حديث القرآن عن المنافقين وحالهم مع شرع الله

تقليص

عن الكاتب

تقليص

مسلم للأبد مسلم اكتشف المزيد حول مسلم للأبد
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مسلم للأبد
    مشرف الأقسام العامة
    • 20 ماي, 2008
    • 11762

    حديث القرآن عن المنافقين وحالهم مع شرع الله

    حديث القرآن عن المنافقين وحالهم مع شرع الله


    الحمد لله وحده، والصلاة والسَّلام على مَن لا نبي بعده،
    وبعد،
    المنافقون، في كل زمانٍ ومكانٍ متشابهون، يُظهرون خلاف ما يُبطنون، يدَّعون حبهم لدين لإسلام وهُم لشريعته مبغِضون وللانقياد لها رافضون، بل هُم للإسلام وأهله في الليل والنهار يكيدون، وقد نسوا أنَّ الله مُخرجٌ ما يكتمون.
    ولقد حدَّثنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عن المنافقين، وبَيَّن لنا صفاتهم وأحوالهم، ونبأنا الكثير مِن أخبارهم، وفَضَحَ ما يُخفون مِن حقدٍ على المؤمنين، ثم ذَكَر لنا سوء عاقبتهم.

    قال الله تعالى: ﴿
    أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ ﴾ [سورة محمد – الآية 29]،
    ((أي: أيعتقد المنافقون أنَّ الله لا يكشف أمرهم لعباده المؤمنين؟ بل سيوضح أمرهم ويجَلِّيه حتى يفهمهم ذوو الأبصار)) [عمدة التفسير عن الحافظ بن كثير "مختصر تفسير القرآن العظيم" – أحمد شاكر]، والمرض الذي في قلوبهم إنما هو ((مِن شُبهة أو شهوة بحيث تُخرِج القلب عن حال صحته واعتداله)) [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنَّان – عبد الرحمن السعدي].

    والمنافقون يرفضون التحاكم إلى شرع الله ويَدْعون إلى ما يخالفه مِن الشرائع بحجة أنها أكثر مناسبةً للعصر الحديث، ثم يزعمون أنهم مِن المؤمنين.

    قال الله تعالى: ﴿
    أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْـزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْـزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا * فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا﴾ [سورة النساء – الآيات 60، و61]

    ((فوَصَفَ الله تعالى هؤلاء المُدَّعين للإيمان وهم منافقون بصفات:

    الأولى : أنهم يريدون أنْ يكون التحاكم إلى الطاغوت –وهو كُل ما خالف حُكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلَّم- لأنَّ ما خالف حُكم الله ورسوله فهو طُغيان واعتداء على حُكم مَن له الحُكم وإليه يرجع الأمر كله،

    قال الله تعالى: ﴿
    أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [سورة الأعراف – الآية 54]،

    الثانية : أنهم إذا دُعوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول صدَّوا وأعرضوا،

    الثالثة :
    أنهم إذا أصيبوا بمصيبة بما قدمت أيديهم –ومنها أنْ يُعثر على صنيعهم- جاءوا يحلفون أنهم ما أرادوا إلا الإحسان والتوفيق، كحال مَن يرفضون اليوم أحكام الإسلام ويَحْكُم بالقوانين المخالِفة لها زعماً منه أنَّ ذلك هو الإحسان الموافِق لأحوال العصر)) [شرح الثلاثة أصول لمحمد بن عبد الوهاب – محمد بن صالح العثيمين]، والآية ((ذامَّة لمَن عَدَلَ عن الكتاب والسُّنَّة وتحاكموا إلى ما سواهما مِن الباطل، وهو المراد بالطاغوت هنا)) [عمدة التفسير عن الحافظ بن كثير "مختصر تفسير القرآن العظيم" – أحمد شاكر].

    والمنافقون المُدَّعون للإيمان، رغم إعراضهم عن حُكم الله ورسوله، فإنهم قد يستجيبون له إذا وافق أهواءهم.

    قال الله تعالى: ﴿
    لَقَدْ أَنْـزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ* وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [سورة النور – الآيات 46، 47، 48، 49، 50، 51]،

    فهُم ((يريدون أحكام الجاهلية ويُفَضِّلون أحكام القوانين غير الشرعية على الأحكام الشرعية)) [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنَّان – عبد الرحمن السعدي]، وإذا استجابوا لبعض الأحكام الشرعية، فـ((ليس ذلك لأجل أنه حُكم شرعي، وإنما ذلك لأجل موافقة أهوائهم. فليسوا ممدوحين في هذه الحالة ولو أتوا إليه مُذعِنين، لأنَّ العبد حقيقةً مَن يتَّبِع الحق فيما يُحِب ويَكْرَه، وفيما يسره ويحزنه، وأما الذي يَتَّبِع الشرع عند موافقة هواه وينبذه حين مخالفته، ويُقَدِّم الهوى على الشرع، فليس بعبدٍ لله على الحقيقة)) [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنَّان – عبد الرحمن السعدي]، وحالُ المنافقين ((لا يخرج أمرهم عن أنْ يكون في القلوب مَرَضٌ لازِمٌ لها، أو قد عَرَضَ لها شكٌ في الدين، أو يخافون أنْ يجور الله ورسوله عليهم في الحُكم، وأياً ما كان فهو كُفرٌ محض، والله عليمٌ بكلٍ منهم وما هو عليه منطوِ مِن هذه الصفات)) [عمدة التفسير عن الحافظ بن كثير "مختصر تفسير القرآن العظيم" – أحمد شاكر]، وما ذاك إلا ((لظلمهم وعنادهم. ويجب على كل مسلم إذا دُعي، الإجابة إلى القاضي العالِم بحكم الله، العادِل في حُكمه، لأنَّ العلماء ورثة الأنبياء، والحُكم مِن قضاة الإسلام العالِمين بحُكم الله العارفين بالكتاب والسُّنَّة العادلين في القضاء، هو حُكم بحُكم الله وحُكم رسوله)) [زبدة التفسير – د. محمد سليمان الأشقر].

    والمنافقون اجتمعوا على تزيين الكفر والفسوق والعصيان والترويج له، وعلى الصد عن الإيمان وأهله والتنفير منهما، فكان مصيرهم النار خالدين فيها.

    قال الله تعالى: ﴿
    الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴾ [سورة التوبة – الآيات 67، و68]،

    فالله ((ذَكَرَ ههنا جملة مِن أحوال المنافقين، وأنَّ ذكورهم في ذلك كإناثهم، وأنهم متناهون في النفاق والبُعد عن الإيمان، وفيه إشارةٌ إلى نفي أنْ يكونوا مِن المؤمنين)) [فتح القدير - الشوكاني]، ((لأنهم اشتركوا في النفاق فاشتركوا في تولِّي بعضهم بعضاً، وفي هذا قطع للمؤمنين مِن ولايتهم)) [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنَّان – عبد الرحمن السعدي]، ولهذا فإنَّ الله ((حَكَم عليهم بالفسق، أي الخروج عن طاعة الله إلى معاصيه، وهذا التركيب يفيد أنهم هُم الكاملون في الفسق، ثُم بَيَّن مآل حال أهل النفاق والكُفر بأنه ﴿ نَارَ جَهَنَّمَ ﴾)) [فتح القدير - الشوكاني]، وقد ((جَمَعَ الله المنافقين والكُفَّار في نار جهنم، واللعنة والخلود في ذلك لاجتماعهم في الدنيا على الكُفْر والمعاداة لله ورسوله، والكُفر بآياته)) [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنَّان – عبد الرحمن السعدي].

    وختاماً، فيجب على أهل الإيمان الحذر مِن النفاق وأهله، فإننا نرى اليوم انتشار الباطل وعلوه، وأصبحنا نُعايِن فتناً وصفها رسول الله صلى الله عليه وسَلَّم بأنها ((يُصبح الرجل فيها مؤمناً، ويُمسي كافراً، حتى يصير الناس إلى فسطاطين، فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال مِن يومه أو غده)) [صحيح الجامع – الألباني (ح4194)].
    فلينظر كلٌ منا أي فسطاط يبغي أنْ يصير إليه.

    وصلَّى الله وسَلَّم على نبيه محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى مَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
    والحمد لله رب العالمين.

    منقول
    إستوقفتنى آية ( ليشارك الجميع ) -- أستوقفنى حديث رسول الله ... متجدد

    من كلمات الإمام الشافعى رحمة الله عليه
    إن كنت تغدو في الذنوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيــدا
    فلقـد أتاك من المهيمن عـفـوه
    ... وأفاض من نعم عليك مزيــدا
    لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
    ... في بطن أمك مضغة ووليــدا
    لو شـاء أن تصلى جهنم خالـدا
    ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيـدا
    ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●
    أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
    ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 1 أغس, 2023, 06:55 م
ردود 0
30 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د.أمير عبدالله
ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 11 يول, 2023, 05:19 م
ردود 0
23 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عطيه الدماطى
ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 10 يول, 2023, 07:05 م
رد 1
22 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د.أمير عبدالله
ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 4 يول, 2023, 10:07 م
ردود 0
17 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عطيه الدماطى
ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 30 يون, 2023, 04:06 م
ردود 0
21 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عطيه الدماطى
يعمل...