وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ، مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَاحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّة "ِ.

      والشبيه به:
      رسالة ( كورنثوس الأولى 13: 14): "ولِتكُنْ نِعمَةُ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ ومَحبَّةُ اللهِ وشَرِكَةُ الرُّوحِ القُدُسِ مَعكُم جميعًا. آمين ".

      ملحوظة : كلمة "رب" هي ترجمة للكلمة الإنجليزية "لورد" (Lord ) والتي تعني سيد أو حاكم كرب العمل ، ورب البيت ، لورد كرومر .......إلخ .


      الرد على النص الثالث:
      النصان لا يفيدان وجود الثالوث, فلا يوجد ما يستدل به على أن " الله وعيسى والروح القدس هم إله واحد" ، فلو قال مثلاً أحد القادة لجنوده الذاهبين إلى الحرب : أيها الأبطال ابنوا أنفسكم على الواجب، مطيعين أوامر رؤسائكم ، واحفظوا أنفسكم في محبة وطنكم ، منتظرين رحمة الله .
      فلا يمكننا أن نقول إن هذا البيان يتطلب دمج الواجب مع الرؤساء مع الوطن مع رحمة الله في واحد ، أو إن قال أحد مدربي لاعبي كرة القدم لفريقه : فليكن معكم روح الفريق ، وقوة المحارب ، وجهد الحصان، وبركة الدعاء فيكون كلاً من "الفريق والمحارب والحصان والدعاء" واحد في أربعة ،أو أربعة في واحد ، بالإضافة إلى أنه بقدر ما تحتويه العبارات السابقة من ضعف لإثبات أهم معتقد في المسيحية, إلا أنه لم تكن هذه العبارات من أقوال المسيح كما لم تكن هناك أي إشارة أو تصريح للسيد المسيح يقول فيه ثالوث ، أو أقنيم ، أو الثلاثة هم واحد ، أو الروح القدس إله ، أو أنا إله ، أو.. إلخ .

      فهل عجز المسيح عن التصريح بذلك ؟!

      جاء في ملحق أكسفورد للكتاب المقدس:
      " إن أُولى أدلة العهد الجديد على صيغة التثليث هي ما ورد في رسالة بولس الثانية إلى أهل(كورنثوس 13: 14) والتي يدعو فيها بولس لأهل كورنثوس لتكون معهم نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس. ومن الممكن أن تكون هذه الصيغة الثلاثية مستمدة من طقوس دينية لاحقة وأضيفت إلى نص كورنثوس الثانية عند نسخها ".[9]

      4- النص الرابع الذي يستدلون به على الثالوث ( استخدام صيغة الجمع ):

      (تكوين 1 : 26) : " وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الإِنْسَان عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا" .

      يقول النصارى : أن الله تكلم عن نفسه بصيغة الجمع في العهد القديم وهذه إشارة للثالوث ، ولم يفهمها اليهود ، حتى جاء العهد الجديد الذي على ضوء تعاليمه تم فهم هذه الإشارات على أنها إشارات للثالوث.
      فكتب إسكندر جديد في كتابه "وحدانية الثالوث في المسيحية والإسلام" . ص4 :
      في سفر التكوين تلميحات إلى تعليم الثالوث, لا تفهم جليًا إلا بنور إعلانات بعدها, كورود اسم الله في صيغة الجمع " إلوهيم " ( واستخدام ضمير يدل على الجمع مثل صورتنا و إلهنا ....).
      كقوله (تكوين 1 :1 ) : " فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ ] إلوهيم [ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ".

      و(تكوين 1 : 26) : " وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا" .

      و(تكوين 3 : 22 ) : "وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: هُوَذَا الإِنْسَان قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ".

      كما جاء في معجم اللاهوت الكتابي ما يلي:

      لقد استخدم الله ضمير الجمع لنفسه في قوله :"نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" ( تك 1: 26) . "هوذا الإنسان قد صار كواحدٍ منا" (تك 3: 22) :"هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم" ( تك 11: 7) . [10]

      كتب القمص زكريا بطرس في كتابه "الله واحد في الثالوث الأقدس" مبررًا عدم ذكر الثالوث في العهد القديم : والواقع أنه عندما يكون الإنسان طفلا، تعطي له الحقائق العويصة مبسطة مجملة، ولكن عندما ينضج هذا الطفل ويكمل إدراكه ، لا تشبعه المعلومات المجملة المبسطة، وإنما يسعى باحثاً عن دقائق الأمور وتفاصيلها ، إذ يضحى عقله مستعدًا لتقبلها واستيعابها. وهذا هو الحال مع البشرية ، فعندما كانت في مرحلة الطفولة الفكرية. أعطاها الرب صورة مجملة عن ذاته، على قدر ما تستطيع أن تدرك. وعندما نمت عقلية المؤمنين ، بدأ الرب يعلن عن ذاته بطريقة دقيقة ، فكشف عن حقيقة الثالوث في الوحدانية. وقد فسر البعض ذلك بطريقة خاطئة ظانين أن المسيحيين يؤمنون بثلاثة آلهة.[11]



      الرد على النص الرابع: (الرد على الادعاء أن استخدام صيغة الجمع يرمز للثالوث ):
      الرد من عدة أوجه:
      أ - من المعروف أن هناك أسلوبًا للتعظيم وهو لضمير المخاطب والمتحدث ويكون فيه الضمير ضمير جمع يعبر أو يعود على مفرد ، فعندما يتحدث رئيس الجمهورية ويقول : "قررنا أو نحن " لا يكون المقصود من كلامه أن هناك ثالوثا" أو أكثر؛ بل المقصود من كلامه التعظيم وهذا في اللغة وارد ، وعندما تخاطب أحد الرؤساء بالقول : سأحضر لسيادتكم ، أو لحضرتكم ، أو لجنابكم فمن غير الممكن أن يظن شخص ما أنك تحدّث جمعًا ؛ بل هو واحد على سبيل التعظيم .

      والجمع للتعظيم موجود في العبرية ولا سبيل لإنكاره ونكتفي بالمثال التالي:
      ( صموئيل الثاني 16 : 20 ) : "وَقَالَ أَبْشَالُومُ لأَخِيتُوفَلَ: اَعْطُوا مَشُورَة مَاذَا نَفْعَلُ؟". (21): " فَقَالَ أَخِيتُوفَلُ لأَبْشَالُومَ: ادْخُلْ إِلَى سَرَارِيِّ أَبِيكَ اللَّوَاتِي تَرَكَهُنَّ لِحِفْظِ الْبَيْت ...".
      وفي النص السابق ، سأل أبشالوم أَخِيتُوفَلَ قال له:" ماذا نفعل ؟ - ولم يقل له: ماذا أفعل ؟ - فقال له أَخِيتُوفَل:" ادخل على سراري أبيك" - فالفعل هنا خاص به وحده .
      وهناك العديد من الأمثلة منها )عزرا 4 : 16- 18 ) و(أخبار الأيام الثاني 10 : 6- 9 ).

      ب- هل من المعقول أن أنبياء العهد القديم بدءًا من إبراهيم عليه السلام لم يدركوا عن الثالوث شيئًا فضلاً عن أن يصرحوا أن الله واحد في ثالوث ؟! ولكنهم أدركوا وحدانيته سبحانه فقط ولم يشيروا لأي ثالوث وهم صفوة الله من خلقه ، وأدركه أصحاب مجمع نيقية والقسطنطينية في القرن الرابع الميلادي ؟!
      ج- إن كانت صيغة الجمع ( صورتنا ، منا ، شبهنا.... إلخ ) تدل فعلاً على الجمع ، فما الذي يدريهم أن الجمع يدل على ثلاثة ؟! ولماذا لا يكون المقصود به أربعة أو خمسة أو أكثر ؟!.

      د- الثالوث لم يفهمه أي من علماء المسيحية كما سنستدل بأقوالهم في هذا الفصل, فكيف يقال نضجت البشرية لتستوعبه؟ والنصارى لا يفهمون الثالوث إلا بأمثلة مثل أمثلة الشمس والتفاحة ....الخ , وسنتناول الأمثلة في هذا الفصل بعون الله تعالى.

      ه- أقوال المسيح كانت واضحة جدًا في الحديث عن وحدانية الله تعالى وأنه لا إله إلا الله, ولم يذكر أو يشير للثالوث أبدًا فقال حسب العهد الجديد : (يوحنا 17 : 3 ):" وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ".- فلم يقل: ليعلموا الثالوث - بل قال: "ليعلموا أنك أنت الإله الحقيقي وحدك".

      كما أكد المسيح في كل أقواله وحدانية الله تعالى بدون ثالوث أو أقانيم أو غيرها, وأعلن عبوديته لله تعالى فقال حسب العهد الجديد: (يوحنا 20 : 17 ) :"قَالَ لَهَا يَسُوعُ:لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُم".

      فمن إذًا إلهه الذي قال إنه ذاهب إليه ؟!.



      في قاموس أردمانز للكتاب المقدس: إن عقيدة الثّالوث المقدّس قد رُبِطَت بجوانب مختلفة من وحي العهد القديم, ومن المحتمل أن تكون الجوانب الأكثر أهمية في ذلك هو استخدام صيغة الجمع للدلالة على الألوهية والإشارات إلى الربوبية وتميُّز روح الله والمسيح عما دون ذلك. إن التأييد الذي يقدمه وحي العهد القديم للمعتقد المسيحي فيما يتعلق بالثالوث المقدس هو تأييد مبالغ فيه, وخاصة فيما يتعلق بالأدلة المستقاة من استخدام صيغة الجمع في الإشارة إلى الألوهية. [12]



      5- النص الخامس الذي يستدلون به على الثالوث ( اللفظ ألوهيم في العهد القديم ):

      كتب إسكنر جديد في كتابه "وحدانية الثالوث" : في سفر التكوين تلميحات إلى تعليم الثالوث.لا تُفهَم جلياً إلا بنور إعلانات بعدها .كورود اسم الله في صيغة الجمع إلوهيم كقوله: " فِي الْبَدْءِ خَلَقَ إلوهيم السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض" ( تكوين 1 :1 ) .

      ويشاركه هذا الرأي القمص تادرس يعقوب فيقول في تفسير سفر التكوين:
      الله : جاء بصيغة الجمع فكأنما يقول في البدء خلق الآلهة السماوات والأرض ، وبالعبرية فالمفرد آل أو آلوه والمعنى الواجب التعظيم والخشوع والاحترام والجمع بالعبرية آلوهيم. وهذا يشير للثالوث الأقدس الذي خلق: "الآب" : يريد وهو الذات الذي يلد الابن وينبثق منه الروح القدس.
      الابن : هو في البدء الذي يصنع كل شيء ويكون كل شيء.
      الروح القدس : كان يرف على المياه ليبعث حياة (آية :2).
      بينما نجد القس أنطونيوس فخري في تفسير نفس العدد ، لا يذكر تعدد الآلهة أو الأقانيم فيقول:
      خلق : هذا يثبت أن الله هو الذي خلق العالم . وهذا الكلام موجه لليهود الذين عاشوا وسط الجو الوثني في مصر وسمعوا عن آلهة كثيرة وبهذا يعلموا أن إلههم الواحد هو خالق السماوات والأرض فلا يعبدوا هذه المخلوقات ( الملائكة والشمس أو النار....).
      وذكر الأرشيدياكون نجيب جرجس في تفسير الكتاب المقدس :

      ولا تعني صيغة الجمع تعدد الآلهة ولكنها تعني أمرين:
      أولاً : أن الله تعالى هو الواحد الأحد..... (لا نعترض على أن الله تعالى واحد).
      ثانيًا : ورأى الكثير من العلماء أن صيغة الجمع في (ألوهيم ) تشير أيضًا إلى قيام الله الواحد بثلاثة أقانيم وهي (الآب والابن والروح القدس) وهذه أول إشارة لحقيقة التثليث في الكتاب المقدس . [13]



      الرد على النص الخامس ( الرد على الادعاء بأن ألوهيم تفيد التثليث):

      اللفظ إلوهيم يتكون من ( إلوه- يم مما يعني إله ويضاف يم للتعظيم أو الجمع ) .

      أولا: إن قلتم أن ألوهيم هي تعظيم الإله, فلا ذكر للثالوث.وإن قلتم إنها تعني آلهة (جمع إله),فهذا يعني إقراركم بتعدد الآلهة وليس بتعدد الأقانيم, وهذا ما يتناقض مع كل عبارات الوحدانية ومع قوانين الإيمان.
      ثانيا" : تم استخدام لفظ إلوهيم للدلالة على إله واحد ليس له أقانيم:

      ( قضاة 16 : 23 ) : " وَأَمَّا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ فَاجْتَمَعُوا لِيَذْبَحُوا ذَبِيْحَةً عَظِيْمَةً لِدَاجُوْنَ إِلَهِهِمْ وَيَفْرَحُوْا وَقَالُوا قَدْ دَفَعَ إِلَهُنَا لِيَدِنَا شَمشُوْنَ عَدُوَّنَا" .

      جاءت كلمة إلههم بلفظ إلوهيم في الكتاب المقدس, أي أن داجون إله الفلسطينيين الوثني أطلق عليه إلوهيم و"داجون" ليس له ثالوث كما أنه مفرد وليس جمع.

      ثالثا" : في قاموس "سترونج " للمصطلحات العبرية, نجد معنى إلوهيم كما يلي:

      El-o-heem'

      Gods in the ordinary sense; but specifically used (in the plural thus, especially with the article) of the supreme God; occasionally applied by way of deference to magistrates; and sometimes as a superlative: - angels, X exceeding, God (gods) (-dess, -ly), X (very) great, judges, X mighty. (Strong's Hebrew and Greek dictionaries.)
      والترجمة : "إلوهيم كلمة جمع تستعمل عادة في العبرية لبيان غزارة القوة والعزة لمفرد, تكوين كلمة إلوهيم البنائي جمع وفي العبرية تستعمل للتعظيم والتقديس."-تطلق على القضاه والملائكة والآلهة .

      نفس النتيجة نجدها في المعاجم الآخرى مثل: ( Smith's Bible Dictionary).
      بذلك اللفظ ألوهيم لا يدل على الجمع بتاتا" ولا علاقة له بالثالوث ولا يعبد اليهود الثالوث وهم أصحاب العهد القديم الذي ورد عندهم اللفظ ألوهيم وبلغتهم , ولم يفهموا منه أي إشارة تدل على الجمع.



      6- النص السادس الذي يستدلون به على الثالوث ( النص الخاص بمعمودية المسيح):



      النصوص المتعلقة بمعمودية المسيح على يد يوحنا المعمدان, تبين أنه بعد أن اعتمد المسيح وخرج من الماء, ظهرت حمامة في السماء (قالوا : الروح القدس), وسمعوا صوتًا من السماء ( قالوا : الآب), فقال النصارى: إن اجتماع الثلاثة المسيح والحمامة والصوت يدل على الثالوث.
      ففي إنجيل متى : (متى 3 : 16 :"فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ" . (17) :"َصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيب الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ" . )

      وفي إنجيل مرقس: ( مرقس 1 : 9 :"وفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي الأُرْدُنِّ". (10) : "وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ".(11):" وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ " ).

      وفي إنجيل لوقا : ( لوقا 3 : 21 : " وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ ". (22) :" وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ ".)



      الرد على النص الخامس ( الرد على الاستدلال على الثالوث من معمودية المسيح عليه السلام):
      أ- النص يشير إلى وجود ثلاثة كيانات أو ذوات مختلفة ومنفصلة عن بعضها, ولا يشير إلى أن هناك ثلاثة في واحد أو واحد في ثالوث.
      ب- لو كان كل من الثلاثة منفصلا" عن الآخر بهذه الطريقة وكل منهم إله حسب قانون الإيمان, لكان هذا تصريحا" واضحا" بعبادة ثلاثة آلهة .
      الأول هو: المسيح على الأرض بعد خروجه من الماء.
      الثاني هو: الروح المتجسد على هيئة حمامة تطير.
      الثالث هو: صاحب الصوت من السماء, ولا يشير النص بأي حال إلى أن الثلاثة مجتمعين هم (الله).
      ج- النص دليل على عدم ألوهية المسيح فالنص متناقض مع نفسه في جزئية أزلية وجود المسيح فالقول الذي نسب إلى الآب ( ابني الذي به سررت ) يعني ويفيد أنه لم يكن موجودًا في وقت من الأوقات وبعد أن أصبح موجودًا حدث السرور. ( به سررت ).

      د- النص متناقض مع نصوص صريحة جدا" تقول إن الله تعالى لم يسمع صوته أحد, مثل قول المسيح في(يوحنا5 :37) :" وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ".

      فكيف يقال سمعنا صوتًا يقول هذا ابني الحبيب ؟!



      خاتمة الرد على النصوص التي يحاول النصارى الاستدلال منها على الثالوث :

      - هل سيكون البحث عن الأدلة الكتابية لأهم معتقد في المسيحية بهذه الصعوبة ؟

      - لقد أعلن الله صراحة وبكل وضوح وحدانيته ، فإن كان الله هو ثالوثا ، لماذا لم يقل المسيح بصراحة إن أعظم الوصايا أن الله واحد في ثالوث؟ .

      - ألم يجد المسيح وقتًا ليعبر عن حقيقة الله أو حقيقته كما يدعون؟ واختار أن يتحدث عن الوحدانية وأنه لا إله إلا الله مُخفيًا ألوهيته والثالوث عن الجميع ، ثم يطلب منا ومنكم معشر قساوسة النصارى الإيمان بما لم يقله ولم يعبر عنه ؟!
      - أليس من الغريب بالنسبة لمعتقدي الثالوث أن الله اختار بألا يضع تصريحًا واحدًا فقط في كامل الكتاب المقدس حيث يقول فيه : أنا ثلاثة آلهة في واحد؟!

      - لماذا لا تتساءلون لماذا رأى الله أنه من الضروري التصريح بوضوح وبشكل متكرر من خلال الكتاب المقدس بأنه إله واحد ، ولم يحن الوقت أبدًا ليصرّح بوضوح بأنه " ثلاثة آلهة في واحد" أو "واحد في ثالوث" بل تُرك ذلك لأكابر المسيحية لكي يلاحظوا ويستنتجوا ويجمعوا المعلومات أنه "لابد أن يكون الله ثالوثاً مقدساً في القرون التالية للسيد المسيح ؟!

      - لماذا لا نجد يهودياً واحداً يعبد "الثالوث المقدس" ؟

      - لماذا لم يتم ذكر اللفظ بالكتاب المقدس ثالوث ولاهوت وناسوت وأقانيم وواحد في الجوهر..إلخ ؟!

      - إن العهد الجديد بالكتاب المقدس في ما يزيد على 350 صفحة قد ذكر فيهم تفاصيل أشياء عديمة الأهمية ومكررة في أكثر من إنجيل ، فمثلاً حسب مقدمة الكتاب المقدس للكاثوليك الآيات المشتركة بين الثلاثة أناجيل الأولى والتي تسمى الإزائية أي (المتشابهة أوالمتماثلة ):

      330 آيات مشتركة بين الثلاثة أناجيل متى ومرقس ولوقا.
      178 آيات مشتركة بين متى ومرقس.
      100 آيات مشتركة بين مرقس ولوقا.
      230 مشتركة بين متى ولوقا.[14]

      - ألم يكن من الممكن بدلا" من هذا التكرار أن يتم كتابة سطر واحد فقط واضح يقول بالتثليث أو بألوهية المسيح ؟؟
      - لماذا لم يذكر أحدهم أن أهم تعاليم المسيح هو الثالوث !؟.

      - كيف يغفل كتاب الأناجيل عن ذكر عبارة واحدة مثل " الله واحد في ثالوث ".
      - لماذا لم يقل المسيح كانت "أهم الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهك واحد " ولكنني أقول لكم ثالوث في واحد وواحد في ثالوث " ؟!

      - لماذا لم يضرب المسيح مثلاً للتلاميذ عن الثالوث, مثل الأمثال العديدة التي وردت بالكتاب المقدس قائلاً: إن مثل الثالوث كمثل الشمس لها جرم وحرارة وضوء .
      جاء بالأناجيل نسعة وعشرين مثالا" للشرح على لسان المسيح وليس بينهم مثال واحد عن الثالوث .
      - ذكرت الأناجيل تفاصيل ركوب المسيح على جحش ودخوله أورشليم ، وقد تم ذكر هذا الحدث في الأربع أناجيل والبعض ِذكر جحش وأحدهم ِذكر جحش وأتان .وبالرغم من التناقض الظاهر في الرواية من أن المسيح جلس على الجحش فقط أم جلس على الجحش والأتان, والتناقض الثاني أنه وجد الجحش أم أرسل من يحضره, فلو كان التثليث معروفا عند كاتب أي من الاناجيل لكان قد عبر عنها أحدهم ولو بجملة واحدة بدلاً من الخوض في هذه الروايات المتناقضة كما سيلي.

      في انجيل متى: ( متى 21 : 1) :"وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِي عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ".(2) :"قَائِلاً لَهُمَا: اذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَاناً مَرْبُوطَةً وَجَحْشاً مَعَهَا فَحُلَّاهُمَا وَأْتِيَانِي بِهِمَا".(3) :"وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئاً فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا". (4):"فَكَانَ هَذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ". ( 5):" قُولُوا لاِبْنَةِ صِهْيَوْنَ هُوَذَا : مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعاً رَاكِباً عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ". (6):" فَذَهَبَ التِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ ". (7) :"وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا".

      وفي إنجيل مرقص: (مرقص 11 : 1) :"وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ". ( 2 ): " وَقَالَ لَهُمَا: اذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ وَأَنْتُمَا دَاخِلاَنِ إِلَيْهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ". (3) :"وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَفْعَلاَنِ هَذَا؟ فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُ إِلَى هُنَا". (4):" فَمَضَيَا وَوَجَدَا الْجَحْشَ مَرْبُوطاً عِنْدَ الْبَابِ خَارِجًا عَلَى الطَّرِيقِ فَحَلاَّهُ". (5):" فَقَالَ لَهُمَا قَوْمٌ مِنَ الْقِيَامِ هُنَاكَ: مَاذَا تَفْعَلاَنِ تَحُلاَّنِ الْجَحْشَ؟". (6) :"فَقَالاَ لَهُمْ كَمَا أَوْصَى يَسُوعُ فَتَرَكُوهُمَا". (7):"فَأَتَيَا بِالْجَحْشِ إِلَى يَسُوعَ وَأَلْقَيَا عَلَيْهِ ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِ".

      وفي إنجيل لوقا: ( لوقا 19 :29) :"إِذْ قَرُبَ مِنْ بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا عِنْدَ الْجَبَلِ الَّذِي يُدْعَى جَبَلَ الزَّيْتُونِ أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ". (30):" قَائِلاً: اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا وَحِينَ تَدْخُلاَنِهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ". (31) :"وَإِنْ سَأَلَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَحُلاَّنِهِ؟ فَقُولاَ لَهُ: إِنَّ الرَّبَّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ". (32) :"فَمَضَى الْمُرْسَلاَنِ وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا". (33):"وَفِيمَا هُمَا يَحُلاَّنِ الْجَحْشَ قَالَ لَهُمَا أَصْحَابُهُ: لِمَاذَا تَحُلاَّنِ الْجَحْشَ؟". (34):"فَقَالاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ". (35):" وَأَتَيَا بِهِ إِلَى يَسُوعَ وَطَرَحَا ثِيَابَهُمَا عَلَى الْجَحْشِ وَأَرْكَبَا يَسُوعَ".

      وفي إنجيل يوحنا: ( يوحنا 12 : 14) :"وَوَجَدَ يَسُوعُ جَحْشاً فَجَلَسَ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ". (15):"لاَ تَخَافِي يَا ابْنَةَ صَِهْيَوْنَ هُوَذَا ، مَلِكُكِ يَأْتِي جَالِساً عَلَى جَحْشِ أَتَان".



      ألم يكن من الممكن ومن المنطقي أن لا يذكر أحد كتبة الاناجيل هذه الواقعة ويكتب سطرًا واحداً عن الثالوث ، إن كان يعلم بوجود شيء اسمه ثالوث !.

      - أرسل بولس رسائله التي هي جزء من الكتاب المقدس, ووضع فيها سلاماته وقبلاته وتحياته وأوصاهم أن يحضروا له الرداء الذي نسيه, ولم يذكر لهم بولس الثالوث الذي لم يعرفه هو أيضًا .
      ( 2 تيموثاس : 4 : 11) :" لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ ؛ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ". ( 12):" أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ". (13) :" اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضًا وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ".(19) :"سَلِّمْ عَلَى فِرِسْكَا وَأَكِيلاَ وَبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ". (20) :"أَرَاسْتُسُ بَقِيَ فِي كُورِنْثُوسَ. وَأَمَّا تُرُوفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضا". (21):"بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ قَبْلَ الشِّتَاءِ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَفْبُولُسُ وَبُودِيسُ وَلِينُسُ وَكَلاَفَِدِيَّةُ وَالإِخْوَةُ جَمِيعا".

      (رومية 16 : 10) :"سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ أَرِسْتُوبُولُوسَ".

      (11):"سَلِّمُوا عَلَى هِيرُودِيُونَ نَسِيبِي. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ نَرْكِسُّوسَ الْكَائِنِينَ فِي الرَّبِّ.(12) :"سَلِّمُوا عَلَى تَرِيفَيْنَا وَتَرِيفُوسَا التَّاعِبَتَيْنِ فِي الرَّبِّ. سَلِّمُوا عَلَى بَرْسِيسَ الْمَحْبُوبَةِ الَّتِي تَعِبَتْ كَثِيراً فِي الرَّبِّ. (13) :"سَلِّمُوا عَلَى رُوفُسَ الْمُخْتَارِ فِي الرَّبِّ وَعَلَى أُمِّهِ أُمِّي". (14) :"سَلِّمُوا عَلَى أَسِينْكِرِيتُسَ وَفِلِيغُونَ وَهَرْمَاسَ وَبَتْرُوبَاسَ وَهَرْمِيسَ وَعَلَى الإِخْوَةِ الَّذِينَ مَعَهُمْ". (15) :"سَلِّمُوا عَلَى فِيلُولُوغُسَ وَجُولِيَا وَنِيرِيُوسَ وَأُخْتِهِ وَأُولُمْبَاسَ وَعَلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ مَعَهُمْ". (16) :"سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ" .



