هل اتفق جمهور العلماء على أن أسماء الله أكثرُ مِن تسع وتسعين؟!!
(2)
الفاضِل ابن يسوع ... أسئلتك لها من الجودة ما يجعلني أغوص في الشرح , فإن وجدتني قد سرحت في الشرح واستعصى عليك لغتي فاعلم أني غفلت فأستمحيك عُذراً وأطلب منك أن تستوقفني وتستفسر مني في كل مرة استعصى عليك فيها ما أقول , فقد ينسى قلمي أني أخاطب زميلاً ليس له معتقدي فأتمادى وكأنني أخاطب شيخا في معتقدي ...
سعادتك ...تسأل سؤالاً في غاية الأهمية ... فتقول :
وأضيف اليها هل اتفاق جمهور العلماء على أن اسماء الله الحسنى أكثر من تسعة وتسعون له ما يؤيده من القرآن و السنة؟
وهل لا يخالف هذا تصريح الحديث بأن العدد تسعة وتسعون؟
وهل لا يخالف هذا تصريح الحديث بأن العدد تسعة وتسعون؟
ويكون الجواب بإيجاز قبل إطناب ....
نعم فإن اتفاق الجمهور له ما يؤيده من القرآن والسُنة ....
ولا يُخالف هذا تصريح الحديث بالعدد 99 .....
لأن التصريح العددي يختص بالأسماء التي عناها الله بإحصائها .
فوعده بالجنة حصره في 99 إسماً فقط إن أحصاها العبد المؤمن
ولم يُطالبنا بإحصاء كل الأسماء وإنما 99 فقط لا تزيد ولا تنقص.
وإسمح لي قبل أن آتي بالدليل الشرعي أن أضرب لكم المثل , ولله المثل الأعلى ..
فلو قلت لك أنا رجل أمتلك القصور الكاملة الأوصاف :
- معروف بين الناس بأن قصوري كلها كاملة الوصف .
- ويوجد قصور لايعرفها إلا أشخاص معينة فقط ولن يعرفها غيرهم.
- ويوجد قصور أمتلكها لايعرفها ولم يعرفها أحد و أحتفظ بها لنفسي.
ثم قلت لك :
لي 19 قصراً أحبهم .... عشرون إلا واحد ..... لايزيدون ولاينقصون....
لو عرفتهم وعلمت تفصيلهم فسأعطيك جائزة كُبرى..!!
لو عرفتهم فجائزتي لك ستُغنيك عن كل شيء.
فهل تفهم من كلامي أن جميع قصوري إجمالها كلها 19 قصراً ؟!!!!
بالطبع لا........
فهل تفهم من كلامي أن جميع قصوري إجمالها كلها 19 قصراً ؟!!!!
بالطبع لا........
لأني لم أقل لك أن جميع قصوري عددها 19 قصراً
وإنما أنا قلت لك : لي من القصور 19 لو عرفتها فلك جائزة ...
ثم أني قد نبهت وأكدت عليك أن هناك قصور لي لا ولن يعرفها أحد قط.
ونبهت وأكدت عليك أن لي قصور عرّّّّفتها لأشخاص معينين ولم ولن يعرفها غيرهم....
ونبهت وأكدت أن هناك قصور يعرفها الناس عامة ....
فعندما أطلب منك أن تُحدد هذه القصور التسعة عشر فبالتأكيد أطلب منك أن تُحددها من تلك المعروفة التي عرفني الناس بها .
أليس كذلك؟!!!
إذاً الفهم سيؤدي إلى صنفين :
1- صنف يعلم أن عندي من القصور .. ما لا حصر لها
2- وصنف لاعلم له بها ويتحجج بمعرفة عددها
____________
بالمثل لنقيس المثال السابق مع الشرع
الله يُعلمنا أن كل أسماءه حُسنى ...فيقول تعالى : (ولله الأسماء الحُسنى ) ,
ولم يحصر الله أسماؤه بعدد ..... وسأقيس بدليلين من الأدلة الشرعية:
الحديث الأول :
قال صلى الله عليه وسلم ( أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ).
والحديث الثاني :
قال صلى الله عليه وسلم
إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ).
إذاً بين الرسول في الحديث الأول أن لله اسماء :
1- سمّى بها نفسه
2- وأسماء مذكورة في كتبه السماوية
3- وأسماء لايعرفها إلا أشخاص من خلقه
4- وأسماء استأثر الله بها في علم الغيب لا يعلمها إلاهو.
إذاً يكفينا من هذا الحديث أن نعلم انفراد الله بعلم العدد الكلى لأسمائه الحسنى ....
الحديث الأول :
قال صلى الله عليه وسلم ( أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ).
والحديث الثاني :
قال صلى الله عليه وسلم

إذاً بين الرسول في الحديث الأول أن لله اسماء :
1- سمّى بها نفسه
2- وأسماء مذكورة في كتبه السماوية
3- وأسماء لايعرفها إلا أشخاص من خلقه
4- وأسماء استأثر الله بها في علم الغيب لا يعلمها إلاهو.
إذاً يكفينا من هذا الحديث أن نعلم انفراد الله بعلم العدد الكلى لأسمائه الحسنى ....
لأن المنطقي أن ما إستأثر به في علم الغيب عنده لا يمكن لأحد حصره
ولا الإحاطة به........أليس كذلك ؟!!!
ولا الإحاطة به........أليس كذلك ؟!!!
وبين الرسول في الحديث الثاني :
أن الله وعد بالجنة من قام بإحصاء 99 إسماً فقط ....
فهذا العدد هو العدد المطلوب للإحصاء وبالطبع ليس العدد الكُلي
فنجد أن الحديث يُحدد لنا الإحصاء ليس في كل الأسماء وإنما في 99 اسماً فقط
______________
إذاً إذا وضعنا الحديثين بجوار بعضهما البعض
سيفهم الحصيف التالي :
أن جملة أسماء الله تعالى الكلية تعد من الأمور الغيبية التي استأثر الله بها ، ولا يُمكن لأحد معرفة عددها إذاً فأسماؤه كلها غير محصورة في عدد معين , ولكن بوضع حديث الإحصاء نعلم أن الله خصص 99 اسماً منهم للإحصاء ... فنحن لسنا مطالبين بإحصاء كل الأسماء وإنما 99 فقط ...
فعندما أقول لك :
عندي 99 قصراً أعددت لمن عرفهم جائزة فلا يمنع أن يكون عندي أكثر من ذلك ولا يعني أن كل قصوري 99 .
وعلى هذا إتفق جميع السلف على أن : أسماء الله الحُسنى لا تُعد ولا تُحصى وأنها غير محصورة في عدد مُعين .... وأن ال 99 التي خصهم الله هي ما خاطبنا بها الله وليست كل الأسماء لأنه وبكل بساطة فهناك أسماء مركبة وأسماء في علم الغيب عند الله لايعلمها أحد إلا هو .
وأعتذر من سعادتك أن لا تقبل المثال السابق والأدلة الشرعية السابقة كأنها الجواب النهائي لأني سآقوم بتوسيع أكبر بالأدلة الشرعية كلها في الرسالة التالية ....
يتبع
يتبع
اترك تعليق: