مفهوم الجاهلية وانقطاع الدين وحتمية الصدام

تقليص

عن الكاتب

تقليص

محمد عماد الدين مسلم اكتشف المزيد حول محمد عماد الدين
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفهوم الجاهلية وانقطاع الدين وحتمية الصدام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ناقش الدكتور أسامة الأزهرى فى كتابه «الحق المبين فى الرد على المتلاعبين بالدين» و فى الفصل الثانى «مفهوم الجاهلية وانقطاع الدين وحتمية الصدام» التى قال عنها: «تتكون نظرية الجاهلية عند سيد قطب من عدد من المسائل حصل فيها خلط شديد والتباس انتهى منها إلى الحكم على أهل عصره جميعاً بالجاهلية التى تعنى التكفير». وأضاف: لقد أولع سيد قطب بنظرية الجاهلية، ولهج بها وكررها فى كتابه «فى ظلال القرآن» على نحو بالغ حيث بلغت 1740 مرة، ووردت فى إحدى الصفحات تسع مرات، بينما وردت كلمة نور 435 مرة وهذا مؤشر مبدئى لا يمكن جهل دلالته على شدة الحضور والإلحاح للفكرة على عقل الرجل وتصوره. فقد خلط قطب فى نظريته بين العقائدى الأساسى والفرعى وزاد فى أصول الدين وابتكر شيئاً سمّاه «توحيد الحاكمية» يقابله الشرك بعد أن ساوى بين الفقه والعقيدة التى هى أسمى.

    وعرض «الأزهرى» لجمل من كلام «قطب» فى «الظلال»، وأوضح مَواطن الخلل بها، حيث خالف اعتقاد عموم المسلمين الثابت والراسخ بأن أهل الإسلام لا يرجعون كفاراً أبداً، وأن ما قد يقع فى سلوكهم من مخالفة للشرع إنما هو من قبيل المعصية والمخالفة، لا من قبيل الكفر والارتداد الذى ذهب إليه سيد قطب الذى يرى أن الأمة عادت إلى الجاهلية التى كانت قبل وجود النبى بكفرها وشركها، فقد غرق فى تصوره المظلم الغارق فى العقد النفسية بتوقف الدين عن الوجود وانقطاعه قبل زمن طويل وأنه لم يعد له وجود على الأرض، وهو تصور كئيب بأن الأمة الإسلامية نقضت الإسلام، وأن الكل غارق فى الجاهلية والكفر، ولم يزل هذا التصور الظلمانى المغرق فى الكآبة يسيطر عليه حتى صرح بشكل غريب فى كتابه «العدالة الاجتماعية فى الإسلام» أن الأمة الإسلامية نقضت الإسلام.

    لقد أدت هذه الأفكار بسيد قطب للوصول إلى فكرة الصدام مع أهل الأرض كلهم، وهنا تساءل «الأزهرى»: هل قامت علاقة أمة الإسلام بغيرها من الأمم على الصراع والفناء؟ وما الفارق بين فكر سيد قطب وبين نظرية صدام الحضارات عند صموئيل هنتنجتون؟ وأين هو من قوله تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا»، وقوله تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».

    وخلص «الأزهرى» إلى أن نظرية الجاهلية عند «قطب» قائمة على عدد من الافتراضات المغلوطة المشوشة، منها أنه زاد فى أصول الإيمان، وخلط بين الاعتقاد والعمل بالفروع الفقهية، وغاب عنه تماماً نظرية عوارض الأهلية عند الأصوليين.

  • #2
    القاعدة تقول " لا مشاحة في الاصطلاح إذا لم تتضمن مفسدة ".

    وقد وضع العلماء قواعد ومسائل وتقسيمات لتسهيل وتيسير الفهم والعلم لطالب العلم، فلا مشاحة فيه بل ذلك من الأمور المستحسنة لما يترتب عليه من تقريب العلم للمسلمين ، بل ان الشافعي هو من أصل التقسيمات في الفقه ووضع اصوله، ويُعمل بتقسيماته الى اليوم، فهل يقال ابتدع من الدين ما ليس فيه، او ضرب في اصول الايمان؟

    حتى التوحيد من العلماء من قسمه قسمين ومنهم من قسمه ثلاثة ومنهم من قسمه اربعة ..

