على شاطيء البحر ... في لحظات من التأمل ... نظرة إلى هذا البحر الكبير ... البحر الممتد الذي لا أرى له حدود ... مابين مياه زرقاء تتلألأ في آشعة الشمس ... وما بين أمواج تثور وتعلو ثم ما تلبث إلا أن تهدأ وتنساب في تلاشي تام ... علو وارتفاع ثم هبوط وتلاشي ... تتلاحق الأمواج في منظومة رائعة

وما بين هذا التأمل الكبير والتفكير العميق ... تتجرد الذات من كل شيء ويتوهج العقل في لحظات من التأمل

يأتي حوار دار في عقلي ما بين العلم والدين ... هل هناك ما تناقض

أراني أرد بكل سرعة: بالطبع لا
ولكن كوني أجرد نفسي من قناعاتي وذاتي فيجب أن أتمهل في الإجابة رويدا

فكان هذا الحوار بين رجل من زمننا هذا أحب أن ينتقل إلى الزمن القديم ... زمن منذ آلاف السنين ... فقابل رجلا على شاطيء البحر

الحديث يتقابل مع القديم ويتحاور معه ولكن القديم يتعجب من مظهره

القديم: تبدو وكأنك لست من هنا
الحديث: نعم فأنا من مكان آخر

القديم: نعم نعم أهلا بك بيننا و لكن أين راحلتك التي ارتحلت بها
الحديث: تقصد السيارة أم الطائرة؟

القديم: سيارة!!!! طائرة!!!! عن ماذا تتحدث؟؟؟؟؟
الحديث: السيارة أي كمثل الصندوق بأقدام دوارة تسير بنا بسرعة كالخيل , ولكننا نكون جالسين بداخلها

القديم: ماذاااااااااااااااا؟؟؟؟؟ لا يمكنني تصديق ذلك
الحديث: ولكنها موجودة بالفعل وأنا أستعملها , ولكنك لا تعرفها لأنك لم ترها

القديم: لا أصدقك بالطبع ولكن قولي ماذا عن الأخرى التي تتكلم عنها هذه؟
الحديث: تقصد الطائرة؟؟؟؟؟

القديم: نعم
الحديث: هذه أيضا مثل السيارة تماما ونفس الفكرة ولكنها تطير بنا في السماء كالطائر وبها جناحان

القديم: يبدو أنك مجنون وأنك لا تعقل ما تقوله
الحديث: أرجوك صدقني

القديم: أنا لا أصدق إلا ما توصل له العلم
الحديث: ولكن هذا سيتوصل له العلم فيما بعد ولكنك لا تدركه الآن لأنك لا تعلم

القديم: أترى هذا البحر؟
الحديث: نعم

القديم: فكر بعقلك أنه لا يمكن أن أطير فوق هذا البحر وأذهب لمنتهاه لأنه بلا نهاية
الحديث: ولكن البحر له نهاية

القديم: هكذا عقلك يتخيل أفكار ويصدقها ولكن نحن بالعلم نقول أن البحر بلا نهاية
الحديث: ولكن علمك اليوم سيتطور غدا وستعرف أن هناك على الطرف الآخر للبحر يوجد بلد أخرى

يضحك منه القديم ويقول هكذا أنت مغيب وهكذا لا تفكر بالعقل إنما تتكلم بكلام غريب وتبدو مجنونا , أتمنى أن تشفى من هذا

الحديث: أنت لا تصدق كل هذا؟
القديم: أنا أصدق العلم فقط وكل هذا جنون وغباء

الحديث: أنت لا تعرف إلا ما تدركه ولكنك لا تستطيع إدراك ما فوق ذلك

لا يمكنك أن تتخيل أن هناك سيارة, لأن إدراكك يتوقف بمدى معرفتك وحدود ذلك

لا يمكنك أن تتخيل الطائرة لأنك لم ترها ولم تعلم , فسيكون بالنسبة لك غيبا وجنونا لأن إدراكك محدود بحدود سمعك وبصرك

لا يمكنك أن تتخيل حدود البحر لأن بصرك محدود وإدراكك محدود بحدود بصرك ومعرفتك

وبعد تفكير طويل
قلت لنفسي

هكذا يكون الملحد محدود الإدراك بحدود حواسه

فعيناه لا و لن ترى الله عز وجل: فلا يصدق بوجوده
وكان الحل من الله عز وجل للإنسان:
أن أرشده إلى أن يعرفه من آياته ومخلوقاته التي يمكن إدراكها
ولكن
الملحد =إدراك محدود مغلق

أذناه لا تسمع كلام الله: فلا يصدق بوجوده
وكان الحل من الله عز وجل:
أن أرسل الرسل بشرا مدرك الحديث ليرشد إلى كلام الله عز وجل , وكتب مقدسة بكلام يدرك من البشر
ولكن
الملحد= إدراك محدود مغلق

جسد لا يشعر بوجود الله: فلا يصدق وجود الله
وكان الحل من الله عز وجل:
أن جعل هذا الجسد يتفاعل في العبادة بالتواصل مع عز وجل ليرقى حسيا لوجوده سبحانه وتعالى
ولكن
الملحد= إدراك محدود مغلق

عقل لا يستطيع إدراك وجود الله: فلا يصدق وجوده
وكان الحل من الله عز وجل:
أن سخر للعلماء وألهم عقولهم معرفة آياته ومقابلتها بما تحدث عنه في القرآن الكريم, فيدرك أن هذا لا يمكن أن يكون من بشر
ولكن
الملحد= إدراك محدود مغلق

وقياسا على هذا في كل الحواس
وهكذا وبلا شك يمكن أن أجيب:

أن العلم والدين لا يمكن أن يتناقضان
وأن
الدين وقصور العلم يتناقضان

ولكن قد يكن العلم لم يصل إلى ما أخبر به الدين"كلام الله عز جل" ومع التطور سيحدث

لهذا
أنا أقدم الدين والقرآن"كلام الله عز وجل" على العلم
وحينما يتناقض العلم مع الدين : فأكن متأكدة أنه قصور في العلم لم يكتمل بعد

اللهم افتح علينا من خزائنك التي لا تنفد