تحميل كتاب القمص عبد المسيح بسيط في الميزان - تأليف أحمد سُبيع

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أحمد سبيع (one1_or_three3) مسلم اكتشف المزيد حول أحمد سبيع (one1_or_three3)
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    منهج الكتاب
    يحسن بي في البدء أن أجلي معالم المنهج الذي ألزمت به نفسي في هذا الكتاب؛ حتى يستبين للقارئ مسالك العرض والنقض التي عبرتها في ثنايا هذا البحث:
    - التزمت أن أنقل كلام القمص بسيط بحروفه، وبأخطائه، ذاكراً رقم الصفحة، أو رقم الباب أحياناً، ثم أعلق على كلامه بشيء من الإيجاز، وأحياناً قد أطيل –دون إملال- إن دعت الحاجة إلى ذلك؛ كأن يكون ما ذكره مما هو ذائع في مواقع النصارى وكتبهم، دون أن يكون هناك رد عليه مفصل، وهو قليل بفضل الله؛ فحينها أكون ملزماً بالتفصيل لرد ما ذكروه.
    - سعيت إلى أن أكشفَ غمامة التدليس والكذب التي لازمت كلام القمص، وأن أفضح منهجه في الكتابة؛ فهو قَلّما يعزو إلى مرجع، فيتكلم بغير دليل، وكثيراً ما يعزو لمجاهيل؛ كأن يقول: "قال أحد العلماء"، "ذكر أحدهم"، "قالوا"، ولسنا نعلم وزناً لقول لمجرد أنه قد قيل.
    - بيّنت أنّ القمص يبتر في كتبه كلام من يقتبس عنه بتراً شنيعاً، ليوافق ما يدعيه، وهذا يدل على أنه يعلم الحق ويرفضه، وإلا ما الذي يدفعه للتدليس إن كان يعتقد أن دينه لن ينتصر إلا بهذا؟!
    - سيكون كلامي موثقاً من المصادر والمراجع العلميّة، حتى وإن كان الكلام مشهوراً، معروفاً، مسلماً به. ولن أنقل قولاً عن عالم غربي، إلا ما كان عليه دليل يرجحه، لا أنقله لهوى في نفسي، بل لأن الدليل معه.
    - أنقل في المسألة الواحدة أكثر من نقل عن أكثر من عالم، ليتبين أن ما أقوله ليس مما تفرد به البعض.
    - أستخدم أحياناً النص العبري لأبين الأخطاء المنتشرة في ترجمة العهد القديم، أو لأبين أن الترجمة أستخدمت كلمات مضللة لتوهم القارئ بغير ما يقوله الأصل!
    - أكشف أحياناً عن الأخطاء الكثيرة الموجودة في الأصل العبري!
    - وضعت صوراً كثيرة للمخطوطات ليعلم القارئ أننا لسنا نقلة عن النقاد الغربيين كما يزعم الكتاب النصارى العرب، وكذلك لأزيل الغموض الذي في نفس النصراني العربي تجاه أمر المخطوطات، فظنهم هو أن هذه المخطوطات موجودة في المتاحف والخزائن المغلقة ولا يطلع عليها إلا للصفوة، وأردت كذلك من وضع الصور أن يعتاد القارئ والباحث على الرجوع إلى المصادر الأساسية التي ينهل العلماء منها.
    - أُعمل علم النقد النصي في الكثير من النصوص ليتبين فساد النص المعتمد في الترجمة، وأن غيره أولى أن يعتمد!
    - أذكر أحياناً الخلافات الموجودة بين الترجمات، حتى يعلم القارئ أن الترجمات تخضع لفكر وعلم منتجيها، وأن كل ترجمة قد تمثل كتاباً مقدساً مختلفاً عن الأخرى، وهو الأمر الذي ينكره النصارى العرب، بل ويجزمون أن الترجمات متطابقة، وهو ما لا نصيب له من الحقيقة!
    وَلاَبُدَّ مِنْ أَنْ أُنَوِّهَ فِي البِدَايَةِ أَنَّنِي لَمْ أَقْصِدْ مِنْ هَذَا الكِتَابِ الرَّدَّ عَلَى شُبُهَاتِهِ، وَتَفْنِيدَ مَزَاعِمِهِ، بَلْ قَصَدْتُ تَبْيِينَ شيءٍ مِنْ خَلَلِ مَنْهَجِهِ، وَقِلَّةِ عِلْمِهِ، وَتَزْيِيفِهِ لِلحَقَائِقِ، وَلَمْ أُرِدْ أَنْ أَعْرِضَ كُلَّ زَلاَّتِهِ وتدليساتهِ، وإنّما اكْتَفَيتُ بِذِكْرِ بَعْضِ الأَمْثِلَةِ؛ لِيَعْلَمَ القَارِئُ الوَزْنَ العِلْمِيَّ للقمص عبد المسيح بسيط.
    وقد اعتمدت في هذه الدراسة على عدة كتب له[1], من أهمها:
    1- الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه.[2]
    2- الأعظم، مميزات المسيح في جميع الكتب.
    3- هل صلب المسيح حقيقة أم شبه لهم؟
    4- عظمة الكتاب المقدس، وحفظ الله له عبر آلاف السنين.
    5- هل يمكن تحريف الكتاب المقدس؟
    وأود قبل البدء في الدراسة التفصيلية، والهدف الأساسي من هذا الكتاب أن أعد القارئ أن أختار من كلام القمص بسيط ما يخص العهد القديم ومخطوطاته، فهذا ما قضيت في دراسته السنين، وسهرت في تعلمه الليال الطوال، ولن أختارَ شيئاً غير هذا، إلا ما كان خطؤه شديداً وفحشه واضحاً بيناً، ولن يجدني القارئُ كالقمص؛ أتهم الآخرين بما فيَّ، ولن يجدني أخرج عن حدود الأدب؛ فأسوأ ما أقوله قاله القمص من قبل، وقال أسوأ منه مرات ومرات، اللهم ارزقنا الأدب والحكمة!





    حينما يتحدى القمص بسيط!
    قال القمص عبد المسيح بسيط:
    إننا نتحدّى أي إنسان يقول لنا أن القرآن أشار من بعيد أو قريب لتحريف الإنجيل بأي صورة من الصور، ونتحدى أن يقول لنا أحد أنه أشار لتحريف التوراة بمعني التغيير أو التبديل أو الإضافة أو الحذف![3]
    قلتُ: نسمع جعجعةً ولا نرى طِحناً! بتنا في زمان أصبح يَتحدى فيه من لا يفرِّق بين الفاعل والمفعول، ولا يعرف الكوع من البوع!
    قد قبلنا التحدي وهاهي الآية؛ قال الله U عن بني إسرائيل كما هو واضح من السياق:
    ×@÷ƒuqsù)tûïÏ%©#Ïj9tbqç7çFõ3tƒ|=»tGÅ3ø9$#öNÍkÏ÷ƒr'Î/§NèOtbqä9qà)tƒ#x»ydô`ÏBÏYÏã«!$#(#rçŽtIô±uŠÏ9¾ÏmÎ/$YYyJrOWxŠÎ=s%(×@÷ƒuqsùNßg©9$£JÏiBôMt6tGŸ2öNÍgƒÏ÷ƒr&×@÷ƒururNßg©9$£JÏiBtbqç7Å¡õ3tƒ(ÇÐÒÈالبقرة.
    تتحدث الآية صراحة عن تحريف اليهود لكتبهم، وليس التحريف هنا هو مجرد التأويل الباطل، بل تحريف الكتاب عن طريق الكتابة، واختلاق الكلام ونسبته لله Y.
    ولا نقبل كلاماً من أحدٍ إلا بحجة، وقد قال الإمام مالك -رحمه الله-: ((ليس أحدٌ بعد النبي r إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي r))[4]، فالقول بتحريف ألفاظ كتبهم هو قول الجمهور، نعم خالف في ذلك البعض؛ فهناك من يرى أن الكتاب كله مبدل، وليس فيه من كلام الله شيء، وهناك من يرى أن الكتاب كله من عند الله، وأن التحريف قد وقع في التأويل دون الألفاظ، وأكثر هؤلاء من المتكلمين، أما الصواب فهو وسط بين أولئك وهؤلاء، وهو أن كتبهم أصلها من عند الله، لكنهم أضافوا وحذفوا وغيروا، ولا نقول أن التحريف وقع فيها كلها، لكن في بعضها؛ ففيها الحق مختلط بالباطل، وقد رجح هذا المذهب -الثالث- شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله، والحافظ ابن كثير -رحمه الله، والحافظ ابن القيم -رحمه الله، وهو قول الجمهور، وقد ردَّ شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- على الفريقين بحجج ناصعة البيان, قائمة البرهان؛ فراجعها للتوسع إن شئت.[5]
    ولقد روى الحاكم في المستدرك، والطبراني في المعجم الكبير ((أن معاذ بن جبل لما قدم الشام رأى اليهود يسجدون لأحبارهم وعلمائهم ورأى النصارى يسجدون لأساقفتهم فلما قدم على رسول الله r سجد له فقال: ما هذا يا معاذ؟ فقال: إني قدمت الشام فرأيت اليهود يسجدون لعلمائهم وأحبارهم ورأيت النصارى يسجدون لقسيسيهم ورهبانهم فقلت: ما هذا؟ قالوا: تحية الأنبياء فقال صلى الله عليه وسلم: كذبوا على أنبيائهم كما حرفوا كتابهم لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)).[6]
    وشدد النبي r على هذا المعتقد حين قال r: ((إن بني إسرائيل كتبوا كتاباً، فاتبعوه، وتركوا التوراة)).[7]
    فلا نرد قولَ النبي r لقول كائن من كان.
    وقال ابن عباس في تفسير قوله تعالى¨bÎ)ur)óOßg÷ZÏB$Z)ƒÌxÿs9tb¼âqù=tƒOßgtFt^Å¡ø9r&É=»tFÅ3ø9$$Î/çnqç7|¡óstGÏ9z`ÏBÉ=»tGÅ6ø9$#$tBuruqèdšÆÏBÉ=»tGÅ3ø9$#šcqä9qà)tƒuruqèdô`ÏBÏYÏã«!$#$tBuruqèdô`ÏBÏYÏã«!$#tbqä9qà)tƒurn?tã«!$#z>És3ø9$#öNèdurtbqßJn=ôètƒ(ÇÐÑÈآل عمران:
    ((إن الآية نزلت في اليهود والنصارى جميعا وذلك أنهم حرَّفوا التوراة والإنجيل وألحقوا بكتاب الله ما ليس منه)).[8]
    وكذلك روى الإمام البخاري في صحيحه:
    عن ابن عباس y قال: ((يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه r أحدث الأخبار بالله[9]تقرؤونه لم يشب[10]؟ وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب فقالوا {هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا}، أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم؟ ولا والله ما رأينا منهم رجلا قط يسألكم عن الذي أنزل عليكم)).[11]
    وهذا قول ابن عم النبي r حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس y.
    بعد أن رددت على القمص بسيط وأجبته في تحديه، أقول:
    أتحدى القمص عبد المسيح بسيط في مناظرة عن عصمة العهد القديم، في أي منتدى يختاره، أو أي غرفة من غرف البالتوك يختارها!
    فهل سيجيب؟! منتظر الرد!


    تعبد ورقة مع النبي في غار حراء!، ولأكثر من 15 سنة!
    قال القمص عبد المسيح بسيط:
    كان مع ورقة بن نوفل ابن عم السيدة خديجة وقريب نبي المسلمين، العالم الحنيفي المتأثر بالنصرانية إنجيل يترجم منه من العبرية (السريانية) إلى العربية، فهل رآه نبي المسلمين أو قرأه ورقة الذي تعبد معه في غار حراء، في شهر رمضان، أكثر من 15 سنة؟[12]
    أولاًً: كالعادة لم يذكر القمص بسيط مصدر هذا الادعاء الخطير، وكأن كلامه شيء بديهي لا يُعارض فيه، وهذه عادة القمص دوماً، فكما لاحظت، وستلاحظ بُعد القمص كل البعد عن المنهج العلمي!، وقد كُنت في بداية اشتغالي بدعوة النصارى أعجب جداً من بعض الشبهات التي يلقونها لما فيها تهافت بادٍ، لكن زال عني غبش ذلك لمّا علمت أنّ حادي القوم أشدهم ولعاً بذلك.
    ونحن نتحدى القمص عبد المسيح بسيط أن يخرج لنا من كتب السيرة المعتمدة عند المسلمين ما يؤيد كلامه!
    ثانياً: من الذي خدعك يا بسيط وأخبرك أن العبرية هي السريانية؟، ربما تقصد أن العبرية هي العربية؟!
    ثالثا: لم يكن ورقة بن نوفل كما زعم القمص بسيط حنيفياً، بل كان نصرانياً كما جاء في حديث بدء الوحي في الصحيحين وفيه: ((فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى -ابن عم خديجة- وكان امرءًا تنصر في الجاهلية))[13].
    ألم يقرأ القمص بسيط هذا الحديث المشهور؟! أم عميت القلوب والأبصار؟! أم اجتاحته رغبة جارفة وشهوة عارمة في تزوير التاريخ؟! أم اخترق حجب الغيب وعلم أن ورقة كان حنيفياً؟!


    ابن إسحاق كان صحابياً من أصل كتابي!
    قال القمص عبد المسيح بسيط:
    هل قال أحد من الصحابة الذين كانوا من أصل يهودي أو مسيحي، مثل ابن اسحق وسلمان الفارسي وغيرهم، بتحريف التوراة أو الإنجيل؟[14]
    قلتُ: لا أكتم القارئ حديثاً إن قلت إنني قد أفدت من هذا الكلام الذي كتبه القمص -هو والذي سيليه- لا لأنني وجدت فيه ما أدفع به جهلاً أو أصوّب به فهمًا- وإنّما كان مادة تسلية ولمن أعرف, نطوي به صفحة الملل والضجر؛ إذ إنّ القمص بسيط فوجئ باسم إسحاق فطار فرحاً معتقداً أن كل إسحاق لا يمكن أن يكون مسلماً! وهذا هو مرجع القمّص في معرفة الإسلام: (الوهم) و(الظن) والخيال الخصب الذي يرتع في فسيح أرضه باغي السراب!
    ابن إسحاق من أشهر أعلام أمّة الإسلام, لم يكن نصرانياً ولا يهودياً, ولم يكن صحابياً!
    قال المزي في تهذيب الكمال: ((محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار، و يقال: ابن كوثان المدني، أبو بكر و يقال: أبو عبد الله القرشي المطلبي، مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، و كان جده يسار من سبي عين التمر .رأى أنس بن مالك، وسالم بن عبد الله بن عمر، و سعيد بن المسيب)).[15]
    ولا يوجد كتابٌ واحدٌ من كتب التراجم ذكر أو أشار أو ألمح إلى أن ابن إسحاق كان صحابياً ولا أنه كان على على دين النصارى أو اليهود ثم أسلم، فكل ما في الأمر أنّ ما ادّعاه القمص لا يخرج عن كونه من الكلام المرسل الذي لا يعرف له أصل غير الظن المجرّد, وهو دال على أنّ بسيط لا يعرف من أصول العلم والبحث ما يرتفع به عن مرتبة العوام!


    وهب بن منبه كان صحابياً!
    قال القمص عبد المسيح بسيط:
    ولأنه كان من النادر أن يوجد بين العرب من يعرف العبرية مثل اليهود إلا بعض الصحابة الذين كانوا من أصل عبري مثل عبد الله بن سلام ووهب بن منبه.[16]
    قلتُ: كيف يكون وهب بن منبه -رحمه الله- صحابياً يا قمص بسيط وقد ولد في خلافة عثمان بن عفان t 34 هـ[17] ؟!
    في الأعلام للزركلي:
    ((وهب بن منبه (34 - 114هـ = 654 - 732م): وهب بن منبه الأبناوي الصنعاني الذماري، أبو عبد الله: مؤرخ، كثير الإخبار عن الكتب القديمة، عالم بأساطير الأولين ولا سيما الإسرائيليات. يعد في التابعين. أصله من أبناء الفرس الذين بعث بهم كسرى إلى اليمن. وأمه من حِمير. ولد ومات بصنعاء وولاه عمر بن عبد العزيز قضاءها)).[18]
    ولم يجد القمص حرجاً في تكرار هذه الدعوى الباطلة؛ فقال في نفس الكتاب:
    وهنا تأكيد منقول عن وهب بن منبه أحد الصحابة.[19]
    ونحن نتحدى القمص عبد المسيح بسيط أن يأتي لنا بكتاب واحد من كتب التراجم والسير أشار من قريب أو بعيد، بتصريح أو تلميح إلى أن وهب بن منبه كان صحابياً!


    التدليس في النقل عن ابن عطية -رحمه الله-
    قال القمص عبد المسيح بسيط:
    وجاء في تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية "واختلف العلماء في معنى قوله: "يحرفون الكلم" فقال قوم منهم ابن عباس، تحريفهم هو بالتأويل ولا قدرة لهم على تبديل الألفاظ في التوراة ولا يتمكن لهم ذلك ويدل على ذلك بقاء آية الرجم واحتياجهم إلى أن يضع القارئ يده عليها"[20]
    نعم هذا ما قاله ابن عطية -رحمه الله- حقاً في تفسيره، لكن هل نسيتَ يا قمص بسيط أن تنقل القول الثاني؟، قلتَ: فقال قومٌ، فأين القول الثاني؟
    بالطبع لا ينتظر النصارى من القمص أن يكمل كلام ابن عطية حتى يظهر الحق الذي يخشاه القمص، لكنني سأضع كلام ابن عطية -رحمه الله- كاملاً ليتبين للقارئ كيف بتر القمص كلامه!
    قال ابن عطية: ((واختلف العلماء في معنى قوله "يحرفون الكلم" فقال قوم منهم ابن عباس، تحريفهم هو بالتأويل ولا قدرة لهم على تبديل الألفاظ في التوراة ولا يتمكن لهم ذلك ويدل على ذلك بقاء آية الرجم واحتياجهم إلى أن يضع القارئ يده عليها، وقالت فرقة بل حرفوا الكلام وبدلوه أيضا وفعلوا الأمرين جميعا بحسب ما أمكنهم. قال القاضي أبو محمد: وألفاظ القرآن تحتمل المعنيين فقوله تعالى "فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ" البقرة79. يقتضي التبديل. ولا شك أنهم فعلوا الأمرين))[21].
    فهذا هو كلام ابن عطية -رحمه الله- كاملاً دون بتر، فابن عطية ينقل أقوال العلماء في المسألة، فليس من الصدق والأمانة أن تنقل قولاً واحداً وتترك الثاني يا قمص بسيط، بل إن ابن عطية ختم كلامه قائلاً: ولا شك أنهم فعلوا الأمرين!
    وقد أكد ابن عطية -رحمه الله- على هذا القول مرة أخرى ونسبه للجمهور فقال: ((وتحريف الكلم على وجهين، إما بتغيير اللفظ، وقد فعلوا ذلك في الأقل، وإما بتغيير التأويل، وقد فعلوا ذلك في الأكثر، وإليه ذهب الطبري، وهذا كله في التوراة على قول الجمهور))[22].
    كما أنّ ابن عطيّة لم يوفّق في نسبته القول الأولّ إلى ابن عباس رضي الله عنه؛ إذ الثابت كما نقلناه سابقاً عن ابن عباس t أنه يقول بالتحريف اللفظي للتوراة.
    التدليس على ابن كثير -رحمه الله-
    أطال القمص بسيط في بسط الكلام لإثبات أن العلماء المسلمين يشهدون أن التحريف المقصود في القرآن هو التأويل الباطل، وليس التحريف بالزيادة والنقصان والتغيير، فأخذ ينقل كل ما يظن أنه يوافق ما يدعيه، ولم يجد حرجاً أن يبتر ما يقتبسه أحياناً كثيرة، والأمر الذي يجب أن يخجل منه كل مناصر للقمص بسيط هو أن هذه الكتب نفسها أثبتت في مواضع أخرى وقوع التحريف الذي أراد القمص بسيط نفيه، وسيكون عملي هنا هو نقل كلام القمص بسيط ثم نقل بعض فقرات من نفس الكتاب الذي نقل عنه القمص لأثبت بطلان ما ذهب إليه، وتجنيه فيما أراده.
    قال القمص عبد المسيح بسيط:
    وجاء في البداية والنهاية للإمام إسماعيل بن كثير الدمشقي "أما اليهود فقد أنزل الله عليهم التوراة على يدي موسى بن عمران عليه السلام، وكانت كما قال الله تعالى: "ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ" (الأنعام: 154). وقال تعالى: "قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً" (الأنعام:91)، وقال تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ" (الأنبياء: 48). وقال تعالى: "وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ" (الصافات: 118و119). وقال تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" (المائدة: 44). فكانوا يحكمون بها وهم متمسكون بها برهة من الزمان، ثم شرعوا في تحريفها، وتبديلها، وتغييرها، وتأويلها، وإبداء ما ليس منها، كما قال الله تعالى: "وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (آل عمران: 78). فأخبر تعالى أنهم يفسرونها، ويتأولونها، ويضعونها على غير مواضعها، وهذا ما لا خلاف فيه بين العلماء، وهو أنهم يتصرفون في معانيها، ويحملونها على غير المراد، كما بدلوا حكم الرجم بالجلد، والتحميم مع بقاء لفظ الرجم فيها، وكما أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، مع أنهم مأمورون بإقامة الحد، والقطع على الشريف والوضيع. فأما تبديل ألفاظها فقال قائلون: بأنها جميعها بدلت، وقال آخرون: لم تبدل، واحتجوا بقوله تعالى: "وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ" (المائدة: 48) ... وفي قصة اليهودي واليهودية الذين زنيا فقال لهم: "ما تجدون في التوراة في شأن الرجم ؟" .فقالوا: نفضحهم ويجلدون فأمرهم رسول الله ... بإحضار التوراة فلما جاءوا بها، وجعلوا يقرؤونها ويكتمون آية الرجم التي فيها، ووضع عبد الله بن صور بأيده على آية الرجم، وقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له رسول الله ... : "ارفع يدك يا أعور". فرفع يده، فإذا فيها آية الرجم فأمر رسول الله ... برجمهما، وقال: "اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوها". وعند أبي داود: أنهم لما جاؤوا بها نزع الوسادة من تحته فوضعها تحتها، وقال: آمنت بك وبمن أنزلك، وذكر بعضهم أنه قام لها ولم أقف على إسناده، والله أعلم .وهذا كله يشكل على ما يقوله كثير من المتكلمين وغيرهما، أن التوراة انقطع تواترها في زمن بخت نصر، ولم يبق من يحفظها إلا العزير، ثم العزيز إن كان نبياً فهو معصوم، والتواتر إلى المعصوم يكفي، اللهم إلا أن يقال: إنها لم تتواتر إليه، لكن بعده زكريا، ويحيى، وعيسى، وكلهم كانوا متمسكين بالتوراة، فلو لم تكن صحيحة معمولاً بها، لما اعتمدوا عليها وهم أنبياء معصومون"[23]
    نقلت كل هذا مضطراً، لكن عزائي في ذلك أن يستقيم الكلام لقارئه.
    قلتُ: قال ربي -وأحق القول قول ربي-:
    Ÿ@÷dr'¯»tƒÉ=»tGÅ3ø9$#zNÏ9šcqÝ¡Î6ù=s?¨,ysø9$#È@ÏÜ»t6ø9$$Î/tbqßJçGõ3s?ur¨,ysø9$#óOçFRr&urtbqßJn=÷ès?ÇÐÊÈ آل عمران.
    أولاً: أجزمُ بأن القمص لم يمسك يوماً بيديه كتاب البداية والنهاية، بل فقط ينقل من برنامج الموسوعة الشاملة، فقد نقلَ نفس الخطأ الموجود في الموسوعة وهو كلمة (العزيز) والصواب هو: (العزير)!، ولم يصحح الخطأ لأنه مجرد ناقل وليس هو بالباحث أو العالم أو حتى طالب العلم الذي يسلك جادة الطلب، وانظر إلى كيفية توثيقه للكلام، لتعلم الخلل الذي أصابه! هل يكفي توثيق المعلومة بعزوها إلى كتاب البداية والنهاية فحسب، لم يذكر رقم الجزء ولا رقم الصفحة!
    ثانياً: كرر القمص أجزاء من هذا الاقتباس أكثر من مرة في نفس الكتاب، وكرر أيضاً قصة الرجم أكثر من مرة بألفاظ مختلفة، تحت عناوين مختلفة، ليوحي للقارئ بكثرة أدلته!
    ثالثاً: لماذا لم يضع القمص الأسطر التالية لهذه الكلمات التي اقتبسها مباشرة؟ الإجابة وبكل وضوح لأنه يريد أن يجعل القارئ يفهم شيئاً غير ما قاله الإمام ابن كثير -رحمه الله- فلذلك بتر كلامه، يريد القمص أن يوهم القارئ أن ابن كثير -رحمه الله- لا يقول بتحريف ألفاظ كتب اليهود والنصارى!، وهذا يدل على أننا نتعامل مع مدلسين، وها هو رجل الدين (!) القمص عبد المسيح بسيط يعطينا مثالاً للتدليس سيبقى للأبد في كتابه.
    يقول ابن كثير -رحمه الله- في الأسطر التي تلت اقتباس القمص (الأمين!):
    ((وذهب آخرون من العلماء إلى التوسط في هذين القولين؛ منهم شيخنا الإمام العلامة أبو العباس ابن تيمية رحمه الله؛ فقال أما من ذهب إلى أنها كلها مبدلة من أولها إلى آخرها ولم يبق منها حرف إلا بدلوه فهذا بعيد، وكذا من قال لم يبدل شيء منها بالكلية بعيد أيضا، والحق أنه دخلها تبديل وتغيير وتصرفوا في بعض ألفاظها بالزيادة والنقص كما تصرفوا في معانيها، وهذا معلوم عند التأمل ولبسطه موضع آخر والله أعلم، كما في قوله في قصة الذبيح اذبح ابنك وحيدك وفي نسخة بكرك إسحاق فلفظة إسحاق مقحمة مزيدة بلا مرية لأن الوحيد وهو البكر إسماعيل لأنه ولد قبل إسحاق بأربع عشر سنة فكيف يكون الوحيد البكر إسحاق، وإنما حملهم على ذلك حسد العرب أن يكون إسماعيل غير الذبيح فأرادوا أن يذهبوا بهذه الفضيلة لهم فزادوا ذلك في كتاب الله افتراء على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد اغتر بهذه الزيادة خلق كثير من السلف والخلف ووافقوهم على أن الذبيح إسحاق والصحيح الذبيح إسماعيل كما قدمنا والله أعلم، وهكذا في توراة السامرة في العشر الكلمات زيادة الأمر بالتوجه إلى الطور في الصلاة وليس ذلك في سائر نسخ اليهود والنصارى وهكذا يوجد في الزبور المأثور عن داود عليه السلام مختلفا كثيرا وفيه أشياء مزيدة ملحقة فيه وليست منه والله أعلم، قلت وأما ما بأيديهم من التوراة المعربة فلا يشك عاقل في تبديلها وتحريف كثير من ألفاظها وتغيير القصص والألفاظ والزيادات والنقص البين الواضح وفيها من الكذب البين والخطأ الفاحش شيء كثير جدا فأما ما يتلونه بلسانهم ويكتبونه بأقلامهم فلا اطلاع لنا عليه والمظنون بهم أنهم كذبة خونة يكثرون الفرية على الله ورسله وكتبه وأما النصارى فأناجيلهم الأربعة من طريق مرقس ولوقا ومتى ويحنا أشد اختلافا وأكثر زيادة ونقصاً وأفحش تفاوتا من التوراة)).[24]
    فليت القمص بسيط أكمل كلام ابن كثير، ولو أكمل القمص بسيط الكلام لظهر فساد ما ذهب إليه، ولقال القارئ على الفور يا له من كذب واضح، وجهل فاضح، ومصيبة كبيرة أن تخرج من أحد كبرائهم!



    [1]أراد مني البعضُ أن يشمل الميزان كلام القمص في غرفته على برنامج البالتوك، وفي الفضائيات، لكنني عدلت عن ذلك -وإن كان فيه بلاء عظيم- لأن هذه المواد قد تكون غير متاحة للبعض، ولأسباب أخرى.

    [2]اسم هذا الكتاب مكتوب على الغلاف خطأً هكذا: "الكتاب المقدس يتحدى نُقاده والقائلين بتحريفة"!

    [3]الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص179.

    [4]ابن عبد البر. جامع بيان العلم وفضله 2/32.

    [5]الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح 1/367 - 495، 2/3 - 20. ومجموع الفتاوى 13/103، 104.

    [6] المستدرك 7325، والطبراني في الكبير 7294, قال الحاكم والذهبي: على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

    [7] الطبراني في الأوسط 5548، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 2832.

    [8] تفسير البغوي 2/59.

    [9] آخر رسالات الله.

    [10] لم تشبه شائبة.

    [11] صحيح البخاري 2685.

    [12]الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص ص179، 180.

    [13]صحيح البخاري 3، صحيح مسلم 160.

    [14]الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص180.


    [15]المزي، تهذيب الكمال. تحقيق الدكتور بشار عواد معروف، 24/ 406. مؤسسة الرسالة.

    [16]الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص180.

    [17]السابق، 11/ 147.

    [18]الزركلي، الأعلام 8/ 125.

    [19]الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص183.

    [20]الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص188.

    [21]ابن عطية، المحرر الوجيز 2/169.

    [22]السابق 2/62.

    [23]الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص ص225، 226.

    [24] الحافظ بن كثير، البداية والنهاية. 3/83، 84. طبعة هجر.





    ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

    تعليق


    • #17
      الكشاف لابن كثير!
      قال القمص عبد المسيح بسيط:
      وعبارة "وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ" لا تقول صراحة إن كان المقصود هو لإلقاء شبه المسيح علي آخر كما يقول أصحاب نظرية الشبه أم أنها تقصد شيء آخر. يقول كل من الإمام الفخر الرازي في تفسيره، وابن كثير في كشافه: "شُبِّهَ" مسند إلي ماذا؟ إنْ جعلته إلي المسيح فهو مشبّه به وليس بمشبّه، وإنْ أسندته إلي المقتول، فالمقتول لم يجرَ له ذكر؟[1]
      قلتُ: وهذه مصيبة أخرى يتحفنا بها القمص عبد المسيح بسيط!
      أولاً: مرت علينا من قبل أمثلة كثيرة لتدليس وجهل الرجل، ويأبى القمص إلا أن يتحفنا بما هو أطم، والطامة هنا هي أن القمص لا يعرف أسماء الكتب التي ينقل عنها، فلأول مرة أعلم أن ابن كثير له كشاف!!، الكشاف كما نعلم بيقين هو من تأليف الزمخشري، فكيف يقول القمص بسيط: "وابن كثير في كشافه؟!"، أم هو كتاب سري لم يطلع عليه إلا القمص بسيط؟!، فالقمص عبد المسيح بسيط لا يعلم أسماء المراجع التي ينقل عنها، فمثل هذا المرجع مشهور جداً، فغريب جداً أن يسقط رجل بلغ رتبة قمص، وكتب من الكتب الكثير والكثير في هذا الخطأ الساذج!، فليت القوم يعلمون قدرهم، ولا يتجاوزونه.
      فدع عنك الكتابة لست منها ولو غرَّقتَ ثوبك في المِداد.[2]
      وقد نسب العلامة (!) البسيط (!) الكشاف لابن كثير مرة أخرى فقال في نفس الكتاب:
      كما روى ابن كثير في الجزء الأول من كتابه الكشاف نفس هذه الروايات.[3]
      ودعوني أهمس في أذن القمص عبد المسيح بسيط بدون أن يلحظ أحد ذلك (!) وأقول له: يا قمص بسيط، تفسير ابن كثير اسمه ((تفسير القرآن العظيم))، ويا قمص بسيط، تفسير الزمخشري اسمه ((الكشاف عن حقائق التنـزيل وعيون الأقاويل)).
      ثانياً: لو قرأنا تفسير ابن كثير كلمة كلمة لما وجدنا هذا الكلام الذي نقله القمص بسيط، فلنبحث إذن في تفسير الزمخشري لعلنا نجد ما أراده القمص ... بالفعل وجدناه في تفسير الزمخشري، لكن وجدنا مصيبة أخرى، وأضع أمامكم كلام الزمخشري كاملاً ليتبين لنا كيف بتر القمص بسيط كلامه بتراً شنيعاً:
      ((رُويَ أن رهطاً من اليهود سبوه وسبوا أمه (الكلام عن المسيح u) فدعا عليهم اللهم أنت ربي وبكلمتك خلقتني اللهم العن من سبني وسب والدتي فمسخ الله من سبهما قردة وخنازير فأجمعت اليهود على قتله فأخبره الله بأنه يرفعه إلى السماء ويطهره من صحبة اليهود فقال لأصحابه‏:‏ أيكم يرضى أن يلقى عليه شبهي فيقتل ويصلب ويدخل الجنة فقال رجل منهم‏:‏ أنا‏.‏ فألقي - عليه شبهه فقتل وصلب‏.‏ وقيل‏:‏ كان رجلاً ينافق عيسى فلما أرادوا قتله قال‏:‏ أنا أدلكم عليه فدخل بيت عيسى فرفع عيسى وألقي شبهه على المنافق فدخلوا عليه فقتلوه وهم يظنون أنه عيسى ثم اختلفوا فقال بعضهم‏:‏ إنه إله لا يصح قتله‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ إنه قتل وصلب‏.‏ وقال بعضهم إن كان هذا عيسى فأين صاحبنا وإن كان هذا صاحبنا فأين عيسى وقال بعضهم رفع إلى السماء وقال بعضهم‏:‏ الوجه وجه عيسى والبدن بدن صاحبنا‏.‏ فإن قلتَ‏:‏ ‏"‏شبه‏"‏ مسند إلى ماذا ؟ إن جعلته مسنداً إلى المسيح فالمسيح مشبه به وليس بمشبه وإن أسندته إلى المقتول فالمقتول لم يجر له ذكر. قلتُ‏ُ:‏ هو مسند إلى الجار والمجرور وهو ‏"لهم‏"‏ كقولك خيل إليه كأنه قيل‏:‏ ولكن وقع لهم التشبيه‏.‏ ويجوز أن يسند إلى ضمير المقتول‏:‏ لأن قوله‏:‏ إنا قتلنا يدل عليه كأنه قيل‏:‏ ولكن شبه لهم من قتلوه))[4].
      أوردَ الزمخشري اعتراضاً على مسألة إلقاء الشبه، ثم أجاب على هذا الاعتراض، لكن القمص الأمين (!) نقل افتراض الزمخشري ولم ينقل إجابته على هذا الاعتراض المفترض، ألم ير القمص بسيط قبل اقتباسه كلمتي "فإن قلتَ"؟! ألم ير القمص بسيط بعد اقتباسه كلمة "قلتُ"؟!، ويذكرني القمص باعتراض أحدهم وهو: أن القرآن يشهد أن المسيح هو الله، فإن قلنا له أين هذا؟ قال: قال الله في القرآن: {إن الله هو المسيح بن مريم}، وكأن هذا الشخص لم يقرأ الآية كاملة {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم}!
      ثالثاً: زعم القمص كذلك أن هذا الكلام هو كلام الفخر الرازي في تفسيره، وهو كذلك، لكن دعوني أنقل كلام الفخر الرازي في تفسيره بلا بتر:
      ((واعلم أنه تعالى لما حكى عن اليهود أنهم زعموا أنهم قتلوا عيسى عليه السلام فالله تعالى كذبهم في هذه الدعوى وقال {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم} وفي الآية سؤالان: السؤال الأول: قوله {شبه} مسند إلى ماذا؟ إن جعلته مسندا إلى المسيح فهو مشبه به وليس بمشبه، وإن أسندته إلى المقتول فالمقتول لم يجر له ذكر. والجواب من وجهين: الأول: أنه مسند إلى الجار والمجرور، وهو كقولك: خيل إليه كأنه قيل: ولكن وقع لهم الشبه. الثاني: أن يسند إلى ضمير المقتول لأن قوله {وما قتلوه} يدل على أنه وقع القتل على غيره فصار ذلك الغير مذكورا بهذا الطريق، فحسن إسناد {شبه} إليه))[5].
      أورد الفخر الرازي الاعتراضات التي قد يذكرها البعض في مسألة إلقاء الشبه، فقال إنّ في الآية سؤالين اثنين، وذكر هذه الأسئلة ثم أجاب عليها، لكن القمص الأمين (!) لم ينقل إلا الاعتراض الذي ينقله الفخر الرازي، ولم يذكر القمص بسيط أن هذا اعتراض ينقله الفخر الرازي عن غيره، ولم يذكر أن الفخر الرازي أجاب على هذا الاعتراض بعد أن نقله، لأن القمص أمين جدا (!) فهو يريد أن يوهم قارئه أن هذا هو اعتراض الزمخشري، وهو اعتراض الفخر الرازي، وهذا غير صحيح، بل هي اعتراضات نقلوها عن غيرهم أو افترضوها وأجابوا عليها!، فأجيبوني بالله عليكم، هل من كانت هذه حاله، وكانت هذه أخلاقه في النقل، وكان البتر دأبه الدائم؛ أيحق له أن يكتب، وهل يقبل عاقل لنفسه أن يأخذ عنه العلم؟



      تخبطه في النقل عن البيضاوي!
      قال القمص عبد المسيح بسيط:
      "وقال قوم صلب اللاهوت وصعد الناسوت" (البيضاوي جـ 1: 247)"[6]
      وفي نفس الصفحة يقول:
      "كما نقل البيضاوي "صلب الناسوت وصعد اللاهوت"!!.
      حيرتنا معك يا قمص بسيط، ماذا قال البيضاوي بالضبط؟
      هل قال البيضاوي: صلب اللاهوت، وصعد الناسوت؟ ، أم قال: صلب الناسوت وصعد اللاهوت؟
      هل كان القمص بسيط نائماً عندما نقل هذا الكلام عن البيضاوي؟
      هل من شروط الترقي لرتبة القمص أن يكون الرجل محترفاً للتخليط, والتدليس، وذكر الغرائب الموبقات؟! ليتكم تخبرونا!
      لم ترد كلمة ناسوت في تفسير البيضاوي "أنوار التنـزيل وأسرار التأويل" إلا مرة واحدة، وهي في تفسير الآية 157 من سورة النساء، حيث قال:
      ((وقال قوم: صلب الناسوت وصعد اللاهوت))[7].
      فلستُ أدري ما الذي أربك القمص في نقله لكلام البيضاوي، أو -بدقة أكثر- في نقله عمن نقل عن البيضاوي!


      قال البقلاني في الطمس!
      قال القمص عبد المسيح بسيط:
      القاضي أبو بكر محمد ابن الطيب (البقلاني): نقل كل من القس بولس شفاط في كتابه المشرع ص 27 والأب لويس شيخو اليسوعي في كتابه محاورات جدلية ص 47، أن هذا الشيخ قد شهد أن التثليث المسيحي صحيح ولا يختلف مع الاعتقاد الإسلامي إلا من جهة اللفظ، فقال: "إذا أمعنا النظر في قول النصارى أن الله جوهر واحد وثلاثة أقانيم، لا نجد بيننا وبينهم اختلافاً إلا في اللفظ فقط فهم (المسيحيين) يقولون أنه جوهر واحد، ولكن ليس كالجواهر المخلوقة، ويرون بذلك أنه قائم بذاته. والمعنى صحيح ولكن العبارة فاسدة"[8]
      أولاً: أخطأ في كتابة "الباقلاني"، فكتبه خطاً البقلاني، ولعله يقصد البقولي!
      ثانياً: نقل القمص بسيط هذا الكلام عن عوض سمعان البروتستانتي في كتابه (الله ذاته ونوع وحدانيته)، وبالطبع لم يراجع القمص كلام عوض سمعان ليعلم هل صدق أم لا؟، وكان عوض سمعان قد زعم أن هذا الكلام في كتاب للباقلاني -رحمه الله- اسمه (الطمس في القواعد الخمس)، وهذا أقل ما يقال عنه إنه كلام فارغ، فلا يوجد كتاب بهذا الاسم الغريب، وكيف يعقل أن يؤلف الباقلاني كتاباً بهذا الاسم الساذج؟، المفروض أن الإنسان يؤلف ليظهر حقيقة شيء ما، لا ليطمسه!
      ثالثاً: قال الباقلاني -الحقيقي- في التمهيد تحت عنوان "الكلام عليهم في الأقانيم":
      ((يقال لهم لم زعمتم أن الباري سبحانه ثلاثة أقانيم دون أن تقولوا إنه أربعة وعشرة وأكثر من ذلك فإن قالوا من قبل أنه قد ثبت أن الباري سبحانه موجود جوهر وثبت أنه حي وأنه عالم فوجب أنه جوهر واحد ثلاثة أقانيم منها الجوهر الموجود ومنها العلم والحياة لأن الحي العالم لا يكون حيا عالما حتى يكون ذا حياة وعلم فوجب أن الأقانيم ثلاثة، فيقال لهم ما أنكرتم من أن تكون الأقانيم أربعة لأننا نقول إن القديم موجود حي عالم قادر والقادر لا بد له من قدرة فوجب أن تكون الأقانيم أربعة، فإن قالوا القدرة هي الحياة فهما أقنوم واحد، قيل لهم فما أنكرتم أن يكون العلم هو الحياة فوجب أن يكون الباري سبحانه أقنومين، فإن قالوا قد ينقص العلم ويزيد ويوجد ويعدم والحياة باقية بحالها فوجب أن يكون العلم ليس من معنى الحياة في شيء، قيل لهم فكذلك قد تنقص القدرة وتزيد وتعدم جملة ثم توجد والحياة بحالها فوجب أن تكون القدرة غير الحياة وبخلاف معناه))[9].
      فهل الباقلاني الذي قدم هذه الحجج القاصمة لإنكار التثليث يُظن أن يتلفظ بكلام مثل الذي نسبه إليه القمص زوراً وتدليساً؟!


      الغزالي ينقل عن ابن رشد!
      قال القمص عبد المسيح بسيط:
      قال الفيلسوف الإسلامي ابن رشد عن التوحيد في المسيحية "النصارى لا يرون أن الأقانيم صفات زائدة عن الذات، إنما هي عندهم كثيرة بالقوة لا بالفعل ولذلك يقولون أن الله ثلاثة وواحد، أي واحد بالفعل وثلاثة بالقوة"[10]
      وذكر في الحاشية على هذا الكلام:
      الغزالي "تهافت الفلاسفة" ص 352.
      نتحدى القمص عبد المسيح بسيط أن يخرج لنا هذا الكلام من كتاب تهافت الفلاسفة، بل من كل كتب الغزالي؛ المخطوط منها والمطبوع، ولن يستطيع أن يفعل، ولو اجتمع كل من في الأرض لن يستطيعوا ذلك، لأن الغزالي مات قبل ميلاد ابن رشد بخمسة عشر عاماً!، فكيف إذن ينقل الغزالي عن ابن رشد؟!، أم إن ابن رشد تجسد قبل ميلاده؟!
      تُوفيَ الغزالي عام 505 هـ[11]، ووُلد ابن رشد بعد وفاة الغزالي بخمسة عشر عامًا 520 هـ![12]، فكيف يا عقلاء ينقل الغزالي عمن وُلد بعد مماته؟
      ولعل القمص يدافع عن كلامه الماضي بحجة (ذكية!) ويدعي أن الغزالي كان ممن كشفت لهم ستور الغيب، فعلم علم المستقبل، وكان مما وجده الغزالي في صحف المستقبل الغيبية أن يولد ابن رشد ويقول هذا الكلام، فسارع الغزالي في تدوين ما سيقوله ابن رشد ليحقق في ذلك سبقاً كسبق الصحفي الماهر!
      يبدو أن القمص يكتب ما يحلو له بدون دليل أو برهان، ولا يتأكد مما يقرأه، فإذا أخطأ أحد الكتَّاب النصارى فلابد أن ينتقل هذا الخطأ وينتشر في بقية كتب أهل ملته!



      [1]هل صلب المسيح حقيقة أم شبه لهم؟ ص9

      [2]قاله بعض الشعراء في ابن شيرزاد. ابن عبد ربه الأندلسي، العِقد. تحقيق محمد سعيد العريان. 4/225.

      [3] هل صلب المسيح حقيقة أم شبه لهم؟ ص17

      [4]الزمخشري، تفسير الكشاف 1/414-415.

      [5]التفسير الكبير للفخر الرازي 11 / 78.

      [6]هل صلب المسيح حقيقة أم شبه لهم؟ ص17.

      [7]تفسير البيضاوي. نسخة الكترونية.

      [8]الأعظم، مميزات المسيح في جميع الكتب ص142.

      [9]الباقلاني، تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل ص98.

      [10]الأعظم، مميزات المسيح في جميع الكتب ص 142.

      [11]الزركلي، الأعلام 5/118.

      [12]د/ محمد عابد الجابري، ابن رشد سيرة وفكر ص9.



      ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

      تعليق


      • #18
        محاولة إثبات صحة كل حرف، وكل كلمة، وكل جملة، وكل فقرة وكل حدث وكل رواية!
        قال القمص عبد المسيح بسيط:
        وفي هذا الكتاب نؤكد، بالدليل العلمي الموثق، حقيقة وصحة كل حرف وكل كلمة وكل جملة وكل فقرة وكل حدث وكل رواية في الكتاب المقدس مستعينين بمئات السجلات والمراجع والوثائق العلمية والتاريخية، المدنية والدينية، اليهودية والمسيحية والإسلامية والوثنية والنقدية، وما توصل إليه علم الآثار من كشوف وحفريات ومخطوطات ...[1].
        بدأ القمص كتابه بمقدمة تهيج مشاعر النصراني العامي، وتجعله يهلل ويرقص طرباً، لكنه وعد وما وفى، ولست أستغرب قوله "كل جملة وكل فقرة وكل حدث وكل رواية"، فمثل هذا الادعاء يزعمه كل نصراني، لكن أن يقول "كل حرف وكل كلمة" فيكون قد أبعد النجعة جداً، والمثير أن القمص يريد أن يثبت صحة كل حرف باستخدام المخطوطات؛ وهذه المخطوطات ليست من بينها مخطوطتين متطابقتين[2]، فكيف إذن يثبت صحة كل حرف وكل كلمة من بين هذه المخطوطات المتضاربة؟!، وكان الأولى بك يا قمص بسيط أن تصحح كتابك المقدس قبل أن تحاول إثبات صحته، ولننظر عدة نظرات في ترجمة الفاندايك المفضلة بين النصارى العرب بل المقدسة عندهم حتّى إنهم يعتبرونها في حكم الأصل[3]، لنعلم مدى مصداقيتها، ونسبتها إلى القداسة؟، وهل يمكن الدفاع عنها وإثبات أن كل حرف وكل كلمة وكل فقرة وكل رواية فيها هي كلام الله؟، ولنأخذ على ذلك عدة أمثلة:
        المثال الأول:
        جاء في قضاة18: 30 وَأَقَامَبَنُودَانٍلأَنْفُسِهِمِالتِّمْثَالَالْمَنْحُوتَ.وَكَانَيَهُونَاثَانُابْنُجَرْشُومَبْنُمَنَسَّىهُوَوَبَنُوهُكَهَنَةًلِسِبْطِالدَّانِيِّينَإِلَىيَوْمِسَبْيِالأَرْضِ.
        أولاً: تلاعب المترجمون (الأمناء!) في ترجمة الاسم יהֹונָתָן، حيث ترجموه هنا إلى يهوناثان وكذلك في 1أخبار8: 33، 17: 15، 20: 7، 27: 25، 27: 32، ونحميا12: 18، لكنهم -الأمناء أعني!- ترجموا نفس الاسم יהֹונָתָן إلى يوناثان في نصوص أخرى كما في 1صموئيل14: 6، 18: 1، ارميا37: 15 وغيره في نصوص كثيرة لا داعي لذكرها لعدم الإطالة!
        ثانياً: أخطأ من جعل جرشوم من أبناء منسى؛ إذ الصواب أنَّ جرشوم بن موسى משהوليس بن منسى מנשה، حيث أتى في 1أخبار 23: 15 ابنا موسى جرشوم وأليعزر.
        وقد ذكر القس أنطونيوس فكري في تفسيره لهذا النص:
        ((غير أن بعض نسخ الكتاب المقدس أوردت النص هكذا: وكان يهوناثان بن جرشوم بن موسى (راجع الإنجيل بشواهد)، وبهذا يكون المقصود أن يهوناثان اللاوي هذا هو من نسل جرشوم بن موسى، وهذا هو التفسير الأوقع، فكلمة ابن جرشوم تشير إلى أنه من نسل جرشوم بن موسى)).
        كان أمر الأصل (!) العبري غريباً؛ حيث أتى النص في مخطوطات عبرية كثيرة منسى، من أهمها مخطوطة حلب، ومخطوطة ليننجراد، وكان حرف النون مرتفعاً عن باقي حروف الكلمة מנשה!
        بينما أتى في مخطوطات عبرية كثيرة كذلك بنون غير مرتفعة מנשה!
        وأتى في عدد قليل من المخطوطات العبرية بدون نون أي موسى משה!
        وورد النص في بعض مخطوطات الترجمة السبعينية على أنّه: ابن موسى، وكذلك في ترجمة الفولجاتا اللاتينية!



        علقت النسخة العبرية المعتمدة BHSعلى كلمة מנשה "منسى" بالآتي:
        L mlt Mssנsuspensum, mlt Mss Edd non suspensum; 1 c pcMss G*V מֹשֶׁה cf Syh[4]
        أي:
        ليننجراد وكثير من المخطوطات بنون مرتفعة، وكثير من المخطوطات العبرية بنون غير مرتفعة (عادية)، عدة مخطوطات عبرية، والترجمة السبعينية، وترجمة الفولجاتا اللاتينية تقرأ מֹשֶׁה"موسى"، انظر السايروهيكسابلا (ترجمة سريانية للسبعينية).
        لذلك عدلت ترجمة The NET Bibleعن الاسم منسى، وجعلته موسى وقالت في التعليق على الاسم موسى:
        ((عدة شواهد نصية قديمة، منها بعض مخطوطات الترجمة السبعينية، وترجمة الفولجاتا, تؤيّد قراءة موسى מֹשֶׁהهنا. تحتوي عدة مخطوطات عبرية حرف النون ןمرتفعاً عن الاسم بين الحرفين الأوّلين، معتبرة أنّ الاسم هو منسى מְנַשֶּׁה. من المحتمل أن هذه محاولة من النسّاخ لصيانة سمعة موسى[5]))[6]!
        وفي تفسير Believer's Study Bible:
        ((عرِّف يوناثان اللاوي هنا على أنّه ابن جرشوم الذي معروف أنه ابن موسى، وليس منسى (خروج2: 22). أقر النقاد النصيين عموماً أن توقير موسى تسبب في وضع الاسم "منسى" بدلاً من الاسم الأصلي "موسى"، والذي لا يزال موجوداً في السبعينية والفولجاتا))[7].
        وفي تفسير تقليدي شهير لنسخة الملك جيمس:
        ((قراءة "ابن منسى" حدثت نتيجة لتصحيح نسخي في النص العبري. السواكن العبرية משה"م (ش أو س) ى" هي نفس الاسم موسى (الأب الحقيقي لجرشوم، خروج2: 21-22) وهي كذلك لمنسى. أجمع المفسرون على أن النص الأصلي كان موسى، ولاحظوا أن النساخ القدامى أزالوا اسمه لأنه موصول بالأصنام))[8]!
        الخلاصة من هذا أن كلمة منسى خطأ، والصواب هو موسى، وحدوث هذا الخطأ كان بسبب النساخ الذي أرادوا قطع صلة موسى بالنص الذي يتحدث عن عبادة حفيد له للأصنام!، يا له من ناسخ مؤمن هذا الذي يحرف كلام الله لأجل التقوى المتكلّفة!!!

        [1]الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص5.

        [2]يقرر دوجلاس ستيوارت هذه الحقيقة حين يقول في ألم: ((لا يوجد إصحاح واحد في الكتاب المقدس تتطابق كلماته في كل المخطوطات القديمة)) Douglas Stuart, “Inerrancy and Textual Criticism,” in Inerrancy and Common Sense, ed. Roger R. Nicole and J. Ramsey Michaels, P. 98.
        ويقول كذلك العالم اليهودي المشهور إيمانويل توف عن الشواهد النصية للعهد القديم (النص الماسوري، السامري، السبعيني، الفولجاتا، وغيرها): ((تختلف جميع الشواهد النصية عن بعضها البعض؛ اختلافاً كبيراً أو قليلاً))Emanuel Tov,Textual Criticism of The Hebrew Bible, P. 2.

        [3]قال القس صموئيل مشرقي عن الكتاب المقدس: ((وقد ترجم إلى كل لغات العالم تقريباً، وهو يطالب بالخضوع له على أساس أن فم الرب تكلم به، وترجماته هي في حكم الأصل لمطابقتها له، فقد اقتبس المسيح نفسه وتلاميذه مراراً من الترجمة السبعينية التي ليست إلا ترجمة للعهد القديم إلى اليونانية، وقد اقتبسوها كأقوال موحى بها مثل الأصل تماماً)). (عصمة الكتاب المقدس واستحالة تحريفه ص14)، قال القمص مرقص عزيز: ((ولم يفقد الكتاب المقدس شيئاً في ترجمته)). (إستحالة (كذا على غلاف الكتاب وهي خطأ!، والصحيح استحالة؛ بهمزة الوصل لا القطع) تحريف الكتاب المقدس ص48).

        [4] Biblia Hebraica Stuttgartensia. (Jdg 18:30).

        [5]أي عدم ربط اسم موسى بحفيد له عبد الأصنام!

        [6] Biblical Studies Press.The NET Bible First Edition Notes (Jdg 18:30).

        [7] Believer's Study Bible. (electronic ed.) (Jdg 18:30).

        [8] KJV Bible commentary. P. 509.













        قضاة18: 30 من مخطوطة حلب[1]

        [1]من أفضل ممثلي النص الماسوري، ترجع للقرن العاشر.






        قضاة18: 30 من مخطوطة حلب[1]
        المثال الثاني:
        جاء في 1أخبار4: 17 وَبَنُوعَزْرَةَ: يَثَرُوَمَرَدُوَعَافِرُوَيَالُونُ وَحَبِلَتْبِمَرْيَمَوَشَمَّايَوَيِشْبَحَأَبِيأَشْتَمُوعَ.
        أولاً: الأصل العبري يقول وابن וּבֶן، في المفرد، وليس وبنو וּבְנֵי، وهذا خطأ في الأصل العبري، وعدم أمانة من الذين لم يشيروا إلى هذا الخطأ.
        וּבֶן־עֶזְרָה יֶתֶר וּמֶרֶד וְעֵפֶר וְיָלוֹן וַתַּהַר אֶת־מִרְיָם וְאֶת־שַׁמַּי וְאֶת־יִשְׁבָּח אֲבִי אֶשְׁתְּמֹעַ׃[2]
        ولو ترجمنا النص ترجمة دقيقة ستكون: وابن عزرا يتر، ومرد، ويالون، وحبلت بمريام وشماي ويشباح أبي إشتموع!
        ثانياً: هذا الفراغ الموجود بعد اسم يالون هو هكذا في ترجمة الفاندايك طبعة 1999م، والأصل العبري ليس فيه فراغ هنا، لكن الترجمة لم تستطع إلا أن تجعل هذا الفراغ على أمل حل المشكلة في المستقبل، المشكلة تتلخص في كلمات قليلة هي أن يالون هذا ذكر!!! فكيف يحبل؟!!، لكن المترجمين وضعوا فراغاً حتى يتمكنوا في المستقبل من إكمال الفراغ لحل هذا الخطأ الساذج!![3]
        كحل مؤقت لهذه المشكلة, حذف القائمون على ترجمة الفاندايك في طبعة 2003م. هذا الفراغ الذي كان من قبل على هيئة نجوم في طبعة الكتاب المقدس بالشواهد!، ثم تحولت هذه النجوم إلى فراغ في طبعة 1999م وبعض الطبعات السابقة، ثم أزيل الفراغ بعد ذلك في طبعة 2003م! وقد نجد في الطبعات الجديدة حلاً أفضل لهذه المشكلة!
        ومع أننا لسنا بحاجة إلى إثبات حقيقة أن يالون ذكر لا يمكن أن يحبل إلا أنني تحسباً لبعض الردود (العلمية!) سأذكر بعض المراجع النصرانية المشهورة التي تؤكد ذلك؛ ذكرت دائرة المعارف الكتابية تحت عنوان يالون:
        ((يالون: اسم عبري معناه "الرب يسكن"، وهو اسم الابن الرابع لعزرة من سبط يهوذا، ويبدو أنه من عائلة تمت بصلة لكالب ابن يفنة ( 1أخ4: 17))).[4]
        وكذلك في القاموس المشهور The Anchor Yale Bible Dictionary:
        ((يالون (شخص) [في العبرية يَالون (יָלֹון)]. أحد أبناء عزرة (1 أخبار4: 17). لا شيء معروف عنه غير ذلك))[5].
        وكذلك موسوعة Baker encyclopedia of the Bibleتحت عنوان يالون:
        ((ابن عزرة، من سبط يهوذا (1أخبار 4: 17)))[6].
        ولك أن تتخيل أيها القارئ يالونَ وهو منتفخ البطن ويصرخ من وجع الحمل، وزوجته بجانبه تمسك بيده تخفف عنه ثقل الحمل وهول الوضع!
        ونظراً لشناعة النص في صورته الحالية أكملت الترجمة العربية المشتركة الفراغ بكلمات لا توجد البتة في المخطوطات العبرية, فقالت:
        ((وبنو عزرة: يثر ومرد وعافر ويالون. وتزوج مرد بثية فولدت وشماي ويشبح باني مدينة أشتموع))[7].
        ونسأل القمص بسيط وبقية القساوسة و(الدكاترة): لماذا لا توجد هذه الكلمات في مخطوطة عبرية واحدة؟ ألم تكن أنت يا قمص بسيط من زعمت دقة المخطوطات العبرية، وادعيتَ أن الماسوريين كانوا يعدون حروف كل مخطوطة؟[8]، لهذا نؤكد على أن إرادة القمص عبد المسيح بسيط إثبات صحة حروف وكلمات الكتاب المقدس هي عين المحال, ولا ريب!

        [1]من أفضل ممثلي النص الماسوري، ترجع للقرن العاشر.

        [2]Biblia Hebraica Stuttgartensia. (1 Ch 4:17).

        [3]كان موقف الترجمة السبعينية من هذا النص هو الآخر غريباً فقد جاء بها النص كالآتي:
        κα υο Εσρι, Ιεθερ, Μωραδ κα Αφερ κα Ιαλων. κα γέννησεν Ιεθερ τν Μαρων κα τν Σεμαι κα τν Μαρεθ πατέρα Εσθεμων.
        الشاهد من النص بالعربية: ويالون وولد يثر مارون.
        ولعلك تلاحظ اختلاف اسم الوليد؛ ففي النص العبري مِريام، وفي السبعينية مارون!
        أما ترجمة الفولجاتا اللاتينية فكان بها النص كما في الأصل العبري تماماً، ولعلك كذلك تلاحظ مدى سهولة تسلل الأخطاء إلى المخطوطات كلها، ومنها إلى الترجمات القديمة والحديثة.

        [4]دائرة المعارف الكتابية. نسخة الكترونية.

        [5] Freedman, D. N. The Anchor Yale Bible Dictionary (3:616).

        [6] Elwell, W. A., & Beitzel, B. J., Baker encyclopedia of the Bible. Map on lining papers. (2:1089).

        [7]كأن مترجمي العربية المشتركة يترجمون عن أصل عبري يختلف عن الأصل العبري الذي اعتمد عليه مترجمو الفاندايك.

        [8]تحدث القمص عن الدقة المزعومة في أكثر من كتاب؛ اقرأ مثلا "عظمة الكتاب المقدس وحفظ الله له عبر القرون والأجيال ص22، 23"، كذلك انظر "الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص ص92، 93"!



        أخبار الأيام الأول4: 17 من مخطوطة حلب ولا يوجد فراغ بين كلمة يالون و وحبلت


        المثال الثالث:
        جاء في 1أخبار25: 3 مِنْيَدُوثُونَ،بَنُويَدُوثُونَ: جَدَلْيَاوَصَرِيوَيِشْعِيَاوَحَشَبْيَاوَمَتَّثْيَا،سِتَّةٌ. تَحْتَيَدِأَبِيهِمْيَدُوثُونَالْمُتَنَبِّئِبِالْعُودِلأَجْلِالْحَمْدِوَالتَّسْبِيحِلِلرَّبِّ.
        أولاً: كما هو واضح يقول النص إن أبناء يدوثون هم:
        (1) جدليا. (2) صري. (3) يشعيا. (4) حشبيا. (5) متثيا.
        فهؤلاء خمسة أسماء فقط، ومع ذلك يقول النص إنهم ستة!، أين ذهب الاسم السادس يا قمص عبد المسيح بسيط؟!، وقد ورد هذا الخطأ في الأصل العبري أساساً، حيث لا يوجد الاسم السادس إلا في مخطوطة عبرية وحيدة يتيمة من القرون الوسطى، وباقي المخطوطات لا يوجد فيها الاسم السادس، ولأن النص بلا شك خطأ فقد أصلحت بعض[1] مخطوطات الترجمة السبعينية الخطأ وأضافت الاسم السادس بعد يشعيا وهو شمعي!، وقد استخدمتْ ترجمةُ الحياة، والترجمةُ العربية المشتركة، وترجمةُ الأخبار السارة الترجمةَ السبعينية لترقيع النقص الموجود في الأصل العبري، ضاربين بقول القساوسة: "المعول عليه دائماً هو الأصل العبري"[2] عرض الحائط، وما زال هذا الخطأ في الكتاب المقدس الذين بين يدي القمص عبد المسيح بسيط والمنتشر بين النصارى العرب!
        جاء في حاشية ترجمة The NET Bible:
        ((تحتوي هذه القائمة على خمسة أسماء فقط. الاسم شمعي (انظر عدد 17) موجود في مخطوطة عبرية وحيدة من القرون الوسطى وفي السبعينية، وقد حُذف بدون قصد من النص العبري))[3].
        وذكرت الترجمة العربية المشتركة في حاشيتها على هذا النص:
        ((شمعي: هكذا في اليونانية لا في العبرية. رج آ 17 (راجع آية 17)، لابد من وجود هذا الاسم ليكون العدد ستة)).
        ومع هذا الاعتراف الصريح بوجود خطأ فاحش جداً في النص العبري، ودخول هذا الخطأ إلى ترجمة الفاندايك، إلا أن النصارى العرب ما زالوا يقدسون هذا النص على حالته بدون تصحيح، فهل سيدافع القمص بسيط عن هذا النص ويحاول إثبات صحته من خلال المخطوطات والسجلات القديمة أم سيعترف بالخطأ؟!

        [1]انظر حاشية ترجمة The NET Bible على هذا النص.

        [2] د/ منيس عبد النور، شبهات وهمية ص74.

        [3] Biblical Studies Press. The NET Bible First Edition Notes (1 Ch 25:3).