    فما الاشكال؟ .. اذا لا تحتاج الى تسمية توحيد الحاكمية او غير ذلك من التصنيفات، وكان الاسم او التقسيم معضله لا يُضيف لك جديدا، فليسقط الاسم والمسميات والتصنيفات، لكن يبقى ما تحته من حق، فالتصنيفات ماهي الا تصنيفات اكاديمية لطالب العالم، ولا يُتعبد بالاسم او الاصطلاح، انما لو سقط الاسم او الاصطلاح فلا يسقط ما تحته من حقائق، ولا يُقال انه زاد في اصول الايمان، بل هو زاد في التقسيمات، والتقسيمات زيادتها او نقصانها لا يُقال انه زاد في اصول الدين.. فأصول الدين هي هي بهذا الاسم وبهذا التصنيف وبدونه.

    وكان اولى ان يقول ان ادلة افراد الله وحده بالتبعية واقامة حكمه وشريعته هي من الاصول الثوابت بل هي من توحيد الاتباع والعبودية، فإن قال لا يحتاج قسما منفردا لكان كلامه مقبولا اما ان يقال " اصل مستحدث" فهذا تهويل وتشغيب.

    وهب ان هناك من يرفض تسمية توحيد الالوهية والربوبية بهذه الاسماء، وهي اسماء استحدثها علماء الامة المتقدمين، ولقائل ان يطعن أنها مستحدثة بالنسبة للقرنين الاولين ـ، واصطُلح عليها فيما بعد، بل وقد يقول قائل له بمثل ما قال هو انها زيادة في الاصول، فهل سيقبل بهذا؟ هل ترفضها وهل تقول زيد في اصول الدين؟ .. أراك ستقول تظل تنصنيفا اكاديميا لطالب العلم. وهل باسقاط مسمياتها يسقط ما تحتها من حق؟، إذن هذه من المغالطات والتشغيب.

    يبقى الحق أبلجا مهما اختلفت المسميات، فسمها ما شئت او لا تسمها، انما الاصول القرآنية ثابته لا تسقط بسقوط الاسماء، ولا تُزاد ولا تُستحذث.

    بل اذا سقط "لفظ" او "مسمى" قسم اكاديمي لا ترتئيه، فإن كل ما يندرج تحته يدخل بالتبعية تحت القسم الجامع من توحيد الله وافراده وحده بالعبادة، ان لا يُحكم بغير ما انزل الله، ويبقى قول الله تعالى: " إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ" وقوله تعالى: "وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ " وقوله تعالى: " وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ " وقوله تعالى: "وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" وقال تعالى: "وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"، ومن كان لا يحكم بشرع الله في التوراة والانجيل مع ما فيها من تحريف وقال الله عنه " فاسق" " ظالم" " كافر"، فبالقرآن أولى، وهو الكتاب الخاتم والشريعة الباقية، ودين الله. وما يُقدم قط الحكم الوضعي والهوى، ولا يُعلى على حكم الله، لذا كان اكمال الاية قوله تعالى: "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ" والحكم بما انزل الله او النكوص عنه هو اختبار حقيقي لسلامة القلب والايمان يقول تعالى بعد ما بين وجوب الاحتكام لشرعه فيقول: "وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ"، ولاجل هذا رفع الله امما وحط أمما، ولأجل هذا نزع عن بني اسرائيل النبوة وانزل محمد صلى الله عليه وسلم بالشريعة والحكم والمنهاج.

    فليست القضية تسمية ما سبق من ايات بتوحيد الحاكمية او غير ذلك من المسميات، قضيته مع سيد قطب في التكفير العام او دعاواه قضية اخرى، لا تمنعه ولا تمنع مسلما عن وجوب تقرير شرع الله والاحتكام الى ما انزل الله دون تمييع وان يكون الحق ابلجا واضحا.
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 30 ينا, 2021, 11:32 م.
    "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
    رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
    *******************
    موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
    ********************
    "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
    وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
    والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
    (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 ينا, 2024, 02:35 ص
    رد 1
    46 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
     
    ابتدأ بواسطة abubakr_3, 12 ديس, 2023, 08:24 ص
    ردود 2
    90 مشاهدات
    1 معجب
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
     
    ابتدأ بواسطة تقي احمد, 18 نوف, 2023, 01:51 ص
    ردود 0
    26 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة تقي احمد
    بواسطة تقي احمد
     
    ابتدأ بواسطة Abubra, 2 نوف, 2023, 08:21 ص
    رد 1
    53 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
     
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 27 سبت, 2023, 02:01 ص
    ردود 8
    32 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
     
    يعمل...
    X