الحملة الصليبية إلى ماسبيرو

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أبو المنذر النقاش مسلم اكتشف المزيد حول أبو المنذر النقاش
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحملة الصليبية إلى ماسبيرو

    الحملية الصليبية إلى ماسبيرو
    بقلم : أشرف صلاح علي علي
    [email protected]
    لم أستغرب عندما سمعت أن القس فلوباتير جميل ومعه بعض القساوسة المعروفين بتطرفهم وكراهيتهم للإسلام والمسلمين كمتياس نصر يقودون تلك المسيرة المسلحة لم أستغرب هذا ، لأمور كثيرة :
    أولها : نص الله تعالى في القرآن المقدس وإخباره لنا بأن اليهود والنصارى لن ترضى عنا أبدا إلا إذا اتبعنا دينهم ، وتركنا دين الإسلام حينما قال سبحانه : ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم .
    ثانيها : مراجعة تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية في مصر ، وأنها لا تمل من المطالب ومهما أخذت فإنها تريد أكثر ، ولن يوقفهم شيء عن المطالب ولا الشكاوى ، ذلك إن مطلبهم الوحيد هو أن يصلوا إلى حكم مصر وأن يطردوا المسلمين والذين يسمونهم الغزاة منها ، وهذا المطلب كما هو بين دونه خرط القتاد وبينهم وبين تحقيقه أجساد ودماء 80 مليون مسلم أو يزيد قليلا ولذلك فلن يسكتوا ولن يرضوا بما هم عليه من امتلاك أكثر من 60% من مجموع الإقتصاد المصري ، ولا الحقائب الوزارية التي أصبحت شبه موقوفة عليهم ، ولا النصيب المحتم الذي لابد أن يكون لهم في كل وزارة جديدة ، ولا .. ولا .. .
    ثالثها : إن التاريخ الإسلامي يحدثنا إن من كان يتولى الحرب على المسلمين هم القساوسة والرهبان والباباوت وخذ أمثلة على هذا :
    عندما بعث النبي صلى الله عليه وسلم دحية الكلبي إلى هرقل ملك الروم وكانت الروم حينئذ قد تنصرت، ولأن هرقل كان يقرأ في كتب أهل الكتاب وكان عالما ، وسأل بعض العرب ممن كانوا يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض العلامات فرآها هي علامات الأنبياء ، وأوشك أن يؤمن به حتى أنه تنبأ بأنه سيملك الشام بل ، وتمنى أن يغسل قدم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : .. فسيملك – يعني النبي صلى الله عليه وسلم - موضع قدمى هاتين ، وقد كنت أعلم أنه خارج ، لم أكن أظن أنه منكم ، فلو أنى أعلم أنى أخلص إليه لتجشمت لقاءه ، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه .
    فعندئذ جمع قساوسته ورهبانه ودهاقنته وقال لهم : هل لكم في الفلاح والرشد وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبى ، فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب ، فوجدوها قد غلقت ، فلما رأى هرقل نفرتهم وأيس من الإيمان قال : ردوهم على ، وقال : إنى قلت مقالتى آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم ، فقد رأيت فسجدوا له ورضوا عنه .
    فأنت ترى هنا أن الذي منع هرقل وشعب الروم كله من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم هم هؤلاء الرهبان والقساوسة والدهاقنة ، وقوله حاصوا حيصة حمر الوحش ، أي هبوا وهرولوا إلى الأبواب ، وفي رواية من روايات هذا الحديث زيادة وهو أنهم نخروا أي شخروا .
    وعندما تراجع تاريخ الحروب الصليبية ستجد أن أول من دعا إليها هم الباباوات والقسس والرهبان ، فأول من دعا إلى الحروب الصليبية في العصور الوسطي على المسلمين والبلاد الإسلامية هو البابا أوربان الثاني 1088 – 1099م ، ودعا أمراء أوربا وقتها على ذلك وخطب خطبة كبيرة ذكرها فوشيه دي شارتر في كتابه تاريخ الحملة إلى بيت المقدس.
    ثم توالت الحروب الصليبية على المشرق الإسلامي يرعاها باباوات الكنيسة ويعدون من يحارب المسلمين فيها بالجنة والغفران ويصفون الأمة الإسلامية بالأمة الملعونة كما جاء في أناشيدهم عندما كانوا يغزون بلاد المسلمين .
    ويظهر إن النوبة قد آلت إلى أبناء حزب الأمة القبطية المصري القديم ذاك الحزب الذي ولد من رحم القساوسة والباباوات ، ذاك الحزب الذي ينادي بأن مصر ملك للنصارى وأن المسلمين ما هم إلا غزاة محتلين وأنه يجب تخليص مصر منهم بأي ثمن .
    وفلوباتير جميل ومتياس نصر واحد من ضمن عدد كبير من قساوسة الكنيسة المصرية تربوا على مباديء هذا الحزب وبخاصة هؤلاء الذين ظهروا في تلك الحملة "المسيرة" حتى يدخلوا ماسبيرو .
    والعجيب إن القس فلوباتير هو رئيس تحرير مجلة الكتيبة الطيبية التابعة للكنيسة الأرثوذكسية، فإذا رجعت إلى التاريخ ستعلم إن الكتيبة الطيبية كانت كتيبة مسلحة مكونة من نصارى مصر مكونة من 6600 جندي نصراني وكانت تحارب مع مكسيميانوس الوثني في حروبه بفرنسا ، وقد قتلهم الإمبراطور الوثني لأنهم رفضوا السجود أو تقديم القرابين للأوثان ، رغم محاربتهم في جانب الأمبراطور الوثني في حربه ضد أعداءه .
    فأخذ هذا القس من ذكرى الكتيبة الطيبية روح القتال والحملات الصليبية ، ولم يأخذ السبب الرئيس لتخليد ذكرى تلك الكتيبة وهي أنها لم تتدخل في شئون السياسة ولا دين صاحب الدولة وقائدها الأمبراطور ، بل تحكى القصص إن الكتيبة الطيبية تعهدت لهذا الإمبراطور بالحرب معه والدفاع عنه ، إلا أن إيمانهم أمر خاص بهم ، ولا يجوز لأحد التدخل فيه ، فلما لم يأخذ فلوباتير جميل تلك العبرة من هذه القصة ، ويعلم أنه من رعايا أكبر دولة إسلامية في العالم ، وهي راعية الإسلام وحاملة لواءه من القرن السابع الهجري وإلى الآن ، فيكف استلهم الروح القتالية من قصة تلك الكتيبة واستخدمها فيما لم يستخدموها هم فيه ، لماذا ؟
    إذا علمت هذا عرفت ما هي التركيبة النفسية لهذا القس ومن كان معه ممن قاد تلك المظاهرة والتي آلت إلى ما آلت إليه من موت عدة أشخاص مسلمين ونصارى .
    تلك النفسية التي قبلت تعريض بني ملتها من النصارى وبني وطنها من المسلمين للخطر والموت ، نظير أحلام وأوهام لا مكان لها في الأرض الواقع كاضطهاد النصارى في مصر ... الخ تلك الترهات التي سأمنا من سماعها لمخالفتها للواقع المحسوس الملموس ، فماذا فعل فلوباتير جميل ومن معه من القساوسة لمن مات من المسلمين والنصارى ، ماذا فعلوا ؟ لا شيء ، رجع فلوباتير جميل إلى بيته سالما ، بل وظهر في الفضائيات سالما معاف ، ولا عزاء للأموات ، ولولا أن الجيش المصري جيش صادق في حماية الشعب وحماية ثورته المباركة ، ولولا أنه كبح نفسه وجنوده الأبرار في مواجهة تلك الحملة الصليبية بقائدها فلوباتير جميل ، لكان الأمر أسوء من ذلك يكثير جدا .
    ولماذا الكلام عن الجيش فقط ؟ لنكن صرحاء ولندع المداهنة والمنافقة .. ، ماذا عن 80 مليون مسلم عندما يرون حفنة من الإرهابيين المسلحين كهؤلاء الذين خرجوا بقيادة هذا القس أو ذاك ويفعلون تلك الأفاعيل بهم وبممتلكاتهم والتي رأيناها موثقة مشاهدة ماذا يفعلون ؟ هب أنهم خرجوا عن حلمهم وعفوهم الذي يمارسونه مع النصارى مذ أربعة عشر من الزمان ، ماذا يكون الحال ؟
    أي غباء ذاك الذي أدى بأناس يعلمون جيدا أنهم لا يبلغ مجموعهم برجالهم وشبابهم وأطفالهم وعجائزهم أربعة ملايين أو أكثر قليلا على أقصى التقادير أنهم يستطيعون الضغط أو مجابهة 80 مليون أو أكثر قليلا من المسلمين ، والحمد لله الذي علم المسلمين خلق العفو والمغفرة لمن يسيء إليهم ، والحمد لله الذي جعلنا مسلمين مصريين ومعلوم معروف ما عند المصريين من دماثة خلق واحتمال للمخالفين سواء في العقائد أو الأراء والأديان .
    أخبرونا يا عقلاء النصارى ، ماذا يكون الحال لو خرج المصريون عن حلمهم وعفوهم ، ماذا يكون الحال لو خرج المصريون عن مراعاتهم لأخوة الوطن والتاريخ والجيرة ، ماذا يكون الحال ؟! كيف تتركون لشرذمة قليلة لا تستلهم عقولهم تجاربهم وعبرهم سوى من الحروب الصليبية والحملة الفرنسية والمعلم يعقوب ، مع اختلاف الأحوال وتباين الظروف والأعصار ، كيف لا يتكلم عقلائكم ويرجعون تلك الشرذمة إلى عقلها أو ينزلها منزلها وحجمها .
    لقد سأمنا مناداة عقلاء النصارى أن يكبحوا جماح ذاك التيار الأحمق الذي يقود نصارى مصر بل مصر وأهل مصر على اختلاف ديانتهم إلى هاوية لا يعلمها إلا الله تعالى ، ويظهر والله تعالى أعلم أن العقل عند هؤلاء الناس له فهم آخر ، واتجاه خاص .
    إننا ننادي المجلس الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله تعالى وبارك فيه بأمرين كبيرين :
    الأول : محاسبة من فعل هذا الفعل وحرض عليه وبخاصة هؤلاء القساوسة الذين يظنون أنفسهم فوق القانون فيهددون ويتوعدون ، ويخرجون في مسيرات محملة بالأسلحة النارية والأسلحة البيضاء ، بل وتبلغ بهم الجرأة الحمقاء إلى التعدي على أرواح المواطنين ومنهم جنود من جيشنا الباسل ، فلابد من محاسبتهم وإقامة حكم القانون عليهم ، ويستوي في هذا كل من يحرض على ما حرضوا عليه مسلمين كانوا أو نصارى أو يهود .
    الثاني : ضرورة إقالة تلك الحكومة وعلى رأسها رئيس وزرائها الدكتور عصام شرف ، والذي لم نر أي فائدة ولا تقدم في أدائها لصالح البلاد والمواطنين بالمرة ، والتي تميز أداءها في معالجة تلك البلطجة والتهور من تلك الشرزمة الإرهابية بالبلادة الشديدة ، ونهيب بالمجلس الأعلى وفقه الله تعالى أن يختار حكومة مؤلفة من أطياف الشعب المصري بكافة اتجاهاته ، وأن يتوخى في من يقع عليه الإختيار الكفاءة والأمانة ، و لا يجعل مناط اختياره مبني على الشهرة ، فغالب المشتهرين هذه الأيام ما هم إلا صنيعة عهد الطاغية البائد وأجهزته وكلنا نعلم ضريبة الشهرة في ذاك العصر .

    منقولة من : http://www.facebook.com/notes/ashraf...94476773962842

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
ردود 0
29 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 4 أسابيع
ردود 0
25 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة زين الراكعين  
ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 9 مار, 2024, 05:43 م
ردود 0
59 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة زين الراكعين  
ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 5 مار, 2024, 10:20 ص
ردود 3
47 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة زين الراكعين  
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 23 ينا, 2024, 11:53 م
ردود 0
20 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
يعمل...
X