تعقيب ختامى:
- الصلب هو الظهر أو عظام الفقار والترائب هى عظام الصدر أو الأطراف أو التراقى..
- يجوز أن يكون لبعض آيات الكتاب العزيز أكثر من وجه للتأويل أو التفسير على أن توافق لسان العرب ولو من وجه والعلم الصحيح ولو من وجه وأن لا تناقض غيرها مما هو أثبت منها..
- يجوز أن يكون فى بعض آيات الكتاب العزيز كناية عن بعض المعانى الصحيحة..
- أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن هناك علاقة متشابكة بين العظام والتستوستيرون وخلايا الدم الحمراء وخصوبة الرجال..
إذ ثبت أن التستوستيرون يحفز العظام على إنتاج خلايا الدم الحمراء واضطراب انتاجها يؤثر على الخصوبة لدى الرجال..
كما يعتبر التستوستيرون - وفقاً لبعض المصادر على الشبكة العنكبوتية - من مكونات السائل المنوى..
وعليه فلم يعد من المقبول علمياً إنكار أن يكون للعظام دوراً فى إنتاج ما يكون منه الولد.. بما فى ذلك عظام الفقار وهى مصدر لخلايا الدم الحمراء.. أو غيرها من العظام والتى ينتج منها بروتين العظام أوستيوكالسين حيث يحفز الخلايا البينية فى الخصية لافراز هرمون التستوستيرون اللازم لبناء المنويات (الحيوانات المنوية) فى خلايا الخصيتين .. بما فى ذلك عظام الأطراف - مثل القدمين - إذ هى من مجموع العظام.. فيتولد من بينها ما هو أولى ولازم للصحة الإنجابية وبالتالى إنتاج ما يكون منه الولد..
ولنا أن نتوقع أن يكون للعظام دوراً أكبر لم يرصده العلم وفوق كل ذى علم عليم..
- وردت فى العهد الجديد بعض التعبيرات الإصطلاحية مثل (لأَنَّهُ كَانَ بَعْدُ فِي صُلْبِ أَبِيهِ حِينَ اسْتَقْبَلَهُ مَلْكِي صَادَقَ) وهو تعبير إصطلاحى يُقصد به نسبة الذرية للرجل.. وكذا جرى استخدامه فى الجزيرة العربية..
- أشار كتاب الله العزيز فى بعض آياته إلى بعض الحقائق العلمية المعروفة اليوم والتى لم يكن أحد على علم بها وقت نزوله..
- آيات الكتاب العزيز تدعو كل إنسان للتأمل فى آيات الخلق والتكوين المنظورة..
تأويل قوله تعالى: فلينظر الإنسان مما خُلق ..
تقليص
X
-
يربط الدكتور محمد سيد طنطاوى فى تفسيره لهذه الآية الكريمة بين الصحة العامة وإنتاج الماء الدافق.. على اعتبار أن ذكر الصلب والترائب - بعد ذكر الماء الدافق - كناية عن البدن ككل كما ذكر الشيخ حسنين محمد مخلوف..
وهذا ما أثبتته الدراسات الحديثة..التعديل الأخير تم بواسطة فارس الميـدان; منذ 2 أسابيع.اترك تعليق:
-
يقول الألوسى فى تفسيره لهذه الآية الكريمة: " هو كقولك يخرج من بين زيد وعمرو خير كثير على معنى أنهما سببان فيه ".. (روح المعانى)..
ويقول الشيخ حسنين محمد مخلوف: " (مِن بَيْنِ الصُّلْبِ) ظَهْر كلٍّ من الرجل والمرأة.. (وَالتَّرَائِبِ) عِظامِ الصَّدرِ أو الأطرافِ مِن كلٍّ منهما.. أو يَخرجُ من كل البَدَنِ مِنهما والصُّلْبُ والترائب كِنايةٌ عنه ".. (كلمات القرآن)..
قلتُ: يربط الدكتور محمد سيد طنطاوى فى تفسيره لهذه الآية الكريمة بين الصحة العامة وإنتاج الماء الدافق على اعتبار أن ذكر الصلب والترائب - بعد ذكر الماء الدافق - كناية عن البدن ككل كما ذكر الشيخ حسنين محمد مخلوف.. وأن قوله تعالى (مِن بَيْنِ) إنما عنى به تعاون كل أعضاء الجسد كقول الألوسى (هو كقولك يخرج من بين زيد وعمرو خير كثير على معنى أنهما سببان فيه)..
وهذا ما أثبتته الدراسات الحديثة..
يقول الدكتور طنطاوى: " (يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ) أى: يخرج هذا الماء الدافق من بين صلب كل واحد منهما وترائب كل منهما.. أى أن أعضاء وقوى كل منهما تتعاون فى تكوين ما هو مبدأ لتوالد الإِنسان.. ماء الرجل وهو المنى ومادة المرأة وهى البويضة المصحوبة بالسائل المنصبان بدفع وسيلان سريع إلى الرحم عند الاتصال الجنسى ".. (التفسير الوسيط)..التعديل الأخير تم بواسطة فارس الميـدان; منذ 2 أسابيع.اترك تعليق:
-
اترك تعليق:
-
وأما الترائب - على اعتبار أنها تعنى عظام صدر المرأة - فيصح أن تكون كناية عن المرأة.. فمن المعروف الآن أن أضلاع الصدر تتصف بالضعف مقارنة بغيرها من العظام..
اترك تعليق:
-
ولعل أقرب التفاسير لمنطوق الآية الكريمة هو تفسير أبوبكر الأصم حيث قال: " (ٱلصُّلْبِ) كناية عن الرجل .. (وَٱلتَّرَائِبِ) كناية عن المرأة ".. (تأويلات أهل السنة)..
ومن أسباب الكناية فى القرآن أن يذكر بالكناية ما يفحش ذكره فى السمع.. فيكنى عنه بما لا ينبو عنه الطبع وهو من سنن العرب كما ذكر الثعالبى فى كتابه (فقه اللغة)..اترك تعليق:
-
ملحق بأهم النصوص الواردة:
- قال السُدى فى تأويل قوله تعالى (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ): " مسح صفحة ظهره اليمنى فأخرج منه ذرّية بيضاء مثل اللؤلؤ كهيئة الذرّ فقال لهم: ادخـلوا الجنة برحمتى ومسح صفحة ظهره اليسرى فأخرج منه ذرّية سوداء كهيئة الذرّ فقال: ادخـلوا النار ولا أبالى فذلك حين يقول: " وأصْحابُ اليمين وأصْحابُ الشِّمال " ثم أخذ منهم الميثاق فقال: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى) فأطاعه طائفة طائعين وطائفة كارهين على وجه التقية ".. (تفسير الطبرى)..
قلتُ: وغنى عن البيان أن ذرية آدم هى البويضات الملقحة (أى النطفة الأمشاج)..
وفى الأثر عن إبن عباس رضى الله عنه: " لما خلق الله آدم أخذ ميثاقه أنه ربه.. وكتب أجله ومصائبه.. واستخرج ذريته كالذر وأخذ ميثاقهم.. وكتب آجالهم وأرزاقهم ومصائبهم ".. (رواه الطبرى فى تفسيره)..
وفيه أن الله تعالى أخذ الميثاق من آدم وبنيه بعد أن سواه ونفخ فيه من روحه وقبل خلق حواء.. فمسح صفحة ظهره اليمنى فأخرج منه ذرّية بيضاء مثل اللؤلؤ كهيئة الذرّ فقال لهم: ادخـلوا الجنة برحمتى ومسح صفحة ظهره اليسرى فأخرج منه ذرّية سوداء كهيئة الذرّ فقال: ادخـلوا النار ولا أبالى كما جاء فى خبر السُدى..
- مرحلة العلقة من مراحل تطور الجنين وهى تلى مرحلة الإخصاب..
والعلقة مفرد علق وتشير إلى نشوب الشىء فى شىء آخر ..
وقد وصف الإمام الماوردى العلقة بأنها: " أول أحوال العلوق ".. (النكت والعيون)..
وهذا قد أثبته العلم الحديث..
يقول الدكتور سميح خورى مستشار الأمراض النسائية والتوليد والعقم: " فى اليوم الرابع إلى الخامس من رحلة الجنين (الأرومة) المنقسم فى طريقه من قناة فالوب إلى موقعه الأخير كى يعلق أخيراً بجدار الرحم ".. (مقال مراحل تكون الإنسان فى الرحم)..
- يقول إبن فارس فى مادة (علق): " العين واللام والقاف أصلٌ كبير صحيح يرجع إلى معنىً واحد وهو أن يناط الشَّىء بالشىء".. (مقاييس اللغة)..
ولذلك تطلق كلمة العلق على الدم الجامد ودود الماء والطين اللازب لأنهم يعلقون قياساً ..
يقول إبن فارس: " والعَلَق الدم الجامد وقياسُه صحيح لأنَّه يَعْلَقُ بالشىء ".. (مقاييس اللغة)..
ويقول إبن منظور: " والعَلَقُ: دود أَسود فى الماء معروف الواحدة عَلَقةٌ ".. (لسان العرب)..
ويقول المرتضى الزبيدى: " والعَلَقُ: كُلُّ ما عُلِّقَ وأيضاً: الطّينُ الذى يعْلَق باليَد ".. (تاج العروس)..
يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: " خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ " .. (العلق: 2)..
الراجح أن المراد بالعلق هنا هو الطين اللازب الذى يعلق باليد..
لأن ظاهر السياق يتحدث عن بدء خلق الإنسان من طين..
يقول الله تعالى: " إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لّازِبٍ ".. (الصافات: 11)..
والطين اللازب هو: الطين اللاصق الذى يعلق باليد ..
يقول الإمام الطبرى فى تفسيره: " إنا خلقناهم من طين لاصق وإنما وصفه جل ثناؤه باللزوب لأنه تراب مخلوط بماء ... والتراب إذا خلط بماء صار طيناً لازباً "..
وتطلق العلقة أيضاً على كل ما يعلق عامة..
فعن إبن أبى هلال أن رجلاً أتى النبى عليه السلام فقال: " يا رسول الله ما من الناس أحد بعدك أحب إلى من فلان .. إنى لأجد له فى نفسى شيئاً ما يعلمه إلا الله .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أذهب فأخبره .. فأتاه فأخبره فقال الآخر: والذى نفسى بيده لك مثل ذلك .. فأتى النبى عليه السلام فأخبره .. فقال رسول الله عليه السلام: شىء بشىء شىء وافق شيئاً لا أسمع لك عَلَقَة فضلى ".. (الجامع فى الحديث لإبن وهب)..
قوله (لا أسمع لك عَلَقَة فضلى) أى لا تجعل فضل محبتى نُشبة تمنعك من مصارحة من تحب بحبك له..
فصح يقيناً أن العلقة تطلق على الشىء الناشب أو المتشبث بشىء آخر..
ولذلك يقول الشيخ الشعراوى: " سُميت النطفة علقة لأنها تعلق بالرحم ".. (تفسير الشعراوى)..
- يقول الله تعالى فى كتابه العزيز (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى)..
النطفة هى الماء القليل.. وفى لسان العرب (وبه سمي المني نطفة لقلته) أى تشبيهاً بالماء القليل.. وهى (القطرة) أيضاً كما عند الشوكانى فى تفسيره..
- يقول إبن عاشور: " وخلق المضغة عظاماً هو تكوين العظام فى داخل تلك المضغة.. وذلك ابتداء تكوين الهيكل الإنسانى من عظم ولحم.. وقد دل عليه قوله (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) بفاء التفريع ... فمعنى (فَكَسَوْنا) أن اللحم كانَ كالكسوة للعظام ولا يقتضى ذلك أن العظام بقيت حيناً غير مكسوة ".. (التحرير والتنوير بتصرف)..
ويقول السعدى فى تفسيره: " (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ) اللينة (عِظَامًا) صلبة قد تخللت اللحم ".. (تيسير الكريم الرحمن)..اترك تعليق:
-
وكذلك تنسب العرب الذرية إلى الصلب على غرار " وإنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشى على الأرض " وهو تعبير مجازى.. يقول الراغب الأصفهانى: " وقوله (وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ) تنبيه أن الولد جزء من الأب وعلى نحوه نبه قول الشاعر: وإنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشى على الأرض ".. (مفردات ألفاظ القرآن)..اترك تعليق:
-
ولعل أقرب التفاسير لمنطوق الآية الكريمة هو تفسير أبوبكر الأصم حيث قال: " (ٱلصُّلْبِ) كناية عن الرجل .. (وَٱلتَّرَائِبِ) كناية عن المرأة ".. (تأويلات أهل السنة)..
ومن أسباب الكناية فى القرآن أن يذكر بالكناية ما يفحش ذكره فى السمع.. فيكنى عنه بما لا ينبو عنه الطبع وهو من سنن العرب كما ذكر الثعالبى فى كتابه (فقه اللغة)..اترك تعليق:
-
صورة للنطفة الأمشاج وقد اتخذت شكل (القطرة)..
وللعلقة وقد اتخذت شكل (دودة العلق)..
وللمضغة وقد اتخذت شكل (قطعة من لحم غير منتظمة الشكل)..
اترك تعليق:
-
تعقيب:
يقول أبو الدرداء رضى الله عنه: " إنك لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوهاً ".. (الزهد للإمام أحمد)..
قلتُ: كان السلف رضى الله عنهم يتهيبون من تأويل آيات الكتاب العزيز.. ولذلك من يراجع تفسير الإمام الطبرى يجد فى بعضه تفسير السلف لمعانى المفردات فقط.. فإن كان عندهم علم علموه عن النبى عليه السلام قالوا به.. وأما ما دون ذلك فتفاسيرهم وتأويلاتهم قليلة - إلا ما كان من إبن عباس رضى الله عنه - بخلاف من جاء بعدهم من التابعين..
ويعد تفسير مقاتل بن سليمان 150هـ أول تفسير كامل لكتاب الله تعالى وهو من أتباع التابعين.. ويعد تفسير إبن جرير الطبرى 310هـ من أهم التفاسير بالرواية..
بعد انقضاء عصر السلف بدأت تنتشر التفاسير سواء بالأثر أو الرأى وحاز بعضها - إجمالاً - التلقى بالقبول..
السؤال هنا: هل يجوز أن يكون لآيات الكتاب العزيز أكثر من تأويل فى ذات الوقت.. ؟1
والإجابة نعم.. طالما وافقت لسان العرب أو الحس أو الضرورة ولم تناقض غيرها..
وقد يكون بعضها أقرب للمعنى من بعض.. ويجوز الترجيح بينها طبعاً..
ومعايير الترجيح: ما كان موافقاً للسان العرب ولو بوجه وما وافق العلم الصحيح ولو بوجه ولم يناقض غيره مما هو أثبت منه..
وقد اجتهد بعض المتأخرين فى تأويل هذه الآية الكريمة (يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) ورجحوا تأويلاتهم على غيرها من التفاسير المرجوحة..
ولعل أقرب التفاسير لمنطوق الآية الكريمة هو تفسير أبوبكر الأصم حيث قال: " (ٱلصُّلْبِ) كناية عن الرجل .. (وَٱلتَّرَائِبِ) كناية عن المرأة ".. (تأويلات أهل السنة)..
ومن أسباب الكناية فى القرآن أن يذكر بالكناية ما يفحش ذكره فى السمع.. فيكنى عنه بما لا ينبو عنه الطبع وهو من سنن العرب كما ذكر الثعالبى فى كتابه (فقه اللغة)..اترك تعليق:
مواضيع ذات صلة
تقليص
المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
---|---|---|---|---|
ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, 30 أغس, 2024, 04:54 ص
|
ردود 38
666 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة فارس الميـدان
|
||
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 28 أغس, 2024, 04:41 ص
|
ردود 0
95 مشاهدات
1 رد فعل
|
آخر مشاركة
بواسطة أحمد الشامي1
|
||
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 27 أغس, 2024, 06:25 م
|
ردود 0
253 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة أحمد الشامي1
|
||
ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, 23 أغس, 2024, 05:36 م
|
ردود 7
341 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة فارس الميـدان
|
||
تأويل قوله تعالى: يا أيها الناس إن كنتم فى ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ..
بواسطة فارس الميـدان
ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, 15 أغس, 2024, 09:57 م
|
رد 1
97 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة فارس الميـدان
|
اترك تعليق: