التوحيد المستوى 100

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سدرة مسلمه اكتشف المزيد حول سدرة
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: التوحيد المستوى 100

    - الفصل الدراسي الثاني -


    الدرس الاول

    أركــان العبـوديـة الصحيحة


    العبادة تقوم علـى ثلاثـة أركان هي :
    الحب (1) والخـوف والرجاء ، ولا بد في العـبادة من اجتماع هذه الأمـور ، قال تعالى في وصف عـباده المرسلـين إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (2) وقال تعالى في وصف عباده المؤمنين : يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ (3) وقال بعض السلف : من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد(4)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : فدين الله عبادته وطاعته والخضوع له، والعبادة أصل معـناها الـذل أيضاً : يقال طـريق معبد إذا كان مذللاً قد وطئته الأقدام، لكن العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب، فهي تتضمن غاية الذل للّه تعالى بغاية الحب له، ومن خضع لإنسان مع بغضه له لا يكون عابداً له، ولو أحب شيئاً ولم يخضع له لم يكن عابداً له كما يحب الرجل ولده وصديقه ، ولهذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله تعالى، بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء ، وأن يكون الله أعظم عنده من كل شيء بل لا يستحق المحبة والخضوع التام إلا الله (5).

    الـمـحـــبـة

    أصل الأعمال كلها هو المحبة فالإنسان لا يعمل إلا لما يحب إما لجلب منفعة، أو لدفع مضرة، فإذا عمل شيئاً فلأنه يحبه إما لذاته كالطعام أو لأنه يوصل إلى المحبوب كالدواء.
    وعبادة الله مبنية على المحبة بل هي حقيقية العـبادة ؛ إذ لو تعبد المرء الله تعالى بدون محبة صارت عبادته له قشـراً لا روح فيها ، فإذا كان الإنسـان في قلـبه محـبة الله وللوصول إلى جنته ؛ فسوف يسلك الطريق الموصل إلى ذلك.

    أنــواع الــمـحــبـة :
    والمحبة على أنواع أربعة هي :
    1) محبة الله تعالى : وهي محبة التأله أي : التعبد الذي يوجب التذلل والتعظيم.
    2) محبة ما يحبه الله من الأعمال والأقوال والأشخاص : وهي مما يتقرب به إلى الله .
    3) المحبة الشركية : وهي محبة غير الله كحب الله وهي محبة العبادة المتضمنة للتقديس والتذلل والتعظيم لغير الله وهذه المحبة شرك أكبر.
    قال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ (6) أي : يحبون هذه الأنداد كمحبة الله فيجعلونها شركـاء لله في المحبة، وقـال تعالى حاكياً عـن المشركين : تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (7) .
    4) المحبة الطبيعية : وهي التي فطر الله الناس عليها، كمحبة الوالد لولده والولد لوالده والتلميذ لمعلمـه والزوج لزوجـته ومحـبة الطعام ، والشـراب. وهذه المحبة من المباح ، إلا إذا اقتـرن بها التأله والتعبد صارت عبادة.
    ولابـد أن تكون محبة الله ومحبة ما يحبه الله مقـدمـة على المحبوبات الأخرى ، قـال تعـالى : قُلْ إنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاَللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (8) . وهذا الوعيد في الآية ليس لمجرد حب هذه الأشياء لأنه مما جبل عليه الإنسان وإنما توعد سبحانه من قدم محبتها على محبة الله ورسوله صلي الله عليه وسلم ومحبة ما يحبه الله ورسوله صلي الله عليه وسلم ، فلابد من إيثار ما أحبه الله وأراده من عبده على ما يحبه العبد ويريده.

    عــلامات مـحـبة الله :
    محبة الله تعالى لها علامات تدل عليها :
    1) تقديم ما يحبه الله ورسوله من الأعمال على ما تحبه نفسه من الشهوات والملذات والأموال والأولاد والأوطان قال صلي الله عليه وسلم : « ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان من كان الله ورسولُه أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُقْذَفَ في النار » (9).
    2) اتبـاع الرسول
    فيما جاء به فيفعل ما أمر به ويترك ما نهـى عنه، قال تعـالى : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (10) .
    3) الذلة والخضوع والرحمة للمؤمنين و العزة على الكافرين من غير ظلم ولا عدوان.
    4) الجهاد في سبيل الله بالنفس واليد والمال واللسان لإعلاء دين الله ورد كيد أعدائه.
    5) عدم الخوف من لوم اللائمين فيما يعملونه حباً لله.
    ودليل هذه العلامات قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (11) .

    الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى
    الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى كثيرة منها :
    أولاً : قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه.
    الثاني : التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض.
    الثالث : دوام ذكـر الله على كل حال باللـسان والقلب.
    الرابع : إيثار ما يحبه الله على ما يحبه العبد عند تزاحم المحبتين.
    الخامس : التأمل في أسماء الله وصفاته وما تدل عليه من الكمال والجلال، وما لها من الآثار الحميدة.
    السادس : التأمل فـي نعم الله الظاهـرة والباطنة ومشاهـدة بـره وإحسانـه وإنعامه على عباده.
    السابع : انكسار القلب بين يدي الله وافتقاره إليه.
    الثامن : التعبد الله وقت النزول الإلهي حين يبقى ثلث الليل الآخر بالتهجد وتلاوة القرآن في هذا الوقت والدعاء، وختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
    التاسع : مجالسة أهل الخير والصلاح المحبين الله عز وجل والاستفادة من كلامهم.
    العاشر : الابتعاد عن كل سبب يحول بين القلب وبين الله من الشواغل.

    مصطلحات
    الزندقة : هي كلمة أعجمية تعني النفاق والخروج من الدين.
    المرجئة : هم الذين يخرجون العمل عن مسمى الإيمان.
    الحرورية : وصف للخوارج الأولين الذين قاتلهم علي والصحابة رضي الله عنهم نسبة إلى حروراء مكان قرب الكوفة وقد عـرف عنـهم الغلـو وتكـفير مرتكب الكبيرة والخروج على الأئمة.

    إثـرائية
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن، إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبـه، وبذلك يحصـل له الفرح والسرور، وهذا لا يحصل له إلا بإعانة اللّه له لا يقدر على تحصيل ذلك له إلا اللّه فهو دائمًا مفتقر إلى حقيقة إياك نعبد وإياك نستعين، فإنه لو أعين على حصول ما يحبه ولم يحصل له عبادته للّه بحيث يكون هو غاية مراده ونهاية مقصودة وهو المحبوب له بالقصد الأول وكل ما سواه إنما يحبه لأجله لا يحب شيئًا لذاته إلا اللّه متى لم يحصل له هذا لم يكن قد حقق حقيقة لا إله إلا اللّه ولا حقق التوحيد والعبودية والمحبة وكان فيه من النقص والعيب بل من الألم والحسرة والعذاب بحسب ذلك.
    العبودية ص 29 باختصار.

    _______________________________

    (1) لا بد من الإشارة إلى تلازم المحبة مع الذل وقد مر ذكر العبادة وأن معناها التذلل والخضوع
    (2) سورة الأنبياء الآية : 90.
    (3) سورة المائدة الآية : 54.
    (4) انظر رسالة العبودية ص37.
    (5) انظر رسالة العبودية ص6.
    (6) سورة البقرة الآية : 165.
    (7) سورة الشعراء الآيات : 97 ، 98.
    (8) سورة التوبة الآية : 24.
    (9) أخرجه البخاري كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان برقم 16، ومسلم في كتاب الإيمان باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان برقم 43 1/14.
    (10) سورة آل عمران الآية : 31.
    (11) سورة المائدة الآية : 54.


    لا اله إلا الله ، محمد رسول الله

    حكمة هذا اليوم والذي بعده :
    قل خيرًا او اصمت



    تعليق


    • #17
      رد: التوحيد المستوى 100

      الـــرجــــــــاء
      الدرس الثاني



      الرجــــاء :

      الثقه بجود الرب تعالى والتطلع إليه وحسن الظن به.
      والرجاء من أجَلّ أعمال القلب وأعلاها وأشرفها، وعليه وعلى الحب والخوف مدار السير إلى اللّه وقد مدح اللّه تعـالى أهلـه وأثنـى علـيـهم فقـال : ﴿ (1).
      الفرق بين الرجاء والتمني :
      والفرق بينه وبين التمني أن التمني يكون مع الكسل ولا يسلك بصاحبه طريق الجد والاجتهاد والأخذ بالأسباب، وأما الرجاء فيكون مع بذل الجهد وحسن التوكل على اللّه والأخذ بالأسباب فالأول : كحال من يتمنى أن يكون له أرض يبذرها ويأخذ زرعها والثاني : كحال من يشق أرضه ويفلحها ويبذرها ويرجو طلوع الزرع ولهذا أجمـع العقلاء على أن الرجاء لا يصـح إلا مع العمـل قـال اللّه تعـالى : ﴿
      ﴾(2)، وقال تعالى : ﴿ ﴾(3).

      وعن جـابر قال: سمـعت رسـول اللّه صلي الله عليه وسلم يقـول قبل موتـه بثلاث : « لا يمـوتن أحدكـم إلا وهو يحسن الظن باللّه »(4) وفي حديث واثلة بن الأسقع ] قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: قال اللّه عز وجل : « أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء » (5).
      الرجاء ثلاثة أنواع :
      نوعان محمودان ونوع مذموم .
      فالأول : رجاء من يعمل بطاعة اللّه على نور من اللّه فهو راجٍ لثوابه.
      والثاني : من أذنب ذنوبًا ، ثم تاب منها فهو راجٍ لمغفـرة اللّـه تعالـى وعفـوه وإحسـانه.
      والثالث : من يتمادى في التفريط والخطايا يرجو رحمة اللّه بلا عمل فهذا هو الغرور والتمني والرجاء الكاذب.


      (1) سورة الأحزاب الآية : 21.
      (2) سورة الكهف الآية : 110.
      (3) سورة البقرة الآية : 218.
      (4) أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب الأمر بحسن الظن باللّه تعالى عند الموت برقم 2877.
      (5) أخرجه أحمد 3/491 والشطر الأول منه عند مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة ، باب الحث على ذكر اللّه برقم 2675 من حديث أبي هريرة .

      __________



      اثرائيه

      قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
      وإعراض القلب عن الطلب من اللّه والرجاء له يوجب انصراف قلبه عن العبودية للّه لا سيما من كان يرجو المخلوق ولا يرجو الخالق بحيث يكون قلبه معتمدًا إما على رئاسته وجنوده وأتباعه ومماليكه وإما على أهله وأصدقائه وإما على أمواله وذخائره وإما على ساداته وكبرائه كمالكه وملكه وشيخه ومخدومه وغيرهم ممن هو قد مات أو يموت قال تعالى :

      مجموع الفتاوى ج : 10ص : 185.
      شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

      سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
      حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
      ،،،
      يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
      وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
      وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
      عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
      وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




      أحمد .. مسلم

      تعليق


      • #18
        رد: التوحيد المستوى 100

        الدرس الثالث

        الـــخـــــوف

        الخوف والخشية من الله من أفضل مقامات الدين وأَجلها، وهــو مـن أنواع العبادة فيجب إخلاصه لله تعالى.
        قال تعالى : وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (1)
        وقال تعالى : فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ (2)
        وقوله : فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (3)
        وأمثالها من الآيات .

        أنـــواع الــخــوف :


        الخوف ثلاثة أنواع هي :


        1 ) خوف العبادة والتذلل والتعظيم والخضوع ، وهذا يجب صرفه لله تعالى فمن صرفه لغير الله فهو مشرك شركاً أكبر، كمن يخاف من الأصنام أوالأموات ويعتقد ضرهم ونفعهم كحال بعض عباد الأصنام والأشخاص ونحوها، وربما زاد خوفه من غير الله على خوفه من الله .
        2) الخوف الذي يؤدي إلى ترك واجب أو فعل محرم بدون عذر شرعي فهذا الخوف محرم و منافٍ لكمال التوحيـد ، قال تعـالى : الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (4)
        ومعنى قوله تعالى : يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ أي : يخوفكم أولياءه فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وهذا نهي من الله تعالى للمؤمنين أن يخافوا غيره ، وأمر لهم أن يقصروا خوفهم على الله تعالى، فلا يخافون غيره، وهذا هو الإخلاص الذي أمر به عباده، ورضيه منهم.
        قال ابن القيم رحمه الله : ومن كيد عدو الله : أن يخوف المؤمنين من جنده وأوليائه لئلا يجاهدوهم، ولا يأمروهم بمعروف، ولا ينهوهم عن منكر، وأخبر تعالى أن هذا من كيد الشيطان وتخويفه ونهانا أن نخافه.
        قال: والمعنى عند جميع المفسرين: يخوفكم بأوليائه. قال قتادة: يعظمهم في صدوركم. فكلما قوي إيمان العبد زال من قلبه خوف أولياء الشيطان، وكلما ضعف إيمانه قوي خوفه منهم،(5) فدلت هذه الآية على أن إخلاص الخوف من شروط الإيمان.
        3) الخـوف الطـبيعي : وهو الخوف مما يضر عادة، كالخوف من العدو أو من حيوان مفترس أو نحو ذلك، فهذا في الأصل خوف مباح ؛ لقوله تعالـى عن موسى : فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ (6)
        وهذا النوع لا ينافي الإيمان، وإذا كان خوفاً محققاً قد انعقدت أسبابه فليس بمذموم. أما إذا كان خوفاً وهمياً ليس له سبب أصلاً أو له سبب ضعيف فهذا مذموم، يدخل صاحبه في وصف الجبناء، وقد تعوذ النبي صلي الله عليه وسلم من الجبن، ويندفع هذا النوع بالإيمان التام، والتوكل على الله ، وتنقلب المخاوف في حق المؤمنين أمناً وطمأنينة ؛ لقوة إيمانهم وكمال توكلهم.
        ويجب أن نعلم أن الخوف من الله سبحانه يجب أن يكون مقروناً بالرجاء والمحبة ، بحيث لا يكون خوفاً باعثاً على القنوط من رحمة الله عز وجل؛ فالمؤمن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء؛ بحيث لا يذهب مع الخوف فقط حتى يقنط من رحمة الله ، ولا يذهب مع الرجاء فقط حتى يأمن مكر الله ؛ لأن القنوط من رحمة الله والأمن من مكر الله ينافـيان كمال التوحـيد ، قال تعالى : أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (7)
        وقال تعالى : قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (8)
        والخوف والرجاء إذا اجتمعا دفعا العبد إلى العمل وفعل الأسباب النافعة فإنه مع الرجاء يعمل الطاعات رجاء ثوابها ومع الخوف يترك المعاصي خوف عقابها، أما إذا يئس من رحمة الله فإنه يتوقف عن العمل الصالح وإذا أمن من عذاب الله وعقوبته فإنه يندفع إلى فعل المعاصي.


        إثرائــية :

        قال السيوطي رحمه الله:
        قاعدة في الألفاظ التي يظن بها الترادف وليست منه: من ذلك الخوف والخشية لا يكاد اللغوي يفرق بينهما ولا شك أن الخشية أعلى منه وهي أشد الخوف فإنها مأخوذة من قولهم شجرة خشية أي يابسة وهو فوات بالكلية، والخوف من ناقة خوفاء أي بها داء وهو نقص وليس بفوات، ولذلك خصت الخشية بالله في قوله تعالى: وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ
        وفرق بينهما أيضا بأن الخشية تكون من عظم المخشي وإن كان الخاشي قويًا، والخوف يكون من ضعف الخائف وإن كان المخوف أمرًا يسيرًا، ويدل لذلك أن الخاء والشين والياء في تقاليبها تدل على العظمة نحو شيخ للسيد الكبير وخيش لما غلظ من اللباس ولذا وردت الخشية غالبًا في حق الله تعالى نحو
        مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ وامــا يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ففيه نكـتة لطيـفة فإنـه في وصـف الملائكـة ولما ذكـر قـوتهم وشدة خلقهم عـبر عنهم بالخوف لبيان أنهم وإن كانوا غلاظًا شدادًا فهم بين يديه تعالى ضعفاء ثم أردفه بالفوقية الدالة على العظمة فجمع بين الأمرين ولما كان ضعف البشر معلومًا لم يحتج إلى التنبيه عليه.
        الإتقان في علوم القرآن 1/569.


        __________________________

        (1) سورة الانبياء الاية : 28 .
        (2) سورة المائدة الاية :44 .
        (3) سورة آل عمران الاية : 175 .
        (4) سورة آل عمران الايات : 173 ، 175 .
        (5) إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان 1 / 130 .
        (6) سورة القصص الاية 21 .
        (7) سورة الاعراف الاية :99 .
        (8) سورة الحجر الاية :56.
        لا اله إلا الله ، محمد رسول الله

        حكمة هذا اليوم والذي بعده :
        قل خيرًا او اصمت



        تعليق


        • #19
          رد: التوحيد المستوى 100

          الـــتــــوكــــل
          الدرس الرابع




          التوكل لغة:

          الاعتماد والتفويض. وهو من عمل القلب.
          التوكل شرعًا:
          صدق اعتماد القلب على اللّه والثقة به في جلب الخير ودفع الضر مع فعل الأسباب.




          أنـــواع الــتـــوكــل :

          التوكل نوعان هما :
          1
          التوكل علي الله وهو
          اعتقاد العبد بأن الأمر كله للّه وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وأنه هو النافع المعطي المانع وأنه لا حول ولا قوة إلا باللّه ، ثم يعتمد بقلبه على ربه في جلب مصالح دينه ودنياه وفي دفع المضار ، ويثق غاية الوثوق بربه في حصول مطلوبه مع بذل جهده في فعل الأسباب النافعة.

          وهو من أعـظم أنواع العبـادة التي يجـب إخـلاصها للّه تعالى ، قال تعالى : ﴿(1)
          فأمر اللّه سبحانه بالتوكل عليه وحده ، لأن تقديم الجار والمجرور يفيد الحصر ، وجعل التوكل عليه شرطاً في الإيمان كما جعله شرطاً في الإسلام في قوله تعالى : ﴿﴾(2) فدل على انتفاء الإيمان والإسلام عمن لم يتوكل على اللّه أو توكل على غيره فيما لا يقدر عليه إلا هو.
          ومما يجدر التنبيه عليه في موضوع التوكل الأمور التالية :
          التوكل على الله من صفات المؤمنين :
          التوكل علـى اللّه من أبـرز صفـات المؤمنين قال تعالى : ﴿
          ﴾(3)
          أي : يعتمدون عليه بقلوبهم فلا يرجون سواه .
          العلاقة بين التوكل والأخذ بالأسباب :
          التوكل على الله سبحانه لا ينافي الأخذ بالأسباب، فإن الله سبحانه وتعالى قدر المقدورات وربطها بأسبابها، فالأخذ بالأسباب من طاعة الله والتوكل عليه ؛ قـال تعالـى :
          وقـوله تعالـى :
          وقوله تعالى:
          حاجة العباد إلى التوكل :
          لا يمكن تحقيق العبادة إلا بالتوكل لأن الإنسان لو وُكِل إلى نفسه وُكِل إلى ضعف وعجز ولم يتمكن من القيام بالعبادة لهذا نقول في صلاتنا:
          فنطلب من اللّه العون اعتماداً عليه سبحانه بأنه سيعيننا على عبادته .


          التوكل علي غير الله وهو قسمان
          1

          التوكـل في الأمـور التي لا يقـدر عليهـا إلا الله كالتوكـل علـى الأوثـان و الأمـوات وسائـر المخلوقات في تحقيق النصر أو الحفظ أو الرزق أو الشفاعة ونحوها فهذا شرك أكبر.
          2

          التوكل في الأسبـاب الظاهرة ؛ كمن يتوكل على أمير أو سلطان أو أي شخص حي قادر فيما أقدره اللّه تعالى عليه من رزق أو دفع أذى ونحو ذلك ، فهو نوع من الشرك الأصغر.
          تنبيه : توكيل الشخص لغيره بالقيام بعمل جائز يقدر عليه مع اعتماد قلبه على اللّه لا يدخل في التوكل الممنوع شرعاً، لأن توكيل الشخص في تحصيل الأمور الجائزة يعد من جملة الأسباب، والأسباب لا يعتمد عليها وإنما يعتمد على اللّه سبحانه الذي أوجد السبب والمسبب.

          اثرائيه
          قال ابن رجب رحمه الله:
          وحقيقة التوكل تكلة الأمور كلها إلى من هي بيده فمن توكل على الله في هدايته وحراسته وتوفيقه وتأييده ونصره ورزقه وغير ذلك من مصالح دينه ودنياه تولى الله مصالحه كلها فإنه تعالى ولي الذين آمنوا وهذا هو حقيقة الوثوق برحمة الله كما في هذا الدعاء «فإني لا أثق إلا برحمتك» فمن وثق برحمة ربه ولم يثق بغير رحمته فقد حقق التوكل على ربه في توفيقه وتسديده فهو جدير بأن يتكفل الله بحفظه ولا يكله إلى نفسه.
          شرح حديث لبيك ص122 ـ 123.



          (صك وكالة)

          شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

          سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
          حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
          ،،،
          يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
          وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
          وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
          عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
          وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




          أحمد .. مسلم

          تعليق


          • #20
            رد: التوحيد المستوى 100

            الدرس الخـامس

            شــروط قــبـول الــعــبــادة

            يشترط لقبول العبادة شرطان :
            الشـرط الأول : أن تكون خالصة الله تعالى .
            الشرط الثاني : أن تكون صواباً على سنة الرسول صلي الله عليه وسلم .




            والشرط الأول : هو مقتضى لا إله إلا الله ، فإن مقتضاها إخلاص العبادة لله وعدم الإشراك به.
            والشرط الثاني : هو مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله، فإن مقتضاها وجوب طاعة الرسول واتباع شرعه وتـرك البـدع والمحدثات ، قـال تعالـى : بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (1) فأسلم وجهه يعني أخلص عبادته لله وَهُوَ مُحْسِنٌ أي : متبع للرسول صلي الله عليه وسلم .
            قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وجماع الدين أصلان : ألا يعبد إلا الله، ولا يعبده إلا بما شرع، لا يعبد بالبدع، كما قال تعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (2).
            وذلك تحقيق الشهادتين، شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمداً رسول الله، ففي الأولى : أن لا نعبد إلا إياه، وفي الثانية : أن محمداً صلي الله عليه وسلم هو رسوله المبلغ عنه فعلينا أن نصدق خبره ونطيع أمره وقد بين لنا ما نعبد الله به ونهانا عن محدثات الأمور، وأخبرنا أنها ضلالة (3) قال النبي صلي الله عليه وسلم : « وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة » (4).


            ________________________

            (1) سورة البقرة الآية : 112.
            (2) سورة الكهف الآية : 110.
            (3) مجموع الفتاوى الكبرى ج
            410/2.
            (4) تقدم تخريجه ص65.
            لا اله إلا الله ، محمد رسول الله

            حكمة هذا اليوم والذي بعده :
            قل خيرًا او اصمت



            تعليق


            • #21
              رد: التوحيد المستوى 100

              تــــوحيد الأسـمــاء والصـفــات
              الدرس السادس

              اثرائيه
              المؤلـفات في باب الأسـماء والصفات :
              1
              الصفات للدارقطني.
              2
              كتاب التوحيد لابن خزيمة.
              3
              العلو للذهبي.
              4
              العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
              5
              فـتح رب الـبريـة بتلخـيص الحموية للشيخ
              محمد العثيمين.
              6
              القواعد المثلى في صفات الله
              وأسمائه الحسنى للشيخ
              محمد العثيمين.
              معنى توحيد الأسماء والصفات:




              * الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه أو وصفه به رسوله صلي الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى على الوجه اللائق به وتفرده بالكمال والجلال سبحانه وتعالى.
              * وأسماء الله وصفاته من الغيب الذي لا يمكن للإنسان معرفته إلا من طريق الوحي لأنه لا أحد أعلم بالله من الله ولا أحد بعد الله أعلم بالله من رسوله محمد صلي الله عليه وسلم.

              الأدلة على إثبات توحيد الأسماء والصفات :

              الأدلة في الكتاب والسنة على أسماء اللّه وصفاته كثيرة فمنها:
              قوله سبحانه وتعالى : (1) . فنفى الله في هذه الآية أن يماثله شيء وأثبت أنه سميع بصير.
              وقوله جل وعلا : (2) فأثبت الله لنفسه الأسماء الحسنى وتوعد من ألحد فيها.

              منهج السلف وطريقتهم في أسماء الله وصفاته :

              منهج السلف في الأسماء والصفات الإيمان الكامل بجميع أسماء الله وصفاته الواردة في الكتاب والسنة على الحقيقة والتسليم لها كما جاءت على الوجه اللائق بالله عز وجل ، قال الإمام الزهري رحمه الله : ( من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم )(3) .
              وقال الإمام الشافعي رحمه اللّه : ( آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله ) (1).
              وقال الإمام الأوزاعي ومالك والثوري والليث رحمهم اللّه : أَمِرُّوها بلا كيف، وقال ابن المبارك: تُمَرُّ كما جاءت بلا كيف(2)، أي لا يجوز الخوض في كيفية صفات الله تعالى ولا غيرها من الغيبيات، لأنها مما لا يعلمه إلا اللّه.
              أما طريقة السلف في أسماء الله وصفاته فهي إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلي الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل و نفي ما نفاه الله عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلي الله عليه وسلم مع اعتقاد أنه تعالى منزه عن كل عيب ونقص.
              ----------------------------------------------------------------
              (1) سورة الشورى الآية : 11. (2) سورة الأعراف الآية : 180.
              (3) رواه البخاري ، كتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى : ﴿ ﴾ ص 1299 .



              مصطلحات

              التحريف
              تغيير النص لفظاً أو معنًى وصرفه عن معناه الظاهر.
              التعطيل
              عدم إثبات الصفات أو بعضها.
              التكييف
              ذكر كيفية للصفة أو السؤال عن كيفية الصفة.
              التمثيل
              اعتقاد مماثلة صفات الخالق لصفات المخلوق.

              اثرائيه
              قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
              (ومن تدبر كلام أئمة السنة المشاهير في هذا الباب علم أنهم كانوا أدق الناس نظرًا وأعلم الناس في هذا الباب بصحيح المنقول وصريح المعقول وأن أقوالهم هي الموافقة للمنصوص والمعقول ولهذا تأتلف ولا تختلف وتتوافق ولا تتناقض والذين خالفوهم لم يفهموا حقيقة أقوال السلف والأئمة فلم يعرفوا حقيقة المنصوص والمعقول فتشعبت بهم الطرق وصاروا مختلفين في الكتاب مخالفين للكتاب وقد قال تعالى : ﴿ .


              درء التعارض لشيخ الإسلام ابن تيمية ج2/ص301.
              ------------------------------------------------
              (1) شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي ص68.

              (2) انظر بيان تلبيس الجهمية لشيخ الإسلام ابن تيمية 2/398 .




              قارن بين المصطلحات كما في الجدول التالي :
              نتيجة الأخذ به ترتيبه بحسب بعده عن الحق المعنــــى المصطلح
              التحريف
              التعطيل
              التكييف
              التمثيل


              شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

              سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
              حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
              ،،،
              يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
              وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
              وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
              عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
              وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




              أحمد .. مسلم

              تعليق


              • #22
                رد: التوحيد المستوى 100

                الدرس السابـع

                قــواعد في أسماء الله تعالى

                القاعدة الأولى
                أسماء الله تعالى كلها حسنى وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه وبالغة في الحسن غايته قال تعالى : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا (1) ، وقال تعالى : لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (2) .

                القاعدة الثانية :
                أسماء الله تعالى إن دلت على وصف متعد تضمنت ثلاثة أمور:
                1) ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل.
                2) ثبوت الصفة التي تضمنها ذلك الاسم لله عز وجل فالقاعدة ( أن كل اسم نشتق منه صفة وليس كل صفة نشتق منها اسمًا ) .
                3) ثبوت حكمها ومقتضاها مثال على ذلك:
                « السميع » يتضمن إثبات السميع اسمًا لله تعالى، وإثبات السمع صفة لله تليق بجلاله وعظمته، وإثبات حكم ذلك ومقتضاه وهو أنه يسمع السر والنجوى.
                وإن دلت على وصف غير متعد تضمنت أمرين:
                1 ـ ثبوت الاسم لله عز وجل.
                2 ـ ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل.
                مثال على ذلك : «الحي» يتضمن إثبات الحي اسمًا لله عز وجل وإثبات صفة الحياة له سبحانه .

                القاعدة الثالثة
                :
                أسماء الله توقيفية فلا يسمى الله إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسوله صلي الله عليه وسلم .

                القاعدة الرابعة
                :
                أسماء الله غير محصورة بعدد معلوم ولا يعلم عددها إلا الله عز وجل .
                والدليل حديث ابن مسعود قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم : « ........أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك....»(3).
                أما قول النبي صلي الله عليه وسلم : « إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة » (4).
                فلا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد وإنما معناه أن من أحصى هذا العدد من أسماء الله دخل الجنة فيكون المعنى الإخبار عن دخول الجنة بإحصاء هذا العدد من الأسماء فهمًا وعدا، وليس المقصود أن أسماء الله محصورة في هذا العدد فقط كما تقول عندي مئة ريال أعددتها للصدقة فلا يعني ذلك أنك لا تملك غيرها.

                إثـرائية :
                قال السعدي رحمه الله :
                وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ هذا بيان لعظيم جلاله وسعة أوصافه بأن له الأسماء الحسنى أي له كل اسم حسن وضابطه أنه كل اسم دال على صفة كمال عظيمة وبذلك كانت حسنى فإنها لو دلت على غير صفة بل كانت علمًا محضًا لم تكن حسنى وكذلك لو دلت على صفة ليست بصفة كمال بل إما صفة نقص أو صفة منقسمة إلى المدح والقدح، لم تكن حسنى فكل اسم من أسمائه دال على جميع الصفة التي اشتق منها مستغرق لجميع معناها. وذلك نحو «العليم» الدال على أن له علمًا محيطًا عاما لجميع الأشياء فلا يخرج عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، و«الرحيم» الدال على أن له رحمة عظيمة واسعة لكل شيء.. و«القدير» الدال على أن له قدرة عامة لا يعجزها شيء ونحو ذلك . ومن تمام كونها حسنى أنه لا يدعى إلا بها ولذلك قال فَادْعُوهُ بِهَا ، وهذا شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة فيدعى في كل مطلوب بما يناسب ذلك المطلوب فيقول الداعي مثلاً: اللهم اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم وتب علي يا تواب وارزقني يارزاق والطف بي يا لطيف ونحو ذلك.
                تفسير السعدي ج1/ص309 .

                مصطلحـات :

                توقيفية : أي تعتمد على ماجاء في الكتاب والسنة الصحيحة وعدم الخروج عنهما.

                __________________________

                (1) سورة الأعراف الآية : 180.
                (2) سورة الحشر الآية : 24.
                (3) أخرجه ابن حبان كتاب الرقائق ، ذكر الأمر لمن أصابه حزن أن يسأل الله ذهابه عنه وإبداله إياه فرحاً برقم 972 وأحمد في المسند برقم 2/37.
                (4) أخرجه البخاري كتاب الشروط باب ما يجوز من الاشتراط والثنيا في الإقرار برقم2585، ومسلم كتاب الذكر والدعاء باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها برقم 2677.
                لا اله إلا الله ، محمد رسول الله

                حكمة هذا اليوم والذي بعده :
                قل خيرًا او اصمت



                تعليق


                • #23
                  رد: التوحيد المستوى 100

                  الإلحاد في أسماء الله عز وجل
                  الدرس الثامن



                  المـــراد بــه :

                  الإلحاد في أسماء الله هو الميل فيها عن الحق الذي هو مراد الله بها.
                  الإلحاد في أسماء الله أربعة أنواع :
                  1

                  أن ينكرها أو ينكر شيئًا منها أو مما دلت عليه من الصفات والمعاني والأحكام كما فعل المعطلة من الجهمية وغيرهم.
                  2

                  أن يجعلها دالة على صفات تماثل صفات المخلوقين كما يفعل الممثلة.
                  3

                  أن يسمي اللّه تعالى بما لم يسم به نفسه كتسمية النصارى له ( الأب).
                  4

                  أن يشتق من أسمائه أسماء للمعبودات الباطلة كما فعل المشركون في اشتقاق (العُزَّى) من العزيز و(اللات) من الإله، لأن أسماء اللّه مختصة به سبحانه قال تعالى :


                  (1). وتسمية غير اللّه بما يختص باللّه عز وجل ميل بها عما يجب في حقها.

                  أنواع الإلحاد في أسماء الله تعالى


                  قال ابن القيم رحمه الله: (فنفي معاني أسمائه من أعظم الإلحاد فيها والإلحاد فيها أنواع هذا أحدها والثاني تسمية الأوثان بها كما يسمونها آلهة وقال ابن عباس ومجاهد عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه فسموا بها أوثانهم فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الله والعزى من العزيز ومناة من المنان وروي عن ابن عباس يلحدون في أسمائه يكذبون عليه وهذا تفسير بالمعنى وحقيقة الإلحاد فيها العدول بها عن الصواب فيها وإدخال ما ليس من معانيها فيها وإخراج حقائق معانيها عنها هذا حقيقة الإلحاد ومن فعل ذلك فقد كذب على الله ففسر ابن عباس الإلحاد بالكذب أو هو غاية الملحد في أسمائه تعالى فإنه إذا أدخل في معانيها ما ليس منها وخرج بها عن حقائقها أو بعضها فقد عدل بها عن الصواب والحق ) .
                  مدارج السالكين ج1/ص29 .




                  حكم الإلحاد في أسماء الله تعالى :

                  الإلحاد في أسماء اللّه محرم ؛ لأن فيـه قولاً على اللّه بغير علم واللّه توعـد الملحدين في أسمائه بقـوله تعالى :






                  الحكـــم القائـلــون بـه الإلحـاد الجزئـي الإلحاد الكلي تــعـريــفـه العنصــــر
                  الإلحاد في أسماء اللّه


                  شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                  سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                  حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                  ،،،
                  يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                  وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                  وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                  عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                  وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                  أحمد .. مسلم

                  تعليق


                  • #24
                    رد: التوحيد المستوى 100

                    قــواعد فـي صفـات الله تعالـى
                    الدرس التاسع

                    1

                    صفات اللّه تعالى صفات كمال لا نقص فيها قال تعالى : ﴿﴾(1) والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى والأكمل.
                    2

                    باب الصـفات أوسـع من باب الأسـماء ، لأن كل اسم يشـتـق منه صفـة ، مثال : «العليم» يشتق منه صفـة «العلم».
                    وليس كل صفة يشتق منها اسمٌ كصفة «الكلام» و«الإرادة» و«اليد» لا يشتق منها اسم.
                    3

                    صفات الله توقيفية لا مجال للعقل فيها على جهة التفصيل فلا يثبت لله من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته قال الإمام أحمد رحمه الله : ( لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله لا يتجاوز القرآن والحديث )(2).
                    4

                    نصوص الصفات معلومة المعنى ومجهولة الكيفية كما قال الإمام مالك رحمه الله لما سئل عن كيفية الاستواء قال : الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.
                    5

                    صفات الله تنقسم إلى قسمين :
                    1 ـ ذاتيـة :
                    وهي : التي لم يزل متصفاً بها كالعلم والقدرة والسمـع والبصـر والـعـزة والعلـو ومنهـا الصفات الخبرية كالوجه واليدين والعينين.
                    2 ـ فـعـلـيـة :
                    وهي : التي تتعلـق بمشـيئـته أي يفعلها سبحانه إذا شاء كالنزول إلى السماء الدنيا.
                    وقد تكـون صفـة ذاتيـة فعليـة باعتبارين كالكلام فإنه باعتبار أصله صفةٌ ذاتيةٌ ؛ لأن اللّه تعالى لم يزل ولا يزال متكلمًا، وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية لأن الكلام يتعلق بمشيئته يتكلم متى شاء بما شاء كما قال تعالى :
                    ﴿ ﴾(3).
                    -------------------------------------------------------
                    (1) سورة النحل الآية : 60. (2) مجموع الفتاوى ، لشيخ الإسلام ابن تيمية ج5ص27.
                    (3) سورة يس الآية : 82.


                    اثرائيه

                    قال الحافظ الذهبي رحمه الله:
                    وروى يحيى بن يحيى التميمي وجعفر بن عبدالله وطائفة قالوا: جاء رجل إلى مالك فقال: يا أبا عبدالله ﴿ ﴾ كيف استوى؟ قال: فما رأيت مالكًا وجد من شيء كَمَوجِدَتِه من مقالته وعلاه الرُّحَضاء يعني العَرَق وأطرق القوم فَسُرِّي عن مالك وقال: الكيف غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وإني أخاف أن تكون ضالًّا وأمر به وأخرج، هذا ثابت عن مالك وهو قول أهل السنة قاطبة أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها وأن استواءه معلوم كما أخبر في كتابه وأنه كما يليق به لا نعمق ولا نتحذلق ولا نخوض في لوازم ذلك نفياً ولا إثباتاً بل نسكت ونقف كما وقف السلف ونعلم أنه لو كان له تأويل لبادر إلى بيانه الصحابة والتابعون ولما وسعهم إقراره وإمراره والسكوت عنه ونعلم يقيناً مع ذلك أن الله جل جلاله لا مثل له في صفاته ولا في إستوائه ولا في نزوله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا .
                    العلو للعلي الغفار ج 1 ص 139 .




                    الدليل عليها من القــرآن الصفـــة التصنيـف
                    الصفات الفعلية
                    الصفات الذاتية
                    صفات ذاتية من وجه وفعلية من وجه

                    شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                    سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                    حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                    ،،،
                    يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                    وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                    وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                    عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                    وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                    أحمد .. مسلم

                    تعليق


                    • #25
                      رد: التوحيد المستوى 100

                      الدرس العاشر
                      مذاهب الفرق الضالة في أسماء الله وصفاته

                      المنحرفون عن منهج الحق منهج أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته طائفتان هما:

                      1 - المشبهة :

                      المشبهة
                      : هم الذين يشبهون الله بخلقه ويعتقدون أن صفاته أو بعضهـا مثـل صفـات المخلوقين

                      ويرد عليهم من وجوه
                      :

                      1) أن الله سبحانه وتعالى نفى عن نفسه في كتابه مماثلته لخلقه فقال تعالـى : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ (1)
                      وقال تعالى : هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (2) ، وقال تعالى : وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (3) .
                      2) أن من شبه صفات الله بصفات خلقه لم يكن عابداً لله على الحقيقة وإنما يعبد وثنًا صوره له خياله فهو من عباد الأوثان وفيه شبه بالنصارى الذي يعبدون المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.
                      3) أن من شبه الله بخلقه وقع في الكفر قال نعيم بن حماد شيخ البخاري : من شبه الله بخلقه فقد كفر ، ومن نفي ما وصف الله به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم فقد كفر ، وليس فيما وصف الله به نفسه او وصفه به رسوله تشبيه .

                      1 - المعطـلـة :

                      المعطلة : هم الذين نفوا عن الله ما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلي الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى و صفات الكمال أو بعضها وهم على أصناف :
                      1) الذين ينفون الأسماء والصفات .
                      2) الذين يثبتون الأسماء مجردة عن معانيها وينفون الصفات .
                      3) الذين يثبتون الأسماء وبعض الصفات وينفون بعضها الآخر .

                      الرد عليهم :

                      1) أن هذه الصفات جاءت بإثباتها نصوص الكتاب والسنـة المتواترة ونحن مأمورون باتباعهما قال تعالى : اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ (4) وقال تعالى : وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (5) فمن نفاها فقد رد ما جاء في الكتاب والسنة.
                      2) أن الذي ليس له صفات كمال لا يصلح أن يكون إلهًا فالذي لا يسمع ولا يبصر لا يصلح أن يكون إلهًا كما قال تعالى حكاية عن نبيه إبراهيم عليه السـلام منكراً على أبيـه وقومـه عبادة الأصنام يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (6) .
                      3) أن السلف الصالح أجمعوا على إثبات الصفات ولم يختلفوا فيها.
                      4) أنه يلزم من نفي الصفات نفي وجود الله لأن كل موجود يلزم أن تكون له صفات والذي ليس له صفات هو المعدوم فمن نفى عن الله الصفات فقد شبهه بالمعدومات.
                      5) أن هذه الأسماء والصفات بها يعرف العباد ربهم ويدعونه ويخافونه ويرجونه فإذا نفيت عن اللّه فاتت هذه المعاني الجليلة.
                      6) أن صرف كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم عن ظاهره إلى معنى يخالفه قول على الله بغير علم وقد قـال تعالى وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ (7) .



                      معلومات اثرائيه

                      قال الإمام الشوكاني رحمه الله :
                      (مذهـب السلـف مـن الصحـابـة رضـي اللّه عنهم والتابعين وتابعيهم هو إيراد أدلة الصفات على ظاهرها من دون تحريف لها ولا تأويل متعسف لشيء منها ولا جبر ولا تشبيه ولا تعطيل يفضي إليه كثير من التأويل... وكان في هذه القرون الفاضلة الكلمة في الصفات متحدة والطريقة لهم جميعًا متفقة وكان اشتغالهم بما أمـرهم اللّه بالاشتـغال بـه وكلفهم القيـام بفرائضه من الإيمان بالله وإقام الصلاة وإيتـاء الـزكاة والصيام والحج والجهاد وإنفاق الأموال في أنواع البـر وطلـب العلم )
                      التحف في مذاهب السلف ص5.


                      قال ابن عبد البر المالكي رحمه الله :
                      (أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز إلا أنهم لا يكيفون شيئًا من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئًا منها على الحقيقة ويزعمون أن من أقر بها مشبه وهم عـند من أثبـتها نافون للمـعبود والحق فيما قاله القائلون بما نطـق به كتاب الله وسنة رسوله وهم أئمـة الجماعـة والحمـد للّـه).
                      التمهيد لابن عبد البر ج7/ص145.


                      __________________________

                      (1) سورة الشورى الاية : 11 .
                      (2) سورة مريم الاية : 65.
                      (3) سورة الاخلاص الاية : 4 .
                      (4) سورة الاعراف الاية : 3.
                      (5) سورة الحشر الاية : 7 .
                      (6) سورة مريم الاية :42 .
                      (7) سورة الاسراء الاية 36.
                      لا اله إلا الله ، محمد رسول الله

                      حكمة هذا اليوم والذي بعده :
                      قل خيرًا او اصمت



                      تعليق


                      • #26
                        رد: التوحيد المستوى 100

                        الـدرس الحادي عشر

                        أمثلة لبعض صفات الله تعالى ومعانيها


                        1 - صفة الحياة :
                        ودليلهها قوله تعالى : { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ }(1) وقال تعالى وتقدس : {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ}(2) . فالله سبحانه متصف بالقدرة والإرادة والعلم وهذه الصفات لا تكون إلا من حَيٍّ ، واللّه تعالى له الحياة الكاملة التي لا يعـتريها موت ولا نقص ولا سِنَـةٌ ولا نـوم، وهذا يستوجب من العبد كمال الاعتماد على الله عز وجل والركون إليه.

                        2 - صفه العلم :
                        ودليلهـا قولـه تعـالى : {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}(3) وقال جل في علاه :{يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}(4) ويـدل على سعة علمه سبحانه قوله تعالـى : {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا }(5) ، فالله تعالى بكل شيء عليم، يعلم السر وأخفى وهذا يستوجب من العبد استشعار كمال رقابة الله تعالى له وإحاطة علم اللّه تعالى بأقواله وأفعاله.

                        3 - صفه القدرة :
                        ودليلـها قـوله تعـالى : {أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (6) وقوله تعالى :{ إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} (7) .
                        فقـد أثبت لنفسه سبحانـه القدرة على كل شيء كما نفـى عن نفسه العجـز واللغـوب ـ وهو التعب ـ كما قال تعالى : {كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا }(8) وقال تعالى : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ }(9) فله القدرة التامة الكاملة فلا يعجزه شيء وإذا أرد شيئًا فإنما يقول له كن فيكون سبحانه وتعالى ، وهذا يستوجب من العبد استشعار عظمة اللّه تعالى وقدرته عليه والركون إلى حوله وقوته.

                        4 - صفة الارادة :
                        ودليلها قوله تعالى : {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}(10) وقال تعالى : {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}(11) فالله تعالى يفعل ما يريد فلا معقب لحكمه ولا راد لقضائه.

                        5 - صفه السمع :
                        ودليلها قوله تعالى :{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}(12) وقال تعالى : {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَع سِرّهمْ وَنَجْوَاهُمْ }(13) وقال تعالى : {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }(14) ، فالله جل وعلا يسمع جميع الأصوات جهرها وخفيها لا يشغله سمع عن سمع ولا تشتبه عليه اللغات والأصوات ، مما يستوجب من العبد أن يراقب اللّه ويتقيه في كل ما يقول.

                        6 - صفة البصر :
                        ودليلها قوله تعالى : {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }(15) وقال تعالى :{ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ }(16) وهو سبحانه يرى كل شيء ولا يحجب عن بصره شيء ، فعلى المؤمن أن يستحي من نظر اللّه إليه ، فلا يراه حيث نهاه ولا يفقده حيث أمره .

                        7 - صفة العلو :
                        ودليلها قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}(17) وقال تعالى : { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}(18) فمن صفاته سبحانه علوه فوق خلقه، والعلو يشمل علو الذات وعلو الصفات وعلو القدر وعلو القهر.

                        8 - صفة الوجه :
                        ودليلها قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ }( 19) ، فنؤمن أن لله وجهاً حقيقياً على ما يليق به سبحانه موصوفاً بالجلال والإكرام والبهاء والعظمة والنور ، فيتعلق العبد بربه ويشتاق إلى النظر إلى وجهه الكريم.

                        9 - صفة اليدين :
                        ودليلها قـوله تعالى : {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}( 20) وقوله تعالى : { مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ }(21) فنؤمن أن للّه يدين حقيقة كما يليق بجلاله وعظمته ، فإثباتهما يدل على كمال اللّه تعالى في الخلق والرزق والكرم والقدرة .

                        10 - صفة الكلام :
                        ودليلها قـوله تعـالى : {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}(22) وقوله : {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا }(23) وقوله : {وكلم موسى تكليما }(24) و قوله : {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا }(25) ففي هذه الآيات إثبات الحديث والقول والكلام والنداء والمناجاة وكلها أنواع من الكلام ثابتة للّه عز وجل على ما يليق بجلاله وعظمته سبحانه وتقدس ، فيجب على المسلم أن يعظم كلام ربه ويتدبره ويهتدي به.

                        11 - صفة المعيه :
                        ومعية الله لخلقه تنقسم إلى قسمين :
                        1) معية عامة لجميع المخلوقات ومعناها : الإحاطة والاطلاع على جميع أحوال الخلق الظاهرة والباطنة
                        قال تعالى : {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ } (26) .
                        2) معية خاصة بالمؤمنين : ومعناها إمدادهم بالنصر والتأييد والحفظ قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}(27) وقوله تعالى : {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا }(28) . فإيمان المؤمن وشعوره بمعية اللّه تعالى يورثه تقوى اللّه ورقابته وقوة الاعتماد عليه.

                        صفة الاستواء علي العرش :
                        والدليل قوله تعالى قوله تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }(29) .
                        والمراد به ارتفاعه وعلوه على عرشه على وجه الحقيقة على ما يليق بجلال اللّه وعظمته واعتقاد ذلك يغرس في قلب المؤمن تعظيم اللّه عز وجل والهيبة له.
                        وهناك صفات أخرى جاء ذكرها في القرآن والسنة مثل :
                        - صفـة الفـرح قـال الرسـول صلي الله عليه وسلم : « للّـه أفـرح بتـوبـة عبـده من أحـدكم سـقـط على بعـيره وقـد أضـله في أرض فـلاة . . . » (30) [ الحديث] وهذا الفرح منه سبحانه فرح إحسان وبر ولطف.
                        - صفة الحب قال تعالى :{ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (31) .
                        - صفة الرضا قال تعالى :{ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (32) .
                        - صفة السخط قال تعالى : {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ }(33) .
                        - صفة الكراهية قال تعالى : {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ }(34) .
                        - صفة الإتيان قال تعالى : {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} (35) .
                        - صفة المجيء قال تعالى : {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}(36) .


                        مصطلحات
                        العرش :سرير ذو قوائم تحمله الملائكة وهو سقف المخلوقات كما دلت عليه السنة.

                        ____________________

                        (1) سورة البقرة الاية : 255.
                        (2) سورة الفرقان الاية : 58 .
                        (3) سورة الحشر الاية : 22.
                        (4) سورة التغابن الاية : 4 .
                        (5) سورة الطلاق الاية : 12.
                        (6) سورة البقرة الاية : 20 .
                        (7) سورة الطارق الاية : 8 .
                        (8) سورة فاطر الاية : 44 .
                        (9) سورة ق الاية : 38 .
                        (10) سورة يس الاية : 82 .
                        (11) سورة البروج الاية :16.
                        (12) سورة الشورى الاية : 11.
                        (13) سورة الزخرف الاية : 80.
                        (14) سورة المجادلة الاية : 1.
                        (15) سورة العلق الاية :14.
                        (16) سورة الشعراء الايات : 218، 219 .
                        (17) سورة البقرة الاية : 255.
                        (18) سورة الاعلى الاية : 1 .
                        (19) سورة الرحمن الاية : 75.
                        (20) سورة المائدة الاية : 64.
                        (21) سورة ص الاية : 75 .
                        (22) سورة النساء الاية 87.
                        (23) سورة النساء الاية : 122.
                        (24) سورة النساء الاية : 164.
                        (25) سورة مريم الاية : 52.
                        (26) سورة الحديد الاية : 4.
                        (27) سورة النحل الاية : 128.
                        (28) سورة التوبة الاية : 128 .
                        (29) سورة طه الاية : 5.
                        (30) اخرجه البخاري في كتاب الدعوات ، باب التوب برقم 5950 ، ومسلم في كتاب التوب ، باب في الحض على الوب والفرح بها برقم 2675 .
                        (31) سورة المائدة الاية : 54.
                        (32) سورة المائدة الاية : 119.
                        (33) سورة المائدة الاية : 80 .
                        (34) سورة التوبة الاية : 46.
                        (35) سورة البقرة الاية : 210.
                        (36) سورة الفجر الاية : 22.
                        لا اله إلا الله ، محمد رسول الله

                        حكمة هذا اليوم والذي بعده :
                        قل خيرًا او اصمت



                        تعليق


                        • #27
                          رد: التوحيد المستوى 100

                          الدرس الثاني عشر

                          ثمرات الإيمان بأسماء الله وصفاته وآثارها


                          العلم بأسماء اللّه تعالى وصفاته وأفعاله أشـرف العلـوم وأعـلاهـا وأنفعها ومنافـع ذلـك وثمراتـه كثيـرة وعظيمة وجليلة من أهمها :
                          1

                          أن العلم بأسماء اللّه وصفاته هو السبيل لمعرفة اللّه حق المعرفة وتعظيمه حق التعظيم.
                          2

                          أن العلم بها هو الأساس الذي يقوم عليه علم التوحيد توحيد الربوبية وتوحيد اللّه تعالى بأسمائه وصفاته وتوحيد العبادة وهذه الأنواع من التوحيد هي لب الإيمان ومنطلق العمل الصالح.
                          3

                          أن العلم بأسمائه وصفاته وتدبر معانيها هو الدافع إلى تعظيم الله تعالى وتقديسه وتمجيده وإخلاص العبادة له.
                          4

                          أن أسماء الله وصفاته هي الوسيلة لعبادته ودعائه كما قال سبحانه﴿﴾(1).
                          5

                          العلم بأسماء الله تعالى وصفاته يتحقق به الإيمان ويزيد ويقوى ويكون به اليقين والرضا فإن المسلم كلما تدبر معاني أسماء الله وصفاته وفقه معناها وذكر الله بها ازداد إيمانه ويقينه وامتلأ قلبه بمحبة الله ورجائه وخشيته ومراقبته وشعر بالأمن والطمأنينة كما قال تعالى
                          6

                          إذا عرف المسلم أن من أحصى لله تسعة وتسعين اسمًا دخل الجنة كما ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم بقوله : «إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة »(3)حرص على تعلمها وتدبرها وفهم معانيها وتعلق بها قلبه ووجد آثار ذلك في قلبه وجوارحه فيدفعه ذلك إلى الازدياد من الإيمان والعمل الصالح.
                          7

                          كل اسم من أسماء اللّه تعالى يدل دلالة عامة على عظمة اللّه وكماله ودلالة خاصة وأثراً خاصاً على كل ما يحتاجه الخلق في شؤون معاشهم ومعادهم ويربطهم بالعبودية الحقة للّه تعالى، فاسـمه (اللّه) هو الذي تألهـه القلـوب أي تتعـلق به وتنجذب إليه عبـودية وحبًا ورغبـة ورهبـة وإذا علم العـبد أن اللّه تعالى بكل شيء عليم وأنه سمـيع بصير لا تخفـى عليه سبحانه خافيه اشتدت مراقبته للّه تعالى.
                          وإذا علم أن اللّه تعالى على كل شيء قدير وأنه فعال لما يريد لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء تواضع للّه وخضع لعظمته وقدرته وسلم للّه وآمن بقدرته واستصغر قدرة كل مخلوق.
                          وإذا علم أن اللّه تعالى غفور رحيم ودود كريم حمله ذلك على التوبة والاستغفار وحسن الظن باللّه وعدم القنوط من رحمته وعفوه.
                          وإذا علم أن اللّه تعالى شديد العقاب عزيز ذو انتقام وأنه تعالى يغضب ويسخط من أعمال الكفر والمعاصي والفسوق امتلأ قلبه من خشية اللّه والخوف من عقابه فيردعه ذلك عن الوقوع فيما يغضب اللّه عز وجل.
                          وإذا علم أن اللّه تعالى لا يحب الظلم ولا البغي وأنه ينتقم ممن ظلم وعصى ارتدع عن ذلك وكفّ عن أذى الناس وظلمهم.
                          -----------------
                          (1) سورة الأعراف الآية : 180.
                          (2) سورة الرعد الآية : 28.
                          (3) أخرجه البخاري في كتاب الشروط باب ما يجوز من الاشتراط والثنيا في الإقرار برقم 2585 ، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء باب في أسماء اللّه تعالى وفضل من أحصاها برقم 2677.


                          اثرائيه

                          قال ابن القيم رحمه الله: (محبة الله سبحانه والأُنْـس به والشـوق إلى لقائـه والرضى به وعنه:
                          أصل الدين وأصل أعماله وإراداته، كما أن معرفته والعلم بأسمائه وصفاته وأفعاله أجل علوم الدين كلها فمعرفته أجل المعارف، وإرادة وجهه أجل المقاصد، وعبادته أشرف الأعمال، والثناء عليه بأسمائه وصفاته ومدحه وتمجيده أشرف الأقوال، وذلك أساس الحنيفية ملة إبراهيم وقد قال تعالى لرسوله:
                          وكان النبي يوصي أصحابه إذا أصبحوا أن يقولوا : أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص ودين نبينا محمد وملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين، وذلك هو حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله وعليها قام دين الإسلام الذي هو دين جميع الأنبياء والمرسلين وليس لله دين سواه ولا يقبل من أحد ديناً غيره).
                          إغاثة اللهفان ج 2 ص 198 .
                          شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                          سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                          حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                          ،،،
                          يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                          وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                          وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                          عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                          وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                          أحمد .. مسلم

                          تعليق


                          • #28
                            رد: التوحيد المستوى 100

                            تم بحمد الله ..
                            شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                            سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                            حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                            ،،،
                            يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                            وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                            وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                            عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                            وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                            أحمد .. مسلم

                            تعليق

                            مواضيع ذات صلة

                            تقليص

                            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                            ابتدأ بواسطة عبدالمهيمن المصري, 25 يون, 2022, 01:36 ص
                            ردود 0
                            18 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة عبدالمهيمن المصري  
                            ابتدأ بواسطة عبدالمهيمن المصري, 28 أغس, 2020, 02:19 ص
                            ردود 0
                            99 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة عبدالمهيمن المصري  
                            ابتدأ بواسطة salhinawfal, 13 مار, 2020, 08:35 م
                            ردود 0
                            62 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة salhinawfal
                            بواسطة salhinawfal
                             
                            ابتدأ بواسطة عبدالمهيمن المصري, 8 ديس, 2019, 11:45 م
                            ردود 0
                            73 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة عبدالمهيمن المصري  
                            ابتدأ بواسطة salhinawfal, 18 أغس, 2019, 05:53 م
                            ردود 3
                            113 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                            يعمل...
                            X