نساء خالدات

تقليص

عن الكاتب

تقليص

محب المصطفى مسلم اكتشف المزيد حول محب المصطفى
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    السيدة هاجر المصرية


    الاسم:هاجر المصرية
    الكنية:أم إسماعيل - أم الذبيح - أم العرب
    اللقب: المصرية
    الأزواج: : نبى الله الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام
    الأولاد:نبى الله إسماعيل عليه السلام
    محل الإقامة: مصر - فلسطين - مكة أرض الله الحرام

    - السيدة هاجر المصرية زوجة نبى الله وخليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وكان ملك مصر قد أهداها للسيدة سارة زوجة إبراهيم لما قدمت مصر، وأراد الملك بها سوءا، ولكنه لم يقدر عليها فقد حفظها الله سبحانه وتعالى من كيد هذا الملك، فأهداها الملك هاجر، ورجع إبراهيم وزوجته سارة إلى فلسطين ومعهما هاجر.

    - وقد ذكرت كتب التاريخ روايات متعددة فى تحديد اسم القرية المصرية التى كانت تقيم بها هاجر قبل رحيلها إلى فلسطين مع نبى الله إبراهيم وزوجه سارة ، فيقال: كانت من قرية قريبة من "أم دنين"، ويقال: كانت من "منف" القرية المصرية القديمة المشهورة، وقد روى فى ذلك أنها كانت زوجة لأحد أمراء "منف"، وقتل فى أثناء مواجهة المصريين للهكسوس عند دخولهم منف، وفى هذا الوقت أسرت هاجر، فاتخذها ملك الهكسوس ( الذى حدثت له تلك الوقعة مع سارة ) جارية له، ثم أهداها لسارة فيما بعد. ويقال: كانت من قرية من قرى سيناء تلقب "بأم العرب" ويرجح أن هذه القرية هى مدينة "بلوز" التى كانت تقع عند مصب فرع قديم لنهر النيل يعرف باسم الفرع البلوزى فى شرقى الدلتا. وقد عرف العرب مدينة "بلوز" باسم "الفرما" التى ما زالت أطلالها تقع اليوم إلى الشرق من مدينة بور سعيد الحالية، وهذا هو المشهور.

    - وكانت هاجر جارية ذات هيئة فوهبتها سارة لإبراهيم، وقالت إني أراها امرأة وضيئة فخذها لعل الله يرزقك منها ولدا، فقد كانت السيدة سارة عقيما لا تلد، وكانت تعلم اشتياق زوجها إبراهيم عليه السلام إلى الولد، فدخل إبراهيم عليه السلام بهاجر، فحملت منه، وبعد فترة الحمل ولدت هاجر ولدا، وسماه إبراهيم إسماعيل، وفرح إبراهيم بولده فرحا شديدا، فقد رزقه الله به على كبر سنه، وبعد اشتياق كبير للولد.

    - ولأمر أراده الله هاجر إبراهيم بهاجر وولدها الرضيع إسماعيل إلى جزيرة العرب، فرضيت هاجر بقضاء الله وقدره، ولم يكن معها إلا قليل من التمر والماء، وأكرمها الله بأن فجر لها ولوليدها عين زمزم، وعمر المكان بالناس، وكبر إسماعيل، وعندما أمر الله إبراهيم ببناء البيت ساعده إسماعيل حتى أتما البناء، وكان إبراهيم يأتى إليهما كل فترة ليزورهما، وعاشت هاجر إلى جوار بيت الله الحرام حتى توفاها الله سبحانه، فدفنها إسماعيل فى الحجر، ولما علم إبراهيم بوفاتها جاء إلى مكة وزار قبرها، ودعا لها.

    - هاجر إبراهيم بزوجه هاجر وطفلهما الرضيع إسماعيل إلى حيث مكة اليوم، فلما تركهما هناك وولى ظهره عنهما، قامت إليه هاجر وتعلقت بثيابه، وقالت، يا إبراهيم أين تذهب وتدعنا ههنا وليس معنا ما يكفينا؟ فلم يجبها، فلما ألحت عليه وهو لا يجيبها، قالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: فإذا لا يضيعنا.

    - ولم يكن مع هاجر إلا جراب فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الدعوات ورفع يديه: فقال " رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ " (إبراهيم : 73).

    - وجعلت أم إسماعيل ترضع اسماعيل، وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه وهو يتألم فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا، فلم تر أحدا فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف ذراعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى إذا جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا، ففعلت ذلك سبع مرات.

    - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فلذلك سعى الناس بينهما". فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا، فقالت: صه (تريد نفسها) ثم تسمعت فسمعت أيضا، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تخوضه وتقول بيدها هكذا وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهي تفور بعد ما تغرف.

    - قال ابن عباس قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " يرحم الله أم اسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا " (رواه البخارى). فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك لا تخافي الضيعة فإن ههنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه وإن الله لا يضيع أهله.

    - وشاء الله سبحانه أن يجعل سعى هاجر رضى الله عنها بين الصفا والمروة شعيرة من شعائر الحج ليتذكر الناس ما عانته هاجر هى ورضيعها، ثم يتذكرون رحمة الله التى أدركتهما عندما يشربون من زمزم التى جعلها الله سقيا إسماعيل.

    - وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية، تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كذا، فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا عائفا، فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على الماء لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء، فأرسلوا بعضهم ليبحثوا الأمر، فإذا هم بالماء فرجعوا، فأخبروهم بالماء، فأقبلوا وأم إسماعيل عند الماء، فقالوا: تأذنين لنا أن ننزل عندك، قالت: نعم ولكن لا حق لكم في الماء. قالوا: نعم ، وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، وعمر المكان، وشب إسماعيل بينهم وتعلم العربية منهم، وكان إبراهيم يذهب لزيارة هاجر وولده إسماعيل كل فترة من الزمن.

    - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ستفتح عليكم بعدى مصر، فاستوصوا بقبطها خيرا، فإن لكم منهم ذمة ورحما" (رواه مسلم مع زيادة فى اللفظ) ، ويقصد بالرحم أن هاجر أم إسماعيل كانت من مصر ، وفى رواية أخرى: "إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط. فاستوصوا بأهلها خيرا. فإن لهم ذمة ورحما" (رواه مسلم)

    - عن ابن عباس قال: أول ما اتخذ الناس المنطق من قِبَل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفى أثرها على سارة. (رواه البخارى)، والمِنْطق: شقة تلبسها المرأة وتشد وسطها، فترسل الأعلى على الأسفل إلى الأرض، والأسفل ينجر على الأرض.

    - وفى حديث أبى هريرة عن قصة سارة مع ملك مصر، ونجاة سارة من كيد الملك، قالت سارة لما خرجت من عنده لإبراهيم لما سألها عما حدث: "كفى الله كيد الفاجر الكافر وأخدم هاجر" قال محمد بن سيرين: فكان أبو هريرة إذا حدث هذا الحديث يقول"فتلك أمكم يا بني ماء السماء
    يقصد هاجر - رضى الله عنها-.


    - عاشت هاجر مع ولدها إسماعيل إلى جوار بيت الله الحرام، عابدة طائعة تقية لله، حتى جاءها الأجل المحتوم، ووافتها المنية وعندها من العمر 90 سنة، فدفنها إسماعيل فى الحجر بجانب بيت الله، ليستقر جسدها فى تلك البقعة المباركة.

    المصدر :
    CD تحت اسم: نساء خالدات.
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 10:40 م.
    اقتباس:
    نحري دون نحرك ,عرضي فدي عرضك, نفسي فدي نفسك
    بأبي أنت و أمي يا رسول الله
    ****
    بنات المسلمين هنا سبايا ..... وشمس المكرمات هنا تغيب
    تبيت كريمة اختي وتصحو .... وقد الغى كرامتها الغريب
    تخبّئ وجهها ياليت شعري..... بماذا ينطق الوجه الكئيب
    يموت الطفل في احضان ام ..... تهدهده وقد جف الحليب


    منتدى حراس العقيدة يشترط توثيق المواضيع، ويعتبره شرط أساسي لاعتمادها. فلا يقبل أي موضوع لأي عضو كان (عضو,مشرف,مدير أو عضو شرف) إن لم تكن المعلومات الواردة به موثقة.

    التوثيق ,التوثيق,التوثيق
    بارك الله فيكم

    تعليق


    • #32
      أمامة بنت أبى العاص بن الربيع القرشية العبشمية



      الأم : زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
      الأزواج : على بن أبى طالب ، ثم المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب .
      الأولاد : قيل ولدت للمغيرة بن نوفل يحيى وبه كان يكنى .
      محل الإقامة: مكة المكرمة - ثم المدينة المنورة .
      تاريخ الوفاة : ماتت فى خلافة معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنها وأرضاها .

      - أمامة بنت أبى العاص ابنة السيدة زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجدتها السيدة خديجة بنت خويلد وهى من آل بيت النبوة من آل بيت الطهر والنقاء ولها عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلة عظيمة لكونها الحفيدة الأولى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، عاشت فى بيت عرف بالطهر والنقاء وعرف أبوها بصدق تجارته ومعاملته للناس فى الجاهلية حتى لقب بالأمين ، تأخر إسلام أبيها إلى السنة السابعة من الهجرة ، ولدت أمامة فى عهد جدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان رسول الله يحبها وينشرح صدره لرؤيتها .

      وماتت أمها السيدة زينب بعد هجرتها إلى المدينة متأثرة بما حدث لها من هبار بن الأسود لما روعها برمح فى طريق هجرتها وماتت بالمدينة المنورة ، ومازالت أمامة دون البلوغ وحزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ابنته زينب ووجد فى ابنتها أمامة صورة حية من أمها الراحلة فخففت عنه حزنه - صلى الله عليه وسلم - وحظيت أمامة وهى صغيرة بحب وحنان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان - صلى الله عليه وسلم - يحملها على عنقه فى صلاته ، فلقد روى أبو داود عن قتادة أنه قال : بينما نحن ننتظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الظهر أو العصر وقد دعاه بلال للصلاة إذ خرج إلينا وأمامة بنت أبى العاص بنت ابنته على عنقه فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى مصلاه وقمنا خلفه وهى فى مكانها الذى هى فيه ، قال : فكبر فكبرنا ، قال : حتى إذا أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يركع أخذها فوضعها ثم ركع وسجد حتى إذا فرغ من سجود ثم قام أخذها فردها فى مكانها فمازال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع بها ذلك فى كل ركعة حتى فرغ من صلاته . ومات أبوها أبو العاص فى عهد أبى بكر الصديق فى السنة الثانية عشرة للهجرة وأوصى بابنته أمامة إلى ابن خاله الزبير بن العوام وكان الإمام على بن أبى طالب متزوجا من فاطمة الزهراء وكانت فاطمة قد أوصت عليا أن يتزوجها بعد موتها فتزوجها الإمام على بن أبى طالب من الزبير بن العوام فى خلافة عمر بن الخطاب وبقيت عند على بن أبى طالب حتى قتل وحضرته عند وفاته فقال لها حين حضرته الوفاة : " إنى لا آمن أن يخطبك معاوية - بعد موتى فإن كان لك فى الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عشيرا " ومات عنها الإمام على ولم تنجب له ولدا ولما انقضت عدتها كتب معاوية إلى مروان بن الحكم يأمره أن يخطبها عليه فلما جاءها ذهبت إلى المغيرة بن نوفل ، قال ابن سعد أخبرنا ابن فديك عن أبى ذئب أن أمامة بنت أبى العاص قالت للمغيرة بن نوفل إن معاوية خطبنى . فقال لها : أتتزوجين ابن آكلة الأكباد فلو جعلت ذلك إلى ؟ قالت : نعم قال : قد تزوجتك فتزوجها .

      - وأقامت مع زوجها المغيرة حتى ماتت ولم تلد لعلى ولا للمغيرة ولدا إلا أن عز الدين بن الأثير فى أسد الغابة قال : ولدت للمغيرة . يحيى وبه كان يكنى رضي الله عنها .

      - حزنت أمامة بنت العاص على موت الإمام على بن أبى طالب حزناً شديداً حتى إن أم الهيثم النخعية تصف حزن أمامة رضى الله عنها فتقول :
      أشاب ذؤابتى وأذل ركنى ***ذأمامة حين فارقت القرينا
      تطيف به لحاجتها إليه ***فلما استيأست رفعت رنينا *

      - ولما أرسل معاوية فى خطبتها ، أرسلت إلى المغيرة : إن هذا قد أرسل يخطبنى فإن كان لك بنا حاجة فأقبل ، فخطبها إلى الحسن فزوجها منه . (رواه عمر بن شبه عن علي بن محمد النوفلي) .

      - السيدة أمامة بنت أبي العاص من آل بيت النبوة ولها عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلة عظيمة وكان يهديها ما يهدى إليه - صلى الله عليه وسلم -

      - عن عائشة رضى الله عنها قالت : إن النجاشى ملك الحبشة أهدى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلقة فيها خاتم من ذهب فيه فص حبشى فأخذه رسول الله وإنه لمعرض عنه ثم دعا إلى ابنة ابنته أمامة بنت أبى العاص فقال : " تحلى بهذا يا بنية " .(رواه بن ماجة في سننه : كتاب اللباس)

      - وعن عائشة رضى الله عنها قالت : أهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلادة من جذع " خرز " ملمعة بالذهب ونساؤه مجتمعات فى بيته كلهن وأمامة بنت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهى بنت أبى العاص بن الربيع جارية تلعب فى جانب البيت بالتراب فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كيف ترين هذه ؟ " فنظرت إليها فقلن : يا رسـول الله ما رأينا أحسن من هذه ولا أعجب . فقال - صلى الله عليه وسلم - : " ارددنها إلى " فلما أخذها قال : " والله لأضعنها فى رقبة أحب أهل البيت إلى " قالت عائشة : فأظلمت على الأرض بينى وبينه خشية أن يضعها فى رقبة غيرى منهن ولا أراهن إلا قد أصابهن مثل الذى أصابنى ووجمن جميعا فأقبل - صلى الله عليه وسلم - حتى وضعها فى رقبة أمامة بنت أبى العاص فسرى عنا .

      - وهى زوجة خليفة رسول الله الإمام على بن أبى طالب وبنت بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

      - وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحملها على عاتقه فى صلاته ويحبها حبا عظيما لا يشاركها فى هذا الفضل إلا الحسن والحسين رضى الله تعالى عنهم جميعًا .

      لم يذكر أصحاب السنن أن لها رواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

      - أقامت أمامة بنت أبي العاص عند زوجها المغيرة حتى وافتها المنية فى خلافة معاوية بن أبى سفيان وبموتها انقطع عقب زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .



      ____________
      المصدر :
      CD تحت اسم: نساء خالدات.
      التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 10:40 م.
      شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

      سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
      حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
      ،،،
      يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
      وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
      وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
      عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
      وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




      أحمد .. مسلم

      تعليق


      • #33
        حفصة بنت عمر رضى الله عنها

        هي حفصة بنت عمر أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) ر ضي الله عنهما ، ولدت قبل المبعث بخمسة الأعوام. لقد كانت حفصة زوجة صالحة للصحابي الجليل (خنيس بن حذافة السهمي) الذي كان من أصحاب الهجرتين، هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الأولين إليها فرارا بدينه ، ثم إلى المدينة نصرة لنبيه صلى الله عليه و سلم، و قد شهد بدرا أولا ثم شهد أحدا، فأصابته جراحه توفي على أثرها ، و ترك من ورائه زوجته ( حفصة بنت عمر ) شابة في ريعان العمر ، فترملت ولها عشرون سنة.
        زواج حفصة من الرسول صلى الله عليه وسلم
        تألم عمر بن الخطاب لابنته الشابة ، وأوجعه أن يرى ملامح الترمل تغتال شبابها وأصبح يشعر بانقباض في نفسه كلما رأى ابنته الشابة تعاني من عزلة الترمل، وهي التي كانت في حياة زوجها تنعم بالسعادة الزوجية، فأخذ يفكر بعد انقضاء عد تها في أمرها ، من سيكون زوجا لابنته؟
        ومرت الأيام متتابعة ..وما من خاطب لها ، وهو غير عالم بأن النبي صلى الله عليه و سلم قد أخذت من اهتمامه فأسر إلى أبي بكر الصديق أنه يريد خطبتها. ولما تطاولت الأيام عليه وابنته الشابة الأيم يؤلمها الترمل، عرضها على أبي بكر ، فلم يجبه بشيء ، ثم عرضها على عثمان ، فقال : بدا لي اليوم ألا أتزوج . فوجد عليهما وانكسر، وشكا حاله إلى النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال : يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، يتزوج عثمان من هو خير من حفصة..؟!
        وعمر لا يدري معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم . لما به من هموم لابنته ، ثم خطبها النبي صلى الله عليه و سلم ، فزوجه عمر رضي الله عنه ابنته حفصة ، وينال شرف مصاهرة النبي صلى الله عليه و سلم ، ويرى نفسه أنه قارب المنزلة التي بلغها أبو بكر من مصاهرته من ابنته عائشة ، وهذا هو المقصود والله أعلم من تفكير النبي صلى الله عليه و سلم بخطبة لحفصة بنت عمر رضي الله عنها ؟!

        وزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم عثمان بابنته أم كلثوم بعد وفاة أختها رقية، ولما أن تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم حفصة ..لقي عمر بن الخطاب أبا بكر.. فاعتذر أبو بكر إليه، وقال : لا تجد علي ، فإن ر سول الله صلى الله عليه و سلم، كان ذكر حفصة، فلم أكن لأفشي سره ، ولو تركها لتزوجتها ؟!

        وبذلك تحققت فرحة عمر وابنته حفصة .. وبارك الصحابة يد رسول صلى الله عليه و سلم وهي تمتد لتكرم عمر بن الخطاب بشرف المصاهرة منه عليه الصلاة والسلام ، وتمسح عن حفصة آلام الترمل والفرقة.وكان زواجه صلى الله عليه و سلم بحفصة سنة ثلاث من الهجرة على صداق قدره 400 درهم، وسنها يوميئذ عشرون عاما3.

        حفصة في بيت النبوة :

        وقد حظيت حفصة بنت عمر الخطاب -رضي الله عنها - بالشرف الرفيع الذي حظيت به سابقتها عائشة بنت أبي بكر الصديق !!.وتبوأت المنزلة الكريمة من بين (أمهات المؤمنين ) رضي الله عنهنَّ !!..

        وتدخل (حفصة ) بيت النبي صلى الله عليه و سلم ... ثالثة الزوجات في بيوتاته عليه الصلاة والسلام .. فقد جاءت بعد( سوده ) ..و( عائشة) ..

        أما سوده فرحبت بها راضية .. وأما عائشة فحارت ماذا تصنع مع هذه الزوجة الشابة.. وهي من هي! بنت الفاروق (عمر ) .. الذي أعز الله به الإسلام قديما .. وملئت قلوب المشركين منه ذعرا!!..
        وسكتت عائشة أمام هذا الزواج المفاجئ وهي التي كانت تضيق بيوم ضرتها (سوده) التي ما اكترثت لها كثيرا …فكيف يكون الحال معها حين تقتطع (حفصة) من أيامها مع الرسول {صلى الله عليه وسلم} ثلثها؟!.

        وتتضاءل غيرة عائشة من حفصة لما رأت توافد زوجات أخريات على بيوتات النبي {صلى الله عليه وسلم}…" زينب …وأم سلمة…وزينب الأخرى ..وجويرية… وصفية .." إنه لم يسعها إلا أن تصافيها الود…وتسر حفصة لود ضرتها عائشة …وينعمها ذلك الصفاء النادر بين الضرائر؟.!..

        صفات حفصة -رضي الله عنها

        (حفصة) أم المؤمنين …الصوامة .. القوامة… شهادة صادقة من أمين الوحي (جبريل عليه السلام) !! … وبشارة محققه : إنها زوجتك - يا رسول الله- في الجنة!!… وقد وعت حفصة مواعظ الله حق الوعي .. وتأدبت بآداب كتابه الكريم حق التأدب... وقد عكفت على المصحف تلاوة و تدبرا و تفهما و تأملا ..مما أثار انتباه أبيها الفاروق (عمر بن الخطاب) إلى عظيم اهتمامها بكتاب الله تبارك و تعالى !! مما جعله يوصي بالمصحف الشريف الذي كتب في عهد أبي بكر الصديق بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم .. و كتابه كانت على العرضة الأخيرة التي عارضها له جبريل مرتين في شهر رمضان من عام وفاته صلى الله عليه و سلم………..إلى ابنته (حفصة) أم المؤمنين!!..
        حفظ نسخة القرآن المكتوب عند حفصة : الوديعة الغالية

        روى أبو نعيم عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال : " لما أمرني أبوبكر فجمعت القرآن كتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب، فلما هلك أبو بكر رضي الله عنه- أي : توفي - كان عمر كتب ذلك في صحيفة واحدة فكانت عنده- أي: على رق من نوع واحد - فلما هلك عمر رضي الله عنه كانت الصحيفة عند حفصة زوجة النبي صلى الله عليه و سلم ، ثم أرسل عثمان رضي الله عنه إلى حفصة رضي الله عنها ، فسألها أن تعطيه الصحيفة ؛ و حلف ليردنها إليها، فأعطته ، فعرض المصحف عليها ، فردها إليها ، وطابت نفسه ، و أمر الناس فكتبوا المصاحف …! و قد امتاز هذا المصحف الشريف بخصائص الجمع الثاني للقرآن الكريم الذي تم إنجازه في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، بمشورة من عمر بن الخطاب ، و ذلك بعد ما استحر القتل في القراء في محاربة ( مسيلمة الكذاب ) حيث قتل في معركة اليمامة ( سبعون ) من القراء الحفظة للقرآن باسره ..
        وخصائص جمع هذا المصحف نجملها فيما يلي :
        أولا : أن كل من كان قد تلقى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا من القرآن أتى وأدلى به إلى زيد بن ثابت .

        ثانيا : أن كل من كتب شيئا في حضرة النبي صلى الله عليه و سلم من القرآن الكريم أتى به إلى زيد .

        ثالثا : أن زيدا كان لا يأخذ إلا من أصل قد كتب بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم.

        رابعا : أن الجمع بعد المقارنة بين المحفوظ في الصدور ، و المرسوم في السطور ، و المقابلة بينهما ، لا بمجرد الاعتماد على أحدهما.

        خامسا : أن زيدا كان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد معه شاهدان على سماعه و تلقيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مباشرة بلا واسطة ؛ فيكون بذلك هذا الجمع قد تم فيه التدوين الجماعي ، و الثلاثة أقل الجمع.

        سادسا : أن ترتيب هذا المصحف الشريف - الأول من نوعه - و ضبطه كان على حسب العرضة الأخيرة على رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل التحاقه بالرفيق الأعلى.

        وقد شارك زيد في هذه المهمة العظيمة ( عمر بن الخطاب ) فعن عروة بن الزبير أن أبا بكر قال لعمر و زيد : " اقعدا على باب المسجد ، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه " !!.. قال الحافظ السخاوي في (جمال القراء) : " المراد انهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم ، أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه التي نزل بها القرآن ".
        ولما أجمع الصحابة على أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان في جمع الناس على مصحف إمام يستنسخون منه مصاحفهم .." أرسل أمير المؤمنين عثمان إلى أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف " ..

        تلك هي الوديعة الغالية !!.. التي أودعها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عند ابنته حفصة أم المؤمنين.. فحفظتها بكل أمانة .. ورعتها بكل صون ...فحفظ لها الصحابة … والتابعون …. وتابعوهم من المؤمنين إلى يومنا هذا … وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. ذلك الذكر الجميل الذي تذكر فيه كلما تذاكر المسلمون جمع المصحف الشريف في مرحلتيه … في عهد الصديق أبي بكر … وعهد ذي النورين عثمان… وبعد مقتل عثمان…إلى آخر أيام علي….بقيت حفصة عاكفة على العبادة صوامة قوامة …

        وفاتها رضي الله عنها

        توفيت في أول عهد معاوية بن أبي سفيان …وشيعها أهل المدينة إلى مثواها الأخير في البقيع مع أمهات المؤمنين رضي الله عنهن.


        ____________
        المصدر :
        CD تحت اسم: نساء خالدات.
        التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 10:40 م.
        اقتباس:
        نحري دون نحرك ,عرضي فدي عرضك, نفسي فدي نفسك
        بأبي أنت و أمي يا رسول الله
        ****
        بنات المسلمين هنا سبايا ..... وشمس المكرمات هنا تغيب
        تبيت كريمة اختي وتصحو .... وقد الغى كرامتها الغريب
        تخبّئ وجهها ياليت شعري..... بماذا ينطق الوجه الكئيب
        يموت الطفل في احضان ام ..... تهدهده وقد جف الحليب


        منتدى حراس العقيدة يشترط توثيق المواضيع، ويعتبره شرط أساسي لاعتمادها. فلا يقبل أي موضوع لأي عضو كان (عضو,مشرف,مدير أو عضو شرف) إن لم تكن المعلومات الواردة به موثقة.

        التوثيق ,التوثيق,التوثيق
        بارك الله فيكم

        تعليق


        • #34
          أسمــاء بنت عميـس
          (رضي الله عنهـا)



          نسبهــــــــا:-
          هي أسمـــاء بنت عميس بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية ابن زيد بن مالك بن بشر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن خلف بن أقبل الخثعمية.وأمهـا:- هند بنت عوف بن زهير بن الحارث الكنانية وهي أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأخت لبابة أم الفضل زوجة العباس وأخوات ميمونة لأم هن عشر أخوات وست لاب


          حيـاتهـــا:-
          كانت حياتها رضي الله عنها مليئة بالأحداث والمواقف، وقد اختلفت الروايات وقيل أن أسماء بنت عميس كانت قبل الإسلام تحت حمزة بن عبد المطلب ابن عم رسول الله r أنجبت له ابنة " أمة الله" ثم من بعده كانت تحت شداد بن الهادي الليثي وأنجبت له عبدالله وعبد الرحمن ولكن قيل بعد ذلك أن المرأة التي كانت تحت حمزة وشداد هي سلمى بنت عميس وليس أسماء أختها.

          تزوجت أسماء بنت عميس جعفر بن أبي طالب وأسلمت معه في وقت مبكر مع بداية الدعوة إلى دين الرشاد والهدى، حتى أنه كان إسلامها قبل دخول رسول الله – صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم بمــــكة.
          كان زوج أسماء بنت عميس ابن عم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- جعفر بن أبي طالب- رضي الله عنه-، أحد السابقين إلى الإسلام ، وأحد المدافعين عن الحق، الواقفين في وجه الظلم والكفر، ,أحد المؤازرين لرسول الله – صلى الله عليه وسلم-، وكان رضي الله عنه مقرّبا من الرسول- صلى الله عليه وسلم وكان عليه الصلاة والسلام يوده ويقربّه وكان شبيها به- صلى الله عليه وسلم- فقد كان عليه الصلاة والسلام يقول لجعفر:- " أشبهت خلق وخلقي. فكان ذلك يسر أسماء ويسعدها ذلك عندما ترى زوجها شبيها بأحسن الخلق وأفضلهم، فكان يحرّك فيها مشاعر الشوق عندها لرؤية النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم-
          وكانت بالفعل نعم الزوجة الصالحة، المخلصة، الوفيّة، والمحبّة لزوجها، وحين أجمع رجال قريش على مقاطعة كل من دخل في دين الإسلام، أو آزر مسلما. فلما أذن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بالهجرة إلى الحبشة، كانت أسماء بصحبة زوجها من جملة المسلمين المهاجرين، متحملين أذى قريش وطغيانهم، كل ذلك في سبيل الله تعالى وتنفيذا لأوامر نبيهم عليه الصلاة والسلام، فخرجوا تاركين مكة فرارً بدينهم، شادين الرحال في سبيل الله، وكانت هذه الهجرة قد أقبلت بعد زواجهما بفترة حديثة، فانطلقا إليها، فقد كانت الهجرة قد وثقّت بينهما أكثر من السابق، وقد ملأ عليهما الإسلام كل ذاتيهما وكل ذرة في كيانهما، فقد كان نعم المؤمنين المجاهدين، الصابرين، الصادقين لا‘نهما كانا يعلمان أن ما عند الله تعالى خيرا وأبقى!!!
          وصل المسلمون إلى الحبشة وكانت أسماء وزوجها في مقدمتهم وقد أقاموا في منزل متواضع صغير، تحيطه مرارة الغربة والقسوة ولكنه كان غنياً بالحب والمودة والاحترام الذي يملأ الزوجين. حقا لقد ملأ جعفر حياة أسماء بحلوها ومرها فساهمت مع زوجها أعباء نشر الحق والدعوة الإسلامية. أنجبت لجعفر وفي بلاد الحبشة أبناءه الثلاثة: عبدالله، و محمداً، وعوفاً، وكان ولدها عبالله أكثر شبهاً بأبيه حمزة الذي كان شبيها بالرسول عليه الصلاة والسلام فكان ذلك يدقدق مشاعرها ويبهجها لرؤية النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم-.
          ظلت أسماء بنت عميس- رضي الله عنها في ديار الغربة قرابة خمسة عشر عاماً. كانت مدة طويلة، أدت إلى حدوث كثير من الأحداث والمتغيرات في مختلف النواحي والصعد، وكان عليه الصلاة والسلام ، دائم السؤال عن المسلمين هناك، فكان يوفد موفدين ورسل ومن بينهم " عمرو بن أمية الضمري" رضي الله عنه ليزودهم عليه الصلاة والسلام بأحدث المستجدات، ويستطلع أخبارهم ويعلمهم بما جد من تنزيل و أحكام في دين الله، وفي خلال تلك الفترة وأثناء استقرار المسلمين في الحبشة، جاء وفد من قريش إلى ملك الحبشة ( النجاشي) يطالبونه بالمسلمين وإرجاعهم إلى مكة وكان من ضمن وفد قريش عمرو بن العاص، فقالوا:-" قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينك، وجاءوا بدين ابتدعوه، لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم". فما كان من النجاشي أن أرسل بطلب وفد المسلمين يسألهم بشأن هذا الأمر، فتقدم جعفر بن أبي طالب، زوج أسماء – رضي الله عنها- فقال:-" أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية ، نعبد الأصنام، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا ..فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع الأوثان، وأمرنا أن نعبد الله وحده، لا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام..." فنشوّق النجاشي لسماع المزيد فسأله عن ما جاء به النبي- عليه الصلاة والسلام- من عند الله. فأسمعه من سورة مريم، فبكى النجاشي حتى أخضلّت لحيته، وبكت معه أساقفته، فقال النجاشي:-" إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا ، فلا والله لا أسلمهم إليكما ولا يكيدهم أحد". فكان ذلك سببا في إسلام النجاشي، وكان النجاشي سببا في إسلام وفد قريش والذي كان من بينهم عمرو بن العاص.
          كانت هذه حصيلة هجرة المسلمين إلى الحبشة، والذين صابروا وجاهدوا والذي لمسه النجاشي من سلوك المهاجرين، وكانت أسماء من بينهم، إحدى الداعيات بالقول والعمل والسلوك، وكان ذلك أول إختبار تجتازه.
          عادت أسماء من الحبشة متوجهة إلى هجرة ثانية، كانت إلى المدينة المنورة، فتوجهت زائرة حفصة زوج النبي- صلى الله عليه وسلم، فدخل عليهما عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قائلاً:- " لقد سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم". فغضبت- رضي الله عنها وقالت:-" أي لعمري لقد صدقت؟! كنتم مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم، يطعم جائعكم، ويعلّم جاهلكم، وكنّا البعداء الطرداء. أما والله لأتين رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلأذكرن ذلك له، ولا أنقص ولا أزيد في ذلك". فذكرت ذلك له، فقال:-" لكم الهجرة مرتين،هاجرتم إلى النجاشي! وهاجرتم إلّي". فسرّت بذلك وأثلج صدرها، ولم يكن ذلك نوعا من تطييب الخاطر وإراحة النفس لأسماء فقط، بل كان توضيحاً للحقيقة وقطعاً لدابر الفتنة، فهم تركوا مكة فارين بدينهم إلى الحبشة، فكانت " هجرة" وهم أنفسهم انتقلوا من الحبشة إلى المدينة فهذه " هجرة".
          وبدأ الاختبار الجدّي الآخر لأسماء. بعد أن عادت من الحبشة وحلّت في المدينة، فرح الرسول – عليه الصلاة والسلام_ بعودتهما وقد صاحب ذلك فتح خيبرفقال:-" لا أدري بأيهما أفرح؟ بفتح خيبر؟ أو بقدوم جعفر؟". فمضت أسماء إلى بيت النبوة، تزور زوجاته وبناته، ومضى جعفر مع الرسول- عليه الصلاة والسلام- يشهد معه كل المشاهد حتى جاء يوم الاختبار الفعلي لأسماء، يوم استشهاد زوجها جعفر في موقعة مؤتة، فقد بلغ الرسول- عليه الصلاة والسلام- خبر استشهاده، فحزن حزناً شديداً عليه، فقد كانت له معزّة خاصة ومكانة عالية عند الرسول- عليه الصلاة والسلام- وكان مؤازرا، مدافعاً له، وكان خير الناس للمساكين، حنون، عطوف عليهم، وفوق هذا كله فهو شبيه الرسول- عليه الصلاة والسلام- لذلك كان حزنه عليه كبيراً، حين ذهب عليه الصلاة والسلام إلى أسماء لكي يخبرها باستشهاد زوجها وقد روت الجليلة العفيفة أسماء عن نبأ وفاته. " أصبحت في اليوم الذي أصيب فيه جعفر وأصحابه، فأتاني رسول الله- صلى الله عليه وسلم_ ولقد هنأت( أي دبغت أربعين إهاباً من آدم) وعجنت عجيني، وأخذت بني فغسلت وجوههم ودهنتهم, فدخل عليّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال:- " يا أسماء: أين بنو جعفر؟". فجاءت بهم، فقبلهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وبكى فأحست أسماء بحدوث شيء لزوجها، فسألت النبي- عليه الصلاة والسلام- فقال لها:- " قتل جعفر اليوم" فقامت تصيح وتنحب، حتى اجتمع عليها الناس يهدئونها من روعها. فقال عليه الصلاة والسلام:-" يا أسماء لا تقولي هجراً ولا تضربي صدراً". وكان عليه الصلاة والسلام عندما يرى أسماء ويرى فيها الحزن البالغ وثورة البكاء العارمة، كان يطمئنها قائلاً: " يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب قد مر مع جبريل ومكائيل" فرد عليه السلام ثم قال صلوات الله عليه:" فعوضّه الله عن يديه جناحين يطير بهما حيث شاء.
          وتمر الأيام والشهور وأسماء- رضي الله عنها- صابرة، مخلصة لذكرى زوجها، فكيف لا وقد كان الزوج والحبيب والرفيق، فظلت منكبة على تربية أولادها، تعلمهم، مبادئ الحق والتقوى، داعية إلى الله ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً. حتى تقدّم لها أبو بكر الصديق طالباً الزواج منها، فكان ذلك هدية من الله لأسماء الطاهرة العفيفة عن صبرها. فقبلت الزواج منه وانتقلت معه إلى بيت الزوجية، وكانت نعم الزوجة المخلصة، وكان هو مثال للزوج الصالح الذي تستمد منه نور الإيمان، وبقيت عنده إلى أيام خلافته، وأنجبت له ابنه " محمداً". وعندما أحس أبوبكرالصديق بدنو أجله، أوصى أسماء بتغسيله- رضي الله عنهما- وأوصاها إن كانت صائمة في ذلك اليوم أن تفطر، وهذا يدل على منتهى الحب والثقة التي كان يوليها لزوجته أسماء- رضي الله عنهما. وعندما حانت ساعة الموت، حزنت أسماء وهي تعجز عن النظر إليه، الذي كان يشع بالنور، فدمعت عيناها، وخشع قلبها فصبرت واحتسبت لله تعالى. فعندما قامت بتنفيذ الوصية الأولى بغسله، وقد أضناها الحزن العميق، نسيت الوصية الثانية، فقد كانت صائمة، فعندما غابت الشمس وحان موعد إفطارها، أخذت تسأل فهل تنفذ الوصية أم لا، فكان موقفا صعبا، أن وفاؤها لزوجها أبى عليها أن ترد عزيمة زوجها الراحل، رضي الله عنه، فدعت بماء وشربت..
          أخذت أسماء على عاتقها الدعوة إلى الله وتربية أبنائها من جعفر وابنها محمد من أبي بكر ، تدعو الله أن يوفقهم، ويصلح الله بينهم. وبعد فترة وجيزة كان علي-كرم الله وجهه- ينتظر انتهاء عدتها، ليتقدم إليها، فهو رفيق رسول الله – صلى الله عليه وسلم-وصهره لابنته الراحلة فاطمة الزهراء، وشقيق جعفر الطيار زوجها السابق، فكان وفاء لأخيه الحبيب جعفر، ولصديقه أبو بكر الصديق- رضي الله عنهما.
          تزوج علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- بأسماء بنت عميس، وعاشت معه، فكانت له صورة للمرأة المسلمة، والزوجة المؤمنة، وقد أنجبت له يحيى و عوناً، فكانت مثالاً لكل فتاة، ولكل زوجة وأم في كل زمان ومكان. كان علي- كرم الله وجهه- معجباً بها و بذكائها ورجاحة عقلها، فقد اختلف ولديها" محمد بن جعفر و محمد بن أبي بكر" فيما بينهما، وكل منهما يتفاخر بأبيه فقال كل منهما:-" أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك". وجعل علي- كرم الله وجهه- هذه المسألة لأسماء، فكان ذلك دلالة على أنه كان يريد منها أن تستخرج من فؤادها من الحب والوفاء، واختباراً لذكائها. فلم وقفت أسماء بين ولديها، قالت بكل ثقة ومن غير تردد:-" ما رأيت شاباً خيراً من جعفر ولا كهلا خيراً من أبي بكر". فسكت الولدان، وتصالحا فقال علي مداعباً:-" فما أبقيت لنا؟".
          وهكذا كانت أسماء نموذجاً حياً لأخلاق القرآن والإسلام وأخذت تكبر في عين علي كرّم الله وجهه- حتى أصبح يردد في كل مكان " كذبتكم من النساء الخارقة، فما ثبتت منهن امرأة إلا أسماء بنت عميس".

          وفاتها:
          ظلت رضي الله عنها على مستوى المسؤولية التي وضعت لأجلها، زوجة لخليفة المسلمين، وكانت على قدر هذه المسؤولية لما كانت تمر عليها من الأحداث الجسام، حتى جاء على مسمعها مقتل ولدها محمد بن أبي بكر، فتلوت من الحزن والألم عليه، فعكفت في مصلاها، وحبست دمعها وحزنها، حتى شخب ثديها ( سال منها) دماً ونزفت، وتمر الأيام، والأحداث، حتى فجعت بمقتل زوجها الخليفة علي بن أبي طالب- كرم الله وجهه- فلم تعد قادرة على احتمال المصائب والأوجاع، حتى وقعت صريعة المرض، تتلوى من شدة الألم على فراق أزواجها الصحابة الطاهرين، وولدها محمد بن أبي بكر، وفاضت روحها إلى السماوات العلى، فرضي الله عنها.


          ____________
          المصدر :
          CD تحت اسم: نساء خالدات.
          التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 10:40 م.
          شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

          سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
          حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
          ،،،
          يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
          وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
          وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
          عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
          وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




          أحمد .. مسلم

          تعليق


          • #35
            جويرية بنت الحارث رضى الله عنها




            سيرة عطرة يود الكثير من أهل الخير لو كانوا طرفا منها. وليست هناك أصدق وأبهى وأنضر من سيرة سيدة من سيدات وأمهات المؤمنين. نقف على سيرتها؛ لتكون لنا فيها عبرة وموعظة. ولنأخذ قطوفا دانية مباركة من سيرة أم المؤمنين جويرية التي خصها الله عز وجل بالطهارة، وما أجمل سيرتها العطرة.رضي الله عنها وأرضاها.



            نشأة جويرية أم المؤمنين

            هي برة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك من خزاعة ، كان أبوها سيد وزعيم بني المصطلق .عاشت برة في بيت والدها معززة مكرمة في ترف وعز وفي بيت تسوده العراقة والأصالة ، وفي حداثة سنها تزوجت برة من مسافع بن صفوان أحد فتيان خزاعة وكانت لم تتجاوز العشرين من عمرها.



            بدايات النور

            بدأ الشيطان يتسلل إلى قلوب بني المصطلق ويزين لهم بأنهم أقوياء يستطيعون التغلب على المسلمين، فأخذوا يعدون العدة ويتأهبون لمقاتلة المجتمع المسلم بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم فتجمعوا لقتال رسو ل الله صلى الله عليه وسلم ، وكان بقيادتهم سيدهم الحارث بن أبي ضرار، وقد كانت نتيجة القتال انتصار النبي صلى الله عليه وسلم وهزيمة بني المصطلق في عقر دارهم. فما كان من النبي إلا أن سبى كثيرا من الرجال والنساء،وكان مسافع بن صفوان زوج جويرية من الذين قتلتهم السيوف المسلمة وقد كانت السيدة جويرية بنت الحارث من النساء اللاتي وقعن في السبي فوقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري رضي الله عنه، عندها اتفقت معه على مبلغ من المال تدفعه له مقابل عتقها؛لأنها كانت تتوق للحرية.



            زواج جويرية من الرسول صلى الله عليه وسلم


            شاءت الأقدار أن تذهب السيدة جويرية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأتها السيدة عائشة أم المؤمنين فقالت تصفها : كانت حلوة ملاحة. وقالت : فو الله ما رأيتها على باب حجرتي إلا كرهتها، وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت. جاءت جويرية رسول الله وقالت : " أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من الأمر ما قد علمت، فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبني على نفسه تسع أوراق فأعني على فكاكي".

            ولأن بني المصطلق كانوا من أعز العرب دارا وأكرمهم حسبا، ولحكمة النبي صلى الله عليه وسلم قال لجويرية : " فهل لك في خير من ذلك؟".

            قالت : " وما هو يا رسول الله ؟" . قال: " أقضي عنك كتابتك وأتزوجك" .

            وكانت قبل قليل تتحرق طلبا لاستنشاق عبير الحرية، ولكنها وجدت الأعظم من ذلك. ففرحت جويرية فرحا شديدا وتألق وجهها لما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولما سوف تلاقيه من أمان من بعد الضياع والهوان فأجابته بدون تردد أو تلعثم : " نعم يا رسول الله". فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وأصدقها 400 درهم.

            قال أبو عمر القرطبي في الاستيعاب: كان اسمها برة فغير رسول صلى الله عليه وسلم اسمها وسماها جويرية. فأصبحت جويرية بعدها أما للمؤمنين وزوجة لسيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم.



            بركة جويرية

            وخرج الخبر إلى مسامع المسلمين فأرسلوا ما في أيديهم من السبي وقالوا متعاظمين: هم أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم . فكانت بركة جويرية من أعظم البركات على قومها. قالت عنها السيدة عائشة - رضي الله عنها -: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة منها.



            صفاتها وأهم ملامحها


            كانت السيدة جويرية من أجمل النساء، كما أنها تتصف بالعقل الحصيف والرأي السديد الموفق الرصين ، والخلق الكريم والفصاحة ومواقع الكلام كما كانت تعرف بصفاء قلبها ونقاء سريرتها، وزيادة على ذلك فقد كانت واعية ، تقية، نقية، ورعة ، فقيهة ، مشرقة الروح مضيئة القلب والعقل.



            الذاكرة القانتة

            راحت السيدة جويرية تحذو حذو أمهات المؤمنين في الصلاة والعبادة وتقتبس من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن أخلاقه وصفاته الحميدة حتى أصبحت مثلا في الفضل والفضيلة . فكان أم المؤمنين جويرية من العابدات القانتات السابحات الصابرات، وكانت مواظبة على تحميد العلي القدير وتسبيحه وذكره .



            ناقلة الحديث :

            حدث عنها ابن عباس، وعبيد بن السباق، وكريب مولى ابن عباس ومجاهد وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي وجابر بن عبد الله. بلغ مسندها في كتاب بقي بن مخلد سبعة أحاديث منها أربعة في الكتب الستة، عند البخاري حديث وعند مسلم حديثان. وقد تضمنت مروياتها أحاديث في الصوم، في عدم تخصيص يوم الجمعة بالصوم، وحديث في الدعوات في ثواب التسبيح، وفي الزكاة في إباحة الهدية للنبي صلى الله عليه وسلم وإن كان المهدي ملكها بطريق الصدقة، كما روت في العتق.

            وهكذا وبسبعة أحاديث شريفة خلدت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها اسمها في عالم الرواية، لتضيف إلى شرف صحبتها للنبي صلى الله عليه وسلم وأمومتها للمسلمين، تبليغها الأمة سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، ما تيسر لها ذلك. ومن الأحاديث التي أخرجها الإمام البخاريُ رحمه الله عن قتادة عن أيوب عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة، وهي صائمة فقال: " أصمت أمس" ؟ قالت : لا ، قال: "تريدين أن تصومي غدا"؟ قالت : لا ، قال: "فأفطري" ، وهذا يدل على كراهية تخصيص يوم الجمعة بالصوم والنهي عن صيامه.



            لقاء الله[ وفاتها ]


            عاشت السيدة جويرية بعد رسول الله راضية مرضية، وامتدت حياتها إلى خلافة سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. وتوفيت أم المؤمنين في شهر ربيع الأول من السنة الخمسين للهجرة النبوية الشريفة، وشيع جثمانها في البقيع وصلى عليها مروان بن الحكم.


            ____________
            المصدر :
            CD تحت اسم: نساء خالدات.
            التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 10:39 م.
            شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

            سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
            حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
            ،،،
            يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
            وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
            وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
            عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
            وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




            أحمد .. مسلم

            تعليق


            • #36
              مارية القبطية رضي الله عنها





              مارية القبطية - هدية المقوقس

              قدمت مارية إلى المدينة المنورة بعد صلح الحديبية في سنة سبع من الهجرة. وذكر المفسرون أن اسمها مارية بنت شمعون القطبية، بعد أن تم صلح الحديبية بين الرسول صلى الله عليه و سلم وبين المشركين في مكة، بدأ الرسول في الدعوة إلى الإسلام ، وكتب الرسول - صلى الله عليه وسلم - كتبا إلى ملوك العالم يدعوهم فيها إلى الإسلام، واهتم بذلك اهتماماً كبيراً، فاختار من أصحابه من لهم معرفة و خبرة، وأرسلهم إلى الملوك، ومن بين هؤلاء الملوك هرقل ملك الروم، كسرى أبرويز ملك فارس، المقوقس ملك مصر و النجاشي ملك الحبشة. تلقى هؤلاء الملوك الرسائل وردوا رداً جميلا، ما عدا كسرى .ملك فارس، الذي مزق الكتاب.
              لما أرسل الرسول كتاباً إلى المقوقس حاكم الإسكندرية والنائب العام للدولة البيزنطية في مصر، أرسله مع حاطب بن أبي بلتعة، وكان معروفاً بحكمته وبلاغته وفصاحته. فأخذ حاطب كتاب الرسول صلى الله عليه و سلم إلى مصر وبعد ان دخل على المقوقس الذي رحب به. واخذ يستمع إلى كلمات حاطب، فقال له " يا هذا، إن لنا ديناً لن ندعه إلا لما هو خير منه".

              واُعجب المقوقس بمقالة حاطب، فقال لحاطب: " إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بزهودٍ فيه، ولا ينهي عن مرغوب فيه، ولم أجدهُ بالساحر الضال، ولا الكاهن الكاذب، ووجدت معه آية النبوة بإخراج الخبء و الأخبار بالنجوى وسأنظر"
              أخذ المقوقس كتاب النبي صلى الله عليه و سلم وختم عليه، وكتب إلى النبي صلى الله عليه و سلم :

              " بسم الله الرحمن الرحيم

              لمحمد بن عبدالله، من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد

              فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبياً بقي،

              وكنت أظن أنه سيخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين لهما
              مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديتُ إليك بغلة لتركبها والسلام عليك".

              وكانت الهدية جاريتين هما: مارية بنت شمعون القبطية وأختها سيرين. وفي طريق عودت حاطب إلى المدينة، عرض على ماريه وأختها الإسلام ورغبهما فيه، فأكرمهما الله بالإسلام.

              وفي المدينة، أختار الرسول صلى الله عليه و سلممارية لنفسه، ووهب أختها سيرين لشاعره الكبير حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه. كانت ماريه رضي الله عنها بيضاء جميلة الطلعة، وقد أثار قدومها الغيرة في نفس عائشة رضي الله عنها، فكانت تراقب مظاهر اهتمام رسول الله صلى الله عليه و سلم بها. وقالت عائشة رضي الله عنها:" ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة-أو دعجة- فأعجب بها رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيتٍ لحارثة بن النعمان، فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها، حتى فرغنا لها، فجزعت فحولها إلى العالية، وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا" .




              ولادة مارية لإبراهيم

              وبعد مرور عام على قدوم مارية إلى المدينة، حملت مارية، وفرح النبي لسماع هذا الخبر فقد كان قد قارب الستين من عمره وفقد أولاده ما عدا فاطمة الزهراء رضوان الله عليها. ولدت مارية في "شهر ذي الحجة من السنة الثامنة للهجرة النبوية الشريفة"، طفلاً جميلاً يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد سماه إبراهيم، " تيمناً بأبيه إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام" وبهذه الولادة أصبحت مارية حرة .
              وعاش إبراهيم ابن الرسول صلى الله عليه و سلم سنة وبضع شهور يحظى برعاية رسول الله صلى الله عليه و سلم ولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني، وذات يوم اشتد مرضه، ومات إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهراً، " وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر من الهجرة النبوية المباركة"، وحزنت مارية حزناً شديداً على موت إبراهيم.

              مكانة مارية في القرآن الكريم:

              لمارية رضي الله عنها شأن كبير في الآيات المباركة وفي أحداث السيرة النبوية. "أنزل الله عز وجل صدر سورة التحريم بسبب مارية القبطية، وقد أوردها العلماء والفقهاء والمحدثون والمفسرون في أحاديثهم وتصانيفهم". وقد توفي الرسول عنها صلى الله عليه و سلم وهو راض عن مارية، التي تشرفت بالبيت النبوي الطاهر، وعدت من أهله، وكانت مارية شديدة الحرص على اكتساب مرضاة الرسول صلى الله علية وسلم، كما عرفت بدينها وورعها وعبادتها.

              وفاة مارية رضي الله عنها

              عاشت مارية ما يقارب الخمس سنوات في ظلال الخلافة الراشدة، وتوفيت في السنة السادسة عشر من محرم. دعا عمر الناس وجمعهم للصلاة عليها . فاجتمع عدد كبير من الصحابة من الهاجرين والأنصار ليشهدوا جنازة مارية القبطية، وصلى عليها سيدنا عمر رضي الله عنه في البقيع، ودفنت إلى جانب نساء أهل البيت النبوي، وإلى جانب ابنها إبراهيم.
              الخاتمة
              في نهاية المطاف أتمنى من المولى عز و جل أن أكون قد وفقت في كتابة هذا الموضوع . حيث إني دونت فيه عن الهدية الرائعة التي وهبها المقوقس إلى النبي صلى الله عليه و سلم . ومكانة هذه السيدة العظيمة في القرآن الكريم ولحظة ولادتها لإبراهيم الذي كان مثار محبة النبي صلى الله عليه و سلم ، وكلي أمل في أن يحقق عرض هذا الموضوع الفائدة المرجوة منه .



              ____________
              المصدر :
              CD تحت اسم: نساء خالدات.
              التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 10:39 م.
              شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

              سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
              حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
              ،،،
              يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
              وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
              وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
              عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
              وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




              أحمد .. مسلم

              تعليق


              • #37
                أم أيمن بركة بنت ثعلبة حاضنة الرسول صلى الله عليه و سلم

                اسمها :

                بركة بنت ثعلبه بن عمر بن حصن بن مالك بن عمر النعمان وهي أم أيمن الحبشية، مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته. ورثها من أبيه ثم أعتقها عندما تزوج بخديجة أم المؤمنين رضي الله عنها. وكانت من المهاجرات الأول- رضي الله عنها.وقد روي بإسناد ضعيف : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لأم أيمن: " يا أم " ويقول : "هذه بقية أهل بيتي ". وهذا إن دل فإنما يدل على مكانة أم أيمن عند رسول الله وحبة الشديد لها، وحيث اعتبرها من أهل بيته.
                قال فضل بن مرزوق، عن سفيان بن عقبة، قال: كانت أم أيمن تلطف النبي صلى الله عليه وسلم وتقول عليه. فقال : وقد تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي ، فولدت له : أيمن . ولأيمن هجرة وجهاد ، استشهد زوجها عبيد الخزرجي يوم حنين. ثم تزوجها زيد بن حارثة أيام بعث النبي صلى الله عليه وسلم فولدت له أسامة بن زيد، الذي سمي بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال في أم أيمن :" من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة ، فليتزوج أم أيمن "، قال : فتزوجها زيد بن حارثه . فحظي بها زيد بن حارثة.
                وعن أنس : أن أم أيمن بكت حين مات النبي صلى الله عليه وسلم. فقيل لها : أتبكين ؟ قالت: والله ، لقد علمت أنه سيموت ؛ ولكني إنما أبكي على الوحي إذ انقطع عن من السماء. وكذلك هذا القول يدل على حبها الشديد وتعلقها بالنبي صلى الله عليه وسلم والوحي.
                أم أيمن واسمها بركة مولاة رسول الله وحاضنته:

                أم أيمن ورثها الرسول صلى الله عليه وسلم من أبيه ، وورث خمسة جمال أوراك وكذلك قطيعا من الغنم ، وقام الرسول صلى الله عليه وسلم بعتق أم أيمن عندما تزوج خديجة بنت خويلد، وقد تزوج عبيد بن زيد من بني الحارث بن الخزرج أم أيمن ، فولدت ولداَ واسمتة أيمن ، ولكنه أستشهد في يوم حنين ، وكان مولى خديجه بنت خويلد. زيد بن الحارث بن شراحيل الكلبي الذي وهبته خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه أعتقه وقام بتزويجه لأم أيمن وذلك بعد النبوة فأنجبت له أسامة بن زيد .
                فقد حظيت أم ايمن بمنزلة عالية عند الرسول صلى الله عليه وسلم وأكرمها أعز مكرمة لها في الدنيا عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها: ." أم أيمن أمي ، بعد أمي " !!..وقوله صلى الله عليه وسلم " هذه بقية أهل بيتي " !! وللنبي - صلى الله عليه وسلم - وقفة كريمة بعد انصرافه من غزوة الطائف منتصرا.. غانما .. ومعه من هوازن ستة آلاف من الذراري والنساء .. وما لا يعلم ما عدته من الإبل والشياه .. نتلمس من خلاها عظيم إجلاله .. واحترامه .. وتوقيره .. لمقام الأمومة التي كان يرعى حقها حق الرعاية .. وذلك حين أتاه وفدُ هوازن ممن أسلموا فقال قائلهم: يا رسول الله ! إنما في الحظائر وخالاتُك وحواضِنُك .
                وكانت حليمة أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة .. من بني سعد بن بكر من هوازن .. فمن رضاعه صلى الله عليه وسلم من حليمة السعدية أصبح له في هوازن تلك القرابات .. فلمست ضراعتهم قلبهُ الكبير .. واستجاب سريعاً لهذه الشفاعة بالأم الكريمة ( حليمة السعدية ) التي أرضعتهُ .
                كذلك هذا الموقف يدل على تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم للأمومة ، وحسن معاملتة للناس واحترامه الكبير لهم. حيث فقال لوفد هوازن ، ووفاؤه للأم الكريمة يملأ نفسه ،: " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم. وإذا ما أنا صليت الظهر بالناس فقوموا فقولوا : أنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين، وبالمسلمين إلى رسول الله، في أبنائنا ونسائنا فسأعطيكم عند ذلك، وأسال لكم " .

                فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر ، قام رجال هوازن فتكلموا بالذي أمرهم به صلى الله عليه وسلم . فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم "، فقال المهاجرون : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقالت الأنصار : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا يدل على روح التعاون والحب الشديد لرسول الله ويبين مدى تأثيرهم به وتعلقهم به .

                ـ هاجرت بمفردها من مكة إلى المدينة سيرا على الأقدام، وليس معها زاد . ـ اشتركت في غزوة أحد، وكانت تسقي الماء، وتداوي الجرحى، وكانت تحثو التراب في وجوه الذين فروا من المعركة، وتقول لبعضهم: ((هاك المغزل وهات سيفك)) .

                ـ شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوتي خيبر وحنين.

                روايتها للحديث :
                روت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وروى عنها أنس بن مالك، و الصنعاني، والمدني

                وفاتها :
                اختلف في تاريخ وفاتها فقيل: توفيت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم - بخمسة أو بستة أشهر، وقيل: توفيت بعد وفاة عمر بن الخطاب بعشرين يوما، ودفنت في المدينة المنورة.



                ____________
                المصدر :
                CD تحت اسم: نساء خالدات.
                التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 10:39 م.
                اقتباس:
                نحري دون نحرك ,عرضي فدي عرضك, نفسي فدي نفسك
                بأبي أنت و أمي يا رسول الله
                ****
                بنات المسلمين هنا سبايا ..... وشمس المكرمات هنا تغيب
                تبيت كريمة اختي وتصحو .... وقد الغى كرامتها الغريب
                تخبّئ وجهها ياليت شعري..... بماذا ينطق الوجه الكئيب
                يموت الطفل في احضان ام ..... تهدهده وقد جف الحليب


                منتدى حراس العقيدة يشترط توثيق المواضيع، ويعتبره شرط أساسي لاعتمادها. فلا يقبل أي موضوع لأي عضو كان (عضو,مشرف,مدير أو عضو شرف) إن لم تكن المعلومات الواردة به موثقة.

                التوثيق ,التوثيق,التوثيق
                بارك الله فيكم

                تعليق


                • #38
                  هند بنت عتبة بطلة في الجاهلية والإسلام




                  - إنها هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية القرشية .

                  - إحدى نساء العرب اللاتي كان لهم شهر عالية قبل الإسلام وبعده ، وهي أم الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.

                  - كانت هند ذات صفات ترفع قدرها بين النساء من العرب ، ففيها فصاحة ، وجرأة ، وثقة ، وحزم ، ورأي. تقول الشعر وترسل الحكمة ، وكانت امرأة لها نفس وأنفة.
                  زوجها أبوها من الفاكهة بن المغيرة المخزومي ، فولدت له أباناً ، ثم تركته.

                  - وقالت لأبيها ذات يوم: إني امرأة قد ملكت أمري فلا تزوجني رجلاً حتى تعرضه علي. فقال لها: ذلك لك. ثم قال لها يوماً: إنه قد خطبك رجلان من قومك ، ولست مسمياً لك واحداً منهما حتى أصفه لك ، أما الأول : ففي الشرف والصميم ، والحسب الكريم ، تخالين به هوجاً من غفلته ، وذلك إسجاح من شيمته ، حسن الصحابة ، حسن الإجابة ، إن تابعته تابعك ، وإن ملت كان معك ، تقضين عليه في ماله ، وتكتفين برأيك في ضعفه ، وأما الآخر ففي الحسب الحسيب ، والرأي الأريب ، بدر أرومته ، وعز عشيرته ، يؤدب أهله ولا يؤدبونه ، إن اتبعوه أسهل بهم ، وإن جانبوه توعر بهم ، شديد الغيرة ، سريع الطيرة ، وشديد حجاب القبة ، إن جاع فغير منزور ، وإن نوزع فغير مقهور ، قد بينت لك حالهما.

                  قالت: أما الأول فسيد مضياع لكريمته، مؤات لها فيما عسى إن لم تعصم أن تلين بعد إبائها ، وتضيع تحت جفائها ، إن جاءت له بولد أحمقت ، وإن أنجبت فعن خطأ ما أنجبت. اطو ذكر هذا عني فلا تسمه لي ، وأما الآخر فبعل الحرة الكريمة : إني لأخلاق هذا لوامقة ، وإني له لموافقة ، وإني آخذة بأدب البعل مع لزومي قبتي ، وقلة تلفتي ، وإن السليل بيني وبينه لحري أن يكون المدافع عن حريم عشيرته ، والذائد عن كتيبتها ، المحامي عن حقيقتها ، الزائن لأرومتها ، غير مواكل ولا زميّل عند ضعضعة الحوادث ، فمن هو ؟ قال : ذاك أبو سفيان بن حرب ، قالت : فزوجه ولا تلقني إليه إلقاء المتسلس السلس ، ولا تمسه سوم المواطس الضرس ، استخر الله في السماء يخر لك بعلمه في القضاء.

                  - وتزوجت هند من أبي سفيان بن حرب ، وكانت تحرص دوماً على محامد الفعال ، كما كانت ذات طموح واسع ، ففي ذات يوم رآها بعض الناس ومعها ابنها معاوية ، فتوسموا فيه النبوغ ، فقالوا لها عنه : إن عاش ساد قومه. فلم يعجبها هذا المديح فقالت في إباء وتطلع واسع : ثكلته إن لم يسد إلا قومه.
                  - ولما كانت موقعة بدر الكبرى قتل في هذه العركة والد هند وعمها شيبة ، وأخوها الوليد بن عتبة ، فراحت ترثيهم مر الرثاء ، وفي عكاظ التقت مع الخنساء ، فسألتها من تبكين يا هند فأجابت :

                  أبكي عميد الأبطحين كليهما................... وحاميهما من كل باغ يريدها
                  أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي.............. وشيبة والحامي الذمار وليدها
                  أولئك آل المجد من آل طالب ............. وفي العز منها حين ينمى عديدها


                  - وفي يوم أحد كان لهند بنت عتبة دورها العسكري البارز، فقد خرجت مع المشركين من قريش ، وكان يقودهم زوجها أبو سفيان ، وراحت هند تحرض القرشيين على القتال ، وتزعمت فئة من النساء ، فرحن يضر بن الدفوف ، وهي ترتجز :

                  نحن بنات طارق ........................................نمشي على النمارق
                  إن تقبلوا نعانق ...................................وإن تدبروا نفـــارق


                  وتردد قولها:
                  أيها بني عبد الدار....................................ويها حماة الأدبار


                  ضرباً بكل بتار

                  - وفي هذه المعركة كانت هند بنت عتبة قد حرضت وحشي بن حرب على قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، حيث وعدته بالحرية وكان عبداً لها إن هو قتل حمزة ، فكانت تؤجج في صدره نيران العدوان ، وتقول له : إيه أبا دسمة ، اشف واشتف.

                  ولما قتل وحشي حمزة رضي الله عنه جاءت هند إلى حمزة وقد فارق الحياة ، فشقت بطنه ونزعت كبده ، ومضغتها ثم لفظتها وعلت صخرة مشرفة فصرخت بأعلى صوتها :

                  نحن جزيناكم بيوم بدر .......................... والحرب بعد الحرب ذات سعر
                  ما كان عن عتبة لي من صبر .................... ولا أخــي وعـمــه وبكــري
                  شفيت نفسي وقضيت نذري ...................... شفيت وحشي غليل صدري
                  فشكر وحشي على عمري .......................... حتى ترم أعظمي في قبري


                  - وبقيت هند على الشرك حتى شرح الله تعالى صدرها للإسلام يوم فتح مكة ، حيث شاءت إرادة الله تعالى أن تنقلب بطلة الجاهلية إلى بطلة في ظل الإسلام ، ففي عشية ليلة الفتح ، فتح مكة ، عاد أبو سفيان بن حرب من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلماً وهو يصيح : يا معشر قريش ألا إني قد أسلمت فأسلموا ، إن محمداً صلى الله عليه وسلم قد أتاكم بما لا قبل لكم به ، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن. فقامت إليه هند فأخذت بشاربه وهي تردد: بئس طليعة القوم أنت يا أهل مكة اقتلوا الحميت الدسم الأحمس ، قبح من طليعة قوم ، فقال أبو سفيان : ويلكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم ، فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به ، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن. فقالوا: قاتلك الله ، وما تغني عنا دارك. قال: ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن. فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد.

                  - وفي اليوم الثاني لفتح مكة قالت هند لزوجها أبي سفيان: إنما أريد أن أتابع محمداً فخذني إليه. فقالت لها: قد رأيتك تكرهين هذا الحديث بالأمس. فقالت: إني والله لم أر أن الله قد عبد حق عبادته في هذا المسجد إلا في هذه الليلة ، والله إن باتوا إلا مصلين قياماً وركوعاً وسجوداً. فقال لها: فإنك قد فعلت ما فعلت ، فاذهبي برجل من قومك معك ، فذهبت إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه فذهب بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وبايعت.

                  - وتمضي الأيام ، وتزداد هند المسلمة ثقافة إيمانية ، حيث اشتركت في الجهاد مع زوجها أبي سفيان في غزوة اليرموك الشهيرة ، وأبلت فيها بلاء حسناً ، وكانت تحرض المسلمين على قتال الروم فتقول : عاجلوهم بسيوفكم يا معشر المسلمين.

                  - وظلت هند بقية حياتها مسلمة مؤمنة مجاهدة حتى توفيت سنة أربع عشرة للهجرة. فرضي الله عنها وأرضاها ، وغفر لها ورحمها ، إنه على كل شيء قدير.




                  ____________
                  المصدر :
                  صور من سير الصحابيات ، لعبد الحميد السحيباني
                  التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 10:39 م.
                  شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                  سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                  حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                  ،،،
                  يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                  وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                  وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                  عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                  وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                  أحمد .. مسلم

                  تعليق


                  • #39
                    رقية رضى الله عنها

                    بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم




                    نشأت رقية رضي الله عنها

                    ولدت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم الهاشمية، وأمها خديجة أم المؤمنين، ونشأت قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد استمدت رقية رضي الله عنها كثيراً من شمائل أمها، وتمثلتها قولاً وفعلاً في حياتها من أول يوم تنفس فيِه صبح الإسلام، إلى أن كانت رحلتها الأخيرة إلى الله عز وجل. وسيرة حياة السيدة رقية رضي الله عنها، تستوفي كل الكنوز الغنية بمكارم الفضائل ونفحات الإيمان، وهذه الكنوز التي تغني المرء عن الدراهم والدنانير، بل أموال الدنيا كلها، فسيرة السيدة رقية تجعل النفوس تحلق في أجواء طيبة، لا يستطيع أصحاب الأموال والدنيا الوصول إليها، ولو صرفوا الدنيا وما فيها، لأن من يتذوق طعم حياة لاالأبرار، يترفع عن الحياة التي لا تعرف إلا الدرهم والدينار.



                    زواجها رضي الله عنها من عُتبة

                    لم يمض على زواج زينب الكبرى غير وقت قصير، إلا وطرق باب خديجة ومحمد، وفد من آل عبد المطلب، جاء يخطب رقية وأختها التي تصغرها قليلاً لشابين من أبناء الأعمام وهما (عُتبة وعُتيبة) ولدا أبي لهب عم الرسول صلى الله عليه وسلم.

                    وأحست رقية وأختها انقباضاً لدى أمهما خديجة، فالأم تعرف من تكون أم الخاطبين زوجة أبي لهب، ولعل كل بيوت مكة تعرف من هي أم جميل بنت حرب ذات القلب القاسي والطبع الشرس واللسان الحاد. ولقد أشفقت الأم على ابنتيها من معاشرة أم جميل، لكنها خشيت اللسان السليط الذي سينطلق متحدثاً بما شاء من حقد وافتراء إن لم تتم الموافقة على الخطوبة والزواج، ولم تشأ خديجة أيضاً أن تعكر على زوجها طمأنينته وهدوءه بمخاوفها من زوجة أبي لهب وتمت الموافقة، وبارك محمد ابنتيه، وأعقب ذلك فرحة العرس والزفاف وانتقلت العروسان في حراسة الله إلى بيت آخر وجو جديد.
                    دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم الناس إلى الإسلام

                    ودخلت رقية مع أختها أم كلثوم بيت العم، ولكن لم يكن مكوثهما هناك طويلاً فما كاد رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم يتلقى رسالة ربه، ويدعو إلى الدين الجديد، وراح سيدنا رسول الله، يدعو إلى الإسلام سراً، فاستجاب لله عز وجل من شاء من الرجال ومن النساء والولدان. ويبدو أن عمات رسول الله قد نصحنه صلى الله عليه و سلم ألا يدعو عمه أبا لهب لكيلا تثور هائجته، فلا يدري بما يتكلم، وحتى لا تنفث زوجته أم جميل سمومها في بنات النبي فقد كان أبو لهب وأولاده ألعوبة تتحكم فيهم أم جميل التي تنهش الغيرة قلبها إذا ما أصاب غيرها خير. وقد قام رسول الله بدعوة الناس إلى الإسلام وعندما علم أبو لهب بذلك أخذ يضحك ويسخر من رسول الله ثم رجع إلى البيت، وراح يروي لامرأته الحاقدة ما كان من أمر محمد ابن أخيه الذي أخبرهم أنه رسول الله إليهم؛ ليخرجهم من الظُلمات إلى النور وصراط العزيز الحميد، وشاركت أم جميل زوجها في سخريته وهزئه.

                    ولعب شيطان الحقد في نفسها، وأحست برغبة عنيفة في داخلها للانتقام من أقرب الناس إليها من رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما، وإن كان هذا الانتقام سيؤذي ولديها، ولكنها مادامت ستفرغ كل حقد ممكن لديها، وتقيء كل عصارة كيدها في جوانب نفسها، فلا مانع من ذلك حتى تحطم بزعمها الدعوة المحمدية، وسلكت ضد سيدنا رسول الله أبشع السبل في اضطهاده، وزادت على ذلك أن أرسلت إلى أصهار رسول الله تطلب منهم مفارقة بنات الرسول، أما أبو العاص فرفض طلبهم مؤثرا ومفضلاً ً صاحبته زينب على نساء قريش جميعاً، وقد أمن في نهاية المطاف وجمع الله شمل الأحبة. وأما عُتبة وعُتيبة فلقد تكفلت أم جميل بالأمر دون أن تحتاج لطلب من أحد.
                    وطفقت أم جميل تنفث سمومها في كل مكان تكون فيه، ولم تكتف بكشف خبيئة نفسها الخبيثة، ولكنها راحت تزين للناس مقاومة الدعوة، واجتثاث أصولها؛لأنها تفرق بين المرء وأخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، وفصيلته التي تؤويه. ولما انتهت من طوافها، وهي تزرع بذور الفتنة، وتبغي نشر الحقد والفساد، راحت تجمع الحطب لتضعه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم لتؤذيه، وفي هذا دليل على بخلها الذي جبلت عليه.

                    لاولكن القرآن الكريم تنزل على الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم ندياً رطباً، ونزل القرآن عليه يشير إلى المصير المشؤوم لأم جميل بنت حرب، وزوجها المشؤوم أبي لهب، قال الله تعالى: )تبت يدا أبي لهب وتب *ما أغني عنه ماله وما كسب* سيصلى نارا ذات لهب* وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبلاً من مسد(. (المسد:1-5).
                    وكانت رقية وأم كلثوم في كنف ابني عمهما، لما نزلت سورة المسد،وذاعت في الدنيا بأسرها، ومشي بعض الناس بها إلى أبي لهب وأم جميل، اربدَّ وجه كل واحد منهما، واستبد بها الغضب والحنق، ثم أرسلا ولديهما عُتبة وعُتيبة وقالا لهما: إنَّ محمداً قد سبهما، ثم التف أبو لهب إلى ولده عتبة وقال في غضب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنة محمد؛ فطلقها قبل أن يدخل بها. وأما عُتيبة، فقد استسلم لثورة الغضب وقال في ثورة واضطراب: لآتين محمداً فلأوذينَّه في ربه. وانطلق عتيبة بن أبي لهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشتمه ورد عليه ابنته وطلقها، فقال رسول الله"اللهم سلط عليه كلباً من كلابك" واستجابت دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم، فأكل الأسد عُتيبة في إحدى أسفاره إلى الشام.
                    ولم يكفها أن ردت رقية وأم كلثوم مطلقتين، بل خرجت ومعها زوجها أبو لهب (الذي شذ عن الأعمام وآل هاشم، فقد جمع بين الكفر وعداوة ابن أخيه)، وسارت وإياه يشتمان محمداً، ويؤذيانه ويؤلبان الناس ضده، وقد صبر الرسول صلى الله عليه و سلم على أذاهم. وكذلك فعلت رقية وأختها، صبرتا مع أبيهما، وهما اللتان تعودتا أن تتجملا بالصبر قبل طلاقهما، لما كانت تقوم به أم جميل من رصد حركاتهما ومحاسبتهما على النظرة والهمسة واللفتة.




