(( الجدية ))

تقليص

عن الكاتب

تقليص

لا تسئلني من أنا الحمد لله مسلمةة اكتشف المزيد حول لا تسئلني من أنا
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (( الجدية ))





    (( الجديةة ))


    إن المسلم الحق يتميز بسمات معينة تؤهله لحمل معاني الخيرية التي فضَّل الله عزَّ وجلَّ هذه الأمة على غيرها بتحقيقها ..

    قال تعالى : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110]

    وقال جلَّ وعزَّ: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً [البقرة: 143].




    ومن أهم السمات التي يتميز بها المسلم : سمة الجدية ، فالمسلم جادّ في أقواله ، جاد في أفعاله ، جاد في تصرفاته ،
    جاد في مظهره ، جاد في مخبره ، جاد في علاقاته وتعاملاته مع الناس ، جاد في عبادته ومعاملته مع الله ،
    جاد حتى مع نفسه ، فلا يجاملها ولا يطريها ، وإنما يحاسبها ويؤذيها ويعاتبها ويأخذ عليه العهود والمواثيق .





    إن جدية المسلم نابعة من تأثره بكتاب الله عزَّ وجلَّ ، فالقرآن الكريم كتاب الله الحق الذي لا لغو فيه ولا هزل قال تعالى :
    إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ

    [ الطارق:13- 14] .



    فالمسلم الجاد متخلق بأخلاق القرآن متأدب بآدابه .


    والمسلم يعلم أنه خلق لأمر عظيم ، وتحمل أمانة كبيرة ، وهو مسؤول عن ذلك يوم القيامة ،
    ولذلك فإنه لا وقت لديه للهزل وللعب والعبث :
    أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ [ المؤمنون:115] .



    وقال تعالى : إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً [ الأحزاب:72] .



    إن للجدية سمات ومظاهر كثيرة ، لا يمكن للمسلم أن يكون متسماً بالجدية حتى يحقق تلك السمات ، وتكون واقعاً ملموساً في حياته ، فمن سمات الجدية ومظاهرها .



    1- الإخلاص لله عزَّ وجلَّ :

    إن الإخلاص لله عزَّ وجلَّ هو الفارق الأساس بين الجاد وغير الجاد ؛
    لأن المخلص إما أن يكون منافقاً ، وإما أن يكون مرائيّاً ، والمسلم الجاد لا يمكن أن يكون منافقاً ولا مرائياً ؛
    لأن هدفه في الحياة هو رضا الله عزَّ وجلَّ وإحراز ثوابه . قال تعالى
    : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة: من الآية5] .




    أما المنافق والمرائي فإنه ذو شخصية متذبذبة لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ،
    فخرج بذلك عن سمة الجدية إلى العبثية والاعوجاج نتيجة لغياب الإخلاص الذي هو أساس قبول الأعمال وروحها .




    2- متابعة النبي صلى الله عليه وسلم :

    وهذا هو الفارق الثاني بين الجاد وغير الجاد ؛ لأن المسلم الجاد يسعى ليكون عمله مقبولاً ، والعمل المقبول هو الذي يتوافر فيه شرطان :

    الأول : الإخلاص .

    الثاني : متابعة النبي صلى الله عليه وسلم .



    3- الاعتدال والوسطية :

    فالجدية لا تعني الغلو ، وإنما تعني الاعتدال والوسطية ، وقد نهى الله عزَّ وجلَّ عن الغلو فقال :يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ [النساء:171].
    وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الغلو هو سبب الهلاك والدمار فقال عليه الصلاة والسلام : (( إياكم والغلو في الدين ، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين ))



    4- الإقبال على الطاعات :


    إن الإقبال على طاعة الله تعالى ، واغتنام الأوقات في عبادته وذكره وشكره ،
    والاستزادة من ذلك ليس من الغلو بشرط أن يكون في حدود المشروع ،
    وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل حتى تنفطر قدماه، فلما سئل في ذلك قال
    : ((أفلا أكون عبداً شكوراً)).



    وكان النبي صلى الله عليه وسلم : (( يا أيها الناس توبوا إلى ربكم ، فوالله إني لأتوب إلى الله عز وجل في اليوم مائة مرة ))


    5- وضوح الهدف وتبني الغايات الحميدة :

    لو سألت شريحة من غير المسلمين قوامها مائة رجل مثلاً عن أهدافهم في الحياة لوجدت اختلافاً كبيراً في إجاباتهم ،

    فهذا هدفه المال ، وهذا هدفه المنصب ، وهذا هدفه المكانة الاجتماعية ، وهذا هدفه الشهرة ، وهذا الاختراع والاكتشاف ، وهذا هدفه التأثير في الناس وغير ذلك .



