إسلاميو مصرومرحلة جني الثمار

تقليص

عن الكاتب

تقليص

فارس التوحيد مسلم اكتشف المزيد حول فارس التوحيد
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إسلاميو مصرومرحلة جني الثمار

    إسلاميو مصر.. ومرحلة جني الثمار / عبد الرحمن أبو عوف


    المختصر/ جَاء إقرار لجنة الأحزاب بحزب النور ذي المرجعيَّة السلفيَّة ومن قبله حزب الحرية والعدالة المولود من رحم جماعة الإخوان المسلمين، بمثابة علامة فارقة في تاريخ الحركات الإسلاميَّة في مصر، والتي عانت طوال الخمسين عامًا الماضية من تعسف وتعنت السلطة ورفضها إسباغ الشرعيَّة على العمل الدعوي أو السياسي لتلك الحركات، بل وسددت لها ضرباتٍ قاصمةً باستخدام الذراع الأمنيَّة أو إفساح المجال لوسائل الإعلام والمناوئين لهذه الحركات لتشويه صورتها.
    ولكن الأمر اللافت أن هذه الحركات بمختلف ألوان طيفها استطاعت تجاوز هذه المرحلة بشكلٍ سريع وتعاطت بجدية مع التطورات السياسيَّة التي شهدتها مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ونهاية عقود الدولة البوليسيَّة، بل والتعامل بشكلٍ عقلاني ومنطقي مع القضايا التي أُثيرت في مصر من قبل اللوبي العلماني حول هوية الدولة المصريَّة، سواء أكانت مدنيَّة أو سياسيَّة، وكذلك الموقف من المسألة القبطية وحقوق المرأة بإبداء دعمها للدولة المدنيَّة ذات المرجعية الإسلاميَّة، بل والتشديد على التعامل مع الأقباط كمواطنين لهم ما لنا وعليهم ما علينا، مع الإقرار بكافة حقوق المرأة السياسيَّة والاقتصاديَّة باعتبارها نصف المجتمع.
    رفع الحرج
    وحرصًا على رفع الحرج عن هذه الحركات التي ارتبطت طوال العقود الثلاث الماضية بأجندة شبه محافظة، أعلنت هذه القوى عن عزمها تأسيس أحزاب تخوض الصراع وفقًا لقواعد اللعبة السياسيَّة، بل وحاولت النأيَ بنفسها عن هذه الأحزاب بإطلاق مجموعة من الأسماء ذات المرجعيَّة الدينيَّة ورفضها بكل قوة لاشتقاق أسماء هذه الأحزاب من أسماء الجماعات؛ فقد أطلقت جماعة الإخوان اسم الحرية والعدالة، فيما نحا تنظيم الجهاد نفس المنحى باختياره اسم حزب السلامة والتنمية، فيما تقترب الجماعة الإسلاميَّة من اختيار اسم لحزبها قد يكون البناء والتنمية، وهو ما حرص التيار السلفي سواء القاهري أو السكندري على اختيار أسماء "الفضيلة والنور".
    ومن الأمور المثيرة حرص هذه الأحزاب على عدم إلصاق صفة الإسلاميَّة، بل وتأكيدها على الطابع السياسي والمحافظ والمدني لهذه الأحزاب، بل حرصت الجماعات الإسلاميَّة على النأي بنفسها ولو نسبيًّا بتأكيد استقلاليَّة هذه الأحزاب، سواء عبر قيام جماعة الإخوان بإبعاد العناصر البارزة في حزب العدالة والتنمية عن مكتب الإرشاد وفتح الباب لانتخاب أعضاء جدد، وكذلك قيام التيار السلفي السكندري بالفصل بين العمل الدعوي والسياسي داخلها بتركيز كل فريق في اتجاهٍ بعينه.
    انفتاح ونضج
    وقد عَكسَت برامج الأحزاب السياسيَّة ذات المرجعيَّة الإسلاميَّة وحرصها على الانفتاح على كافة القوى الحاكمة والمعارضة، يمينية كانت أم يسارية، مسلمة وغير مسلمة، ما دامت تنطلق من أجندة وطنيَّة، وهو ما عكس حالة من النضج لهذه الحركات، باعتبار أن تدشين تحالفات قويَّة مع هذه القوى يشكِّل ضمانة لنجاح تجربة التعددية السياسيَّة، بل وحائط صد لهذه الحركات من أن تواجه منفردة أي محاولات من السلطة للعصف بها وإعادة عقارب الساعة للوراء، بل إن هذه الأحزاب أعلنت ودون أيَّة مواربة قبولها بالآخر الديني، وتأكيدها على حق الأقباط في الانخراط في صفوفها أو تولِّي مناصب قياديَّة داخل الأحزاب، إذا قبلت هذه الشخصيات ببرنامج هذه الأحزاب ومرجعيتها الإسلاميَّة.
    شراكة وطنيَّة
    ويعكس هذا الأمر نجاحًا من قبل هذه القوى في تبنِّي خطاب وسطي متفتح يتجاوز المواقف الراديكاليَّة، ويقطع الطريق أمام حملات التشكيك من قِبل التيارات الليبراليَّة واليساريَّة، بل ويقدم دليلا على استيعابها لموجة التطوُّر السياسي التي عرفتها المنطقة، بل ورغبة من هذه الحركات في تجاوز ما فاتها طوال العقود السابقة من خلال شراكة وطنيَّة قويَّة لا تستبعد أحدًا، بل أكدت أغلب هذه الحركات ومن خلال برامج أحزابها على أن بناء مصر "الجديدة" يستلزم تضافر جميع الجهود باعتبارها مهمَّة صعبة لا يستطيع فصيل واحد الاضطلاع بها.
    مواقف غامضة
    وطبقًا للقراءة الأولى لبرامج هذه الأحزاب لوحظ وجود توافق بين الحركات الإسلامية على مجموعة من الرؤى، سواء فيما يتعلَّق بعلاقات مصر الإقليميَّة أو الدوليَّة، حيث لوحظ الحرص على استعادة الدور الإقليمي لمصر وبناء تحالفات مع القوى التقليديَّة في المنطقة، بما يعزِّز دور مصر فضلا عن التوافق على رفض الهيمنة الأمريكيَّة والتبعيَّة مع قبول علاقات متميزة مع الغرب تقوم على الندِّيَّة مع حرص هذه القوى على تبنِّي مواقف غامضة من معاهدة السلام مع إسرائيل، بين مطالب بمرجعيتها بما يخدم مصالح مصر وبين من يطالبون بإعادة النظر فيها دون الإعلان عن ضرورة إلغائها.
    نهج براجماتي
    ولا يجد أي مراقب صعوبة في تفسير هذه المواقف البراجماتيَّة من قبل الحركات والأحزاب السياسية المولودة من رحمها؛ فهي ترغب في عدم تبني مواقف صادمة قد توقع البلاد في مطبات هي في غنى عنها في هذه المرحلة الدقيقة، فضلا عن رغبتها في عدم إحراج المجلس الأعلى للقوات المسلَّحة أو السماح باستخدام إسرائيل لأيَّة مواقف من شأنها الإضرار بمصالح مصر، أو السماح باستغلال ذلك من القوى العلمانيَّة لتخويف القواعد الشعبيَّة من خطورة لعب الإسلاميين دورًا سياسيًّا مهمًّا.
    ويبدو من الضروري التأكيد على أن برامج الحركات الإسلاميَّة وحرصها على توجيه خطاب واضح للقوى الليبراليَّة عن قبولها بشراكة وطنيَّة تقوم على المشاركة لا المغالبة قد قطعت الطريق على محاولات هذه القوى قيادة حملة تخويف كانت تقوم بها هذه القوى لتفزيع الرأي العام من "الغول الإسلامي" القادم للهيمنة على الساحة والقفز على الديمقراطيَّة وإقامة دولة دينيَّة تصادر الحريات وتعيد الاعتبار للحكم البوليسي، غير أن هذا الخطاب الواضح قد فرغ هذه الحملة من مضمونها، فضلا عن عهد الأمان التي أصدرته عدة قوى إسلاميَّة للأقباط قد أفقد القوى المناوئة ورقة كانوا يستغلونها كثيرًا لإهالة التراب عليهم.
    عثرات الماضي
    ومن الثابت أن الإسلاميين وعبر خطابهم المتزن الواضح والمنفتح يؤهِّلُهم للعب دور مهم في الساحة السياسيَّة ويحوِّلهم لورقة مهمَّة يصعب تجاوزها من قِبل جميع الشركاء الوطنيين، في ظلِّ ما يتمتعون به من قدرات تنظيميَّة وقدرة على الحشد وتعاطف من قِبل قوى شعبيَّة ترى أنهم شكلوا عاملا مهمًّا في إشعال الثورة، وأسهم صمودهم في إفشال جميع محاولات النظام السابق للالتفاف على الثورة بشكلٍ يؤكِّد أن الإسلاميين في حالة استمرارهم في تبنِّي هذا الخطاب المتزن والاستفادة من عثرات الماضي، والدمج بين الدورين الدعوى والسياسي على موعد مع مرحلة جني الثمار يعوضون فيها ما فاتهم ويعيدون بناءَ وطنٍ عُبث بمقدراته وخيراته وقراره السياسي لصالح أجندات مشبوهة طوال العقود الماضية، مما يستلزم حشدَ جميع طاقات أبنائه لتجاوز هذا الميراث الثقيل بشكلٍ سريع

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
ردود 0
40 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عاشق طيبة
بواسطة عاشق طيبة
 
ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
ردود 0
62 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عطيه الدماطى  
ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
رد 1
64 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د. نيو
بواسطة د. نيو
 
ابتدأ بواسطة محمد بن يوسف, 1 نوف, 2021, 04:00 م
ردود 0
23 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة محمد بن يوسف
بواسطة محمد بن يوسف
 
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 يون, 2021, 02:47 ص
ردود 0
73 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
يعمل...
X