إجماع السلف والخلف على تحريف أسفار السابقين

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أَبُو عُبَـيِّدة اكتشف المزيد حول أَبُو عُبَـيِّدة
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إجماع السلف والخلف على تحريف أسفار السابقين

    إجماع السلف والخلف على تحريف أسفار السابقين




    * عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال إنه أتى الشام فرأى النصارى يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم فقال : لأي شيء تصنعون هذا , قالوا : هذا كان تحية الأنبياء قبلنا , فقلت نحن أحق أن نصنع هذا بنبينا , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنهم كذبوا على أنبيائهم كما حرفوا كتابهم , إن الله عز وجل أبدلنا خيرًا من ذلك السلام تحية أهل الجنة . ( أخرجه أحمد في مسنده " مسند الكوفيين " برقم 18591 ) .

    * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء رافع وسلام بن مشكم ، ومالك بن الصيف , فقالوا : يا محمد ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه ، وتؤمن بما عندنا ؟ قال : بلى، ولكنكم أحدثتم وجحدتم بما فيها ، وكتمتم ما أمرتم أن تبينوه للناس , فأنزل الله تبارك وتعالى : {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}المائدة68. ( أسباب النزول للسيوطي والواحدي ص 169 , والحديث لا يخلو من علة الضعف لوجود محمد بن محمد الأنصاري في سنده وهو مجهول , لكن الحديث له شاهد يقويه ذكره القرطبي في تفسيره عن ابن عباس أيضًا رضي الله عنهما ( 3 / 158-159 ) ) .

    و" أحدث الشيء " أي ابتدعه , والبدعة شرعًا : هى ما استحدث في الدين ولم يكن له أصل , وهذه إشارة جلية منه صلى الله عليه وسلم على وقوع التحريف اللفظي والمعنوي في أسفار أهل الكتاب .

    أما عن "الجحود" فتعريفه عند أهل اللغة : " هو نكران الشيء حقدًا وبغضًا مع العلم به ". وهذا يتفق تمامًا مع أراء علماء النصارى في أن كتبة الأسفار هم الذين أخطأوا عن قصد ومع ذلك يدعون صحة الكتاب المقدس , فهذا من إعجاز مجامع كلمه صلى الله عليه وسلم .

    * عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا (آمنا بالله وما أنزل إلينا ) الآية) ( أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب"الإعتصام بالكتاب والسنة" برقم (6814) وفي كتاب " التوحيد " برقم (6987) وانفرد به ) .

    * أخرج البخاري في كتاب " فضائل القرآن " عن أنس بن مالك رضي الله عنه : ( أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى) ( أخرجه البخاري برقم( 4604 ), والترمذي في " تفسير القرآن " برقم ( 3029 ) ) .وكان هذا في وجود معظم الصحابة رضوان الله عليهم , مما يعني علمهم اليقيني مما استاقوه من كلام ربهم وفهمهم لسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام بأن اليهود والنصارى قد حرفوا أسفارهم فاختلفوا من بعد ذلك يكفر بعضهم بعضًا .

    * ذكر البخاري في مقدمته لكتاب " الإعتصام بالكتاب " في صحيحه قول معاوية رضي الله عنه في حق كعب الأحبار هكذا : ( إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون أهل الكتاب ، وإن كنا مع ذلك لنبلوا عليه الكذب ) .يعني أن كعب الأحبار كان يخطيء فيما يقوله في بعض الأحيان لأجل أن كتبهم محرفة مبدلة . فنسبة الكذب إليه لذا , لا لكونه كذابًا , فإنه كان عند الصحابة من خيار الأحبار . فقوله : ( وإن كنا مع ذلك... ) يدل صراحة على أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعلمون أن كتب اليهود والنصارى محرفة .

    * وأخرج البخاري في كتاب " الشهادات " عن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : (يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب في شيء وكتاب الله الذى أنزله على نبيه – صلى الله عليه وسلم – أحدث أخبار الله ؟! تقرءونه غضًا لم يشب ولقد حدثكم الله تعالى أن أهل الكتاب قد بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلاً ) (أخرجه البخاري في كتاب " الشهادات " برقم 2488 ) .

    وقال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيره لقول الله عز وجل : {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ}البقرة79 : " الآية نزلت في المشركين وأهل الكتاب " (تفسير ابن كثير 1/144) .

    * قال مجاهد رحمه الله في تفسيره لقول الله تعالى : {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ}البقرة79- قال : " هؤلاء الذين عرفوا أنه من عند الله ، ثم يحرفونه " ( تفسير الطبري 1/423 ) وهم أهل الكتاب كما علمت مسبقًا من قول ابن عباس رضي الله عنهما .

    * قال الإمام الشوكاني رحمه الله في تفسيره لنفس الآية السابقة : ( والكتابة معروفة ، والمراد: أنهم يكتبون الكتاب المحرف ولا يبينون ولا ينكرونه على فاعله. وقوله: "بأيديهم" تأكيد لأن الكتابة لا تكون إلا باليد فهو مثل قوله: "وَلا طَائِرٌ يَطِيرُ بِجَنَاحَيه" وقوله " يَقُولُونَ بِأَفَوَاهِهِم" وقال ابن سراج: هو كناية عن أنه من تلقائهم دون أن ينزل عليهم. وفيه أنه قد دل على أنه من تلقائهم قوله: "يكتبون الكتاب" فإسناد الكتابة إليهم يفيد ذلك. والإشتراء: الإستبدال، وقد تقدم الكلام عليه، ووصفه بالقلة لكونه فانياً لا ثواب فيه، أو لكونه حراماً لا تحل به البركة، فهؤلاء الكتبة لم يكتفوا بالتحريف ولا بالكتابة لذلك المحرف حتى نادوا في المحافل بأنه من عند الله، لينالوا بهذه المعاصي المتكررة هذا الغرض النزير والعوض الحقير. وقوله: "مِما يَكسِبُون" قيل: من الرشا ونحوها، وقيل: من المعاصي، وكرر الويل تغليظاً عليهم وتعظيماً لفعلهم وهتكاً لأستارهم ) ( فتح القدير 1/105 ) .

    * قال الإمام البيضاوي في تفسير قول الله تعالى : " يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِه" المائدة 41 : (أي يميلونه عن مواضعه التي وضعه الله فيها، إما لفظاً: بإهماله أو تغيير وضعه، وإما معنى: بحمله على غير المراد وإجرائه في غير مورده ) (تفسير البيضاوي1/266).

    * قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره لقول الله تعالى : {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }المائدة13 : ( وجعلنا قلوب هؤلاء الذين نقضوا عهودنا من بني إسرائيل قسية، منزوعاً منها الخير، مرفوعاً منها التوفيق ، فلا يؤمنون ولا يهتدون ، فهم لنزع الله عز وجل التوفيق من قلوبهم والإيمان، يحرفون كلام ربهم الذي أنزله على نبيهم موسى صلى الله عليه وسلم، وهو التوراة، فيبدلونه، ويكتبون بأيديهم غير الذي أنزله الله جل وعز على نبيهم ، ثم يقولون لجهال الناس: هذا هو كلام الله الذي أنزله على نبيه موسى صلى الله عليه وسلم، والتوراة التي أوحاها إليه. وهذا من صفة القرون التي كانت بعد موسى من اليهود، ممن أدرك بعضهم عصر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن الله عز ذكره أدخلهم في عداد الذين ابتدأ الخبر عنهم ممن أدرك موسى منهم ، إذ كانوا من أبنائهم ، وعلى منهاجهم في الكذب على الله ، والفرية عليه ، ونقض المواثيق التي أخذها عليهم في التوراة ) ( تفسير الطبري 4/496) .

    * قال الإمام القرطبي في تفسيره لقول الله تعالى : {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }المائدة14: ( أي الذين ادعوا أنهم نصارى ولم يعملوا بما أُمروا به وجعلوا ذلك الهول والتحريف للكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ) ( تفسير القرطبي 3 / 78 ) .

    * قال العلامة ابن كثير في تفسير قول الله تعالى : {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ }يونس 94 : (وهذا فيه تثبيت للأمة وإعلام لهم أن صفة نبيهم صلى الله عليه وسلم موجودة في الكتب المتقدمة التي بأيدي أهل الكتاب كما قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ }الأعراف157. ثم مع هذا العلم الذي يعرفونه من كتبهــم كما يعرفون أبنائهم يلبســون ذلك ويحرفونــه ويبدلونه ولا يؤمنون به مع قيام الحجة عليهم ) (تفسير ابن كثير 4/175 ) .

    وقال رحمه الله : ( وذكر غير واحد أن الإنجيل نقله عنه ( أي عن المسيح ) أربعة : لوقا ومتَّى ومرقس ويوحنا , وبين الأناجيل الأربعة تفاوت كثير بالنسبة لكل نسخة ونسخة وزيادات كثيرة ونقص بالنسبة إلى الأخرى ..... وقد اختلفوا في نقل الأناجيل على أربعة أقاويل ما بين زيادة ونقصان وتحريف وتبديل )( قصص الأنبياء ص 573-574 ) .

    * قال الإمام القرطبي الأندلسي رحمه الله في كتابه "الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام" ما نصه : ( إن الكتاب الذي بأيدي النصارى الذي يسمونه بالإنجيل ليس هو الإنجيل الذي قال الله فيه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم: { وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ * مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ }آل عمران3-4 , وقال في موضع أخر : ( فظهر من هذا البحث أن الإنجيل المدعى لم ينقل تواترًا ، ولم يقم دليل على عصمة ناقليه . فإذًا يجوز الغلط والسهو على ناقليه فلا يحصل العلم بشيء منه , ولا غلبة الظن , فلا يلتفت إليه , ولا يعول في الإحتجاج عليه . وهذا كاف في رده وبيان قبول تحريفه وعدم الثقة بمضمونه . ولكنا مع ذلك نعمد منه إلى مواضع يتبين فيها تهافت نقلته ووقوع الغلط في نقله ) ثم نقل المواضع المذكورة فقال : ( فقد حصل من هذا البحث الصحيح أن التوراة والإنجيل لا يحصل الثقة بهما , فلا يصح الإستدلال بهما لكونهما غير متواترين وقابلين للتغير . وقد دللنا على بعض ما وقع فيهما من ذلك . وإذا جاز مثل ذلك في هذاين الكتابين , مع كونهما أشهر ما عندهم وأعظم عمدهم ومستند ديانتهم فما ظنك بغير ذلك من سائر الكتب التي يستدلون بها مما ليس مشهورًا مثلهما ولا منسوبًا إلى الله نسبتهما ؟ فعلى هذا هو أولى بعدم التواتر وبقبول التحريف منهما) ( إظهار الحق ص 135- 136 ) .

    * قال العلامة " أبو عبيدة الخزرجي " في رسالته إلى القسيس " حنا مقار العيسوي " بعد أن بيَّن له تضارب الأناجيل وما اشتملت عليه من تناقض : ( وأقتصر على هذا من تهافت أناجيلكم , وما اشتملت عليه من الزلل والأباطيل . ومن طالع كتبكم ( يعني كتب العهد القديم ) , وأناجيلكم وجد فيها من العجائب ما يقضي له بأن شرائعكم وأحكامكم ونقولكم قد تفرقت تفرق أهل سبأ , وأنكم لا تلزمون مذهبًا , وليس هذا بغريب فأناجيلكم ما هى إلا حكايات , وتواريخ , وكلام كهنة , وتلاميذ وغيرهم حتى أني أحلف بالله الذي لا إله إلا هو , أن تاريخ الطبري عندنا أصح نقلاً من الإنجيل , ويعتمد عليه العاقل أكثر , مع أن التاريخ عندنا لا يجوز أن ينبني عليه شيء من أمر الدين , وإنما هو فكاهات في المجالس ) ( مقامع هامات الصلبان ورواتع روضات الإيمان ص 149 , وقد طبعه الدكتور محمد أبو شامة بعنوان " بين الإسلام والمسيحية " ) .

    * قال العلامة " شهاب الدين القرافي المالكي " في شأن توراة العهد القديم : ( نقول : التوراة مبدلة قطعًا , لما تقدم بيانه مما اشتملت عليه من نسبة الأنبياء عليهم السلام وخاصة عباد الله إلى الفسوق والزنى وشرب الخمر , وما يصدر من أدنى السفلة , حتى أنهم يسمون هذه الحكايات النجاسات , مع قيام الأدلة على عصمة الأنبياء , فيحصل الجزم بعدم صحة هذه التوراة ) ( الأجوبة الفاخرة على الأسئلة الفاجرة ص 164 ) .

    وقال في شأن الأناجيل : ( ونحن ننازعهم في أن ما بين أيديهم – من الكتب – منزلة , بل هى مبدلة مغيرة في غاية الوهن والضعف , وسقم الحفظ والرواية والسند بحيث لا يوثق بشيء منها ) ( المصدر السابق ص 32 ) .

    * قال شيخ الإسلام وناصر الدين , العلامة الرباني المجاهد " أحمد بن تيمية " رحمه الله في كتابه الذي لم يُصنف مثله " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " : ( إدعوا [أي النصارى] أن محمدًا صلى الله عليه وسلم صدَّق بجميع ألفاظ الكتب التي عندهم. فجمهور المسلمين يمنعون هذا، ويقولون: إن بعض ألفاظها بُدِّل كما قد بُدِّل كثير من معانيها ) ( الجواب الصحيح 1/214) .

    وقال في موضع أخر : ( والمقصود هنا أنه ليس مع النصارى نقل متواتر عن المسيح بألفاظ هذه الأناجيل، ولا نقل لا متواتر ولا آحاد بأكثر ما هم عليه من الشرائع، ولا عندهم ولا عند اليهود نقل متواتر بألفاظ التوراة ونبوات الأنبياء كما عند المسلمين نقل متواتر بالقرآن وبالشرائع الظاهرة المعروفة للعامة والخاصة. وهذا مثل الأمانة التي هي أصل دينهم، وصلاتهم إلى المشرق، وإحلال الخنزير، وترك الختان، وتعظيم الصليب، واتخاد الصور في الكنائس، وغير ذلك من شرائعهم، ليست منقولة عن المسيح، ولا لها ذكر في الأناجيل التي ينقلونها عنه. وهم متفقون على أن الأمانة التي جعلوها أصل دينهم وأساس اعتقادهم ليست ألفاظها موجودة في الأناجيل، ولا هي مأثورة عن الحواريين. وهم متفقون على أن الذين وضعوها أهل المجمع الأول الذين كانوا عند قسطنطين، الذي حضره ثلاثمائة وثمانية عشر، وخالفوا عبد الله بن أريوس، الذي جعل المسيح عبدًا لله كما يقول المسلمون، ووضعوا هذه الأمانة، وهذا المجمع كان بعد المسيح بمدة طويلة تزيد على ثلاثمائة سنة ) ( الجواب الصحيح 1/313 ) .

    * قال العلامة القيم " ابن القيم " رحمه الله في كتابه ( هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى ) : ( وقولهم " إن نسخ التوراة متفقة في شرق الأرض ومغاربها " كذب ظاهر , فهذه التوراة التي بأيدى النصارى تخالف التوراة التي بأيدى اليهود , والتي بأيدي السامرة تخالف هذه وهذه , وهذه نسخ الأناجيل يخالف بعضها بعضًا ويناقضه . فدعواهم : أن نسخ التوراة والإنجيل متفقة شرق وغربًا من البهت والكذب الذى يروجونه على أشباه الأنعام , وأن هذه التوراة التي بأيدي اليهود فيها من الزيادة والتحريف والنقصان ما لا يخفى على الراسخين في العلم , وهم يعلمون قطعًا أن ذلك ليس في التوراة التي أنزلها الله على موسى , وأن هذه الأناجيل التي بأيدي النصارى فيها من الزيادة والتحريف والنقصان ما لا يخفى على الراسخين في العلم , وهم يعلمون قطعًا أن ذلك ليس في الإنجيل الذى أنزله الله على المسيح ) ( هداية الحيارى ص 106-107 ) , وقد بَيِّنَ رحمه الله أنواع التحريف الواقع في أسفار أهل الكتاب بشتى أنواعه ( اللفظي والمعنوي ) ( انظر هداية الحيارى ص 109-114 ) .

    * قال المؤرخ العلامة " المقريزي " : ( تزعم اليهود أن توراتهم بعيدة عن التخاليط , وتزعم النصارى أن توراة السبعين التي هى بأيديهم لم يقع فيها تحريف ولا تبديل , وتقول اليهود في خلاف ذلك , وتقول السامرية بأن توراتهم هى الحق وما عداها باطل . وليس في اختلافهم ما يزيل الشك بل يقوي الجلبة له . وهذا الإختلاف بعينه بين النصارى أيضًا في الإنجيل . وذلك أن له عند النصارى أربع نسخ مجموعة في مصحف واحد , أحدها متَّى , والثاني لمارقوس , والثالث للوقا , والرابع ليوحنا , قد ألف كل واحد من هؤلاء الأربعة إنجيلاً على حسب دعوته في بلاده . وهى مختلفة اختلافاً كثيرًا حتى في صفات المسيح عليه السلام وأيام دعوته ووقت الصلب بزعمهم وفي نسبه أيضًا . وهذا الإختلاف لا يحتمل مثله . ومع هذا فعند كل من أصحاب مرقيون وأصحاب ابن ويصان إنجيل يخالف بعضه هذه الأناجيل . ولأصحاب ماني إنجيل على حدة يخالف ما عليه النصارى من أوله إلى آخره , ويزعمون أنه هو الصحيح , وما عداه باطل . ولهم أيضًا إنجيل يسمى إنجيل السبعين يُنسب إلى تلامس , والنصارى وغيرهم ينكرونه . وإذا كان الأمر من الإختلاف بين أهل الكتاب كما قد رأيت , ولم يكن للقياس والرأي مدخل في تميز حق ذلك من باطله , امتنع الوقوف على حقيقة ذلك من قبلهم , ولم يعول على شيء من أقوالهم فيه ) ( إظهار الحق ص 136 ) .

    * قال الإمام " ابن حزم " رحمه الله في " الفِصَل في الملل (2/13) " : ( ولسنا نحتاج إلى تكلف برهان في أن الأناجيل وسائر كتب النصارى ليست من عند الله عز وجل ولا من عند المسيح عليه السلام ، كما احتجنا إلى ذلك في التوراة والكتب المنسوبة إلى الأنبياء عليهم السلام التي عند اليهود ، لأن جمهور اليهود يزعمون أن التوراة التي بأيديهم منزلة من عند الله عز وجل ، على موسى عليه السلام ، فاحتجنا إلى إقامة البرهان على بطلان دعواهم في ذلك ، وأما النصارى فقد كفونا هذه المؤونة كلها، لأنهم لا يدعون أن الأناجيل منزلة من عند الله على المسيح ، ولا أن المسيح أتاهم بها ، بل كلهم أولهم عن آخرهم ، أريسيهم وملكيهم ونسطوريهم ويعقوبيهم ومارونيهم وبولقانيهم ، لا يختلفون في أنها أربعة تواريخ ألفها أربعة رجال معروفون – عندهم – في أزمان مختلفة ) .

    * قال الإمام " فخر الدين الرازي " رحمه الله في تفسيره لقول الله تبارك وتعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ }آل عمران79 : (اعلم أنه تعالى لما بين أن عادة أهل الكتاب التحريف والتبديل أتبعه بما يدل على أنه من جملة ما حرفوه ما زعموا أن عيسى عليه السلام كان يدعي الألهية ) ( التفسير الكبير 2/109 ) .

    * قال العلامة " أبو البقاء الهاشمي " : ( نبين – بعون الله – في هذا الباب من تناقض إنجيل النصارى وتعارضه , وتكاذبه وتهافته , ومصادمة بعضه بعضًا , ما يشهد معه من وقف عليه : أنه ليس هو الإنجيل الحق المنزل من عند الله , وأن أكثره من أقوال الرواة وأقاصيصهم , وأن نقلته أفسدوه ومزجوه بحكاياتهم, وألحقوا به أمورًا غير مسموعة من المسيح ولا أصحابه, مثل ما حكوه من صورة الصلب والقتل واسوداد الشمس وتغير لون القمر وانشقاق الهيكل, وهذه أمور إنما جرت في زعم النصارى بعد المسيح, فكيف تُجعل من الإنجيل , ولم تُسمع من المسيح ؟والإنجيل الحق إنما هو الذي نطق به المسيح , وإذا كان ذلك كذلك , فقد انخرمت الثقة بهذا الإنجيل , وعُدمت الطمأنينة بنقله ) ( تخجيل من حرف التوراة والإنجيل ؟ ص 141 ) .

    * قال الإمام " سليمان بن عبد القوي الطوفي الحنبلي " في رده على نصراني صنف كتابًا يطعن به في الإسلام : ( إن هذا النصراني رأيته يعتمد في طعنه على الإسلام , على التوراة والإنجيل التي بيد اليهود والنصارى , وعلى كتب الأنبياء الأوائل : كنبوة أشعياء , وأرمياء , ودانيال , والأنبياء الإثنى عشر , ومزامير داود , ونحوها ... واعلم أن هذه الكتب مما لا تقوم الحجة علينا بها . لأنها عندنا محرفة مبدلة. نعم : التبديل لم يأت على جميعها , بل دخلها في الجملة . فلهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام : " إذا حدثكم أهل الكتاب , فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم .... " الحديث , فمنع من تصديقهم أن يكون ما حدثونا به مما حرف جزمًا , ومن تكذبيهم خشية أن يكون مما لم يحرف ) (الإنتصارات الإسلامية 1/ 229- 232 ) .

    وقد بيَّن رحمه الله في كتابه المخطوط " تعاليق على الإنجيل " أن هذه الأناجيل التي بيد النصارى ليس شيء منها هو الإنجيل المنزل على عيسى عليه السلام , وأن هذه الأناجيل اختلفت بالزيادة والنقص والرواية بالمعنى .

    * قال الإمام الجويني – رحمه الله – في كتابه " شفاء الغليل في بيان ما وقع في التوراة والإنجيل من التبديل " ص 30-31 ما نصه : ( إن التوراة التي بأيدي اليهود الأن : هى التوراة التي كتبها عزرا الوراق بعد فتنتهم مع نبوخذ ناصر .... هذه النسخة كتبها عزرا قبل بعثة المسيح عليه السلام بخمس مائة وخمس وأربعين سنة . ولم يكن على وجه الأرض نصراني . فحينئذ التبديل ممكن لعدم تعلق العلم بحصر نسخ التوراة المبثوثة في أقطار الأرض كما ذُكر , ولعدم توقفه أيضًا على انقياد كل فرد من أفراد الفريقين , ولعدم كون نسخها في أيدي اليهود والنصارى . لأنها لم تصر إلى أيدي النصارى إلا بعد تبديلها . فإذًا الفاعل لذلك واحد .... فوقوع التبديل منه ممكن , لحرصه على استمرار رياسته ( أي عزرا ) ووعدم القول بعصمته : لمانعه له من الإقدام على فعل الصغائر والكبائر ) , وقال أيضًا ص39 : ( وأما أصحاب الأناجيل : فالكلام معهم بين أيدينا , وسيعين الله عليهم , أما غلطهم الفاحش , وعدم تحفظهم فيما نقلوه : فلا مطمع للعقلاء في تصحيحه والسبب الذي أوقعهم في الغلط فيما نقلوه : غفلتهم عما تجب المبادرة إليه أزمانًا , يحصل في مثلها التبديل والنسيان , لما طريقه السمع ) .

    * قال شيخ المجاهدين العلامة " رحمة الله بن خليل الهندي " في كتابه الماتع " إظهار الحق ": ( فكما قلنا إن التوراة الأصلي وكذا الإنجيل الأصلي قد فقدا قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم والموجودان الآن بمنزلة كتابين من السير مجموعين من الروايات الصحيحة والكاذبة ، ولا نقول أنهما كانا موجودين على أصالتهما إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقع فيهما التحريف ، وكلام بولس على تقدير صحة النسبة إليه أيضًا ليس بمقبول عندنا لأنه عندنا من الكاذبين الذين كانوا قد ظهروا في الطبقة الأولى وإن كان مقدساً عند أهل التثليث ، فلا نشتري قوله بحبة ، والحواريون الباقون بعد عروج عيسى عليه السلام إلى السماء نعتقد في حقهم الصلاح ولا نعتقد في حقهم النبوة وأقوالهم عندنا كأقوال المجتهدين الصالحين محتملة للخطأ ، وفقدان السند المتصل إلى آخر القرن الثاني وفقدان الإنجيل العبراني الأصلي لمتَّى وبقاء ترجمته التي لم يعلم إسم صاحبها أيضاً إلى الآن ثم وقوع التحريف فيها صارت أسباباً بإرتفاع الأمان عن قولهم ، أما لوقا ومرقص ليسا من الحواريين ولم يثبت بدليل كونهما من ذوي الإلهام أيضاً , والتوراة عندنا ما أوحى إلى موسى عليه السلام والإنجيل عندنا هو ما أوحي إلى عيسى عليه السلام كما قال الله عز : {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى}البقرة87 . أي التوراة , وقال تعالى في حق عيسى عليه السلام : {وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ}المائدة46, ووقع في سورة البقرة 136 وآل عمران 84:{ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى } أي التوراة والإنجيل , أما هذه التواريخ والرسائل الموجودة الآن ليست التوراة والإنجيل المذكورين في القرآن فليست واجبة التسليم بل حكمهما وحكم سائر الكتب من العهد القديم هو الآتي : " أن كل رواية من رواياتها إن صدقها القرآن فهى مقبولة وإن كذبها القرآن فهى مردودة وإن كان القرآن ساكتًا عن التصديق والتكذيب فنسكت عنه فلا نصدق ولا نكذب ) ( إظهار الحق ص 133 ) .

    * قال المرحوم الأستاذ الكبير " محمد فريد وجدي " : ( ومن أدلة التحريف الحسية أن التوراة المتداولة لدى النصارى تخالف التوراة المتداولة عند اليهود ) ( حقيقة الإيمان ص 78 ) .

    * قال الإمام " محمد أبو زهرة "رحمه الله في كتابه ( محاضرات في النصرانية ) : ( وهذه الأناجيل الأربعة لم يملها المسيح ، ولم تنزل عليه هو بوحي إلهي , ولكنها كتبت من بعده ), وقال في موضع أخر : ( ولم تكتفي الكنيسة باختيار هذه الأناجيل الأربعة , بل أرادت الناس على قبولها لاعتقادها صحتها ، ورفض غيرها , وتم لها ما أرادت فصارت هذه الأناجيل هى المعتبرة دون سواها ) (محاضرات في النصرانية ص 38) .

    * قال الإمام " محمد رشيد رضا " رحمه الله : ( إن بعض المسلمين يصدقون دعاة النصرانية ومجادليهم في زعمهم أن هذه الأناجيل محفوظة عندهم من عهد المسيح إلى الأن , وأنها مسلمة عند جميع فرقهم ومعروفه عند غيرهم , فلم يكن يختلف فيها اثنان , ولكن من طالع كتبهم التاريخية والدينية علم أن هذه الدعوى باطلة ) ( عقيدة الصلب والفداء ص 31 ) .

    وقال رحمه الله : ( وهذه الأناجيل عبارة عن تاريخ ناقص للمسيح , وهى متعارضة متناقضة , مجهولة الأصل والتاريخ , بل وقع الخلاف بينهم في مؤلفيها , واللغات التي ألفوها بها , وقد بينا في تفسير أول سورة آل عمران حقيقة إنجيل المسيح وكون هذه الكتب لم تحو إلا قليلاً منه , كما تحتوي السيرة النبوية عندنا على القليل من القرآن والحديث , وهذا القليل من الإنجيل قد دخله التناقض والتحريف ) ( صيحة نذير من دعاة التنصير ص 95 ) .

    * قال العلامة " محمد عبد الله دراز " في كتابه العظيم " النبأ العظيم " : ( ... وبهذه العناية المزدوجة التي بعثها الله في نفوس الأمة المحمدية إقتداء بنبيها بقي القرآن محفوظًا في حرز حريز , إنجازًا لوعد الله الذي تكفل بحفظه حيث يقول : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9. ولم يُصبه ما أصاب الكتب الماضية من التحريف والتبديل وانقطاع السند , حيث لم يتكفل الله بحفظها , بل وكلها إلى حفظ الناس فقال تعالى : {وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ}المائدة44. أي بما طلب إليهم حفظه ) ( النبأ العظيم ص 42 ) .

    * قال العلامة المجاهد " أحمد حسين ديدات " رحمه الله حين سُئل : هل يستطيع إنسان أن يُنكر أنه إذا كان الله قد حفظ في الماضي كلمته للتوراة وغيرها والإنجيل المقدس , فهل ينكر أنه قادر على حفظها دائمًا؟
    قال العلامة ديدات : ( الذي كنت أؤكده طوال هذه الليلة : هو أن الكتب لم تحفظ . وأنت بسؤالك تلح على نفس المسألة . الكتب لم تحفظ ... حقيقة الأمر : أنها ليست كلمة الله , وأن الكتب قد حُرفت ) ( المناظرة الكبرى " هل الكتاب المقدس كلمة الله ؟ " بين أحمد ديدات وجيمي سواجارت ص 36 ) .

    * قال العلامة الدكتور " محمد بن محمد أبو شهبة " عن أسفار الكتاب المقدس : ( ... لم يكن لها من ثبوت النص القطعي الموثوق به مثل ما للقرآن العظيم , ومن هنا سهل التحريف والتبديل في التوراة والإنجيل من الأحبار والرهبان والقسس ) ( المدخل لدراسة القرآن الكريم ص 389 , 390 ) .

    * قال العلامة " أبو الحسن الندوي " : ( ومازالت الصحف السماوية السابقة للقرآن عرضة للتحريف والتبديل والضياع والتلف ... وقد ثبت ذلك تاريخيًا , وتواترت وأقرت به الأمم والطوائف التي نزلت فيها هذه الصحف , وقد استُهدفت صحف العهد القديم للتلف والإحراق والإبادة بصورة واضحة , وباتفاق المؤرخين اليهود ثلاث مرات في التاريخ .... أما أمر الأناجيل الأربعة التي تسمى العهد الجديد فأمرها أغرب من صحف العهد القديم , فإنه يكتنف تدوينها ومؤلفيها الشيء الكثير من الغموض والإلتباس والإضطراب , وبينها وبين السيد المسيح عليه الصلاة والسلام هوة عميقة واسعة ... فليس هنالك سند متصل من عصرنا إلى مدونيها ولا من مدونيها إلى سيدنا عيسى بن مريم ... ثم هناك شواهد داخلية من أغلاط تاريخية صريحة , وتناقضات واضحة , وأمور مستحيلة , ينكرها العقل , ونسبة أشياء إلى الله لا تليق بجلاله وكماله , ولا تتفق مع صفاته التي اتفقت عليها الأديان السماوية والعقول السليمة ومطاعن في أنبياء الله المكرمين , واتهامهم بأفعال وأخلاق يترفع عنها أوساط الناس , إلى غير ذلك من الشواهد الجلية الكثيرة العدد التي تدل على الدس والإلحاق والتغيير في كتب العهدين القديم والجديد , التي تسمى مجموعًا ببايبل ( Bible ) أو الكتاب المقدس ) (الـنبوة والأنبياء في ضوء القرآن ص 125-129 ) .

    * قال العلامة الدكتور " محمد وصفي " : ( إن من يقرأ الأناجيل الأربعة لا يقدر أن يقول إنها من إنشاء المسيح بأي حال ... ولا يستطيع أن يقول كذلك إنها من إملائه ... وذلك لأنه لا داعي مطلقًا أن نقول إن خطابًا يرسله أحد الناس إلى صديقه يحكي له فيه قصة سمعها أو أخبارًا وصلته من طريق الرواية أنها موحى بها أو أنها من إنشاء غيره أو إملائه لأنه من الواضح أنها من كتابته هو ) ويقول في موضع أخر : ( أما التحريف في الأناجيل القديمة فهو ثابت قطعًا , وإني أكتفي بإثباته مما ذكرت من الإختلاف في الإناجيل الأربعة فيما ترويه عن المسيح ... وأما التحريف في الأناجيل الحديثة فثابت ثبوتًا قاطعًا في الأناجيل المطبوعة اليوم بين أيدينا , فالكتاب المقدس طباعة الكاثوليك يخالف الكتاب المقدس طباعة البروتستانت اختلافًا جوهريًا يمس العقائد الأساسية عندهم والمسائل الهامة في تعاليمهم ) ( المسيح والثليث ص 32 , 37 ) .

    * قال الشيخ " السيد سابق " رحمه الله : ( أما التوراة المتداولة الآن فقد قام بكتابتها أكثر من كاتب, وفي أزمان مختلفة , وقد دخلها التحريف ....والإنجيل الذي نزل على عيسى عليه السلام هو مثل التوراة التي نزلت على موسى , كلاهما كلام الله , وفيها هدى ونور إلا أن الإنجيل قد لحقه ما لحق التوراة من التحريف ) ( العقائد الإسلامية ص 145-146 ) .

    * قال الشيخ " محمد متولي الشعراوي " في خواطره الإيمانية حول القرآن الكريم : ( قوله تعالى : {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }البقرة2 , ... يلفتنا الحق سبحانه وتعالى إلى ذلك الكتاب الذي هو منهج للإنسان على الأرض , فبعد أن بين لنا جل جلاله , بمالايدع مجالاً للشك أن الكتاب منزل من عنده , وأنه يصحح الكتب السابقة كالتوراة والإنجيل , والتي ائتمن الله عليها البشر, فحرفوها وبدلوها , وهذا التحريف أبطل مهمة المنهج الإلهي بالنسبة لهذه الكتب , فجاء الكتاب الذي لم يصل إليه تحريف ولاتبديل , ليبقى منهجًا لله , إلى أن تقوم الساعة . أول ما جاء به هذا الكتاب هو إيمان القمة, بأنه لا إله إلا الله الواحد الأحد ... والله سبحانه وتعالى يقول : {الم * اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ }آل عمران 1- 3 , وهكذا نعرف أن الكتاب نزل ليؤكد لنا , أن الله واحد أحد , لا شريك له , وأن القرآن يشتمل على كل ما تضمنته الشرائع السماوية من توراة وإنجيل , وغيرهما من الكتب ) ( خواطر الشعراوي 1/109 ) .

    * قال الشيخ " محمد الغزالي " رحمه الله تعالى : ( إن هذا العهد القديم كتاب عجيب , أو مجموعة من فصول غريبة , ملأى بالحكايات والرؤى والتواريخ المضطربة التي قدمنا نماذج منها آنفًا , ويبدو أنه لكي تكون مؤمنًا يجب أن تقبل الخرافات ... وهناك تعليقات كثيرة لكتاب مجهولين , أقحمت على الأصل ثم اعتبرت منه , وصارت وهى من صنع الناس وحيًا إلهيًا مع تناقضها مع المعقول والمنقول ..لم يكن حظ الإنجيل خيرًا من حظ التوراة , بل لعله كان أردأ ! فبعدما اختفى عيسى-عليه السلام- اختفت معه صحائف الكتاب الذي أنزل عليه , ولم يجد أحد أثرًا لها إلى يوم الناس هذا)( صيحة نذير من دعاة التنصير ص 67 , 90 , 93 ) .

    * قال العلامة " أبو الأعلى المودودي " : ( إن هذه الكتب التي أُخبرنا بأسمائها , لم يبق لصحف إبراهيم منها وجود , أما التوراة والزبور والإنجيل , فإنها وإن كانت لا تزال عند اليهود والنصارى , ولكنهم قد حرفوها كثيرًا , وبدلوا كلمتها عن مواضعه , وحذفوا منها , وأضافوا إليها كثيرًا من الآراء من عند أنفسهم , حتى أن اليهود والنصارى أنفسهم يعترفون اليوم أنه ليست عندهم تلك الكتب الأصلية التي نزلت على موسى وداود وعيسى عليهم السلام , وإنما بأيديهم تراجمها التي مازالت هى نفسها منذ قرون عرضة للتغيير والتبديل والزيادة والنقص ) ( مباديء الإسلام ص 99 ).

    * قال العلامة " ابن عثيمين " رحمه الله تعالى : ( ونؤمن بأن الله تعالى أنزل على رسله كتباً حجة على العالمين ومحجة للعالمين يعلّمونهم بها الحكمة ويزكونهم .ونؤمن بأن الله تعالى أنزل مع كل رسول كتاباً لقوله تعالى : {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ }الحديد25- ونعلم من هذه الكتب :

    1- التوراة: التي أنزلها الله تعالى على موسى صلى الله عليه وسلم، وهي أعظم كتب بني إسرائيل : {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ } المائدة 44 .
    2- الإنجيل: الذي أنزله الله تعالى على عيسى صلى الله عليه وسلم، وهو مصدق للتوراة ومتمم لها{وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }المائدة46. { وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ }آل عمران50
    3- الزبور: الذي آتاه الله داود صلى الله عليه وسلم.
    4- صحف إبراهيم وموسى: عليهما الصلاة والسلام.
    5- القرآن العظيم: الذي أنزله الله على نبيه محمد خاتم النبيين{ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }البقرة185. فنسخ الله به جميع الكتب السابقة وتكفل بحفظه عن عبث العابثين وزيغ المحرفين {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9. لأنه سيبقى حجة على الخلق أجمعين إلى يوم القيامة.
    أما الكتب السابقة فإنها مؤقتة بأمدٍ ينتهي بنزول ما ينسخها ويبين ما حصل فيها من تحريف وتغيير، ولهذا لم تكن معصومة منه فقد وقع فيها التحريف والزيادة والنقص {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ }النساء46, {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ}البقرة79 , { قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ }الأنعام91, {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران78. {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ [ إلى قوله ] لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ } المائدة: 15- 17 ) (عقيدة أهل السنة والجماعة ص 16 , 17) .

    ( وسئل رحمه الله : هل يجوز للمسلم أن يقتني الإنجيل ليعرف كلام الله لعبده ورسوله عيسى عليه الصلاة والسلام ؟

    فأجاب رحمه الله : لا يجوز إقتناء شيء من الكتب السابقة على القرآن من إنجيل أو توراة أو غيرهما لسببين :

    السبب الأول : أن كل ما كان نافعًا فيها فقد بينه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم .
    السبب الثاني : أن في القرآن ما يغني عن كل هذه الكتب لقوله تعالى : { نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ }آل عمران3 . وقوله : { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ }المائدة48. فإن ما في الكتب السابقة من خير موجود في القرآن .
    أما قول السائل أنه يريد أن يعرف كلام الله لعبده ورسوله عيسى , فإن النافع منه لنا قد قصه القرآن فلا حاجة للبحث عن غيره , وأيضًا فالإنجيل الموجود الأن محرف , والدليل على ذلك أنها أربعة أناجيل يخالف بعضها بعضًا وليست إنجيلاً واحدًا , وإذًا فلا يعتمد عليه .
    أما طالب العلم الذي لديه علم يتمكن به من معرفة الحق من الباطل فلا مانع من معرفته لرد ما فيها من الباطل وإقامة الحجة على معتنقيها ) ( فتاوى العقيدة ص 598 ) .

    * سئل فضيلة العلامة " عبد الله بن الجبرين " حفظه الله : ( هل معنى قوله تعالى : {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }المائدة46.أن عيسى عليه السلام جاء مكملاً لدعوة موسى عليه السلام ؟ وما تقولون في من يقول إن الإنجيل غير محرف بنص قوله تعالى : {وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ} وما معنى {وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ } ؟

    فأجاب حفظه الله ورعاه : لاشك أن دعوة الرسل كلهم متفقة في أصل الدين وهو التوحيد وإخلاص العبادة لله تعالى وهو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ننحن معاشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد " (متفق عليه) أي بمنزلة أولاد من أمهات وأبوهم واحد , أي متفقون في العقيدة مع وجود اختلاف في الشرائع , ومع ذلك فإن كل نبي يصدق بمن قبله من الأنبياء والرسل , فقوله : {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ } يدل على أن عيسى يصدق ما في التوراة من العلم ويعمل به ويحث على تطبيق ذلك ويحكم بما فيه .
    ولاشك أنه أعطي الإنجيل وفيه هدى ونور ويشتمل على أحكام لم ترد في التوراة ولهذا قال تعالى عنه: { وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ }آل عمران50 – فذكر أنه أباح لهم بعض ما كان محرمًا في شريعة موسى من باب التخفيف .

    ولاشك أن الإنجيل الذي نزل على عيسى فيه هدى ونور لكن بعد رفع عيسى اختلفوا فيه ولهذا تعددت الأناجيل ( كإنجيل متَّى , وإنجيل يوحنا ... إلخ ) وأن بينها تفاوت كما هو مشاهد , والله تعالى إنما ذكر كتابًا واحدًا , فتعددها بعد عيسى دليل على تغييرها وتحريفها , أما الأصل فهو الذي ذكره الله بقوله : { فِيهِ هُدًى وَنُورٌ } وأما هذه الأناجيل فقد غيرت وحرفت عن الكتاب المنزل الذي نزل مصدقًا للتوراة قبله وموضحًا لما فيها , والله أعلم ) ( فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام ص 34 , 35 ) .

    * سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية ما نصه :

    س : ما حكم قراءة الإنجيل ؟

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ... وبعد :

    جـ : الكتب السماوية السابقة وقع فيها كثير من التحريف والزيادة والنقص كما ذكر الله ذلك , فلا يجوز للمسلم أن يقدم على قراءتها والإطلاع عليها إلا إذا كان من الراسخين في العلم ويريد بيان ما ورد فيها من التحريفات والتضارب بينها .
    وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

    (السؤال الثاني من الفتوى رقم 8852 – فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 3/311) .

    * قال الشيخ" أبو بكر الجزائري " في سياق حديثه عن القرآن الكريم : ( تعهد الله بحفظه إلى أن يرفعه إليه ، إذ قال تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9, فحفظه الرب تبارك وتعالى بأن قيض له رجالاً أمناء ، حفظوه في صدورهم , وسطورهم , فلم تقو يد الزمان , ولا يد العدو على أن تزيد فيه حرفًا , ولا أن تنقص منه حرفًا , بخلاف غيره من الكتب وخاصة التوراة فقد ضاعت كلها في غزو بختنصر البابلي لمملكة بنى إسرائيل , ولم يعثر عليها إلا فيما بعد , ثم ما إن جمعت والله أعلم بصحة ما جمع فيها حتى تسلط عليها عبدة المادة فحرفوها وبدلوها حسب مصالحهم وأهوائهم , أما الإنجيل فيكفي في الدلالة على عدم حفظه أنه اليوم خمسة أناجيل بعد أن كان يوم نزوله انجيلاً واحداً (هى أنجيل متَّى ومرقص ولوقا ويوحنا وبرنابا والأخير أصحها وقد أخفي من القرن الرابع إلى القرن السابع عشر الميلادي ) ) ( عقيدة المؤمن ص 155 ) .

    * قال الدكتور " محمد عمارة " حفظه الله : ( لا يصح أن نجعل الكتاب المقدس حجة على القرآن ومرجعية له .. لأن الثابت حتى في الدراسات التي قام بها كثير من علماء اليهود والنصارى أن هذا الكتاب المقدس قد أُعيدت كتابته , وأصابه التحريف .. كما أن ترجماته قد أُدخلت عليه تغييرات وتصحيفات ) ( حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص 285 ) .

    * سُئل فضيلة الدكتور " عليّ جمعة " مفتي الديار المصرية ما نصه :

    تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ القرآن الكريم , فلماذا لم يتكفل بحفظ الكتب المقدسة الأخرى رغم أن مصدرها واحد , وهو الله سبحانه وتعالى ؟

    فأجاب فضيلته : ( قال تبارك وتعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9 . القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليتعبد به ويتحدى بأقصر سورة منه , والقرآن الكريم هو الدستور السماوي الصالح لكل زمان ومكان الذي جمع الله فيه قصص السابقين , قال تعالى : {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }يوسف3 . وقال تعالى : {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }النمل76- 77 . وحفظ الله تعالى للقرآن الكريم دون الكتب السماوية المتقدمة لأنه الكتاب الخاتم الجامع لكل الكتب السابقة , لأن كل نبي كان يبعث إلى قومه خاصة وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث إلى الناس كافة, وكان يجمع أكثر من نبي في أماكن مختلفة وفي وقت واحد مثل سيدنا إبراهيم عليه السلام وسيدنا لوط عليه السلام , فكان الكتاب – كصحف إبراهيم وموسى وإنجيل عيسى وزابور داود – ينزل لفئة من الناس دون الآخرين , ولكن القرآن جاء لكل الناس العربي وغيره من كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ومن يأتي بعده حتى قيام الساعة فكان جديرًا بأن يحفظ دون سائر الكتب .

    فضلاً عن أن الله تعالى شاءت حكمته أن يبتلي السابقين باستحفاظهم لكتبهم وعدم تحريفها وتغييرها, فلم يثبتوا ولم يوفوا إلا قليلاً ممن وفقه الله , فاحتفظ تعالى بهذا الكتاب الخالد لهذه الأمة المرحومة وتكفل بحفظه تعالى إكرامًا لهم وإظهارًا لقدرهم عنده تعالى وهو سبحانه يرفع من يشاء ويضع من يشاء , لا معقب لحكمه ولا راد لفضله . والله سبحانه وتعالى أعلم ) ( مجلة الأزهر – عدد رجب 1426هـ - أغسطس 2005م ص 1160, 1161 ) .



    نقلاً عن : " ثم يقولون هذا من عند الله ! " ص 263 - 279 .
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 22 أكت, 2020, 02:36 م.

  • #2
    جزاكم الله خيرًا كثيرًا أستاذنا الفاضل

    وقد أخرج إبراهيم الحربي في غريب الحديث بسنده عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمرًا رضي الله عنه قال لكعب عن التوراة التي بين أيديهم .. إن كنت تعلم أنها التوراة - أي التي أنزل الله عز وجل على موسى عليه السلام - فاقرأها ..

    وهذا فيه دلالة قاطعة على أن الصحابة كانوا يعرفون أن التوراة التي عند اليهود محرفة ولا ريب في ذلك

    نفع الله بكم الإسلام والمسلمين
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 22 أكت, 2020, 02:36 م.
    [glow="Black"]
    « كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللَّهَ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ »
    جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر
    [/glow]

    [glow=Silver]
    WwW.StMore.150m.CoM
    [/glow]

    تعليق


    • #3
      أما عن "الجحود" فتعريفه عند أهل اللغة : " هو نكران الشيء حقدًا وبغضًا مع العلم به ". وهذا يتفق تمامًا مع أراء علماء النصارى في أن كتبة الأسفار هم الذين أخطأوا عن قصد ومع ذلك يدعون صحة الكتاب المقدس , فهذا من إعجاز مجامع كلمه صلى الله عليه وسلم .
      اللهم صلي وسلم وبارك علي عبدك ورسولك محمد , وعلي آله وصحبه وسلم

      جزاك الله خيراً أخي الكريم

      موضوع قيم
      التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 22 أكت, 2020, 02:36 م.

      سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم

      تعليق

      مواضيع ذات صلة

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
      ردود 0
      17 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة زين الراكعين  
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
      ردود 0
      1 مشاهدة
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
      ردود 0
      23 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة زين الراكعين  
      ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ أسبوع واحد
      ردود 0
      6 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة زين الراكعين  
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
      ردود 0
      11 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      يعمل...
      X