عام الفيل

تقليص

عن الكاتب

تقليص

علي أبو الحسن
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • علي أبو الحسن

    عام الفيل

    لا يستطيع المرء أن يلج هذه الحياة دون أن يعرف عن الزمن الذي يعيش فيه, فكان لا بدَّ من اعتماد أمور من شأنها أن تحفظ للإنسان وقته؛ لئلا يهيم في هذه الحياة, متخبِّطا في دياجير الضياع, وكان من الطبيعي أن يقع الاختيار على أمر عظيم في نفوس القوم وقتهم ذاك؛ فكان من الطبيعي أن يتخذ مولد عيسى بن مريم_ عليه السلام _مفصلاً في تاريخ البشرية؛ لما للمسيح_ عليه السلام _من مكانة وعظمة وحبٍّ في قلوب من صدَّقوه, وآمنوا به. وها نحن على أعتاب عام (2008) مـ.
    وهكذا دأبت البشرية على هذا الحال, وقد كانت العرب تسلك مسلك التأريخ من حوادث ذي أهميِّة بالنسبة لديها. "وكانت العرب قديماً تورخ بالنجوم, وهو أصل قولك: نجمت على فلان كذا حتى يؤديه في نجوم"([1]). وزعم بعضهم أن أقدم التواريخ تاريخ القبط؛ لأنه بعد انقضاء الطوفان([2]).
    وقد أرَّخ المسلمون منذ هجرة النَّبي محمد من مكة إلى المدينة المنوَّرة, وكان صاحب هذه الفكرة هو عمر بن الخطاب . وقد اعتمدت هذه السنة؛ لأنَّها ذو مكانة عظيمة في نفوس المسلمين, لقد كانت الهجرة مؤذنة بميلاد أمَّة الإسلام التي غيَّرت وجه التاريخ, وقد حكمت الأرض بعدل الإسلام ونوره أكثر من ثلاثة عشر قرنا, وقد تعرَّضت خلال هذه الفترة لهزَّات أثَّرت بها من أمثال الغزو الصليبي والمغولي لها, ومن خلال الثورات والقلاقل التي عاشتها, ولكن سرعان ما يبعث الله سبحلنه وتعالى لها من يعيد لها عزَّتها, إلا أنَّ المسلمين قد نكسوا نكسة لم يعهدوا مثلها من قبل, وهي إلغاء دولتهم عام 1924مـ, إذ إنَّه تآمرت بريطانيا مع الخون من العرب والأتراك؛ فأعلن مصطفى كمال إلغاء دولة الإسلام؛ فحلَّ بالمسلمين ما حلِّ بهم, والقلم يعجز عن التعبير...! وها نحن على أعتاب عام (1430) هـ.
    ولعلَّ عام الفيل من أعظم الأحداث التي شهدتها الإنسانية, وأصل هذه الحادثة هو أنَّ أبرهة الحبشي بنى كنيسة عظيمة (القليس)؛ ليصرف حجَّ العرب من الكعبة إليها, فبلغه أنَّ رجلاً من كنانة قد أهانها بقضاء حاجته فيها؛ فاشتاط غضبا, وعزم على أن يدكَّ الكعبة (البيت الحرام) دكّا, وأن يرغم العرب على الحج؛ للقليس.
    لمَّا بلغ أبرهة الحبشي حدود مكة, وكان قد صحب معه جيشاً عرمرما, بعث لعبد المطلب, "وكان عبد المطلب رجلاً عظيماً وسيماً، فلما رآه أبرهة أجله وأكرمه ونزل عن سريره إليه وجلس معه على بساط وأجلسه إلى جنبه وقال لترجمانه: قل له ما حاجتك ؟ فقال له الترجمان ذلك، فقال عبد المطلب: حاجتي أن يرد علي مائتي بعير أصابها لي فلما قال له ذلك فقال أبرهة لترجمانه: قل له قد كنت أعجبتني حين رأيتك ثم زهدت فيك حين كلمتني، أتكلمني في إبلك وتترك بيتاً هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه ؟ قال عبد المطلب: أنا رب الإبل وللبيت رب يمنعه. قال: ما كان ليمنع مني. وأمر برد إبله، فلما أخذها قلدها وجعلها هدياً وبثها في الحرم لكي يصاب منها شيء فيغضب الله. وانصرف عبد المطلب إلى قريش وأخبرهم الخبر وأمرهم بالخروج معه من مكة والتحرز في رؤوس الجبال خوفاً من معرة الجيش، ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقه باب الكعبة وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة"[3]، فقال عبد المطلب، وهو آخذ بحلقة باب الكعبة:

    يا ربّ لا أرجو لهم سواكا ... يا ربّ فامنع منهم حماكا


    إنّ عدوّ البيت من عاداكا ... إمنـعهم أن يخربوا فناكا

    ثم أرسل عبد المطلب حلقة باب الكعبة, وانطلق هو ومن معه من قريش إلى شعف والجبال فتحرزوا فيها ينتظرون ما يفعل أبرهة بمكة إذا دخل.
    فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة وهيأ فيله، وكان اسمه محموداً، وأبرهة مجمعٌ لهدم البيت والعود إلى اليمن، فلما وجهوا الفيل أقبل نفيل بن حبيب الخثعمي فمسك بأذنه وقال: ارجع محمود، ارجع راشداً من حيث جئت فإنك في بلد الله الحرام ؟! ثم أرسل أذنه، فألقى الفيل نفسه إلى الأرض واشتد نفيل فصعد الجبل، فضربوا الفيل، فأبى، فوجهوه راجعاً إلى اليمن، فقام يهرول، ووجهوه إلى الشام ففعل كذلك، ووجهوه راجعاً إلى اليمن، فقام يهرول، ووجهوه إلى الشام ففعل كذلك، ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك، ووجهوه إلى مكة فسقط إلى الأرض. وأرسل الله عليهم طيراً أبابيل من البحر أمثال الخطاطيف مع كل طير منها ثلاثة أحجار تحملها، حجر في منقاره وحجران في رجليه، فقذفتهم بها وهي مثل الحمص والعدس لا تصيب أحداً منهم إلا هلك، ليس كلهم أصابت، وأرسل الله سيلاً ألقاهم في البحر وخرج من سلم مع أبرهة هارباً يبتدرون الطريق الذي جاءوا منه ويسألون عن نفيل بن حبيب ليدلهم على الطريق إلى اليمن[4]، فقال نفيل حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمته:

    أين المفرّ والإله الطّالب ... والأشرم المغلوب غير الغالب

    وأصيب أبرهة في جسده؛ فسقطت أعضاؤه, عضواً عضواً حتى قدموا به صنعاء وهو مثل الفرخ، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه.
    وقد ذكر الله سبحانه وتعالى قصَّتهم في القرآن الكريم, فقال: ]أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ[, (الفيل: 1_5).
    وقد علَّمتنا الحياة أن لا نمرَّ على الأحداث مرور الكرام, بل علينا أن نتأمَّل بها, ونفكر بها تفكيراً مستنيراً بقلبٍ محبٍّ للحق, ساعٍ لمعرفته, وبعد تأمَّل هذه الحادثة التي نقلت لنا بالتواتر الذي لم يبقَ معه مجال للشكِّ, ندرك أنَّها من أعظم دلائل النُّبوة؛ لأنَّ أبرهة الحبشي من أهل الكتاب, وأهل مكة عبدة أوثان, وما كان الله ليفضِّل أهل الشرك على أهل الكتاب.
    إذن, ما حلَّ بأصحاب الفيل ليس مكرمة لأهل مكة, ولكنَّه دليل خرِّيت, وبرهان ساطع, وسلطان مبين, وحجَّة دامغة على صدق نبوَّة محمد e؛ ذلك أنَّ الذي حلَّ بأهل الكتاب إمَّا مكرمة للبيت العتيق, وإمَّا مكرمة لمولد النبي
    . فإن كانت المكرمة للبيت, فمحمَّد هو الذي أمر بالحجِّ له, وإن كانت لمولده؛ فلأنَّه رسول الله وخاتم النَّبيين.

    لا جرم أنَّ في عام الفيل لذكرى لمن كان له قلب, أو ألقى السمع وهو شهيد.

    لقد سبق أن كتبت هذا الموضوع باسم (الداعي).



    [1] : الصفدي: الوافي بالوفيات. ج: 1, ص: 4.

    [2] : م.ن: ج: 1, ص: 5.

    [3] : ابن الأثير: الكامل في التاريخ. ج: 1, ص: 151.

    [4] : م.ن: ج: 1, ص: 152.


    التعديل الأخير تم بواسطة توحيد; 29 ديس, 2008, 03:32 م. سبب آخر: إظهار ألفاظ:"صلى الله عليه وسلم" و"رضي الله عنه" و "سبحانه وتعالى"
  • توحيد
    حارس قديم
    • 18 ينا, 2007
    • 4223

    #2
    أخي الفاضل .. جزاك الله خيراً.

    أرجو أن تدلني على ما يعنيه هذا المصدر:
    م.ن: ج: 1, ص: 152. والجزئية التي يعنيني التأكد من صحتها هي بالتحديد تسمية فيل أبرهه بـ "محمود".

    تعليق

    • _الساجد_
      مشرف قسم النصرانية
      • 23 مار, 2008
      • 4593

      #3
      في الروض الأنف لابن هشام أن اسمَ الفيل محمودٌ ... من أين أتى بها ابن هشام رحمه الله لا أعلم.

      تعليق

      • توحيد
        حارس قديم
        • 18 ينا, 2007
        • 4223

        #4
        ابن هشام وأصحاب السير كثيراً ما يذكرون أخبار لا دليل عليها (غير موثقة ولا مسنده) وفي هذه الحالة يذكرونها مسبوقة بلفظة مثل: يقال .. أو حدثني أحد الأعراب .. إلى غير ذلك من العبارات التي تدل على أن الخبر غير موثق.
        فهل يمكنك أن تقتبس لنا النص الأصلي من كتاب ابن هشام؟
        أو من أي مصدر آخر لنتمكن من تكوين فكرة واضحة عن مدى مصداقية هذا الكلام؟

        تعليق

        • علي أبو الحسن

          #5
          [align=justify]
          أخي توحيد, تحيَّة طيبة, وبعد:

          قولك:
          أرجو أن تدلني على ما يعنيه هذا المصدر: م.ن: ج: 1, ص: 152.
          الجواب:
          ابن الأثير: الكامل في التاريخ. ج: 1, ص: 152.
          قولك:
          ابن هشام وأصحاب السير كثيراً ما يذكرون أخبار لا دليل عليها (غير موثقة ولا مسنده) وفي هذه الحالة يذكرونها مسبوقة بلفظة مثل: يقال .. أو حدثني أحد الأعراب .. إلى غير ذلك من العبارات التي تدل على أن الخبر غير موثق.
          الجواب:
          لقد قرأت أكثر من خمسة عشر مصدراً, وكلَّهم ذكروا الصيغة الموجودة فيما كتب, أي: (وكان اسمه محموداً), وهناك اختلاف في قول نفيل للفيل, منهم من يقول: (ارجع محمود), ومنهم من يقول: (أبرك محمود), ويبدو أنَّ المسألة لديهم ليست خلافية, ولا سيما كلّهم يذكرون الاسم نفسه للفيل, ولا أعلم أحداً قد شكك.
          [/CENTER]

          تعليق

          • سيف الكلمة
            إدارة المنتدى
            • 13 يون, 2006
            • 6036

            #6
            ظنى أن الحمد لفعل الرجوع
            إى إرجع أو ابرك ليحمد فعلك

            فلم يسم العرب أبناءهم باسم محمد أو محمود أو أحمد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
            فكيف تكون تسمية الكافرين للفيل محمود

            سأحاول البحث فى هذه النقطة
            وراجع مراجعك من خلال هذا التوقع
            أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
            والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
            وينصر الله من ينصره

            تعليق

            • أبو حمزة
              اللجنة العلمية
              مشرف شرف المنتدى
              • 29 مار, 2007
              • 2349

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة سيرة بن هشام
              أبرهة يهاجم الكعبة: فلما أصبح أبرهة تهيَّأ لدخول مكة، وهيأ فيلَه، وعبَّى جيشَه - وكان اسمُ الفيل محموداً - وأبرهة مُجْمِع لهدم البيت، ثم الانصراف إلى اليمن. فلما وجهوا الفيل إلى مكة، أقبل نُفَيل بن حبيب حتى قام إلى جنب الفيل ثم أخذه بأذنه، فقال: ابركْ محمود، أو ارجع راشداً من حيث جئت، فإنك في بلد الله الحرام، ثم أرسل أذنه. فبرك الفيل، وخرج نُفَيْل بن حبيب يشتد حتى أصْعَد في الجبل، وضربوا الفيل ليقوم فأبى، فضربوا في رأسه بالطَّبَرْزين ليقوم فأبى، فأدخلوا محاجَن لهم في مَرَاقِّه فبزغوه بها ليقوم فأبى،


              هذا ما جاء فى بن هشام
              ولكن لا يوجد دليل على ذلك
              وكما قال أستاذنا الغالى
              قد يكون معنى الجملة
              أنك ستكون محموداً أو مشكوراً لو بركت
              مع العلم أن الفيل لا يبرك كما جاء فى هوامش سيرة بن هشام
              فهذه الجملة فيها نظر
              الخلاصة ما من دليل على ذلك غير ما جاء من الروايات الغير معروف مصدرها والله أعلم

              تعليق

              • سيف الكلمة
                إدارة المنتدى
                • 13 يون, 2006
                • 6036

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة أبو حمزة


                قد يكون معنى الجملة
                أنك ستكون محموداً أو مشكوراً لو بركت
                مع العلم أن الفيل لا يبرك كما جاء فى هوامش سيرة بن هشام
                فهذه الجملة فيها نظر
                أقبل نفيل بن حبيب الخثعمي فمسك بأذنه وقال: ارجع محمود، ارجع راشداً من حيث جئت فإنك في بلد الله الحرام

                قال نفيل للفيل
                إرجع محمود
                وقال له إرجع راشدا
                لا أدرى لم ركز القوم على محمود ولم يركزوا على راشد

                وحول كلمة ابرك
                فنفيل بن حبيب ربما يكون أول مرة رأى فيلا
                وتحدث إلى الفيل بما اعتاد قومه على القول به لجمالهم
                نعم الفيل لا يبرك
                ولكن أيضا الكلمة يمكن أن تستخدم مجازا
                فمازال البعض فى الشام إلى الآن حين يريد تحيتك
                يقول لك ابرك هون
                أو ابركى هون للمرأة
                والإنسان يقال له إجلس
                ولا يفرض على الضيف جلسة دون جلسة
                فهى للضيف تقال بمعنى استرح إو تفضل
                وللفيل بمعنى لا تطع من يأمرك بهذا الفعل الأثيم فهذا بيت الله الحرام
                فهم الفيل جوهر النصيجة وتقبلها فى ذلك الوقت
                وقاوم إلحاح أصحابه ولو لفترة
                فهناك من قال أن الفيل أيضا هلك مع الجند
                وربما كانت الأمطار والسيول لتطهير المكان المقدس من جثث القوم
                والله أعلم
                أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                وينصر الله من ينصره

                تعليق

                • سيف الكلمة
                  إدارة المنتدى
                  • 13 يون, 2006
                  • 6036

                  #9
                  كتب السيرة جاءنا منها خير كثير ونحن نصدق منها ما لم يتعارض مع القرآن أو مع الحديث الصحيح وما لا يتعارض مع الأخبار الموثقة
                  نعم الأحاديث الواردة فى كتب السيرة لا نأخذ إلا المسند منها بعد التمحيص الذى قام به رجال الحديث وفق علوم الحديث

                  ونجد أن الأخبار الواردة عن طريق العرب عن هذه الحادثة إلى جانب تطابق جزئياتها مع القرآن أو على الأقل عدم تعارضها مع سورة الفيل
                  نجدها أيضا أقرب للقبول بالعقل من الأخبار الواردة عن الكنيسة الأثيوبية

                  فالأخبار الكنسية تذكر أن الجيش أصيب بالوبأ وهلك كله

                  ونعلم أن الوبأ لا يهلك الجيش كله فكل الجيوش والمجتمعات التى أصابتها الأوبئة أهلكت الأوبئة كثيرين وبقى الكثيرون أحياء

                  وهذه الرواية أعلاه ليست هى الرواية الوحيدة فهناك روايات عربية أخرى تدل على هلاك الجيش بأكمله بالحجارة التى رمتها الطير ولم يذكر هلاك البعض بالسيل ولم يذكر أن الجيش أهلكه الوبأ فهم قد رأوا الطير ترمى جيش أبرهة

                  أى رأوا المعجزة

                  فواقع الأمر

                  لو هلك بعض الجيش لأكمل الباقى المهمة

                  خاصة وأنه لم تكن هناك أية مقاومة من القبائل العربية

                  والبطارقة والقساوسة أزعجهم أن يقولوا للناس أن الجيش أهلكه الله بمعجزة
                  فهذا يهدم عقيدتهم المسيحية
                  وكانوا يظنون أنهم على الحق
                  وحتى المسيحيين الموحدين كانوا قد انقرضوا بالإبادة ولم يعد موجودا منهم إلا قلة نادرة لا تجرؤ على الظهور المعلن

                  اخترع البطارقة قصة الوبأ ووضعوها فى سجلات الكنيسة

                  ورغم عدم معقوليتها فقد صدقها عوام النصارى لأن ما يقوله قساوستهم أولى عندهم مما يقوله العرب
                  وكم من غير المعقول فى عقيدتهم موضع تصديقهم
                  كانت للكنيسة قوة وسلطان
                  وسبق أن أبادت الآريوسيين ومن اتبع المذاهب المسيحية الموحدة
                  وكان الكتاب المقدس محظور تداوله
                  فما يقوله القساوسة هو ما يمكنهم تصديقه
                  ولكن الروايات العربية ظلت متاحة حتى بدأ المسلمون يكتبون السيرة
                  فسجلوها وهى أقرب إلى التصديق العقلى من رواية الوبأ
                  وكذلك كل الروايات العربية غير متعارضة مع سورة الفيل
                  فلا أجد مانعا من الإعتداد بها

                  أما لماذا أهلك الله جيش أبرهة ؟
                  الإجابة لأن الله كان يحفظ هذا البيت لأمة محمد صلى الله عليه وسلم
                  وكان يعد أهل اليمن لتقبل الرسالة حين تأتى بعد أربعين عاما فأهل اليمن قبلوا الرسالة بمجرد عرضها عليهم
                  وكان وفد نصارى نجران من أوائل المؤمنين بالإسلام
                  وجيش أبرهة كان يعبد المسيح ولم يكن يعبد الله وكان يسعى لفرض عقيدته على العرب معاديا لبيت الله الحرام
                  فلم يكن للتغيير ميزة للعرب فكلاهما كافران والبيت معد لاستقبال الرسالة الخاتمة وتنظيم المقاومة للدين الجديد بواسطة الملوك كانت ستزيد من أعباء متبعى الدين الجديد
                  والله أعلم
                  أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                  والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                  وينصر الله من ينصره

                  تعليق

                  • ابو عمر المصرى
                    اللجنة العلمية
                    مشرف شرف المنتدى
                    • 1 أبر, 2007
                    • 826

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة سيف الكلمة
                    قال نفيل للفيل
                    إرجع محمود
                    وقال له إرجع راشدا
                    لا أدرى لم ركز القوم على محمود ولم يركزوا على راشد

                    لا يمكن ان يكون (محمود) هو حال للرجوع اذ انه ليس منصوباً على الحالية كما هو الحال مع ( راشداً)

                    فكلمة محمود مرفوعة بإعتبارها مُنادى عَلم
                    و راشداً منصوبة بإعتبارها حال

                    و بالتالي فالجملة تفيد ان محمود هو اسم للفيل, و هو ما لا يصح إذ أنه لم يرد لنا بسندٍ صحيح يمكن الاعتماد عليه

                    و الله أعلم
                    [frame="2 90"]



                    [/frame]

                    تعليق

                    مواضيع ذات صلة

                    تقليص

                    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                    ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
                    ردود 0
                    40 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة عاشق طيبة
                    بواسطة عاشق طيبة
                    ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
                    ردود 0
                    63 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة عطيه الدماطى
                    ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
                    رد 1
                    66 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة د. نيو
                    بواسطة د. نيو
                    ابتدأ بواسطة محمد بن يوسف, 1 نوف, 2021, 04:00 م
                    ردود 0
                    25 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة محمد بن يوسف
                    بواسطة محمد بن يوسف
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 يون, 2021, 02:47 ص
                    ردود 0
                    78 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                    يعمل...