ان النصر صبر ساعة

تقليص
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى دعمس
    0- عضو حديث
    • 6 ينا, 2009
    • 15
    • معلم وكاتب
    • مسلم

    #1

    ان النصر صبر ساعة





    قال عز وجل:
    وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
    ان النصر صبر ساعة
    لو تهاوى كل صاحب حقٍ وقضيةٍ عادلةٍ بسبب بعض الصعوبات والظروف القاسية المحيطة.. لتوقفت الحياة، ولما وجد الحق له أنصاراً يذودون عنه، ولبقي الباطل يصول ويجول في قلوبنا وعقولنا وجزئيات حياتنا كلها، دون رادعٍ يواجهه.. ولا يمكن للمسلم المؤمن أن يرضى بهذا، لأن المسلم يحمل أمانةً نبيلةً سامية، ينبغي له أن يؤديَها حق أدائها.

    إنّ أول أمرٍ ينبغي أن نعيَه جيداً، هو أننا عابرو سبيلٍ في هذه الدنيا، وأننا مكلّفون بمهمةٍ محدَّدةٍ من رب العالمين، هي مهمة الدعوة إلى الله عز وجل، والثبات على طريق هذه الدعوة، حتى تحقيق هدف الإسلام في الأرض، وهو إقامة منهج الله سبحانه وتعالى فيها، لتتحققَ سعادتنا وسعادة الإنسان، بعمارة الأرض التي كلّفنا الله جل شأنه بها، على أسسٍ إسلاميةٍ مدنيةٍ عصرية.

    لذلك، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف الربانيّ السامي.. فالمطلوب هو أن نتحلّى بالصبر على كل مشاق الطريق ومصاعبه، والمصاعب تنشأ من حقيقة هذه الدنيا، فهي دار امتحانٍ وابتلاء، والمؤمن عليه أن يوطّن نفسه على الابتلاءات والامتحانات الربانية.. فالغربة ابتلاء، والاحتلال ابتلاء، والوسط المحيط ابتلاء وامتحان.. وهكذا، كلما خرج المؤمن من واحدةٍ وجد نفسه في ثانية، وكلما خرج من محنةٍ.. قَوِيَ عودُهُ، ولمع مَعْدنه، وغدا أكثر إشراقاً وصلابةً وقوة، وأعمق تجربةً وخبرة، وقد قال الله عز وجل في وصف هذه الحالة: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) (محمد:31).

    الصبر فضيلة نحتاجها في دنيانا وعالَمِنا المضطرب من حولنا، فعلينا أن نوطّن أنفسنا على احتمال الأذى والمكاره والضائقات، من غير ضجرٍ أو تخلخلٍ في نفوسنا وقلوبنا.. والصبر نعمة من الله عز وجل أيضاً، علينا أن نحرص عليها، لأنه هو الذي يجعلنا على أملٍ دائمٍ بانتظار الفرج مهما تطاولت السنين، فالأذى وسطوة الباطل حالة مؤقتة، لأنها تتناقض مع سنة الله عز وجل في أرضه، كما تتناقض مع نواميس الكون، فالذي يرسخ في هذه الدنيا حسب سنة الله، هو الحق والخير والعدل والعدالة.. فهل يتساقط المخلصون المؤمنون، ويَدَعون الأزمات تجرفهم بدل أن يسحقوها بعزمهم وإيمانهم، وعدالة طريقهم وقضاياهم، وإصرارهم وصبرهم ومصابرتهم؟!..

    صَبْرنا على الابتلاء دليل على قوة إيماننا، فمعادن الناس لا تظهر على حقيقتها إلا عند المحن والشدائد والابتلاءات: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (العنكبوت:2 و3).. هكذا إذن:
    حتى يعلمَ الله عز وجل الصادق بحمل أعباء الدعوة والرسالة.. من المدّعي المزيَّف، وبذلك تتمحّص الصفوف، ولا يبقى داخلها إلا عظام النفوس وصلابها، فيغادرها المهازيل من الناس، ويتساقطون، لأن الرسالة العظيمة لا يحملها إلا الأقوياء الأشداء الصابرون المصابرون المؤمنون حق الإيمان.
    ان ما يحدث في غزة الآن .... لا رحمة ولا شفقة من العدو بالمقابل تواطؤ عربي .. ولكن ما يثلج القلب ان الشعوب الحرة عبرت من خلال المظاهرات والمسيرات بالاستنكار والشجب والرفض لكل ما يحدث .