      ألم يكن من الممكن أن يقول بولس في إحدى رسائله جملة عن الثالوث ووحدة الثالوث ووحدانية الثالوث وأقانيم الثالوث ؟!




      ---------------------------------------------------------------

      [1] من أجل المسيح For Christ's Sake– توم هاربر Tom Harpur – ص 103.

      [2] تفسير العهد الجديد لتيندال - الجزء الأول، ص 275.

      [3] الموسوعة الكاثوليكية، المجلد الثاني، ص 236.

      [4] قاموس الكتاب المقدس لهاستينج- طبعة 1963، ص 1015 .

      [5] الكتاب المقدس - النسخة القياسية الجديدة (NRSV) حول متى 28: 19.

      [6] معجم مفسري الكتاب المقدس – الإصدار الرابع ص 711 – مطابع أبينغدون

      The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Vol. 4, p.711, Abingdon Press

      [7] المصدر السابق – ص 871.

      [8] قاموس إردمانز للكتاب المقدس، تحرير آلن ميرز – ص 1020

      The Eerdmans Bible Dictionary, Edited by Allen C. Myers, p. 1020

      [9] ملحق أكسفورد للكتاب المقدس، بروس متجر ومايكل كوجان، ص 782

      The Oxford Companion to the Bible, Bruce Metzger and Michael Coogan, p. 782

      [10] علم اللاهوت النظامي تأليف: القس جيمس أَنِس, راجعه ونقَّحه وأضاف إليه: القس منيس عبد النور.



      [11] مقدمة كتاب " الله واحد في الثالوث الأقدس "- زكريا بطرس.

      [12] قاموس إردمانز للكتاب المقدس، تحرير آلن ميرز – ص 1019

      [13] تفسير سفر التكوين – أرشيدياكون نجيب جرجس–ص37 طبعة مدارس بيت الأحد- القاهرة .
      [14] الكتاب المقدس للكاثوليك- مدخل إلى الأناجيل الإزائية- ص 28.

      تعليق


      • #18
        أقوال علماء وآباء النصارى في التثليث

        أقوال علماء وآباء النصارى في التثليث.
        تعرضنا للأدلة الكتابية عن الثالوث وبيّنا أنه لا توجد أي أدلة كتابية واضحة في العهد القديم أو الجديد تتحدث عن الثالوث ، ولكن ربما يخرج علينا من يقول إن الثالوث شيء طبيعي ومنطقي وواضح ولا داعي لأدلة كتابية عليه ، لذلك سنعرض رأي آباء وكبار رجال الدين المسيحي في الثالوث لنبين أنهم لم يجدوا أي أدلة كتابية على الثالوث ،ولم يفهموه أيضًا ، فأصبح الإيمان بالثالوث بغير نصوص كتابية وبما لا يقبله العقل ! .






        - قال العلامة أوجين دي بليسي : ما أعلى الحقائق التي تضمنها عقيدة التثليث وما أدقها , فما مستها اللغة البشرية إلا جرحتها في إحدى جوانبها [1] .

        - قال بوسويه: ولقد خلت الكتب المقدسة من تلك المعضلة حتى وقف آباء الكنيسة حائرين زمنًا طويلاً ؛ لأن كلمة أقنوم لا توجد في قانون الإيمان الذي وضعه الرسل ، ولا في قانون مجمع نيقية ، وأخيرًا اتفق الآباء على أنه كلمة تعطي فكرة ما عن كائن لا يمكن تعريفه بأي وجه من الوجوه .[2]
        - قال القديس أوغسطينوس : عندما يراد البحث عن كلمة للإعراب بها عن الثلاثة في الله تعجز اللغة البشرية عن ذلك عجزًا أليمًا .[3]
        - قال القمص منسي يوحنا : نعود فنكرر القول أن سر التثليث عقيدة كتابية لا تفهم بدون الكتاب المقدس, وأنه من الضروري أن لا يفهمها البشر, لأننا لو قدرنا أن نفهم الله لأصبحنا في مصاف الآلهة . [4]
        - قال القس بوطر : قد فهمنا ذلك على قدر عقولنا ونرجوا أن نفهمه فهمًا أكثر جلاءًا فى المستقبل, حين ينكشف لنا الحجاب عن كل ما في السماوات والأرض, وأما في الوقت الحاضر ففي القدر الذي فهمناه كفاية . [5]
        - قال القس باسيليوس : أجل ، إن هذا التعليم من التثليث فوق إدراكنا .[6]



        الخلاصة: أسس العقيدة يجب أن تكون واضحة جلية ، أما الغيبيات فمن الممكن أن نعتقد ونؤمن بما لا نفهمه ولكن بعد وجود الدليل الكتابي والتأكد من مصدره، فالله تعالى إن طلب منا أن نؤمن بأي من الغيبيات مع عدم تحكيم العقل فيها مثل الحياة الآخرة أو الجنة وغيرها, سنؤمن بما قاله الله تعالى.

        والسؤال متى وأين قال الله تعالى لكم إنه واحد في ثالوث ؟ بل متى وأين قال لكم المسيح هذا ؟!



        --------------------------------------------------------------------------------

        [1] كتاب شمس البر - ص 118 - القمص منسي يوحنا – مطبعة المحبة – شبرا- موضوع الثالوث.

        [2] المصدر السابق- ص 118.

        [3] المصدر السابق – ص 118.

        [4] المصدر السابق – ص 121.

        [5] رسالة الأصول والفروع -القس بوطر بعد شرح التثليث والأقانيم

        [6] القس باسيليوس في كتابه " الحق".

        تعليق


        • #19
          كيف ومتى نشأ التثليث ؟

          كيف ومتى نشأ التثليث ؟
          نشأ التثليث تدريجيًا نتيجة للغلو في شخص المسيح أولاً ، ثم نتيجة لفترات الضعف التي مرت بها المسيحية وتأثرها بالثقافات والمعتقدات التي حولها فقد كان التثليث موجودا" في الحضارات التي حول منشأ النصرانية كما يلي :


          في الهند: كان الثالوث الإلهي مؤلفًا من ثلاثة : براهما وفيشنو وسيفا .
          "براهما": هو الموجود غير المتناهي الأزلي الذي أوجد المادة ، و"فيشنو" : هو الحكمة الحافظة لهذا العالم المخلوق ، و" سيفا" : هو إله الموت وفي زعمهم أن الثلاثة يتولون حكم العالم.
          وفي اليونان: كان أفلاطون عام 400 ق. م قد فرض قبل كل شيء بوجود العقل السامي على العالم , ثم بعد ذلك الروح الذي هو المثال الأول لكل التصورات فهو على وجه الفكر الإلهي أو كلمته وأخيرًا يعترف ذلك الفيلسوف الشاعر بوجود روح عظيمة منتشرة تحيي العالم وتحركه, وهي على مذهبه جزء أزلي من الله متحد بالمادة.
          بالإضافة إلى كل هذا ما كان يسمى بعبادة الأبطال في اليونان من تعظيم الشخص وزوجته وابنه، والثالوث المصري "أوزوريس" إله الإنبات ، و"إيزيس" إله الحكمة ، و"توت" إله التدبير.

          تعليق


          • #20
            تاريخ إقرار التثليث والاعتراف به

            تاريخ إقرار التثليث والاعتراف به:

            في الموسوعة الكاثوليكية : يدرك المفسرون وعلماء الإنجيل اللاهوتيون بالإضافة إلى عدد كبير من الروم الكاثوليك أنه يجب على المرء ألا يتحدث بموضوع الثالوث المقدس في العهد الجديد ما لم يكن مؤهلاً تماماً لذلك.


            و بالمثل يدرك مؤرخو العقيدة وعلماء اللاهوت أنه عندما يتحدث أحدهم عن الثالوث المقدس دونما تأهيل فإنه يقفز بحواره من عهد الأصول المسيحية إلى الربع الأخير من القرن الرابع بعد الميلاد. في ذلك الوقت فقط تمكّن ما يسمى بـ (التعريف المحدد لعقيدة الثالوث : إله واحد في ثلاثة أقانيم) من الانصهار في حياة المسيحيين و فكرهم... لقد كان هذا المفهوم نتاج ثلاثة قرون من التطور العقائدي .[1]

            الموسوعة البريطانية وتحت اسم "الثالوث" "Trinity" :

            لم تظهر كلمة الثالوث ولا وصف المعتقد في العهد الجديد ، والمسيح وأتباعه لم يعارضوا الصيغة التي وردت في العهد القديم:" اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: اَلرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ ".(ثنية 6 : 4 ). ولكن المسيحيين الأوائل كان عليهم أن يوفقوا بين الاعتقاد بعودة المسيح و بين الإيمان بأن قوة الله فيهم متمثلة في الروح القدس ، ومعتقد الثالوث نما خلال عدة قرون محدثًا الكثير من الجدال. وفي مجمع "نيقية" عام 325 تم الإقرار بأن الابن له نفس المادة مثل الآب ( متحد معه في الجوهر) ولم يذكر الروح القدس إلا عابرًا وفي عام 381 م دافع "اثناسيوس" عن قانون الإيمان الخاص بمجمع "نيقية" وفي نهاية القرن الرابع أصبح معتقد الثالوث معتقدًا أساسيًا. [2]



            لقد عاش ومات حواريو عيسى ولم يسمعوا بحياتهم عن أي "ثالوث مقدس" فهل ترك عيسى عليه السلام, أتباعه في حيرة وضياع حتى إنهم لم يتمكنوا من التعرف على الطبيعة "الحقيقية" لله ؟! وهل تركهم في مثل هذه الظلمة حتى إنهم لم يستطيعوا التعرف على الطبيعة "الحقيقية" للذي يعبدونه ؟! وهل عيسى عليه السلام لم يكن على مستوى الكفاءة المطلوبة لأداء واجباته حيث ترك أتباعه في مثل هذه الفوضى العارمة ، فاستلزمهم ثلاثة قرون بأكملها بعد رحيله ليجمعوا الأشلاء المتناثرة لفهم التصوّر الخاص بطبيعة الذي يعبدونه؟! ولماذا لم يقل عيسى بوضوح و لو لمرة واحدة فقط: (أنا والله والروح القدس ثلاثة أقانيم في ثالوث واحد، اعبدونا جميعاً على أننا واحد)؟!

            كتب توم هاربر في كتاب "من أجل المسيح":

            "إن الأمر الأكثر إحراجا بالنسبة للكنيسة هو صعوبة إثبات أي تصريح يتعلق بالعقيدة من خلال وثائق العهد الجديد ، وببساطة لا يمكننا أن نجد ذكرًا لعقيدة الثالوث في أي مكان من الكتاب المقدس. لقد كان للقديس بولس الفهم الأوسع لدور عيسى وشخصه، إلا أنه لم يقل إن عيسى هو الله في أي مكان من كتاباته ، كما أن عيسى نفسه لم يدّع صراحة أنه الأقنوم الثاني في الثالوث المقدس وأنه مساوٍ لله تماما. وبما أنه كان يهوديا تقيا فإنه كان سيصعق بمثل هذه الفكرة و يذبّها عن نفسه.. إن هذا بحد ذاته سيء للغاية."[3]



            نقرأ في قاموس الكتاب المقدس لجون ماكينزي:

            "تعرف الكنيسة الثالوث المقدس على أن الإيمان بأن لله ثلاثة أقانيم يتحدون في طبيعة واحدة . تم التوصل إلى هذا المعتقد بالتعريف أعلاه في القرن الرابع والخامس بعد الميلاد ، و بذلك فهو ليس معتقدا إنجيليا بصفة واضحة و رسمية ." [4]



            نقرأ أيضًا في ملحق أكسفورد للكتاب المقدس:

            "ولأن الثالوث المقدس من الأجزاء الهامة للعقيدة المسيحية الحالية ، فإنه من الملفت للنظر أنّ هذا المصطلح لا يظهر في العهد الجديد ، والمفهوم المطوّر للشركاء الثلاثة المتساوون في الألوهيّة -والموجود في صيغة قوانين الإيمان - لا يمكن ملاحظته بوضوح في حدود الشريعة الكنسية... على الرغم من أن مؤلفي العهد الجديد قد تحدثوا بشكل كبير عن اللّه وعيسى وروح كل منهما, فإنك لا تجد مؤلّفًا واحدًا للعهد الجديد يشرح العلاقة بين الثلاثة في التفصيل الذي يتطرق إليه المؤلفون المسيحيون اللاحقون ." [5]



            كيف يتم تبرير وقبول التثليث عند القائلين به مع عدم وجود نصوص وعدم فهمه ؟!

            نتيجة لعدم وجود نصوص للتثليث ولعدم معقوليته بالنسبة للعلماء وبالتالي للعوام ، يتم تبرير وشرح الثالوث بالأمثلة التي لم تكن أبدًا من تعليم الانبياء ، وبها الكثير من التلاعب والتناقض كما سنبين بإذن الله تعالى.
            المثال الأول: (الشمس لها جسم ولها ضوء ولها حرارة فهي ثلاثة في واحد !).

            عند سؤال قس كيف يكون الله واحدًا في ثالوث ؟!
            سيسأل القس السائل : هل الشمس لها جسم ؟
            السائل : نعم .
            القس : هل لها ضوء ؟
            السائل : نعم .
            القس : هل لها حرارة ؟
            السائل : نعم .
            القس : إن فصلنا أيّ من هذه الثلاثة ، هل تصبح شمسًا ؟
            السائل : لا .
            القس : هذا هو الثالوث شيء واحد ولكنه في ثالوث ولا يمكن فصل الحرارة عن الشمس عن الضوء.

            يتم ضرب نفس المثل للشمعة وللمصباح ( جسم وضوء وحرارة ) ، وللتفاحة (جسم وطعم ورائحة).



            الرد على المثال وبيان زيفه :
            تنقسم الأشياء كلها إلى قسمين:
            الأول : شيء قائم بذاته مثل السيارة أو الدولاب أو المكتب أو حيوان ويسمى جوهر أو عين.

            الثاني : خواص أو صفات وهي تحتاج للأول ليقيمها حتى تكون مفهومة وتسمى أعراض مثل ( رائحة – طعم – طول – وزن – ضوء - صوت - حرارة - سرعة - حركة - رحمة – كلمة... إلخ ).

            فلا يمكن أن نقول الوزن 50 كيلو جرام ونسكت ؛ بل يجب أن تقول وزن شيء ما يساوي 50 كيلو جرام ، فالوزن عرض أو خاصية تختص بشيء قائم بذاته مثل (صندوق أو دولاب أو إنسان أو ....إلخ) ، ووزن الشيء ليس هو الشيء نفسه.
            كذلك الصوت فلا نقول سمعت صوتا" ونسكت, بل يجب أن نصف الصوت؛لأن الصوت لا يأتي بمفرده ، فنقول سمعت صوت شيء يصدر منه أصوات ( مثل: قطار – سيارة – حيوان), بمعنى سمعت صوت شيء قائم بنفسه (جوهر أو عين ), لأن الصوت عرض أو خاصية لشيء فلا يقوم الصوت بنفسه ولكنه يصدره شيء قائم بذاته ( جوهر أو عين ).

            فالصوت يجب أن ينسب لشيء يصدر أصواتًا . والضوء ينسب لشيء يصدر الضوء ، والحركة تنسب لشيء من خواصه الحركة.





            وبهذا لو نظرنا للمثال السابق الخاص بالشمس سنجد أن الشمس نجم له جسم ويتميز هذا الجسم بالضوء والحرارة .
            وبتعبيرآخر النجم جوهر والباقي خواص ( أعراض) له ؛ فلا يعتمد وجود النجم على الحرارة والضوء في حين أن الحرارة والضوء (الخواص) هما من خواص أو أعراض الشمس اللذان يعتمد وجودهما عليه.

            بذلك لا توجد مساواة بينهم ( مثل أقانيم الثالوث ).
            فالحرارة والضوء لا معنى لهما بدون النجم الذي ينتجهما، ولا يتم وصفهما بدونه مثلهما مثل الوزن والكتلة والحجم والطول والعرض وغيرها من خواص النجم.
            ولتقريب المثال : المصباح الكهربي ( جوهر ) جسم وله ضوء وحرارة (خواص), الضوء والحرارة يعتمدان في وجودهما على المصباح ؛ (لأنهما من خواصه ومرتبطان به).
            ولكن المصباح لا يعتمد على الضوء والحرارة ، فجسم المصباح موجود كما هو حتى لو أطفأته وزال منه الضوء والحرارة ولكن تتغير خواصه.

            هل من الممكن القول أن السيارة لها حركة ولها صوت ؟ فالسيارة ثلاثة في واحد ؟!
            هل من الممكن القول أن حركة السيارة أرسلناها للبلد المجاور مع الصوت ولا تزال السيارة عندنا ؟!
            إن ضوء الشمس ليس هو الشمس, وحرارة الشمس ليست هي الشمس بل خاصية أو عرض له.

            فإن قلنا إن الابن ( المسيح ) يعتمد في وجوده على الآب ، أو هو خاصية من خواصه إذًا فالابن ليس إلها ؛ لأنه يعتمد على وجود غيره .
            لذلك لا يصلح هذا المثال للثالوث وبالمثل مثال التفاحة والشمعة.
            فحسب قانون الإيمان " المسيح إله حق من إله حق" ولا يمكن أن يكون إله حق يعتمد على إله حق آخر" أو أن يكون إله حق هو من خواص إله حق آخر!.



            المثال الثاني: (الإنسان يتكون من ذات وعقل وروح وهو واحد!).

            الرد : الإنسان مكون من جزئين هما الجسد والروح وكل منهما قائم بذاته, ركّب الله تعالى الإنسان بهذه الصورة وأخبرنا بذلك في قصة خلق آدم عليه السلام ، وفي الإنسان لا نستطيع القول أن الروح ذهبت لمكان آخر غير الجسد والعقل ذهب ليحضرها, كما يشير العهد الجديد للأقانيم الثلاثة فيقال : إن الآب (الذات), أرسل الكلمة (المسيح ) لتتجسد على الأرض، وأرسل لها الروح ( الروح القدس ) لتقويها, فهل كان الآب بدون كلمة, أو عقل أو روح ؟! .
            كما أن الإنسان لا يصنع حوارًا بين روحه وعقله وذاته, كما كان الحوار بين المسيح والآب.

            أما بالنسبة للعقل فذات الإنسان لا تفنى ، إن ذهب العقل عنها ولكن تتغير خواصها فيصبح إنسانًا بل عقل, فالأصل هو ذات الإنسان ويتميز بخصائص العقل والحركة والإحساس والوزن والطول.
            لذلك المثال السابق لا يليق ولا يصلح لإثبات الثالوث فالله تعالى منزه عن التركيب وعن التجزئة أو أن يعتمد على شيء في أمر من الأمور.



            المثال الثالث : (المثلث ثلاثة أضلاع ولو حذفنا أي ضلع لن يصبح مثلثًا ).

            الرد :

            كل ضلع ليس مثلث بمفرده بل أن تجمعهم أو افتراقهم يغير في الشكل النهائي.
            فحسب قانون الإيمان الآب إله والابن إله والروح القدس إله ولكنهم ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد.
            وهذا لا ينطبق على المثلث فهو ثلاثة أضلاع يكونون مثلث وليس ثلاثة مثلثات يكونون مثلث.



            المثال الرابع : (الله تعالى موجود بذاته ، ناطق بكلمته ، حي بروحه فهو ثالوث) .

            القس : هل الله موجود ؟ ..........نعم !
            القس : هل الله متكلم ؟.............نعم !
            القس : هل الله حي ؟..............نعم !

            القس : هذا هو الثالوث إن الله موجود بذاته وهو(الآب)، ومتكلم بكلمته (المسيح) ، وحي بروحه (الروح القدس).
            الرد :
            أ- القول أن الله يتكون من الآب والابن والروح القدس وكل منهم إله كامل, ومجموعهم معًا إله كامل واحد غير مقبول ولا مفهوم باعتراف علماء النصارى.
            ب -إن الله سبحانه وتعالى حي بما يليق به أن يحيا فلا نقول إنه حي بروحه أو يعتمد على شيء ما ليحيا أو يعتمد على الكلمة ليتكلم أو يدبر.
            ج -حسب المثال السابق: ذات الله ( الإله ) يحتاج إلى روح الله ( الروح القدس الإله الآخر), ليحيا به, كما أنه يحتاج كلمة الله أو العقل (الكلمة أو "اللوجوس " وهو الإله الآخر ) ليتكلم أو ليعقل ، فبحسب هذا المنطق لا يصير أي منهم إلهًا لأنه يحتاج الآخرين ويعتمد عليهما, فهذا نقص والنقص ليس من الألوهية, وقانون الإيمان يقول : أن كل من الثلاثة منفردًا إله حق ومجموعهم إله حق واحد!.

            د - صفات الله تعالى أكثر من الحياة والكلام، فبنفس المنطق ( الله قادر ) ومع ذلك من غير المعقول أن نقول إن "قدرة الله" هي أقنوم لله مثلها مثل "كلام الله" حسب المثال السابق.

            هـ - الصفات مثل صفة الحياة أو صفة الكلام لا ينفصلان فيكونان قائمين بمفردهما فلا نقول إن الكلمة (أو العقل) ذهبت إلى مكان ما وتصرفت بمفردها وخلقت وأحيت؛ لأن الصفات لا تصبح كيانات مستقلة.

            و - إن كان الكلمة (الابن ) إله حق كما يزعمون, فهل هو كامل بمعنى أن له كلمة أيضًا؟ أي هل للكلمة كلمة؟
            والآب بخروج الكلمة منه, هل أصبح بدون كلمة, مع أنه إله حق أيضًا ؟ ثم إن كان كل واحد منهم إله حق ( الآب إله حق -الكلمة إله حق-الروح القدس إله حق ) ، هل كل منهما حي أم لا ؟
            إن كان كل منهم حيا كما هو مفهوم من أن كل منهم إله حق ، فهذا يعني أن صفة الحياة غير مرتبطة بالروح القدس ، وهذا يعني أن كل منهم لا يحتاج للآخر ، فلا نقول إن الروح القدس سبب الحياة أو أن الكلمة هي كلمة الله أو نطقه( بذلك يكون عندنا ثلاثة آلهة كاملين منفصلين ) وإن كان كل منهم يحتاج للآخر، لن يصبح كل منهم إلها كاملا بل كل منهم أصبح جزءا" من الإله , وأصبح الإله له ثلاثة أجزاء وهذا لا يليق ولا يتوافق مع قانون الإيمان.
            ز - بالنسبة لعمل الثالوث إن كان لكل أقنوم دور خاص به ومتميز عن الأقنومين الآخرين فلا يقومان بعمله فإن هذا نقص ولا يصبح الأقنومان الآخران كل منهما إله كامل.

            وعلى أيّ من هذه الأقوال فالتثليث باطل ولا سبيل لتبريره.
            هل من المطلوب حتى نفهم وجود الله تعالى نتناسى النصوص الخاصة بالوحدانية، ونلهث وراء ما لا نفهمه، ونحاول أن نشرح مالا نفهمه بطريقة فلسفية تخدع العامة ، وعندما نشعر بالفشل في الفهم ، نقول إن هذا التعليم أكبر من عقولنا ؟ فمن الذي قال هذا التعليم؟ ومن الذي ابتكره ؟ ومن الذي أخبركم عنه ؟



            وقد كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ردًا على هذه الأمثلة : ( أن حر النار وضوءها القائم بها، ليس نارًا من نار، ولا جوهرًا من جوهر، ولا هو مساو للنار والشمس في الجوهر، و كذلك نطق الإنسان، ليس هو إنسانًا من إنسان، ولا هو مساو للإنسان في الجوهر، وكذلك الشمس وضوءها القائم بها، وشعاعها القائم بها، ليس شمسًا وجوهرًا قائمًا بنفسه، وأنتم قلتم : إله حق من إله حق ) .[6]


            لمن السيطرة من أقانيم الثالوث ؟

            لو كانت الأقانيم متساوية القدرة حسب قوانين الإيمان, فلن يحتاج بعضهم إلى الآخر ولن يرسل واحد منهم الآخر ولن يعلم أحدهم علما" يجهله البقية ولكننا نجد:

            أ- أقنوم أرسل الآخر! قال المسيح :(يوحنا 8: 18): " أنا هو الشاهد لنفسى ويشهد لى الآب الذى أرسلنى".

            ب- أقنوم لا يستطيع إلا بمساعدة الآخر! قال المسيح (يوحنا 5: 30) : "أنا لا أقدر أن أفعل من نفسى شيئًا".

            ج-أقنوم يعلم الساعة والآخرلا يعلم ! (مرقس 13: 32) :" وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين فى السماء ولا الابن إلا الآب".

            فالتفاوت في المنزلة بين أقنوم وبين الأقنومين الآخرين يبين أن الإله واحد وينفي الألوهية عن الباقيين وينفي بكل وضوح وجود الثالوث ووحدة الأقانيم وألوهية المسيح .



            أمثلة لشرح الثالوث يرددها بعض عامة النصارى بغير علم:
            1- الهواء واحد ويتكون من ثلاثة عناصر رئيسة ، وكوب الشاي واحد ويتكون من ثلاثة عناصر وهي الماء والسكر والشاي ! .
            الرد: كل مكون من مكونات الشاي ليس شايًا بمفرده فهذه مواد مركبة من ثلاثة عناصر، وكل عنصر من الهواء ليس هواءًا بمفرده , مختلفًا مع قانون الإيمان الذي يقول كل منهم إله ومجموعهم إله واحد.

            2- الثلاثيات كثيرة فنجد أن هناك حالة صلبة وسائلة وغازية وهي صور للمادة .
            الرد: هناك أيضًا خماسيات مثل عدد أصابع اليد, وسباعيات مثل أيام الأسبوع ورباعيات مثل فصول السنة و ثنائيات مثل الليل والنهار و.....إلخ.

            3- المسلم يقول: (بسم الله الرحمن الرحيم ) ونحن نقول (بسم الآب والآبن والروح القدس) ولا يوجد فرق !!
            الرد :الفرق كبير بين القولين؛لأن حرف الواو الذي يفصل بين كل اسم يبين أن الأسماء تختلف عن بعضها فالواو تفيد المغايرة , ماقبلها غير مابعدها ، وكمثال:
            قابلت اللاعب الطبيب. تعني: أنني قابلت شخصًا هو لاعب وطبيب في نفس الوقت.
            قابلت اللاعب والطبيب. تعني : أنني قابلت شخصين أحدهما لاعب والآخر طبيب.

            وبالمثل نقول : قابلت المهذب الطويل الكريم ، فمعنى هذا أنني قابلت شخصًا واحدًا يجمع هذه الصفات.
            وبالمثل أيضًا نقول: بسم الله الرحمن الرحيم، تعني: باسم الله الذي من أسمائه وصفاته أنه الرحمن والرحيم.



            -----------------------------------------------------------------

            [1] الموسوعة الكاثوليكية الحديثة ، الإصدار الرابع عشر ، ص 295

            The New Catholic Encyclopedia, Volume XIV, p. 295

            [2] الموسوعة البريطانية-الإصدار 15 – الجزء 11 – صفحة 928.

            [3] من أجل المسيح For Christ's Sake– توم هاربر Tom Harpur.

            [4] قاموس الكتاب المقدس للمؤلف جون ماكينـزي، ص 899

            The Dictionary of the Bible, John L. McKenzie, S.J., p. 899

            [5] ملحق أكسفورد للكتاب المقدس، بروس متجر ومايكل كوجان، ص 782

            [6] ( الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح- شيخ الإسلام بن تيمية).

            تعليق


            • #21
              إبطال التثليث من أقوال المسيح

              إبطال التثليث من أقوال المسيح:
              1- قول عيسى عليه السلام في خطاب الله حسب إنجيل يوحنا ( 17 : 3 وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته)


              , فبيّن عيسى عليه السلام أن الحياة الأبدية، عبارة عن أن يعرف الناس أن الله واحد حقيقي وأن عيسى عليه السلام رسوله. وما قال أبدًا:إن الحياة الأبدية أن يعرفوا أن هناك ثلاثة أقانيم وأن عيسى إنسان وإله، أو أن عيسى إله متجسد ، ولما كان هذا القول في خطاب الله في الدعاء فلا احتمال ههنا للخوف من اليهود ، فلو كان اعتقاد التثليث مدار النجاة لبيّنه ووضحه، حيث ثبت أن الحياة الأبدية اعتقاد التوحيد الحقيقي لله واعتقاد الرسالة للمسيح فضدهما يكون موتا أبديّا وضلالاً بيّناً ، وكون المسيح رسولاً ضٌد لكونه إلهاً ؛ لأن التغاير بين المرسِل والمرسَل ضروري .( وهذا ما يعتقده المسلمون ).

              2- في إنجيل مرقس ( 12 : 28):" فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون، فلما رأى أنه أجابهم حسنًا سأله: أيّة وصيّة هي أول الكل". (29):" فأجابه يسوع أن أول كل الوصايا اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد". (30):" وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك هذه هي الوصية الأولى". (31 ) ، فعلم أن أول الوصايا الذي هو مصرح به في التوراة وفي جميع كتب الأنبياء وهو الحق، أن يعتقد أن اللّه واحد ولا إله غيره ولو كان اعتقاد التثليث مدار النجاة لكان مبيناً في التوراة وجميع كتب الأنبياء لأنه أول الوصايا، ولقال عيسى عليه السلام: أول الوصايا الرب واحد ذو ثلاثة أقانيم تتميز فيما بينها بامتياز حقيقي!

              3- قول المسيح عليه السلام في إنجيل مرقس ( 13 : 32):" وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب ". وهذا القول ينادي على بطلان التثليث؛لأن المسيح عليه السلام خصّص علم القيامة بالله ونفى عن نفسه كما نفى عن عباد الله الآخرين ، وسوّى بينه وبينهم في هذا ، ولا يمكن هذا في صورة كونه إلهًا سيّما وإذا لاحظنا أن الكلمة وأقنوم الابن عبارتان عن علم الله ، ولا أقلّ من أن يعلم الابن كما يعلم الآب.[1]

              العلم مختص باللاهوت وليس بالناسوت فكيف جهل العلم في تجسده ؟!




              -------------------------------------------------------------

              [1] إظهار الحق -للعلامة – رحمت الله الهندي.بتصرف.

              تعليق


              • #22
                محاولات إثبات التثليث من القرآن !!

                محاولات إثبات التثليث من القرآن !!
                فشل النصارى في إيجاد أي دليل كتابي عن الثالوث ، فذهبوا بعيدًا جدًا بالبحث عن أدلته الكتابية حتى في الكتب التي لا يؤمنون بها والتي تعارض التثليث بآيات واضحة لا تحتاج إلى تأويل أو تفسير.




                ففي الفصل الثاني من كتاب القمص زكريا بطرس " الله واحد في الثالوث القدوس" كتب تحت عنوان شهادة القرآن لثالوث المسيحية :

                }إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه{ ]النساء: 171[

                ففي هذه الآية يتضح أن الله له:

                * ذات في قوله : }رسول الله {.

                *وله (كلمة) : في قوله : }وكلمته{ فالهاء ضمير مفرد غائب يعود على الله.

                *وله (روح) : في قوله: } وروح منه{ ونحن المسيحيين لا نقول بأكثر من هذا.[1]

                الرد :
                إنه عمى البصيرة قبل القبل البصر , فالآية تقول : إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله .... وهو يقول : الله !!! , ولقد اقتطع من الآية فلم يأت إلا بجزء من نصفها, فالآية الكريمة من سورة النساء :
                }يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً{ آية 172 .

                فلم يذكر بداية الآية : } يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ { ، ولم يذكر نهاية الآية:} وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ { .

                والرد المجمل لكل من يحاول منهم الاستشهاد بالقرآن لإثبات صحة عقيدته التي لا يجد لها أدلة هو أن القرآن الكريم ليس له أكثر من كاتب، ولا يؤخذ جزء منه ويترك الباقي، فإن رضيتم بالقرآن الكريم كتابًا تأخذون منه العقيدة فقد جاء في القرآن الكريم الآتي:

                1- الإسلام هو دين الحق ومن يتبع غيره لن يقبل منه :} وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ { [آل عمران : 85] .
                2- كفر القائلين بألوهية المسيح: } لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ { [المائدة : 17] .

                3- كفر القائلين بالثالوث: } لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ { [المائدة : 73] .

                4- المسيح أرسله الله تعالى رسولاً مثل من سبقه من الرسل : } مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ { [المائدة : 75] .
                5- محمد عليه الصلاة والسلام وهو المنزل عليه القرآن هو رسول الله تعالى: }مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً { [الأحزاب : 40] .


                فهل من يستشهد بالقرآن الكريم يقبل الإيمان بكل الآيات الواضحة السابقة ؟
                لقد قال الله تعالى في أمثال من يستشهد ببعض من القرآن تاركًا الكتاب بالكامل:} أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {[البقرة : 85] .
                أما الآية التي يقتطعون منها جزء لينفعهم في إثبات ما لا يملكون عليه دليل فحسب التفسير الميسر:
                يا أهل الإنجيل لا تتجاوزوا الاعتقاد الحق في دينكم ، ولا تقولوا على الله إلا الحق ، إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله أرسله الله بالحق ، وخَلَقَه بالكلمة التي أرسل بها جبريل إلى مريم ، وهي قوله : "كن" فكان ، وهي نفخة من الله تعالى نفخها جبريل بأمر ربه( روح ) ، فَصدِّقوا بأن الله واحد وأسلموا له.
                معنى كلمة الله : لم تكتمل الأسباب التي وضعها الله في الكون للإنجاب وهي وجود الذكر والأنثى فجاء خلق الله تعالى لعيسى عليه السلام مثل خلقه لآدم بالأمر الإلهي بكلمة الله "كن".
                أطلق على عيسى عليه السلام كلمة الله ؛ لأنه جاء بالكلمة من الله تعالى ، كما يطلق على البرق والرعد

                "قدرة الله" على أنه جاء بقدرة لله ويطلق على الدمار الناتج من الحرب " دمار الحرب" لأنه جاء نتيجة للحرب ويطلق على الموظف الذي تم توظيفه عن طريق توصية أو واسطة من الوزير "واسطة الوزير"
                أي الذي جاء بالواسطة أو جاء بالتوصية من الوزير.

                وفي تفسير ابن كثير: }وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ { ، ليس الكلمة صارت عيسى ، ولكن بالكلمة صار عيسى ( لفظ كن ) .[2]

                معنى روح منه : نفخ الله تعالى في عيسى الروح وهي نسمة الحياة كما قال الله تعالى عن خلق آدم:
                } فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِين{ [الحجر : 29] .

                فالروح تأتي بمعنى الملاك وتأتي بمعنى نسمة الحياة ، فنفخ الله تعالى في آدم نسمة الحياة مثل آدم ، فقال تعالى: } إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ {[آل عمران : 59].

                قال البخاري بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من شهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل). [3]

                ولقوله في الآية والحديث " وَرُوحٌ مِّنْهُ "كقوله تعالى:} وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ { [الجاثية :13 ] , أي من خلقه ومن عنده ، وليست من للتبعيض.

                لقد قال الله تعالى في الحديث عن المؤمنين }..أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ..{ [المجادلة : 22]. فروح منه تعني" من عنده "


                كتب الإمام القرافي (... نفخ الله تعالى في عيسى عليه السلام روحاً من أرواحه، أي: جميع أرواح الحيوان أرواحه، وأما تخصيص عيسى عليه السلام بالذكر، فللتنبيه على شرف عيسى عليه السلام، وعلو منزلته، بذكر الإضافة إليه، كما قال تعالى: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ.. [الكهف : 1]،
                وقال تعالى : ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا [مريم : 2] ، فمع أن الجميع عبيد الله، تم التخصيص لبيان منزلة الشخص المخصص ).[4]




                ---------------------------------------------------

                [1] الله واحد في الثالوث القدوس- القمص زكريا بطرس- ص 4

                [2] ابن كثير ـ تفسير القرآن العظيم .

                [3] رواه البخاري ـ كتاب الأنبياء ـ حديث رقم 3435 ، ومسلم ـ كتاب الإيمان.

                [4] الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة 82ـ86 - بتصرف.

                تعليق


                • #23
                  أنواع الإضافات إلى الله تعالى

                  أنواع الإضافات إلى الله تعالى :
                  1-صفات , مما يعني أن الله تعالى متصف بهذه الصفات مثل : رحمة الله – كلمة الله – قدرة الله ..الخ.
                  2- أعيان أو جواهر , وتكون الإضافة هنا إضافة تشريف وتخصيص مثل : كتاب الله - بيت الله – أرض الله – روح الله – ناقة الله – رسول الله .....الخ.




                  فرحمة الله ليس الله بل صفة من صفاته, وكتاب الله ليس هو الله بل كتاب لشرفه تم نسبه إلى الله تعالى.

                  إضافة : الآية الكريمة لا تصلح لهم ولو حسب فهمهم, فالكلمة عندهم أقنوم والروح أقنوم أخر, فاستشهادهم بالقول أن المسيح كلمة الله وروح منه يعني حسب مفهومهم أن المسيح نفسه أقنومان! ( الكلمة والروح ).

                  وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية : " ثم نقول أيضا : أما قوله وكلمته فقد بين مراده أنه خلقه بكن وفي لغة العرب التي نزل بها القرآن أن يسمى المفعول باسم المصدر فيسمى المخلوق خلقا لقوله هذا خلق الله ويقال درهم ضرب الأمير أي مضروب الأمير ولهذا يسمى المأمور به أمرا والمقدور قدرة وقدرا والمعلوم علما والمرحوم به رحمة كقوله تعالى ( .. وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً [الأحزاب : 38]), وقوله( أَتَى أَمْرُ اللّهِ .. [النحل : 1]), ......ويقال للمطر هذه قدرة عظيمة ويقال غفر الله لك علمه فيك أي معلومه فتسمية المخلوق بالكلمة كلمة من هذا الباب "[1]

                  وكتب أيضا" :

                  "وما من عاقل إذا سمع قوله تعالى في المسيح عليه السلام أنه كلمته ألقاها إلى مريم إلا يعلم أنه ليس المراد أن المسيح نفسه كلام الله ولا أنه صفة الله ولا خالق , ثم يقال للنصارى فلو قدر أن المسيح نفس الكلام فالكلام ليس بخالق فإن القرآن كلام الله وليس بخالق والتوراة كلام الله وليست بخالقة وكلمات الله كثيرة وليس منها شيء خالق فلو كان المسيح نفس الكلام لم يجز أن يكون خالقا فكيف وليس هو الكلام وإنما خلق بالكلمة وخص باسم الكلمة فإنه لم يخلق على الوجه المعتاد الذي خلق عليه غيره بل خرج عن العادة فخلق بالكلمة من غير السنة المعروفة في البشر , وقوله بروح منه لا يوجب أن يكون منفصلا من ذات الله كقوله تعالى: :} وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ { [الجاثية :13 ]" [2]
                  خاتمة :

                  1 - التثليث والأقانيم لم يأت بها رسل الله ولا توجد لهما أي نصوص أو مصادر.

                  2 – المدافعون عن التثليث يتبعون طرقًا وأمثلة لم يتبعها أو جاء بها الأنبياء والرسل.

                  3 – أمثلة شرح الثالوث تخدع العامة ولاتتطابق ويلجأ النصارى للقول بأن التثليث فوق العقل وعلينا قبوله كما قبله آباؤنا أو أجدادنا.

                  4 – أصول العقيدة يجب أن تكون واضحة والغيبيات التي يطلب منا الإيمان بها مثل الجنة وما فيها أو الموت وما بعده, يجب أن يكون لها نصوص واضحة من مصدر ثقة ولكن أن يكون أصل العقيدة بدون نصوص ولا يقبله عقل فهذا لا يعقل.
                  قال الله تعالى : }قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ{ [المائدة : 77] .


                  ----------------------------------------------------------

                  [1] الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح- باختصار- ج 2 – ص 251-252

                  [2] الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح- ج 2 – ص 252-253.

                  تعليق


                  • #24
                    الفصل الرابع : حوار حول الكتاب المقدس يتضمن الإجابة عن الأسئلة الشائعة

                    المسلم للمسيحي:
                    هل كتبة الكتاب المقدس كانوا أنبياء أم أن بعضهم مجهول الشخصية ؟ وبصرف النظر عن مصادر الكتابة هل هي بالوحي أم بدون وحي ؟ , هل وصلت إلينا نصوص الكتاب المقدس كما كتبها الكاتب ؟

                    المسيحي:



                    كل الكتاب المقدس ُموحى به من الله وصالح للتعلم. ذلك أساس الكتاب المقدس ، ودليلنا مستوحى من قول بولس الرسول في رسالته الثانية إلى تيموثي (2 تيموثي3 :16( :" كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ ".

                    المسلم:
                    إن الفقرة التي ذكرتها ليست سندًا لإثبات صحة الكتاب للأسباب الآتية:

                    أولاً : لا يمكن إثبات صحة كتاب بشهادة نفس الكتاب.

                    ثانيًا : لو رجعنا لأصل الفقرة السابقة لوجدناها:"كل كتاب موحى به من الله هو صالح للتعلم " وهذا ما تم تصحيحه في بعض النسخ الحديثة!! مثل النسخة الأمريكية القياسية:

                    2Ti 3:16 Every scripture inspired of God is also profitable for teaching, for reproof, for correction, for instruction which is in righteousness. (ASV)

                    وهذا للتأكيد ما جاء في تفسير العلامة "أدم كلارك" على نص الملك جيمس وهو المرجع في التفاسير الإنجليزية.



                    2Ti 3:16 - All Scripture is given by inspiration of God –

                    This sentence is not well translated; the original πασα γραφη θεοκνευστος ωφιλιμος προς διδασκαλιαν, κ. τ. λ. should be rendered: Every writing divinely inspired is profitable for doctrine, etc

                    فقال " آدم كلارك " في تفسيره : " الجملة لم تترجم جيدا" , ويجب أن تكون " كل كتابات الوحي الإلهي صالحة للتعلم " ، مما يعني أن كل ما يوحيه الله هو مفيد ويمكننا التعلم من خلاله ، ونحن لا نختلف مع هذا المعنى ، ولكن التلاعب في ترجمة الجملة أدى إلى إعطاء شهادة للكتاب بأنه جاء كله بالوحي الإلهي وصالح للتعلم ، وكل الكتاب مُوحى به من الله وصالح للتعلم .

                    ثالثًا : النص متعارض مع بعض الفقرات الواضحة والصريحة في الكتاب المقدس التي يقول فيها الكاتب أنه لا يكتب بالوحي الإلهي مثل:

                    1- في بداية إنجيل لوقا (لوقا :1 :1):" لَمَّا كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَقْدَمُوا عَلَى تَدْوِينِ قِصَّةٍ فِي الأَحْدَاثِ الَّتِي تَمَّتْ بَيْنَنَا".(2) :" كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا أُولئِكَ الَّذِينَ كَانُوا مِنَ الْبَدَايَةِ شُهُودَ عِيَانٍ، ثُمَّ صَارُوا خُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ ". (3):" رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا، بَعْدَمَا تَفَحَّصْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَوَّلِ الأَمْرِ تَفَحُّصًا دَقِيقًا، أَن أَكْتُبَهَا إِلَيْكَ ..." .

                    فمن الذي رأى أن يكتب ثم تفحص الروايات وتتبعها ؟! بالطبع لم يكن الوحي الإلهي .

                    2- قال بولس في رسالته الأولى إلى كورنثوس (7 : 25 ) :" وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ ، وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْيًا كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا. (26):" فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ ".

                    فكيف يقول إنه ليس عنده أمرٌ من الرب وسيعطي رأيه الشخصي في كتابٍ يُفترض أنه جاء بالوحي ثم يقول : وأظن أن هذا حسنًا ؟! فمن الذي يظن أن هذا حسن ؟ هل هو الوحي الإلهي الذي يظن أن هذا حسن أم بولس ؟! إن كان الظن أنه من عند الله أو من الوحي فهذا افتراء واضح على الله تعالى ، وإن كان الظن من بولس فأمره ليس من الله ، وليس من الوحي ؛ تأكيدًا لقوله السابق : فليس عندي أمرٌ من الرب ولكنني أعطي رأيًا .

                    3 – في رسالة بولس الثانية إلى تيموثاس( 4 : 13( :" الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس أحضره متى جئت ، والكتب أيضًا ولا سيما الرقوق".

                    فهل من المعقول أن يكون الوحي طلب من بولس أن يطلب من صديقه إرسال الرداء الذي نسيه ؟!

                    4 - في رسالة بولس إلى رومية )رومية 3 : 7 ) :" فإنه إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده . فلماذا أُدانُ أنا بعدُ كخاطئ ؟ ".

                    فهل من العقل أن يقول الوحي الإلهي: إن كان صدق الله يزداد بالكذب الذي أكذبه، فلا لوم ؟
                    5- في رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس (7 : 12):" وأما الباقون فأقول لهم : أنا ، لا الرب ، ....". وبالطبع لن يقول الوحي الإلهي : " أقول أنا لا الرب " . ونجد بولس يقول في نفس الرسالة ( 1 كورنثوس 7 :40 ) :" ولكنها أكثر غبطة إن لبثت هكذا بحسب رأيي وأظن أني أنا أيضا عندي روح الله ". وكما هو واضح ولا يحتاج تفسير , الرأي لبولس الذي يظن أن هذا رأيا حسنا ، فكيف يتم نسبة هذه الكتابات إلى الله ووضعها في كتاب يفترض أنه بالوحي الإلهي ويتم أخذ التعاليم منه على أنها تعاليم ربانية ؟!
                    6- في رسالة بولس إلى رومية (رومية 16) :" أنا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هَذِهِ الرِّسَالَةِ أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ ". (23) :" يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ غَايُسُ مُضَيِّفِي وَمُضَيِّفُ الْكَنِيسَةِ كُلِّهَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرَاسْتُس خَازِنُ الْمَدِينَةِ وَكَوَارْتُسُ الأَخُ ". فحتى كاتب الرسالة هنا الذي يسمى "ترتيوس" وضع سلاماته وتحياته في رسالة تم اعتبار قائلها يتكلم بالوحي وتم وضعها في الكتاب المقدس, ولكن الكاتب لم يفعل هذا إلا تقليدًا لبولس الذي وضع في نفس الرسالة حوالي 10 أسطر من السلامات والتحيات !.

                    7- في الأسفار القانونية الثانية كتب مؤلف سفر المكابيين الثاني في النهاية

                    (المكابيين الثاني15 :39) :" فان كنت قد أحسنت التأليف وأصبت الغرض فذلك ما كنت أتمنى وان كان قد لحقني الوهن والتقصير فإني قد بذلت وسعي ".

                    فمن الذي أحسن التأليف ؟!.

                    رابعًا : حسب الموسوعة البريطانية ومقدمة الكتاب المقدس للكاثوليك : الرسالة الأولى والثانية إلى تيموثي وتيطس المنسوبين لبولس "يعتقد غالبية العلماء أنهم كتبوا بعد وقت بولس ". وسيتم بيان ذلك بالتفصيل لاحقًا حيث إن كاتب هذه الرسالة التي تحتوي على هذه الشهادة مجهول حسب علماء الكتاب المقدس.

                    خامسًا : تاريخ كتابة الرسالة يسبق تاريخ كتابة الأناجيل الأربعة ويسبق تاريخ كتابة العديد من الرسائل في الكتاب المقدس, فعندما قال كاتب الرسالة هذا القول لم يكن هناك أناجيل تم اعتمادها أو كتاب مقدس تم تكوينه, والعهد القديم كان عبارة عن كتب متفرقة ، فأيّ كتاب قصده القائل بأنّ "كل الكتاب موحى به" ؟!



                    نقطة الخلاف :
                    نقطة الخلاف الرئيسة بين المسلم والمسيحي حول الكتاب المقدس تنحصر في الإجابة عن السؤال التالي: هل الكتاب المقدس بصورته الموجودة الآن من عند الله تعالى ؟

                    وللوصول إلى إجابة منصفة عن السؤال من وجهة نظر محايدة وبدون قفز إلى الاستنتاج ، علينا دراسة النقاط التالية :
                    1- من هم كتبة الكتاب المقدس، وذلك حسب شهادة الكتاب المقدس وشهادة الموسوعات العالمية .

                    2- كيف وصل لنا محتوى الكتاب المقدس ، وذلك حسب شهادة الكتاب المقدس والموسوعات العالمية .

                    3- ما هو محتوى الكتاب المقدس من ناحية: التشريع- الأخلاق – العلم... إلخ. على أن ما يوحيه الله يختلف عما يكتبه البشر من أفكارهم.

                    المسيحي: من الذي يجرؤ على تغيير كلام الله ، مع أن كلمة الله لا تتغير، ومن الذي يسمح لنفسه بذلك ؟
                    المسلم : بنفس المنطق الذي تتحدث به من الممكن التساؤل من الذي يعصي الله ؟ ومن الذي يقتل إنسانًا خلقه الله ؟ إن الله تعالى أعطى للبشر حرية الاختيار بين الخير والشر, والكثير منهم اختار الشر, ومن الشر تزييف الكتب وقتل الأنفس ظلمًا والسرقة والكذب وغيرها، فالتحريف والقتل والسرقة والاغتصاب والظلم كلها أشياء نهى الله تعالى عنها ولا تزال البشرية غارقة فيها, فمن غير المنطقي أن نقول لن يحدث التحريف لأنه حرام ونغلق أعيننا عن آلاف المحرمات التي ترتكب وتستباح في كل وقت .
                    وبالنسبة للكتاب المقدس لو تتبعنا الأمور بدقة سنجد أن بعض الناس قد كتبوا روايات تاريخية ، أو أرسلوا رسائل وجاء جيل بعدهم أعطى قدسية لرسائلهم ولكتاباتهم واعتبر أن هذه الكتابات بوحي من الله تعالى وأضافوها للكتاب ثم جاء جيل آخر فاتخذ رأي الجيل السابق شهادة موثوقا بها واستمروا في اعتبارها وحيا من الله .

                    وبمراجعة سريعة لبعضٍ من النصوص السابقة مثل (1 كورنثوس 7 : 12):" وأما الباقون فأقول لهم : أنا، لا الرب ". و( 4 : 13) :"الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس أحضره متى جئت".

                    فمن الواضح مما سبق أن الكلمات ليست كلمات الله ، وليست وحيًا من الله تعالى كما هو القول :"إن كنت قد أحسنت التأليف" .



                    المسيحي: إن مفهوم الوحي يختلف عندنا عن تصوركم, فالوحي عندنا يوحى بالمعنى والكاتب يبحث ويُجِدّ ليكتب.



                    المسلم : هناك احتمال من اثنين: إما أن يكون الكاتب كتب بالوحي الإلهي ومعنى ذلك أنه لن يحتاج إلى مصادر أخرى ليكتب منها, وإما أن الكاتب كان يجتهد ويبحث ويُدوّن بدون الاستعانة بالوحي الإلهي ويكون مصيبًا أو مخطئًا ولا يمكن اعتبار كتاباته موثوقا بها ثقة عمياء, ونحن نعجب كل العجب عند الحديث عن "إنجيل متى" كمثال ( بالموسوعات العالمية ومقدمة الكتاب المقدس للكاثوليك ) فيقال : إن " متى " اقتبس ونقل في إنجيله من إنجيل "مرقس" ، أو إن "متى" استخدم إنجيل " مرقس" كمصدر من مصادره ! ومن الغريب أن يأتي " متى " بإنجيل " مرقس " ويضعه أمامه وينقل منه بعض الفقرات ثم يقال: إن "متى" كان يكتب بالوحي ، وسنبين هذا بالتفصيل عند الحديث عن العهد الجديد .



                    المسيحي: ما ذنب الذين يؤمنون بأن الكتاب المقدس هو من عند الله تعالى؟ وهل الله ظالم ليجعلهم يؤمنون بخطأ ويحاسبهم عليه ؟!



                    المسلم : لقد أعطانا الله تعالى عقلاً نستطيع التمييز به بين الحق والباطل, ولم يفرض علينا إيمانًا أعمى, فالواجب علينا أن نتساءل ونبحث, فإن بحثت ووجدت أن كاتب الكتاب مجهولا والنصوص مفقودة وحدثت تغييرات للنصوص الحديثة من إضافات وحذف ، ووجدت أن التعاليم لا ترقى لمستوى الوحي الإلهي, فلماذا تظل تعتبره من عند الله تعالى ؟
                    فلو فرضنا أنني أعطيتك "الدستور الروسي" على أساس أنه وحي إلهي, ألن تتساءل من الكاتب ، وكيف تغيّر، وما الدليل على الوحي؟ ...إلى آخر هذه التساؤلات, فلماذا لا تتساءل عن كتابك هذه التساؤلات ؟!


                    المسيحي: هل الله لا يستطيع أن يحافظ على كلامه ؟ وهل الله لا يستطيع الحفاظ على وحيه ؟ ولماذا تقول : حفظ الله القرآن ولم يحفظ التوراة والإنجيل ؟



                    المسلم :
                    أولاً : إن الله تعالى لو شاء أن يحفظ الكتاب بدون تحريف لما تم تحريفه ، فالحفظ مرتبط بإرادة الله تعالى.
                    ثانيًا: إن الله تعالى أعطى أمانة حفظ الكتاب للأمم السابقة فضيعوا الأمانة. وشهد الله تعالى بالتحريف في الكتاب حسب المصادر الإسلامية.
                    ثالثًا: لا يشهد الكتاب المقدس على نفسه أنه وحيٌ من الله تعالى .
                    رابعًا : جاءت الكثير من النصوص بالكتاب المقدس على لسان الأنبياء أنهم

                    يحرفون ويغيرون كلماته ، فالكتاب يشهد على نفسه بالتحريف.
                    ( إرميا 8: 8 ) :" كيف تقولون: نحنُ حكماء وشريعةُ الرّبِّ معَنا؟ أما تَرَونَ أنَّ قلمَ الكتبةِ الكاذِبَ حَوَّلَها إلى الكَذِبِ؟ ".

                    وجاء في " المزامير" : أن داود عليه السلام يقول : إن أعداءه طوال اليوم يحرفون كلامه .

                    ) مزمور 56: 4):" ماذا يصنعه بي البشر؟ اليوم كله يحرفون كلامي . عليّ كل أفكارهم بالشر".

                    وكاتب سفر إرميا يعترف بأن اليهود حرفوا كلمة الله : ( إرميا 23 : 36) :"أما وحي الرب فلا تذكروه بعدُ ؛ لأن كلمة كل إنسان تكون وحيه إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ، الرَّبِّ الْقَدِيرِ، إلهنا ".

                    خامسًا : سنتعرف بكتبة الكتاب المقدس وستجد أنه حسب مقدمة الكتاب أن أغلب الكتبة مجهولون .

                    سادسًا : سنعرض عليك بعض التعديلات والتغييرات التي تمت على الكتاب

                    ونقارن بين النسخ والتراجم المختلفة .



                    سابعًا : سنقرأ بعض الفقرات وسنعطي لك الحكم هل هي بوحيٍّ من الله تعالى أم لا ؟

                    ثامنًا: تكفل الله تعالى بحفظ القرآن الكريم وأكّد هذا: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ]الحجر :9[ . ومن ضمن طرق الحفظ تيسير حفظه في الصدور، فالقرآن كاملاً وبالتشكيل السليم, يحفظه الصبيان الذين لم تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات وهذا من إعجاز القرآن ، ويحفظه الشيخ فوق الثمانين ، ويوجد عشرات الملايين في العالم يحفظونه كاملاً , وهذا من معجزات القرآن التي تبيّن صدق قوله تعالى :} وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ{ [القمر : 17] ، هذا في الوقت الذي لا نجد فيه مسيحي واحد يحفظ عدة صفحات من الكتاب المقدس .

                    تاسعًا : الأحاديث النبوية الشريفة تماثل الكتاب المقدس من حيث إنها أقوال تم نقل أغلبها عن طريق رواة لم يعاصروا النبي عليه الصلاة والسلام وتم تدوين أغلبها لاحقًا بعدما يقرب من مائة عام من وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام, ولا يجد المسلم حرجًا في مناقشة هل الحديث صحيح أم لا ؟ بل يرجع لعلماء الحديث في ذلك ؛ لأنهم وضعوا معايير وقواعد شديدة الدقة والتحري للحكم على الأحاديث.
                    فلا يقبل حديث أحد رواته غير معروفين ، خلافًا للكتاب المقدس الذي يقبل كتبة لا يعرفهم.

                    ولا يقبل حديث أحد رواته مشهور عنهم الفسق والمعاصي أوالكذب والفجور ، خلافًا للكتاب المقدس الذي نقل عن سليمان عليه السلام وفي نفس الوقت اتهمه بعبادة الأوثان في نهاية حياته.
                    كما وضع علماء الحديث معايير أخرى تؤثر في درجة الحديث ويتقرر منها هل يستخدم هذا الحديث في الأحكام والتشريعات أم لا ؟ ويمكن الرجوع لتفاصيل علم الحديث من الكتب المتخصصة في ذلك، فالأحاديث وتصنيفها علم كبير في الإسلام ولا مقارنة بين الحديث وبين الكتاب المقدس من حيث توخي الحذر في التدوين والتصنيف. هذا هو حال الأحاديث, فما بالك بالقرآن الذي هو على نفس لفظه كما نزل من الله تعالى وأخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام ؟
                    عاشرًا : الاعتماد الرئيسي لحفظ القرآن الكريم كان تيسير الله تعالى لحفظه وتناقله سماعًا للناس , هذا مع كتابته التي كانت عاملاً مساعدًا للحفظ وليس عاملاً أساسيًا فإن حدث ووجدت نسخة من المصحف بها خطأ يتم تصحيحها من القراءة المتواترة وليس تصحيح القراءة حسب نسخة المصحف ، فالمصحف تمت كتابته من الحفظ وليس الحفظ نتج عن قراءة المكتوب . فالقرآن لا تستطيع قراءته القراءة الصحيحة كما هو مكتوب بل تحتاج إلى من يرشدك إلى النطق السليم في المرات الأُول ، فالاعتماد على التلقي هو الأساس والكتابة عامل مساعد فقط .
                    حادي عشر : يفرق المسلم جيدًا بين القرآن الذي هو وحي بنفس اللفظ من الله وبين الأحاديث النبوية التي هي وحي من الله للرسول عليه الصلاة والسلام وخرجت ألفاظها من الرسول عليه الصلاة والسلام وبين ما ليس بالوحي الإلهي مثل كتب الفقه وكتب التاريخ وكتب السيرة ورسائل الخلفاء والصحابة, فلا يضع المسلم كل هذا في كتاب واحد ويطلق عليه الكتاب الإسلامي المقدس ويقول إنه بوحيًّ من الله تعالى, هذا خلافًا للكتاب المقدس الذي يحتوي على كلام الله وكلام أنبياء وقصص يرويها أشخاص غير الأنبياء. مثل (تثنية 34 :5) :" فَمَاتَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ بِمُوْجِبِ قَوْلِ الرَّبِّ ".(6):" وَدَفَنَهُ فِي الْوَادِي فِي أَرْضِ مُوآبَ، مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ. وَلَمْ يَعْرِفْ أَحَدٌ قَبْرَهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ ".

                    فالفقرة السابقة في أسفار موسى ولا يعلم من كتبها!.
                    كما يحتوي على رسائل مثل الرسالة التي يقول فيها "بولس" (2 تيموثيوس 4 :11) :"لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ ". (12) :" أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ ". (13) :"اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ..." إلخ.
                    وسنعرض أمثلة لكل ذلك بإذن الله تعالى ، ولكننا سنبدأ حسب الترتيب الذي أشرنا إليه وهو من الكاتب ، وهل وصل لنا ما تمت كتابته بدون تغيير ؟ وماذا كتب؟.



                    وبدون تسرع في الحكم سنقرأ ماذا يقول الكتاب المقدس وكتبته عن الكتاب المقدس وعن أنفسهم, ولن نتعرض إلا للحقائق الثابتة ولن نضع إلا أراء علماء الكتاب المسيحيين وفقرات من الكتاب والموسوعات العالمية مثل الموسوعة البريطانية ومقدمات الكتاب المقدس.

                    المسيحي: انتظر قبل أن تبدأ في الحديث عن الكتاب المقدس, لقد شهد كتابك

                    ( القرآن ) للكتاب المقدس في أكثر من مرة . وأنا أحدثك الآن بالقرآن باللغة التي تفهمها .



                    المسلم : إن كنت لا تعتقد أن القرآن الكريم من عند الله تعالى وتعتقد أنه باطل, فلا تستشهد بما تعتبره باطلاً على صحة كتابك. فما الذي سترد به لو كنت تتحدث مع غير المسلم ؟ هل كنت ستقول إن هناك كتاب لا أؤمن أنه من عند الله يشهد بصحة كتابي ؟!.

                    إن القرآن الكريم ليس لغة بل هو كتاب, فإما أن تعتقد أنه من عند الله تعالى فتكون في الإسلام وتستشهد به, وإما أن تظل على اعتقادك بأنه ليس من عند الله تعالى, فلا تستشهد به. وما اختلط عليك من آيات تظن منها أن القرآن يشهد فيها لكتابك, فهذا له رد آخر في نهاية الفصل تحت عنوان شهادة القرآن للكتاب المقدس.


                    المصادر التي سيتم استخدامها في البحث هي:

                    1- الكتاب المقدس وترجماته المتعددة ويمكن التأكد من المقدمات بالذهاب لمكتبة دار الكتاب المقدس أو مكتبة دار الثقافة وبالمكتبات التي تبيع الكتاب المقدس للكاثوليك .

                    كما يمكن مراجعة النسخ المختلفة من موقع مثل http://www.biblegateway.com
                    موقع النسخ باللغة العربية والمقدمات بالعربية http://www.albichara.org/searchbible.php

                    موقع مقدمة الكتاب المقدس نسخة RSV بالعنوان http://www.ncccusa.org/newbtu/aboutrsv.html

                    2- الموسوعات العالمية المحايدة مثل الموسوعة البريطانية والموسوعة الأمريكية وموسوعة جرويلرز (يمكن الإطلاع عليها في المكتبات الكبرى مثل مكتبة الإسكندرية).

                    أو على الانترنت :
                    الموسوعة المجانية : http://www.wikipedia.org/

                    الموسوعة البريطانية : http://www.britannica.com/

                    موسوعة الإجابات www.answers.com
                    موسوعة جامعة كولومبيا http://www.bartleby.com/65/

                    موسوعة إنكارتا http://encarta.msn.com/

                    الموسوعة الشاملة http://www.encyclopedia.com

                    تعليق


                    • #25
                      من الذي كتب الكتاب المقدس ؟العهد القديم

                      من الذي كتب الكتاب المقدس ؟
                      أ- العهد القديم:
                      لا توجد مقدمة للتعريف بالسفر أو كاتب السفر في النسخ العربية إلا في "الكتاب المقدس للكاثوليك" و"نسخة كتاب الحياة", وفي الكتاب المقدس للكاثوليك تبين المقدمة بوضوح واستفاضة من هو الكاتب والخلافات حوله ، ومتى كتب السفر وغيرها ، ونفس المعلومات نجدها موجودة في بعض النسخ الأجنبية


                      أوالموسوعات العالمية مثل "الموسوعة البريطانية" ، أما الكتاب المقدس " نسخة كتاب الحياة" فنجد عدة أسطر للتعريف بالسفر باختصار.
                      وبقراءة مقدمات الكتاب المقدس "نسخة كتاب الحياة" , نجد عبارة بها تصريح واضح مثل " كاتب هذا السفر مجهول " ، أو نجد عبارة تحاول تخفيف الأمر باستخدام فعل ماضي مبني للمجهول مثل: "دُوّن أو كُتب هذا السفر". أو باستخدام تعبيرات أخرى لا تبين الكاتب مثل: " تم تدوين هذا السفر أو تمت كتابته بوحي من الروح القدس", أو يتم تجاهل الموقف بالحديث مباشرة عن محتوى السفر باستخدام عبارات مثل:(يحكي لنا السفر, يبين لنا السفر, نتعلم من هذ السفر

                      ....إلخ).

                      بينما في الكتاب المقدس للكاثوليك يتم التصريح بوضوح بأن الكاتب مجهول أو الكاتب معروف وربما يقال : إن الكاتب معروف ولكنه شاركه عدد آخر من الكتبة في نفس السفر لم تصل لنا أية أخبار عنهم مثل مقدمة سفر أشعياء الذي وضحت المقدمة أن له أكثر من كاتب .

                      أمثلة من مقدمات الكتاب المقدس ترجمة "كتاب الحياة":

                      مقدمة سفر الجامعة: من المرجح أن كاتب هذا السفر بإرشاد من الروح القدس هو سليمان.

                      مقدمة سفر القضاة: إن الدرس المؤلم الذي يُلقنه هذا السفر هو أن أجرة الخطيئة هي الموت .

                      مقدمة سفر راعوث: هذه القصة هي قصة راعوث التي صممت على ملازمة حماتها نعمى .

                      مقدمة سفر صموئيل الأول: من المرجح أن هذا الكتاب قد تم تدوينه, بوحى من الروح القدس ، في القرن العاشر ق.م .

                      مقدمة سفر صموئيل الثاني : يستعرض هذا الكتاب أحداث نحو أربعين سنه من حكم داود.... .

                      مقدمة سفر الملوك الأول: وقد تم تدوين هذه الأحداث لكي لا نرتكب نفس الأخطاء مره أخرى .
                      مقدمة سفر الملوك الثاني : دُوّن هذا الكتاب بوحى من الروح القدس في نحو القرن السادس ق.م .



                      لذلك حسب المقدمات والتعريف بالكتاب المقدس:

                      اسم السفر
                      الكاتب

                      سفر أشعياء
                      ينسب معظمه إلى أشعياء، ولكن بعضه كتبه آخرون.(راجع مقدمة سفر أشعياء في الكتاب المقدس للكاثوليك).

                      أخبار الأيام الأول
                      المؤلف مجهول، ولكن ربما جمعه وحرره عزرا.

                      أخبار الأيام الثاني
                      المؤلف مجهول، ولكن ربما جمعه وحرره عزرا.

                      القضاة
                      غير معروف ( ربما كتبه صموئيل ).

                      صموئيل الأول
                      غير معروف ( ربما كتبه صموئيل ).

                      صموئيل الثاني
                      غير معروف.

                      سفر الملوك الأول
                      غير معروف.

                      سفر الملوك الثاني
                      غير معروف.

                      سفر أستير
                      غير معروف.

                      سفر أيوب
                      يحتمل أن يكون أيوب، ويرى البعض أنه موسى أو سليمان .

                      المزامير
                      كتب داود 37 مزمورًا ، وكتب آساف 12 ، وأبناء قورح 9 ، وكتب سليمان مزمورين، وهناك 51 مزمورًا لا يعرف كاتبها .

                      سفر راعوث
                      غير معروف.

                      سفر الأمثال والجامعة ونشيد الأناشيد
                      المؤلف مجهول، ولكن عادة تنسب إلى سليمان.





                      صورة ضؤية من مقدمة سفر الأمثال- في الكتاب المقدس للكاثوليك. تظهر أن السفر متنوع المصادر والتواريخ.




                      صورة ضؤية من مقدمة سفر نشيد الإنشاد- في الكتاب المقدس للكاثوليك. تظهر أن الكاتب مجهول ووقت التأليف مجهول.



                      أما الأسفار القانونية الثانية التي يؤمن بها الأرثوذكس والكاثوليك رفضها البروتستانت في القرن السادس عشرعلى أساس أنها لا ترقى لمستوى الوحي الإلهي .

                      بعض ما جاء بمقدمات الأسفار القانونية الثانية :[1]
                      سفر طوبيا (طوبيت) : من المرجح أن يكون طوبيا الابن هو الذي كتب هذا السفر .

                      سفر يهوديت : أما يهوديت التي هي محور هذا السفر، فهي بطلة يهودية مشهود لها بالتقوى والغيرة . وكاتب هذا السفر مجهول. غير أن البعض ينسب كتابته إلى "يواكيم" الحبر الأعظم .




                      (صورة لمقدمة سفر يهوديت – مكتبة المحبة الأرثوذكسية- تبين أن الكاتب مجهول والأصل مفقود!).


                      سفر أستير : (الكاتب مجهول).




                      (صورة لمقدمة سفر أستير – مكتبة المحبة الأرثوذكسية- تبين أن الكاتب مجهول والزمن مجهول!).



                      سفر الحكمة : ولقد انقسمت الآراء حول شخصية كاتب هذا السفر. فقال بعضهم إنه يوناني أو أنه يهودي مصري لم يكن يعرف غير اللغة اليونانية.
                      سفر يشوع بن سيراخ : أما يشوع بن سيراخ فهو أحد حكماء اليهود ممن درسوا التوراة واختبروا الحكمة فكتب فيها. وقد قيل عنه : إنه يشوع ابن سيراخ بن سمعون. وقد كان كاتباً مشهوراً مات أثناء السبي في بابل ودُفِنَ هناك .

                      سفراالمكابيين الأول والثاني: سفرا المكابيين الأول والثاني هما آخر أسفار التوراة . وقد جاءا ضمن قائمة الأسفار القانونية للعهد القديم الواردة في قوانين الرسل. وورد السفران في الترجمة السبعينيّة للتوراة التي تمَّت في الإسكندرية عام 280 ق.م ، ويُنسَب سفرا المكابيين إلى الأسرة المكابية التي أسسها متتيا أو متاثياس وقد كان من نسل الكهنة اللاويين .



                      كيف يبرر النصارى هذا الموضوع ؟
                      عند سؤال النصارى ، كيف يتم اعتبار كتابات شخص مجهول أنها جاءت بالوحي الإلهي ؟ فعندما يكون الكاتب مجهولاً فإن مصدر تعاليمه تكون مجهولة أيضًا .
                      يقول النصارى : من الممكن أن يرسل الملك لقائد الجيوش رسالة مع شخص معروف أنه حامل للرسائل أو الساعي, كذلك من الممكن أن يرسلها مع جندي مجهول .

                      الرد: في المثال السابق لا نعترض أن يكون الساعي أو حامل الرسالة مجهولاً قبل أن يحمل الرسالة, ولكن عندما يحمل الرسالة ويقوم بإبلاغها للناس أو بتوصيلها لقائد الجيش, فلن يظل مجهولاً متخفيًا بل سيخرج ما يثبت أدلة صدقه وأنه يحمل الرسالة من المصدر الصحيح. فمن المستحيل أن يجد قائد الجيش ورقة على الأرض لا يعلم مصدرها ويقول هذه رسالة من الملك أرسلها لي مع مجهول!.



                      الأسفار الخمسة المنسوبة لموسى ببداية العهد القديم :

                      هناك بعض الأسفار يظن الكثير أنها تنسب لنبي من الأنبياء ويجهلون أن الدراسات الحديثة أثبتت عدم نسبها له ، مثل الأسفار الخمسة التي تنسب لموسى عليه السلام والتي هي بداية العهد القديم (التوراة).

                      فالكثير من الأدلة تشير إلى أن موسى عليه السلام ليس هو الكاتب مثل:

                      1- من غير المعقول أن يكون موسى قد كتب تاريخ العالم منذ بداية الخلق حتى بعد وفاته.

                      2- كثير من الحوار داخل السفر يعود إلى كاتب آخر مثل القول: " فقال موسى لله" ،أو " فقال الله لموسى" فالحوار يعود لمؤرخ يحكي أحداثًا سابقة .
                      ( سفر التثنية 31 : 27 ) :" فعندما كمّل موسى كتابة كلمات هذه التوراة في كتاب إلى تمامها أمر موسى اللاويين حاملي تابوت عهد الرب قائلاً خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب تابوت عهد الرب إلهكم ليكون هناك شاهدًا عليكم ؛ لأني أنا عارف تمردكم ورقابكم الصلبة . هو ذا وأنا بعدُ حيٌّ معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب فكم بالحرى بعد موتي".
                      فكيف يكون مكتوبًا "خذوا كتاب التوراة هذا" في داخل التوراة التي أعطاها لهم ؟!

                      3- كيف يكون موسى الكاتب وبالأسفار فقرة تصف موته وأنه مر زمان ولم يخرج نبي مثله كما في:
                      (تثنية 34 : 5) :" فَمَاتَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ بِمُوْجِبِ قَوْلِ الرَّبِّ ". (6) :" وَدَفَنَهُ فِي الْوَادِي فِي أَرْضِ مُوآبَ، مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ. وَلَمْ يَعْرِفْ أَحَدٌ قَبْرَهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ ") .7) :" وَكَانَ مُوسَى قَدْ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ، لَمْ يَكِلَّ بَصَرُهُ وَلاَ غَاضَتْ نَضَارَتُه"ُ .(8) :" وَنَاحَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى مَوسَى فِي سُهُولِ مُوآبَ طَوَالَ ثَلاَثِينَ يَوْمًا " .(9) :" وَكَانَ يَشُوعُ بْنُ نُونٍ قَدِ امْتَلَأَ رُوحَ حِكْمَةٍ بَعْدَ أَنْ وَضَعَ مُوسَى يَدَيْهِ عَلَيْهِ، فَأَطَاعَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَعَمِلُوا بِمُقْتَضَى مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ مُوسَى. " (10):" وَلَمْ يَظْهَرْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلُ مُوسَى، الَّذِي خَاطَبَهُ الرَّبُّ وَجْهًا لِوَجْه".

                      ترد المصادر المسيحية على الفقرة السابقة فتقول: موسى هو كاتب الأسفار الخمسة ، ولكن يشوع بن نون "الذي تبعه" هو كاتب هذا الجزء ، ووضعه في أسفار موسى ؛ لأنه يكمل قصة موسى .

                      ولا نجد أي دليل على هذا التبرير الذي يتعارض مع النص " لَمْ يَعْرِفْ أَحَدٌ قَبْرَهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ ومع لَمْ يَظْهَرْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلُ مُوسَى . فلا يمكن أن يكون من جاء بعده مباشرة كتب هذه العبارات .

                      4- ضاعت التوراة ثم قام عزرا بإعادة تدوينها وجمعها سنة 534 ق.م. [2]
                      وزعم البعض أن عزرا قد أعاد كتابة التوراة بإلهام من الله ولا تستند دعوى الإلهام على أي دليل ، ولا يمكن الجزم بأن التوراة الموجودة من كتابة عزرا.
                      5- الأهم من ذلك الفحص الجديد الذي قام به المحققون النصارى عبر دراسات طويلة، وأكدت الأبحاث أن هذه الأسفار لها كتبة يزيدون على المائة ، وينتمون إلى أربعة مدارس ظهرت في القرنين الثامن والتاسع قبل الميلاد في مملكتي إسرائيل ويهوذا. وتسمى هذه الدراسات نظرية المصادر الأربعة. وقد أصبحت هذه النظرية موثوقا ومعترفا بها عند العلماء المحققين. ويعترف مدخل الكاثوليك للكتاب المقدس والموسوعات العالمية بنظرية المصادر الأربعة كما سيأتي بيانه بعد.

                      نظرية المصادر الأربعة :

                      تتلخص نظرية المصادر الأربعة في أنه عند جمع التوراة تم جمع هذه الأسفار من أربعة مصادر تختلف فيما بينها في الأسلوب وفي استخدام اسم الله , فمصدرٌ يسمي الله تعالى "جيهوفاه" أو "يهوه" ، والآخر يسمي الله تعالى " إلوهيم" (حدث هذا نتيجة لانقسام اليهود إلى مملكتين, مملكة الشمال ومملكة الجنوب ) ، وأما المصدر الثالث فهو مصدر الكهنة ( اللاويين ) ويسمى كتابات كهنوتية ، والمصدر الرابع خاص بسفر التثنية حيث يُعتقد أن له العديد من الكتبة اشتركوا في كتابته.

                      جاء في الموسوعة البريطانية: الأسفار الخمسة الأولى وهي أول أسفار العهد القديم من حيث الجمع. وأول من أطلق عليهم أسفار موسى الخمسة هو القديس جيروم, وبالرغم من أن تأليف موسى لهذا العمل لا تؤكد عليه الأسفار نفسها، ولكن التسمية أصبحت أمرًا مقبولاً من قبل عامة المسيحيين. فتتضمن هذه الأسفار الخمسة مراحل نصية مختلفة للكتابات، وخاصة النص (اليهوي) منها الذي يشير إلى الله باسم جهوفا ، أو يهوه ، والنص (الإلوهيمي) الذي يشير إلى الله باسم إلوهيم. وإلى كتابات الكاهن عزرا الذي يشكل عمله مع جزء آخر من الأسفار الخمسة ما يسمى بالطور الكهنوتي . [3]








                      صورة ضؤية من الصفحة الأولى للكتاب المقدس للكاثوليك ، ويظهر الهامش الذي يوضح أن هذا النص هو نص كهنوتي ، كما يظهر القول بأن هذه هي الرواية الأولى عن الخلق ( لوجود رواية أخرى مختلفة) ، وينبه هامش الكتاب المقدس أنه لا داعي للمقارنة مع الحقائق العلمية المتوافرة في العصر الحديث !.



                      --------------------------------------------------------------

                      [1] ( مكتبات الأرثوذكس الأسفار القانونية الثانية – مقدمة الكتاب المقدس للكاثوليك- موقع الانبا كيرلس وموقع كنيسة سانت تكلا).

                      [2] (( كما تعترف كافة المصادر المسيحية , ومن الممكن مراجعة مقدمة الأسفار القانونية الثانية في موضوع الرد على رفض البروتستانت للأسفار !!)

                      [3] الموسوعة البريطانية – الإصدار 15 – الجزء 14 – ص 921

                      تعليق


                      • #26
                        من الذي كتب الكتاب المقدس؟ العهد الجديد

                        من الذي كتب الكتاب المقدس؟
                        ب - العهد الجديد

                        1- إنجيل مرقس:

                        الموسوعة البريطانية -تحت عنوان العهد الجديد-الأناجيل المتماثلة- الإنجيل وفقًا لمرقس .[1]

                        إنجيل مرقس هو الثاني في ترتيب أناجيل العهد الجديد وهو أقدم إنجيل كتبت له النجاة وأقصر الأناجيل. من المحتمل أن كاتب إنجيل "مرقس" مجهول غير معروف ، ولكن قانونية تعاليمه تنبع من العلاقة المفترضة بين "مرقس" و"بطرس" (بطرس تلميذ السيد المسيح ), الذي نقل له التعاليم قبل استشهاده في الاضطهاد النيروني ما بين 64-65 ميلادية.



                        "بابياس" أسقف أسيا الصغرى في القرن الثاني الميلادي قال : إن "مرقس" هو سكرتير" بطرس" الذي كتب ماتذكره بعد موت "بطرس"... بعض الافتراضات عرفت " مرقس" على أنه ( يوحنا مرقس ) الذي ذكر في أعمال الرسل الإصحاح

                        ( 12) أو الحواري الذي جرى عاريًا في الحديقة ( مرقس 14 ) غالبية العلماء يوافقون أن إنجيل "مرقس" قد تم استخدامه بواسطة "متى" و" لوقا " لعمل أناجيلهما فأكثر من 90% من محتويات إنجيل "مرقس" تظهر في إنجيل "متى" ، وأكثر من 50 % في إنجيل "لوقا".[2]


                        الكتاب المقدس للكاثوليك مدخل إلى الإنجيل كما رواه "مرقس": "منذ نحو السنة 150 أثبت بابياس مطران هيرابوليس نسبة الإنجيل الثاني إلى مرقس " لسان حال " بطرس في روما ، وكانوا يقولون : إن الكتاب أُلف في روما بعد وفاة بطرس إيريناوس أو قبل وفاة بطرس إقليمنضس السكندري . أما مرقس فكانوا يعتقدون أنه يوحنا مرقس المولود في أورشليم (رسل 12:12) ورفيق بولس وبرنابا

                        ( رسل 12 : 25 ) ثم رفيق بطرس في بابل أي روما على الأرجح ،وفقًا لما ورد في (1 بط 5 : 13 ) .[3]

                        2- إنجيل "متى" :

                        الموسوعة البريطانية - تحت عنوان العهد الجديد- الأناجيل المتماثلة - الإنجيل وفقًا لمتى .

                        " متى" استخدم تقريبًا كل إنجيل مرقس بالإضافة لبعض المواد التي انفرد هو باستخدامها للكتابة.
                        كتب هذا الإنجيل بعد سقوط أورشليم ما بين 70 إلى80 ميلادية ، بالرغم من أن الاسم " متى " كان من بين أسماء حواري السيد المسيح الذي يعود على جامع الضرائب الذي كان اسمه "ليفي" في إنجيل "مرقس" وأصبح تابعًا للسيد المسيح ، ففي إنجيل "متى" تغير الاسم إلى "متى" يتضح أن "متى" كان يعلن قانونية إنجيله من خلال هذه الطريقة ولكن كاتب إنجيل "متى" مجهول على الأرجح ".[4]


                        في معجم مفسري الكتاب المقدس: "متى" هو أول الأناجيل وفقًا للترتيب التقليدي، إلا أنه من غير الضروري أن يكون الأول في الترتيب الزمني. هنالك سبب جيد يدفعنا للقول بأن "متى" كان أحد الأناجيل اللاحقة عوضًا عن كونه أولها. بكل تأكيد إن إنجيل "متى" كُتب بعد إنجيل مرقس الذي كان أساسًا لإنجيل "متى" كما هو حال إنجيل لوقا ". [5]



                        جاء في الكتاب المقدس للكاثوليك: عن إنجيل "متى" أما المؤلف فالإنجيل لا يذكر عنه شيئًا ، وأقدم تقليد كنسي ( بابياس أسقف – هيرابوليس, في النصف الأول من القرن الثاني ) ينسبه إلى الرسول "متى" ، "لاوي".

                        وكثير من الآباء ( أوريجانيس وهيرونيمس وأبيفانيوس) يرون ذلك الرأي ، وهناك بعض المؤلفين الذين يستخلصون من ذلك أنه يمكن أن تُنسب إلى الرسول صيغة أرامية أو عبرية لانجيل "متى" اليوناني . لكن البحث في الإنجيل لا يثبت هذه الآراء دون أن يبطلها مع ذلك على وجه حاسم. فلما كنا لا نعرف اسم المؤلف معرفة دقيقة يحسن بنا أن نكتفي ببعض الملامح المرسومة في الإنجيل نفسه ، فالمؤلف يعرف من عمله. فهو طويل الباع في علم الكتاب المقدس والتقاليد اليهودية يعرف رؤساء شعبه الدينيين ويوقرهم ، بل يناديهم بقسوة بارع في فنون التعليم وتقريب يسوع إلى سامعيه, يشدد على ما في تعليمه من نتائج عملية: فجميع هذه الصفات توافق يهودي مثقف أصبح مسيحيًا.[6]



                        3- إنجيل "لوقا" :

                        الموسوعة البريطانية -تحت عنوان العهد الجديد- الأناجيل المتماثلة - الإنجيل وفقًا للوقا.

                        إنجيل "لوقا" هو الثالث في ترتيب الأناجيل القانونية الأربعة, وهو متصل مع سفر "أعمال الرسل" وموجه من "لوقا" لنفس الشخص "ثاوفيلوس" . " ثاوفيلوس" هذا ربما يكون شخص روماني يخاطبه "لوقا" بدرجة من الاحترام أو هو مثال للمسيحي المهذب الذي يوجه له "لوقا" إنجيله , إنجيل "لوقا" يسمى "إنجيل التاريخ" ولكن المعلومات الموثقة لا يمكن الحصول عليها منه لأن مصادر "لوقا" لم تكن مصادر تاريخية بل كانت تعتمد على التقاليد والأخبار المنقولة ! تقريبًا ثلث إنجيل "لوقا" مقتبس من إنجيل "مرقس" ، لا توجد قصاصات لبابياس بشأن "لوقا" ، ولكن في آواخر القرن الثاني الميلادي, صرحت التعاليم (بطريقة مبهمة) أن "بولس" هو الضامن (الكفيل) لتعاليم إنجيل "لوقا". إنجيل "لوقا" يعود تاريخ كتابته لسنة 80 بعد الميلاد . ولا توجد دلائل على مكان كتابته إلا أنه من المحتمل أن تكون كتابته تمت خارج فلسطين وذلك لعدم دقة معلومات الكاتب الخاصة بجغرافية المنطقة.[7]
                        جاء في معجم مفسري الكتاب المقدس: إن استخدام المبشرين لإنجيل مرقس أمر مفروغ منه. إنه أحد المصادر الأساسية للوقا وغالبًا ما كان يستعين به لتقديم الإطار العام لإنجيله.[8]

                        جاء في الكتاب المقدس للكاثوليك: عن إنجيل "لوقا " ويبدو أن المؤلف ينتمي إلى العالم الهلنستي بلغته وبعدد من الميزات التي سبق ذكرها, وغالبا ما تبين للنقاد عدم معرفته لجغرافية فلسطين ولكثير من عادات هذا البلد .[9]

                        مصادر إنجيل "متى" ومصادر إنجيل "لوقا":

                        الكتاب المقدس للكاثوليك:

                        "متى" استخدم المصادر الآتية لكتابة إنجيله :

                        1- إنجيل مرقس. 2- مصادر خاصة ب "متى".

                        3-وثيقة مشتركة بين "متى" و" لوقا".

                        بينما " لوقا " استخدم المصادر التالية :

                        1- إنجيل مرقس. 2- مصادر خاصة ب" لوقا ".

                        3- وثيقة مشتركة بين "متى" و"لوقا"

                        كما في الصورة التالية:[10]




                        صورة ضؤية من مقدمة إنجيل متى في الكتاب المقدس للكاثوليك تبين أن متى ولوقا اقتبسا من مرقس.



                        ذكر الأب فاضل سيدراوس اليسوعي في كتاب "تكوين الأناجيل " نظرية المصدرين المصححة وفيها : أن الدراسات الحديثة تبين حسب الرسم التالي من كتاب مصادر الأناجيل أنه كان هناك ما يسمى بإنجيل "متى" باللغة الآرامية ترجم إلى إنجيل "متى" اليوناني ومصادر "متى" الحالي هي عبارة عن:
                        1- "متى" اليوناني. 2- مرقس. 3- تقاليد أخرى. 4- روايات شفهية !.
                        ومصادر "لوقا" هي: 1- إنجيل مرقس 2- إنجيل "متى" اليوناني 3- تقاليد أخرى 4-روايات شفهية. كما في الصورة التالية: [11]






                        صورة ضؤية من كتاب " تكوين الأناجيل ".



                        4- إنجيل يوحنا :

                        الموسوعة البريطانية تحت عنوان العهد الجديد- الإنجيل وفقًا ليوحنا.

                        بالرغم من أن ظاهر الإنجيل يبين أنه كتب بواسطة " يوحنا " الحواري الحبيب للسيد المسيح ، لكن هناك الكثير من الجدل حول شخصية الكاتب ... لغة الإنجيل وصيغته اللاهوتية تبين أن الكاتب ربما عاش في فترة حديثة عن "يوحنا" واعتمدت كتابته على تعاليم وشهادة "يوحنا"... كثير من الفصول عن حياة السيد المسيح تم إعادة سردها بترتيب مختلف عن باقي الأناجيل المتناظرة ( متى- مرقس- لوقا) والفصل الأخير يبدو وكأنه إضافة لاحقة تظهر إحتمالية أن يكون النص الخاص بالإنجيل مركب.
                        مكان كتابة الإنجيل وتاريخ الكتابة كذلك غير معلومين, الكثير من العلماء يعتقدون أنه كتب في "أفسس" في أسيا الصغرى تقريبًا عام 100 ميلادية .[12]

                        يقول معجم الكتاب المقدس: منذ بداية عهد الدراسة النقدية الحديثة ، نشأ خلاف حول إنجيل الحواري يوحنا فيما يتعلق بهوية المؤلف، مكان تأليفه، أُصوله، خلفيته اللاهوتية، وقيمته التاريخية . [13]

                        جاء في الكتاب المقدس للكاثوليك: وليس لنا أن نستبعد استبعادًا مطلقًا الافتراض القائل بأن يوحنا الرسول هو الذي أنشأه.ولكن معظم النقاد لا يتبنون هذالاحتمال. فبعضهم يتركون تسمية المؤلف فيصفونه أنه مسيحي كتب باليونانية في أواخر القرن الأول في كنيسة من كنائس آسية حيث كانت تتلاطم التيارات الفكرية بين العالم اليهودي والشرق الذي اعتنق الحضارة اليونانية. وبعضهم يذكرون يوحنا القديم الذي ذكره بابياس. وبعضهم يضيفون أن المؤلف كان على اتصال بتقليد مرتبط بيوحنا الرسول . [14]



                        من الأسباب التي أكدت الاعتقاد أن الكاتب ليس هو يوحنا الحواري المحبوب ما جاء في الإنجيل من أعداد تبين أنه من غير المعقول أن الكاتب يتحدث عن نفسه فيها مثل:
                        - (يوحنا 21: 24):" وهذا التِّلميذُ هوَ الّذي يَشهَدُ بِهذِهِ الأمورِ ويُدوِّنُها، ونَحنُ نَعرِفُ أنَّ شَهادَتَهُ صادِقَةٌ ".
                        - (يوحنا 21: 20):" واَلتَفتَ بُطرُسُ، فرَأى التِّلميذَ الّذي كانَ يُحبُّهُ يَسوعُ يَمشي خَلفَهُما".

                        - (يوحنا 13: 23):" وكانَ أحدُ التَّلاميذِ، وهوَ الذي يُحبُّهُ يَسوعُ ، جالِسًا بِجانِبِهِ".

                        - (يوحنا19 : 26):" ورأى يَسوعُ أُمَّهُ وإلى جانِبها التِّلميذُ الحبـيبُ إلَيهِ ، فقالَ لأُمِّهِ: "يا اَمرأةُ، هذا اَبنُكِ" .

                        - (يوحنا 20: 2):" فأقبَلت مُسرِعَةً إلى سِمعانَ بُطرُسَ والتِّلميذِ الآخرِ الّذي أحَبَّهُ يَسوعُ ".


                        5- رسائل بولس : (رسائل بولس تشكل حوالي ثلث العهد الجديد وتضم أغلب تعاليم العهد الجديد.)
                        الموسوعة البريطانية تحت عنوان (بولس , الرسول , القديس):

                        لا توجد مصادر عن حياة "بولس" غير للعهد الجديد.., المصدر الرئيسي هو رسائله, فرسالته لرومية والأولى والثانية لكورينثوس وإلى غلاطية هما في الواقع حقيقيين. أغلب العلماء أيضًا يتقبلون الرسالة إلى فيليبي وتسالونيكي الأولى والرسالة إلى فيلمون. بينما تنقسم الآراء حول الرسالة إلى أفسس وتسالونيكي الثانية وكولسي. أما الرسالة الأولى والثانية إلى تيموثي وتيطس, يعتقد الكثير من العلماء أنهم كتبوا بعد وقت بولس.[15]

                        بعض الكتابات عن بولس ( شاول ) وعباراته التي يعرف فيها نفسه!

                        بولس ( شاول ) كان يسرق الكنائس:

                        (أعمال 8 : 3):" وأما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم إلى السجن".

                        يصف رؤيته للسيد المسيح في روايتين متناقضتين:

                        ( أعمال 26 : 14 :(" فلما سقطنا جميعنا على الأرض سمعت صوتا يكلمني ويقول باللغة العبرانية شاول شاول لماذا تضطهدني.صعب عليك أن ترفس مناخس".

                        ( أعمال 9 : 7(:" وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدا".

                        ( أعمال 22 : 9):" والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني ".

                        اختلف بولس مع الحواريين لأنه طلب البعد عن الشرائع اليهودية التي أقرها المسيح:

                        ( أعمال 21 : 21 ):"وقد أخبروا عنك انك تعلّم جميع اليهود الذين بين الأمم الارتداد عن موسى قائلا أن لا يختنوا أولادهم ولا يسلكوا حسب العوائد ).

                        يعترف بولس في رسالة أنه يعطي رأيه الشخصي:

                        (1 كورنثوس 7 : 25):" وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً ". (26):" فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ ".

                        يعترف بولس في رسالة أنه يكذب ولكن كذبه من أجل ازدياد مجد الله .

                        ( رومية 3 : 7):" فانه إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان أنا بعدُ كخاطئ ؟ " .

                        وضع بولس رسائله الشخصية من ضمن محتوى الكتاب المقدس مثل إصحاح

                        السلامات !.

                        ( رومية 16 : 3):" سلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ .... سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ حَبِيبِي الَّذِي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيحِ6َعّلمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيراً. 7سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ نَسِيبَيَّ الْمَأْسُورَيْنِ مَعِي اللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ وَقَدْ كَانَا فِي الْمَسِيحِ قَبْلِي. 8سَلِّمُوا عَلَى أَمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِي الرَّبِّ. 9سَلِّمُوا عَلَى أُورْبَانُوسَ الْعَامِلِ مَعَنَا فِي الْمَسِيحِ وَعَلَى إِسْتَاخِيسَ حَبِيبِي. 10سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ أَرِسْتُوبُولُوسَ. 11سَلِّمُوا عَلَى هِيرُودِيُونَ نَسِيبِي. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ نَرْكِسُّوسَ الْكَائِنِينَ فِي الرَّبِّ. 12سَلِّمُوا عَلَى تَرِيفَيْنَا وَتَرِيفُوسَا التَّاعِبَتَيْنِ فِي الرَّبِّ. سَلِّمُوا عَلَى بَرْسِيسَ الْمَحْبُوبَةِ الَّتِي تَعِبَتْ كَثِيراً فِي الرَّبِّ. 13سَلِّمُوا عَلَى رُوفُسَ الْمُخْتَارِ فِي الرَّبِّ وَعَلَى أُمِّهِ أُمِّي. 14سَلِّمُوا عَلَى أَسِينْكِرِيتُسَ وَفِلِيغُونَ وَهَرْمَاسَ وَبَتْرُوبَاسَ وَهَرْمِيسَ وَعَلَى الإِخْوَةِ الَّذِينَ مَعَهُمْ. 15سَلِّمُوا عَلَى فِيلُولُوغُسَ وَجُولِيَا وَنِيرِيُوسَ وَأُخْتِهِ وَأُولُمْبَاسَ وَعَلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ مَعَهُمْ. 16سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. كَنَائِسُ الْمَسِيحِ تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ..... 21 سلِّمُ عَلَيْكُمْ تِيمُوثَاوُسُ الْعَامِلُ مَعِي وَلُوكِيُوسُ وَيَاسُونُ وَسُوسِيبَاتْرُسُ أَنْسِبَائِي. 22أَنَا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هَذِهِ الرِّسَالَةِ أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ. 23يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ غَايُسُ مُضَيِّفِي وَمُضَيِّفُ الْكَنِيسَةِ كُلِّهَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرَاسْتُسُ خَازِنُ الْمَدِينَةِ وَكَوَارْتُسُ الأَخُ.



                        هل كتب فعلاً بولس الرسائل المنسوبة له ؟
                        بالرغم من الغموض والتناقض حول شخصية بولس, الكاتب أو المشرف على أغلب العهد الجديد, فإن هناك بعض الأسفار التي تحصل على قدسيتها نتيجة نسبها إلى بولس، يتضح أن بولس ليس هوالكاتب بل الكاتب مجهول وكمثال"الرسالة للعبرانيين":
                        فقد جاء في الموسوعة البريطانية ومقدمة الكتاب المقدس للكاثوليك وغيرها:

                        إن مؤلف سفر العبرانيين غير معروف. يقترح مارتن لوثر أن أبولوس هو

                        المؤلف. قال ترتوليان إن سفر عبرانيين إنما هو رسالة كتبها برنابا. يظن كل من أدولف هارناك ورنـدل هاريـس أنه قد كُتب من قبل بريشيلا (أو بريسكا). يقترح ويليام رمسي أنه قد كتبه فليبس، ... يعتقد إيوسيبيوس أن بولس قد كتبه، إلا أن أوريجن لم يؤيد نسبه لبولس".[16] [17] [18]

                        جاء أيضا في الكتاب المقدس للكاثوليك عن الرسالة إلى العبرانيين:ولما قامت المناقشات في القرن العشرين, حذرت اللجنة الكتابية الرومانية على الكاثوليك إنكار أن الرسالة هي في أصلها لبولس, وقبلت في الوقت نفسه القول القائل بأن الذي أنشأها هو غير بولس. [19]



                        مقطع آخر من مقدمة الرسالة إلى العبرانيين في الكتاب المقدس للكاثوليك – ص 687 يعترف أن الكاتب مجهول .





                        مثال آخر جاء في الكتاب المقدس للكاثوليك عن الرسالة إلى "أفسس":
                        بعد فقرة طويلة عن الخلاف بين العلماء في نسب الرسالة إلى "أفسس" لبولس, جاء ما يلي: سواء كتب بولس الرسالة في آخر أيام قيامه بخدمته, أم أحد أمناء سره وقد استعمل ما تلقى من توجيهات, أم أحد ورثته الروحيين وقد وجد نفسه في الموقف الحرج الذي مرت به المسيحية بعد جيل الرسل, فإن كاتب الرسالة إلى "أفسس" قد خط أعظم الأجوبة التي أتى بها مسيحيو ذلك الحين لمشكلة مستقبلهم.[20]



                        6- رسائل بطرس:

                        رسالة بطرس الأولى: بعض أهل الاختصاص شكوا في صحة نسبة الرسالة إلى بطرس. [21]

                        رسالة بطرس الثانية: لا يبدو أن الكاتب ينتمي إلى الجيل المسيحي الأول, والرسالة متأخرة عن رسالة يهوذا, وقد جٌعل تاريخها في العقود الأخيرة من القرن الأول. ولما كان لا يسوغ الإفراط في تأخير رسالة مشبعة على هذا النحو بالتقاليد اليهودية المسيحية, يسوغ اقتراح السنة 125 تاريخًا لإنشاء الرسالة،وهو تاريخ ينفي عنها نسبتها المباشرة إلى بطرس.[22]



                        نكتفي بهذا القدر ونتساءل هل اكتملت الصورة ؟
                        هل هناك من يجزم أنه يعرف ولو ربع كتبة الكتاب المقدس ؟.



                        ننتقل إلى المرحلة الثانية وهي بصرف النظر عن الكاتب, هل وصل إلينا ما تمت كتابته أم تعرض للتغيير والتبديل من الناسخين ؟



                        ----------------------------------------------------------------

                        [1] يطلق اسم الأناجيل المتماثلة أو الازائية على الثلاثة أناجيل ( متى ومرقس ولوقا), لتشابه المحتوى.

                        [2] الموسوعة البريطانية – الإصدار 15 – الجزء 14 – ص 973

                        [3] الكتاب المقدس للكاثوليك – طبعة دار المشرق- ص 123

                        [4] الموسوعة البريطانية – الإصدار 15 – الجزء 14 – ص 975 و الجزء 7 – ص 954/956.

                        [5] معجم مفسري الكتاب المقدس، العدد 3، ص 302 – مطابع أبينغدون.

                        [6] الكتاب المقدس للكاثوليك- طبعة دار المشرق- ص 35.

                        [7] الموسوعة البريطانية – الإصدار 15 – الجزء 14 – ص 976 و الجزء 7 – ص 554/555.

                        [8] معجم مفسري الكتاب المقدس، العدد 3، ص 184 – مطابع أبينغدون

                        [9] الكتاب المقدس للكاثوليك- طبعة دار المشرق- ص 185.

                        [10] الكتاب المقدس للكاثوليك – طبعة دار المشرق- ص 29.

                        [11] تكوين الأناجيل – ص 33 - الأب فاضل سيداروس اليسوعي- دار المشرق . بيروت.

                        [12] الموسوعة البريطانية- الإصدار 15-الجزء 14 – ص 977.

                        [13] معجم مفسري الكتاب المقدس – العدد الثاني – مطابع أبينغدون ص 932.

                        [14] الكتاب المقدس للكاثوليك- طبعة دار المشرق – ص 287.

                        [15] الموسوعة البريطانية- الإصدار 15-الجزء 25 – ص 463.

                        [16] من مقدمة نسخة الملك جيمس، الإصدار السادس المعدل،إصدار الحروف الحمراء.

                        From the introduction to the King James Bible, New revised and updated sixth edition, the Hebrew/Greek Key Study, Red Letter Edition



                        [17] الموسوعة البريطانية- الإصدار 15-الجزء 14 – ص 989.

                        [18] الكتاب المقدس للكاثوليك- طبعة دار المشرق – ص 585/ 686.

                        [19] الكتاب المقدس للكاثوليك- طبعة دار المشرق – ص 686.

                        [20] الكتاب المقدس للكاثوليك- طبعة دار المشرق – ص 589.

                        [21] الكتاب المقدس للكاثوليك- طبعة دار المشرق – ص 736.

                        [22] الكتاب المقدس للكاثوليك- طبعة دار المشرق – ص 754.

                        تعليق


                        • #27
                          كيف وصل إلينا الكتاب المقدس ؟

                          كيف وصل إلينا الكتاب المقدس ؟

                          هناك ثلاثة أنواع من المصادر من الممكن الاستعانة بهم لدراسة الكتاب المقدس, وهي:




                          1- مصادر عامة: ( مواقع الكنائس والكتب الموجهة للعامة ), وهذه المصادر تخاطب عوام النصارى ونجد الصورة جميلة وبراقة عند الحديث حول الكتاب المقدس مثل ( يوجد 24000 مخطوطة للكتاب المقدس وإنه حفظ وكتب وجمع بواسطة الروح القدس..إلخ). وهذه المصادر لا تستند لأي دليل.

                          2- مصادر أكاديمية مسيحية: ( الكتب المتخصصة في اللاهوت ومقدمات الكتاب المقدس المترجمة مثل مقدمة الكتاب المقدس للكاثوليك) وفي هذه المصادر نجد الكثير من الحقائق مثل ( الكتبة مجهولون, المخطوطات فقدت, أقدم المخطوطات الموجودة من القرن الرابع الميلادي المخطوطات غير مكتملة, المخطوطات بها اختلافات, لقد قاسى النص نتيجة العديد من التغييرات ...). ولكن مع ذلك تشير المصادر الأكاديمية المسيحية أنه بالرغم من هذه التغييرات والفقد والاختلافات فكل هذا لا يؤثر في روح الكتاب المقدس وجوهره وتعاليمه !!!.

                          3- مصادر علمية محايدة: مثل الموسوعات العالمية البريطانية والأمريكية وغيرها (وإن لم تكن محايدة بالكامل فالقائمون عليها هم على الأغلب مسيحيون), وفي هذه المصادر نجد الحقائق المشابهة لما نجده في مصادر الدراسة اللاهوتية.

                          تعليق


                          • #28
                            كيف ومتى ضُمّت أسفار الكتاب المقدس

                            كيف ومتى ضُمّت أسفار الكتاب المقدس:

                            في مدينة نيقية سنة 325 م، عقد مؤتمر (مجمع) لعلماء الدين المسيحي لبحث وتحديد وضع الأناجيل المسيحية, بعد هذا المجمع تم اختيار أربعة أناجيل من بين ثلاثمائة إنجيل على الأقل وأعطي الأمر للقضاء على البقية بشكل تام. كما أعطي الأمر كذلك للقضاء على كافة الأناجيل التي كُتبت بالعبرية.





                            في سنة 364 م، عقد مجمع آخر في ليديسيا لنفس الهدف. صرح المؤتمر أن الأسفار الستة التالية يجب أن تضاف إلى قائمة الأسفار الأصلية المؤتمن بها: سفر إستير، رسالة يعقوب، رسالة بطرس الثانية، رسالتي يوحنا الثانية والثالثة، الرسالة إلى العبرانيين. ثم أعلن هذه المؤتمر نتائجه للعامة. إلا أن سفر الرؤيا ظل خارج قائمة الأسفار المعترف بها في كلا المجمعين.

                            في عام 397 م عقد مؤتمر كبير آخر سمي بمجمع قرطاجة، أكد أعضاء هذا المجمع على قرارات المجمعين السابقين وأضافوا باقي الأسفار إلى قائمة الأسفار الموحى بها: مثل ( سفر الإنشاد ، سفر طوبيا، سفر باروخ، سفر الجامعة، السفرين الأول والثاني للمكابيين. ).

                            لم يتغير وضع هذه الأسفار حتى الإصلاح البروتستانتي في القرن السادس عشر. عندما رفض البروتستانت سبعة أسفار كاملة على أساس أنها لا ترقى لمستوى الوحي الإلهي بالإضافة لأجزاء من أسفار أخرى ولكن لا يزال الكاثوليك والأرثوذكس يؤمنون بهم ويسمونهم الأسفار القانونية الثانية.



                            الكتاب المقدس للكاثوليك( قانون العهد الجديد ): "بدأت العملية التي كُوّنت من خلالها الأسفار القانونية للعهد الجديد في القرن الثاني، بمجموعة من عشرة رسائل لبولس. ومع نهاية ذلك القرن, ناقش إيرينايوس منح ثقة لقسم من الأسفار القانونية تدعى الأناجيل. أما قبول الأسفار الأخرى فكان بشكل تدريجي. فقد استخدمت الكنيسة في مصر أسفارًا أكثر من السبعة وعشرين سفرًا الموجودين حالياً، واستخدمت الكنائس المتحدثة بالسريانية أسفارًا أقل. فأصبحت الأسفار القانونية الرسمية أمرًا ملحًّا في القرن الرابع. لقد كان السبب الرئيسي في قبول الأسفار القانونية الحالية هو تأثير أثاناسيوس أسقف الإسكندرية ولأن جيروم قد ضمّ السبعة وعشرين سفراً في نسخته اللاتينية للكتاب المقدس تسمى نسخة فولجيت." [1]



                            -----------------------------------------------------------------

                            [1] الكتاب المقدس للكاثوليك- طبعة دار المشرق – ص 8/9.

                            تعليق


                            • #29
                              كيف ترجم الكتاب المقدس؟

                              كيف ترجم الكتاب المقدس؟: [1]
                              العهد القديم ( ترجم من العبرية ) وأقدم ما هو موجود منه:

                              1-التوراة السبعينية وهي ترجمة من العبرية لليونانية تمت بواسطة 72 عالم من علماء اليهود في القرن الثالث قبل الميلاد وهي المرجع للتراجم الحديثة.
                              2- التوراة العبرية ويؤمن بها اليهود والبروتستانت ويعتبرونها أكثر صدقًا من السبعينية.



                              3-التوراة السامرية وهي التي تؤمن بها إحدى طوائف اليهود.
                              العهد الجديد ( ترجم من اليونانية).

                              - الترجمة إلى الإنجليزية واللغات الأخرى كانت تتم باستخدام المخطوطات اليونانية المتوافرة من القرن الرابع الميلادي وما بعدها.( لا توجد مخطوطات تعود إلى زمن كتابة الأناجيل).
                              - أول ترجمة كاملة إلى الإنجليزية تمت في القرن السادس عشر الميلادي (ترجمة وليم تندال).
                              - في القرن السابع عشر قام ملك إنجلترا "الملك جيمس" بعمل ترجمة كاملة للكتاب المقدس نشرت عام 1611 وسميت "ترجمة الملك جيمس" .
                              - انتشرت هذه الترجمة مع انتشار وسائل الطباعة الحديثة وأصبحت الأشهر ويرمز لها "KJV".
                              - أصبحت ترجمة "الملك جيمس" الأوسع انتشارًا في العالم وتم عمل منها التراجم لمختلف اللغات الأخرى ( عربي- فرنسي- أسباني – صيني – هندي-....الخ) .
                              -الترجمة العربية من نسخة "الملك جيمس" المنتشرة في العالم العربي تسمى ترجمة "سميث فان دايك" أو " الفان دايك " ويرمز لها بالحروف "SVD" وقد بدأ فيها دكتور يسمى "غالي سميث" ومات عام 1854 قبل أن يكملها, فاشترك "بطرس البستاني" و"كرنيليوس فاندايك " في ترجمة باقي الكتاب المقدس بعد مراجعة ما جاء عن " سميث" , واكتملت الترجمة في مارس 1865.
                              - اعتمدت ترجمة الملك جيمس وبالتالي ما ترجم عنها للغات الأخرى على مخطوطة تسمى مخطوطة الفاتيكان Codex Vaticanex.
                              - نتيجة لاكتشاف مخطوطة "سانت كاترين" Codex Sinatics في القرن التاسع عشر, اجتمع علماء المسيحية وذلك لعمل ترجمة أكثر دقة, بالاعتماد على المخطوطات الأكثر دقة والمكتشفة حديثا".
                              - اجتمع اثنتان وثلاثون عالما من أكبر علماء المسيحية في العالم ومن مختلف الطوائف وبمساندة خمسين هيئة مسيحية ( عام 1881 ), وتم إعداد ترجمة أكثر دقة وهي النسخة القياسية المعدلة وتسمى Revised standard Version" " ويرمز لها"RSV" . وطبعت طبعتها الأولى في بداية القرن العشرين.
                              - استمرت طباعة هذه النسخة حتى عام 1972 ومن الممكن قراءة المقدمة الخاصة بها على شبكة الانترنت من الرابط التالي : http://www.ncccusa.org/newbtu/aboutrsv.html مع العلم أن هذه النسخة غير متوافرة في المكتبات الآن, ولكن الموجود هو النسخة الحديثة منها NRSV .
                              - قام علماء إنجلترا بعمل الترجمة الإنجليزية القياسية "ESV" . وقام علماء أمريكا بعمل الترجمة القياسية الأمريكية "ASV" , وقامت مجموعة من العلماء على مستوى العالم بعمل النسخة العالمية القياسية "ISV" .( النسخ السابقة متوافرة في المكتبات وعلى شبكة الانترنت).
                              - استمر عمل النسخ والتراجم فتم عمل ترجمة الملك جيمس الحديثة MKJV"" , والترجمة القياسية الجديدة "NRSV"......الخ.
                              -هناك تراجم أخرى خاصة بالطوائف المنشقة عن المسيحية لن نتعرض لها مثل الترجمة الخاصة بشهود يهوه " New World version".

                              - التراجم الإنجليزية متوافرة بمكتبات "دار الكتاب المقدس" ومكتبات "دار الثقافة" ومن الممكن تصفحها من مواقع الانترنت مثل: http://www.biblegateway.com/

                              - بعد ظهور التراجم الإنجليزية الحديثة والتي اعتمدت على مخطوطات أكثر دقة, ظهرت الترجمات العربية الآتية:

                              1- الترجمة العربية المشتركة: تمت الترجمة بحضور ممثلين عن كل الطوائف المسيحية, وموجودة بدار الكتاب المقدس وعلى الانترنت بموقع البشارة. http://www.albichara.org/

                              2-الترجمة العربية المبسطة: وموجودة بدار الكتاب المقدس ودار الثقافة وبموقع قناة الحياة على الانترنت.
                              3- الترجمة الكاثوليكية : من إصدار دار المشرق واعتمدت على المخطوطات الحديثة أو التراجم الإنجليزية الحديثة. متوافرة بموقع البشارة على الانترنت والكنائس الكاثوليكية.

                              4- كتاب الحياة : ترجمة تفسيرية وموجودة بدار الكتاب المقدس ودار الثقافة وبموقع البشارة.


                              الجدير بالذكر أن أول ترجمة للكتاب المقدس إلى اللغـة العربية ظهرت في النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي، بواسطة (يوحنا) أسقف أشبيلية في أسبانيا نقلاً عن ترجمة إيرونيموس اللاتينيـة.



                              ملاحظات هامة:

                              - التراجم السابقة, تهم كل الطوائف, ولا علاقة لها بالاختلافات المذهبية.
                              - الذين قاموا بعمل التراجم السابقة هم علماء من علماء المسيحية, ولكن تحريا" للدقة قاموا بحذف عبارات وكلمات في حوالي ثلاثمائة موضع من نسخة "الملك جيمس" التي هي أصل التراجم.

                              - الكتاب المقدس الذي يتم استخدامه في الوطن العربي هو على الأغلب ترجمة " سميث فان دايك" الذي تمت ترجمته من نسخة الملك جيمس وتقوم بطباعته دار الكتاب المقدس (البروتستانتية) والقائمون على النسخ الحديثة هم نفس الذين قاموا بعمل نسخة "الملك جيمس", فلا يوجد مبرر لرفض التراجم الحديثة طالما تم قبول الترجمة الأولى.

                              - طائفة الأرثوذكس في مصر تعتمد على ترجمات البروتستانت القديمة, وترفض أن تتبع تراجمهم الحديثة التي اعتمدت على المخطوطات الأكثر دقة؛منعًا لتغيير الكتاب.
                              - فيما يلي صورة من مقدمة الكتاب المقدس النسخة القياسية المنقحة RSV وترجمة لبعض فقراتها.

                              مقدمة الكتاب المقدس النسخة القياسية RSV :[2]



                              - النسخة المعدلة القياسية هي نسخة مراجعة مسموح بها من النسخة القياسية الأمريكية التي نشرت 1901 و التي كانت مراجعة ( تعديل ) من نسخة "الملك جيمس", التي أصدرت في 1611.[3]

                              - أول نسخة إنجليزية عملت بالترجمة المباشرة من المخطوطات العبرية واليونانية والأولى التي طبعت كانت من عمل " وليم تيندال " الذي واجه معارضة شديدة وصدر أمر بحرق العهد الجديد الذي ترجمه لأنه أعتبر ترجمة غير صحيحة . وتم القبض عليه في أكتوبر 1536 وأعدم علنا" بالحرق على الوتد.[4]
                              - نسخة الملك جيمس لقبت " الصرح الأنبل من الكتابة الإنجليزية ". ومن قاموا بمراجعتها عام 1881 أبدوا إعجابهم " لبساطتها ووقارها وقوتها والتحول السلس لمصطلحاتها وموسيقى نغماتها وتوافق إيقاعها, مع ذلك, نسخة الملك جيمس تحتوي أخطاء فادحة. وفي بداية القرن التاسع عشر, نظرًا لتطور دراسات الكتاب المقدس ولاكتشاف مخطوطات عديدة أقدم بكثير مما اعتمدت عليها ترجمة الملك جيمس, ظهر بوضوح أن الأخطاء كثيرة جدًا وخطيرة للغاية ليتم المطالبة بعمل مراجعة للترجمة الإنجليزية.! [5]

                              وللمزيد جاء الآتي في الصفحات من 4 إلى 7 من مقدمة الكتاب المقدس- ترجمة RSV.

                              - اثنان وثلاثون عالما عملوا كأعضاء في اللجنة التي قامت بالمراجعة تساندهم خمسون هيئة مسيحية استشارية.

                              -أحيانًا كانت هناك دلائل على أن النص قاسى من النقل, وعندما لا تقدم أيا من التراجم استردادًا مقبولاً للنص الأصلي, يتم الحكم عن طريق علماء أكفاء لعمل التركيب المحتمل للنص الأصلي.

                              - ترجمة الملك جيمس للعهد الجديد كانت تعتمد على النص اليوناني الذي هو فاسد من كثرة الأخطاء, ويحتوي على أخطاء متراكمة من الأربعة عشر قرنا" التي تم فيهم نسخ المخطوطات.

                              -ما اعتمد عليه بالأساس للعهد الجديد كان النسخة اليونانية التي عدلها ( بيتزا عام 1589 ) والتي كانت تقريبًا منقولة من النسخة التي نشرها (إيراسموس 1516 – 1535 ), والتي اعتمدت على القليل من مخطوطات القرون الوسطى.

                              - الأقدم والأفضل من المخطوطات الثمانية التي حصل عليها " ايراسموس " كانت من القرن العاشر وقد استخدمها أقل استخدام لأنها كانت مختلفة عن النصوص المعتادة.بينما " بيتزا " حصل على مخطوطتين فائقتين الأهمية, من القرن الخامس والسادس ولكنه لم يستخدمهما كثيرًا لأنهما يختلفان عن النص الذي نشره " ايراسموس ".

                              -الفقرتان, النهاية الطويلة لإنجيل مرقس ( 16 : 9- 20) وقصة السيدة التي تم القبض عليها بتهمة الزنا بإنجيل يوحنا ( 7 :53 إلى 8 :11 ). تم استعادتهما للنص الذي كانا مفصولين عنه بجزء فارغ وكانت هناك ملاحظة توضيحية لخلافات التنسيق للنصين بالنسخ القديمة.

                              - الشكل التالي الوارد في الكتاب المقدس النسخة القياسية المنقحة RSV يبين تطور تراجم الكتاب المقدس بالاعتماد على المخطوطات ويبين مفتخرًا كيف اعتمدت نسخةRSV على مخطوطات أقدم وأدق ( وليست الأصلية ).






                              كتب "كينيث كراج", أسقف كنيسة أورشليم الإنجيلية: ". ليس الأمر كذلك في العهد الجديد.. إنه يحتوي على التلخيص والدمج، والحذف والإضافة.. وفيه إعادة لصياغة النصوص واختيار الشواهد بكل حرية. لقد كانت الأناجيل نتاج فكر الكنيسة دونما اعتبار للمؤلف. فهذه الأناجيل تمثل ثمرة الخبرة والتاريخ"[6]

                              جاء في تفسير بيك للكتاب المقدس : "من المعروف تماماً أن الإنجيل المسيحي الأصلي قد تم نقله عن طريق الألسن وأن هذا العرف في النقل الشفهي نتج عنه خلافاً في نقل الألفاظ والأفعال. و الأمر الذي لا يقلّ عن كونه حقيقة أيضاً أنه بعد تدوين النصوص المسيحية أصبحت محطّ تبديل للألفاظ بشكل دائم على أيدي النسّاخ والمدققين عمداً وكُرهاً." [7]



                              ----------------------------------------------------------

                              [1] تم عرض مختصر للموضوع من قبل وفي هذا العرض تفصيل أكثر.

                              [2] يمكن الإطلاع عليها في دار الكتاب المقدس NRSV أو بالرابط /www.ncccusa.org/newbtu/aboutrsv.html

                              [3] مقدمة الكتاب المقدس , ترجمة RSV طبعة –1971- ص3.

                              [4] مقدمة الكتاب المقدس, ترجمةRSV طبعة –1971- ص3.

                              [5] مقدمة الكتاب المقدس, ترجمةRSV طبعة –1971- ص3.

                              [6] نداء المنارة، كينيث كراج، ص 277

                              [7] تفسير بيك للكتاب المقدس، ص 633

                              تعليق


                              • #30
                                أدلة فقدان المخطوطات وحدوث التبديل

                                أدلة فقدان المخطوطات وحدوث التبديل :


                                سنعرض مقدمة الكتاب المقدس ( المدخل إلى العهد الجديد ) من الكتاب المقدس للكاثوليك, ولا نتوقع أن يقول معترض : إن هذا اعتراف الكاثوليك بفقدان المخطوطات أو بحدوث التحريف ولا دخل لنا به, فهذا القول مردود عليه بأن الكاثوليك يؤمنون بالكتاب المقدس كما تؤمن به باقي الطوائف ولا اختلاف بين الكاثوليك وبين الأرثوذكس في أسفار العهد القديم والجديد, ولكن مقدمة الكتاب المقدس للكاثوليك تم ترجمتها عن مقدمة أجنبية للكتاب المقدس تحترم عقلية القارئ وتضع الحقائق أمامه ولا تخفيها .
                                ونفس الموجود في مقدمة الكتاب المقدس من الممكن الحصول عليه من الموسوعات العالمية مثل الموسوعة البريطانية والأمريكية.






                                نقلا" عن المدخل للعهد الجديد من الكتاب المقدس للكاثوليك ( صورة مرفقة ).

                                نص العهد الجديد :
                                وصلنا نص الأسفار السبعة والعشرين في عدد كبير من المخطوطات التي أنشئت , في كثير من مختلف اللغات , وهي محفوظة الآن في المكتبات في طول العالم وعرضه . وليست في هذه المخطوطات كتاب واحد بخط المؤلف نفسه , بل هي كلها نسخ أو نسخ النسخ للكتب التي خطتها يد المؤلف نفسه أو أملاها إملاء. وجميع أسفار العهد الجديد من غير أن يستثنى واحد منها كتب باليونانية.
                                وهناك أكثر من خمسة آلاف كتاب خط بهذه اللغة , أقدمها كتب على أوراق البردي وكتب سائرها على الرق . وليس لدينا على البردي سوى أجزاء من العهد الجديد بعضها صغير. وأقدم الكتب الخط التي تحتوي معظم العهد الجديد أو نصه الكامل و كتابان مقدسان على الرق يعودان للقرن الرابع . وأجلهما المجلد الفاتيكاني , سمي كذلك لأنه محفوظ في مكتبة الفاتيكان . وهذا المخطوط مجهول المصدر وقد أصيب بأضرار لسوء الحظ ولكنه يحتوي العهد الجديد , ما عدا الرسالة إلى العبرانيين 9 :14 -13 :25 والرسالتين الأولى والثانية إلى تيموثاوس والرسالة إلى تيطس والرسالة إلى فيلمون والرؤيا . والعهد الجديد كامل في الكتاب الخط الذي يقال له المجلد السينائي لأنه عثر عليه في دير القديسة كاترينا , لا بل أضيف إلى العهد الجدي الرسالة إلى برنابا وجزء من الراعي لهرماس , وها مؤلفان لم يحفظا في قانون العهد الجديد في صيغته الأخيرة .
                                والمجلد السينائي محفوظ إلى اليوم في المتحف البريطاني في لندن . وكتب هذان المجلدان بخط جميل يقال له الخط الكبير الكتابي . وهما الأشهران بين نحو 250 كتبت على الرق بالخط نفسه أو بخط يشبهه قليلا" أو كثيرا" , وتعود إلى عهد يمتد من القرن الثالث إلى القرن العاشر أو الحادي عشر. ومعظمها و على الخصوص أقدمها , لا يحفظ أحيانا" إلا جزءا" صغيرا" جدا" من العهد الجديد.
                                إن نسخ العهد الجديد قد وصلت إلينا ليست كلها واحدة , بل يمكن المرء أن يرى فيها فورق مختلفة الأهمية , ولكن عددها كثير جدا" على كل حال. هناك طائفة من الفوارق لا تتناول سوى بعض قواعد الصرف والنحو أو الألفاظ أو ترتيب الكلام , ولكن هناك فوارق أخرى بين المخطوطات تتناول معنى فقرات برمتها.
                                واكتشاف مصدر هذه الفوارق ليس بالأمر العسير. فإن العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نساخ صلاحهم للعمل متفاوت , وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التي تحول أن تتصف أي نسخة كانت و مهما بذل فيها من الجهد , بالموافقة التامة للمثال الذي أخذت عنه. يضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانا" , عن حسن نية أن يصوبوا ما جاء في مثالهم وبدا لهم أنه يحتوي أخطاء واضحة أو قلة دقة في التعبير اللاهوتي . وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد أن تكون كلها خطأ . ثم يمكن أن يضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد في أثناء إقامة شعائر العبادة أدى أحيانا" إلى إدخال زخارف غايتها تجميل النصوص أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليها التلاوة بصوت عالٍ.
                                ومن الواضح أن ما أدخله النساخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الأخر , فكان النص الذي وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مثقلا" بمختلف ألوان التبديل ظهرت في عدد كبير من القراءات.[1]






                                صورة ضوئية للصفحة 12 من الكتاب المقدس للكاثوليك:




                                صورة ضوئية للصفحة 13 من الكتاب المقدس للكاثوليك:




                                فهل نحتاج شهادة أكبر من ذلك على حدوث التغيير والتبديل في النص بصرف النظر عن كونه كُتب بالوحي أو كان افتراء على الوحي الإلهي ؟؟.





















                                مخطوطات العهد الجديد : تذكر المصادر المسيحية للعامة أن للكتاب المقدس ألاف المخطوطات وتخفي تاريخ المخطوطات الكاملة الذي يبدأ من القرن الرابع الميلادي.
                                وسنضع ما كتبه القس/عبد المسيح بسيط تحت عنوان (المخطوطات اليونانية ) في كتابه (الوحي الإلهي واستحالة تحريف الكتاب المقدس ) وكتاب أخر بعنوان (الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه) وكتاب ثالث بعنوان (هل يمكن تحريف الكتاب المقدس)
                                ..كتب القس:

                                يوجد الآن حوالي 25000 مخطوطة للعهد الجديد في بلاد كثيرة ومن عصور متنوعة, يتكون هذا العدد من 5507 مخطوطة باللغة اليونانية التي كتبت بها أسفار العهد الجدد ..
                                وتنقسم المخطوطات اليونانية حسب احدث الدراسات والاكتشافات إلى ثلاثة مجموعات هي:
                                1- المجموعة الأولى : تضم هذه المجموعة 96 مخطوطة مكتوبة على ورق البردي ويرجع تاريخ أقدمها p52) ) إلى سنة 125 ميلادية وأحدثها ( p73 ) إلى القرن السابع الميلادي . وفما يلي أهم المخطوطات:
                                (1) - "مخطوطة جون رايلاندز ( p52 ).
                                اكتشفت بصحراء الفيوم بمصر سنة 1935..., ترجع إلى ما بين 117- 135 م, وتحتوي على (يوحنا 18 : 31 -33 ).[2]




                                التعليق : مخطوطة جون رايلاند هي أقصوصة تحتوي على 4 أعداد من إنجيل يوحنا بيانهم كالتالي (18: 31 ,33 ,37 ,38) .[3]






                                فهل من دواعي الفخر ودليل على الحفظ أن يفتخر الكاتب بوجود مخطوطة لا تغطي 3 أصابع من أصابع اليد كما في الصورة الأولى ؟ ( في الصورة الثانية مقارنة بين المخطوطة وعملة معدنية!)

                                بالإضافة إلى أن تاريخها يعود إلى حوالي 80 عامًا بعد المسيح عليه السلام ولا تحتوي إلا على 4 أعداد من العهد الجديد الذي يحتوي على 7963 عدد .



                                أكمل القس فكتب:
                                (2) مخطوطة أكسفورد ( p90 ) وتشمل على جزء من الإنجيل للقديس يوحنا

                                ( 18 : 36- 19 : 7 ) ومحفوظة بمتحف أشمولين باكسفورد وترجع لحوالي سنة 150 م.[4]

                                التعليق : هل معنى وجود أقصوصة يعود تاريخها لحوالي 120 عامًا بعد المسيح تحتوي على 12 عدد من 7963 عدد أي بنسبة واحد ونصف في الألف معناه أن نسخ الكتاب موجودة ؟!

                                أكمل القس فكتب:

                                (3) مجموعة بودمير: التي اكتشفت في مصر سنة 1950م ومحفوظة بمكتبة بودمير بجنيف بسويسرا وتضم خمسة مخطوطات تحتوي على جزء كبير من العهد الجديد:
                                1- مخطوطة ( p66) موجودة في مجلد مكون أصلاً من 146 ورقة ويوجد منها الآن 100 ورقة وبعض الأوراق القليلة في مكتبات أخرى ، وتشتمل على إنجيل يوحنا بالكامل باستثناء بعض الأجزاء التي تلفت صفحاتها. وترجع حسب أحدث الدراسات لما بين سنة 125 و 150م.
                                2- مخطوطة ( p72) وتشتمل رسالتي بطرس الرسول الأولى والثانية وترجع لسنة 200 م.
                                3- مخطوطة ( p73) وترجع للقرن السابع ونصها رائع وتشتمل على جزء من الإنجيل للقديس متى (متى 25 : 43 ; 26: 2-3 ).

                                4- مخطوطة ( p75 ) وتضم الجزء الأكبر من الإنجيل للقديس يوحنا والإنجيل للقديس لوقا. وترجع لحوالي 180 ميلادية ونصها شبيه بنص المخطوطة الفاتيكانية والتي ترجع للقرن الرابع ...
                                5- مخطوطة ( p74) وترجع للقرن السابع ويضعها العلماء ضمن المخطوطات الأكثر دقة وتشتمل على أعمال الرسل والرسائل الجامعة باستثناء بعض الفقرات والآيات التي تلفت صفحاتها من رسائل بطرس ويوحنا ويهوذا. [5]



                                التعليق : تحدث القس عن خمسة مخطوطات:
                                الأولى : وهي مخطوطة ( p66) تحتوي على أجزاء متفرقة من إنجيل يوحنا ويعترف القس بفقدان حوالي ثلثها ويعترف بتلف أجزاء منها ويقول : إن تاريخها بعد المسيح بحوالي 120 عامًا.
                                الثانية : وهي مخطوطة ( p72) لا تحتوي إلا على رسالتين لبطرس تاريخها بعد بطرس بحوالي 150 عاما" ولم يذكر القس حالة المخطوطة ولكن عندما يذكر لاحقًا أن بعض المخطوطات ممتازة فهذا يعني أن المخطوطات التي لم يذكر حالتها هي في حالة رديئة.
                                الثالثة : مخطوطة ( p73) وذكر القس أنها من القرن السابع, أي بعد المسيح بأكثر من 600 عام, وكتب نصها رائع وفي هذا اعتراف ضمني بضعف وتلف النصوص الأخرى أما المفاجأة فهي تحتوي على 3 أعداد من أصل 7963 عدد في العهد الجديد !.
                                الرابعة : وهي مخطوطة ( p75 ) ويعود تاريخها لحوالي 150 عاما" بعد المسيح وتحتوي أجزاء من إنجيل يوحنا وإنجيل لوقا.
                                الخامسة : وهي مخطوطة (p74) قال القس إنها ضمن المخطوطات الأكثر دقة وفي هذا إشارة واضحة أن أغلب المخطوطات تنقصها الدقة, وذكر أنها ترجع للقرن السابع أي بعد المسيح بأكثر من 600 عام.

                                في كل ما سبق لم نجد أي دليل على وجود العهد الجديد كاملا في القرن الثاني أو الثالث ولم يأت ذكر إنجيل متى أو مرقس ولا أعمال الرسل ولا رسائل بولس ولا رؤيا يوحنا إلا في ما ذكره من مخطوطات في القرن السابع.



                                أكمل القس فكتب: ( كتاب الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه).

                                (4) مجموعة تشستر بيتي المحفوظة بمكتبة تشستر بيتي في دبلن والتي ظهرت أيضًا بمصر سنة 1930/1931 وتلي مجموعة بودمير من حيث الزمن والمحتوى.

                                1 - مخطوطة (P45) وترجع لحوالي 220م وتحتوى على أجزاء كبيرة من الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل (متى24:20- 32؛3:21 – 19؛1:25 – 39:26) (مرقس36:4 – 31:9؛27:11 – 28:21) (لوقا31:6 – 7:7،26:9 – 33:14) (يوحنا7:10-25،30:10 – 10:11،18-32،42-57) (أعمال27:4 – 7:17) ولهذه البردية جزء آخر موجود في المكتبة الوطنية بفيينا يحتوى على جزء من الإنجيل للقديس متى (41:25-39:26) ، وكان يعتقد أنها ترجع لحوالي سنة 200م ، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنها ترجع لسنة 150م .

                                2 - مخطوطة (P46) وترجع لحوالي 220م وتحتوى على جزء كبير من تسع رسائل للقديس بولس الرسول هي : رومية و1 كورنثوس و2 كورنثوس وغلاطيه وأفسس فيلبى وكولوسى و1تسالونيكى وعبرانيين (رومية 17: – 14:6؛ 15:8 – 9:15ـ11:15 – 27:16) (1كورنثوس1:1-16 : 22) (2 كورنثوس1:1 – 13:13) (غلاطية1:1 – 18:6) (أفسس1:1 – 24:6) (فيلبى1:1 – 23:4) (كولوسى1:1 – 18:4) (1تسالونيكى1:1؛9:1 – 3:2؛5:5 – 9؛23 – 28) (عبرانيين1:1 – 25:13) وكان يعتقد أنها ترجع لحوالي سنة 200م .



                                وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنها ترجع لحوالي سنة 85م ، أي أنها نسخت في حياة القديس يوحنا .

                                3- مخطوطة (P47) وتحتوى على ثلث سفر الرؤيا (10:9-2:17) في عشر ورقات وترجع لحوالي سنة 280م . ويوجد منها ثلاثون ورقة في جامعة ميتشجان بأمريكا .[6]



                                التعليق :

                                كل ما ذكره القس عبارة عن قصاصات مكتوب عليها أجزاء من الكتاب المقدس وتعود إلى القرن الثاني أو الثالث الميلادي على الأرجح مع ملاحظة أن:
                                - المخطوطة الأولى (P45) قال أنها تعود إلى 220 ميلادية ثم قال 200 ميلادية ثم قال 150 ميلادية وفي الأسفل صورة للمخطوطة يتضح منها سبب احتوائها على أعداد متفرقة وفقدان أعداد أخرى نتيجة لتلفها.

                                - المخطوطة الثانية (P46) والتي تحتوي على أجزاء من رسائل, قال إن تاريخها 220 ميلادية ثم قال 200 ميلادية ثم قال 85 ميلادية.
                                -المخطوطة الثالثة (P47) فقال القس أنها تحتوي 10 ورقات وتعود لعام 280 ميلادية ثم قال ويوجد منها 30 ورقة في أمريكا .



                                صورة ضؤية للمخطوطة (P45 ) التي تحتوي على أجزاء من بعض أجزاء من العهد الجديد.



                                أكمل القس الحديث عن المجموعة الثانية من المخطوطات فكتب:

                                2 - المجموعة الثانية :

                                المخطوطات المكتوبة بالخط البوصي الكبير المنفصل على رقوق من جلد ويوجد منها 299مخطوطة ويرجع أقدمها للقرن الثالث الميلادي وأحدثها للقرن العاشر، وفيما يلي أقدمها:

                                (1) المخطوطة (0189) وهى أقدم مخطوطة على رقوق وترجع لنهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث وتحتوى على (أعمال3:5-21) ومحفوظة في برلين.

                                (2) المخطوطة (0171) وترجع لحوالي سنة 300م وتحتوى على (متى17:10-23،25-32) ( لوقا44:22-56، 62) ومحفوظة في فلورنسا .

                                (3) المخطوطة (0220) وترجع للقرن الثالث وتحتوى على (رومية23:4 - 3:5؛13:8) ومحفوظة في بوسطن .

                                وفيما يلي أهم مخطوطاتها ، والتي ترجع أهميتها ليس لمجرد قدم تاريخها فقط بل لدقة وسلامة نصوصها وطولها ( كمية ما تحتويه من نصوص ) :

                                (1) المخطوطة السينائية (الف (a) عبري 01)؛ وكان قد اكتشفتها العالم الألماني قسطنطين فون تشندروف في دير سانت كاترين بسيناء سنة 1844م، وترجع إلى سنة 350م وتضم العهد الجديد كاملاً ونصف العهد القديم (الترجمة اليونانية السبعينية) وتمثل النص الأصلي بدقة شديدة. وهى محفوظة الآن بالمتحف البريطاني.

                                (2) المخطوطة الإسكندرية (A02) ؛ وتضم الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد كاملاً عدا أجزاء من الإنجيل للقديس متى والإنجيل للقديس يوحنا و 2 كورنثوس ، وترجع لسنة 450م ، وتذكر الموسوعة البريطانية أنها كتبت باليونانية في مصر ، وهي محفوظة في المتحف البريطاني إلى جانب المخطوطة السينائية .

                                (3) المخطوطة الفاتيكانية (B03) ؛ ومحفوظة بمكتبة الفاتيكان، وهى مكتوبة في الإسكندرية، وترجع لما بين 325 و 350م وتضم معظم العهد الجديد والعهد القديم، وهى مثل المخطوطة السينائية تمثل النص الأصلي بدقة شديدة وتتفق مع البردية P75 التي ترجع لحوالي سنة 180[7].



                                التعليق :
                                - المخطوطات القديمة تبدأ من القرن الثالث وتحتوي على أجزاء صغيرة فقط من أجزاء العهد الجديد كما كتب القس والباقي مفقود أو تالف فلا توجد مخطوطة كاملة إلا من القرن الرابع.
                                - المخطوطة الفاتيكانية والمخطوطة السينائية وهما من القرن الرابع الميلادي ويتم اعتبارهما أهم المخطوطات ( بعد المسيح بأكثر من 300 عام ) يوجد بينهما الكثير من التعارض, كما جاء في مقدمة طبعة الكتاب المقدس النسخة القياسية المنقحة ( RSV ) السابقة وكما سيتم بيانه.
                                عالم المخطوطات "هيرمان هوسكير" في كتابه عن النسخة الفاتيكانية والنسخة السينائية قام بالمقارنة بين المخطوطتين فوجد 3036 اختلافًا بين النسختين في الأربعة أناجيل فقط ( يشكل الأربعة أناجيل ما يقرب من نصف العهد الجديد), وقد ذكر أن الاختلافات موزعة كالآتي:
                                في إنجيل متى 656 اختلاف .
                                وفي إنجيل مرقس 567 اختلاف.
                                وفي إنجيل لوقا 791 اختلاف.
                                وفي إنجيل يوحنا 1022 اختلاف.[8]

                                وقد أدت الاختلافات بين المخطوطات عامة إلى وجود اختلافات جوهرية في التراجم الحديثة, تعدت هذه الاختلافات طريقة وأسلوب الترجمة إلى حذف وإضافة فقرات وكلمات, حيث وجدت بعض الفقرات والكلمات في مخطوطات حديثة ولم توجد في مخطوطات أقدم تم الحصول عليها !, وكمثال نص (رسالة يوحنا الأولى 5 : 7 ) الذي تعرضنا له في الفصل الثالث. وسيتم عرض المزيد من أمثلة اختلافات التراجم العربية الناتج عن اختلاف المخطوطات.

                                الخلاصة: عند الحديث عن المخطوطات يجب أن نعرف
                                1-تاريخ المخطوطة.
                                2-محتوى المخطوطة.
                                فالمخطوطات التي تعود إلى القرن الأول الميلادي (إن وجدت !) ولا تحتوي إلا على كلمة أو كلمتين ليست دليلا" على أن الكتاب محفوظ .
                                والمخطوطات الكاملة التي تعود إلى القرن السابع الميلادي وما بعدها لا يوجد دليل على تطابقها مع المخطوطات المفقودة من القرون الأولى, بالإضافة لوجود الكثير من التناقض بين المخطوطات وبعضها,وهذا ما وضحته مقدمة الكتاب المقدس النسخة القياسية المنقحة (RSV) ويدل عليه اختلاف تراجم الكتاب المقدس فيما بينها بالحذف والإضافة كما سيتم عرض خمسة وعشرين مثالا من أهم هذه الاختلافات التي تم فيها حذف أو إضافة فقرات غير موجودة بتراجم أخرى.



                                الاختلافات بين التراجم العربية ( اختلافات الحذف والإضافة ):
                                اعتمدت التراجم القديمة مثل " الملك جيمس الإنجليزية" و"سميث فان دايك العربية" على المخطوطات المتوافرة وقت عمل الترجمة, وعندما تم اكتشاف مخطوطات أكثر دقة في القرن التاسع عشر والقرن العشرين, تم عمل تراجم أخرى بالاعتماد على هذه المخطوطات المكتشفة حديثا". فظهرت الاختلافات بين النسخ ( حذفا وإضافة) وذلك لأن بعض الكلمات أو الأعداد ربما توجد في مخطوطة ولا توجد في أخرى أكثر منها دقة. كما ظهرت اختلافات أخرى نتيجة لترجمة نفس الجملة بطريقة تؤدي إلى تغيير المعنى مثل : العدد (2 تيموثي3 :16) كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ) والذي ترجمته ترجمة إنجليزية أخرى (كل كتاب موحي به من الله صالح للتعلم ).


                                سؤال: هل عند ترجمة القرآن هناك اختلافات أيضًا ؟
                                الرد : ترجمة القرآن الكريم هي ترجمة لمعانيه والأصل موجود يمكن الرجوع إليه, ولا يعتمد على الترجمة إلا لفهم المعاني فلا تتم تلاوة القرآن الكريم في الصلاة بأي لغة غير العربية ولا يتم الحفظ بلغة غير العربية التي يسر الله تعالى حفظ القرآن الكريم بها.


                                أمثلة للاختلافات (مقارنة بين 8 ترجمات إنجليزية معتمدة للكتاب المقدس و5 تراجم عربية).

                                الاختلافات التي سنعرضها هي اختلافات في التكوين بالحذف والإضافة وليست اختلافات في ترجمة نفس الكلمة لمعنى مرادف.



                                التعريف باختصارات التراجم.

                                KJV King James Version ( ترجمة الملك جيمس عام 1611 )

                                NI New International Version (الترجمة العالمية الحديثة)

                                NAS New American Standard Version (الترجمة الأمريكية القياسية الحديثة )

                                NKJ New King James Version ( ترجمة الملك جيمس الحديثة )

                                RS Revised Standard Version ( الترجمة المنقحة القياسية )

                                NRS New Revised Standard Version ( الترجمة المنقحة القياسية الحديثة )

                                LB The Living Bible. ( كتاب الحياة )

                                NC New Century Version ( ترجمة العهد الجديد )

                                وسنقارن بين التراجم السابقة و5 تراجم عربية.

                                1- سميث فان دايك ( المنتشرة). دار الكتاب المقدس.
                                2- الترجمة العربية المشتركة. دار الكتاب المقدس.

                                3- الترجمة العربية المبسطة. دار الكتاب المقدس.
                                4- ترجمة الكاثوليكية. دار المشرق.

                                5- كتاب الحياة. دار الكتاب المقدس.


                                مع ملاحظة أن: الحذف يكون تصحيحًا لما تمت إضافته للنصوص في بعض المخطوطات الحديثة.

                                النص الأول هو من ترجمة "سميث فان دايك" المشابهة لترجمة "الملك جيمس" وهما الأقدم في تاريخ الترجمة .



                                1-(سميث فان دايك) ( متى 5 :44) :" وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمٌَُْ ".
                                تم حذف " بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ " من التراجم العربية الآتية:
                                (العربية المشتركة) و(الكاثوليكية) و(العربية المبسطة), بينما أبقتها ترجمة (كتاب الحياة). كذلك تم الحذف في التراجم الإنجليزية الآتية: (NI, NAS, RS, NRS, LB, NC).



                                2-(سميث فان دايك) ( متى 6 – 13):" وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ ".

                                تم حذف " لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ". من التراجم العربية الآتية:
                                ( العربية المشتركة) و(الكاثوليكية). بينما أبقتها ترجمة (كتاب الحياة) و( العربية المبسطة). كذلك في تم الحذف من التراجم الإنجليزية الآتية: (I, NAS, RS, NRS, LB, N ) .



                                3-(سميث فان دايك)) متى : 18 : 11) : "لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلكَ ".
                                - العربية المشتركة ( متى 18 : 11( :" فاَبنُ الإنسانِ جاءَ ليُخـلِّصَ الهالِكينَ" وضعت العدد بين أقواس وما بين الأقواس شروح وإضافات .
                                - العربية المبسطة:( متى 18: 11) :" لأَِنَّ ابنَ الإنسَانَ جَاءَ لِكَي يُخَلِّصَ الضَّائِعِيْنَ". العدد موجود .

                                - الكاثوليكية - دار المشرق)…..حذفت العدد بالكامل).
                                - كتاب الحياة (18 : 11) :" فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ الْهَالِكِينَ" . العدد موجود .

                                كذلك تم حذف العدد بالكامل من التراجم الإنجليزية التالية: ( NI, NAS, RS, NRS, NC).


                                4- (سميث فان دايك). ( متى : 19 : 9 ) :"وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي ". تم حذف " وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ، يَزِّنَى ". من التراجم العربية الآتية: (العربية المشتركة) و( العربية المبسطة) (الكاثوليكية) بينما أبقتها ترجمة (كتاب الحياة).
                                كذلك تم حذف من التراجم الإنجليزية التالية: ( (Ni, Nas, Rs, Nrs, Lb, Nc)).


                                5-( مثال لتغيير المعنى بالإضافة للحذف ) قول المسيح عندما سأله أحد الأشخاص عن الصلاح أو قال له يا صالح .

                                - (سميث فان دايك). ( متى 19 : 17) :" فَقَالَ لَهُ : لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ ، وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا ".
                                - (العربية المشتركة). ( متى 19 : 17 (:" لِماذا تَسألُني عمَّا هوَ صالِـحٌ؟ لا صالِـحَ إلاََّ واحدٌ. إذا أَرَدْتَ أنْ تَدخُلَ الحياةَ فاَعمَلْ بالوصايا ".
                                - (العربية المبسطة). " فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: لِمَاذَا تَسأَلُنِي عَمَّا هُوَ صَالِحٌ؟ أَتَعرِفُ أَنَّهُ لاَ صَالِحَ إلاَّ اللهُ؟ وَلَكِنْ إنْ أَرَدْتَ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ، فَعَلَيكَ العَمَلُ بِالوَصَايَا ".

                                - (الكاثوليكية).( متى 19 : 17) :" فقالَ له :لماذا تَسأَلُني عَنِ الصَّالِح؟ إِنَّما الصَّالِحُ واحِد . فإِذا أَرَدتَ أَن تَدخُلَ الحَياة، فَاحفَظِ الوَصايا" .
                                - (كتاب الحياة) ( متى 19 : 17 (:" فَأَجَابه : مَاذَا تَسْأَلُنِي عَنِ الصَّالِحِ؟ وَاحِدٌ هُوَ الصَّالِحُ. وَلكِنْ، إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ، فَاعْمَلْ بِالْوَصَايَة " .
                                التراجم الأجنبية الآتية غيرت :" لماذا تدعوني صَالِحًا؟ " إلى : " لماذا تسألني عن الصلاح" :( NI, NAS, RS, NRS, NS ), والتراجم الآتية حذفت "وهو الله" NI, NAS, RS, NRS )).



                                6- مثال يبين حذف عدد بالكامل:
                                - (سميث فان دايك) ( متى : 23: 14) :" وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ ولِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُم "ْ.
                                - (العربية المشتركة) وضعت العدد بين أقواس وما بين الأقواس شروح وإضافات.
                                - (الكاثوليكية ): تم حذف العدد بالكامل.
                                - (كتاب الحياة) و(العربية المبسطة): العدد موجود.
                                وتم حذف العدد بالكامل من التراجم الآتية( NI, NAS, RS, NRS, NC ).

                                7- مثال يبين الحذف والتغير في الكلمات:
                                - سميث فان دايك (المنتشرة) متى: 24 :36):"ما ذلك الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ).
                                - (العربية المشتركة) ( متى 24: 36):"مَّا ذلِكَ اليومُ وتِلكَ السَّاعةُ فلا يَعرِفُهُما أحدٌ، لا ملائِكةُ السَّماواتِ ولا الاَبنُ، إلا الآبُ وحدَهُ".

                                (العربية المبسطة ) ( متى 24 : 36):"كِنْ لاَ يَعرِفُ أَحَدٌ مَتَى يَكُونَ ذَلِكَ اليَومُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاءِ يَعرِفونَ، وَلاَ الابْنُ، لَكِنِ الآبُ وَحدَهُ يَعلَمُ" .

                                (الكاثوليكية ) ( متى 24 : 36):"أَمَّا ذلكَ اليومُ وتلكَ السَّاعَة، فما مِن أَحَدٍ يَعلَمُها، لا مَلائكةُ السَّمَواتِ ولا الابنُ إِلاَّ الآبُ وَحْدَه".

                                - ( كتاب الحياة ) ( متى 24 : 36):"مَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ، فَلاَ يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ الآبُ وَحْدَهُ

                                تراجم الإنجليزية الآتية أضافت ولا الابن "Nor the Son "( NI, NAS, RS)
                                والتراجم الآتية غيرت أبي إلى الآب NI, NAS, RS, NRS, LB, NC)).

                                8- (سميث فان دايك). (مرقس: 9 : 44( :"حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ".

                                (العربية المشتركة) :وضعت العدد بين أقواس وما بين الأقواس شروح وإضافات.
                                - (الكاثوليكية): تم حذف العدد بالكامل.
                                - (العربية المبسطة): العدد موجود.
                                - (كتاب الحياة): العدد موجود.
                                وحذفت العدد بالكامل التراجم الإنجليزية الآتية :( .NI, NAS, RS, NRS, LB, NC )
                                9- العدد السابق مكرر في(مرقس : 9 : 48 ) والحذف مكرر بنفس الكيفية السابقة.
                                - (سميث فان دايك).( مرقس : 9 :48 :"(حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ ".

                                10- ( سميث فان دايك). (مرقس : 10 : 21) :"فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ وَقَالَ لَهُ: تُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ. اذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ".
                                - (العربية المشتركة) ( مرقس :10 : 21 ):"فنَظَرَ إلَيهِ يَسوعُ بِمحَبَّةٍ وقالَ لَه :يُعْوزُكَ شيءٌ واحدٌ: اِذهَبْ بِعْ كُلَّ ما تَملِكُه ووَزِّعْ ثَمنَهُ على الفُقَراءِ ، فيكونَ لكَ كَنْزٌ في السَّماءِ، وتَعالَ اَتْبَعني".
                                -( العربية المبسطة) ( مرقس : 10 : 21):" أَمَّا يَسُوعُ فَنَظَرَ إلَيهِ بِحُبٍّ وَقَالَ: يَنقُصُكَ شَيءٌ وَاحِدٌ فَقَطْ: اذْهَبْ وَبِعْ كُلِّ مَا تَملِكُ وَأَعطِ الفُقَرَاءَ. بِهَذَا تَمْلِكُ كَنزَاً فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَعَالَ اتبَعْنِي.

                                - (الكاثوليكية ) ( مرقس: 10 : 21):" فحَدَّقَ إِليهِ يسوع فأَحبَّه فقالَ له:"واحِدَةٌ تَنقُصُكَ: اِذْهَبْ فَبعْ ما تَملِك وأَعطِهِ لِلفُقَراء، فَيَكونَ لَكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فَاتَبعْني" .
                                -( كتاب الحياة) ( مرقس : 10 : 21 (:"وَإِذْ نَظَرَ يَسُوعُ إِلَيْهِ، أَحَبَّهُ، وَقَالَ لَهُ: يَنْقُصُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اذْهَبْ، بِعْ كُلَّ مَا عِنْدَكَ، وَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَعَالَ اتْبَعْنِي ".
                                بذلك تم حذف حاملا الصليب من كل التراجم العربية الحديثة لعدم احتواء أقدم النصوص عليها, كما حذفتها التراجم الإنجليزية الآتية : NI, NAS, RS, NRS, LB, NC)).



                                11- (سميث فان دايك) (مرقس 7 : 16):" إِنْ كَانَ لأَحَدٍ أُذْنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ .

                                - (العربية المشتركة): وضعت العدد بين أقواس وما بين الأقواس شروح وإضافات.
                                - ( العربية المبسطة): العدد موجود.
                                - (الكاثوليكية ): تم حذف العدد بالكامل.
                                - (كتاب الحياة) : العدد موجود.
                                التراجم الإنجليزية الآتية حذفت أيضا العدد بالكامل: ( NI, NAS, RS, NRS, LB, NC).



                                12- سميث فان دايك (المنتشرة) (مرقس11: 26):" وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا أَنْتُمْ لاَ يَغْفِرْ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَيْضاً زَلاَّتِكُمْ". (العربية المشتركة) وضعت العدد بين أقواس وما بين الأقواس شروح وإضافات.
                                - ( العربية المبسطة): العدد موجود.
                                - (الكاثوليكية): تم حذف العدد بالكامل.
                                - كتاب الحياة : العدد موجود.
                                التراجم الإنجليزية الآتية حذفت العدد بالكامل: (NI, NAS, RS, NRS, LB, NC).



                                13- الأعداد من 16 :9 إلى 16 : 20 من إنجيل مرقس.

                                اتفق علماء الكتاب المقدس على أن هناك 12 عددًا من إنجيل مرقس (152 كلمة), هم إضافة على المخطوطات وليسوا جزءًا من الإنجيل كما دونه مرقس.
                                واختلفت التراجم في التصرف مع هذا الأمر فمن التراجم من حذفهم, ومن التراجم من وضعهم بين أقواس, ومن التراجم من وضعهم كملحوظة بالهامش أسفل الصفحة, ومن التراجم من وضعهم كما هم ووضع ملاحظة في الهامش أنهم إضافة , ومن التراجم من وضعهم متجاهلا أنهم إضافة.




                                صورة ضوئية من الكتاب المقدس للكاثوليك ص 124.

                                التراجم العربية أبقت على النص ولم تحذفه ولكن:
                                -(الترجمة العربية المشتركة): وضعته بين أقواس وما بين الأقواس شروح وإضافات.

                                - (الكتاب المقدس للكاثوليك) في صفحة 177, وضع ملحوظة في الهامش تحت رقم 8 عند العدد16: 9 كتب فيها: "المخطوطات غير ثابتة فيما يتعلق بخاتمة إنجيل مرقس ( الآيات 9-20)".
                                تم حذف الأعداد في التراجم الإنجليزية الآتية : ( NI, NAS, RS, NRS, LB, NC ).



