الشيخ ثابت توفيق أبو عشرة
إمام وخطيب وداعية مصري
يُعَدّ الشيخ ثابت توفيق أبو عشرة واحدًا من الوجوه الدعوية البارزة في مصر خلال السنوات الأخيرة، وقد استطاع أن يجمع بين الخطابة المؤثرة والنشاط الدعوي الرقمي الذي يصل إلى شرائح واسعة من الجمهور داخل مصر وخارجها. ينتمي الشيخ إلى مدرسةٍ دعويةٍ تجمع بين الالتزام بالمنهج الأزهري الوسطي والقدرة على تبسيط المعاني الدينية وإيصالها إلى عامة الناس بأسلوب سهلٍ قريبٍ من القلب.
---
النشأة والبدايات
وُلِد الشيخ ثابت توفيق أبو عشرة ونشأ في محافظة سوهاج – مركز البلينا – قرية أولاد عليو، في بيئةٍ ريفيةٍ عُرفت بالعلم وحفظ القرآن وحبّ الدعوة إلى الله. منذ صغره، كان مولعًا بسماع الخطب والوعظ في المساجد، مما نمّى في نفسه حبَّ الكلمة المؤثرة والرغبة في تبليغ رسالة الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة.
تلقّى الشيخ تعليمه في المعاهد الأزهرية، حيث حفظ القرآن الكريم وتعلّم علوم الشريعة واللغة العربية، ثم واصل طريقه في مجال الدعوة ليُلتحق بصفوف الدعاة في وزارة الأوقاف المصرية إمامًا وخطيبًا رسميًا، مقدّمًا خطبه في مساجد الصعيد، حيث يُعرف بخطبه الجريئة التي تمسّ قضايا الناس ومعاناتهم.
---
منهجه الدعوي وأسلوبه
يتميّز الشيخ ثابت بأسلوبه الواقعي القريب من حياة الناس، فهو لا يقتصر على الطرح النظري، بل يعالج القضايا الاجتماعية والأخلاقية التي يعاني منها المجتمع المعاصر. يركّز في خطبه على أهمية التوبة، وخطورة الذنوب، وفضل برّ الوالدين، وحُسن معاملة الناس، كما يخصّ الشباب بخطابٍ مفعمٍ بالأمل، يدعوهم إلى العودة إلى الله والثقة بالنفس والسير في طريق الإصلاح.
يمتاز صوته بنبرةٍ قويةٍ مؤثرة، ولغته تجمع بين الفصاحة والبساطة، مما جعل له جمهورًا واسعًا في القرى والمدن على حدّ سواء. ويُعرف بين متابعيه بأنه “الخطيب الذي يتحدث بلسان الناس”، إذ يقترب من مشاعرهم ويعالج همومهم بأسلوب رحيم ومباشر.
---
نشاطه الإعلامي والرقمي
لم يقتصر نشاط الشيخ ثابت توفيق أبو عشرة على المنبر، بل امتدّ إلى الفضاء الإلكتروني حيث أسّس قنوات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لبثّ الخطب والمحاضرات والدروس الدعوية.
ومن أبرز هذه المنصات:
قناته على يوتيوب التي تنشر بانتظام خطب الجمعة ودروس العلم في مختلف الموضوعات الشرعية والتربوية.
قناة الشيخ ثابت توفيق أبو عشرة على يوتيوب
صفحته الرسمية على فيسبوك التي تضمّ مئات الآلاف من المتابعين ويتفاعل من خلالها مع جمهوره.
صفحة الشيخ على فيسبوك
حسابه على إنستغرام الذي يقدّم من خلاله مقتطفات قصيرة ومواعظ مكتوبة وصورًا من نشاطه الميداني.
الصفحة على إنستغرام
تضم هذه المنصّات مجموعة من الخطب المؤثرة مثل:
«الثأر نقطة سوداء في الصعيد»، «خطورة الذنوب والمعاصي»، «كيفية صلاة الجنازة»، «الذنوب الخفية وأثرها في حياة المسلم»، وغيرها من الموضوعات التي تمسّ واقع الناس وتوجّههم نحو الإصلاح.
---
أثره في المجتمع
أثّرت خطب الشيخ ثابت في جمهورٍ واسع، خصوصًا في محافظات الصعيد المصري، حيث يخاطب الناس بلهجة قريبة منهم ويعالج قضاياهم الاجتماعية من منطلق ديني وإنساني. وقد كان له دور ملموس في التوعية بخطورة الثأر، والدعوة إلى التسامح والعفو، ونبذ العصبية القبلية، مما جعل منه صوتًا إصلاحيًا بارزًا في منطقته.
كما يشجّع الشيخ على طلب العلم، ويركّز في كثيرٍ من دروسه على أهمية القراءة والتفقّه في الدين، مؤكدًا أن الدعوة لا تقتصر على الخطباء والعلماء، بل هي واجب على كل مسلم بحسب قدرته ومجاله.
---
رؤيته ورسائله الدعوية
يؤمن الشيخ ثابت توفيق أبو عشرة بأن الدعوة إلى الله مسؤولية مشتركة بين العلماء والمجتمع، وأنّ الإصلاح يبدأ من النفس والأسرة قبل أن يمتدّ إلى المجتمع والدولة. يدعو دائمًا إلى الوسطية ونبذ الغلوّ والتطرّف، ويرى أنّ على الداعية أن يكون قدوةً في خُلقه وسلوكه قبل أن يكون خطيبًا على المنبر.
---
الخاتمة
يمثّل الشيخ ثابت توفيق أبو عشرة نموذجًا للداعية المعاصر الذي جمع بين الأصالة والوسائط الحديثة، فاستثمر منبر الإنترنت كما استثمر منبر المسجد، ليحمل رسالة الإسلام السمحة إلى الملايين بأسلوبٍ مؤثرٍ بعيدٍ عن التكلّف.
ورغم أنّ سيرته لم تُدوَّن بعد في الكتب الرسمية، إلا أنّ أثره في الميدان الدعوي والإعلامي كفيلٌ بجعله من أبرز الأصوات الدينية المؤثرة في جيله.