    ان حال أهلنا في غزة والمسلمون يقول :
    لن تصدمنا خيبات الأمل من عجز حكامنا ؛لأنه هذا هو حالنا وواقنا ..صمت وتخاذل وانقسام ووصمة عار سجله حكامنا في بلادنا،لكنه يكفينا أن شعبنا في غزة علمونا.. ان مصيرنا وعروبتا وديننا وتاريخنا هو طريق وحدتنا وصبرنا وصمودنا وتضامننا بالرغم من ألمنا وحزننا للأحداث المفجعة من حصار أهلنا في غزة حتى أصبحت غزة تحت النار وما زالت الحرب مستمرة على أهلنا في غزة على يد الكيان الصهيوني الغاشم ...والمحصلة اننا نعيش مؤامرة ضد أمتنا.. لكننا أبداً لن نستسلمَ لها، أو نضعفَ أمامها، أو نجبنَ في مواجهتها.. وعدّتنا في كل ذلك إيماننا بربنا وبإسلامنا وبحقّنا، وبعدالة قضايانا، وبسلامة طريقنا وشرعيته!..
    ان رسولنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم يقول لنا: (إذا أحب الله قوماً ابتلاهم، فَمَن رضي فله الرضا، ومَن سخط فله السخط) (الترمذي).. بعد هذا كله: أفلا نتشرّف بمحبة الله عز وجل لنا؟!.. أفلا نرضى بما ابتلانا به، فنكون من أحبائه الفائزين؟!.. وقد سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أي الناس أشد بلاءً؟.. قال: الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتَلى الناس على قدر دِينهم، فَمَن ثَخُنَ دِينُه اشتدَّ بلاؤه، ومَن ضعف دِينه ضَعُفَ بلاؤه ..) (ابن حبان).. أفلا نتقبّل البلاء بعد كل ذلك بصبرٍ واحتسابٍ عند الله سبحانه وتعالى، وفي سبيله؟!..

    لنتدبّر في قصة يوسف عليه السلام، فكلها ابتلاءات ومحن وامتحانات وعذابات، منذ تآمر إخوته عليه.. إلى بيعه.. إلى تآمر امرأة العزيز عليه.. إلى سَجنه ظلماً.. إلى.. إلى..، لكنه أبداً لم يستكن أو يستسلم، بل ثبت على دينه، وثبت على دعوته وعلى ما يؤمن به.. إلى أن فرّج الله عنه وأصبح معزَّزاً مكرَّماً في الدنيا قبل الآخرة.. وكل ذلك كان من ثمرات صبره على المحن المتلاحقة التي مرّ بها، وهي محن استغرقت سنواتٍ طوالاً من عمره وشبابه!..

    ليكن شعار المؤمن دائماً وأبداً:
    (.. رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) (الأعراف: من الآية126)
    ولنتفكر في موقف المنافقين يوم غزوة الأحزاب، حين قالوا ساعة اشتداد المحنة على المسلمين: (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً) (الأحزاب:12).. لكنّ المؤمنين كان لهم موقف آخر، لأنهم مؤمنون بنصر الله، وبأنّ الفجر لا ينبلج إلا من دجى الظلمات، على الرغم من أن القلوب كانت قد بلغت الحناجر من شدة المحنة والابتلاء: (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً) (الأحزاب:10 و11).

    لقد كان موقف المؤمنين الذين ابتلاهم الله ليختبرهم.. على النقيض تماماً من موقف المنافقين: (وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً) (الأحزاب:22).
    لنلاحظ دقة الوصف وروعته: (.. وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً)!.. وذلك نتيجة إيمانهم الرائع على الرغم من البلاء العظيم الذي كان يحيط بهم!.. وهو موقف يقابل موقف المنافقين الذين في قلوبهم مرض: (..مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً)!..

    هناك فرقٌ كبير بين أن نتألّم لما يحدث من مذبحة ومجزرة في غزة لأننا شرفاء نملك أحاسيسنا ومشاعرنا الإنسانية ومروءتنا الإسلامية.. وبين أن يقضي علينا الألم ويسحقنا!.. إذ يجب ألا يؤثر ظرف مهما كان قاسياً، على معنوياتنا ورباطة جأشنا وتماسكنا، ولنعلم بأنّ الله لن يكون معنا إلا حين نكون معه، وهل نطمح إلى سندٍ أفضل من دعم الله عز وجل لنا، القادر على كل شيء، القاهر لكل جبارٍ في الأرض؟!..

