صفحة العقيدة الإسلامية من كتاب عقيدة أهل السنة و الجماعة للشيخ أحمد فريد

تقليص

عن الكاتب

تقليص

معارج القبول دينى الاسلام اكتشف المزيد حول معارج القبول
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صفحة العقيدة الإسلامية من كتاب عقيدة أهل السنة و الجماعة للشيخ أحمد فريد


    مقدمة كتاب عقيدة أهل السنة والجماعة - للشيخ أحمد فريد



    الحمد لله الواحد، العزيز المَاجِد، المتفرد بالتوحيد، والمتمجدِ بالتمجيدِ، الذي لا تبلغه صفاتُ العبيد، ليس له منازع ولا نديد، وهو المبدئ المعيد، الفعَّال لما يريد، جلَّ عن اتخاذ الصواحب والأولاد، لم تغرب عنه خفيات الأمور، ولم تغيره سوالف صروف الدهور، خلق الأشياء بقدرته ودبرها بمشيئته، وقهرها بجبروته، وذللها بعزته، فذل لعظمته المنكرون، واستكان لعز ربوبيته المتكلمون، وانقطع دون الرسوخ في علمه العالمون.

    فنحمده كما حمد نفسه، وكما هو أهله ومستحقه، وكما حمده الحامدون من جميع خلقه، ونستعينه استعانة من فوض أمرَه إليه، وأقرَّ أنه لا منجى ولا ملجأ منه إلا إليه، ونستغفره استغفار مُقِرٍّ بذنبه، معترف بخطيئته.

    ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقرارًا بوحدانيته وإخلاصًا لربوبيته.

    ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ونبيه وأمينه وصفيه، أرسله إلى خلقه بالنور الساطع، والسراج اللامع والحجج الظاهرة، والآيات الباهرة، فبلغ رسالة ربه، ونصح لأمته، وجاهد في الله حق جهاده، حتى تمت كلمة الله - عز وجل - وظهر أمره، وانقاد الناس للحق خاضعين، حتى أتاه اليقين، فصلوات الله عليه من قائد إلى هدى مبين، وعلى آل بيته الطيبين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وأصحابه الغُرِّ الميامين، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

    وبعد...

    فإن أهل كل زمان يحتاجون أن يبلغهم الحق بلغتهم، وبالطريقة التي تبلغها عقولهم، وتوافق هممهم، ولو نظرت في كتب المتقدمين لرأيتها على ما تضمنته من الحق والصواب، من الإسهاب والتدقيق وما تتقاصر دونه همم أكثر المعاصرين، وتقصر دون فهمها عقول الطالبين، ثم إن كثيرًَا من مؤلفات المتأخرين قد تجانب الصواب في بعض الأبواب، أو تكون من البساطة في العقيدة بما لا يوافق طلاب العلم الشريف، فرأيت أن أجمع كتابًا في العقيدة السلفية من كتب المتقدمين وكتابات المحققين من المتأخرين، يسهل تناوله لكل طالب، ويقرب الحق لكل راغب. وعلم التوحيد هو أول ما يجب معرفته بالدليل، والتوحيد مأخوذ من أن الله - سبحانه وتعالى - واحد، والحق أن معرفة الإله الواحد هو صلب هذا العلم، حسب ما عرفنا الله - عز وجل - بنفسه، وما عرفنا به رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وهو أشرف العلوم؛ إذ شرف العلم بشرف المعلوم، وليس أحدٌ أشرف من الله - عز وجل.

    وهو علم الأصول، وهو الفقه الأكبر، وهو كذلك علم العقيدة، والعقيدة: هي التصديق بالشيء، والجزم به دون شك أو ريبة، فهي بمعنى الإيمان، ومفهوم الإيمان أو العقيدة ينتظم ستة أمور:
    أولًًا: الإيمان بالله - تعالى - بربوبيته وبأسمائه الحسنى وصفاته العليا، وباستحقاقه وحده لجميع ألوان العبادة لا إله غيره ولا ربَّ سواه.
    ثانيًا: الإيمان بملائكة الله - تعالى - التي أخبرنا بها، وما ثبت عن رسوله المعصوم - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من صفاتها ووظائفها.
    ثالثًا: الإيمان بكتب الله المنزلة على رسله الكرام جملة وتفصيلًا.
    رابعًا: الإيمان بأنبياء الله ورسله الذين اختارهم الله لهداية خلقه.
    خامسًا: الإيمان باليوم الآخر: ويشمل ذلك الإيمان بالموت وما بعده من حياة البرزخ والقيامة والجنة والنار.
    سادسًا: الإيمان بالقدر خيره وشره وحلوه ومره.

    وعمدة هذا التفريع حديث جبريل المشهور حين جاء إلى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((
    أن تؤمن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره)) [1].

    وهذه الأمور الستة هي أركان الإيمان، وهي الأصول التي بعث بها الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بل وكل رسول قبله كما قال الله - عز وجل: {
    شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ }[2].

    قال الشيخ سيد سابق - رحمه الله:
    وما شرعه الله لنا من الإيمان، ووصانا به كما وصى رسله السابقين هو أصول العقائد وقواعد الإيمان، لا فروع الدين ولا شرائعه، فإن لكل أمة من التشريعات العملية ما يتناسب مع ظروفها وأحوالها ومستواها الفكري والروحي: {
    لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً}[3].

    ثم قال - رحمه الله: وإنما جعل الله هذه العقيدة عامة للبشر، وخالدة على الدهر، لما لها من الأثر البين والنفع الظاهر في حياة الأفراد والجماعات.

    فالمعرفة بالله من شأنها أن تفجر المشاعر النبيلة وتوقظ حواس الخير، وتربي ملكة المراقبة، وتبعث على طلب معالي الأمور وأشرافها، وتنأى بالمرء عن محقرات الأعمال وسفسافها.

    والمعرفة بالملائكة تدعو إلى التشبه بهم، والتعاون معهم على الحق والخير، كما تدعوا إلى الوعي الكامل واليقظة التامة، فلا يصدر من الإنسان إلا ما هو حسن، ولا يتصرف إلا لغاية كريمة.

    والمعرفة بالكتب الإلهية إنما هي عرفان بالمنهج الرشيد، الذي رسمه الله للإنسان كي يصل بالسير عليه إلى كماله المادي والأدبي.

    والمعرفة بالرسل إنما يقصد بها ترسم خطاهم، والتخلق بأخلاقهم، والتأسي بهم، باعتبار أنهم يمثلون القيم الصالحة، والحياة النظيفة التي أرادها الله للناس.

    والمعرفة باليوم الآخر هي أقوى باعث على فعل الخير وترك الشر.

    والمعرفة بالقدر: تزود المرء بقوى وطاقات تتعدى كل العِقاب والصعاب وتصغر دونها الأحداث الجسام.

    وهكذا يبدو بجلاء أن العقيدة إنما يقصد بها تهذيب السلوك، وتزكية النفوس، وتوجيهها نحو المثل الأعلى، فضلًا عن أنها حقائق ثابتة، وهي تعد من أعلى المعارف الإنسانية، إن لم تكن أعلاه على الإطلاق
    [4].

    قلت: وهي قبل ذلك وبعده أول واجب على العبد نحو ربه الجليل - عز وجل - أن يتعرف على ربه كما عرفنا بنفسه وكما عرفنا به رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ثم يفرد ربه - عز وجل: بجميع ألوان العبادة دون من سواه. قال الله - عز وجل: {
    وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [5].

    ونحن في هذا الوقت الذي ننادي فيه بالتصفية والتربية تشتد الحاجة فيه إلى كتاب منهجي عن العقيدة يتربى عليه الشباب المسلم، فالتوحيد هو الأصل الأول من الأصول العلمية للدعوة السلفية، والأمر بالتوحيد هو أول أمر في كتاب الله. قال تعالى: {
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [6].

    وقد اشترط الله - عز وجل- على جميع المسلمين أن تكون عقيدتهم مطابقة لعقيدة الصحابة - رضي الله عنهم؛ فقال - تعالى: {
    فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ } [7]. فيجب على كل مسلم أن يتعلم العقيدة الصحيحة السلفية التي مضى عليها سلف الأمة رضي الله عنهم.

    وقد عمدت بفضل الله - عز وجل - وتوفيقه إلى جمع هذا المصَنَّف أُقَرِّبُ به عقائد السلف إلى طلاب العلم الشريف، وطريقتي في البحث أن أبدأ في كل قضية من قضايا التوحيد بذكر العقيدة السلفية بأوجز عبارة وألطف إشارة، ثم أذكر أدلة ذلك من صريح الكتاب وصحيح السنة، وأستأنس بآثار سلف الأمة، وربما أذكر عقائد المخالفين لدحض شبههم ودفع باطلهم، وقبل أن أوضح أصول الإيمان الستة بدأت بذكر قضية الإيمان والكفر، والله - تعالى- هو الموفق للصواب، والهادي للرشاد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

    وقد بذلت جهدًا أحتسبه عند الله - عز وجل- في تحقيق المرفوع من الأخبار ولا أدعي أنني استوعبت مواضع الأحاديث في كتب السنة، وإنما اقتصرت في الغالب على الصحيحين إن كان الحديث فيهما أو بقية الكتب الستة، وربما زدت على ذلك بحسب ما توفر لدي من المراجع الحديثة وهمة البحث، والله يغفر لي تقصيري وزللي وينفعني يوم القيامة بصالح عملي، وأسميت هذا الكتاب المبارك:
    ((عقيدة أهل السنة والجماعة))
    وهو اسم يوافق مسماه، حيث إنني جمعت فيه أزكى وأطيب ما وقفت عليه من مصنفات العلماء السلفيين السابقين منهم واللاحقين؛ فمن كان شحيحًا بدينه، حريصًا على يقينه، فعليه أن يصرف ساعة يسيرة من أوقاته الشريفة في الخوض في هذا الكتاب ومبانيه، ويتخذ زادًا كافيًا شافيًا من معانيه.

    والله يهدينا وإخواننا المسلمين إلى صراطه المستقيم، ويجمع بيننا وبين السلف الصالحين في أعلى عليين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

    ________________
    (1) رواه البخاري (1/114) الإيمان، ومسلم (1/157-160) الإيمان.
    (2) سورة الشورى:13.
    (3) سورة المائدة: 48.
    (4) العقائد الإسلامية لسيد سابق ص(9، 10) بتصرف.
    (5) سورة الذاريات: 56.
    (6)سورة البقرة: 21.
    (7) سورة البقرة: 137.
    منتدى الحكمة الفضائية



    لاتنسوا أخواتنا المسلمات الأسيرات من دعائكم

  • #2
    جزاك الله خيرا
    موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
    وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لن تفعلوا ولن تفعلو فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجاره أعدت للكافرين

    تعليق


    • #3

      آمين وجزاك مثله و نفع الله بك أختى


      لاتنسوا أخواتنا المسلمات الأسيرات من دعائكم

      تعليق


      • #4
        الإيمان لغةً: هو التصديق. قال إخوة يوسف لأبيهم: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ}[1].

        الإيمان في الشرع: هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وهذا ما أجاب به رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - جبريل - عليه السلام -.

        والإيمان شرعًا يتضمن القول والعمل، فهو اعتقاد وقول وعمل؛ اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالقلب واللسان والجوارح، والدليل على دخول الأعمال في مسمى الإيمان بالله - عز وجل - : {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}[2]. أي صلاتكم إلى المسجد كما فسره ابن عباس - رضي الله عنهما - وقوله - عز وجل - : {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ}[3].

        وفسر الصديق - رضي الله عنه - البر بالإيمان، فدخل في مسمى الإيمان أعمال القلب والجوارح، والدليل ن السنة قوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
        (( الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة؛ فأعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبةٌ من الإيمان)). وسيأتي إن شاء الله من الأدلة في مباحث هذا الباب، وقد بوب البخاري أكثر أبواب كتاب الإيمان في بيان دخول الأعمال في مسمى الإيمان، والإيمان يشمل الدين كله وحينئذٍ لا فرق بينه وبين الإسلام وذلك حينما ينفرد أحدهما عن الآخر، أما إذا اقترن أحدهما بالآخر فإن الإسلام يفسر بالاستسلام الظاهر الذي هو قول اللسان وعمل الجوارح، ويصدر من المؤمن كامل الإيمان وضعيف الإيمان، قال الله - تعالى : {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}[4] . ومن المنافق كذلك، لكن يسمى مسلمًا ظاهرًا ولكنه كافر باطنًا.

        ويفسر الإيمان بالاستسلام الباطن الذي هو إقرار القلب وعمله، ولا يصدر إلا من المؤمن حقًا كما قال - تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا}[5].

        وبهذا المعنى يكون الإيمان أعلى، فكل مؤمن مسلم ولا عكس.
        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

        (1) سورة يوسف: 17.

        (2) سورة البقرة: 143.
        (3) سورة البقرة 177.
        (4) رواب البخاري (1/ 51) الإيمان بلفظ: ((بضع وستون))، ومسلم (2/ 6) الإيمان واللفظ له.
        (5) سورة الحجرات : 14.



        لاتنسوا أخواتنا المسلمات الأسيرات من دعائكم

        تعليق


        • #5
          الإيمان يزيد وينقص:

          قال ابن عبد البر:
          وعلى أن الإيمان يزيد وينقص جماعة أهل الآثار والفقهاء وأهل الفُتيا في الأمصار، ومن الأدلة على ذلك قول الله - عز وجل: {ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم} [1]، وقوله - عز وجل: {ويزداد الذين آمنوا إيمانا} [2]، وقوله - عز وجل: {وما زادهم إلا إيمانا وتسليما} [3].

          وقول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - للنساء: ((
          ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذوي الألباب وذوي العقول منكن )) [4].
          وقال الترمذي - رحمه الله: باب في استكمال الإيمان والزيادة والنقصان، وساق فيه حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((
          إن أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وألطفهم بأهله )) [5].

          قال الشيخ حافظ بن أحمد: وعلى هذا إجماع الأئمة المعتد بإجماعهم وأن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، وإذا كان ينقص بالفترة عن الذكر فلأن ينقص بالمعاصي من باب أولى [6].


          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
          (1) سورة الفتح: 4.
          (2) سورة المدثر: 31.
          (3) سورة الأحزاب: 22.
          (4) رواه البخاري (1/ 405) الحيض، وروى مسلم أصله دون قوله: ((ما رأيت من ناقصات...)) ). إلخ (3/ 171) العيدين، ورواه النسائي (3/ 187) العيدين كذلك، ورواه الترمذي (10/ 85) الإيمان.
          (5) الترمذي (10/ 82، 83) الإيمان. وقال: هذا حديث صحيح ولا نعرف لأبي قلابة سماعًا من عائشة، ورواه الحاكم (1/ 3) الإيمان، وقال: هذا صحيح على شرط مسلم، وصححه الذهبي في تلخيصه.
          (6) معارج القبول (2/ 407).


          لاتنسوا أخواتنا المسلمات الأسيرات من دعائكم

          تعليق


          • #6
            كتاب عقيدة أهل السنة والجماعة


            والناس متفاوتون فأفضلهم وأعلاهم أولو العزم من الرسل وأدناهم المُخَلِّطُون من أهل التوحيد، وبين ذلك مراتب ودرجات لا يحيط بها إلا الله - عز وجل - الذي خلقهم ورزقهم، وكما يتفاوتون في مبلغ الإيمان في قلبوهم يتفاوتون في أعمال الإيمان الظاهرة، بل والله يتفاضلون في عمل واحد يعمله كلهم في آن واحد وفي مكان واحد، والأدلة على ذلك قوله - عز وجل: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [1]، وقوله - عز وجل: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ } [2].

            وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول: ((
            بينما أنا نائم رأيت الناس عُرضوا عليَّ وعليهم قمصٌ فمنها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعُرض عليَّ عمر وعليه قميص يجره )). قالوا: فبم أولته يا رسول الله؟ قال: ((الدين)) [3].

            وقال ابن أبي مُليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كلهم يخاف النفاق على نفسه، وما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل [4].

            وقال - صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( من رأى منكم منكرًا، فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )) [5].

            قال الطحاوي - رحمه الله: (( وأهل الكبائر من أمة محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في النار لا يخلدون فيها إذا ماتوا وهم موحدون، وإن لم يكونوا تائبين، بعد أن لقوا الله عارفين، وهم في مشيئته وحمه إن شاء الله غفر لهم وعفا عنهم بفضله كما ذكر عز وجل في كتابه: {
            وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [6]، وإن شاء عذبهم في النار بعدله، ثم يخرجهم منها برحمته، وشفاعة الشافعين من أهل طاعته، ثم يبعثهم إلى جنته ))، فعلة ذلك فاعل الكبيرة والمصر على الصغيرة لا ينفي عنه مطلق الإيمان بفسوقه، ولا يوصف بالإيمان الكامل، ولا يحكم عليه في الآخرة بجنة ولا بنار بل هو في مشيئة الله - عز وجل - وإن مات بغير توبة، إن شاء الله - عز وجل - غفر له بفضله ورحمته، وإن شاء عذبه بعدله وحكمته، قال الله - عز وجل: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [7].

            فسمى الله - عز وجل - كلا الطائفتين المقتتلتين مؤمنة. وقال عز وجل: {
            فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} [8] فالأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي.

            ـــــــــــــــــــــــــــــــ
            (1) سورة فاطر: 32.
            (2) سورة الواقعة: 7-11.
            (3) رواه البخاري (7/ 43) فضائل الصحابة، ومسلم (15/ 159) فضائل الصحابة.
            (4) رواه البخاري تعليقًا مجزومًا به (1/ 109) وقال في تغليق التعليق: رواه ابن أبي خيثمة في تاريخه، ورواه محمد بن نصر المروزي، ورواه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 137) - بتصرف (2/ 52، 53).
            (5) رواه مسلم (2/ 22-25) الإيمان، وأبو داود (3/ 492) العيدين، والترمذي (9/ 19) الفتن، والنسائي (8/ 111) الإيمان.
            (6) سورة النساء: 48.
            (7) سورة الحجرات: 9.
            (8) سورة البقرة: 178.


            لاتنسوا أخواتنا المسلمات الأسيرات من دعائكم

            تعليق

            مواضيع ذات صلة

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            ابتدأ بواسطة العبادي محمد, 29 ماي, 2015, 03:27 م
            ردود 10
            2,315 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة محب المصطفى
            بواسطة محب المصطفى
             
            ابتدأ بواسطة معارج القبول, 13 مار, 2011, 03:18 م
            ردود 4
            11,153 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة نصرة الإسلام  
            ابتدأ بواسطة معارج القبول, 27 ديس, 2010, 11:06 ص
            ردود 16
            10,478 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة عاشق طيبة
            بواسطة عاشق طيبة
             
            ابتدأ بواسطة معارج القبول, 15 يون, 2010, 08:58 ص
            ردود 10
            7,291 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة سدرة
            بواسطة سدرة
             
            ابتدأ بواسطة ابنة صلاح الدين, 14 أبر, 2010, 09:38 م
            ردود 108
            32,246 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة محب المصطفى
            بواسطة محب المصطفى
             
            يعمل...
            X