        أخبار الأيام الأول25: 3 من مخطوطة حلب


        ثانياً: لماذا كتب المترجمون اسم ישַׁעְיָהוּ "يشَعْياهو" في هذا النص يشعيا، في حين أن نفس الاسم أتى في نصوص أخرى مثل 2ملوك19: 2، 6، 20، إشعيا1: 1 وكتبوه اشعياء؟، قد يظن البعض أن هذا تعليق تافه، لكن لا شيء تافه في كلام يفترض أنه من عند الله، فما هي المعايير التي ينقلون بها هذه الأسماء إلى العربية؟، وما الهدف من التلاعب في ترجمة أسماء الأعلام؟[1]

        المثال الرابع:
        جاء في 2أخبار20: 2فَجَاءَأُنَاسٌوَأَخْبَرُوايَهُوشَافَاطَقَائِلِينَ: قَدْجَاءَعَلَيْكَجُمْهُورٌكَثِيرٌمِنْعَبْرِالْبَحْرِ مِنْأَرَامَ،وَهَاهُمْفِيحَصُّونَتَامَارَ. هِيَعَيْنُجَدْيٍ.
        المقصود بالبحر في هذا النص هو البحر الميت (بحر لوط) كما ذكر ذلك القس أنطونيوس فكري فيتفسيره لهذا النص، والترجمة العربية المشتركة، وغيرها من الترجمات، وكما هو واضح من ذكر عين جدي الواقعة في الجانب الغربي للبحر الميت.[2]
        أولاً: النص العبري يقول فجاءوا وأخبروا، فلا وجود لكلمة أناس، فكيف ستثبت يا قمص بسيط صحة هذه الكلمة بحروفها الأربعة، وهي غير موجودة في الأصل العبري؟!، ولا يُحتج علينا بأن الغرض من الترجمة إيضاح المعنى لا الترجمة الحرفية، فنحن هنا نلزم القمص بما زعم أنه سيثبته؛ وهو إثبات صحة كل حرف، وكل كلمة ... فتنبه!
        ففي العهد القديم العبري، ترجمة بين السطور[3]:
        وبقراءة النص في سياقه يتضح أن المعنى لا يستقيم، حيث يقول: 1ثم بعد ذلك اتى بنو موآب وبنو عمون ومعهم العمونيون على يهوشافاط للمحاربة2وأتوا وأخبروا يهوشافاط قائلين قد جاء عليك جمهور كثير من عبر البحر من أرام، وها هم في حصون ثامار. هي عين جدي.
        بذلك يكون من أتى ليحارب يهوشافاط هم أنفسهم من أسرع لتحذيره!، فلم يجد المترجمون مفراً من تصحيح النص بإضافة كلمة أناس!
        ثانياً: كلمة أرام ארםخطأ، فأرام تقع في أقصى الشمال، وليست هي قريبة من البحر الميت، والصحيح أدوم אדם، فهي تقع جنوب شرق البحر الميت.[4]
        وقد رجح إدوارد كرتس EDWARD CURTISوالكاهن ألبرت مادسن ALBERT MADSEN كلمة أدوم بدلاً من أرام لعدم مناسبة أرام جغرافياً للنص فقالا:
        ((تبعد سوريا (أرام) عن شمال البحر الميت، لكن أدوم تقع مباشرة في الجنوب، والجنوب الشرقي للبحر))[5].
        لذلك حثَّ تفسيرُ The Wycliffe Bible commentaryالقارئ على اعتبار قراءة أدوم لا أرام فقال:
        ((اقرأ أدوم، التي هي تغيير طفيف جداً في سواكن النص العبري (يقصد أن الفرق بين أرام وأدوم في العبرية حرف ساكن واحد)، فأدوم تتفق مع جغرافية عين جدي، في الجانب الغربي للبحر الميت))[6].
        وقد أكد الدكتور جون مارك هيكس John Mark Hicks على خطأ كلمة أرام، وأن الكلمة الصحيحة هي أدوم بدلا منها.[7]
        وجاء كذلك في تفسير The Bible knowledge commentary:
        ((الجيش المذكور في 20: 2 وما بعدها كان من أدوم (قارن جبل ساعير [أدوم] في أعداد 10، 22-23)، ولم يكن من أرام (النص العبري؛ قارن حاشية ترجمة NIV على العدد 2))[8].
        وقد اختارت الترجمة العربية المشتركة أن تجعل النص أدوم وليس أرام، وذكرت في الحاشية ما نصه:
        ((أدوم: هكذا في مخطوط عبري وترجمة لاتينية. في العبرية أرام. عين جدي: تقع على الشاطئ الغربي للبحر الميت)).
        وهو ما اختارته أيضًا الترجمة الكاثوليكية واليسوعية والأخبار السارة قراءة أدوم.
        وهنا نسأل القمص عبد المسيح بسيط وبقية القساوسة، لماذا أخطأت كل المخطوطات العبرية ما عدا مخطوطة واحدة فقط؟، هل كان كل نساخ هذه المخطوطات -التي تعدونها بالآلاف- نائمين ما عدا ناسخ واحد فقط؟!، كيف تسلل الخطأ إلى كل هذه المخطوطات وتسلل منها إلى الترجمة اللاتينية وترجمة الفاندايك؟!، بهذا نعلم مدى قيمة هذه المخطوطات التي تفخرون بكثرتها، بل وتعدونها بالآلاف، فمن بينها كلها لا توجد إلا مخطوطة واحدة يتيمة تضم هذا النص بشكل صحيح!
        فحري بك يا قمص بسيط أن تصحح كتابك المقدس من هذه الأخطاء.

        [1] تلاعبوا كذلك في ترجمة الاسم חֲנוֹךְ "حَنوخ" (الحرف الأخير كاف، لكن الكاف في آخر الكلمة العبرية تنطق خ) فترجموه إلى حنوك في حالة ابن قايين في تكوين4: 17 وغيره، وكذلك ترجموه حنوك في حالة ابن مديان في تكوين25: 4، وكذلك ترجموا هذا الاسم חֲנוֹךְ إلى حنوك في حالة ابن رأوبين في تكوين46: 9 وغيره، لكنهم ترجموا نفس الاسم إلى أخنوخ! في حالة ابن يارد فقط كما في تكوين5: 18 وغيره. ولا أتخيل هدفاً لهذا التلاعب إلا إضافة هالة على أخنوخ بن يارد الذي رُفع إلى السماء!، ولو سألنا جل النصارى: كم أخنوخ في الكتاب المقدس؟ لقالوا بصوت واحد: هو أخنوخ واحد، البار الذي سار مع الله، ورفعه إلى السماء!، والفضل في هذا التلبيس والتدليس راجع للترجمة!

        [2]انظر أيضاً:
        The Open Bible: New King James Version.(2 Ch 20:2).
        وكذلك حاشية ترجمة NIV، وغيرها.

        [3] الأبوان/ بولس الفغالي وَأنطوان عَوكر، العهد القديم العبري، ترجمة بين السطور ص1324.

        [4]الكتاب المقدس مرجع تاريخي مهم، لكن يجب استخدامه بحذر لتضمنه على كثير من المغالطات التاريخية والجغرافية مثل المغالطة التي في هذا النص.

        [5] Curtis, E. L., & Madsen, A. A., A critical and exegetical commentary on the books of Chronicles. P. 405.

        [6] Pfeiffer, C. F., The Wycliffe Bible commentary: Old Testament (2 Ch 20:2). Chicago: Moody Press.

        [7] Hicks, J. M. 1 & 2 Chronicles. The College Press NIV commentary. P. 380.

        [8] Walvoord, J. F., Zuck, R. B., & Dallas Theological Seminary. The Bible knowledge commentary : An exposition of the scriptures (1:634).





        2أخبار20: 2 من مخطوطة حلبوبها كلمة أرام وليس أدوم



        المثال الخامس:
        جاء في 2أخبار22: 2كَانَأَخَزْيَاابْنَاثْنَتَيْنِوَأَرْبَعِينَسَنَةًحِينَمَلَكَ،وَمَلَكَسَنَةًوَاحِدَةًفِيأُورُشَلِيمَ،وَاسْمُأُمِّهِعَثَلْيَابِنْتُعُمْرِي.
        يتعارض هذا النص مع ما جاء في 2ملوك8: 26 كان أخزيا ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك وملك سنة واحدة في أورشليم، واسم أمه عثليا بنت عمري ملك إسرائيل. ويستحيل أن يكون نص سفر الأخبار صحيحاً، حيث نفهم منه أن أخزيا كان أكبر من أبيه بسنتين كما سيأتي معنا، لذلك لم يجد الدكتور منيس عبد النور مفراً من الاعتراف بخطأ هذا النص فقال: ((وما جاء في 2أخبار 22: 2 غلطة من الناسخ)).[1]
        ملأ النساخ النائمون الكتاب المقدس بالأخطاء!، والأمر الطريف أن هذا الخطأ تسلل إلى كل المخطوطات العبرية، ومنها إلى ترجمة الفاندايك!، فليت القساوسة (يرسون على بر)!
        طالما أنهم يقرون ويعترفون بوجود خطأ في هذا النص، فلماذا لا يتم تصحيحه في كتابهم المقدس؟
        وقد اعترف تفسير Believer's Study Bibleبهذا الخطأ الموجود في كل المخطوطات العبرية:
        ((انتقل عمر أخزيا خطأً في المخطوطات العبرية لهذه الفقرة))[2].
        وأيضاً في تفسير The Bible knowledge commentary:
        ((كان أخزيا أصغر أبناء يهورام، وكذلك الابن الحي الوحيد (قارن 21: 17). أصبح أخزيا ملكاً وحكم لمدة سنة (841 ق.م). وكان عمره في ذلك الوقت 22 سنة. يقول النص العبري 42 (قارن هامش NIV) لكن ربما هذا خطأ في نسخ الرقم 22 (قارن 2ملوك8: 26.))[3].
        وكذلك تفسير The College Press NIV commentary:
        ((عمر أخزيا وفقاً للنص الماسوري هو 42 عاماً بدلاً من 22 (NIV1ملوك8: 26). بالرغم من ذلك, ليس هناك أي شك في أن "42" خطأ نصي حدث أثناء النقل (يافث 820). حيث أن يهورام مات في عمر 40 سنة، فلا يمكن أن يكون عمر ابنه 42 (2أخبار21: 20))[4].
        وقد اعترف بهذا الخطأ أيضاًَ آدم كلارك في تفسيره, وغيره.
        وهنا أودُ أن أسأل القمص بسيط كيف تسلل هذا الخطأ وغيره إلى كل المخطوطات العبرية؟، ألست أنت من ادعى أن الماسوريين حفظوا النصوص بدقة، وكانوا يعدون حروف كل مخطوطة؟!
        لا يزال هذا الخطأ موجوداً في الترجمة العربية المنتشرة بين النصارى، فلذلك على القمص بسيط قبل أن يحاول إثبات صحة الكتاب المقدس أن يصحح هذه الأخطاء أولاً.

        [1]د/ منيس عبد النور، شبهات وهمية ص 166.

        [2] Believer's Study Bible. Criswell Center for Biblical Studies. (electronic ed.) (2 Ch 22:2).

        [3] Walvoord, J. F., Zuck, R. B., & Dallas Theological Seminary. The Bible knowledge commentary: An exposition of the scriptures (1:636).

        [4] Hicks, J. M., 1 & 2 Chronicles. The College Press NIV commentary. P. 400.




        2أخبار22: 2 وبها عمر أخزيا 42 سنة









        ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

        تعليق


        • #19


          المثال السادس:
          جاء في 1صموئيل13: 1كَانَشَاوُلُابْنَسَنَةٍفِيمُلْكِهِ،وَمَلَكَسَنَتَيْنِعَلَىإِسْرَائِيلَ.
          يحتوي النص على مشكلتين من أكبر المشاكل النقدية في العهد القديم، وهما:
          المشكلة الأولى: ملك عمره سنة!
          عندما يطالع القارئُ النصَّ في ترجمة الفاندايك المنتشرة يفاجئ بأن شاول أصبح ملكاً حينما كان عمره سنة واحدة، وعندما يريد أن يفهم معنى النص ليرتاح فيطالع الترجمات الأخرى لعلها تكون أكثر إيضاحاً لما استعجم عليه في الفاندايك لا يتوقف الأمر على مفاجأة الفاندايك بل يتعدى الأمرُ المفاجأةَ إلى الحيرة والاستغراب فكأن كل ترجمة تترجم من أصل مختلف عن الترجمة الأخرى!!!
          وهذه هي نصوص أغلب التراجم العربية والإنجليزية:
          فاندايك: كان شاول ابن سنة في ملكه وملك سنتين على إسرائيل.
          الحياة: كان شاول ابن -ثلاثين- سنة حين ملك، وفي السنة الثانية من ملكه.
          الكاثوليكية: وكان شاول ابن ... حين صار ملكا، وملك ... سنة على إسرائيل.
          العربية المشتركة: وملك شاول أربعين سنة على بني إسرائيل.
          اليسوعية: وكان شاول ابن ... حين صار ملكا، وملك ... سنة على إسرائيل.
          الأخبار السارة: وملك شاول أربعين سنة على بني إسرائيل.

          king James Version: Saul reigned one year; and when he had reigned two years over Israel.
          Darby: Saul reigned one year; and when he had reigned two years over Israel.
          American Standard Version: Saul was `forty' years old when he began to reign; and when he had reigned two years over Israel.
          Contemporary English Version: Saul was a young man when he became king, and he ruled Israel for two year.
          The Message: Saul was a young man when he began as king. He was king over Israel for many years.
          Amplified Bible, 1987: Saul was [The complete numbers in this verse are missing in the Hebrew. The word “forty” is supplied by the best available estimate.] [forty] years old when he began to reign; and when he had reigned two years over Israel.
          Bishops' Bible, 1568: Saul now had ben king one yere -& he raigned two yeres ouer Israel.
          Geneva Bible, 1587: Saul nowe had beene King one yeere, and he reigned two yeeres ouer Israel.
          God's Word: Saul was thirty years old when he became king, and he was king of Israel forty-two years.
          Modern King James Version: Saul reigned one year, and when he had reigned two more years over Israel.
          New International Version, 1984: Saul was thirty [A few late manuscripts of the Septuagint Hebrew does not have thirty.] years old when he became king, and he reigned over Israel for forty-[See the round number inActs 21 Hebrew does not have forty]two years.
          New King James Version: Saul reigned one year; and when he had reigned two years over Israel.
          New Living Translation: Saul was thirty years old when he became king, and he reigned for forty-two year.
          Webster Bible: Saul was [forty] years old when he began to reign; and when he had reigned two years over Israel.
          Young's Literal Translation, 1997: A son of a year `is' Saul in his reigning, yea, two years he hath reigned over Israel.
          World English Bible: Saul was forty years old when he began to reign; and when he had reigned two years over Israel.
          New International Reader's Version, 1998: Saul was 30 years old when he became king. He ruled over Israel for 42 years.
          The New Jerusalem Bible, 1985: Saul was … years old when he became king, and reigned over Israel for … years.
          Tanakh: The Holy Scriptures 1985: Saul was ... [The number is lacking in the Heb. text; also, the precise context of the “two years” is uncertain. The verse is lacking in the Septuagint.] years old when he became king, and he reigned over Israel two years.
          Revised Standard Version: Saul was ... years old when he began to reign; and he reigned ... and two years over Israel.
          Holman Christian standard version, 2003: Saul was 30 years [Some LXX mss; MT reads was one year] old when he became king, and he reigned 42 years [Text emended to 42; MT reads two years] over Israel[Some LXX mss omit v. 1].
          The New American Bible: Saul was ... years old when he became king and he reigned ... (two) years over Israel. [A formula like that of 2 Sam 5:4 was introduced here at some time; but the age of Saul when he became king remains a blank, and the two years assigned for his reign in the received text cannot be correct. Tradition (Acts 13:21) offers the round number, “forty years.]
          تجاهلت ترجمةThe Good News Bible العدد الأول وبدأت الإصحاح الثالث عشر من العدد الثاني مباشرة وذكرت في هامش العدد الأخير من الإصحاح الثاني عشر الآتي:
          ((العدد 1 لا يوجد في ترجمة قديمة، النص العبري للعدد 1 يقول: كان شاول ابن ... عندما أصبح ملكاً، وملك سنتين على إسرائيل. هناك خلل في نقطتين في هذا العدد في النص العبري))[1].
          يمكن تلخيص مواقف الترجمات السابقة كالآتي:
          1- شاول ملك لما كان عمره سنة واحدة.
          2- شاول ملك لما كان عمره أربعين سنة.
          3- شاول ملك لما كان عمره ثلاثين سنة.
          4- شاول حكم لمدة سنة.
          5- نقاط مكان عمر شاول.
          6- شاول كان شاباً لما ملك.
          7- بعض الترجمات تجاهلت النصف الأول من العدد.
          8- بعض الترجمات تجاهلت العدد كله.
          وللمسيحي أن يختار ما يفضله!!!
          لكن ماذا يقول الأصل العبري؟
          בֶּן־שָׁנָה שָׁאוּל בְּמָלְכוֹ וּשְׁתֵּי שָׁנִים מָלַךְ עַל־יִשְׂרָאֵל
          وترجمته تكون كالآتي:
          كان شاول ابن سنة حين ملك وملك سنتين على إسرائيل.
          من المهم أن يعرف القارئ أن أغلب علماء النقد الكتابي يرجعون تاريخ النص (الساكن) المتواجد في المخطوطات الماسورية إلى القرن الأول الميلادي بعد مجمع يامنيا اليهودي.[2]
          يجب أن نتفق على أن الأسلوب المستخدم في النص هو أسلوب معتاد في الكتاب لذكر عمر الملك حينما يبدأ الحكم وذكر طول مدة حكمه.

          ويتضح ذلك عند قراءة النصوص الآتية:
          صموئيل الثاني2: 10 وكان ايشبوشث بن شاول ابن أربعين سنة حين ملك على إسرائيل وملك سنتين.وأما بيت يهوذا فإنما اتبعوا داود.
          בֶּן־אַרְבָּעִים שָׁנָה אִישׁ־בֹּשֶׁת בֶּן־שָׁאוּל בְּמָלְכוֹ עַל־יִשְׂרָאֵל וּשְׁתַּיִם שָׁנִים מָלָךְ אַךְ בֵּית יְהוּדָה הָיוּ אַחֲרֵי דָוִד׃
          صموئيل الثاني5: 4 كان داود ابن ثلاثين سنة حين ملك وملك أربعين سنة.
          בֶּן־שְׁלֹשִׁים שָׁנָה דָּוִד בְּמָלְכוֹ אַרְבָּעִים שָׁנָה מָלָךְ׃
          ملوك الأول14: 21 وأما رحبعام بن سليمان فملك في يهوذا.وكان رحبعام ابن إحدى وأربعين سنة حين ملك وملك سبع عشرة سنة في أورشليم المدينة التي اختارها الرب لوضع اسمه فيها من جميع أسباط إسرائيل.واسم أمه نعمة العمونية.
          וּרְחַבְעָם בֶּן־שְׁלֹמֹה מָלַךְ בִּיהוּדָה בֶּן־אַרְבָּעִים וְאַחַת שָׁנָה רְחַבְעָם בְּמָלְכוֹ וּשֲׁבַע עֶשְׂרֵה שָׁנָה מָלַךְ
          ملوك الأول22: 42وكان يهوشافاط ابن خمس وثلاثين سنة حين ملك وملك خمسا وعشرين سنة في أورشليم واسم أمه عزوبة بنت شلحي.
          יְהוֹשָׁפָט בֶּן־שְׁלֹשִׁים וְחָמֵשׁ שָׁנָה בְּמָלְכוֹ וְעֶשְׂרִים וְחָמֵשׁ שָׁנָה מָלַךְ בִּירוּשָׁלִָם וְשֵׁם אִמּוֹ עֲזוּבָה בַּת־שִׁלְחִי׃
          ثم يأتي بعد ذكر عمر الملك عند بداية حكمه وطول فترة ملكه يأتي بعدهما تفصيل لحكم الملك وهذا أسلوب متبع دوماً في أسفار صموئيل والأخبار والملوك.
          وهنا لنا سؤال: لماذا ترجمت كلمة בְּמָלְכוֹ"بمُلخو"في كل النصوص إلى حين ملك وترجمت في النص محل الدراسة الآن إلى في ملكه؟!!!
          ما يشهد على أن قراءة النص الماسوري ( ابن سنة ) هي أقدم القراءات المتوفرة لدينا:
          1- كل المخطوطات الماسورية تحتوي على نفس القراءة.
          2- ترجوم يوناثان (ترجمة تفسيرية لكتب الأنبياء من العبرية إلى الآرامية) يعد بوضوح شاهد غير مباشر لقراءة النص الماسوري (سنة) وإن كان قد حول المعنى إلى مجاز لاستحالة المعنى الحقيقي من وجهة نظره ومن وجهة نظر كل عاقل.
          כְבַרשְנָא דְלֵית בֵיה חֹובִין שָאוּל כַד מְלַך וְתַרתֵין שְנִין מְלַך עַל יִשרָאֵל׃[3]
          الترجمة:
          كان شاول كابن سنة الذي ليس به خطية عندما ملك. وملك سنتين على إسرائيل.
          3- قراءة التلمود كذلك شاهد غير مباشر لقراءة النص الماسوري.
          בן שׁנה שׁאול בּמלכ. אמר רב הונא: כבן שׁנה שׁלא טעם טעם חטא. "יומאדףכב.ב"
          كان شاول ابن سنة حين ملك. قال الرابي هونا: كابن سنة الذي لم يتذوق طعم الخطية. "باب يوم صحيفة 22 العمود ب".
          4- ترجمة سيماخوس اليونانية بها نفس قراءة الترجوم[4].
          5- ترجمة جيروم اللاتينة بها نفس قراءة الترجوم.
          6- وفي نسخة لوسيان المنقحة من السبعينية υἱὸς ἐνιαυτοῦ Σαουλ[5] كان شاول ابن سنة أي مثل النص العبري فهذا أيضاً شاهد مباشر للقراءة العبرية.
          7- قد يكون من الممكن أن نعد قراءة الترجمة السريانية البشيطا (أقدم نسخة كاملة منها ترجع للقرن السادس أو السابع الميلادي) شاهداً غير مباشر لقراءة النص الماسوري، حيث تجاهل المترجم الجزء الثاني من النص لأنه يمثل مشكلة أخرى (سنتعرض لها بعد قليل) وجمع بين الرقمين ليكونا: واحد وعشرين (ܚܕܐ ܘܬܪ̈ܬܝܢ).[6] وظاهر أن الرقم "واحد وعشرين" لا يبدو معقولاً أو مقبولاً حيث لا يتلاءم مع عمر يوناثان بن شاول الذي يظهر من خلال قراءة النصوص التي تلي العدد الأول وهي 2 واختار شاول لنفسه ثلاثة آلاف من إسرائيل فكان ألفان مع شاول في مخماس وفي جبل بيت إيل وألف كان مع يوناثان في جبعة بنيامين. وأما بقية الشعب فأرسلهم كل واحد إلى خيمته. 3 وضرب يوناثان نصب الفلسطينيين الذي في جبع ...
          يظهر أنه كان كبيراً بقدر يكفي أن يكون قائداً للجيوش، وهذا ما جعل كل التراجم لا توافق البشيطا السريانية.
          ماذا تقول الترجمة السبعينية ؟
          لا يوجد هذا العدد في أغلب المخطوطات اليونانية (السبعينية)، بعض المخطوطات اليونانية تقول 30 سنة، والبعض الآخر يقول سنة واحدة أي مثل النص العبري (الماسوري)، وكما ذكرت من قبل أن ترجمة لوسيان المنقحة من السبعينية تقول ابن سنة.
          تضارب المخطوطات التي تمثل السبعينية دليل على وجود مشكلة قديمة جداً، فغير معقول أن يضيف النص العبري قراءة تمثل مشكلة والطبيعي جداً أن تحذف هذه القراءة من الترجمات، أي حتى بقاعدة القراءة الأصعب التي وضعها علماء النقد سنجد أن قراءة سنة هي الأقدم لأنها القراءة الأصعب.
          اعتبرت ترجمة The NET Bible عمر شاول حين ملك 30 سنة وعلقت على الرقم 30 قائلةً:
          ((النص الماسوري لا يحتوي على الرقم ثلاثين. يبدو أن الرقم قد سقط من النص العبري، وإن اعتمدنا على النص الماسوري (حرفياً يعني "ابن سنة") يجب أن يعني أن عمر شاول كان سنة واحدة فقط حينما بدأ يحكم! وفي محاولة لحل هذه المشكلة تقول ترجمة الملك جيمس "شاول حكم سنة واحدة" لكن هذا ليس هو المعنى الطبيعي للنص العبري المتمثل في النص الماسوري. بالرغم من أن أغلب المخطوطات السبعينية لا يوجد بها هذا العدد كله، فبعض المخطوطات اليونانية تقرأ "ثلاثين سنة" (بينما الأخرى تقرأ سنة واحدة كالنص الماسوري). الترجمة الحالية ("ثلاثين") بلا شك اقتراح غير أكيد حيث أنها موضوعة بناءً على عدد قليل من المخطوطات اليونانية))[7].
          أي هذه القراءات هي كلام الله؟ ننتظر الإجابة من كل من يدعي عصمة العهد القديم.
          في الحقيقة إذا غضضنا النظر عن المعنى فإن كل دارس لعلم النقد النصي سيرجح معي القراءة التي تقول سنة؛ إذ هي قراءة الأصل العبري وبعض مخطوطات السبعينية وكذلك النسخة المنقحة عن السبعينية التي أعدها لوسيان في القرن الرابع وكذلك قراءة الترجوم والتلمود وترجمة سيماخوس والفولجاتا اللاتينية وإن كانت نصوص (الترجوم ، التلمود، سيماخوس، الفولجاتا) قد حولت المعنى إلى تشبيه لحال شاول عندما ملك بحال الطفل الذي ليس له معصية، وبهذا يظل الملك رضيعاً ويصبح المعنى غير مقبول ولا معقول، ويعجز علم النقد الكتابي عن الوصول إلى كلام الله الأصلي!
          المشكلة الثانية: ملك شاول لمدة سنتين!!!
          هل ملك شاول سنتين حقاً؟
          يرى كثير من النقاد النصارى وغير النصارى أن هذا الرقم خطأ إذ إن شاول لم يملك لمدة سنتين اثنتين فقط, ويرجعون هذا لسببين:
          1- ما جاء في أعمال الرسل 13: 21 حيث يقول بولس:
          ومن ثم طلبوا ملكا فأعطاهم الله شاول بن قيس رجلا من سبط بنيامين أربعين سنة.
          فبولس يقول إن شاول ملك لمدة أربعين سنة مخالفًا النص العبري والترجمات اليونانية والترجوم.
          2- عندما يقال في العبرية سنتين لا يُستخدم שְׁתֵּי שָׁנִים"شتاي شانيم" كما أتى في النص الذي معنا ولكن التعبير الكتابي المعتاد عن سنتين يكون שְׁנָתַ֫יִם"شِناتايم".
          كما في تكوين11: 10 :
          هذه مواليد سام.لما كان سام ابن مئة سنة ولد أرفكشاد بعد الطوفان بسنتين.
          אֵלֶּה תּוֹלְדֹת שֵׁם שֵׁם בֶּן־מְאַת שָׁנָה וַיּוֹלֶד אֶת־אַרְפַּכְשָׁד שְׁנָתַיִם אַחַר הַמַּבּוּל׃
          وفي تكوين41: 1 :
          وحدث من بعد سنتين من الزمان أن فرعون رأى حلما.وإذا هو واقف عند النهر.
          וַיְהִי מִ‍קֵּץ שְׁנָתַיִם יָמִים וּפַרְעֹה חֹלֵם וְהִנֵּה עֹמֵד עַל־הַיְאֹר׃
          وكما في صموئيل الثاني 14: 28 :
          وأقام أبشالوم في أورشليم سنتين ولم ير وجه الملك.
          וַיֵּשֶׁב אַבְשָׁלוֹם בִּירוּשָׁלִַם שְׁנָתַיִם יָמִים וּפְנֵי הַמֶּלֶךְ לֹא רָאָה׃
          وأيضاً في ملوك الأول15: 25 :
          وملك ناداب بن يربعام على إسرائيل في السنة الثانية لآسا ملك يهوذا فملك على إسرائيل سنتين.
          וְנָדָב בֶּן־יָרָבְעָם מָלַךְ עַל־יִשְׂרָאֵל בִּשְׁנַת שְׁתַּיִם לְאָסָא מֶלֶךְ יְהוּדָה וַיִּמְלֹךְ עַל־יִשְׂרָאֵל שְׁנָתָיִם׃
          وكذلك في ملوك الأول 16: 8 :
          وفي السنة السادسة والعشرين لآسا ملك يهوذا ملك أيلة بن بعشا على إسرائيل في ترصة سنتين.
          בִּשְׁנַת עֶשְׂרִים וָשֵׁשׁ שָׁנָה לְאָסָא מֶלֶךְ יְהוּדָה מָלַךְ אֵלָה בֶן־בַּעְשָׁא עַל־יִשְׂרָאֵל בְּתִרְצָה שְׁנָתָיִם׃
          وفي نصوص كثيرة جداً لا داعي لذكرها لعدم الإطالة.
          هذان السببان هما حجة من يقول إن هناك فقد في الجزء الثاني من النص.
          قلنا من قبل أن النص بأكمله غير موجود في أكثر مخطوطات السبعينية، لكن المخطوطات التي تحتوي على هذا الجزء تقول سنتين، فهل ترجمت هذه النصوص من نفس المخطوطة التي فيها فقد الرقم؟!! طبعاً شيء غير معقول أو متصور. وهذا يدل على أن المشكلة قديمة جداً ربما يكون قدمها من قدم كتابة النص لأول مرة.
          ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى أن الترجمة السريانية البشيطا التي يرى أغلب العلماء أنها تمت في الفترة بين القرن الأول الميلادي إلى القرن الثالث[8] لا تحتوي على هذا الجزء من النص!!!
          ومن الأدلة على قدم وجود المشكلة الثانية أن المؤرخ اليهودي المشهور يوسيفوس (37م - 100م) ذكر أن مدة حكم شاول كانت 40 عاماً (تاريخ اليهود 6: 378)، لكنه ناقض نفسه وقال في مكان آخر أنها كانت 20 عاماً (تاريخ اليهود 10: 143)!!!
          "كل من ثيوفيلوس وكلمنت السكندري اختار الرقم الأول ليوسيفوس وهو 20 عاماً، يوسابيوس ذكر أن يوبوليموس ذكر أن مدة حكم شاول كانت 21 عاماً!!!"[9]
          وفي الختام أحب أن أعرض للقارئ آراء بعض العلماءالنصارى:
          أصحاب تفسير KJV Bible commentary :
          ((ربما من الأفضل أن نترك فراغات في الترجمة، " كان شاول... سنوات عندما بدأ يحكم، وحكم ... وسنتين على إسرائيل"))[10].
          وجعلت ترجمة The NET Bibleمدة حكم شاول 40 سنة وعلقت على الرقم 40 بقولها:
          ((الترجمة الحالية (40) تضع مكان الرقم اثنين الذي في النص الماسوري, الرقم أربعين، بدون إنكار؛ فإن أدلة النقد الكتابي لهذا القرار ضعيفة، لكن نفس الشيء قد يقال لأي محاولة لاسترجاع معنى هذا النص الصعب))[11].
          يقول د/ هنري بريذرفد سميث Smith, H. P.:
          ((النص كما هو في الأصل العبري بلا معنى ويبدو بوضوح أنه إضافة متأخرة))[12].
          يقول د/ س. ر. درايفر S. R. DRIVER:
          ((العدد كله لا يوجد في السبعينية، ويبدو إلى حد كبير أنه إضافة متأخرة في النص العبري أو ربما كان في الأصل ملاحظة في الهامش لشخص تمنى أن الكاتب كان قد سجل تواريخ شاول كما في حالة الملوك اللاحقين))[13].
          وإن كان الدكتور درايفر يقرر عدم صحة النص وعدم اعتماده ضمن الكتاب المقدس لأنه حسب اعتقاده إضافة متأخرة، لكنه في الحقيقة قد جانب الصواب لأن النص موجود في بعض الترجمات اليونانية وموجود في ترجوم يوناثان وكذلك الجزء الأول منه موجود في الترجمة السريانية البشيطا.
          القمص تادرس يعقوب ملطي يقر ويقول:
          ((واضح أنه لم يكن ابن "سنة" حين ملك ولا ملك "سنتين". لذا يظن البعض أن الناسخ فقد كلمة "أربعين" قبل كلمة "سنة" أي "كان شاول بن "أربعين" سنة حين ملك". وأن كلمة "ثلاثين" فقدت بعد كلمة "سنتين" أي "ملك "سنتين وثلاثين")).
          أهدي كلمة نظن التي يصرخ بها تفسير القمص تادرس ملطي لكل من يدافع عن عصمة الكتاب ويدعي أن الكتاب وصل إلينا بلا أي خطأ، ولنا الحق أن نتساءل ما مدى مصداقية الأصل العبري ومدى الثقة فيه بعد أن شهد شاهد من أهلها أن النساخ ربما فقد بعض الكلمات؟!
          لكن لماذا قرر القمص أو البعض (المجهول؟!) الذين ينقل عنهم القمص أن الكاتب ربما فقد كلمة ثلاثين بعد كلمة سنتين لماذا ليس أربعين أو أكثر أو أقل؟!
          وقال رالف كلاين Ralph Klein:
          ((عمر شاول عند توليه الحكم مجهول نتيجة لفجوة في النص))[14].

          وآخرها:
          تفسير Believer's Study Bible حيث قال:
          ((ربما تمدنا المخطوطات التي ستكتشف في المستقبل وكذلك النقد النصي بالقراءة الأصلية للنص))[15].

          [1] American Bible Society. The Holy Bible: The Good news Translation (2nd ed.).

          [2]Ernst Würthwein, Text of The Old Testament, P. 13.

          [3]Comprehensive Aramaic Lexicon. Targum Jonathan to the Prophets (1 Sa 13:1).

          [4]Driver, S. R., Notes on the Hebrew text and topography of the books of Samuel , P. 96.

          [5] السابق.

          [6]انظر حاشية BHSعلى هذا النص.

          [7] Biblical Studies Press. The NET Bible First Edition Notes (1 Sa 13:1).

          [8] انظر:
          Tov, E. Textual Criticism of The Hebrew Bible, P. 152.
          Ernst Würthwein, Text of The Old Testament, P. 86.

          [9]Eveline Van Staalduine-sulman, The Targum of Samuel.

          [10]KJV Bible commentary. P. 555.

          [11] Biblical Studies Press. The NET Bible First Edition Notes (1 Sa 13:1).

          [12] Smith, H. P. A critical and exegetical commentary on the books of Samuel. P. 91.

          [13] Driver, S. R. Notes on the Hebrew text and topography of the books of Samuel P. 96.

          [14]Klein, R. W. Vol. 10: Word Biblical Commentary: 1 Samuel. Word Biblical Commentary P. 124.

          [15] Believer's Study Bible. Criswell Center for Biblical Studies.





          صموئيل13: 1 وبه ابن سنة، وملك سنتين


          ولولا وعدي للقارئ لذكرت خاتمة إنجيل مرقص (مرقص16: 9-20)، وقصة المرأة الزانية (يوحنا7: 53-8: 11)، والفاصلة اليوحناوية (1يوحنا5: 7) وغيره مما أجمع النقاد على أنه إضافة لاحقة، وليس من أصل العهد الجديد، لكنني أردد مع أحد تلاميذ القمص عبد المسيح بسيط قوله معترفاً بالحقيقة المرة -مُـجَمَّلة-:
          ((حينما نقول أن نص الكتاب المقدس محفوظ بنسبة 99%، فإننا لا نقصد فقط حقيقة واقعة، بل تشتمل هذه العبارة على مفهوم إنساني منطقي. فبعد فقدان الأصول استحال على الجنس البشري الوصول إلى ذات التدقيق الحرفي للكتاب المقدس بنسبة 100%. وعليه فإننا نعني بهذه العبارة أننا لم نصل إلى النسبة المطلقة، ولن نصل لها أبداً في يوم من الأيام، هذه هي طبيعة الجنس البشري، غير كامل ولا يعرف الكمال أبداً، تماماً مثل أي علم آخر، لن يصل الإنسان أبداً إلى معرفة مطلقة فيه! بل أجد نفسي أردد مع العالم الشهير نيدا قائلاً: "نأمل أن اليوم قد مضى الذي يعتقد فيه الناس أن أي ترجمة أو أي حتى نص يوناني يحتوي على الكلمات المطلقة للمخطوطات الأصلية". انظر:
          Nida: The New Testament Greek Text in The Third World, In: New Testament Textual Criticism: It's Significance for Exegesis, Edited By Eldon J. Epp & Gordon D. Fee, P. 380"[1].
          ي حتى



          وأختم هذا الجزء بما ذكره الأستاذ حبيب سعيد في المدخل إلى الكتاب المقدس حيث قال:
          ((ولعل بعض الناس يضطربون بعض الإضطراب (كذا بهمزة القطع!) حين يرون من هذا البحث الفني أن الكتاب المقدس لم ينقل إلينا كلمة كلمة معصوماً عصمة كاملة من حيث سلامة النصوص اللفظية. ولكن هو الحق، ولا فائدة من إخفائه أو تجاهله. على أننا نعلم علم اليقين أن بين أيدينا كتاب الله المبين، في مادته الأساسية وجوهره الصحيح، الكتاب المقدس الذي أعلن لنا ذات الله كما وضعه الكتاب الأصليون في القديم. وإذا وُجد هنا أو هناك فارق في لفظة أو مقطع، فليس الأمر بذي بال. والذي يهتم به الله ويقدره ليس عبادة الحرف والنص، بل طاعة القدير وإدراك الروح في وحي العلي. وقد ترك جلَّ جلاله ألفاظ الكتاب المقدس لتكون عرضة إلى حد ما للمخاطر التي يتعرض لها أي كتاب آخر تكتبه يد البشر، ولكنه أعطانا في الوقت نفسه -بفضل الجهود المضنية التي بذلها جمع من العلماء والكتاب- الكنز الثمين الذي ضمَّ بين دفتيه إعلان ذاته للبشر رجالاً ونساء، أنبياء وحكماء، رسلاً ومنذرين، وفوق كل شيء إعلان ذاته في يسوع المسيح ربنا ومخلصنا))[2].
          فما يدعيه القمص بسيط هو في نظر الأستاذ حبيب سعيد عبادة للحرف، ويستنكره جداً، ويذكِّر القمصَ بسيط بعدم إخفاء الحقائق، فليت القمص عبد المسيح بسيط يستجيب لنصيحة الأستاذ حبيب سعيد!


          [1]فادي أليكساندر، التحريف والعصمة في ضوء النقد النصي (الجزء الثاني) ص63. (منشور على الشبكة).

          [2]حبيب سعيد، المدخل إلى الكتاب المقدس ص 48.







          ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

          تعليق


          • #20
            اتفق النصارى على كتاب مقدس واحد، ولم يتهم أحدٌ منهم الآخر بالتحريف!
            قال القمص عبد المسيح بسيط:
            ولم يقل أحد قط من المسيحيين سواء من المستقيمين في العقيدة أو الهراطقة بتحريف الكتاب المقدس عبر تاريخ الكتاب المقدس والمسيحية. وبرغم ظهور الفرق المسيحية المختلفة، سواء في القرون الأولى أو في العصور الحديثة، وظهور البدع والهرطقات عبر تاريخ المسيحية، واختلافها وتباينها في الفكر والعقيدة حول شخص وطبيعة الرب يسوع المسيح، فلم تقل فرقة واحدة أو مجموعة من المجموعات بتحريف الكتاب المقدس.[1].
            قلتُ:
            أولاً: نفترض أنه لم يقل أحد من النصارى أو اليهود الأوائل بذلك، فهل يُفترض بنا أن ننتظر الاعتراف من المتهم؟!
            ثانياً: كأن القمص بسيط لم يقرأ يوماً ما كتبه ايريناوس[2](120 – 202م) حينما اتهم خصمه مرقيون بتحريف رسائل بولس وكتب الأنبياء فقال في ضد الهرطقات، كتاب1، فصل28، فقرة2:
            ((بالإضافة إلى ذلك فقد أقنع أتباعه بأنه هو نفسه يستحق ثقة أكبر من هؤلاء الرسل الذين سلمونا الإنجيل، معطياً إياهم ليس الإنجيل، بل مجرد أجزاء منه، كذلك بأسلوب مماثل مزق أوصال رسائل بولس، حاذفاً منها كل ما قاله الرسول عن الإله الذي خلق العالم، ليطمس حقيقة كون الآب هو أب ربنا يسوع، وفعل كذلك مع الفقرات التي اقتبسها الرسول من كتابات الأنبياء ليعلمنا أن الأنبياء جهروا بذلك سلفاً قبل مجيء الرب))[3].
            أليس هذا اتهاماً لمرقيون وأتباعه بتحريف رسائل بولس وكتابات الأنبياء؟!
            وكأن القمص كذلك لم يعلم بأن أوريجانوس (185 – 254م، يلقبونه بالعلامة) صاحب أحد أكبر الأعمال الكتابية في تاريخ النصرانية -الهيكسابلا- "السداسية"[4] قد دافع عن الترجمة السبعينية، بكل ما أوتي من قوة، عندما كتب إليه أفريكانوس في صفحتين تقريباً يلومه على وضع قصة سوسنة العفيفة (من أبوكريفا سفر دانيال) ضمن السبعينية، مع أنها غير موجودة في النص العبري، فرد عليه بكتاب كبير مدافعاً عن السبعينية، ومتهماً اليهود بحذف قصة سوسنة من النص العبري؛ لأنها تصف قضاتهم بصفات بشعة، وبقلة الدين والأخلاق، بل ويقول إن اليهود كانوا يحذفون من النص العبري كل ما يمس مشايخهم وقضاتهم وحكامهم -حسب استطاعتهم- من الكتاب المقدس!
            ((لكن ربما تقول، لماذا إذاً هذه القصة غير موجودة في دانيال عندهم (أي اليهود) طالما أنه -كما تقول- قد تسلم حكماؤهم أمثال هذه القصص بالتقليد؟ الإجابة هي أنهم أخفوا، حسب استطاعتهم، عن علم الشعب نصوصاً كثيرة تتضمن أي فضيحة لمشايخهم، وحكامهم، وقضاتهم. بعض هذه الأشياء ما زالت محفوظة في الكتابات غير القانونية ... لذلك لا أعتقد أن هناك اقتراحاً أرجح من أن هؤلاء المعروفين بالحكمة، والحكام، والمشايخ أزالوا عن الشعب كل فقرة قد تجعلهم في محل شك أمامهم. لذلك يجب ألا نستغرب من كون حيلة الشيخين الفاسقين الشيطانية ضد سوسنة حقيقية، لكنها حُجبت وأُزيلت من الكتاب المقدس بواسطة الرجال أنفسهم، ليس بعيداً أنها أُزيلت بمشورة هؤلاء الشيوخ))[5].
            ويتضح لنا كذلك من خلال الكلام الماضي, عدم اتفاق الآباء الأوائل أنفسهم على نصوص الكتاب المقدس.
            وقد اتهم كلزوس Κέλσοςفي القرن الثاني الميلادي[6] النصارى بتحريف الإنجيل عدة مرات فقال في ضد كلزوس كتاب 2، الفصل 27:
            ((بعض المؤمنين النصارى يكونون كأشخاص في نوبة سُكْرٍ يتعاملون مع بعضهم بأيدي عنيفة، قد أفسدوا الإنجيل عن سلامته الأصلية ثلاث مرات أو أربع أو أكثر من ذلك، وأعادوا صياغته remodelled حتى يكونوا قادرين على رد الاعتراضات))[7].
            فهذا اتهام واضح وصريح بتحريف الإنجيل من قِبل المؤمنين، ولم يستطع أوريجانوس في القرن الثالث إنكار وقوع التحريف، وألقى اللوم على أتباع مرقيون، وأتباع فالنتينوس، وأتباع لوسيان! فقال رداً على كلزوس:
            ((الآن، لا أعلم أحداً حَرَّف الإنجيل غير أتباع مرقيون، وأتباع فالنتينوس، وأظن كذلك أتباع لوسيان)).
            فلم ينكر أوريجانوس حقيقة تحريف الإنجيل، لكنه يرى أن التحريف حدث من قبل أتباع الهراطقة!
            بل إن قديس الكنيسة يوحنا ذهبي الفم اعترف بضياع العديد من كتابات الأنبياء، وإحراق البعض، وتمزيق البعض الآخر فقال في العظة التاسعة على إنجيل متى، بالتحديد في متى2: 23:
            ((6 نرى هنا السبب الذي جعل الملاك يأخذهم بسهولة إلى المستقبل، ويعيدهم إلى موطنهم، ولم يكتف بذلك, بل أضاف نبوءة فقال: "لكي يتم ما قيل بالأنبياء، إنه سيدعى ناصرياً" (متى2: 23). لكن مَن مِن الأنبياء قال هذا؟ لا تستغربوا، لأن كثيراً من كتابات الأنبياء قد فُقدت، ويُمكن رؤية ذلك في سفر أخبار الأيام[8] ، فبسبب إهمالهم وسقوطهم الدائم في الآثام، بعضها (بعض الكتب) أُفسد، والبعض الآخر أحرقوه ومزقوه إرباً بأنفسهم، ذكر هذه الحقيقة الأخيرة إرميا[9]، وذكر مؤلف سفر الملوك الرابع[10] أنه بعد فترة طويلة وجدوا سفر التثنية بصعوبة فدُفِنَ في مكان ما ثم ضاع. فإنهمحتى قد خانوا كتبهم في الوقت الذي لم يكن عندهم أي أجانب متوحشين، خانوها أكثر مما لو كانوا تحت حكم الأجانب المتوحشين))[11].
            ثالثاً: لم يقدس جل الأوائل نفس الأسفار التي يقدسها النصارى اليوم، ومن ذلك:
            1- ميلتو أسقف أبرشية ساردس (تُوفيَ 175 - 180م):
            أرسل ميلتو رسالة إلى أنسيمس يخبره فيها أنه اجتهد قدر استطاعته في تلبية طلبه لمعرفة أسفار العهد القديم المقدسة، وأنه سافر إلى فلسطين من أجل تقصي الأمر، ولمعرفة الأسفار المقدسة بدقة[12]، وأخذ ميلتو يعدد هذه الأسفار فقال:
            ((أما أسماؤها فهي كما يلي: خمسة أسفار لموسى وهي التكوين والخروج والعدد واللاويين والتثنية، يشوع وقضاة وراعوث، الملوك أربعة أسفار[13]، أخبار الأيام سفران، مزامير داود وأمثال سليمان وأيضاً الحكمة والجامعة ونشيد الإنشاد وأيوب، الأنبياء إشعيا وارميا،[14]الأنبياء الأثنا عشر سفر واحد، دانيال وحزقيال وعزرا))[15].
            نفترض أن ميلتو ذكر نحميا بذكره لعزرا، حيث أن سفري عزرا ونحميا كانا سفراً واحداً عند الكثير، ونفترض أنه ذكر مراثي إرميا بذكره لإرميا، لنفس السبب.
            ذكر ميلتو من الأسفار القانونية الثانية سفر الحكمة[16]ولم يذكر باقي الأسفار القانونية الثانية التي يقدسها كل من الأرثودكس والكاثوليك!، فلا هو آمن بأسفار الكاثوليك والأرثودكس، ولا آمن بأسفار البروتستانت!
            والصاعقة هي أن ميلتو لم يذكر سفر أستير! الذي تقدسه كافة طوائف النصارى اليوم!، ولنا أن نسأل هل هذا الأسقف الذي عاش في القرن الثاني لم يعلم مع ما بذله من مجهود عظيم ما هي الأسفار المقدسة؟ أم أن نصارى اليوم قدسوا أسفاراً لم يقدسها الأقدمون؟!
            7- هيبوليتس الروماني (170 - 237م):
            لم يؤمن الكاهن الروماني هيبوليتوس بالرسالة إلى العبرانيين!، ولا برسالة بطرس الثانية!، ولا برسالة يوحنا الثالثة!، ولا برسالة يهوذا!، وقد أقر بهذا رهبان دير الأنبا مقار حيث قالوا:
            ((كان معاصراً لأوريجانوس في روما رجل اسمه هيبوليتوس تلميذ إيرينيئوس، الذي قبل مثل معلمه اثنين وعشرين سفراً فقط للعهد الجديد، إذ لم يعترف بالرسالة إلى العبرانيين لأن كاتبها غير معروف، ولم يقبل سوى ثلاث رسائل جامعة وهي: بطرس الأولى ويوحنا الأولى والثانية. إلا أنه أقر باستخدامه لكتابات مسيحية أخرى كان يعتبرها البعض الآخر قانونية، منها الرسالة إلى العبرانيين، ورسائل بطرس الثانية ويعقوب ويهوذا وكتاب الراعي لهرماس))[17].
            3- أوريجانوس (185 - 254م):
            قال عنه القمص تادرس يعقوب ملطي:
            ((يصفه أصدقاؤه والمعجبون به بأنه: أمير مفسري الكتاب المقدس، أمير الفلسفة المسيحية، معلّم الأساقفة، لا يوجد عقل بشري يستطيع أن يستوعب كل ما كتبه ... عندما سمع بشهرته البابا ديمتريوس (البطريرك الثاني عشر على كرسي مار مرقس) عينه عميداً لمدرسة الإسكندرية. فزاد هو من شهرتها وفكرها، وأصبح معلماً للعديد ممن صاروا بعد ذلك أساقفة وكهنة، ولكثير من الرجال والسيدات شباباً وشيوخاً))[18].
            ذكر أوريجانوس مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية أسفار العهد القديم فقال:
            ((أما أسفار العبرانيين الاثنان والعشرون فهي كما يلي: التكوين، الخروج، اللاويون، العدد، التثنية، يشوع بن ناف، القضاة وراعوث في سفر واحد، الملوك الأول والثاني في سفر واحد، واسمه صموئيل، الملوك الثالث والرابع في سفر واحد، واسمه دبرايمن، أي أخبار الأيام، عزرا الأول والثاني، المزامير، أمثال سليمان، الجامعة، نشيد الإنشاد، إشعيا، ارميا مع الرسالة والمراثي في سفر واحد، دانيال، حزقيال، أيوب، أستير، وعلاوة على هذا يوجد سفرا المكابيين))[19].
            لم يذكر أسفار الأنبياء الصغار الاثني عشر!، لكن يظن البعض أنها سقطت سهواً من أحد النساخ، أو من يوسابيوس القيصري ناقل هذا الكلام عنه!
            أضاف أوريجانوس رسالة ارميا وهي ضمن الأسفار القانونية الثانية! وذكر كذلك أسفار المكابيين (ولم يذكر عددها، فترجمة القمص مرقص داود مضللة حين قال سفرا المكابيين، والصواب أن يقول أسفار المكابيين)، وأسفار المكابيين أربعة، اثنان ضمن الأسفار القانونية الثانية، واثنان ضمن الأسفار الأبوكريفا، فإن كان أوريجانوس يقصد سفرين فقط من أسفار المكابيين فيكون أضاف سفرين من الأسفار القانونية الثانية!
            ومع أن أوريجانوس أضاف بعض الأسفار القانونية الثانية، إلا أنه لم يضفها كلها، فلا هو شهد لكتاب الأرثودكس والكاثوليك المقدس، ولا شهد لكتاب البروتستانت المقدس!
            وأبدى أوريجانوس تشككاً في نسبة رسالة بطرس الثانية إلى بطرس فقال:
            ((وبطرس الذي بنيت عليه كنيسة المسيح التي لا تقوى عليها أبواب الجحيم ترك رسالة واحدة معترف بها، ولعله ترك رسالة ثانية أيضاً، ولكن هذا أمر مشكوك فيه))[20].
            وأبدى كذلك تشككاً في نسبة الرسالة الثانية والثالثة ليوحنا فقال:
            ((وترك أيضاً رسالة قصيرة جداً، وربما أيضاً رسالة ثانية وثالثة، ولكنهما ليسا معترفاً بصحتهما من الجميع، وهما معاً لا تحتويان على مائة سطر))[21].
            اعتبر أوريجانوس رسالة برنابا من أسفار الكتاب المقدس[22].
            نستطيع أن نفهم من خلال هذا الكلام أن التعرف على أسفار الكتاب المقدس هو أمر اجتهادي، ولم يتفق عليه آباء الكنيسة أنفسهم، فكل أب كان يقدس ما يراه يستحق التقديس فقط!
            4- أثناسيوس (298 - 373م):
            المفاجأة أن أثناسيوس الملقب بالرسولي، وحامي الإيمان، وبطل مجمع نيقية، وواضع قانون الإيمان، والبابا رقم 20 من بطاركة الإسكندرية لم يؤمن بسفر أستير كسفر من أسفار الكتاب المقدس، ففي رسالته الفصحية التاسعة والثلاثين (367م) يعدد أسفار العهدين القديم والجديد ويقول:
            ((4 أسفار العهد القديم هي اثنان وعشرون سفراً وفقاً لعدد الحروف العبرية كما سمعتُ، وأسماؤها بالترتيب كما يلي: الأول التكوين، الثاني الخروج، الثالث اللاويين، الرابع العدد، الخامس التثنية، بعدها يشوع بن نون، ثم القضاة، ثم راعوث، وبعدها أربعة أسفار للملوك؛ الأول والثاني يعدان كتاباً واحداً، والثالث والرابع كذلك يعدان كتاباً واحداً، وكذلك أخبار الأيام الأول والثاني يعدان كتاباً واحداً، ثم عزرا الأول والثاني يعدان كذلك كتاباً واحداً، بعد هذه، المزامير، ثم الأمثال، ويليها الجامعة، ونشيد الإنشاد، يليها أيوب، ثم الأنبياء الاثنا عشر ويحسبوا ككتابٍ واحدٍ، ثم إشعيا كتاب واحد، ثم ارميا مع باروخ والمراثي والرسالة كتاب واحد، بعد ذلك حزقيال، ودانيال، كل منهم في كتاب واحد، إلى هنا ما يؤلف أسفار العهد القديم 5 ...[23] 7 ولمزيد من الدقة، أضيفُ هذه الكتابات الضرورية إلى تلك السابقة، وهي ليست من محتويات القانون، لكن الآباء ذكروها ليقرأها المنضمون حديثاً إلينا، وكذلك الذين يرغبون في دراسة كلمة القداسةthe word of godliness حكمة سليمان، حكمة سيراخ، وأستير، ويهوديت، وطوبيا، وما يسمى تعاليم الرسل، والراعي، لكن يا إخوتي الأسفار المذكورة أولاً موجودة في القانون، والمذكورة لاحقاً تُقرأ فقط))[24].
            اعتبر أثناسيوس سفر أستير من الأسفار الضرورية للقراءة، لكنه غير مقدس!
            اعتبر سفر باروخ ورسالة ارميا ضمن الأسفار المقدسة وهي من القانونية الثانية التي لا يقدسها البروتستانت!
            فلا هو ذكر الأسفار القانونية الثانية كلها ضمن الأسفار المقدسة، ولا هو تجاهلها كلها، بل وضع بعضها ضمن الأسفار المقدسة، وبعضها ضمن الأسفار التي تقرأ فقط!
            وهنا نتساءل، هل كان أثناسيوس لا يعلم ما هي الأسفار المقدسة؟ أم إن الكنيسة أضافت وحذفت؟، على كل حال لابد أن نفهم من هذا أن الكتاب المقدس إنما هو كتاب اجتهدت الكنيسة في الوصول إلى قائمة أسفاره المقدسة، واختلفت كل كنيسة عن الأخرى، واختلف كل قديس عن الآخر!
            5- غريغوريوس النزيانزي (329 - 390م):
            كان أسقفاً للقسطنطينية، وعُرِفَ باللاهوتي، "كان جيروم يقول عنه: ((لقد كان أستاذي وأنا به فخور جداً))(جيروم، دفاع لدحض روفنيوس13: 1). وذكر أيضاً أنه تعلم منه المعنى الحقيقي للكتب المقدسة".[25]
            ذكر غريغوريوس قائمة بأسفار العهد القديم، مثل قائمة أثناسيوس تماماً!
            أي أنه أنكر سفر أستير، وأضاف سفر باروخ ورسالة أرميا كأثناسيوس![26]
            6- أمفيلوخيوس أسقف إيكونيوم (قونية) (340 - 403م):
            رسمه قديس الكنيسة باسيليوس الكبير أسقفاً على قونية في 373/ 374م[27].
            ذكر أمفيلوخيوس أسفار العهد القديم التي ذكرها أثناسيوس وغريغوريوس النزيانزي، وأضاف سطراً بعدها قال فيه: ((بالإضافة إلى هذه, فالبعض يضيف أستير))[28]!
            يبدو بوضوح أن أمر الخلاف في الأسفار المقدسة هو أمر فرض نفسه على الكنيسة الأولى!
            7- كيرلس أسقف أورشليم (316 - 386م):
            ذكر كيرلس الأورشليمي أنه يؤمن باثنين وعشرين سفراً للعهد القديم وعدَّدَ الأسفار فقال في محاضرات الموعوظين5: 35:
            ((وأسفار العهد القديم كما قلنا هي 22 سفراً ... أسفار شريعة موسى الخمسة الأولى: التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، التثنية، وبعدها يشوع بن ناف، وسفر الخروج، ومعه راعوث، يحسبا كالسفر السابع، ومن الأسفار التاريخية: سفر الملوك الأول والثاني، ويحسبان عند اليهود سفراً واحداً، والثالث والرابع سفر واحد، وكذلك أخبار الأيام الأول والثاني عندهم سفر واحد، وعزرا الأول والثاني يحسبان كسفر واحد، سفر أستير هو السفر الثاني عشر، هذه هي الأسفار التاريخية. أما الأسفار الشعرية فهي خمسة: أيوب، سفر المزامير، الأمثال، الجامعة، نشيد الإنشاد، السفر السابع عشر. بعد هذه أسفار الأنبياء الخمسة: الأنبياء الاثني عشر سفر واحد، إشعيا سفر واحد، أرميا سفر واحد، ومعه باروخ، والمراثي، والرسالة، ثم حزقيال، وسفر دانيال وهو السفر رقم 22 من أسفار العهد القديم))[29].
            أضاف كيرلس الأورشليمي سفر باروخ ورسالة أرميا وهما من الأسفار التي يقدسها الأرثودكس والكاثوليك دون البروتستانت، ولم يذكر باقي الأسفار القانونية الثانية، فلا هو وافق الأرثودكس والكاثوليك، ولا هو وافق البروتستانت!
            لم يؤمن كيرلس أسقف أورشليم برؤيا يوحنا!، فبعد ذكره لأسفار العهد القديم شرع في ذكر أسفار العهد الجديد، وتجاهل رؤيا يوحنا تماماً![30]
            8- ثيئودور الموبسويستي (392 - 428م):
            هو صديق مقرب لعلم الكنيسة وقديسها المشهور يوحنا ذهبي الفم، رسمه فلافيان الأنطاكي في 383م قساً وهو ابن 33 سنة، وفي عام 392م تم ترقيته -بعد وفاة الأسقف أوليمبيوس- إلى كرسي موبسويستيا، في كيليكية سيكوندا[31].
            في تفسيره لسفر أيوب أنكر وحي سفر الأمثال وسفر الجامعة[32]، ولم يؤمن بسفر نشيد الإنشاد، بل اعتبره مجرد قصيدة حب[33]!
            رابعاً: لا يجتمع النصارى اليوم على كتاب مقدس واحد؛ فالكنيسة الأرثودكسية تؤمن بأسفار لا يؤمن بها البروتستانت، والكنيسة الأثيوبية تؤمن بأسفار لا تؤمن بها بقية الكنائس، ففي البند السابع من موسوعة الخادم القبطي تحت عنوان أهم الخلافات اللاهوتية والعقيدية بين الكنيسة الرسولية الأرثودكسية وبين الطائفة البروتستانتية نقرأ:
            ((هم لا يؤمنون ببعض أسفار الكتاب المقدس لذلك حذفوا ما لم يؤمنوا به من العهد القديم وهي أسفار طوبيا ويهوديت والمكابيين الأول والثاني ويشوع بن سيراخ ونبؤة باروخ وتتمة سفر أستير وسفر الحكمة لسليمان الحكيم وتتمة سفر دانيال وقصة سوسنة وهذه كلها هي الأسفار القانونية الثانية التي نؤمن بها نحن الأرثودكس وأيضاً الكاثوليك يؤمنون بها)).[34]
            وكذلك ذكر هذا الكلام شنودة الثالث بابا الأقباط الأرثودكس حيث يقول:
            ((على الرغم من اهتمام البروتستانت بالكتاب اهتماماً كبيراً، على الرغم من كلامهم عن (الحق الكتابي)، إلا أننا نأخذ عليهم هنا أمرين هامين: أ- عدم إيمانهم ببعض أسفار الكتاب مثل طوبيا، يهوديت، يشوع بن سيراخ، وباروخ، وسفر الحكمة، سفري المكابيين وبعض أجزاء أخرى من الكتاب ... واعتبارهم إنها أبوكريفا، وعدم ضمها إلى الكتاب المقدس مثلما تضم في ترجمة الكاثوليك للكتاب ....))[35]
            أما الكنيسة الأثيوبية فكذلك تؤمن بكتاب مقدس تختلف أسفاره عن أسفار الكنائس الأخرى، وتشهد بذلك دائرة المعارف الكتابية حيث تقول:
            ((يتكون الكتاب المقدس الحبشي من 46 سفراً في العهد القديم، و 35 سفراً في العهد الجديد فعلاوة على الأسفار القانونية (المعترف بها) فإنهم يقبلون راعي هرماس، وقوانين المجامع ورسائل أكلمندس والمكابيين وطوبيا ويهوديت والحكمة ويشوع بن سيراخ وباروخ وأسفار أسدارس الأربعة، وصعود أشعياء وسفر آدم ويوسف بن جوريون وأخنوخ واليوبيل)).[36]
            فكيف تجهل يا قمص عبد المسيح بسيط أقوال آباء كنيستك الأوائل وأنت أرثودكسي؟!
            وهل ما زال القمص بسيط مصراً على أن النصارى اجتمعوا على كتاب واحد، ولم يتهم أحدٌ منهم الآخر بالتحريف؟!



            [1]هل يمكن تحريف الكتاب المقدس؟ ص9
            ذَكَرَ نفس الكلام بتمامه في "الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص22" فتأمل!

            [2] قال عنه القمص تادرس يعقوب ملطي: ((من أهم وأشهر لاهوتي القرن الثاني)) (نظرة شاملة في علم الباترولوجي في الستة قرون الأولى ص59).

            [3] Roberts, A., Donaldson, J., & Coxe, A. C. The Ante-Nicene Fathers Vol.I: Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325. The apostolic fathers with Justin Martyr and Irenaeus. P. 352.

            [4]قام أوريجانوس في القرن الثالث الميلادي بعمل لم يسبق إليه؛ في سنة 230م في الإسكندرية بدأ هذا العمل الكبير حيث وضع النص العبري في عمود، وللأسف لم يتبق منه أي جزء في أي صورة (لا مخطوطات ولا ترجمات له)، وفي العمود الثاني وضع النص العبري بحروف يونانية لخدمة النصارى الذين لا يقرؤون العبرية، ولم يتبق منه شيء كذلك، وفي العمود الثالث وضع ترجمة أكيلا اليونانية، وفي العمود الرابع وضع ترجمة سيماخوس اليونانية، وفي العمود الخامس وضع تنقيح للترجمة السبعينية، وفي العمود السادس وضع ترجمة ثيودثيون اليونانية، ويوجد شواهد قليلة جداً لآخر أربعة أعمدة، أتم أوريجانوس هذا العمل الضخم في سنة 245م، في 6500 صفحة كما يتخيله جيمس ساندرس وأكثر العلماء.
            انظر لمزيد من التفصيل:
            James A. Sanders, Origen and The First Christian Testament IN Studies in The Hebrew Bible, Qumran, and The Septuagint Presented to Eugene Ulrich.

            [5] Roberts, A., Donaldson, J., & Coxe, A. C., The Ante-Nicene Fathers Vol. IV: Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325. Fathers of the Third Century: Tertullian, Part Fourth; Minucius Felix; Commodian; Origen, Parts First and Second. P. 388.

            [6]من الاتهامات الطريفة التي وجهها كلزوس للنصارى ما نقله عنه أوريجانوس (ضد كلزوس3: 43): ((هذه هي القواعد التي وضعوها: لا تتركوا شخصا متعلماً، أو حكيماً، أو عقلانياً يقترب منا، لأن هذه القدرات حسب اعتقادنا هي قدرات شريرة. أما الجاهل، أو الغبي، أو غير المتعلم، أو الأشخاص الحمقى، فلتتركوهم يأتوا بجسارة)).

            [7] Roberts, A., Donaldson, J., & Coxe, A. C. The Ante-Nicene Fathers Vol. IV: Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325. Fathers of the Third Century: Tertullian, Part Fourth; Minucius Felix; Commodian; Origen, Parts First and Second. P. 443.

            [8]2أخبار 9: 29 وبقية أمور سليمان الأولى والأخيرة أما هي مكتوبة في أخبار ناثان النبي وفي نبوّة أخيا الشيلوني وفي رؤى يعدو الرائي على يربعام بن نباط، انظر أيضاً 2أخبار12: 15، و13: 22

            [9]إرميا36: 23 وكان لما قرأ يهودي ثلاثة شطور أو أربعة أنه شقه بمبراة الكاتب وألقاه إلى النار التي في الكانون حتى فني كل الدرج في النار التي في الكانون.

            [10]حسب السبعينية، وهو الملوك الثاني في الأصل العبري والترجمات الحالية؛ 2ملوك22: 8 فقال حلقيا الكاهن العظيم لشافان الكاتب قد وجدت سفر الشريعة في بيت الرب. وسلّم حلقيا السفر لشافان فقرأه.

            [11] Schaff, P., The Nicene and Post-Nicene Fathers Vol. X. Saint Chrysostom: Homilies of the Gospel of Saint Matthew. P. 58.

            [12]هذه المعاناة والمشقة التي تكبدها الأسقف ميلتو ترد على من ادعى انتشار الكتاب المقدس، ومعرفة النصارى به!

            [13]2ملوك و 2صموئيل، كما في الترجمة السبعينية.

            [14]ذكر القمص هذا الكلام في "الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص87" ، لكنه قال: "والأنبياء وإشعياء وإرمياء"؛ بالعطف، وهذا غير صحيح، والصواب كما هي في تعريب القمص/ مرقص داوود، وكذلك في المجلد الأول من الإصدار الثاني من سلسلة آباء نيقية وما بعد نيقية "باللغة الإنجليزية" ص206، وهو ما أثبته هنا.

            [15]يوسابيوس القيصري، تاريخ الكنيسة 4/26. تعريب القمص/ مرقص داوود ص189.

            [16]فهم البعض من η και Σοφια"والحكمة" أن ميلتو يقصد أن يذكر اسماً آخر لسفر أمثال سليمان، وليس سفر الحكمة.

            [17]الكتاب المقدس، النصوص الأصلية كيف وصلت إلينا؟ دار مجلة مرقس ص75.

            [18]القمص تادرس يعقوب ملطي، نظرة شاملة في علم الباترولوجي في الستة قرون الأولى ص71.

            [19] يوسابيوس القيصري، تاريخ الكنيسة 6/25. ص274.

            [20]يوسابيوس القيصري، تاريخ الكنيسة 6/25. ص275.

            [21]السابق.

            [22] القمص تادرس يعقوب ملطي، نظرة شاملة في علم الباترولوجي في الستة قرون الأولى ص16.

            [23]ذكر أسفار العهد الجديد السبعة وعشرين سفراً، كما هي الآن.

            [24]Schaff, P. The Nicene and Post-Nicene Fathers Second Series Vol. IV. Athanasius: Select Works and Letters. P. 551. Oak Harbor.

            [25]القمص تادرس يعقوب ملطي، نظرة شاملة في علم الباترولوجي في الستة قرون الأولى ص220.

            [26]Bruce, F. F. The canon of scripture. P. 81 (Gregory, Hymn 1.1.12.31, lines 11–29).

            [27]القمص تادرس يعقوب ملطي، نظرة شاملة في علم الباترولوجي في الستة قرون الأولى ص229.

            [28]Bruce, F. F. The canon of scripture. P. 81.

            [29]Schaff, P. The Nicene and Post-Nicene Fathers Second Series Vol. VII. Cyril of Jerusalem, Gregory Nazianzen. P. 27. Oak Harbor

            [30]السابق.

            [31]القمص تادرس يعقوب ملطي، نظرة شاملة في علم الباترولوجي في الستة قرون الأولى ص ص140، 141.

            [32]Bruce, F. F. The canon of scripture. P. 81.

            [33]القمص تادرس يعقوب ملطي، نظرة شاملة في علم الباترولوجي في الستة قرون الأولى ص141.

            [34]موسوعة الخادم القبطي، الجزء الثاني(أ)، مادة: لاهوت مقارن ص95.

            [35]البابا شنودة الثالث، اللاهوت المقارن 1/ 15.

            [36]دائرة المعارف الكتابية. نسخة الكترونية.



            ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

            تعليق


            • #21
              اليهود والكتاب المقدس!
              قال القمص عبد المسيح بسيط:
              لم يقل أحد من اليهود بتحريف الكتاب المقدس.[1]
              لم يجتمع اليهود يوماً مع النصارى الأوائل على نفس الكتاب المقدس؛ ففي الوقت الذي كان فيه اليهود يقدسون النص العبري لا غيره، كان النصارى الأوائل يقدسون الترجمة السبعينية لا غيرها، ويؤمنون أنها تمت بواسطة الروح القدس، كأوريجانوس كما مر، وروّج أبو التقليد الكنسي ايريناوس (120 – 202م) لأسطورة السبعينية فقال في الفصل الثاني والعشرين من الكتاب الثالث في "ضد الهراطقة":
              ((كان بطليموس بن لاجوس متلهفاً لتزيين المكتبة التي أنشأها في الإسكندرية بمجموعة من كتابات كل الرجال التي تستحق ذلك، فطلب من شعب أورشليم أن يترجموا أسفارهم المقدسة إلى اللغة اليونانية -وكانوا في هذا الوقت خاضعين للمقدونيين- ولذلك أرسلوا إلى بطليموس سبعين شيخاً لينفذوا له ما أراد، وكلهم كانوا متمكنين من الكتاب المقدس، متمكنين كذلك من اللغتين، ولكن بطليموس رغبةً منه في اختبار كل شيخ بمفرده، وخشية أن يكتم المترجمون الحقيقة عندما يجتمعون سوية في ترجمتهم للكتاب المقدس قام بتفريقهم، وأمرهم جميعاً أن يكتبوا نفس الترجمة، وكان قد فعل هذا مع كل الكتب. ولما اجتمعوا معاً في نفس المكان أمام بطليموس، وقارن كلٌ منهم ترجمته مع الترجمات الأخرى، تمجد الله، وقبلت هذه الأسفار كنص مقدس حقيقي. لأنهم قرؤوا جميعاً نفس الترجمة [التي أعدها كل منهم] بنفس الكلمات، وبنفس الأسماء، من البداية إلى النهاية، ولذلك حتى الوثنيين أدركوا أن الأسفار تُرجمت بوحي الله))[2].
              وأيضاً كلمنت السكندري (153 – 217م) في "المتفرقات - ستروماتا" يذكر أنها تمت بوحي الرب فيقول:
              ((لم يكن غريباً على وحي الرب، الذي وهب النبوة، أن يخرج أيضاً الترجمة، ويجعلها وكأنها نبوة يونانية)).
              وكذلك روج لهذه الأسطورة يوستينوس (110 – 165م) شهيد الكنيسةفي الفصل الثالث عشر من رسالته إلى اليونانيين، وعندما أحس يوستينوس أنه ربما يُكَذَّب قال: ((إن هذه القصة ليست خرافة، ولا نروي خيالاًno fable, nor do we narrate fictions )) بل وذكر أنه رأى بقايا الأكواخ التي كان يقيم فيها الشيوخ، حينما كانوا يعملون على الترجمة!
              وهو إيمان جل آباء الكنيسة الأوائل؛ كترتليانوس، وأغسطينوس، وكيرلس الأورشليمي، وأمبروسيوس، ويوسابيوس القيصري، وغيرهم، فهل يستطيع القمص أن ينكر هذا الإيمان؟
              ولذلك كان آباء النصارى الأوائل يستخدمون دائماً مصطلحات مثل: نصنا، ونصهم، وكأنه شيء بديهي؛ فمثلا قديس الكنيسة أغسطينوس عندما كان يجيب على السؤال (هل كانت أعمار القدامى مثل أعمارنا؟) قال في مدينة الله، الكتاب: 15، الفصل 14:
              ((لكن الاختلاف الموجود في الأعداد بين نسخنا وبين النص العبري لا يمس طول أعمار الأوائل، وإذا كان هناك اختلاف كبير جداً بينهما فلا يمكن أن يكون كلاهما صحيح، فلذلك لابد أن نأخذ في الاعتبار الحقائق الصادقة من النص الذي تحويه نسختنا المترجمة)).
              وإلى اليوم الذي نحياه، ما زال كثير من آباء الكنيسة الأرثودكسية يروجون لهذه الأسطورة، فيقول د/ ملاك محارب:
              ((ومما يؤكد أن هؤلاء الشيوخ كانوا تحت تأثير الوحي الإلهي هي قصة سمعان الشيخ الذي كان يترجم سفر أشعياء وعند الآية "ولكي يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل" حاول أن يصلح في الآية ولكن الوحي رفض وأعطاه عمراً حتى رأى السيد المسيح بنفسه!))[3].
              ولم يكتف الراهب القس دوماديوس الرزيقي بالترويج لهذه الأسطورة بل زعم أنها -الأسطورة- متواترة!! فقال:
              ((وسميت هذه الترجمة بالسبعينية بناءً على التقليد المتواتر بأنه قد قام بها اثنان وسبعين شيخاً من علماء اليهود في مدينة الإسكندرية في أيام الملك بطليموس فيلادلفوس الثاني (285 - 247 ق.م)[4]))[5].
              ولعل هذه الأسطورة هي التي كانت وراء زعم الدكتور داود رياض (البروتستانتي!) في (من يقدر على تحريف كلام الله، ص 27) عن السبعينية: ((أسكتت النقاد لتطابقها مع الأصل![6]))[7].
              ودفع الإيمانُ بقدسية السبعينية كتبةَ العهد الجديد إلى الاقتباس منها دون النص العبري في أغلب الأوقات، ففي المدخل إلى الكتاب المقدس:
              ((وأكثر الاقتباسات في العهد الجديد مستقاة من الترجمة السبعينية، وهي تستعمل اليوم في الكنيسة اليونانية الأرثودكسية لقراءة الدروس والمزامير المعينة في عبادتها الدينية))[8].
              وكذلك ذكرت دائرة المعارف الكتابية:
              ((لقد كانت السبعينية هي الكتاب المقدس للذين هم في الشتات، وهكذا أصبحت هي الكتاب المقدس للكنيسة، الكتاب الذي حمله اليهود الهيلينيون لكل العالم. ويتضح هذا من دراسة الاقتباسات من العهد القديم المذكورة فهي العهد الجديد، فهناك ستة وأربعون اقتباساً من العهد القديم في الأناجيل الثلاثة الأولى، منها 18 اقتباسا ينفرد بها متى، وثلاثة كل من لوقا ومرقس. كما يذكر يوحنا اثني عشر اقتباساً لا يوجد منها إلا ثلاثة في الأناجيل الثلاثة الأولى. وفي سفر الأعمال ثلاثة وعشرون اقتباسا جاء اغلبها في وسط الأحاديث. ويذكر الرسول بولس ثمانية وسبعين اقتباسا، منها واحد وسبعون اقتباسا في رسائله إلى رومية وكورنثوس وغلاطية. وفي الرسالة إلى العبرانيين ثمانية وعشرون اقتباسا منها واحد وعشرون لا توجد في غيرها من أسفار العهد الجديد. أما سفر الرؤيا وان كان لا يوجد به اقتباسات مباشرة من العهد القديم، إلا أن لغة العهد القديم تبدو واضحة في ثناياه. ومعظم هذه الاقتباسات تتفق حرفياً مع السبعينية كما هي بين أيدينا الآن، وبخاصة في إنجيل لوقا وسفر الأعمال والرسالة إلى العبرانيين ويوحنا الرسول، ولكن في بعضها الآخر(كما في أنجيل متى) يبدو أن الكاتب نقل عن العبرية مباشرة أو عن ترجمة أرامية أو غيرها من الترجمات اليونانية أو عن نسخة منقحة من السبعينية، أو انه مزج بين عبارتين من العهد القديم وصاغهما بإرشاد الروح القدس صياغة جديدة. وعلى العموم، كان للسبعينية أثر عميق في كلمات وعبارات العهد الجديد، بل يبدو أن هناك كلمات بذاتها قد هيأتها السبعينية لتستخدم في العهد الجديد))[9].
              وهذه بعض الأمثلة على اقتباس كُتَّاب العهد الجديد من الترجمة السبعينية، دون النص العبري:
              متى1: 23 هُوَذَاالْعَذْرَاءُتَحْبَلُوَتَلِدُابْنًا،وَيَدْعُونَاسْمَهُعِمَّانُوئِيلَالَّذِيتَفْسِيرُهُ:اَللهُمَعَنَا.
              اقتبس متى هذه الفقرة من الترجمة السبعينية لإشعياء 7: 14 حسب اعتراف الترجمة العربية المشتركة في الحاشية.
              متى3: 3 فَإِنَّهذَاهُوَالَّذِيقِيلَعَنْهُبِإِشَعْيَاءَالنَّبِيِّالْقَائِلِ:صَوْتُصَارِخٍفِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّواطَرِيقَالرَّبِّ. اصْنَعُواسُبُلَهُمُسْتَقِيمَةً.
              اقتبس متى هذه الفقرة من الترجمة السبعينية لإشعياء 40: 3 حسب اعتراف الترجمة العربية المشتركة في الحاشية.
              متى12: 18-21 هُوَذَافَتَايَالَّذِياخْتَرْتُهُ،حَبِيبِيالَّذِيسُرَّتْبِهِنَفْسِي. أَضَعُرُوحِيعَلَيْهِفَيُخْبِرُالأُمَمَبِالْحَقِّ. لاَيُخَاصِمُوَلاَيَصِيحُ،وَلاَيَسْمَعُأَحَدٌفِيالشَّوَارِعِصَوْتَهُ .قَصَبَةًمَرْضُوضَةًلاَيَقْصِفُ،وَفَتِيلَةًمُدَخِّنَةًلاَيُطْفِئُ،حَتَّىيُخْرِجَالْحَقَّإِلَىالنُّصْرَةِ .وَعَلَىاسْمِهِيَكُونُرَجَاءُالأُمَمِ.
              اقتبس متى هذه الفقرة من الترجمة السبعينية لإشعياء 42: 1-4 حسب اعتراف الترجمة العربية المشتركة في الحاشية.
              وأيضاً متى13: 14-15، متى15: 8-9، متى21: 16، مرقس4: 12، مرقس7: 6-7، لوقا8: 10، يوحنا1: 23، يوحنا12: 38، 40 وغيرها، كلها حسب ما جاء في حاشية الترجمة العربية المشتركة.
              لكنَّ اليهود اتهموا الترجمة السبعينية -المقدسة لدى النصارى الأوائل- بالتحريف كما جاء في تعليق الرابي إسماعيل (من حاخامات القرن الثاني الميلادي) على خروج12: 40 في المخيلتا[10]:
              ((أما إقامة بني إسرائيل في مصر، وفي أرض كنعان، وفي أرض جوشن, فهي أربع مئة وثلاثين سنة. هذه واحدة من الفقرات التي غيروها عند كتابة التوراة للملك بطليموس؛ فقد كتبوا له: الله خلق في البدء (تكوين1: 1)، أعملُ إنساناً بصورة وبشكل (تكوين1:26)، ذكراً بأعضاء أنثى خلقه (تكوين5: 2)، وأكمل الله في اليوم السادس واستراح في اليوم السابع (تكوين2: 2)، الآن سأنزل وأبلبل ألسنتهم (تكوين11: 7)، فضحكت سارة مع أقاربها (تكوين18: 12)، لأنهما في غضبهما قتلا ثوراً وفي رضاهما عقرا معلفاً (تكوين49: 6)، وأخذ موسى زوجته وأبناءه وأجلسهم على عربة رجل (خروج4: 20)، لم آخذ أي شيء شهي منهم (عدد16: 15)، التي قسمها الرب إلهك لتعطي نوراً لكل الشعب (تثنية4: 19)، التي أمرتُ الأمم ألا يعبدوها (تثنية17: 3)، وصغير الرِّجلين (لاويين11: 6)، وكتبوا له أيضاً: أما إقامة بني إسرائيل في مصر، وفي أرض كنعان، وفي أرض جوشن فكانت أربع مئة وثلاثين سنة[11]))[12].[13]
              وجاء هذا الاتهام أيضاً في التلمود في مجيلا الصحيفة التاسعة العمود أ،ب وفي مواضع أخرى من التلمود، وأيضاً في المدراش في التعليقات على بعض النصوص المذكورة من قبل.
              قد يقول قائل إنّ اليهود في القرن الأول الميلادي كانوا يقدّسون الترجمة السبعينية، وهذا صحيح، ونعرف هذا من ترويج الفيلسوف اليهودي فيلو[14] (25ق.م - 50م)، وكذلك المؤرخ اليهودي يوسيفوس[15] (37م - 100م), لأسطورة السبعينية، وهذا ما جعل جيردلستون Girdlestoneيقول عن السبعينية:
              ((في بداية النصرانية، كان كل من اليهود والنصارى يميلون إلى اعتبارها قد تمّت بتأييد الوحي)).[16]
              لكن لا يوجد أدنى دليل على تقديس اليهود للأسفار القانونية الثانية التي كان النصارى يقدسونها في القرن الأول الميلادي، بل يوجد العكس،[17] فلذلك أقول إنه حتى في الوقت الذي قدس فيه اليهود السبعينية، لم يجتمع اليهود والنصارى على كتاب واحد!
              يتضح لنا من ذلك أن اليهود -بداية من القرن الثاني- كانوا يتهمون النص المقدس لدى الآباء، ولدى كتبة الأناجيل، وبالطبع لدى عامة النصارى بالتحريف، فلا داعي يا قمص عبد المسيح للكلام فيما ليس لك به أدنى علم!


              مناقشة يوستينوس مع تريفو اليهودي تثبت العصمة أم التحريف؟!
              قال القمص عبد المسيح بسيط:
              ومن أشهر المناقشات التي دارت في القرن الثاني، بين المسيحيين واليهود، الحوار الذي دار بين يوستينوس الشهيد وتريفو اليهودي، واعتماد كل منهما على آيات نفس الكتاب المقدس الواحد، ولم يتهم أحد منهما الآخر بالتحريف إنما اختلفا في التفسير والتطبيق.[18]
              ليت القمص أتعب نفسه ولو قليلاً وقرأ حوار يوستينوس مع تريفو، حتى لا يذكر هذه المناقشة التي تدين كل نصراني ويهودي في كتابه، لأن يوستينوس في هذا الحوار اتهم اليهود صراحة بحذف نصوص كثيرة من التوراة العبرية وتحريف نصوص أخرى، ولم يستطع تريفو المسكين أن يرد ويدافع عن كتابه إلا بقوله: الله أعلم، لكن هذا لا يُصدَّق God knows; but it seems incredible!
              وسأضع للقمص جزءاً من حوار يوستينوس مع تريفو حتى لا نكون مدعين بلا وجه حق:
              ((وهنا قال تريفو: "نسألك وقبل كل شيء أن تخبرنا عن بعض النصوص التي تدعي أنها حذفت كلياً".
              فقلتُ: سأفعل كما تحب. قد حذفوا الآتي من نص عزرا الذي أشار فيه إلى شريعة الفصح: ((وقال عزرا للشعب: هذا الفصح هو مخلصنا وملاذنا. ولو فهمتم، ووعت قلوبكم ذلك، وتواضعنا له، وكان رجاؤنا فيه، فلن يهجر هذا المكان للأبد. يقول رب الجنود. لكن إذا لم تؤمنوا به، ولم تصغوا إلى تصريحاته ستصبحون سخرية الأمم))، ومن كلام إرميا قد حذفوا الآتي: ((كنت كشاة تساق إلى الذبح، فكروا عليَّ أفكاراً قائلين، تعالى، دعونا نفسد عليه خبزه، دعونا نمحوه من أرض الأحياء، فلا يذكر اسمه بعد))، ما زالت هذه الفقرة مكتوبة في بعض النسخ (من الكتاب المقدس) في معابد اليهود (لأنها حذفت من فترة قصيرة)، وقد حذفوا أيضاً من أقوال إرميا الآتي: ((تذكر الرب الإله شعبه الميت من إسرائيل الراقدين في القبور، ونزل ليبشرهم بخلاصه))))
              ومن المزمور 95 (96) حذفوا القول القصير من كلام داود: ((من الخشبة))، فنجد الفقرة تقول: ((قولوا بين الأمم، الرب قد ملك)) الآن لا يقال على أحدٍ من شعبك أنه قد ملك كإله أو رب بين الأمم، باستثناء الذي صلب فقط، وهو الذي أكد الروح القدس أيضاً عنه في نفس المزمور أنه رُفِعَ مرة أخرى، وأُطلق من المقبرة، معلناً أنه ليس مثله بين آلهة الأمم لأنها أوثان الشياطين ... هنا علَّق تريفو "سواء كان حكام الشعب قد حذفوا أي جزء من الأسفار المقدسة (أو لا) كما تؤكد، الله أعلم، لكن هذا لا يُصدَّق". قلتُ "بلا شك" "هذا لا يصدق، لأنه مرعب أكثر من صنعهم العجل، وقد أُعطوا المن على الأرض، وأكثر من التضحية بالأطفال للشياطين، أو حتى أكثر من قتل الأنبياء، لكن يبدو لي أنك لم تسمع من قبل بهذه النصوص التي ذكرتُ أنهم قد حذفوها، والأمثلة التي اقتبستُها كافية جداً لإثبات النقطة محل النزاع، علاوة على النصوص التي قد احتفظنا بها ولم نعرضها بعد)).[19]
              فكما رأيتَ اتهم يوستينوس اليهود بحذف نصوص كثيرة من العهد القديم، وذكر بعضاً من هذه النصوص، ولا يمكننا أن نستهين بشهادة من القرن الثاني، وكذلك هي شهادة أحد قديسي الكنيسة.
              أرجو أن أكون بنقلي لهذا الجزء من المناقشة قد بينت خطأ القمص فيما ذهب إليه، وأنه إنما أراد خداع القارئ، ومع الأسف ينخدع بكلامه كثيرٌ من الذين لا يبحثون، ولا يراجعون كلام القساوسة، وهم للأسف عامة أبناء الكنيسة.


              القول بالتحريف هو من اختراع المسلمين!
              قال القمص عبد المسيح بسيط:
              هذا الادعاء جاء كمحاولة لإيجاد مخرج للخلاف القائم بين العقائد الجوهرية لكل من المسيحية والإسلام! ومن ثم فلم يقل أحد بتحريف الكتاب المقدس قبل العصور الوسطى وانتشار الإسلام في الأوساط المسيحية ...[20]
              ظهر خطأ القمص بسيط، وعرفنا أن القول بتحريف الكتاب المقدس ليس من اختراع المسلمين وليس بسبب انتشار الإسلام، بل قد قيل قبل ذلك بكثير، وقد اعترف آباء الكنيسة الأوائل أنفسهم بضياع كثير من النصوص، وتحريف نصوص أخرى من قبل اليهود، وكذلك اتهم الوثنيون النصارى بتحريف الكتاب المقدس كما رأينا في كلام كلزوس، وعلمنا كذلك أن الآباء الأوائل أنفسهم لم يجتمعوا على كتاب واحد، فكيف بالمستقيمين والهراطقة؟
              ويزعم القمص بسيط أن القول بالتحريف جاء كمحاولة لإيجاد مخرج للخلاف بين المسلمين والنصارى، وهذا زعم باطل، إذ إن النقّاد في الوسط الأكاديمي في الغرب اليوم يردّون عصمة الكتاب المقدس، وقدموا لذلك دراسات عديدة، وكتباً مطولة لدراسة ونقد نصوص الكتاب المقدس، فليس الحال كما ذكر القمص بسيط، وليس القول بالتحريف حكراً اليوم على المسلمين فقط!
              ولو قلنا -جدلاً- إنّ الإسلام هو أول من تحدث عن تحريف أهل الكتاب لأسفارهم؛ لكان ذلك إثباتًا للسبق الإعجازي للقرآن الكريم, وهو ما لا نزعمه على هذه الصورة, وإنّما نحن نقول إنّ القرآن الكريم قد أعلن الحقيقة التاريخيّة التي يشهد عليها التاريخ وأقرّ بها علماء أهل الكتاب؛ وهذا من كمال النصّ القرآني في كشفه لما يخفيه الأحبار والرهبان عن عوام اليهود والنصارى!


              أسفار يونانية ضمن قمران!
              قال القمص عبد المسيح بسيط:
              وقد وجد ضمن لفائف قمران في كهف 4 مخطوطات للترجمة السبعينية أيضا تحتوى على أسفار الخروج واللاويين والعدد وترجع لسنة 100ق م.[21]
              أولاً: كالعادة لم يذكر لنا القمص بسيط مرجعاً لكلامه؛ وذلك لأن القمص هو المرجع (!) (على طريقة أهل مصر: من النهاردة مفيش مرجع، أنا المرجع!) كما أكد على ذلك بنفسه وكما اعتدنا منه، فيكتب كما يشاء دون أن يتخيل أن قارئه ربما يفهم ما يقرأ (حاشا)، فلا أدري كيف يكتبُ باحثٌ بدون أن يعزو إلى ما ينقل عنه, وكأنه حجّة الله في أرضه, قد كُشف عنه (الحجاب)!
              ثانياً: يفهم القارئ من كلام القمص بسيط أن هذه المخطوطات تحتوي على كل أسفار الخروج والعدد واللاويين، لكن هذا غير صحيح.
              اكتشفت مخطوطتان تحتويان على أجزاء من سفر اللاويين باليونانية, في الكهف الرابع؛ المخطوطة الأولى سماها العلماء 4Q119 (4QLXXLeva)وتحتوي على لاويين26: 2-16، أما المخطوطة الثانية فسموها 4Q120 (4QpapLXXLevb),وهي في حالة سيئة للغاية؛ فهي ممزقة إلى 97 رقعة، وتحتوي هذه الرقع على 41 عدداً من سفر اللاويين، فيكون مجموع نصوص المخطوطتين 56 عدداً فقط من سفر اللاويين، أغلب هذه الأعداد غير كاملة، ومع ذلك يزعم القمص أن الكهف الرابع وُجد فيه سفر اللاويين!
              أما سفر العدد فله مخطوطة وحيدة غير كاملة أيضاً ضمن مخطوطات قمران وهي 4Q121 (4QLXXNum)وتحتوي على 18 عدداً فقط من السفر!، أيضاً أغلب هذه الأعداد غير كاملة.
              ومع أن هذه النصوص تختلف كثيراً جدا عن نصوص مخطوطات السبعينية المعروفة من قبل، إلا أنني لستُ الآن بصدد مقارنة هذه النصوص مع النصوص اليونانية الأخرى، وإن شاء الله نثبت في بحث منفصل شهادة مخطوطات قمران على تحريف كتابهم المقدس.
              وقد كتب باترك سكيهانPatrick Skehan مقالاً لدراسة رُقَع سفر العدد اليونانية التي وجدت في الكهف الرابع, أثبت فيه وجود اختلافات عديدة بين نص هذه الرقع وبين نص مخطوطات السبعينية الحالية!، قال في أوله:
              ((إن نص هذه الرقع لم يكن –على غير ما كان متوقعاً- أساساً لشكل النص كما هو في المخطوطات السبعينية المتأخرة، إذ إنّه إعادة صياغة هائلة للسبعينية الأصلية لجعلها مطابقة للنص العبري الساكن, حجماً وأسلوباً))[22].
              ولا يوجد ضمن المخطوطات المكتشفة في الكهف الرابع أي جزء من سفر الخروج باليونانية، فلا أدري هل كان القمص عبد المسيح بسيط مدلساً عندما ذكر سفر الخروج، أم أنه الجهل المجرّد؟
              ولنكون أكثر دقة بخصوص مخطوطات سفر الخروج اليونانية التي يزعم القمص أنها أُكتشفت في الكهف الرابع أشير إلى أن ضمن هذا الكهف وُجِدت مخطوطة [23](4QpapGkExodpar)4Q127 ممزقة إلى ثمانين رقعة -تقريباً- بها كلمات مثل موسى ومصر وفرعون، لكنها ليست جزءاً من سفر الخروج، يقول سكانلن Scanlin:
              ((من خلال الكلمات التي أمكن التعرف عليها بسهولة ضمن الرقع الثمانين لهذه المخطوطة مثل موسى، ومصر، وفرعون؛ يتضح أن النص يتعامل مع أحداث الخروج. بالرغم من ذلك فإن البحث بواسطة الكمبيوتر قد فشل في نسبتها لفقرات معينة في سفر الخروج، لذلك توصف هذه المخطوطة بأنها إعادة صياغة paraphrase للخروج، فهناك أيضاً مخطوطات عديدة غيرها ضمن قمران تعد إعادة صياغة لنصوص كتابية)).[24]
              ونفس الكلام باختصار ذكره جوزيف فتزماير joseph fitzmyer حيث قال في الدليل الرائع الذي أعده للتعريف بمخطوطات البحر الميت والأماكن المجاورة:
              ((86 رقعة، تذكر أشخاصًا وأماكن معروفين من سفر الخروج (موسى، فرعون، مصر، وربما هارون ومريم)).[25]
              فيا قمص بسيط, كيف اهتديت من خلال هذه الكلمات (التائهة) (المفرّقة) إلى أنّها تعود إلى سفر معيّن باسمه, يدعى سفر الخروح؟! أهو الوحي؟! أم النباهة؟! أم ..؟!
              إن هذا لشيء عجاب!
              وطبعاً لستُ مثل القمص، أذكر كلاماً بدون مرجع، فمرجع كلامي السابق هو:
              Garcı́a Martı́nez, F., & Tigchelaar, E. J. C., The Dead Sea scrolls study edition (transcriptions). Vol. 2 (1:294). Leiden; Boston.;. New York: Brill. (1997-1998)
              وكذلك:
              Emanuel Tov, A Categorized List of All the "Biblical Texts" Found in the Judaean Desert IN Dead Sea Discoveries, Vol. 8, No. 1 (2001), pp. 67-84.
              وكذلك:
              Eugene Ulrich, Index of Passages in The Biblical scrolls INThe Dead Sea Scrolls After Fifty Years. Leiden ; Boston.;. Koln: Brill. 1999. pp. 649-665.





              [1]هل يمكن تحريف الكتاب المقدس؟ ص9. وقدذَكَرَ نفس الكلام بتمامه في "الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص22" فتأمل!

              [2] Roberts, A., Donaldson, J., & Coxe, A. C. The Ante-Nicene Fathers Vol.I: Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325. The apostolic fathers with Justin Martyr and Irenaeus. P. 451.

              [3]د/ ملاك محارب، دليل العهد القديم ص 28. أبناء الأنبا رويس.

              [4]انظر تعليقي على كتاب الراهب القس/ دوماديوس الرزيقي في الملحق الأول آخر هذا الكتاب.

              [5]الراهب القس/ دوماديوس الرزيقي، الكتاب المقدس عبر القرون والأجيال ص 108.

              [6]انظر الرد عليه في الملحق الثاني آخر هذا الكتاب.

              [7]ذ/ علي الريس، تحريف مخطوطات الكتاب المقدس ص 178.

              [8]ذ/ حبيب سعيد، المدخل إلى الكتاب المقدس ص 50.

              [9]دائرة المعارف الكتابية. نسخة الكترونية.

              [10]المخيلتا كلمة آرامية معناها (المعيار) أو (المكيال) أو (الوعاء)، وهي تتضمن تسعة أبواب، تعالج فيها أحكاماً شرعية موجودة في نص الكتاب المقدس، وتنسب إلى الربي إسماعيل ومدرسته. وكانت قد جُمعت في فلسطين ثم نقلت إلى العراق (بابل) حيث تنوعت تفاسيرها هناك. وهي بشكلها الذي نعرفه ترجع إلى القرن الرابع أو الخامس الميلادي. انظر الفكر الديني اليهودي أطواره ومذاهبه، الدكتور حسن ظاظا ص ص 76 و 77.

              [11]ربما يلاحظ القارئ (الجادُّ فقط) الذي سيقارن بين النصوص الماضية ونصوص السبعينية الحالية وجود اختلافات عديدة بينهما، وأيضاً سيلاحظ أحياناً عدم وجود مشاكل في بعضها؛ حيث تكون مطابقة للنص العبري، وبذلك نستطيع أن نعرف أن السبعينية مرت بمراحل كثيرة حتى وصلت إلينا، وأن نص السبعينية الذي كان موجوداً في القرن الثاني الميلادي يختلف عن نص السبعينية الموجود حالياً، والتي يرجع زمن مخطوطاتها إلى ما بعد القرن الثاني الميلادي بفترة طويلة.

              [12]استعنت بالأصل العبري للوصول إلى ترجمة عربية دقيقة.

              [13] Lauterbach, Jacob Zallel: Mekilta de-Rabbi Ishmael. New ed. Philadelphia, Pa: Jewish Publication Society. P. 76.

              [14]انظر:
              Abraham Wasserstein & David j. Wasserstein, The Legend of the Septuagint From Classical Antiquity to Today P. 35-45.

              [15]انظر:
              Josephus, F., & Whiston, W. The works of Josephus: Complete and unabridged. Includes index. (Ant 12.11-118).

              [16]Girdlestone, R. B. Synonyms of the Old Testament: Their bearing on Christian doctrine. P. 9.


              [17]عدّد المؤرخ اليهودي يوسيفوس في آخر القرن الأول الميلادي الأسفار التي يقدسها، ولم يذكر منها الأسفار القانونية الثانية، انظر:
              Josephus, F., & Whiston, W. The works of Josephus: Complete and unabridged. Includes index. (Apion 1.38-40).

              [18]هل يمكن تحريف الكتاب المقدس؟ ص10. وقدذَكَرَ نفس الكلام بتمامه في "الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص22" فتأمل!

              [19] Roberts, A., Donaldson, J., & Coxe, A. C., The Ante-Nicene Fathers Vol.I : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325. The apostolic fathers with Justin Martyr and Irenaeus. P. 234.

              [20]هل يمكن تحريف الكتاب المقدس؟ ص10 ، 11. وقد ذَكَرَ نفس الكلام بتمامه في "الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص23" مع تغيير كلمة الادعاء إلى القول! فتأمل!

              [21]الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص99.

              [22] Patrick Skehan,4QLXXNum: A Pre-Christian Reworking of the Septuagint INThe Harvard Theological Review, Vol. 70, No. 1/2 (Jan. - Apr., 1977), p. 39

              [23]4= الكهف الرابع، Q= أول حرف من كلمة قمران بالإنجليزية، pap= اختصار كلمة papyrusأي بردي، Gk= اختصار كلمة Greekأي يوناني، Exod= اختصار كلمة Exodusأي خروج، Par= اختصار كلمة Paraphraseأي إعادة صياغة، فيكون معنى 4QpapGkExodpar بردية يونانية من الكهف الرابع لإعادة صياغة الخروج.

              [24] Scanlin, H. P., The Dead Sea scrolls and modern translations of the Old Testament. (electronic ed.).

              [25]joseph a. fitzmyer. s.j.,A Guide to The Dead Sea Scrolls and Related Literature, P. 44.



              ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

              تعليق


              • #22
                مقارنة بين لفافة إشعيا والنص الماسوري!
                قال القمص عبد المسيح بسيط:
                قام العلماء بعمل مقارنة بين لفه لسفر إشعياء ترجع لسنة 916م ولفة أخرى لسفر إشعياء (إشعياء A) من مخطوطات قمران وترجع لسنة 125 ق م، بفارق زمني قدره حوالي 1050 سنة، وكانت النتيجة مذهلة، فقد تبين لهم حقيقة حفظ الله لكلمته والدقة المتناهية والتي وصلت بها إلينا، وكانت النتيجة كالآتي؛ فقد وجدوا في 166 كلمة من ص53 تساؤل حول 17 حرفاً، عشرة منها في حروف الهجاء وأربعة في طريقة الكتابة، دون أي تأثير على المعنى، وثلاثة حروف في كلمة "نور" الموجودة في آية 11 والتي وجدت في الترجمة اليونانية السبعينية.[1]
                يتمنى النصارى العرب أن يكون لديهم نص عبري قديم يطابق النص الماسوري الحديث[2]، ولا يصعب عليهم تحقيق هذه الأمنية، فما أسهل الادعاء بأن نصوص مخطوطات قمران تطابق نصوص المخطوطات الماسورية، ولا يقدمون لهذا الادعاء أي دليل.
                أولاً: خرق القمص بسيط كل أصول البحث العلمي حينما نسب أمراً في موقفٍ علميٍّ لمجاهيل، فلم يخبرنا القمص من هؤلاء العلماء الذي أجروا البحث كما يقول، هذا إن كان القمص نفسه يعرف!، أو ربما هو بحث سري، قام به بعض أصدقاء القمص!
                ثانياً: لماذا اختار القمص بسيط الإصحاح 53 بالتحديد ليعرض كلام العلماء عنه؟
                ثالثاً: تمتلئ هذه اللفافة بالتصحيحات والتعديلات بصورة فجة، توحي لمن يطلع عليها أنها لا يمكن أن تكون مخطوطة معتمدة في قمران، ولهذا قال ويليام بارك William Barrick:
                ((بسبب عدد من التصحيحات الهامشية وإدخالات النصوص التي سقطت بدون قصد في لفافة إشعياء من دير القديس مرقس(1QIsa)يتضح أن الجماعة اليهودية لم تستخدمها أبداً كنص في السيناجوج، إذ إنها تفتقد للدقة المطلوبة لمثل هذه المخطوطات)).[3]
                ويقول ميلّر بروز[4] Miller Burrowsالذي اقتبس القمص بعض كلامه بعد الفقرة السابقة مباشرة، وكتب اسمه ميللر باروز!:
                ((إن النص بحد ذاته يشبه سفر اشعيا المألوف لدينا مع بعض الاختلافات الهامة، وسنأتي إلى بحث الخلافات والمشابهات مع النص الشائع فيما بعد عندما نحاول تقدير أهمية هذا المخطوط من حيث النصوص.
                يبدو بوضوح أن النص كان قد فحص وصحح بدليل وجود كلمات كثيرة كانت قد كُتبت خطأ ثم حذفت وأدخلت التصحيحات عليها كما أن التصحيحة بالحرف أو الكلمة واحدة أُجريت بوضوح بخط الكاتب نفسه. وبعضها أصلحته أيد أخرى. وكذلك الأحرف والكلمات المخرومة التي كتبها الناقل كانت تدخل فوق السطر غالباً. ولما كان لا يوجد متسع بين السطور لجميع المخرومات كانت تجري الإدخالات في الهامش من الجهة اليسرى بشكل عمودي. وهنالك أدلة واضحة في نقاط كثيرة تشير إلى أن الكاتب الناقل قد ترك فراغاً لشيء كان ناقصاً أو غير واضح في المخطوط الذي يكتبه. وأن الأجزاء المخرومة من النص كانت تنقل عادة من مخطوط إلى آخر فيما بعد)).[5]
                رابعاً: بغض النظر عن بعض الكلمات المفقودة بسبب تلف بعض الرقوق فإن لفافة سفر إشعيا 1QIsa[6] هي المخطوطة الوحيدة لسفر كامل ضمن قمران، ولا ننفي وجود تشابه كبير جداً بين هذه اللفافة وبين المخطوطات الماسورية، ومع وجود هذا التشابه لابد أن نؤكد أيضاً على وجود اختلافات كثيرة جداً بينهما، لا كما قال القمص.
                وقد نشر ميلر بروز مقالتين ضمن المجلة الصادرة عن المدرسة الأمريكية للأبحاث الشرقيةthe American Schools of Oriental Researchتحت عنوان قراءات مختلفة في مخطوطة إشعياVariant Readings in the Isaiah Manuscript يعرض فيهما الاختلافات الموجودة بين اللفافة وبين المخطوطات الماسورية، المقالة الأولى في العدد رقم 111 في أكتوبر 1948م، والثانية في العدد رقم 113 في فبراير 1949م، فراجعهما -غير ملزم- للتوسع.
                وكذلك أقر كاسي د. إليدج Casy. D. Elledgeبوجود أكثر من ألف اختلاف بين لفافة إشعيا وبين النص الماسوري فقال:
                ((عندما قارنا لفافة إشعيا العظيمة مع النص الماسوري وجدنا بينهما أكثر من ألف قراءة مختلفة في الكلمات أو الفقرات))[7].
                ولأن ادعاء النصارى بتطابق نصوص هذه اللفافة مع النص الماسوري لا ينتهي، وفخرهم بها قد طال، فأرى أن أذكر بعض الأمثلة القليلة على الاختلافات بين النص الماسوري ونص لفافة إشعيا1QIsa لنثبت أنًّ حتى هذه اللفافة لا تثبت غير تحريف العهد القديم، وكذلك تلقي بعض الضوء على الكثير من التطورات التي حدثت للسفر.

                [1]هل يمكن تحريف الكتاب المقدس؟ ص72. وقدذَكَرَ نفس الكلام بتمامه في "الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص104" فتأمل!

                [2]أقدم مخطوطة كاملة للعهد القديم باللغة العبرية هي مخطوطة ليننجراد، ويرجع تاريخها لسنة 1008م كما هو مدون عليها.

                [3]William D. Barrick, Scrolls from the Judean Desert (electronic ed.)

                [4]أحد أهم المتخصصين في دراسة المخطوطات، كان رئيساً للمدرسة الأمريكية للأبحاث الشرقية، عاصر اكتشاف مخطوطات قمران، وكانت له إسهامات كثيرة في الاكتشافات، وكان تلميذه جون تريفر أول من التقط مجموعة من الصور لمخطوطة اشعيا عندما عرضها عليه المطران أثناسيوس مطران دير السريان الأرثودكس.

                [5]محمود العابدي، مخطوطات البحر الميت ص ص73، 74. ترجمة لكتاب ميللر بروز The Dead Sea Scrolls. دار نون.

                [6]1=رقم الكهف، Q=أول حرف من كلمة قمران بالإنجليزية،Is=اختصار لكلمةIsaiahإشعيا،a=لتمييز هذه المخطوطةعن مخطوطات أخرى لسفر إشعيا، فيكون معنى1QIsaالمخطوطة الأولى لسفر إشعيا من الكهف الأول.

                [7]Casy. D. Elledge, The Bible and The Dead Sea Scrolls p. 89.




                وهذه بعض الاختلافات بين النص الماسوري وبين لفافة إشعيا 1QIsa:
                1- إشعيا2: 3
                في الترجمة الكاثوليكية:
                وتنطلق شعوبٌ كثيرة وتقول: هلموا نصعد إلى جبل الرب، إلى بيت إله يعقوب وهو يعلمنا طرقه فنسير في سبله لأنها من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب.
                صورة مخطوطة حلب (القرن العاشر):




                الترجمة:
                وتنطلق شعوبٌ كثيرة وتقول انطلقوا ولنصعد إلى جبل الرب (يهوه) إلى بيت إله يعقوب ...
                صورة مخطوطة قمران:
                الترجمة:
                وتنطلق شعوبٌ كثيرة وتقول انطلقوا ولنصعد إلى بيت إله يعقوب ...
                الاختلاف بين النص الماسوري ونص قمران:
                أ- النص الماسوري يزيد ثلاث كلمات عن نص قمران وهي אֶל הַר יְהוָה "إلى جبل الرب (يهوه)"، ويشير السهم الأسود في صورة قمران إلى المكان المفترض أن تكون فيه هذه الكلمات.
                2- إشعيا2: 9-10
                في ترجمة الفاندايك:
                وينخفض الإنسان وينطرح الرجل فلا تغفر لهم 10ادخل إلى الصخرة واختبئ في التراب من أمام هيبة الرب ومن بهاء عظمته.
                صورة مخطوطة حلب:
                الترجمة:
                وينخفض الإنسان وينطرح الرجل فلا تغفر لهم 10ادخل إلى الصخرة واختبئ في التراب من أمام هيبة الرب ومن بهاء عظمته.
                صورة مخطوطة قمران:
                الترجمة:
                وينخفض الإنسان وينطرح الرجل.
                الاختلافات بين النص الماسوري ونص قمران:
                أ- يزيد النص الماسوري عن نص قمران ثلاث كلمات هي וְאַל־תִּשָּׂא לָהֶם"فلا تغفر لهم".
                ب- العدد العاشر كاملاً غير موجود في مخطوطة قمران!
                ج- يبدأ العدد الحادي عشر في مخطوطة قمران بحرف العطف الواو ו قبل كلمة עיני"عينا" ولا وجود له في النص الماسوري.
                3- إشعيا2: 12
                في ترجمة الفاندايك:
                فإن لرب الجنود يوما على كل متعظم وعال، وعلى كل مرتفع فيوضع.
                صورة مخطوطة حلب:



                الترجمة:
                فإن لرب الجنود يوماً على كل متكبرٍ ومتعالٍ، وعلى كل مترفعٍ فيوضع.
                صورة مخطوطة قمران:

                الترجمة:
                فإن لرب الجنود يوماً على كل متكبرٍ ومتعالٍ، ومترفعٍ فيوضع.
                الاختلاف بين الماسوري وقمران:
                أ- تضم مخطوطة قمران مكان וְעַל כָּלנִשָּׂא "وعلى كل مترفع" كلمة ונשא"ومترفع".

                4- إشعيا3: 22
                في الترجمة الكاثوليكية:
                والثياب الفاخرة والمعاطف والشالات والأكياس.
                صورة مخطوطة حلب:



                الترجمة:
                الثياب الفاخرة، والمعاطف، والعباءات، والأكياس.
                صورة مخطوطة قمران:



                الترجمة:
                والثياب الفاخرة، والمعاطف، الأكياس.
                الاختلافات بين الماسوري وقمران:
                أ- الكلمة الأولى في مخطوطة قمران تبدأ بحرف العطف الواو ו، وهو غير موجود في مخطوطة حلب.
                ب- الكلمة الثالثة في مخطوطة حلب וְהַמִּטְפָּחֹ֖ות "والعباءات" غير موجودة في مخطوطة قمران، والسهم الأسود في مخطوطة قمران يشير إلى المكان الذي يفترض أن تكون فيه هذه الكلمة.
                ج- الكلمة الرابعة في مخطوطة حلب تبدأ بحرف العطف الواو וְ، وهو غير موجود في مخطوطة قمران.
                5- إشعيا3: 24
                في ترجمة الفاندايك:
                فيكون عوض الطيب عفونة وعوض المنطقة حبل وعوض الجدائل قرعة وعوض الديباج زنار مسح وعوض الجمال كي.
                صورة مخطوطة حلب:



                الترجمة:
                فيكون عِوض طيب عفونة، وعوض الزنار يكون حبل، وعوض الشعر الملتف يكون صلع، وعوض العباءة الواسعة يكون حزام الخيش، لأن عِوض الجمال.
                الكلمة المترجمة إلى العربية كَي هي כִּי"كِي"، وهي لم تأت بمعنى كَي في العهد القديم، وإنما تأتي بمعنى لأجل أو لأن أو بالتأكيد، وبالتالي تكون الجملة في العبرية غير مكتملة!
                صورة مخطوطة قمران:




                بدأ العمود الرابع من لفافة إشعيا بكلمة תחתوهي الكلمة الثانية في عدد24، والكلمة الأولى أتت في العمود السابق فلا داعي لوضعها، وكلمة תחתغيرواضحة في اللفافة، لكن الحرف الأخير ת ظاهر جزء منه.
                الترجمة:
                فيكون عِوض الطيب عفونة، وعوض الزنار يكون حبل، وعوض الشعر الملتف يكون صلع، وعوض العباءة الواسعة يكون حزام الخيش، لأن عِوض الجمال عار.
                الاختلافات بين النص الماسوري وقمران:
                أ- أتت كلمة בֹּשֶׂם"طيب" هكذا في مخطوطة حلب، إلا أنها أتت في مخطوطة قمران مسبوقة بأداة التعريف ה "هيه".
                ب- في مخطوطة قمران كلمة زائدة عن النص الماسوري وهي كلمة בשת "عار"، والمفروض أنها موجودة في آخر العدد 24؛ بين الكلمتين المظللتين في مخطوطة حلب.
                6- إشعيا7: 2
                في ترجمة الفاندايك:
                وأخبر بيت داود وقيل له قد حلت أرام في أفرايم.فرجف قلبه وقلوب شعبه كرجفان شجر الوعر قدام الريح.
                صورة مخطوطة حلب:



                الترجمة:
                وأُخبرَ بيت داود، وقيل: قد حل أرام في إفرايم، فارتجف قلبه، وقلب شعبه كارتجاف شجر وعر قدام ريح.
                صورة مخطوطة قمران:



                الترجمة:
                وأخبر بيت داود، وقيل: قد حل أرام في إفرايم، فارتجف قلب شعبه كارتجاف شجر الوعر قدام الريح.
                الاختلافات بين النص الماسوري وقمران:
                أ- كلمة לְבָבֹו֙"قلبه" أتت في مخطوطة حلب، لكنها غير موجودة في قمران.
                ب- قبل كلمة לְבַ֣ב"قلب" في مخطوطة حلب أتى حرف العطف الواو וּ، لكنه غير موجود في قمران.
                ج- في مخطوطة قمران أتت أداة التعريف ה "هيه" قبل كلمة יער "وعر"، لكن أداة التعريف غير موجودة في مخطوطة حلب.
                د- في مخطوطة قمران أتت أداة التعريف ה قبل كلمة רוח"ريح"، لكن أداة التعريف غير موجودة في مخطوطة حلب.
                7- إشعيا7: 14
                في الترجمة الكاثوليكية:
                فلذلك يؤتيكم السيد نفسه آية: ها إن الصبية تحمل فتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل.
                صورة مخطوطة حلب:



                الترجمة:
                لكن السيد نفسه يعطيكم علامة، ها الصبية تحبل، وتلد ابناً، وتدعو اسمه عمانوئيل.
                صورة مخطوطة قمران:



                الترجمة:
                لكن يهوه نفسه يعطيكم علامة، [ها] الصبية [تحبل]، وتلد ابناً، ويُدعى اسمه عمانوئيل.
                الاختلافات بين النص الماسوري ونص قمران:
                أ- كلمة אֲדֹנָ֥י"السيد" أتت في النص الماسوري، أما في قمران فأتت بدلاً منها יהוה"يهوه"، فكيف يحرف الماسوريون اسم الرب يهوه؛ مع أن القمص بسيط يكرر كثيراً ويزعم دائماً أن الناسخ كان يغتسل قبل كتابة اسم الإله يهوه؟، ونحن نعرف أن اليهود يعظمون هذا الاسم لدرجة أنهم لا ينطقونه إلا في أوقات معينة.
                ب- كلمة וְקָרָ֥את "وتدعو" أتت في النص الماسوري، أما في قمران أتت וקרא "ويُدعى أو ويدعو" كما في المخطوطة السينائية "اليونانية"[1].
                8- إشعيا21: 16
                في ترجمة الفاندايك:
                فانه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار.
                صورة مخطوطة حلب:

                [1]Biblia Hebraica Stuttgartensia (Is 7:14). 2003, c1969/77 Stuttgart.






                الترجمة:
                لأنه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار.
                صورة مخطوطة قمران:





                الترجمة:
                لأنه هكذا قال لي السيد في مدة ثلاث سنين كسنين الأجير يفنى كل مجد قيدار.
                الاختلاف بين النص الماسوري ونص قمران:
                أ- أتت في النص الماسوري كلمة שָׁנָה "سنة"، بينما في قمران أتت שלוש שנים "ثلاث سنين".




                ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

                تعليق


                • #23

                  9- إشعيا56: 6
                  في ترجمة الفاندايك:
                  وأبناء الغريب الذين يقترنون بالرب ليخدموه وليحبوا اسم الرب ليكونوا له عبيدا كل الذين يحفظون السبت لئلا ينجسوه ويتمسكون بعهدي.
                  صورة مخطوطة حلب:





                  الترجمة:
                  وأبناء الغريب الذين يقترنون بالرب ليخدموه، وليحبوا اسم الرب، ليكونوا له عبيداً، كل حافظ سبت من تدنيسه، والمتمسكون بعهدي.
                  صورة مخطوطة قمران:



                  الترجمة:
                  وأبناء الغريب الذين يقترنون بالرب ليكونوا له عبيداً، وليبارك (أو وليباركوا!) اسم الرب، والحافظون السبت من تدنيسه، والمتمسكون بعهدي.
                  الاختلافات بين النص الماسوري ونص قمران:
                  أ- حرف النسب (الجر) أتى في مخطوطة حلب עַל "على"، بينما أتى في مخطوطة قمران אל "إلى".
                  ب- أتت خمس كلمات في مخطوطة حلب وهي לְשָׁ֣רְתֹ֔ו וּֽלְאַהֲבָה֙ אֶת־שֵׁ֣ם יְהוָ֔ה "ليخدموه، وليحبوا اسم الرب"، وهي غير موجودة في مخطوطة قمران، وكان يفترض أن تكون موجودة في مخطوطة قمران بين الكلمتين المظللتين.
                  ج- أتت أربع كلمات في مخطوطة قمران وهي ולברך את שמ יהוה "وليبارك (أو ليباركوا!) اسم الرب"، وهي غير موجودة في النص الماسوري (مخطوطة حلب)، وكان يفترض أن تكون موجودة في مخطوطة حلب بعد كلمة לַעֲבָדִ֑ים.
                  د- أتت في مخطوطة حلب كلمتا כָּלשֹׁמֵ֤ר"كل حافظ"، لكن في مخطوطة قمران أتى بدلاً منهما ושומרימ"والحافظون".
                  هـ- في مخطوطة قمران أتت أداة التعريف ה "هيه" قبل كلمة שבת"سبت"، لكن أداة التعريف غير موجودة في مخطوطة حلب.
                  10- إشعيا60: 19
                  في الترجمة الكاثوليكية:
                  لا تكون الشمس من بعد نوراً لك في النهار ولا ينيرك القمر بضيائه في الليل بل الرب يكون لك نورا أبديا وإلهك يكون جلالك.
                  صورة مخطوطة حلب:



                  الترجمة:
                  لا يكون لكَ من بعد الشمس لنور النهار، وضياء القمر لا ينير لك ...
                  صورة مخطوطة قمران:




                  الترجمة:
                  لا يكون لك من بعد الشمس لنور النهار، وضياء القمر لا ينير لك في الليل...
                  الاختلاف بين النص الماسوري ونص قمران:
                  أ- في مخطوطة قمران زيادة غير موجودة في النص الماسوري وهي كلمة בלילה "في الليل"، وهي موجودة في السبعينية، واللاتينية القديمة، والترجوم، ويُفترض وجودها في النص الماسوري بين الكلمتين المظللتين.
                  فهذه عدة أمثلة تقتلع خرافة تطابق لفافة إشعيا مع النص الماسوري من جذورها، ومع وجود كل هذه الاختلافات -وغيرها الكثير- يزعم القمص بسيط وغيره -زوراً- أن هذه اللفافة تثبت صحة الكتاب المقدس!
                  خامساً: لو افترضنا -جدلاً- أن لفافة سفر إشعيا مطابقة لسفر إشعيا الماسوري كما يزعم القساوسة كذباً، فهذا لا يفيد شيئاً، لأن الفارق الزمني بين كتابة سفر إشعيا وبين تاريخ هذه اللفافة يزيد على ستمائة عام![1]، وهذه الستمائة عام فترة مظلمة، لا أحد يدري ما حدث للنص العبري خلالها.
                  سادساً: لابد أن نشير هنا إلى أمر مهم وهو أن كل الكتاب النصارى العرب حين يتحدثون عن مخطوطات قمران لابد أن يتحدثوا كثيراً عن مخطوطة إشعيا، لكن لا يجرؤ أحدٌ منهم أبداً أن يتحدث عن مخطوطات سفر صموئيل، أو ارميا، أو عن المزامير لأن نصوص هذه المخطوطات تختلف عن النص الماسوري بصورة ظاهرة!








                  [1]كتب اشعيا سفره سنة 742 ق.م تقريباً. انظر القمص مرقص عزيز، استحالة تحريف الكتاب المقدس ص44.
                  ظهر الرب لاشعيا في الهيكل عام 740 ق.م تقريباً. انظر موسوعة الخادم القبطي، الجزء الثامن، مادة: كتاب مقدس عهد قديم ص194.




                  لفافة إشعيا من الكهف الأول QIsaa1






                  ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

                  تعليق


                  • #24
                    يشهد القمص بدون أن يشعر على وجود أخطاء في النص العبري!
                    قال القمص عبد المسيح بسيط:
                    دراسة سفر الخروج Professor Enigma, Evedences: كان هناك موضوع واحد في سفر الخروج درسه العلماء وناقشوه كثيراً وهو ما جاء في خروج (1 :5) والذي يقول "وكانت جميع النفوس الخارجين من صلب يعقوب سبعين نفساً" في حين يقول نص الترجمة اليونانية السبعينية "خمسة وسبعين نفساً"! وقد اقتبس القديس استيفانوس من هذه الترجمة في (أع7 :14) قوله "خمسة وسبعين نفساً"!! مثل بقية المسيحيين في فجر المسيحية الذين استخدموا الترجمة السبعينية وكانوا لا يرون بها شيئاً غير ملائم!! وقد تم حل هذه المعضلة عند اكتشاف مخطوطة للخروج (4QExoda) فتذكر هذه المخطوطة أن عدد هؤلاء "خمسة وسبعون نفساً" متطابقة مع الترجمة السبعينية وخطاب استيفانوس في سفر الأعمال!! وهذا يؤكد لنا وجود نسخة دقيقة مع القديس استيفانوس وهي نفسها التي كانت مع مستمعيه من شيوخ اليهود.[1]
                    هذا الاقتباس من أعجب ما قرأت في كتاب القمص، فلا أعلم ما الهدف منه، هل الهدف منه إثبات أن النص الماسوري أخطأ عندما قال سبعين؟، لعلنا بذلك نكون قد انتزعنا منه اعترافاً وإقراراً بوجود أخطاء في النص العبري، مع العلم بأن القمص دائماً يؤكد على أن النص العبري هو المعتمد، والباقي مجرد ترجمات، فها هي يا قمص بسيط مخطوطات قمران تشهد لصحة الترجمات، وتخطأ النص العبري.
                    الأمر الأغرب من هذا أن القمص سرعان ما ناقض نفسه وقال بعد هذا الاقتباس مباشرةً:
                    ناقض نفسه -سريعاً كذلك- بدون أن يشعر!
                    سأل السير فردريك كنيون "هل النص المعروف بالماسوري المأخوذ من نسخة كانت موجودة عام 100م، يمثل النص الأصلي الذي كتبه كتَّاب العهد القديم؟" وقد جاءت مخطوطات البحر الميت لتقول: نعم. بالتأكيد![2]
                    أولاً: لم يفهم القمص هذا الكلام الذي اقتبسه، لأنه لو كان فهمه لما وضع هاتين الفقرتين بجوار بعضهما هكذا؛ لأن من لديه بعض العلم يفهم من هذا أن الفقرة الأولى ترد على الثانية؛ فالفقرة الأولى تؤكد أن اكتشاف مخطوطات قمران أثبت وجود أخطاء في النص العبري الماسوري مثل خروج1: 5، بينما الفقرة الثانية تؤكد على أن مخطوطات البحر الميت أكدت صحة النص الماسوري، وهذا أمرٌ عجيب، يدفعنا لنقول الحمد لله على نعمة العقل!
                    ثانياً: لا أدري إن كان القمص بسيط يعرف أن فريدريك كنيون مات يوم 23 أغسطس 1952م أم لا[3]، أي قبل اكتشاف أكثر مخطوطات قمران، وقبل نشر أكثر المُكتشف!، فكلام كنيون إنما ينسحب فقط على المخطوطات المكتشفة والمنشورة قبل كلامه، وهذا قليل جداً، فإن كان القمص لا يدري فهي مصيبة، وإن كان يدري فالمصيبة أعظم وأطم!
                    استمرت اكتشافات مخطوطات قمران من 1947 حتى 1956م، وكانت أول دفعة مكتشفة من المخطوطات سنة 1947م في الكهف الأول هي: مخطوطة إشعيا الأولى 1QIsaa، ومخطوطة نظام الجماعة 1QS، ومخطوطة تفسير سفر حبقوق 1QpHab، ومخطوطة سفر التكوين الأبوكريفي1QapGen، ومخطوطة إشعيا الثانية1QIsab، ومخطوطة التراتيل1QH، وأخيراً مخطوطة الحرب 1Qm، وتم نشر هذه المخطوطات على المراحل الآتية:
                    سنة 1948م: نشر أستاذ الآثار في الجامعة العبرية في ذلك الوقت، د/ سكنيك Sukenik عينة من كل من: مخطوطة إشعيا الثانية، وبعض التراتيل، ومخطوطة الحرب.
                    سنة 1950م: نشرت المدرسة الأمريكية للأبحاث الشرقية ASOR، وكان مديرها حينئذ د/ ميلر بروز، مخطوطة إشعيا الأولى، وكذلك تفسير سفر حبقوق.
                    سنة 1955م: نشر د/ سكنيك مخطوطة إشعيا الثانية، ومخطوطة التراتيل، ومخطوطة الحرب.[4]
                    يتضح من هذا العرض أن كنيون (متوفى 1952م) عاصر فقط اكتشاف عدد قليل جداً من مخطوطات البحر الميت، ولم ينشر في حياته إلا مخطوطة إشعيا الأولى، وتفسير سفر حبقوق، وعينة من مخطوطة إشعيا الثانية، وبعض التراتيل، وجزء من مخطوطة الحرب بين أبناء النور وأبناء الظلام، وبهذا يظهر أن القمص قد دلس على القارئ بقصد أو بدون قصد حينما استشهد بكلام كنيون!
                    الأمر الثاني الذي أود أن أشير إليه هو أن كنيون لم يُعرف عنه التخصص في دراسة مخطوطات العهد القديم!




                    ترجوم يوناثان على سفر التثنية!
                    قال القمص عبد المسيح بسيط:
                    يقول ترجوم يوناثان في تعليقه على قول موسى النبي "خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه إلى جانب تابوت العهد" ( تث26:31) إن التوراة كانت توضع في غطاء إلى جانب التابوت الأيمن[5] كما وضعت مع التوراة أيضاً أسفار يشوع وصموئيل ومزامير داود ومرتلي الهيكل. وظلت هذه الأسفار في الهيكل حتى دماره سنة 587 ق م (2مل9:25-11)[6]
                    أولاً: ترجوم يوناثان هو ترجوم لأسفار الأنبياء فقط، ولا يوجد ما يسمى ترجوم يوناثان لسفر التثنية، فهناك عدة ترجومات على الأسفار الخمسة أهمها ترجوم أونقيلوس، وهو ترجوم رسمي[7]، وهناك كذلك ترجوم يوناثان المزور (يسميه البعض الترجوم الأورشليمي)، وشتان بين ترجوم يوناثان بن عزئيل، وما نُحل إليه، وقد أكد هذا الكلام القمص بسيط في نفس الكتاب، لكن يبدو أن هناك توجهان في الكتابة عنده؛ التوجه الأول: ما يُكتب لتأكيد إيمان الكنيسة، سواء بالحق أو بالباطل، سواء بالأمانة أو بالخداع، سواء بالمعلومات صحيحة أو المغلوطة، وهذا النوع هو الأكثر في كتابات القمص بسيط وغيره من القساوسة، والتوجه الثاني: وهو ما يُكتب ككلام علمي، وهو شحيح جداً في كتب القمص بسيط وغيره من القساوسة كذلك.
                    ومن الكلام العلمي ما نقله القمص بسيط قائلاً:
                    ويذكر جيسلر ونيكس تفاصيل أكثر عن بعض التراجم الهامة: "إبان القرن الثالث الميلادي، ظهر في بابل ترجوم آرامي للتوراة ... وينسب التقليد هذه النسخة إلى أونكيلوس ... كما وجد ترجوماً بابلياً آرامياً آخر مع أسفار الأنبياء (الأولين والمتأخرين) ويعرف باسم ترجوم يوناثان بن عزئيل[8]. وهو يرجع إلى القرن الرابع الميلادي، وهو فضفاض فيما يتعلق بتفسيره للنص. وكل من هاتين النسختين كانت تقرأ في المجامع. ولأن الأسفار المعروفة بالكتب لم تكن تقرأ في المجامع، لم يكن هناك داع للاحتفاظ بنسخ رسمية منها، رغم أنه كانت هناك نسخ غير رسمية يستخدمها الأفراد. وإبان منتصف القرن السابع الميلادي ظهر ترجوم للتوراة أُطلق عليه اسم ترجوم يوناثان المزيف ... كما ظهر ترجوم أورشليم أيضاً حوالي عام 700م ولكن لم يتبق سوى بعض أجزائه[9]".
                    فهو ينقل هنا عن جيسلر ونيكس مؤكداً كلامهما، وأكثره كلام صحيح ومشهور، لكن قبل قليل كان يزعم أن يوناثان علَّق على نص في سفر التثنية، وهذا خطأ، فكما أكد بنفسه؛ ترجوم يوناثان هو لأسفار الأنبياء فقط، أما الترجوم الذي يخص الأسفار الخمسة الأولى فيسمى يوناثان المزيف، وهذا يؤكد ما ذكرته من وجود اتجاهين في الكتابة عندهم.
                    ثانياً: لم يسلم الترجوم هو الآخر من تدليس القمص عبد المسيح بسيط؛ فقد حرف القمص كلام الترجوم، حيث إن نص الترجوم بالآرامية هو:
                    סבו ית סיפרא דאורייתא הדא ותשוון יתיה בקופסא מן צטר ימינא דארון קיימא דייי אלקכון ויהי תמן בכון לסהיד[10]
                    خذوا كتاب التوراة هذا، وضعوه في قفص بجانب يمين تابوت عهد الرب إلهكم ليكون هناك شاهداً عليكم.
                    فيكون الاتفاق الوحيد بين ما زعمه القمص في الترجوم، وبين ما هو مذكور بالفعل في الترجوم هو أن التوراة كانت تحفظ بجوار التابوت من الجهة اليمنى، فليس في كلام الترجوم ما يقول إن هناك أسفاراً أخرى كانت توضع مع التوراة، ولا هناك ما يقول إن هذه الأسفار ظلت في الهيكل بجانب التابوت حتى تدمير الهيكل بسبب غزو نبوخذنصر وسبي بابل!
                    ثالثاً: لو افترضنا أن ما زعم القمص وجوده في الترجوم صحيح، فهذا لا يفيده بشيء، لأن هذا الترجوم كما ذكر القمص يرجع للقرن السابع الميلادي، ولا قيمة تاريخية لمعلومة من زمن موسى u في ترجوم مزيف من القرن السابع الميلادي!


                    نسخة من إنجيل يوحنا ترجع لسنة 117م!
                    قال القمص عبد المسيح بسيط:
                    وعلى سبيل المثال فقد وجدت نسخة من الإنجيل للقديس يوحنا في مقبرة راهب في صحراء الفيوم ترجع إلى حوالي سنة 117م وأن كان بعض العلماء يرجح أنها ترجع لما قبل سنة 100م، في حين أن هذا الإنجيل كتب فيما بين سنة 80 و95م في أفسس في آسيا الصغرى.[11]
                    أولاً: المخطوطة التي يتحدث عنها القمص عبد المسيح بسيط تسمى البردية 52 P52، وهي محفوظة بمكتبة جامعة جون رايلاندز في إنجلترا تحت رقم 457 لذلك يسميها البعض Rylands Papyrus 457john.
                    ثانياً: كالعادة لم يتكرم علينا القمص بذكر أي مرجع لكلامه!
                    ثالثاً: لم يتخل القمص بسيط عن عادته في العزو إلى مجاهيل؛ فهو هنا يقول: بعض العلماء يرجح! وهو كلام مرسل لا قيمة له في ميزان العلم.
                    رابعاً: هذه المخطوطة التي يزعم القمص كذباً أنها نسخة من إنجيل يوحنا, تضم نصاً فيه حروف قليلة تمثّل أجزاء من بعض الكلمات، لا يتجاوز حجمها كف طفل!
                    نص المخوطوطة يضم كلمات من الإصحاح 18 وبالتحديد من الأعداد 31، 32، 33 على الوجه، أما ظهر هذه البردية فيضم بعض الحروف من الأعداد 37، 38![12]

                    صورة وجه المخطوطة

                    [1]الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص ص105، 106.

                    [2]الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص106.

                    [3]F.F. Bruce, Sir Frederic George Kenyon, G.B.E., K.C.B., D. Litt., LL.D, F.B.A., F.S.A. 1863-1951 IN Journal of the Transactions of the Victoria Institute 84 1952. P. xv.

                    [4]Scanlin, H. P., The Dead Sea scrolls and modern translations of the Old Testament. (electronic ed.).

                    [5]يوهم كلام القمص بأن هناك تابوت أيمن وآخر غير أيمن!، والصواب أن يقول: إلى الجانب الأيمن للتابوت، أو: بجوار التابوت من الجهة اليمنى.

                    [6]الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص72.

                    [7]ترجوم رسمي أي يستخدم للعبادة في المعابد، بخلاف ترجومات الأفراد.

                    [8]أحياناً يكتب القمص هذا الاسم: عزئيل، وأحياناً أوزيل، وهذا أمر غريب منه!

                    [9]هذه العبارة خطأ لأن ترجوم أورشليم هو ذاته ترجوم يوناثان المزيف، لكنه تحت مسمى آخر.

                    [10] Comprehensive Aramaic Lexicon. Targum Pseudo-Jonathan to the Pentateuch (Dt 31:26). Hebrew Union College.

                    [11]الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص149.

                    [12]Bruce M. Metzger & Erroll F. Rhodes IN The encyclopedia of Christianity (1:236).




                    صورة ظهر المخطوطة





                    سبحان الله، هذه هي المخطوطة التي تحتوي على إنجيل يوحنا!
                    وقد اعترف القمص نفسه بضآلة محتوى هذه المخطوطة في موضع آخر من نفس الكتاب -إلا أن كلامه لم يخل من خطأ- فقال: مخطوطة جون رايلاندزJohn Rylands (P52): والتي اكتشفت بصحراء الفيوم بمصر سنة 1935م. وتحتوى على (يوحنا 31:18-33)[1].
                    فهنا أقر القمص عبد المسيح بالحقيقة التي أخفاها قبل صفحات، وهذا يؤكد ما ذكرته من قبل من وجود توجهات مختلفة في الكتابة عندهم!
                    وقد أخطأ -كالعادة- القمص خطأين هما:
                    1- لا يوجد شيء اسمه مخطوطة جون رايلاندز، فالصواب أن يُقال مخطوطات جون رايلاندز، إذ إن جون رايلاندز هي جامعة إنجليزية مشهورة، بها مخطوطات عديدة، والبردية 52 "P52" هي إحدى البرديات المحفوظة في مكتبة هذه الجامعة!
                    2- أخطأ عندما ذكر أن هذه المخطوطة تحتوي على يوحنا18: 31-33 فقط، إذ إن هذا هو محتوى وجه المخطوطة فقط، ومحتوى ظهر المخطوطة -والذي لم يذكره القمص بسبب قلة المحصلة العلمية- هو يوحنا 18: 37-38!
                    خامساً: يحدد العلماءُ عمر المخطوطات عن طريق علم الخطوط Paleography، وشكل الكتابة[2]، فلذلك لا يمكن أن يجزم أحد من العلماء بسنة معينة لكتابة أي مخطوطة، بل يضعون مدى من السنوات يُتوقع أن تكون كُتبت فيه المخطوطة، إلا إذا كان مكتوباً عليها التاريخ، وهذا قليل في المخطوطات القديمة، فتحديد تاريخ أي مخطوطة بـ 117م أقل ما يقال عنه أنه أمرٌ ساذج جداً، والمشهور في تاريخ هذه المخطوطة هو 125م حتى 130م، لا 117م كما قال القمص!
                    سادساً: أنقل عن الأستاذ الفاضل سامي عامري -حفظه الله- ما ذكره في رده القاصم على القمص مرقص عزيز بخصوص آخر الدراسات التي تحدثت عن تاريخ هذه المخطوطة:
                    ((آخر الأبحاث -التي لا يتابعها القمص!!- تقول بتأخير تاريخ (P52):
                    · يقول (آلن كولببّر) Alan Culpepper في كتابه: (يوحنا بن زبدي) John, The Son of Zebedee: "هذا التاريخ المبكر (للبردية) طرح مؤخراً للنقاش. أرخت بردية إجرتن2 على أنها تعود إلى حوالي سنة 200م لا 150م كما اقترح سابقاً، وبالتالي فقد اقترح زمن متأخر لبردية 52؛ حوالي 150م-170م"[3].
                    وأحال في الهامش إلى دراسات حديثة تناولت إعادة تأريخ هذه البردية وبردية إجرتن2:
                    - Helmut Koester, Ancient Christian Gospels: Their History and Development (Philadelphia: Trinity Press International, 1990), 205-207.
                    - Andreas Schmidt, zwei Anmerkungen zu P. Ryl. lll 457 in Archiv fur Papyrusforschung 35 (1989): 11f.
                    - Dieter Luhrmann, Das neue Fragment des PEgerton 2 (PKoln 255); in The Four Gospels 1992: Festschrift for Frans Neirynck, ed. F. Van Segbroek et al. Bibliotheca ephemeridum theologicarum Lovaniensium 100 (Leuven: University Press, 1992), 2239-2255.
                    · يقول (برنت ننجبري) Brent Nongbri في مقاله الهام الذي أثار به الدوائر الأمريكية حول تأريخ هذه البردية: "الذي يظهر من هذا المسح هو أمر لا يفاجئ علماء الخطاطة: علم الخطاطة ليس هو الوسيلة الأكثر جدوى لتأريخ النصوص، خاصة تلك التي كتبت اليد (...) المشكلة الحقيقية هي الطريقة التي استعمل بها النقاد -وأساؤوا استعمال- الحجة المخطوطاتية (...) ما قمت به هو لإظهار أن أي اعتبار جدي لإمكانية تأريخ البردية 52، لابد أن يشمل تواريخ في آخر القرن الثاني وأول القرن الثالث. وبالتالي فإن البردية 52 لا يمكن أن تستعمل كحجة لإنهاء مجادلات أخرى حول وجود (أو عدم وجود) إنجيل يوحنا في النصف الأول من القرن الثاني."[4]!
                    · يقول (ل. مايكل وايت) L. Michael Whiteمعلقاً على تأريخ هذه المخطوطة في سنة 125ميلادياً: "هذا التاريخ محل تساؤل جاد وفق أصول علم البرديات. لابد أن تؤرخ (هذه البردية) بين 150 و200م."[5]
                    · عارض أيضاً (أ. شميت) A. Schmidtالتأريخ المبكر لهذه البردية، ورجح أنها تعود إلى آخر القرن الثاني!))[6].




                    سابعاً: المثير جداً أن القمص نفسه اعترف بالحقيقة كاملة في كتاب "الإنجيل كيف كُتب؟ وكيف وصل إلينا؟" فقال:
                    ((مخطوطة جون ريلاندز ( ب 52 ) P 52: والتي تحتوى على ( يوحنا 31:18 – 34، 37-38) وقد اكتشفت في صحراء الفيوم بمصر سنه 1935م ويؤرخها معظم العلماء بسنه 125م))[7]
                    فهو هنا يذكر محتوى المخطوطة بصورة صحيحة، ويذكر التاريخ المشهور للمخطوطة وهو 125م، وينسب هذا التأريخ إلى معظم العلماء وهذا صحيح!.
                    قد يقول قائل: إن هذا الكتاب متأخر عن الكتاب الذي أخطأ فيه القمص، وإن كان كذلك فقد يعذر، بل قد يُشكر لأنه أصلح الخطأ الموجود في كتاب قديم، لكن القارئ سيفاجأ إذا علم أن هذا الكتاب طُبع في يناير 1994، أما الكتاب الذي دلس فيه القمص -((الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه))- طُبع في ديسمبر 2005! أي أنه متأخر عنه بفترة طويلة!

                    مخطوطات قمران التي أُكتشفت سنة 1945! تطابق مخطوطة ليننجراد المكتوبة سنة 996م!
                    يقول القمص عبد المسيح بسيط:
                    كما وجد العلماء عشرات النسخ للتوراة في جبال قمران في منطقة البحر الميت سنة 1945م وترجع للقرون الثلاثة قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، والتي تطابقت نصوصها مع مخطوطة ليننجراد والمكتوبة سنة 996م بالكلمة والحرف.[8]
                    أولاً: كالعادة لم يقدم لنا القمص بسيط دليلاً يثبت به كلامه.
                    ثانياً: يستمر القمص في هواية استغباء القارئ، ويزعم كذباً أن العلماء اكتشفوا نسخاً للتوراة ضمن قمران، وهذا غير صحيح، بل هي مجرد قصاصات صغيرة!، ولا يوجد سفر كامل ضمن قمران إلا سفر إشعيا الذي تحدثنا عنه من قبل!
                    ثالثاً: بدأت اكتشافات مخطوطات قمران سنة 1947م، وليس 1945م، فلستُ أدري لماذا أخطأ هنا القمص بسيط مع شهرة هذا الأمر!
                    رابعاً: أخطأ حين زعم أن مخطوطة ليننجراد كُتبت سنة 996م, إذ هي ترجع لسنة 1008م وهي أقدم مخطوطة عبرية كاملة للعهد القديم[9] كما هو معلوم لكل من له أدنى دراية بمخطوطات العهد القديم![10]
                    وقد ذكر القمص التاريخ صحيحاً في ص44 من الكتاب نفسه! فتعجب من هذه الفوضى!
                    خامساً: يزعم القمص أن مخطوطات قمران تتطابق كلمة بكلمة، وحرفاً بحرف مع مخطوطة ليننجراد، وهذا كذب واستغباء للقارئ، فالاختلافات بينهما بالآلاف وانظر على سبيل المثال بعض الاختلافات بين لفافة إشعيا من الكهف الأول، وبين مخطوطة حلب[11]، التي هي من نفس عائلة مخطوطة ليننجراد في ص 140 حتى 153 من هذا الكتاب.
                    مخطوطة المتحف البريطاني 4445 تحتوي على التوراة كاملة!
                    قال القمص عيد المسيح بسيط:
                    مخطوطة المتحف البريطاني؛ (شرقيات 4445) وهى نص كامل لأسفار موسى الخمسة، التوراة، (تك20:39 - تث33:1)[12].
                    أولاً: أرجو ألاّ تضيق نفس القارئ من تكرّر اعتراضي: كالعادة لم يذكر القمص بسيط مرجعاً يؤكد كلامه! لقد تكرر الزلل؛ فلزم أن يتكرر الإنكار!
                    ثانياً: يزعم القمص بسيط أن هذه المخطوطة عبارة عن نص كامل لأسفار موسى الخمسة، وهذا تدليس مبين، وجهل فاضح!
                    ثم بعد ذلك يذكر محتويات المخطوطة بين قوسين قائلاً: (تك20:39 - تث33:1)، هل يظن القمص أن كل قراءه مغفلون؟ هذا ما يبدو!
                    هل نص الأسفار الخمسة عندك يا قمص بسيط يبدأ من تكوين20:39 وينتهي بتثنية33:1؟!


                    انظر إلى ما جاء في دائرة المعارف الكتابية وقارنه بما ذكره القمص بسيط:
                    ((مخطوطة المتحف البريطاني أو المخطوطة رقم 4445: والأرجح أنها كتبت في منتصف القرن العاشر الميلادي، ولا تحتوي إلا على جزء من التوراة (من تك 39: 20 ـ تث 1: 33) ))[13].
                    عجيب أن نجد في فقرة واحدة مثل هذا التناقض!

                    [1]ذَكَرَ نفس الكلام بتمامه في "هل يمكن تحريف الكتاب المقدس ص80" فتأمل!

                    [2]هناك طرق أخرى لتحديد أعمار المخطوطات القديمة؛ من أهمها كربون 14، لكن لا يمكن استخدام هذه الطريقة مع القصاصات الصغيرة حيث أنه لابد من حرق جزء من المخطوطة ليتم تحديد تاريخها، وهذا الجزء يمثل نسبة كبيرة قد تزيد عن حجم هذه القصاصة!

                    [3]Alan Culpepper, John, The Son of Zebedee, P. 108.

                    [4]Brent Nongbri, The Use and Abuse of P52. Papyrological Pitfalls in The Dating of the Fourth Gospel; Harvard Theological Review 89, 2005, P. 48.

                    [5]L. Michael White, From Jesus to Christianity, P. 476.

                    [6] سامي عامري، المرأة بين إشراقات الإسلام وافتراءات المنصرين ص41 - 43. أنصح بقراءته.

                    [7]الإنجيل كيف كُتب؟ وكيف وصل إلينا؟ الفصل العاشر.

                    [8]عظمة الكتاب المقدس ص37

                    [9]هناك مخطوطة عبرية أخرى يسميها البعض ليننجراد (التسمية الأشهر بطرسبرج للأنبياء) ترجع لسنة 916م، ولا تضم إلاّ أسفار الأنبياء القدامى والمتأخرين، وهي التي تحدث عنها القمص في ص43 من هذا الكتاب. لكن إذا قيل مخطوطة ليننجراد فيكون المقصود المخطوطة الكاملة المؤرخة بـ1008م.

                    [10]انظر: موسوعة الخادم القبطي، الجزء الثامن، مادة: كتاب مقدس عهد قديم ص99.
                    و الدكتور القس/ شنودة إسحاق (الدكتور الشماس/ إميل ماهر إسحاق سابقاً) في كتاب: مخطوطات الكتاب المقدس في لغاته الأصلية ص31.

                    [11]لم تتوفر لدي مخطوطة ليننجراد، فاستخدمت مخطوطة حلب،ونصها مثل نص مخطوطة ليننجراد في الفقرات التي ناقشتها هنا، فقد قارنت نص حلب في هذه الفقرات بنص مخطوطة ليننجراد المنشور في نسخة BHS.

                    [12]عظمة الكتاب المقدس ص43.

                    [13]دائرة المعارف الكتابية. نسخة إلكترونية.





                    ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

                    تعليق


                    • #25
                      مخطوطة حلب تضم العهد القديم كاملاً!
                      قال القمص عبد المسيح بسيط:
                      مخطوطة حلب؛ وتحتوى على العهد القديم كاملاً، نسخها هارون بن موسى بن أشير وتؤرخ بسنة 900 إلى 925 م، وكانت محفوظة في مجمع اليهود السفرديم بحلب وهى الآن بالقدس.[1]
                      أولاً: أين مراجعك يا قمص بسيط؟
                      ثانياً: يزعم القمص أن مخطوطة حلب تحتوي على العهد القديم كاملاً، وهذا خطأ فادح، ينم على الجرأة على الكتابة بدون مراجعة أقوال المتخصصين، وكان المفروض أن يخبرنا القمص عمن نقل عنه هذه المعلومة غير الصحيحة، ومع الأسف قد شارك قاموسُ الكتاب المقدس القمصَ في هذا الخطأ.
                      احترق جزء كبير من مخطوطة حلب إثر أحداث اندلعت في حلب بسبب حرب 1948م، فلذلك ربما القمص ينقل عن كتاب منشور قبل إحراق هذا الجزء، هذا إن لم يكن القمص يدلّس على القرّاء، وهو ما أرجحه، لأن المخطوطة لم تودع في القدس إلا بعد حرب 1948م واحتراق جزء منها، وفي كلتا الحالتين شرٌ كبير أتى لنا به القمص بسيط.

                      يقول بول ويجنر PaulWegnerناقلاً عن موشى جوشن جوتشتاين(Moshe H. Goshen-Gottstein, ed., The Aleppo Codex, Jerusalem: Hebrew University, 1976).
                      ((مخطوطة حلب: ربع هذه المخطوطة التي تؤرخ إلى النصف الأول من القرن العاشر الميلادي تم تدميره بالنيران (تكوين1:1 إلى تثنية28: 16 ومن نشيد 3: 11 حتى آخر العهد القديم بما فيها الجامعة، والمراثي، واستير، ودانيال وعزرا) ... وتوجد الآن في القدس، وتستخدمها الجامعة العبرية كأساس لنسخة نقدية أخرى (غير النسخة السابقة التي كانت تعتمد على مخطوطة ليننجراد كأساس لها والتي يرمز لها بـ BHS) للعهد القديم)).[2]
                      ونقل فرزفاين ارنست[3]Würthwein Ernst جزءاً من الكلام الماضي عن جوتشتاين أيضاً، ونقل بروتزمان[4]Brotzmanجزءاً من كلام ارنست.
                      وقال عنها د/ إ. ج. ريفل E. J. Revell :
                      ((هذه المخطوطة، والتي تُعرف عموماً بأنها ممثل للتقليد القياسي الطبري في أفضل أشكاله، هي مع الأسف غير كاملة)).[5]
                      وقال عنها العالم اليهودي إيمانويل توفEmanuel Tov:
                      ((كان يُظن أن هذه المخطوطة فُقِدَت في حريق 1948م، لكن لا تزال أغلب الأسفار محفوظة، بينما فُقدت التوراة وبعض الأسفار الأخرى)).[6]
                      ولا أدري ماذا سيكون رد فعل القمص (المثقف!) عندما يعلم أن دائرة المعارف الكتابية قالت:
                      ((ولكن بعد احتراق مجمع حلب في مظاهرات 1948م، خُشي أن تكون هذه النسخة -التي لا يمكن أن تعوض- قد تعرضت للضياع أو ذهبت طعمة للنيران، ولكن ظهر فيما بعد أنه قد تم إنقاذ ثلاثة أرباعها ونقلت إلى أورشليم حيث تدرس الآن بعناية فائقة)).[7]
                      والمخطوطة لها موقع رسمي[8] تستطيعون الاطلاع عليها من خلاله، وإذا كان القمص بسيط مصراً على تكذيب كل هؤلاء العلماء فليرنا أي صفحة من الأجزاء التي ذكرتُ أنها احترقت، ولتكن -على سبيل المثال- صفحة واحدة من سفر التكوين، ونتحداه أن يفعل ذلك!

                      [1]عظمة الكتاب المقدس ص44.

                      [2] Wegner, P. D. A student's guide to textual criticism of the Bible: Its history, methods & results. P. 158.

                      [3]Ernst Würthwein, Text of The Old Testament, P. 36.

                      [4]Brotzman, E. R., Old Testament textual criticism: A practical introduction. P. 56.

                      [5] Freedman, D. N., The Anchor Yale Bible Dictionary, (4:599).

                      [6] Tov, E. Textual Criticism of The Hebrew Bible, P. 47

                      [7]دائرة المعارف الكتابية. نسخة الكترونية.

                      [8]http://www.aleppocodex.org

                      قمص يجهل لغة كتابه الأصلية!
                      قال القمص عبد المسيح بسيط:
                      وأسحق معناه ابن الضحك[1]
                      بالرغم من ندرة تطرق القمص عبد المسيح بسيط للغة العبرية، إلا أنه حين يتطرق لها لا يرجع للقواميس والمعاجم المعتمدة، ولا إلى كلام العلماء، ولا يوثّق كلامه، لذلك لا يخلو كلامه من خطأ، وبغض النظر عن كتابة اسم إسحاق (أو إسحق) خطأ إلا أنني أقول:
                      معنى إسحاق יִצְחָק"يِتسحاق" هو يضحك[2] وليس ابن الضحك!، لذلك أنصح القمص بسيط أن يتعلم اللغة العبرية؛ فهي لغة كتابه المقدس!، وإن لم يجد له معلماً في كنيسته فنحن موجودون لرفع غمامة جهله بلغة كتابه, عنه!
                      قال القمص عبد المسيح بسيط:
                      وكلمة مشتهيات "في اللغة العبرية" מחמדמ – mahmadem [3]
                      هذا خطأ آخر في اللغة العبرية فكلمة مشتهيات بالعبرية هي מחמדים وليست מחמדמكما يقول القمص!
                      قد يظن ظان أن الحرف الناقص في كلمة القمص سقط سهواً أو ربما خطأً من أحد النساخ!، لكن هذا غير صحيح؛ لأن القمص أكد على ذلك عدة مرات، فقال مثلاً:
                      وقد قام أحد هؤلاء الكتاب بشرح الكلمة ولكن بصورة ناقصة ليُوهم قرّاءًه بصحة ما يدّعيه، فنقلها هكذا "מחמד – مَحَمَد[4]– mahmad" وحذف حرف الميم "מ" الأخير!![5]
                      وقال كذلك:
                      تعمّدالكاتبنقلعبارة "مشتهيات" الجمعوالتيهيفيالعبريةحرفيًا "מחמדמ – مَحِمِدِيِم[6] - mahmadem " نقلها" מחמד – مَحَمَد " فقطبحذفحرفالميمالعبري "מ" الأخيرليسهّلمقارنتهامعمُحّمَّد!![7]وكرر الكلمة بالعبرية خطأً في ص91!
                      فالقمص لا يرى نقصاً في الكلمة سوى حرف الميم، وهذا خطأ، ويبدو بوضوح أن القمص لا يعرف أن الكلمة ينقصها حرف اليود י كذلك!
                      وبالمناسبة حرف الميم إذا جاء في آخر الكلمة يكتب هكذا ם وليس מ كما رسمه القمص بسيط!



                      قال القمص عبد المسيح بسيط:
                      قال بعض هؤلاء الكتاب أن كلمة "مشتهى" هنا هي في العبرية (חמדח -حِمدَا -hemdah) وتعني "شهوة - desire" و "مشتهي - desirable"[8].
                      كتبَ القمص الكلمة العبرية خطأً، فهي بالعبرية חמדת"حمدت" وليست هي חמדח "حمدح"!
                      قال القمص عبد المسيح بسيط:
                      وجاء في خروج " لا تحرف (תטה - nâṭâh) حق فقير في دعواه -You shall not pervert the judgment of your poor in his cause" (خر 23: 6)[9].
                      الكلمة العبرية التي ذكرها القمص תַטֶּהتنطق taṭṭeوليست كما ذكر القمصnâṭâh!







                      كلمة إلوهيم لا تنطبق على شخص غير إلهي!
                      قال في حديثه عن مزمور45: 2/5:
                      أَنْتَ أَبْرَعُ جَمَالاً مِنْ بَنِي اَلْبَشَرِ. اِنْسَكَبَتِ اَلنِّعْمَةُ عَلَى شَفَتَيْكَ لِذَلِكَ بَارَكَكَ اَللهُ إِلَى اَلأَبَدِ. تَقَلَّدْ سَيْفَكَ عَلَى فَخْذِكَ أَيُّهَا اَلْجَبَّارُ جَلاَلَكَ وَبَهَاءَكَ. وَبِجَلاَلِكَ اِقْتَحِمِ.اِرْكَبْ. مِنْ أَجْلِ اَلْحَقِّ وَاَلدَّعَةِ وَاَلْبِرِّ فَتُرِيَكَ يَمِينُكَ مَخَاوِفَ. نَبْلُكَ اَلْمَسْنُونَةُ فِي قَلْبِ أَعْدَاءِ اَلْمَلِكِ. شُعُوبٌ تَحْتَكَ يَسْقُطُونَ "(مزمور45/2-5) ... وأسمى من الإنسان العادي لأن المزمور يصفه بالله: "كُرْسِيُّكَ يَا اَللهُ (إيلوهيم- אלהים) إِلَى دَهْرِ اَلدُّهُورِ. قَضِيبُ اِسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ "= "כסאך אלהים עולם ועד שׁבט מישׁר שׁבט מלכותך"(الآية 6). وهذا الوصف لا ينطبق على غير شخص إلهي.[10]
                      هل حقاً الوصف بإلوهيم لا ينطبق على شخص غير إلهي كما ادعى القمص؟
                      بالطبع لا، فكلمة אלהיםإلوهيم (ليس إيلوهيم كما قال القمص!) أطلقت على موسى كما في خروج7: 1، وعلى الآلهة الوثنية كما في خروج12: 12، وعلى القضاة كما في مزمور82: 6، وعلى صموئيل كما في 1صموئيل28: 13، وتُرجمت إلى ملائكة في ترجمة الفاندايك في مزمور8: 6!
                      فليس الحال كما زعم القمص!



                      خاتمة
                      أيها القارئ هذا غيض من فيض، ونقطة من بحر؛ ففي اليسير ما يغني عن الجم الغفير، لكنها مجرد صور، وإن كان الشريط طويلاً والسجل حافلاً، وهي نماذج تغني عن أي تعليق، ولو أردتُ تعقبه في كل كتاباته لتضاعف حجم كتابي هذا مرات ومرات، فليتنبه لهذه الأمور جيداً قارئو كتاباته ليعرفوا حقيقة الأمور وخباياها، وليميزوا -بعين الإنصاف والتحري- بين جيد القول وفاسده.
                      وإنني لأعجب كيف ينخدع أناسٌ ميزهم الله بالعقل, برجل جمع إلى قلّة العلم وفساده, التدليس وفنونه! فيا أهل الكتاب أفيقوا من غفلتكم، وانظروا عمن تأخذون دينكم!
                      وأذكر القمص بسيط أخيراً أنه ميت، فملاق خالقه U، فليحذر أن يقول (يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله), يوم لا تَرد الحسرة إلى أوبة، وليعلم أن المال والسلطان زائل لا محالة، ولا يبقى إلا العمل الصالح، فاشهد شهادة الحق لعلك تنجو.
                      È@è%] §Nßg¯=9$# tÏÛ$sù ÏNºuq»yJ¡¡9$# ÇÚöF{$#ur zNÎ=»tã É=øtóø9$# Íoy»pk¤9$#ur |MRr& â/ä3øtrB tû÷üt/ x8ÏŠ$t6Ïã Îû $tB (#qçR%x. ÏmŠÏù šcqàÿÎ=tGøƒs ÇÍÏÈ öqs9ur ¨br& šúïÏ%©#Ï9 (#qßJn=sß $tB Îû ÇÚöF{$# $YèŠÏHsd ¼ã&s#÷WÏBur ¼çmyètB (#÷rytGøù]w ¾ÏmÎ/ `ÏB Ïäþqß É>#xyèø9$# tPöqtƒ ÏpyJ»uŠÉ)ø9$# 4 #yt/ur Mçlm; šÆÏiB «!$# $tB öNs9 (#qçRqä3tƒ tbqç7Å¡tFøts ÇÍÐÈ #yt/ur öNçlm; ßN$t«Íhy $tB (#qç7|¡Ÿ2 s-%tnur NÎgÎ/ $¨B (#qçR%x. ¾ÏmÎ/ tbrâäÌöktJó¡o [ÇÍÑÈ الزمر46-48.
                      &ouml;@è%] Ÿ@÷dr'¯»tƒ &Eacute;=»tG&Aring;3&oslash;9$# (#&ouml;qs9$yès? 4n<&Icirc;) 7pyJ&Icirc;=Ÿ2 ¥&auml;!#uqy $uZoY÷t/ &ouml;/&auml;3uZ÷t/ur žwr& yç7÷ètR žw&Icirc;) ©!$# Ÿwur x8&Icirc;Žô³èS ¾&Iuml;m&Icirc;/ $\«&oslash;x© Ÿwur x&Iuml;­Gtƒ $uZà&Ograve;÷èt/ $³&Ograve;÷èt/ $\/$t/&ouml;r& `&Iuml;iB &Egrave;br&szlig;Š «!$# 4 b&Icirc;*sù (#&ouml;q©9uqs? (#q&auml;9qà)sù (#r&szlig;ygô©$# $¯Rr'&Icirc;/ šcq&szlig;J&Icirc;=&oacute;&iexcl;&atilde;B [&Ccedil;&Iuml;&Iacute;&Egrave;آل عمران64.
                      والآن قد آن الأوان وحان الوقت لترتد التهمة في وجه صاحبها وأقول للقمص عبد المسيح بسيط: كيف تتكلم عن أمور لا تعرف عنها شيئاً وتدعي العلم فيها؟!!
                      ننتظر الرد إنْكان عنده رد.
                      وأدعو الله U أن يجعل هذا الذي كتبت في موازين الحسنات، وأن يفتح به أعين العمي.
                      آمين.

                      [1]هل المسيح هو الله؟ أم ابن الله؟ أم هو بشر؟ ص30.

                      [2]Baker, W.. The complete word study dictionary: Old Testament P. 464.


                      [3]هل تنبأ الكتاب المقدس عن نبي آخر يأتي بعد المسيح؟ ص89

                      [4]النطق الصحيح للكلمة العبرية מחמד ليس مَحَمَد كما ذكر القمص بسيط، بل هو مَحْمَد! بسكون الميم، وليس بفتحها!

                      [5] السابق ص89

                      [6]النطق الصحيح لهذه الكلمة العبرية هو مَحَمَدِيم، وليس مَحِمِدِيِم كما ذكر القمص!

