يوم القيامة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

mothnna مسلم اكتشف المزيد حول mothnna
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يوم القيامة

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

    الإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان الستة التي ينبني عليها إيمان المؤمن ولا يصح إيمانه إلا به.
    ولقد أخبرنا رسول الله بأحداثٍ ستقع في الدنيا ، تكون علامات على قرب الساعة فشاهدنا الكثير منها

    إن الحياة الدنيا بدون الحياة الأخرى تكون عبثاً، وتعالى الله عن العبث، فالحكمة ظاهرة في هذا الكون وبنائه وفي الإنسان وأجهزته. وكل جزء في كيان الإنسان قد خلق لحكمة، فكيف تكون الحياة بأكملها عبثاً لا حكمة من ورائها
    فلابد أن هناك حكمة ، قال الله تعالى: ( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى(36)أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى(37)ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى(38)فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى(39)أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى(40 القيامه)

    إن من لا يؤمن بالله واليوم الآخر يعيش في هذه الدنيا لايدري ما الحكمة التي من أجلها خلق ، فالحياة الدنيا تفقد معناها بدون الإيمان باليوم الآخر ،من لا يؤمن بالله واليوم الآخر لا يركز همه إلا على هذه الدنيا وما يحقق فيها من مصالح ومنافع شخصية فتجده يسعى في تحقيق أهدافه ولا يبالي أن يكون ذلك بغش أو خداع أو سلب أموال وظلم واستباحة دماء، أو هتك أعراض واحتيال ونفاق، لا يخاف عقاب ربه

    إن الدّور التي تَمُرُّ بالإنسان دار الدنيا ، ودار البرزخ ، والدار الآخِرة .
    ولكل دارٍ خصائصها وأحكامُها التي تُميّزها عن غيرها .فالدنيا ظلٌّ زائل ، وهي دار الفناء ، ومتاع الغرور .
    كما في قوله تبارك وتعالى :( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)(185ال عمران)

    الحياة البرزخية
    إن من أيقن وآمن بأن القبر منزله وإن طالت به الحياة ، وأنه سوف يُسأل عن ربِّه ودينه ونبيِّه ، من آمن بذلك يجب عليه الاستعداد للسؤال قال الله تعالى ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)(ابراهيم27)
    فقد مرّ النبيُّ على قبرين ، فقال ( أمَا إنـهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله . متفق عليه
    من الأمور التي يُستعدّ بها للحياة البرزخية حفظ وتلاوة سورة تبارك ، فقد ثبت عن النبي أنه قال : سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر . (رواه الحاكم وغيره ، وحسّنه الألباني)

    الحكمة في تقديم الأشراط ودلالة الناس عليها تنبيههم من رقدتهم وحثهم على الاحتياط لأنفسهم بالتوبة والإنابة و ليتداركوا ما فاتهم .وتقسم الأشراط إلى كبرى وصغرى.
    أما الكبرى مثل:خروج الدجال ونزول عيسى وقتله الدجال، وخروج يأجوج ومأجوج ودابة الأرض وطلوع الشمس من مغربها.
    وأما الصغرى مثل: قبض العلم، وغلبة الجهل واستيلاء أهله، وبيع الحكم وظهور المعازف واستفاضة شرب الخمور،واكتفاء النساء بالنساء والرجال بالرجال، وإطالة البنيان، وزخرفة المساجد، وإمرة الصبيان ولعن آخر هذه الأمة أولها، وكثرة القتل وغيرها كثير وبذكر أشراط الساعة تتحقق معجزة النبي وصدقه بكل ما أخبر به.


    قال تعالى (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (الزمر 68)
    يقول تبارك وتعالى مخبراً عن هول يوم القيامة ومايكون فيه من الاَيات العظيمة فقوله تعالى:{ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله} وهي نفخة الصعق وهي نفخة هائلة مدمرة ،وهي التي يموت بها الأحياء من أهل السموات والأرض إلا من شاء الله ثم يقبض أرواح الباقين حتى يكون آخر من يموت ملك الموت
    وينفرد الحي القيوم الذي كان أولاً وهو الباقي آخراً بالديمومة والبقاء ويقول جل جلاله (لمن الملك اليوم) ثلاث مرات ثم يجيب نفسه بنفسه فيقول {لله الواحد القهار} أنا الذي كنت وحدي وقد قهرت كل شيء وحكمت بالفناء على كل شيء
    ثم يحيي أول من يحيي إسرافيل ويأمره أن ينفخ بالصور مرة أخرى نفخة البعث قال الله عز وجل: {ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون} أي أحياء بعدما كانوا عظاماً ورفاتاً صاروا أحياء ينظرون إلى أهوال يوم القيامة (تفسير ابن كثير)

    وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن صاحب الصور مستعد دائماً للنفخ فيه منذ أن خلقه الله تعالى ، ففي مستدرك الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : " إن طَرْف صاحب الصور منذ وُكِّل به مستعد ينظر نحو العرش ، مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طَرْفه (سلسلة الأحاديث الصحيحة : (3/65) ، ورقمه : 1078 .
    وقد سمى القرآن الكريم النفخة الأولى بالراجفة ، والنفخة الثانية بالرادفة ، قال تعالى :(يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7)قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (النازعات 9


    قال تعالى: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }(مريم 39)
    يوم القيامة يوم يُجمع الأولون والآخرون في موقف واحد يسألون عن أعمالهم فمن آمن وأتبع سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً ومن تمرد وعصى شقي شقاء لا يسعد بعده أبداً
    وخسر نفسه وأهله
    يوم الحسرة على ضياع الحسنات حسرة الظالمين المفسدين في الأرض الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا حين يحملون أوزارهم وأوزار الذين يضلونهم بغير علم
    وتحسر على أعمال محدثة وعبادات لم يأذن اللهُ بها ولم يُتبع فيها رسول الله ويحسب أهلها أنهم يُحسنون صنعا لكنها
    تضيع في وقت الحاجة الماسة إليها فهم الأخسرون أعمالا وساءوا أحوالا .قال تعالى {أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ } (إبراهيم 18)
    حسرة على مرافقة أهل السوء و الرذيلة والبعد عن الفضيلة يوم الحسرة يعبرون عنها بعضِّ الأيدي يوم لا ينفع عض الأيدي كما قال تعالى{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا }(الفرقان 29 )

    لقد جاءت الأحاديث مخبرة بأنه يسبق النفخة الثانية في الصور نزول ماء من السماء، فتنبت منه أجساد العباد ،وإنبات الأجساد من التراب بعد إنزال الله تعالى ذلك الماء الذي ينبتها يماثل إنبات النبات من الأرض إذا نزل عليها الماء من السماء في الدنيا ، ولذا فإن الله تعالى قد أكثر في كتابه من ضرب المثل للبعث والنشور بإحياء الأرض قال تعالى :( وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ ) [فاطر:9]

    وقد سمى الله تعالى يوم الدين (القيامه الحساب اليوم الاخر ) بيوم الجمع ، لأن الله يجمع العباد فيه جميعاً
    قال أبو هريرة : يحشر الله الخلق كلهم يوم القيامة : البهائم ، والطير ، والدواب ، وكل شيء ، فيبلغ من عدل الله أن يأخذ للجماء من القرناء ، ثم يقول : كوني تراباً ، فذلك قوله تعالى حكاية عن الكفار ( وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا )[النبأ :40] تذكرة القرطبي :273.

    بعد سماع صوت النفخ في الصور والدعوة إلى العرض على مالك الملك تشيب الرؤوس للنداء وهي صيحة واحدة للعرض قال تعالى: فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ [النازعات14].
    ثم الخروج من القبر قائمًا على قدميك شاخصا ببصرك نحو النداء يحشر العباد حفاة عراة وقد أدنيت الشمس من رءوس الخلائق ولا ظل لأحد إلا ظل عرش رب العالمين، و اشتد الكرب والوهج من حر الشمس ثم ازدحمت الأمم وتدافعت وتضايقت واختلفت الأقدام وانقطعت الأعناق من شدة العطش والخوف العظيم.
    الرعب والفزع يصيب العباد في ذلك اليوم ، فالمرضع التي تفدي وليدها بنفسها تذهل عنه في ذلك اليوم ، والحامل تسقط حملها ، والناس يكون حالهم كحال السكارى الذين فقدوا عقولهم ويصور القرآن الفزع الذي يسيطر على نفوس الكفار في يوم الموقف العظيم فيقول : (وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ )[غافر :18] .

    ثم يكون مجيء جهنم تقاد ولها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثا لركبته يقول: يا رب نفسي نفسي
    كل الخلائق ينادون بأجمعهم كل واحد بنفسه ينادي نفسي نفسي قال الله تعالى:( يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ( النحل 111)

    لما في ذلك اليوم من الأهوال التي ملأت القلوب من الخوف والفزع والرعب والذعر يفر الفرد من أمه وأبيه وأخيه وبنيه لعظم الخطر وشدة الكرب والهول
    قال الله تعالى:فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ
    وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37 عبس )

    ثم الميزان وقد نصب لوزن الأعمال
    "إن أثقل شيء يوضع في ميزان العبد يوم القيامة خلق حسن ، وإن الله يبغض الفاحش البذيء "رواه الترمذي وقال :هذا حديث حسن صحيح
    ثم الكتب المتطايرة تقع في يمينك أو في شمالك أو من وراء ظهرك.فالأتقياء يعطون كتبهم بأيمانهم والأشقياء بالشمال أو من وراء الظهر،
    قال تعالى:فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (الانشقاق 12)

    وقال تعالى:وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا ‎لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (الحاقة 29)

    ويشمل الحساب ما يقوله الله لعباده ، وما يقولونه له ، وما يقيمه عليهم من حجج وبراهين ، وشهادة الشهود ووزن للأعمال .والحساب منه العسير ، ومنه اليسير ، ومنه التكريم ، ومنه التوبيخ ، والتبكيت ، ومنه الفضل والصفح ، ومتولي ذلك أكرم الأكرمين .
    وفي ذلك اليوم يوقن الكفار أن ذنبهم غير مغفور ، وعذرهم غير مقبول قال الله تعالى :(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ )[الروم : 12] .

    قال رسول الله : «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل, وشاب نشأ في عبادة الله, ورجل قلبه معلق بالمساجد, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه, ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله, ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه, ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه»، أخرجه البخاري ومسلم

    الاقتصاص: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء ، فليتحلل منه اليوم ، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه " (صحيح البخاري ، كتاب المظالم)

    قال تعالى :وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12 السجدة)
    الله تعالى يكلم العبد ليس بينه وبينه ترجمان و ما يسأل عنه العباد
    الكفر والشرك و ما عمله في دنياه و النعيم الذي يتمتع به و العهود والمواثيق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تزول قدما عبد يوم القيامة ، حتى يسأل عن عمره فيم أفناه ، وعن علمه فيم فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ وعن جسمه فيم أبلاه ؟ "سنن الترمذي :2417.قال الترمذي:هذا حديث حسن صحيح
    وعن السمع والبصر والفؤاد قال تعالى ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) [الإسراء :36]

    حال عصاة المؤمنين
    الذين لا يؤدون الزكاة :في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول : " ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي فيها حقها ، إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار ، فأحمي عليها في نار جهنم ، فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره ، كلما بردت أعيدت عليه ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، حتى يقضى بين العباد ، فيرى سبيله ، إما إلى الجنة وإما إلى النار " .
    قيل : يا رسول الله ، فالإبل ؟ قال : " ولا صاحب إبل لا يؤدي منها حقها ، ومن حقها حلبها يوم وردها ، إلا إذا كان يوم القيامة ، بطح لها بقاع قرقر (بسط لها ومد لها بأرض مستوية ) ، أوفر ما كانت ، لا يفقد منها فصيلاً واحداً ، تطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها ، كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد ، فيرى سبيله إما إلى الجنة ، وإما إلى النار " .

    المتكبرون: رواى مسلم وأحمد عن أبي هريرة : " أغيظ رجل على الله يوم القيامة ، وأخبثه ، وأغيظه عليه ،رجل كان يسمى ملك الأملاك ، لا ملك إلا الله " (سلسلة الأحاديث الصحيحة : (2/619) ، ورقمه : 914 .
    ذنوب لا يكلم الله أصحابها ولا يزكيهم :
    الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ، وهم الأحبار والرهبان والعلماء الذين يكتمون ما عندهم من العلم ، تحقيقاً لمصلحة ، أو طلباً لعرض دنيوي ،
    و من يحلفون الأيمان الكاذبة تحقيقاً لكسب دنيوي تافه قال تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )[آل عمران:77 ]
    ذو الوجهين : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تجدون شرَّ الناس يوم القيامة ذا الوجهين ، الذي يأتي هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه " (رواه البخاري ومسلم)
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تحلم بحلم لم يره كلِّف أن يعقد بين شعيرتين ، ولن يفعل ، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون ، أو يفرون منه ، صب في أذنه الآنك يوم القيامة "صحيح البخاري ، كتاب تعبير الرؤيا

    حال الأتقياء
    صنف من عباد الله لا يفزعون عندما يفزع الناس ، ولا يحزنون عندما يحزن الناس ، أولئك هم أولياء الرحمن الذين آمنوا بالله ، وعملوا بطاعة الله استعداداً لذلك اليوم ، فيؤمنهم الله في ذلك اليوم ، وعندما يبعثون من القبور تستقبلهم ملائكة الرحمن تهدئ من روعهم ، وتطمئن قلوبهم و يظل الله تعالى المتحابين فيه في ظل العرش والذين يسعون في حاجة إخوانهم ويسدون خلتهم و الذين ييسرون على المعسرين والذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولّوا
    قال جل في علاه (يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (الزخرف69)

    حال الكفار
    ذلتهم وهوانهم وحسرتهم ويأسهم يخرجون مسرعين كحال الجراد المنتشر ، وسيعترف الكفار في ذلك اليوم بصعوبة موقفهم ( يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ) [القمر :8]
    ويفيدنا نص اخر أن الكفار ينادون بالويل والثبور عندما ينفخ في الصور متسائلين عمن أقامهم من رقدتهم .
    ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ) [يس 51-52] .
    ويصور القرآن الكريم الفزع الذي يسيطر على نفوس الكفار في يوم الموقف العظيم فيقول : ( وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ) [ غافر : 18 ] .
    وعندما يرى الكفار العذاب والهوان الذي يصيبهم ويصيب أمثالهم من الكفرة المشركين يأخذهم الحسرة والندم ، ولكثرة حسرة العذاب سمى الله ذلك اليوم بيوم الحسرة
    ويجعل الله تعالى أعمال الكفار هباء منثوراً ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا ) [الفرقان : 23] .
    وهذا الفريق الذي يظن أنه على خير يفاجأ يوم القيامة بأن عمله باطل ضائع ، ومن هؤلاء اليهود والنصارى بعد البعثة النبوية ، فإن فريقاً منهم يجهدون أنفسهم بالعبادة، وفعل الخيرات ، ويظنون أن ذلك ينفعهم عند الله تبارك وتعالى ، وكذلك الذين انتسبوا إلى الإسلام ، ولكنهم أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً ، وعبدوا غير الله ، كل هؤلاء لا تنفعهم أعمالهم ، ولا يقيم الله لهم يوم القيامة وزناً قال تعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا(105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) [الكهف ]

    الأساس هو الإسلام ، فما لم يكن المرء مسلماً موحداً فعمله مردود ، وسعيه موزور غير مشكور ،قال تعالى (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) [آل عمران :85]

    تخاصم أهل النار مخاصمة العابدين المعبودين قال تعالى :عالى : ( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95)قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (الشعراء 99)
    و تخاصم الأتباع مع قادة الضلال من أصحاب الفكر ، والنظريات الضالة ، والمبادئ المناقضة للإسلام ،
    الشيطان الذي وسوس في الصدور ، وأغرى بالعصيان ، وزين الكفر ، وصدهم عن استماع الدعوة ، هو الذي يقول لهم وهو يطعنهم طعنة أليمة نافذة ، حيث لا يملكون أن يردوها عليه – وقد قضي الأمر – هو الذي يقول الآن ، وبعد فوات الأوان
    إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم(ابراهيم 22)
    يكون من الكفار عندما يعاينون العذاب الشديد الذي أعده الله لهم ، فيلجؤون إلى التكذيب والإنكار ، ويزعمون أنهم كانوا صالحين ، ويكذبون بشهادة الملائكة والمرسلين والصالحين الذين يشهدون عليهم ، فعند ذلك يختم الله على أفواههم وتنطق أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ، فعند ذلك يقولون لأعضائهم : " بعداً لكنَّ وسحقاً ، عنكن كنت أجادل "جزء من حديث رواه مسلم وغيره ، انظر تفسير ابن كثير : (6/168)

    يقول القرطبي : " تفكر الآن فيما يحل بك من الفزع بفؤادك إذا رأيت الصراط ودقته ، ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته ، ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها ، وقد كلفت أن تمشي على الصراط ، مع ضعف حالك واضطراب قلبك ، وتزلزل قدمك، وثقل ظهرك بالأوزار ، المانعة لك من المشي على بساط الأرض ، فضلاً عن حدة الصراط.
    فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك ، فأحسست بحدته ، واضطررت إلى أن ترفع قدمك الثاني ، والخلائق بين يديك يزلون ، ويعثرون ، وتتناولهم زبانية النار بالخطاطيف والكلاليب ، وأنت تنظر إليهم كيف ينكسون إلى جهة النار رؤوسهم وتعلوا أرجلهم فيا له من منظر ما أفظعه ، ومرتقى ما أصعبه ، ومجاز ما أضيقه " التذكرة للقرطبي : 332



    قال الله تعالى : يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا(102)يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا عَشْرًا(103)نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا يَوْمًا(104)وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا(105)فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا(106)لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا(107)يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا(108) يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلا(109)يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)وَعَنَتْ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (111)وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً (112 طه)

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
ردود 0
39 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عاشق طيبة
بواسطة عاشق طيبة
 
ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
ردود 0
61 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عطيه الدماطى  
ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
رد 1
63 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د. نيو
بواسطة د. نيو
 
ابتدأ بواسطة محمد بن يوسف, 1 نوف, 2021, 04:00 م
ردود 0
22 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة محمد بن يوسف
بواسطة محمد بن يوسف
 
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 يون, 2021, 02:47 ص
ردود 0
73 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
يعمل...
X