الإعجاز فى آيات السمع والبصر فى القرآن الكريم ‏

[solema]

الإعجاز العلمى فى آيات السمع والبصر فى القرآن الكريم

بحثان من اعداد

أ.د. صادق الهلالى
د. حسين رضوان سليمان اللبيدى

[solema]

بسم الله الرحمن الرحيم

بعض الآيات القرآنية الواردة فى السمع والبصر


( وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ )سورة النحل : 78
( قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ) سورة الملك :23
( إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً) الإنسان :2
( وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ) سورة المؤمنون : 78
(وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أفئدتهم من شىء
إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون) سورة الأحقاف : 26
( مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ ) سورة هود: 20
( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) سورة الإسراء:36

[solema]

تقديم

فضيلة الدكتور : عبد الله بن عبد العزيز المصلح
الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمى فى القرآن والسنة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين , سيدنا ونبينا , وحبيبنا محمد
صلى الله عليه وسلم وعلى إله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد !

فإن نعم الله تعالى على عباده كثيرة غامرة (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا
إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) سورة إبراهيم : 34

ومن نعمه الجليلة على الإنسان نعمتا السمع والبصر اللتان نوه الله بهما فى كتابه العظيم, وأمتن بهما
على عباده فى كثير من آياته كقوله سبحانه وتعالى :

( وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )
سورة النحل : 78


وفى الخلق والإنشاء والإيجاد يقوله سبحانه :


( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ) سورة السجدة 9

وفى سور وآيات كثيرة يتعدد الخطاب ويتنوع الإسلوب فى بيان نعمتى السمع والبصر . فبوجود وسلامة
هاتين الحاستين يكون الإنسان مدركا عاقلا , مميزا بين الخير والشر والحق والباطل, مأمورا بالبحث
والنظر فى الكون علويه وسلفيه بتأمل وتدبر

( قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ...... ) سورة يونس : 101
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ...... ) سورة العنكبوت :20
( قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) سورة الأنعام : 11

فمن وراء السمع الظاهر والإبصار سمع آخر وابصار آخر يسمع به المؤمنون ويبصر به الموقنون, ومن
عداهم لا يسمعون ولا يبصرون, قد عطلوا ما وهبهم الله من أدوات الفهم والتدبر, فنعى عليهم ذلك
فى قوله تعالى : (لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ
كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) سورة الأعراف :179

وقال تعالى : (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ
سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ
يَسْتَهْزِئُون ) سورةالأحقاف : 26 .

وفى أخبار القران الكريم عن تفاصيل حاستى السمع والبصر وبيان وظافهما الحسية والمعنوية إيجاز
وإعجاز كلما نقب الباحث ودقق الدرس وجد الأسرار والحكم المؤكدة والشاهدة على أن هذا القران
الكريم من لدن حكيم حميد .

ويسر الهيئة العالمية للإعجاز العلمى فى القرآن والسنة أنتقدم للقارئ المتبصر موضوع الإعجاز العلمى فى آيات السمع والبصر فى القرآن الكريم وقد تناول كل من الاستاذ الد كتور/صادق الهلالى والد كتور/ حسين رضوان اللبيدى موضوع ((السمع والبصر)) مما يوحى للقارئ للوهلة الأولى بوحدة موضوع البحثين غير أن الطريف فى هذا العرض المزدوج للباحثين فى الآيات القرآنية التى تقدم فيها ذكر السمع على البصر أو تقدم فيها ذكر العين على الأذن وكان هذا هو منطلق الباحثين عن الاعجاز ربطا بمكتشفات العلم الحديث غير أن أحد الباحيثن تناول الجانب العلمى من زاوية الزمن فى تقديم خلق السمع على البصر وكيف أن حاسة السمع تنم وتنضج خلقا وتكوينا عند الجنين قبل حاسة البصر التى يتأخر إكتمالها ونضجها إلى ما بعد الولادة وربما الى أمد بعيد بعد ذلك وكان وجه الإعجاز العلمى عنده هو ذلك التطابق الذى أشارت إليه آيات القران الكريم بتقديم ذكر السمع على البصر بما توصل إليه العلم حديثا من تقدير تلك الحقيقة .


أما الباحث الاخر فقد أنطلق من نفس الموقع ولكنه نحا إلى تقديم وتأخير من نوع آخر ليس هو التخلق والإانشاء والزمن وإنما تقديم وتأخير مكانى من حيث تركيب الحواس ومواقعها وتقديم العين على الأاذن فى مواقعهما الرأس مقارنة بمواقع مراكز الحس من سمع
وبصر فى تركيب المخ وخلص إلى تطابق النسق القرآنى فى الآيات تقديما وتأخيرا فى عرض هذه
الكلمات الأربع ( السمع / البصر /العين / الأذن ) مع ثوابت الكشوف العلمية الحديثة التى توصل إليها الإنسان بعد رحلة علمية شاقة فكان الإعجاز واضحا عند الباحيثين رغم يباين الإتجاهين .

نسأل الله تعالى أن ينفع بهذين البحثين وأن يبارك فى جهود العاملين المخلصين والحمد لله رب العالمين

[solema]

البحث الأول الإعجاز فى آيات السمع والبصر فى القرآن الكريم

أ.د / صادق الهلالى

مدخل

( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) سورة الإسراء :36



ذكرت كلمة السمع ومشتقاتها وتصاريفها فى القرآن الكريم 185 مرة بينما وردت فيه كلمة البصر
ومشتقاتها وتصاريفها 148 مرة فقط وحيثما وردت كلمة السمع فى القرآن الكريم عنت دائما سماع الكلام والأصوات وإدراك ما تنقله من معلومات بينما لم تعن كلمة البصر رؤية الضوء والأجسام والصور بالعينين إلافى 88 حالة فقط إذ أنها دلت فى باقى المرات على التبصر العقلى والفكرى بظواهر الكون والحياة أو ربما يتلقاه المرء ويسمعه من آيات وأقوال وقد ترافقت كلمتا السمع والبصر فى 38 آية كريمة
كما فى قوله تعالى : {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} سورة السجدة : 9

(أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ) سورة يونس : 31
( مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ) سورة هود : 20
( وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) سورة النحل: 78
(وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ) سورة المؤمنون : 78
(وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون) سورة الأحقاف: 26


(قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ) سورةالملك :23
(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً ) سورة الإنسان : 2

وقد وردت كلمة ((الصم)) مترافقة مع كلمة ((العمى)) فى ثمانى آيات سبقت فى معظمها كلمة
(( الصم )) كلمة (( العمى )) كما فى قوله تعالى : (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ ) البقرة :18
( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ ) سورة البقرة :171
( وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً ) سورة الفرقان :73

( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) سورة محمد : 23



ومن الملاحظ فى هذه الآيات الكريمات أن كلمة ((السمع )) قد سبقت كلمة ((البصر )) وبلا إستثناء, فلابد وأن نتساءل هل لهذا السبق من دلالة خاصة ؟

فلا تبدو الإجابة عن هذا السؤال وللوهلة الأولى وعلى ضوء المعلومات الأولية التى نعرفها عن هذين الحسين صعبة وعسيرة الفهم, فمن المعلوم فيزيولوجيا وتشريحيا أن العصب البصر الواحد يحتوى على كثر من مليون ليف عصبى (1) بينما لا يحتوى العصب السمعى إلا على ثلاثين أف ليف فقط
(3, 2) . كما أن المعروف فيزولوجيا أن ثلث عدد الأعصاب الحسية فى الجسم هى أعصاب بصرية, ولا يرد إلى الجسم من مجموع المعلومات الحسية عن طريق الجهاز السمعى أكثر من12 % بينما يرد إلى الجسم عن طريق الجهاز البصر حوالى 70% من مجموع المعلومات الحسية (4)


إذا لماذا هذا التقديم لحس السمع وإيراده قبل حس البصر فى كل الآيات تقريبا ؟

لابد وأن هناك سببا لم نعرفه بعد, ولكننا لو تبصرنا فى الحقائق العلمية التى عرفت حديثا فى علوم الأجنة والتشريح والفيزولوجى والطب لتمكنا من إيجاد الأجوبة ولأتضح لنا الإعجاز العلمى فى هذه الآيات الكريمة وهو ما سنتناوله فى الجزء القادم من البحث .


الحقائق العلمية

1- التطور الجنينى للأذن والعين

تتطور آلتا حسى السمع والبصر فى وقت متزامن تقريبا فى الحياة الجنينية الأولى, إذ تظهر الصفيحة السمعية فى أوائل الأسبوع الرابع (otic placode ) ,وهى أول مكونات آلة السمع (5), بينما يظهر الأخدود البصرى (optic sulci )فى أول الإسبوع الرابع من حياة الجنين فى اليوم الثانى والعشرين (6) وتتطور الأذن الداخلية للجنين من هذه الصفيحة السمعية .

فيظهر فى الإسبوع الرابع الكيس الغشائى لحلزون الأذن (Membraneous cochlea )الذى ينمو طوليا ويلتف لفتين ونصف مكونا الحلزون الكامل فى الإسبوع الثامن, ثم تتم إحاطة الحلزون بغلاف غضروف فى الإسبوع الثامن عشر, وينمو هذا حتى يصل حجمه إلى الحجم الطبيعى له عند البالغين فى نهاية الإسبوع الثامن عشر, ويتم تعظم الغلاف الغضروفى فى الإسبوع
الواحد والعشرين عندما ينمو فيه ( عضو كورتى) : وهو عضو حس السمع, وتظهر فيه الخلايا الشعرية
الحسية التى تحاط بنهايات العصب السمعى. وبذا تكون الأذن الداخلية قد نمت ونضجت لتصل إلى حجمها الطبيعى عند البالغين, وأصبحت جاهزة للقيام بوظيفة السمع المخصصة لها فى الشهر الخامس من عمر الجنين7) .

وكما سنرى أن هذا القسم من الأذن يتكمن منفردا من التحسس للأصوات ونقل إشاراتها إلى الدماغ لإدراكها دون آية ضرورة لمساهمة الأذنين الوسطى والخارجية فى هذه العلمية, وتتطور الأذن الخارجية من الأديم الظاهر والأذن الوسطى من الأديم المتوسط, فتتولد عظيمات وعضلات الأذن الوسطى وبوق أوستاكى وغشاء الطلبة والصماخ السمعى الخارجى خلال الاسابيع (10- 20 ) ثم يتم إتصالهما بالأذن الداخلية فى الإسبوع الحادى والعشرين .

كما يتضح شكل صيوان الاذن فى بداية الشهر الخامس ويتكامل نموه فى الإسبوع الثانى والثلاثين 8

أما العين فلا يتم تكامل طبقتها الشبكة الحساسة للضوء إلا بعد الإسبوع الخامس والعشرين (9) ولا تتغطى ألياف العصب البصرى بالطبقة النخاعية لتتكمن من نقل الإشارات العصبية البصرية بكفاءة إلابعد عشرة أسابيع من ولادة الجنين, كما يبقى جفنا عينى الجنين مغلقين حتى الإسبوع السادس والعشرين من الحياة الجنينية(10) يتضح مما تقدم أن الأذن الداخلية للجنين تنضج وتصبح قادرة على السمع فى الشهر الخامس, بينما لا تفتح العين ولا تتطور طبقتها الحساسة للضوء إلا فى الشهر السابع وحتى عند ذاك لن يكون العصب البصرى مكتملا لينقل الإشارات العصبية الضوئية بكفاءة, ولن تبصر العين لأنها غارقة فى ظلمات ثلاث .

2 – السمع والبصر

لقد ثبت علميا أن الأذن الداخلية للجنين تتحسس للأصوات فى الشهر الخامس, ويسمع الجنين أصوات حركات أمعاء وقلب أمه, وتتولد نتيجة هذا السمع إشارات عصبية سمعية فى الأذن الداخلية والعصب السمعى والمنطقة السمعية فى المخ, يمكن تسجيلها بآلات التسجيل المختبرية, وهذا برهان
علمى يثبت سماع الجنين للأصوات فى هذه المرحلة المبكرة من عمره(11) .ولم تسجل مثل هذه
الإشارات العصبية فى الجهاز البصرى للجنين إلا بعد ولادته كما أن من المهم أن نعرف الأصوات تصل الأذن الداخلية عادة عن طريقين :

http://www.mediafire.com/imageview.p...t97guz&thumb=4

فالإهتزازات الصوتية تنتقل بالطريقة الأولى بواسطة الهواء وتنتقل بالطريقة الثانية بواسطة عظام الجمجمة, وهى ناقلة جيدة للأصوات . ولكن الأذن الخارجية للجنين مملوءة ببعض الألياف وبسائل السلى, ولكن السوائل هى الأخرى ناقلة جيدة للأصوات . فعند غمر رؤوسنا عند السباحة نتمكن من سماع الأصوات جيدا . من ذلك يتضح أن الجنين يمكنه أن يسمع الأصوات التى قد تصل الى أذنه الداخلية إما عن طريق عظام الجمجمة أو عن طريق الإذن الخارجية .

المملوءة بسائل السلى والأنسجة , من الناحية الأخرى لا يتمكن الجنين من أن يبصر خلال حياته الجنينية , لا لظلام محيطه فقط بل لانسداد أجفانه , وعدم نضوج شبكية عينيه , وعدم اكتمال العصب البصري حتى وقت متأخر من حياته الجنينية .

[solema]

3_ اكتمال حاستي السمع والبصر


يمكن للجنين أن يسمع الأصوات بالطريقة الطبيعية بعد بضعة أيام من ولادته بعد أن تمتص كل السوائل وفضلات الأنسجة المتبقية في أذنه الوسطى والمحيطة بعظيماتها , ثم يصبح السمع حادًا بعد أيام قلائل
من ولادة الطفل(12) .

ومن الملاحظ أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يبدأ بسماع الأصوات وهو في رحم أمه , فجميع الحيوانات لا تبدأ بسماع الأصوات إلا بعد ولادتها بفترة , وفيما يلي بعض الأمثلة التي توضح ذلك 13

.
http://www.mediafire.com/imageview.p...qls3jr&thumb=4

أما حاسة البصر فهي ضعيفة جدًا عند الولادة إذ تكاد أن تكون معدومة , ويصعب على الوليد تمييز الضوء من الظلام, ولا يرى , ولا يرى إلا صورًا مشوشة للمرئيات , وتتحرك عيناه دون أن يتمكن من تركيز بصره وتثبيته على الجسم المنظور , ولكنه يبدأ في الشهر الثالث أو الرابع تمييز شكل أمه أو قنينة حليبه وتتبع حركاتهما , وعند الشهر السادس يتمكن من تفريق وجوه الأشخاص , إلا أن الوليد
فى هذا السن يكون بعيد البصر,ثم يستمر بصره على النمو والتطور حتى السنة العاشرة من عمره 14


4_ تطور المناطق السمعية والبصرية المخية


لقد ثبت الآن أن المنطقة السمعية المخية تتطور وتتكامل وظائفها قبل مثيلتها البصرية (15) , وقد أمكن تسجيل إشارات عصبية سمعية من المنطقة السمعية لقشرة المخ عند تنبيه الجنين بمنبه صوتي في بداية الشهر الجنيني الخامس , وتحفز الأصوات التي يسمعها الجنين خلال النصف الثاني من حياته الجنينية هذه المنطقة السمعية لتنمو وتتطور وتتكامل عضويًا ووظائفيًا , ومن الناحية الأخرى لا تنبه المنطقة البصرية للمخ في هذه الفترة بأية منبهات , ولذلك فهي لا تتطور كثيرًا ولا تنضج ولا تتكامل , فمن المعلوم فيزيولوجيًا أن المنبهات النوعية التي ترد أي طريق عصبي حسي تحفزه على النمو والنضوج (16) . وبهذه الطريقة يحفز الجهاز العصبي البصري بمثل ذلك إلا بعد ولادة الوليد .


ولهذه الأسباب يتعلم الطفل المعلومات الصوتية فى أوائل حياته قبل تعلمه المعلومات البصرية , ويتعلمها ويحفظها أسرع بكثير من تعلمه المعلومات المرئية , فهو مثلًا يفهم الكلام الذي يسمعه ويدركه ويعيه أكثر من فهمه للرسوم والصور والكتابات التي يراها , ويحفظ الآيات والأناشيد بسرعة , ويتمكن من تعلم النطق في وقت مبكر جدًا بالنسبة لتعلمه القراءة والكتابة , وكل ذلك لأن مناطق دماغه السمعية نضجت قبل مناطقه البصرية قال تعالى :{لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [الحاقة : 12]


5_ تطور منطقة التفسير اللغوي في قشرة المخ


تنمو وتتطور منطقة التفسير اللغوي (LanguageInterpretative Area)في قشرة المخ والتي تقعبالقرب من منطقة حس السمع , وترتبط معها ارتباطًا أقرب وأوثق من ارتباطهامع منطقة حس البصر (التي هي الأخرى تسهم في وظيفة الكلام والإدراك اللغوي عن طريق القراءة والكتابة ).

إن هذا التقارب بين هاتين المنطقتين ناتج عن حقيقة تطور منطقة حس السمع ووظائفه في وقت مبكر قبل نضوج منطقة ووظائف حس البصر (17).


يتضح لنا من كل ما تقدم :

http://www.mediafire.com/imageview.p...4kne90&thumb=4

وهنا لا بد لنا ان نعود إلى الآيات الكريمة :
{ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ } [يونس : 31]
{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل : 78]
{أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ } [النحل : 108]
{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [المؤمنون : 78]
{ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [السجدة : 9]
{ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا } [الأحقاف : 26]


{قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [الملك : 23]
{إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان : 2]


كل هذه الآيات تشير إلى خلق ونشأة الإنسان , وفي كلها _ دون استثناء _ تقدم ذكر السمع على البصر , هذه لم تكن صدفة عابرة من غير قصد, ولكنها إعجاز رباني لم نهتد إلى معرفته إلا مؤخرًا بعد سبر غور الحقائق العلمية الحديثة التي تثبت الإعجاز العلمي في هذه الآيات الكريمات .


بل إن الحديث النبوي قد تضافر مع آيات القرآن الكريم في تقديم السمع , وكيف لا ؟ وهما من
مشكاة واحدة , يقول صلى الله عليه وسلم وسلم : (إذا مرّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكًا فصوّرها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ... الحديث )
(صحيح مسلم 4/2034 _كتاب القدر_رقم3_2645).



ثم دعونا ننظر إلى الآيات الكريمة الاخرى التي ترافقت فيها كلمتا ((السمع)) و ((البصر)) في قوله
تعالى : { وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة : 20]
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ َ} [الأنعام : 46]
{ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ} [هود : 20]
{ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء : 36]
{ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا} [مريم : 42]
(حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كانوا يعملون ) فصلت : 20
{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ } [فصلت : 22]

في هذه الآيات يشير القرآن الكريم إلى وظيفتي السمع والبصر , ولأن الوظيفة الأولى تطورت ونضجت قبل الثانية ولأن السمع اهم في التعلم والتعليم , وأعمق رسوخًا في ذاكرة الطفل لذلك قدمه جل وعلا .

وتبين الحقائق العلمية السالفة الإعجاز العلمي في هذه الآيات الكريمة أيضًا .


تميز حس السمع على البصر

هناك نواح عديدة اخرى تميز السمع على البصر نضيفها لما تقدم :

فقدان حس البصر قبل حس السمع :

من المعروف فيزيولوجيا ان المرء يفقد حس البصر قبل فقدانه حس السمع عند بدء النوم , أو التخدير (التبنيج) , أو عند الاحتضار قبيل الموت , أو هبوط ضغط الأوكسيجين في الهواء (كما يحصل مثلًا عند الصعود إلى المناطق الجبلية العليا , أو عند الطيران في الأجواء العليا ) , أو عند فقؤ دم الدماغ ( كما يحصل للصائم مثلًا إن ملأ معدتها بغذاء وفير وبسرعة كبيرة , أو عند النهوض السريع والمفاجئ من وضع الاستلقاء ) . ففي كل هذه الحالات لا يفقد حس السمع إلا بعد فقدان حس البصر بفترة قصيرة .
تأثير السرعة والارتفاع على السمع والبصر :

يولد التسارع أو التعجيل الشديد عند الطيارين أو عند رواد الفضاء أثناء الطيران و الارتفاع السريع تجاذبًا موجبًا يؤثر على البصر ويسبب ضباب الرؤية قبل فقدانها تمامًا والإصابة بالعتمة التامة , ولا يفقد الطيار في هذه الأحوال حس السمع كله بل يبقى جزء كبير منه لفترة تالية تبقيه باتصال صوتي مع المحطات الأرضية (18).

الساحة السمعية والبصرية

يتمكن الإنسان من سماع الأصوات التي تصل إلى أذنيه من كل الاتجاهات و الارتفاعات , فيمكننا القول : إن الساحة السمعية هي (360) درجة , بينما لو ثبت الإنسان رأسه في موضع واحد فلن يتمكن من رؤية الأجسام إلا في ساحة بصرية محدودة تقارب (180) درجة في المستوى الأفقي و الـ (145) درجة في الاتجاه العمودي (19 , 20) , أما ساحة إبصاره للألوان فهي أقل من ذلك كثيرًا .
كما أن أشعة الضوء تسير بخط مستقيم دائمًا , فإذا ما اعترضها جسم غير شفاف فلن تتمكن من عبوره أو المرور حوله , ولكن الأصوات تسير في كل الاتجاهات , ويمكنها أن تلف حول الزوايا وعبر الأجسام التي تصادفها , فهي تنتقل عبر السوائل والأجسام الصلبة بسهولة , فيسمعها الإنسان عبر الجدران .


تأثير إصابة الدماغ على السمع والبصر

من المهم ملاحظة أن حس السمع لكل أذن يتمثل في جهتي المخ (21) ؛ فإذا أصيب أحد نصفي الدماغ بمرض ما فلن يفقد المصاب السمع في أي من أذنيه , أما في حالة البصر فيتمثل كل نصف من نصفي العين الواحدة على جهة المخ المعاكسة لها , فإذا ما أصيب الدماغ بمرض في أحد نصفيه فقد المصاب البصر في نصفي عينيه المعاكسين لجهة الإصابة .

المولود الذى يولد فاقدا لحس السمع يصبح أبكم من المعلوم أن المولود الذي يولد فاقدًا لحس السمع يصبح أبكم بالإضافة إلى صممه ولن يتمكن من تعلم النطق والكلام , أما الذي يولد فاقدًا لحس البصر فإنه يتمكن من تعلم النطق وبسهولة , ولهذا _ على ما يظهر _ ترافق لفظ ((الصم)) مع ((البكم) والله أعلم .

{صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [البقرة : 18]
{ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [البقرة : 171]


فقدان حس البصر وزيادة الحفظ والذاكرة والذكاء

عند فقدان حس البصر تقوم المنطقة البصرية المخية بوظائف ارتباطية فترتبط وظيفيًا مع المناطق الارتباطية الدماغية الأخرى فتزيد من قابلية الدماغ على حفظ المعلومات والذاكرة والذكاء , ولا تقوم المناطق السمعية _ لسبب غير معروف_ بمثل هذا الارتباط عند فقدان حس السمع , ولذلك فقد نبغ الكثيرون ممن فقدوا حس البصر , ولم ينبغ أحد ممن فقد حس السمع إلا نادرًا مما يدل على أهمية حس السمع والمبالغة في تخصص مناطقه المخية .


نزول القرآن الكريم في طبيعة سمعية
نزول القرآن الكريم فى طبيعة سمعية لا بد هنا من الإشارة إلى المحيط الأولي والمجتمع الذى نزل فيه القرآن الكريم إذ أنه تميز بطبيعة سمعية أكثر منها بصرية , فليس هناك فى الصحارى منبهات بصرية بقدر ما فيها من منبهات سمعية , كما كان مجتمع ذلك العصر مجتمعا سمعيا أكثر منهبصريًا , فالآيات القرآنية الكريمة كانت تسمع وتحفظفي الصدور وتتناقل عن طريق الرواة , وبالرغم من أنكتّاب الوحي كانوا يدونونها إلا أن القرآن الكريم لم يعمم على الأمصار إلا في زمن الخليفة الثالث عثمان بن عفان-رضي الله عنه_ وبقيت الأحاديث النبوية الشريفة غير مدونة لوقت متأخر , ولعل السبب في ذلك يعود إلى قلة من كانوا يجيدون القراءة والكتابة * إذ قيل إن عددهم في مكة عند اول ظهور الإسلام لم يتجاوز بضعة أفراد. كما أن العرب لم يدونوا شعرهم الغزير حتى وقت متأخر, ولكنه كان يحفظ وترويه الرواة ويلقى في الأسواق والمناسبات فيستمع الكل إليه .
______________________________

* هذا الرأي وإن قال به بعض أهل العلم إلا أن الراجح في هذا هو أن السبب في عدم كتابة
الحديث ما رواه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه)شرح النووي على صحح مسلم 18/129, ويرى
الحافظ ابن حجر _رحمه الله أن النهي كان خشية __التباس الحديث بالقرآن , ثم نسخ النهي إلى أن قال :
كره جماعة من الصحابة والتابعين كتابة الحديث واستحبوا أن يؤخذ عنهم حفظًا (الفتح 1/208)
وذلك لنهي وليس ذلك لعدم إجـــــــــــــــــــادة الكتابة كما يرى المؤلف , وانظر شرح النووي على مسلم , ومقدمة ابن
الصلاح النوع الخامس والعشرون ص87_(الهيئة)_

[solema]

تخصيص حاسة السمع
قد خص الله سبحانه وتهالى حس السمع وجهازه وليذكر البصر عندما أراد تخصيص أهمية حواس بعض عباده فقال سبحانه وتعالى :


{ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا } [الأنعام : 25]
{فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا} [الكهف : 11]
{لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [الحاقة : 12]
{ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ } [نوح : 7]

ارتفاع مستوى الوعي لحاسة السمع

تؤكد الآية الكريمة : {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [الحاقة : 12]
على أن الإحساسات الصوتية التي يسمعها الإنسان بأذنيه تصل مستوى الوعي أحسن من تلك التي تصله عن غير طريقهما كالبصر مثلًا .

آيات ذكر البصر قبل السمع

الآيات القليلة التي ورد فيها ذكر ((البصر)) قبل كلمة ((السمع)) هي تلك الآيات التي تنذر بالعقاب أو تصف الكافرين , وليس في أي منها إشارة لخلق هذين الحسين أو لوصف وظيفتهما أو تطورهما.
{وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ } [المائدة : 71]
{ ولهم أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ َ} [الأعراف : 179]
{ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بها} [الأعراف : 195]
{ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا } [الإسراء : 97]

كثرة المعلومات الواردة

إن كثرة المعلومات البصرية التي ترد الجسم بالنسبة للمعلومات السمعية القليلة نسبيًا التي تصل إليه لا تعني دائمًا أنها تولد إدراكًا ومفاهيم أكثر وأعمق في دماغ الإنسان مما تولده المعلومات السمعية على قلتها , فالذاكرة السمعية أرسخ من الذاكرة البصرية , والرموز الصوتية تعطي مدلولات ومفاهيم أكثر من الرموز الضوئية , فمن المعلوم مثلًا أن نطق الكلمة الواحدة بلهجات ونغمات متباينة تنقل للسامع مفاهيم مختلفة , ولو كتبنا الكلمة نفسها بمختلف الصور الخطية لنقلت دائمًا لقارئها مفهومًا واحدًا لا غير , ومن المعلوم جيدًا أن الأفلام الصامتة لا توصل من المعلومات إلا جزءًا يسيرًا مما يمكن أن تنقله الأفلام الناطقة .
هذه الحقائق العلمية لم تكن معروفة قبل أربعة عشر قرنًا , ولم يعرف الكثير منها إلا في العقود الأخيرة من هذا القرن حتى إن من العلماء من كانوا يرون أن حس البصر أهم من حس السمع , ولكن الدراسات العلمية الحديثة كشفت الكثير من الحقائق الناصعة التي تبين بكل وضوح وجلاء الإعجاز العلمي في الآيات البينات التي قدمت ((السمع)) على ((البصر)) لأسبقيته في الخلق والتطور
العضوى والوظيفى , وللميزات الكثيرة لحس السمع على حس البصر . وصدق الله العظيم القائل :
{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا } [النمل : 93]

{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت : 53]
(( إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا )) سورة الإنسان : 2

[solema]

البحث الثانى

السمع والبصر

د. حسين رضوان سليمان اللبيدى

إثبات أن تقديم السمع وتأخير البصر فى غالب آيات القرآن

الكريم مطابق لتقدم مراكز السمع وتأخر مراكزالبصر داخل المخ البشرى , أى أن ترتيب الكلمات جاء وفقا لترتيب المراكز .

ظاهرة تسترعى الإنتباه .

النصوص القرآنية تفرق بين السمع والبصر من ناحية , والعين والأذن من ناحية أخرى , فما سر هذه
الظاهرة ؟ فعندما تذكر الآيات القرانية السمع والبصر , والعين والأذن نلاحظ ما يلى :

1- يأتى السمع والبصر فى معان حول الفكر والفهم والتدبر , بينما تأتى العين والأذن مراداً بها الأعضاء الناقلة للمؤثرات الحسية .
2- وعندما يأتى السمع مع البصر فى آية واحدة فإن السمع يتقدم البصر فى معظم القرآن الكريم .

وعندما تأتى العين مع الأذن فى آية واحدة فإن العين تتقدم الأذن فى معظم القرآن الكريم .
وسنبدأ- بإذن الله - فى تفصيل ما أوجزناه :

أولا - المعانى التى جاء فيها السمع والبصر والعين والأذن

المتابع لهذه القضية يلاحظ أن هناك فصلا بين أعضاء الحس ( العين والأذن ) وقوة الإدراك
( السمع والبصر ) .

فالآيات التى ذكرت فيها الأعضاء ذكرت معها تعبيرات تناسبها ومن جنسها دون وظائفها ( السمعية والبصرية ) .
وهذه أمثلة لذلك :

( العين )

( تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ) سورة المائدة : 83
( وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ) سورة يوسف : 84
( تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ ) سورة الأحزاب :19


( الأذن )


( فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا) سورة الكهف :11

( كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا ) سورة لقمان :7

والآيات التى ذكر فيها المصدر أو القوة المدركة ( السمع والبصر) ذكر فيها معنى الإدراك والتفهم والتدبرأى :
ذكر فيها معنى العقل. وهذه أمثلة لذلك :

( وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) سورة النحل :78
( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) سورة الإسراء :36
( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ) سورة الروم : 23
( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) سورة ق: 37

وهناك آيات جمعت بين الأعضاء والوظيفة :

( وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا) سورة الأعراف :179
( أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا) سورة الأعراف : 195

هذا ولم ترد صيغة اسم الفاعل مع العضو , وهذا يدل على أن العضو ما هو إلا أداة لنقل المؤثرات السمعية أو البصرية إلى حيث يتم إدراكها فى مراكز الإدراك الخاصة . نخلص من هذا العرض بما يلى :

إن العين والأذن ما هى إلا أعضاء , أما السمع والبصر فهما يشيران إلى قيمة عقلية , أو قوى إدراكية عاقلة , وقد جاءا بصيغة المصدر (( السمع , البصر )) .

ثانيا - تقديم السمع على البصر فى غالب القرآن الكريم , والعكس تقديم العين على الأذن فى غالب آيات الذكر الحكيم
وهذه أمثلة لذلك :

تقديم السمع على البصر :

( وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ) سورة المؤمنون :78
( قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ) سورة الملك : 23

تقديم العين وتأخير الأذن :

( وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ) سورة المائدة :45
( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا ) سورة الأعراف :179

( أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا) سورة الأعراف : 195

وهناك من يرى (1) أن سر تقديم السمع على البصر هو شرف السمع , وذلك يقتضى أن تتقدم الأذن وتتأخر العين ولكن حدث العكس بأن قدمت العين وأخرت الأذن .
__________________________________

(1) روح المعانى 18 / 14,57 / 202
بعد هذا البسط لما أوجزنا عن ظاهرة الفرق فى الوظيفة والترتيب بين أعضاء الحس ( العين والأذن ) وبين مصادر أو قوى الإدراك ( السمع والبصر ) نأتى للإجابة على السؤال : ما سر ذلك ؟

قبل الإجابة : يجب علينا استعراض الحقائق العلمية اليقينية التى توصل إلأيها العلماء حديثا بخصوص عملية السمع والبصر وهى :
إن العين والأذن ما هى إلا مستقبلات تستقبل موجات الضوء والصوت لترسلها عبر الأعصاب إلى مراكز السمع والبصر داخل المخ البشرى , وفى هذه المراكز يتم إدراكها وفهمها .

ولقد وجد العلماء أن مركز السمع يقع فى الفص الصدغى للمخ , بينما يقع مركز الإبصار فى الفص المؤخر فى آخر المخ , أى أن مراكز السمع تتقدم على مراكز الإبصار , بعكس الأعضاء حيث تتقدم العين على الأذن فى صنعة الله الظاهرة (انظر الشكل التالى ) .

http://www.mediafire.com/imageview.p...ozm4mrbd6onqel

[solema]

وجه الإعجاز


بعد هذا العرض العلمى الموجز نستطيع أن نقول : إن الإعجاز قد تحقق بكل المقاييس .
فالآيات فصّلت بين الأعضاء ( العين والأذن ) , وبين القوى المدركة ( السمع والبصر ) وفى صنعة الله ما يطابق ذلك فهناك أعضاء حس لاستقبال المؤثرات الحسية , وهناك مراكز داخل المخ البشرى تمم عملية الإدراك والفهم لهذه المؤثرات الحسية .

وأيضاً من ناحية الترتيب نجد أن الحق سبحانه وتعالى رتب فى الآيات : العين قبل الأذن , والسمع قبل البصر , فى غالب القرآن الكريم , وها هو العلم اليقينى قد أثبت أنه بينما تتقدم العين الأذن فى رأس الإنسان , فإننا نجد عكس ذلك الترتيب بالنسبة للمراكز , فمركز السمع يتقدم مركز الإبصار فى قشرة المخ البشرى . إذا طابق كلام الله صنعة الله . إنه الإعجاز .
( الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) سورة هود :1


الخلاصة :







http://www.mediafire.com/imageview.p...5zvu589mqhvvye

المراجع
مراجع البحث الأول

1- القرآن الكريم .
2- صحيح مسلم ط , دار إحياء التراث العربى - بيروت .

1- Noback, C.R. & Demarest: The Human Nervoud System, P.410-215, 3rd ed .
McGraw Hill Int. Book Co. 1981.
2- andel, E.R. & J.H. Schwartz: Principles of Neural Science, P.264, Edward Arnold Ltd, London 1981.
3- Hilali, S.M. : Ph. D. Thesis, Studies in the Central Auditory Pathway, Birming-ham Univ., 1954.
4-Hilali, S.M. : Physiology of the Nervous System, Vol. I P.213,Baghdad, 1972
( In Arabic )
5- Keith L . Moor: The Developing Human, 3rd ed, P.413, W.B. Saunders Co. 1982.
6- Rush,T. & H.D. Patton: Physiology and Biophysics, Vol. 1, The Brain and Neural Function, P. 412, W.B. Saunders Co. 1979.
7-Rush,T. & H.D. Patton: Vide Supra P.412-413.
8-Pansky, B. & D.J. Allen: Review of Neuroscience, P. 35-41, McMillan Publ.Co., 1980.
9-Pansky, B. & D.J. Allen:Vide Supra P.35-41.
10-Keith L . Moor: Vide Supra P.420.
11-Rush,T. & H.D. Patton: Vide Supra P.413-417.
12-Noback, C.R. & R.J. Demarest: Vide Supra P.147.
13-Rush,T. & H.D. Patton: Vide Supra P.412.
14-Noback, C.R. & R.J. Demarest: Vide Supra P.147.
15-Guyton, A.C.: Textbook of Medical Physiology, 6th ed, P.688,W.B. Saunders Co., 1981.
16-Noback, C.R. & R.J. Demarest: Vide Supra P.140.
17-Guyton, A.C.:Vide Supra p.688.
18-W.R. Ganong: Review of medical Physiology, 11th ed, P.507, Lange Med.Publ., 1983.
19-Rush,T. & H.D. Patton: Vide Supra p.517.
20-Hilali, S.M. :Vide Supra p.256-257.
21-kandel, E.R. & J.H. Schwartz:Vide Supra p.267.

مصادر البحث الثانى

1- القرآن الكريم .
2- روح المعانى للآلوسى, ط . دار الفكر - بيروت .

ساهم معى فى تفريغ هذا البحث مجموعة من حراس وحارسات العقيدة

فجزاهم الله خيرا ونفع بهم ..

[مصطفى سيف]

إنها يد الله التي سوت هذا الإنسان ; وإنها النفخة من روح الله في هذا الكيان . . إنها التفسير الوحيد الممكن لهذه العجيبة التي تتكرر في كل لحظة , والناس عنهاغافلون . . ثم هي النفخة من روح الله التي جعلت من هذا الكائن العضوي إنسانا ذا سمع وذا بصر وذا إدراك إنساني مميز من سائر الكائنات العضوية الحيوانية

[سائلة تريد الحق]

شكرا لك اختى الفاضلة :solema>>>>على هذا البحث الرائع ولكن عندى نقطة كنت دائما اتساءل فيها كلما ذكر هذا الموضوع فى الاعجاز واتمنى من حضرتك والاخوة الافاضل لو يستطيعوا افادتى فى تلك النقطة لانها بجد تهمنى!

يقول الله تعالى:

وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ )سورة النحل :
( قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ )
وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ) سورة المؤمنون : 78
(وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أفئدتهم من شىء
وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً
مَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ

فى كل الايات السابقة نجد ان الله تعالى يقول السمع والبصر والافئدة ... وانى لاتساءل لماذا لم اغفل الباحث الكريم دراسة ( الافئدة ) مع السمع والبصر مع انها مقترنة معهما فى كثير من الايات ؟؟

اريد ان اعرف ما المقصود بكلمة افئدة فى القران الكريم ؟
واذا كانت هذه الايات الكريمة توضح ان حاسة السمع وجدت قبل حاسة البصر فاعتقد تبعا لذلك ... يجب اعتبار ان الافئدة خلقت بعد السمع والبصر !!!

وارجو من علمائنا الافاضل افادتى فى هذا الموضوع !

لانه اذا اثبتنا هذه النقطة فسنثرى اعجاز الاية ... اما اذا لم يصح كلامى وكان خلق الافئدة يتم فى الجنين قبل حاسة السمع .. فاعتقد مع الاسف ان هذا سيضعف من قوة الاعجاز فى الاية بالنسبة لى طبعا

انتظر الرد وشكرا لرحابة صدركم معى

[سائلة تريد الحق]

ولى سؤال اخر ربما برة الموضوع شوية ولكن ارجو من حضرتك افادتى :

لهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا )

اذن كما يرى الباحث فالعين اهم من الاذن ... واعتقد على نفس المبدا سيكون القلب اهم من كلا من العين والاذن وهذا منطقى جدا .....

ولكن السؤال ما المقصود قلوب يفقهون بها ؟؟؟ هل القلب يفقه ام العقل!!

ارجو التوضيح وشكرا لك جزيلا:

[سائلة تريد الحق]

مرحبا اخى الكريم : (كنز العلوم )
اتمنى لو تعرف رد مقنع على سؤالى واعتذر لك مرة اخرى على سخافتى

[_الساجد_]

الأستاذة الفاضلة .. راجعي هذا الموضوع ولنتحدث بعده إن شئت ..
https://www.hurras.org/vb/showthread.php?p=112717

[moslem9]

جزاكم الله خيرا استاذ الساجد

ممكن هذه المعجزه التى هى التفكر بالقلب تكون دليلا على وجود الله و انه اوحى الى الرسل

لانه يوجد ايضا فى الانجيل ما يقول ان القلب يفكر

و هذا عرفته بالصدفه

For example, the Old Testament saying in Proverbs 23:7, "For as a man thinketh in his heart, so is he,"

in Luke 5:22, "What reason ye in your hearts?"

But Jesus, perceiving their thoughts, answered them, "Why are you reasoning so in your hearts?

[سائلة تريد الحق]

اخى الكريم مسلم : التفكر بالقلب كلمة يجب ان يكون لها دليل علمى قبل ان نتسرع ونعتبرها معجزة!
هل هناك مراجع علمية تؤكد ذلك!!