عقيدة أهل السنة والجماعة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

تائب الى الله عزوجل اكتشف المزيد حول تائب الى الله عزوجل
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عقيدة أهل السنة والجماعة

    عقيدة أهل السنة والجماعة

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد صلى اللهعليه وسلم وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الأبرار الميامين رضوانالله تعالى عليهم أجمعين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أسأل اللهالعلي العظيم أن يتقبل منا جميعا الصيام والقيام وصالح الأعمال وأن يعتق رقابنا منالنار وأن يغفر لنا ذنوبنا ويتوب علينا وأن يدخلنا الجنة بفضله ورحمته وأن يجيرنامن النار اللهم آمين
    بسْمِ اللهِالرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    قَالَ العَلاَّمَةُ حُجَّةِ الإِسلاَمِ أبو جَعفرٍالوَرَّاقِ الطّحَاوي رَحِمَهُ اللهُ:

    هَذَا ذِكْرُ بَيَانِ عَقِيدَةِ أهلِالسُنَّةِ وَالجَمَاعَةِ عَلىَ مَذْهَبِ فُقَهَاءِ الـمِلَّةِ: أَبِي حَنِيفَةَالنُعْمَانِ بْنِ ثَابِتٍ الكُوفِيّ، وَأبِي يُوسُف يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهيِمَالأَنْصَارِيّ، وَأبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ الـحَسَنِ الشَيْبَانِيّ،رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ أجْمَعِينَ وَمَا يَعْتَقِدُونَ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ،وَيَدِينُونَ بِهِ لِرَبِ العَالَمِينَ.

    نَقُولُ فِي تَوحِيدِ اللهِمُعْتَقِدِينَ بِتَوفِيقِ اللهِ: إِنَّ اللهَ وَاحِدٌ لاَ شَرِيكَ لَهُ. وَلاَ شَئَمِثلَهُ، وَلاَ شَئَ يُعْجِزَهُ، وَلاَ إِلَهَغَيْرَهُ.


    قَدِيْمٌ بِلاَ ابْتِدَاءٍ، دَائِمٌ بِلاَانْتِهَاءٍ، لاَ يَفْنىَ وَلاَ يَبِيدُ، وَلاَ يَكُونُ إِلاَّ مَا يُرِيدُ، لاَتَبْلُغُهُ الأَوْهَامُ وَلاَ تُدْرِكُهُ الأَفْهَامُ، وَلاَ يُشْبِهُ الأَنَامَ،حَيٌّ لاَ يَمُوتُ، قَيُّومٌ لاَ يَنَامُ، خَالِقٌ بِلاَ حَاجَةٍ، رَازِقٌ بِلاَمُؤْنَةٍ، مُمِيتٌ بِلاَ مَخَافَةٍ، بَاعِثٌ بِلاَ مَشَقَةٍ.

    مَازَالَبِصِفَاتِهِ قَدِيْماً قَبْلَ خَلْقِهِ، لَمْ يَزْدَدْ بِكَوْنِهِمْ شَيْئاً لَمْيَكُنْ قَبْلَهُمْ مِنْ صِفَتِهِ.

    وَكَمَا كَانَ بِصِفَاتِهِأَزَلِياً، كَذَلِكَ لاَ يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِياً، لَيْسَ بَعْدَ خَلْقِالـخَلْقِ اسْتَفَادَ اسْمَ الـخَالِقِ، وَلاَ بِإحْدَاثِهِ البَرِيَّةِ اسْتَفَادَاسْمَ البَارِئِ.

    لَهُ مَعْنَى الرُبُوبِيَّةِ وَلاَ مَرْبُوبَ، وَمَعْنَىالـخَالِقِ وَلاَ مَخْلُوقَ. وَكَمَا أَنَّهُ مُحْيِي الـمَوْتَى بَعْدَمَاأَحْيَا، اسْتَحَقَّ هَذَا الاسْمَ قَبْلَ إِحْيَائِهِمْ كَذَلِكَ اسْتَحَقَّ اسْمَالـخَالِقِ قَبْلَ إِنْشَائِهِمْ.

    ذَلِكَ بِأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَئٍقَدِيرٌ، وَكُلُّ شَئٍ إِلَيْهِ فَقِيْرٌ، وَكُلُّ أَمْرٍ عَلَيْهِ يَسِيْرٌ، لاَيَحْتَاجُ إِلىَ شَئٍ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَـْئٌ وَهُوَ السَمِيْعُالبَصِيْرُ.

    خَلَقَ الـخَلْقَ بِعِلْمِهِ، وَقَدَّرَ لَهُمْ أَقْدَاراً،وَضَرَبَ لَهُمْ ءَاجَالاً، وَلَمْ يَخْفَ عَلَيْهِ شَئٌ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ،وَعَلِمَ مَا هُمْ عَامِلُونَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ، وَأَمَرَهُمْ بِطَاعَتِهِوَنَهَاهُمْ عَنْ مَعْصِيَتِهِ.

    وَكُلُّ شَئٍ يَجْرِي بِتَقْدِيرِهِ،وَمَشِيئَتِهِ، وَمَشِيئَتُهُ تَنْفُذُ لاَ مَشِيئَةُ لِلعِبَادِ إِلاَّ مَا شَاءَلَهُمْ، فَمَا شَاءَ لَهُمْ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ.

    يَهْدِيمَنْ يَشَاءُ، وَيَعْصِمُ وَيُعَافِي فَضْلاً، وَيُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ، وَيَخْذِلُوَيَبْتَلِي عَدْلاً. وَكُلُّهُمْ يَتَقَلَبُونَ فِي مَشِيئَتِهِ بَيْنَ فَضْلِهِوَعَدْلِهِ. وَهُوَ مُتَعَالٍ عَنِ الأَضْدَادِ وَالأَنْدَادِ. لاَ رَادَّلِقَضَائِهِ، وَلاَ مُعْقِبَ لِحُكْمِهِ، وَلاَ غَالِبَِلأَمْرِهِ.

    ءَامَنَّا بِذَلِكَ كُلِّهِ، وَأَيْقَنَّا أَنْ كُلاً مِنْعِنْدِهِ.

    وَإِنَّ مُحَمَّداً صَلىَّ اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَبْدُهُالـمُصْطَفَى، وَنَبِيَهُ الـمُجْتَبَى، وَرَسُولَهُ الـمُرْتَضَى، وَإِنَّهُخَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ، وَإِمَامُ الأَتْقِيَاءِ، وَسَيِّدُ الـمُرْسَلِينَ،وَحَبِيبُ رَبِّ العَالَمِينَ، وَكُلُّ دَعْوَةِ نُبُوَّةٍ بَعْدَ نُبُوَتِهِفَغَيٌّ وَهَوَى.

    وَهُوَ الـمَبْعُوثُ إِلىَ عَامَّةِ الـجِنِّ وَكَافَّةِالوَرَى بِالـحَقِّ وَالـهُدَى وَبِالنُورِ وَالضِّيَاءِ.

    وَإِنَّالقُرْءَانَ كَلاَمُ اللهِ، مِنْهُ بَدَا بِلاَ كَيْفِيَّةٍ قَوْلاً، وَأَنْزَلَهُعَلَى رَسُولِهِ وَحْياً، وَصَدَّقَهُ الـمُؤْمِنُونَ عَلىَ ذَلِكَ حَقّاً،وَأَيْقَنُوا أَنَّهُ كَلاَمُ اللهِ تَعَالىَ بِالـحَقِيقَةِ لَيْسَ بـِمَخْلُوقٍكَكَلاَمِ البَرِيَّةِ، فَمَنْ سَمِعَهُ فَزَعَمَ أَنَّهُ كَلاَمُ البَشَرِ فَقَََدكَفَرَ، وَقَدْ ذَمَهُ اللهُ وَعَابَهُ وَأَوْعَدَهُ بِسَقَرَ حَيْثُ قَالَتَعَالىَ:} سَأُصْلِيهِ سَقَرَ.{ فَلَمَّا أَوْعَدَ اللهُ بِسَقَرٍ لِمَنْ قَالَ:} إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ البَشَرِ.{ عَلِمْنَا وَأَيْقَنَّا أَنَّهُ قَوْلُخَالِقِ البَشَرِ، وَلاَ يُشْبِهُ قَوْلَالبَشَرِ.

    قلت: قال الإمام الحافظ المجتهد أبو جعفر محمد بنجرير الطبري رحمه الله


    فأولما نبدأ بالقول فيه من ذلك عندنا: القرآن كلام الله وتنزيله،إذ كان منمعاني توحيده ، فالصواب من القول في ذلك عندناأنه كلام اللهغير مخلوق، كيف كتب ، وحيث تلي ، وفي أي موضع قرئ ، في السماء وجد وفي الأرض حيثحفظ ، فياللوح المحفوظ كان مكتوبا ، وفي ألواح صبيان الكتاتيب مرسوما ، في حجرنقش، أو فيورق خط ، أو في القلب حفظ ، وبلسان لفظ.
    فمنقال غير ذلك ، أو ادعىأن قرآنا في الأرض أو في السماء سوى القرآن الذي نتلوهبألسنتنا ونكتبه في مصاحفنا، أو اعتقد غير ذلك بقلبه أو أضمره في نفسه أو قالهبلسانه دائنا به ، فهو باللهكافر حلال الدم بريء من الله والله منه بريء ، بقولالله عز وجل { بل هو قرآن مجيد، في لوح محفوظ }، وقال وقوله الحق عز وجل : { وإن أحد من المشركيناستجارك فأجرهحتى يسمع كلام الله }،فأخبر جل ثناؤه أنه في اللوح المحفوظ مكتوب ، وأنه من لسانمحمد مسموع ، وهو قرآن واحد من محمدمسموع في اللوح المحفوظ مكتوب وكذلك هو فيالصدور محفوظ وبألسن الشيوخ والشبابمتلو.

    قال أبو جعفر رحمهالله : فمن روى عنا أوحكى عنا أو تقول علينا فأدعى أنا قلنا غير ذلك فعليهلعنة الله وغضبه ولعنةاللاعنين والملائكة والناس أجمعين لا قبل الله له صرفاولا عدلا وهتك ستره وفضحهعلى رؤوس الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهماللعنة ولهم سوء الدار

    حدثنا موسى بن سهلالرملي حدثنا موسى بن داود حدثنا معبد أبو عبدالرحمنعن معاوية بن عمار الدهني قال : قلتلجعفر بن محمد رضي الله عنه :" إنهم يسألون عنالقرآن مخلوق أو خالق ؟ " فقال : إنه ليس بخالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الله عزوجل

    وحدثني محمد بن منصور الأملي حدثنا الحكم بن محمدالأملي أبو مروانحدثنا ابن عيينة ، قال : سمعت عمرو بن دينار يقول : أدركت مشايخنا منذ سبعين سنةيقولون ؛ القرآن كلام الله منه بدأ وإليهيعود.



    قال أبو جعفر رحمهالله وأما القول فيألفاظ العباد بالقرآن فلا أثر فيه نعلمه عن صحابي مضىولا تابعي قضى ، إلا عمن فيقوله الغناء والشفاء رحمة الله عليه ورضوانه ، وفياتباعه الرشد والهدى ، ومن يقومقوله لدينا مقام قول الأئمة الأولى ؛ أبي عبدالله أحمدبن محمد بن حنبل رضي اللهعنه

    فإنأبا إسماعيل الترمذي حدثني قال : " سمعت أبا عبدالله أحمد بنحنبليقول : اللفظية جهمية لقول الله جل اسمه { حتى يسمع كلام الله }فممن يسمع


    ثم سمعت جماعة منأصحابنا لا أحفظ اسماءهم يذكرون عنه أنه كان يقول : منقال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ،ومن قال هو غير مخلوق فهو مبتدع.


    ولاقول في ذلك عندنا يجوز أن نقوله إذ لم يكن لنا فيهإمام نأتم به سواه ، وفيهالكفاية والمنع ، وهو الإمام المتبع رحمة الله عليهورضوانه . انتهى
    وَمَنْ وَصَفَ اللهَ بِمَعْنىً مِنْ مَعَانِي البَشَرِ فَقَدْ كَفَرَ،فَمَنْ أَبْصَرَ هَذَا اعْتَبَرَ وَعَنْ مِثْلِ قَوْلِ الكُفَّارِ انْزَجَرَ،وَعَلِمَ أَنَّهُ بِصِفَاتِهِ لَيْسَ كَالبَشَرِ.

    وَالرُؤْيَةُ حَقٌّلأَهْلِ الـجَنَّةِ بِغَيْرِ إِحَاطَةٍ وَلاَ كَيْفِيَّةٍ كَمَا نَطَقَ بِِهِكِتَابُ رَبِّنَا:} وُجُوهٍ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلىَ رَبِهَا نَاظِرَةٌ.{ وَتَفْسِيْرُهُ عَلىَ مَا أَرَادَهُ اللهُ تَعَالىَ وَعَلِمَهُ، وَكُلُّ مَا جَاءَفِي ذَلِكَ مِنْ الـحَدِيْثِ الصَحِيحِ عَنْ الرَّسُولِ صَلىَ اللهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ فَهُوَ كَمَا قَالَ وَمَعْنَاهُ عَلىَ مَا أَرَادَ، لاَ نَدْخُلُ فِيذَلِكَ مُتَأَوِلِينَ بِآرَائِنَا وَلاَ مُتَوَهِمِينَ بِأَهْوَائِنَا، فَإِنَّهُمَا سَلِمَ فِي دِينِهِ إِلاَّ مَنْ سَلَّمَ للهِ عَزَ وَجَلَّ وَلِرَسُولِهِ صَلىَاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَدَّ عِلْمَ مَا اشْتَبَهَ عَلَيهِ إِلىَعَالِمِهِ.

    وَلاَ تَثْبُتُ قَدَمٌ فِي الإِسْلاَمِ إِلاَّ عَلىَ ظَهْرِالتَّسْليِمِ وَالاسْتِسْلاَمِ.

    فَمَنْ رَامَ عِلْمَ مَا حُظِرَ عَنْهُعِلْمُهُ وَلَمْ يَقْنَعْ بِالتَّسْلِيمِ فَهْمُهُ، حَجَبَهُ مَرَامُهُ عَنْخَالِصِ التَّوْحِيدِ، وَصَافِي الـمَعْرِفَةِ، وَصَحِيْحِ الإِيْمَانِ. فَيَتَذَبْذَبَ بَيْنِ الكُفْرِ وَالإِيْمَانِ وَالتَّصْدِيقِ وَالتَّكْذِيبِ،وَالإِقْرَارِ وَالإِنْكَارِ، مُوَسوِساً تَائِهاً شَاكاً، لاَ مُؤْمِناًمُصَدِقًا، وَلاَ جَاحِداً مُكَذِباً.

    َولاَ يَصْحُ الإِيْمَانُبِالرُّؤْيَةِ لأَهْلِ دَارِ السَّلاَمِ لِمَنْ اعْتَبَرَهَا مِنْهُمْ بِوَهْمٍأَوْ تَأَوَّلَهَا بِفَهْمٍ إِذْ كَانَ تَأوِيلُ الرُّؤْيِةِ وَتَأوِيلُ كُلِّمَعْنَى يُضَافُ إِلىَ الرُّبُوبِيَةِ بِتَرْكِ التَأوِيلِ وَلُزُومِ التَّسْلِيمِ،وَعَلَيهِ دِينُ الـمُسْلِمِينَ.

    وَمَنْ لَمْ يَتَوَقَّ النَّفْيَ وَالتَشْبِيهَ زَلَّ وَلَمْ يُصِبِالتَّنْـزِيهَ.

    قلت: قال ابن قدامة رحمه الله وكلماجاء في القرآن أو صح عن المصطفى عليه السلام صفات الرحمن وجب الإيمان به وتلقيه بالتسليم والقبول وترك التعرض له بالرد والتأويل والتشبيه والتمثيل وما أشكل من ذلكوجب إثباتهلفظا وترك التعرض لمعناه ونرد علمه إلى قائله ونجعل عهدته علىناقلهااتباعا لطريق الراسخين في العلم الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين بقولهسبحانهوتعالى ‏‏(والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل منعندربنا)‏‏ آل عمران 7وقال فيذم مبتغي التأويل لمتشابهتنزيلهفأما الذين في قلوبهم زيغفيتبعون ما تشابه منه ابتغاءالفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله آلعمران 7فجعل ابتغاء التأويل علامة علىالزيغ وقرنه بابتغاء الفتنة في الذمثم حجبهم عما أملوه وقطع أطماعهم عما قصدوه بقولهسبحانهومايعلم تأويله إلا الله‏.‏

    قال الإمام أبو عبداللهمحمد بن إدريس الشافعي رضيالله عنهآمنت بالله وبما جاء عن الله علىمراداللهوآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله.

    سئل الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه فقيليا أباعبداللهالرحمن على العرش استوى كيف استوى فقالالاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمانبهواجب والسؤال عنه بدعةثم أمربالرجل فأخرج ‏

    قال الأوزاعي رحمه الله : كان الزهري ومكحول رحمهما الله يقولان :أمروا هذه الأحاديث كماجاءت



    وقال الإمام الحافظ الترمذيرحمه اللهوالمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيانالثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ،ثم قالوا :تُروى هذه الأحاديث ، ونؤمن بها ، ولا يقال : كيف،وهذا الذي اختاره أهل الحديثأن تروى هذه الأشياء كماجاءت : ويؤمن بها ، ولاتُفسر ، ولاتتوهم ، ولايُقال : كيف.

    قال الإمام الحافظ البيهقي رحمه الله
    وفي الجملة يجب أن يُعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس باستواءاعتدال عن اعوجاج، ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه، لكنه مستو علىعرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين، وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئهليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم، وأن وجهه ليس بصورة، وأن يدهليست بجارحة، وأن عينه ليست بحدقة وإنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بهاونفينا عنها التكييف، فقد قال تعالى: ليس كمثله شىء ، وقال: ولم يكن له كفواً أحد،وقال: هل تعلم له سمياً .

    وقال الحافظ ابن حبان رحمه الله: "كذلك ينزل- يعني الله تبارك وتعالى - بلا ءالة ولا تحرك ولا انتقال من مكان إلى مكان ". انتهى

  • #2
    فَإِنَّرَبَّنَا جَلَّ وَعَلاَ مَوْصُوفٌ بِصِفَاتِ الوَحْدَانِيَّةِ، مَنْعُوتٌ بِنُعُوتِالفَرْدَانِيَّةِ، لَيْسَ فِي مَعْنَاهُ أَحَدٌ مِنَالبَرِيَّةِ.

    وَتَعَالىَعَنِ الـحُدُودِ وَالغَايَاتِ، وَالأَرْكَانِ وَالأَعْضَاءِ وَالأَدَوَاتِ، لاَتَحْوِيهِ الـجِهَاتِ الستُّ كَسَائِرِالـمُبْتَدَعَاتِ.

    قلت: قالالإمام الحافظ المجتهد أبو جعفر محمد بن جرير الطبري رحمهالله
    الحمد لله الأول قبل كل أول، والآخر بعدكل آخر، والدائم بلا زوال، والقائم على كل شيء بغير انتقال، والخالق خلقه من غيرأصل ولا مثال فهو الفرد الواحد من غير عدد، وهو الباقي بعد كل أحد، إلى غير نهايةولا أمد. له الكبرياء والعظمة، والبهاء والعزة، والسلطان والقدرة، تعالى عن أن يكونله شريك في سلطانه أو في وحدانيته نديد، أو في تدبيره معين أو ظهير، أو أن يكون لهولد، أو صاحبة أو كفء أحد، لا تحيط به الأوهام، ولا تحويه الأقطار، ولا تدركهالأبصار، وهو يدرك الأبصار، وهو اللطيفالخبير.

    وقالابن قدامة رحمه الله : الحمد لله بارئ البريات وغافرالخطيئات وعالم الخفيات المطلع على الضمائر والنيات أحاط بكل شيء علماء ووسع كل شيءرحمة وحلما وقهر كل مخلوق عزة وحكما { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بهعلما } لا تدركه الابصار ولا تغيره الأعصار ولا توهممه الأفكار { وكل شيء عندهبمقدار }


    وقال الحافظ محمد بن حبان رحمه الله:"الحمد لله الذي ليس له حد محدود فيحتوى، ولا له أجل معدود فيفنى،ولا يحيط به جوامع المكان ولا يشتمل عليه تواترالزمان"
    وقال أيضارحمه الله:"كان- الله- ولا زمان ولامكان"


    وقال الحافظ أبو بكر الإسماعيلي رحمه الله :ولا يعتقد فيهالأعضاء، والجوارح، ولا الطول والعرض، والغلظ، والدقة، ونحو هذا مما يكون مثله فيالخلق، وأنه ليس كمثله شيء تبارك وجه ربنا ذو الجلال والإكرام.

    وقال أيضا رحمه الله : وذلك من غير اعتقاد التجسيمفي الله عز وجل ولا التحديد له، ولكن يرونه جل وعز بأعينهم على ما يشاءهو بلا كيف . انتهى

    وَالـمِعْرَاجُ حَقٌّ، وَقَدْ أُسْرِيَ بِالنَّبِي صَلىَ اللهُ عَلَيْهِوَسَلّمَ وَعُرَجَ بِشَخْصِهِ فِي اليَقَضَةِ إِلىَ السَّمَاءِ، ثُمَّ إِلىَ حَيْثُشَاءَ اللهُ مِنَ العُلىَ، وَأكْرَمَهُ اللهُ بِمَا شَاءَ، وَأوْحَى إِليْهِ مَاأَوْحَى، } مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى.{ فَصَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِيالأَخِرَةِ وَالأُولىَ.

    وَالـحَوْضُالذِي أَكْرَمَهُ اللهُ تَعَالىَ بِهِِ غِيَاثاً لأُمْتِهِحَقٌّ.

    وَالشَّفَاعَةُ الَّتِي ادَّخَرَهَا لَهُمْ حَقٌّ، كَمَا رُوِيَ فِيالأَخْبَارِ.

    وَالـمِيثَاقُ الذِي أَخَذَهُ اللهُ تَعَالىَ مِنْ ءَادَمَوَذُرِيَتِهِ حَقٌّ.

    وَقَدْعَلِمَ اللهُ تَعَالىَ فِيمَا لَمْ يَزَلْ عَدَدَ مَنْ يَدْخُلُ الـجَنَّةَ،وَعَدَدَ مَنْ يَدْخُلُ النَّارَ جُمْلَةً وَاحِدَةً، فَلاَ يُزَادُ فِي ذَلِكَالعَدَدِ وَلاَ يَنْقُصُ مِنْهُ. وَكَذَلِكَ أفْعَالَهُمْ فِيمَا عَلِمَ مِنْهُمْأَنْ يَفْعَلُوهُ، وَكُلٌ مُيَسَرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ. وَالأَعْمَالُبِالـخَوَاتِيمِ.

    وَالسَّعِيدُمَنْ سَعِدَ بِقَضَاءِ اللهِ تَعَالىَ، وَالشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ بِقَضَاءِ اللهِتَعَالىَ.

    وَأَصْلُالقَدَرِ سِرُّ اللهِ تَعَالىَ فِي خَلْقِهِ، لَمْ يَطَّلِعْ عَلَى ذَلِكَ مَلَكٌمُقَرَبٌ وَلاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ. وَالتَّعَمُّقُ وَالنَّظَرُ فِي ذَلِكَ ذَرِيعَةُالـخِذْلاَنِ، وَسُلَّمُ الـحِرْمَاِن، وَدَرَجَةُ الطُّغْيَانِ، فَالـحَذَرَ كُلَّالـحَذَرِ مِنْ ذَلِكَ نَظَراً وَفِكْراً وَوَسْوَسَةً، فَإِنَّ اللهَ تَعَالىَطَوَى عِلْمَ القَدَرِ عَنْ أَنَامِهِ وَنَهَاهُمْ عَنْ مَرَامِهِ كَمَا قَالَتَعَالىَ فِي كِتَابِهِ:} لاَ يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ.{ فَمَنْ سَأَلَ لِمَ فَعَلَ فَقَدْ رَدَّ حُكْمَ الكِتَابِ، وَمَنْ رَدَّ حُكْمَالكِتَابِ كَانَ مِنَ الكَافِرِينَ.

    فَهَذِهِجُمْلَةُ مَا يَحْتَاجُ إِليهِ مَنْ هُوَ مُنَوَّرٌ قَلبَهُ مِنْ أَولِيَاءِ اللهِتَعَالىَ، وَهِيَ دَرَجَةُ الرَّاسِخِينَ فِي العِلْمِ، لأَنَّ العِلْمَ عِلْمَانِ: عِلْمٌ فِي الـخَلْقِ مَوجُودٌ، وَعِلْمٌ فِي الـخَلقِ مَفْقُودٌ، فَإِنْكَارُالعِلْمِ الـمَوْجُودِ كُفْرٌ، وَادِّعَاءُ العِلْمِ الـمَفْقُودِ كُفْرٌ، وَلاَيَثْبُتُ الإِيْمَانُ إِلاَّ بِقَبُولِ العِلمِ الـمَوجُودِ وَتَرْكِ طَلَبِالعِلْمِ الـمَفْقُودِ.

    وَنُؤْمِنُبِاللَّوحِ وَالقَلَمِ وَبِجَمِيعِ مَا فِيهِ قَدْ رُقِمَ. فَلَوِ اجْتَمَعَالـخَلْقُ كُلُّهُمْ عَلىَ شَئٍ كَتَبَهُ اللهُ تَعَالىَ فِيهِ أَنَّهُ كَائِنٌلِيَجْعَلُوهُ غَيْرَ كَائِنٍ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ. وَلَوِ اجْتَمَعُواكُلُّهُمْ عَلىَ شَئٍ لَمْ يَكْتُبُهُ اللهُ تَعَالىَ فِيهِ لِيَجْعَلُوهُ كَائِناًلَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ. جَفَّ القَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلىَ يَومِالقِيَامَةِ، وَمَا أَخْطَأَ العَبْدُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ، وَمَا أَصَابَهِلَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ.

    وَعَلىَالعَبْدِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللهَ قَدْ سَبَقَ عِلْمُهُ فِي كُلِّ كَائِنٍ مِنْخَلْقِهِ، فَقَدَّرَ ذَلِكَ تَقْدِيراً مُحْكَماً مُبْرَماً لَيْسَ فِيهِ نَاقِِضٌوَلاَ مُعَقبٌ وَلاَ مُزِيلٌ وَلاَ مُغَيْرٌ وَلاَ مُحَوَّلاٌ وَلاَ نَاقِصٌ وَلاَزَائِدٌ مِنْ خَلْقِهِ فِي سَمَاوَاتِهِوَأَرْضِهِ.
    وَذَلِكَ مِنْ عَقْدِ الإِيْمَانِ وَأُصُولِ الـمَعْرِفَةِوَالاعْتِرَافِ بِتَوحِيدِ اللهِ تَعَالىَ وَرُبُوبِيَتِهِ، كَمَا قَالَ تَعَالىَفِي كِتَابِهِ:} وَخَلَقَ كُلَّ شَـْئٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً.{ وَقَالَتَعَالىَ:} وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراًمَقْدُوراً.{

    فَوَيْلٌلِمَنْ صَارَ للهِ تَعَالىَ فِي القَدَرِ خَصِيماً، وَأَحْضَرَ لِلنَّظَرِ فِيهِقَلْباً سَقِيماً، لَقَدِ التَمَسَ بِوَهْمِهِ فِي فَحْصِ الغَيْبِ سِرًّاكَتِيماً، وَعَادَ بِمَا قَالَ فِيهِ أَفَّاكاًأَثِيماً.

    وَالعَرْشُوَالكُرْسِيُّ حَقٌ، وَهُوَ مُسْتَغْنٍ عَنِ العَرْشَ وَمَا دُونَهُ، مُحِيْطٌبِكُلِّ شَئٍ وَفَوْقَهُ، وَقَدْ أعْجَزَ عَنِ الإِحَاطَةِخَلقَهُ.

    قلت : قال اللغوي إبراهيم بن السري الزجاج رحمه الله
    العلي: هو فعيل في معنى فاعل، فالله تعالى عال على خلقه وهو عليٌّ عليهمبقدرته، ولا يجب أن يذهب بالعلو ارتفاع مكاني، إذ قد بينا أن ذلك لا يجوز في صفاتهتقدست، ولا يجوز أن يكون على أن يتصور بذهن، تعالى الله عن ذلك علواكبيرا"
    وقال أيضا رحمه اللهوالله تعالى عال على كل شىء، وليس المراد بالعلو: ارتفاع المحلِّ،لأن الله تعالى يجل عن المحل والمكان، وإنما العلو علو الشأن وارتفاعالسلطان.انتهى

    وَنَقُولُ: إِنَّ اللهَ اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَكَلَّمَ مُوسَى تَكلِيمَاإِيـمَاناً وَتَصْدِيقاً وَتَسلِيماً.

    وَنُؤْمِنُ بِالـمَلاَئِكَةِوَالنَّبِيينَ وَالكُتُبِ الـمُنَـزَّلَةِ عَلىَ الـمُرْسَلِينَ، وَنَشْهَدُأَنَّهُمْ كَانُوا عَلىَ الـحَقِّ الـمُبِينَ.

    وَنُسَمِّي أَهْلَقِبْلَتِنَا مُسْلِمِينَ مُؤْمِنِينَ، مَا دَامُوا بِمَا جَاءَ بِهِ النَّبِيّصَلىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَرِفِينَ، وَلَهُ بِكُلِّ مَا قَالَهُوَأَخْبَرَ مُصَدِقِينَ غَيْرَ مُنْكِرِينَ.

    وَلاَ نَخُوضُ فِي اللهِ وَلاَنُمَارِي فِي دِينِ اللهِ. وَلاَ نُجَادِلُ فِي القُرْءَانِ، وَنَشْهَدُ أَنَّهُكَلاَمُ رَبِّ العَالـَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ، فَعَلَّمَهُ سَيِّدَالـمُرْسَلِينَ مُحَمَّداً صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ كَلاَمُ اللهِتَعَالىَ، لاَ يُسَاوِيهِ شَئٌ مِنْ كَلاَمِ الـمَخْلُوقِينَ، وَلاَ نَقُولُبِخَلْقِهِ، وَلاَ نُخَالِفُ جَمَاعَةَ الـمُسْلِمِينَ.

    وَلاَ نُكَفِّرُأَحَداً مِنْ أَهْلِ القِبْلَةِ بِذَنْبٍ مَا لَمْ يَسْتَحِلَّهُ، وَلاَ نَقُولُلاَ يَضُرُّ مَعِ الإِيْمَانِ ذَنْبٌ لِمَنْ عَمِلَهُ.

    نَرْجُولِلمُحْسِنِينَ مِنَ الـمُؤْمِنِينَ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَيُدْخِلَهُمُالـجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ، وَلاَ نَأمَنُ عَلَيْهِمْ، وَلاَ نَشْهَدُ لَهُمْبِالـجَنَّةِ، وَنَسْتَغْفِرُ لِمُسِيئِهمْ وَنَخَافُ عَلَيهِمْ وَلاَنُقَنِّطَهُمْ.

    وَالأَمْنُ وَالإِيَاسُ يَنْقُلاَنِ عَنْ مِلَّةِالإِسْلاَمِ، وَسَبِيلُ الـحَقِّ بَيْنَهُمَا لأَهْلِ القِبْلَةِ.

    وَلاَيَخْرُجُ العَبْدُ مِنْ الإِيْمَانِ إِلاَّ بِجُحُودِ مَا أَدْخَلَهُفِيهِ.


    وَالإِيْمَانُ هُوَ الإِقْرَارُ بِاللَّسَانِ وَالتَّصْدِيقُبِالـجِنَانِ.


    وَجَمِيعُ مَا صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلىّاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الشَّرْعِ وَالبَيَانِ كُلُّهُحَقٌّ.

    وَالإِيْمَانُ وَاحِدٌ، وَأَهْلُهُ فِي أَصْلِهِ سَوَاءٌوَالتَفَاضُلُ بَيْنَهُمْ بِالـخَشْيَةِ وَالتُقَى وَمُخَالَفَةِ الـهَوَىوَمُلاَزَمَةِ الأُولىَ.

    قلت : الإيمان هو الإقرار باللسان والتصديق بالجنانوالعمل بالأركان يزيد بالصالحات وينقص بالسيئات وأهله فيهمتفاوتون.

    قال الإمام الحافظ المجتهد أبوجعفر محمد ابن جرير الطبري رحمه الله حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال : " سألنا أبا عبدالله أحمد ابن حنبل رحمه الله عن الإيمان في معنى الزيادة والنقصان ،فقال : حدثنا الحسن بن موسى الأشيبب حدثنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن أبيهعن جده عمير بن حبيب قال: الإيمان يزيد وينقص، فقيل وما زيادته وما نقصانه؟ فقال: إذا ذكرنا الله فحمدناه وسبحناه فذلك زيادته ، وإذا غفلنا وضيعنا ونسينا فذلكنقصانه

    حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا الوليد بن مسلم قال : سمعت الأوزاعيومالك بن أنس وسعيد بن عبد العزيز رحمهم الله ينكرون قول من يقول إن الإيمان إقراربلا عمل ، ويقولون لا إيمان إلا بعمل ، ولا عمل إلا بإيمان . انتهى

    وَالـمُؤْمِنِينَكُلُّهُمْ أَوْلِيَاءُ الرَّحْمَنِ وَأَكْرَمَهُمْ، عِنْدَ اللهِ أَطْوَعُهُمْوَأتْبَعُهُمْ لِلقُرْءَانِ.

    وَالإِيْمَانُ هُوَ الإِيْمَانُ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ،وَرُسُلِهِ، وَاليَومِ الآخِرِ، وَالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، وَحُلْوِهِوَمُرِّهِ مِنَ اللهِ تَعَالىَ. وَنَحْنُ مُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ كُلَّهُ لاَنُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَنُصَدِّقُهُمْ كُلُّهُمْ عَلىَ مَاجَاءُوا بِهِ.

    وَأَهْلُالكَبَائِرِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ فِي النَّارِ لاَيَخْلُدُونَ إِذاَ مَاتُوا وَهُمْ مُوَحِّدُونَ وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا تَائِبِينَبَعْدَ أَنْ لَقُوا اللهَ عَارِفيِنَ مُؤْمِنِينَ، وَهُمْ فِي مَشِيئَتِهِوَحُكْمِهِ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ وَعَفَا عَنْهُمْ بِفَضْلِهِ، كَمَا ذَكَرَعَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ:} وَيِغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ.{ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ فِي النَّارِ بِعَدْلِهِ ثُمَّ يُخْرِجُهُمْ مِنْهَابِرَحْمَتِهِ وَشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ مِنْ أَهْلِ طاَعَتِهِ ثُمَّ يَبْعَثُهُمْإِلىَ جَنَّتِهِ، وَذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ تَعَالىَ تَوَلىَّ أَهْلَ مَعْرِفَتِهِوَلَمْ يَجْعَلْهُمْ فِي الدَّارَينِ كَأَهْلِ نُكْرَتِهِ الذِينَ خَابُوا مِنْهِدَايَتِهِ وَلَمْ يَنَالُوا مِنْ وِلاَيَتِهِ.

    اللَّهُمَّ يَا وَليَّ الإِسْلاَمِ وَأَهْلِهِثَبِّتْنَا عَلىَ الإِسْلاَمِ حَتىَّ نَلْقَاكَ بِهِ.

    وَنَرَى الصَّلاَةَ خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍمِنْ أَهْلِ القِبْلَةِ، وَعَلىَ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ.

    وَلاَ نُنَـزِّلُ أَحَداً مِنْهُمْ جَنَّةً وَلاَنَاراً، وَلاَ نَشْهَدُ عَلَيْهُمْ بِكُفْرٍ وَلاَ بِشِرْكٍ وَلاَ بِنِفَاقٍ مَالَمْ يَظْهَرْ مِنْهُمْ شَئٌ مِنْ ذَلِكَ، وَنَذَرُ سَرَائِرَهُمْ إِلىَ اللهِتَعَالىَ.

    وَلاَ نَرَىالسَّيْفَ عَلىَ أَحْدٍ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَإِلاَّ مَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ السَّيْفُ.


    وَلاَ نَرَى الـخُرُوجَ عَلىَ أَئِمَّتِنَا وَوُلاَةِأَمُورِنَا وَإِنْ جَارُوا، وَلاَ نَدْعُو عَلَيْهِمْ، وَلاَ نَنْـزعُ يَداً مِنْطَاعَتِهِمْ، وَنَرَى طَاعَتَهُمْ مِنْ طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَرِيْضَةً مَالَمْ يَأمُرُوا بِمَعْصِيَةٍ، وَنَدْعُو لَهُمْ بِالصَّلاَحِوَالـمُعَافَاةِ.

    وَنَتْبِعُ السُّنَّةَ وَالـجَمَاعَةَ، وَنَجْتَنِبُ الشُذُوذَوَالـخِلاَفَ وَالفُرْقَةَ.

    وَنُحِبُ أَهْلَ العَدْلِ وَالأَمَانَةِ وَنُبْغِضُ أَهْلَ الـجَوْرِوَالـخِيَانَةِ.

    وَنَقُولُ اللهُ أعْلَمُ فِيْمَا اشْتَبَهَ عَلَيْنَاعِلْمُهُ.

    وَنَرَىالـمَسْحَ عَلىَ الـخُفَّينِ فِي السَّفَرِ وَالـحَضَرِ كَمَا جَاءَ فِيالأَثَرِ.

    وَالـحَجُّوَالـجِهَادُ مَاضِيَانِ مَعَ أُولِي الأَمْرِ مِنْ الـمُسْلِمِينَ بَرِّهِمْوَفَاجِرِهِمْ إِلىَ قِيَامِ السَّاعَةِ لاَ يُبْطِلُهُمَا شَئٌ وَلاَيَنْقُضُهُمَا.

    وَنُؤْمِنُ بِالكِرَامِ الكَاتِبِينَ، فَإِنَّ اللهَ قَدْ جَعَلَهُمْعَلَيْنَا حَافِظِينَ، وَنُؤْمِنُ بِمَلَكِ الـمَوْتِ الـمُوَكَّلِ بِقَبْضِأَرْوَاحِ العَالَمِينَ، وَبِعَذَابِ القَبْرِ لِمَنْ كَانَ لَهُ أَهْلاً،وَسُؤَالِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ فِي قَبْرِهِ عَنْ رَبِّهِ وَدِينِهِ وَنِبِيِهِِعَلىَ مَا جَاءَتْ بِهِ الأَخْبَارُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلىَ اللهُ عَلَيْهِوَسَلّمَ وَعَنِ الصَّحَابَةِ رِضْوَانُ اللهِعَلَيْهِمْ.

    وَالقَبْرُرَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الـجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِالنِّيْرَانِ.

    وَنُؤْمِنُبِالبِعْثِ وَجَزَاءِ الأَعْمَالِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَالعَرْضِ وَالـحِسَابِوَقِرَاءَةِ الكِتَابِ وَالثَوَابِ وَالعِقَابِ وَالصِّرَاطِوَالـمِيزَانِ.

    وَالـجَنَّةُ وَالنَّارُ مَخْلُوقَتَانِ لاَ تَفْنَيَانِ أَبَداً وَلاَتَبِِيدَانِ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالىَ خَلَقَ الـجَنَّةَ وَالنَّارَ قَبْلَالـخَلْقِ وَخَلَقَ لَهُمَا أَهْلاً، فَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ إِلىَ الـجَنَّةَفَضْلاً مِنْهُ وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ إِلىَ النَّارِ عَدْلاً مِنْهُ، وَكُلٌّيَعْمَلُ لِمَا قَدْ فُرِغَ لَهُ وَصَائِرٌ إِلىَ مَا خُلِقَلَهُ.

    وَالـخَيْرُوَالشَّرُّ مُقَدَّرَانِ عَلىَ العِبَادِ.

    وَالاسْتِطَاعَةُ التِي يَجِبُ بِهَا الفِعْلُ مِننَحْوِ التَّوْفِيقِ الذِي لاَ يَجُوزُ أَنْ يُوصَفَ الـمَخْلُوقُ بِهِ فَهِيَ مَعَالفِعْلِ، وَأَمَّا الاسْتِطَاعَةُ مِنْ جِهَةِ الصَّحَةِ وَالوُسْعِوَالتَّمَكُّنِ وَسَلاَمَةِ الآلاَتِ فَهِيَ قَبْلَ الفِعْلِ، وَبِهَا يَتَعَلَقُالـخِطَابُ، وَهِيَ كَمَا قَالَ تَعَالىَ:} لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّوُسْعُهُا.{

    وَأَفْعَالُالعِبَادِ خَلْقُ اللهِ وَكَسْبٌ مِنْ العِبَادِ. وَلَمْ يُكَلِّفْهُمُ اللهُتَعَالىَ إِلاَّ مَا يُطِيقُونَ، وَلاَ يُطَيَّقُونَ إِلاَّ مَا كَلَّفَهُمْ،وَهُوَ تَفْسِيرُ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّبِاللهِ.

    نَقُولُ: لاَحِيْلَةَ لأَحَدٍ، وَلاَ حَرَكَةَ لأَحَدٍ وَلاَ تَحَوُّلَ لأَحَدٍ عَنْ مَعْصِيَةِاللهِ إِلاَّ بِمَعُونَةِ اللهِ، وَلاَ قُوَةَ لأَحَدٍ عَلَى إِقَامَةِ طَاعَةِاللهِ وَالثَّبَاتِ عَلَيْهَا إِلاَّ بِتَوفِيقِ اللهِ.

    وَكُلُّ شَئٍ يَجْرِي بِمَشِيئَةِ اللهِ تَعَالىَوَعِلْمِهِ وَقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ. غَلَبَتْ مَشِيْئَتُهُ الـمَشِيْئَاتِكُلَّهَا، وَغَلَبَ قَضَاؤُهُ الـحِيَلَ كُلَّها. يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَهُوَغَيْرُ ظَالِمٍ أَبَداً، تَقَدَّسَ عَنْ كُلِّ سُوءٍ وَحَيْنٍ، وَتَنَـزَّهَ عَنْكُلِّ عَيْبٍ وَشَيْنٍ } لاَ يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْيُسْأَلُونَ.{

    وَفِيدُعَاءِ الأَحْيَاءِ وَصَدَقَاتِهِمْ مَنْفَعَةٌ للأَمْوَاتِ، وَاللهُ تَعَالىَيَسْتَجِيبُ الدَّعَوَاتِ وَيِقْضِي الـحَاجَاتِ، وَيَمْلِكُ كُلَّ شَئٍ وَلاَيَمْلِكُهُ شَئٌ، وَلاَ غِنَى عَنِ اللهِ تَعَالىَ طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَمَنْ زَعَمَأَنَّهُ اسْتَغْنَى عَنِ اللهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ فَقَدْ كَفَرَ وَصَارَ مِنْ أَهْلِالـحَيْنِ.

    وَاللهُيَغْضَبُ وَيَرْضَى لاَ كَأَحَدٍ مِنْ الوَرَى.

    وَنُحِبُّ أصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلىَ اللهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلاَ نُفْرِطُ فِي حُبِّ أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَلاَ نَتَبَرَّأمِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَنُبْغِضُ مَنْ يُبْغِضُهُمْ وَبِغَيْرِ الـخَيْرِيَذْكُرُهُمْ، وَلاَ نَذْكُرُهُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ وَحُبُّهُمْ دِينٌ وَإِيْمَانٌوَإِحْسَانٌ وَبُغْضُهُمْ كُفْرٌ وَنِفَاقٌوَطُغْيَانٌ.

    وَنُثْبِتُالـخِلاَفَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ أَوَلاً لأَبِيبَكْرٍ الصِّدِيقِ رَضِي اللهُ عَنْهُ، تَفْضِيلاً لَهُ وَتَقْدِيْماً عَلىَجَمِيْعِ الأُمَّةِ. ثُمَّ لِعُمَرَ بْنِ الـخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثُمَّلِعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثُمَّ لِعَيِّ بْنِ أبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُعَنْهُ، وَهُمُ الـخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ وَالأَئِمَةِالـمُهْتَدُونَ.

    وَإِنَّالعَشَرَةَ الذِينَ سَمَّاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَوَبَشَرَهُمْ بِالـجَنَّةِ، نَشْهَدُ لَهُمْ بِالـجَنَّةِ، عَلىَ مَا شَهِدَ لَهُمْرَسُولُ اللهِ صَلىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَولُهُ الـحَقُّ، وَهُمْ أَبُوبَكْرٍ وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَليٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدٌ،وَسَعِيْدٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُالـجَرَّاحِ، وَهُوَ أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْأَجْمَعِينَ.

    وَمَنْأَحْسَنَ القَوْلَ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَوَأَزْوَاجِهِ الطَّاهِرَاتِ مِنْ كُلِّ دَنَسٍ وَذُرِّيَّاتِهِ الـمُقَدَسِينَمِنْ كُلِّ رَجْسٍ فَقَدْ بَرِئَ مِنْ النِّفَاقِ.

    وَعُلَمَاءُ السَّلَفِ مِنْ السَّابِقِينَ وَمَنْبَعْدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ أَهْلُ الـخَيْرِ وَالأَثَرِ، وَأَهْلُ الفِقْهِوَالنَّظَرِ، لاَ يُذْكَرُونَ إِلاَّ بِالـجَمِيلِ وَمَنْ ذَكَرَهُمْ بِسُوءٍفَهُوَ عَلىَ غَيْرِ السَّبِيلِ.

    وَلاَ نُفَضِّلُ أَحَداً مِنَ الأَوْلِيَاءِ عَلىَ أَحَدٍ مِنَالأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ، وَنَقُولُ نَبيٌّ وَاحِدٌ أَفْضَلُ مِنْجَمِيعِ الأَوْلِيَاءِ.

    وَنُؤْمِنُ بَمَا جَاءَ مِنَ كَرَامَاتِهِمْ، وَصَحَّ عَنِ الثِقَاتِمِنْ رِوَايَاتِهِمْ.



    وَنُؤْمِنُ بِأَشْرَاطِ السَّاعَةِ مِنْ خُرُوجِ الدَّجَالِ، وَنُزُولِعِيْسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنَ السَّمَاءِ، وَنُؤْمِنُ بِطُلُوعِالشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجِ دَابَّةِ الأَرْضِ مِنْمَوْضِعِهَا.

    وَلاَنُصَدِقُ كَاهِناً وَلاَ عَرَّافاً وَلاَ مَنْ يَدَّعِي شَيْئاً يُخَالِفُالكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَإِجْمَاعِ الأُمَّةِ.

    وَنَرَى الـجَمَاعَةَ حَقاً وَصَوَاباً، وَالفِرْقَةَزَيْغاً وَعَذَاباً.

    وَدِينُ اللهِ فِي الأرضِ وَالسَّمَاءِ وَاحِدٌ، وَهُوَ دِينُالإِسْلاَمِ، قِالِ اللهُ تَعَالىَ:} إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمَ.{ وَقَالَ تَعَالىَ:} وَرَضِيْتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً.{ وَهُوَ بَيْنَالغُلُوِّ وَالتَقْصِيرِ، وَبَيْنَ التَشْبِيهِ وَالتَعْطِيلِ، وَبَيْنَ الـجَبْرِوَالقَدْرِ، وَبَيْنَ الأَمْنِ وَالإِيَاسِ.

    فَهَذَا دِيْنُنَا وَاعْتِقَادُنَا ظَاهِراًوَبَاطِناً، وَنَحْنَ بُرَءَاءُ إِلىَ اللهِ مِنْ كُلِّ مَنْ خَالَفَ الذِيذَكَرْنَاُه وَبَينَاهُ.

    وَنَسأَلُ اللهَ تَعَالىَ أَنْ يُثَبِتَنَا عَلىَ الإِيْمَانِوَيَخْتِمَ لَنَا بِهِ، وَيَعْصِمَنَا مِنَ الأَهْوَاءِ الـمُخْتَلِفَةِ وَالآرَاءِالـمُتَفَرِقَةِ وَالـمَذَاهِبِ الرَّدِيَّةِ، مِثْلِ الـمُشَبِهَةِوَالـمُعْتَزِلَةِ وَالـجَهْمِيَةِ وَالـجَبْرِيَّةِ وَالقَدَرِيَّةِ، وَغَيْرَهُمْمِنَ الذِينَ خَالَفُوا السُّنَّةَ وَالـجَمَاعَة وَحَالَفُوا الضَّلاَلَةِ،وَنَحْنَ مِنْهُمْ بَرَاءٌ وَهُمْ عِنْدَنَا ضُلاَّلٌ وَأَرْدِيَاء، وَبِاللهِالعِصْمَةُ وَالتَّوْفِيقِ.

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربالعالمين اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وسلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأنصحكم وأوصيكم إخواني في الله بارك الله فيكم ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى أنتحفظوا العقيدة الطحاوية وأن تعلموها أبنائكم وإخوانكم في الله فإن طلب العلم علىالمسلم فريضة والدعوة إلى الله على العالم فريضة كذلك والحمد لله رب العالمينوبالله العصمة والتوفيق

    تعليق


    • #3
      قال الإمام الحافظ أبو القاسم على بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعى الدمشقى المعروف بابن عساكر رحمه الله :


      اعلم أرشدَنا الله وإياكَ أنه يجبُ على كلّ مكلَّف أن يعلمَ أن الله عزَّ وجلَّ واحدٌ في مُلكِه، خلقَ العالمَ بأسرِهِ العلويَّ والسفليَّ والعرشَ والكرسيَّ، والسَّمواتِ والأرضَ وما فيهما وما بينهما.


      جميعُ الخلائقِ مقهورونَ بقدرَتِهِ، لا تتحركُ ذرةٌ إلا بإذنِهِ، ليسَ معهُ مُدبّرٌ في الخَلقِ ولا شريكٌ في المُلكِ، حيٌّ قيومٌ لا تأخذُهُ سِنةٌ ولا نومٌ، عالمُ الغيب والشهادةِ، لا يَخفى عليهِ شىءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ، يعلمُ ما في البرّ، والبحرِ وما تسقطُ من ورقةٍ إلا يعلمُهَا، ولا حبةٍ في ظلماتِ الأرضِ ولا رَطبٍ ولا يابسٍ إلا في كتابٍ مبين.


      أحاط بكلّ شىءٍ علمًا وأحصى كلَّ شىءٍ عددًا، فعالٌ لما يريدُ، قادرٌ على ما يشاءُ، له الملكُ وله الغِنَى، وله العزُّ والبقاءُ، ولهُ الحكمُ والقضاءُ، ولهُ الأسماءُ الحسنى، لا دافعَ لما قضى، ولا مانعَ لما أعطى، يفعلُ في مُلكِهِ ما يريدُ، ويحكمُ في خلقِه بما يشاءُ.


      لا يرجو ثوابًا ولا يخافُ عقابًا، ليس عليه حقٌّ يلزمُهُ ولا عليه حكمٌ، وكلُّ نِعمةٍ منهُ فضلٌ وكلُّ نِقمةٍ منه عدلٌ، لا يُسئلُ عما يفعلُ وهم يسألونَ.


      موجودٌ قبل الخلقِ، ليس له قبلٌ ولا بعدٌ، ولا فوقٌ ولا تحتٌ، ولا يَمينٌ ولا شمالٌ، ولا أمامٌ ولا خلفٌ، ولا كلٌّ، ولا بعضٌ.


      ولا يقالُ متى كانَ ولا أينَ كانَ ولا كيفَ، كان ولا مكان، كوَّنَ الأكوانَ ودبَّر الزمانَ، لا يتقيَّدُ بالزمانِ ولا يتخصَّصُ بالمكان، ولا يشغلُهُ شأنٌ عن شأن، ولا يلحقُهُ وهمٌ، ولا يكتَنِفُهُ عقلٌ، ولا يتخصَّصُ بالذهنِ، ولا يتمثلُ في النفسِ، ولا يتصورُ في الوهمِ، ولا يتكيَّفُ في العقلِ، لا تَلحقُهُ الأوهامُ والأفكارُ، (لَيْسَ كَمِثلِهِ شَىءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) اهـ.



      اِعلم رحمَكَ الله ُبتوفيقهِ أن سيدَنا محمَّدَ بنَ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلب بن هاشِم ِبن عبد منافِ بنِ قُصيّ بن كِلاب بن مُرّةَ بنِ كَعْبِ بن لُؤيِ بنِ غالبِ بنِ فِهرِ بن مالكِ بن النضرِ بن كِنانةَ بن خزيمةَ بن مُدرِكةَ بن إلياسَ بن مُضرَ بن نزارِ بن مَعَدِّ بن عدنان عبدُ اللهِ ورسولُه ونبيُّه وخليلُه. خيرُ الخلقِ أجمعينَ وقائدُ الغُرِّ المُحجَّلين أرسلَه ربُّه إلى الإنسِ والجِن مُبشّراً ونذيراً وداعياً الى الله بإذنهِ وسِراجاً مُنيرًا. نزل عليه بالوحي جبريلُ الأمين وهو رئيسُ الملائكةِ المُكَرَّمينَ، خلقهـم الله من نُور وجبَلهُم على الطّاعَةِ وقوّاهُم عليها فلا ينامونَ ولا يَفْتُرونَ ولا يأكلونَ ولا يشربونَ ولا يعصونَ الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون. كِتابُهُ الذِّكْرُ الحكيمُ وشريعتُهُ الحنيفيّةُ السّمْحةُ وأُمّتُهُ خيرُ الأُمم، ليس فوق رُتبتهِ في الناسِ رُتبةٌ ولا ينالُ منـزلَتَهُ مخلوقٌ خاتَمُ النبيينَ وإمامُهم وأعلَمُهُم وأعلاهُم وأفصحُهم وأقواهم وأجملُهُم وانجدُهم وأشجعُهم وأسخاهُم وأكثرُهـم ءايآتٍ وأظهَرُهُم مُعجزاتٍ وهُم جميعاً أهلُ الفضلِ والصبرِ والإيمانِ واليقينِ والصِّدقِ والدِيانةِ والعفةِ والصيانةِ والذكاء والفطانةِ والتبليغِ والأمانةِ جَمٌ غفير أولُهم ءادمُ عليه السلامُ خلقَهُ اللهُ من طينٍ فجعلهُ بَشَراً سويّاًً في أحسن تقويمٍ ومن ذريّتِهِ شيثٌ وإدريسُ ونُوحٌ وهود ٌ وصالحٌ وشُعيبٌ وإبراهيمُ ولُوطٌ وإسماعيـلُ وإسحـاقُ ويعقوبُ ويُوسُفُ وموسى وهارونُ ويُوشعُ ويُونُسُ وأيوبُ وذو الكِفلِ وإلياسُ واليسعُ وداودُ وسُليمانُ وزكريا ويحيى وعيسى والخَضِرُ وغيرُهُم كثيرٌ. ودينهُم واحدٌ هو الإسلامُ وهم أفضلُ خلقِ الله أحياءٌ في قُبُورهم يُصَلُّونَ، هُمُ الوسيلةُ ولَهُمُ الشّفاعةُ يومَ الدّين ولنبيَِنا المَقامُ المَحمودُ.


      وجِماعُ ما تقَدَّمَ كُلُه في حديثِ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: (الإيمانُ أن تؤمِنَ باللهِ ومَلائكته وكُتبِهِ ورُسُلِهِ واليومِ الآخرِ وتؤمِنَ بالقدر خيره وشرِّهِ). وهو صحيح رواه الإمامُ مسلمٌ.


      قلت : وختاما فمن قرأ شيئا مما نقلته فأرجوا ألا يبخل علي بدعوة صالحة عسى الله أن يتغمدني برحمته وأن يتقبل مني توبتي وأن يغفر لي ذنبي وأن يقيني عذابه يوم يبعث عباده وأن يدخلني الجنة بدون سابق عذاب ولا عقاب وأن يجعل ما نقلته في ميزان حسناتي يوم أدرج في أكفاني وأن يجعله ذخرا لي في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أنى الله بقلب سليم
      سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
      أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
      أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
      أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
      الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      تعليق

      مواضيع ذات صلة

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
      ردود 0
      40 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة عاشق طيبة
      بواسطة عاشق طيبة
       
      ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
      ردود 0
      62 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة عطيه الدماطى  
      ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
      رد 1
      64 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة د. نيو
      بواسطة د. نيو
       
      ابتدأ بواسطة محمد بن يوسف, 1 نوف, 2021, 04:00 م
      ردود 0
      23 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة محمد بن يوسف
      بواسطة محمد بن يوسف
       
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 يون, 2021, 02:47 ص
      ردود 0
      75 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      يعمل...
      X