عبد الغفور : تصورنا عن الله - من يحدده؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

محب المصطفى مسلم اكتشف المزيد حول محب المصطفى
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    رد: الدرويش : تصورنا عن الله - من يحدده؟

    برجاء مراجعة: حقائق الإسلام ..
    سيظل منتدى حراس العقيدة بعون الله وفضله نبراساً للعلم والإيمان والصحبة الصالحة ..
    بارك الله فيكم وأحسن إليكم جميعاً ..

    تعليق


    • #47
      رد: الدرويش : تصورنا عن الله - من يحدده؟

      نعم ولدينا هنا ساحة بأكملها :

      من دلائل النبوة : النبوءات والآيات والإعجاز العلمي
      واخرى :
      قسم التعريف بالمصطفى محمد صلى الله عليه وسلم

      شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

      سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
      حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
      ،،،
      يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
      وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
      وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
      عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
      وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




      أحمد .. مسلم

      تعليق


      • #48
        رد: الدرويش : تصورنا عن الله - من يحدده؟

        بسم الله الرحمن الرحيم

        "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ"صدق الله العظيم
        آخر سورة البقرة (الآيات 285-286)

        تاْمل وتدبر كلام الله عز وجل ففيه هدى ورحمة للعالمين ؛ افتح القراّن الكريم وابحث عن الاّيات فى المصحف واقراْها منه اى لا تمر على قراءتها على النت فقط ولكن اقراْ من المصحف (( الكتاب ))المكتوبة الاّيات فيه على الورق .

        تعليق


        • #49
          رد: الدرويش : تصورنا عن الله - من يحدده؟

          المشاركة الأصلية بواسطة الدرويش مشاهدة المشاركة

          قلت لنفسي : و لكني تمكنت من تكوين تصور عن الله بدون الحاجة إلى دين , ثم عدت فقرأت ردك و توقفت أمام هذه الجملة مطولاً :
          (( أليسَ قولُه "أنا الله" أكملَ مِنْ قولِ الكونِ "أنا مخلوقٌ" أو قولِ العقلِ "ثمَّة مُرجِّحٍ" ؟ ثمَّ ألستَ أوجَبْتَ لهُ "الاتِّصافَ بكلِّ كمالٍ" ؟ فاتِّصافُه بكلِّ كمالٍ يوجبُ تصوُّرَ لزومِ الإعلانِ الأكمَلِ حتَّى ولو لمْ يَكُن لهُ لزومٌ في الحقيقةِ، يكفي للزومِهِ أنْ يَكونَ هوَ الخيارُ الأكمَلُ، واختيارُه الأنقصَ والأقلَّ نقصٌ وَعجْزٌ ولو وَفَّى بمُرادِهِ.))
          نعم هو أكمل , لذا أقر لك بأن الرسول و الرسالة هما الإعلان عن المرسل , و أقر بذلك مرتاح البال لأن القضية كانت مشوشة في ذهني و اتضحت .

          الحمْدُ لله، ذاكَ فَضلُ اللهِ يؤتيه مَنْ يَشاءُ وَالله ذو الفَضلِ العَظيمِ.

          ثمَّ دعني أحاولُ زيادَة توضيحِ المَسألة وَجلائها حتَّى تتأصَّل في تلافيفِ عقلكَ وَتنغرِسَ في أعماقِ قلبِكَ بإذنِ اللهِ تعالى، فتأمَّل.

          أمَّا إعلانُهُ تعالى عَنْ نفْسِهِ فليسَتْ فائدَته الوحيدَةُ أنَّه هوَ الطريقةُ الأكمَلُ ولا أنَّهُ يُعارِضُ بهِ كذبَ ادِّعاءِ مَنْ كفرَ ونحو ذلك فقط بلْ لهُ في الحقيقةِ جُمْلة فوائد أخرى لا يَحصرُ عدَّها إلا اللهُ وَحْدَهُ وَلكنِّي سأُجمِلُ بعْضها لكَ قدرَ ما يُسعِفُني عَقلي "المَحدود القاصِرُ" وما يمنُّ بهِ عليَّ اللهُ تبارَكَ وَتعالى ثمَّ يَكونُ لكَ بعدُ أنْ تطلبَ التفصيلَ في أيِّ نُقطةٍ شئتِ.

          فمِنْ فوائدِها مُناسبَةُ الإعلانِ لمَقامِ الألوهيَّةِ، فكما ترى المُخترِعُ المُبتكرُ مِنَ البَشرِ يُسارِعُ إلى إعلانِ أنَّهُ المُخترعُ وَالمُبتكرُ فخرا بما صَنَعَ، فمَنْ أحقُّ بالفخرِ مِنَ اللهِ ؟ وَمَنْ صنَعَ ما صنَعَ أو أبدَعَ كما أبدْعَ أو برأ كالذي برأ ؟! فهوَ اللهُ سبْحانَهُ أحقُّ بالفخرِ وَالإعلانِ .. ثمَّ هوَ سبْحانَه أخفى نفْسَه عَنْ كونِهِ الذي خلقَ لعلو مَقامِهِ وَقداسَةِ ذاتِهِ فلم يحل في كونِهِ وَلم يُخالِطْه وَلا اتَّضع لهُ، فناسبَ هَذا الخفاءَ أنْ يُعلِنَ عَنْ نفْسِهِ إعلانا يُظهِرُ بهِ ذاتَه لا أنْ يَقتصرَ وجودُه في كونِهِ الذي خلقَ بعِلمِهِ وَحِكمَتِهِ وَسائرِ صفاتِ قداسَتِهِ على وجودِ أثرِهِ فيكونُ الكونُ دليلا عليهِ بدلَ أنْ يكونَ هوَ الدليلَ على كونِهِ - شتَّان بينَ أنْ نقولَ الله حكيمٌ لأنَّ الكونَ مُحكَمٌ وَبينَ أنْ نقولَ الكونُ مُحكَمٌ لأنَّ اللهَ حكيمٌ - ثمَّ هوَ سبْحانَهُ تركَ الكونَ تحتَ سُلطانِ القانونِ الذي خلقَ وَالنظامِ الذي قدَّرَ كما قالَ "وَخلقَ كلَّ شئ فقدَّرَهُ تقديرا" وَكالذي قالَ "إنَّا كلَّ شئ خلقناهُ بقَدَرٍ" وَكالذي قالَ "وَكلُّ شئ عِنْدَهُ بمقدارٍ" فناسبَ حقيقةَ مُلكِهِ أنْ يُعلِنَ عَنْ نفْسِهِ لئلا يُظنَّ أنَّ الكونَ مَحكومٌ بالقانونِ مَملوكٌ للطبيعَةِ مُستعبَدٌ للنِّظامِ بنحوِ ما يَقولُ بهِ بعضُ مَعاتيِهِ المَلاحدَةِ - وفي هَذا فائدة ماتِعَةٌ أختمُ بها بإذن الله - ثمَّ الإعلانُ مُناسبٌ لرَحْمَتِهِ إذ فيهِ انعِتاقٌ للعَقلِ البشريِّ مِنَ التيهِ في سراديبِ الفِكرِ وَمتاهاتِ المَنطقِ لمُحاولةِ استقراءِ الغيبِ وَاستِنطاقِ الكونِ واستكناهِ الوجودِ وَمُحاربَةِ النفْسِ وَهُجرانِ العيشِ وَقضاء العُمرِ في مُحاولة استقصاءِ خبرِ الذاتِ الإلهيَّةِ وَصفاتِها العليَّةِ وَمَعارِفِها الخفيَّةِ، ثمَّ هو مُناسبٌ لحِكمَتِهِ لأنَّه خلقَ الإنسانَ وفيهِ توقٌ لمَعرِفتِهِ وَالاتصالِ بهِ وَهذا بغيرِ الإعلانِ مُحالٌ وأنْ يَخلقَهُم على هَذِهِ الصِفَةِ ثمَّ لا يوجدُ لهُم ذلِكَ الإعلانَ عَبَثٌ وَالعَبثٌ في حَقِّهِ مُحالٌ، ثمَّ هوَ يُناسبُ قدْرَتَهُ لأنَّ امتناعَه عَنْ الإعلانِ مَعَ قدرَتِهِ عليهِ لا وَجاهَة فيهِ حتَّى أنَّ صيرورَته إلى عدَمِه قدْ يوهِمُ العَجزَ عَنْه وَكمالُ قدْرَتِهِ يستلزمُ إتيانَ أفعالها، ثمَّ هوَ يُناسبُ عزَّته لأنَّه قدْ نوزعَ في مُلكِهِ أو جُحِدَ في مَملكتِهِ وَالعزيزُ لا يَقبَلُ على نفْسِهِ ذلكَ ثمَّ يَصمُتُ وَلا يردُّ خبرا أو يُرجِعُ أمرا، ثمَّ هوَ مُناسبٌ لصفاتِهِ المَعلومَةِ مِنَ العَقلِ بالضرورةِ غير أنَّني أخشى الإطالة فأقصر.
          ثمَّ خذ عِنْدَك حاجَة البشرِ لهذا الإعلانِ، تأمَّل حاجَتَهم لمَعرِفتِهِ، ثمَّ تأمَّل اختلافَهُم في أمرِهِ، ثمَّ تأمَّل إعراضَهُم عَنْ خِدْمَتِه، تأمَّل حاله مَعَ البشرِ وَحالَ الملوكِ مَعَ رعيَّتِهم وَالسادَةِ مَعَ عبيدِهِم وَالرؤساءِ مَعَ مرؤوسيهِم أحالُهم خيرٌ مِنْ حالهِ أم حالهُ خيرٌ مِنْ حالِهِم ؟ الإعلانُ ضرورَةٌ أساسيَّة يستلزمُها العَقلُ للهِ تعالى بداهَةً حتَّى أنَّه يَكادُ يَقضي عَلى مُنكرِها وَجاحِدِها بما أعفُّ عَنْ قولِهِ، العَقلُ يأبى أنْ يُصدِّقَ أنَّ مُبدعا مِنْ بني البَشرِ ابتكرَ شيئا ثمَّ قلاهُ وَلم يُعلن عَنْ نفسِهِ كمُبتكرٍ لهُ، فكيفَ يَقبَلُ وَيَرْكَنُ إلى هَذا مَعَ اللهِ تعالى وَهوَ سبْحانَهُ أوَّلُ قانونِ العَقلِ وَأساسُ وجودِهِ وَهو القاضي بكمالِه الذي لا يوصَفُ وَصِفاتِهِ التي لا تَنقُصُ ؟! ثمَّ كيفَ وَهذا كونُه الذي قدْ عَلِمناهُ وَرأينا ما فيهِ مِنْ جمالٍ وإبْداعٍ ؟ ثمَّ كيفَ وَهذا هو الإنْسانُ وَقدْ رأينا ما فيهِ مِنْ شغفٍ وَاحتياجٍ ؟

          ثمَّ إليكَ الحُجَّة النفسيَّة الفطريَّة، وَهي ذاتُها الحُجَّة التي احتَجَجْتَ بها لإثباتِ وجودِهِ وَلو أنْصَفْتَ لصدَّقتَ بجميعِ ما تدلُّ عليهِ وأوَّلُ ذلِكَ لزوم إعلانِهِ، وَالحقيقةُ أنَّ البشرَ الذينَ يُؤمنون فِطريًّا أنَّ اللهَ تعالى موجودٌ هُم كذلِك مؤمنون فِطريًّا أنَّهُ مُعلنٌ عَنْ نفْسِهِ بإعلانٍ وَاضِحٍ لا لبْسَ فيهِ، وَأدلَّةُ ذلِكَ أكثرُ مِنْ أنْ تُحصى، تأمَّل إجماعَ الكثرَةِ الغالبَةِ على استعلانِ اللهِ تعالى حتَّى أنَّ مَنْ لم يَجدْ لهُ إعلانا اختَرَعَ واحدا، ثمَّ تأمَّل كيفَ قادَتْهُم تِلكَ الحاجَةُ الفطريَّة الغريزيَّة - مَع عيبٍ في نفوسِهم الرديَّة - إلى الوقوعِ في مَهالك عقديَّة مِنْ نحوِ نسبَةِ النقائصِ إلى اللهِ تعالى والافتراءِ عليهِ مالا يليقُ بهِ لتلبيَةِ تِلكَ الحاجَةِ الأساسيَّة حتَّى قالَ بعضُهم أنَّه استعلنَ في إنْسانٍ أو حيوانٍ أو نباتٍ أو جمادٍ بما لا يَليقُ بهِ وَلا يُقالُ عَنْ مِثلِهِ جلَّ في عُلاه، ثمَّ تأمَّل حالَ النصوصِ المُقدَّسَةِ وَما تَصلُ إليهِ مِنَ درجاتٍ عاليةٍ مِنَ التقديسِ وَالاحترامِ في نفوسِ البشرِ الذينَ يؤمنون بأصالتِها لمُجرَّدِ فِكرَةِ أنَّها تحتوي إعلانَ اللهِ تعالى عَنْ نفْسِهِ، بلْ انظر إلى تقديسِهِم لأيِّ إنْسانٍ أو حيوانٍ أو مَخلوقٍ يَظنُّون أنَّ الله تعالى قدْ استعلنَ فيهِ، ألا ترى كيفَ أنَّ ما يقودُ كلَّ هَذِهِ المَشاعرِ الصلبَةِ القويَّة الراسِخَةِ في أعمقِ أعماقِ النفْسِ البشريَّةِ عَنْ حاجَةِ البشَرِ الفِطريَّةِ إلى مِثلِ هَذا الإعلانِ العامِّ الواضِحِ الصريحِ الذي لا لبسَ فيهِ وَلا خفاءَ وَلا إيهامَ ؟

          أخيرا إليكَ تِلكَ الفائدَة، فقدْ أنكرَ علينا المَلاحِدَةُ وَظلمونا كثيرا في افترائِهِم علينا أنَّنا نؤمِنُ بما يُسمُّونه "إله الفجوات" كما آمنَ النَّاس قديما بأنَّ اللهُ يُنزِلُ المَطرَ لأنَّهم لم يَعلموا أنَّ السحابَ هوَ الذي يُنزلُ المَطرَ، ثمَّ يأتونَ بآياتٍ كريماتٍ يزعمون - جهلا وَسفَها - أنَّها تؤكِّدُ هَذا المَعنى وَلم يَفقهوا أنَّ هَذا إعلانٌ إلهيٌّ وإيمانيٌّ عَنْ حقيقةِ مُلكِ اللهِ تعالى وأنَّهُ هوَ المالكُ الحقُّ وَليسَ القانون وَلا النِّظامَ وَلا الطبيعَة، ثمَّ ترى هَذهِ الآياتِ ذاتها تفضحُ كذبَهُم وتردُّ افترائهم، فترى الله تعالى يَمُنُّ على النَّاس إنزالهُ المَطرَ فيقولون هذا إله الفجوات فإذا بهِ يقولُ إنَّ المَطر ينزلُ من السحابِ، ثمَّ يَمتنُّ عليهم أنَّه أجرى السَّحابَ فيقولون هذا إله الفجواتِ فإذا بهِ يقولُ إنَّه الرياحَ هي التي تُحرِّكُ السَّحابَ، ثم يَقولُ أنَّه صرَّف الرِّياحَ فيقولون هذا إله الفجوات، وَهكذا تستمر الدائرة التي لا تنتهي وَلا يَفهمون أنَّ الله تعالى يُعلنُ عَنْ نفْسِهِ أنَّه هو المُقنِّنُ وَالمُنظِّمُ وَالمُقدِّرُ وأنَّهُ هوَ المالك وَليسَ القانون وَلا النظام، وأنَّهُم هُم مَنْ المؤمنونَ بالفَجواتِ حَقيقَة لكفْرِهِم باللهِ، وَكلَّما اكتشفوا سبَبا مِنَ الأسْبابِ سارَعوا إلى إنكارِ اللهِ تَعالى وَجحودِهِ وَالكفرِ بهِ ترقيعا لفجوَاتِ كبرِهِم بأسبابِ اللهِ وَقوانينِهِ وتقديرِهِ وَمِنَّتِه التي امتنَّ عليهِم لمََّا كشفَها لهُم، بدَلَ أنْ يَكونَ الأبعدون الأبغضون أشدَّ إيمانا وأعظمَ استسلاما مِمَّن لمْ يَكشِفْ لهُم ربُّنا هَذا الذي كشفَهُ لهُم، وَلكِنْ مِنَ النَّاسِ مَنْ يؤمِنُ اللهِ مَهما قدَّرَ عليهِ الله وَمِنْهُم مَنْ يَكفرُ بهِ مَهما بسطَ لهُ، وَهيَ وَاللهُ أرواحٌ طيِّبة وأرواحٌ خبيثَة وَلا غير، وَقالَ اللهُ تعالى { كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ () لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ () وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ () لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ ()} وقد جعلَ ربُّنا تبارَك وَتعالى في كونِهِ ما جعلَ في قرآنِهِ فكلاهُما يزيدُ بهِ المؤمنُ إيمانا وَكلاهُما يَزيدُ بهِ الكافِرُ كُفرانا كالذي قالَ الله {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى}، وَما ذلِكَ لعيبٍ في الكونِ أو نقْصٍ في القرآنِ وَلكنَّهُ تأكيدٌ للحقيقةِ الأوَّليَّةِ التي قالَ اللهُ {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ () وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ ()}.

          بعد ذلك لنا حديثٌ بإذنِ الله تعالى حولَ هَذِهِ النقطةِ "كيفَ يُعلنُ اللهُ تعالى عَنْ نفْسِهِ للبشَرِ" إنْ شئت، بلْ إنْ شاءَ الله.


          وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

          رحِمَ
          اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

          تعليق


          • #50
            رد: الدرويش : تصورنا عن الله - من يحدده؟

            المشرفون الأكارم :
            من قراءة الموضوعات :
            1- خدعوك فقالوا .. كذاب و متفلسف !
            2- البحث عن اليقين .. فائدة للباحثين عن الحق
            3- حقائق الإسلام
            4- الرد الأخير للمشرف أحمد على موضوعي
            مع ما تيسرت قراءته لي من مواضيع المنتدى , وصلت لمجموعة قناعات سأحاول ترتيبها كنقاط و أرجو أن تصححوا لي ما أمكن

            1- من آمن بإله خالق مدبر , متصف بكل صفات الكمال و منزه عن كل صفات النقص , يجب أن يؤمن أن هذا الإله أعلن عن نفسه للبشر جميعاً بدون استثناء إعلاناً واضحاً لا يترك مجالاً للشك و لا يعارضه إلا مكابر.
            2- من آمن بإله رحيم بخلقه يجب أن يؤمن أن رحمة هذا الإله تقتضي إعلانه عن نفسه بوضوح لا يحتاج معه الإنسان إلى أن يستغرق عمره باحثاً متفرغاً لهذه القضية و قد يصل أو لا يصل للنتيجة المرجوة.
            3- رغم أن التأمل في الكون و النفس قد يوصل لمعرفة الخالق , إلا أن معرفة الخالق بإعلانه الواضح عن ذاته تجعل الإنسان يقارب الأمور بمنطق مختلف , فيخلع عبوديته لقوانين الطبيعة , و هذا شئ كنت واقعاً فيه دون أن أشعر بإنكاري للمعجزات و قولي باستحالة خرق النواميس الكونية .. كانت عبودية لقوانين الطبيعة متسترة برداء احترام العلم التجريبي.
            4- هذا الإعلان الواضح هو الرسل و الرسالات التي جاءت تقول بكل وضوح أن الله موجود وواحد و كامل و لا يعبد سواه.
            5- عن نبوة النبي محمد : إن رجلاً شهد له قومه بالصدق و الأمانة طوال أربعين عاماً قضاها بينهم لن يترك الكذب على الناس و يكذب على الله , و برغم أن أعداءه كذبوه إلا أنهم لم يجدوا كذبة واحدة يحاربونه بها و يتناقلونها و يجعلون منها حجة لإنكار نبوته .
            6- مواقف في حياة النبي محمد :
            - لو كان محمد نبياً كاذباً لاستغل حدث كسوف الشمس يوم وفاة ابنه حين قال الناس أنها كسفت لموته , لكنه قال بوضوح أن هذا لم يحدث.
            - و لو كان محمد نبياً كاذباً لما ورط نفسه بتحديد موعد زمني قريب يتغلب فيه الروم على الفرس و بالمقابل يقول عن قيام الساعة أن لها موعداً لا يعلمه إلا الله .. و هذا ملفت فعلاً لأن سؤالاً من قبيل : متى ستكون نهاية العالم , قد تكلم فيه الكثير إما من أدعياء النبوة أو من السحرة و المشتغلين بالفلك و التنجيم حتى يومنا هذا.
            - و لو كان محمد نبياً كاذباً لما صرف من يقومون على حراسته ثقة منه بتكفل الله بحمايته كما وعد.

            7- لا يستطيع إنسان أن يتكلم طوال سنين بكلامين مختلفي الصياغة و الأسلوب ينسب أحدهما لله و يسميه قرآناً و الثاني لنفسه و يسميه حديثاً , لربما استطاع إنسان أن يتصنع الكلام بأسلوبين مختلفين لفترة قصيرة , لكن سرعان ما سينكشف هذا التصنع لمن حوله , أما النبي محمد فكان هذا حاله طوال سنوات نبوته.
            8- في موضوع البحث عن اليقين فائدة مهمة خلاصتها أن البحث في غير الماديات بأدوات البحث المادي غلط , فلكل وسائل بحث خاصة به .
            9- في موضوع حقائق الإسلام لفتتني بخاصة قضية إشارة القرآن لوتدية الجبال , لكن أتساءل هنا عن قضية الإعجاز العلمي عموماً :
            ألم نقل أعلاه أن للعلم المادي التجريبي أدواته و للبحث في غير الماديات أدوات مختلفة ؟ و القرآن كتاب دين فلماذا نبحث فيه عن قضايا هي من شأن العلم ؟ ثم ماذا لو وجدت نظرية علمية و آية قرآنية لهما معنى واحد فقلنا هذا إعجاز , ثم بمرور الزمن حلت محل النظرية السابقة نظرية جديدة , ألا يزعزع هذا إيمان كثر ؟
            10- كنت فيما مضى أقرأ القرآن تعبداً بنية الأجر , و لم يخطر ببالي أن أقرأه كإعلان من الله عن نفسه .. لم يعلمني أحد و لم يوجهني أحد للأسف لقراءته بهذه الطريقة , كذلك الحديث و السيرة , كنت أقرؤها كمرويات و حكايا دون أن أفكر في استخلاص نتائج منها كالنتائج المذكورة سابقاً ..
            هكذا كان تعليمنا الديني في المدارس , و لم أوفق بشكل شخصي لمقاربة الأمور بعقلية مختلفة , لذلك كنت إلى الآن مذبذب الاعتقاد , تارةً أحس بالحاجة للعبادة و الدعاء و أخرى أنبذ التدين و لا أكاد أرى فيه سوى تشريعات عفا عليها الزمن.
            ليس هذا أول نقاش من نوعه لكن أشعر أنني هذه المرة منظم الأفكار , لذلك أطلب مساعدتكم في سلسلة أفكاري و ترتيبها بحيث لا تكون الحال عودة تليها انتكاسة ..
            أطيب التحيات ..

            تعليق


            • #51
              رد: الدرويش : تصورنا عن الله - من يحدده؟

              المشاركة الأصلية بواسطة الدرويش مشاهدة المشاركة

              9- في موضوع حقائق الإسلام لفتتني بخاصة قضية إشارة القرآن لوتدية الجبال , لكن أتساءل هنا عن قضية الإعجاز العلمي عموماً :
              ألم نقل أعلاه أن للعلم المادي التجريبي أدواته و للبحث في غير الماديات أدوات مختلفة ؟ و القرآن كتاب دين فلماذا نبحث فيه عن قضايا هي من شأن العلم ؟ ثم ماذا لو وجدت نظرية علمية و آية قرآنية لهما معنى واحد فقلنا هذا إعجاز , ثم بمرور الزمن حلت محل النظرية السابقة نظرية جديدة , ألا يزعزع هذا إيمان كثر ؟

              دعني أحاولُ الإجابَة على تِلك المَسألة على عُجالة حتَّى يَتيسَّر لي العودةُ للاستِطرادِ في مَسألة "كيفية الإعلانِ الإلهيِّ" بإذنِ اللهِ تعالى.

              أمَّا أنَّ للعالمِ الماديِّ أدواتُه وَللعالمِ الغيبيِّ أداوتُه فصحيحٌ، ولكنَّ هَذِهِ القاعِدَة تُقيِّدُ الإنْسانَ المَخلوقَ لا تُقيِّدُ الربَّ الخالِقَ، وَالحَقيقةُ أنَّ أكبَرَ مُشكِلة يواجِهها مُنتقدوا القرآنِ الكريمِ مِنَ المُسلمينَ أو غيرِهِم هي أنَّهُم يَقرؤونَهُ بحياديَّةِ وَهذا خطأ، وَهُم يُبرِّرون هَذا الخطأ بالقولِ إنَّ هَذهِ هي الطريقة المُثلى في الاطمئنانِ لنتائجِ البَحثِ، وآفَة ذلِكَ أنَّهُم يَقيسونَ القرآنَ بمقاييسِهِم وَينظرونَ إليهِ مِنْ مَنظورِهم، وَالخلطُ البسيطُ الذي وَقَعْتَ فيهِ خيرُ مِثالٍ على هَذا، فأنتَ طبَّقت - بغير وَعي وَلا قَصْدٍ - هَذِهِ القاعدَة المنوطة بالبَشرِ على القرآنِ الكريمِ حتَّى لكأنَّك قلتَ "يَمتنع على الخالقِ أنْ يتناولَ المَسائلَ العِلميَّةَ أو يَتحدَّث عَنه وأنْ يَقتصرَ كلامُه على الغيبيَّاتِ" وكأنَّ الخالقَ ليسَ هو هو الذي خلقَ هَذِهِ الماديَّاتِ، بينما تأمَّل الزاويَة التي سترى بها وَمِنْ خِلالِها هَذِهِ القضيَّة لو بدأتَ البَحثَ بافتراضِ أنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ تعالى، عِنْدها ترى الأمْرَ مَنطقيًّا وَبديهيًّا بلْ وَواجبا حتميًّا أنْ تجدَ في القرآنِ الكريمِ مِثلَ هَذِهِ الإشارات العلميَّةِ، فالعقلُ كما اتَّفقنا قدْ ألزمَ تصوُّرَ إعلانِ اللهِ تعالى عَنْ نفْسِهِ، وَهذا الإعلانُ يَقتضي بداهَة الإعلانَ عَنْ صِفَتِهِ كخالقِ هَذا الكونِ، ثمَّ هوَ كذلكَ يَقتضي أنْ يَكونَ هَذا الخالقُ عارِفا بهذا الخلقِ الذي يدَّعي خلقه لهُ، وَكما ترى فكلُّ مَنْ أبْدَعَ شيئا ينبري شارِحا وَمُبيِّنا هَذا الذي أبدَعَهُ، وإنْ كان اللهُ تعالى قدْ شرَحَ وأبانَ خلقَه وإبداعَهُ بعقولِ البشرِ إلا أنَّ هَذِهِ العقولَ أليقُ مِنْ غيرِها مِنَ المَخلوقاتِ ببيانٍ خاصٍّ داخلَ هَذا الإعلانِ الإلهيِّ، بيان تأكيدٍ على الحقيقةِ الأوليَّةِ التي أقرَّها العَقلُ البشريُّ للذاتِ الإلهيَّةِ بالوجودِ وَالمِلكِ وَالعِلمِ وَالحِكمَةِ وَالإبداعِ وَالقُدرَةِ والإعلانِ، فيلزمُ إذا - حَسبَ هذا التصوُّرِ - أنْ يَتضمَّن الإعلانُ الإلهيُّ ما يفيدُ تِلكَ الصفاتِ الأوليَّةِ وإلا عَلِمنا أنَّ هَذا الإعلانَ لم يَصدُر مِنَ المُتَّصِفِ بهذهِ الصِّفاتِ، قولُ اللهِ تعالى "والجبالَ أوتادا" إعلانٌ مِنَ اللهِ تعالى بالخلقِ وَالمِلكِ وَالإبداعِ وَالقدْرَةِ وَالرَّحمَةِ وَالحِكمَةِ وَالعِلمِ وغير ذلك مِنَ الصِّفاتِ الإلهيَّة، فقد ظهرَ بهاتينِ الكلمتينِ الوجيزتينِ أنَّ اللهَ تعالى هو خالقُ الجبالِ وَمالكُها المُتصرِّفُ فيها وَمُبدعها على غيرِ مِثالٍ سابقٍ خلقها بقدرَةٍ عَظيمَةٍ تظهرُ مِن عِظمِ خلقِها وَرحمَةٍ جليلةٍ تظهرُ بالحِكمَةِ مِنْ خلقِها وَحِكمَةٍ واسِعة يَعضُدُها عِلمٌ مُحيطٌ بكيفيَّةِ ذلك، وَتظهرُ غيرُ ذلِكَ مِنَ الصفاتِ - كالإرادَة وَالعلو وغيرها - اشتمالُ الآيَةِ على كلِّ هَذِهِ المَعاني العظيمة الجليلة هوَ ما يَجعلُ مِنْها إعلانا إلهيًّا وَصياغتُها البليغَة الرفيعَةُ هي ما تَعجلُ مِنْها مُعجزَة ربًّانيَّة، وَبمِثلِ هَذا الفهْمِ وَالتأويلِ عليكَ أنْ تقرأ القرآنَ الكريمَ.

              وإذا فمِنَ المَنطقيِّ وَالبدهيِّ بلْ الواجبِ الحَتميِّ أنْ نرَ في الإعلانِ الإلهيِّ مِثلَ هَذِهِ الإشاراتِ، لكنَّ سؤالَك عَنْ اختلافِ النظريَّاتِ العِلميَّةِ وَزعزَعتهِ لإيمانِ النَّاسِ، فدعني أقولُ ردًّا على تِلكَ المَسألةِ أنَّ القِسمَة العَقليَّة لمَسألة نظرَ فيها العَقلُ البشريُّ في الإعلانِ الإلهيِّ وَالعلمِ المعمليِّ تنحَصِرُ في أربعَة أنصبَة لا غيرَ.

              النصيبُ الأوَّلُ: أنْ يَكونَ عِلمُ العَقلِ بها قطعيا مِنْ طريقِ الإعلانِ وَالعِلمِ

              النصيبُ الثاني: أنْ يَكونَ عِلمُ العَقلِ بها قطعيُّا مِنْ طريقِ الإعلانِ ظنيًّا مِنْ طريقِ العِلمِ

              النصيبُ الثالثُ: أنْ يَكونَ عِلمُ العَقلِ بها ظنيًّا مِنْ طريقِ الإعلانِ قطعيًّا مِنْ طريقِ العِلمِ

              النصيبُ الرابعُ: أنْ يَكونَ عِلمُ العَقلِ بها ظنيًّا مِنْ طريقِ الإعلانِ ظنيًّا مِنْ طريقِ العِلمِ

              ولفَهْمِ هَذِهِ الأنصبَة وَبيانِ حالِها نأخذُ آيَة "وَجعلنا مِنَ الماءِ كلَّ شئ حيٍّ" كمِثالٍ على مَسألةِ "ضرورة الماء لدعمِ الحياةِ"

              أوَّلا: لو كانَ الإعلانُ الإلهيُّ يدلُّ قطعيًّا على صِحَّةِ هَذِهِ الفرَضيَّةِ فننظرُ إنْ كانَ العِلمُ الماديُّ يدلُّ قطعيًّا أو ظنيًّا على صِحَّتِها فهذا اتِّفاقٌ مَقبولٌ، أو كانَ يدلُّ ظنيًّا على بُطلانِها فهذا تَعارُضٌ مَقبولٌ لا يَكفي لرفضِ الإعلانِ الإلهيِّ، أو كانَ يدلُّ قطعيًّا على بُطلانِها فهَذا تَعارُضٌ مَرففوضٌ يَستلزمُ مُراجَعَة أصولِ النتيجَةِ التي خلصنا إليها مِنْ كلٍّ مِنَ الإعلانِ أو العِلمِ بما في ذلِكَ موثوقيَّة وأصل كلٍّ مِنْهما.

              ثانيا: لو كان الإعلانُ الإلهيُّ يدلُّ ظنيًّا على صِحَّةِ هَذِهِ الفرَضيَّةِ فمجالُ بحثِها هوَ العِلمُ الماديُّ، وَيُمكنُ الاستئناسُ بالعلمِ الماديِّ في تفسيرِ النصِّ الإلهيِّ إنْ كانت دلالتُه على المَسألةِ قطعيَّة.

              الآنَ ما سبَبُ كلِّ هَذا التَعقيدِ ؟ يَعتقد العلماءُ أنَّ كلَّ تعقيدٍ في الكونِ لهُ أصْلٌ بسيطٌ وَهذا يَنطبقُ على تِلكَ الحالةِ، فأصْلُ هذا التعقيدِ هوَ أبسَطُ حَقيقةٍ يُدرِكُها العقلُ البشريُّ عَنْ نفْسِهِ، ألا وَهي النقصُ وَالمَحدوديَّة وَالقصورُ، وَبسببِ هَذه الحقيقةِ يكونُ للعقلِ أحكامٌ لا تَقبلُ الجدلَ وَالمُناقشة وَالاعتراض وله أحكامٌ أخرى تخضعُ للجدلِ وَالمُناقشة كما يكونُ له أحكامٌ توجبُ الرفضَ وَالردَّ، وَمصدرُ اختلافِ تِلك الأحكامِ وَتباينُها هوَ حاجَة العَقلِ للمَعلوماتِ التي يَقضي في ضوئِها بهذهِ الأحكامِ، سواءٌ كانت هَذِهِ المَعلومات مَنقولة بأداةِ الحِسِّ أو مَحفوظة في تجربَةِ الماضي أو مَخزونَة في بدائهِ العَقلِ، وَلهذا فعندما يأتِ الإنْسانُ بفهْمٍ خاطئ لنصٍّ إلاهيٍّ لا يُمكِنُ وَلا يُستساغُ أنْ يَكونَ المُلامُ هوَ النصُّ الإلهيُّ، كما لا يُلامُ العِلمُ التجريبيُّ أو الواقعُ الماديُّ إذا أتى العالمُ بنظريَّةٍ غير صحيحَةٍ، وَكذلكَ فالخطأ في فهمِ النصِّ الإلهيِّ مرَّة لا يَعني تركَ مُحاولةِ فهمِهِ بالكليَّةِ كما أنَّ خطأ العالمِ لا يَعني هُجرانَ العِلمِ بالكليَّةِ.


              وَاللهُ تعالى أعلى وأعلم.

              وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

              رحِمَ
              اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

              تعليق


              • #52
                رد: الدرويش : تصورنا عن الله - من يحدده؟

                السلام عليكم و رحمه الله....

                اخى درويش ....

                و الله الذى لا اله غيره فرحت جدا جدا لكلماتك التى ان شاء الله ربنا يقبلها منك و ينجيك بها

                دعنى اهديك بهذة المواضيع ((العقليه)) و ((الموثق))...التى قد تساعدك

                يا ريتك مشكورا تقراها بتدبر:

                http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=48574


                قولوا:
                لا اله الا الله....تفلحوا



                ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

                تعليق


                • #53
                  رد: الدرويش : تصورنا عن الله - من يحدده؟

                  و تفضل هذا الموضوع ايضا:

                  الى كل مسيحى منكر لنبوة سيدنا محمد: تفضل :إدخل هنا و إنكر هذا ان إستطعت!!


                  http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=34186


                  و يعلق الدكتور حسام الدين حامد على هذة النقطة قائلا (( و هى جزء من حواره الذى اعطاه لك الاخوة مسبقا):

                  : (يموت إبراهيم بن النبي صلى الله عليه و سلم و تنكسف الشمس ، و يتحدث الناس " إن الشمس قد انكسفت لموت ابن النبي صلى الله عليه و سلم " ، و يشمت المشركون " لقد بتر محمد " أي لم يعد له أولاد يحملون اسمه من بعده ، و يصرخ أحد الصحابة حزنًا ....

                  أما عن انكساف الشمس :

                  فلو أن النبي صلى الله عليه و سلم سكت و لم يتكلم لاستقر عند الناس أن الشمس انكسفت لموت ولده إبراهيم ، مجرد السكوت كان يكفي !! و لو أنه سكت لقلنا كانت مصيبة موت ولده شديدة !! مجرد السكوت يا أبا الحكم كان كافيًّا !! لكن ..

                  لكنه صلى الله عليه و سلم يقول ( «إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم فصلوا، وادعوا الله» ).

                  هكذا بوضوح و دون أي لبس أو غموض !!

                  إن رجلًا لا يكذب على الله عز و جل في مسألة كهذه لن يكذب عليه في أنه رسول من عنده ، أليس كذلك ؟ بلى .

                  ثم ماذا ؟

                  ثم في خضم هذا الحزن تُشرع صلاة الكسوف و يصلي النبي صلى الله عليه و سلم بأصحابه صلاة الكسوف ، و يخطب فيهم خطبة يتكلم فيها عن عذاب القبر و لا يتكلم عن ولده بشيء !!

                  ثم ماذا ؟

                  ثم عندما يسمع من يصرخ من الصحابة حزنًا على موت ولد النبي صلى الله عليه و سلم ينهاه عن ذلك و يقول إن ذلك من الشيطان !!

                  ثم ماذا ؟!

                  ثم يقول صلى الله عليه وسلم ( تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضى الرب ، والله‏!‏ إنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون‏)ببر

                  ثم ماذا ؟!

                  ثم لا يرد على المشركين !! و لا يتوعدهم من حينه !! و لا يرد لهم الصاع صاعين !! بل تنزل السورة الكريمة ( إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك و انحر * إن شانئك هو الأبتر )

                  لو تأملت السورة لوجدتها بشارة للنبي صلى الله عليه و سلم بالكوثر ، و لو كان - و حاشاه - دعيًّا أكان يسلي نفسه بالكذب ؟!

                  إن النبي صلى الله عليه و سلم لو كان سيكذب - و حاشاه - فلن يكذب على نفسه و يقول " إنا أعطيناك الكوثر " أو يقول " و الله يعصمك من الناس " و عندما تنزل عليه الآية يأمر الصحابة الذين كانوا يحرسونه بترك الحراسة لأن الله وعده أن يعصمه من الناس ، أتراه إلا صادقًا ؟ نعم والله صادقًا مصدوقًا .

                  ثم تتأمل السورة فتجدها تكليف بالعبادة " فصل لربك و انحر " ـ ألو كان الرد من عنده - و حاشاه - و ليس من عند الله أكان يكلف نفسه المزيد من العبادة في هذا الوقت الذي مات فيه ولده و شمت به الكفرة ؟!!

                  ثم يأتي الرد عليهم في آخر السورة ( إن شانئك هو الأبتر ) .

                  هذا موقف واحد من حياة النبي صلى الله عليه و سلم تجاه حدث موت ابنه صلى الله عليه و سلم ، وجدناه فيه يدفع عن نفسه ما زعمه الناس أن الشمس كسفت لموت ولده ، و يصلي صلاة الكسوف و يخطب عن عذاب القبر ، و يأتي الرد على الكفار فيه تسلية له بما له في الجنة و تكليف بالعبادة و في آخره الرد عليهم ، و يمنع أصحابه من المبالغة في الحزن مع حزن قلبه على ولده و هو في ذلك لا يقول إلا ما يرضي الرب عز و جل ..

                  و لم يسكت ليفهم الناس أن الشمس انكسفت من أجل ولده ، و لم يقعد عن العبادة و قام لصلاة الكسوف ، و لم يكن ليخدع نفسه بتسلية من عند نفسه بالكوثر ، و لم يكن ليزيد العبادات عليه و لم يكن ليمنع أصحابه من المبالغة في الحزن لو كان كاذبًا صلى الله عليه و سلم و حاشاه .

                  التفسير الإسلامي ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى )

                  التفسير الإلحادي : ........................ لن تجد تفسيرًا مقنعًا .) اهــ


                  قولوا:
                  لا اله الا الله....تفلحوا



                  ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

                  تعليق


                  • #54
                    رد: الدرويش : تصورنا عن الله - من يحدده؟

                    نقلا عن اخى اسلامى عزى؛


                    []
                    نقلا عن اخى اسلامى عزى مدير منتدى كلمه سواء



                    اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،





                    موقع ناسا على الشبكة العنكبوتية يحوي إعجازين كبيرين لقرآننا الكريم :




                    الإعجاز الأوّل :



                    قال تعالى :





                    سورة الذاريات آية : 47


                    الكون في توسّع دائم


                    هذا ما اعترفت به وكالة الفضاء الأمريكية ناسا .








                    الإعجاز الثاني :



                    قال تعالى :





                    سورة الأنبياء ، آية 104


                    الكون ( السماء ) مسطّح يشبه الورقة ، و هذا أيضا ما أعترفت به ناسا .







                    و الحمدُ لله ربّ العالمين ،،



                    [/SIZE]


                    قولوا:
                    لا اله الا الله....تفلحوا



                    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

                    تعليق


                    • #55
                      رد: الدرويش : تصورنا عن الله - من يحدده؟

                      و تفضل ايضا :

                      بالروابط الأجنبية: الإعجاز فى حديث النبى الذى يقول ان مفاصل الانسان 360 مفصل (روعه)

                      http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=43432


                      قولوا:
                      لا اله الا الله....تفلحوا



                      ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

                      تعليق


                      • #56
                        رد: الدرويش : تصورنا عن الله - من يحدده؟

                        9- في موضوع حقائق الإسلام لفتتني بخاصة قضية إشارة القرآن لوتدية الجبال , لكن أتساءل هنا عن قضية الإعجاز العلمي عموماً :

                        1- ألم نقل أعلاه أن للعلم المادي التجريبي أدواته و للبحث في غير الماديات أدوات مختلفة ؟ و القرآن كتاب دين فلماذا نبحث فيه عن قضايا هي من شأن العلم ؟
                        2- ثم ماذا لو وجدت نظرية علمية و آية قرآنية لهما معنى واحد فقلنا هذا إعجاز , ثم بمرور الزمن حلت محل النظرية السابقة نظرية جديدة , ألا يزعزع هذا إيمان كثر ؟
                        بداية الحمد لله رب العالمين ،
                        لقد سألتنا سؤالين اعلاه واليه بعضا من وانب اجابتهما بإذن الله :

                        1- لأن العلم (الذي نعرفه) يشرح ببساطة مخلوق من مخلوقات الله (الحياة والكون من حولنا) ،،
                        لن يمككنا الاستدلال على ذلك -الخلق- الا باثبات الله لنفسه في ذلك (علما ومعرفة سواء كانت سابقة او حالية او حتى لاحقة)

                        2- نعم في الحالة الاولى تدعى اعجاز ، وفي الحالة الثانية تدعى باختصار فتنة (لأنه التبس فيها الحق من الباطل لدرجة انه ليكاد ينفي العلم البشري الدين) :
                        ولكن هذا اصلا مستحيل مطلقا ، الاله الحق لن يخطئ مطلقا ،، لكن بالامكان ان يتجمع كثير من الناس ليعطوا الايحاء بان الباطل حق
                        - مهما كثروا فالصحة ليست بالكثرة ها هنا مطلقا -، وهو غير ذلك :
                        مثال ذلك :
                        ان يدعى اغلب علماء الغرب المرموقين انتفاء وجود خالق لهذا الكون
                        ولكن الحقيقة الدامغة الظاهرة لكل ذي عينين هي انهم جميعا مخلوقين في مخلوقين ولابد من خالق لا محالة

                        الفتنة في العادة تكون مصنوعة ومتصنعه وهي من خطوات الشيطان عدو الانسان الازلي للتعميه عن الحق
                        كل ما يفعله هو ان يحاول حجب الحق ،، كالقمر عندما يقف امام الشمس فيحجبها لا اكثر
                        مجرد عقبة في الطريق الى الحق ،، لا تنفي وجوده مطلقا بل تثبت وجود المجرمين ورغباتهم الشيطانية هذه
                        وهذا ينبهنا الى ان نسعى أكثر واكثر للوصول الى الحق ،، ليس من جائزة بلا تعب -ويا لها من جائزة-..

                        فالحق هو الله سبحانه وتعالى ..


                        فهنا انقسم ظاهر العلم البشري الى طريقين :
                        مقدمات (صحيحة مطلقا) => بديهيات علمية كالسببية
                        ونتائج (يفترض ان تكون صحيحة عموما) => كظاهرة اجتماع نخبة مرموقة وقواعد عريضة من علماء المجالات المختلفة على شيء واحد ينسبونه للعلم

                        النتائج يمكن ان تظهر مخادعة او بها مغالطات ،، وليس كل الناس قادر على تمييز والتقاط الاخطاء بها الا ان تتبع المقدمات وصولا للنتائج :
                        بكل دقة وامانة وفوق ذلك شيء مهم جدا يدعى الدليل والبرهان (Gid) فلا يرتقي الى مرحله من العلم الا وقد وقف على التى تليها فعليا وليس مجرد اوهام وسراب

                        وهذا في اوضح صوره تراه في صانعي النظريات الرياضية المختلفة

                        فكثير منهم يعلمون مطلقا ان الامور الواضحات من قبيل 1+1=2 ولا خلاف على ذلك
                        لكن في النظريات المعقدة وعملية تحويلها الى قوانين رياضية قد يسقط سهوا او عمدا الكثير من المتغيرات عند طارح النظرية
                        فتبدو له ولكثير من الناظرين اليها كونها نظرية موثوقة ومتماسكة علميا
                        (ولكن لهذا السبب تحديدا اصطلح العلماء معنى "النظرية" وفرقوه عن معنى "الحقيقة" لأنها لم تثبت واقعيا بعد)
                        الى ان يأتي شخص وينتبه : آه نعم ، هناك متغير ناقص هنا لحل مشكلة كذا وكذا ،، ويوضع هنا لتكون النظرية صحيحة
                        وهكذا ياتي العلم تراكميا وبشكل رياضي وتكامليا لتمثيل قوانين الكون واظهار نعمة الله في خلقه له بكل ما فيه ونحن ضمنا تبعا لذلك

                        ويظهر لنا كل يوم كل يوم دوما الجديد والابهار في شدة عظمة خلق الله لهذا الكون وتدبيره اذ تتبين لنا الحكمة دوما والى ان يشاء الله
                        العديد من المتغيرات الجديدة على الدوام وكلها يحكمها قوانين الله بانتظام لا يضيع مطلقا ودقة متناهية -كن فيكون- من اكبره الى اصغره من اقصاه الى اقصاه


                        ومع ذلك للأسف يخرج لنا البعض ممن يتضائل افقهم بسرعات موازية تقريبا لينكروا نعم الله هذه ولا حول ولا قوة الا بالله !!

                        الحمد لله على كل حال ..

                        معذرة على الاطالة ، وارجو ان اكون قد افدتك أكثر بهذا الصدد بإذن الله ..
                        شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                        سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                        حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                        ،،،
                        يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                        وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                        وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                        عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                        وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                        أحمد .. مسلم

                        تعليق


                        • #57
                          رد: الدرويش : تصورنا عن الله - من يحدده؟

                          المشرف الكريم أحمد :
                          ((
                          أمَّا أنَّ للعالمِ الماديِّ أدواتُه وَللعالمِ الغيبيِّ أداوتُه فصحيحٌ، ولكنَّ هَذِهِ القاعِدَة تُقيِّدُ الإنْسانَ المَخلوقَ لا تُقيِّدُ الربَّ الخالِقَ، وَالحَقيقةُ أنَّ أكبَرَ مُشكِلة يواجِهها مُنتقدوا القرآنِ الكريمِ مِنَ المُسلمينَ أو غيرِهِم هي أنَّهُم يَقرؤونَهُ بحياديَّةِ وَهذا خطأ، وَهُم يُبرِّرون هَذا الخطأ بالقولِ إنَّ هَذهِ هي الطريقة المُثلى في الاطمئنانِ لنتائجِ البَحثِ، وآفَة ذلِكَ أنَّهُم يَقيسونَ القرآنَ بمقاييسِهِم وَينظرونَ إليهِ مِنْ مَنظورِهم، وَالخلطُ البسيطُ الذي وَقَعْتَ فيهِ خيرُ مِثالٍ على هَذا، فأنتَ طبَّقت - بغير وَعي وَلا قَصْدٍ - هَذِهِ القاعدَة المنوطة بالبَشرِ على القرآنِ الكريمِ حتَّى لكأنَّك قلتَ "يَمتنع على الخالقِ أنْ يتناولَ المَسائلَ العِلميَّةَ أو يَتحدَّث عَنه وأنْ يَقتصرَ كلامُه على الغيبيَّاتِ" ))
                          استفدت من كلامك هذا الكثير , فلم يسبق لي أن قرأت القرآن واضعاً نصب عيني أنه كلام الله , بل كنت فترة تديني أقرؤه بنية التعبد و الأجر دون وعي لما أقرأ , ثم فترة الإنكار قلت لنفسي ينبغي أن أقرأه بحياد , من الصفر , بعد أن أخلي ذهني من أية فكرة مسبقة , كانت فكرتي كالتالي :
                          وصلني في هذا الزمان كتاب اسمه القرآن يقول المسلمون أنه كلام الله المنزل على نبيه محمد , فحتى أصل للحق ينبغي أن أطرح تصوراتي السابقة جنباً ثم أقرأ هذا الكتاب ..
                          لنفرض أنني انطلقت من المقدمة التي وضعتها لي : القرآن هو حقاً و بلا جدال كلام الله المنزل على النبي محمد , ألن أكون في هذه الحالة كمن حدد مسبقاً النتيجة التي سيصل إليها ؟ أم أن لك وجهة نظر مختلفة حول هذه النقطة الحساسة جداً؟


                          تعليق


                          • #58
                            رد: الدرويش : تصورنا عن الله - من يحدده؟

                            المشرف الكريم محب المصطفى :
                            (( وهكذا ياتي العلم تراكميا وبشكل رياضي وتكامليا لتمثيل قوانين الكون واظهار نعمة الله في خلقه له بكل ما فيه ونحن ضمنا تبعا لذلك ))
                            نفس القضية التي أنا عالق فيها تتكرر باستمرار في أغلب الردود , فرغم أنني دخلت المنتدى متصوراً أن نقطة قوتي كربوبي هي عدم إلزام نفسي بالإيمان بالنبوات و الشرائع , و أن حريتي في تكوين تصوري الخاص عن الله أعطتني نتائج أكثر صحة ممن اعتمد النقل طريقاً لمعرفة الله , لكن للأمانة بدأت تظهر ثغرات كبيرة في تصوري عن الله من خلال الحوار ..
                            فوجدت أنني فعلياً أستخدم أقدس قوانين الطبيعة [ لم تخرق و لن تخرق ] , بل حتى أطلب من القرآن أن يكون محكوماً بما نحن محكومون به كبشر , فأناقض ما أنسبه لإلهي من كونه كلي القدرة و كلي العلم , كما حدث من قبل مع قضية الإعلان الإلهي و أن الله لن يخلق الخلق ثم يستخفي منهم غير معلن عن ذاته بوضوح مما يناقض كماله و رحمته ..
                            يبدو أن تصوري عن الإله مشوش أكثر مما توقعت , لذا أنا بحاجة إلى فترة من الزمن أهضم فيها ما استجد علي من معلومات كنت أجهلها . فالإنسان لا ينقلب حاله بين ليلة و ضحاها , خاصة في قضية على هذا القدر من الأهمية ..

                            تعليق


                            • #59
                              رد: الدرويش : تصورنا عن الله - من يحدده؟

                              المشاركة الأصلية بواسطة الدرويش مشاهدة المشاركة
                              يبدو أن تصوري عن الإله مشوش أكثر مما توقعت , لذا أنا بحاجة إلى فترة من الزمن أهضم فيها ما استجد علي من معلومات كنت أجهلها . فالإنسان لا ينقلب حاله بين ليلة و ضحاها , خاصة في قضية على هذا القدر من الأهمية ..
                              أسأل الله تعالى لك الهداية والتوفيق ..
                              سيظل منتدى حراس العقيدة بعون الله وفضله نبراساً للعلم والإيمان والصحبة الصالحة ..
                              بارك الله فيكم وأحسن إليكم جميعاً ..

                              تعليق


                              • #60
                                رد: الدرويش : تصورنا عن الله - من يحدده؟


                                يبدو أن تصوري عن الإله مشوش أكثر مما توقعت , لذا أنا بحاجة إلى فترة من الزمن أهضم فيها ما استجد علي من معلومات كنت أجهلها . فالإنسان لا ينقلب حاله بين ليلة و ضحاها , خاصة في قضية على هذا القدر من الأهمية ..
                                نعم هداك الله ووفقك -وعنا معك- يا رب العالمين ،،

                                خذ وقتك ولكن لاتتأخر كثيرا عن انقاذ نفسك ،، لا سيما ان كانت كثير من الحقائق قد اضحت واضحة تماما أمامك ..

                                فوجدت أنني فعلياً أستخدم أقدس قوانين الطبيعة [ لم تخرق و لن تخرق ]

                                لنفرض أنني انطلقت من المقدمة التي وضعتها لي : القرآن هو حقاً و بلا جدال كلام الله المنزل على النبي محمد , ألن أكون في هذه الحالة كمن حدد مسبقاً النتيجة التي سيصل إليها ؟ أم أن لك وجهة نظر مختلفة حول هذه النقطة الحساسة جداً؟
                                نعم اقرأه بهذه الكيفية ولكن هذا ليس تحديد مسبق للنتيجة وانما :

                                انت تتعامل معه كافتراض مبدئي بقدره ،،
                                فان خرجت منه كمقدمه بنتائج سليمة وغير متعارضه
                                فالافتراض صحيح -على الارجح- ويحتاج منك الى الايمان -التصديق- به على اقل تقدير
                                الى ان يظهر لك خلاف ذلك -ومعلوم سلفا ان ما يكتبه الاله والرب الحق لن يوصلك لأي تناقض على الاطلاق-

                                ولكن القرآن الكريم ليس فقط مقدمات ونتائج عادية ، بل اعجازية يجب ان تنتبه لها :

                                فمثلا ان قال لك احدهم انه يمكنه اتنبؤ بالرقم الذي سيكون عليه "النرد"-الزهر- مثلا بعد إلقائه ،
                                فهذا يفترض انه يتعامل مع تنبؤ مقداره احتمال واحد من ضمن 6 احتمالات فقط حصرا

                                ومن زعم التنبؤ بقيمة زهرين ، فهو احتمال واحد من ضمن عدد اكبر بمراحل من الاحتمالات
                                (تباديل وتوافيق لو تتذكر)

                                فالقرآن في هذه الحالة يزعم التنبؤ باحتمالات من ضمن عدد لا نهائي من الاحتمالات بمنتهى الدقة
                                ولو بعد سنوات وقرون من وجوده وبدء ظهوره بين الناس

                                وهذا بحد ذاته يقتضي الاستحالة في حاله العادي فلا احد يستطيع :
                                - لا معرفة المستقبل مطلقا ولا حتى الماضي السحيق احيانا
                                - ولا حتى معالجة هذا الكم من المتغيرات -في الكون كله-
                                - ولا حتى الاختيار من بين عدد لا نهائي من الاحتمالات

                                ويتبقى احتمال وحيد لإمكان ذلك وهو :
                                - ان الخالق العليم موجود ويخبرنا بوجوده وبـ"علمه"
                                وبرسالته واوامره لنا من خلال هذا النوع الرهيب -المستحيل-
                                من انواع التوكيد على قدرته سبحانه وتعالى -والتى نعلم له بها صحة رسالته لنا-
                                فنؤمن ونصدق ونسمع ونطيع
                                - ان هذا الخالق هو الوحيد المخول له والقادر على اختراق حواجز ما نعتقد انه مستحيل هنا لأنه مالك هذا الكون وخالقه
                                -فصانع المنزل هو الوحيد القادر على ادخال اى تعديلات جديدة فيه دون اختلال وكذلك حتى اعادته على حاله لاحقا ونحوه-

                                فهنا القرآن يواجه ليس فقط قوانين ونواميس الكون ،،
                                بل هو في حالة مستمره من التحدي حتى لجميع قدرات البشر -والجن-
                                من الصمود المستقبلي والقدرات المعلوماتية المتواصلة وكافة الجهود المبذولة بهذا الصدد

                                لهذا جاء
                                التحدي القرآني مناسبا لكل ذلك فجاء "مستمرا" بكل تحدياته لمن تحداهم الله سبحانه وتعالى في جميع النصوص
                                وفي هذا ما فيه من التعجيز والاذعان القهري لكل ذي عقل سليم من اثبات واعلان بشمول القدرة وعموم الاستطاعة لله

                                وهذه النقطة وحدها اكبر بكثير من مجرد توقع احتمال جامد من عدد لا نهائي من الاحتمالات
                                فهي تمثل تنبؤ بعدد محدد -ظاهريا لعدم تغير النصوص الشرعية- من الاحتمالات المستمرة والمتتابعة وكلها من ضمن عدد لا نهائي من الاحتمالات
                                ولو درست فوق ذلك لعلمت انها اعداد لا نهائية من التنبؤات -مثل قضية صلاحية الاسلام لاستيعاب متغيرات كل جديد ومستقبلي-

                                وهذا النوع من التحدي يتجاوز كل افق من آفاق التحدي الممكن تصورها على الاطلاق ..

                                وفقكم الله -وعنا معكم- الى كل ما يحب ويرضى ..
                                شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                                سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                                حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                                ،،،
                                يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                                وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                                وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                                عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                                وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                                أحمد .. مسلم

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة الحائر 2, 29 أغس, 2022, 12:21 ص
                                ردود 0
                                42 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة الحائر 2
                                بواسطة الحائر 2
                                 
                                ابتدأ بواسطة الراجية مغفرة ربها, 21 يول, 2022, 03:03 ص
                                ردود 3
                                45 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د. نيو
                                بواسطة د. نيو
                                 
                                ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 2 ديس, 2021, 02:04 م
                                ردود 2
                                32 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عاشق طيبة
                                بواسطة عاشق طيبة
                                 
                                ابتدأ بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام, 9 فبر, 2021, 12:58 م
                                ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 6 ديس, 2020, 09:44 م
                                رد 1
                                583 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                يعمل...
                                X