اعتقال البشير

تقليص

عن الكاتب

تقليص

إيمان أحمد مسلمة اكتشف المزيد حول إيمان أحمد
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اعتقال البشير

    بقلم: د. راغب السرجاني

    لم يكن قرار اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير مُفاجِئًا لأكثرنا؛ لأننا صرنا نعيش في زمن وضوح الرؤية؛ حيث يلعب الجميع على المكشوف، فلامواربة ولا مداهنة، إنما العداء الصارخ، والتبجُّح الصريح!.

    إنهم يريدون أن يقنعوا العالم أن قلوب أعضاء المحكمة الجنائية ومجلس الأمن، وكذلك قلوب الساسة الأمريكان والأوربيين تتفطِّر من أجل المدنيين في إقليم دارفور! ويريدون أن يقنعوا العالم أيضًا أن عمر البشير أكثرعدوانيةً وأشد شراسةً من ليفني وأولمرت وباراك وشيمون بيريز، كما يريدون أن يقنعوا العالم أنه من أجل العدالة والحق سيجمعون جيوش الأرض في السودان؛ لمنع ظلمٍ يقع- حسب ما يقولون- على بعض القرى الإفريقية!!

    يحسبون أن العالم لا يُطالِع أخبار فلسطين، ويحسبونه لايطالع أخبار العراق وأفغانستان، ويحسبون أننا لا نعلم تاريخهم المقيت القريب في إفريقيا ذاتها، وكيف قسَّموها على أنفسهم، وقطَّعوها إربًا، واستعبدوا أهلها،واستنزفوا ثرواتهم، وأهانوا كرامتهم، ثم الآن يعلنون أن نخوتهم تتحرك لإنقاذ الأفارقة من عمر البشير!!

    إن الأوراق صارت حقًّا كلها مكشوفة!
    إنها خطوات حثيثة لفعل الجريمة الكبرى بتقسيم البلد الإسلامي الكبير السودان، ولتكن إحدى الخطوات هي قرار اعتقال عمر البشير بتهمة جرائم حرب ضد بعض أفراد شعبه في دارفور .. ولقد بدأت هذه الخطوات منذ زمن كما يعلم الجميع، والغرب الآن يمارس سياسة النَّفَس الطويل في حربه مع العالم الإسلامي؛ فهم يؤهِّلون أنفسهم وشعوبهم، وكذلك الشعوب الإسلامية لخبر اجتياح السودان أو على الأقل تهديده بالاجتياح، ولا مانع أن يأخذوا في ذلك عِدَّة سنوات، فالمطلوب أمر كبير يحتاج إلى طول إعداد.

    لقد قرأنا في الصحف الغربية لعدة سنوات أخبار السودان، وأن الغرب مهتم جدًّا بما يحدث في جنوب السودان، وفي دارفور، وأن هذه أزمة تؤرِّق نوم الطيبين في أوربا وأمريكا !

    وشاهدنا رام إيمانويل، وهو يهودي بل صهيوني الجنسية، ويعمل كمدير موظفي البيت الأبيض، وهو يتعاون مع اللوبي الصهيوني الأمريكي في حملة هجوم على عمر البشير تحت دعوى إنقاذ أهل دارفور ! بل رأيناه يقود حملة لجمع التبرعات من الشعب الأمريكي ومن أطفال المدارس لأطفال دارفور؛ وذلك حتى يكسب الرأي العام الأمريكي للضغط على الساسة من أجل الاهتمام بقضية السودان !! ، ويريد رام إيمانويل الصهيوني أن يُقنِعَنا أن أطفال السودان في حكم البشير يعانون أكثر من أطفال غزة تحت قصف باراك وليفني!

    وما الهدف من وراء كل هذا الاهتمام، وكل هذا الإعداد؟! إن الهدف واضح، ومعلن صراحةً في وسائل إعلامهم وعلى ألسنتهم .. ولقد تكفّل وزير الأمن الداخلي الصهيوني آفي ديختر بإعلان هذا الهدف في الصحف الصهيونية يوم 10 من أكتوبر 2008م في مقال تحت عنوان "الهدف هو تفتيت السودان وشغله بالحروب الأهلية"، وقال في هذا الموضوع بالحرف الواحد: "السودان بموارده ومساحته الشاسعة وعدد سكانه يمكن أن يصبح دولةً إقليمية قوية، وقوةً مضافة إلى العالم العربي".

    هذا هو الهدف بوضوح: تفتيت السودان..
    لقد تنامى خطر السودان في عيون الغرب والصهاينة في السنوات الأخيرة، وخاصةً أنه بلد كبير جدًّا تزيد مساحة على 2.5 مليون كم2، ويبلغ عدد سكانه 40.2 مليون نسمة (عام 2008)، وهو يتحكم في منابع النيل التي تمثِّل شريان الحياة لمصر ومن بعدها - كما يريدون - إسرائيل. !!

    غير أن الذي دفع الغرب إلى تسريع عملية الضغط على السودان في السنوات الأخيرة هو اكتشاف البترول بغزارة، وخاصةً في جنوب السودان وجنوب دارفور،وكذلك اكتشاف اليورانيوم في شمال دارفور، وفوق ذلك وأعظم ظهورُ الاتجاه الإسلامي بقوة في الحكومة والشعب ؛ مما يمثل خطرًا إستراتيجيًّا كبيرًا على مصالح الصهاينة والغربيين، فهم لا يتصورون أن يتحوَّل هذا البلد الضخم إلى قوة كبيرة تمتلك البترول واليورانيوم وملايين الأفدنة الصالحة للزراعة إلى دولة إسلامية تسخِّر كل هذه الإمكانيات لمصلحة الإسلام والمسلمين، وخاصةً أن السودان هو بوابة الإسلام إلى إفريقيا بكل ثرواتها البشرية والاقتصادية والإستراتيجية.

    إن مسألة قيام دولة إسلامية في السودان أمرٌ في غاية الخطورة في الحسابات الغربية والصهيونية، ومِن ثَمَّ كرَّس الغرب كل جهوده من أجل تفتيت هذا البلد، وسحقه قبل أن يقوم على أقدامه، ولقد اكتشفت أمريكا أن الأسلوب العسكري مكلف للغاية، سواءٌ كان بشريًّا أو ماديًّا، وأن حادث ضرب مصنع الشفاء في السودان سنة 1998 م لا يمكن أن يكون وسيلة فعَّالة لتحقيق المراد، وخاصةً أن السودان بلد ضخم جدًّا له حدود مع تسع دول مما يجعل مسألة حصاره صعبة للغاية، وخاصةً أيضًا أن السودان يُنَمِّي عَلاقته مع الصين وروسيا بشكل مطَّرد ..
    لذا آثرت أمريكا والغرب أن يقطِّعوا السودان إربًا بأيدي أبنائه، وأن يتناوب الساسة الأوربيون والأمريكان الحديث عن أزمة السودان حتى يصبح الأمر عالميًّا وليس أمريكيًّا، وأن يستخدمواالأساليب القانونية والدبلوماسية والاقتصادية، بل والإغاثية الإنسانية لتحقيق الهدف المنشود، وهو تفتيت السودان إلى عِدَّة ولايات صغيرة يدين معظمها بالولاء للصهاينة وللغرب ! ، خاصةً أن العالم العربي والإسلامي يَغُطُّ في سباتٍ عميق، ويرى كل هذه الأحداث دون أن يفهمها، أو لعلَّه يفهم ولا يريد أن يتحرك!

    كانت البداية أن وقف الصهاينة والغرب بقوَّة مع جنوب السودان يؤيِّدون انفصاله من السودان الأم، وتعاونوا بشكل صريح مع جون جارانج زعيم ما يسمَّى بجبهة تحرير السودان الذي خاض حروبًا أهلية دامية مع الحكومة السودانية، وكان الغرب مؤيِّدًا له بقوة، خاصةً أن جنوب السودان به أكثر من 80% من بترول السودان، وانتهى الأمر- للأسف الشديد - في سنة 2005م بما سُمِّي باتفاق السلام الشامل (اتفاق ماشاكوس)، والذي يعطي السكان في جنوب السودان الحق في التصويت لتقريرالمصير سنة 2011م، ومِن ثَمَّ فستُعرض مسألة فصل جنوب السودان عن دولة السودان لرأي سكان المنطقة، والذين سيصوِّتون بلا جدال إلى قرار الفصل، خاصةً أن الأغلبية في مناطق الجنوب للوثنيين والنصارى، وخاصةً أيضًا أن الغرب واليهود يؤيدون ويباركون،وليس مستغربًا أن يتحوَّل جنوب السودان إلى دولة قوية جدًّا في المنطقة.. بها بترول، وتتحكم في منابع النيل، وتحظى بتأييد أمريكا والغرب واليهود، ومِن ثَم تُصبِح دولة في منتهى الخطورة على الإسلام تحاصره من الجنوب، وتمنع انتشاره في القارة السمراء، وتمثِّل حارسًا أمينًا للمطامع الصهيونية والغربية والأمريكية.

    حدث كل هذا في ظل صمت عربي وإسلامي مُخْزٍ، وتخلَّى العرب والمسلمون عن السودان في هذه الاتفاقات والمفاوضات؛ فجلس وحيدًا أمام وحوش العالم حتى وصلوا إلى هذه النتيجة التي تمثِّل تهديدًا صارخًا لا للسودان وحده، ولكن للعالم الإسلامي بكامله، وفي مقدمته مصر التي سيتم تركيعها تمامًا بعد الإمساك بشريان النيل!

    ثم فتح الغرب ملفًا جديدًا خطيرًا، وهو ملف دارفور في غرب السودان، فما المانع في فصله هو الآخر، خاصةً وأنه يمتلك مخزونًا كبيرًا من البترول واليورانيوم، فوصل الغرب - للأسف الشديد - إلى بعض المسلمين الذين يرغبون في زعامة ومنصب في دارفور، وتَمَّ التعاون معهم للقيام بحركات تمرد في دارفور مدعومين بالأمريكان والصهاينة، وهؤلاء يُنادون بفصل دارفور عن السودان ليصبح دولة علمانية كما ينادي المتمردون تفصل الدين تمامًا عن الدولة.

    ودخل الغرب بثقله مع هذا المشروع الانفصالي، وقادوا حملات إعلامية واسعة النطاق للترويج لهذا الفصل، وأرسلوا عددًا كبيرًا من الهيئات الإغاثية بهدف توجيه شعب دارفور إلى الولاء للغرب، وهذا في ظل غياب إسلامي كبير عن الساحة السودانية.

    ونادى الغرب في حملات متكررة بعزل الرئيس عمر البشير صاحب التوجُّه الإسلامي وحافظ القرآن الكريم، والمتمتع بتأييد قطاع كبير من الشعب السوداني، والمقبول بقوَّة عند كثيرٍ من علماء الأمة في السودان وخارجها، طالبوا بعزله عن قيادة السودان، وإنشاء سودان جديد علماني، وأثاروا بالتالي قضايا جرائم الحرب - كما يقولون - وأن هناك تطهيرًا عرقيًّا في دارفور.

    وقام مجلس الأمن الذي تهيمن عليه أمريكا بشكلٍ مباشرٍ في سنة 2006م بإنشاء ما يُسمَّى بالمحكمة الجنائية الدولية، وجعل من مهمتها إصدار الأحكام على رؤساء الدول؛ وذلك لترويض مَن يشاءون من الحكام في العالم، وجعل مجلس الأمن من صلاحياته العجيبة أن يُوقِف قرار المحكمة الجنائية إذا شاء لمدة سنة قابلة للتجديد وبدون حدٍّ أقصى !!!

    يعني إذا أصدرت المحكمة الجنائية حكمًا فمن حق أمريكا إذا شاءت أن تُوقِف هذا الحكم أو تنفِّذه حسب الرغبة وبالقانون!!!

    ومِن ثَم صارت المحكمة سيفًا بيد أمريكا تُسلِّطه على رقاب من تشاء من الحكام الخارجين عن السيطرة.

    الحكم الآن صدر باعتقال البشير، ويمكن لأمريكا أن تعفو وتصفح، ولكن ما هو الثمن؟!
    الثمن هو أن ينفصل جنوب السودان ببتروله ومزارعه وموارد مياهه وسكانه.
    والثمن هو أن تنفصل دارفور بكل ثرواتها وسكانها.
    والثمن هو أن تتحوَّل السودان من دولة إسلامية التوجُّه إلى دولة علمانية تفصل الدين تمامًا عن الدولة.

    والثمن هو أن تنفصل شرق السودان في دولة جديدة، وكذلك أن ينفصل أقصى شمال السودان في دولة أخرى، ولا يبقى إلا وسط السودان فقط مُمَثِّلاً لدولة السودان القديمة!!!

    والثمن أيضًا هو ألاَّ يفتح أي زعيم عربي أو إسلامي أو عالمي فَمَهُ بالاعتراض على ما تريده أمريكا، وإلا يتم تنفيذ أحكام المحكمة الجنائية ، وبقوة مجلس الأمن.

    إنها أثمان باهظة جدًّا تريد أمريكا أن يدفعها السودان لكي يُوقِفوا قرار اعتقال البشير، وهل لو سلَّم البشير نفسه أو تنازل عن السلطة ستُحَلُّ مشكلة السودان؟!!

    أبدًا.. أبدًا..
    إن الهدف كما قال وزير الأمن الداخلي الصهيوني هو تفتيت السودان، ولن يهدأ الغرب ولا أمريكا ولا اليهود حتى يتحقق هذا الهدف الخطير.

    وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
    أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار


  • #2
    والسؤال: أين المسلمون؟!!!
    إننا نصرخ من عِدَّة سنوات أن المحطة القادمة هي السودان ، فماذا فعلنا ؟ وماذا سنفعل عندما يُفعَّل حصار السودان بشكل أكبر؟ وماذا سنفعل عندما يُقسَّم السودان إلى خمسة أقسام ؟! وماذا سنفعل عندما تنتهي قصة السودان وتبدأ قصة مصر أو سوريا أو اليمن أو ليبيا أو غيرها ؟!

    إلى متى هذا الركوع والانبطاح ؟!
    إننا نوجِّه نداءً حارًّا إلى أهل السودان جميعًا في وسطها وغربها وشرقها وشمالها وجنوبها أن يقفوا صَفًّا واحدًا في هذه الهجمة الاستعمارية ، وألاَّ يعطوا قِيادَهُمْ إلى عملاء باعوا الدين والوطن ليرتموا في أحضان الصهاينة ، وألاّ يقبلوا بتمزيق جسد السودان وهم أحياء.

    ونوجِّه نداءً حارًّا إلى الزعماء الذين صمتوا طويلاً ولم يتكلموا بحقٍّ منذ عشرات السنين، أنْ عُودوا إلى ربكم، وعودوا إلى شعوبكم، وعودوا إلى ما تُملِيه عليكم قواعد الشرع والعُرف ؛ فالمناصب التي تسيطرون عليها سوف تُسألون عنها ، وإنه - والله - لحسابٌ عسير، إذا لم يكن في الدنيا فإنه حتمًا سيكون في الآخرة.

    ونوجِّه نداءً حارًّا كذلك إلى الشعوب الإسلامية بكاملها أَنِ انْتبِهُوا من غفلتكم، واتركوا متابعة أمور اللهو والترف، وعيشوا قضايا أمتكم ، وافهموا جذور مشاكلكم، واقرءوا عن دارفور والسودان، وعن فلسطين والعراق، وعن أفغانستان والشيشان.

    إننا نريد حركةً شعبية واسعة النطاق في كل بلاد العالم الإسلامي ترفض الظلم بكل صوره، وتنادي ليس فقط بوَحدة السودان، ولكن بوحدة كل أقطار المسلمين.

    إن المسلمين قوةٌ لا نهايةَ لعظمتها ، وأمة لا تموت ، وبحور لاساحلَ لها، ولكن كل ذلك مشروط بأمرين: أن يعودوا إلى دينهم ، وأن يوحِّدواصَفَّهم.

    ويومها لن يتجرأ على شعوب المسلمين وزعمائهم صعلوكٌ من الصهاينة أو الغربيين !!،
    ونسأل الله عزَّ وجلَّ أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.

    وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
    أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.

      جزاك الله تعالى خيرا .



      اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
      أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) (البقرة)
      صدق الله مولانا العظيم


      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ملتقى الأحبة مشاهدة المشاركة
        والسؤال: أين المسلمون؟!!!
        منتظرون قطز قاهر التتار

        إننا نصرخ من عِدَّة سنوات أن المحطة القادمة هي السودان ، فماذا فعلنا ؟ وماذا سنفعل عندما يُفعَّل حصار السودان بشكل أكبر؟ وماذا سنفعل عندما يُقسَّم السودان إلى خمسة أقسام ؟! وماذا سنفعل عندما تنتهي قصة السودان وتبدأ قصة مصر أو سوريا أو اليمن أو ليبيا أو غيرها ؟!
        كل واحد منتظر دوره والكبش الاول كان صدام

        إلى متى هذا الركوع والانبطاح ؟!
        إننا نوجِّه نداءً حارًّا إلى أهل السودان جميعًا في وسطها وغربها وشرقها وشمالها وجنوبها أن يقفوا صَفًّا واحدًا في هذه الهجمة الاستعمارية ، وألاَّ يعطوا قِيادَهُمْ إلى عملاء باعوا الدين والوطن ليرتموا في أحضان الصهاينة ، وألاّ يقبلوا بتمزيق جسد السودان وهم أحياء.

        ونوجِّه نداءً حارًّا إلى الزعماء الذين صمتوا طويلاً ولم يتكلموا بحقٍّ منذ عشرات السنين، أنْ عُودوا إلى ربكم، وعودوا إلى شعوبكم، وعودوا إلى ما تُملِيه عليكم قواعد الشرع والعُرف ؛ فالمناصب التي تسيطرون عليها سوف تُسألون عنها ، وإنه - والله - لحسابٌ عسير، إذا لم يكن في الدنيا فإنه حتمًا سيكون في الآخرة.
        صم بكم لا يفقهون
        ونوجِّه نداءً حارًّا كذلك إلى الشعوب الإسلامية بكاملها أَنِ انْتبِهُوا من غفلتكم، واتركوا متابعة أمور اللهو والترف، وعيشوا قضايا أمتكم ، وافهموا جذور مشاكلكم، واقرءوا عن دارفور والسودان، وعن فلسطين والعراق، وعن أفغانستان والشيشان.

        إننا نريد حركةً شعبية واسعة النطاق في كل بلاد العالم الإسلامي ترفض الظلم بكل صوره، وتنادي ليس فقط بوَحدة السودان، ولكن بوحدة كل أقطار المسلمين.
        الله المستعان
        إن المسلمين قوةٌ لا نهايةَ لعظمتها ، وأمة لا تموت ، وبحور لاساحلَ لها، ولكن كل ذلك مشروط بأمرين: أن يعودوا إلى دينهم ، وأن يوحِّدواصَفَّهم.

        ويومها لن يتجرأ على شعوب المسلمين وزعمائهم صعلوكٌ من الصهاينة أو الغربيين !!،
        ونسأل الله عزَّ وجلَّ أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.
        اللهم امين

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
          جزاكم الله خيرا

          عدا محاولة أعداء الأمة تقسم السودان ... فإن السودان يعتبر البوابة الرئيسة لمحاصرة المشرق الإسلامي من الغرب وإكتساح المغرب الإسلامي من الشرق ..... والتاريخ يعيد نفسه فحينما نعود لتاريخ التتار نرى أنها نفس الخطة إلا أن التتار اختار مصر كبوابة رئيسية وأعداء اليوم اختاروا السودان وهي هي ذاتها نفس المنطقة التي يتم التلاعب فيها لمحاصرة العالم الإسلامي بإزدياد أورانهم السرطانية لتقسيمه والسيطرة عليه .. وإن كان قطز رحمه الله أفشل المخطط الماغولي في داك العصر فمن سيفشل مخطط عدونا اليوم .....

          أسأل الله تعالى بأن يجعل كيدهم في نحرهم وان يوحد صفوف الامة ويظهر الله جنوده منها لنصرة دينه الذي ارتضى لنا إن ربنا على كل شىء قدير.

          تعليق


          • #6
            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

            والتاريخ يعيد نفسه فحينما نعود لتاريخ التتار نرى أنها نفس الخطة إلا أن التتار اختار مصر كبوابة رئيسية وأعداء اليوم اختاروا السودان
            ولكن هناك فرق يا أختاه بين التتار وأعداء اليوم وأمس وغدا

            التتار كانوا همج رعاع ليس لهم هدف إلا الإفساد في الأرض والقتل وإراقة الدماء لأنهم يحبون هذا

            لكن الأعداء الحقيقيون أعداء الإسلام أعداء العقيدة الذين يريدون أرضا بلا شعب وشعبا بلا ارض

            نسأل الله السلامة وأن يرد أمة الإسلام إلى دينها العظيم ردا جميلا

            وأشكر كل من قرأ رسالة الدكتور هذه

            وبالله التوفيق

            وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
            أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار

            تعليق


            • #7
              شكرا على النقل ..

              و الله أعجبني كثيرا..

              أنا أصلا أحب د.راغب و كتاباته.
              حمل كتاب

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ملتقى الأحبة مشاهدة المشاركة
                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



                ولكن هناك فرق يا أختاه بين التتار وأعداء اليوم وأمس وغدا

                التتار كانوا همج رعاع ليس لهم هدف إلا الإفساد في الأرض والقتل وإراقة الدماء لأنهم يحبون هذا

                لكن الأعداء الحقيقيون أعداء الإسلام أعداء العقيدة الذين يريدون أرضا بلا شعب وشعبا بلا ارض

                نسأل الله السلامة وأن يرد أمة الإسلام إلى دينها العظيم ردا جميلا

                وأشكر كل من قرأ رسالة الدكتور هذه

                وبالله التوفيق
                بسم الله الرحمن الرحيم
                جزاكم الله خيرا
                وللتوضيح:

                التتار همج يحبون إراقة الدماء والإفساد في الأرض ...... فمالدي يحبه أعداء اليوم؟
                أليس نفس الشىء .... أليس هدف تشريد أصحاب الأرض عن أرضهم هو إفساد في الأرض وهمجية .... اليس القتل وسفك الدماء وتدنيس الأعراض هو إفساد .... أليس الإجرام الذي يقع بفلسطين والعراق وافغانستان وجميع دولنا الإسلامية هو ذاته إفساد ..... أليس إستهداف الشباب والشابات بأمتنا الإسلامية بكل المحرمات والفتن أليس بإفساد ... داك بأنهم فقدوا الحياء عندهم فيحاولون استهداف أمتنا لإستعمار ليس عسكري وحسب إنما فكري وإعلامي وثقافي ....... فكل من هو عدو الإسلام فهو صديق الفساد في الأرض إلا من رحم ربنا. سواء كان تتار البارحة أم تتار اليوم.

                ولا إصلاح بغير الإسلام

                وهذا من كتابات الدكتور راغب أيضا ...