    (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور: 55)

    ان المعنويات والارادة والتصميم والمقاومة عند أهلنا
    هو بداية نصرنا على عدونا
    ان المسيرات والمظاهرات
    هو عنوان وحدتنا وتضامننا مع أهلنا وإخواننا في غزة
    يا أهل غزة
    يا أهل العزة
    اعلموا ان النصر صبر ساعة
    علمتمونا فن الصبر والإحتساب
    بعد ان تجرعنا من حكامنا ذل الشكوى والعتاب
    فإن كان لعدوكم عجل يعبدونه فأنتم معكم مجري السحاب وهازم الأحزاب ومنزل الكتاب
    ورب الأرباب


  • نور الهداية
    6- عضو متقدم

    حارس من حراس العقيدة
    • 25 أبر, 2008
    • 902
    • ربة بيت حاليا
    • مسلمة ولله الحمد

    #2
    كلمات من نور

    اخى الكريم بارك الله فيك وجعلها فى ميزان حسناتك ونفع بك وبها

    ويقيننا ان الله لا يقدر لدينه الا الخير

    ولكن اكثر الناس لا يعلمون -

    ** [read][rainbow][glint]كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام[/glint][/rainbow][/read] **

    تعليق

    عن الكاتب

    تقليص

    مصطفى دعمس مسلم اكتشف المزيد حول مصطفى دعمس

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة الازهرى المصرى, 4 سبت, 2008, 07:27-ص
    رد 1
    3,882 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة داعية إلى التوحيد
    ابتدأ بواسطة فارس التوحيد, 28 مار, 2011, 04:05-م
    رد 1
    1,257 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة المتفائل
    بواسطة المتفائل
    ابتدأ بواسطة بن الإسلام, 2 يون, 2010, 01:11-م
    ردود 10
    2,184 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة بن الإسلام
    بواسطة بن الإسلام
    ابتدأ بواسطة وليد المسلم, 23 ينا, 2011, 07:45-م
    رد 1
    1,348 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة لباب الفؤاد
    بواسطة لباب الفؤاد
    ابتدأ بواسطة سيف الكلمة, 24 فبر, 2008, 04:51-م
    ردود 9
    2,935 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة قلب ينبض بحب الله
    ابتدأ بواسطة وليد المسلم, 24 يون, 2006, 10:29-م
    ردود 4
    6,950 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة palestine will be free
    بواسطة palestine will be free
    ابتدأ بواسطة مركز بيت المقدس, 8 ينا, 2009, 03:09-م
    ردود 0
    2,498 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة مركز بيت المقدس
    ابتدأ بواسطة مصطفى دعمس, 7 ينا, 2009, 01:25-م
    ردود 0
    3,361 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة مصطفى دعمس
    بواسطة مصطفى دعمس
    ابتدأ بواسطة على خطى السلف, 11 ينا, 2009, 02:48-ص
    رد 1
    1,236 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة نور الهداية
    بواسطة نور الهداية
    ابتدأ بواسطة مسلم للأبد, 3 أبر, 2014, 09:17-م
    ردود 0
    825 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة مسلم للأبد
    بواسطة مسلم للأبد
    ابتدأ بواسطة ديدات, 3 نوف, 2014, 01:08-ص
    ردود 4
    3,670 مشاهدات
    1 رد فعل
    آخر مشاركة ديدات
    بواسطة ديدات
    ابتدأ بواسطة على خطى السلف, 19 فبر, 2009, 03:56-م
    ردود 0
    1,240 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة على خطى السلف
    ابتدأ بواسطة مصر المسلمة, 1 أبر, 2022, 09:56-م
    ردود 0
    1,308 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة مصر المسلمة
    بواسطة مصر المسلمة
    ابتدأ بواسطة الشرقاوى, 1 أكت, 2006, 08:08-م
    ردود 4
    3,318 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة حنين مسلمة
    بواسطة حنين مسلمة
    ابتدأ بواسطة abanna, 4 ديس, 2008, 03:30-م
    ردود 4
    3,867 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة abanna
    بواسطة abanna

    مواضيع من نفس المنتدى الحالي

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة kanrya, 16 ينا, 2011, 06:29-م
    ردود 342
    57,742 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة نصرة الإسلام
    ابتدأ بواسطة العبادي محمد, 10 فبر, 2015, 12:04-ص
    ردود 173
    18,078 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة العبادي محمد
    ثابت: صحح أقوالك
    بواسطة ام مريم
    ابتدأ بواسطة ام مريم, 2 ماي, 2007, 03:57-م
    ردود 167
    44,154 مشاهدات
    1 رد فعل
    آخر مشاركة عاشق طيبة
    بواسطة عاشق طيبة
    ابتدأ بواسطة (((ساره))), 2 أكت, 2012, 04:51-م
    ردود 110
    27,562 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة عاشق طيبة
    بواسطة عاشق طيبة
    ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, 30 يون, 2014, 02:46-ص
    ردود 81
    5,557 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة صورة الزائر الرمزية
    بواسطة ضيف
    يعمل...
    أحمد - مساعد المنتدى

    السلام عليكم، أنا أحمد. اكتب سؤالك وسأحاول مساعدتك.

    📢 رسالة توست

    من فضلك اختر مستوى الإجابة: