فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك

تقليص

عن الكاتب

تقليص

احمد ابوالعينين مسلم اكتشف المزيد حول احمد ابوالعينين
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك

    (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيمًا . فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم . ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت , ويسلموا تسليمًا )
    وهذه حقيقة لها وزنها . .
    إن الرسول ليس مجرد "واعظ" يلقي كلمته ويمضي .
    لتذهب في الهواء - بلا سلطان - كما يقول المخادعون عن طبيعة الدين وطبيعة الرسل ;
    أو كما يفهم الذين لا يفهمون مدلول "الدين" .

    إن الدين منهج حياة .
    منهج حياة واقعية .
    بتشكيلاتها وتنظيماتها , وأوضاعها , وقيمها , وأخلاقها وآدابها .
    وعباداتها وشعائرها كذلك .

    وهذا كله يقضي أن يكون للرسالة سلطان .
    سلطان يحقق المنهج , وتخضع له النفوس
    خضوع طاعة وتنفيذ . .
    والله أرسل رسله ليطاعوا - بإذنه وفي حدود شرعه - في تحقيق منهج الدين .
    منهج الله الذي أراده لتصريف هذه الحياة .
    وما من رسول إلا أرسله الله , ليطاع , بإذن الله . فتكون طاعته طاعة لله . .
    ولم يرسل الرسل لمجرد التأثر الوجداني , والشعائر التعبدية . .
    فهذا وهم في فهم الدين ; لا يستقيم مع حكمة الله من إرسال الرسل .
    وهي إقامة منهج معين للحياة , في واقع الحياة . .
    وإلا فما أهون دنيا كل وظيفة الرسول فيها أن يقف واعظا .
    لا يعنيه إلا أن يقول كلمته ويمضي .يستهتر بها المستهترون , ويبتذلها المبتذلون !!!
    ومن هنا كان تاريخ الإسلام كما كان . .
    كان دعوة وبلاغا .
    ونظام وحكما .
    وخلافة بعد ذلك عن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] تقوم بقوة الشريعة والنظام , على تنفيذ الشريعة والنظام .
    لتحقيق الطاعة الدائمة للرسول .
    وتحقيق إرادة الله من إرسال الرسول .
    وليست هنالك صورة أخرى يقال لها:الإسلام . أو يقال لها:الدين .
    إلا أن تكون طاعة للرسول , محققة فيوضع وفي تنظيم .
    ثم تختلف أشكال هذا الوضع ما تختلف ; ويبقى أصلها الثابت .وحقيقتها التي لا توجد بغيرها . .
    استسلام لمنهج الله ,
    وتحقيق لمنهج رسول الله .
    وتحاكم إلى شريعة الله .
    وطاعة للرسول فيما بلغ عن الله ,
    وإفراد لله - سبحانه -بالألوهية [ شهادة أن لا إله إلا الله ] ومن ثم إفراده بالحاكمية التي تجعل التشريع ابتداء حقا لله ,
    لا يشاركه فيه سواه .
    وعدم احتكام إلى الطاغوت . في كثير ولا قليل .
    والرجوع إلى الله والرسول , فيما لم يرد فيه نص من القضايا المستجدة , والأحوال الطارئه ; حين تختلف فيه العقول . .
    وأمام الذين (ظلموا أنفسهم)بميلهم عن هذا المنهج , الفرصة التي دعا الله المنافقين إليها على عهد رسول الله , [ صلى الله عليه وسلم ] - ورغبهم فيها . .

    ولو أنهم - إذ ظلموا أنفسهم - جاؤوك , فاستغفروا الله , واستغفر لهم الرسول ,لوجدوا الله توابا رحيمًا . .
    والله تواب في كل وقت على من يتوب .
    والله رحيم في كل وقت على من يؤوب .
    وهو -سبحانه - يصف نفسه بصفته .
    ويعد العائدين إليه , المستغفرين من الذنب , قبول التوبة وإفاضة الرحمة . . والذين يتناولهم هذا النص ابتداء , كان لديهم فرصة استغفارالرسول [ صلى الله عليه وسلم ] وقد انقضت فرصتها .
    وبقي باب الله مفتوحا لا يغلق .
    ووعده قائما لاينقض .
    فمن أراد فليقدم .
    ومن عزم فليتقدم . .
    وأخيرا يجيء ذلك الإيقاع الحاسم الجازم .
    إذ يقسم الله - سبحانه - بذاته العلية ,
    أنه لا يؤمن مؤمن , حتى يحكم رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] في أمره كله .
    ثم يمضي راضيا بحكمه , مسلما بقضائه .
    ليس في صدره حرج منه , ولا في نفسه تلجلج في قبوله:

    فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم . ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت , ويسلموا تسليمًا . .

    ومرة أخرى نجدنا أمام
    شرط الإيمان وحد الإسلام .
    يقرره الله سبحانه بنفسه .ويقسم عليه بذاته . فلا يبقى بعد ذلك قول لقائل في تحديد شرط الإيمان وحد الإسلام , ولا تأويل لمؤول .
    اللهم إلا مماحكة لا تستحق الاحترام . .
    وهي أن هذا القول مرهون بزمان , وموقوف على طائفة من الناس ! وهذا قول من لا يدرك من الإسلام شيئا ;
    ولا يفقه من التعبيرالقرآني قليلا ولا كثيرا .
    فهذه حقيقة كلية من حقائق الإسلام ;
    جاءت في صورة قسم مؤكد ;
    مطلقة من كل قيد . .
    وليس هناك مجال للوهم أو الإيهام بأن تحكيم رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] هو تحكيم شخصه .
    إنما هو تحكيم شريعته ومنهجه .
    وإلا لم يبق لشريعة الله وسنة رسوله مكان بعد وفاته [ صلى الله عليه وسلم ] وذلك قول أشد المرتدين ارتدادا على عهد أبى بكر - رضي الله عنه - وهو الذي قاتلهم عليه قتال المرتدين .
    بل قاتلهم على ما هو دونه بكثير .
    وهو مجرد عدم الطاعة لله ورسوله , في حكم الزكاة ;
    وعدم قبول حكم رسول الله فيها , بعد الوفاة !

    وإذا كان يكفي لإثبات "الإسلام" أن يتحاكم الناس إلى شريعة الله وحكم رسوله . .
    فانه لا يكفي في "الإيمان" هذا , ما لم يصحبه الرضى النفسي , والقبول القلبي ,وإسلامالقلب والجنان , في اطمئنان !
    هذا هو الإسلام . .
    وهذا هو الإيمان . .
    فلتنظر نفس أين هي من الإسلام ;
    وأين هي من الإيمان !
    قبل ادعاء الإسلام وادعاء الإيمان !

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 1 أغس, 2023, 06:55 م
ردود 0
27 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 11 يول, 2023, 05:19 م
ردود 0
20 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عطيه الدماطى  
ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 10 يول, 2023, 07:05 م
رد 1
21 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 4 يول, 2023, 10:07 م
ردود 0
15 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عطيه الدماطى  
ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 30 يون, 2023, 04:06 م
ردود 0
18 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عطيه الدماطى  
يعمل...
X