من اعلام الامه

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ابو اسامه المصرى مسلم اكتشف المزيد حول ابو اسامه المصرى
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من اعلام الامه

    من اعلام الامه
    عبدالله بن ام مكتوم
    هو عمرو بن قيس بن زائده بن الاصم بن رواحه بن لؤى القرشى واختلف فى اسمه فقيل عبدالله وقيل عمرو وهو الاكثر ولكنه اشتهر فى كتب السير والتراجم بامه ام مكتوم واسمها عاتكه بنت عبدالله بن عنكشه بن عامر بن مخزوم وهو ابن خالة ام المؤمنين خديجه بنت خويلد زوجة النبى عليه الصلاة والسلام
    اسلامه
    اسلم قديما بمكه وهو ضرير البصر وكان من اوائل المهاجرين الى المدينه وشارك فى تعليم المسلمين كتاب الله عز وجل عن البراء رضى الله عنه قال اول من قدم المدينه مصعب وبن ام مكتوم وكانوا يقرءون الناس رواه البخارى
    من ابتلى بذهاب بصره فصبر فله الجنه عن انس رضى الله عنه قال اتى جبريل النبى عليه الصلاة والسلام وعنده بن ام مكتوم فقال له النبى عليه الصلاة والسلام متى ذهب بصرك قال وانا صبى فقال قال الله تبارك وتعالى اذا ما اخذت كريمتى عبدى لم اجد له جزاء الا الجنه الطبقات الكبرى وسير اعلام النبلاء وفى روايه اذا ابتليت عبدى بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنه رواه البخارى
    بن ام مكتوم مؤذنا للنبى عليه الصلاة والسلام جعل النبى عليه الصلاة والسلام بن ام مكتوم مؤذنا له مع بلال رضى الله عنه وطالما ارتفع صوته بالاذان والكلمات الساميه وهنا نتذكر ان النبى عليه الصلاة والسلام مدح المخلصين من المؤذنين فقال
    المؤذنون اطول الناس اعناقا فى يوم القيامه رواه مسلم
    وقال عليه الصلاة والسلام لا يسمع صوت المؤذن جن ولا انس ولا شئ الا شهد له فى يوم القيامه رواه البخارى
    وكان بن ام مكتوم رغم كف بصره دقيقا فى تقدير الوقت
    عن ابن عمر رضى الله عنهما قال كان يؤذن لرسول الله عليه الصلاة والسلام بلال بن رباح وبن ام مكتوم فكان بلال يؤذن بليل يوقظ الناس وكان بن ام مكتوم يتوخى الفجر فلا يخطئه فكان يقول كلوا واشربوا حتى يؤذن بن ام مكتوم رواه البخارى
    فضائله
    نزل فى شأنه ايات من الذكر الحكيم تتلى الى قيام الساعه تحث النبى على الاهتمام به وعنايته ورعايته وتعليمه انزل فيه عبس وتولى ان جاءه الاعمى وما يدريك لعله يزكى او يذكر فتنفعه الذكرى
    عن ام المؤمنين عائشه قالت نزلت فى عبدالله بن ام مكتوم قابل النبى عليه الصلاة والسلام فقال زدنى والنبى يتصدى لرجل من المشركين
    وعن مسلم بن صبيح قال دخلت على ام المؤمنين عائشه وعندها رجل اعمى تطعمه العسل وتقطع له الاترج وهو التفاح وتطعمه التفاح بالعسل فقلت من هذا يا ام المؤمنين فقالت هو عبدالله بن ام مكتوم رواه الحاكم وسنده صحيح
    عن البراء رضى الله عنه قال لما نزلت لا يستوى القاعدون من المؤمنين قال النبى ادعوا زيدا فجاء ومعه الدواة واللوح فقال اكتب لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون فى سبيل الله فجاءه بن ام مكتوم وهو يملها على زيد فقال يا رسول الله انا ضرير ولو استطيع الجهاد لجاهدت فنزلت مكانها لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير اولى الضرر والمجاهدون فى سبيل الله رواه البخارى