    أما المسلم الحق فمهما جمعت له من شرائح ، ومهما تعددت اجتهاداتهم ،
    فإن الهدف الأساس واضح عند كل مسلم وضوح الشمس وهو رضا الله تعالى وإحراز ثوابه ..



    6- علو الهمة :

    علو الهمة من أكبر سمات الجادين ، فإن صاحب الهمة العالية لا يرضى بالكيل ،

    ولا يركن إلى الراحة والفتور ، ولا تستهويه سفاسف الأمور وتوافه القضايا ، وإنما تقوده همته إلى معالي الأمور
    وعظائم القضايا ، فتراه يريد بلوغ الكمال في باب العلم ، وبلوغ الكمال في باب العبادة ..



    7- صحبة الجادين :


    من أهم عوامل تثبيت المسلم على سمة الجدية : صحبة الجادين ؛ لأن الإنسان يتأثر بمخالطة ،
    والصاحب ساحب ، فإذا صحب المسلم أهل اللغو واللعب والبطالة وتضييع الأوقات تأثر بأحوالهم وربما صار واحداً منهم مع مرور الوقت .



    8- مواجهة المشكلات :

    إن صاحب الجدية لا يهرب من مشكلاته ولا يتركه دون حلول ، ولا يجعلها حجر عثرة في طريقه ، وإنما يواجه مشكلاته بحكمة وتؤدة ، ويجعل من مشكلاته وأزماته نقاط انطلاق جديدة ، يكتشف من خلالها ما وهبه الله تعالى من قدرة على التفكير وإيجاد الحلول لكل ما يعتريه من محن وابتلاءات .
    وصاحب الجدية يختار الوقت المناسب لمعالجة مشكلاته ، وهي أوقات الراحة والتأمل وفراغ الذهن .


    9- الشمولية :

    إن المسلم الجاد هو الذي يأخذ الدين كله كما جاء من عند الله تعالى. قال تعالى:
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ
    [البقرة:208].


    وليس من الجدية أن يفعل الإنسان ما سهل عليه ويترك ما يراه صعباً من الفرائض والواجبات ، فالدين كله يسر وقد رفع الله عن عباده الحرج ..

    10- ترك التسويف :

    إن صاحب الجدية لا يعرف التسويف ولا يعتمد على الأماني الكاذبة ،
    وإنما يبادر إلى الطاعات وإشغال الوقت بالعبادات ، والانتظام في سلم المؤمنين الصادقين .
    فيتوب كل يوم وكل ساعة وبعد العمل وقلبه .. ؛ همة ونشاطاً وإقبالاً على الله تعالى بلا تردد ولا تسويف .




    11- إدامة النظر في السيرة النبوية وسير الصحابة :

    من أعظم الأمور التي تدفع إلى الجدية النظر في سير أهل الجد والاجتهاد من الأنبياء والصحابة رضوان الله عليهم، قال تعالى: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ[يوسف:111]


    وتعد سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أعظم معين للجدية ،
    فقد واجه النبي صلى الله عليه وسلم الكفر بمفرده ،
    وتحمل في سبيل نشر الإسلام كل صنوف الأذى والاضطهاد ، فلم تلن له قناة ،
    ولم تفتر له عزيمة ، وإنما أعلنها صريحة قوية في وجوه أهل الكفر جميعاً (( والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه )) .
    إنها جدية صاحب الدعوة الذي آمن بدعوته ونذر لها نفسه ووقته وجهده وجاهه وكل شيء من أمره .



    12- البعد عن الترف :

    الترف من سمات أهل البطالة والكسل ؛ لأنه مورث الخمول والدعة .
    وأجمع كل عاقل على أنه لا يدرك نعيم بنعيم ، والمكارم لا يتوصل إليها إلا بالمكاره . فمنافاة الترف ،
    وهجر فضول التنعم من مقومات الهمة العالية "


    قال بعض السلف : لا ينال العلم براحة الجسد .




    والذي نفسه بغير جمالٍ لا يرى في الكون شيئاً جميلاً
    أيهذا الشاكي وما بك داء كن جميلاً ترى الوجود جميلاً

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 ينا, 2021, 05:31 ص
ردود 2
153 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة د. نيو, 27 نوف, 2020, 06:25 م
ردود 4
85 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د. نيو
بواسطة د. نيو
 
ابتدأ بواسطة أحمد محمد أحمد السبر, 23 يول, 2020, 06:53 م
ردود 0
54 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة أحمد محمد أحمد السبر  
ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 20 ديس, 2019, 11:46 م
ردود 3
79 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عاشق طيبة
بواسطة عاشق طيبة
 
ابتدأ بواسطة دكتور أشرف, 21 يون, 2019, 12:57 ص
ردود 4
103 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة دكتور أشرف
بواسطة دكتور أشرف
 
يعمل...
X