اذا كانت العلمانية غير مناسبة لنا كنظام نشأ في الغرب
له ظروفه الاجتماعية والتاريخية مع بزوغ عصر العلم والثورة الصناعية
فنحن ضده بكل تأكيد

لكن من ينظر الى حياتنا ونظمنا و مؤسساتنا واختيارتنا الاجتماعية والسياسية
وضرورات حياتنا العملية سيجدها مترجمة ومأخوذه من الغرب من اخمص القدم
حتى شعر الرأس ومن البشرة حتى النخاع

مفردات ورموز وتنظيمات الحضارة الغربية فائقة العلم والتكنولوجيا والقدرة
الجبارة تتغلغل في كل ذرة من ذرات حياتنا وفي كل مجال من المجالات
في العلم والفن والسياسة وشؤون الحكم وطريقة التعليم والرياضة والصناعة
والمعمار والبناء

وانك لتتعجب وتذهل من هذا النفاذ والتغلغل والنظر الى الحضارة المادية
الغربية الدنيوية النفعية على انها النموذج والمثال الذي يجب الاحتذاء به
والاقتداء والتشبه به والسير على منهجه وخطاه

والنظرة الى الانسان الغربي في بلادنا على انه الانسان السوبر مان
الذي يأتي بالمعجزات ويتحدى المستحيل , القادر على اقتحام كل المجالات
وخوض غمار كافة الاخطار واكتشاف اسرار وقوانين الطبيعة

ان الحضارة الغربية هي حضارة شديدة العلمية والعقلانية وهي بالاساس
انسانية , تهتم فقط بالانسان الفرد وتعتبره هو اساس ومحور هذه الحضارة
لذلك لن تجد للدين تأثير يذكر بل تأثير ضعيف وباهت جدا

لكن ونحن واقعين تحت هذا التأثير الرهيب و الجبار , هل لنا فكاك
وهل سنجد طريقا جديدا ونظاما مختلفا نسير عليه

هل سنجدد ديننا وبدلا من الدعوة الى الدولة الدينية
التي ستكون بمثابة مشكلة جديدة تضاف الى مشاكلنا
التي لا تنتهي بدلا من ذلك ندعو الى ان يكون الاختيار
الديني هو اختيار فردي , يتحمل الفرد مسؤوليته , بدلا
من ان يتم حكم الناس باسم الدين وستكون النتيجة غير مشجعة

لأن الحكم باسم الدين على ماهو عليه الان من افكار جامدة
ستكون نتيجته مزيد من العداوة وتقسيم الناس الى مؤمنين
وكفار ومواطنين درجة اولى ودرجة ثالثة ومزيد من التحزب والطائفية
واستبعاد الاخر واحتقاره وتحريم الفنون والابداع والموسيقى والانفتاح على العالم
ومصادرة حياة الناس والتفتيش في نياتهم ومزيد من الخلافات التي
لاتبني بل تهدم وكما نرى حولنا الان ممن اختاروا ان يحكموا باسم
الدين ويشعلوها حرب على المجتمع , ستجد التفجيرات وقتل الابرياء
وتدمير الحياة باسم الدين

الناس كما خلقهم الله مختلفين ومتباينين ولو استطاع العالم ان يستوعب
هذا الاختلاف ويترك كل انسان وطائفة وشأنها واختيارها سيكون هذا
خطوة نحو السلام والامن في العالم

اما اذا تم استغلال الدين والايديولوجيات لتحقيق مصالح دنيوية وسياسية
فسوف نعاني كثيرا

انا مع حكم الدين لكن مع الكثير من التعديل و التوفيق بينه وبين طبيعة العصر

وشكرا على طرح الموضوع

والله أنا شايف فيه خلط للأمور فى الكلام عن العلمانية ... مع احترامى للناس اللى اتكلمت عن العلمانية ... لكن واضح ان هما مفهموش عن العلمانية قد ما حفظو عنها وسمعو عنها النقد السطحى ... العلمانية على فكرة فيها حاجة جوهرية قوية جدا يمكن ناس كتير مخدتش بالها منها ... وهى انها أصلا مش قالب معين ... ومش لازم تتمسك بيها كلها ... ولا هى دين زى ما بعض الاخوة الافاضل قالو انها دين من لا دين له ... واللى صاغو الفكر العلمانى متمسكوش فيه الا بشئ واحد ادوله مكانة القدسية -ان جاز لى التعبير- ... ألا وهو حرية الرأى والفكر ... وعدم التفرقة بين الناس على أسس دينية أو أيدولوجية ...ويمكن فيه مبدأ تانى مهم جدا وهو ان الواحد يعيد التفكير ف أى مبدأ بحياته ويكون مقتنع بأى حاجة يعملها ... ويمكن هو ده اللى سبب الصدام بين الدين والعلمانية بشكل قوى أدى الى تبادل الاتهامات ما بينهم ... لان بسبب المبدأ التالت ده العلمانيين ابتدو يسألو ف دينهم ... ويحللوه ... وينقدوه فى كثير من الأحيان ... أو بشكل أدق بقى ... بينقدو المتحدثين باسم الدين عموما ... وللأسف لان معظم المجتمعات الدينية بتصبغ قدسية غير مستحقة على المتحدثين باسم الدين ... ولان ابتدى العلمانيين يراجعو الشيوخ وينتقدوهم وينتقدو تفسيرهم للدين ... قام الصدام بين الشيوخ والعلمانيين ... وبالتالى اتبع العامة الشيوخ اللى بيحطوهم أسفل مكانة الصحابة على طول ... وتحول العداء ما بين العلمانيين والشيوخ الى عداء ما بين العلمانيين والعامة .
أتمنى بس ان الناس تفهم حاجة مهمة أوى قبل ما تكمل مناقشة ... وهى ان العلمانيين بينتقدو القائمين على الدين ... وليس الدين بذاته
وأنا أتفق مع أستاذ محمد فواز فى انه مفيش اختلاف كبير بين جوهر مبادئ الدين والعلمانية ... وانما الاختلاف فى طرقت طبيق كلا منهما لتلك المبادئ
تحياتى ..