                    زواج رقية من عثمان:

                    شاءت قدرة الله لرقية أن ترزق بعد صبرها زوجاً صالحاً كريماً من النفر الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ذلك هو (عثمان بن عفان) صاحب النسب العريق، والطلعة البهية، والمال الموفور، والخلق الكريم. وعثمان بن عفان أحد فتيان قريش مالاً، وجمالاً، وعزاً، ومنعةً، تصافح سمعه همسات دافئة تدعو إلى عبادة العليم الخبير الله رب العالمين. والذي أعزه الله في الإسلام سبقاً وبذلاً وتضحيةً، وأكرمه بما يقدم عليه من شرف المصاهرة، وما كان الرسول الكريم ليبخل على صحابي مثل عثمان بمصاهرته، وسرعان ما استشار ابنته، ففهم منها الموافقة عن حب وكرامة، وتم لعثمان نقل عروسه إلى بيته، وهو يعلم أن قريشاً لن تشاركه فرحته، وسوف تغضب عليه أشد الغضب. ولكن الإيمان يفديه عثمان بالقلب ويسأل ربه القبول.

                    ودخلت رقية بيت الزوج العزيز، وهي تدرك أنها ستشاركه دعوته وصبره، وأن سبلاً صعبة سوف تسلكها معه دون شك إلى أن يتم النصر لأبيها وأتباعه. وسعدت رقية رضي الله عنها بهذا الزواج من التقي النقي عثمان بن عفان رضي الله عنه، وولدت رقية غلاماً من عثمان فسماه عبد الله، واكتنى به.




                    رقية والهجرة إلى الحبشة:


                    ودارت الأيام لكي تختبر صدق المؤمنين، وتشهد أن أتباع محمد قد تحملوا الكثير من أذى المشركين، كان المؤمنون وفي مقدمتهم رقية وعثمان رضي الله عنهم في كرب عظيم، فكفار قريش ينزلون بهم صنوف العذاب، وألوان البلاء والنقمة،)وما نقموا بهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد( (البروج:8).ولم يكن رسول الله {صلى الله عليه وسلم} بقادر على إنقاذ المسلمين مما يلاقونه من البلاء المبين، وجاءه عثمان وابنته رقية يشكوان مما يقاسيان من فجرة الكافرين، ويقرران أنهما قد ضاقا باضطهاد قريش وأذاهم.

                    وجاء نفر آخرون ممن آمن من المسلمين، وشكوا إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما يجدون من أذى قريش، ومن أذى أبي جهل زعيم الفجار. ثم أشار النبي عليهم بأن يخرجوا إلى الحبشة، إذ يحكمها ملك رفيق لا يظلم عنده أحد، ومن ثم يجعل الله للمسلمين فرجاً مما هم عليه الآن.

                    وأخذت رقية وعثمان رضي الله عنهما يعدان ما يلزم للهجرة، وترك الوطن الأم مكة أم القرى. ويكون عثمان ورقية أول من هاجر على قرب عهدهما بالزواج، ونظرت رقية مع زوجها نظرة وداع على البلد الحبيب. وتمالكت دمعها قليلاً، ثم صعب ذلك عليها، فبكت وهي تعانق أباها وأمها وأخواتها الثلاث زينب وأم كلثوم والصغيرة فاطمة، ثم سارت راحلتها مع تسعة من المهاجرين، مفارقة الأهل والأحباب، وعثمان هو أول من هاجر بأهله، ثم توافدت بعد ذلك بعض العزاء والمواساة، لكنها ظلت أبداً تنزع إلى مكة وتحن إلى من تركتهم بها، وظل سمعها مرهفاً يتلهف إلى أنباء أبيها الرسول صلى الله عليه و سلم، وصحبة الكرام. ولقد أثرت شدة الشوق والحنين على صحتها، فأسقطت جنينها الأول، وخيف عليها من فرط الضعف والإعياء، ولعل مما خفف عنها الأزمة الحرجة رعاية زوجها وحبة وعطف المهاجرين وعنايتهم.
                    وانطلق المهاجرون نحو الحبشة تتقدمهم رقية وعثمان، حتى دخلوا على النجاشي، فأكرم وفادتهم، وأحسن مثواهم، فكانوا في خير جوار،لا يؤذيهم أحد ويقيمون شعائر دينهم في أمن وأمان وسلام. وكانت رقية رضي الله عنها في شوق واشتياق إلى أبيها رسول الله وأمها خديجة، ولكن المسافة بعيدة، وإن كانت الأرواح لتلتقي في الأحلام.

                    وجاء من أقصى مكة رجل من أصحاب رسول الله، فاجتمع به المسلمون في الحبشة، وأصاخوا إليه أسماعهم حيث راح يقص عليهم خبراً أثلج صدورهم، خبر إسلام حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب، وكيف أن الله عز وجل قد أعز بهما الإسلام. واستبشر المهاجرون بإسلام حمزة وعمر، فخرجوا راجعين، وقلوبهم تخفق بالأمل والرجاء، وخصوصاً سيدة نساء المهاجرين رقية بنت رسول الله التي تعلق فؤادها وأفئدة المؤمنين بنبي الله محمد صلى الله عليه و سلم.





                    العودة إلى مكة:

                    وصلت إلى الحبشة شائعات كاذبة، تتحدث عن إيمان قريش بمحمد، فلم يقو بعض المهاجرين على مغالبة الحنين المستثار، وسَرعان ما ساروا في ركب متجهين نحو مكة، ويتقدمهم عثمان ورقية، ولكن يا للخيبة المريرة، فما أن بلغوا مشارف مكة، حتى أحاطت بهم صيحات الوعيد والهلاك. وطرقت رقية باب أبيها تحت جنح الظلام، فسمعت أقدام فاطمة وأم كلثوم، وما أن فتح الباب حتى تعانق الأحبة، وانهمرت دموع اللقاء. وأقبل محمد صلى الله عليه و سلم نحو ابنته يحنو عليها ويسعفها لتثوب إلى السكينة والصبر، فالأم خديجة قد قاست مع رسول الله وآل هاشم كثيراً من الاضطهاد مع أنها لم تهاجر، وقد ألقاها المرض طريحة الفراش، لتودع الدنيا وابنتها ما تزال غائبة في الحبشة.

                    عودة رقية إلى الحبشة:
                    وعندما علمت قريش برجوع المؤمنين المهاجرين، عملت على إيذائهم أكثر من قبل، واشتدت عداوتهم على جميع المؤمنين، مما جعل أصحاب صلى الله عليه و سلم في قلق، ولكنهم اعتصموا بكتاب الله، مما زاد ضراوة المشركين وزاد من عذابهم. وراح الفجرة الكفرة، يشددون على المسلمين في العذاب، وفي السخرية حتى ضاقت عليهم مكة، وقاسى عثمان بن عفان من ظلم أقربائه وذويه الكثير. ولكن عثمان صبر وصبرت معه رقية مما جعل قريش، تضاعف وجبات العذاب للمؤمنين، فذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يستأذنونه في الهجرة إلى الحبشة فأذن لهم، فقال عثمان بن عفان رضى الله عنه: يا رسول الله، فهجرتنا الأولى وهذه الآخرة إلى النجاشي، ولست معنا. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" أنتم مهاجرون إلى الله وإلي، لكم هاتان الهجرتين جميعاً". فقال عثمان: فحسبنا يا رسول الله.

                    وهاجرت رقية ثانية مع زوجها إلى الحبشة مع المؤمنين الذين بلغوا ثلاثة وثمانين رجلاً. وبهذا تنفرد رقية ابنة رسول الله بأنها الوحيدة من بناته الطاهرات التي تكتب لها الهجرة إلى بلاد الحبشة، ومن ثم عُدت من أصحاب الهجرتين. قال الإمام الذهبي- رحمه الله- عن هجرة رقية وعثمان رضي الله عنهما :" هاجرت معه إلى الحبشة الهجرتين جميعاً. وفيهما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إنهما أول من هاجرا إلى الله بعد لوط".
                    ولم يطل المقام برقية في مكة، ففي العام الثالث عشر للبعثة، كان أكثر المؤمنين من أهل البيت الحرام قد وصلوا إلى المدينة المنورة، ينتظرون نبيهم محمداً ليأتي إليهم وإلى اخوتهم الأنصار مهاجراً مجاهداً. وهناك في المدينة جلست رقية مع زوجها عثمان، ووضعت مولودها الجميل عبد الله... وراحت تملأ عينها من النظر إليه، لكي تنسى مرارة فقدها لجنينها، ولوعة مصابها في أمها، وما قاسته في هجرتها وهي بطلة الهجرتين من شجن الغربة. ويبدأ صراع جديد بين الحق والباطل، وترى رقية بوادر النصر لأبيها، فالله عز وجل قد أذن له وللمؤمنين أن يقاتلوا المشركين، ليدعموا بنيان المجتمع الإسلامي الجديد الذي بنوه بأيديهم في يثرب.





                    وفاتها

                    وينمو عبد الله ابن المجاهدين العظيمين نمواً طيباً، ولكن شدة العناية قد توقع في ما يحذره الإنسان أحياناً، فما بال عبد الله يميل نحو الهبوط، وتذبل ريحانته بعد أن كان وردة يفوح عطرها، ويزكو أريجها يا لله... وأخذ الزوجان يرقبان بعيون دامعة، وقلب حزين سكرات الموت يغالبها الصغير بصعوبة تقطع الفؤاد. ومات ابن رقية، بعد أن بلغ ست سنين ومات بعد أن نقر الديك وجهه(عينه)، فتورم وطمر وجهه ومرض ثم مات، وبكته أمه وأبوه، وافتقد جده بموته ذلك الحمل الوديع الذي كان يحمله بين يديه كلما زار بيت ابنته، ولم تلد رقية بعد ذلك.
                    ولم يكن لرقية سوى الصبر وحسن التجمل به، ولكن كثرة ما أصابها في حياتها من مصائب عند أم جميل، وفي الحبشة، كان لها الأثر في أن تمتد إليها يد المرض والضعف، ولقد آن لجسمها أن يستريح على فراش أعده لها زوجها عثمان، وجلس بقربها الزوج الكريم يمرضها ويرعاها، ويرى في وجهها علامات مرض شديد وألم قاس تعانيه، وراح عثمان يرنو بعينين حزينتين إلى وجه رقية الذابل، فيغص حلقه آلاما، وترتسم الدموع في عينيه، وكثيراً ما أشاح بوجهه لكي يمسك دمعة تريد أن تنهمر، ولقد كانت رقية تحس هذا الشيء، فتتجلد وتبذل ما أمكنها، لكي تبتسم له ابتسامة تصطنعها حتى تعود إليه إشراقة وجهه النضير... وتنهال على رأسه الذكريات البعيدة، ورأى رقية وهي في الحبشة تحدث المهاجرات حديثاً يدخل البهجة إلى النفوس، ويبعث الآمال الكريمة في الصدور، وتقص عليهن ما كانت تراه من مكارم أبيها رسو ل الله صلى الله عليه و سلم، وحركت هذه الذكريات أشجان عثمان، وزادت في مخاوفه، وكان أخشى ما يخشاه أن تموت رقية، فينقطع نسبه لرسول الله صلى الله عليه و سلم. ورنا عثمان ثانية إلى وجه زوجته الذابل، ففرت سكينته، ولفه حزن شديد ممزوج بخوف واضطراب، حيث كانت الأنفاس المضطربة التي تلتقطها رقية جهدها، تدل على فناء صاحبتها. كانت رقية تغالب المرض، ولكنها لم تستطع أن تقاومه طويلاً، فأخذت تجود بأنفاسها، وهي تتلهف لرؤية أبيها الذي خرج إلى بدر، وتتلهف لرؤية أختها زينب في مكة، وجعل عثمان يرنو إليها من خلال دموعه، والحزن يعتصر قلبه، مما كان أوجع لفؤاده أن يخطر على ذهنه، أن صلته الوثيقة برسول الله {صلى الله عليه وسلم} توشك أن تنقطع. وكان مرض رقية رضي الله عنها الحصبة، ثم بعد صراعها مع هذا المرض، لحقت رقية بالرفيق الأعلى، وكانت أول من لحق بأم المؤمنين خديجة من بناتها، لكن رقية توفيت بالمدينة، وخديجة توفيت بمكة قبل بضع سنين، ولم ترها رقية، وتوفيت رقية، ولم تر أباها رسول الله، حيث كان ببدر مع أصحابه الكرام، يعلون كلمة الله، فلم يشهد دفنها صلى الله عليه وسلم.

                    وحُمِل جثمان رقية رضي الله عنها على الأعناق، وقد سار زوجها خلفه، وهو واله حزين، حتى إذا بلغت الجنازة البقيع، دفنت رقية هنالك، وقد انهمرت دموع المشيعين. وسوى التراب على قبر رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم عاد المجاهدون من بدر يبشرون المؤمنين بهزيمة المشركين، وأسر أبطالهم. وفي المدنية المنورة خرج رسول الله إلى البقيع، ووقف على قبر ابنته يدعو لها بالغفران. لقد ماتت رقية ذات الهجرتين قبل أن تسعد روحها الطاهرة بالبشرى العظيمة بنصر الله، ولكنها سعدت بلقاء الله في داره.
                    ولما توفيت رقية بكت النساء عليها، في رواية ابن سعد: قال: لما ماتت رقية بنت رسول الله، قال: " ألحقي بسلفنا عثمان بن مظعون" فبكت النساء عليها؛ فجعل عمر يضربهن بسوطه. فأخذ النبي صلى الله عليه و سلم بيده، وقال: " دعهن يبكين"، ثم قال: " ابكين، وإياكن ونعيق الشيطان؛ فإنه مهما يكن من القلب والعين فمن الله والرحمة، ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان"، فقعدت فاطمة على شفير القبر إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت تبكي، فجعل رسول الله يمسح الدمع عن عينها بطرف ثوب.

                    رحم الله رقية بطلة الهجرتين، وصلاة وسلاماً على والدها في العالمين ورحم معها أمها وأخواتها وابنها وشهداء بدر الأبطال، وسلام عليها وعلى المجاهدين الذين بذلوا ما تسع لهم أنفسهم به من نصره لدين الله ودفاع عن كلمة الحق والتوحيد إلى يوم الدين، و السعي إلى إعلاء كلمة الله.



                    ____________
                    المصدر :
                    CD تحت اسم: نساء خالدات.
                    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 10:39 م.
                    شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                    سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                    حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                    ،،،
                    يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                    وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                    وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                    عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                    وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                    أحمد .. مسلم

                    تعليق


                    • #40
                      خولة بنت ثعلبة


                      نسبــها:


                      هي خولة بنت مالك بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف، صحابية جليلة من الأنصار، وكانت زوجة الصحابي المجاهد أوس بن الصامت، وهو أخو الصحابي الجليل عبادة بن الصامت. وكانت امرأة فقيرة معدمة، عاشت مع زوجها حياة مسالمة، وكان أوس بن الصامت يعمل ويكد كثيراً للحصول على الرزق وليحصل على قوت بيته، ولكن بعد تقدمه في العمر، أصبح شيخاً ضجراً، وقد ساء خلقه مع زوجته.
                      ·خولة وعمر بن الخطاب –رضي الله عنه-:


                      خاطبت خولة في ذات يوم عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- عندما كان خارجاً من المسجد وكان معه الجارود العبدي، فسلم عليها عمر فردت عليه، وقالت: " هيا يا عمر، عهدتك وأنت تسمى عميراً في سوق عكاظ ترعى الضأن بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف الموت خشي الفوت"، فقال الجارود: قد أكثرت على أمير المؤمنين أيتها المرأة، فقال عمر: "دعها أما تعرفها! هذه خولة التي سمع قولها من فوق سبع سماوات فعمر أحق والله أن يسمع لها".
                      ·مظاهرة زوجها لها:


                      في ذات يوم حدث حادث بين الزوجين السعيدين، شجار بينهما، لم يستطع أي أحد منهما تداركه، فقال لها أوس "أنت علي كظهر أمي!...فقالت: والله لقد تكلمت بكلام عظيم، ما أدري مبلغه؟!..."، ومظاهرة الزوج لزوجته تعني أن يحرمها على نفسه،وبذلك القسم،يكون قد تهدم البيت الذي جمعهما سنين طويلة، وتشتت الحب والرضا الذين كانا ينعمان بهما.
                      وسلم كل منهما للواقع بالقسم الجاهلي الذي تلفظ به الزوج لزوجته، ولكن بعد التفكير العميق الذي دار في رأس خوله، قررت أن تذهب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكيف لا وهي تعيش في مدينته، وهي قريبه منه وبجواره. وعندما ذهبت إليه وروت المأساة التي حلت بعش الزوجية السعيد، طلبت منه أن يفتيها كي ترجع إلى زوجها، ويعود البيت الهانئ لما كان عليه دوما في السابق، ويلتم شمل الأسرة السعيدة.
                      لم يكن من الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلا أن يتأكد من الأمر، ويسمع المشكلة من الطرفين، وهذا إن دل فإنه يدل على دقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في التحري في الأمور؛ وذلك لتحقيق العدالة التي يدعو إليها الدين الإسلامي، فاستدعى أوس بن الصامت، وسأله عن وقائع ما حدث بينه وبين زوجته، فاعترف بأن ما قالته خولة قد حدث وهو صحيح، فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "يا أوس: لا تدن من زوجتك ولا تدخل عليها حتى آذن لك"، وبذلك زاد قلق خولة وذعرها، فأخذت تتوسل وتشكو إلى الرسول –صلى الله عليه وسلم- أكثر. ثم جلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينتظر نزول الوحي عليه ليرى ما هو الواجب الذي يأمره الله -تعالى- لتنفيذه، فإن هذا الأمر يمكن أن يتكرر على مر الزمن، وهو ليس فقط لخولة وزوجها أوس، فالمعروف أن القران الكريم صالح لكل زمان ومكان، وعندما تنزل أية ما في واقعة معينه، إنما هي عبره للناس كافة على مر العصور، فالقران الكريم شامل لكل شؤون الحياة الاجتماعية والسلوكية، وقد أرسل لكافة البشرية.
                      فجلس الجميع ينتظرون نزول الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وكانت خوله تجادله -عليه الصلاة والسلام-، وتخبره بأن لديها عيالاً لا تستطيع تركهم، فإن تركتهم لوالدهم، فسوف يضيعون، وإن أخذتهم هي،فسوف يجوعون، وظلت هي كذلك تفكر كيف سيعود شمل الأسرة إلى الكيان السابق، إلى أن تغير حال الرسول الكريم، فأخذ يرتجف ويتصبب عرقاً،وتولاه صمت طويل وخشوع جليل، فقالت عائشة -رضي الله عنها- لخولة: "إنها لحظة الوحي، وما أظنه إلا قد نزل فيك أنت"، فلم يكن من خوله المرأة المؤمنة إلا أن تتضرع بالدعاء لله -تعالى-، وتسأله الخير في حكمه.
                      فلم تزل هي كذلك حتى ناداها الرسول الكريم، وكانت ابتسامة البشرى تشع من وجهه، فتأكدت خولة بأن الله قد أنزل على نبيه الكريم خيراً لها ولزوجها، فلقد أنزل الله –تعالى- سورة المجادلة فيها وفي زوجها "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما" (سورة المجادلة/1 إلى آخر الآيات)، فجاء الحكم الإلهي حيث قال تعالى-: "وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم"، ففي الجاهلية إن ظاهر الرجل زوجته كأنه حرمها على نفسه، أي تشبيهها بأمه أو غيرها من المحارم، ويعد هذا تجاوزاً لحدود الله، وهو ليس طلاقاً ولا تفريقاً بين الزوجين. وقوله تعالى-: "الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم اللائي ولدنهم وإنهم ليقولوا منكراً من القول وزوراً وإن الله لعفو غفور"، تأكيد بأنه لا يمكن جعل الزوجة كالأم، وما هذا إلا منكر وقول زور على الله، فالأم محرمة شرعاً وعرفاً على أبنائها، فما من داع لتذكير الناس بالحكم، فهو واجب مفروض، ثم قال الرسول – صلى الله عليه وسلم- لخولة ما أمره الله به: "مريه فليعتق رقبة" أخذاً بقول الله تعالى-: "والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير"، فأجابت خولة قائلة بأن ليس لديه ما يعتق به رقبة، فقال: "فليصم شهرين متتابعين" عملاً بقول الله تعالى-: "فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين قبل أن يتماسا"، فردت بأنه شيخ كبير لا يقوى على الصيام، فقال: "فليطعم ستين مسكيناً وسقاً من تمر"، حسب ما قال الله عز وجل : "فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم"، فقالت أنه لا يملك لذلك ثمناً، فقال: "فإنا سنعينه بعرق من تمر"، فأدبرت قائلة بأنها ستعينه بعرق آخر أيضاً، فقال – صلى الله عليه وسلم-: "فقد أصبت وأحسنت، فاذهبي فتصدقي به عنه، ثم استوصي بابن عمك خيراً"، فأسرعت خولة المرأة المؤمنة والزوجة الصالحة والوفية إلى بيتها لتخبر زوجها المتلهف بحكم الله العادل واليسير، فأسرع الزوج السعيد إلى أم المنذر بنت قيس، وعاد من عندها حاملاً وسق تمر، فراح يتصدق على ستين مسكيناً كما أمره الرسول الكريم، وبذلك تم تنفيذ أمر الله، وعاد الزوجان سعيدين كما كانا سابقاً، واجتمع شمل الأسرة من جديد، وعاشا في وئام وصفاء.

                      ·ما يستخلص من حياة خولة بنت ثعلبة:
                      تعد خولة بنت ثعلبة من عظيمات العرب والمسلمين، فهي امرأة مؤمنة تقية، وزوجة وفية تحافظ على بيتها من الانهيار، وأم صالحة تفكر في مستقبل أبنائها. ومن قصتها يمكننا استخلاص عدة أفكار، منها:
                      1.إبطال الله –تعالى- لظاهرة كانت شائعة أيام الجاهلية ألا وهي "المظاهرة"، وهي تعني تحريم الزوج زوجته على نفسه، وأنزل الله –تعالى- حكم ذلك القسم ألا وهو لا يوجب التحريم المؤبد، بل التحريم المؤقت حتى تؤدى الكفارة، وجعل الله الكفارة بعتق رقبة، أو صوم شهرين متتابعين إن لم يقدر على عتق رقبة، أو إطعام ستين مسكينا إن لم يستطع الصيام.
                      2.مكانة المرأة التي تحاول الحفاظ على زوجها وبيتها في الإسلام، كما فعلت خولة عندما أصرت على الرسول –صلى الله عليه وسلم- أن يطلب من الله الحكم العادل لتعود إلى زوجها. وأيضاً في ذلك بيان إلى عظمة الصحابيات وأنهن قدوة صالحة لجميع النساء.
                      3.بلاغة خولة بنت ثعلبة وفصاحة لسانها، وتبين ذلك من خلال موقفها مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عندما جادلته بعد أن ظنت أنها ستفترق عن زوجها، وتبيينها سلبيات هذا التفريق على الأولاد والبيت، وفي موقف آخر أيضاً مع عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-، عندما اعترضت على سياسته وطلبت منه أن يتق الله –تعالى- في الرعية، في عبارة قوية لم يستطع عمر حيالها إلا أن يسمع لها.
                      4.في هذه القصة تأكيد على وجوب الاعتماد على الله –عز وجل- في أخذ الأحكام، واعتبار القرآن الكريم هو مصدر التشريع الإسلامي الأساسي وتتبعه بعد ذلك السنة النبوية الشريفة.
                      5.بيان لطف الله بعباده وتخفيف الكفارات لهم عند عدم الاستطاعة.
                      6.بيان عدل الرسول الكريم، حيث إنه طلب سماع القضية من الطرفين، وليس من طرف واحد، وذلك للوصول إلى أفضل الأحكام وأدقها.
                      7.يجوز دفع الكفارة عمن لا يستطيع دفعها، أو لا يقدر على أدائها.
                      أرجو من الله العلي القدير أن أكون قد وفقت في إلقاء بعض الضوء على شخصية خولة بنت ثعلبة، الصحابية الجليلة، والمرأة العظيمة، والزوجة الوفية، والأم الصالحة – رضي الله عنها .


                      ____________
                      المصدر :
                      CD تحت اسم: نساء خالدات.
                      التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 10:39 م.
                      شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                      سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                      حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                      ،،،
                      يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                      وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                      وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                      عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                      وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                      أحمد .. مسلم

                      تعليق


                      • #41
                        السيدة أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما



                        نشأتها في بيت النبوة :
                        هي أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب الهاشمية ، شقيقة الحسن والحسين ، ولدت في حياة جدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، في حدود سنة ست من الهجرة ، وقد سماها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأم كلثوم ، وقد رأتِ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم تروِ عنه شيئاً
                        نشأت السيدة أم كلثوم رضي الله عنها في البيت الذي أذهب الله عنه الرجس وطهره تطهيراً ، ونعمت بأكرم أم في الدنيا فاطمة البتول بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيدة نساء العالمين ، ولما بلغت أم كلثوم أشدها كانت من أفصح بنات قريش ، وكيف لا وقد غذيت البلاغة في البيت النبوي القرشي ؟ فأكرم به من بيت .
                        زواجها من أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
                        أحب سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه – وهو أمير المؤمنين- أن يصل نسبه وسببه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بزواجه من أم كلثوم ابنة علي وفاطمة رضي الله عنهما ، وانطلق عمر فأتى علياً وخطب إليه ابنته أم كلثوم وكلمه في أمرها – وكانت ما تزال صبية دون البلوغ –فقال علي رضي الله عنه : " إنما حبست بناتي على بني جعفر - أولاد أخيه - .
                        فقال سيدنا عمر رضي الله عنه : زوجنيها يا علي فوالله ما على ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحابتها ما أرصد - أي أعدّ - فقال سيدنا علي : قد فعلت .
                        ثم غدا الإمام علي كرم الله وجهه على بيته وأمر ببرد فطواه ، وقال لأم كلثوم : انطلقي بهذا لأمير المؤمنين فقولي له : أرسلني أبي ، وهو يقرئك السلام ويقول : إن رضيت البرد فأمسكه ، وإن سخطته فرده ، فلما أتت سيدنا عمر رضي الله عنه قال : بارك الله فيك وفي أباكِ قد رضينا ، فرجعت أم كلثوم إلى أبيها فقالت : ما نشر البرد ولا نظر إلا إليّ . فزوجها إياه .
                        مساعدتها للمحتاجين :
                        إذا كان سيدنا عمر رضي الله عنه يقضي حوائج المسلمين بنفسه ، فإن زوجه السيدة أم كلثوم بنت علي – رضي الله عنها- لم تكن أقل منه رتبة في هذا الشأن ، فقد كانت كلما رفع راية الخير تلقتها أم كلثوم باليمين لتفوز بالأجر والثواب .
                        ففي ذات ليلة ، كان عمر في جولة من جولاته يعسٌ بالمدينة المنورة ، ومر سيدنا عمر رضي الله عنه بظاهر المدينة ، فإذا هو ببيت شعر يلوح وسط الظلام لم يكن في الليلة الفائتة ، فدنا منه فسمع أنين امرأة ينبعث من داخل الخيمة ورأى رجلا قاعداً ، فاقترب منه وسلم عليه ، وسأله : من الرجل ؟

                        قال : رجل من أهل البادية جئت إلى أمير المؤمنين أصيب من فضله .
                        فقال عمر رضي الله عنه : ما هذا الصوت الذي أسمعه داخل الخيمة ؟.
                        فقال : انطلق يا هذا - رحمك الله - لحاجتك .
                        قال عمر رضي الله عنه : عليّ ذاك ما هو ؟ .
                        قال الرجل : امرأتي جاءها المخاض ..

                        وسأله عمر رضي الله عنه : هل عندها أحد ؟.
                        قال : لا ، فإنا هنا وحيدان غريبان .
                        وانطلق عمر مسرعاً حتى أتى منزله ، وقال لامرأته أم كلثوم : هل لك في أجر ساقه الله إليك يا أم كلثوم ؟ قالت : خيراً ، وما هو ؟.
                        قال : امرأة غريبة تمخض ، وليس عندها أحد .
                        فقالت : نعم ، إن شئت يا أمير المؤمنين .

                        فقال : خذي معك ما يصلح المرأة لولادتها من الخرق والدهن ، وجيئيني ببرمة-قدر- وشحم ودقيق وحبوب ، فجاءت به فقال لها : انطلقي واتبعيني .
                        وحمل سيدنا عمر على ظهره البرمة(القدر) والدقيق والسمن ، وحملت أم كلثوم حوائجها ومشت خلفه حتى انتهى إلى الخيمة فقال لها : ادخلي على المرأة .

                        أما أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ، فجاء حتى قعد إلى الرجل وجهز القدر ، وقال للرجل : أوقد لي ناراً ، ففعل وأوقد تحت القدر وجعل يصلح الطعام حتى نضج .
                        وما هي إلا سويعة حتى ولدت المرأة ، وانبعث بكاء الوليد من داخل الخيمة ، فخرجت أم كلثوم وقالت : يا أمير المؤمنين بشّر صاحبك بغلام .

                        فلما سمع الرجل بأمير المؤمنين دهش واستعظم ذلك ، وجعل يتنحى عنه على استحياء ، وأخذ يعتذر إلى عمر ، فقال له : مكانك يا هذا كما أنت ، لا بأس عليك . ثم حمل القدر فوضعه على باب الخيمة ، ونادى أم كلثوم قائلا : خذي القدر وأطعمي صاحبتك .
                        وبعد أن فرغت من طعامها ، جعلت القدر أمام باب الخيمة ، فقام عمر فأخذها فوضعها بين يدي الرجل وقال له : كل يا أخي فإنك قد سهرت من الليل ، وتعبت ، فأكل الرجل .
                        ثم نادى عمر-رضي الله عنه- زوجته أم كلثوم وقال : اخرجي . ثم التفت إلى الرجل وقال : إذا كان غدا ، فائتنا نأمر لك بما يصلحك إن شاء الله تعالى . ففعل الرجل ، ووصله عمر وأعطاه ورده بما يصلحه إلى أهله ، فانقلب الرجل إلى أهله مسروراً .

                        مقتل والدها كرم الله وجهه :
                        لما كانت الليلة التي أصيب فيها سيدنا علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- ، أتاه مؤذنه عامر بن النباح حين طلع الفجر يؤذنه بالصلاة ، فقام يمشي فلما بلغ الباب الصغير ، شد عليه عبد الرحمن بن ملجم فضربه ، فخرجت أم كلثوم فجعلت تقول : ما لي ولصلاة الصبح ، قتل زوجي عمر صلاة الغداة ، وقتل أبي صلاة الغداة .
                        وأدخل ابن ملجم على سيدنا علي-كرم الله وجهه- ، فقالت له أم كلثوم : أقتلت يا عدو الله أمير المؤمنين ؟ قال : لم أقتل إلا أباك . فقالت : والله إني لأرجو أن لا يكون على أمير المؤمنين بأس . قال : فلم تبكين إذاً والله قد سممت السيف شهراً فإن أخلفني الله فأبعده الله وأسحقه ولو كانت الضربة على جميع أهل المصر ما بقي منهم أحد .
                        وتوفي الإمام علي من أثر الضربة المسمومة ، وبكته ابنته أم كلثوم بكاء شديداً ، وكذلك زوجته أمامة بنت أبي العاص رضي الله عنهم ، وقد كانت هاتان المرأتان من أشد الناس حزناً عليه .

                        أم كلثوم وابنها زيد بن عمر :
                        توفي زيد شاباً ، وسبب وفاته أن فتنة وقعت في بني عدي ليلا فخرج زيد ليصلح ذات بينهم ، فضربه رجل منهم في الظلمة فشجه وصرعه ، وخرجت أمه وهي تقول : يا ويلاه ، ما لقيت من صلاة الغداة (الصبح) .
                        وفي سير أعلام النبلاء للذهبي : أنه حضر جنازيتهما الحسن والحسين وعبدالله بن عمر - رضي الله عنهم أجمعين-، فقال ابن عمر للحسن : تقدم فصلّ على أختك وابن أختك ، فقال الحسن لابن عمر : بل تقدم فصلّ على أمك وأخيك .
                        فتقدم ابن عمر رضي الله عنهما فجعل زيداً مما يليه ، وأم كلثوم وراءه ، فصلى عليهما وكبر أربعاً ، وخلفه الحسن والحسين رضي الله عنهم .

                        وروي في المعرفة والتاريخ (1/214) : أن الذي صلى على زيد وأمه ، أمير المدينة المنورة وقتذاك سعيد بن العاص ، وفي الناس: (أي ضمن المصلين) ابن عباس ، وأبو هريرة ، وأبو سعيد الخدري وأبو قتادة رضي الله عنهم أجمعين . وهذا ضمن كتاب ولعل الرواية الثانية تكون أرجح .
                        رضي الله تعالى عن الحفيدة السيدة أم كلثوم سليلة البيت الطاهر الذي أذهب الله عنه الرجز وطهره تطهيرا والتي ستظل قدوة للنساء الفاضلات على مدى الأيام والأعوام ، وهي المرأة القرشية التي شهد أبوها وجدها وزوجها بدراً .
                        فجدها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
                        وأبوها الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه .
                        وزوجها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

                        وهذه منقبة لم تتوفر لإمرأة قرشية غيرها ، فرضي الله عنها وأرضاها ، وجعلنا الله ممن يسيرون على دربهم ويقتفون أثرهم


                        ____________
                        المصدر :
                        cd تحت اسم: نساء خالدات.
                        التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 10:37 م.
                        شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                        سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                        حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                        ،،،
                        يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                        وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                        وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                        عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                        وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                        أحمد .. مسلم

                        تعليق


                        • #42
                          أم الفضل لبابة بنت الحارث رضي الله عنه



                          نسبها
                          لُبَابَة بِنْت الحَارِث بن حَزْن بن بُجَيْر بن الهُزَم بن رُوَيْبَة بن عَبْد الله بن هلال بن عامر بن صَعصعة الهلالية أم الفضل‏.‏ وهي زوج العَبَّاس بن عَبْد المُطَّلِب، وأم الفضل، وعَبْد الله، ومعَبْد، وعُبَيْد الله، وقُثَم وعَبْد الرَّحْمَن، وغيرهم من بني العَبَّاس‏.‏
                          وهي لُبَابَة الكبرى وهي أخت ميمونة زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، وخالة خالد بن الوليد‏.‏

                          أكرم الناس أصهارا
                          ولُبَابَة أخت أَسْمَاء وسَلْمَى وسلامة بنات عميس الخثعميات لأمهنّ، أمهنّ كلّهن هِنْد بِنْت عَوْف الكنانية، وقيل‏:‏ الحميرية ‏.‏ وهي التي قيل فيها‏:‏ إنها أكرم الناس أصهاراً، لأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زوج ميمونة ، والعَبَّاس زوج لُبَابَة الكبرى، وجعفر بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب أزواج أَسْمَاء بِنْت عميس‏.‏ وحمزة بن عَبْد المُطَّلِب زوج سَلْمَى بِنْت عميس‏.‏ وحمزة بن عَبْد المُطَّلِب زوج سَلْمَى بِنْت عميس‏.‏ وخلف عليها بعده شداد بن الهاد‏.‏ والوليد بن المغيرة زوج لُبَابَة الصغرى، وهي أم خالد، وكان المغيرة من سادات قريش‏.‏ فأولاد العَبَّاس وأولاد جعفر، و مُحَمَّد بن أبي بكر، ويحيى بن علي، وخالد بن الوليد‏:‏ أولاد خالة‏.‏
                          وكانت من المنجبات، ولدت للعباس ستة رجال لم تلد امْرَأَة مثلهم، ولها يقول عَبْد الله بن يزيد الهلالي‏:‏
                          ما وَلَدَتْ نَجـيبَةٌ مـن فـحْـلِ ...... كستَّةِ من بَطنِ أم الـفَـضْـلِ
                          أكرِمْ بها من كهـلةٍ وكـهـلِ ...... عمِّ النَّبِيّ المصطفى ذي الفضْلِ


                          مكانتها
                          قيل إنها أول امرأة أسلمت بعد خديجة , كما ذكر الذهبي في السير و قال الحافظ في الفتح ( 2/ 301 ) : ( والصحيح أن أول امرأة أسلمت بعد خديجة هي أخت عمر , زوج سعيد بن زيد , واسمها فاطمة)
                          قال النبي صلى الله عليه وسلم "الأخوات الأربع مؤمنات: أم الفضل وميمونة وأسماء وسلمى". صحيح الجامع
                          عن سماك بن حرب أن أم الفضل قالت: يا رسول الله, رأيت أن عضوا من أعضائك في بيتي. قال: ’’تلد فاطمة غلاما و ترضعيه بلبن قثم’’ فولدت حسينا,فأخذته, فبينا هو يقبله إذ بال عليه فقرصته فبكى. فقال صلى الله عليه وسلم: آذيتني في ابني’’ ثم دعا بماء فحدره حدرا. قال الحافظ في الإصابة أخرجه ابن سعد بسند جيد.
                          وفي رواية: فأرضعته حتى تحرك, فجاءت به النبي صلى الله عليه وسلم فأجلسه في حجره فبال فضربته بين كتفه, فقال ’’أوجعت ابني رحمك الله...‘‘
                          بعد صلح الحديبية هاجر العباس وأهله إلى المدينة، فحازت أم الفضل رضي الله عنها شهادة الهجرة.
                          عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:’’حدثتني أم الفضل بنت الحارث قالت: بينا أنا مارة والنبي صلى الله عليه وسلم في الحجر فقال.’’يا أم الفضل‘‘قلت لبيك يا رسول الله, قال:’’انك حامل بغلام‘‘ قلت: كيف وقد تحالفت قريش لا يولدون النساء؟ قال:’’هو ما أقول لك, فإذا وضعتيه فآتيني به ‘‘ فلما وضعته أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم, فسماه عبد الله وألباه بريقه‘‘. رواه الطبراني وإسناده جيد. ألباه أي حنكه.
                          عن ابن عباس، عن أمه أم الفضل قالت‏:‏ ’’خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو عاصبٌ رأسه في مرضه، فصلى المغرب فقرأ بالمرسلات، فما صلاها بعد حتى لقي الله عَزَّ وجَلّ‏‘‘.‏ (أخرجه الثلاثة)‏.‏
                          وعن عمير مولى ابن عباس ,عن أم الفضل بنت الحارث أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صيام النبي صلى الله عليه وسلم, فقال بعضهم : هو صائم. وقال بعضهم: ليس بصائم.فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على ب*********ه بعرفة فشربه. ( متفق عليه)
                          روت عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أحاديث، روى عنها ابناها عَبْد الله وتمام، وأنس بن مالك، وعَبْد الله بن الحَارِث بن نوفل، وعُمير مولاها‏.‏

                          وفاتها
                          توفيت رضي الله عنها في خلافة عثمان رضي الله عنه



                          ____________
                          المصدر :
                          Cd تحت اسم: نساء خالدات.
                          التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 10:37 م.
                          شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                          سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                          حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                          ،،،
                          يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                          وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                          وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                          عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                          وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                          أحمد .. مسلم

                          تعليق


                          • #43
                            ذات النطاقين
                            أسماء بنت أبي بكر الصديق
                            رضي الله عنها
                            نــسبها :


                            كانت أسمـاء بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنها - تحملنسباً شريفاً عالياً جمعت فيه بين المجد والكرامة والإيمان ، فوالدها هو صاحبرسول الله، وثاني اثنين في الغار، وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه يقولالشاعر:
                            ومن من الناس مثل أبـي بـكر…….إنت خلق الخلق بعدالأنبياء


                            تزوج النبي صلى الله علية وسلم بعائشة رضي الله عنها، بنت الصديق أحد المبشرين بالجنة، وأفضل الصحابة ، أما عن جدها فهو عتيق والد أبي بكر ويقال: عتيقبن أبي قحافة عثمان بن عامر، القرشي ، التميمي ، ولد بمكة ، ونشأ سيداً من ساداتقريش، وغنياً من كبار موسريهم ، وعالما بأنساب القبائل، وأخبارها وسياستها.أما زوجأسماء فحواري رسول الله الزبير بن العوام وأبنها عبد الله بن الزبير بن العوام رضيالله عنهم أجمعين. وأمها قتيلة بنت عبد الغزى، قرشية من بني عامر بن لؤي ، وقداختلفت الروايات في إسلامها ، فإذن هي قرشية تيمية بكرية.

                            مولدهـا:
                            ولدت أسماء في مكة المكرمة في قبيلة قريش ،أخوها عبد الله بن أبي أبكر أكبر من ببضع سنوات وهي أكبر عن السيدة عائشة بعشرسنوات وأختها من أبيها، وهي من الذين ولدوا قبل الهجرة 27عاما.

                            إسلامها:
                            عاشت أسماء رضي الله عنها حياة كلها إيمان منذ بدء الدعوة الإسلامية ، فهيمن السابقات إلى الإسلام ، ولقد أسلمت بمكة وبايعت النبي صلى الله علية وسلم علىالأيمان والتقوى، ولقد تربت على مبادئ الحق والتوحيد والصبر متجسدة في تصرفاتوالدها ، ولقد أسلمت عن عمر لا يتجاوز الرابعة عشرة ، وكان إسلامها بعد سبعة عشرإنساناً

                            شخصيتها:
                            كانت على قدر كبير من الذكاء، والفصاحة فياللسان، وذات شخصية متميزة تعكس جانباً كبيراً من تصرفاتها، وكانت حاضرة القلب،تخشى الله في جميع أعمالها. بلغت أسماء رضي الله عنها مكانة عالية في رواية الحديث، وقد روى عنها أبناؤها عبد الله وعروة وأحفادها ومنهم فاطمة بنت المنذر، وعباد بنعبد الله، وقد روت في الطب ، وكيفية صنع الثريد ، وفي تحريم الوصل وغيرها منأمور.وكان الصحابة والتابعون يرجعون إليها في أمور الدين ، وقد أتاح لها هذا عمرهاالطويل ومنزلتها الرفيعة. تزوجها رجل عفيف مؤمن من العشرة المبشرينبالجنة ، ألا وهو الزبـير بن العوام، فكانت له خيرة الزوجات، ولم يكن له من متاعالدنيا إلا منزل متواضع وفرس، كانت تعلف الفرس وتسقيه الماء وترق النوى لناضحه،وكانت تقوم بكل أمور البيت ، حيث تهيئ الطعام والشراب لزوجها ، وتصلح الثياب،وتلتقي بأقاربها وأترابها لتتحدث عن أمور الدين الجديد ، وتنقل هذا إلى زوجها ، وقدكانت من الداعيات إلى الله جل وعز.ظلت أسماء رضي الله عنها تعيش حياة هانئة طيبةمطمئنة في ظل زوجها مادام الإيمان كان صادقاً في قلوبهم ، وكان ولاؤهم لله واتباعهملسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. أنجبت أسماء رضي الله عنها أول غلامٍ في الإسلام بعد الهجرة ، وأسمته عبدالله، وكان الزبير قاسياً في معاملته ، ولكنها كانت تقابل ذلك بالصبر والطاعةالتامة وحسن العشرة، وبعد زمن طلقها الزبير بن العوام ، وقيل: إن سبب طلاقها أنهااختصمت هي والزبير ، فجاء ولدها عبد الله ليصلح بينهما ، فقال الزبير: إن دخلت فهيطالق.فدخل، فطلقها.،وكان ولدها يجلها ويبرها وعاش معها ولدهاعبد الله ، أما ولدها عروة فقد كان صغيراً آنذاك ، فأخذه زوجها الزبير. وقد ولدتللزبير غير عبد الله وعروة: المنذر ، وعاصم ، والمهاجر ، وخديجة الكبرى ، وأم الحسن، وعائشة رضي الله عنهم. وفي أثناء الهجرة هاجر من المسلمين من هاجر إلىالمدينة ، وبقي أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينتظر الهجرة مع النبي صلى الله عليةوسلم من مكة ، فأذن الرسول صلى الله علية وسلم بالهجرة معه، وعندما كان أبو بكرالصديق رضي لله عنه يربط الأمتعة ويعدها للسفر لم يجد حبلاً ليربط به الزاد الطعاموالسقا فأخذت أسماء رضي الله عنها نطاقها الذي كانت تربطه في وسطها فشقته نصفينوربطت به الزاد، وكان النبي صلى الله علية وسلم يرى ذلك كله ، فسماها أسمـاء ذاتالنطــاقين رضي الله عنها ، ومن هذا الموقف جاءت تسميتها بهذا اللقب.وقال لهاالرسول صلى الله عليه وسلم : (أبدلك الله عز وجل بنطاقك هذا نطاقين في الجنة) ، وتمنت أسماء الرحيل مع النبي صلى الله عليهوسلم ومع أبيها وذرفت الدموع ، إلا إنها كانت مع أخوتها في البيت تراقب الأحداثوتنتظر الأخبار، وقد كانت تأخذ الزاد والماء للنبي صلى الله علية وسلم ووالدها أبيبكر الصديق غير آبهة بالليل والجبال والأماكن الموحشة ، لقد كانت تعلم أنها فيرعاية الله وحفظه ولم تخش في الله لومة لائم. وفي أحد الأيام وبينما كانت نائمة أيقظها طرق قوي على الباب ، وكان أبو جهليقف والشر والغيظ يتطايران من عينيه ، سألها عن والدها ، فأجابت: إنها لاتعرف عنهشيئاً فلطمها لطمة على وجهها طرحت منه قرطها، وكانتأسماء ذات إرادة وكبرياء قويين ، ومن المواقف التي تدل على ذكائها أن جدها أباقحافة كان خائفاً على أحفاده ، ولم يهدأ له بال ، لأنهم دون مال ، فقامت أسماءووضعت قطعاً من الحجارة في كوة صغيرة ، وغطتها بثوب ، وجعلت الشيخ يتلمسه ، وقالت:إنه ترك لهم الخير الكثير فاطمأن ورضي عن ولده ، ونجحت أسماء في هذا التصرف ، ونجحمحمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الوصول إلى المدينة المنورة.

                            روايتها عن الرسول:
                            روت أسماء رضي الله عنها خمسة وثمانين حديثاًوفي رواية أخرى ستة وخمسين حديثاً، اتفق البخاري ومسلم على أربعة عشر حديثاً،وانفرد البخاري بأربعة وانفرد مسلم بمثلها، وفي رواية أخرج لأسماء من الأحاديث فيالصحيحين اثنان وعشرون المتفق عليه منها ثلاثة عشر والبخاري خمسة ولمسلمأربعة.

                            مـــواقف وأحـــــداث:
                            كانت أسماء تأمر أبناءها وبناتها وأهلهابالصدقة تقول: أنفقوا ، أو أنفقن ، وتصدقن ، ولا تنتظرن الفضل، فإنكن إن انتظرتنالفضل، لم تفضلن شيئاً ، وإن تصدقتن لم تجدن فقده. وكانت شاعرة ناثرة ذات منطق وبيان ، فقالت فيزوجها الزبير ، لما قتله عمرو بن جرموز المجاشعي بوادي السباع ، وهو منصرف من وقعةالجمل:

                            غدا ابن جرموز بفارس بهمة يوم الهياج وكان غيرمعرد
                            يا عمرو لو نبهته لو حدته لا طائشاً رعشالجنان ولا اليد


                            وعن عبد الله بن عروة عن جدته أسماء قال: قلتلها: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله علية وسلم يفعلون إذا قرىء عليهم القرآن؟قالت: كانوا كما نعتهم الله ، تدمع أعينهم ، وتقشعر جلودهم. قال: فأن ناساً إذاقرىء عليهم القرآن خر أحدهم مغشياً عليه. قالت: أعوذ بالله من الشيطان. وفي خلافة ابنها عبد الله أميراً للمؤمنين جاءتفحدثته بما سمعت عن رسول الله بشأن الكعبة فقال: إن أمي أسماء بنت أبي بكر الصديقحدثتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: (لولا حداثة عهد قومك بالكفر،لرددت الكعبة على أساس إبراهيم ، فأزيد في الكعبة من الحجر). فذهب عبد الله بعدهاوأمر بحفر الأساس القديم ، وجعل لها بابين ، وضم حجر إسماعيل إليها، هكذا كانت تنصحأبنها ليعمل بأمر الله ورسوله. وقد كانت امرأة جليلة تقية ورعة ، جادة فيالحياة ، عندما قدم ولدها المنذر بن الزبير من العراق أرسل لها كسوة من ثياب رقاقشفافة تصف الجسد فرفضتها ، فقال المنذر: يا أماه ، إنه لا يشف ، قالت: إنها إن لمتشف فإنها تصف. ومن جرأتها وجهادها خروجها مع زوجها وأبنها في غزوةاليرموك.

                            آخـر المهاجــرات وفاة:
                            توفيت أسماء سنة ثلاث وسبعين بعد مقتل ابنها بقليل ، عن عمر يناهز مائة سنة، ولم يسقط لها سن ولم يغب من عقلها شيء ، وانتهت حياة أســماء ذات النطاقين رضي الله عنها وأرضاها ، وانتقلت إلى جوارربها ، تاركة دروساً وعبر ومواعظ خالدة في الإسلام فقد كانت بنتاً صالحة، وزوجةًمؤمنةً وفية، وأماً مجاهدة ربت أبناؤها على أساس إيماني قوي، وكانت صحابية وابنةصحابي وأم صحابي وأخت صحابية ، وحفيدة صحابي ، ويكفي أن خير الخلق نبينا مــحمد صلىالله عليه وسلم لقبها بالوسام الخالد أبد الدهر(بــذات النــطاقــين، فهنيئاًلك أيتها الام الفاضلة . وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يرحمناويجعل هذا العمل في ميزان أعمالنا ويوفقنا لما هو خير لنا وأقول رحم الله هذهالمرأة العظيمة أسكنها الله فسيح جناته ، وجعلنا من الذين يسمعون القول ويقتدون به.


                            ____________
                            المصدر :
                            نساء رائدات
                            أحمد خليل جمعة، نساء مبشرات بالجنة
                            السيرة النبوية، ابن هشام.
                            التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 10:37 م.
                            اقتباس:
                            نحري دون نحرك ,عرضي فدي عرضك, نفسي فدي نفسك
                            بأبي أنت و أمي يا رسول الله
                            ****
                            بنات المسلمين هنا سبايا ..... وشمس المكرمات هنا تغيب
                            تبيت كريمة اختي وتصحو .... وقد الغى كرامتها الغريب
                            تخبّئ وجهها ياليت شعري..... بماذا ينطق الوجه الكئيب
                            يموت الطفل في احضان ام ..... تهدهده وقد جف الحليب


                            منتدى حراس العقيدة يشترط توثيق المواضيع، ويعتبره شرط أساسي لاعتمادها. فلا يقبل أي موضوع لأي عضو كان (عضو,مشرف,مدير أو عضو شرف) إن لم تكن المعلومات الواردة به موثقة.

                            التوثيق ,التوثيق,التوثيق
                            بارك الله فيكم

                            تعليق


                            • #44
                              زبيدة زوجة الرشيد

                              نسبها

                              هي زبيدة بنت جعفر بن المنصور الهاشمية العباسية. أم جعفر، زوجة هارون الرشيد وابنة عمه وأم ولده الأمين. ولدت في عام 145هـ، ونشأت وترعرعت في بيت والدها أبو جعفر المنصور، عرفت بكرمها وانفتاحها. وكان والدها أبو جعفر المنصور شديد الحب لها و قد خصها بالرعاية. اسمها أمة العزيز، أو أم العزيز، وغلب عليها لقب (زبيدة)، قيل إن جدها المنصور كان يرقصها في طفولتها ويقول: يا زبيدة فغلب على اسمها. وقد اطلق عليها هذا الاسم لما رأى فيها من ذكاء و نعومة، بالإضافة إلى بنية قوية تشع نضارة،و قد قيل:" لم تلد عباسية قط إلا هي".

                              زواجها من هارون الرشيد

                              تزوجت هارون الرشيد سنة 165هـ، وكان ذلك في خلافة المهدي ببغداد. و قد كان يوم زفافها أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع، ففي أثناء مرور موكبها نثرت عليها اللآلئ الثمينة مما أعاق سيرها
                              وبعد أن تزوجت زبيدة من هارون الرشيد، فملأ الحب قلبيهما، واستطاعت بذكائها ولباقتها أن تزيد من حبه لها حتى أصبح لايطيق فراقها ولا يملُّ صحبتها، ولا يرفض لها طلبًا.
                              ومرت الأيام، وأنجبت زبيدة من هارون الرشيد ابنها "محمدًا" الأمين وقد أحبته كثيرًا، وكانت شديدة العطف عليه والرفق به لدرجة أنها بعثت ذات يوم جاريتها إلى الكسائى مؤدبه ومعلمه، وكان شديدًا عليه، تقول له : "ترفق بالأمين فهو ثمرة فؤادى وقرة عيني".
                              ورأت "زبيدة" زوجة خليفة المسلمين أن تساهم فى الخير، وفى إعمار بلاد الإسلام، فحين حجت إلى بيت الله الحرام سنة 186هـ ، وأدركت ما يتحمله أهل مكة من المشاق والصعوبات فى الحصول على ماء الشرب، دعت خازن أموالها، وأمرته أن يجمع المهندسين والعمال من أنحاء البلاد، وقالت له : اعمل ولو تكلَّفتْ ضَرْبةُ الفأس دينارًا. وحُفر البئر ليشرب منه أهل مكة والحجاج وعرف بعد ذلك ببئر زبيدة.
                              ولم تكتفِ زبيدة بذلك، بل بَنَتْ العديد من المساجد والمبانى المفيدة للمسلمين، وأقامتْ الكثير من الآبار والمنازل على طريق بغداد، حتى يستريح المسافرون،
                              وأرادت زبيدة أن تولى ابنها الأمين الخلافة بعد أبيه، لكن هارون الرشيد كان يرى أن المأمون وهو ابنه من زوجة أخرى أحق بالخلافة لذكائه وحلمه، رغم أنه أصغر من الأمين؛ فدخلت زبيدة على الرشيد تعاتبه وتؤاخذه،
                              فقال لها الرشيد : (ويحك، إنما هي أمة محمد، ورعاية من استرعانى طوقًا بعنقى، وقد عرفت ما بين ابنى، وابنك يا زبيدة، ابنك ليس أهلا للخلافة؛ فقد زينه فى عينيك ما يزين الولد فى عين الأبوين، فاتَّقى الله ؛ فوالله إن ابنك لأحب إلىّ، إلا أنها الخلافة لا تصلح إلا لمن كان أهلا لها، ونحن مسئولون عن هذا الخلق ؛ فما أغنانا أنا نلقى الله بوِزْرِهِمْ، وننقلبَ إليه بإثمهم ؛ فدعينى حتى أنظر فى أمرى).
                              وعلى الرغم من ذلك فقد عهد بولاية العهد لابنه "محمد الأمين"، ثم للمأمون من بعده.
                              وحين دخل المأمون بغداد بعد مقتل الأمين، وكان صراع قد شب بينهما حول منصب الخلافة استقبلتْهُ، وقالت له: أهنيكَ بخلافة قد هنأتُ نفسى بها عنكَ، قبل أن أراكَ، ولئن كنتُ قد فقدتُ ابنًا خليفةً؛ لقد عُوِّضْتُ ابنًا خليفة لم ألِدْه، وما خسر من اعتاض مثلك، ولا ثكلت أم ملأت يدها منك، وأنا أسأل الله أجرًا على ما أخذ، وإمتاعًا بما عوض . فقال المأمون: ما تلد النساء مثل هذه. وماذا أبقت فى هذا الكلام لبلغاء الرجال.
                              وتُوُفِّيت السيدة زبيدة فى بغداد سنة 216هـ بعد حياة حافلة بالخير والبر، فرحمة الله عليها.


                              ____________
                              المصدر :
                              CD تحت اسم: نساء خالدات.
                              التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 10:37 م.
                              اقتباس:
                              نحري دون نحرك ,عرضي فدي عرضك, نفسي فدي نفسك
                              بأبي أنت و أمي يا رسول الله
                              ****
                              بنات المسلمين هنا سبايا ..... وشمس المكرمات هنا تغيب
                              تبيت كريمة اختي وتصحو .... وقد الغى كرامتها الغريب
                              تخبّئ وجهها ياليت شعري..... بماذا ينطق الوجه الكئيب
                              يموت الطفل في احضان ام ..... تهدهده وقد جف الحليب


                              منتدى حراس العقيدة يشترط توثيق المواضيع، ويعتبره شرط أساسي لاعتمادها. فلا يقبل أي موضوع لأي عضو كان (عضو,مشرف,مدير أو عضو شرف) إن لم تكن المعلومات الواردة به موثقة.

                              التوثيق ,التوثيق,التوثيق
                              بارك الله فيكم

                              تعليق


                              • #45
                                خطيبة النساء
                                1- أسماء بنت يزيد بن السكن


                                نسبها
                                أبوها هو يزيد بن السكن بن رافع الانصاري الذي استشهد يوم أحد، وفي تلك المعركة أثخنت الجراح زياد بن السكن عم أسماء، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أدنوه مني فوسده قدمه فمات شهيداً وخده على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما استشهد في المعركة ذاتها أخوها عامر بن يزيد بن السكن الذي جعل جسده ترسا يدافع به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنال الشهادة في سبيل الله.

                                أما أم أسماء فهي أم سعد بنت خزيم بن مسعود بن قلع بن حريش بن عبد الاشهل.
                                وتكنى أسماء بأم عامر الاشهلية. وأم سلمة.

                                خطيبة النساء

                                اشتهرت أسماء بالفصاحة والبيان والبلاغة وسميت ب “خطيبة النساء”، ورسول النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث روى مسلم بن عبيد أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه الكرام رضي الله عنهم جميعا، فقالت:
                                بأبي وأمي يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، وإني رسول من ورائي من جماعة نساء المسلمين، كلهن يقلن بقولي وعلى مثل رأيي:

                                إن الله تعالى بعثك إلى الرجال والنساء كافة، فآمنا بك واتبعناك، وإنا معشر النساء مقصورات مخدرات، قواعد البيوت، ومواضع شهوات الرجال، وحاملات أولادهم، وإن معاشر الرجال فضلوا علينا بالجمع والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والجهاد في سبيل الله، وإذا خرجوا إلى الجهاد حفظنا لهم أموالهم، وغزلنا أثوابهم، وربينا أولادهم، أفنشاركهم في هذا الأجر يا رسول الله؟

                                فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه إلى أصحابه ثم قال: هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالا عن دينها من هذه؟
                                فقالوا: لا والله يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا.
                                فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها فقال: انصرفي يا أسماء، وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته، يعدل كل ما ذكرت للرجال.

                                وقد كانت أسماء من المبايعات الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع أختها حواء بنت يزيد وكانت تفاخر بذلك.

                                وحين جاءت أسماء لمبايعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ودنت منه وعليها سواران من ذهب، وبصر الرسول صلى الله عليه وسلم بريق الذهب قال لها:
                                القي السوارين يا أسماء، أما تخافين أن يسورك الله بأساور من نار؟
                                قالت أسماء: فألقيتهما فما أدري من أخذهما؟
                                وقد روت أسماء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا وثمانين حديثاً.. واستفادت من التربية النبوية.

                                تفقه في الدين

                                وكانت أسماء رضي الله عنها من ذوات العقل والتفقه في الدين بل ولم يمنعها الحياء عن السؤال في أدق المسائل الدينية للنساء فكانت نعم نساء الأنصار كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: نعم النساء نساء الأنصار، لم يكن يمنعهن الحياء أن يسألن عن الدين ويتفقهن فيه.

                                وتعرف أسماء بلقب “مزينة عائشة” أي التي زينت عائشة لأنها كانت لها دراية بزينة النساء، ولذلك فإنها قد زينت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها يوم زفافها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                ومما يذكر لأسماء بنت يزيد أنها طلقت ولم تكن للنساء عدة فأنزل الله عز وجل قوله تعالى: “والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء”.

                                وكذلك كان لها السبق في رواية أحاديث حول فضل بعض آيات وسور القرآن، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هاتين الآيتين: “الله لا إله إلا هو الحي القيوم..” و”الم. الله لا إله إلا هو الحي القيوم” ان فيهما اسم الله الأعظم.

                                وأشار الباحث الاسلامي منصور عبدالحكيم إلى أن أسماء شهدت مشاهد من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ففي غزوة الخندق أخرجت طعاما للمجاهدين فطرح الله فيه البركة، وكانت من الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة بيعة الرضوان، وكانت لها البشارة بالجنة: لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة.

                                مشاركتها في المعارك

                                وكانت مشاركة في غزوة خيبر تعالج جرحى المسلمين.

                                وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، شاركت في معركة اليرموك في الشام، وقاتلت حين اشتد القتال بين الفريقين، وكانت تشارك مع النساء في ضرب من يفر من المعركة من جنود الإسلام، واقتلعت عمود الخيمة وراحت تضرب به رؤوس الروم حتى قتلت يومها تسعة من جنود الروم.

                                وقد استقر بها المقام في الشام وطاب لها العيش هناك، وأخذت تعلم النساء الإسلام وتروي الأحاديث التي حفظتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                وفاتها
                                وعاشت حتى خلافة عبد الملك بن مروان وماتت عام 69 هجرية فكانت من المعمرات ودفنت في دمشق، رضي الله عنها.

                                ===================

                                2- أسماء بنت يزيد بن السكن

                                الاسم : أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن الحارث الأنصارية الأشهلية .

                                الكنية : أم سلمة الأنصارية وتُكنى أيضًا أم عامر الأشهلية .اللقب : خطيبة النساء .

                                أمها : أم سعد بنت خزيم بن مسعود بن عبد الأشهل .

                                الأزواج : أبو سعيد الأنصارى .

                                الإقامة : بالمدينة المنورة .

                                تاريخ وفاتها : عاشت إلى ما بعد موقعة اليرموك وتوفيت عام 30هـ وذكر ابن كثير أنها توفيت فى عهد عبد الملك بن مروان سنة 69هـ ودفنت بدمشق بباب الصغير .



                                - أسماء بنت يزيد بن السكن المكنّاةُ بأم سلمة الأنصارية أو أم عامر الأشهلية هى بنت عم معاذ بن جبل ، وأبوها الصحابى الجليل يزيد بن السكن من شهداء أحد ، عاشت فى قبيلة بنى أشهل وأسلمت قديمًا ، وكانت ممن بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيعة الرضوان ، وكانت تفخر بزيارة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم فى دور عبد الأشهل وتقول : " كان - صلى الله عليه وسلم - إذا أشرف على بيوتنا يقول : ما فى هذه البيوت من الخير : هذه خيرُ بيوتِ الأنصار .

                                - وكانت - رضى الله عنها - ممن عُرفن برجاحة العقل والحكمة فى المنطق والإصابة فى الرأى ، فقد نهلت من مائدة القرآن الكريم ، ومن هدى سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - حتى أنها لقبت بخطيبة النساء ولها مكانة متميزة بين نساء الأنصار .

                                - ولقد كانت أسماء بنت يزيد- رضى الله عنها وأرضاها- وافدة النساء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد أتت أسماءُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بين الصحابة فقالت : " بأبى أنت وأمى يا رسول الله من ورائى من جماعة المسلمين كلِّهن يقلن قولى وعلى مثل رأيي إن الله بعثك إلى الرجال والنساء فآمنا بك واتبعناك ونحن معاشرُ النساء مقصوراتُُ مخدراتُُ قواعدُ بيوتُ ومواضعُ شهوات الرجال وحاملاتُ أولادهم وإن الرجال فُضّلوا بالجمعة والجماعات وشهودِ الجنائز والجهاد فى سبيل الله وإذا خرجوا إلى الجهاد حفظنا لهم أموالهم وربينا أولادهم ، أفنشاركهم فى الأجر يا رسول الله ؟ فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أصحابه فقال : هل سمعتم مقالةَ امرأةٍ أحسنَ سؤالا عن دينها من هذه ؟ فقالوا : بلى يا رسول الله ما ظننا أن امرأةً تهتدى إلى مثل هذا فالتفت النبىُّ - صلى الله عليه وسلم -إليها فقال : انصرفى يا أسماء وأعلمى من وراءك من النساء أن حسنَ تبعلِ إحداكن لزوجها وطلبها لمرضاته واتباعها لموافقته يعدلُ كلَّ ما ذكرت للرجال " ، فانصرفت أسماء وهى تهللُ وتكبّر استبشارًا بما قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-.

                                - وكانت أسماء من النساء اللاتي بايعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي ذلك تقول : " جئت أنا وليلى بنت الخطيم وجواء بنت يزيد بن السكن فدخلنا عليه ونحن متلفعاتُُ بمروطنا بين المغرب والعشاء فسلمت ، ونسبنى فانتسبت ونسب صاحبتيّ فانتسبتا فرحّبَ بنا ثم قال : ما حاجتُكن ؟ فقلنا يا رسول الله جئنا نبايعك على الإسلام فإنا قد صدقنا بك وشهدنا أن ما جئت به حق ، فقال رسول الله - صلى عليه وسلم - الحمد لله الذى هداكن للإسلام ، ثم قال قد بايعتكن قالت : أم عامر فدنوت منه فقال - صلى الله عليه وسلم - إنى لا أصافحُ النساء إنما قولى لألف امرأة كقولى لامرأة واحدة .

                                - وكانت أسماءُ قريبةَ الصلة ببيوتات أمهات المؤمنين ، وكانت تعرف ما تحتاج إليه النساء من التزين ليلة العرس ، وهى التى قامت بتجهيز السيدة عائشة رضى الله عنها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت أسماء رضى الله عنها : إنى قيتيتُ (أي زيّنتُ) عائشةَ لرسول الله ثم جئته فدعوته لجلْوَتِها (أي المكان الذى تجلس فيه العروس) فجاء فجلس إلى جنبها فأُتى بعسٍ ( أي إناء فيه لبن) فشرب ، ثم ناولها النبى - صلى الله عليه وسلم - ، فخفضت رأسها واستحيت فانتهرتُها ، وقلت خذي من يد النبى - صلى الله عليه وسلم - فأخذت وشربت " - وعاشت - رضي الله عنها - إلى أن وافتها المنية فلحقت بربها ودفنت بدمشق بمقبرة باب الصغير .

                                - كانت أسماء بنت يزيد مع زوجها أبي سعيد الأنصارى نعمَ الزوجِ طاعةً وأدبًا وحسنَ عشرةٍ آخذةً من هدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت تحدث فتقول : مرّ بىَ النبىُ- صلى الله عليه وسلم- وأنا فى جوار أترابٍ لى، فسلم علينا وقال: إياكن وكُفر المُنعَّمين ، وكنت أجرأََهن فقلت يا رسول الله : وما كفر المنعمين ؟ قال : لعل إحداكن تطولُ أميّتها بين أبويها ثم يرزقها الله زوجًا ويرزقها منه ولدًا فتغضبُ فتكفر،َ فتقول ما رأيت منك خيرً قط " (أخرجه البخارى فى باب الأدب المفرد) .

                                - ولقد اشتركت رضى الله عنها وأرضاها فى معركة اليرموك وأبلت فى ذلك بلاءً حسنا وبرزَ دورُها فى المعركة يقول ابنُ حجر فى الإصابة : لقد شهدت أسماءُ بنت يزيد بن السكن اليرموك وقتلت يومئذٍ تسعةً من الروم بعمود فسطاطها .

                                - وكانت - رضى الله عنها - من الحريصات على تفقهِ أمورِ دينها ، فقد ورد فى الصحيحين : أن أسماء سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن غسل المحيض . فقال - صلى الله عليه وسلم - : " تأخذ إحداكن ماءً وسدراً فتتطهرُ بهما فتحسنُ الطهورَ ثم تصبُ عليها الماء ثم تأخذ فرصة ممسّكَة فتطهرَ بها قالت أسماء : فكيف أتطهرُ بها ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - : سبحان الله ! تطهرى بها " قالت عائشة : - رضى الله عنها - تتبعين بها آثار الدم.

                                - كانت أسماءُ بنت يزيد بن السكن - رضى الله عنها - من الأنصار الذين نصروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشهدت بيعةَ الرضوان ، وكانت سريعةَ الاستجابة لأمر الله تعالى ولأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - فقد ذكر الإمام أحمد فى مسنده في قصة بيعة أسماء قالت : أتيتُ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لأبايعه فدنوتُ وعلىَّ سواران من ذهب فبصُرَ بصيصهما فقال : ألقى السوارين يا أسماء أما تخافين أن يسورَك اللهُ بسوارٍ من نار قالت : فألقيتهما فما أدرى من أخذهما " .

                                - ولقد كانت رضى الله عنها وأرضاها حريصةً كلَ الحرصِ على الجهاد فى سبيل الله تعالى وإعداد الطعام للجند والقيام على أمر الجرحى .

                                - وكانت السيدة أسماء شديدة الحب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتبركِ به، فلقد قالت - رضى الله عنها - رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى مسجدنا المغرب ، فجئت بعرقٍ وأرغفة فقلت : بأبى وأمى تعش فقال لأصحابه: كلوا بسم الله ، فأكل هو وأصحابه الذين معه ومن كان حاضرًا من أهل الدار فوالذى نفسي بيده لرأيت بعضَ العرق لم يتعرقه وعامَّة الخبز وإن القوم أربعون رجلاً . ثم شرب من ماء عندى فى شجب " قربة " ثم انصرف فأخذت ذلك الشجب فدهنته وطويته فكنا نسقى منه المريض أكثر ونشرب منه فى الحين رجاء البركة "

                                - اشتهرت أسماء - رضى الله عنها - بروايتها حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقربها من مجلس رسول الله ومن بيوت أمهات المؤمنين ولها فى كتب الحديث 18 حديثًا وروى عنها ابن أخيها محمود بن عمرو الأنصارى ومهاجر بن أبى مسلم مولاها ، وشهر بن خوشب ، وقد جمع لها الإمام أحمد فى مسنده الكثير من الحديث .

                                - ومما روته - رضى الله عنها - ، ما رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد عن أسماء قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تقتلوا أولادكم سرًا فإن الغيل (أي لبن المرأة الحامل يؤدى إلى ضعف الرضيع) يدرك الفارس فيدعثره (أي يسقطه) عن ظهر فرسه " .

                                - وما أخرجه ابن ماجه عن أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند موت ابنه إبراهيم : " تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب ولولا أنه وعدُُ صادقُُ وموعودُُ جامعُُ وأن الآخرَ تابعُُ للأول لوجدنا عليك يا إبراهيم أفضلَ مما وجدنا وإنا بك لمحزونون " - وما رواه الطبرانى عن أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فى العقيقة عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة " .

                                - لم يذكر ابن حجر سنة وفاتها إلا أنه ذكر أنها شهدت اليرموك ، وقال الإمام الذهبى أنها عاشت إلى دولة يزيد بن معاوية وسكنت دمشق وقبر أم سلمة بمقبرة باب الصغير هو قبرها إن شاء الله ، وذكر ابن كثير رضى الله عنه أنها توفيت سنة 69 هـ فى خلافة عبد الملك بن مروان ولها قبر مشهور بباب الصغير بدمشق رضى الله عنها وأرضاها وأسكنها فسيح جناته .


                                ____________
                                المصدر :
                                1- منقول من جريدة الخليج .
                                2-
                                CD تحت اسم: نساء خالدات.
                                التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 10:37 م.
                                شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                                سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                                حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                                ،،،
                                يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                                وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                                وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                                عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                                وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                                أحمد .. مسلم

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 أكت, 2023, 02:47 ص
                                ردود 0
                                35 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:24 ص
                                ردود 0
                                42 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة Mohamedfaid1, 4 سبت, 2023, 08:03 ص
                                ردود 0
                                37 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة Mohamedfaid1
                                بواسطة Mohamedfaid1
                                 
                                ابتدأ بواسطة Mohamedfaid1, 4 سبت, 2023, 07:55 ص
                                ردود 0
                                35 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة Mohamedfaid1
                                بواسطة Mohamedfaid1
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 سبت, 2023, 02:13 ص
                                ردود 0
                                19 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                يعمل...
                                X