    بن ام مكتوم يستأذن النبى عليه الصلاة والسلام فى ترك الجماعه فلم يرخص له النبى عليه الصلاة والسلام قدم عبدالله بن مكتوم الىالنبى عليه الصلاة والسلام فقال يا رسول الله انى رجل ضرير شاسع الدار وليس لى قائد يلائمنى فهل لى رخصه فى ان اصلى فى بيتى قال هل تسمع النداء قال نعم قال لا اجد لك رخصه رواه ابو داود وغيره واخرج مسلم نحوه
    وعن بن ام مكتوم قال يا رسول الله ان المدينه كثيرة الهوام والسباع فقال عليه الصلاة والسلام اتسمع حى على الصلاه حى على الفلاح فحى هلا اى اقبل واسرع رواه ابو داود وغيره
    قال الخطابى فى معالم السنن وهذا دليل على وجوب حضور الجماعه ولو كان ذلك ندبا لكان اولى الناس يسعهم التخلف اهل الضرر اى من فقد بصره ومن كان فى حال بن ام مكتوم
    قال بن القيم فى كتاب الصلاة وحكم تاركها دلت الاخبار على وجوب فرض الجماعه على من لا عذر له فما دل عليه قول بن ام مكتوم وهو ضرير لا اجد لك رخصه فاذا كان الاعمى لا رخصة له فالبصير اولى الا يكون له رخصه ومن تأمل السنه حق التأمل تبين له ان فعلها فى المساجد فرض على الاعيان الا لعارض يجوز معه ترك الجمعه والجماعه فالذى ندين الله به ان لا يجوز لاحد التخلف عن الجماعه فى المسجد الا لعذر والله اعلم بالصواب
    بن ام مكتوم يقتل امرأه يهوديه تسب النبى عليه الصلاة والسلام فقال عليه الصلاة والسلام اشهد الله ان دمها هدر
    قال الخطابى الحديث فيه بيان ان من سب النبى مهدر الدم معالم السنن
    وقال شيخ الاسلام بن تيميه اشهدوا ان دمها هدر اى لا قصاص فيها ولا ديه ولا كفاره علم انه كان مباحا مع كونها ذميه فعلم ان السبب اباح دمها لا سيما ان النبى عليه الصلاة والسلام اهدر دمها عقب اخباره بانها قتلت لاجل السب والخوض فى رسول الله فعلم انه الموجب لذلك الصارم المسلول
    استخلاف النبى عليه الصلاة والسلام بن ام مكتوم على المدينه فى غزواته
    قال بن عبد البر استخلف رسول الله بن ام مكتوم على المدينه ثلاث عشرة مره فى غزواته
    قال الذهبى وكان النبي عليه الصلاة والسلام يحترمه ويستخلفه فى المدينه فيصلى ببقايا الناس
    جهاده واستشهاده
    كان معروفا بشجاعته على الرغم من كف بصره ولقد ثار فى نفسه الشوق للجهاد لما لا وللشهيد عند ربه ست خصال اولها انه يغفر له مع اول دفقه من دمائه ويزوج باثنتين وسبعين من الحور العين ويلبس تاج الكرامه اشتاقت نفسه للجهاد رغم كونه من اصحاب الاعذار الذين يجوز لهم التخلف عن الخروج لقوله تعالى ليس على الاعمى حرج فظل كذلك مشغولا باستخلاف رسول الله له فى المدينه وقانعا بقول رسول الله ان بالمدينة رجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا كانوا معكم حبسهم العذر رواه البخارى ومسلم
    وظل على هذا الامر حتى تهيأت امامه فرصة الجهاد فى معركة القادسيه وهى المعركه الفاصله بين المسلمين والفرس فقال لهم انى رجل اعمى ادفعوا الى اللواء واجعلونى بين الصفين فانى رجل اعمى لا افر حتى قتل شهيدا ونال الشهاده وتحقق النصر للمسلمين بفضل الله جل وعلا

    حمزة بن عبد المطلب .. أسد الله .. وسيد الشهداء



    قال صلى الله عليه وسلم






    (
    سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب )
    السلسلة الصحيحة.


    *

    هو حمزة بن عبد المطلب ( أبو عمارة ) ،
    عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة
    فهما من جيل واحد نشأ معا ، ولعبا معا ،
    وتآخيا معا كان يتمتع بقوة الجسم ، وبرجاحة العقل ، وقوة الارادة ،
    فأخذ يفسح لنفسه بين زعماء مكة وسادات قريش ، وعندما بدأت الدعوة لدين الله
    كان يبهره ثبات ابن أخيه ، وتفانيه في سبيل إيمانه ودعوته ،
    فطوى صدره على أمر ظهر في اليوم الموعود...يوم إسلامه.


    *

    اسلام حمزة:
    -

    كان حمزة رضي الله عنه عائدا من القنص متوشحا قوسه ،
    وكان صاحب قنص يرميه ويخرج إليه وكان إذا عاد لم يمر على ناد من قريش
    إلا وقف وسلم وتحدث معه ، فلما مر بالمولاة قالت له: يا أبا عمارة ،
    لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم بن هشام ، وجده ههنا جالسا فآذاه
    وسبه ، وبلغ منه مايكره ، ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد صلى الله عليه وسلم)..
    -


    فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله به من كرامته ، فخرج يسعى ولم يقف على أحد ، معدا لأبي جهل إذا لقيه أن يوقع به ، فلما وصل إلى الكعبة وجده جالسا بين القوم ، فأقبل نحوه وضربه بالقوس فشج رأسه ثم قال له: ( أتشتم محمدا وأنا على دينه أقول ما يقول ؟.. فرد ذلك علي إن استطعت )..
    -

    وتم حمزة رضي الله عنه على إسلامه وعلى ما تابع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عز وامتنع ، وان حمزة سيمنعه ، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه ، وذلك في السنة السادسة من النبوة.

    *

    حمزة و الاسلام:
    -

    ومنذ أسلم حمزة رضي الله عنه نذر كل عافيته وبأسه وحياته لله ولدينه حتى خلع النبي صلى الله عليه وسلم عليه هذا اللقب العظيم: ( أسد الله وأسد رسوله )..
    -

    وآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين حمزة وبين زيد بن حارثة ، وأول سرية خرج فيها المسلمون للقاء العدو كان أميرها حمزة رضي اللـه عنه..
    -

    وأول راية عقدها الرسـول صلى اللـه عليه وسلم لأحد من المسلمين كانت لحمزة..
    -

    ويوم بدر كان أسد اللـه هناك يصنع البطولات ، فقد كان يقاتل بسيفين ، حتى أصبح هدفا للمشركين في غزوة أحد يلي الرسول صلى الله عليه وسلم في الأهمية.

    *

    استشهاد حمزة:
    - (

    اخرج مع الناس ، وان أنت قتلت حمزة فأنت عتيق ) هكذا وعدت قريش عبدها الحبشي ( وحشي غلام جبير بن مطعم ) ، لتظفر برأس حمزة مهما كان الثمن ، الحرية والمال والذهب الوفير ، فسال لعاب الوحشي ، وأصبحت المعركة كلها حمزة رضي الله عنه..
    -

    وجاءت غزوة أحد ، والتقى الجيشان ، وراح حمزة رضي الله عنه لا يريد رأسا إلا قطعه بسيفه ، وأخذ يضرب اليمين والشمال و ( الوحشي ) يراقبه ، يقول الوحشي ... وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه ، فوقعت في ثنته ( ما بين أسفل البطن إلى العانة ) حتى خرجت من بين رجليه ، فأقبل نحوي فغلب فوقع ، فأمهلته حتى إذا مات جئت فأخذت حربتي ، ثم تنحيت إلى العسكر ، ولم تكن لي بشيء حاجة غيره ، وإنما قتلته لأعتق )..
    -

    وقد أسلم ( الوحشي ) لاحقا فهو يقول: ( خرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فلم يرعه إلا بي قائما على رأسه أتشهد بشهـادة الحـق ، فلما رآني قال: ( وحشي ) قلت: ( نعم يا رسـول اللـه ) قال: ( اقعد فحدثني كيف قتلت حمزة ؟ ) فلما فرغت من حديثي قال: ( ويحك غيب عني وجهك فلا أرينك ! ) فكنت أتنكب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان ، لئلا يراني حتى قبضه الله صلى الله عليه وسلم).

    -

    واستشهاد سيد الشهداء رضي الله عنه لم يرض الكافرين وإنما وقعت هند بنت عتبة والنسوة اللاتي معها ، يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يجد عن الآذان والأنف ، حتى اتخذت هند من آذان الرجال وأنفهم خدما ( خلخال ) وقلائد ، وأعطت خدمها وقلائدها وقرطتها وحشيا .. وبقرت عن كبد حمزة ، فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها ، فلفظتها.

    *

    حزن الرسول على حمزة:
    -

    وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم يلتمس حمزة بن عبد المطلب ، فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده ومثل به ، فجدع أنفه وأذناه ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم حين رأى ما رأى: ( لولا أن تحزن صفية ويكون سنة من بعدي لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير ، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم !)..
    -

    فلما رأى المسلمون حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيظه على من فعل بعمه ما فعل قالوا: ( والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب )..
    -

    فنزل قوله تعالى: ( وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ، واصبر وما صبرك إلا بالله ، ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون )..
    -

    فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهى عن المثلة ، وأمر بحمزة فسجي ببردة ، ثم صلى عليه فكبر سبع تكبيرات ، ثم أتى بالقتلى فيوضعون إلى حمزة ، فصلى عليهم وعليه معهم ، حتى صلى عليه اثنتين وسبعين صلاة.. وكان ذلك يوم السبت ، للنصف من شوال ، سنة (3) للهجرة.

    *

    البكاء على حمزة:
    -

    مرّ الرسول صلى الله عليه وسلم بدار من دور الأنصار من بني عبد الأشهل وظَفَر ، فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم ، فذرفت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى ، ثم قال: ( ولكن حمزة لا بواكي له )..
    -

    فلما رجع سعد بن معاذ وأسيد بن حضير إلى دار بني عبد الأشهل ، أمرا نساءهم أن يتحزمن ثم يذهبن فيبكين على عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولمّا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بكاءهن على حمزة خرج عليهن وهن على باب مسجده يبكين عليه ، فقال: ( ارجعن يرحمكن الله ، فقد آسيتنّ بأنفسكم ).

    *

    فضل حمزة:
    -

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب )..
    -

    كما قال لعلي بن أبي طالب: (... يا عليّ أمَا علمتَ أنّ حمزة أخي من الرضاعة ، وأنّ الله حرّم من الرضاع ما حرّم من النّسب ).

    *

    عَيْن معاوية:
    -

    لمّا أراد معاوية أن يُجري عَيْنَهُ التي بأحد كتبوا إليه: ( إنّا لا نستطيع أن نجريها إلا على قبور الشهداء )...فكتب إليهم: ( انْبُشُوهم ).. يقول جابر بن عبدالله: ( فرأيتهم يُحْمَلون على أعناق الرجال كأنّهم قوم نيام )...وأصابت المسحاةُ طرفَ رِجْلِ حمزة بن عبد المطلب فانبعث دَمَاً.
    هو عكرمة بن عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، ويكنى بأبي عثمان، وأمه هي أم مجالد إحدى نساء بني هلال بن عامر وأبوه (أبي جهل) عمرو بن هشام وكنيته السابقة أبو الحكم.

    تبدأ رحلة عكرمة عندما نشأ في أحضان هذا الأب الكافر الذي أخذ على نفسه العهد بعداوة رسول الله فوجد عكرمة نفسه مدفوعاً إلى عداوة النبي ومحاربته طاعة لأبيه الذي كان يعتمد عليه في كل صغيرة وكبيرة.