                      [7]السابق ص90

                      [8]السابق ص93

                      [9]مقال: هل يشهد الكتاب المقدس على نفسه بالتحريف؟

                      [10]هل تنبأ الكتاب المقدس عن نبي آخر يأتي بعد المسيح؟ ص111






                      ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

                      تعليق


                      • #26
                        الملاحق
                        الملحق الأول
                        تعليقات على كتاب الراهب القس دوماديوس الرزيقي
                        في ظل الفقر العلمي والفوضى الأكاديمية التي تجتاح كنائس النصارى العرب، نقرأ كثيراً في مؤلفاتهم أموراً تصيب العقلاء بالبلاء، والغريب أن هذه المؤلفات تخرج عن رجال الكنيسة؛ فمثلاً عدّد الراهب القس دوماديوس الرزيقي -في كتابه الرديء (الكتاب المقدس عبر القرون والأجيال) أصدار! (هكذا كتبوها، والصحيح إصدار بلا شك) دار الأنبا أنطونيوس للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى سنة 2009م- المخطوطات العبرية التي يظن أنها تشهد لصحة العهد القديم فيقول في السطر الثاني من ص 137: مخطوطة حلب ويتحدث عنها في خمسة أسطر، ثم يتحدث قليلاً عن مخطوطات جنيزة القاهرة، ثم يذكر بعد ذلك مخطوطة المتحف البريطاني، ثم في السطر الثاني والعشرين من نفس الصفحة يقول: مخطوطة اليبو ويتحدث عنها باعتبارها مخطوطة أخرى.
                        قلتُ تعليقاً على هذا: ليته صمت وما تحدث أبداً، لم يكن الراهب القس يعلم أن مخطوطة حلب هي نفسها مخطوطة أليبو!!! الأمر المضحك جداً أن كلمة أليبو Aleppoهي نفسها حلب، لكنها بالإنجليزية، أنا لا أتهمه بالتدليس في هذا الموضع، لكنه الجهل، فإلى الله المشتكى من هؤلاء القساوسة، بهذه الطريقة قد نراه في الطبعة الجديدة من هذا الكتاب يذكر لنا مخطوطات أخرى عن طريق ترجمة كلمة حلب إلى الفرنسية أو الإيطالية.
                        من النوادر الأخرى في هذا الكتاب الرديء ما ذكره الراهب القس بعد حديثه عن مخطوطات قمران في ص 145 حيث قال:
                        ((إن الإنسان يتعجب كيف تثبت هذه الدقة المذهلة على مدى أكثر من ألف قرن(!) من الزمان)).
                        ألف قرن يا أيّها القس!!! مائة ألف عام!!!، حسب التواريخ التقليدية كان نبي الله موسى u حياً سنة 1350 ق.م -تقريباً-، أي أنه من زمن النبي موسى ليومنا هذا لم تمض إلا 3360 سنة، فكيف إذاً يكون الفارق الزمني بين مخطوطات قمران -التي هي من القرن الثالث حتى القرن الأول الميلادي- والمخطوطات العبرية الماسورية مائة ألف عام؟! هؤلاء هم العلماء؟!
                        ومع كثرة أخطائه إلا أنه نجا من خطأ وقع فيه القمص عبد المسيح بسيط حيث ذكر في ص 137 أن مخطوطة حلب احترق ربعها، ليس كما قال القمص بسيط إنها تضم كل العهد القديم.
                        وفي ص 108 يخرج علينا باكتشاف خطير، يقول فيه:
                        ((ويقول ديمتريوس فالريوس أمين مكتبة الإسكندرية الشهيرة، أن (أريستياس) Aristeasاقترح على الملك أن يضيف إلى المكتبة ترجمة (القوانين اليهودية). ولما كان بطليموس رجلاً مثقفاً، فقد وافق على الاقتراح وأرسل وفداً إلى أورشليم برسالة إلى اليعازر رئيس الكهنة طالباً منه إرسال ستة شيوخ من كل سبط من الأسباط الأثنى (كذا في الكتاب!) عشر متفهمين التوراة وعارفين باللغتين العبرية واليونانية، إلى الإسكندرية للقيام بالترجمة التي اقترحها أريستياس ...))
                        معلوم أن أقدم شاهد تاريخي يتحدث عن الترجمة السبعينية هو رسالة أرستياس، وهي رسالة كتبها شخص يسمي نفسه أرستياس، يقول فيها إن ديمتريوس فالريوس أمين مكتبة الإسكندرية طلب من الملك بطليموس إضافة ترجمة للتوراة إلى مكتبة الإسكندرية[1]، لكن الراهب القس دوماديوس جعل ديمتريوس فالريوس أمين مكتبة الإسكندرية هو الذي يروي الأحداث، وجعل أرستياس هو الذي يطلب من الملك بطليموس الترجمة!، أي أنه عَكَسَ الأسماء، وكأنه لا يفقه ما يقول، والأمر المثير أن الراهب القس ذكر مرة أخرى أن أرستياس هو الذي اقترح على الملك إعداد الترجمة -وليس ديمتريوس فالريوس-!!، ووفقاً لهذا الكلام ينبغي أن نغير اسم الرسالة من رسالة أرستياس إلى رسالة ديمتريوس!، وأود هنا أن أنبه القارئ إلى أن هذا الكلام الذي ذكره الراهب القس لم يكن من تأليفه أو على الأقل نقله من كتابٍ بصياغته الشخصية، فحقيقة الأمر أن الراهب القس دوماديوس قد نقل هذا الكلام بحرفه -تقريباً- بأخطائه من دائرة المعارف الكتابية، ولم يشر إلى ذلك في حاشية كتابه، وكذلك لم يصحح الأخطاء الإملائية الموجودة في كلمات الدائرة!، أي أنه ينقل بدون وعي أو فهم، وبدون إشارة إلى المنقول عنه!
                        ومن أخطائه الساذجة ما ذكره في ص 135؛ حيث قال:
                        ((ويستطيع العلماء أن يحددوا تاريخ المخطوطات بدقة عن طريق استخدام جهاز خاص لذلك يقوم بتحليل الحبر أو المادة المكتوب عليها وفحص ما يسمى بالكربون المشع أو الكربون رقم 13))
                        أولاً: التقنية التي يتم بواسطتها تأريخ المخطوطة تعتمد على تركيز كربون 14 C14، وليس كربون 13 كما ذكر الراهب القس![2]
                        ثانياً: أخطأ حين ادعى أن تأريخ المخطوطات هو أمر دقيق!، فلا يوجد من بين العلماء من يلمح إلى ذلك، فضلاً عن أن يدعيه، بل إن العالم و. ف. ليبَّي W. F. Libby مكتشف تقنية التأريخ بفحص كربون 14، حينما وضع تحت تصرفه في 14 نوفمبر 1950م بعض الكتان المكتشف في الكهف الأول، ليحدد تاريخ هذا الكتان؛ وبالتالي الاقتراب من تحديد تاريخ المخطوطات التي كانت ملفوفة فيه، وبعد فحوصات طويلة استمرت حتى 9 يناير 1951م ذكر في تقريره أن هذا الكتان يرجع إلى سنة 33م؛ بزيادة أو نقص 200 عام!، وهذه المدة يسميها العلماء حجم الخطأ [3]Amount of Errorلذلك كان تعليق العالم المشهور/ جيمس س. فاندركام James C. VanderKam هو أن هذه النتائج غير دقيقة، لكنها تعطينا ثقة بقدم هذا الكتان، وبالطبع المخطوطات![4]
                        فإذا كان الراهب دوماديوس يحسب هذا التأريخ دقيقاً، فأهلاً وسهلاً بالعلماء! ولست أحسب أنّي ظالم له إن قلت إنه قد تزبب قبل أن يتحصرم، وقد قال أهل العلم من قبل: من تعجل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه.
                        والعجيب (في الحقيقة لم يعد عجيباً، فكل شيء منهم أصبح متوقعاً) أن الكتاب قد خرج شبيهاً بطبق سلطة غير متناسق المكونات، لأول مرة في حياتي أقرأ كتاباً يتحدث عن المخطوطات فيقدم الترجمات على المخطوطات العبرية، ولا عزاء في البحث العلمي المحترم. وليس هذا حال القس فحسب بل هو حال جل نصارى العرب في قتل البحث الأكاديمي، ولو ذكرتُ ما بهذا الكتاب من فواجع ومصائب تصرخ بجهل صاحبها لطال المقام جداً، لكن هذا يكفي الآن.
                        الأمر الذي أثار فضولي وأردت أن أتوقف عنده قليلاً هو أن هذا الكتاب راجعه وقدم له الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة!، أي أنه مسئول عن هذه الأخطاء، إذ كيف يخرج كتاب قد راجعه وقدم له بهذه الصورة، أم الحال -كما يُقال في مصر- (كله في الهوا سوا)؟!


                        الملحق الثاني
                        هل تطابقت السبعينية مع الأصل العبري؟
                        يَمُرُّ الحِوَارُ الإِسْلاَمِي-النَّصْرَانِي بِأَزْمَةٍ حَقِيقِيَّةٍ قَدْ تُوْدِي بِحَيَاتِهِ، وَمِنْ أَوْضَحِ مَعَالِمِ هَذِهِ الأَزْمَةِ وَأَخْطَرِهَا الحَاجَةُ إِلَى إِثْبَاتِ الثَّوَابِتِ، وَمُنَاقَشَةِ الُمَسَلَّمَاتِ، فَفِي الوَقْتِ الَّذِي يَتَحَدَّثُ فِيهِ العُلَمَاءُ -مَثَلاً- عَن نَظَرِيَّاتِ نَشْأَةِ السَّبْعِينِيَّةِ، لاَ نَزَالُ إِلَى اليَومِ فِي عَالَمِنَا العَرَبِيِّ نُحَاوِلُ إِثْبَاتَ أَنَّ السَّبْعِينِيَّةَ لا تطابق النَّصِّ العِبْرِيِّ، وَالمَفْرُوضُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ مِنَ المَقْطُوعِ بِهِ، وَكَيفَ لاَ يَكُونُ كَذَلِكَ؟! وَالسَّبْعِينِيَّةُ أَمَامَهُمْ، وَالنَّصُّ العِبْرِيُّ أَمَامَهُمْ، وَكِتَابَاتُ الآبَاءِ نَاطِقَةٌ بِوُجُودِ الاخْتِلاَفَاتِ.
                        يعجب المرء من الكُتَّاب النصارى؛ هؤلاء الذين يعيشون في أحلام اليقظة، معرضين عن حقائق التاريخ، ضاربين بكل الأصول العلميّة والثوابت العقليّة عرض الحائط؛ حتّى لكأن الواحد منهم لم تمسّ يده كتابًا يضمّ بين دفتيه علماً، ومن هؤلاء القوم الذين لا يزالون قابعين في غيابة جُبِّ الجهل الدكتور/ داود رياض من كنيسة قصر الدوبارة البروتستانتية.
                        يقول الدكتور/ داود رياض عن الترجمة السبعينية: ((أسكتت النقاد لتطابقها مع الأصل))!
                        قلتُ:
                        مع قراءة هذا الكلام المائل المعوج المنتفخ لابد أن ينتاب القارئ شعورٌ بأنهم يكتبون لمخلوقات من كوكب آخر، مخلوقات غير عاقلة ولا ترى ولا تسمع ولا تجرؤ على أن تتكلم! هل كان الدكتور حينما كتب هذه المصائب -أقصد الكلمات- يقصد ترجمة سبعينية غير التي بين أيدينا اليوم، وأصل عبري غير الذي بين أيدينا اليوم؟!، لا شك أن الكلمات الخمس تخبرنا الكثير عن مدى ثقافة الدكتور ومحصلته العلمية، وكذلك تكشف لنا الكثير عن منهجية القوم (اللامنهجية).
                        ونرد على كلامه باختصار شديد فنقول:
                        أولاً: عن أي ترجمة سبعينية يتحدث الدكتور؟ المخطوطات الأصلية للترجمة السبعينية غير موجودة، لدينا فقط نسخ بعد قرون من المخطوطات الأصلية، والأمر المثير أن هذه النسخ نفسها غير متطابقة؛ فلا المخطوطة السينائية تتطابق مع الفاتيكانية ولا مع السكندرية ولا مع غيرها، أي أننا أصلاً لا نمتلك نصاً نستطيع أن نجزم بأنه السبعينية، ولهذا يقول إرنست بكل وضوح عن السبعينية: ((ضمن الأشكال المتنوعة المتبقية لدينا من النص لا يوجد الشكل الأصلي للنسخة))[5].
                        ثانياً: حينما يقول الدكتور أن الترجمة السبعينية تطابق الأصل العبري نكون متأكدين أنه لا يخاطب بهذا الكلام الكائنات العاقلة بل أقل ما يقال أنه (يستحمر) قراءه؛ فالسبعينية لم تتفق مع الأصل العبري حتى في عدد الأسفار، فكيف يقال إنها تطابقه؟، ومع أن هذا الأمر ليس بحاجة إلى إثبات لشهرته وتسليم الناس به، إلا إننا أصبحنا نعيش في هذا الزمان نحتاج إلى إثبات كل ما هو واضح، في حين أن الكتاب النصارى لا يثبتون أو يقدمون مراجعاً لادعاءات هي أبعد ما تكون عن الحقيقة.
                        في مقدمة الأسفار القانونية الثانية من الترجمة العربية المشتركة[6] نقرأ:
                        ((إن الكتب التالية: طوبيا، يهوديت، أستير (يوناني)، الحكمة، يشوع بن سيراخ، باروك، رسالة أرميا، دانيال (يوناني) الذي يحوي نشيد (الفتيان الثلاثة، سوسنة، بال والتنين)، المكابيين الأول والمكابيين الثاني، هذه الكتب كلها مع جميع أسفار العهد القديم، كانت تؤلف التوراة السبعينية أو العهد القديم المترجم إلى اليونانية))[7].
                        وهذه الأسفار والتتمات ليس لها وجود في العهد القديم العبري، فكيف يدعي الدكتور أن السبعينية تطابق الأصل العبري؟!
                        وكذلك في موسوعة الخادم القبطي:
                        ((وقد أفادت الترجمات اليونانية للعهد القديم وفي مقدمتها الترجمة السبعينية في أن تلقي ضوءاً على الفترة التي نسميها (ما بين العهدين) لأنها ضمنت أسفاراً كثيرة لم ترد في النسخة العبرية التي جمعها عزرا))[8].
                        ثالثاً: نأخذ أربعة أمثلة فقط[9] على الاختلاف بين نصوص السبعينية والأصل العبري.
                        المثال الأول تكوين5: 25-26:
                        النص مترجم من العبري:
                        25وعاش متوشالح مئة وسبعا وثمانين سنة وولد لامك 26وعاش متوشالح بعدما ولد لامك سبع مئة واثنتين وثمانين سنة وولد بنين وبنات.
                        النص مترجم من السبعينية:
                        25وعاش متوشالح مئة وسبعا وستين سنة وولد لامك، 26وعاش متوشالح بعدما ولد لامك ثمان مئة واثنتين سنة. وولد بنين وبنات.
                        والمثال الثاني خروج1: 5:
                        النص مترجم من العبري:
                        وكانت جميع نفوس الخارجين من صلب يعقوب سبعين نفسا.ولكن يوسف كان في مصر. (مثل السامرية)
                        النص مترجم من السبعينية:
                        لكن يوسف كان في مصر.وكانت جميع النفوس من يعقوب خمسة وسبعين نفسا. (مثل قمران)
                        المثال الثالث تثنية18: 15:
                        النص مترجم من العبري:
                        يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك، له تسمعون.
                        النص مترجم من السبعينية:
                        يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسط إخوتك، له تسمعون. (مثل السامرية).
                        المثال الرابع عاموس3: 9:
                        النص مترجم من العبري:
                        القصور في أشدود.
                        النص مترجم من السبعينية:
                        القصور في أشور.
                        يا له من تطابق مذهل أسكت النقاد!!
                        فكيف يدّعي الدكتور أنهما يضمّان نصاً واحداً بلغتين مختلفتين, رغم ثبوت آلاف الاختلافات بينهما؟! إنّه التدليس الذي مدّ جذوره الصلبة في أعماقهم؟!
                        سفر أيوب في السبعينية أقصر السدس من الأصل العبري، هناك 107 عدداً في الترجمة السبعينية لسفر إستير لا يوجد لها مقابل في الأصل العبري، سفر إرميا في السبعينية أقصر الثمن من الأصل العبري، كل هذه الاختلافات وغيرها دعت العلماء إلى الإقرار بأن السبعينية مترجمة عن نص عبري غير النص العبري الذي نمتلكه اليوم[10] فإلى الله المشتكى من عشاق التحريف والتدليس!
                        قال العالم هرشل شانكس Hershel Shanks:
                        ((توجد آلاف الاختلافات بين الترجمة السبعينية اليونانية والنص الماسوري للعهد القديم العبري)).[11]
                        وقال العالم المشهور فرانك م. كروس Frank M. Cross:
                        ((في النسخ القديمة؛ وخصوصاً النسخة اليونانية القديمة (كُتبت بداية من القرن الثالث قبل الميلاد، ومشهورة باسم السبعينية) توجد آلاف الاختلافات؛ كثير منها ثانوية، وكثير منها كذلك اختلافات هامة)).[12]
                        رابعاً: عندما يقول الدكتور (!) داود رياض إن السبعينية أسكتت النقاد نعلم أنه لم يقرأ شيئاً للنقاد أصلا، ومع هذه التجاوزات العديدة أشعر بقلبي يلح عليَّ لأرشد الدكتور إلى كتابين لدراسة ونقد السبعينية:
                        Abraham Wasserstein & David j. Wasserstein, The Legend of the Septuagint From Classical Antiquity to Today, cambridge University Press 2006.

                        W. I. Phillips, M.A., The Septuagint Fallacy, London: Robert Scott Roxburghe House Paternoster Row, E.C..




                        المراجع
                        المراجع العربية
                        القرآن الكريم.
                        صحيح البخاري. الطبعة السلفية.
                        صحيح مسلم. دار طيبة.
                        الحاكم، المستدرك على الصحيحين. تحقيق مصطفى عبد القادر عطا. دار الكتب العلمية، بيروت.
                        الطبراني، المعجم الكبير. تحقيق حمدي بن عبد المجيد السلفي. مكتبة العلوم والحكم، الموصل.
                        الطبراني، المعجم الأوسط. تحقيق طارق بن عوض الله بن محمد، عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني. دار الحرمين، القاهرة.
                        الألباني، السلسلة الصحيحة. مكتبة المعارف. الطبعة الأولى 1996م.
                        البغوي، معالم التنزيل "تفسير البغوي". تحقيق وتخريج الأحاديث محمد عبد الله النمر، عثمان جمعة ضميرية، سليمان بن مسلم الحرش. دار طيبة.
                        ابن عطية، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، تحقيق عبد السلام عبد الشافي محمد. دار الكتب العلمية، بيروت.
                        الزمخشري، الكشاف. تحقيق عادل أحمد عبد الموجود، علي محمد معوض، شاركهما: الأستاذ الدكتور/ فتحي عبد الرحمن أحمد حجازي. مكتبة العبيكان.
                        تفسير البيضاوي. نسخة الكترونية.
                        الحافظ بن كثير، البداية والنهاية. تحقيق الدكتور عبد الله بن المحسن التركي. طبعة هجر.
                        ابن عبد البر، جامع بيان العلم وفضله. نسخة الكترونية.
                        المزي، تهذيب الكمال. تحقيق الدكتور بشار عواد معروف. مؤسسة الرسالة.
                        خير الدين الزركلي، الأعلام. دار العلم للملايين ببيروت. الطبعة 15، 2002م.
                        ابن عبد ربه الأندلسي، العِقد. تحقيق محمد سعيد العريان. دار الفكر.
                        الباقلاني، تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل. تحقيق عماد الدين أحمد حيدر. مؤسسة الكتاب الثقافية ببيروت. الطبعة الأولى 1987م.
                        د/ حسن ظاظا، الفكر الديني اليهودي أطواره ومذاهبه. دار القلم بدمشق والدار السامية ببيروت.
                        د/ محمد عابد الجابري، ابن رشد سيرة وفكر. مركز دراسات الوحدة العربية. الطبعة الأولى 1998م.
                        محمود العابدي، مخطوطات البحر الميت. ترجمة لكتاب ميللر بروز The Dead Sea Scrolls.دار نون. الطبعة الأولى 2009م.
                        سامي عامري، المرأة بين إشراقات الإسلام وافتراءات المنصرين.
                        علي الريس، تحريف مخطوطات الكتاب المقدس. مكتبة النافذة. الطبعة الأولى 2006م.
                        د/ شريف سالم، دلائل تحريف الكتاب المقدس.
                        الترجمة الكاثوليكية، الترجمة اليسوعية، ترجمة الفاندايك، الترجمة العربية المشتركة، ترجمة الحياة، ترجمة الأخبار السارة.
                        الأبوان/ بولس الفغالي وَأنطوان عَوكر، العهد القديم العبري، ترجمة بين السطور. الجامعة الأنطونية. الطبعة الأولى 2007م.
                        د/ أحمد حجازي السقا، التوراة السامرية، ترجمة الكاهن السامري/ أبو الحسن إسحاق الصوري. دار الأنصار.
                        دائرة المعارف الكتابية. نسخة الكترونية.
                        يوسابيوس القيصري، تاريخ الكنيسة. ترجمة القمص/ مرقص داوود. مكتبة المحبة.
                        البابا شنودة الثالث، اللاهوت المقارن، الجزء الأول. الناشر/ الكلية الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس، مطبعة الأنبا رويس بالعباسية. الطبعة الثانية ابريل 1992م.
                        القمص/ ميخائيل مينا، علم اللاهوت بحسب معتقد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (المجلد الأول). مكتبة المحبة 1948م.
                        القمص تادرس يعقوب ملطي، نظرة شاملة في علم الباترولوجي في الستة قرون الأولى. كنيسة مارجرجس باسبورتنج - الإسكندرية. الطبعة الأولى يناير 2008م.
                        تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي. نسخة الكترونية.
                        تفسير القس أنطونيوس فكري. نسخة الكترونية.
                        حبيب سعيد، المدخل إلى الكتاب المقدس. دار التأليف والنشر للكنيسة الأسقفية بالقاهرة، بالاشتراك مع مجمع الكنائس في الشرق الأدنى.
                        الدكتور القس/ شنودة إسحاق (الدكتور الشماس/ إميل ماهر إسحاق سابقاً)، مخطوطات الكتاب المقدس في لغاته الأصلية. سبتمبر 1997م.
                        موسوعة الخادم القبطي، الجزء الثاني(أ)، مادة: لاهوت مقارن. كنيسة مارجرجس بالمطرية.
                        موسوعة الخادم القبطي، الجزء الثامن، مادة: كتاب مقدس عهد قديم. كنيسة مارجرجس بالمطرية.
                        د/ ملاك محارب، دليل العهد القديم. دار أبناء الأنبا رويس.
                        القمص/ عبد المسيح بسيط، هل المسيح هو الله؟ أم ابن الله؟ أم هو بشر؟ مطبعة المصريين 1995م.
                        القمص/ عبد المسيح بسيط،هل صلب المسيح حقيقة أم شبه لهم؟ مطبعة دار مدارس الأحد. الطبعة الأولى 2004م.
                        القمص/ عبد المسيح بسيط، هل يمكن تحريف الكتاب المقدس؟ مطبعة المصريين. الطبعة الثانية 2004م.
                        القمص/ عبد المسيح بسيط، الأعظم، مميزات المسيح في جميع الكتب. مطبعة المصريين. الطبعة الأولى 2005م.
                        القمص/ عبد المسيح بسيط، الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه. مطبعة مدارس الأحد. الطبعة الأولى 2005م.
                        القمص عبد المسيح بسيط، هل تنبأ الكتاب المقدس عن نبي آخر يأتي بعد المسيح؟ الطبعة الأولى 2007م.
                        القمص/ عبد المسيح بسيط، عظمة الكتاب المقدس. مطبعة مدارس الأحد. الطبعة الأولى 2008م.
                        القمص/ عبد المسيح بسيط، الإنجيل كيف كتب؟ وكيف وصل إلينا؟ نسخة من موقعه الرسمي.
                        د/ منيس عبد النور، شبهات وهمية حول الكتاب المقدس. كنيسة قصر الدوبارة البروتستانتية.
                        القس/ صموئيل مشرقي، عصمة الكتاب المقدس واستحالة تحريفه. نسخة الكترونية.
                        القمص/ مرقص عزيز خليل، استحالة تحريف الكتاب المقدس. الكنيسة المعلقة. الطبعة 20، 2006م.
                        الراهب القس/ دوماديوس الرزيقي، الكتاب المقدس عبر القرون والأجيال. مراجعة وتقديم أسقف شبرا الخيمة الأنبا/ مرقس. دار الأنبا أنطونيوس. الطبعة الأولى 2009م.


                        المراجع الأجنبية
                        Biblia Hebraica Stuttgartensia: Stuttgart (2003, c1969/77).

                        Alfred Rahlfs, Septuaginta, Stuttgart: Deutsche Bibelgesellschaft (1996, c1979).

                        August F. von Gall, Der Hebr&auml;ische Pentateuch Der Samaritaner1918.

                        תלמוד בבלי

                        American Bible Society. The Holy Bible: The Good news Translation (2nd ed.). New York: American Bible Society 1992.

                        Comprehensive Aramaic Lexicon. Targum Jonathan to the Prophets. Hebrew Union College 2005.

                        Comprehensive Aramaic Lexicon. Targum Pseudo-Jonathan to the Pentateuch. Hebrew Union College2005.

                        Flavius Josephus and William Whiston, The Works of Josephus: Complete and Unabridged, Includes Index. Peabody: Hendrickson, (1996, c1987).

                        Bruce, F. F. The canon of scripture. Includes index. Downers Grove, Ill.: Inter-Varsity Press 1988.

                        Driver, S. R. Notes on the Hebrew text and topography of the books of Samuel. Oxford: Clarendon press 1913.

                        Eveline Van Staalduine-sulman, The Targum of Samuel.

                        The NET Bible First Edition Notes. Biblical Studies Press 2006.

                        Roberts, A. Donaldson, J., & Coxe, A. C., The Ante-Nicene Fathers: Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325. 1997.

                        Schaff, P. The Nicene and Post-Nicene Fathers. Oak Harbor 1997.

                        Gesenius, W., & Tregelles, S. P. Gesenius' Hebrew and Chaldee lexicon to the Old Testament Scriptures. Translation of the author's Lexicon manuale Hebraicum et Chaldaicum in Veteris Testamenti libros, a Latin version of the work first published in 1810-1812 under title: Hebräisch-deutsches Handwörterbuch des Alten Testaments 2003.

                        Robertson's Compendious Hebrew Dictionary, corrected and improved By Nahum Joseph 1814.

                        Lauterbach, Jacob Zallel: Mekilta de-Rabbi Ishmael. New ed. Philadelphia, Pa: Jewish Publication Society. 2004.

                        Baker, W.. The complete word study dictionary: Old Testament. Chattanooga, TN: AMG Publishers (2003, c2002).

                        Girdlestone, R. B. Synonyms of the Old Testament: Their bearing on Christian doctrine. Oak Harbor.

                        Metzger, B. M. The Bible in Translation: Ancient and English versions. Grand Rapids, Mich.: Baker Academic 2001.

                        Wegner, P. D., A student's guide to textual criticism of the Bible : Its history, methods & results. Downers Grove, Ill.: InterVarsity Press 2006.

                        Ernst Würthwein, Text of The Old Testament, Translated BY Erroll F. Rhodes. William B. EErdmans Publishing Company Grand Rapids, Mich.. 1995.

                        Brotzman, E. R. Old Testament textual criticism: A practical introduction. Grand Rapids, Mich.. Baker Books. 1994.

                        Tov, E. Textual Criticism of The Hebrew Bible. 2nd ed. Minneapolis,Fortress Press 2001.

                        Abraham Wasserstein & David j. Wasserstein, The Legend of the Septuagint From Classical Antiquity to Today, cambridge University Press 2006.

                        Walvoord, J. F., Zuck, R. B., & Dallas Theological Seminary. The Bible knowledge commentary: An exposition of the scriptures. Wheaton, IL: Victor Books (1983-c1985).

                        R. H. Charles, Pseudepigrapha of the Old Testament 2004.

                        Believer's Study Bible. Criswell Center for Biblical Studies. (electronic ed.). Nashville: Thomas Nelson (1997, c1995. C1991).

                        Hicks, J. M. 1 & 2 Chronicles. The College Press NIV commentary. Joplin, Mo.: College Press Pub. Co. 2001.

                        KJV Bible commentary. Nashville:ThomasNelson(1997, c1994).

                        Elwell, W. A., & Beitzel, B. J., Baker encyclopedia of the Bible. Map on lining papers. Grand Rapids, Mich.: Baker Book House 1988.

                        Freedman, D. N. The Anchor Yale Bible Dictionary. New York: Doubleday. (1996, c1992).

                        Fahlbusch, E. & Bromiley, G. W. The encyclopedia of Christianity. Grand Rapids, Mich.; Leiden, Netherlands: Wm. B. Eerdmans; Brill (1999-2003).

                        Smith, H. P. A critical and exegetical commentary on the books of Samuel. New York: C. Scribner's sons 1899.

                        The Open Bible: New King James Version. Includes indexes. (electronic ed.). Nashville: Thomas Nelson Publishers (1998, c1997).

                        Klein, R. W. Vol. 10: Word Biblical Commentary: 1 Samuel. Word Biblical Commentary. Dallas: Word, Incorporated 2002.

                        Pfeiffer, C. F., The Wycliffe Bible commentary: Old Testament. Chicago: Moody Press 1962.

                        Curtis, E. L. & Madsen, A. A. A critical and exegetical commentary on the books of Chronicles. New York: C. Scribner's Sons 1910.

                        Patrick Skehan,4QLXXNum: A Pre-Christian Reworking of the Septuagint.

                        William D. Barrick, Scrolls from the Judean Desert. (electronic ed.).

                        Hershel Shanks, The Text Behind The Text of The Hebrew Bible IN Understanding The Dead Sea Scrolls. Random House, New York 1992.

                        Casy. D. Elledge, The Bible and The Dead Sea Scrolls. Society of Biblical Literature, Atlanta 2005.

                        Timothy H. Lim, The Dead Sea Scrolls: A Very Short Introduction. University Press, Oxford 2005.

                        Hershel Shanks, The Dead Sea ScrollsWhat They Really Say?2007.

                        joseph a. fitzmyer. s.j.,A Guide to The Dead Sea Scrolls and Related Literature. William B. EErdmans Publishing Company Grand Rapids, Mich.. 2008.

                        Scanlin, H. P. The Dead Sea scrolls and modern translations of the Old Testament. Wheaton, Ill.: Tyndale House Publishers 1993.

                        Garcı́a Martı́nez, F. & Tigchelaar, E. J. C. The Dead Sea scrolls study edition (transcriptions). Leiden; Boston.;. New York: Brill (1997-1998).

                        VanderKam, J. C. The Dead Sea scrolls today. Grand Rapids, Mich.: Eerdmans 1994.

                        Tov, E. A Categorized List of All the "Biblical Texts" Found in the Judaean Desert IN Dead Sea Discoveries Journal, Vol. 8, No. 1 2001.

                        Johannes Van Der Plicht, Radiocarbon Dating and the Dead Sea Scrolls: A Comment on “Redating” IN Dead Sea Discoveries Journal, Jan. 2007.

                        Eugene Ulrich, Index of Passages in The Biblical scrolls INThe Dead Sea Scrolls After Fifty Years. Leiden; Boston.;. Koln: Brill 1999.

                        James A. Sanders, Origen and The First Christian Testament IN Studies in The Hebrew Bible, Qumran, and The Septuagint Presented to Eugene Ulrich. Brill 2007.

                        McDowell, J. Josh McDowell's handbook on apologetics (electronic ed.). Nashville: Thomas Nelson (1997, c1991).

                        Archer, G. L. A survey of Old Testament introduction (3rd. ed.) Chicago: Moody Press(1998, c1994).

                        لا أدعي العصمة فيما أكتب، لكنني أجتهد في تحري الحق، فرحم الله امرأً قوم العوج، وأصلح
                        الزلل.
                        لا تبخلوا علي أخيكم وأهله بدعوة بظهر الغيب.


                        [1]اقرأ الرسالة كاملة في:
                        R. H. Charles, Pseudepigrapha of the Old Testament. (2:94-122).

                        [2]VanderKam, J. C. The Dead Sea scrolls today P. 20.

                        [3]Johannes Van Der Plicht, Radiocarbon Dating and the Dead Sea Scrolls: A Comment on “Redating” IN Dead Sea discoveries Journal, Jan. 2007. P. 81.

                        [4]VanderKam, J. C. The Dead Sea scrolls today. P. 20.

                        [5]Ernst Würthwein, Text of The Old Testament, P. 61.

                        [6] اطلعت على نسختين من الترجمة العربية المشتركة؛ الأولى غلافها أزرق قاتم وتحتوي على الأسفار الموجودة في ترجمة الفاندايك، والأخرى غلافها بني وتحتوي على نفس الأسفار ويزيد عليها الأسفار القانونية الثانية!، وهذا لأن هذه الترجمة من إعداد لجنة من ثلاث طوائف دينية نصرانية، كما هو مذكور في مقدمة الترجمة، فكان لزاماً عليهم أن تكون الترجمة مناسبة لكل الطوائف من حيث عدد الأسفار!

                        [7]الترجمة العربية المشتركة ص3. دار الكتاب المقدس.
                        - انظر حجج الأرثودكس على قانونية هذه الأسفار في: مقدمة "الأسفار القانونية التي حذفها البروتستانت من الكتاب المقدس"، الصادر عن كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك - الإسكندرية.
                        - انظر حجج البروتستانت على رفض قانونية هذه الأسفار في: "علم اللاهوت النظامي" للقس جيمس أنس، راجعه ونقحه وأضاف إليه: الدكتور القس/ منيس عبد النور ص60 - 65.

                        [8]موسوعة الخادم القبطي، الجزء الثامن، مادة: كتاب مقدس عهد قديم ص115.

                        [9]أردت أن أجعلها ثلاثة، لكن والله خشيت أن يظن أحد المعتوهين أن هذا دليلاً على التثليث.

                        [10]Metzger, The Bible in Translation: Ancient and English versions P. 17.

                        [11]Hershel Shanks, The Dead Sea Scrolls What They Really Say P. 20.

                        [12]Frank Moore Cross, The Text Behind The Text of The Hebrew Bible IN Understanding The Dead Sea Scrolls P. 143.



                        ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

                        تعليق


                        • #27
                          جزاكم الله خير الجزاء أخي الفاضل فارس، وبارك الله فيكم
                          إن عرفتَ أنك مُخلط، مُخبط، مهملٌ لحدود الله، فأرحنا منك؛ فبعد قليل ينكشف البهرج، وَيَنْكَبُّ الزغلُ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ. [الذهبي، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].

                          تعليق


                          • #28
                            أرجو أن يلاحظ الإخوة أن الآيات لم تظهر هنا لأنها مكتوبة بالخط العثماني وهو لا يظهر في صفحات المنتديات
                            إن عرفتَ أنك مُخلط، مُخبط، مهملٌ لحدود الله، فأرحنا منك؛ فبعد قليل ينكشف البهرج، وَيَنْكَبُّ الزغلُ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ. [الذهبي، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].

                            تعليق


                            • #29
                              هل نسمي عدم رد القمص بسيط إلى الآن هروب أم ماذا؟! (ابتسامة)
                              إن عرفتَ أنك مُخلط، مُخبط، مهملٌ لحدود الله، فأرحنا منك؛ فبعد قليل ينكشف البهرج، وَيَنْكَبُّ الزغلُ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ. [الذهبي، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 1 ديس, 2020, 09:07 م
                              ردود 0
                              155 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وداد رجائي
                              بواسطة وداد رجائي
                               
                              ابتدأ بواسطة أمين القسنطيني, 24 أبر, 2018, 04:12 م
                              رد 1
                              376 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة جلال27
                              بواسطة جلال27
                               
                              ابتدأ بواسطة ابن الشيشان, 11 فبر, 2018, 05:59 ص
                              ردود 2
                              583 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ابن الشيشان
                              بواسطة ابن الشيشان
                               
                              ابتدأ بواسطة ابو انس ربيع, 21 يول, 2016, 07:40 م
                              ردود 0
                              1,027 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ابو انس ربيع
                              بواسطة ابو انس ربيع
                               
                              ابتدأ بواسطة أبو محمدٍ المصريُّ الأثريُّ, 21 ماي, 2016, 12:24 ص
                              ردود 10
                              1,726 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة أبو محمدٍ المصريُّ الأثريُّ  
                              يعمل...
                              X