                التتار حين أسقط بغداد لم يأتي بغير مخطط .. بل أتى بمخطط وبتعاون مع العملاء وألد أعداء الدين ( ....) حتى أسقطوا العباسيين وتغلغلوا بالمشرق فإذا بهم يصطدموا بالمماليك بمصر في عهد قطز رحمه الله في المعركة الشهيرة عين جالوت.
                والله هي نفس الخطوات ونفس التاريخ وما تغير شىء غير العتاد العسكري المتطور إنما المطامع هي نفسها.
                اليست طريقة سقوط مماليك الأندلس هي نفس طريقة سقوط دولنا الإسلامية اليوم الواحدة تلوى الأخرى........ ( أتعاون مع عدوي لآخد الكرسي من أخي)
                فعلى أمتنا قراءة التاريخ ودراسة خطوات البارحة لنعلم ما هي خطوات الغد.
                وتلك سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا.
                وبإذنه تعالى ستنهض الأمة بعزة الإسلام كما نهضت أول مرة.

                تعليق


                • #9
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

                  نسأل الله تعالى الرحمة بهذه الامة بلطفه و رحمته و حلمه لا بعدله انه هو الرحمان الرحيم و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.



                  اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
                  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) (البقرة)
                  صدق الله مولانا العظيم


                  تعليق


                  • #10
                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                    بارك الله فيك اخيتي الحبيبة وطبعا كل ما قلتيها صحيح مائة بالمائة ولكني كنت أقصد أن التتار كانوا يريدون السيطرة والإبادة ولكن بغير هذف ديني فالقضاء عليهم وإن كان صعبا ولكنه في النهاية ببعض القوة سيُقضى عليهم أما اليهود لعنهم الله ومن والهم فالحرب بيننا حرب عقيدة يريدون الانتقام من الإسلا م وأهله

                    وجزاكم الله خيرا جميعا

                    وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
                    أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ملتقى الأحبة مشاهدة المشاركة
                      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                      بارك الله فيك اخيتي الحبيبة وطبعا كل ما قلتيها صحيح مائة بالمائة ولكني كنت أقصد أن التتار كانوا يريدون السيطرة والإبادة ولكن بغير هذف ديني فالقضاء عليهم وإن كان صعبا ولكنه في النهاية ببعض القوة سيُقضى عليهم أما اليهود لعنهم الله ومن والهم فالحرب بيننا حرب عقيدة يريدون الانتقام من الإسلا م وأهله

                      وجزاكم الله خيرا جميعا
                      وجزاك الله خيرا يا أختي الحبيبة ومعك حق و نسأل الله تعالى النصر بإدنه تعالى
                      ولليهود كلمة مشهورة ( عدو عدوي هو صديقي) لهذا تُوجت أهدافهم بالمكر والخداع
                      نسأل الله تعالى أن يجعل نصر هذا الدين الحنيف الذي ارتضى لنا بأهله وأمته إن ربنا على كل شىء قدير
                      اللهم آمين.

                      تعليق


                      • #12
                        نسأل الله أن يدمر يهود وأن يذيقهم من أعمالهم

                        وأن يشرذمهم كما كانوا

                        وبالله التوفيق

                        وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
                        أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار

                        تعليق

                        مواضيع ذات صلة

                        تقليص

                        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                        ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
                        ردود 0
                        40 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة عاشق طيبة
                        بواسطة عاشق طيبة
                         
                        ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
                        ردود 0
                        62 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                        ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
                        رد 1
                        64 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة د. نيو
                        بواسطة د. نيو
                         
                        ابتدأ بواسطة محمد بن يوسف, 1 نوف, 2021, 04:00 م
                        ردود 0
                        23 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة محمد بن يوسف
                        بواسطة محمد بن يوسف
                         
                        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 يون, 2021, 02:47 ص
                        ردود 0
                        73 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                        بواسطة *اسلامي عزي*
                         
                        يعمل...
                        X