    في غزوة بدر: كان أبوجهل قائد جيشه في هذا اليوم وكان ابنه عكرمة عضده الذي يعتمد عليه ويده التي يبطش بها وشهد مصرع والده في هذا اليوم ورآه بعينيه ورماح المسلمين تنهل من دمه وسمعه بأذنيه وهو يطلق آخر صرخة.


    في غزوة أحد: خرج عكرمة بن أبي جهل إلى أحد وأخرج معه زوجه أم حكيم رضي الله عنهما لتقف مع النسوة الموتورات في بدر وراء الصفوف وتضرب معهن على الدفوف تحريضاً لقريش على القتال وتثبيتاً لفرسانها إذا حدثتهم أنفسهم بالفرار فكان على ميمنة فرسان قريش خالد بن الوليد وعلى ميسرتهم عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنهما.

    في غزوة الخندق: حاصر المشركون المدينة أياماً طوالاً فنفد صبر عكرمة بن أبي جهل وضاق ذرعاً بالحصار فنظر إلى مكان ضيق من الخندق وأقحم جواده فيه فاجتازه ثم اجتازه وراءه بضعة فرسان في مغامرة جريئة من قبلهم لكنها فشلت

    يوم الفتح: عكرمة ونفر معه خرجوا على الإجماع القرشي فتصدوا للجيش الإسلامي المحمدي الكبير فهزمهم القائد المسلم خالد بن الوليد في معركة صغيرة قتل فيها من قتل ولاذ بالفرار من مكانه.


    إسلامه: كان عكرمة رضي الله عنه من بين النفر الذين سماهم الرسول عليه الصلاة والسلام يوم الفتح وأمر بقتلهم حتى لو تمسكوا بأستار الكعبة، لذا تسلل متخفياً من مكة ويمم وجهه شطر اليمن، عند ذلك مضت أم حكيم زوجه وبعض من نسوة قريش إلى بيت الرسول عليه الصلاة والسلام لمبايعته على الإسلام وقالت: يارسول الله قد هرب منك عكرمة إلى اليمن خوفاً من أن تقتله فأمنه أمنك الله، فقال : هو آمن..

    أدركت عكرمة عند ساحل البحر في منطقة تهامة فوجدته وهو يساهم نوتياً (بحاراً) مسلماً على نقله والنوتي يقول اخلص حتى أنقلك قل أشهد ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فقال عكرمة: ماهربت إلا من هذا، وفي رواية أبي داود والنسائي من حديث سعد بن أبي وقاص أن عكرمة لما فر وركب البحر فأصاب السفينة عاصف فقال أصحاب السفينة اخلصوا فإن آلهتكم لاتغني عنكم هاهنا شيئاً فقال عكرمة: والله لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص لاينجني في البر غيره اللهم إن لك علي عهداً إن عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمداً حتى أضع يدي في يده فلا أجدنه إلا عفواً كريماً قال: فجاء أسلم.

    ثم أدركته زوجه فقالت: يا ابن عم قد جئتك من عند أوصل الناس وأبر الناس وخير الناس من عند محمد بن عبدالله وقد استأمنت لك فأمنك فلا تهلك نفسك فقال: أنت كلمته؟ قالت: نعم فأمنك، ومازالت تطمئنه حتى عاد معها، وفيما هما في منزل نزلا به في الطريق أراد عكرمة أن يخلو بزوجه فأبت ذلك أشد الإباء وقالت: إني مسلمة وأنت مشرك، فتملكه العجب وقال: إن أمراً يحول دونك ودون الخلوة بي لأمر كبير.

    فلما دنا عكرمة من مكة قال الرسول لأصحابه: "سيأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمناً مهاجراً فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت"، وماهو إلا قليل حتى وصل عكرمة وزوجه إلى حيث يجلس الرسول فلما رآه النبي وثب من غير رداء فرحاً به وقال: "مرحباً بالراكب المهاجر"، ولما جلس رسول الله وقف عكرمة بين يديه وقال: يامحمد إن أم حكيم أخبرتني أنك أمنتني فقال : صدق فأنت آمن، فقال عكرمة: إلا تدعو يامحمد؟ قال: أدعوك إلى أ ن تشهد أن لاإله إلاالله وأني رسول الله، وأن تقيم الصلاة وأن تؤتي الزكاة، حتى عد أركان الإسلام كلها، فقال عكرمة: والله مادعوت إلا إلى الحق وماأمرت إلا بخير ثم بسط يده وقال إني أشهد أن لاإله إلاالله وأشهد أنك عبده ورسوله، ثم قال يارسول الله علمني خير شيء أقوله، فقال: تقول أشهد أن لاإله إلاالله وأن محمداً رسول الله، ثم قال عكرمة: ثم ماذا، قال : تقول أشهد الله وأشهد من حضرني أني مسلم.

    جهـاده: كان له في قتال المرتدين أثر عظيم فقد استعمله أبو بكر رضي الله عته على جيش وسيره إلى أهل عمان وكانوا ارتدوا وظهر عليهم عكرمة ، ثم وجهه أبو بكر أيضاً إلى اليمن فلما فرغ من قتال أهل الردة سار إلى الشام مجاهداً أيام أبي بكر مع جيوش المسلمين، فلما عسكروا بالجرف على ميلين من المدينة واستقبله أبو بكر وسلم عليه وعرض عليه المعونة فقال لاحاجة لي فيها فدع له بخير وسار إلى الشام إلى معركة اليرموك.

    استشهاده: أقبل عكرمة على القتال إقبال الظامئ على الماء البارد في اليوم القائظ شديد الحر، ولما اشتد الكرب على المسلمين في أحد المواقف نزل من على جواده وكسر غمد سيفه وأوغل في صفوف الروم فبادر إليه خالد بن الوليد وقال لاتفعل يا عكرمة فإن قتلك سيكون شديداً على المسلمين فقال إليك عني يا خالد فلقد كان لك مع رسول الله سابقة أما أنا وأبي فقد كنا من أشد الناس على رسول الله فدعني أكفر عما سلف مني ثم قال لقد قاتلت رسول الله في مواطن كثيرة وأفر من الروم اليوم إن هذا لن يكون أبداً، ثم نادى في المسلمين من يبايع على الموت؟ فبايعه عمه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور في أربعمائة من المسلمين، فقاتلوا دون فسطاط خالد (أي مكان قيادة الجيش) أشد القتال وذادوا عنه أكرم الذود حتى أثخنوا جميعاً جراحاً، وأوتي خالد بعكرمة جريحاً فوضع رأسه على فخذه فجعل يمسح على وجهه ويقطر الماء في حلقه، ولقد أصيب عكرمة والحارث فدعا الحارث بماء ليشربه فلما قدم له نظر إليه عكرمة فقال ادفعوه إليه فلما قربوه منه نظر إليه عباس وكان قد أصيب معهم فقال ادفعوه إليه فلما دنوا من عباس وجدوه قد استشهد فعادوا إلى عكرمة فوجدوه قد استشهد فعادوا إلى الحارث فوجدوه قد استشهد رحمة الله عليهم جميعا.

    خاتمة: كان رضي الله عنه في قتال الأعداء جاداً بنفسه حتى قيل له ارفق بنفسك، فقال: كنت جاهد بنفسي عن اللات والعزى فأبذلها لها افأستبقيها الآن عن الله ورسوله؟ لاوالله أبداً. قالوا: فلم يزد إلا إقداماً حتى قتل رحمه الله، وكان استشهاده في يوم اليرموك وقيل بأجنادين وقيل الصفر وكان ذلك في خلافة أبي بكر ولقد وجدوا فيه بضعاً وسبعين من بين ضربة وطعنة ورمية.

    لقد بر عكرمة بما قطعه للرسول عليه الصلاة والسلام من عهد فما خاض المسلمون معركة بعد إسلامه إلا وخاضها معهم ولا خرجوا في بعث إلا كان في طليعتهم.

    رحم الله عكرمة بن هشام بن عمرو ورضي الله عنه وأرضاه فقط نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بأن ينادوه بعد إسلامه بعكرمة بن أبي جهل وقد كانوا يقولون "هذا ابن عدو الله أسلم"..

    خبيب بن عدى الشهيد الثابت على الحق فى المحيا والممات اجرى الكريم عادته ان من عاش على شئ مات عليه ومن مات على شئ بعث عليه خبيب عاش على الحق فاماته الله عليه كان عابدا ناسكا زاهدا تقيا نقيا مخبتا لربه مطيعا محبا لرسوله مجاهدا قويا فتيا فى الدفاع عن الاسلام والمسلمين لا يوالى اعداء الله ورسوله بليع الأرض
    خبيب بن عدي
    إنه الصحابي الجليل خبيب بن عدي -رضي الله عنه-، وأحد الأنصار الصادقين، من قبيلة الأوس، لازم النبي ( منذ أن هاجر إليهم، وكان عَذْبَ الروح، قوي الإيمان، وصفه شاعر الإسلام حسان بن ثابت فقال:
    صقرًا توسَّط في الأنصار منصـبُه
    سَمْحَ السَّجِيَّةَ مَحْضًا غير مُؤْتَشَب
    شارك في غزوة بدر، فكان جنديًّا باسلاً، ومقاتلاً شجاعًا، قتل عددًا كبيرًا من المشركين من بينهم الحارث بن عامر بن نوفل.
    وذات يوم أراد النبي ( أن يعرف نوايا قريش، ومدى استعدادها لغزو جديد، فاختار عشرة من أصحابه من بينهم خُبيب بن عدي، وجعل
    عاصم بن ثابت أميرًا عليهم، وانطلق الركب ناحية مكة حتى اقتربوا منها، فوصل خبرهم إلى قوم من بني لحيان فأخذوا يتتبعونهم، وأحسَّ عاصم أنهم يطاردونهم، فدعا أصحابه إلى صعود قمة عالية على رأس جبل، فاقترب منهم مائة رجل من المشركين وحاصروهم، ودعوهم إلى تسليم أنفسهم بعد أن أعطوهم الأمان، فنظر الصحابة إلى أميرهم عاصم فإذا هو يقول: أما أنا فوالله لا أنزل في ذمة مشرك، اللهم أخبر عنا نبيك.
    فلما رأى المشركون أن المسلمين لا يريدون الاستسلام؛ رموهم بالنبال، فاستشهد عاصم ومعه ستة آخرون، ولم يبق إلا خبيب واثنان معه، هما زيد بن الدثنة
    ومرثد بن أبي مرثد، ولما رأى مرثد بداية الغدر حاول الهرب فقتله البغاة، ثم ربطوا خبيبًا وزيدًا وساروا بهما إلى مكة ؛ حيث باعوهما هناك.
    وعندما سمع بنو حارث بوجود خبيب أسرعوا بشرائه ليأخذوا بثأر أبيهم
    الذي قتله خبيب يوم بدر، وظل خبيب في بيت عقبة بن الحارث أسيرًا مقيدًا بالحديد.
    وذات يوم دخلت عليه إحدى بنات الحارث فوجدت عنده شيئًا عجيبًا، فخرجت وهي تناديهم وتقول: والله لقد رأيته يحمل قطفًا (عنقودًا) كبيرًا من عنب يأكل منه، وإنه لموثق (مقيد) في الحديد، وما بمكة كلها ثمرة عنب واحدة، ما أظنه إلا رزقًا رزقه الله خبيبًا.
    ولما أجمع المشركون على قتل خبيب استعار موسيًا من إحدى بنات الحارث ليستحد بها (يزيل شعر العانة) فأعارته، وكان لهذه المرأة صبي صغير، غفلت عنه قليلا، فذهب الصبي إلى خبيب فوضعه على فخذه، وفي يده الموسى، فلما رأته المرأة فزعت وخافت على صبيها، فقال لها خبيب أَتَخْشِينَ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ ما كنت لأفعل إن شاء الله، فقالت المرأة: ما رأيت أسيرًا خيرًا من خبيب.
    وأراد المشركون أن يدخلوا الرعب في قلب خبيب، فحملوا إليه نبأ مقتل
    زيد بن الدثِنَّة، وراحوا يساومونه على إيمانه، ويعدونه بالنجاة إن هو ترك دين محمد، وعاد إلى آلهتهم، ولكن خبيبًا ظل متمسكًا بدينه إلى آخر لحظة في حياته، فلما يئسوا منه أخرجوه إلى مكان يسمى التنعيم، وأرادوا صلبه (تعليقه)، فاستأذن منهم أن يصلي ركعتين، فأذنوا له، فصلى خبيب ركعتين في خشوع، فكان بذلك أول من سنَّ صلاة ركعتين عند القتل.
    وبعد أن فرغ من صلاته نظر إليهم قائلاً: والله لولا أَنْ تَحْسَبُوا أَنَّ بي جزعًا (خوفًا) من الموت؛ لازْددت صلاة. ثم رفع يده إلى السماء ودعا عليهم: (اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تبق منهم أحدًا)، ثم أنشد يقول:
    وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًــا
    عَلَى أي جَنْبٍ كَانَ في اللهِ مَصْرَعِي
    وَذَلِكَ في ذَاتِ الإلهِ وإنْ يَشَـــأ
    يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شَلْوٍ ممَـــزَّعِ
    ثم قاموا إلى صلبه، وقبل أن تقترب منه سيوفهم، قام إليه أحد زعماء قريش وقال له: أتحب أن محمدًا مكانك، وأنت سليم معافى في أهلك، فيصيح خبيب فيهم قائلاً:
    والله ما أحب أني في أهلي وولدي، معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب رسول الله بشوكة.
    إنها الكلمات التي قالها زيد بن الدثنة بالأمس يقولها خبيب اليوم، مما جعل أبا سفيان -ولم يكن قد أسلم- يضرب كفًا بكف ويقول: والله ما رأيت أحدًا يحب أحدًا كما يحب أصحاب محمدٍ محمدًا.
    وما كاد خبيب ينتهي من كلماته هذه حتى تقدم إليه أحد المشركين، وضربه بسيفه، فسقط شهيدًا، وكانوا كلما جعلوا وجهه إلى غير القبلة يجدوه مستقبلها، فلما عجزوا تركوه وعادوا إلى مكة.
    وبقى جثمان الشهيد على الخشب الذي صلب عليه حتى علم النبي ( بأمره، فأرسل الزبير بن العوام والمقداد بن عمرو فأنزلاه، ثم حمله الزبير على فرسه، وهو رطب لم يتغير منه شيء، وسار به، فلما لحقهما المشركون قذفه الزبير، فابتلعته الأرض، فَسُمِّيَ بَلِيع الأرض.
    خطبة الجمعه الاخيره بعد عيد الاضحى
    كتبته وجمعته ونقلته من كتب السير والتراجم وكتابات اهل الخير
    ابو اسامة المصرى

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 16 فبر, 2023, 02:50 ص
رد 1
45 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 28 يون, 2021, 12:22 م
ردود 0
3,438 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وداد رجائي
بواسطة وداد رجائي
 
ابتدأ بواسطة محمد بن يوسف, 1 أكت, 2018, 12:57 م
ردود 0
379 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة محمد بن يوسف
بواسطة محمد بن يوسف
 
ابتدأ بواسطة زين العابدين الجزائري, 21 أغس, 2015, 11:17 ص
ردود 0
1,505 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة زين العابدين الجزائري  
ابتدأ بواسطة عمار خليفة, 18 أغس, 2015, 09:38 م
ردود 2
1,288 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عمار خليفة
بواسطة عمار خليفة
 
يعمل...
X