                                في ملحق أكسفورد للكتاب المقدس :

                                ينتهي إنجيل مرقس بشكل مفاجئ عند العدد ( 16: 8) والمحاولات القديمة لإضافة خاتمة له تبين أنه كان غير مكتمل. من المحتمل ألا يكون الكتاب قد اكتمل أساسًا، أو أن يكون قد تلف في مراحله الأولى. وقد يكون علمنا بالأناجيل الأخرى هو ما يدفعنا أن نتوقع أن ينتهي هذا الإنجيل بظهور الرب بعد القيامة.[9]



                                جاء في مقدمة الكتاب المقدس النسخة القياسية المنقحةRSV :
                                الفقرتان , النهاية الطويلة لإنجيل مرقس ( 16 : 9- 20) و قصة السيدة التي تم القبض عليها بتهمة الزنا بإنجيل يوحنا ( 7 :53 إلى 8 :11 ). تم استعادتهما للنص الذي كانا مفصولين عنه بجزء فارغ .[10]










                                طبعة النسخة القياسية المنقحة لعام 1952م وهي تضع الأعداد كملاحظة في الهامش قبل استعادتهم في طبعة 1972م .


                                الجدير بالذكر أن نهاية إنجيل مرقس التي لا يعرف كاتبها تحتوي على أهم معتقد في المسيحية وهو رفع المسيح للسماء وجلوسه عن يمين الله (مرقس 16: 19) : " وبَعدَما كَلَّمَ الرَّبُّ يَسوعُ تلاميذَهُ، رُفِـعَ إلى السَّماءِ وجلَسَ عَنْ يَمينِ اللهِ " .



                                14- (سميث فان دايك) . (لوقا 9 : 56) :" لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ بَلْ لِيُخَلِّصَ . فَمَضَوا إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى ".

                                تم حذف الجملة : " لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ بَلْ لِيُخَلِّص ". من الترجمة (العربية المشتركة) و(العربية المبسطة) و(الكاثوليكية) وأبقتها (كتاب الحياة).
                                التراجم الإنجليزية التالية حذفت الجملة أيضًا. ( NI, NAS, RS, NRS, LB, NC ).



                                15- (سميث فان دايك) ( لوقا 11 : 2 ) :" فَقَالَ لَهُمْ : مَتى صَلَّيْتُمْ ، فَقُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ" .

                                تم حذف الكلمات : " لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ " . من الترجمة (العربية المشتركة) و( العربية المبسطة) و(الكاثوليكية) وأبقتها (كتاب الحياة).
                                التراجم الإنجليزية التالية حذفت الجملة أيضا (NI, NAS, RS, NRS, LB, NC ).

                                16- (سميث فان دايك) (يوحنا3 : 13) :" وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ " .

                                تم حذف الكلمات : " الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ" . من الترجمة (العربية المشتركة) و( العربية المبسطة) و(الكاثوليكية) وأبقتها (كتاب الحياة).
                                التراجم الإنجليزية التالية حذفت الكلمات أيضا ( NI, NAS, RS, NRS, LB, NC)

                                17- (قصة المرأة التي أخذت بتهمة الزنا) (يوحنا 7: 53 – 8: 11)

                                قصة المرأة التي ضبطت بالزنا تفرد بها إنجيل يوحنا, وأجمع علماء الكتاب المقدس أن القصة الموجودة في 12 عدد هي إضافة وليست من أصل إنجيل يوحنا.
                                والقصة باختصار أن امرأة جاء بها اليهود للسيد المسيح وقالوا له لقد وجدنا هذه المرأة تزني وحسب شريعة موسى فهي تُرجم فعفا عنها السيد المسيح وقال لها:لا تعودي لهذا مرة أخرى .

                                ( يوحنا 8 : 3) :" وَأَحْضَرَ إِلَيْهِ مُعَلِّمُو الشَّرِيعَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً ضُبِطَتْ تَزْنِي، وَأَوْقَفُوهَا فِي الْوَسَطِ " . (4) :" وَقَالُوا لَهُ: يَامُعَلِّمُ، هَذِهِ الْمَرْأَةُ ضُبِطَتْ وَهِيَ تَزْنِي". (5) :" وَقَدْ أَوْصَانَا مُوسَى فِي شَرِيعَتِهِ بِإِعْدَامِ أَمْثَالِهَا رَجْماً بِالْحِجَارَةِ، فَمَا قَوْلُكَ أَنْتَ؟ ". (6) :"سَأَلُوهُ ذَلِكَ لِكَيْ يُحْرِجُوهُ فَيَجِدُوا تُهْمَةً يُحَاكِمُونَهُ بِهَا. أَمَّا هُوَ فَانْحَنَى وَبَدَأَ يَكْتُبُ بِإِصْبَعِهِ عَلَى الأَرْضِ ".(7) :" وَلكِنَّهُمْ أَلَحُّوا عَلَيْهِ بِالسُّؤَالِ، فَاعْتَدَلَ وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيئَةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَر" . (8) : " ثُمَّ انْحَنَى وَعَادَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ" . (9) :" فَلَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكَلاَمَ انْسَحَبُوا جَمِيعًا وَاحِدًا تِلْوَ الآخَرِ، ابْتِدَاءً مِنَ الشُّيُوخِ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ، وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي مَكَانِهَا ". (10):"فَاعْتَدَلَ وَقَالَ لَهَا: أَيْنَ هُمْ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ؟ أَلَمْ يَحْكُمْ عَلَيْكِ أَحَدٌ مِنْهُمْ؟ ". (11) :"أَجَابَتْ: لاَ أَحَدَ يَاسَيِّدُ. فَقَالَ لَهَا: وَأَنَا لاَ أَحْكُمُ عَلَيْكِ. اذْهَبِي وَلاَ تَعُودِي تُخْطِئِينَ ".

                                الفقرة التي أعفت المرأة من عقوبة الزنا والتي هي بمثابة ضوء أخضر لهذا السلوك موجودة بالترجمات العربية سميث فان دايك والكاثوليكية والعربية المشتركة والعربية المبسطة ولكن:

                                - العربية المشتركة وضعتها بين أقواس وما بين الأقواس شروح وإضافات.
                                - الكاثوليكية كتبت بالمدخل أن القصة إضافة على النص ومع ذلك وضعتها على أساس أنها جزء من قانون الكتاب المقدس ( صورة مرفقة ).
                                حذفت الأعداد من( 7 : 53) إلى ( 8 : 11) من التراجم الإنجليزية الآتية( NI, NAS, RS, NRS, NC) .




                                صورة ضوئية من الكتاب المقدس للكاثوليك – المدخل لإنجيل يوحنا. ص 286.


                                مقدمة الكتاب المقدس النسخة القياسية المنقحة RSV .

                                " الفقرتان , النهاية الطويلة لإنٍٍجيل مرقس ( 16 : 9- 20) وقصة السيدة التي تم القبض عليها بتهمة الزنا بإنجيل يوحنا ( 7 :53 إلى 8 :11 ). تم استعادتهما للنص الذي كانا مفصولين عنه بجزء فارغ وكانت هناك ملاحظة توضيحية لخلافات التنسيق للنصين بالنسخ القديمة." [11]

                                فقد فصلتهم الترجمة القياسية المنقحة عن النص في طبعتها عام 1952م, ثم استعادتهم للنص مرة ثانية في طبعة 1971م .



                                18 – ( سميث فان دايك )( يوحنا 9 : 35):" فَسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ خَارِجًا فَوَجَدَهُ وَقَالَ لَهُ:أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللَّهِ؟ " .

                                - الترجمة (العربية المشتركة) و(العربية المبسطة) و(الكاثوليكية) غيّروا : " ابْنِ اللَّهِ" إلى "اَبنِ الإنسانِ " .
                                مثال (العربية المبسطة) : ( يوحنا 9 : 35) :" وَسَمِعَ يَسُوْعُ أَنَّهُمْ طَرَدُوا الرَّجُلَ، فَوَجَدَهُ وَقَالَ لَهُ: أَتُؤْمِنُ بِابْنِ الإنسَانِ؟ " .
                                - لا يزال النص في كتاب الحياة. (أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللَّهِ؟).

                                - التراجم الآتية غيرت ابْنِ اللَّهِ إلى اَبنِ الإنسانِ.NI, NAS, RS, NRS, LB, NC .



                                19- (سميث فان دايك)( رسالة بولس إلى رومية 8 : 1):" إِذاً لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ ".

                                - تم حذف الكلمات (السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ). من جميع التراجم العربية الحديثة.

                                - التراجم الإنجليزية التالية حذفت الجملة أيضًا ( NI, NAS, RS, NRS, LB, NC).

                                20- (سميث فان دايك).( رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس 11 : 24) :" وَشَكَرَ فَكَسَّرَ وَقَالَ: خُذُوا كُلُوا هَذَا هُوَ جَسَدِي الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. اصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي ".

                                - تم حذف الكلمات :( خُذُوا كُلُوا - الْمَكْسُور ) من الترجمة (العربية المشتركة) و( العربية المبسطة) و(الكاثوليكية).

                                - ترجمة (كتاب الحياة) حذفت (خذوا كلوا ) فقط.وأبقت على (المكسور).

                                - التراجم التالية حذفت : " خُذوا كلُوا المكسور" (NI, NAS, RS, NRS, LB, NC) .



                                21- (سميث فان دايك)( رسالة بولس إلى أفسس3 : 9) :" وَأُنِير الْجَمِيعَ فِي مَا هُوَ شَرِكَةُ السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ فِي اللهِ خَالِقِ الْجَمِيعِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ " .

                                -كل التراجم العربية الحديثة حذفت : "بيسوع المسيح " فالنص أصبح الله خالق كل شيء(فقط) .
                                مثال الترجمة (العربية المبسطة) ( أفسس : 3 : 9) :" وَقَدْ أَوكَلَ إلَيَّ أَنْ أُوَضِّحَ لِلجَمِيعِ سِرَّهُ الَّذِي كَانَ مَكتُومَاً مُنذُ بَدءِ الزَّمَنِ فِي اللهِ خَالِقِ كُلِّ الأشياءِ" .

                                - التراجم الإنجليزية الآتية حذفت أيضًا :" بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ ". (NI, NAS, RS, NRS, LB, NC).



                                22 – (سميث فان دايك)( رسالة بولس إلى كُولُوسِّي1 : 14) :" الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا ".

                                -كل التراجم العربية الحديثة حذفت بِدَمِهِ.

                                مثال الترجمة (العربية المبسطة) ( كولسوي 1 : 14):" الذَّي فَدَانا، وَفيهِ غُفْرانُ خَطَايانا ".

                                -التراجم الإنجليزية الآتية حذفت أيضا" بِدَمِهِ ( NI, NAS, RS, NRS, NC).

                                23- (سميث فان دايك) ( رسالة يوحنا الأولى 4: 3) :" وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ...." .

                                - الكاثوليكية ( رسالة يوحنا الأولى 4 : 3) :" وكُلَّ رُوحٍ لا يَشهَدُ لِيَسوع لم يَكُنْ مِنَ الله.....".

                                - العربية المشتركة (رسالة يوحنا الأولى 4 :3) :" وكُلُّ رُوحٍ لا يَعتَرِف بِيَسوعَ لا يكونُ مِنَ الله " .

                                -الترجمة (العربية المبسطة) لم تحذف الجملة: (رسالة يوحنا الأولى 4 : 3) :" وَكُلُّ نَبِيٍّ لاَ يَعتَرِفُ بِأَنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ أَتَى إلَى الأَرضِ بِجَسَدِ إنسَانٍ، لاَ يَكُونُ مِنْ رُوحِ اللهِ ".

                                - التراجم الآتية حذفت أيضًا: " أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَد ". ( NI, NAS, RS, NRS, LB, NC).



                                24- (سميث فان دايك).( رسالة يوحنا الأولى 5 : 7 ) :" فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآب، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ ".
                                -التراجم العربية الحديثة حذفت النص بالكامل كما أشرنا له عند الحديث حول الثالوث في الباب الثالث ماعدا ترجمة كتاب الحياة التي وضعته بين قوسين وكتبت ما بين الأقواس شرح وتفسير.

                                مثال الترجمة العربية المبسطة : (رسالة يوحنا الأولى 5 : 7 ) :" هُناكَ ثَلاَثَةٌ يَشهَدُونَ عَلَى ذَلِكَ" .

                                - التراجم الآتية حذفت أيضًا النص كاملاً ( NI, NAS, RS, NRS, LB, NC).



                                25- (سميث فان دايك)( رسالة بولس الأولى إلي تيموثاوس 3 : 16) :" وَبِاعْتِرَافِ الْجَمِيعِ، أَنَّ سِرَّ التَّقْوَى عَظِيمٌ: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، شَهِدَ الرُّوحُ لِبِرِّهِ، شَاهَدَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ، بُشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، ثُمَّ رُفِعَ فِي الْمَجْدِ ".

                                -تم حذف لفظ " الله " من الترجمة (العربية المشتركة) والترجمة (الكاثوليكية) بينما اللفظ موجودًا في ترجمة (كتاب الحياة) و(العربية المبسطة).

                                - الكاثوليكية (رسالة بولس الأولى إلي تيموثاوس 3 : 16) :" ولا خِلافَ أَنَّ سِرَّ التَّقْوى عَظيم: قد أُظهِرَ في الجَسَد وأُعلِنَ بارًّا في الرُّوح وتَراءَى لِلمَلائِكَة..." .

                                - الترجمة (العربية المشتركة) (رسالة بولس الأولى إلي تيموثاوس 3 : 16(:" ولا خِلافَ أنَّ سِرَّ التَّقوى عَظيمٌ : الّذي ظهَرَ في الجَسَدِ وتَبَرَّرَ في الرُّوحِ، شاهدَتْهُ المَلائِكَةُ ".

                                -الترجمة (العربية المبسطة) لم تحذف لفظ "الله" ( رسالة بولس الأولى إلي تيموثاوس 3 : 16) :" وَبِلاَ شَكٍّ، فَإنَّ سِرَّ حَيَاتِنَا فِي عِبَادَةِ اللهِ سِرٌّ عَظِيمٌ: اللهُ ظَهَرَ فِي جَسَدٍ بَشَرِيٍّ، شَهِدَ الرُّوحُ لِبِرِّهِ ...." .

                                - ترجمة ( كتاب الحياة) : (رسالة بولس الأولى إلي تيموثاوس 3 : 16) :" وَبِاعْتِرَافِ الْجَمِيعِ، أَنَّ سِرَّ التَّقْوَى عَظِيمٌ: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، شَهِدَ الرُّوحُ لِبِرِّهِ، شَاهَدَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ " .
                                -التراجم الإنجليزية التالية حذفت لفظ " الله " أيضًا ( NI, NAS, RS, NRS, LB).



                                نكتفي بهذا القدر من الاختلافات بين تراجم الكتاب المقدس ونعرض الإحصائية التالية:

                                - ترجمة الملك جيمس الحديثة (NKJV ) حذفت 2289 كلمة من كلمات نسخة الملك جيمس,ولم تحذف أي أعداد .
                                - الترجمة الدولية الحديثة (NIV ) حذفت 5219 كلمة و 16 عدد .
                                - النسخة الأمريكية القياسية الحديثة NASV , أضافت 3561 كلمة للشرح وحذفت 17 عدد.

                                أهم 9 كلمات تمت إزالتهم خلافا" لترجمة الملك جيمس ( التي منها النسخة العربية فان دايك):



                                أهم 9 كلمات تم حذفهم عن طبعة الملك جيمس.

                                الكلمة
                                NIV
                                NASV
                                NKJV
                                RSV
                                NRSV

                                المسيح
                                25
                                34
                                1
                                32
                                87

                                الرب
                                352
                                438
                                66
                                36
                                91

                                يسوع
                                -
                                64
                                2
                                53
                                -

                                الله
                                468
                                87
                                51
                                111
                                138

                                الدم
                                41
                                39
                                23
                                26
                                46

                                الخلاص
                                42
                                4
                                2
                                33
                                37

                                كلمة الله
                                8
                                2
                                1
                                3
                                8

                                كلمة الرب
                                25
                                2
                                -
                                2
                                3

                                الرب عيسى المسيح
                                24
                                21
                                -
                                21
                                22


                                كمثال للتوضيح من الجدول السابق يظهر أن النسخة العالمية ( NIV ) , حذفت كلمة "المسيح" 25 مرة لأنها إضافة.[12]

                                صدق الله العظيم وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام فيما جاء به منذ 1400 عامًا من أن كتابهم لحقه الإضافة والنقص والتبديل.
                                }فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ {[البقرة : 79] .

                                بعض ردود النصارى على حقائق التحريف الأكيدة:

                                عند الحوار حول الكتاب المقدس وبالرغم من تقديم كل البراهين الدالة على عدم معرفة كتبة الأسفار وعلى التغييرات والإضافات والحذف والفقد وغيرها, تفاجئ بأسئلة من النصارى تتجاهل كل الحقائق وتركن إلى التلاعب والخداع مثل هذه التساؤلات:
                                1- إن كنت تقول : إن هذا الكتاب محرف أو ليس هو إنجيل السيد المسيح فأحضر إنجيل السيد المسيح حتى أصدقك !.
                                والرد من سبعة أوجه:
                                الوجه الأول: إن كان إنجيل المسيح عليه السلام فُقِد, فلا داعي لإحضاره حتى نثبت أنه فُقِد ! ، والدفاع بالقول أحضر لي الأصل وألا سأعتبر هذا أصليًا ، مثل الذي فقد سيارته وأبلغ عنها فأحضروا له سيارة أخرى ، وعندما يعترض أن هذه ليست سيارته يقولون إن كانت هذه ليست سيارتك أحضر أنت سيارتك.

                                الوجه الثاني : كيف يكون الموجود إنجيل المسيح وأكثر من ثلاثة أرباعه عن ما بعد المسيح !.
                                الوجه الثالث : كيف يكون هذا إنجيل المسيح ولا يوجد له أي سند متصل ومن كتبوه أغلبهم مجهول ولم يروا السيد المسيح !.
                                الوجه الرابع : القائل لا يملك إلا مخطوطات من القرن الرابع الميلادي متناقضة, و الواجب عليهم لإثبات أن هذا هو إنجيل المسيح أن يأتوا بالمخطوطات من زمن المسيح عليه السلام.
                                الوجه الخامس : كيف يكون إنجيل السيد المسيح وبه شخص لم ير السيد المسيح إلا في رؤياه المنفردة المزعومة ؟ ويقول : "أحضروا لي الرداء الذي نسيته" ، وقوله : "سلموا على بريسكيلا " ، وقوله : "هذا ليس رأي الرب ولكنه رأيي أنا " وقوله : " أظن أنا أيضًا "!.
                                الوجه السادس : ماذا يعني القول (رو 1:9) :" فإن الله الذي أعبده بروحي في إنجيل ابنه شاهد لي ".
                                أين الإنجيل الذي يتحدث عنه في هذا النص ؟ وقد قال السيد المسيح حسب الكتاب المقدس: ( متى26 : 13) :" الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم ".( يكرز: يبشر أو يدعو ). فأين هو الإنجيل الذي قال عنه السيد المسيح: حيثما يبشر بهذا الإنجيل ؟.

                                الوجه السابع : إن كتبة الأناجيل أنفسهم لم يجرؤ أي منهم أن يقول هذا هو إنجيل المسيح ولم يجرؤ أي منهم أن يوقع في نهاية الكتاب بكتابة هذا الإنجيل تم كتابته بواسطة فلان ابن فلان عام كذا !.


                                2- أنا لن أصدق أن الكتاب تم تحريفه إلا إذا أخبرتني من الذي حرفه ؟ ومتى ؟ ولماذا ؟ وإن لم تجب على هذه الأسئلة فلن اعتبره محرّفًا !
                                والرد أن هذا هو مثل من وجد جثة متحللة أمامه, ويقول لن اعترف أنه ميت إلا إن أخبرني أحد من الذي قتله, ولماذا قتله, ومتى قتله, وكيف قتله ؟!. فحقيقة أن الكتاب محرف يمكن استنتاجها وإثباتها بسهوله بصرف النظر عن الأسئلة من نوعية متى وكيف ولماذا ؟, كذلك إدراك أن الهيكل العظمي هو لشخص ميت, لاعلاقة له بمعرفة من الذي قتله وكيف ولماذا ؟ فهناك انفصال تام بين الحقيقة التي أمامنا وبين مثل هذه التساؤلات. والسائل يتجاهل لوقا وهو يوجه رسالته لثاوفيليس, وبولس وهو يهدي تحياته ولوقا وهو يخطيء في جغرافية المنطقة ومتى ولوقا المجهولان وهما يقتبسان من مرقس المجهول الذي يكتب ما تذكره من بطرس ويتجاهل أيضًا التناقضات والأخطاء الجغرافية لكاتب إنجيل يوحنا المجهول ويختار الاختيار البسيط إن لم أعرف من الذي حرّفه فهو غير محرّف مثل ضحية السرقة الذي يقول إن لم أعرف من سرقني، فأنا لم أسرق !. أو إن لم أعرف درجة ميل برج بيزا ومن الذي بناه وكيف مال ومتى مال ؟ لن أصدق أنه مائل!.


                                3- أخبرني هل تم تحريفه قبل الإسلام أم بعد الإسلام ؟

                                والإجابة تم تحريفه قبل الإسلام وبعد الإسلام ومازال يتم تحريفه وتنقيحه.
                                وإن قلت واهمًا إن القرآن شهد لكتابك في كثير من المواضع فقال : "اسألوا أهل الذكر" وقال : "حتى يقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم "( سورة المائدة) ، يكون أمامك اختيار من اثنين:
                                أ-القرآن من عند الله فتدخل في الإسلام.
                                ب- القرآن ليس من عند الله فلا تستشهد به لتثبت صحة كتابك.
                                أما الآيات التي تستشهد بها فسنتعرض لها في الجزء الخاص بشهادة القرآن الكريم للكتاب المقدس.



                                جريدة التايمز البريطانية تعلن (الكنيسة الكاثوليكية: الكتاب المقدس يحتوي على أجزاء غير صحيحة):

                                أصدرت الهيئة الكهنوتية في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وثيقة تعليمية تفيد أن بعض أجزاء الكتاب المقدس غير صحيحة. وحذّر الأساقفة الكاثوليك في بريطانيا وويلز واسكتلندا أتباعهم البالغين خمسة ملايين وكل من يقرأ ويدرس الكتاب المقدس أن عليهم ألا يتوقعوا دقة كاملة في الكتاب المقدس.

                                وأوردت صحيفة "التايمز" البريطانية، في عددها الصادر الأربعاء 5-10-2005م ، أن الأساقفة ذكروا في وثيقتهم المسماة "هبة الكتاب المقدس": يجب علينا ألا نتوقع العثور على كلام علمي دقيق وإحكام تاريخي بالغ الدقة أو تام في الكتاب المقدس . وفصول سفر التكوين الأحد عشر التي تروي قصتين متناقضتين حول الخلق، هي من بين القصص التي يصر الأساقفة الكاثوليك على أنها لا يمكن أن تكون "تاريخية". وتضيف الصحيفة أن الوثيقة تسرد موقف الكنيسة الكاثوليكية منذ القرن السابع عشر عندما أدانت "جاليليو" عالم الفلك واعتبرته متجنيًا على المقدسات لسخريته من اعتقاد كان سائدًا آنذاك حول الوحي الإلهي للكتاب المقدس، وذلك بدفاعه عن وجهة نظر "كوبرنيكوس" حول النظام الشمسي.[13]



                                ----------------------------------------------

                                [1] الكتاب المقدس للكاثوليك- طبعة دار المشرق – ص12- 13

                                [2] الوحي الإلهي واستحالة تحريف الكتاب المقدس- عبد المسيح بسيط –ص 130.

                                [3] الكتاب المقدس للكاثوليك – دار المشرق- ص 287.

                                [4] الوحي الإلهي واستحالة تحريف الكتاب المقدس- عبد المسيح بسيط –ص 130.

                                [5] المصدر لسابق – ص 130/131.

                                [6] الكتاب المقدس يتحدي نقاده والقائلين بتحريفه- عبد المسيح بسيط أبوالخير- ص 154-155.

                                [7] الكتاب المقدس يتحدي نقاده والقائلين بتحريفه- عبد المسيح بسيط أبوالخير- ص 156-158.

                                [8] كتاب هوسكير- المخطوطات -الجزء الثاني ص-1 . Hoskier. Codex B., Vol. 2, P. 1.

                                [9] ملحق أكسفورد للكتاب المقدس، بروس متزجر ومايكل كووجان، ص 496.

                                [10] (مقدمةRSV طبعة 1971- ص 7 أو
                                http://www.ncccusa.org/newbtu/aboutrsv.html

                                [11] مقدمةRSV طبعة 1971- ص 7 أو http://www.ncccusa.org/newbtu/aboutrsv.html

                                [12] http://www.av1611.org/biblecom.html

                                [13] التايمز البريطانية 5 أكتوبر 2005 , ومترجم في موقع قناة العربية على الرابط

                                http://www.alarabiya.net/Articles/2005/10/05/17432.htm

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 1 ديس, 2020, 09:07 م
                                ردود 0
                                156 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وداد رجائي
                                بواسطة وداد رجائي
                                 
                                ابتدأ بواسطة أمين القسنطيني, 24 أبر, 2018, 04:12 م
                                رد 1
                                378 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة جلال27
                                بواسطة جلال27
                                 
                                ابتدأ بواسطة ابن الشيشان, 11 فبر, 2018, 05:59 ص
                                ردود 2
                                584 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ابن الشيشان
                                بواسطة ابن الشيشان
                                 
                                ابتدأ بواسطة ابو انس ربيع, 21 يول, 2016, 07:40 م
                                ردود 0
                                1,028 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ابو انس ربيع
                                بواسطة ابو انس ربيع
                                 
                                ابتدأ بواسطة أبو محمدٍ المصريُّ الأثريُّ, 21 ماي, 2016, 12:24 ص
                                ردود 10
                                1,726 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة أبو محمدٍ المصريُّ الأثريُّ  
                                يعمل...
                                X