الذي يريد فن الحوار أو المناظرة ............ يتفضل

تقليص

عن الكاتب

تقليص

جندي صلاح الدين اكتشف المزيد حول جندي صلاح الدين
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الذي يريد فن الحوار أو المناظرة ............ يتفضل

    الحوار والمناظرة
    يقول الله في محكم تنزيله ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل : 125] نحن كمسلمين مطالبين بحوار البشر جميعاً لنوصل لهم رسالة الله التي أنزلها على رسوله فتعلم آداب الحوار والمناظرة من العلوم الهامة التي يجب أن يتعلمها المسلم ويتربى عليها فالحوار أحد أهم وسائل الدعوة إلى الله .

    في البداية لابد أن نحدد لماذا الحوار ما الغاية وما الأهداف ؟

    لابد لكل مسلم في بداية كل عمل أن يسأل نفسه هذا السؤال ويحدد غايته من العمل أهذا العمل خالص لوجه الله تبارك وتعالى أم هو لإظهار العضلات وإظهار العلم فهذه نقطة البداية التي ينبغي أن يبدأها المحاور مع نفسه فإخلاص النية لله هي شرط قبول العمل فيقول الله تعالى في كتابه العزيز (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [غافر : 14] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى , فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله , ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) فهذه هي تحديد غاية العمل وهي رضا الله تبارك وتعالى .

    ثاني أمر لابد لكي يثمر أي عمل أن نحدد الأهداف التي نريد تحقيقها في هذا العمل فعندما نحاور إنسان غير مسلم فنحن نحاوره للأهداف التالية :

    1- إنقاذه من النار فالحرص عليه هو المسيطر على قلوبنا فهذا يجعلنا نقوده إلى الله بمنتهى الرحمة .

    2- توصيل رسالة إيجابية عن الإسلام سواء له أو كل من يرى أو يقرأ المحاورة .

    3- توضيح الأمور الغائبة أو المغيبة عن المحاور .

    4- الحرص على كسب القلوب وليس كسب المواقف .

    5- إظهار تدليس رؤوس الضلال وكذبهم .

    من نحاور :

    عندما نفهم من نحاور هذا يساعدنا كثيرا في الطريقة المثلى للحوار وفي الحقيقة أن الإنترنت لا يسمح بذلك بصورة جيدة فأنت تتعامل مع شخصيات هلامية لا تعلم حقيقتها فنجد إنسان مرة يأتيك أنه ملحد ومره إنه مسلم شاك ومرة أنه نصراني , مرة يأتي بصورة إمرأة ومره بصورة رجل فأنت لا تعرف إن كنت من تحاوره قسيس أو إنسان عادي أو منصر أو حتى يهودي يريد تحقيق أهداف معينه وكل هذا أراه عائقاً لعملية الحوار المثمر بصورة جيدة ولكننا يمكننا أن نطلب من محاورنا تعريف نفسه كما يحب هو أن نعرفه معتقده وأفكاره وعمره وعمله , فإن كان صادقاً كان سير الحوار بصورة جيدة وإن كان كاذباً كان ما نحاوره به حجه على الصورة التي رسمها لنا ، ولكن ما فائدة هذه المعرفة إنك عندما تحدث إمرأة غير أن تحدث رجل وعندما تحدث شاب غير أن تحدث شيخ وإنك عندما تحاور أهل كتاب غير ما تحدث ملحد فلكل إسلوبه ومنطلقات للحديث معه ولابد أن نضع في حسابنا أن المحاور صاحب عقيدة تربى عليها من نعومة أظفاره ونشأ عليها فليس من السهل ببضع كلمات أن يغير كل حياته في لحظه فليس من المنطق أن تريده يستسلم بسهولة فلابد أنه يريد أن يثبت بأنك على باطل بكل الطرق سواء بالتدليس أو بالخروج من نقطة إلى أخرى ومحاولة الشوشرة كالغريق يريد أن يتعلق بقشة وما هي بمنجياه من الغرق ولكن ليس أمامه غيرها فلابد أن ننبهه إلي هوان القشة المتمسك بها وندعوه ليركب معنا في سفينتنا بمنتهي الرفق فإن النفوس مأسورة لمن أحسن إليها سواء بالكلمة أو الفعل .

    أدوات المحاور: -
    لكي تدخل الحوار لابد لك أن تحمل أسحلتك وإلا فلا تلومن إلا نفسك وأسلحتنا في الحوار كما يلي :

    1- حسن الصلة بالله

    إن حسن الصلة بالله هو الزاد الحقيقي للداعية فمن غير هذا الزاد يكون الداعية كالشمعة تذوب وتحترق حتى تضيء للأخرين حتى ما تلبث تنتهي جذوتها وينطفئ نورها فالقلب المقطوع عن الله تجد كلامه جاف ولا يصل للقلوب فإخواني وخاص كل أخ يتصدى للشبهات لابد من الزاد وخير الزاد التقوى (وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ [البقرة : 197] فليكن لنا نصيب من الليل نناجي السميع العليم وندعوه وورد القرآن وأذكار الأحوال وأذكار اليوم والليلة و الجماعة الأولى في المسجد وخاصة الفجر وهذا أوصي نفسي به وأوصي أحبائي عسى أن يرحمنا ربنا فالشبهات تعشعش وتفرخ في القلوب الخاوية .

    2- الإستعانة بالله .

    لا تحسب نفسك أنك تهدي قلوب الناس إنما الهداية من الله فإستعن بالله في دعوتك وأدعوه وألح عليه بالدعاء أن يجعلك خير دال إلى طريقه ودينه (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة : 5].

    3- العلم بالعلوم الشرعية الأساسية من علوم العقيدة وعلوم القرآن وعلوم السنة وعلوم أصول الفقه وعلوم اللغة العربية ولا أقصد التبحر والتخصص ولكنى أقصد أن يكون ملما إلماماً جيداً بهذه العلوم التي لابد أنه في حاجة إليها في حواره .

    4- تعلم طرائق الحوار والمجادلة .

    إننا عندما نتكلم مع أحد المنصرين نعلم جيداً أنه تم إعداده إعداد عالي المستوي في كيفية عرض وجذب المواضيع وكيف يجعلك دائماً في موضع المدافع ينفق على هذه الأمور مئات الألاف بل والملايين ففي مؤتمر واحد مثل مؤتمر كولورادو تم رصد مليار دولار لتنصير المسلمين فلابد إخواني لكي نتصدى لهذا الأمر أن نعد أنفسنا جيداً في هذا الأمر فنحن معنا خير بضاعة في الدنيا ألا وهي دين الله تبارك وتعالى ولكن نحتاج إلى مسوقين على مستوى عالي لعرض هذه البضاعة على البشرية طاهرة نقية فلا مانع بل من الواجب الإستفادة من علوم الحوار والإقناع وعلوم التسويق وطرق عرض الأفكار ولو إستلزم الأمر نحضر دورات التي تعقد في التسويق و نستفيد من بعض الإخوة الذين مجالهم الحياتي في هذه الأمور فهو علم واسع توسع فيه الغرب وأحسن فيه فنستفيد منه بما يفيدنا فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها .

    5- العلم بالمسألة التي يتم حولها الحوار وإلا فإترك المجال لغيرك الذي يحسن في هذه المسألة فتعلم ماذا يقول محاورك وما هي عقيدته وما هو الرأي الإسلامي وما هي حججه العقلية والشرعية .

    6- قدر من العلوم الإنسانية المنطق وعلم النفس وعلم الإجتماع وعلوم السياسة والإقتصاد .

    7- إلمام جيد بالفرق والمذاهب والأديان المعاصرة والقديمة .

    8- إستخدام أدوات الميديا الحديثة من الصورة والصوت والفيديو فلا نرد على فيديو بكتابه , فالفيديو يوصل المعنى أضعاف الكتابه وهذا مأخذ لي على إخواني الذين يعرضون فيديوهات ما كانت لتصل إلى المسلمين والدعاية لها والرد عليها ( بالتكست ) على الفيديو وهذه النقطة في غاية الأهمية ولابد أن ينتبه إليها الإخوة المحاورين .

    9- عمل فرق عمل متكاملة يسد كل أخ نقص أخيه .



    أداب الحوار :-

    من موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع عتبة بن ربيعة نستطيع أن نتعلم من النبي هذه الأداب .
    1- الإستماع الجيد لمحاورك .

    2- إحترام المحاور وإظهار ذلك له .

    3- عدم التحقير والتسفيه من معتقده ورأيه .

    4- الرفق الرفق الرفق في الكلمات في عرض الفكرة في تقبل سفاهاته.

    5- القرآن هو الحجة التي أقامها الله على البشر فلا يكن ردك بمعزل عنه فوالله ما في شبهة رأيتها قديمة أو حديثة إلا وكان القرآن يجليها بصورة تشرق بها النفس فعليكم بالقرآن فهو حجة الله على البشر إلى يوم القيامة .

    6- الإيجاز قد الإمكان في عرض الحجة حتى لا يتوه منك المستمع والتركيز في موضوع واحد وعدم تشتيت الحديث .


    يتبع ...........

    التعديل الأخير تم بواسطة توحيد; 22 يول, 2008, 12:07 ص. سبب آخر: تصحيح الحديث
    قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران : 64]
    دعاء كفارة المجلس
    " سبحانك اللهم وبحمدك أشهدك أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك "

  • #2
    مسار وطريق الحوار


    أعجبني وأنا أقرأ كتاب للشيخ القرضاوي اسمه الإسلام والعلمانية وجها لوجه المنهج الذي ناقش به أفكار العلمانية ويمكننا الرجوع للكتاب فهو حقيقة كتاب رائع إتبع الشيخ خطوات محددة في هدم قواعد العلمانيين من جذورها فتعالوا نطلع على بعض السطور في الكتاب والمراحل التي إنتقل الشيخ بينها .

    أولا تحديد الهويات :

    أعني بتحديد الهويات: أن يحدد كل من الطرفين المتحاورين أين هو، وما هو؟ فلا يسوغ في منطق، أن تجادل في الفروع، من لا يؤمن بالأصول، أو تقنع بالشريعة من ينكر العقيدة.
    فالمادي الملحد، الذي ينكر "الغيبيات" كلها، ولا يؤمن بشيء وراء المادة، التي يدركها الحس، ويعتقد أن "الله" خرافة، وأن الأديان ـ كل الأديان ـ أفيون الشعوب، ولا يؤمن بأن هناك رسلا، أوحى الله إليهم، وأنزل معهم الكتاب والميزان، ليقوم الناس بالقسط، ولا أن وراء هذه الحياة الفانية القصيرة، حياة أخرى خالدة باقية، يجزى فيها الناس بأعمالهم، خيرا أو شرا (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) (سورة الزلزلة:7،8).
    أقول: من لم يؤمن بهذا كله، كيف تجادله في فرض الزكاة، أو تحريم الربا، أو الخمر، أو الميسر، أو الزنا، أو إقامة الحدود، أو إيجاب الاحتشام على المرأة، وتحريم التبرج، بله النهى عن بيع الغرر، أو صنع التماثيل، وما دون ذلك؟!
    إن الذي لا يؤمن بأن محمدا رسول من الله، لا ينطق عن الهوى، وأن القرآن كلام الله، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، لا يجوز الجدال معه في تطبيق الشريعة، لأنه لا يؤمن بالشريعة، ولا بصاحب الشريعة، ولا بكتاب الشريعة.
    إنما يكون الجدال معه أولا، في إثبات نبوة محمد، وإلهية القرآن، كما نفعل مع اليهود والنصارى.
    فإذا أثبتنا هاتين القضيتين، كان الحوار حول الشريعة وتطبيقها، إذ لا يتصور قيام بناء بغير أساس.
    وأما الذي لا يؤمن بالألوهية نفسها، ولا يثبت "الغيبيات" أصلا، ويتبنى ما قاله "فوير باخ" بكل تبجح وغرور: "ليس صحيحا أن الله خلق الإنسان، بل الصحيح أن الإنسان هو الذي خلق الله"!!! أي أن القول بالألوهية وهم اخترعه الإنسان، أما هذا فمن العبث بالعقول، ومن إضاعة الأوقات والجهود: الحديث معه حول الشريعة وأحكامها، والحدود وتطبيقها، والدخول في متاهات التفصيلات، التي لا تتناهى، وهو يجحد أصل الدين جملة!!
    ولهذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن، قاضيا ومعلما، كان من وصيته له:
    "إنك تأتي قوما أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإن هم أجابوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم في أموالهم صدقة، تؤخذ من أغنيائهم، لترد على فقرائهم .." الحديث.
    وهكذا علمه أن يبدأ الدعوة إلى العقيدة، قبل أن يدعو إلى تكاليف الشريعة.

    الأمر الثاني تحديد المفاهيم :

    من أهم ما يطلب في الحوار بين طرفين مختلفين: تحديد "المفاهيم"، التي يتنازعون حولها، تحديدا دقيقا، يكشف عن ماهيتها ومدلولها، فلا تظل مائعة رجراجة، يفسرها كل طرف بما يحلو له، ولا يسلم له الطرف الآخر.

    ومن فوائد هذا التحديد:

    وضع الأشياء في موضعها، وعدم إضاعة الجهد والوقت والفكر في إبطال شيء، لا يقول به الخصم أساسا، وإنما هو من تفسيره الخاص لمفاهيمه ومصطلحاته. وقد تنفض المعركة نهائيا، إذا اتضح للفريقين أنهما غير متباينين.
    وقد تكون المعركة أخف حرارة وحدة، إذا اتضح أنهما غير متباينين تباينا شديدا شاسعا.
    وقد يعرف من أول الأمر أن التناقض بين الطرفين جوهري وأساسي، وأن التقارب بينهما مستحيل، لاختلاف المنطلقات والأهداف والمناهج والمسلمات عند كل منهما. فلا فائدة من الحوار بين اثنين بينهما ما بين المشرق والمغرب، وبقدر ما تقرب من أحدهما تبتعد عن الآخر.

    الأمر الثالث : تحديد المعايير :

    إن تحديد الهوية ثم تحديد المفاهيم، بالصورة التي ذكرناها، يسهل علينا "تحديد المعايير".
    وأريد بتحديد المعايير: الموازين التي يحتكم إليها الفريقان، عند الخلاف، فإذا لم يكن هناك معيار يرضاه الطرفان، ظل الخلاف قائما، ولم يحسم، بل لم يقبل الحسم، لأن كل طرف يدعي أن معه الحق، الذي لا يشوبه الباطل والصواب الذي لا يتطرق إليه الخطأ .
    وقد اتفق الناس في الماديات، على معايير يقيسون بها، ويرجعون إليها، مثل الدرهم، أو الرطل، أو الكيلوجرام، في الموزونات، ومثل القدم، أو الذراع، أو المتر، في الأطوال والمساحات.
    وكذلك لابد من معيار يرجع إليه في المعنويات، يحسم الخلاف، ويرفع النزاع.
    وقد زعم الناس في وقت من الأوقات، أن المنطق القياسي الصوري الأرسطي، يمكن أن يكون معيارا صادقا، وعرفوه بأنه آلة قانونية، تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر.
    ولكن المنطق يعتمد على القضايا المسلمة عند الخصم، وإن لم تكن حقا في ذاتها، ولهذا ظل الناس مختلفين أشد الاختلاف في عصر سيادة المنطق، ولم يغن عنهم منطقهم شيئا.
    قد يقال: إن هناك معايير إنسانية عامة، يرجع إليها الناس في كل زمان ومكان، مثل: العقل، والعلم، والمصلحة.
    ولكن مشكلة هذه المعايير، أن كل الناس يدعونها، وبينهم من التباين والتناقض ما بين الشرق والغرب، أو ما بين السماء والأرض.
    فالليبرالي يزعم أن مذهبه يمثل قمة العقل والعلم، ويرعى مصالح الناس، والاشتراكي ينقض عليه دعواه، ويزعم أنه ـ وحده ـ ممثل العقل والعلم والمصلحة الحقيقية، وثالث لا يقر لهذا ولا لذاك.
    وإذا نظرنا إلى مذاهب المفكرين والفلاسفة قديما وحديثا، نجد منهم من شرق، ومنهم من غرب، منهم المثبتون، ومنهم النافون، ومنهم الشاكون، الذين لا يثبتون ولا ينفون، منهم المؤهلون، ومنهم الملاحدة المنكرون، منهم المثاليون، ومنهم الماديون الواقعيون.
    وكلهم يبني مذهبه وفلسفته على دعائم عقلية، لها وجاهتها عنده، وقد يجد من خصومه من يدحضها ويبطلها، كما يجد من أنصاره من يدافع عنها، ويرد على معارضيها.
    ولهذا كانت هناك حاجة ماسة، إلى نور آخر، بجوار نور العقل، يسدده ويرشده، فيكون له نور على نور، وذلك النور هو الوحي الإلهي
    الوحي الذي لا يلغي دور العقل، ولكن يأخذ بيده في المتاهات، ويهديه في مفارق الطرق، ومواضع الالتباس التي يكثر فيها الخلط، أو يحكم فيها الظن، أو يغلب فيها الهوى والتخبط، بحكم الضعف البشري.
    من هنا يجب أن يكون وحي الله هو المرجع عند التنازع، وعند كل قوم بصيص من نور الوحي وسط ظلمات الخرافة والتحريف مهمتنا أن نبحث في هذا البصيص من النور .
    ولكنا ـ مع هذا ـ نرحب بالاحتكام إلى العقل والعلم والمصلحة، حينما يكون العقل عقلا صرفا، لا يشوبه ظن ولا خرص، وينطلق من مقدمات يقينية، ليصل إلى نتائج يقينية.
    وحينما يكون العلم علما محققا ثابتا، لا مجرد افتراضات أو نظريات تخمينية، يناقض بعضها بعضا، كما في كثير من حصاد "العلوم الإنسانية".
    وحينما تكون المصلحة مصلحة حقيقية لا موهومة، مصلحة ترعى الجوانب الفردية والاجتماعية، المادية والمعنوية، الدنيوية والأخروية.
    نحن المسلمين، لا نخشى من تحكيم العقل، ولا من تحكيم العلم، ولا من تحكيم المصلحة، فهي ـ دائما ـ في جانبنا، ونحن أسعد الناس بها.
    ولهذا نقول: إننا ـ مهما نختلف في تحديد المعايير، التي يجب الاحتكام إليها ـ يمكننا أن نتفق على مجموعة منها:

    فلدينا: المعيار الرباني، وهو الوحي .

    ولدينا: المعيار الإنساني، وهو العقل.

    ولدينا: المعيار الاجتماعي، وهو المصلحة.


    الأمر الرابع : تحرير موضع النزاع


    بعد تحديد الهويات، وتحديد المفاهيم المتنازع عليها، وتحديد المعايير التي يحتكم إليها، يأتي الأساس الرابع للحوار، وهو: تحرير موضع النزاع أو الخلاف بين الفريقين .
    وأعتقد أن من السهل تحديد مواضع الخلاف، بعد تحديد القضايا الثلاث، التي أسلفنا الحديث عنها: المواقع، والمفاهيم، والمعايير. كما يمكننا تحديد نقاط الاتفاق أيضا، إن صح الاتجاه، وصدقت العزائم.)

    الخلاصة أرجو الرجوع إلى هذا الكتاب فهو كتاب رائع نتعلم منه منهجية الحوار والجدال والمحاورة .

    التعديل الأخير تم بواسطة جندي صلاح الدين; 18 يول, 2008, 09:45 ص. سبب آخر: تنسيق
    قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران : 64]
    دعاء كفارة المجلس
    " سبحانك اللهم وبحمدك أشهدك أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك "

    تعليق


    • #3
      مزلق خطير في الحوار

      مزلق خطير في الحوار أنه أصبح من المتعارف عليه بين المتناظرين والمحاورين المسلمين والنصارى هو المناظرة في الإسلاميات والمناظرة في المسيحيات أرجو إخواني أن ننتبه إلى هذا الأمر جيداً فهذا التقسيم أراه خطأ كبير من عدة إعتبارات .
      1- دائما تجد النصارى يريدون الحوار في الإسلاميات والبعد عن المسيحيات حتى إن أضطره ذلك إلى إدعاء الإلحاد أو اللادينية لماذا

      · لأنه يريدك أن تكون في منطقة الدفاع دائما ويسلب منك أسلحتك في الهجوم .

      · أن تكون المعايير رجراجة يحركها كيف يشاء وقت اللزوم فإن دافعت من نقطة يهاجمك من نقطة أخرى وذلك بدون تحديد ثوابت محددة .

      · بلبلة أفكار المسلمين وذلك من خلال عرض شبهات حول الإسلام فتتعلق بعض هذه الشبهات في أذهان البعض وتأثر في بعض آخر وتنشأ الحيرة والقلق عن البعض فعند هذا الشخص الأخير يصطاده بمنتهى الهدوء ويبدأ معه إنظر إلى الجمال الذي عندنا شوف الحب شوف اللطف فإن كان فاهم ودارس دينهم فلا أقل من أنه سيصبح ملحد لا قيمة له في نهضة المسلمين .

      · تثبيت إيمان النصارى بهذه الشبهات فهم لن يقرأوا الردود لأنهم في قرارة أنفسهم يريدون أن يثبتوا لذواتهم أن دينهم جيد ودين غيرهم في منتهى القبح .
      و لهذا واقع عملي مع المناظرين النصارى لو طلبت إليه تناظره في موضوع شبهات حول الإسلام ينبسط جداً ويقبل المناظرة فورا لأنه ليس بخسران شيء أهوه بيثبت لنفسه إنه ولد عالم علامه وأنه قرأ كتب المسلمين وبيناظر وعندما تريد أن تكمل في موضوع المسيحيات تجده يهرب ولابد أنه سيجد ألف عذر وعذر وإن المسلمين هم اللي بيهربوا ويكون الجدال حول هل هرب أم لم يهرب ومين اللي هرب ويضيع الموضوع وهناك صنف آخر لا يناظر لا مسيحيات ولا إسلاميات ليكون كل كلامه مسلم به وغير مردود عليه ويكون الجدل دائما من الذي لا يرد فتجد الرؤوس الكبيرة لهم لا يورطون أنفسهم في المناظرات علمية جادة حتى تحفظ هالة العلم عليهم لا حد لها فلن تجد مناظرات لـ ............ ولا ......... ولا .............. أنما المناظرات يقوم بها التلاميذ والذيول الصغيره وحول موضوع إسلامي .

      2- عندما يريد أن يحاورك إنسان نصراني بعيد عن مرجعيته ويدعي اللادينية والإلحاد لا تناقشه في فرعيات الدين ولا النبوة فهذا هو الهراء بذاته والجدل الذي لا طائل من وراءه نناقش في البداية هل لهذا الكون خالق وهذا أمر لا ينكره أحد والوصول إليه منتهى السهولة حيث دل عليه العقل والفطرة والتاريخ وكل شيء في الكون ينطق بالله الواحد الأحد الفرد الصمد فإذا إنتهينا من هذه النقطة ننطلق إلى نقطة إخرى لماذا خلقنا ماذا يريد منا الخالق وكيف أعرفه حق المعرفه وكيف أتقرب إليه ما الذي يرضيه عنى وماذا يسخطه على فهل خلقنا بلا غاية ( أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى [القيامة : 36] فلابد إن الله عرف الخلق به فكيف ؟ بذلك نكون قد وصلنا للرسل ما هي صفات الرسل وما هي وظائفهم ومن هم وإلى أي شيء دعوا وذلك ينقلنا إلى الديانات الموجودة ونقارن بين الأديان هكذا يجب أن يكون سير الحوار أما أن نرد على كل فرية بدون مرجعية وأساس متين نستند عليها فلا .

      3- عندما أتحاور حول نقطة لابد أن نحدد المسلمات الأولية للطرفين سواء من خلال العقل أو الكتب المقدسة عندنا وعندهم فعندما نريد أن نتكلم عن إلوهية إنسان أو صنم لابد من تحديد دقيق لمن هو الإله كما هو في العقل والكتاب فالله ليس كمثله شيء وهو العظيم الذي لا يحده زمان ولا مكان وهو القادر وهو الحكيم العدل ثم بعد هذا التحديد نبدأ نتكلم هل المسيح أو الباب أو بوذا أو كرشان هو الله وهل البهاء حل فيه الله هل هل ؟ فعندما أعرف الله حق المعرفة وأقدره حق قدره يستحيل على القول بأنه إنسان أو صنم أو حيوان (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الزمر : 67] وعندما أريد أن أتكلم عن نبوة أي إنسان لا بد من تحديد ضوابط النبوة التي يقبلها الطرفان بداية وهل تنطبق هذه المواصفات على رسل الكتاب المقدس أو بولس وهل تنطبق على سيدنا محمد وعلى الأنبياء المذكوره في القرآن وقد حدث فعلا أن محاور نصراني إنسحب من الحوار عندما طلب منه تحديد ضوابط للنبوة فهو يريد أن يسرح بخياله معك وينطلق ويبرطع بدون ضوابط تحكمه فعندما تقول له كتابك به كذا وكذا يقول لك إنت تريد أن تقلب الموضوع مسيحيات ؟ نحن نتكلم في إسلاميات .
      ولهذا كله إذكر نفسي وإخواني بإلغاء التفرقة بين المناظرة في الإسلاميات والمناظرة في المسيحيات و لا ننساق لما يريدونه هم منا بنشر مصطلحاتهم إنما يكون الحوار حول الحق والباطل ودراسة مقارنه تريد أن تتكلم عن كتابي نضع أساسيات ونتكلم بناءا عليها على الكتابين كتابي وكتابك التوثيق بين كتابي وكتابك صفات الله بين كتابي وكتابك وهكذا وفي النهاية هذه رؤية خاصة بي في هذه النقطة بالذات ممكن لو أخطأت فيها يعلمني إخواني المجربين وذو الخبرة في الحوارات .
      هذا وما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان وأرجو من إخواني توجيهي في هذه الأخطاء فالدين النصيحة
      التعديل الأخير تم بواسطة جندي صلاح الدين; 18 يول, 2008, 09:58 ص. سبب آخر: تنسيق
      قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران : 64]
      دعاء كفارة المجلس
      " سبحانك اللهم وبحمدك أشهدك أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك "

      تعليق


      • #4
        السَلام عَليكُم
        4- تعلم طرائق الحوار والمجادلة .

        إننا عندما نتكلم مع أحد المنصرين نعلم جيداً أنه تم إعداده إعداد عالي المستوي في كيفية عرض وجذب المواضيع وكيف يجعلك دائماً في موضع المدافع ينفق على هذه الأمور مئات الألاف بل والملايين ففي مؤتمر واحد مثل مؤتمر كولورادو تم رصد مليار دولار لتنصير المسلمين فلابد إخواني لكي نتصدى لهذا الأمر أن نعد أنفسنا جيداً في هذا الأمر فنحن معنا خير بضاعة في الدنيا ألا وهي دين الله تبارك وتعالى ولكن نحتاج إلى مسوقين على مستوى عالي لعرض هذه البضاعة على البشرية طاهرة نقية فلا مانع بل من الواجب الإستفادة من علوم الحوار والإقناع وعلوم التسويق وطرق عرض الأفكار ولو إستلزم الأمر نحضر دورات التي تعقد في التسويق و نستفيد من بعض الإخوة الذين مجالهم الحياتي في هذه الأمور فهو علم واسع توسع فيه الغرب وأحسن فيه فنستفيد منه بما يفيدنا فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها .

        هذه النُقطَة في غاية الواقِعيَة و الأهمية حَيثُ يوجَد مؤسسات بأكملها تُعَلِم المُنَصرين كَيفية التعامُل مَع المُسلمين سيما العوام مِنهُم و طرائق الدخول الى ثغراتِم"إن صَح القول"مثلاً أن يقول المُنصر لِلمُسلم و هو يُعطية كُتيب -و هذا حَدث مَعي شخصيا و نَصرني الرحمن بِفضله عَن طريق عدم وجود نَص بتأليه يَسوع وَرَد على لِسانُه بالإضافة الى رسالة يوحنا الاولى الاصحاح 5 الفقرة 7 و هرول المُنصر-الرَب يُحبك.....ما هو طَريق الخلاص و كيف يَتَبَرَر الإنسان....ما مَعنى أن ابن مَريم سيأتي حَكَما......
        و مرة أخرى نُقطة مُهِمة جدا , يَجب على عُلماء المُسلمين و المُهتمين بِحقل الدعوى وضعها في الإعتبار و إيجاد طُرق لمواجهة أساليب المُنصرين
        · بلبلة أفكار المسلمين وذلك من خلال عرض شبهات حول الإسلام فتتعلق بعض هذه الشبهات في أذهان البعض وتأثر في بعض آخر وتنشأ الحيرة والقلق عن البعض فعند هذا الشخص الأخير يصطاده بمنتهى الهدوء ويبدأ معه إنظر إلى الجمال الذي عندنا شوف الحب شوف اللطف فإن كان فاهم ودارس دينهم فلا أقل من أنه سيصبح ملحد لا قيمة له في نهضة المسلمين .

        مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك أستاذي الكريم صفي الدين

          كنت أود تعليق حضرتك على مسألة تقسيم المناظرات إلى إسلاميات ومسيحيات

          ولو ممكن تعديل الإسم إلى الذي يريد بدل الذي يرد

          ولك مني كل حب وتقدير


          قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران : 64]
          دعاء كفارة المجلس
          " سبحانك اللهم وبحمدك أشهدك أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك "

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            بحث قيم والله
            جزاك الله كل خير
            يارب إن عظمت ذنوبى كثرة .........فلقد علمت بأن عفوك أعظم
            إن كان لايرجوك إلا محسن .........فبمن يلوذ ويستجير المجرم
            أدعوك ربى كما أمرت تضرعا .........فإذا رددت يدى فمن ذا يرحم
            ما لى إليك وسيلة إلا الرجا ...........وجميل عفوك ثم أنى مسلم
            كتاب رؤية عصرية لقضايا كتابية فى الميزان
            (المختصر المفيد)

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم
              مزلق خطير في الحوار


              مزلق خطير في الحوار أنه أصبح من المتعارف عليه بين المتناظرين والمحاورين المسلمين والنصارى هو المناظرة في الإسلاميات والمناظرة في المسيحيات أرجو إخواني أن ننتبه إلى هذا الأمر جيداً فهذا التقسيم أراه خطأ كبير من عدة إعتبارات .
              1- دائما تجد النصارى يريدون الحوار في الإسلاميات والبعد عن المسيحيات حتى إن أضطره ذلك إلى إدعاء الإلحاد أو اللادينية لماذا

              · لأنه يريدك أن تكون في منطقة الدفاع دائما ويسلب منك أسلحتك في الهجوم .

              · أن تكون المعايير رجراجة يحركها كيف يشاء وقت اللزوم فإن دافعت من نقطة يهاجمك من نقطة أخرى وذلك بدون تحديد ثوابت محددة .

              · بلبلة أفكار المسلمين وذلك من خلال عرض شبهات حول الإسلام فتتعلق بعض هذه الشبهات في أذهان البعض وتأثر في بعض آخر وتنشأ الحيرة والقلق عن البعض فعند هذا الشخص الأخير يصطاده بمنتهى الهدوء ويبدأ معه إنظر إلى الجمال الذي عندنا شوف الحب شوف اللطف فإن كان فاهم ودارس دينهم فلا أقل من أنه سيصبح ملحد لا قيمة له في نهضة المسلمين .

              · تثبيت إيمان النصارى بهذه الشبهات فهم لن يقرأوا الردود لأنهم في قرارة أنفسهم يريدون أن يثبتوا لذواتهم أن دينهم جيد ودين غيرهم في منتهى القبح .
              و لهذا واقع عملي مع المناظرين النصارى لو طلبت إليه تناظره في موضوع شبهات حول الإسلام ينبسط جداً ويقبل المناظرة فورا لأنه ليس بخسران شيء أهوه بيثبت لنفسه إنه ولد عالم علامه وأنه قرأ كتب المسلمين وبيناظر وعندما تريد أن تكمل في موضوع المسيحيات تجده يهرب ولابد أنه سيجد ألف عذر وعذر وإن المسلمين هم اللي بيهربوا ويكون الجدال حول هل هرب أم لم يهرب ومين اللي هرب ويضيع الموضوع وهناك صنف آخر لا يناظر لا مسيحيات ولا إسلاميات ليكون كل كلامه مسلم به وغير مردود عليه ويكون الجدل دائما من الذي لا يرد فتجد الرؤوس الكبيرة لهم لا يورطون أنفسهم في المناظرات علمية جادة حتى تحفظ هالة العلم عليهم لا حد لها فلن تجد مناظرات لـ ............ ولا ......... ولا .............. أنما المناظرات يقوم بها التلاميذ والذيول الصغيره وحول موضوع إسلامي .

              أتَفِق مَعك أخي الحبيب في كُل حَرف و أضيف إضافة بَسيطة هي سَبب أن المَسيحي لا يُريد الحوار في المَسيحيات ذَلِك لِتمام عِلمه المؤكَد أن ما يَقوله المُحاور المُسلِم لَيس شُبهات حول عَقيدته بَل هي حقائق يَقينية مَدروسَة حول هذه العَقيدة , لِنخبتر ذَلِك مَثلا على موضوع رئيس كَثير التداول بين المُتحاورين , و هو ألوهية المَسيح , فأول ما يقوله المُسلم هو حَقيقة عَدم وجود نَص على لِسان يَسوع يَقول فيه أنا إله أو أنا رَبكُم الأعلى بَل أقوالِه جُلها لَم تَخرج عَن إطار أنه رسول مُبلِغ عَن الذات الإهية و في الوقت الذي نَجد أن ما سَيعتمده المَسيحي هو نُصوص مُركَبة تَجده يُردد بَعدها دائما "يُفهم مِنها.... يُراد مِنها....." مَع الإفتقار الى وجود نَص صَريح في أقوى مَسأل الإيمان التي لا يُمكِن أن يَغفِلها رب العِزة تبارك و تعالى - و العياذ بالله - أو يَتركها لإستنباطات البَشر و عَليه فَكما قُلت لَك يواجِه المُسلم المَسيحي دائماً بِِحقائق أمام فقعات صابون "شُبهاته على الإسلام"
              فَهل يوجَد مِن يَقبل الدخول في مآزق كَهذا


              2- عندما يريد أن يحاورك إنسان نصراني بعيد عن مرجعيته ويدعي اللادينية والإلحاد لا تناقشه في فرعيات الدين ولا النبوة فهذا هو الهراء بذاته والجدل الذي لا طائل من وراءه نناقش في البداية هل لهذا الكون خالق وهذا أمر لا ينكره أحد والوصول إليه منتهى السهولة حيث دل عليه العقل والفطرة والتاريخ وكل شيء في الكون ينطق بالله الواحد الأحد الفرد الصمد فإذا إنتهينا من هذه النقطة ننطلق إلى نقطة إخرى لماذا خلقنا ماذا يريد منا الخالق وكيف أعرفه حق المعرفه وكيف أتقرب إليه ما الذي يرضيه عنى وماذا يسخطه على فهل خلقنا بلا غاية ( أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى [القيامة : 36] فلابد إن الله عرف الخلق به فكيف ؟ بذلك نكون قد وصلنا للرسل ما هي صفات الرسل وما هي وظائفهم ومن هم وإلى أي شيء دعوا وذلك ينقلنا إلى الديانات الموجودة ونقارن بين الأديان هكذا يجب أن يكون سير الحوار أما أن نرد على كل فرية بدون مرجعية وأساس متين نستند عليها فلا .


              و هذه النُقطَة أتفق مَعك فيها أيضا الا أنني أرى بِتوسيع الدائِرَة فلا نَقصِر ذَلِك على مِن يَدعي اللادينية أو الإلحاد فقط , بَل أرى أن تَشمل كُل الحوارات الاسلامية المَسيحية , فأنا لا أقبل مَثلاً أن يحاورني مَسيحي في مَسألة زوجات النبي صلى الله عليه و سَلم أو غزواته قَبل تَحديد موقِفه مِن الاله و ماهيتًه في العَقيدتين و صِحة الثالوث مِن عَدمه فغير ذَلِك يُسمى قشريات الأمور التي لا يَصِح التَحدث عَنها قبل أن نَعرف الأصول في العقيدتين


              3- عندما أتحاور حول نقطة لابد أن نحدد المسلمات الأولية للطرفين سواء من خلال العقل أو الكتب المقدسة عندنا وعندهم فعندما نريد أن نتكلم عن إلوهية إنسان أو صنم لابد من تحديد دقيق لمن هو الإله كما هو في العقل والكتاب فالله ليس كمثله شيء وهو العظيم الذي لا يحده زمان ولا مكان وهو القادر وهو الحكيم العدل ثم بعد هذا التحديد نبدأ نتكلم هل المسيح أو الباب أو بوذا أو كرشان هو الله وهل البهاء حل فيه الله هل هل ؟ فعندما أعرف الله حق المعرفة وأقدره حق قدره يستحيل على القول بأنه إنسان أو صنم أو حيوان (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الزمر : 67] وعندما أريد أن أتكلم عن نبوة أي إنسان لا بد من تحديد ضوابط النبوة التي يقبلها الطرفان بداية وهل تنطبق هذه المواصفات على رسل الكتاب المقدس أو بولس وهل تنطبق على سيدنا محمد وعلى الأنبياء المذكوره في القرآن وقد حدث فعلا أن محاور نصراني إنسحب من الحوار عندما طلب منه تحديد ضوابط للنبوة فهو يريد أن يسرح بخياله معك وينطلق ويبرطع بدون ضوابط تحكمه فعندما تقول له كتابك به كذا وكذا يقول لك إنت تريد أن تقلب الموضوع مسيحيات ؟ نحن نتكلم في إسلاميات .
              ولهذا كله إذكر نفسي وإخواني بإلغاء التفرقة بين المناظرة في الإسلاميات والمناظرة في المسيحيات و لا ننساق لما يريدونه هم منا بنشر مصطلحاتهم إنما يكون الحوار حول الحق والباطل ودراسة مقارنه تريد أن تتكلم عن كتابي نضع أساسيات ونتكلم بناءا عليها على الكتابين كتابي وكتابك التوثيق بين كتابي وكتابك صفات الله بين كتابي وكتابك وهكذا وفي النهاية هذه رؤية خاصة بي في هذه النقطة بالذات ممكن لو أخطأت فيها يعلمني إخواني المجربين وذو الخبرة في الحوارات .
              هذا وما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان وأرجو من إخواني توجيهي في هذه الأخطاء فالدين النصيحة
              يا أخي بارك الله فيك و عَليك و زادك و نَفع بِك و هذا عَين ما أريده الا أنك تَحدث عَنه ما شاء الله بإسهاب , فلا يوجِد اسلاميات و لا تُحدثني في مَسيحيات أو العَكس نَحن نتناقش و نتحاور حول مُعتقدان و الاثنين يَتحدثوا عَن الله تبارك و تعالى فلا يوجد " وهذا رأيي " ما يُسمى اسلاميات و مَسيحيات المُناظرة مُناظرة على ما هو رَئيسي لئلا يَكون ضرباً مِن لَعب
              مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
                وبعــــــــــــــــد

                نقاط هامة لكل محاور لو تم إتباعها لإنتهت المناظرة قبل أن تبدأ .


                ولنا في مناظرة / أنسر سابقة أنهت المناظرة قبل بدايتها .


                وماكان ذلك إلا لطلب المناظر المسلم عن وجود لمقياس يتبع لمعرفة

                مواصفات النبي .

                https://www.hurras.org/vb/showthread.php?p=22452#post22452

                وطبعا لا يوجد للنصاري مواصفات .
                ولا يجرؤ نصراني علي مقارنة رسولنا برسل كتابه المقدس .

                المشاركة الأصلية بواسطة م /الدخاخني مشاهدة المشاركة


                حاولوا النيل من رسولنا (#)


                فقلنا أتونا من عقيدتكم بشهيد (#)


                ظنوا أن الحوار عندنا
                سبهلله ونزهة لهم في يوم عيد (#)


                فوجدوا الشواهد عندنا
                ولا نقبل سواها ولا عنها نحيد


                قلنا هذا محمد نبينا
                فهل خالف أنبيائكم إلا بكل خلق حميد (#)


                فعجزوا عن مواجهتنا
                وهربوا كما تهرب القردة من القفص الحديد (#)

                ادعوا الجهل بسؤالنا
                فصغنا لهم السؤال بأسلوب جديد (#)



                ونقلنا لهم في منتداهم توضيحنا
                وتحديناهم وأباهم لعلنا نجد منهم رجل رشيد (#)


                فكان الحذف من نصيبنا
                وادعائهم الإساءة ليخفوا التحدي الجديد (#)


                وظل هذا حالنا
                حتى ظهر عجزهم وكان لنا يوم عيــد


                لماذا كفرتم برسولنا ؟؟؟
                أكفرا بغير علم ؟؟ أم هو كفر العنيد !!!


                ومازال التحدي قائما
                فهل نجد منكم رجل رشيد


                [/right]


                بين الشك واليقين مسافات , وبين الشر والخير خطوات فهيا بنا نقطع المسافات بالخطوات لنصل الي اليقين والثبات .

                (( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ))

                تعليق


                • #9
                  جزاك الله خيرًا أخي الحبيب . في المقال خير كثير . ولي تعقيبات ..

                  عندما نفهم من نحاور هذا يساعدنا كثيرا في الطريقة المثلى للحوار وفي الحقيقة أن الإنترنت لا يسمح بذلك بصورة جيدة فأنت تتعامل مع شخصيات هلامية لا تعلم حقيقتها فنجد إنسان مرة يأتيك أنه ملحد ومره إنه مسلم شاك ومرة أنه نصراني , مرة يأتي بصورة إمرأة ومره بصورة رجل فأنت لا تعرف إن كنت من تحاوره قسيس أو إنسان عادي أو منصر أو حتى يهودي يريد تحقيق أهداف معينه وكل هذا أراه عائقاً لعملية الحوار المثمر بصورة جيدة ولكننا يمكننا أن نطلب من محاورنا تعريف نفسه كما يحب هو أن نعرفه معتقده وأفكاره وعمره وعمله , فإن كان صادقاً كان سير الحوار بصورة جيدة وإن كان كاذباً كان ما نحاوره به حجه على الصورة التي رسمها لنا
                  أحسنت أخي الحبيب . وضابط هذا التفرقة بين مقام الدعوة ومقام المناظرة والإفحام .
                  فلو ادعى ملحد أنه نصراني ، فإفحام النصارى في شخصه سيتم بإذن الله ، ولكن دعوته ستتأثر كثيرًا .
                  ويمكن إصلاح بعض هذا ، بأن نعتبر الإنترنت ليست هي نهاية المطاف ، بل هي مجرد وسيلة لجذب الأشخاص إلى عالم الواقع ، فأنصح لإخوتي دومـًا بإقامة حوارات على الخاص في المنتديات ، ومحاولة التدرج إلى مقابلات في أرض الواقع ، إذ الدعوة مع رؤية المدعو ومصاحبته أبلغ ألف مرة من مجرد علاقة الإنترنت .
                  وأيضـًا أنصح بعدم الاقتصار على المنتديات الجدلية ، بل لنا متسع أكبر في منتديات النصارى الدينية التي ترفض جدل الأديان ، وكذا الحال في المنتديات العامة . أعني إقامة حوارات على الخاص دومـًا ، والاستدراج إلى أرض الواقع ، فإنه أبلغ في الدعوة .


                  لكي تدخل الحوار لابد لك أن تحمل أسلحتك وإلا فلا تلومن إلا نفسك
                  وللغر الذي لم يحمل سلاحه أقول :
                  ليس الغرض من الجهاد الإسلامي هو قتل المسلم .. بل نصرة الدين وإعلاء كلمة الله .. فافهم الفرق !

                  لكن تعقيبي هذا باعتبار أن "الحوار" في عبارتك هو "المناظرة" .. وإلا فالأمر فيه تفصيل ..

                  وذلك أننا نفرق بين "الدعوة" التي ليس فيها جدال ومناظرة ، وبين الجدل والمناظرة وإن كان من وسائل الدعوة ..

                  فالدعوة المجردة عن الجدل والمناظرة يكفي فيها العلم بأي شيء من الدين ، ولا يحتاج الداعية إلى كثير علم ولا حتى العلم بمبادئ العلوم الشرعية .. نعم إن حصل شيئـًا من هذا فبها ونعمت ، وإن لم يحصّل لم يوقفه ذلك عن الدعوة .
                  لأن النبي عليه الصلاة والسلام أمرنا بالتبليغ عنه ولو آية . فلم يشترط العلم الكثير .

                  وكثير من المسلمين هم دعاة إلى الله في بلاد الغرب ، ولا ينقلون إلى زملائهم وجيرانهم إلا آية فآية ، وحديثًا فحديث ، وشيء من هنا وشيء من هناك من معالم الإسلام ، وليس معهم كبير علم ولا فقه ، ولا خبرة لهم بالعلوم الشرعية فضلاً عن مبادئها .. ويدخل على أيديهم كثيرون في دين الله أفواجـًا . وهؤلاء الداخلون يدخلون لأنهم رأوا محاسن الإسلام ، رأوا بعضها على ألسنة هؤلاء الناقلين ، ورأوا أكثرها في تطبيقهم للإسلام في حياتهم اليومية بقدر قل أو كثر . ولم يدخل هؤلاء الداخلون لأنهم ثبت لهم فساد النصرانية ولا فساد البايبل . فهذا حال أكثر الداخلين في بلاد الغرب .

                  وهذه الدعوة لا نتوقع خلوها تمامـًا من الأسئلة ، بل يكون فيها أسئلة بالطبع ، ولكنها ليست أسئلة جدلية غرضها الخصومة واللدد ، وإنما هي أسئلة تستفسر عما أشكل عليها وتستفهم عما خفي عنها .
                  فعلى الداعي ساعتها ألا يجيب من نفسه ، ولا يتكلم بغير علم ، بل يسأل العلماء وينقل إجابتهم ، أو يدل المدعو على بعض أهل العلم أو كتبهم أو أشرطتهم أو غير ذلك من أوعية نقل العلم .

                  وأما المناظرة فهي التي تحتاج إلى كبير علم ودربة ومران ..

                  والفرق ظاهر إن شاء الله .. لأنك في القتال تحتاج من الأسلحة ما لا تحتاجه في السلم . فتأمل .



                  نقطة أخرى :

                  وهم يشيع في مجالنا ، مفاده أن الإلمام بالعلوم الشرعية يحتاجه من يتعرض لرد الشبهات فقط ، ولا يحتاجه من يتعرض لنقد النصرانية لا سيما كتابها .
                  فترى كثيرًا من المسلمين في مجالنا يمسك إذا كان الكلام عن رد الشبهات ، ولا يكاد يذكر إلا إجابات العلماء لا يتعداها ، ويحاول الخروج من هذا المقام سريعـًا ، لأنه يخشى الزلل ، ويخشى القول في الدين بغير علم ، ويخشى تقرير أمور فقهية أو حديثية أو عقيدية وهي غلط . ثم إذا بدءوا في الكلام في "النصرانيات" تركوا كل هذا الحذر ، وفتحوا الباب على مصراعيه ، ولا يكادون يدعون شيئـًا في البايبل إلا انتقدوه بحق أو بباطل ، ولا يخشون الخطأ أو الغلط في هذا المقام .

                  وهؤلاء لهم : عذر وحجة ..

                  فأما عذر هؤلاء فمفاده : أن الغلط في أمور الإسلام عليه عقوبة ، وأما الغلط في نقد البايبل مثلاً فلا حرج عليه ، لأنه حتى لو ثبت أن نقدهم للبايبل في مسألة معينة هو نقد خاطئ ، فلن يترتب على هذا كبير ضرر ، لأن أصل القضية - التحريف مثلاً - ثابت بيقين ، فالضرر في تقرير جزئياتها لا يضر . ومبدؤهم : السهم الذي سنوجهه للبايبل ويطيش ، لن يضر .

                  فأقول : عذرهم فاسد ؛ لأن الله ذم القول بغير علم مطلقـًا ، ولم يفرق بين الإسلام وبين غيره .
                  قال تعالى : {ولا تقفُ ما ليس لك به علم .. إن السمع والبصر والفؤاد ، كل أولئك كان عنه مسئولاً} .
                  فالله عز وجل أوجب الكلام بعلم وعدل في كل موقف ، ولم يفرق .
                  قال تعالى : {ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا .. اعدلوا هو أقرب للتقوى} .
                  فمن اعتقد أنه في حل من الكلام بعلم وعدل في نقد البايبل ، فليعلم أنه بعيد عن التقوى التي أمره الله بها .

                  وأما قولهم بأن السهم الذي سيطيش لن يضر ، فهو وهم السذج .. لأنه لو كثرت سهام المسلمين الطائشة ، فهذا يظهر المسلمين بمظهر سيء ، وهو صد عن سبيل الله .
                  ثم .. قد يرد النصراني السهم الطائش إلى الإسلام مرة أخرى .. أعني أن المسلم لو اعترض على البايبل في أمر لا يحق له الاعتراض عليه ، فقد يرد النصراني على المسلم بأن يلزمه بنفس هذا الاعتراض على الإسلام .
                  وقد رأينا من هذا الكثير والكثير .. وهو أمر شائع غير خفي .. ويمكن أن نفتح أي منتدى جدلي ونستخرج منه عدة موضوعات بسرعة ، يعترض المسلم فيها على البايبل في شيء هو موجود في الإسلام أو من جنسه . والنصراني يرد السهم إلى الإسلام ، والغالب أن هذا المسلم يقول للنصراني : أنت تهرب إلى "الإسلاميات" وقد أقمت عليك الحجة !
                  (بالمناسبة : هذه الكلمة "أقمت عليك الحجة" صارت علكة يلوكها أكثر الجهلاء في مجالنا ، حتى صارت عندي علامة توجب التوجس والريبة من قائلها في مجالنا في حوارات الإنترنت، لا سيما إذا كان صاحبها اسمه "خالد" أو "مجاهد" أو "سيف الإسلام" أو "ديدات").

                  وأما حجة هؤلاء فمفادها : أننا نحتاج علم مصطلح الحديث - مثلاً - للحكم على حديث إسلامي ، فهذا نافع ومطلوب بل وواجب تحصيله لمن يرد الشبهات أو يتكلم في "الإسلاميات" ، ولكن ما نفعه لمن ينقد البايبل أو يتكلم في "المسيحيات" ؟! .. وقل مثل هذا في باقي العلوم كأصول الفقه وغيره .

                  فأقول : حجتهم داحضة .. لأن علم مصطلح الحديث لا يقتصر نفعه على أحاديث المسلمين فقط ، بل هو علم نافع للتثبت من كافة الأخبار . وطالب العلم الفاهم يستطيع أن يبين حجية قواعد هذا العلم ، وأن يلزم بها مخالفه في أية مسألة . وهل نستطيع الكلام على انقطاع سند التوراة - مثلاً - إلا ونحن على دراية كافية بعلم المصطلح الذي يفصل مسائل السند تفصيلاً ؟!

                  وأيضًا ، فقد يعترض بعضهم على الأناجيل ، بأن بعضها ذكرت ما لم يذكره الآخر ، ويحكم بأن هذا من التناقض .. ولو درس مبادئ علم المصطلح ، لعلم أنه مخطئ .. فلو ذكر لنا صحابي أمرين ذكرهما الرسول عليه الصلاة والسلام في موقف ، ثم جاء صحابي آخر وذكر لنا - عنه عليه السلام - نفس الأمرين مع أمر ثالث في نفس الموقف ، لم يكن هذا من التناقض ، بل نجمع بين الخبرين ونقول إن أحدهما حفظ ما لم يحفظ الآخر ، أو ذكر ما لم يذكر الآخر ، فمعه زيادة علم فتُقبل . فكذا الحال مع هذا النوع من الاعتراض على الأناجيل إذا ذكر بعضها ما لم يذكره الآخر ، بشرط ألا يكون غير المذكور مما يجب ذكره في هذا المقام .
                  والمقصود أن الجهل بمبادئ هذا العلم ، يجعل المسلم يعترض على البايبل في أمور بغير حق . فهو يتكلم بغير علم لأنه ادعى أنه غير محتاج إلى العلم في هذا المقام .

                  وكذا الحال مع علم أصول الفقه ، لا يُستخدم مع الأحكام الفقهية الإسلامية فقط كما يتوهم البعض ، بل طالب العلم الفاهم يستطيع الاحتجاج بقواعده على غير المسلمين لأنه يعلم دليل القاعدة . وأصول الفقه نافع في تحليل أي نص لأي متكلم . والمعترض على البايبل يحتاج دومًا إلى مناقشة دلالات النص .
                  وإن أكثر الحوارات على الإنترنت تطول لهذا السبب ، أعني جهل المسلم المحاور بأصول الفقه ، فإنه يجهل أصول الاستدلال الصحيح ، وعليه فلا يعلم من أين تؤكل الكتف ، ولا يستطيع خنق محاوره في ركن الحلبة كما يقال ، أعني لا يستطيع إلزامه بالإلزام الصحيح ، فيظل خصمه يلف ويدور ، ويراوغ ويناور ، وهو قليل الحيلة ، معه الحق ولا يدري كيف يثبته .

                  وكذا الحال مع باقي العلوم ، يحتاجها المجادل المناظر ولو لم يكن يتكلم في "الإسلاميات" . علم ذلك من علمه ، وجهله من جهله .

                  ثم إن هؤلاء حجتهم داحضة من وجه آخر .. وهو أن النصراني قد يرد سهمهم إلى الإسلام ، فيحتاجون إلى العلوم الشرعية كي يستطيعوا رد الإلزام ولا يبطل سهمهم كما بينا من قبل .
                  وهنا يتوهم بعضهم أنه يكفيه في رد الإلزام الإجابات الجاهزة للعلماء في رد الشبهات ..
                  فأقول : إجابات العلماء أسلحة ، والسلاح لا ينفع إلا من يحسن استخدامه ، فإذا لم يكن معك من العلم الشرعي ما تفهم به قوة الإجابة ، لم تنفعك إجابتهم كثيرًا ، لا سيما أن محاورك قد ينازعك في جزئيات إجابة العلماء ، ويقلب الإجابة على جوانبها ، فإذا لم تكن فاهمـًا للأصول التي بنوا عليها إجابتهم ، لم تستطع مجاراته ، وعادت الإجابة غير نافعة لك ..
                  وهذا رأيناه كثيرًا جدًا .. يلصق المسلم إجابة العلماء ، فيعض فيها النصراني عضات هنا وهناك ، والمسلم لا يستطيع الرد القوي لأنه لم يفهم الأساسات التي بنى عليها العلماء إجابتهم ..
                  بل كثيرًا ما رأينا المسلم يجمع بين إجابات مختلفة ، وهي متباينة المشارب والمذاهب ، فقد يخلط بين إجابة أشعري مع سني مع صوفي ، ويقدم هذا الخليط إلى النصراني يريد منه أن يبلعه كما يبلعه هو .. وقد يظهر للنصراني من عوار هذا الخليط ما لم يظهر للمسلم ، لأن النصراني ينظر بعين الناقد متصيد الخطأ .




                  5- القرآن هو الحجة التي أقامها الله على البشر فلا يكن ردك بمعزل عنه فوالله ما في شبهة رأيتها قديمة أو حديثة إلا وكان القرآن يجليها بصورة تشرق بها النفس فعليكم بالقرآن فهو حجة الله على البشر إلى يوم القيامة .
                  أحسنت أخي الحبيب .
                  وبعض الأحبة يخطئ في هذا المقام ، فيقول لا أذكر آيات القرآن لئلا يحسبني النصراني أحتج عليه بكتابي وهو لا يؤمن به ، لا سيما إذا كان الكلام في "المسيحيات" .
                  وهم مخطئون ، لأنه ليس بلازم أن نحتج بكل ما نقوله ، بل قد نذكر الآيات استئناسًا فقط .
                  أما أهمية هذا بالنسبة إلينا ، فهو أن آيات القرآن لها التأثير العجيب على القلوب ، لا سيما قلوب المشاهدين .
                  لكن يُراعى مناسبة الآية للمقام ، وعدم تكثير الآيات دون مسوغ ، لأن هذا يعطي للسامع فكرة أنك تريد أن تذكر القرآن والسلام.
                  ويُراجع في هذا طريقة "ديدات" رحمه الله في استخدام الآيات حتى وهو يتكلم في "المسيحيات" ، فإن طريقته في هذا تستحق التدريس بحق !


                  6- الإيجاز قد الإمكان في عرض الحجة حتى لا يتوه منك المستمع والتركيز في موضوع واحد وعدم تشتيت الحديث .
                  هذه مشكلة المشاكل ! .. أين هو ذلك الحوار الذي اقتصر على مسألة واحدة بين مسلم ونصراني على الإنترنت ؟!
                  قليل جدًا من الحوارات التي نجحت في الالتزام بهذا الشرط .
                  العجيب أن الكل يدعي فهمه لهذا الشرط !

                  بعض الأحبة يقول : لا أحب أن يتشتت الحوار ، لذا سنتكلم في "تحريف مخطوطات البايبل" فقط .

                  فإذا فتحوا الموضوع أو المناظرة بدءوا في الكلام عن عدة مسائل في أول مشاركة دفعة واحدة . فتكون مشاركة خصمهم على كل هاتيك المسائل بما احتوتها من جزئيات ، وطبيعي أن تكبر كل جزئية حتى تصير مسألة بذاتها ، فتكثر المسائل ويتشعب الحوار ويعلو الغبار ويمل المشاهدون .

                  لكن إذا عقد المسلم موضوعًا عن "تحريف المخطوطات" مثلاً ، ثم لم يتكلم في مشاركته الأولى إلا عن مسألة واحدة فقط ، ولا ينتقل إلى غيرها حتى ينتهي منها .. فهذا هو الصحيح الذي يمنع التشتت .

                  وبعض الأحبة يعرض المسألة الواحدة ، لكنه يخطئ فيسرد كل أدلته دفعة واحدة .. وهذا خطأ ، لأن محاوره سيبدأ في التعقيب على كل الأدلة ، وكل دليل له جوانبه ، وتتضخم المسائل ، ويكثر الشغار ويعلو الغبار مرة أخرى !
                  والصحيح أن يذكر دليلاً واحدًا فقط ، ولا يتعداه إلى غيره حتى ينتهي من إلزام خصمه به .
                  لأن المناظرة ليست العبرة فيها بكثرة الأدلة ، وإنما بقوة إظهار الدليل ولو كان واحدًا .
                  فالمسلم الذي ينجح في إلزام خصمه بدليل واحد في موضوع المناظرة ، فهذا أبلغ من المسلم الذي عرض عشرات الأدلة وما استبان للمشاهدين إلزام الخصم بواحد منها .
                  وتأمل في مناظرة إبراهيم عليه السلام للذي حاجه في ربه ، لم يسرد عشرات الأدلة ، بل دليلاً واحدًا ، ولما ظهرت مماحكة من خصمه في دليله الأول ، انتقل إلى دليل أبعد عن هذه المماحكة . وظني في بعض أحبتنا أنهم لو كانوا مكان الخليل ، لسردوا للطاغية عشرات الأدلة في مختلف مناحي الحياة ، لأنهم ما فهموا الفرق بين مقام المناظرة وبين مقام المقال أو البحث العلمي مثلاً .

                  وبالمناسبة ، فإن بعض الأحبة يعرض الدليل ، وبعد تعقيب خصمه يقول : ندع للقارئ الحكم .. وهذه طريقة لا أحبها .. فماذا إذا كان هذا القارئ يفكر كهذا الخصم ؟! .. وما فائدة أن نتابع سرد الأدلة والعقول غير فاهمة لقوة الإلزام ؟!
                  وإنما الصحيح أن نتعمق في الدليل قدر المستطاع ، أعني ألا ندعه إلا وقد استبان وجه دلالته على المطلوب ، وظهر إلزامه للخصم غاية الظهور ، وصدر من الخصم مكابرات تلو مكابرات نثبتها عليه ، فلا ندع الدليل إلى غيره إلا بعد استقصاء كل هذا .
                  وعادة الأمور أن الدليل الحق يكون ظاهرًا لكن ليس لكل الناس ، فإذا ألزمنا الخصم به وبينا وجه الإلزام ، هرب الخصم من هذا الإلزام بدعاوى أشد قبحًا من دعواه الأولى ، فإذا واصلنا الإلزام والإفحام ، أصدر الخصم دعاوى أقبح من الكل وأشد .. وهكذا كلما واصلنا الهجوم بالدليل الواحد كلما حاول الخصم الهرب من الإلزام بدعاوى يشتد قبحها ويظهر ما فيها من مكابرة للمشاهدين .. وهذا هو المطلوب .. أن يعرف المشاهد أن الخصم مكابر معاند لا يترك الدعوى إلا ويستمسك بالتي هي أقبح منها .
                  أما أن نكتفي بعرض أولي للدليل ثم نتركه لغيره دون مسوغ ونقول : ندع الحكم للقارئ .. فهذا يضعف من ظهور الحق .


                  نعود لموضوع التشتيت في الحوار فنقول :

                  قد يبدأ المسلم المناظر موضوعه بطريقة جيدة ، ولا يتكلم إلا في مسألة واحدة ، ولا يعرض إلا دليلاً واحدًا ..
                  لكن إذا بدأ خصمه في الرد والتعقيب ، لجأ إلى الكلام على أشياء كثيرة في ثنايا مشاركته ..
                  وهنا قد تزل قدم المحاور المسلم ، فيرى أنه من الواجب عليه ألا يدع مسألة إلا ويفندها ، فينبري للرد على كل شيء ، فيتشعب الموضوع ويضيع القارئ .
                  والصحيح ألا ينساق المسلم وراء محاوره ، بل يلخص من مشاركة خصمه ما يتعلق بمسألة المناظرة ، ويرد ويعقب ، ثم يبين أن هناك مسائل أخرى في مشاركة خصمه لا يرد عليها لأنها لا تتعلق بموضوع المناظرة ، ويطلب من المشرفين حذف هذه المسائل من مشاركة خصمه حتى لا يضطر إلى التعقيب عليها مما يشتت المناظرة .
                  لكن بعض الأحبة يرتعب من هذا الحذف ، لأن النصراني سيصرخ ويولول بأنهم حذفوا "أدلته" الدامغة ! .. لكن الحق أحق أن يتبع .

                  والذي يقرأ المناظرات قديمًا سيدرك صحة كلامي ..
                  فتجد المناظر يقول عبارة قصيرة : ما قولك في كذا ؟
                  فيرد مناظره : قولي فيه كذا وكذا ..
                  فيرد الأول : قولك فاسد بسبب كذا ..

                  وهكذا يدور الحوار في عبارات مختصرة لمن يمسك بدفة الحوار ، ولا يعمد أحدهم إلى سرد المسائل الكثيرة في المرة الواحدة ، بل إذا أطال المناظر كلامه في تقرير مسألته ولو كانت واحدة ، لكان هذا علامة على ضعفه وربما ضعف مسألته .


                  فلا يسوغ في منطق، أن تجادل في الفروع، من لا يؤمن بالأصول، أو تقنع بالشريعة من ينكر العقيدة.
                  هذا يحتاج إلى تفصيل ، وقد فهمها كثيرون بطريقة خاطئة ..

                  الأصل أن نناظر في العقيدة وأصول الدين .. لكن لاحظ أننا قد نثبت الكليات بالكلام على بعض جزئياتها ..

                  مثلاً ، قضية التحريف قضية كلية ، ومن الأصول .. ولكن قد نثبتها بأن نتكلم على جزئية معينة تثبت التحريف .. كأن نتكلم مثلاً على عبارة بعينها من البايبل ، اختلف فيها النساخ ، ولا سبيل إلى علماء النصارى إلى استنتاج أصلها ، أو صرحوا بأنها من خطأ الكاتب الأصلي وليس النساخ .. فهذه الجزئية إذا أثبتناها ألزمنا الخصم بصورة التحريف التي ندعيها . وهو المطلوب .

                  وفي المقابل ، قد يحتاج خصمك إلى الكلام على جزئية لإثبات قضيته الكلية .. كأن يحتاج خصمك إلى إثبات قضية كلية عنده هي فساد شرعة الإسلام بزعمه .. فيتوصل إلى ذلك بالكلام على حكم فقهي في الإسلام ليبين فساده بزعمه .. وهذا لا بد له منه ، وإلا فكيف سيثبت زعمه بفساد شرعة الإسلام ؟!

                  فإذا ابتغى خصمنا المناظرة في هذه الجزئية ، فلا يصح أن نقول له : دع الفقه وهات العقيدة ..

                  لا يصح هذا القول ، وإن انتشر ، لأنه مبني على أصل أشعري لا نرضاه ، وهو أن التشريعات الإلهية ليس لها حسن ذاتي ، بل الأشياء كلها عندهم ليس لها حسن أو قبح ذاتيان ، فالشيء في نفسه ليس حسنـًا أو قبيحـًا ، وإنما ما ورد الشرع به هو الحسن ، وما عارضه الشرع كان قبيحـًا . وقد رد أهل السنة هذه القاعدة ، واستدلوا بأدلة كثيرة أشهرها قوله تعالى في صفة النبي الأمي المرتقب : {ليحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث} ، فهذا إثبات لحسن الأشياء وقبحها قبل ورود الشرع الذي هو تحليل وتحريم ، فالأشياء كانت طيبات قبل أن يحلها لهم الرسول ، وكذا كانت خبائث قبل أن يحرمها ، وهم عرفوا أنه الرسول المنتظر من هذا ، فإذا كانوا لا يعرفون طيبات ولا يعرفون خبائث إلا بعد ورود الرسول فكيف سيعرفونه أصلاً ؟ وما فائدة أن يدلهم الله على هذا الطريق ؟ .. ثم على قول الأشاعرة يصير معنى الآية هكذا : ليحل لهم ما أحل لهم ، ويحرم عليهم ما حرم عليهم ! .. وكلام الله منزه أن يكون مجرد تحصيل حاصل .

                  فالذين يعيبون تشريعـًا فقهيـًا لا يصح أن نقول لهم : دعوا الفقه وهاتوا العقيدة ، بل الحكم الفقهي له تأثير على المعتقد .. وإنما نرد عليهم بأن نبين لهم عدم وجود القبح في هذا الحكم الفقهي ، ويكفينا هذا ، وإنما يكون بيان الحسن على سبيل التبرع فقط .


                  فالمادي الملحد، الذي ينكر "الغيبيات" كلها، ... ولا يؤمن بأن هناك رسلا، ... كيف تجادله في فرض الزكاة، أو تحريم الربا، ...
                  نعم ، لا يصح أن نقنع الملحد بأن الله حرم عليه الربا وهو لا يعترف بإله أصلاً ..

                  لكن لو أتى إلينا ملحد ، وقال : تحريم الربا دليل على بطلان دينكم ، لأنه تشريع فاسد ، فإما أن ربكم شرع الفاسد وهو طعن في ربكم ، وإما أن ربكم ما شرع الربا فهو طعن في دينكم ..
                  فهذا لا نقول له : دعك من الأحكام الفقهية وهيا نقنعك بوجود الله أولاً ..
                  بل نبين له أن تحريم الربا ليس تشريعـًا فاسدًا ، ويكفينا في هذا المقام نقض أدلته على الفساد المزعوم .

                  ولو أتى إلينا ملحد ، وقال : فرض علماؤكم الحجاب على النساء ، ودينكم لم يفرضه ..
                  فهذا لا نقول له : دعك من الأحكام الفقهية وهيا نقنعك بوجود الله أولاً ..
                  لأنه يطعن في حكم فقهي أجمع عليه العلماء .. فلو جاز إجماعهم فيه على الخطأ لجاز في مسائل أخرى ولانهدم الدين لفقد الثقة في نقلته وحفاظه والقائمين على فقهه ودراسته ..
                  بل نبين له أن فرض الحجاب له نصوصه في الكتاب والسنة ..
                  وقد يسأل البعض : كيف نقنعه بحكم فقهي مبني على الكتاب والسنة وهو لا يؤمن بهما أصلاً ؟
                  والجواب : نحن في هذا المقام لا نقنعه بأن الله افترض هذا الحكم الفقهي ، بل نقنعه بأن الكتاب والسنة فيهما هذا الحكم الفقهي ، فليتأمل الفرق .
                  ولا يحتاج الملحد الإيمان بالكتاب والسنة حتى نثبت له أن الحجاب مفروض فيهما .
                  كما لا يحتاج أحد إلى الإيمان بأن شِعر "شكسبير" من عند الله ، حتى يثبت أن "شكسبير" مدح هذا وذم ذاك .


                  وقد يعرف من أول الأمر أن التناقض بين الطرفين جوهري وأساسي، وأن التقارب بينهما مستحيل، لاختلاف المنطلقات والأهداف والمناهج والمسلمات عند كل منهما. فلا فائدة من الحوار بين اثنين بينهما ما بين المشرق والمغرب، وبقدر ما تقرب من أحدهما تبتعد عن الآخر.
                  قد يكون هذا صحيحًا بعض الشيء بالنسبة إلى الحوار الذي غرضه التقريب فقط ، ولكنه بالتأكيد ليس صحيحًا بالنسبة إلى الحوار الذي غرضه بيان الحق والإفحام ، فإنه ينفع حتى مع التباعد الشديد . وقد يتقارب المتباعدان ، فكم رأينا من مكابر هداه الله . وما ذلك على الله بعزيز .


                  فإذا لم يكن هناك معيار يرضاه الطرفان، ظل الخلاف قائما، ولم يحسم .....
                  ولهذا نقول: إننا ـ مهما نختلف في تحديد المعايير، التي يجب الاحتكام إليها ـ يمكننا أن نتفق على مجموعة منها:
                  فلدينا: المعيار الرباني، وهو الوحي .
                  ولدينا: المعيار الإنساني، وهو العقل.
                  ولدينا: المعيار الاجتماعي، وهو المصلحة.
                  هذا الكلام كله إنشائي لا طائل من ورائه .
                  فإنه بدأ فأوجب الاتفاق على المعيار ، ثم بين فساد الاحتكام إلى كل معيار غير معيار الوحي ، ثم عاد فقبل الاحتكام إلى كل المعايير مرة أخرى ، ولكن بشروط وضعها .
                  والشروط التي وضعها لا تحل المشكلة ، لأن الكل يدعي أنه يستخدم المعيار بشروطه .. مثلاً هو شرط في معيار العقل أن يكون صحيحًا لا يشوبه ظن ، والكل يدعي أنه يستخدم معيار العقل بهذا الشرط .. وهو نفس السبب الذي جعله يحكم بفساد هذه المعايير أولاً .. فعاد الأمر كما كان .
                  وحتى معيار الوحي ، فالكل يدعي أنه يملك الوحي الصحيح دون غيره . وهي العلة التي من أجلها رفض المعايير أولاً . فلا فرق .

                  والصحيح ألا نبدأ مع المخالف ببحث هذه المسائل ، فإنها تحتاج إلى مناظرات بمفردها !
                  والصحيح أن ندخل في موضوع المناظرة مباشرة ، فإذا أردنا إثبات مسألة ، بدأنا بإثبات المقدمات التي نحتاجها ..
                  وقد يكون للمسألة عدة مقدمات ، لكن الخصم يسلم بأكثرها إلا واحدة مثلاً ، فلا يصح أن نثبت إلا هذه الواحدة حفاظًا على الوقت ..
                  فليس المطلوب أن نوصل الحق فقط ، بل مطلوب أيضًا أن نوصله بأسرع طريق .

                  والمعايير التي تكلم عنها ، هي مجملات تحتاج إلى تفصيلات ، ثم يحدد كل طرف موقفه ، والغالب ألا يتفقوا .. فلا يصح البدء بهذا .


                  الأمر الرابع : تحرير موضع النزاع
                  هذا في غاية الأهمية . وكثيرًا ما رأيت حوارات تفشل بسبب إغفالهم لهذا الأمر .
                  خذ مثلاً المناظرات حول "تحريف التوراة" .. كم مناظرة هذا موضوعها على الإنترنت بدأ طرفاها بتحديد معنى التحريف الذي ينفيه هذا ويثبته ذاك ؟! ..
                  مع العلم بأن دعوى المسلمين بالتحريف لها صورة تخالف الصورة التي أشاعها القساوسة بين النصارى عن دعوانا .
                  فقد زعم القساوسة أننا ندعي أنه في زمان بعينه اجتمعت كل طوائف النصرانية مثلاً في مجمع مسكوني مثلاً وجمعوا كل نسخ التوراة ، ثم اتفقوا على التحريف فيها بالحذف والتبديل ، وفعلوا هذا في جميع النسخ ، أو أعدموا كافة النسخ ثم كتبوا غيرها !
                  وليست هذه هي دعوانا عليهم بالتحريف ، وإنما الصورة الصحيحة التي ندعيها ، أنهم لم يعتمدوا في نقل كتبهم على النقل الشفهي المتواتر ، واعتمدوا على النسخ المكتوبة وحدها بما يدخلها من أخطاء النساخ التي لا بد منها ، وهذه الأخطاء منها أخطاء قصدية ، أي قصد الناسخ أن يكتب في نسخته خلاف ما في الأصل وهو يعلم ، لأغراض شتى ، ولا يُشترط وقوع هذه الأخطاء القصدية في كل نسخة على وجه الأرض ، بل يكفي أن تقع في بعضها ، وأن يشيع هذا البعض بأن ينتسخ الآخرون منه ويشيع بدوره ، ومع الوقت تفسد أغلب النسخ . ومن هذه الأخطاء أخطاء غير قصدية ، أي لم يقصد الناسخ أن يكتب في نسخته خلاف ما في الأصل ، وإنما فعل عن غفلة أو نسيان ، لكن لعدم وجود الحفاظ المتقنين فيهم ، يسهل أن تشيع هذه النسخ أيضًا وينتسخ الآخرون منها وتشيع بدورها . وهكذا .
                  فالواجب على المناظر المسلم إذا ناظر في موضوع "التحريف" مثلاً ، أن يتفق مع محاوره أولاً على معناه وصورته قبل المناظرة .
                  وبعبارة أخرى : على الطرفين أن يتفقا على ما سيختلفا فيه .

                  دائما تجد النصارى يريدون الحوار في الإسلاميات والبعد عن المسيحيات حتى إن أضطره ذلك إلى إدعاء الإلحاد أو اللادينية
                  أولاً - هذا على سبيل الأغلب ، وإلا ففي النصارى من يرفض الحوار في الإسلاميات لجهله بها ، ويفضل المسيحيات فقط .
                  ثانيًا - في المسلمين أيضًا مع الأسف من يريد الحوار في المسيحيات دون الإسلاميات حتى لو اضطره ذلك إلى ادعاء الإلحاد أو اللادينية .. وكم سمعنا من إخوتنا في البالتوك من يقول لمحاوره النصراني إذا تكلم في الإسلاميات : "اعتبرني ملحد يا أخي" !
                  فجنس هذا السلوك المذموم وقع في المسلمين أيضًا ، وهذا مصداق نبوءة نبينا عليه الصلاة والسلام بأننا سنتبع سنن من كان قبلنا .
                  لكن هذا السلوك وإن وقع من المسلمين ، فالذين يرتكبونه أقل بكثير ممن يرتكبه من النصارى ، وهكذا كل شر يرتكبه المسلمون ففي النصارى من يرتكبه أكثر ، وكل خير يفعله النصارى ففي المسلمين من يفعله أكثر . وهذا من دلائل نبوة المصطفى عليه الصلاة والسلام .


                  عندما أتحاور حول نقطة لابد أن نحدد المسلمات الأولية للطرفين سواء من خلال العقل أو الكتب المقدسة عندنا وعندهم فعندما نريد أن نتكلم عن إلوهية إنسان أو صنم لابد من تحديد دقيق لمن هو الإله كما هو في العقل والكتاب فالله ليس كمثله شيء وهو العظيم الذي لا يحده زمان ولا مكان وهو القادر وهو الحكيم العدل ثم بعد هذا التحديد نبدأ نتكلم هل المسيح أو الباب أو بوذا أو كرشان هو الله وهل البهاء حل فيه الله هل هل ؟

                  ليس من الصحيح أن نبدأ بتحديد دقيق لمن هو الإله في أمثال هذه المناظرات ، ولا الدخول في تحديد صفات الله وما يتبع ذلك من مسائل . لأن أغلب هذه المسائل أو كلها متفق عليه إجمالاً من الطرفين . فما من نصراني مثلاً يقول بتعدد الآلهة صراحة وابتداء ، وإنما نلزمهم بالتعدد من باب الإلزام لا من باب أن هذه دعواهم .. وكذلك ما من نصراني يدعي أن الله يحده الزمان والمكان ، وإنما نلزمهم بهذا في تجسد المسيح من باب الإلزام فقط .
                  ثم إن أغلب هذه المسائل ، بالرغم من الاتفاق عليها الذي أسلفنا عليه ، لكن عند عرضها وبحث جزئياتها قد يطول النقاش حولها ، وتحتاج هي نفسها إلى مناظرات قبل المناظرة المراد عقدها .


                  وعندما أريد أن أتكلم عن نبوة أي إنسان لا بد من تحديد ضوابط النبوة التي يقبلها الطرفان بداية وهل تنطبق هذه المواصفات على رسل الكتاب المقدس أو بولس وهل تنطبق على سيدنا محمد وعلى الأنبياء المذكوره في القرآن
                  إذا كان موضوع المناظرة عن طعن النصراني في نبوة نبينا عليه الصلاة والسلام ، فلا نحتاج إلى الكلام قبل المناظرة عن ضوابط النبوة وما يتبع ذلك من مسائل .
                  بل يكفينا أن يذكر النصراني أول طعونه ، فنبين أنه ليس بطعن أصلاً ، ونبين أن في أنبيائه مثل هذا الطعن وأكثر .
                  وإذا كان الموضوع عن إثبات نبوة نبينا عليه الصلاة والسلام ، فلا نحتاج إلى الكلام قبل المناظرة عن هذه المسائل أيضًا .
                  بل يكفينا أن نبدأ فنعرض أول دلائل نبوة نبينا عليه الصلاة والسلام ، وإذا نازع النصراني في قوة الدليل بينا له قوته .
                  ولا نحتاج في هذه المناظرة أو تلك إلى المسائل المشار إليها .
                  مع العلم بأن هذه المسائل ليست هينة يسيرة كما يتوهم البعض ، بل هي تحتاج إلى مناظرات في نفسها لو طرحت وفصلت جزئياتها .


                  ولهذا كله إذكر نفسي وإخواني بإلغاء التفرقة بين المناظرة في الإسلاميات والمناظرة في المسيحيات
                  إن كنت تقصد موضوع المناظرة ، فالتفرقة حاصلة شئنا أم أبينا . فكل موضوع بذاته سيندرج تحت "الإسلاميات" أو "المسيحيات" ولا بد . مثلاً موضوع "تحريف التوراة" هو في المسيحيات شئنا أم أبينا . وهكذا لا نستطيع تغيير طبيعة الموضوعات التي لها .
                  وحتى لو عممنا وقلنا "التحريف" ليكون الكلام على تحريف التوراة والقرآن معًا ، فيكون الكلام في الإسلاميات والمسيحيات معًا ن فهذا ليس هو الأصوب ، بل هو أسرع طريق لفشل المناظرة .

                  لكن أقول :

                  إذا كان الموضوع في "الإسلاميات" ، كتحريف القرآن مثلاً (زعم المتهوكون) ..
                  فإذا ادعى النصراني على القرآن دعوى ، فنحتاج في ردها غالبًا إلى إلزامه بمثلها في كتابه .. لنبين له فسادها ..
                  كأن يدعي تحريف القرآن بسبب تأخر نقطه عشرات السنين بعد موت نبينا عليه الصلاة والسلام ..
                  فنحتاج في رد هذا - بعد تبيين الحق - أن نلزمه بنفس منطقه في كتابه ..
                  فنلزمه بأن التوراة تأخر نقطها ، لا عشرات السنين ، بل أكثر من ألف وسبعمائة سنة بعد موت موسى عليه السلام ..
                  فإن كان القرآن عنده محرفًا لهذا ، فالتوراة محرفة من باب أولى ..
                  وبما أنه لا يحكم بتحريف التوراة بالرغم من هذا ، فلا يمكن أن يكون القرآن محرفًا من باب أولى .. وهو المطلوب .

                  فالنصارى على الإنترنت من الجهل والضلال بحيث إذا كان الموضوع في "الإسلاميات" وذهبت تلزمهم بما في كتابهم ، قالوا : إنك تهرب إلى المسيحيات .. وهذا من شدة جهلهم وضلالهم ..

                  فهذه التفرقة هي التي نرفضها بالفعل ، فلا يصح منع أي إلزام أيًا كان ، ما دام صاحبه يبين قوة لزومه .

                  هذا والله أعلى وأعلم بغيبه وأحكم .

                  تعليق


                  • #10
                    ما شاء الله لا قوة إلا بالله

                    كلام رااااااائع بحق

                    وتقريباً مريت بمواقف مشابهة لبعض ما تم ذكره
                    أقربها بخصوص مسألة أن المحاور الآخر يشتت الموضوع ويأتي بأكثر من شبهه وأيضاً ما يتعلق ب

                    وفي المقابل ، قد يحتاج خصمك إلى الكلام على جزئية لإثبات قضيته الكلية .. كأن يحتاج خصمك إلى إثبات قضية كلية عنده هي فساد شرعة الإسلام بزعمه .. فيتوصل إلى ذلك بالكلام على حكم فقهي في الإسلام ليبين فساده بزعمه .. وهذا لا بد له منه ، وإلا فكيف سيثبت زعمه بفساد شرعة الإسلام ؟!

                    فإذا ابتغى خصمنا المناظرة في هذه الجزئية ، فلا يصح أن نقول له : دع الفقه وهات العقيدة ..


                    بالفعل من يومين كنت أتحاور مع شخص أمريكي بدأ وقال انه يحب الإسلام ويدرسه من خمس سنوات لكن فجأة بدأ يطلع شبهات( الله أعلم إذا كان يقصد أم لا ولكن المهم أن الأمر تطور إلى جدال ) ويقول إنها مش مقنعة في الإسلام وبسببها هوا مش حابب يدخل في الإسلام وخايف منه

                    زي تحريم التصوير والنقاب للمرأة وإنه مسألة خاصة بالسعوددية وإن السعودية هي اللي بتحط السرع للناس وأنه لا يمكن ان يتصور أن الله يريد من المرأة ان تمشي في الشارع كأنها خيمة وأيضاً تكلم عن اللحية وأنه لا يرى أي داع للرجل أن يعفي لحيته وأنه أمر غير مقبول عقلياً

                    وعند مسألة النقاب قلت له بأن المسألة من عهد السلف فيها قولان ولكن الأصح والله اعلم أنه فرض ولكن لا يجب أن ينكر أحد الطرفين على الاخر و............................

                    المهم هو قال المفروض مايبقاش فيه قولين في أي مسألة في الشرع لأن الدين واحد والمنهج واحد فإزاي فيه إختلاف

                    وأيضاً كنت قلت له أننا يجب أن نطيع الرسول صلى الله عليه وسلم في ما يأمرنا به وأن نبعد عن ما نهانا عنه على قدر المستطاع حتى وإن لم نفهم فقال انه غير مقتنع بهذا وو بل يجب أن يقتنع أولاً بكل تفصيلة دقيقة من الشريعة حتى يقرر أن يدخل في الإسلام ام لا واننا بهذا لم نختلف عن النصارى حيث أنهم يسلمون عقولهم للقساوسة بدون تفكير ولا يحق لهم أن يسألوا أو يستفسروا عن أي شئ وأن اول ما أعجبه في الإسلام هو إجابته المنطقية والمقنعة لكل شئ ولكن إتضح له أنه هناك مسائل ليس لها إجابة مقنعة

                    المهم تناقشنا كثيراً حول هذه النقطة الأخيرة المتعلقة بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لا يجب أن يكون هناك إختلاف في الآراء وما الدليل حول ان الأحاديث التي تستخدمونها صحيحة وان كتب الحديث صحيحة خاصة البخاري ومسلم

                    بغختصار هو يريد تطبيق قاعدة تقديم العقل على النقل
                    ما يوافق العقل يقبله وما لا يوافقه لا يقبله

                    تعليق


                    • #11

                      جزاكم الله خيراً ونفع بكم.

                      تحية لأخي جندي صلاح الدين على بحثه الموفق، وعلى اجتهاده المبارك.
                      وتحية لأستاذنا متعلم على تعقيبه الماتع، والقيم ... والضروري.

                      متابع ....

                      تعليق


                      • #12
                        موضوع ممتاز و التعليقات عليه ممتازه

                        جزى الله خيرا من كتبه و من قام بالتعليق عليه



                        ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

                        تعليق


                        • #13
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          إنه لمن دواعي سروري أن أجد هذه التعليقات من أساتذتي الكرام بارك الله فيهم

                          وأخص بالذكر إستاذي الدخاخني وإستاذي متعلم بارك الله لهم وبارك في علمهم ولقد قرأت تعليق الأستاذ متعلم في الحقيقة أكثر من مرة فكل كلمة من تعليقه أشعر بأن قلبي يتنفض من السعادة ومن هذا العمق في الطرح فجزاه الله عني خير الجزاء
                          وليسمح لي أستاذي ببعض المشاغبة والتعليق ببعض الأمور
                          التعليق على مسألة المعايير أتفق مع سيادتكم أنها قد تكون غير مناسبة في حوار مع غير مسلم وحقيقة وأنا أنقل هذه الجزئية بالذات من كتاب الدكتور القرضاوي وجدت أنها غير مناسبة للموضوع محل حوارنا فحورت فيها بعض الشيء ولكني أعترف وأقر أنها ليست مناسبة تماماً لموضوعنا وإن كانت في طرح الشيخ القرضاوي حفظه الله في حواره مع العلمانيين لها قيمة كبيرة وإلزام لهم بأن صلاحية الإسلام بكل المعايير: المعيار الرباني وهو الوحي و المعيار الإنساني وهو العقل و المعيار الاجتماعي وهو المصلحة و المعيار السياسي وهو الدستور و المعيار القومي وهو الأصالة و المعيار الدولي وهو وثيقة حقوق الإنسان و المعيار الديمقراطي وهو احترام إرادة الأغلبية بكل هذه المعايير ترجح كفة تطبيق الشريعة الإسلامية .
                          أما تعليقي الثاني إستاذي الكريم وأسمح لي أن نتعلم منكم بشأنها الزيادة وهي مسألة الفروع والأصول .
                          1- نحن لا يمكن أن نختلف على كمال وعظمة وشمولية وصلاحية الشريعة لكل زمان ومكان وأنها من أعظم الدلائل أن هذا الدين من عند الله وأنه الدين الخاتم الذي ختم الله به الرسالات وهذا نتحدى به الدنيا كلها هذه مسألة مفروغ منها .
                          2- مسألة أن الله أحل الطيبات وحرم الخبائث وإختلاف الرأي بين الأشاعرة وبين السلف في هذه المسألة لا علم لي بها فهلا تكرمت على استاذي الكريم ببعض التفصيل في هذه المسألة لأنني على منهج السلف في المجمل وأول مرة تثار أمامي هذه المسألة .
                          3- أما نقطة الخلاف هي رد الفرع على أصلة فهي ما أراه في المسألة وأرى أن تمثيل سيادتكم لمسألة تحريف التوراة وأننا لابد أن ننزل إلى التفصيلات فأرى أن هذا ليس موضوع المسألة
                          وخيراً فعلت الأخت ( الخادمة للإسلام ) في عرضها لحوارها مع هذا الأمريكي وهو خير مثال لتوضيح رأيي
                          إننا لو رددنا كلامه هذا إلى أصل أن الله هو الذي خلق وهو سبحانه هو الذي له الأمر على عباده (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف : 54] فمادمنا آمنا بأن هذا الدين من عند الله خالقنا وخالق السموات والأرض فلابد أن نطيع أوامره فليس في الأمر تكذيب أو تصديق أو إعمال للعقل ولكن هناك طاعة وعصيان فنحن بذلك قد رددنا الفرع إلى أصله لأن ما أراه أنا حسنا قد تراه أنت قبيحا فمسألة النقاب أراه عفة وجمال وصون للمرأة ويراه هذا حجر على المرأة
                          فإذا سرنا على منهج رد الشبهات عن التكلفات الشرعية فأنا مضطر إضطرا أن أبحث عن تبرير لكل حكم شرعي فلماذا الخنزير حرام لأن مش عارف إيه الدوده الشريطية إيه ولبس الذهب حرام على الرجال ليه أصل وفصل ......... قد نبحث عن التبرير وعن الحكمة ولكنها نقطة ثانوية تماما فالنقطة المحورية هي أن الله خلق وأن الله يأمر .
                          نقطة أخيرة كنت قد قرأتها أظن لأخ في منتدى الجامع هي أن بعض التكليفات على الأقوام السابقة للإسلام قد نستغربها جداً كمثل الطهارة من النجاسة بقطع الثياب فهل كانت هذه التكليفات مبرراً ليكفر الناس بالأنبياء السابقين وعندما أمر الله إبراهيم بذبح إبنه هل هذا مبرر أن نقول كيف يأمر الله إنسان بأن يقتل إبنه
                          الملحد أو صاحب أي عقيدة عندما يشاغب في مسائل فرعيه في الإيمان والقدر والخير والشر أو لماذا الإختلاف في الأحكام الشرعية وتوثيق الأحاديث نجيبه ونبين له فهذه مسائل وإن كانت فرعية ولكنها من أصل الإيمان وفروعه التي مطلوب إثباتها بطريقة علمية شرعية عقلية وقد كان لي تعليق على تشكيكهم ونقدهم لمسألة الإختلاف في الأحكام
                          في هذا الرابط : الإختلاف رحمة من الله
                          أما مسألة التكليفات الشرعية فأرى أنها ليست محل تصديق وتكذيب وإعمال عقل ولكنها محل طاعة أو عصيان .

                          نقطه أحب أن أستوضح منك فيها إستاذي الكريم هل لو تم الحوار أو المناظرة حول مسألة تحريف التوراة أو حول مسألة شبهات حول نقل القرآن كل موضوع على حده أم لو قلنا موضوع عن كيفية التوثيق العلمي لنقل القرآن والتوراه أو موضوع التناقضات في الكتابين أي كان الموضوع يكون بحيث يكون في نقطة صغيرة محددة ونقارن بين ما هو موجود في الدينين أيهما أفضل أرجو التفصيل في هذا , وحقيقة ما جعلني أرى هذا الرأي هو الموضوع الذي أشار إليه أستاذنا الدخاخني في تعليقه

                          ولنا في مناظرة / أنسرسابقة أنهت المناظرة قبل بدايتها .

                          وماكان ذلك إلا لطلب المناظر المسلم عن وجودلمقياس يتبع لمعرفة

                          مواصفات النبي .

                          https://www.hurras.org/vb/showthread.php?p=22452#post22452

                          وطبعا لا يوجد للنصاري مواصفات .
                          ولا يجرؤ نصراني علي مقارنة رسولنابرسل كتابه المقدس
                          .

                          وأيضا بعض المتابعة للمناظرات التي تتم على البالتوك وتنشر في المواقع الإسلامية ولي ملحوظة جانبية على بعض من هذه المناظرات فقد يألمني بشدة أن أجد مناظر مسلم ما شاء الله ثقافته في النصرانية ممتازة ولكن عندما يأتي بآيه من القرآن يخطئ في تلاوتها خطأ جلي والله المستعان .
                          أما بالنسبة لمسألة رد النصراني على المسلم بشيء هو موجود في الإسلام أو من جنسه فغالب ما أسمعه يكون ناشئ من قياس فاسد وهم يحاولون فعل ذلك مع كل الحجج الإسلامية الدامغة كأن يقيسون موت معبودهم على الصليب لفداء البشرية من خطيئة لم يفعلوها بقصة فداء سيدنا إسماعيل (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ [الصافات : 107] ( ما علاقة هذا بذاك لا وجه واحد للقياس بين الأمرين إلا بلفظ فداء ) وكذلك موضوع تجسد المعبود يقيسون ( فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [الأعراف : 143] بتجسد معبودهم في صورة يسوع فكل سعيهم أن يجعلوا كل حجة دامغة للمسلمين عليهم محل قياس مع أمر إسلامي هو بعيد كل البعد عما يدعون فلابد الإنتباه لهذا الأمر فعندما عمل إستاذنا الشيخ عرب مثلا بحث عن الخرافات في الكتاب المقدس يبحثون عن أي شيء في كتب المسلمين حتى يعملوا قياس بين هذا وذاك وكما نقول في مصر ( ولا تعايرني ولا أعايرك ....الهم طايلني وطايلك )
                          النقطة الأخيرة التي لا أحب أن أتركها إلا أن أعلق عليها وهي مسألة الدعوة بارك الله فيكم فقد أبنتم كل ما يمكن أن يقال فيها فجزاك الله خيراً فكلنا نعمل بالدعوة كلُُ على قدره ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها
                          وأختم كلامي بشكر إستاذي متعلم جزاك الله خيراً وإني والله إحبك في الله



                          ملحوظه لأخواني عامة لا يصح شرعاً أن نقول إله النصارى ونذم فيه لأنه لا إله إلا الله إنما نقول معبود النصارى الذي يعبدونه فهناك من يعبد المسيح وهناك من يعبد البقرة وهناك وهناك هذا والله أعلم
                          قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران : 64]
                          دعاء كفارة المجلس
                          " سبحانك اللهم وبحمدك أشهدك أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك "

                          تعليق


                          • #14
                            لا أنسى أن أشكر إخواني الأخ أمادو والأخت خادمة الأسلام والأخ توحيد والأخ فارس

                            بارك الله فيهم جميعاً ونفعنا بعلمهم
                            قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران : 64]
                            دعاء كفارة المجلس
                            " سبحانك اللهم وبحمدك أشهدك أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك "

                            تعليق


                            • #15
                              موضوع أكثر من ممتاز .... جزاكم الله خيراً جميعاً ..

                              ملحوظه لأخواني عامة لا يصح شرعاً أن نقول إله النصارى ونذم فيه لأنه لا إله إلا الله إنما نقول معبود النصارى الذي يعبدونه فهناك من يعبد المسيح وهناك من يعبد البقرة وهناك وهناك هذا والله أعلم

                              ملاحظة صائبة... بالفعل أخي الفاضل يجب أن ننتبه جميعاً لذلك عند الرد على النصارى ..
                              اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة عادل خراط, 14 ديس, 2022, 12:33 م
                              ردود 4
                              49 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة عادل خراط
                              بواسطة عادل خراط
                               
                              ابتدأ بواسطة عبدالمهيمن المصري, 23 أغس, 2022, 03:05 ص
                              رد 1
                              214 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة عبدالمهيمن المصري  
                              ابتدأ بواسطة باحث73, 7 أبر, 2022, 03:05 ص
                              ردود 0
                              65 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة باحث73
                              بواسطة باحث73
                               
                              ابتدأ بواسطة عادل خراط, 24 نوف, 2021, 07:44 م
                              ردود 14
                              129 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة عادل خراط
                              بواسطة عادل خراط
                               
                              ابتدأ بواسطة متعلم, 14 أكت, 2021, 01:12 م
                              رد 1
                              79 مشاهدات
                              1 معجب
                              آخر مشاركة د. نيو
                              بواسطة د. نيو
                               
                              يعمل...
                              X