تويت
نشطاء يهود وهم يبحرون نحو غزة
بعد أيام قليلة من إدانة لجنة تحقيق تابعة لمجلس حقوق الإنسان لتل أبيب فيما يتعلق بمجزرة أسطول الحرية ، تلقت حكومة نتنياهو صفعة جديدة عندما انطلقت سفينة جديدة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة ولكن هذه المرة تحت إشراف نشطاء يهود فقط .
ففي 26 سبتمبر ، غادرت سفينة على متنها دعاة سلام يهود من إسرائيل وأوروبا وأمريكا مرفأ فاما جوستا شمالي قبرص متوجهة إلى قطاع غزة .
وبرر أحد الناشطين اليهود العشرة على متن السفينة ويدعى روبين موسكووتش "82 عاما" تلك الخطوة بأنها "عمل مقدس له للاحتجاج على الاضطهاد والقمع " ، قائلا :" إنه واجب مقدس بالنسبة لي بصفتي من الناجين من المحرقة أن أحتج على الاضطهاد والقمع وحصار مثل هذا العدد من الناس بينهم أكثر من 800 ألف طفل في غزة".
وفي السياق ذاته ، قال ناشط آخر يدعى يوناتان شابيرا وهو جندي إسرائيلي سابق :"لدينا استراتيجية عدم عنف وعدم مواجهة خلال رحلتنا إلى غزة ".
والسفينة واسمها "ايرين " عبارة عن مركب شراعي يرفع علما بريطانيا وتحمل على متنها ألعاب أطفال وكتب ومعدات للصيادين وأدوية ، وأفاد المنظمون وهم عشرة ناشطين يهود من إسرائيل وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة أن رحلة المركب من قبرص إلى غزة تستغرق قرابة 36 ساعة.
ومن جانبها ، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن الجمعية المنظمة للرحلة واسمها "شعبان ومستقبل واحد" القول في بيان لها إن السفينة ستحاول الوصول إلى شواطيء غزة وإفراغ حمولتها على نحو مسالم يرمز إلى التضامن والاحتجاج.
وأضاف البيان أن الخطوة رمزية وتهدف لرفع الحصار والسماح بحرية نقل البضائع والأشخاص من وإلى قطاع غزة.
ويبدو أن الإعلان عن انطلاق السفينة سبب حرجا بالغا لحكومة نتنياهو التي سارعت لوصف الخطوة بأنها نكتة مستفزة غير مضحكة على الإطلاق ، فهي الآن لن تستطيع أن تدعي أن السفينة تقل على متنها "إرهابيين " باعتبارهم يهود ويحمل بعضهم الجنسية الإسرائيلية .
ولعل ما يضاعف من مأزق حكومة نتنياهو أن انطلاق السفينة جاء مباشرة بعد أن أكدت لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان الدولي في تقرير لها في 24 سبتمبر أن القوات الإسرائيلية انتهكت القانون الدولي خلال الهجوم على قافلة "أسطول الحرية" وأن هناك أدلة واضحة وكافية لملاحقة إسرائيل قضائيا بتهمة القيام بأعمال قتل وتعذيب متعمدة ، وهو الأمر الذي يجعل تل أبيب تفكر مليا قبل ارتكاب أي حماقة جديدة .
وكانت لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان الدولي أشارت إلى أن تصرف أفراد الجيش الإسرائيلي وغيرهم من العناصر تجاه ركاب الأسطول كان مفرطا بشكل لا يتناسب مع الحدث , وليس ذلك فحسب, بل وأظهر مستويات من العنف غير الضروري الذي لا يصدق .
وأضافت اللجنة في التقرير الذي من المقرر أن يعرض على مجلس حقوق الإنسان في 27 سبتمبر أن الهجوم على أسطول الحرية كشف عن مستوى غير مقبول من الوحشية وأن مثل هذا السلوك لا يمكن تسويغه أو التغاضي عنه لأسباب أمنية أو أية أسباب أخرى .
ومعروف أن مجلس حقوق الإنسان كان عين ثلاثة خبراء "قاضيان من بريطانيا وترينيداد وداعية حقوق إنسان ماليزي" للتحقيق في الهجوم الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل 8 نشطاء أتراك وأمريكي من أصل تركي .واستمعت البعثة الدولية لتقصي حقائق الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية) إلى إفادة نحو مائة من المتضامنين الدوليين الذين كانوا على متن الأسطول من خلال عدة جولات قامت بها في كل من بريطانيا وتركيا وسويسرا والأردن .
ورغم أن الحكومة الإسرائيلية امتنعت عن التعامل مع تلك اللجنة الأممية ووصفت تقريرها بأنه منحاز ومسيس ومضلل ، متوعدة في الوقت ذاته بمنع أي سفن جديدة من الوصول إلى غزة ، إلا أن الضربة هذه المرة جاءتها على يد نشطاء يهود ويحملون جنسيتها .
والخلاصة أن إسرائيل لن تستطيع مهما فعلت مواجهة انتفاضة السفن ولن يكون أمامها في النهاية سوى الرضوخ للأمر الواقع وإنهاء حصار غزة .
صور انطلاق السفينة ايرين
