المناظرة الكبرى مع زكريا بطرس حول عقيدة الصلب والفداء

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    الناموس وقيمته عند تلاميذ عيسى u:
    ومن أهمية الناموس بأكمله ، وتحريم كسر ولو وصية واحدة منه قال يعقوب رئيس التلاميذ بعد رفع يسوع: (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ) يعقوب 2: 10-11
    ودافع التلاميذ عن الناموس وأدانوا بولس وجرَّموا إلغائه للناموس: (وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. .. .. .. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 17-26
    وقال صاحب العبرانيين: (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28
    أضف إلى ذلك وجود تلاميذه فى كل حين فى الهيكل، يسبحون الله ويمجدونه ويعلمون الناس، حتى بعد قيامته (على زعمهم): (53وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ. آمِينَ.) لوقا 24: 53
    وحتى بعد أن امتلأوا من الروح القدس: (1وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ 2وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ 3وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. 4وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.) أعمال 2: 1-4
    (14فَوَقَفَ بُطْرُسُ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْيَهُودُ وَالسَّاكِنُونَ فِي أُورُشَلِيمَ أَجْمَعُونَ لِيَكُنْ هَذَا مَعْلُوماً عِنْدَكُمْ وَأَصْغُوا إِلَى كَلاَمِي. .. .. .. .. .. 22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال 2: 14 و 22 فقد كانوا إذًا فى أورشليم وكانوا يُخاطبون اليهود فقط.
    (46وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ.) أعمال 2: 46
    (وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ الصَّلاَةِ التَّاسِعَةِ.) أعمال 3: 1
    (1وَبَيْنَمَا هُمَا يُخَاطِبَانِ الشَّعْبَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمَا الْكَهَنَةُ وَقَائِدُ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَالصَّدُّوقِيُّونَ 2مُتَضَجِّرِينَ مِنْ تَعْلِيمِهِمَا الشَّعْبَ وَنِدَائِهِمَا فِي يَسُوعَ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 3فَأَلْقَوْا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ وَوَضَعُوهُمَا فِي حَبْسٍ إِلَى الْغَدِ لأَنَّهُ كَانَ قَدْ صَارَ الْمَسَاءُ.) أعمال 4: 1-3
    وقام التلاميذ بعمل عجائب كثيرة فى رواق سليمان وبين بنى إسرائيل: (12وَجَرَتْ عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ كَثِيرَةٌ فِي الشَّعْبِ. وَكَانَ الْجَمِيعُ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ. 13وَأَمَّا الآخَرُونَ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَجْسُرُ أَنْ يَلْتَصِقَ بِهِمْ لَكِنْ كَانَ الشَّعْبُ يُعَظِّمُهُمْ.) أعمال 5: 12-13
    وأمرهم ملاك الرب بعد رفع عيسى u أن يكرزوا بين بنى إسرائيل فقط: (17فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ الَّذِينَ مَعَهُ الَّذِينَ هُمْ شِيعَةُ الصَّدُّوقِيِّينَ وَامْتَلأُوا غَيْرَةً 18فَأَلْقَوْا أَيْدِيَهُمْ عَلَى الرُّسُلِ وَوَضَعُوهُمْ فِي حَبْسِ الْعَامَّةِ. 19وَلَكِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ فِي اللَّيْلِ فَتَحَ أَبْوَابَ السِّجْنِ وَأَخْرَجَهُمْ وَقَالَ: 20«اذْهَبُوا قِفُوا وَكَلِّمُوا الشَّعْبَ فِي الْهَيْكَلِ بِجَمِيعِ كَلاَمِ هَذِهِ الْحَيَاةِ». 21فَلَمَّا سَمِعُوا دَخَلُوا الْهَيْكَلَ نَحْوَ الصُّبْحِ وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ. ثُمَّ جَاءَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ وَدَعَوُا الْمَجْمَعَ وَكُلَّ مَشْيَخَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَرْسَلُوا إِلَى الْحَبْسِ لِيُؤْتَى بِهِمْ.) أعمال 5: 17-21
    بل بعد ثلاث سنوات من دعوة بولس بين الأمم واختلافه مع برنابا عادا إلى الهيكل ووجدا التلاميذ: (2فَلَمَّا حَصَلَ لِبُولُسَ وَبَرْنَابَا مُنَازَعَةٌ وَمُبَاحَثَةٌ لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ مَعَهُمْ رَتَّبُوا أَنْ يَصْعَدَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَأُنَاسٌ آخَرُونَ مِنْهُمْ إِلَى الرُّسُلِ وَالْمَشَايِخِ إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ. .. .. .. 4وَلَمَّا حَضَرُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَتْهُمُ الْكَنِيسَةُ وَالرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ فَأَخْبَرُوهُمْ بِكُلِّ مَا صَنَعَ اللهُ مَعَهُمْ)أعمال 15: 2-4
    بل وجه التلاميذ لومهم لبطرس عندما عمَّد أحد الأمميِّن الوثنيين: (1فَسَمِعَ الرُّسُلُ وَالإِخْوَةُ الَّذِينَ كَانُوا فِي الْيَهُودِيَّةِ أَنَّ الْأُمَمَ أَيْضاً قَبِلُوا كَلِمَةَ اللهِ. 2وَلَمَّا صَعِدَ بُطْرُسُ إِلَى أُورُشَلِيمَ خَاصَمَهُ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ 3قَائِلِينَ: «إِنَّكَ دَخَلْتَ إِلَى رِجَالٍ ذَوِي غُلْفَةٍ وَأَكَلْتَ مَعَهُمْ».) أعمال الرسل 11: 1-3
    وجاءت شهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس :"إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لايبتعدوا كثيراً عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة". يرجع فى ذلك إلى:
    A History of The Christian Church 1953: by Williston Walker former Professor of Ecclesiastical History at Yale University

    * * *

    الناموس وقيمته عند بولس:
    إن كتاب الله لا تتضارب محتوياته مطلقًا. ويؤخذ فى الاعتبار أن كل الأدلة التى تشير إلى وجود الخطيئة الأولى فهى ترجع إلى بولس. وبولس هذا أفسد دين الآباء والأجداد ، وأتى بدين وثنى خليط بين تعاليم كرشنا وتعاليم بوذا، ليخرج به أتباع عيسى u من دائرة الإيمان بالله وكتبه ورسله السابقين إلى دائرة المغضوب عليهم ، المطرودين من رحمة الله. وهذا هو موقفه المتضارب من الناموس، فتارة يؤيده أمام اليهود نفاقًا لهم ، وخوفًا على نفسه، وتارة يُهاجمه بل ويهدمه كالآتى:
    1- ففى الوقت الذى كان بولس يحضر فيه الصلوات ويستمع إلى قراءة الناموس وكتب الأنبياء فى المعبد يوم السبت ، شأنه فى ذلك شأن اليهود المؤمنين بعيسى u: (وَدَخَلُوا الْمَجْمَعَ يَوْمَ السَّبْتِ وَجَلَسُوا. 15وَبَعْدَ قِرَاءَةِ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ رُؤَسَاءُ الْمَجْمَعِ قَائِلِينَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ إِنْ كَانَتْ عِنْدَكُمْ كَلِمَةُ وَعْظٍ لِلشَّعْبِ فَقُولُوا». 16فَقَامَ بُولُسُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ وَالَّذِينَ يَتَّقُونَ اللهَ اسْمَعُوا.) أعمال الرسل 13: 14-16
    وفى الوقت الذى شرح بولس فيه لليهود مفهوم ملكوت الله مستخدمًا الناموس وتعاليم الأنبياء لتوضيح ذلك. وملكوت الله هذا هو لب رسالة عيسى u ، الأمر الذى يعنى أنه كان مؤيدًا لتعاليم عيسى u وكتب الأنبياء: (23فَعَيَّنُوا لَهُ يَوْماً فَجَاءَ إِلَيْهِ كَثِيرُونَ إِلَى الْمَنْزِلِ فَطَفِقَ يَشْرَحُ لَهُمْ شَاهِداً بِمَلَكُوتِ اللهِ وَمُقْنِعاً إِيَّاهُمْ مِنْ نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ بِأَمْرِ يَسُوعَ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الْمَسَاءِ)أعمال الرسل 28: 23
    وفى الوقت الذى شتم فيه الساحر بَارْيَشُوعُ، لأن الساحر كافر وملعون وجزاؤه القتل فى الناموس: (10وَقَالَ: «أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرٍّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟) أعمال الرسل 13: 10
    وفى الوقت الذى حكم فيه بالناموس على حنانيا أنه رجل بار: (12«ثُمَّ إِنَّ حَنَانِيَّا رَجُلاً تَقِيّاً حَسَبَ النَّامُوسِ وَمَشْهُوداً لَهُ مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِ السُّكَّانِ) أعمال الرسل 22: 12
    وقال فيه: (اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرّاً لِلْقَرِيبِ فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ.) رومية 13: 10
    ناقض كل أقواله ومواقفه السابقة وقال: إنه بأعمال الناموس لا يتبرر أي إنسان أمام الله: (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
    وقال: (21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
    وقال: (لأَنَّ النَّامُوسَ يُنْشِئُ غَضَباً إِذْ حَيْثُ لَيْسَ نَامُوسٌ لَيْسَ أَيْضاً تَعَدٍّ.)رومية 4: 15
    وقال: (20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
    2- وفى الوقت الذى يقول فيه إن الذين يعملون بالناموس (ينفذون وصايا التوراة) يصيرون أبرارا (يدخلون الجنة): (12لأَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ بِدُونِ النَّامُوسِ فَبِدُونِ النَّامُوسِ يَهْلِكُ وَكُلُّ مَنْ أَخْطَأَ فِي النَّامُوسِ فَبِالنَّامُوسِ يُدَانُ. 13لأَنْ لَيْسَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اللهِ بَلِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ.) رومية 2: 12-13
    تنكَّر فيه للناموس فقال: (وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا».) غلاطية 3: 11
    واعتبر الناموس لعنة: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ) غلاطية 3: 13
    واعتبر أن الخطايا فى الناموس: (5لأَنَّهُ لَمَّا كُنَّا فِي الْجَسَدِ كَانَتْ أَهْوَاءُ الْخَطَايَا الَّتِي بِالنَّامُوسِ تَعْمَلُ فِي أَعْضَائِنَا لِكَيْ نُثْمِرَ لِلْمَوْتِ.) رومية 7: 5
    بل اعتبره قوة الخطية: (56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ) كورنثوس الأولى 15: 56
    3- وفى الوقت الذى يقول فيه إن الإيمان يَثبُت بالناموس (أي بالعمل بشريعة التوراة): (31أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ) رومية 3: 31
    قال فيه: (لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ)غلاطية 3: 10
    وقال أيضًا: (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ.) غلاطية 5: 4
    وقال: (23وَلَكِنْ قَبْلَمَا جَاءَ الإِيمَانُ كُنَّا مَحْرُوسِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، مُغْلَقاً عَلَيْنَا إِلَى الإِيمَانِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ. 24إِذاً قَدْ كَانَ النَّامُوسُ مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ، لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ. 25وَلَكِنْ بَعْدَ مَا جَاءَ الإِيمَانُ لَسْنَا بَعْدُ تَحْتَ مُؤَدِّبٍ)غلاطية3: 23-25
    وحدَّد أن الناموس لا ينفع الأبرار: (9عَالِماً هَذَا: أَنَّ النَّامُوسَ لَمْ يُوضَعْ لِلْبَارِّ، بَلْ لِلأَثَمَةِ وَالْمُتَمَرِّدِينَ، لِلْفُجَّارِ وَالْخُطَاةِ، لِلدَّنِسِينَ وَالْمُسْتَبِيحِينَ، لِقَاتِلِي الآبَاءِ وَقَاتِلِي الأُمَّهَاتِ، لِقَاتِلِي النَّاسِ، 10لِلزُّنَاةِ، لِمُضَاجِعِي الذُّكُورِ، لِسَارِقِي النَّاسِ، لِلْكَذَّابِينَ، لِلْحَانِثِينَ، وَإِنْ كَانَ شَيْءٌ آخَرُ يُقَاوِمُ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، 11حَسَبَ إِنْجِيلِ مَجْدِ اللهِ الْمُبَارَكِ الَّذِي اؤْتُمِنْتُ أَنَا عَلَيْهِ.) تيموثاوس الأولى 1: 9-11
    وأقر أن الناموس ضعيف لذلك يجب إلغائه: (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
    4- وفى الوقت الذى يقول فيه: (31أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ) رومية 3: 31
    يقول فيه أيضًا: (28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 28
    ويقول: (وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ) غلاطية 3: 12
    ويقول: (فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
    5- وفى الوقت الذى يقول فيه إن الناموس مقدس ووصاياه مقدسة وعادلة وصالحة: (إِذاً النَّامُوسُ مُقَدَّسٌ وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ.) رومية 7: 12
    يقول فيه: إن الناموس لا قيمة له ، فقد جاء زيادة (بلا فائدة) لأجل التعديات: (19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ قَدْ زِيدَ بِسَبَبِ التَّعَدِّيَاتِ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَ النَّسْلُ الَّذِي قَدْ وُعِدَ لَهُ، مُرَتَّباً بِمَلاَئِكَةٍ فِي يَدِ وَسِيطٍ. 20وَأَمَّا الْوَسِيطُ فَلاَ يَكُونُ لِوَاحِدٍ. وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ. 21فَهَلِ النَّامُوسُ ضِدَّ مَوَاعِيدِ اللهِ؟ حَاشَا! لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.) غلاطية 3: 19-21
    وقال: (27فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. 28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 27-28
    وقال: (5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.) رومية 4: 5
    وقال: (13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ.وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين 8: 13
    6- وفى الوقت الذى يقول فيه إن اليهود لهم عند الله التبنِّي والمجد والعهود والتشريع والعبادة ولهم الأنبياء ومنهم المسيح: (4الَّذِينَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ وَلَهُمُ التَّبَنِّي وَالْمَجْدُ وَالْعُهُودُ وَالِاشْتِرَاعُ وَالْعِبَادَةُ وَالْمَوَاعِيدُ) رومية 9: 4 (ويقصد أنهم أبناء الله)
    يسب التوراة ومن اتبعها لدى أهل غلاطية ، فيقول: إن الذي ينفذ وصايا الله في التوراة فقد تكبَّر على المسيح وسقط من النعمة: (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ.) غلاطية 5: 4
    كما قال: (13فَإِنَّهُ لَيْسَ بِالنَّامُوسِ كَانَ الْوَعْدُ لإِبْرَاهِيمَ أَوْ لِنَسْلِهِ أَنْ يَكُونَ وَارِثاً لِلْعَالَمِ بَلْ بِبِرِّ الإِيمَانِ.) رومية 4: 13
    واعتبر إلغاء الناموس مشيئة الله ووحيه إليه: (9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.) عبرانيين 10: 9
    بل شتم أهل غلاطية لأنهم يؤمنون بضرورة تنفيذ وصايا الله في التوراة: (1أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟ أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوباً! 2أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ مِنْكُمْ هَذَا فَقَطْ: أَبِأَعْمَالِ النَّامُوسِ أَخَذْتُمُ الرُّوحَ أَمْ بِخَبَرِ الإِيمَانِ؟) غلاطية 3: 1-2
    فهل أدركت الآن عزيزى المسيحى أن بولس أخرجكم من عهد الرب وشريعته؟
    وبالإضافة إلى ذلك فقد أدان التلاميذ أفكاره الخاطئة وتعاليمه الفاسدة التى كان يُعلمها من أُرسل إليهم، وكفروا معتقداته، وأرسلوا من يعلم الناس الدين الصحيح الذى شوهه بولس، وأمروه بالتوبة، وأن يكون هو نفسه من أتباع الناموس العاملين به:
    (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ) أعمال الرسل 21: 17-32
    2- قام بولس بإلغاء الختان فقال: (أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2، {مع أن المسيح تم ختانه}
    كما حرض الناس على ترك الختان: (12جَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعْمَلُوا مَنْظَراً حَسَناً فِي الْجَسَدِ، هَؤُلاَءِ يُلْزِمُونَكُمْ أَنْ تَخْتَتِنُوا، لِئَلاَّ يُضْطَهَدُوا لأَجْلِ صَلِيبِ الْمَسِيحِ فَقَطْ. 13لأَنَّ الَّذِينَ يَخْتَتِنُونَ هُمْ لاَ يَحْفَظُونَ النَّامُوسَ، بَلْ يُرِيدُونَ أَنْ تَخْتَتِنُوا أَنْتُمْ لِكَيْ يَفْتَخِرُوا فِي جَسَدِكُمْ. 14وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ. 15لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لَيْسَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الْخَلِيقَةُ الْجَدِيدَةُ.) غلاطية 6: 12
    على الرغم من نزول الرب لقتل موسى u لأنه لم يختن ابنه، وأن هذا الختان هو علامة العهد الأبدى بين الله وشعبه. (21وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «عِنْدَمَا تَذْهَبُ لِتَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ انْظُرْ جَمِيعَ الْعَجَائِبِ الَّتِي جَعَلْتُهَا فِي يَدِكَ وَاصْنَعْهَا قُدَّامَ فِرْعَوْنَ. وَلَكِنِّي أُشَدِّدُ قَلْبَهُ حَتَّى لاَ يُطْلِقَ الشَّعْبَ. 22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ». 24وَحَدَثَ فِي الطَّرِيقِ فِي الْمَنْزِلِ أَنَّ الرَّبَّ الْتَقَاهُ وَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَهُ. 25فَأَخَذَتْ صَفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ غُرْلَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ رِجْلَيْهِ. فَقَالَتْ: «إِنَّكَ عَرِيسُ دَمٍ لِي». 26فَانْفَكَّ عَنْهُ. حِينَئِذٍ قَالَتْ: «عَرِيسُ دَمٍ مِنْ أَجْلِ الْخِتَانِ». 27وَقَالَ الرَّبُّ لِهَارُونَ: «اذْهَبْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لاِسْتِقْبَالِ مُوسَى». فَذَهَبَ وَالْتَقَاهُ فِي جَبَلِ اللهِ وَقَبَّلَهُ. 28فَأَخْبَرَ مُوسَى هَارُونَ بِجَمِيعِ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي أَرْسَلَهُ وَبِكُلِّ الآيَاتِ الَّتِي أَوْصَاهُ بِهَا.) خروج 4: 21-28
    وهذا ما فعله عيسى ويوحنا المعمدان عليهما السلام (59وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. 60فَقَالَتْ أُمُّهُ: «لاَ بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا».) لوقا 1: 59-60 ، (21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.) لوقا 2: 21
    وعلى الرغم من أن غير المختتن ملعون قد خرج من العهد: (9وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. 10هَذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ 11فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13يُخْتَنُ خِتَاناً وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 14وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي».) تكوين 17: 9-14
    3- كسر السبت ، وهى وصية مقدسة ، يُقتل بسببها من يعمل فى هذا اليوم، وأذكرك بقول الرب فى سفر التثنية أنه ملعون كل من لا يثبت فى هذا الناموس: (14فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. 15سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ. وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً. 16فَيَحْفَظُ بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّبْتَ لِيَصْنَعُوا السَّبْتَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 17هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ».) خروج 31: 14
    وأمر الرب أن يُرجم الرجل الذى احتطب يوم السبت: (35فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ». 36فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى)عدد 15: 35-36
    إلا أن بولس قد قام بإلغائه ، وفى ذلك تقول موسوعة دائرة المعارف الكتابية ، تحت كلمة السبت (الرسول بولس والسبت): ”وفى حديثه عن الناموس، لم يفرق الرسول بولس بين الناموس الأدبي والنامس الطقسي، فكلاهما جزء من العهد العتيق الذي أُبطل فى المسيح (2كورنثوس 3: 14). ولاشك فى أن "السبت" كان جزءاً من الصك الذى "كان علينا فى الفرائض الذي كان ضّداً لنا، وقد رفعه (الله) من الوسط مسمراً إياه بالصليب" (كولوسى 2: 14). وقد ورد ذكر السبت مع الأعياد والأهلة "التى هي ظل الأمور العتيدة" (كولوسى 2: 16و17) و "حفظ أيام وشهور وأوقات وسنين" هو استعباد "للأركان الضعيفة الفقيرة" (غلاطية 4: 9 و 10، وانظر أيضاً كولوسى 2: 20). "فحفظ أيام" هو أحد خصائص الإنسان "الضعيف فى الإيمان" (رومية 14: 1-5).“
    ويكفينا هذا ، فقد قام بولس بتغيير أو استحداث (30) شريعة فى كتابكم عزيزى القمص ، يمكنك الرجوع إليها فى كتابى: (بولس يقول دمروا المسيح وأبيدوا أهله). ويكفيك عزيزى القارىء نفورًا من بولس هذا أن تعرف مقدار كذبه فى قوله إنه سيدين الملائكة، وما قاله فى حق الله من سبٍّ: (3أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ مَلاَئِكَةً؟ فَبِالأَوْلَى أُمُورَ هَذِهِ الْحَيَاةِ!) كورنثوس الأولى 6: 3
    فقد سبَّ الرب واتهمه بأن لديه جهالة وضعف: (25لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!) كورنثوس الأولى 1: 25
    واتهمه بالقسوة والحمق: (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32 ، فأين الرب محبة من قوله هذا؟

    * * *

    تعليق


    • #17
      هل اعتنق بولس فعلاً دين عيسى u ؟
      وعلمنا أيضًا أنه لم يتبع الناموس بل قام بإلغائه ، وأحدث فى دين موسى u الذى ما جاء عيسى u إلا ليتبعه ، أمورًا ما أنزل الله بها من سلطان. والسؤال الآن: هل رأى (شاول) / بولس يسوع أثناء رحلته إلى دمشق؟
      وبفرض أنه رآه هل تعتقد أن يسوع كلفه بأى رسالة دعوية؟
      ولو كلفه يسوع برسالة دعوية ، فهل من المنطق أن يُكلفه بكتابة رسائل يبلغ تعدادها اليوم (كما يؤمنون) 14 رسالة بعد أن أكمل يسوع رسالته على الأرض؟
      وهل من المنطق أن يُكلِّف بولس الذى كان أشد أعداء دعوته ، ويترك تلاميذه الذين قال فيهم إنهم ملح الأرض ، وسراجها المنير ، الذى لا يُطفأ؟
      (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 13-16
      وقبل أن نبعد كثيرًا عن هذا القول أقول لك عزيزى المسيحى: قارن بين قول بولس إنه كذاب ، وأنه انتهج نهج الكذابين المنافقين فى سبيل تحقيق دعوته وتدمير دعوة عيسى u ، وبين قول يسوع هذا عن التلاميذ!
      معنى هذا أنه يرفض أى نور آخر ، بل وأقر يسوع أن أسس الدعوة لا تؤخذ إلا من التلاميذ. فهم السراج المنير الذى يُنير لمن بعدهم على نفس طريقه هو. الأمر الذى يعنى أنه رفض كل الأناجيل والرسائل والتعاليم التى تأتى من داخل هذه الدائرة المنيرة.
      ذُكِرَت قصة اتِّباع بولس لديانة عيسى u فى ثلاثة مواضع فى سفر أعمال الرسل، الذى يُعزَى تأليفه إلى بولس نفسه: (9: 3-9 و22: 6-11 و26: 12-17). وسأسوق ملخص القصص الثلاث فى جدول ليسهل على القارىء متابعتها:
      رقم الإصحاح
      موقف المسافرين مع بولس
      بولس نفسه
      9: 3-9
      سمعوا الصوت
      لم ينظروا النور

      وقفوا صامتين
      أمره بالذهاب إلى دمشق لتلقى الرسالة
      22: 6-11
      لم يسمعوا الصوت
      نظروا النور

      لم يُخبر عن كيفية وقوفهم
      أمره بالذهاب إلى دمشق لتلقى الرسالة
      26: 12-17
      لا يوجد شىء عن الصوت
      نظروا النور

      سقطوا على الأرض
      أعطاه الرسالة فوراً مع وعد بإنقاذه من اليهود والأمم الأخرى.
      ففى الإصحاح التاسع: سمع المسافرون صوتًا ، ولكنهم لم ينظروا نورًا ، ووقفوا صامتين.
      أما فى الإصحاح الثانى والعشرين: فلم يسمع المسافرون معه صوتًا ، ولكنهم نظروا النور ، ولا يوجد ما يبين كيفية وقوفهم.
      ألست معى أن هذا الكلام مخالف لبعضه؟ ألست معى أن مثل هذا الكلام لو قاله إنسان أمام قاضى أو محقق لقبض عليه على الأقل بتهمة الكذب والخداع والتدليس؟
      وفى الإصحاح السادس والعشرين، لم يذكر شيئًا عن الصوت، والمسافرون معه رأووا النور ، على خلاف ما قاله فى الإصحاح (22).
      نقطة خلاف أخرى فى اعترافاته: أنه يدعى أن عيسى أمره بالذهاب إلى دمشق ليتلقى هناك الرسالة ، وكان هذا فى الإصحاحين التاسع والثانى والعشرين ، وهذا كذب مبين! ففى الإصحاح (26) أعطاه الرسالة فورًا ، قبل أن يتحرك من مكانه ويتجه إلى دمشق. وبالطبع لم يُحدِّد ماهية الرسالة ، ولم يسمعها غيره.
      ولو افترضنا صحة كلام بولس ، وأنه تلقى الرسالة من فوره، فإذا حسبت عدد الكلمات التى أعطاها يسوع لبولس فى رسائله التى تبلغ 14 رسالة (124 صفحة، فى كل صفحة 20 سطرًا ، وفى كل سطر 10 كلمات. أى 200 كلمة فى الصفحة. وعلى ذلك مجموع الكلمات 24800) فى مدة اللقاء هذا، التى لا تتعد 10 دقائق، لتأكد لك أن يسوع كان يتكلم بسرعة 2480 كلمة فى الدقيقة، أى 41 كلمة فى الثانية الواحدة. فهل يوجد إنسان على وجه الأرض سيفهم كلمات قيلت بهذه السرعة؟ وإذا فهم هو، فأين الشهود على صدق كلامه؟
      ولو تتدبَّر ما يزعمه بولس من أنه سيأخذ الرسالة من شخص ما فى دمشق ، ثم قارنت هذا بالذى قاله فيما بعد أنه لم يضع على أساس غيره، وكان أساس هذا الدين من عنده هو ليبنى عليه غيره، لتأكَّد لك كذب هذا الإدعاء وكذب هذه الرحلة أيضًا!
      ثم من الذى سيعلمه ويعطيه الرسالة فى دمشق؟ وما قيمة تلاميذ يسوع إذن إن لم يكن عندهم العلم الكافى لتعليمه بعد أن نزل عليهم الروح القدس؟ وما قيمة ما فعله يسوع من انتقاء تلاميذ لتعليمهم ليكونوا حملة لواء الدعوة من بعده ، إذا كان فى مخططه أن يعطى الرسالة لشاول بلا أدنى دور لتلاميذه؟ وإذا كان هذا الأمر صحيح، فلماذا رجع إذن إليهم ليحتكم إليهم فى خلافه مع برنابا؟ ولماذا قبل صاغرًا حكم يعقوب رئيس التلاميذ عليه بالتطهر والتوبة من الهرطقة التى كان يعلمها الأمميين؟ (أعمال الرسل 21: 17-32) ولماذا خالفت تعاليمه التى تلقاها تعاليم عيسى u وتلاميذه؟
      وهل الذى ظهر له هو فعلاً المسيح عيسى ابن مريم؟ كيف وهو لم يره مرة واحدة فى حياته؟ ولماذا لم يظهر لرئيس الكهنة المحرض الرئيسى لعصابته (ومنهم بولس) للقبض على بعض التلاميذ وحبسهم؟ ولماذا لم يظهر لمن قتل بعض التلاميذ؟ ولماذا لا يظهر اليوم ليحل مشكلة الثالوث والروح القدس والطقوس الكنسية وأسرار الكنيسة بين الطوائف المختلفة؟ بل لماذا لم يظهر أثناء مجمع نيقية ليحل لهم المشكلة، ويُظهر لهم إنجيله بدلاً من الأناجيل الأربعة المختلفة التفاصيل ، كما أثبت فى كتابى (البهريز فى الكلام اللى يغيظ)؟
      عزيزى القمص زكريا بطرس: امسك أعصابك!
      إن الذى ظهر لبولس لم يكن يسوع، بل كان إبليس كان يُسيَّره ويدفعه لعمل ما يمليه عليه. وهو الذى غير اسمه من شاول إلى بولس، وهو مشتق من ديابولس، التى تعنى إبليس. وأصل الاسم هو (ب ل س).
      (14فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ. 15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟) رومية 7: 14-24
      إذن فهل تلقى بولس الرسالة فى دمشق؟ ومِن مَن؟ أم لم يتلقَّ الرسالة إلا من يسوع فى طريقه إلى دمشق؟
      بأيهما أخذت فالإختيار مر والثانى أمرُّ منه!
      ألست معى أن هذا يجعلنا نرفض قضية اتباعه لديانة عيسى u برمتها؟ فالإختلاف فى قضية وقت وزمن تلقى الرسالة ، وبأحوال المسافرين معه: وهل سمعوا صوت المتكلم أم نظروا الضوء فقط أم انكفأوا على الأرض دون سماع أو رؤية؟
      أضف إلى ذلك أنه تبعًا لسفر أعمال الرسل (الإصحاح التاسع) تقابل بولس مع الحواريين الآخرين بعد قليل من إعتناقه لديانة يســوع أثناء رحلته إلى دمشق ، وكان ذلك في أورشليم ، بينما لم يسافر إلى أورشليم تبعًا لسفر غلاطية (1: 18) إلا بعد ذلك بثلاث سنوات: (18ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً.)
      (27فَأَخَذَهُ بَرْنَابَا وَأَحْضَرَهُ إِلَى الرُّسُلِ وَحَدَّثَهُمْ كَيْفَ أَبْصَرَ الرَّبَّ فِي الطَّرِيقِ وَأَنَّهُ كَلَّمَهُ وَكَيْفَ جَاهَرَ فِي دِمَشْقَ بِاسْمِ يَسُوعَ. 28فَكَانَ مَعَهُمْ يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُجَاهِرُ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 9: 82
      (22وَلَكِنَّنِي كُنْتُ غَيْرَ مَعْرُوفٍ بِالْوَجْهِ عِنْدَ كَنَائِسِ الْيَهُودِيَّةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ.) غلاطية 1: 22
      ويرى البروفسور كونتسلمان في كتابه "أعمال الرسل" طبعة توبنجيه لعام 1963 أن هذين التقريرين السابقين (أعمال الرسل (9) وغلاطية 1: 18 وما بعدها) "لا يمكن عمل مقارنة بينهما".
      ويضيف أيضًا قائلاً: ["إن الأشنع من ذلك هو التناقض بين أعمال الرسل (9: 8) وما بعدها [فكان يدخل معهم ويخرج معهم في أورشليم ويجاهر باسم الرب يســوع، وكان يخاطب ويباحث اليونانيين فحاولوا أن يقتلوه"] وبين غلاطية (1: 22) ["ولكنني كنت غير معروف بالوجه عند كنائس اليهودية التي في المسيح . غير أنهم كانوا يسمعون أن الذي كان يضطهدنا قبلاً يبشر الآن بالإيمان الذي كان قبلاً يتلفه .فكانوا يسجدون لله فيّ"] (ص60).
      لكن لماذا سافر بولس إلى دمشق بتفويض من رئيس الكهنة؟ وما سلطة رئيس كهنة أورشليم على كنائس دمشق والبلدين كانتا تحت الحكم الرومانى؟ وهل كانت هناك كنائس أم كان التلاميذ حتى بعد ثلاث سنوات يتمركزون فى الهيكل يعلمون اليهود دينهم الحق ، الذى أتى عيسى u لينقيه من تقاليد الكهنة وضلالهم؟ فهذه الأسئلة تظل غير مجاب عنها، الأمر الذى جعل علماء اللاهوت يتنازعون فى شخصية بولس، وهل هى شخصية خرافية نُسبت إليها هذه الرسائل ، أم أنه كتب سبعة رسائل منها فقط.
      * * *
      أنبياء لا يفقهون ، ودعاة لا يفهمون:
      من المعروف أن رسائل بولس هى أقدم الكتابات المسيحية التى لدينا. فهى أقدم من أقدم إنجيل وصل إلينا. ومعنى ذلك أن بولس بدأ حربه على تعاليم يسوع مبكرًا. وسوء النية والقصد واضح جدًا فى كتاباته ، وما ابتدعه فى رسائله. الأمر الذى حدا بكثير من علماء اللاهوت أن يسموا مسيحية اليوم بالبولسية ، نسبة إلى بولس. وكان من ضمن ما أتلفه هو ضرب القدوة فى عيون الجيل اللاحق للتلاميذ، وذلك بأن يُظهرهم التلاميذ ملح الأرض، ونور العالم بمظهر الأغبياء، التافهين، الذين يعيشون عالة على معلمهم. فإذا تكلم لا يفهمون ، وإذا شرح لا يستوعبون ، ولا يهمهم إلا الزعامة.
      فلو تتخيَّل كيف أهانت هذه الأناجيل التلاميذ ، وأظهرتهم بمظهر الأغبياء المتخلفين، لاتضحت لك خيوط المؤامرة التى رسموها لهذا الدين. فقد اعتقدوا أن عيسى u قد مات، وانتهوا من أمره، ولم يتبق أمامهم إلا التلاميذ وأتباعهم، الذين آمنوا بعيسى u وبدعوته فى حياته. فقتلوا من قتلوا وعذبوا آخرين ، وكان أسرع طريق لهم: القضاء على تعاليم عيسى u فى الداخل ، والقيام بنشر تعاليم مخالفة فى عاصمة الإمبراطورية الثقافية والسياسية. لذلك تولى بولس الدعوة فى اليونان.
      فنسبوا ليسوع أنه قال لبطرس: (23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) متى 16: 23
      ولم يفهموا مثل الزوان: (36حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ».) متى 13: 36
      ووصفهم بقلة الإيمان: («مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟») متى 8: 26
      ووصفتهم الأناجيل بأنهم مثل أفراد عصابة تتنازع على الزعامة، ويحقد بعضهم على بعض: (41وَلَمَّا سَمِعَ الْعَشَرَةُ ابْتَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ أَجْلِ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا.) مرقس 10: 41-44
      ولم يهتموا لسماعهم عن موته وفراقهم له ، بل تنازعوا على الزعامة: (21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ». 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟». 24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضاً مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ. 25فَقَالَ لَهُمْ: «مُلُوكُ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَالْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِمْ يُدْعَوْنَ مُحْسِنِينَ. 26وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هَكَذَا بَلِ الْكَبِيرُ فِيكُمْ لِيَكُنْ كَالأَصْغَرِ وَالْمُتَقَدِّمُ كَالْخَادِمِ.) لوقا 22: 21-26
      كما وصف بطرس أيضاً بقلة الإيمان: (31فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟») متى 14: 25-31
      وأقر بطرس أنه والتلاميذ لا يفهمونه: (15فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟) متى 15: 15-16
      وتضجَّر منهم ووصفهم بالإلتواء وعدم الإيمان: (16وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ الْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!» 18فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 19ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».) متى 17: 16-21
      وإذا كان هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم ، ولم يتمكنوا من إخراجه ، فهم إذن لم يكونوا من المصلين الصائمين!!
      وانتهروا الأطفال، ومنعوهم من الوصول إلى معلمهم، الأمر الذى يعنى أنهم فهموا بصورة خاطئة أنهم أنجاس، ولا يجب أن يقتربوا من معلمهم الطاهر: (وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَداً لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ. 14فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ. 15اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللَّهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ». 16فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ.) مرقس 10: 13-16
      على الرغم من أنه قال لهم عن الأولاد الصغار من قبل: (1فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟» 2فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ 3وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هَذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 5وَمَنْ قَبِلَ وَلَداً وَاحِداً مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي. 6وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.) متى 18: 1-6
      ووعدوه بنصرته ، وتخلوا كلهم عنه: (35قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!» هَكَذَا قَالَ أَيْضاً جَمِيعُ التَّلاَمِيذِ.) متى 26: 35 ، (حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.) متى 26: 56
      بل لقد أقسم بطرس كاذبًا أنه لا يعرف معلمه (إلهه؟) ، وتركه (69أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِساً خَارِجاً فِي الدَّارِ فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ». 70فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» 71ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 72فَأَنْكَرَ أَيْضاً بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» 73وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ أَيْضاً مِنْهُمْ فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» .. ) متى 26: 69-74
      * * *
      أين إنجيل عيسى u:
      يذكر الكتاب الذى يقدسه القمص زكريا بطرس وجود إنجيل لعيسى u ، فقد جاء على لسان بولس: (9فَإِنَّ اللهَ الَّذِي أَعْبُدُهُ بِرُوحِي فِي إِنْجِيلِ ابْنِهِ شَاهِدٌ لِي كَيْفَ بِلاَ انْقِطَاعٍ أَذْكُرُكُمْ.) رومية 1: 9
      وقال أيضًا: (16لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ.) رومية 1: 16
      وأكَّد هذا القس عبد المسيح بسيط أبو الخير فى كتابه (الوحى الإلهى وإستحالة تحريف الكتاب المقدس) ص97-98: إن القديس اكليمندس الرومانى(30-100م) الذى كان أسقفًا لروما وأحد تلاميذ ومساعدى القديس بولس قد ”أشار فى رسالته التى أرسلها إلى كورنثوس ، والتى كتبها حوالى سنة 96م ، إلى تسليم السيد المسيح الإنجيل للرسل ومنحه السلطان الرسولى لهم فقال "تسلم الرسل الإنجيل لنا من الرب يسوع المسيح ، ويسوع المسيح أرسل من الله....“.
      فأين هو إنجيل المسيح هذا عزيزى القمص زكريا بطرس؟ فهذا هو الإنجيل الذى نؤمن به، ونؤمن أن الله أوحاه إلى عبده عيسى u، وهو الذى تكلم عنه الله سبحانه وتعالى فى القرآن.
      * * *
      هل محتوى كتابات بولس يَدلُّ على أنها موحى بها؟
      لك أن تتخيل عزيزى القارىء أن الرب يوحى بفصول فى كتابه من السلامات الخاصة والتحيات لأشخاص ما. فما قيمة هذه السلامات فى أصول العقيدة؟
      أضف إلى ذلك استشهاد بولس بكتابات من الشعراء الوثنيين. فهل تعتقد أن الرب فشل فى شرح الفكرة التى يريد إفهامنا إيَّاها إلا عن طريق الاستشهاد بما كتبه الشعراء الوثنيون؟ أم تعتقد أن الرب يقوم بعمل دعاية لعقل وعلم الوثنيين؟
      ويُضاف كذلك اخباره فى هذه الرسائل عن ردائه وكتبه التى نساها فى مكان ما ، وكذلك اخبارنا عن المكان الذى سيقضى فيه شتاءه. وكذلك اعترافه بأن هذا الكلام الذى يقوله ليس موحى به من الرب ، بل هو رأيه الشخصى. فاسألوا بالله عليكم القمص زكريا بطرس: ما علاقة رداء بولس بكتاب الله؟ وما علاقة رأيه الشخصى بكتاب الله؟
      1- (11لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. 12أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. 13اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ. 14إِسْكَنْدَرُ النَّحَّاسُ أَظْهَرَ لِي شُرُوراً كَثِيرَةً. لِيُجَازِهِ الرَّبُّ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.) ثيموثاوس الثانية 4: 11-14
      2- استشهاد بولس بأقوال الشعراء: (كما يقول الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه ”شبهات وهمية حول الكتاب المقدس“ ص 14): فمن أقوال الشاعر (أراتس) اقتبس: (28لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ. كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ أَيْضاً: لأَنَّنَا أَيْضاً ذُرِّيَّتُهُ.) أعمال الرسل 17: 28
      3- استشهاد بولس بقول الشاعر (مناندو) وهى: (33لاَ تَضِلُّوا! فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ.) كورنثوس الأولى 15: 33
      4- استشهاد بولس بقول الشاعر الكريتى (أبيمانديس) وهو: (12قَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ - وَهُوَ نَبِيٌّ لَهُمْ خَاصٌّ: «الْكِرِيتِيُّونَ دَائِماً كَذَّابُونَ. وُحُوشٌ رَدِيَّةٌ. بُطُونٌ بَطَّالَةٌ».) تيطس 1: 12 ، فما حاجة الرب لأقوال الشعراء لتأييد أقواله؟ أيستشهد الرب بأقوال الشعراء ليقنع الناس بدينه؟
      5- بالإضافة إلى آراء شخصية وخطابات شخصية كتبها بولس لأشخاص ما ، فلماذا اعتبرت من وحى الله؟ وما الحكمة منها؟ (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
      6- (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا كورنثوس الأولى 7: 25-26
      7- (12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
      8- (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2 ، وهو نفس الأمر الذى أدانه فيه التلاميذ ، وكفروه بسببه.
      9- بولس ينوى أن يشتِّى فى نيكوبوليس! فهل هذا من وحى الله؟ (12حِينَمَا أُرْسِلُ إِلَيْكَ أَرْتِيمَاسَ أَوْ تِيخِيكُسَ بَادِرْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ إِلَى نِيكُوبُولِيسَ، لأَنِّي عَزَمْتُ أَنْ أُشَتِّيَ هُنَاكَ.) تيطس 3: 12
      10- (1أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا 2كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضاً. 3سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ 4اللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي اللَّذَيْنِ لَسْتُ أَنَا وَحْدِي أَشْكُرُهُمَا بَلْ أَيْضاً جَمِيعُ كَنَائِسِ الأُمَمِ 5وَعَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ حَبِيبِي الَّذِي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيحِ. 6سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيراً. 7سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ نَسِيبَيَّ الْمَأْسُورَيْنِ مَعِي اللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ وَقَدْ كَانَا فِي الْمَسِيحِ قَبْلِي. 8سَلِّمُوا عَلَى أَمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِي الرَّبِّ. 9سَلِّمُوا عَلَى أُورْبَانُوسَ الْعَامِلِ مَعَنَا فِي الْمَسِيحِ وَعَلَى إِسْتَاخِيسَ حَبِيبِي. 10سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ. 11سَلِّمُوا عَلَى هِيرُودِيُونَ نَسِيبِي. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ نَرْكِسُّوسَ الْكَائِنِينَ فِي الرَّبِّ. 12سَلِّمُوا عَلَى تَرِيفَيْنَا وَتَرِيفُوسَا التَّاعِبَتَيْنِ فِي الرَّبِّ. سَلِّمُوا عَلَى بَرْسِيسَ الْمَحْبُوبَةِ الَّتِي تَعِبَتْ كَثِيراً فِي الرَّبِّ. 13سَلِّمُوا عَلَى رُوفُسَ الْمُخْتَارِ فِي الرَّبِّ وَعَلَى أُمِّهِ أُمِّي. .. .. .. 21يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ تِيمُوثَاوُسُ الْعَامِلُ مَعِي وَلُوكِيُوسُ وَيَاسُونُ وَسُوسِيبَاتْرُسُ أَنْسِبَائِي. 22أَنَا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هَذِهِ الرِّسَالَةِ أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ. 23يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ غَايُسُ مُضَيِّفِي وَمُضَيِّفُ الْكَنِيسَةِ كُلِّهَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرَاسْتُسُ خَازِنُ الْمَدِينَةِ وَكَوَارْتُسُ الأَخُ.) رومية 16: 1-23
      * * *
      بولس غير موحى إليه ويُخطىء فى التشريع:
      كنا قد ناقشنا القصة التى ادعاها بولس، ليثبت أنه أصبح من أتباع عيسى u ليتسنى له تخريب هذا الدين من داخله، ورأينا أن ادعائه لا يمكن الأخذ به، لتضارب اعترافاته مع بعضها البعض. ويمكننا من جانب آخر إثبات كذب بولس ، فى أنه موحى إليه ، وهو متن النصوص التى كتبها أو تُنسب إليه:
      1- لقد أخطأ بولس خطأً فاحشًا سجله على نفسه فى رسالته إلى العبرانيين: (19لأَنَّ مُوسَى بَعْدَمَا كَلَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِكُلِّ وَصِيَّةٍ بِحَسَبِ النَّامُوسِ، أَخَذَ دَمَ الْعُجُولِ وَالتُّيُوسِ، مَعَ مَاءٍ وَصُوفاً قِرْمِزِيّاً وَزُوفَا، وَرَشَّ الْكِتَابَ نَفْسَهُ وَجَمِيعَ الشَّعْبِ، 20قَائِلاً: «هَذَا هُوَ دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي أَوْصَاكُمُ اللهُ بِهِ». 21وَالْمَسْكَنَ أَيْضاً وَجَمِيعَ آنِيَةِ الْخِدْمَةِ رَشَّهَا كَذَلِكَ بِالدَّمِ.) عبرانيين 9: 19-21
      فكيف لم يعلم بولس بأصول الدين الإسرائيلى وفروعه لو كان فريسيًا كما ادعى؟ وكيف يوحى إليه غير ما فعله موسى؟ وكيف يخطىء فى العهد الذى أوصى به الله؟ ففى التوراة: (3فَجَاءَ مُوسَى وَحَدَّثَ الشَّعْبَ بِجَمِيعِ أَقْوَالِ الرَّبِّ وَجَمِيعِ الأَحْكَامِ فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ: «كُلُّ الأَقْوَالِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا الرَّبُّ نَفْعَلُ». 4فَكَتَبَ مُوسَى جَمِيعَ أَقْوَالِ الرَّبِّ. وَبَكَّرَ فِي الصَّبَاحِ وَبَنَى مَذْبَحاً فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ وَاثْنَيْ عَشَرَ عَمُوداً لأَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ. 5وَأَرْسَلَ فِتْيَانَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ مِنَ الثِّيرَانِ. 6فَأَخَذَ مُوسَى نِصْفَ الدَّمِ وَوَضَعَهُ فِي الطُّسُوسِ. وَنِصْفَ الدَّمِ رَشَّهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. 7وَأَخَذَ كِتَابَ الْعَهْدِ وَقَرَأَ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ. فَقَالُوا: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ وَنَسْمَعُ لَهُ». 8وَأَخَذَ مُوسَى الدَّمَ وَرَشَّ عَلَى الشَّعْبِ وَقَالَ: «هُوَذَا دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ هَذِهِ الأَقْوَالِ».) خروج 24: 3-8
      2- ومثال آخر يدل على أن بولس لم يوحى إليه، وهو أنه كان ذو نفس غير سوية، إذ أوقع الناس فى بعضهم البعض ليخرج هو من مأزقه، ولَعَلِمَ أن الذى يكلمه هو رئيس الكهنة، ولطبَّق الناموس ولم يشتم رئيس الكهنة: (1فَتَفَرَّسَ بُولُسُ فِي الْمَجْمَعِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ إِنِّي بِكُلِّ ضَمِيرٍ صَالِحٍ قَدْ عِشْتُ لِلَّهِ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ». 2فَأَمَرَ حَنَانِيَّا رَئِيسُ الْكَهَنَةِ الْوَاقِفِينَ عِنْدَهُ أَنْ يَضْرِبُوهُ عَلَى فَمِهِ. 3حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ بُولُسُ: «سَيَضْرِبُكَ اللهُ أَيُّهَا الْحَائِطُ الْمُبَيَّضُ! أَفَأَنْتَ جَالِسٌ تَحْكُمُ عَلَيَّ حَسَبَ النَّامُوسِ وَأَنْتَ تَأْمُرُ بِضَرْبِي مُخَالِفاً لِلنَّامُوسِ؟» 4فَقَالَ الْوَاقِفُونَ: «أَتَشْتِمُ رَئِيسَ كَهَنَةِ اللهِ؟» 5فَقَالَ بُولُسُ: «لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنَّهُ رَئِيسُ كَهَنَةٍ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: رَئِيسُ شَعْبِكَ لاَ تَقُلْ فِيهِ سُوءاً». 6وَلَمَّا عَلِمَ بُولُسُ أَنَّ قِسْماً مِنْهُمْ صَدُّوقِيُّونَ وَالآخَرَ فَرِّيسِيُّونَ صَرَخَ فِي الْمَجْمَعِ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ أَنَا فَرِّيسِيٌّ ابْنُ فَرِّيسِيٍّ. عَلَى رَجَاءِ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَمُ». 7وَلَمَّا قَالَ هَذَا حَدَثَتْ مُنَازَعَةٌ بَيْنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ وَانْشَقَّتِ الْجَمَاعَةُ) أعمال 23: 2-5
      فكيف لم يعرف أنه يُخاطب رئيس الكهنة لو أوحى إليه هذا الكلام؟ وهل أوحى الرب إليه سبه لرئيس الكهنة فيكون هذا السب مقدسًا؟
      فأين قول يسوع: (أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ)؟ متى 5: 44
      وأين قوله: (إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.)؟ متى 5: 22
      وما الذى جعله يحتد على رئيس الكهنة عندما خالف الناموس؟ أليس هو نفسه الذى ألغى الناموس والعمل به؟: (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
      أليس هو القائل: (20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.)؟ رومية 3: 20-21
      3- مثال آخر يدل على أن بولس غير موحى إليه: قال إن يسوع ظهر للتلاميذ الإثنى عشر (5وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلِاثْنَيْ عَشَرَ.) كورنثوس الأولى 15: 5 ، ونسى أن يهوذا قد مات قبل الحكم بصلب يسوع (متى 28: 16).
      4- ومثال آخر على أخطائه أنه ادعى ظهور يسوع ل (500) أخ من أتباعه ، ولم يقل أى من الأناجيل بذلك ، فمن أين أتى بهذا العلم الذى لم يعرفه تلاميذ يسوع وكتبة الأناجيل الموحى إليهم؟ (6وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ أَكْثَرُهُمْ بَاقٍ إِلَى الآنَ. وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا.) كورنثوس الأولى 15: 6
      والذى لا أفهمه أنه يقول إنه ظهر بعد ذلك ليعقوب والرسل كلهم ، فما الفرق عنده بين الرسل والتلاميذ؟ وهل يعقوب لم يكن من التلاميذ الذين ظهر لهم أولاً؟ (7وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ ثُمَّ لِلرُّسُلِ أَجْمَعِينَ.) كورنثوس الأولى 15: 7
      5- مثال آخر يدل على أنه غير موحى إليه وأنه كان كافرًا،هو اتهامه لله بالجهل والضعف والحماقة ، والجور ، والظلم:
      (25لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!) كورنثوس الأولى 1: 25
      (11وَلأَجْلِ هَذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ، 12لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ) تسالونيكى الثانية 2: 11
      فكيف يضللهم الرب حتى يصدقوا الكذب ، ثم يحاسبهم؟ أليس هذا من الجور والظلم من الرب على العباد؟ أين الرب محبة؟
      (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
      6- ذكر أن المسيح سيعود في فترة حياته ولكن بولس تُوُفِّيَ ولم يأت المسيح إلى عصرنا هذا. (15فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هَذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ. 16لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. 17ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعاً مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهَكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ.) تسالونيكى الأولى 4: 15-17
      7- ذكر أن لإبراهيم ابنين فقط. (22فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ أَنَّهُ كَانَ لِإِبْرَاهِيمَ ابْنَانِ، وَاحِدٌ مِنَ الْجَارِيَةِ وَالآخَرُ مِنَ الْحُرَّةِ.) غلاطية 4: 22 ، بينما كان لإبراهيم أبناء كثيرون. (32وَأَمَّا بَنُو قَطُورَةَ سُرِّيَّةِ إِبْرَهِيمَ فَإِنَّهَا وَلَدَتْ: زِمْرَانَ وَيَقْشَانَ وَمَدَانَ وَمِدْيَانَ وَيِشْبَاقَ وَشُوحاً. وَابْنَا يَقْشَانَ شَبَا وَدَدَانُ) أخبار الأول 1: 32
      8- ذكر بولس أنه (لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ) رومية 3: 10 ولكنه ذكر أن هابيل كان بارًا. (4بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ) عبرانيين 11: 4، وقال: (الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا) غلاطية 3: 11 وشهد لأخنوخ أيضًا بالإيمان: (5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ)عبرانيين 11: 5
      9- شبَّهَ بولس عيسى u بالنساء: (14أَمْ لَيْسَتِ الطَّبِيعَةُ نَفْسُهَا تُعَلِّمُكُمْ أَنَّ الرَّجُلَ إِنْ كَانَ يُرْخِي شَعْرَهُ فَهُوَ عَيْبٌ لَهُ؟ 15وَأَمَّا الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ تُرْخِي شَعْرَهَا فَهُوَ مَجْدٌ لَهَا لأَنَّ الشَّعْرَ قَدْ أُعْطِيَ لَهَا عِوَضَ بُرْقُعٍ)كورنثوس الأولى 11: 14-15
      وقد كان على علم أن يسوع كان يرخى شعره ولا يقصه، لأنه كان منذوراً لله، شأنه فى ذلك شأن كل فاتح رحم (أولد مولود من أمه): (23كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوساً لِلرَّبِّ.) لوقا 2: 23 ، وخروج 13: 2
      وبذلك سفَّهَ كلام الرب الآمر أن يُطلق كل منذور لله شعره ولا يقصه ، فقد كان عيسى u منذورًا لله ، لأنه أول فاتح رحم، أى أول مولود من أمه: (1وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: 2«قُل لِبَنِي إِسْرَائِيل: إِذَا انْفَرَزَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ لِيَنْذُرَ نَذْرَ النَّذِيرِ لِيَنْتَذِرَ لِلرَّبِّ 3فَعَنِ الخَمْرِ وَالمُسْكِرِ يَفْتَرِزُ وَلا يَشْرَبْ خَل الخَمْرِ وَلا خَل المُسْكِرِ وَلا يَشْرَبْ مِنْ نَقِيعِ العِنَبِ وَلا يَأْكُل عِنَباً رَطْباً وَلا يَابِساً. 4كُل أَيَّامِ نَذْرِهِ لا يَأْكُل مِنْ كُلِّ مَا يُعْمَلُ مِنْ جَفْنَةِ الخَمْرِ مِنَ العَجَمِ حَتَّى القِشْرِ. 5كُل أَيَّامِ نَذْرِ افْتِرَازِهِ لا يَمُرُّ مُوسَى عَلى رَأْسِهِ. إِلى كَمَالِ الأَيَّامِ التِي انْتَذَرَ فِيهَا لِلرَّبِّ يَكُونُ مُقَدَّساً وَيُرَبِّي خُصَل شَعْرِ رَأْسِهِ. 6كُل أَيَّامِ انْتِذَارِهِ لِلرَّبِّ لا يَأْتِي إِلى جَسَدِ مَيِّتٍ. 7أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَأَخُوهُ وَأُخْتُهُ لا يَتَنَجَّسْ مِنْ أَجْلِهِمْ عِنْدَ مَوْتِهِمْ لأَنَّ انْتِذَارَ إِلهِهِ عَلى رَأْسِهِ. 8إِنَّهُ كُل أَيَّامِ انْتِذَارِهِ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ.) عدد 6: 1-8
      10- ذكر أن المسيح جلب العار على نفسه. (12لِذَلِكَ يَسُوعُ أَيْضاً، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ. 13فَلْنَخْرُجْ إِذاً إِلَيْهِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ.) عبرانيين 13: 12-13 ، ولا يسب الإله نفسه إلا إذا كان إلهًا معتوهًا ، ولا حاجة للعاقل أن يعبد إلهًا معتوهًا!!
      11- وأنه – أى المسيح – قد صار لعنة: (اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»)غلاطية3: 13 وبذلك يكون بولس ثانى رجل يلعن المسيح بعد بطرس عندما أنكره وأخذ يحلف ويلعن أنه لا يعرفه.
      فهل رضيت عزيزى المسيحى أن تلعن من تعبده؟ هل تتخيل أن عُبَّاد البقر يقدسون هذا الحيوان، ويُحافظون عليه من اللعن والدنس، بينما أنت تلعن من تعبده؟
      12- خالف بولسُ المسيحَ عندما قرر أن ملكوت الله (الجنة) ليس مكانًا للطعام والشراب والموائد: (لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْباً». (رومية 14: 17) والمسيح يقول: (وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتاً لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي.) لوقا 22: 29-30
      وقوله أيضاً: (29وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ) متى 19: 29
      وقوله أيضاً: (25اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ اللَّهِ.) مرقس 14: 25
      والغريب أيضًا أن بولس لم يصف عيسى u مطلقًا بأحب الأسماء إليه وهو (ابن الإنسان) ، وكما تكتم كل تعاليم المسيح الخاصة بملكوت الله ، وأمثاله التى ضربها لذلك ، لم يتكلم أيضًا عن معجزة واحدة من معجزاته، ولا عن أمه العذراء، ولا عن زكريا أو يحيى ، ولا عن أحد من أقاربه أو أحبائه المعروفين فى التاريخ.
      كذلك لم يشر فى كتاباته إلى أن المسيح كان ناصريًا أو جليليًا كما تقول الأناجيل، أو حتى فلسطينيًا ، بل تجاهله تمامًا ، كما لو كان لا يريد أن يعرفه أحد أو يصل إليه إنسان. وربما لم يرد أيضًا أن يشير إلى ما يمكِّن الناس من مرجع يمكنهم من الرجوع إليه عن طريق أحد تلاميذه فيكشف بذلك كذب بولس فى دعواه!! أو إنه كان يدعو إلى مسيح آخر ، غير المسيح عيسى ابن مريم. مسيح لا يوجد إلا فى ذهنه ، شيطانًا تلبسه ولا يأمره إلا بالشر وإفساد عقيدة أتباع عيسى u (راجع أيضاً “يسوع النصرانى مسيح بولس” ع. م. جمال الدين شرقاوى ص77)
      (14فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ. 15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟) رومية 7: 14-24
      13- حدد بولس أن للمرأة التى يموت عنها زوجها أن تتزوج بمن تشاء من المؤمنين: (39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ.) كورنثوس الأولى 7: 39
      وأكد هذا القول مرة أخرى فقال: (14لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ 15وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ 16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ،) كورنثوس الثانية 6: 14-16
      وهذا يتناقض مع قوله (13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 13
      ناهيك عن إلغائه الناموس ، والختان ، وتسمية أتباع عيسى u بالمسيحيين، وفرض الخطيئة الأولى ، ذات الأصول الوثنية ، وغيرها الكثير.
      * * *

      تعليق


      • #18
        ربما يظن شخص ما أننى تحاملت على بولس، الأمر الذى سيجعلنى أؤكد أن كل ما قلته هو رأى علماء اللاهوت والباحثين الجادين أيضًا فى هذا المجال. فهم يسمون تعاليم بولس البولسية ، وينفون علاقتها بدين عيسى u ، أنقلها لكم من كتاب «بولس يقول دمروا المسيح وأبيدوا أهله» للدكتور روبرت كيل تسلر:
        رأى علماء اللاهوت فى بولس وكتاباته:
        أطلق علماء الكتاب المقدس على هذه الديانة البوليسية (نسبة لمؤلفها بولس): فقد لاحظ بولينجبروك Bolingbroke (1678 - 1751) وجود ديانتين في العهد الجديد : ديانة عيسى u وديانة بولس. وأنقل الجزء القادم من كتاب (المخدوع الأكبر فى التاريخ) لمؤلفه الدكتور روبرت كيل تسلر:
        يؤكد براون Braun - بروفسور علم اللاهوت - أن بولس قد تجاهل العنصر الإجتماعي في كتاباته تماماً، لذلك نراه قد تجاهل حب الإنسان لأخيه، وقد أرجع إليه إنتشار الرباط الواهن بين الكنيسة والدولة ، والذى أدى إلى قول كارل ماركس: إن الدين المسيحي أفيونة الشعوب (الجريدة اليومية لمدينة زيوريخ Tagesanzeiger إصدار 18/2/72 صفحة 58).
        أما غاندي Gandhi فيرى أن بولس قد شوه تعاليم عيسى u (ارجع إلى كتاب Offene Tore إصدار عام 1960 صفحة 189).
        أما رجل الدين والفلسفة المربى باول هيبرلين Paul Häberlin والتي ترتفع كل يوم قيمته العلمية، فلم يتردد في تعريف الديانة البولسية بأنها قوة الشر نفسها . فقد كتب مثلاً في كتابه الإنجيل واللاهوت "Das Evangelium und die Theologie" صفحات 57-67 ما يلي:
        "إن تعاليم بولس الشريرة المارقة عن المسيحية لتزداد سوءًا بربطها موت المسيح [عيسى u] فداءًا برحمة الله التي اقتضت فعل ذلك مع البشرية الخاطئة. فكم يعرف الإنجيل نفسه عن ذلك!
        ويقول أيضًا: "إن أفكار بولس عن الفداء لتصفع بشارة الإنجيل على وجهها. فمسيح الإنجيل هو الفادي، ولكن ليس له علاقة بذلك الفداء الذي يفهمه بولس والذي أصبح مفهوماً بسبب خصائصه المطلقة. أما مَن يعتنقها فيكون بذلك قد ابتعد عن رسالة المسيح [عيسى u].
        "وأقوى التعاليم عن اللاهوت الشيطاني وآخرها هي نظرية بولس بشأن اختيار الرحمة [الفداء]، وليس مهمًا أن يختلف معها النشاط التبشيري للرسول، بل تكمن الأهمية في أنها تعارض الإنجيل نفسه. فإذا ما كانت رحمة الله إجبارية، فلا بد لها إذن أن تشمل البشرية كلها، فلو لم يتنصر كل الناس في المستقبل، فسيرهق هذا المسيحي دائماً بدافع الحب في أن يكسب غير الأبرار إلى هذا البر، وإذا ما فشل فسيعتبر هذا قضاء الله، ولكنه سوف يراه بمثابة واقع إلهي."
        "وهذا يعني أنه سوف يؤمن برحمة الله. ولكنه سيتألم لأنه ليس كل المؤمنين بها من الأبرار، ويزداد هذا الألم عند إيمانه بأن كل شيء جميل أمام الله، سواء كان هذا كائنًا موجودًا أو سيحدث هذا فيما بعد، فهو حسن عند الله، فكيف لنا أن نصدر حكمًا ضد ذلك."
        "أما تعاليم بولس فتقضي بالنقيض من ذلك "(ولنا عودة في هذا الموضوع). وكتب كذلك رجل اللاهوت الذي يتمتع بشهرة خاصة أدولف هارنك في كتابه تاريخ العقائد Die Dogmengeschichte صفحة (93) موضحًا أن: "الديانة البولسية لا تتطابق مع الإنجيل الأساسي".
        كذلك انتهى رجل الدين إيمانويل هارتمان Emanuel Hartmann إلى أن مسيحية اليوم (وخاصة تعاليم الفداء) لا علاقة لها بالمسيح [عيسى u]، ولكن ترجع أصولها إلى مؤسسها بولس.
        ويوضح بروفسور اللاهوت هاوسرات Hausrat في كتابه (بولس الحواري) Der Apostel Paulus أنه لو كان بولس قد بشر فعلاً بتعاليم المسيح [عيسى u]، لكان وضع أيضاً ملكوت الله في مركز بشارته. فهو يبدأ ديانته التي اخترعها بمفهوم كبش الفداء، فهو يرى أن الله قد أنزل شريعته لتزداد البشرية إثماً على آثامها.
        فما تقدره حق تقديره عند المسيح [عيسى u] لا تراه يمثل شيئًا مطلقاً عند بولس، الذي تهبط الأخلاق عنده تحت مستوى الشريعة، بدلاً من أن يكملها، كما أراد المسيح [عيسى u] ، لأن بولس كان يكره في الحقيقة كل جهد ذاتي .
        والأسوأ من ذلك أن تعاليم بولس قد صدقها الناس في الوقت الذي فعل فيه المسيح [عيسى u] كل شيء من أجلنا.
        أما البروفسور دكتور كارل هيلتي Carl Hilty - فيلسوف ومحامي سويسري شهير- قد لفظ تعاليم بولس عن الفداء الدموي نهائيًا، ووصف تعاليمه عن "اختيار الرحمة" أنها "أحد أكثر أجزاء العقيدة المسيحية ظلامًا" ارجع إلى كتابه (السعادة : Das Glück الجزء الثالث صفحات 167، 363).
        ويؤكد بروفسور اللاهوت الشهير يوليشر Jülicher في كتابه (بولس وعيسى Paulus und Jesus إصدار عام 1907 صفحات 52 / 72) أن الشعب البسيط لا يفهم تخريفات بولس الفنية (اقرأها "التحايل والسفسطة") ولا المتاهات التي تدخلنا في أفكاره، فلم يعتبر المسيح [عيسى u] نفسه مطلقًا أحد صور العبيد، ولم يتكلم البتة عن قوة تأثير موته: أي موته فداءًا، ولم يشغله غير فكرة وجود أرواح طاهرة قبل موته (وقد تبنى بولس هذه الفكرة أيضاً).
        كذلك لاحظ يوليشر من القرائن التاريخية أن النقض كان موجها دائمًا إلى بولس (ص13). ويضيف أيضا - وهو مُحِقٌ في ذلك - أنه كان من المتوقع أن نُعطي للمسيح [عيسى u] الأولوية في ظل هذه التناقضات، إلا أن الكنيسة قد فعلت العكس تماماً، أي إنها فضلت بولس عن المسيح [عيسى u].
        كذلك توصل سورين كيركيجارد Sören Kierkegaard إلى أن السيادة التي نالتها ديانة بولس، ولم يتساءل عنها أحد (للأسف) ، هي التي غيرت العقيدة المسيحية الحقة من أساسها، وجعلتها غير مؤثرة بالمرة (اقتباس من المرجع السابق ل Ragaz صفحة 19).
        كذلك وجد يواخيم كال Joachim Kahl - وهو أيضاً من رجال الدين - أن كل ما يسيء المسيحية فترجع أصوله إلى بولس.
        أما الكاتب يوحنا ليمان Johnnes Lehmann فقد قال فى نهاية بحثه إن بولس قد قلب تعاليم عيسى رأسًا على عقب (ص151 من كتابه Jesus Roport).
        كما ذكر في كتيب (المسيحية ليست دينًا جديدًا Das Christentum war nichts Neues) أن تعاليم بولس عن الفداء بل وديانته نفسها ليست إلا نسخة متطابقة مع الأديان الوثنية التي سبقت المسيحية (مثل ديانات: أنيس ، وديونيس ، ومترا وغيرهم). وتعاليمه هذه هى لُب رسالته.
        والعارفون لهذه القرائن يرون أن المسيح [عيسى u] ، قد رفض هذه الأفكار تمامًا، إلا أن نفس هذه الأفكار قد حول بولس بها المسيحية إلى أحد الأديان الوثنية الغامضة، وبذلك تكونت ديانة جديدة تمامًا، ولم يكن بإمكانه الإبتعاد عن ديانة المسيح [عيسى u] وتعاليمه بصورة تفوق ما اقترفه، ومن يُعارض ذلك فلن يلق من أمره إلا الحيرة التامة وسيكون غير موضوعى بالمرة.
        وأكثر الناس معرفةً لهذه القرائن هو رجل الدين الكاثوليكي السابق والباحث الديني ألفريد لوازي Alfred Loisy، وهو قد ساق لنا التناقض الصارخ بين رسالة المسيح [عيسى u] وتعاليم الفداء البولسية في أعماله الشاملة: le sacrificeEssai historique sur إصدار باريس عام 1920 وأيضًاLes mystères païens et le mystère chrètien إصدار باريس عام 1930.
        وقد صرح لوازي في أعماله المذكورة أن المسيح [عيسى u] لم يكن لديه أدنى فكرة عن مثل هذا الدين الوثني الغامض، الذي أبدله بولس برسالته، والمسيح [عيسى u] منها برىء (وهو هنا يتكلم عن تحوُّل، وإبعاد، وتغيير).
        فقد أقام بولس المسيحية على قاعدة تختلف تمامًا عن تلك التي بنيت عليها رسالة المسيح [عيسى u] ، لذلك تحولت رسالة المسيح [عيسى u] إلى ديانة من ديانات الخرافات الأسطورية، فقد جعل بولس المسيح [عيسى u] في صورة المخلّص الفادي التي تعرفها الأديان الأخرى الوثنية، وفيما بعد سيطرت أسطورة الفداء هذه على إنجيل المسيح [عيسى u] الذي لم يعتنقه العالم القديم، واعتنق بدلاً منه خرافة أخرى لا علاقة للمسيح [عيسى u] بها .
        كذلك تحدث لوازي عن تحول بولس وانسلاخه، وأكد أن فكرة هذه الديانة الوثنية الغامضة لم تكن فكرة المسيح [عيسى u] ، الأمر الذي أبدل روح الإنجيل بروح أخرى تمامًا.
        وقال القس البروتستانتي كورت مارتي Kurt Marti ؛ إن بولس قد غيّر رسالة المسيح [عيسى u] تمامًا (Exlibris Heft إصدار ديسمبر 1973، صفحة 5).
        وقال بروفسور اللاهوت الشهير فرانتس فون أوفربيك Franz Von Overbeck: "إن كل الجوانب الحسنة في المسيحية ترجع إلى المسيح [عيسى u]، أما كل الجوانب السيئة فهي من عند بولس" إقتباس من Ragaz من كتاب (هل هذا إصلاح أم تقهقر ؟ Reformation vorwärts oder rükwärts? " صفحة 18 .
        ويرى بفيستر في كتابه (المسيحية والخوف Das Christentum und die Angst صفحة 400) أن الإصلاح الديني هذا فضَل التمسُّك بتعاليم بولس عن الرسالة الحقة للمسيح [عيسى u].
        كما لاحظ بروفسور اللاهوت الشهير بفلايدرر O. Pfleiderer- بجانب العديد من الرسائل الأخرى المتعلقة بالموضوع - أن وجهة نظر بولس عن عملية الفداء الأسطورية بموت المسيح [عيسى u] كانت غريبة تماماً عن الأمة المسيحية الأولى (كما كانت غريبة أيضاً عن المسيح [عيسى u]) (إرجع إلى نشأة المسيحية Die Entstehung des Christentums صفحة 146) . وقد ذكر أشياء كثيرة منها:
        "إن وجهة النظر الغريبة التي تتعلق بموت المسيح [عيسى u] تقضي بموت المسيحيين ونشورهم بطريقة غامضة لم تكن معروفة عند الأمة المسيحية الأولى لذلك لم يشتق مصطلح الفداء من كلمة التضحية.
        أما الكاتب الكاثوليكي ألفونس روزنبرج Alfons Rosenberg كاتب في علم النفس واللاهوت - فقد تناول في كتابه (تجربة المسيحية Experiment Christentum" إصدار عام 1969) موضوع بولــس وأفرد له فصــلاً بعنوان "من يقذف بولس إلى خارج الكتاب المقدس؟ " وقد قال فيه: "وهكذا أصبحت مسيحية بولس أساس عقيدة الكنيسة، وبهذا أصبح من المستحيل تخيل صورة عيسى [u] بمفرده داخل الفكر الكنسي إلا عن طريق هذا الوسيط.) أ.هـ.
        وهناك الكثير من أقوال علماء الكتاب المقدس الذين يرفضون بولس وتعاليمه تمامًا ، بل رفضها التلاميذ وأتباع عيسى u ، بل إنهم رفضوا بولس وتعاليمه ضمن الكتاب المقدس ، لأن أحسن وأقدم المخطوطات اليدوية - تبعا لرأيهم . لا تحتوى على رسائل بولس، وسوف أستشهد هنا بأقوال علماء الكتاب المقدس ، بل سأستشهد بالكتاب نفسه: (30وَلَمَّا كَانَ بُولُسُ يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ بَيْنَ الشَّعْبِ لَمْ يَدَعْهُ التَّلاَمِيذُ.) أعمال الرسل 19: 30
        وعاد إلى أورشليم، بل وأدانه شيخ التلاميذ وحكم عليه بالضلال وأمره أن يتطهَّر من آثام هرطقته التى علمها الناس ، وأرسلوا لهم من يصحِّح عقيدتهم، وأمر بولس أن يظهر أمام الناس متبعًا للناموس. وهذا يعنى أن تلاميذ يسوع أنفسهم قد رفضوا تعاليمه وعقائده، فكيف تقبلوها أنتم؟ وبأى حق تغيروا دين الله ورسوله وعقائد تلاميذ عيسى u ؟:
        (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ 27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ». 29لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا مَعَهُ فِي الْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى الْهَيْكَلِ. 30فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.)أعمال الرسل 21: 17-32
        وعلى ذلك فإن بولس ليس بمؤمن من أتباع عيسى u ، وأثبتنا ذلك بكتاباته هو نفسه ، ويكفى تدليلاً على ذلك أنه قام بإلغاء الناموس الذى كان ملزمًا لعيسى u وأتباعه ، وسب يسوع ، وسب الرب. ناهيك عن كذبه ونفاقه وأخطائه فى التشريع.
        * * *




        أهمية العهد القديم وكتب الأنبياء فى موضوع الصلب والفداء:
        وإلى هنا نكون قد تناولنا ما يُثبت أن عيسى u كان نبيًا بشرًا مرسل من عند الله، والرسول لا يكون هو الراسل، وعلى ذلك فلم يكن هو الله سبحانه وتعالى، وأن عيسى u وقف متحديًا اليهود أنهم لن يتمكنوا منه ، ولن يصلبوه ، وأن الله تعالى سيرفعه إليه ، لأنه كان يفعل فى كل حين ما يرضيه. وأن هذا الكلام الذى يقوله ليس كلامه هو نفسه ، بل كلام الله الذى أرسله.
        وأثبتنا أن ما قاله بولس من فرية الخطيئة والفداء هى فكرة وعقيدة وثنية ، نهى الله عنها فى الكتاب ، وإن كنا لم نتناول كل النصوص الدالة على ذلك بعد. وأثبتنا أن بولس هو عميل الشيطان الأول فى هدم دين عيسى u ، كما أثبتنا أنه لم يكن صادقًا ، ولم يكن أمينًا فى دعوته ، وأنه لم يوح إليه. كما أثبتنا أن آباء الكنيسة أنفسهم لا يثقون ببولس ولا بكتاباته ، فمنهم من يقول إنه لم يكتب إلا بضعة أسطر ، ومنهم من يعزو هذه الرسائل لغيره دفاعًا عن بولس نفسه. وهذا الأمر الأخير لن نتناوله ، حيث لا يعنينا إلا الرسائل المنسوبة لبولس فى الكتاب الذى يقدسه القمص، وشخصية هذا الرجل كما يصورها الكتاب. الأمر الذى يجعلنا نرفض كل كتاباته ورسائله ، دون زيادة بحث.
        وقبل أن نتناول موضوع النصوص النافية لقضية الخطيئة الأولية والفداء وأن إله المحبة أضمر كل الحنق على البشرية بسبب خطيئة حواء، فلم يتمكن من أن يغفر لها، وحمَّل البشرية إثمها، إلى أن نزل وتجسَّد وأُعدم صلبًا، ونزل إلى الجحيم لمدة ثلاثة أيام ، غفر فيها للبشرية الذنب الذى لم تقترفه.
        ونريد أن نتفق على أن عيسى u لم يذكر آدم أو حواء أو كلمة الخطيئة الأولى مطلقًا أو الصلب فداءًا للبشرية، أو ما شابه ذلك مما أقره بولس فى رسائله. ومعنى أنه لم يذكره وهو أساس الدين عندكم ، إمَّا أن حذفه مغرضون من كتابكم، الأمر الذى يعنى التحريف وبالتالى رفض لكل الكتاب وعقائده. وإمَّا نسى أن يذكره، وهذا يجعلكم ترفضونه كإله ، وترفضون كتابه ، لأنه ربما نسى شيئًا آخرًا أيضًا. وإمَّا تجاهله لعلم الناس بأنه من المنهى عنه ، أو تحقيرًا لهذا الأمر، لأنه يقدح فى رحمة الله ومحبته وعدله.
        الأمر الذى يجعلنا نرجع إلى كتب الناموس والأنبياء لندرس آراءهم حول هذا الموضوع. وسواء آمنت أن يسوع إله ، فعليك أن تؤمن أن هذا الذى جاء فى العهد القديم هو وحىٌ منه، أو آمنت أنه رسول من عند الله فقط ، فعليك أن تتبع ما جاء هو نفسه به. وهو لم يأت بهذا الفكر مطلقًا.
        ويكفينا تدليلا على أهمية الناموس وأنه كان تابعًا لناموس موسى u وكتابه، أنه كان يُعلِّم اليهود أنفسهم فى معبدهم. وإلا كيف تبرر ذلك عزيزى القمص زكريا بطرس؟ فلو أتى يسوع بدين جديد لكان إرهابيًا متطرفًا مغتصبًا لمكان عبادة اليهود ليدرس فيه دينه وتعاليمه الجدد!!
        وليست هذه بدعة منى أسبق بها علماء اللاهوت. فكل منهم يؤمن أن يسوع هو الإله ، الذى أوحى بالكتاب كله بعهديه. لذلك يُحاول كل منهم التدليل على صدق عقيدة ألوهية يسوع أو الصلب أو فداء البشرية من الخطيئة الأولى من العهد القديم وكتب الأنبياء ، على أساس أن المسيحية امتدادًا لليهودية، وحلقة فى سلسلة الدين الواحد، الذى جاء به كل نبى قبل يسوع.
        ويكفيك عزيزى المسيحى أنك تؤمن أن كل الكتاب موحى به من الله، وتؤمن كذلك أنه لا يستطيع بشر أن يُحرف هذا الكتاب أو يحرِّف نقطة واحدة فيه.
        وكنا قد دلَّلنا من الكتاب على أهمية الناموس وكتب الأنبياء، وضرورة العمل بها، وإلا تعرض المرء لغضب الله ، والطرد من رحمته ، ناهيك عن تضييق الرزق، والهزيمة من الأعداء. كما أثبتنا أنه لا يوجد نبى إلا واتبع تعاليم الله (الناموس أو التوراة)، ولم يشذ عيسى u عن أحد منهم.
        وأذكِّرُك بقول الرب عن شريعته: (ناموس الرب بلا عيب) المزمور 18: 7 ، بل إن (ناموس الرب كامل) مزمور 19: 7 ، و(26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ».) تثنية 27: 26
        وبقوله: (... هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هَذَا الْعَهْدِ 4الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ آبَاءَكُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ ...) إرمياء 11: 3-4
        وقبل أن نبدأ فى معالجة هذا الموضوع أحب أن يقرأ القارىء هذا الفصل من سفر حزقيال قراءة متأنية ، وسيتبيَّن له منه المعانى السامية الآتية: أن الله غفور، ورحيم، ولا يظلم الناس شيئًا، ويُجازى المحسن بالحسنى، ويعاقب المسىء على إساءته، فإن تاب وأصلح ، يغفر له ما كان.
        قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (38) سورة المدثر
        وقال: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (21) سورة الطور
        وقال: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى} (39-41) سورة النجم
        وقال: {فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (39) سورة المائدة
        وقال: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} (110) سورة النساء
        وقال: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (18) سورة فاطر
        وقال: {إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} (10) سورة نوح
        وقال: {إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} (3) سورة النصر
        ونقرأ الآن نفس هذه المعانى فى سفر حزقيال:
        (1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ, قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ 3حَيٌّ أَنَا يَقُولُالسَّيِّدُ الرَّبُّ, لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هَذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. 4هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. 5وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَـانَ بَارّاً وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً, 6لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ, وَلَمْ يُنَجِّسِ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ وَلَمْ يَقْرُبِ امْرَأَةً طَامِثاً, 7وَلَمْ يَظْلِمْ إِنْسَاناً, بَلْ رَدَّ لِلْمَدْيُونِ رَهْنَهُ, وَلَمْ يَغْتَصِبِ اغْتِصَاباً بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً, 8وَلَمْ يُعْطِ بِـالرِّبَا, وَلَمْ يَأْخُذْ مُرَابَحَةً, وَكَفَّ يَدَهُ عَنِ الْجَوْرِ, وَأَجْرَى الْعَدْلَ الْحَقَّ بَيْنَ الإِنْسَانِ, وَالإِنْسَانِ 9وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَـامِي لِيَعْمَلَ بِـالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 10[فَإِنْ وَلَدَ ابْناً مُعْتَنِفاً سَفَّاكَ دَمٍ, فَفَعَلَ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ 11وَلَمْ يَفْعَلْ كُلَّ تِلْكَ, بَلْ أَكَلَ عَلَى الْجِبَالِ وَنَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 12وَظَلَمَ الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ, وَاغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, وَلَمْ يَرُدَّ الرَّهْنَ, وَقَدْ رَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى الأَصْنَامِ وَفَعَلَ الرِّجْسَ, 13وَأَعْطَى بِـالرِّبَا وَأَخَذَ الْمُرَابَحَةَ, أَفَيَحْيَا؟ لاَ يَحْيَا! قَدْ عَمِلَ كُلَّ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ فَمَوْتاً يَمُوتُ. دَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ! 14[وَإِنْ وَلَدَ ابْناً رَأَى جَمِيعَ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا فَرَآهَا وَلَمْ يَفْعَلْ مِثْلَهَا. 15لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَلاَ نَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 16وَلاَ ظَلَمَ إِنْسَاناً وَلاَ ارْتَهَنَ رَهْناً وَلاَ اغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً 17وَرَفَعَ يَدَهُ عَنِ الْفَقِيرِ وَلَمْ يَأْخُذْ رِباً وَلاَ مُرَابَحَةً, بَلْ أَجْرَى أَحْكَـامِي وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي, فَإِنَّهُ لاَ يَمُوتُ بِإِثْمِ أَبِيهِ. حَيَاةً يَحْيَا. 18أَمَّا أَبُوهُ فَلأَنَّهُ ظَلَمَ ظُلْماً وَاغْتَصَبَ أَخَاهُ اغْتِصَاباً, وَعَمِلَ غَيْرَ الصَّالِحِ بَيْنَ شَعْبِهِ, فَهُوَذَا يَمُوتُ بِإِثْمِهِ. 19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟ 24وَإِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْماً وَفَعَلَ مِثْلَ كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي يَفْعَلُهَاالشِّرِّيرُ, أَفَيَحْيَا؟ كُلُّ بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ لاَ يُذْكَرُ. فِي خِيَانَتِهِ الَّتِي خَانَهَا وَفِي خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا يَمُوتُ.) حزقيال 18: 1-24
        ما رأيك عزيزى المسيحى؟ ألا تعجبك صورة هذا الإله الرحيم الذى يغفر ذنوب عباده؟ أم تعجبك صورة الإله الذى أضمر الكره والغضب فى قلبه طوال هذه السنين، وبالتالى حبس المؤمن مع الكافر ، والبار مع الفاجر فى أتون النار ، إلى أن يتحنَّن عليهم، وينزل متجسِّدًا ، ويُهان من عبيده ، فمنهم من يسبه ، ومنهم من يبصق على وجهه، ومنهم من يصفعه، وأخيرًا قيَّدوا حركته، وانتزعوا منه روحه، ومات؟
        * * *

        تعليق


        • #19
          الكتاب المقدس ينفى توارث الخطيئة:
          لقد نوِّه الله تعالى وأكَّد مرارًا أنه إله رحيم ، وعادل، ويحب أن يُدخل عبده الجنة ليعيش فيها خالدًا. وأسوق إليكم الأدلة النقلية من الكتاب المقدس ، مُطعَّمَة بتساؤلات وتحليلات عقلية. وسوف أقسمها إلى خمسة أقسام:
          أولاً : نصوص صريحة تنفى توارث الخطيئة
          ثانيًا : نصوص تدل على المسئولية الفردية على الأعمال
          ثالثًا : نصوص تدل على رحمة الله التى تتعارض مع توريث الخطيئة
          رابعًا : نصوص تدل على أن الله غفار لمن تاب وعمل صالحًا
          خامسًا : نصوص تدل على وجود أبرار غير حاملين للخطيئة الأولى
          أولاً: نصوص صريحة تنفى توارث الخطيئة:
          1- إن أول ما نبدأ به هو أنه لا توجد من الأساس ما يُسمَّى بالخطيئة المتوارثة، فقد أعطى الله آدمَ الحكمة، فاستغفر، وتقبل الله توبته: فالحكمة (هي التي حفظت أول من جبل أبًا للعالم لما خلق وحده ، وأنقذته من زلته وآتته قوة ليتسلط على الجميع) الحكمة 10: 1-2
          استوقفنى هذا النص طويلا. إن هذا النص يعنى بقوله (وأنقذته من زلته وآتته قوة ليتسلط على الجميع) أن آدم هو سبب الخطيئة الأولى، وليست حواء، مُخالفة بذلك قول بولس إن الحية لم تغوى إلا حواء ، ولم تغوِ أدم. (كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا) كورنثوس الثانية 11: 3 ، و(14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي،) تيموثاوس الأولى 2: 14
          وفى نفس الوقت تؤكد أن الله تعالى تاب على آدم ، وإلا كيف أنقذته من زلته؟ وهو مصداقًا لقول الله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (37) سورة البقرة
          من الأدلة الأخرى على توبة الله على آدم وحواء أنه صنع لهما أقمصة بمجرد نزولهما ، وكان يمكنه أن يتركهما للتعب والشقاء والبرد أو الحر. لأن ما فعله الرب لا يدل على غضبه عليهما: (21وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.) تكوين 3: 21
          2- قال لوقا فى نسب يسوع: (شِيتِ بْنِ آدَمَ ابْنِ اللهِ.) لوقا 3: 38
          فقد ذكره يسوع الإله عندكم عزيزى القمص فنسبه لله مباشرة تشريفًا له. ومن أقوال يسوع أن أولاد الله هم المؤمنون به وباسمه فاعلو الخيرات، الأمر الذى يدل على أن الرب حسبه فى عداد المؤمنين، ولا يكون ذلك إلا إذا كان الله قد تاب عليه:
          (وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.) يوحنا 1: 12-13
          ويقول يوحنا: (18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.) يوحنا الأولى 5: 18 ، الأمر الذى يدل على أن الله قد غفر له خطيته ، ومحاها من الوجود لصدق توبته. لذلك سمَّاه ابن الله.
          3- وهناك من النصوص الصريحة التى لا يعرضها محبٌ للمعارضة، وهى تنص صراحة على أن كل إنسان يتحمل نتيجة خطأه، مثل: (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
          4- (6وَلَكِنَّهُ لَمْ يَقْتُلْ أَبْنَاءَ الْقَاتِلِينَ حَسَبَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى، حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ: [لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ مِنْ أَجْلِ الْبَنِينَ، وَالْبَنُونَ لاَ يُقْتَلُونَ مِنْ أَجْلِ الآبَاءِ. إِنَّمَا كُلُّ إِنْسَانٍ يُقْتَلُ بِخَطِيَّتِهِ].) ملوك الثانى 14: 6
          5- (4وَأَمَّا بَنُوهُمْ فَلَمْ يَقْتُلْهُمْ بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الشَّرِيعَةِ فِي سِفْرِ مُوسَى حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ: [لاَ تَمُوتُ الآبَاءُ لأَجْلِ الْبَنِينَ وَلاَ الْبَنُونَ يَمُوتُونَ لأَجْلِ الآبَاءِ بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ لأَجْلِ خَطِيَّتِهِ].) أخبار الأيام الثانى 25: 4
          6- (29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: [الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. 30بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ]. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء 31: 29-30
          7- (20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ)حزقيال 18: 20
          فقرار الله سبحانه وتعالى هو (لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ)،وبسبب تعجب الناس، أو لكى لا يتعجب الناس من هذا الحكم ، وضَّح الله لهم السبب: وهو أن هذا الابن التزم بجميع فرائض الله تعالى، وأقام العدل، فلا بد أن يكون جزاؤه الجنة. (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا.) حزقيال 18: 19
          ولأنه إله رحيم وعادل، لا يُسر بموت الشرير، بل بتوبته وعودته إلى الله مرة أخرى، ويقابل الله توبته وندمه على معاصيه السابقة بالغفران، والخلود فى الجنة. وذلك لأنه إله عادل، إله للمحبة، وليس إلهًا ظلمًا غاشمًا!!
          فقال: (21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 21-23
          إن شر شاول الملك, لم يحمله ابنه يوناثان البار. ويوشيا الملك الصالح, لم يحمل إثم آمون أبيه, ولا جده منسى, ولا باقى أجداده. ولم يحمل آدم وحواء وزر ابنهما القاتل، ولم تحمل ذرية الأب القاتل وزره. ولم يحمل يسوع وزر جده داود الزانى، ولا وزر جده سليمان الكافر.
          وقد يعترض القمص زكريا بطرس أنه بذنب داود وسليمان ويهوياقيم حرم الرب نسلهم من وراثة كرسى داود. وذلك بقول الكتاب: (30لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَاراً وَلِلْبَرْدِ لَيْلاً.) إرمياء 36: 30 ، وذلك لأنه أحرق كتاب الله: (32فَأَخَذَ إِرْمِيَا دَرْجاً آخَرَ وَدَفَعَهُ لِبَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا الْكَاتِبِ فَكَتَبَ فِيهِ عَنْ فَمِ إِرْمِيَا كُلَّ كَلاَمِ السِّفْرِ الَّذِي أَحْرَقَهُ يَهُويَاقِيمُ مَلِكُ يَهُوذَا بِالنَّارِ وَزِيدَ عَلَيْهِ أَيْضاً كَلاَمٌ كَثِيرٌ مِثْلُهُ.) إرمياء 36: 32
          (21فَإِنَّ عَهْدِي أَيْضاً مَعَ دَاوُدَ عَبْدِي يُنْقَضُ فَلاَ يَكُونُ لَهُ ابْنٌ مَالِكاً عَلَى كُرْسِيِّهِ وَمَعَ اللاَّوِيِّينَ الْكَهَنَةِ خَادِمِيَّ.) إرميا 33: 21
          لكن الواقع يُكذِّب قول الكتاب هذا ، فقد ورث يسوع كرسى داود ، وهو من نسل داود وسليمان ويهوياقيم. فأحد القولين كذب مدسوس على الكتاب. وهذا سيدخلنا فى موضوع آخر، وهو موضوع تحريف الكتاب الذى يقدسه القمص زكريا بطرس أو موضوع نبوة يسوع.
          ويفترض المسيحى المثال التالى: إذا سرق الرجل الذى يعول أسرته ، وقبض عليه ودخل السجن، ألن تتأثر الأسرة نفسيًا وماديًا بهذا الحدث؟ إذن الذنوب تؤثر فى الآخرين ، وهذا هو ما نسميه بتوارث الخطيئة أو تعدى أثرها على الغير.
          وفى الحقيقة هذا حق يُراد به باطل. فالأسرة ستتأثر بالفعل بما حدث ، بل إنها تتأثر بما يحدث للأصدقاء والجيران أيضًا تأثيرًا نفسيًا. لكن ليس هذا تحمُّل للذنب، ولكنه ابتلاء، يؤجروا عليه، إذا صبروا ، بينما ما فعله الأب ذنب يُعاقب عليه. وهناك فرق كبير فى المفهوم. فالمسيحى قام بإلغاء رحمة الرب واتهمه بالظلم، وخالف نصوص كتابه. أما أسرة المذنب فهى من وجهة نظر الله العادل الرحيم لا تستحق أن يقسو عليها بل تستحق رحمته وعطفه وإحسانه، بسبب الجريمة التى ارتكبها الأب، وأوقعت الأسرة فى مشاكل مادية ومعنوية.
          وإذا كان هذا هو قانون الله الرحمن الرحيم، الغفور الودود، فلماذا لم يغفر لآدم وحواء إذن ذنبيهما؟ وأى رحمة أو محبة ترونها فى تعذيب الرب للبرىء، وتركه المذنب الحقيقى؟ ألا ترى عزيزى القمص أن أسطورة الصلب والفداء هذه تنزع من الرب كل صفات الألوهية من عدل وقداسة وعزة ورحمة وغفران وقدرة وحكمة وعلم؟ فلمصلحة من غير الشيطان الإيمان بهذه الأسطورة؟
          وكيف يصلب نفسه (أو ابنه) وهو يقول. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ؟ فى أى دين من الاثنين كان وحى الرب كاذبًا؟ أم هل هو إله ذو نزوات ليوحى هنا بعقيد ويفسدها بعقيدة أخرى مع نبى آخر؟
          8- قال موسى وهارون لله: («اللهُمَّ إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ هَل يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلى كُلِّ الجَمَاعَةِ؟») العدد 16 : 22
          فهل تريدون القول إن موسى وهارون كانا أرحم من الرب وأعدل منه حتى يُطالباه بمحاكمة المذنب فقط أو الصفح عنه أو إمهاله ربما يتوب؟ وهل لو علم موسى وهارون بوجود الخطيئة الأزلية لكانا اعترضا أيضاً فى هذا المقام؟
          إن النصوص السابقة لهى كافية لتقتنع عزيزى المسيحى بعدم توارث الخطيئة التى يقترفها الآباء. ولكننى سأواصل عرض الفقرات الأخرى النافية لهذه العقيدة. ولكن هذا النص استوقفنى.
          9- (22لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ جِئْتُ وَكَلَّمْتُهُمْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ وَأَمَّا الآنَ فَلَيْسَ لَهُمْ عُذْرٌ فِي خَطِيَّتِهِمْ. 23اَلَّذِي يُبْغِضُنِي يُبْغِضُ أَبِي أَيْضاً. 24لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ عَمِلْتُ بَيْنَهُمْ أَعْمَالاً لَمْ يَعْمَلْهَا أَحَدٌ غَيْرِي لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ رَأَوْا وَأَبْغَضُونِي أَنَا وَأَبِي.) يوحنا 15: 22-24 ،
          أى إنه قبل يسوع لم يكن لهم خطيئة، الأمر الذى يفنِّد ما ادعاه بولس من توارث خطيئة حواء! إن خطيئتهم الوحيدة هى تكذيب يسوع.
          صدق الله العظيم فى قوله: {مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}(15) الإسراء
          10- كيف قال: (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً) متى10: 34. وقال: (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟ ... 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً.) لوقا 12: 49-51، لو كان صحيحًا قد أتى ليفدى الناس؟ أليس فداء الناس سلام لهم أم نار وقتل؟
          وهل ضنَّ على عبيده بكلمة واحدة هى لُبُّ عقيدته ، وأساس مجيئه كما يعتقد المسيحيون؟ وهل السيف الذى جاء به أهم من فداء البشرية؟ أليس غريبًا أن يذكر هذا ويتغاضى عن أساس عقيدتكم؟ أليس من المخالف للعقل والمنطق أن يحكى عن دخوله أورشليم راكبًا على أتانة وجحش وينسى أهم أسس عقيدته؟ فهل الجحش عنده أهم من دينه وأهم من أسباب خلاص البشرية؟
          11- سُئلَ عيسى u (16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». 18قَالَ لَهُ: «أَيَّةَ الْوَصَايَا؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. 19أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». 20قَالَ لَهُ الشَّابُّ: «هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي. فَمَاذَا يُعْوِزُنِي بَعْدُ؟» 21قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبِعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي». 22فَلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ الْكَلِمَةَ مَضَى حَزِيناً لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ.)متى19: 16-22 ولوقا18: 18-23
          ماذا قال له عيسى u؟ هل قال له: تؤمن بعقيدة الصلب والفداء؟
          لا. قال له تشهد أنه واحد فقط هو الإله الصالح (أى توحِّد الله فى أسمائه وصفاته، وتُنسب له كل صفات الكمال والأسماء الحسنى) ثم تأتى بالأعمال الصالحة. فأين هنا عقيدة الصلب والفداء؟ وما أهمية حفظ الوصايا هنا لو كان الخلاص بالصلب؟
          وأين هذا من أقوال بولس؟
          (18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ) رومية 5: 18
          (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
          (23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
          12- إن عيسى u قدَّم الكثير من الأدلة على أن دينه ليس هو الدين الخاتم ، ويكفينا تدليلا على ذلك أنه لم يأت بتشريع جديد، بل جاء تابعًا لشريعة موسى u، التى قال فيها أنه لم يأت لنقضها (متى 5: 17-19).
          بل قالها صراحة للمرأة السامرية وأخبرها أن الخلاص الحقيقى سيكون من اليهود وليس من وسطهم، كما غيرت بعض التراجم الحديثة، وقت أن يأتى الساجدون الحقيقيون، الذين يسجدون لا لهذا الجبل (عيبال) ولا لذاك الجبل (جرزيم)، أى ليسوا من السامريين ولا من العبرانيين: (20آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هَذَا الْجَبَلِ وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ». 21قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ لاَ فِي هَذَا الْجَبَلِ وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. 22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ - لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ.) يوحنا 4: 20-22
          E(43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ.) متى 21: 43
          E (20اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمُ: الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».) يوحنا 13: 20
          E(14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 14
          E (15«إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ 16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ.) يوحنا 14: 15-17
          E (26وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.) يوحنا 14: 26
          E (26«وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. 27وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الاِبْتِدَاءِ») يوحنا 15: 26-27
          E (5وَأَمَّا الآنَ فَأَنَا مَاضٍ إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَسْأَلُنِي أَيْنَ تَمْضِي. 6لَكِنْ لأَنِّي قُلْتُ لَكُمْ هَذَا قَدْ مَلَأَ الْحُزْنُ قُلُوبَكُمْ. 7لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي وَلَكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. 8وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ.) يوحنا 16: 7-11
          E (13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.) يوحنا 16: 13-14
          وبما أن رسالته ليست هى الرسالة الأخيرة ولا الرسالة الخالدة وأنه تنبأ عن نبى آخر يأتى بعده مرسل من عند الله ، فلماذا الصلب والفداء؟
          ولماذا لم تظهر هذه العقيدة إلا بعد اختفاء عيسى u؟
          ولو كان هو الله وقد نزل لإعلان هذه الرسالة للعالم ، فلماذا خاف من خلقه ولم يُعلنها لهم صراحة؟
          ولماذا ضحك على أنبيائه وعبيده كل هذا العمر ولم يعلن رسالته لهم بصراحة؟
          ولو صدقنا أنه إله رحمة وليس ذبيحة، فأين رحمته بابنه عندما دفعه للموت بسبب ذنب آخرين؟
          وكيف نصدق أنه إله عادل إذا كان هذا هو عدله يدخل أنبياءه ورسله وعباده الصالحين النار فى انتظار صلب ابنه (أقصد حتى يُصلَب هو) ثم ينزل إلى الجحيم ليخلصهم؟!! (9وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضاً فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلَأَ الْكُلَّ.) أفسس 4: 9-10
          13- طالب يسوع تلاميذه بشراء سيوفًا ، ولو اضطرون لبيع ملابسهم: (35ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حِينَ أَرْسَلْتُكُمْ بِلاَ كِيسٍ وَلاَ مِزْوَدٍ وَلاَ أَحْذِيَةٍ هَلْ أَعْوَزَكُمْ شَيْءٌ؟» فَقَالُوا: «لاَ». 36فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً. 37لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضاً هَذَا الْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ جِهَتِي لَهُ انْقِضَاءٌ». 38فَقَالُوا: «يَا رَبُّ هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ: «يَكْفِي!».) لوقا 22 : 35-38
          فبغض النظر عن التناقض الموجود بين طلبه للسيوف، وبين إيمانه بأنه لا بد أن يتم المكتوب وأنه سيموت مع أثمة، نتساءل: فلماذا طلب السيوف من الأساس؟ ألم يكن راغبًا في الموت أم ظن أنه يقدر أن يُغيِّر المكتوب؟ فلو ظن ذلك لكان كافرًا! وهل لم يعرف أن مهمته هى أن يُصلَب عن البشرية وبذلك يفديهم؟ أم إنه كان يتهرب فأمر أتباعه بشراء السيوف للدفاع عنه؟
          إن أمره هذا ليدل دلالة قاطعة على عدم وجود أسطورة الفداء عن البشرية ، وإلا لما تردد فى ذلك ، ولما سجد يبكى على الأرض ليُنقذه الله من هذا المصير: (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44
          وماذا كان رد فعل الله على هذا التضرع؟ لقد تقبل الله دعاءه: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،) عبرانيين 5: 7 ، ولا يعنى هذا إلا أن الفداء لم يتم، ورفع يسوع، أو لا يعرف يسوع بمثل هذه الأسطورة، وأُدخلت على دينه فيما بعد عن طريق كاتبى رسائل بولس.
          عزيزى القمص زكريا بطرس ..
          أنت تؤمن أن السيدة مريم هى المرأة الوحيدة التى طهرها الروح القدس من الخطيئة الأولى قبل أن تتقبل الحمل فى يسوع. وإذا كان الرب يستطيع أن يغفر لإنسان واحد ، فهل ضنت عليه محبته فى أن يغفر لامرأة أخرى معها وهى حواء، وبذلك يرفع عن البشرية الوزر الذى حُمِّل عليها دون جريرة؟
          لقد أنقذ الله تعالى المؤمنين من قوم نوح ، وشهد لهم بالإيمان والبر ، ورضى عنهم، وأغرق البشرية كلها ، بل وكل حى على وجه الأرض، كما تؤمنون. (1وَقَالَ الرَّبُّ لِنُوحٍ: «ادْخُلْ أَنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِكَ إِلَى الْفُلْكِ لأَنِّي إِيَّاكَ رَأَيْتُ بَارّاً لَدَيَّ فِي هَذَا الْجِيلِ.) تكوين 7: 1، فهل تعتقد أن الرب لم يشف غليله فى الإنتقام من كل البشرية إلا النفر القليل منهم؟ أم تراه أنقذ المؤمنين لينتقم منهم فور موتهم ويضعهم فى النار مع من أفناهم انتظارًا لنزوله للإعدام صلبًا؟

          تعليق


          • #20
            ثانيًا: نصوص تدل على المسئولية الفردية على الأعمال:
            إن وجود قانون عقوبات فى الدنيا ، ووجود دينونة فى الآخرة لينفيان أسطورة توريث الخطية وإثمها. وقد حسم قاموس الكتاب المقدس هذه القضية قبل أن نتعرض لها (مادة دان/ يدين/ دين/ دينونة) فقال: ”تُطلق هذه الكلمات على حكم الله على الناس بحسب أعمالهم“. واستشهد بقول دانيال 12: 2 (2وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ هَؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ وَهَؤُلاَءِ إِلَى الْعَارِ لِلاِزْدِرَاءِ الأَبَدِيِّ.)،
            وقول يوحنا 5: 29 (29فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ.)،
            وبطرس الثانية 2: 9 (9يَعْلَمُ الرَّبُّ أَنْ يُنْقِذَ الأَتْقِيَاءَ مِنَ التَّجْرِبَةِ وَيَحْفَظَ الأَثَمَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ مُعَاقَبِينَ)
            وهذا هو المعنى الذى سنؤكده ، وهو أن الله تعالى سيُحاسب الناس يوم القيامة على أعمالهم، ومن ثمَّ فلا داعٍ لوجود أسطورة تجسُّد الإله، وموته كفارة للبشرية عن ذنب لم تقترفه.
            1- (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
            2- (6وَلَكِنَّهُ لَمْ يَقْتُلْ أَبْنَاءَ الْقَاتِلِينَ حَسَبَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى، حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ: [لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ مِنْ أَجْلِ الْبَنِينَ، وَالْبَنُونَ لاَ يُقْتَلُونَ مِنْ أَجْلِ الآبَاءِ. إِنَّمَا كُلُّ إِنْسَانٍ يُقْتَلُ بِخَطِيَّتِهِ].) ملوك الثانى 14: 6
            3- (4وَأَمَّا بَنُوهُمْ فَلَمْ يَقْتُلْهُمْ بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الشَّرِيعَةِ فِي سِفْرِ مُوسَى حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ: [لاَ تَمُوتُ الآبَاءُ لأَجْلِ الْبَنِينَ وَلاَ الْبَنُونَ يَمُوتُونَ لأَجْلِ الآبَاءِ بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ لأَجْلِ خَطِيَّتِهِ].) أخبار الأيام الثانى 25: 4
            4- (29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: [الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. 30بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ]. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء 31: 29-30
            5- (20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ)حزقيال 18: 20
            6- قضى الله أن يُعلَّق الشرير بعمل يديه: (... الرَّبُّ قَضَاءً أَمْضَى. الشِّرِّيرُ يَعْلَقُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ.) مزامير 9: 16 ؛ ومعنى ذلك أنه يُحاسب المذنب على إساءته، فلماذا يستثنى حواء وآدم من هذا العقاب؟
            والنصوص صريحة وواضحة فى هذا الشأن أن الإنسان يُعاقب على جريمته التى اقترفها: (كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16، ملوك الثانى 14: 6
            7- (حَاشَا لِلَّهِ مِنَ الشَّرِّ وَلِلْقَدِيرِ مِنَ الظُّلْمِ. 11لأَنَّهُ يُجَازِي الإِنْسَانَ عَلَى فِعْلِهِ وَيُنِيلُ الرَّجُلَ كَطَرِيقِهِ. 12فَحَقّاً إِنَّ اللهَ لاَ يَفْعَلُ سُوءاً وَالْقَدِيرَ لاَ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ.) أيوب 34: 10-13، وهذا لا يعنى إلا أن حساب إنسان على فعل إنسان آخر ، يُعدُّ من ظلم البيِّن، والشر، وتعويج للقضاء. وهذا لا يفعله الله سبحانه. أى إن الله ينفى عن نفسه الظلم والسوء الذى تنسبونه له فى كتابكم عزيزى القمص.
            8- (حَسَبَ الأَعْمَالِ هَكَذَا يُجَازِي مُبْغِضِيهِ سَخَطاً وَأَعْدَاءَهُ عِقَاباً)إشعياء59: 18
            9- (3لاَ تَجْذِبْنِي مَعَ الأَشْرَارِ وَمَعَ فَعَلَةِ الإِثْمِ الْمُخَاطِبِينَ أَصْحَابَهُمْ بِالسَّلاَمِ وَالشَّرُّ فِي قُلُوبِهِمْ. 4أَعْطِهِمْ حَسَبَ فِعْلِهِمْ وَحَسَبَ شَرِّ أَعْمَالِهِمْ. حَسَبَ صُنْعِ أَيْدِيهِمْ أَعْطِهِمْ. رُدَّ عَلَيْهِمْ مُعَامَلَتَهُمْ.) مزمور 28: 3-4
            10- (5الرَّبُّ يَمْتَحِنُ الصِّدِّيقَ. أَمَّا الشِّرِّيرُ وَمُحِبُّ الظُّلْمِ فَتُبْغِضُهُ نَفْسُهُ. 6يُمْطِرُ عَلَى الأَشْرَارِ فِخَاخاً نَاراً وَكِبْرِيتاً وَرِيحَ السَّمُومِ نَصِيبَ كَأْسِهِمْ. 7لأَنَّ الرَّبَّ عَادِلٌ وَيُحِبُّ الْعَدْلَ. الْمُسْتَقِيمُ يُبْصِرُ وَجْهَهُ.) مزمور 11: 5-7
            11- (... عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَانِ عَلَى كُلِّ طُرُقِ بَنِي آدَمَ لِتُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ وَحَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ.) إرمياء 32: 19
            12- (وسَيُعاقِبُ بَني يَعقوبَ على طُرُقِهِم ويُجازيهِم بِحسَبِ أعمالِهِم.) هوشع 12: 3 الترجمة المشتركة
            13- (كَطَرِيقِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ دِنْتُهُمْ.) حزقيال 36: 19
            14- (الآنَ قَدْ أَحَاطَتْ بِهِمْ أَفْعَالُهُمْ.) هوشع 7: 3
            15- (3أَلَيْسَ الْبَوَارُ لِعَامِلِ الشَّرِّ وَالنُّكْرُ لِفَاعِلِي الإِثْمِ! 4أَلَيْسَ هُوَ يَنْظُرُ طُرُقِي وَيُحْصِي جَمِيعَ خَطَوَاتِي. 5إِنْ كُنْتُ قَدْ سَلَكْتُ مَعَ الْكَذِبِ أَوْ أَسْرَعَتْ رِجْلِي إِلَى الْغِشِّ 6لِيَزِنِّي فِي مِيزَانِ الْحَقِّ فَيَعْرِفَ اللهُ كَمَالِي.) أيوب 31: 3-6
            16- (11مَرَّةً وَاحِدَةً تَكَلَّمَ الرَّبُّ وَهَاتَيْنِ الاِثْنَتَيْنِ سَمِعْتُ أَنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ. 12وَلَكَ يَا رَبُّ الرَّحْمَةُ لأَنَّكَ أَنْتَ تُجَازِي الإِنْسَانَ كَعَمَلِهِ.) مزمور 62: 11-12.
            فأين عزة الله لو ضُرِبَ وصُفِعَ على وجهه وصُلِبَ ومات ودخل جهنَّمَ لمدة ثلاثة أيام ليفدى الخاطئين؟ إله تصرفاته غريبة جدًا! ألم يكُ قادرًا على قول غفرت لهم ، وبذلك ينتهى الأمر؟ وإذا كانت رحمته تتطلب أن يُجازى الإنسان كعمله وليس كنسبه، فلماذا حمَّل البشرية كلها من وزر لم ترتكبه؟
            17- قال موسى وهارون لله: («اللهُمَّ إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ هَل يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلى كُلِّ الجَمَاعَةِ؟») العدد 16 : 22
            وهل كان موسى وهارون أرحم من الرب وأعدل منه حتى يُطالباه بمحاكمة المذنب فقط أو الصفح عنه أو إمهاله ربما يتوب؟ وهل لو علم موسى وهارون بوجود الخطيئة الأزلية لكانا اعترضا أيضًا فى هذا المقام؟
            18- إن العقل لا يؤمن بالنبى الكاذب أو الفاجر، ومن هنا لو أرسل الرب نبيًا كاذبًا أو فاجرًا أو كافرًا، لفشلت مهمة الرب التى من أجلها يُرسل هذا النبى. وفشل الرب لا يعنى إلا قدحًا فى ألوهيته، ويعطى الكافرين الحجَّة عليه فى الآخرة، فلا يمكنه إدانتهم.
            والنص الذى نحن بصدده هو أن الرب قرر أن يُهلك سدوم وعمورة بذنوبهم، وتصدى نبيه الرحيم إبراهيم، وتساءل أمام الرب كيف تفعل هذا وربما يوجد بينهم البار، ولو كان عددًا يسيرًا؟ واعتبر أنه ليس من العدل أن يؤخذ البرىء بذنب المجرم! ووافقه الرب على ذلك، حتى إنه قرر أنه لو وجد فى المدينة عشرة أشخاص من الأبرار المؤمنين فسوف يصفح عن الكل لأجلهم.
            (20وَقَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً. 21أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الْآتِي إِلَيَّ وَإِلَّا فَأَعْلَمُ». 22وَانْصَرَفَ الرِّجَالُ مِنْ هُنَاكَ وَذَهَبُوا نَحْوَ سَدُومَ وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ قَائِماً أَمَامَ الرَّبِّ. 23فَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟ 24عَسَى أَنْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ. أَفَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلاَ تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارّاً الَّذِينَ فِيهِ؟ 25حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الأَمْرِ أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟». 26فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنْ وَجَدْتُ فِي سَدُومَ خَمْسِينَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ فَإِنِّي أَصْفَحُ عَنِ الْمَكَانِ كُلِّهِ مِنْ أَجْلِهِمْ». 27فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «إِنِّي قَدْ شَرَعْتُ أُكَلِّمُ الْمَوْلَى وَأَنَا تُرَابٌ وَرَمَادٌ. 28رُبَّمَا نَقَصَ الْخَمْسُونَ بَارّاً خَمْسَةً. أَتُهْلِكُ كُلَّ الْمَدِينَةِ بِالْخَمْسَةِ؟» فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ إِنْ وَجَدْتُ هُنَاكَ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ». 29فَعَادَ يُكَلِّمُهُ أَيْضاً وَقَالَ: «عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ أَرْبَعُونَ». فَقَالَ: «لاَ أَفْعَلُ مِنْ أَجْلِ الأَرْبَعِينَ». 30فَقَالَ: «لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ ثَلاَثُونَ». فَقَالَ: «لاَ أَفْعَلُ إِنْ وَجَدْتُ هُنَاكَ ثَلاَثِينَ». 31فَقَالَ: «إِنِّي قَدْ شَرَعْتُ أُكَلِّمُ الْمَوْلَى. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ عِشْرُونَ». فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ الْعِشْرِينَ». 32فَقَالَ: «لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ هَذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ عَشَرَةٌ». فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ الْعَشَرَةِ».) التكوين 18: 23-32
            فالقصة بأكلمها تُبيِّن أن الله تعالى عنده المقدرة على الصفح. بل إنه قرر أن يصفح عن كل المذنبين من أجل عشرة أبرار. فهل تعتقد أن مثل هذا الإله الرحيم الذى يرحم المدينة بأكملها من أجل عشرة أبرار، يُضمر كل هذا السخط فى داخله من أجل الأكل من الشجرة المحرمة ويأمر بالقضاء على كل البشرية بتحمُّل وزر لم تقترفه ، ومنهم البار أيضًا؟ الأمر الذى يفنِّد السُّخط العام للرب على البشرية كلها.
            ومن الصفات التى يُعلمها الله تعالى أنبياءه الحُلم والصبر على أذى المشركين، فهل تتخيل أن يُقرر الرب نفسه إهلاك البار مع الأثيم ، ويرده إبراهيم ويقنعه أن يتراجع فى رأيه وينسخه؟
            أيُعلِّمُ النبى إلهه كيف يكون حكيمًا ورحيمًا مع عباده؟ هل كان إبراهيم أرحم على العباد من خالقهم؟ انظر إلى الفطرة القويمة للنبى: إنها ترفض أن يتساوى البار مع الأثيم! وانظر إلى تسميته لهذا الحكم بالظلم: (حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟) فمن الذى ربَّى النبى وعلمه هذه الحكمة وهذا العدل؟ أليس هو إلهه الذى اصطفاه للنبوة وعلمه؟ فهل فاقد الشىء يعطيه؟ ومن الذى أوحى هذا الكلام؟ أليس هو الرب فى إيمانكم؟ فهل تعتقدون أن الرب يوحى ما يشينه ، أم أنه تعمَّد ذكر هذه الواقعة ليقيم عليكم الحجة أنه إله غفور ، يحب العفو؟
            E هل تتخيل أن المخلوق أرحم بعبيد الله منه؟ فنبى الله أبو الأنبياء يستنكر على الإله الخالق الذى أرسله أن يُهلِك مدينة قد يكون فيها عدد قليل من الأبرار حتى ولو عشرة أبرار!!
            E لك أن تتخيل رحمة نبى ، يُتهم بأنه ديوث ، أكبر وأشمل من قسوة وبطش إلاهه!! هل يُضمر إله المحبة الشر والرغبة فى الإنتقام ألوفًا من السنين .. .. وفى النهاية يقرر الإنتقام من ابنه أو من نفسه!! أنبى يشفع فى عشرة أبرار من مدينة واحدة، وإله ينتقم من خلقه أجمعين حتى رسله الأبرار ، حتى الذين عبدوه حق عبادته ، وأطاعوه وشهد لهم بأنهم أرضوه ، أدخلهم جحيمه فور موتهم حتى يحين وقت موته هو لينزل إلى الجحيم ليخلصهم؟ ما لكم؟ كيف تُسيئون الظن بالله؟
            E ولماذا أراد الرب أن ينتقم منهم؟ ألم يعلم أنه سينزل فى صورة بشر ، وأنه سيغفر لهم عن طريق صلبه وقيامته؟ فهل كان يريد معقبتهم مرتين على خطأ واحد؟ وهل كان يعرف أنبياؤه هذه الرسالة؟ أم ما هى طبيعة كل رسل الله قبل عيسى u؟ ولماذا يختلف عهدك الجديد عزيزى القمص زكريا بطرس عن كل أديان التوحيد السابقة واللاحقة؟
            E فهل غش الرب أنبياءه وأرسلهم برسالة مخالفة لرسالة الأنبياء السابقين وللرسالة التى جاء هو بها؟ هل غش خلقه وأوهمهم بالتوحيد ووحدانية الله دون ناسوت ولاهوت وروح قدس وتجسُّد وصلب وفداء، ثم خالف كل هذه التعاليم؟
            E هل أوهمهم أنه لا يقتل الآباء عن الأبناء ولا الأبناء عن الآباء،ثم فاجأهم أنهم لا يحملون أوزارهم بل وزر أول امرأة خُلقت: امرأة لا يعرفونها بل سمعوا عنها ، ولم يرشدونها للخطأ ، ولم يشتركوا معها ولا حتى بالصمت أو بالرضى عما فعلته؟
            19- يمتدح الرب الرحماء فيقول: (7طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ) متى 5: 7
            فهل تعتقد أن الرب يمتدح صفة جميلة مثل صفة الرحمة والمحبة، ولا تكون فيه؟
            عزيزى القمص زكريا بطرس .. أنت بين أمرين أحلاهما كفر:
            إما أن تؤمن أن هذا العمل الذى قام به الرب منافٍ للرحمة كما قال بولس: (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
            وإمَّا أن يكون الرب إرهابى معتوه يرى الظلم عدلا، والقسوة رحمة؟
            20- ألم يقل عيسى u: (9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ.) متى 5: 9 ، الأمر الذى يعنى أن حب الله يكون بالعمل ، وليس بالإيمان بيسوع وإيَّاه مصلوبًا!!
            فلماذا طالبكم بصنع السلام إذا كان طريق الخلاص هو الصلب والفداء؟
            21- (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 16
            22- وبعد أن طالبهم بالأعمال الحسنة، التى تُظهر مجد الله، أوضح لهم أن هذه الأعمال تكون فى إطار ناموس الله وتعاليم أنبيائه: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ) متى 5: 17-19، وأن من يترك منها نقطة واحدة وعلَّم الناس، فسيكون الأصغر. وهذا هو ما فعله بولس، وكأنه علم من الله تعالى بما سيحدث بعده.
            23- بل إن زائرات القبر لم يدهنوا جثمان الميت بالأطياب فى يوم السبت، حتى ولو كان معلمهم. فهل تعتقد أنه خالف الوصية، وغيَّر السبت بالأحد، ثم خالفه أتباعه فور موته؟ فلو حدث هذا لسقط دينكم بالكامل، لأنه لن يكون لآبائكم وأجدادكم عهد ولا أمانة ، لتعتمدوا على ما كتبوه: (56فَرَجَعْنَ وَأَعْدَدْنَ حَنُوطاً وَأَطْيَاباً. وَفِي السَّبْتِ اسْتَرَحْنَ حَسَبَ الْوَصِيَّةِ) لوقا 23: 56
            24- (20فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ.) متى 5: 20 ، فلا بد أن يكون إذن تمسكهم بالناموس وتعاليم الأنبياء أشد من الكتبة والفريسيين الذين يقولون، ولا يعملون.
            25- بل إن وصية الحب كلها عمل ، وليست إيمان فقط: (... أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ...) متى 5: 44-45
            26- (لأنكم بالدينونة التي تدينون تُدانون) متى 7: 1
            أي إن الإنسان يحاسب بنوع أعماله إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر. ألا يُكذِّب هذا فرية تحمل الإنسان لخطيئة غيره؟
            27- (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!) متى 7: 21-23
            أي إن طاعة الله سبحانه وتعالى مقدمة على اتِّباع المسيح u ، وهى السبيل لدخول الجنة، وليس كما قال بولس إن خلاصك ودخولك الجنة يتوقف على إيمانك بالصلب والفداء.
            كذلك تدل هذه الفقرة على عدم إمكانية الإتحاد بين الخالق ونبيه إلا فى التعاليم وصُلْبِ الرسالة. إذ أنه لا يتحد الراسل والمرسل إليه وإلا لقلنا إنه أُرسل لنفسه. وإلا لقلنا كيف يكون الاتحاد إذا كان واحد على الأرض والآخر فى السماء؟!! كيف يتم الاتحاد بين صاحب السيادة رب البيت وخادمه الذى ليس له فى الموضوع من أمر إلا إبلاغ أوامر سيده؟!!
            وكان عيسى u عبدًا لله تعالى، فقد تكلم عن الله تعالى مسمِّيًا إياه إلهه: (إِلهي، إِلهي، لِماذا تَرَكْتني؟) متى 27: 43
            وقال لمريم المجدلية إن الله أبوه وأبو البشر، وإلهه وإله البشر، وإن التلاميذ اخوته: (وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) يوحنا 20: 17
            (وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي) متى 26: 39 ، أى أعلن الخضوع والذل والعبودية للمسجود له.
            وأعطى العظمة ، كل العظمة لله تعالى: (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28
            وأقر أنه لا يمكن أن يتساوى معه فى العظمة، لأنه لا يتساوى عبد مع سيده ، ولا رسول مع مرسله: (إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ) يوحنا 14: 16
            وطالما أنه كان عبدًا لله ، فقد كان يُمكن للرب برحمته ومحبته أن يقوم بهذا الفداء عن طريق أى عبد آخر ، ولا ينتظر كل هذه الآلاف من السنين ليفدى البشرية البريئة من ذنب حواء وآدم من هذا الذنب.
            ولكن ستتبقى مشكلة أخرى:
            لماذا لم ينتقم من آدم وحواء فى شخصيهما؟
            وما ذنب البرىء أن يتحمل وزر الآخرين؟
            وهل هذا ما تسمونه العدل الإلهى؟
            ولو كان هذا من العدل فلماذا قال بولس عن هذا العمل إنه لا شفقة فيه ولا رحمة؟
            ولماذا قال عن الرب إنه ضدنا وليس معنا بسبب هذا العمل؟ (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
            وإذا قارنت قول متى (30مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ.) متى 12: 30 ، بقول بولس السابق (إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا!) لتبيَّن لك أن بولس يبرأ من الرب ، لأنه يعتبره من أعدائه ، أو نحن من أعدائه جرَّاء هذا العمل غير الرحيم من إله المحبة!!
            28- (35اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْبِ يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ. 36وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَاباً يَوْمَ الدِّينِ. 37لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ) متى 12: 35-37
            29- (27فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ.) متى 16: 27
            30- وها هو بطرس الصخرة التى يبنى عليها يسوع كنيسته، وكل ما يربطه فى الأرض يكون مربوطًا فى السماء، وكل ما يُحله على الأرض يكون محلولا فى السماء ، يقرر أن الله تعالى يقبل فى كل أمة الأتقياء فاعلى البر: (34فَقَالَ بُطْرُسُ: «بِالْحَقِّ أَنَا أَجِدُ أَنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ الْوُجُوهَ. 35بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ الَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ الْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ.) أعمال الرسل 10: 3435
            فلم يتقيد قبولكم عند الله بالصلب والفداء بل بالإيمان بالله وتقواه. بالإيمان بالله وحده والعمل الصالح.
            31- (29فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ.) يوحنا 5: 29
            32- (2وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ دَيْنُونَةَ اللهِ هِيَ حَسَبُ الْحَقِّ عَلَى الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ. 3أَفَتَظُنُّ هَذَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تَدِينُ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ وَأَنْتَ تَفْعَلُهَا أَنَّكَ تَنْجُو مِنْ دَيْنُونَةِ اللهِ؟ 4أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟ 5وَلَكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَباً فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ 6الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ. 7أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. 8وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ التَّحَزُّبِ وَلاَ يُطَاوِعُونَ لِلْحَقِّ بَلْ يُطَاوِعُونَ لِلإِثْمِ فَسَخَطٌ وَغَضَبٌ) رومية 2: 2-8
            33- (13لأَنْ لَيْسَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اللهِ بَلِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ.) رومية 2: 13
            34- وقال بولس فى رسالته إلى رومية: (12فَإِذاً كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ حِسَاباً لِلَّهِ.) رومية 14: 12
            35- (8وَالْغَارِسُ وَالسَّاقِي هُمَا وَاحِدٌ وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَأْخُذُ أُجْرَتَهُ بِحَسَبِ تَعَبِهِ) كورنثوس الأولى 3: 8
            36- (18وَأَنْ يَصْنَعُوا صَلاَحاً، وَأَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فِي أَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، وَأَنْ يَكُونُوا أَسْخِيَاءَ فِي الْعَطَاءِ كُرَمَاءَ فِي التَّوْزِيعِ، 19مُدَّخِرِينَ لأَنْفُسِهِمْ أَسَاساً حَسَناً لِلْمُسْتَقْبَِلِ، لِكَيْ يُمْسِكُوا بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ.) تيموثاوس الأولى 6: 18-19
            37- (7لاَ تَضِلُّوا! اللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً. 8لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَاداً، وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً. 9فَلاَ نَفْشَلْ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ لأَنَّنَا سَنَحْصُدُ فِي وَقْتِهِ إِنْ كُنَّا لاَ نَكِلُّ. 10فَإِذاً حَسْبَمَا لَنَا فُرْصَةٌ فَلْنَعْمَلِ الْخَيْرَ لِلْجَمِيعِ، وَلاَ سِيَّمَا لأَهْلِ الإِيمَانِ.) غلاطية 6: 7-10
            38- وهذا ما أكد عليه بولس فى رسالته الثانية إلى كورنثوس: (لاَ بُدَّ أَنَّنَا جَمِيعاً نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْراً كَانَ أَمْ شَرّاً».) كورنثوس الثانية 5: 10
            39- ويُحدِّد أن جزاء الأشرار السخط وضيق النفس وغضب شديد من الله: (8وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ التَّحَزُّبِ وَلاَ يُطَاوِعُونَ لِلْحَقِّ بَلْ يُطَاوِعُونَ لِلإِثْمِ فَسَخَطٌ وَغَضَبٌ 9شِدَّةٌ وَضِيقٌ عَلَى كُلِّ نَفْسِ إِنْسَانٍ يَفْعَلُ الشَّرَّ الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُونَانِيِّ.) رومية 2: 8-9، وهو ما عبَّر عنه متى قائلاً: (30وَالْعَبْدُ الْبَطَّالُ اطْرَحُوهُ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ.) متى 25: 30
            40- وليس فقط العذاب النفسى أو الحرمان من متع الآخرة، بل يُعذبون بأعمالهم الشريرة: (8وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي».) رؤيا يوحنا 21: 8-9
            41- (8فِي نَارِ لَهِيبٍ، مُعْطِياً نَقْمَةً لِلَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ وَالَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 9الَّذِينَ سَيُعَاقَبُونَ بِهَلاَكٍ أَبَدِيٍّ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ وَمِنْ مَجْدِ قُوَّتِهِ،) تسالونيكى الثانية 1: 8-9
            وهناك العديد من النصوص فى الكتاب التى تؤكد غضب الله وانتقامه من الكافرين والمجرمين وفاعلى الشرور، وتعد المؤمنين، فاعلى الخيرات برضى الله ونعيم جناته. الأمر الذى يدل على أن الحساب والعقاب سيكون على الأعمال، وينفى وجود الإثم المتوارث، أو فداء البشرية بجريمة قتل أو انتحار من كل ذنوبها.
            42- (7أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. مَنْ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَهُوَ بَارٌّ، كَمَا أَنَّ ذَاكَ بَارٌّ. 8مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. لأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ. 9كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ. 10بِهَذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ، وَكَذَا مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ.) يوحنا الأولى 3: 7-10
            43- وقال يعقوب إن العمل أبلغ من الإيمان بدون عمل ، وبه يكون البر. بل إن العمل يُظهر الإيمان، لأن الإيمان بدون أعمال ميت ، أى لا قيمة له، ومثل الجسد بدون روح (يعقوب 2: 10-26). الأمر الذى يُفنِّد ادعاء بولس بصلب يسوع كفارة لكل آثامنا، وإلا لما طالبكم بالعمل: (27اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللَّهِ الآبِ هِيَ هَذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ) يعقوب 1: 27
            44- وها هو بولس نفسه مخترع توارث الخطيئة الأولى يؤكد أن كل إنسان يتحمل نتاج عمله: (9أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا! لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ 10وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.) كورنثوس الأولى 6: 9-10
            وهذا مبنى على ما قاله يسوع من قبل. فقد قرر أن كل إنسان على نفسه بصيرة، أى إن إثم الإنسان هو ذلك الإثم الذلا يحيك فى قلبه ، وتطبقه يداه: (18وَأَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ فَمِنَ الْقَلْبِ يَصْدُرُ وَذَاكَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ 19لأَنْ مِنَ الْقَلْبِ تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ زِنىً فِسْقٌ سِرْقَةٌ شَهَادَةُ زُورٍ تَجْدِيفٌ. 20هَذِهِ هِيَ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ. وَأَمَّا الأَكْلُ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلاَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ».) متى 15: 18-20
            45- لقد أمر الرب بالعقاب الفورى للمخالف ناموسه، لذلك رجم موسى بأمر الرب الرجل الذى احتطب يوم السبت: (32وَلمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل فِي البَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَباً فِي يَوْمِ السَّبْتِ. 33فَقَدَّمَهُ الذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَباً إِلى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ الجَمَاعَةِ. 34فَوَضَعُوهُ فِي المَحْرَسِ لأَنَّهُ لمْ يُعْلنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. 35فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ». 36فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.) خروج 15: 32-36
            وإذا كان هذا حاله مع عباده ، فما الذى غير حاله مع آدم ولم يعاقبه من فوره؟ وإن كان ما فعله مع آدم هو المألوف ، فلماذا تعجَّلَ بقتل هذا الرجل الذى خالف السبت ، ولم ينتظر حتى يجىء هو نفسه ليُصلَب؟
            ولماذا قرر معاقبة المخالفين لشريعته كلها؟ فقد قرر (21) حالة يقتل فيها المخالف لقوانينه ، هذا بالإضافة إلى العقوبات الأخرى:
            (1) عبادة الأوثان: (تثنية 13: 10-11) ولو ارتكبت مدينة بأكملها هذا الجرم (تثنية 13: 12-16) ، مع تحطيم الأوثان وكل ما يتصل بعبادتها ومذابحها وحرقها بالنار (تثنية 7: 5 و 25)
            (2) تقديم الأطفال ذبيحة: (لاويين 20: 2)
            (3) السحر والعرافة ومخاطبة الأرواح: (تثنية 18: 10-11،وخروج 22: 18)
            (4)التجديف على الله وعلى الرؤساء: (لاويين 24: 11-23)، (خروج 22: 28، و رومية 13: 1 و 2).
            (5) النبوة الكاذبة: (تثنية 18: 20-22).
            (6) كسر السبت: (خروج 31: 14-17) ، (عدد 15: 32-36).
            (7) الاستخفاف بناموس الله: أى عدم الخضوع له (عدد 15: 30 و 31)
            (8) عدم الخضوع لقرارت الكاهن فى خيمة الاجتماع أو الهيكل: (تثنية 17: 8-12)
            (9) القاتل متعمداً: (خروج 21: 12 وعدد 35 : 31)
            (10) من اعتدى على أحد والديه بالضرب أو السب: (خروج 21: 15)
            (11) الشذوذ الجنسى والسدومية: (لاويين 18: 22 و29 ولاويين20: 3)
            (12) الاضطجاع مع بهيمة: (لاويين 20: 15-16)
            (13) الزنا: (لاويين 20: 10 ، تثنية 22: 24).
            (14) اغتصاب فتاة مخطوبة أو إغوائها: (تثنية 22: 25-27)
            (15) زواج المحارم: (لاويين 20: 11-14) (لاويين 20: 11 و12 و17 و 19-21) (تثنية 27: 23) و(لاويين 18: 10).
            (16) المعاشرة الزوجية في فترة الطمث: (لاويين20: 18).
            (17) معاندة الوالداين: (تثنية 21: 18-21)
            (18) خطف الإشخاص: (خروج 21: 16) و(تثنية 24: 7)
            (19) ومن يتعدى على وصية بالتحريم كما حدث مع عخان بن كرمي (يشوع 7: 25) وقد رجم استفانوس لاتهامه بالتجديف (أعمال 7: 57 و 58).
            (20) الإعدام بالحرق للرجل الذي يتخذ امرأة وأمها: (لاويين 20: 14).
            (21) الإعدام بالحرق لإبنة الكاهن إذا تدنست بالزنى: (لاويين 21: 9).
            ç كما كانت هناك عقوبات مثل البتر ، وكانت فى حالة:
            (1) المرأة التى تتقدم لكي تخلص رجلها من يد ضاربه، فتمد يدها و تمسك بعورته، (تثنية 25: 12).
            (2) الاعتداء والتشويه: (خروج 21: 24-25 وخروج 21: 26 و 27)
            ç وهناك عقوبات أخرى مثل:
            (1) الجلد: وكان وسيلة عقاب الرجل الذي يتهم زوجته باطلاً بأنها لم تكن عذراء عندما تزوجها، (خروج 21: 20 و 26 و 27).
            (2) والتعويض والغرامات: (خروج 22: 1-4).
            (3) والاستعباد: (خروج 22: 1-3). مثل عدم دفع الديون (ملوك الثانى 4: 1، نحميا 5: 5، عاموس 2: 6)، و"إذا افتقر أخوك عندك وبيع لك فلا تستعبده استعباد عبد. كأجير كنزيل يكون عندك إلي سنة اليوبيل يخدم عندك " (لاويين 25: 39-43).)
            ç وهناك عقوبات غريبة لا معنى لها قام بها الرب نفسه أو أمر بها ، مثل:
            (1) الضرب بالحذاء والبصق فى الوجه: (تثنية 25: 5-10)
            (2) الزنى: فقد أسلم رب الأرباب نساء نبيه داود للزنى (صموئيل الثانى12: 11-12)
            (3) أكل الخراء: الرب يأمر نبيه حزقيال بأكل الخراء الآدمى: )حزقيال 4: 12)
            (4) القذف بالخراء: فقد أمسك الرب الخراء بيديه وقذفه فى وجوه الكهنة: (ملاخى 2: 3)
            (5) المشى حافيًا عاريًا: الرب يأمر إشعياء أن يمشى عارياً حافياً لمدة ثلاث سنوات: (إشعياء 20: 2-4)
            (6) الرب يأمر بقتل كل امرأة عاشرت رجلاً من قبل والإبقاء على العذارى:
            عدد 31: 17-18
            (7) الرب يعطى متعمداً فرائض غير صالحة: (حزقيال 20: 25)
            (8) هدم المنزل المُصاب بالبرص: (45فَيَهْدِمُ الْبَيْتَ: حِجَارَتَهُ وَأَخْشَابَهُ وَكُلَّ تُرَابِ الْبَيْتِ وَيُخْرِجُهَا إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَانٍ نَجِسٍ.) لاويين 14: 45
            (9) حرق الملابس المُصابة بالبرص: (50فَيَرَى الْكَاهِنُ الضَّرْبَةَ وَيَحْجِزُ الْمَضْرُوبَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 51فَمَتَى رَأَى الضَّرْبَةَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ إِذَا كَانَتِ الضَّرْبَةُ قَدِ امْتَدَّتْ فِي الثَّوْبِ فِي السَّدَى أَوِ اللُّحْمَةِ أَوْ فِي الْجِلْدِ مِنْ كُلِّ مَا يُصْنَعُ مِنْ جِلْدٍ لِلْعَمَلِ فَالضَّرْبَةُ بَرَصٌ مُفْسِدٌ. إِنَّهَا نَجِسَةٌ. 52فَيُحْرِقُ الثَّوْبَ أَوِ السَّدَى أَوِ اللُّحْمَةَ مِنَ الصُّوفِ أَوِ الْكَتَّانِ أَوْ مَتَاعِ الْجِلْدِ الَّذِي كَانَتْ فِيهِ الضَّرْبَةُ لأَنَّهَا بَرَصٌ مُفْسِدٌ. بِالنَّارِ يُحْرَقُ.) لاويين 13: 50-52
            (10) المعايرة والفضح على الملأ: (45وَالأَبْرَصُ الَّذِي فِيهِ الضَّرْبَةُ تَكُونُ ثِيَابُهُ مَشْقُوقَةً وَرَأْسُهُ يَكُونُ مَكْشُوفاً وَيُغَطِّي شَارِبَيْهِ وَيُنَادِي: نَجِسٌ نَجِسٌ)لاويين 13: 45
            (11) الرب قتل 50070 رجلاً لأنهم نظروا تابوت الرب:
            هل تتخيل عقوبة القتل لمن ينظر تابوت الرب! أليس خير له أن تُقطع يده أو تُفقأ أحد عينيه ويعيش؟ فلماذا لم ينتظر حتى ينزل ويُصلَب ، حتى لا يعاقبهم مرتين؟ أين رحمته؟ بل أين عدله؟ وأين محبته؟ (19وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً. فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً.) صموئيل الأول 6: 19
            (12) الرب يعاقب الأشدوديين بالبواسير: (6فَثَقُلَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَى الأَشْدُودِيِّينَ, وَأَخْرَبَهُمْ وَضَرَبَهُمْ بِالْبَوَاسِيرِ فِي أَشْدُودَ وَتُخُومِهَا.) صموئيل الأول 5: 6
            (13) الرب حكم على الحيَّة أن تأكل تراباً بقية عمرها جزاء إغوائها لآدم وحواء: فهل سمعتم عن حيَّة تأكل التراب؟ (14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَاباً تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ.) تكوين 3: 14
            (14) التمثيل بالموتى:
            (فَكَمْ بِالْحَرِيِّ إِذَا كَانَ رَجُلاَنِ بَاغِيَانِ يَقْتُلاَنِ رَجُلاً صِدِّيقاً فِي بَيْتِهِ عَلَى سَرِيرِهِ! فَالآنَ أَمَا أَطْلُبُ دَمَهُ مِنْ أَيْدِيكُمَا وَأَنْزِعُكُمَا مِنَ الأَرْضِ؟» 12وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا،وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ. وَأَمَّا رَأْسُ إِيشْبُوشَثَ فَأَخَذُوهُ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِ أَبْنَيْرَ فِي حَبْرُونَ) صموئيل الثانى 4: 12

            تعليق


            • #21
              ثالثًا: نصوص تدل على رحمة الله التى تتعارض مع توريث الخطيئة
              1- (18مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِـالرَّأْفَةِ. 19يَعُودُ يَرْحَمُنَا يَدُوسُ آثَامَنَا وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ.) ميخا 7: 18-19. فلماذا إذن أسطورة الخطيئة الأولى؟
              2- (8اَلرَّبُّ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ.) مزمور 145: 8
              3- (قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ) يعقوب 5: 11
              4- (احْمَدُوهُ بَارِكُوا اسْمَهُ 5لأَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ. إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتُهُ)مزمور100: 5، فلماذا تشوهون صورته وتجعلونه ينتقم ممن عفا عنهم ، بعد أن أوقع بهم عقوبته؟
              5- (الرب لا يُذِّلُ ولا يُحزِنُ بنى الإنسان) إرمياء 3: 33، فلماذا أذلَّ ابنه وجعل سفلة القوم يضربونه ويبصقون فى وجهه ، ثم أسلموه للصلب؟ وبذلك جعله ملعونًا (لأنه مكتوب ملعون كل من عُلِّقَ على خشبة) غلاطية 3: 13 فهل كل هذا ليس بإذلال؟ ألم يحزن ويكتئب ويقول (نفسى حزينة جداً حتى الموت)؟ متى 26: 38
              6- (5فَاعْلمْ فِي قَلبِكَ أَنَّهُ كَمَا يُؤَدِّبُ الإِنْسَانُ ابْنَهُ قَدْ أَدَّبَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ)تثنية 8: 5
              7- (لأَنَّ لِلَحْظَةٍ غَضَبَهُ. حَيَاةٌ فِي رِضَاهُ) مزمور 30: 5، فأين الحياة والرضا إن كان قد قتل ابنه أو نفسه (على اختلاف الطوائف النصرانية المختلفة)؟ وهل استمر غضبه لحظة أم آلاف من السنين؟ وهل أدَّبَ بنى الإنسان كما يؤدب الإنسان ابنه أم عذبه ألوفًا من السنين حتى نزل ومات ميتة الملاعين معلقًا على الخشبة؟
              8- (26أَعِنِّي يَا رَبُّ إِلَهِي. خَلِّصْنِي حَسَبَ رَحْمَتِكَ.) المزمور 109: 26
              فأين تكمن هذه الرحمة فى أن يُضمر الرب انتقامه طوال هذا العمر، ويُنهى هذه المسرحية بقتل ابنه؟! أم تؤمن أن رحمته وسعت السماوات والأرض، واستجاب لعبده داود وخلصه ولم تسع ابنه فتركه يُصلب بصورة مُشينة؟
              9- (21وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا)تكوين3: 21 الرب بنفسه صنع لهما هذه الأقمصة! ألا يدل ذلك على غفران الله لذنبيهما؟ فلو لم يغفر لهما لتركهما يصطادا ويعالجا الجلد ثم يصنعان لأنفسهما هذه الأقمصة، إمعانًا فى إجهادهما وتنفيذًا لوعيده لهما بأن يشقيا فى الأرض؟ (وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 17وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».) تكوين 3: 16-19
              وهذا يُخالف علم القمص زكريا بطرس الذى صرح أن آدم وحواء صنعا لأنفسهما مآزر: (فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان فأخذا أوراق تين وصنع لأنفسهما مآزر). فرحمة الرب كانت أوسع مما تخيله القمص ، فلم ينتقم الله منهما ، طالما أنه غفر لهما ، وأنزلهما على الأرض أنقياء أصفياء طاهرين، ليبدأ كل منهما حياة الطهر والطاعة من البداية على أرض طاهرة، لم تلوَّث بمعصية، وحتى لا يبدأ أى منهما حياته وهو فريسة للشيطان.
              10- (36فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ.) لوقا 6: 36 لك أن تتخيل أن نصارى العالم يرون فى قتل الأب لابنه رحمة وغفران؟ لك أن تتخيل أن نصارى العالم يرضون بقتل الآب لابنه من أجل خطيئة آدم وخطاياهم؟ أليس هذا باعث للإستمرار فى الخطايا؟
              وما قيمة قول اليهود (مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟) لوقا 5: 21 ؟ فإذا كان هو إله غفَّار فلماذا لم يغفر خطيئة آدم وحواء؟ ألا يريد أن يكون قدوة يقتدى به خلقه؟ ألا يدل قول اليهود هذا على أنهم لم يعرفوا توارث الخطيئة؟
              11- وها هو الرب يُعلن أنه يُشفق على عبيده من بنى إسرائيل الضالين، الخارجين عن طوعه، كما يُشفق الأب على ابنه: (.... وَأُشْفِقُ عَلَيْهِمْ كَمَا يُشْفِقُ الإِنْسَانُ عَلَى ابْنِهِ الَّذِي يَخْدِمُهُ.) ملاخى 3: 17
              فأين هذا من قول بولس الذى يسب فيه الإله ، ويقول إنه لم يُشفق على ابنه؟ (إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ) رومية 8: 31-32
              12- من صفات الله التى لا يختلف عليها العقلاء (العدل والرحمة والغفران).
              E فأين الرحمة لو صُلِبَ برىء تكفيرًا عن شخص آخر؟
              E وهل يُصلب إله تكفيرًا عن خطيئة بشر؟ ولو قلتم إن الذى صُلِبَ كان بشرًا أيضًا ، لقلنا لقد انفصل وقتئذ إذن لاهوته عن ناسوته ، وبذلك ينتفى الاتحاد التام والكامل فى القول والعمل الذى تنادون به فى قانون إيمانكم. ولفشل الغرض من الفداء. لأن بنى آدم خطَّاء: (لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ) أخبار الأيام الثانى 6: 36
              E فما بالك إذا كان الآخر ابن الإله؟
              E هل كان يريد الإله أن يتخلص من ابنه؟
              E أم هل كان عاجزًا عن الغفران بدون هذه المسرحية؟
              E وكيف يثق خلقه به إذا كان قد ضحى بالبار البرىء من أجل غفران خطيئة مذنب آخر؟
              E هل هو قاسى القلب لهذه الدرجة: يحب آدم وحواء وذريتهما أكثر من ابنه؟ إن خطأ آدم وحواء كان أرحم من خطأ الرب ، بل إن آدم لم يُعاقب ابنه قايين الذى قتل هابيل بالقتل كما فعل إله المحبة.
              E ولماذا لم ينتقم من يعقوب عندما ضحك عليه وسرق النبوة من أبيه؟ (تكوين 27)
              E ولماذا لم ينتقم الله (فى زعمكم) من يعقوب الذى تصارع معه وقهره؟ (تكوين 32: 22-30)
              E وكيف سينتقم من اليهود الذين قتلوا ابنه مصلوبًا ، وجعلوه بذلك ملعونًا؟
              E ولو كان الصلب والفداء لغفران خطيئة آدم وحواء فكيف سيغفر خطيئة الشيطان التى سبقت خطيئة حواء؟
              E وهل سيضطر إلى النزول مرة أخرى والزواج من شيطانة لينجب شيطانًا يصلب عن الشياطين؟ أليست خطيئة الشيطان أعظم وأجل؟ أم كان صَلب ابنه (أقصد نفسه) هذا نيابة عن الجن والإنس؟
              E ولماذا لم ينتقم من نبيه يهوذا الذى تتهمونه بالزنى بزوجة ابنه (تكوين 38: 12- 26)
              E ولماذا لم ينتقم من لوط الذى تقولون إنه زنى بابنتيه؟ (تكوين 19: 30-38)
              E ولماذا لم ينتقم من أمنون الذى تقولون عنه إنه زنى بأخته؟ (صموئيل الثانى 13)
              E ولماذا لم ينتقم من داود الذى تتهمونه بالزنا مع امرأة جاره ثم ارتكب خيانة عظمى فى حق جيشه وجنوده وقتل زوجها؟ (صموئيل الثانى 11)
              E ولماذا لم ينتقم من سليمان الذى عبد الأوثان؟ (ملوك الأول 11: 9-10)
              E ولماذا لم ينتقم من كل بنى اسرائيل الذين عبدوا العجل بعد أن أنقذهم وأخرجهم من مصر؟ (خروج 32: 1-6)
              E ولماذا تعجَّلَ وأمر بقتل الزانى والمرتد والقاتل ، لو كان فى نيته أن يفديه ويغفر له خطاياه بموت ابنه على الصليب؟ (تثنية 13: 6-10) وهل من العدل أن يتساوى الكافر والمؤمن لمجرد صلب إنسان برىء؟ وهل بهذا قد تعلم شعب الصليب تحمل المسئولية عن أعمالهم؟
              إنهم يُحمِّلون ظهر إلاههم بأثقال من الذنوب والإثام، لا بد معها من ارسال ابنه مرة أخرى وربما ابنته وزوجته وكل أقربائه مرات ومرات حتى يرضيه منظر الدماء والضحايا ليتوب عليهم ويغفر لهم!! أليس من الأسهل لو أنه انتقم من الشيطان وأراح واستراح؟
              E ولماذا لم ينتقم من بنى إسرائيل على سرقتهم حلى المصريين؟ (خروج 12: 35-36)
              E ولماذا لم ينتقم ممن أوقدوا نيران الحرب وقتلوا الأبرياء فى صبرا وشاتيلا وفى جنين؟
              E أيهما أهم عند هذا الإله: الأكل من شجرة معرفة الخير والشر أم قتل النفس؟
              E كيف يكون إلهًا بارًا رحيمًا حنّانًا منّانًا وهو يُضمر كل هذا الشر فى نفسه؟ كل هذا العمر لينتقم من فلذة كبده؟ ثم تقولون الله محبة؟!!!
              E ألم يقل إنه إله غيور يتفقد ذنوب الآباء فى الأبناء فى الجيل الثالث والرابع من مبغضيه؟ فلماذا كذب وانتظر كل هذه الأجيال؟ (خروج 20: 5)
              E وإذا كان هذا حاله مع من أحب - مع ابنه فماذا يكون حاله معنا نحن؟
              E ولماذا لم ينتقم من الشيطان الذى قهره أربعين يومًا يجربه فى البرية؟ (متى 4: 1-11)
              E هل أعجبه أن يصفه أحد خلقه بالقسوة وعدم الرحمة؟ (إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ) رومية 8: 31-32
              E أم نزل هو ليصلب ليظل خلقه يلعنوه إلى يوم الدين ثم يخلدهم فى الجنة بهذا العمل الأسطورى الذى راح هو ضحيته؟ (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»)غلاطية 3: 13
              E أإله يسلمه للصلب نبيه يهوذا الأسخريوطى؟ أتصدقون أنه رضى بتسليم إلهه ورجَّح منفعة ثلاثين درهما على إلهه ووعوده؟ (متى 26: 14-16)
              E أإله لا يساوى ثمنه ثمن حذاء رخيص؟ ثلاثين درهما؟!!
              E لماذا لم يرحم باقى خلقه القادمين إلى العالم عندما يُفقِدَهم الثقة فى رحمته؟ ماذا سيقولون عنه عندما يعلمون أنه ضحَّى بابنه؟ ألن يساورهم الشك ويحبطهم فقدان الأمل فى رحمته؟ ألا يفقدهم ذلك الأمل فى أنه من الممكن ألا يعدل بينهم أو يحكم بالصلب على أحد منهم بسبب خطيئة شخص آخر؟
              E ما بالكم لو اتبع أحد القضاة هذا النهج البولسى وحكم بقتل شخص برىء بذنب آخر؟
              E هل تتخيل أنه من العدل أن أأكل أنا وأسرتى فى أحد المطاعم وتُجْبَر أنت على دفع فاتورة الطعام؟
              E قولوا لى بالله عليكم: ما هو الذنب الذى ارتكبه آدم وحواء؟ أن أكلا من شجرة معرفة الخير والشر؟ وما الحكمة أن يمنع الرب خلقه من معرفة الخير من الشر؟ هل كان يريد أن يتركهما فى ظلام الجهل وعدم معرفة الخير من الشر ثم يحاسبهما فى الآخرة؟ ألست معى فى أنهما لو كانا قد عرفا ذلك لاقتضى علمهم بالخير أن يتبعا طريق الله القويم؟
              E ألست معى أنه في جميع الشرائع لابد أن تتناسب العقوبة مع الجريمة نفسها؟ فهل يتناسب الصلب ، مع الأكل من الشجرة المحرمة؟
              E وهل كفَّ الشيطان عن محاربة الله بعد أن وسوس لآدم وحواء؟ فلماذا يترك هذا الإله الحلول الجذرية فلا ينتقم من آدم وحواء ، ولا ينتقم من الشيطان ، بل ينتقم من ابنه البرىء الذى سُرَّت به نفسه؟
              E ألا تقولون إن الأنبياء السابقين عصوا الله وزنوا؟ ألا تقولون إن سليمان ضلَّ عن طريق الله القويم وعبد الأوثان؟ ألا تقولون إن إبراهيم رضى بعبث فرعون بزوجته فى مقابل دراهم معدودة؟ فهل كان كل هذا طاعة لأوامر الرب أم عصيان له وإفسادٌ فى الأرض؟
              فلو كان طاعة ، لقلنا سبحان الله. كيف ترضون بإله ديوث لا يرضى إلا بالزنا والدياثة؟ فمثل هذا الإله لا يستحق العبادة أو حتى الذكر، وهو عار عليكم وعلى سمعتكم.
              وإن قلتم عصيان ، لقلنا كيف تتهمون الله سبحانه وتعالى بالجهل فى اختيار أنبيائه ، ولحكمتم على كتابكم بأنه ليس من عند الله. فهذا إله يستحق الصلب فعلاً ولكن ليس من أجل خطيئة عبدين من عباده أكلا من شجرة. ولكن بسبب إفساده المتعمَّد للبشرية باختيار شرار خلقه للنبوة، ولأنه منع عبيده من المزيد من الأكل من شجرة معرفة الخير من الشر، لصلاح البشرية.
              E أليس هذا ذنب الرب الذى لم يترك لآدم وحواء الإكثار من الأكل من شجرة معرفة الخير والشر؟ فلماذ أراد منعهما من معرفة الخير؟
              رابعًا: نصوص تدل على أن الله غفار لمن تاب وعمل صالحًا
              1- (5وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: 6«قُل لِبَنِي إِسْرَائِيل: إِذَا عَمِل رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ شَيْئاً مِنْ جَمِيعِ خَطَايَا الإِنْسَانِ وَخَانَ خِيَانَةً بِالرَّبِّ فَقَدْ أَذْنَبَتْ تِلكَ النَّفْسُ. 7فَلتُقِرَّ بِخَطِيَّتِهَا التِي عَمِلتْ وَتَرُدَّ مَا أَذْنَبَتْ بِهِ بِعَيْنِهِ وَتَزِدْ عَليْهِ خُمْسَهُ وَتَدْفَعْهُ لِلذِي أَذْنَبَتْ إِليْهِ. 8وَإِنْ كَانَ ليْسَ لِلرَّجُلِ وَلِيٌّ لِيَرُدَّ إِليْهِ المُذْنَبَ بِهِ فَالمُذْنَبُ بِهِ المَرْدُودُ يَكُونُ لِلرَّبِّ لأَجْلِ الكَاهِنِ فَضْلاً عَنْ كَبْشِ الكَفَّارَةِ الذِي يُكَفِّرُ بِهِ عَنْهُ.) العدد 5: 5-8
              2- (لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.) إشعياء 55: 7
              3- وهذا مصداقاً لقوله: (21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 21-23
              4- (14فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ) أخبار الأيام الثاني7: 14، فهذا قانون الله. فمن الذى يجرؤ أن يغيره؟ هذه هى رحمة الله ومحبته، فمن الذى غيرها من المحبة إلى القسوة وعدم الإشفاق على عباده غير بولس؟ من الذى يجرؤ ويتهم الله تعالى بالظلم؟ لا أحد غير بولس الذى سبه واتهمه بعدم الشفقة على ابنه ، واتهمه بالجهل ، ولعن يسوع:
              (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
              (25لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!) كورنثوس الأولى 1: 25
              (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
              والآن يطرح نفسه سؤال: فلماذا لم تُصلب مريم مثلاً عن حواء طالما أن آدم لم يُخطىء، ولم تخدع الحية غير حواء؟ ولماذا لم يتجسد الرب فى صورة امرأة ليُصلب عن خطيئة حواء؟ لماذا صُلبَ يسوع بعد أن تجسد فى صورة رجل ، على الرغم أن آدم لم يُخطىء بل حواء هى التى أخطأت؟ (كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا) كورنثوس الثانية 11: 3 ، و(14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي،) تيموثاوس الأولى 2: 14
              5- وها هو الرب يرفض أن يُعاقب بنى إسرائيل على ذنوب آبائهم ، ويأمرهم أن يتجنبوها ويسيروا فى أحكامه لتكون علامة بينهم وبين الله تعالى، فتكون سببًا لرضاه عليهم، وليس للإنتقام منهم بسبب ذنوب آبائهم: (16لأَنَّهُمْ رَفَضُوا أَحْكَـامِي وَلَمْ يَسْلُكُوافِي فَرَائِضِي, بَلْ نَجَّسُوا سُبُوتِي, لأَنَّ قَلْبَهُمْ ذَهَبَ وَرَاءَ أَصْنَامِهِمْ. 17لَكِنَّ عَيْنِي أَشْفَقَتْ عَلَيْهِمْ عَنْ إِهْلاَكِهِمْ, فَلَمْ أُفْنِهِمْ فِي الْبَرِّيَّةِ. 18وَقُلْتُ لأَبْنَائِهِمْ فِي الْبَرِّيَّةِ: لاَ تَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِ آبَائِكُمْ وَلاَ تَحْفَظُوا أَحْكَـامَهُمْ وَلاَ تَتَنَجَّسُوا بِأَصْنَامِهِمْ. 19أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فَـاسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي وَاحْفَظُوا أَحْكَـامِي وَاعْمَلُوا بِهَا 20وَقَدِّسُوا سُبُوتِي فَتَكُونَ عَلاَمَةً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ, لِتَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ)حزقيال20: 16-20
              6- (هَلْ قَصَرَتْ يَدِي عَنِ الْفِدَاءِ وَهَلْ لَيْسَ فِيَّ قُدْرَةٌ لِلإِنْقَاذِ؟ هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْراً. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا».) إشعياء 50: 2-3
              7- (19اِصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ هَذَا الشَّعْبِ كَعَظَمَةِ نِعْمَتِكَ وَكَمَا غَفَرْتَ لِهَذَا الشَّعْبِ مِنْ مِصْرَ إِلى هَهُنَا». 20فَقَال الرَّبُّ: «قَدْ صَفَحْتُ حَسَبَ قَوْلِكَ.) عدد 14: 19-20
              فالرب قد صفح وسامح وغفر دون أن ينزل أو يتجسد ويُهان ليعدم صلبًا. فلماذا لم يغفر لمن صنعته يديه؟ وهل تعتقد أن الرب لكى ينتقم من آدم وحواء يطردهما من الجنة ، وينزلان على الأرض لينجبا ، فينتقم من ذريتهما؟ فلماذا؟ هل ضعف سبحانه عن الإنتقام منهما أو جبن وحاشاه؟
              8- وتضرَّع النبى داود u لله طالبًا منه المغفرة والرحمة فقال: (49فَاسْمَعْ فِي السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَاقْضِ قَضَاءَهُمْ، 50وَاغْفِرْ لِشَعْبِكَ مَا أَخْطَأُوا بِهِ إِلَيْكَ، وَجَمِيعَ ذُنُوبِهِمِ الَّتِي أَذْنَبُوا بِهَا إِلَيْكَ، وَأَعْطِهِمْ رَحْمَةً أَمَامَ الَّذِينَ سَبُوهُمْ فَيَرْحَمُوهُمْ) ملوك الأول 8: 49-50
              9- (11قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ. 13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَـاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.) حزقيال 33 :11-16
              أى تُرفع الخطية ويُغفر للعبد بالتوبة والعمل الصالح، والإلتزام بتعاليم الله أى بالناموس الذى قوضه بولس، وجلب غضب الله الدائم عليك عزيزى القمص.
              يؤكد هذا قول يعقوب رئيس التلاميذ الذى حاكم بولس وأدانه بسبب تعديه على الناموس: (15وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ.) يعقوب 5: 15
              يؤكده استشهاد بولس بقول داود: (6كَمَا يَقُولُ دَاوُدُ أَيْضاً فِي تَطْوِيبِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَحْسِبُ لَهُ اللهُ بِرّاً بِدُونِ أَعْمَالٍ: 7«طُوبَى لِلَّذِينَ غُفِرَتْ آثَامُهُمْ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ. 8طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً».) رومية 4: 6-8
              ووجب علينا أن ننوِّه هنا أيضًا إلى كذب بولس، فلم يُطوِّب داود إلا المؤمنين العاملين على رضا الله بكتاب الله، فيقول: (1طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ. 2لَكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَاراً وَلَيْلاً.) مزامير 1: 1-2
              (12طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي تُؤَدِّبُهُ يَا رَبُّ وَتُعَلِّمُهُ مِنْ شَرِيعَتِكَ) مزامير 94: 12
              (1هَلِّلُويَا. طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَّقِي الرَّبَِّ الْمَسْرُورِ جِدّاً بِوَصَايَاهُ. 2نَسْلُهُ يَكُونُ قَوِيّاً فِي الأَرْضِ. جِيلُ الْمُسْتَقِيمِينَ يُبَارَكُ. 3رَغْدٌ وَغِنًى فِي بَيْتِهِ وَبِرُّهُ قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ.) مزامير 112: 1-3
              (1طُوبَى لِلْكَامِلِينَ طَرِيقاً السَّالِكِينَ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ. 2طُوبَى لِحَافِظِي شَهَادَاتِهِ. مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ يَطْلُبُونَهُ. 3أَيْضاً لاَ يَرْتَكِبُونَ إِثْماً. فِي طُرُقِهِ يَسْلُكُونَ. 4أَنْتَ أَوْصَيْتَ بِوَصَايَاكَ أَنْ تُحْفَظَ تَمَاماً.) مزامير 119: 1-4
              (3طُوبَى لِلْحَافِظِينَ الْحَقَّ وَلِلصَّانِعِ الْبِرَّ فِي كُلِّ حِينٍ.) مزامير 106: 3
              (1طُوبَى لِكُلِّ مَنْ يَتَّقِي الرَّبَّ وَيَسْلُكُ فِي طُرُقِهِ) مزامير 128: 1
              وها هو داود يمدح ناموس الرب ، وليس كما يدعى بولس: (7نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيماً. 8وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ. 9خَوْفُ الرَّبِّ نَقِيٌّ ثَابِتٌ إِلَى الأَبَدِ. أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّهَا.) مزامير 19: 7-9
              وها هو الرب يتوعَّد من يترك فرائضه، ولا يعمل بمحكم ناموسه بالإنتقام المشوب بالرحمة، لأنه إله رحيم يفرح بعودة عبده التائب ، كما يفرح الأب بعودة ابنه الضال، وكما يفرح العبد الذى شردت منه شاته أو ضاع منه درهمًا ، ولو كان معه تسع وتسعين غيرهم: (30إِنْ تَرَكَ بَنُوهُ شَرِيعَتِي وَلَمْ يَسْلُكُوا بِأَحْكَامِي 31إِنْ نَقَضُوا فَرَائِضِي وَلَمْ يَحْفَظُوا وَصَايَايَ 32أَفْتَقِدُ بِعَصاً مَعْصِيَتَهُمْ وَبِضَرَبَاتٍ إِثْمَهُمْ. 33أَمَّا رَحْمَتِي فَلاَ أَنْزِعُهَا عَنْهُ وَلاَ أَكْذِبُ مِنْ جِهَةِ أَمَانَتِي.) مزامير 89: 30-32
              وها هو الرب يقرر أن رحمته لا تُنزع من الذين يتقونه، ويعملون بأحكامه: (17أَمَّا رَحْمَةُ الرَّبِّ فَإِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ عَلَى خَائِفِيهِ وَعَدْلُهُ عَلَى بَنِي الْبَنِينَ 18لِحَافِظِي عَهْدِهِ وَذَاكِرِي وَصَايَاهُ لِيَعْمَلُوهَا.) مزامير 103: 17-18
              (7أَعْمَالُ يَدَيْهِ أَمَانَةٌ وَحَقٌّ. كُلُّ وَصَايَاهُ أَمِينَةٌ 8ثَابِتَةٌ مَدَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ مَصْنُوعَةٌ بِالْحَقِّ وَالاِسْتِقَامَةِ.) مزامير 111: 7-8
              (11لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْداً. لاَ يَمْنَعُ خَيْراً عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ.) مزامير 84: 11
              فالتطويب كان إذن للعاملين بأحكام الرب، الملتزمين بناموسه، وليس للمؤمنين غير العاملين ، لأن غير العامل ليس بمؤمن، بل منافق يدعى الإيمان، وهذا مصداقًا لقول يعقوب رئيس التلاميذ: (14مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَاناً وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ 15إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِيِّ، 16فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ: «امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» وَلَكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟ 17هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ. 18لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. 19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ 21أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ 22فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ، 23وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ. 24تَرَوْنَ إِذاً أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ. 25كَذَلِكَ رَاحَابُ الّزَانِيَةُ أَيْضاً، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيقٍ آخَرَ؟ 26لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ.) يعقوب 2: 14-26
              وقد تغاضيت مؤقتًا عن قول الكاتب إن إبراهيم قدم ابنه البكر إسحاق، فالابن البكر هو إسماعيل، لأنه أكبر من أخيه إسحاق 14 سنة، وعلى ذلك لا يكون ابن إبراهيم البكر إلا إسماعيل.
              E فلماذا يدعوا الله خلقه للتوبة وعمل الصالحات لو كان هناك فداء عن طريق الصلب؟
              E ولماذا يدعو الله الأبرار بعدم الاعتماد على برِّهم الذى عملوه ، بل يُحثهم على الزيادة ، إن كان البر ودخول الجنة فقط عن طريق الصلب والفداء؟
              10- (يَحْفَظُونَ شَعَائِرِي لِكَيْ لاَ يَحْمِلُوا لأَجْلِهَا خَطِيَّةً يَمُوتُونَ بِهَا)لاويين22: 9
              إذن فالإنسان بالإيمان بالله وطاعته يموت نظيفًا بدون الخطيئة المتوارثة.

              وهو نفس ما طلبه عيسى u من بنى إسرائيل أن يعترفوا أنه لا إله إلا الله، فهو الصالح ، ولا أحد غيره ، وأن يحفظوا شعائر الله وأوامره فيملكون الحياة الخالدة فى الجنة: (وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا. قَالَ لَهُ: «أَيَّةَ الْوَصَايَا؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ».) متى 19: 17–19
              ويقول أيضًا: (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24، والحياة الأبدية هى الخلود فى الجنة.
              11- ألم يقل الله لإشعياء إنه هو غافر الذنوب وماحيها: (25أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا.) إشعياء 43: 25؟
              12- وألم يُقرُّ إشعياء بغفران الله لذنوبه: (فَإِنَّكَ طَرَحْتَ وَرَاءَ ظَهْرِكَ كُلَّ خَطَايَايَ.) إشعياء 38: 17؟
              13- ألم يقل الله لموسى إنه هو غفَّار الآثام والمعاصى: (وَنَادَى الرَّبُّ: «الرَّبُّ إِلَهٌ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الْإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ. 7حَافِظُ الْإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ الْإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيَّةِ.) خروج 34: 6-7
              14- ألم يعرفه نحميا بأنه هو الغفور الحنَّان الرحمن الرحيم: (وَأَنْتَ إِلَهٌ غَفُورٌ وَحَنَّانٌ وَرَحِيمٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ.) نحميا 9: 17؟
              15- ألم يعرفه دانيال بأنه هو الغفور الرحيم (9لِلرَّبِّ إِلَهِنَا الْمَرَاحِمُ وَالْمَغْفِرَةُ) دانيال 9: 9؟
              16- ألم يصفه داود بأنه هو الغفور الرؤوف الرحمن الرحيم، الذى يُباعد بيننا وبين خطايانا، كما باعد بين الشمس والمغرب ، وأنه منَّا بمثابة الأب فى رحمته وخوفه على صغاره الذين يعبدونه ويخافوه (8الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. 9لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ. 10لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَا وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثَامِنَا. 11لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ. 12كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا. 13كَمَا يَتَرَأَّفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَّفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ.) مزامير 103: 8-13؟ فهل هذا إله يُحمِّل البشرية إثم ذنب لم تقترفه؟ لا. إنه إله المحبة والرأفة والغفران. وكذب من قال غير ذلك ، ومن ينادى يتوارث الإثم!
              17- ألم يوحى الله لإرمياء أنه هو الغفور الرحيم (لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ.) إرمياء 31: 34؟
              18- لذلك حقَّ على ميخا أن يمدحه قائلاً: (18مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِـالرَّأْفَةِ. 19يَعُودُ يَرْحَمُنَا يَدُوسُ آثَامَنَا وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ.) ميخا 7: 18-19
              فما الداعى إذًا من نزول الإله القدوس وتجسده فى صورة إنسان، ابن آدم الرمة والدود، أو يُصوَّر فى شكل حيوان، ثم يُصلَب ليغفر لآدم وحواء أكلهم من الشجرة!
              وإذا كان قد صُلِبَ ليغفر لآدم وحواء أكلهم من الشجرة ، فكم مرة يحتاج أن يُصلب فيها ليغفر لأنبيائه عبادة الأوثان والزنا والكذب والنصب؟
              لماذا يحتاج الإله الغفور الرحيم الذى (لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ) [كما يقول ميخا 7: 18-19] والذى (يُسَرُّ بِـالرَّأْفَةِ) و(يَرْحَمُنَا) و(يَدُوسُ آثَامَنَا) (وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ) إلى التضحية بابنه وبسفك الدماء؟
              أليس هو الله الذى (يُسَرُّ بِـالرَّأْفَةِ) و(لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ) (وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ) والذى (قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ) وكانت رحمته (مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ) أليس هو الله (الْمَاحِي) (غَافِرُ الْإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيَّةِ)؟ فلماذا لم يغفر لآدم وحواء؟
              وهناك المئات من الأمثلة على عدل الله ، وعدم إقراره الظلم أو أن يحاسب إنسان على خطيئة آخر.
              19- (الرب لا يُذِّلُ ولا يُحزِنُ بنى الإنسان) إرمياء 3: 33،
              فهل نصدق الرب أم بولس؟ يقول الرب إنه لا يُحزن بنى الإنسان ، وفرح الإنسان فى مغفرة الله لذنوبه ، ورضاه عنه ، وإدخاله الجنة. إذن لقد غفر الله الغفار الرحيم لآدم وحواء ، ولم يحمل الغضب فى قلبه ألوف من السنين، كما يدعى بولس، وذلك لأن غضب الله لا يستمر إلا لحظة: (لأَنَّ لِلَحْظَةٍ غَضَبَهُ)مزمور30: 5
              واقرأ ما أوحاه الله لعبده داود عن رحمته وغفرانه وحبه لعبده التائب:
              (9لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ.
              10لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَا وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثَامِنَا.
              11لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ.
              12كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا.
              13كَمَا يَتَرَأَّفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَّفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ) مزامير 103: 9-13
              هل رأيت مثل هذه الرحمة وهذه العظمة وهذا الحب فى أقوال بولس، الذى لا يعرف إلا غفران الذنوب بالدم وبقتل الإله لابنه؟
              20- (فَاعْلمْ فِي قَلبِكَ أَنَّهُ كَمَا يُؤَدِّبُ الإِنْسَانُ ابْنَهُ قَدْ أَدَّبَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ)تثنية 8: 5 الأمر الذى يعنى أن الله يعاقب الإنسان على خطيئته، ثم يتوب عليه إن تاب وندم ورجع عن معاصيه، لأنه إله غفور.
              21- (5لأَنَّ لِلَحْظَةٍ غَضَبَهُ. حَيَاةٌ فِي رِضَاهُ.) مزمور 30: 5، فهل غضب الرب من وقت آدم إلى صلبه كان لحظة؟ فأين الحياة والرضا إن كان قد قتل ابنه أو نفسه (على اختلاف الطوائف النصرانية المختلفة)؟ وأين الحياة والرضا إذا كان الكل قد حشروا إلى جهنم انتظارًا لنزول الإله متجسدًا فى صورة رجل، مرة يهرب من اليهود، ومرة يجلدونه ، ثم يستهزئون به ، ثم يسلبون روحه ، ثم يموت لينزل إلى الأرض السفلى ويخلصهم من لعنته الأبدية؟ (9وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضاً فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلَأَ الْكُلَّ.) أفسس 4: 9-10
              22- وقال يسوع: (إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ.) لوقا 13: 3
              يعلم الله تعالى أن بنى آدم خطَّاء (لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ) أخبار الأيام الثانى 6: 36 ، وكما قال رسول الله r، (كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) ، لذلك طالب الله عباده ، كما طالبهم أنبياؤهم بالمسارعة إلى التوبة وطلب المغفرة من الله. وتوبة الله على عبده ، وقبول توبته جزاؤها الجنة: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} سورة آل عمران (133)
              إذن عدم الهلاك ودخول الجنة يتوقف على التوبة والرجوع إلى الله. ومعنى ذلك أن الله يقبل التوبة من عباده، لأنه إله المحبة والرحمة، ولا يتوقف هذا على صلبه.
              وهو نفس قول إشعياء الذى دعا فيه قومه إلى التوبة ليرحمهم الله ، ورغبهم فى ذلك بأن أخبرهم أن الله غفور رحيم: (لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.) إشعياء 55: 7
              وهو نفس قول يوحنا المعمدان ويسوع فى بداية تنفيذ رسالتهما. فقد بدأ يوحنا المعمدان رسالته قائلاً: (1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ 2قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.) متى 3: 1
              وكذلك بدأ عيسى رسالته طالباً من قومه التوبة والرجوع إلى الله: (مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».) متى 4: 17
              23- (فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة) متى 3: 8
              هذا كلام يوحنا ( يحيى u) أثناء وجود المسيح u مما يبطل القول بأن المسيح u جاء ليفدي العالم. فمن غير المعقول ألا يعرف نبى إلاهه أو يُخالِف رسالة ربه. فهل ينزل الرب نفسه ويقول بالصلب والفداء لغفران الخطايا ثم يقول نبيه لا تسمعوا له ، أنا أضمن لكم الجنة إذا فعلتم أثمارًا تليق بالتوبة؟!! أو يرسل الرب نبيه برسالة ما ، ثم ينزل هو ليكذبه؟!!
              E إذن فقد كانت هناك توبة ، وأن الله غفور رحيم ، يقبل التوبة من عبده العاصى. فلماذا لم يقبل بالذات توبة عبده آدم وأَمَتِهِ حواء؟
              24- (إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24
              أى إن نيل الحياة الأبدية ودخول الجنة قد بنى على الإيمان بالله ورسوله وطاعتهما. فلماذا الصلب والفداء؟ ألم يكن من اللائق بنبى أو بأحد التلاميذ أن يُضحِّى بنفسه بدلاً من إلاهه؟ (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3
              25- (32وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.) متى12: 32، إذن فهناك حساب فى الآخرة على أقوالنا وأفعالنا، فما أهمية الفداء إذن؟ ولماذا يُحساب الفرد على أخطاء غيره؟ وهذا ما بينه عيسى u فى قوله: (وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ.) متى 16: 27 ، حسب عمله هو ، وليس عمل أبيه!!
              وفى مثاله: (19«كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَُرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهاً. 20وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوباً بِالْقُرُوحِ 21وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ بَلْ كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. 22فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضاً وَدُفِنَ 23فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الْهَاوِيَةِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ 24فَنَادَى: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ ارْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هَذَا اللهِيبِ. 25فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ وَكَذَلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ. 26وَفَوْقَ هَذَا كُلِّهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هُوَّةٌ عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْعُبُورَ مِنْ هَهُنَا إِلَيْكُمْ لاَ يَقْدِرُونَ وَلاَ الَّذِينَ مِنْ هُنَاكَ يَجْتَازُونَ إِلَيْنَا. 27فَقَالَ: أَسْأَلُكَ إِذاً يَا أَبَتِ أَنْ تُرْسِلَهُ إِلَى بَيْتِ أَبِي 28لأَنَّ لِي خَمْسَةَ إِخْوَةٍ حَتَّى يَشْهَدَ لَهُمْ لِكَيْلاَ يَأْتُوا هُمْ أَيْضاً إِلَى مَوْضِعِ الْعَذَابِ هَذَا. 29قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: عِنْدَهُمْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءُ. لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ. 30فَقَالَ: لاَ يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ. بَلْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِمْ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُونَ. 31فَقَالَ لَهُ: إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ».) لوقا 16: 19-31
              وفى قوله: (5فَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْمَكَانِ نَظَرَ إِلَى فَوْقُ فَرَآهُ وَقَالَ لَهُ: «يَا زَكَّا أَسْرِعْ وَانْزِلْ لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ». 6فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحاً. 7فَلَمَّا رَأَى الْجَمِيعُ ذَلِكَ تَذَمَّرُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُلٍ خَاطِئٍ». 8فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ: «هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ». 9فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهَذَا الْبَيْتِ إِذْ هُوَ أَيْضاً ابْنُ إِبْرَاهِيمَ 10لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ) لوقا 19: 5-10
              (41قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَاناً لَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ. وَلَكِنِ الآنَ تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِرُ فَخَطِيَّتُكُمْ بَاقِيَةٌ».) يوحنا 9: 41
              (34فَقَالَ بُطْرُسُ: «بِالْحَقِّ أَنَا أَجِدُ أَنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ الْوُجُوهَ. 35بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ الَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ الْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ. ) أعمال الرسل 10: 34-35

              تعليق


              • #22
                26- (16وَأَمَّا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا رَأَوْهُ يَأْكُلُ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ: «مَا بَالُهُ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟» 17فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».)
                E ويُعلم من ذلك أنه لا وجود لأسطورة الخطيئة المتوارثة، وإلا فلماذا كان يتودد إلى الخطاة ويعلمهم كيفية الحياة القويمة وأهمية التوبة وكيفيتها؟
                E وإذا كان ابوه قد انتوى أن يصلبه حقًا، فلماذا التوبة وممَّا ، إذا كان الصلب والفداء هما الحياة والأمل والرجاء فى غفران الخطيئة الأولى؟
                E وإذا كان علمهم التوبة وتابوا ، فلماذا ظلَّ الرب يعتبرهم مخطئين إلى أن صلب ابنه (أو نفسه على حسب اختلاف العقائد)؟
                E هل كان يضحك عليهم فنزل إليهم وأكل معهم وطلب منهم التوبة وهو يعلم أن كل هذا هراء لن يجدى ، ولن ينفعهم إلا صلب ابنه أو أن يُصلَب هو نفسه؟
                27- (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.) متى 6: 9-15
                28- (34فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ».) لوقا 23: 34
                29- (28اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ جَمِيعَ الْخَطَايَا تُغْفَرُ لِبَنِي الْبَشَرِ وَالتَّجَادِيفَ الَّتِي يُجَدِّفُونَهَا. 29وَلَكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً».) مرقس 3: 28-29
                30- ومثل عودة الابن التائب إلى حضن أبيه، واستغفاره عما حدث منه ، لهو أكبر دليل على فرحة الله بعودة عبده العاصى، بعد ندمه عما حدث منه وتوبته: (11وَقَالَ: «إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ابْنَانِ. 12فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ. 13وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الاِبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ. 14فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ. 15فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. 16وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلَأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ. 17فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعاً! 18أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ 19وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ. 20فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. 21فَقَالَ لَهُ الاِبْنُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. 22فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ وَاجْعَلُوا خَاتَماً فِي يَدِهِ وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ 23وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ 24لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ.) لوقا 15: 11-24
                وقال: (10هَكَذَا أَقُولُ لَكُمْ يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ) لوقا 15: 10
                وقبل أن يضرب لهم هذا المثل أعلمهم كم هى فرحة الله تعالى بعودة عبده العاصى. فقال: (7أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ.) لوقا 15: 7
                فقال: (إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟)حزقيال 33: 11
                31- (9إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.) يوحنا الأولى 1: 9
                طبعًا إن اعترفنا بذنوبنا لله ، وليس للقسيس. لأن فى ذلك فضح الإنسان لنفسه ولغيره بعد أن ستر الله عيوبه ، كما أنها خلوة قد يتسبب عنها جرائم أخرى كما سمعنا ونسمع ما يحدث فى الأوساط الكنسية من القساوسة والرهبان والأساقفة بل والباباوات أنفسهم.
                ومعنى اعترافنا بذنوبنا أننا علمنا أن ما عملناه كان من الآثام التى لا ترضى الله، وتجلب نقمته علينا ، فأقلعنا عنها ، وفضلنا جوار الله عن جوار الشيطان الخبيث. ففى هذه الحالة فقط يغفر لنا الله ، ويمحو ذنوبنا. (10لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ.) رومية 10: 10
                وقوله: (14فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ) أخبار الأيام الثاني 7: 14
                (19اِصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ هَذَا الشَّعْبِ كَعَظَمَةِ نِعْمَتِكَ وَكَمَا غَفَرْتَ لِهَذَا الشَّعْبِ مِنْ مِصْرَ إِلى هَهُنَا». 20فَقَال الرَّبُّ: «قَدْ صَفَحْتُ حَسَبَ قَوْلِكَ.) عدد 14: 19-20
                لذلك طالبهم بمزيد من العمل الصالح، الذى يبرهن جديتهم فى التوبة، فقال: (فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة) متى 3: 8
                ولم يدعهم لليأس ، فأعلمهم أن الله غفَّار الذنوب: (7لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.) إشعياء 55: 7
                فهل لقول (يوحنا الأولى 1: 9) علاقة بالخطيئة الأولى؟ ألا يفنِّد هذا عقيدة بولس فى الخطيئة المتوارثة؟
                وألا يدل هذا على أن الرب يغفر الذنوب بدون الصلب والفداء؟
                32- (9وَقَالَ لِقَوْمٍ وَاثِقِينَ بِأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرِينَ هَذَا الْمَثَلَ: 10«إِنْسَانَانِ صَعِدَا إِلَى الْهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ وَالآخَرُ عَشَّارٌ. 11أَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هَكَذَا: اَللَّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ وَلاَ مِثْلَ هَذَا الْعَشَّارِ. 12أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ. 13وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اللهُمَّ ارْحَمْنِي أَنَا الْخَاطِئَ. 14أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ هَذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّراً دُونَ ذَاكَ لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ».) لوقا 18: 9-14
                لقد اعترف المذنب بذنوبه، ورفع عينيه إلى السماء، إلى الله، يطلب منه أن يغفر له ويرحمه. فتقبل الله، لأنه يحب العفو والمغفرة. وهذا اعتراف من عيسى u أن الله غافر الذنب هو الله الذى فى السماء ، وليس لعيسى شيئ! فى هذا الأمر.
                (7لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.) أشعياء 55: 7
                إذن التوبة هى طريق الدخول إلى الحياة الأبدية فى الجنة ، لأنه بالتوبة يغفر الله الذنوب ، فيصبح الإنسان كالطفل البرىء الخالى من الذنوب. لذلك قال يسوع: (3كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ. بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ.) لوقا 13: 3
                وأنهى بقول سليمان الحكيم: (15مُبَرِّئُ الْمُذْنِبَ وَمُذَنِّبُ الْبَرِيءَ كِلاَهُمَا مَكْرَهَةُ الرَّبِّ.) أمثال 17: 15. فهل تعتقد أن الرب يقترف ما يكرهه، أو إنه يأمر بالمعروف ولا يفعله؟
                بل بقول إشعياء الذى يحدد فيه أن الرب يتقدَّس بالبر أى بالعمل الصالح: (16وَيَتَعَالَى رَبُّ الْجُنُودِ بِالْعَدْلِ وَيَتَقَدَّسُ الإِلَهُ الْقُدُّوسُ بِالْبِرِّ.) إشعياء 5: 16
                خامسًا: نصوص تدل على وجود أبرار غير حاملين للخطيئة الأولى
                شهد الله تعالى لأناس كثيرين بالبر والصلاح، ورضى عنهم. فإذا كانت الخطيئة المتوارثة أكبر من أن تُغفر إلا بموت الإله أو ابنه ، ما كان الرب ليرضى عنهم:
                1- فها هو الرب يعترف ببر آدم، وأن الحكمة والإستغفار أنقذاه من زلته: (هي التي حفظت أول من جبل أبا للعالم لما خلق وحده ، وأنقذته من زلته وآتته قوة ليتسلط على الجميع) سفر الحكمة 10: 1-2
                2- وسمَّى آدم ابنه: (آدَمَ ابْنِ اللهِ.) لوقا 3: 38
                ويقول يوحنا: (18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.) يوحنا الأولى 5: 18 ، الأمر الذى يدل على أن الله قد غفر له خطيته ، ومحاها من الوجود لصدق توبته.
                وكما قال يوحنا إن أولاد الله هم المؤمنون، الأمر الذى يدل على أن الرب حسبه فى عداد المؤمنين، ولا يكون ذلك إلا إذا كان الله قد تاب عليه: (وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.) يوحنا 1: 12-13
                3- وتقبَّل قربان هابيل البار: (3وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أَيَّامٍ أَنَّ قَايِينَ قَدَّمَ مِنْ أَثْمَارِ الأَرْضِ قُرْبَاناً لِلرَّبِّ 4وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضاً مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا. فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ 5وَلَكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ. فَاغْتَاظَ قَايِينُ جِدّاً وَسَقَطَ وَجْهُهُ.) تكوين 4: 1-5
                وقد شهد الرب لهابيل بالبر والإيمان: (4بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ!) عيرانيين 11: 4 ، بمعنى أن الله يتقبل من المؤمنين، وبذلك ثبت أن أول جيل يخرج من آدم وحواء كان منهم المؤمن ، ومنهم غير ذلك. ولا علاقة لهذا بإثم حواء وآدم، فقد غفره الله لهما قبل نزولهما على الأرض.
                4- وهذا نوح قد أنقذه الله وحماه هو والنفر القليل، الذين آمنوا به: (7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ». 8وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. 9هَذِهِ مَوَالِيدُ نُوحٍ: كَانَ نُوحٌ رَجُلاً بَارّاً كَامِلاً فِي أَجْيَالِهِ. وَسَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ.) تكوين 6: 7-9
                5- والغريب أن إفناء كل الحيوانات والطيور بل والزرع وكل البشر إلا ما تبقى من المؤمنين مع نوح، لم يُهدِّىء من ثورة الرب وغضبه بسبب أكل حواء من شجرة معرفة الخير والشر، وظل يُضمر الإنتقام من عبيده ، إلى أن انتقم من ابنه أو انتحر هو: (23فَمَحَا اللهُ كُلَّ قَائِمٍ كَانَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ: النَّاسَ وَالْبَهَائِمَ وَالدَّبَّابَاتَ وَطُيُورَ السَّمَاءِ فَانْمَحَتْ مِنَ الأَرْضِ. وَتَبَقَّى نُوحٌ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ فَقَطْ.) تكوين 7: 23
                6- وكان إبراهيم أبو الأنبياء من الأبرار: (1وَشَاخَ إِبْرَاهِيمُ وَتَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ. وَبَارَكَ الرَّبُّ إِبْرَاهِيمَ فِي كُلِّ شَيْءٍ.) تكوين 24: 1
                (2فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ وَتَكُونَ بَرَكَةً. 3وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ».) تكوين 12: 2-3
                (19وَبَارَكَهُ وَقَالَ: «مُبَارَكٌ أَبْرَامُ مِنَ اللهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) تكوين 14: 19
                (18وَإِبْرَاهِيمُ يَكُونُ أُمَّةً كَبِيرَةً وَقَوِيَّةً وَيَتَبَارَكُ بِهِ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ؟) تكوين 18: 18
                (16وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ 17أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ 18وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي».) تكوين 22: 16-18
                7- كما كانت سارة من الأبرار: (15وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «سَارَايُ امْرَأَتُكَ لاَ تَدْعُو اسْمَهَا سَارَايَ بَلِ اسْمُهَا سَارَةُ. 16وَأُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ أَيْضاً مِنْهَا ابْناً. أُبَارِكُهَا فَتَكُونُ أُمَماً وَمُلُوكُ شُعُوبٍ مِنْهَا يَكُونُونَ».) تكوين 17: 15-16
                8- وبارك الله إسحاق بعد إبراهيم: (11وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ اللهَ بَارَكَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ) تكوين 25: 11
                9- ومنهم هارون الذى صنع العجل وعبد الأوثان (كما تؤمنون)، وتاب الرب عليه وجعل الكهانة فى ذريته (خروج 32: 3 ، خروج 40: 12)
                10- وها هو داود الذى يتهمه الكتاب بالزنى والقتل يتوب الرب عليه، ويُثبت كرسيه للأبد: (9هُوَذَا يُولَدُ لَكَ ابْنٌ يَكُونُ صَاحِبَ رَاحَةٍ, وَأُرِيحُهُ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ, لأَنَّ اسْمَهُ يَكُونُ سُلَيْمَانَ. فَأَجْعَلُ سَلاَماً وَسَكِينَةً فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِهِ. 10هُوَ يَبْنِي بَيْتاً لاِسْمِي, وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً, وَأَنَا لَهُ أَباً وَأُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مُلْكِهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ.) أخبار الأيام الأول 22: 9-10
                (13عَلَى أَنِّي لاَ أُمَزِّقُ مِنْكَ الْمَمْلَكَةَ كُلَّهَا، بَلْ أُعْطِي سِبْطاً وَاحِداً لاِبْنِكَ، لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي، وَلأَجْلِ أُورُشَلِيمَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا].) ملوك الأول 11: 13
                11- وها هو أخنوخ يرفعه الله تعالى ، ولم يذقه الموت: (24وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ.) تكوين 5: 24
                12- وكذلك أنقذ الله برحمته عبده إيليا لأنه كان من الأبرار: (فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.) ملوك الثانى 2: 11، وأكد سفر العبرانيين ذلك الكلام فقال: (5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ.) عبرانيين 5: 11
                13- (1كَانَ رَجُلٌ فِي أَرْضِ عُوصَ اسْمُهُ أَيُّوبُ. وَكَانَ هَذَا الرَّجُلُ كَامِلاً وَمُسْتَقِيماً يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ.) أيوب 1: 1
                14- ويعيد أيوب على مسامع الرب ما قاله له من قبل: (9قُلْتَ: أَنَا بَرِيءٌ بِلاَ ذَنْبٍ. زَكِيٌّ أَنَا وَلاَ إِثْمَ لِي.) أيوب 33: 9
                15- (13بَقِيَّةُ إِسْرَائِيلَ لاَ يَفْعَلُونَ إِثْماً وَلاَ يَتَكَلَّمُونَ بِـالْكَذِبِ وَلاَ يُوجَدُ فِي أَفْوَاهِهِمْ لِسَانُ غِشٍّ, لأَنَّهُمْ يَرْعُونَ وَيَرْبُضُونَ وَلاَ مُخِيفَ].) صفنيا 3: 13
                16- (3فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا الرَّبِّ مُرَاقِبَتَيْنِ الطَّالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ) الأمثال 15: 3
                17- وقال جبرائيل لمريم: (28فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ».) لوقا 1: 28
                18- (5كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ. 6وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ.) لوقا 1: 5-6
                19- (20لأَنَّ هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا عَالِماً أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ وَكَانَ يَحْفَظُهُ.) مرقس 6: 20
                20- (15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) لوقا 1: 15
                21- (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.) متى 11: 11
                إن عيسى u قرر قبل أن يُصلب ويفدى البشرية من الخطيئة التى لم ترتكبها (كما تزعمون) أن المعمدان أعظم من أُنجب من النساء. فكيف يكون هكذا وهو محمَّل بالخطيئة الأولى؟ إن هذا لا يعنى إلا أنه كان من الأبرار، غير المحملين بهذه الخطيئة ، الأمر الذى يعنى أيضًا وجود أبرار غيره ، لا يحتاجون إلى نزول الإله وصلبه عنهم.
                22- (19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً.) متى 1: 19
                23- (50وَإِذَا رَجُلٌ اسْمُهُ يُوسُفُ وَكَانَ مُشِيراً وَرَجُلاً صَالِحاً بَارّاً)لوقا 23: 50
                24- (25وَكَانَ رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ اسْمُهُ سِمْعَانُ كَانَ بَارّاً تَقِيّاً يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ وَالرُّوحُ الْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ.) لوقا 2: 25
                25- وقصة لعازر تدل على أن إبراهيم كان من الأبرار المنعمين فى الجنة مع لعازر وكل المؤمنين فاعلى الخيرات: (19«كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَُرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهاً. 20وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوباً بِالْقُرُوحِ 21وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ بَلْ كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. 22فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضاً وَدُفِنَ 23فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الْهَاوِيَةِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ 24فَنَادَى: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ ارْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هَذَا اللهِيبِ. 25فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ وَكَذَلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ.) لوقا 16: 19-25
                26- كذلك الأولاد الذين باركهم يسوع ، وقال لتلاميذه إنهم أبرار أبرياء، ولأن الجنة لمثل هؤلاء الأبرياء، بل طالبهم أن يكونوا أمثالهم. الأمر الذى نفى به عيسى u وجود ما تسمونه الخطيئة المتوارثة: (13وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَداً لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ. 14فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ. 15اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللَّهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ». 16فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ.) متى 10: 13-16
                و(47فَعَلِمَ يَسُوعُ فِكْرَ قَلْبِهِمْ وَأَخَذَ وَلَداً وَأَقَامَهُ عِنْدَهُ 48وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ قَبِلَ هَذَا الْوَلَدَ بِاسْمِي يَقْبَلُنِي وَمَنْ قَبِلَنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأَنَّ الأَصْغَرَ فِيكُمْ جَمِيعاً هُوَ يَكُونُ عَظِيماً») لوقا 9: 47-48
                فقد حكم إذن على الأطفال بالبراءة وأكد خلوهم من فرية الخطيئة الأولى. فأين عقيدة الصلب وسفك الدماء والفداء هنا؟ فأين هذا من قول بولس: (وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22
                فإذا كان هذا رأيه فى الأطفال دون صلب أو فداء فلماذا الصلب وسفك الدماء إذن؟
                27- وقال للتلاميذ قبل موته: (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 13-16
                فكيف حكم عليهم بالبر والتقوى والصلاح قبل أن يُصلَب؟ ولماذا لم يُعلِّق صلاحهم وبرهم على موته وقيامته؟ وكيف كانوا نور العالم وهو لم يكن قد صُلِبَ بعد؟
                28- (7أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ) لوقا 15: 7
                29- (35لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ.) متى 23: 35
                وبغض النظر عن خطأ متى فى اسم زكريا ، فهو زكريا بن يوياداع وليس زكريا بن برخيا (راجع أخبار الأيام الثانى 24: 20-22). فإن هذا اعتراف من عيسى u أنه من هابيل بن آدم إلى زكريا هذا لم يحمل فرد منهم ما يُسمَّى بالخطيئة المتوارثة ، وكانوا من الأبرياء ذوى الدماء الزكية. الأمر الذى يدل على رفض ما تسمونه بتوارث إثم الخطيئة الأولى!!
                هل تعرف عزيزى القمص زكريا بطرس ما معنى أن يضمر إله المحبة كل هذا الحنق على البشرية ، ويقرر منذ الأزل أنه سينزل متجسدًا فى صورة بشر ، يُهان من عبيده ويُقتل صلبًا؟ إن معنى هذا أنه قرر الإنتحار بيد غيره منذ الأزل! فهل نفهم من ذلك أنه يُبرر الإنتحار؟
                30- قال يسوع: (32لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ) لوقا 5: 32، الأمر الذى يعنى أنه كان على الأرض الجنسين: الأبرار والخطاة ، ولم يهتم هو إلا بالخطاة، لينقذهم من النار.
                31- وأقر بتوبة رجال نينوى وملكتهم لأنهم أطاعوا نبى الله سليمان، فكانوا من الأبرار: (41رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا! 42مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا!) متى 12: 41-42
                32- وقال لتلاميذه قبل أن يُصلب ويفدى البشرية كما تعتقدون: (3أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ.) يوحنا 15: 3
                33- وشهد لهم أيضًا أن الله يحبهم، والله لا يحب المخطئين. معنى ذلك أن عيسى u شهد لهم بالتقوى والصلاح قبل أن يُصلب: (27لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ لأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجْتُ.) يوحنا 16: 27

                تعليق


                • #23
                  ما هى أضرار تصديق هذه العقيدة الوثنية؟
                  إن أضرار تصديق هذه العقيدة ليصل فى الحقيقة إلى الكفر وتخريب كلمة الله عن عمد ، وسنحلل أضرارها ، وما فعلته فى بعض رجال الدين أنفسهم:
                  1- اتهام الله سبحانه وتعالى بالظلم ، وعدم العدل بين رعيته.
                  2- نزع الرحمة من الرب، ونسبتها للشيطان، الذى كان لهما ناصح أمين.
                  3- اتهام الرب بالجهل ، وعدم معرفة ما سيجرى ولا ما جرى فى ملكوته.
                  4- اتهام الرب بلعن الأرض باطلاً.
                  5- اتهام الرب بإصدار قرارات تعسفية لا قيمة لها ، وذلك بشأن عقوبة الحية.
                  6- اتهام الرب بأنه إله خوَّار يئُوس، استسلم للشيطان فور تفوقه عليه، ووسوسته لآدم وحواء للأكل من الشجرة المحرمة عليهما.
                  7- اتهام الرب بأنه هو المتجنِّى على آدم وحواء والشيطان نفسه، وذلك بأن طردهما من الجنة بسبب الخير الذى فعلوه ووضع العداوة بين بنى آدم والشيطان بعد الأكل من الشجرة: (15وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».) تكوين 3: 15
                  8- الإيمان بشىء نهى الله عنه فى كتابه، وإدخال عقيدة مُخالفة لكتاب الله. الأمر الذى يعنى تحريف تعاليم الرب وعدم الإلتزام بها.
                  9- عدم الإحساس بالمسئولية الفردية عن الذنب.
                  10- اضطهاد المرأة وإهدار حقوقها فى كافة المستويات. لأنها سبب هذه الخطيئة.
                  11- تبرئة الشيطان من هذه المعصية ، ورمى التهمة على الحية.
                  12- رفع الشيطان مكانة أعلى من مكانة الرب.
                  13- وضع بولس فى الصدارة ، والقذف بيسوع إلى المؤخرة. حيث لم يتكلم يسوع عن هذه العقيدة فى تعليماته، بل حاربها بتعاليم التوبة والصفح عن الناس.
                  14- يلغى أعمال الرب ولا يجعلها المعيار لدخول الجنة كما قال يسوع: (20فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ.) متى 5: 17-20
                  15- ملعون وله الويل فى الآخرة، لقوله (26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ».) تثنية 27: 26، ولقوله: (... هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هَذَا الْعَهْدِ 4الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ آبَاءَكُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ ...) لإرمياء 11: 3-4؛ لأن هذا يلغى أهم فقرات الناموس ولُبَّه وهو الرحمة والعدل: (23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ.) متى 23: 23
                  16- يُساعد بولس فى هدم تعاليم الكتاب الذى يقدسه، حيث يساعد بولس على نشر عقائده الوثنية، التى ما قصد بها إلا هدم تعاليم يسوع ، وإخراجكم من عهد الله. وهذا اعتراف بولس أنه صاحب ومؤلف هذا الإنجيل، وواضع أساسه: (10حَسَبَ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي كَبَنَّاءٍ حَكِيمٍ قَدْ وَضَعْتُ أَسَاساً وَآخَرُ يَبْنِي عَلَيْهِ. وَلَكِنْ فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْهِ.) كورنثوس الأولى 3: 10-11
                  17- يتهم الرب بعدم الشفقة وينزع منه صفة من أهم صفاته وهى المحبة: (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
                  18- يسب الرب ويلعنه: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
                  19- يتهم الرب بأن معرفة الخير من الشر عنده جريمة لا تدانيها جريمة الزنى أو السرقة أو القتل. لذلك حمَّل البشر إثم جريمة معرفة الخير من الشر، وترك الأنبياء وزناهم وفجرهم وكفرهم.
                  20- يعتقد أن الموت شر ، وعلى ذلك فهو ليس من خلق الله ، بل خلقه الشيطان، كما لو كان الشيطان يمكنه أن يوجد شيئًا ضد إرادة الله تعالى. ويترتب على وجود الموت بيننا للآن، فشل الرب فى عملية الفداء ، وبذلك يكون مات الرب دون جدوى ، لأن الشيطان لم يتقبل هذا الفداء، ولم يتخل عن الموت!!
                  يقول كوستلى بندلى فى كتابه «مدخل إلى العقيدة المسيحية» ص279: (فالموت ضد طبيعة الإنسان الأصلية ، فإن الله خلق الإنسان خالدًا، وصنعه على صورة ذاته، وكذلك ليس الموت من صنع الله، ولا يسره هلاك الأحياء).
                  ونسى الكاتب ومن يسير على هواه أن الله تعالى خلق الإنسان ليموت ، ولم يرد له الخلود، لأنه لو أراد له الخلود ، ما كان خلق الأرض من قبله ، ومهدها له، وما كان ضرب الحراسة على شجرة الخلد، خوفًا من أن يأكل منها الإنسان ويعيش خالدًا.
                  (48أَيُّ إِنْسَانٍ يَحْيَا وَلاَ يَرَى الْمَوْتَ؟ أَيٌّ يُنَجِّي نَفْسَهُ مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ؟ سِلاَهْ.) مزامير 89: 48
                  والأمرُّ من ذلك أنهم بإيمانهم هذا يقدرون الشيطان تقديرًا أعظم من تقديرهم للرب. فهم بذلك يؤمنون أن الشيطان أجبر الرب على تغيير خطته فى الخلق مجبرًا. وما أراده الرب من خلود للبشر أجبره الشيطان على التراجع بخلقه للموت. وتنازل الرب بضعفه واستكانته لرغبات الشيطان!!!
                  20- لن يُغفر له لا فى هذه الحياة ولا فى الآخرة: (31لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ وَأَمَّا التَّجْدِيفُ عَلَى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ. 32وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.) متى 12: 31-32
                  21- التواكل على غفران الرب لخطاياهم بموت ابنه. وارتكاب المعاصى لإرضاء الرب، ولإظهار محبته. الأمر الذى جعل كبار رجال الدين يدَّعون أنه كلما زادت ذنوبك، كلما أظهرت رحمة الرب أكثر وأكثر. وهذا مُخالف تمامًا لأقوال عيسى u لأبر الناس وأكثرهم تقوى وصلاح، وهم تلاميذه. فقد أعلمهم أنه عليهم زيادة البر والعمل الصالح ليكونوا أهلاً لدخول الجنة: (19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 20فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ.) متى 5: 19-20
                  وقال لهم أيضًا: (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 16
                  وقال يوحنا إن البار يُعرف يوم الدينونة بالأعمال الحسنة: (19وَهَذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. 20لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلَّا تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. 21وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللَّهِ مَعْمُولَةٌ».) يوحنا 3: 19-21
                  بل كان الشاهد على نبوة يسوع وصلاحه هى أعماله: (25أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي. ...... 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ ......) يوحنا 10: 25، 29
                  وأفهمهم أن مقياس العقوبة أو التكريم هو الإيمان ثم العمل الصالح، فقال لهم: (32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي - بِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟») يوحنا 10: 32
                  (21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا.) حزقيال 18: 21-22
                  (11قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ.13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَـاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً) حزقيال 33: 11-16
                  فالله يطلب منهم إذن التوبة من ذنوبهم ، لكى يُدخلهم جنات الخلد ، فالطريق إلى البر والخلود فى جنات النعيم هو إذن الإستقامة وليست الإيمان بالمصلوب من أجل ذنب آدم وحواء.
                  (8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. .. .. فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.) متى 3: 8-10 ، إذن فالنجاة من النار هو رهن الثمار الجيدة التى تنتجها أنت فى حياتك ، وليست رهن الإيمان بيسوع وإياه مصلوباً.
                  ألم يقل عيسى u: (طوبى لصانعى السلام. لأنهم أبناء الله يُدْعَوْن) متى 5: 9 فلماذا طالبنا بصنع السلام إذا كان طريق الخلاص هو الصلب والفداء؟
                  وقال أيضاً: (وحينئذ يحاسب كل إنسان على قدر أعماله) متى 16: 27
                  (29فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ.) يوحنا 5: 29 ، إذن الحياة الخالدة فى الجنة هى رهن الإيمان بالله ورسوله والعمل الصالح فى الدنيا.
                  وهذا ما فهمه يعقوب رئيس التلاميذ وأدان به بولس نفسه ، بل وكفَّر معتقداته، وألزمه بتعاليم الناموس، وأرسل من يُغيِّر معتفداته الفاسدة ، ويُعلِّم الناس الحق: (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 17-26
                  لكن لم ينته بولس من إضلاله للناس واستمر على ما هو عليه ، فنافق اليهود فى رومية وعلمهم الإلتزام به، بينما علم أهل غلاطية أن الناموس ملعون ، وأنه لم يُكمل شيئًا وأن البر ليس بالناموس ولكن بالإيمان بيسوع وإيَّاه مصلوبًا. الأمر الذى دفع يعقوب أن يرد على هذه الإدعاءات والضلالات فى رسالته قائلاً: (11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 11
                  وقال أيضًا: (14مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَاناً وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ 15إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِيِّ، 16فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ: «امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» وَلَكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟ 17هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ. 18لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. 19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ 21أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ [وهو إسماعيل لكن ليس هذا مجال الحديث عنه] عَلَى الْمَذْبَحِ؟ 22فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ، 23وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ. 24تَرَوْنَ إِذاً أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ. 25كَذَلِكَ رَاحَابُ الّزَانِيَةُ أَيْضاً، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيقٍ آخَرَ؟ 26لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ.) يعقوب 2: 14-26
                  أما من قام بتغيير دينه بين الناس وعلم الناس الإرتداد عن تعاليم موسى وعيسى والأنبياء بينهما هو عدو عيسى u اللدود بولس، فقال: (27فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. 28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 27-28
                  وقال لأهل غلاطية: (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
                  وقال: (21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
                  وقال صاحب الرسالة إلى العبرانيين: (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً. وَلَكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ.) عبرانيين 7: 18-19
                  الأمر الذى فهمه مؤسس المذهب البروتستانتى وغيره من القساوسة أنه لا بد لك أن تُكثر من أخطائك، حتى تظهر قوة تبرير الرب فيهم: فيقول ”إن الإنجيل لا يطلب منا الأعمال لأجل تبريرنا، بل بعكس ذلك، إنه يرفض أعمالنا. ... إنه لكي تظهر فينا قوة التبرير يلزم أن تعظم آثامنا جداً، وأن تكثر عددها“. بمعنى أن الإيمان بعقيدة الإثم المتوارث يدفع المؤمنين للإكثار من الآثام بل والكبائر. أى يلازم الشيطان ليفسد دينه ودنياه وآخرته.
                  وبلغ به الخيال إلى أنه تخيَّل أن الطريق المؤدى إلى الجنة ضيق ، وأنك ستحمل أعمالك فى بؤجة أو قفة أو شوال على ظهرك يُعيقك عن الحركة والدخول من هذا الباب، فيطالب المؤمنين فقط بالإيمان دون الأعمال، لأنها عائق كما يراه عقله يعرقل عملية الدخول للجنة: فيقول في تعليقه على يوحنا 3: 16: ”أما أنا فأقول لكم إذا كان الطريق المؤدى إلى السماء ضيقًا، وجب على من رام الدخول فيه أن يكون نحيلاً رقيقًا. .. فإذا ما سرت فيه حاملاً أعدالاً مملوءة أعمالاً صالحة، فدونك أن تلقها عنك قبل دخولك فيه، وإلا لامتنع عليك الدخول بالباب الضيق. إن الذين نراهم حاملين الأعمال الصالحة هم أشبه بالسلاحف، فإنهم أجانب عن الكتاب المقدس. وأصحاب القديس يعقوب الرسول فمثل هؤلاء لا يدخلون أبدًا“.
                  ويرى أن يسوع بنفسه قد حفظ الشريعة وتممها ، لكى يُحرِّر الإنسان من اتباعها، ويعتقه منها. فالعتق عنده من الناموس والشريعة والأعمال الصالحة، ولا لزوم الآن لها. فيقول: ”إن السيد المسيح كي يعتق الإنسان من حفظ الشريعة الإلهية قد تممها هو بنفسه باسمه، ولا يبقى على الإنسان بعد ذلك إلا أن يتخذ لنفسه، وينسب إلى ذاته تتميم هذه الشريعة بواسطة الإيمان، ونتيجة هذا التعليم هو أن لا لزوم لحفظ الشريعة، ولا للأعمال الصالحة“.
                  وبلغ الشطط أوجه عند ميلا نكتون في كتابه "الأماكن اللاهوتية" فيُطمئن السارق والزانى والفاسق ، بأن أعماله قد غفرها الله له ، قبل أن يعملها: ”إن كنت سارقًا أو زانيًا أو فاسقًا لا تهتم بذلك، عليك فقط أن لا تنسى أن الله هو شيخ كثير الطيبة، وأنه قد سبق وغفر لك خطاياك قبل أن تخطئ بزمن مديد“.
                  أما القس لبيب ميخائيل فيرى أن الأعمال الصالحة هى إهانة للذات الإلهية، وأن الخطايا هى الأعمال التى يحبها الرب ، لأنها تُظهر بِرَّه فينا. ألم أقل لكم إنهم خلطوا صفات الرب بصفات الشيطان ، وأبدلوا أدوارهم مع بعضهم البعض: ”الأعمال الصالحة حينما تؤدى بقصد الخلاص من عقاب الخطيئة تعتبر إهانة كبرى لذات الله، إذ أنها دليل على اعتقاد من يقوم بها، بأن في قدرته إزالة الإساءة التي أحدثتها الخطيئة في قلب الله عن طريق عمل الصالحات... وكأن قلب الله لا يتحرك بالحنان إلا بأعمال الإنسان، وياله من فكر شرير ومهيمن“.
                  وهم بذلك قد تركوا يسوع واتبعوا عدوه فى قوله: (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا. ......... 21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 16-21
                  فأين هذا من كلام يعقوب رئيس التلاميذ ، الذى هاجم به ادعاءات بولس، وقال إن الخلاص بالتخلص من الشرور والآثام، والعمل بالكتاب واتباع الناموس؟ فقال: (21لِذَلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرٍّ. فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ. 22وَلَكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ. 23لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعاً لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلاً، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلاً نَاظِراً وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ، 24فَإِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ. 25وَلَكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ - نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ - وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعاً نَاسِياً بَلْ عَامِلاً بِالْكَلِمَةِ، فَهَذَا يَكُونُ مَغْبُوطاً فِي عَمَلِهِ.) يعقوب 1: 21-25
                  * * *
                  تعليق أخير على القصة:
                  من يقرأ قصة توارث الخطيئة الأولى، أو يسمعها من شخص مسيحى تجده يقول بالشىء ونقيضه ، ولا أعرف كيف تستسيغ عقولهم هذا الكلام. ففى الوقت الذى ينسبون فيه لله العزة والقوة والمنعة، تراهم يتفاخرون أنه نزل وأُهين ، بل بُصق فى وجهه، وانتزعوا منه روحه ، بعد أن قيدوه ومسمروا رجليه ويديه فى جزع شجرة. وبذلك انتزعوا منه هذه الصفات الإلهية.
                  وفى الوقت الذى ينسبون إليه العلم الأزلى والكلى ، وعلم الغيب والحاضر والمستقبل، تراهم ينتزعون منه أنه بكل شىء عليم، بل ينسبون له الجهل، والهوجائية فى حكم ملكوته، حيث يقولون إنه اكتشف أنه لم يستطع أن يغفر لحواء وآدم وقرر النزول بنفسه ليُصلب فداءًا لهذه الجريمة.
                  وفى الوقت الذى ينزهونه عن كل صفات النقص، يلحقون به النقص نفسه. فوصفوه بالجهل ، وانتزعوا منه الحكمة. ووصفوه وعدم الرحمة أو المغفرة، وانتزعوا منه الشفقة ، وقيدوها بسفك الدماء، ونسبوا له الموت، وانتزعوا منه الأزلية. ونسبوا له الضعف، وانتزعوا منه القوة. ونسبوا له الجسم والتحيُّز، وانتزعوا منه صفة الأكبر، الذى لا يحده زمان أو مكان. فنسبوا له البشرية، وانتزعوا منه الألوهية، حيث لا تتناسب صفات البشر مع صفات الإله، ولو تجسَّد الإله، لأخذ صفات البشر وتحلى بها.
                  وعندما تتفكَّر فى أفعال هذا الإله تجد أن الصفات والأفعال التى ألحقوها به تقفز فى مخيلتك، وتتساءل هل هذا معقول؟ أيعيش بشر بيننا لليوم يؤمنون بهذا الكلام؟ أيقدسون هذا الإله الذى يقولون عنه هذا الكلام؟ إن عُبَّاد البقر ليُدافعون عن قداسة بقرتهم، وأنتم تسبُّون إلهكم بكل فخر واعتزاز؟ أين العقلاء من بينهم؟ فإذا كان للقمص زكريا بطرس مصلحة من استمرار تحقير الإله وسبه ، فما مصلحتك أنت عزيزى المسيحى أن تفقد رحمة الله وحبه ، وتضيع على نفسك نعيم الحياة الأبدية؟
                  عزيزى المسيحى .. لا تنس هذه الكلمة: (26لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟) متى 16: 26
                  فهمنا أيضًا من هذه القصة أن الإله بعلمه المسبق كان يعلم أن الشيطان سيغرى آدم وحواء بالأكل من شجرة معرفة الخير من الشر. ولأنه لا يريد للبشر أن يعلموا ذلك، كان حكمه جاهزًا، لأنه سبق وأن علم ما ستفعله حواء وزوجها بعلمه المسبق. ولذلك فإن وضعه هذه الشجرة بجوارهما فى الجنة، مع علمه أنه لن يغفر للبشرية إلا بنزوله وموته على الصليب، ليدل على أنه قرر ألا يغفر للبشرية، إلا إذا نزل وانتحر على يد عبيده، وذلك منذ أن خلق آدم وحواء. وتتساءل النفس:
                  Eأين المحبة التى يجب أن يتصف بها هذا الإله؟
                  Eوهل من المحبة أن يعذب عبيده دون ذنب اقترفوه؟
                  E لماذا حكم على نفسه بالصلب؟ أبسبب جهالته أم ضعفه؟ كما اتهمه بولس: (25لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!) كورنثوس الأولى 1: 25
                  E أم بسبب قسوته وعدم رحمته التى تسمونها محبة؟ (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
                  E أم لأنه كان مخموراً فلم يعى ما قال: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65
                  E أم من خزى أصابه لأنه أمر بالفحشاء والمنكر فقرر الإنتحار؟ (17لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: امْرَأَتُكَ تَزْنِي فِي الْمَدِينَةِ وَبَنُوكَ وَبَنَاتُكَ يَسْقُطُونَ بِـالسَّيْفِ وَأَرْضُكَ تُقْسَمُ بِـالْحَبْلِ وَأَنْتَ تَمُوتُ فِي أَرْضٍ نَجِسَةٍ وَإِسْرَائِيلُ يُسْبَى سَبْياً عَنْ أَرْضِهِ».) عاموس 7: 17
                  و(2أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!».) هوشع 1: 2
                  (وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا)حزقيال 20: 25
                  E أم من عار من أجداده الزناة؟ قصة زنا داود من جارته ثامار زوجة أوريا (صموئيل الثانى 11) ، (وداود الملك ولد سليمان من التى لأوريا) متى 1: 6 ؛ (ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار) متى 1: 3 وقد زنت ثامار زوجة ابن نبى الله يهوذا مع حماها (يهوذا نفسه) (تكوين 38) ؛ (وسلمون ولدَ بوعز من راحاب) متى1: 5 و(راحاب امرأة زانية) يشوع 2: 1-15 ؛ (وبوعز ولدَ عوبيد من راعوث) متى 1: 5 والعمونيون مطرودون من رحمة الله حتى الجيل العاشر (لا يدخل عمونى ولا موابى فى جماعة الرب حتى الجيل العاشر) تثنية 23: 3
                  E أم لأنه إله نزوات؟ أم لأنه إله كذَّاب يشهد لأنبيائه ولكثير من خلقه أنهم أرضوه وأنهم فى الجنة ثم يطرحهم فى النار عقب موتهم فى انتظار نزوله فى صورة بشر ليصلب ثم يقوم لينزل النار لمدة ثلاث ليالى ليطهرهم؟ ألم يشهد للمعمدان بأنه أعظم من خُلِقَ من النساء؟ (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.) متى 11: 11
                  ألم يشهد لأخنوخ أنه أرضاه؟ (5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ.) عبرانيين 11: 5
                  ألم يشهد للتلاميذ قبل الصلب أنهم أبرار؟ يوحنا 15: 1-11 (1«أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. 2كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. 3أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. 4اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. 5أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً. 6إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجاً كَالْغُصْنِ فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ فَيَحْتَرِقُ. 7إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ. 8بِهَذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تلاَمِيذِي. 9كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي. 10إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. 11كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ.)
                  فهل كان من وصاياه أن يعلقوا الصليب أو يرشموه؟ هل كان من وصاياه أن يؤمنوا به كإله؟ ولو كان قد أوصاهم بما تؤمنون به حاليًا من ألوهيته وصلبه فداءً عن البشرية فلا بد أن تعترفوا بتحريف الأناجيل لأنها لا تحتوى على عقائدكم مروية على لسانه.
                  ألم يشهد للتلاميذ بحب الله وحبه هو أيضًا لهم قبل الصلب؟ (وَلَسْتُ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي أَنَا أَسْأَلُ الآبَ مِنْ أَجْلِكُمْ 27لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ لأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجْتُ. 28خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ وَأَيْضاً أَتْرُكُ الْعَالَمَ وَأَذْهَبُ إِلَى الآبِ».) يوحنا 16: 26-28
                  ألم يشهد لقوم نينوى أنهم أبرار وأنهم سيدينون هذا الجيل؟ ألم يشهد لقوم ملكة التيْمَن أنهم أبرار وأنهم سيدينون هذا الجيل؟ (41رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا! 42مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا!) متى 12: 41-42
                  ألم يقل الكتاب المقدس عن إبراهيم أبى الأنبياء إنه من الأبرار (رسالة يعقوب 2: 23) فأين كان كل هؤلاء وغيرهم إلى أن نزل الرب ليعيش فى وسط هؤلاء الشراذم الخطاة حتى صُلِبَ وقام ونزل إلى الجحيم؟ وأين كانوا؟ هل كانوا فى الجحيم؟ كيف وقد أرضوا الله؟ كيف وقد كانوا من الأبرار؟ وكيف كان ينبغى أن يكون حالهم لو كانوا من الكفار الأشرار؟ وما الفرق إذن بينهم وبين من كفر برسالة الله إليهم؟ فكلهم على قولكم كانوا فى الجحيم إلى أن خلصهم إلهكم المصلوب!! (9وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضاً فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلَأَ الْكُلَّ.) أفسس 4: 9-10
                  E وهل لم يستنكف الإله أن يتشبه باللصوص والقتلة والمرتدين حتى يستحسن موته على الصليب؟
                  E هل يُعقَل أن إلاهكم يُصلَب ويتعذَّب على الصليب ثم تحبون الصليب أداة تعذيب إلاهكم؟
                  E أتسجدون للصليب لأنه عُلِّقَ عليه؟ فلماذا إذن لا تسجدون لجهنم التى قضى فيها ثلاثة أيام وحرر منها كل البشرية التى سبقته بالموت؟ ولماذا لا تسجدون للشيطان الذى أذلَّه ووضعه فى امتحانات وتجارب لمدة أربعين يومًا ثم فارقه إلى حين؟
                  E ولماذا لا تسجدون ليهوذا الإسخريوطى الذى دفع به إلى الصلب عندما رآه مترددًا ويصلى بأشد لجاجة ليذهب عنه إلاهه كأس الموت؟ ألم يتسبب يهوذا بهذا العمل فى إنقاذ البشرية والأنبياء السابقين والأبرار والأشرار من الخطيئة الأولى؟ ألا يكون بذك من القديسين؟
                  E وهل أخرج الشياطين أيضاً من جهنَّم؟ أم لم تتركه الشياطين يغادرها كما فعل إبليس معه من قبل عندما أجبره على المكوث معه فى البرية ليجربه؟ أم هل حبسته الشياطين واستبدلوه بزعيمهم الذى كان يجربه وفارقه إلى حين؟ وكيف يتأكد لكم أن الذى خرج من الجحيم هو عيسى u وليس أحد الشيطاين؟
                  E هل يُعقل أن يأكل آدم وحواء من شجرة معرفة الخير ويعذَّب خالقهما مرتين مرة على الصليب ومرة فى الجحيم؟ هل يُعقل أن يسرق ابنك وتُسجَن أنت مكانه؟ وهل لو سُجِنت أنت مكانه لن يستمر هو فى السرقة طالما أن ثمن جريمته هيِّن جدًا ولا يدفعه هو بل يدفعه غيره؟ ما أحلى هذه الحياة بهذا المنطق وبهذا القانون بالنسبة لكل الخارجين على القانون!!
                  E ولك أن تتخيَّل وجود أب له سبعة أولاد، واحد منهم فقط هو البار والآخرون عصاة. فهل يُعقل أن يقتل البار ليسامح الآخرين على إساءتهم؟ وهل هم بذلك قد انصلح حالهم؟ وهل بعد ذلك أطاعوا أبيهم الظالم؟ ألا ترى معى أن الأب الذى يفعل ذلك فهو مجرم ظالم ، مجرَّدًا من معانى الأبوة والحب، فاقدًا لكل الأسس والقواعد التربوية السليمة؟
                  ألا ترى معى أنه أراد أن يحرم البشرية من وجود مثل هذا البار ، ليُعيث فى الأرض فسادًا عن طريق أولاده الأشرار؟
                  أليس أمثال هؤلاء هم القادة العميان الذين سبَّهم يسوع ، وتوعدهم بالويل؟
                  فكيف يثقون فى عدله؟ وكيف يوقنون من رحمته الزائفة؟ ألا يذكرك هذ بقول المسيح عن الكتبة الذين يفعلون خلاف ما يقولون؟ (27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُوراً مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْماً! ) متى 23: 27-29
                  * * *

                  تعليق


                  • #24
                    وننتقل الآن إلى الرد على ما طرحه القمص زكريا بطرس فى الحلقة التاسعة والعاشرة من حلقات أسئلة عن الإيمان
                    بعد أن تكلمنا عن بولس وقيمته الدينية عند علماء اللاهوت ، ومن النصوص الكتابية نفسها، وبعد أن بيَّنا أن الله أرحم مما تخيل بولس ، وفندنا زعمهم الباطل عن فرية الصلب والفداء، نواصل مع القمص زكريا بطرس ومذيعته فيبى عبد المسيح حول موضوع إعدام الإله صلبًا تكفيرًا للخطيئة الأولى التى لم تقترفها البشرية:
                    المذيع:تكلمنا قبلاً عن حقيقة الله واحد فى ثالوث وليس ثلاثة آلهة ، ثم تطرقنا بعد ذلك إلى حقيقة تجلى وتجسد الله فى الإنسان يسوع المسيح واليوم نناقش حقيقة صلب المسيح .
                    فهل صُلِبَ المسيح أم شُبِهَ لهم ؟ وعلى هذا الأساس هناك أسئلة أخرى مثل : كيف يؤمن المسيحيين بإله مصلوب ؟ ومن كان يحكم الكون عندما مات المسيح وقبر فى القبر ؟ وأسئلة أخرى بنعمة الله ستجاوبنا عليها .
                    ** السؤال الأول: نذكر يا أبانا فى اللقاء السابق أنك تكلمت عن هدف تجسد الله ولماذا تؤمن المسيحية بتجسد الله فى المسيح ونذكر أنك قلت أن هدف التجسد هو من أجل الفداء ... والواقع أنه لم يتيح لنا الوقت أن نناقش هذا الأمر فهل يمكن أن توضح لنا ذلك ماذا تقصد بأن التجسد هو من أجل تحقيق الفداء ؟
                    الإجابة:الواقع أن فكرة التجسد هدفها فداء الإنسان وهذا سينقلنا للحديث عن الحكاية من البداية ، فما الحكاية وما بدايتها والبداية تبدأ منذ خلقه الإنسان والحكاية هى سقوط الإنسان وتدبير خطة فداء له وسنبدأ حديثنا من البداية :
                    والكتاب المقدس يقدم لنا حقائق مهمة جداً عن البداية وخلقة الإنسان وفى سفر الأمثال { أمثال سليمان الحكيم } الإصحاح 8 وعدد 31 يقول " لذتى مع بنى آدم " أى لذة ربنا مع بنى آدم بمعنى فرحته وسروره وبهجته مع الإنسان وبسبب ذلك منذ الأجل فى تصوره وهو القادر على كل شئ أن يخلق الإنسان فى أحسن صورة وأحسن مثال . والكتاب المقدس فى سفر التكوين يكلمنا الله عن الإنسان أنه خلقه على أروع صورة وأبرع مثال وعلى رأى القرآن يقول أن الله خلق الإنسان فى أحسن تقويم . سورة التين 4
                    فيقول الله أنه خلق الإنسان على صورته على صورة الله خلقه وليس صورة جسدية من عينين وخلافه ولكن صورة البهاء والعظمة والعقل والخلود فالإنسان مخلوق عاقل مثل الله وهو خالق مثل الله فإذن الله خلق الإنسان على أسمى صورة وهذا من الحب الذى عبر عنه الله فى لذاتى مع بنى آدم .
                    فهل ممكن الله كان يخلق الإنسان مثل الأسد فى قوته ولكن فى النهاية حيوان وكان يستطيع أن يخلق المرأة مثل الغزال وفى النهاية أيضاً حيوان .
                    فنلاحظ محبة ربنا منذ الأزل وتعبير الكتاب المقدس عن إجابة من هو الله ؟ قال الله محبة لأنه قلبه فائض من الحب نحو خلقة يديه وبالأخص نحو الإنسان المخلوق على صورته ومثاله .
                    فخلق الإنسان ووضعه فى جنة عدن ووفر له كل وسائل الراحة والمعيشة فى جنة كاملة فى فرح وسرور وليبتهج به الله . الإنسان عايش فى سعادة مع أبوه كطفل يعيش فى سعادة فى منزل أبيه ، فلك أن تتخيل السعادة التى يعيش الطفل فى منزل أبيه فى أيام طفولته فى تدليل بدون هموم ومتاعب وهذه هى البداية لخلقه البشرية ، حتى جاءت نقطة الخطر وهى الشيطان حسد الإنسان لأنه وجده فى حالة أحسن منه وأكثر حالاً فى راحته وسعادته لأن الشيطان كان رئيس ملائكة وسقط لأجل كبرياءه ، فأبتـدأ يدبر له المكيدة .

                    المدقق الواعى لما يُقال يُدرك أنه ليدعى إنسان ما أن الباطل حق ، فلا بد له أن يستعمل التأثير النفسى المخادع لمستمعيه. ومنه ما يقوله القمص أو ما قالته هنا المذيعة: (تكلمنا قبلاً عن حقيقة الله واحد فى ثالوث وليس ثلاثة آلهة ، ثم تطرقنا بعد ذلك إلى حقيقة تجلى وتجسد الله فى الإنسان يسوع المسيح). فقد جعلتها المذيعة حقيقة. ويجعلها غيرها ضرورة ، وأمر واقع ، ومن الذكاء الفطرى، ومن الحقيقة التى لا مناص منها، وهكذا.
                    وقد لاحظنا على مدار مناقشة أقوالهم ونصوص الكتاب الذى يقدسونه أنه يستحيل أن يكون يسوع هو الآب ، والابن والروح القدس فى نفس الوقت. ويشهد على ذلك نصوص عديدة ، تُظهر الروح القدس فى السماء ويسوع على نهر الأردن يُعمَّد (متى 3: 13-17)، ومنها صلاة الابن لأبيه الذى فى السماوات واستغاثته وطلبه منه أن ينقذه من براثن التعذيب والصلب (متى 26: 39-44)، ومنها قوله لمريم المجدلية أن تُخبر تلاميذه أنه سيصعد إلى أبيه وأبيهم ، إلى إلهه وإلههم، فكان الله فوق، بينما يسوع على الأرض (يوحنا 20: 17).
                    ويشهد على ذلك أقوالهم وتبريراتهم عن الثالوث. فهم يثبتون فى قانون إيمانهم ثلاثة آلهة بقولهم: الآب إله ، والابن إله ، والروح القدس إله. ويغضون الطرف عن كيفية صلاة الابن للأب ، ودعائه ، والإستغاثة به ، وعمل الابن كل شىء لمرضاة الأب ، وتبليغ الابن لرسالة الأب، وأن المعجزات التى قام بها الابن هى بحول الأب وقوته. وأن البنوة لله ليست حكرًا على يسوع بل شملت وتشمل كل الأتقياء الأبرار. فهى مرتبة يصل إليها كل مؤمن بالله تقى وبار.
                    أمَّا بالنسبة لتبريراتهم فيقول القس جيمس أنس فى الفصل الثالث عشر من كتاب (علم اللاهوت النظامى) ووافقه على ذلك الدكتور القس منيس عبد النور الذى راجع له الكتاب ونقحه وأضاف عليه. فقد قال: (فالتوحيد دون التثليث يحصر اللاهوت ويجعله في غاية الانفراد، خالياً من كل موضوع للمحبة أو من إمكان المعاشرة أو من خواص السعادة التامة. فالواحد الفرد من كل وجهٍ لا يقدر أن يحب غير نفسه، وليس في محبة النفس سعادة تامة. فنرى في تشاور الأقانيم الثلاثة واتحادها، ومحبة أحدها للآخر ما يجعل في اللاهوت كل مقتضيات السعادة الأزلية.)
                    فهو يعترف إذن أنهم ثلاثة ، لينفى بذلك عنهم الأنانية وحب الذات ، ولتنتشر المحبة والألفة وروح المشورة بينهم.
                    ويؤكد القس منسى يوحنا هذا الفكر أيضًا فى (شمس البر) ص115 قائلاً إن هناك ثلاثة وليسوا واحدًا، فيقول: إن (التثليث يجعل الله مثالاً للحياة البشرية فى ما يتعلق بالمعاشرة الحبية والألفة الإلهية وذلك بمعاشرة القانيم والنسبة البنوية بين البشر). فكيف تتعاشر الأقانيم إن كانوا واحدًا؟ فلو كانوا واحدًا لأحب الرب نفسه ، وتكلم مع نفسه وظل يعيش فى العزلة هى التى يرفضها القائلون بالتثليث!!
                    ويعترفون باستحالة فهمهم أو إدراك العقل البشرى للثالوث:
                    يقول زكى شنودة فى تاريخ الأقباط 1/237: ”وهذه حقيقة تفوق الإدراك البشرى ، الذى لا يفهم إلا أن الطبيعة الواحدة إنما تتضمَّن أقنومًا واحدًا، أى ذاتًا واحدة. وأن تعدد الأقانيم أو الذات إنما يستوجب تعدد الطبائع“. (نقلا عن النصرانية من التوحيد إلى التثليث ص207)
                    ويقول أيضًا عن التثليث: ”وهذا سر من أسرار اللاهوت التى لا يمكن إدراك كنهها بالعقل البشرى“.
                    ويقول القس دى جروت فى كتابه «التعاليم الكاثوليكية»: ”إن الثالوث الأقدس هو لغز بمعنى الكلمة، والعقل لا يستطيع أن يهضم وجود إله مثلث، ولكن هذا ما علمنا إياه الوحى“. ويبقى عليه إثبات أن هذا من الوحى!!
                    ويقول القس توفيق جيد فى كتابه (سر الأزل): ”إن الثالوث سرّ يصعب فهمه وإدراكه، وإن من يحاول إدراك سر الثالوث تمام الإدراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كله فى كفِّه“. (المرجع السابق نفس الصفحة)
                    ويقول منسى يوحنا فى (شمس البر) ص115: (ولعمرى أى سر أغمض من سر الثالوث؟ فباعترافنا إذن بهذا السر نكرم الله , لأننا حينئذ نضحى له بأعظم شىء فينا وهو العقل , وليس هذا فقط , بل إننا نضحيه من نوع غريب , إذ أننا نعترف بسر لا معرفة لنا به البتة، ويستحيل على عقولنا القاصرة إدراكه أو معرفته. ولكن الله قد أوحاه لنا ونحن أعتقدنا به دون أن نضعه تحت حكم العقل , وهذا يجعل ضحيتنا كاملة لأننا نعتقد بما يسمو عقولنا , ويعلو فوق فهمنا البشرى).
                    كما أنه كان معروفًا للعامة والخاصة أنه رسول الله إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. فقد قال هو نفسه: («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».) متى 15: 24
                    كما أرسل تلاميذه إلى خراف بيت إسرائيل الضالة: (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.) متى 10: 5-6
                    أما صيغة إرساله للتلاميذ فى كل أنحاء الدنيا وذلك بنهاية إنجيل متى ، فقد تكلمنا عنها وأثبتنا بأقوال علماء المخطوطات ونصوص الكتاب الذى يقدسه القمص أنها كتبت فى زمن لاحق لتاريخ كتابة الأناجيل ، وأنها صيغة مستهجن أن يتفوَّه بها يسوع ، كما أن تلاميذه لم يعرفوا عنها شيئًا. أما بخصوص نهاية إنجيل مرقس فهى موضوعة وليس لها علاقة بإنجيل مرقس ، ولا توجد فى الكثير من المخطوطات المعوَّل عليها ، كما أن أسلوبها يختلف عن الأسلوب الذى كتب به إنجيل مرقس نفسه. لذلك يحذف هذه الفقرة من إنجيل مرقس الكثير من الطبعات المختلفة للكتاب الذى يقدسه القمص زكريا بطرس ، وذلك بوضع الفقرة (مرقس 16: 9-20) إمَّا بين قوسين معكوفين ، أى أخرجوها من دائرة النص المقدس الموحى به ، وإمَّا وضعوها فى هامش الصفحة السفلى.
                    كان هذا بالنسبة لمقدمة المذيعة ، أما بالنسبة للفقرة الثانية من مقدمتها فقد طرحت ثلاثة أسئلة:
                    فهل صُلِبَ المسيح أم شُبِهَ لهم؟
                    كيف يؤمن المسيحيين بإله مصلوب؟
                    ومن كان يحكم الكون عندما مات المسيح وقبر فى القبر؟
                    وإلى نهاية الحلقة العاشرة لم يجب القمص عن أسئلة السؤال الأول التى طُرحت عليه من المذيعة فى مقدمتها. ولا أعرف هل يعتمد القمص على أن مستمعيه لهم آذان لا يسمعون بها ، ولهم أعين لا يبصرون بها ، ولهم قلوب لا يفهمون بها؟ أم يعتمد على أنهم يثقون فيه ثقة عمياء، أغلقت عقولهم؟ أم إنه يعتمد على أنه لديه الروح القدس فلا يجب مناقشته؟ أليس أتباع دينك أحق أن تدعوهم إلى البحث والمناقشة والتدقيق فيما تقوله؟
                    * * *
                    وتقول المذيعةعلى لسان القمص: إن (هدف التجسد هو من أجل الفداء)، ويحكى لنا سفر التكوين القصة من البداية: وهى أن الله تعالى خلق آدم وحواء وأسكنهما الجنة وأمرهما أن يأكلا من كل شجر الجنة، باستثناء شجرة معرفة الخير من الشر: (1وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقّاً قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» 2فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ 3وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا». 4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». ) تكوين 3: 1-5
                    وقال الرب فى نفسه بعد أن عرف آدم وزوجته الخير من الشر: (22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالْآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». 23فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.) تكوين 3: 22-24
                    والقارىء المدقق يجد أن الرب أمرهما بألا يقربا شجرة معرفة الخير من الشر، حتى لا يكونوا مثل الله ، هذا إذا غضضنا الطرف عن قول الرب (كَوَاحِدٍ مِنَّا)، التى تشير إلى مجمع من الآلهة. ونسى الرب الشجرة الثانية وهى شجرة الحياة، ولم يدرك الرب وجودها وأهميتها إلا بعد أن أكل آدم وزوجته من شجرة معرفة الخير من الشر. الأمر الذى يدل على إنشغاله التام الذى سيطر على عقله، بألا يعرف البشر الخير من الشر. وهذا يعنى أنه أراد للبشرية أن تتوه فى غياهب الجهل. فأيهما أفضل لك عزيزى القارىء: أن يعرف الإنسان الخير فيفعله ، ويعلم الشر فيجتنبه، أم يتركهما الرب فى جهلهما ثم يُحاسبهما ويعاقبهما؟ وهل من العدل أن يُنفَّذ الرب عقوبة ما قبل أن يعلمهما بقانونه؟ فلم يكن عندهما قانون زاجر إلا قول الرب أنهما يوم يأكلان منها فسوف يموتان من يومهما. الأمر الذى يدل على كذب الرب وصدق الشيطان ، الذى أعلمهما أنهما لن يموتا بالأكل من هذه الشجرة.
                    وهنا يخترع المسيحيون أنواعًا للموت ، موت روحى ، وموت حقيقى. ولا وجود لمثل هذه المخترعات فى الكتاب الذى يقدسونه. والموت المذكور فى الكتاب يعنى إما الموت على الحقيقة ، كموت أسلافنا ، وإمَّا يُعنى به دخول النار ، لأن الحياة الحقيقية هى حياة الخلود فى الجنة.
                    لذلك قال عيسى u: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3
                    ومنها ما جاء فى حزقيال: (10[فَإِنْ وَلَدَ ابْناً مُعْتَنِفاً سَفَّاكَ دَمٍ, فَفَعَلَ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ 11وَلَمْ يَفْعَلْ كُلَّ تِلْكَ, بَلْ أَكَلَ عَلَى الْجِبَالِ وَنَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 12وَظَلَمَ الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ, وَاغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, وَلَمْ يَرُدَّ الرَّهْنَ, وَقَدْ رَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى الأَصْنَامِ وَفَعَلَ الرِّجْسَ, 13وَأَعْطَى بِـالرِّبَا وَأَخَذَ الْمُرَابَحَةَ, أَفَيَحْيَا؟ لاَ يَحْيَا! قَدْ عَمِلَ كُلَّ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ فَمَوْتاً يَمُوتُ. دَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ! 14[وَإِنْ وَلَدَ ابْناً رَأَى جَمِيعَ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا فَرَآهَا وَلَمْ يَفْعَلْ مِثْلَهَا. 15لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَلاَ نَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 16وَلاَ ظَلَمَ إِنْسَاناً وَلاَ ارْتَهَنَ رَهْناً وَلاَ اغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً 17وَرَفَعَ يَدَهُ عَنِ الْفَقِيرِ وَلَمْ يَأْخُذْ رِباً وَلاَ مُرَابَحَةً, بَلْ أَجْرَى أَحْكَـامِي وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي, فَإِنَّهُ لاَ يَمُوتُ بِإِثْمِ أَبِيهِ. حَيَاةً يَحْيَا.) حزقيال 18: 10-17
                    وهل كان يفهم آدم وحواء أن الموت الذى يقصده الرب هنا هو الموت اللاهوتى الروحانى؟ وهل تعتقد أن أمنا حواء وأبونا آدم كانا من الغباء أن يعلمهما الرب أن الأكل من هذه الشجرة يعنى الموت ، فيقدمان على الأكل منها؟ فكِّر أنت عزيزى القارىء لو حذَّرك إنسان ما من الأكل من طعام ما، وقال لك إنه مسموم، ولو أكلت منه ستموت فى الحال، فهل ستقدم عليه؟ بالطبع لا. فكيف هددهما الرب بالموت وأقدما على الأكل من هذه الشجرة؟
                    بل إننا لم نسمع بقسيس أو قمص أو أسقف أو راهب أو أى فرد تولى الباباوية تناول سُمًّا تصديقًا لكتابه الذى يقدسه ، ولم يضره شىء!! (16مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ. 17وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. 18يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئاً مُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ».) مرقس 16: 16-18
                    اقرأ حكاية أمنا حواء وأبينا آدم فى القرآن الكريم ، مع الأخذ فى الاعتبار أن الله تعالى يُلقى باللوم على الاثنين سويًا ، ويوم أفرد أحدهما باللوم أفرد آدم وليست حواء: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (35-39) سورة البقرة
                    وكذب الشيطان وأغراهما بالخلود فى النعيم اللذان ينعمان فيه: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} (20) سورة الأعراف
                    أمَّا ما نقرأه فى سفر التكوين فيدل على أن الرب إله هوائى، وعلمه ليس بأزلى ، فقد فوجىء باقتراف آدم وحواء لهذه الجريمة، وأخذ يبحث عنهما، ويسأله من أدراك أنك عريان؟ وقرر ألا يغفر لهما ، بل ويُحمِّل ذريتهما هذا الإثم. وذلك بعد أن تركهما فى جهل عدم معرفة الخير من الشر. فلماذا ضنَّ الرب على عبيده بمعرفة الخير من الشر؟ وهل هذا سبب معقول ليخرجهما من الجنة؟ وماذا فعل الرب فيما بعد فى كتبه ورسالاته للبشر؟ لقد أعلمهم الخير ليفعلوه، وبيَّن لهم الشر ليجتنبوه. فلماذا كان هذا كان محرمًا على آدم وحواء؟ وإذا كان الأمر كذلك، أفلا يدل ذلك على أن أول أمر من أوامر الرب قد نسخه هو بنفسه فيما بعد؟
                    ولو تخيَّل الرب أن آدم وحواء سيلتزمان بأمره ، ولن يأكلا من الشجرة المحرمة عليهما ، لكان علمه محدودًا كما قلت ، ولقلنا إنه خلق الأرض ومهدها باطلاً.
                    ولو كان علمه أزلى، وعلم أنهما سيأكلان من الشجرة ، وهذا لا تقول به النصوص فى سفر التكوين، لما استحق أن يُطلق عليه إلهًا للمحبة، لأنه تعمَّد ألا يعلمهما الخير من الشر، ويتركهما فريسة للشيطان، فكان هو المتسبب فى ضلالهما. بل ولم يغفر لهما، وحمَّلَ كل البشرية: الصالح منهم والطالح، المؤمن منهم والكافر، النبى منهم والمنافق هذا الذنب الذى لم تقترفه ، وتسبب هو نفسه فيه.
                    ويُكذِّب الرب هذا الكلام فى أقواله فى الكتاب الذى يقدسه القمص زكريا بطرس، فقد أقر أنه لم يخلق الأرض باطلاً سبحانه. (لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «خَالِقُ السَّمَاوَاتِ هُوَ اللَّهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَر.) إشعياء 45: 18
                    {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (191) آل عمران
                    فها هو الرب يقرر أنه خلق الأرض ومهدها ليستعمرها الإنسان (أى يعمرها). وهذا يُكذِّب قولهم إنه لولا هذه الخطيئة لظللنا ننعم بالحياة فى الجنة ، لأن هذا الإعتقاد يُبيِّن أن الرب خلق الأرض عبثًا، حيث خلقها قبل خلق الإنسان.
                    ومعنى ذلك أنه كان يعلم بطبيعة الإنسان ، وأراد أن يعطيه أول درس تتذكره كل البشرية ، وهو: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (6) سورة فاطر
                    والغريب أيضًا فى هذه القصة الظلم الذى وقع على المرأة بمفردها، فهى التى أغراها الشيطان ، فكانت هى عميلة الشيطان الأولى فى هذه الحياة ، وبسبب ذنبها هذا، عُذِّب الإله وقتل ، وعانت البشرية كلها ، ومازالت، لأنهم يؤمنون أنه لولا خطيئة حواء ، لظللنا إلى الآن فى الجنة. على الرغم من أنهم لا يؤمنون بالتزاوج فى الجنة، الأمر الذى يعنى أنه حتى لو عاش آدم وحواء فى الجنة ، لما أتينا نحن. ولكنه التناقض الذى لا مثيل له ، الذى يوهمون أنفسهم أنه من عند الله تعالى.
                    يقول الكتاب متهمًا حواء ، ومبرئًا آدم: (كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا) كورنثوس الثانية 11: 3 ،
                    ويقول أيضًا: (14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي،) تيموثاوس الأولى 2: 14
                    ويقول أيضًا: (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
                    (18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ) رومية 5: 18
                    وأذكر القارىء مرة أخرى أن كل هذه الأقوال من أقوال بولس ، وليست من أقوال أحد الأنبياء أو عيسى u نفسه. بل إن أقوالهم لتُخالف تعاليم بولس كليةً.
                    الأمر الذى تسبب فى عذاب وشقاء للمرأة ما بعده عذاب، فنزعوا عنها إنسانيتها، واخترعوا لها ألوانًا من العذاب لا يتحملها بشر، واعتبروها قاصرة طيلة حياتها، وأُعيد عليك بعض ما ذكرته فى الرد على الحلقة السابقة:
                    فأهل الكتاب يرون أن المرأة هى ينبوع المعاصى ، وأصل السيئة والفجور ، ويرون أن المرأة للرجل باب من أبواب جهنم من حيث هى مصدر تحركه وحمله على الآثام ، ومنها انبجست عيون المصائب على الإنسانية جمعاء. وبهذا قتلوا شخصية المرأة فى مهدها واغتالوا شخصيتها ، ليس لذنب إلا لأنها امرأة!!
                    وحرص آباء الكنيسة على التأكيد على أن المرأة مصدر الخطيئة والشر فى هذا العالم، ومن ثم يجب قهرها إلى أقصى حد واستهلاكها نفسيًا تحت وطأة الشعور بالخزى والعار من طبيعتها وكيانها البشرى.
                    وهذا الإعتقاد تسرب إلى النصرانية من بين معتقدات وعادات كثيرة انتقلت إليها من الديانات الوثنية القديمة، التى كانت تعتبر المرأة تجسيدًا للأرواح الخبيثة، والتى كانت متفقة على تحقير النساء وإذلالهن، بل وإبادتهن بأفظع الطرق والوسائل الوحشية، ومن بينها إلزام المرأة التى يموت زوجها أن تحرق نفسها بعد موته وإحراق جثته مباشرة "
                    وقد ساد الرجل المرأة فى عصر الجيرمان، وسُمِحَ له أن يؤدب زوجته بالضرب كما سُمِحَ له بقتل زوجته إذا خانته دون وقوع أدنى عقوبة عليه.
                    كما كانت مخلوقًا ثانويًا وشريكة للشيطان فى الخطيئة الأولى، وهذا يجعلها تأتى دائما فى المرتبة الثانية بعد الرجل حتى على المستوى الكنسى.
                    E فظلت النساء طبقًا للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريبًا ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم ، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية ، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها ، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها. أليس هذا استعباد للمرأة وليست فقط قوامة؟
                    E و(نص القانون المدنى الفرنسى (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة ، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة.) أليس هذا استعباد للمرأة وليست فقط قوامة؟
                    وبالتالى لم يكن لها الحق فى امتلاك العقارات أو المنقولات ، ولم يكن لها الحق فى أن تفتح حساباً فى البنك باسمها ، وبعد أن سمحوا أن يكون لها حساب ، لم يكن لها الحق أن تسحب منه ، فعلى زوجها أن يأتى ليسحب لها نقودا من حسابها ، الأمر الذى لا يتم إلا مع الأولاد القُصَّر والمجانين.
                    E وكان شائعاً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال". أليس هذا استعباد للمرأة وليست فقط قوامة؟
                    ففى فرنسا عقد الفرنسيون فى عام 586م - أى فى زمن شباب النبى محمدr- مؤتمرًا (مجمع باكون) لبحث: هل تُعد المرأة إنسانًا أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانياً ، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيرًا: قرروا أنها إنسان ، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب. وأنها خالية من الروح الناجية، التى تنجيها من جهنم، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم عليها السلام.
                    كما قرر مجمع آخر، أن المرأة حيوان نجس ، يجب الابتعاد عنه ، وأنه لاروح لها ولا خلود، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها، ولاتدخل الجنة والملكوت، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان".
                    ويروى الدكتور اسبرينج Dr. Aspring أن النصارى قد تفننوا فى عقاب النساء بسكب الزيت المغلى عليهن ، بل أصبح قانونًا فى بداية القرن السادس عشر: فقد "تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا فى عام 1500 لتعذيب النساء، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن، وقد أحرق الألاف منهن أحياء، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية".
                    وأعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين"
                    وقال لوثر: (المرأة كمسمار يُدقُّ فى الحائط)
                    ويقول صاحب كتاب (المرأة في الكتاب المقدس والديانة النصرانية) على منتدى برسوميات:
                    لذا هنا نجد العالم المسيحي الشهير توماس الإكوينى يعتبر المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج Thomas Acquinas : "Summa Theologica" , XXXIX,3.
                    وأما المفسر المسيحي المعروف يوحنا فمى الذهب (John Chrysostom) فهو يعتبر المرأة ((خطرًا أُسريًّا وسيئة مصورة))
                    الأمر الذى دفع إيريك بروك Erick Brock إلى الاعتراف بأن المرأة تشبَّه فى بعض الأمور الدينية بالمخلوقات المشوَّهة ، والصُّم ، الحمقى ، والعبيد. بل نزعوا عنها أهم ما يميزها وهى الأنوثة ، فوصموها أنها من المخنثين.
                    الأمر الذى دفع جيروم إلى القول: "بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال ، فهى تختلف عن الرجل ، كما يختلف الجسد عن الروح. ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من العالم ، فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة ، وستسمى رجلاً" (تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل أفسس)
                    وبذلك جعلوا الرجل هو المعيار الأسمى لقياس إنسانية البشر. إنى أخجل لك مما قالوه عنك آباء الكنيسة الأولى عزيزتى فيبى عبد المسيح!
                    اقرأ ما قاله القديس Anselm von Canterbury : ”لا يوجد ما يُشين أكثر من المرأة ، فالشيطان لا يغوى إنسانًا إلا عن طريق المرأة“.
                    بل قال توماس الإكوينى (1225-1274): ”على المرأة أن تتصرف تجاه الرجل مثل العيب والنقص تجاه الكمال“.
                    بل حرَّم المجمع الكنسى الذى أقيم فى القرن الرابع فى الفيرا Elvira على المرأة أن تكتب خطابات أو تستقبلها باسمها الشخصى.
                    بل أمر البابا جريجورى السابع (1073-1080) فى مايلاند بذبح القساوسة المتزوجين أثناء القداس واغتصاب نسائهم على المذابح!!
                    ويقول توماس الإكوينى: ”إن الجنين المذكر يصبح إنسانًا بعد 40 يومًا أما الجنين المؤنث فبعد 80 يومًا ، لأن الأنثى تنشأ من بذور معيبة أو هواء رطب“.
                    وقال البابا بيوس الثانى (1458-1464): إذا رأيت امرأة فلا تظن أنك ترى إنسانًا، فإنك ترى الشيطان بعينه! فطبيعتها شيطانية جهنمية.
                    وقال ترتليان: إن المرأة هى بوابة الدخول إلى الجحيم!
                    وقال يوحنا فم الذهب ، وهو أحد آباء الكنيسة الأقدمين: إن النساء خلقن فى الأساس لتخليص الرجل من هياجه الجنسى!!
                    وقال ترتليان: إن الزواج يقوم على نفس أسس العهارة. لذلك فمن الأفضل للمرء ألا يمس امرأة!!
                    وقد أسس ترتليان فكره هذا على قول بولس: (1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. .. .. .. 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 1 و27-28
                    وقال توماس الإكوينى: ”إن المرأة هى خطأ الطبيعة .... فهى نموذج لرجل مشوَّه، ضال ، فاشل ، وإن تحقيق الكمال البشرى يتمثل فى الرجل“.
                    وقد بنى توماس الإكوينى قوله هذا على قول الكتاب: (7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 7-9
                    لذلك ليس لها أن تفتح فاها فى الجماعة (التى تترجم بالكنيسة): (34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ) كورنثوس الأولى 14: 34-35
                    الأمر الذى جعل مفكريهم يرون أن المرأة كائن معيب ، وأن صوتها هو صفير الشيطان ، وأن السجن والضرب أقل ما يليق بهذا المخلوق الغريب:
                    فمن وصايا سان بول فانتير لتلاميذه: (إذا رأيتم امرأة، فلا تحسبوا أنكم ترون كائنًا بشريًا، بل ولاكائنًا وحشيًا وإنما الذى ترونه هو الشيطان بذاته، والذى تسمعونه هو صفير الثعبان).
                    ومن اعترافات جان جاك روسو: (المرأة خلقت لكى تخضع للرجل، بل لكى تتحمل ظلمه).
                    ومن أقوال شوبنهاور: (المرأة حيوان، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه)
                    فانظر إلى الدمار النفسى الذى أصاب به بولس وأقواله المرأة وحياة المسيحيين!
                    ويقول كارل هاينتس ديشنر فى كتابه (الصليب ذو الكنيسة ـ قصة الحياة الجنسية للمسيحية) فى الفصل التاسع عشر ص 230:
                    (قال سيمون دى بوفوارSimone de Beauvoir : لقد أسهمت العقيدة النصرانية فى اضطهاد المرأة ولم تقم بدور بسيط فى هذا)
                    كما قال ماركوس Marcuse: (إن فكرة أن تكون المرأة حاملة للخطيئة الأولى، والتى تتعلق بها عقائد الديانة النصرانية تعلقاً لا تكاد تنفك منه أبداً ، هى التى أثرت أسوأ تأثيراً على الناحية الإجتماعية والقانونية للمرأة)
                    وقال دينس ديديروت Denis Diderot: (إن فى كل عادات وتقاليد الحياة اتحد بطش القانون الشعبى مع بطش الطبيعة ضد المرأة ، فقد عوملت المرأة فى ظل هذه القوانين ككائن فقد عقله)
                    * * *

                    تعليق


                    • #25
                      ونخلص فى هذا الجزء إلى أن الله تعالى خلق آدم وحواء لا ليعيشا فى الجنة طوال حياتهما، بل قرر بعلمه الأزلى أن ينزلا إلى الأرض ليعمروها هما وذريتهما، بعد أن ينزلا وقد تعلَّما الدرس الأول لهما ولذريتهما ، وهو إن الشيطان لهم عدو ، ولا بد أن يتخذوه عدوًا ، وأنه لا يأمر إلا بما يُغضب الله: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (6) سورة فاطر، وألا يتبعوا خطوات الشيطان ، فإنه يأمر بالفحشاء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (21) سورة النــور
                      والدرس الثانى أن الله غفور رحيم. {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (37) سورة البقرة ، {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} (110) سورة النساء. وبذلك نزل آدم على الأرض هو وزوجته ليبدأ كل منهما حياة جديدة كإنسان جديد ، ليس عليه أى وزر، وذلك بعد أن مهَّده الله تعالى لأهم درس فى الدنيا ، الذى إن استوعيه وأدَّاه ، سيكون مثواه الجنة التى رآها وتنعَّم فيها.
                      والدرس الثالث هو أن الله تعالى لا يعاقب إنسان ما حتى يسبق الكتاب. أى يُبيِّن الخير من الشر، ويُحدِّد جزاء الخير ، وعقوبة الذنب. وهذا بخلاف ما تؤمن به عزيزى القمص. {مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} (15) سورة الإسراء
                      وكم كان مُحقًّا أحد علماء اللاهوت الذى تعجب من أمر الرب لآدم وحواء بألا يأكلان من شجرة معرفة الخير من الشر ، مع أن الشىء الطبيعى والبديهى أن يأمرهما بالإكثار من الأكل من هذه الشجرة. لأن الأكل منها كان سينقذهما من الوقوع فى هذا الذنب ، أو على الأقل أقام عليهما الحجة. لكن أن يمنعهما الرب من الأكل منها ، فلا يُفهم هذا إلا أن الرب أراد لهما الإنزلاق.
                      والدرس الرابع هو أن الدنيا دار شقاء وتعب وعمل ، وأن الآخرة هى دار الحصاد، والنعيم المقيم للمؤمنين العاملين ، والشقاء والثبور للكافرين وغير العاملين.
                      وأن هذا المفهوم الذى حمَّلوا به حواء بمفردها وزر هذا الذنب أجهز على الأسرة المسيحية حتى القرن التاسع عشر، بسبب تحقيرهم للمرأة، واعتبارها عميلة الشيطان الأولى ، مبرئين بذلك الرجل الذى أكل معها. الأمر الذى تأثرت به أيضًا الدولة فى جميع مناحى الحياة: العلمية والسياسية والإقتصادية.
                      وفكرهم بتوارث خطيئة الآباء هو فكر وثنى ، كان منتشرًا فى الأمم الوثنية وقد نهاهم الله تعالى فى العديد من فقرات كتابه ألا يقولوا بمثل هذه الأقوال ، وبيَّن لهم أنه إله عادل ، لا يظلم مثقال ذرة، وأنه يحب عبده التائب، وأنه لا يُسر بموت عبده (أى بدخوله النار) وأنه لا تزر وازرة وزر أخرى، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ، وأن سعيه سوف يُرى ، ثم يُجزاه الجزاء الأوفى ، هذا بغض النظر عن إصلاح أبيه أو إفساده: (20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا.) حزقيال 18: 20-22
                      وعلى ذلك فإن إيمان القمص بأسطورة توريث إثم خطيئة آدم وحواء التى اخترعها بولس، ما هى إلا تكذيب لما يقوله الرب فى كتابه.
                      وعلى ذلك أيضًا إن القول بأن الهدف من التجسُّد هو خلاص الإنسان وفدائه من الخطيئة التى لم يرتكبها، واقترفتها امرأة لم يرها أحد منا ، ولم يشاركها جريمتها لا بالمشاركة ، ولا بالتشجيع ولا بالسكوت عليها، ولم نعلم بوجودها من الأساس إلا بقول الكتاب ، هو قول باطل. الأمر الذى يُضاف كدليل من الأدلة التى ذكرت من قبل على أن الإله غير المحدود لا يتجسَّد فى شخص أو شىء محدود.
                      عزيزى القمص زكريا بطرس:
                      إن إيمانكم بتضحية الرب بابنه لهو اتهام للرب بالظلم والقسوة والهمجية وقلة الحيلة ، لأنه لم يجد وسيلة أفضل من هذه ليغفر للبشرية الذنب الذى لم ترتكبه!!
                      إن إيمانكم بقتل عيسى u صلبًا لهو أكبر اتهام تتهمونه فيه بالكذب والتدليس عليكم ، لأن التوراة تقول أن النبى الكاذب سوف يُقتل: (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.) تثنية 18: 20
                      * * *
                      يواصل القمص إجابته قائلاً:
                      ** سندخل إلى النقطة الثانية :
                      فلقد أوصى الرب الإله آدم من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً ما عدا شجرة معرفة الخير والشر لا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت وهذا هو محك بداية المشكلة. "أوصى الرب الإله آدم قائلاً من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً ، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت " ( تكوبن 2 : 16 ، 17 )

                      ونفس هذا الكلام موجود فى القرآن فى سورة طه .

                      وفى سورة البقرة من آية 35 فقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها حيث شئتما فلا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين . نفس الفكرة .
                      ومن هنا بدأت المشكلة وهى مشكلة السقوط وهنا نلقى فكرة تسلسل الموضوع لنفهم سوياً تكلمنا عن خلقة الإنسان على أحسن صورة ومثال ، وتكلمنا عن سعادة الإنسان وسروره وهو فى الجنة وأبتدأ الشيطان يغويه بالأكل من شجرة معرفة الخير والشر .

                      تقول الآية القرآنية: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ} (35) سورة البقرة
                      وكما نرى لا يوجد فيها شجرة معرفة الخير من الشر التى يتوهمها القمص.
                      * * *
                      يواصل القمص قائلاً:
                      وهناك سؤال يطرح نفسه لماذا ربنا أوجد الشجرة من أساسها ؟ وسؤال آخر لماذا خلق الله الشيطان ؟
                      وسؤال القارئ لماذا خلق الشجرة والشيطان أساس الغواية والشر أليس كذلك ؟
                      فى البداية نجاوب على خلق الشيطان : فى الحقيقة الله لم يخلق الشيطان . الشيطان من أين جاء أخلق نفسه ؟ بالطبع لا .
                      الله خلق ملائكة والشيطان كان رئيس ملائكة . فى سفر إشعياء النبى إصحاح 14 وأيضاً فى سفر حزقيال النبى إصحاح 28 .
                      فى إشعياء 14 يقول " كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح ؟ كيف قطعت إلى الأرض يا قاهر الأمم وأنت قلت فى قلبك أصعد إلى السماوات أرفع كرسيى فوق كوكب الله وأجلس على جبل الاجتماع فى أقاصى الشمال ، أصعد فوق مرتفعات السحاب أصير مثل العلى لكنك انحدرت إلى الهاوية إلى أسافل الجب .. فهذه خلقة الملاك فى صورة بهية ولكن دخله الكبرياء . والكتاب المقدس يقول قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح .
                      ونفس الكلام فى حزقيال إصحاح 28 الله يكلم ثتنائيل الملاك .

                      لقد ابتدأ كلامه بنفى أن الشيطان من مخلوقات الله ، فقال: (فى الحقيقة الله لم يخلق الشيطان.)، ثم عاد يؤكد أنه من مخلوقات الله ، ولكنه كان من الملائكة. أى إن الله خلقه ملاكًا، ثم غوى، وطرده من الجنة ومن رحمته. فهل بذلك يصبح الشيطان من مخلوقات غير الله؟ كيف تفكر؟ وكيف تحكم على الأمور؟ هل لو ضل إنسان الصراط المستقيم يكون من خلق غير الله؟ أم تنادى بما ينادى به غيرك أن الشر والموت خلقهما الشيطان، فى مقابل الخير والحياة اللاتى خلقهما الله.
                      وإذا كنت تعنى أنه لم يوجد من الأساس شر أو شيطان، ولكنه كان ملاكًا وضل. فهذا سيوقعك فى فخ أكبر ، وهو: هل لم يعلم الرب ذلك قبل أن يخلقه؟ فلماذا أصر على خلقه؟ ولماذا لم يُغيِّر طبيعته ويحفظه بمحبته حتى لا يضل ويُضلِّل الناس؟
                      عزيزى القمص أنت تؤمن بإلهين: إله للخير ، وآخر للشر.
                      إن الكتاب الذى تقدسه من ألفه إلى يائه لم يُحدِّد الهدف الذى من أجله خلق الله الإنسان، كما فعل القرآن: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) الذاريات ،
                      وخلق الله ما على الأرض من زينة ليختبر البشر فى أعمالهم: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (7) سورة الكهف ، {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (35) سورة الأنبياء، {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} (3) سورة الإنسان
                      عزيزى القمص .. إن الله تعالى هو الخالق ، ولا يوجد خالق غيره. فهو خالق الخير والشر أيضًا، ولا تتحرَّج أن تعترف بها ، فهذا قول الرب لديك فى كتابك: (7مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هَذِهِ.) إشعياء 45: 7
                      بل ويفعل الشر أيضًا: (فَإِنَّ الرَّبَّ أَمَرَ بِإِبْطَالِ مَشُورَةِ أَخِيتُوفَلَ الصَّالِحَةِ لِيُنْزِلَ الرَّبُّ الشَّرَّ بِأَبْشَالُومَ.) صموئيل الثانى 17: 14
                      (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ».) صموئيل الثانى 12: 11-12
                      (يُصلِعُ السيد هامة بنات صهيون ويُعرّى الرب عورَتَهُنَّ) أشعياء 3: 17
                      (وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا)حزقيال 20: 25
                      وخاطب موسى u الرب قائلا: (12لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ الْمِصْرِيُّونَ قَائِلِينَ: أَخْرَجَهُمْ بِخُبْثٍ لِيَقْتُلَهُمْ فِي الْجِبَالِ وَيُفْنِيَهُمْ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ؟ ارْجِعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ وَانْدَمْ عَلَى الشَّرِّ بِشَعْبِكَ. ...... 14فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.) خروج 32: 12 و14
                      فللأسف هذه سقطة إيمانية كبيرة منك عزيزى القمص.
                      * * *
                      تواصل المذيعة فيبى عبد المسيح خوارها مع القمص:
                      المذيع: من أين جاءت تسمية شيطان ؟؟.
                      الإجابة: كلمة ثتنائيل مكونة من مقطعين ثتن ، إيل وكلمة ثيتن كانت كلمة جميلة لما كانت مرتبطة بالله لأن إيل معنى الله مثال ميخائيل يعنى ملاك ميخا يخص الله وغبرائيل ملاك الله وبيت إيل بمعنى بيت الله .
                      فلما أنفصل ثيتن عن الله أصبح شيتن أى شيطان بعدما كان من ملائكة الله .
                      ويقول عنه فى سفر حزقيال النبى 28 أنت خاتم الكمال ملآن حكمة وكامل الجمال ، كنت فى عدن جنة الله ، كل حجر كريم ستارتك عقيق أحمر وياقوت أصفر وعقيق أبيض وزمجرد وجزع ويشب وياقوت أزرق وبهرمان وزمرد وذهب أنشأوا فيك صنعة الفصوص وترصيعها يوم خلقت، أنت الكروب المنبسط المظلل قد أرتفع قلبك لبهجتك ، أفسدت حكمتك لأجل بهائك سأطرحك إلى الأرض .
                      وحتى الآن الإنسان يصيبه الغرور لصحته أو امرأة جميلة يصيبها الغرور لأجل جمالها .
                      يقول أيضاً قد نجست مقادسك بكثرة آثامك وتكون أهوالاً ولا توجد إلى الأبد . بمعنى أنك لا توجد فى محضر الله إلى الأبد .

                      ولما سقط الشيطان وترك مجده السابق رأى آدم فى نفس المجد فكيف يتركه وعزم على إيقاعه وذهب إليه .

                      إن قولك بأن الشيطان الذى خُلق قبل الإنسان كان اسمه (ثتن إيل) ويُنسب ل(إيل) التى تعنى الله: (كانت كلمة جميلة لما كانت مرتبطة بالله لأن إيل معنى الله) ، وينسب إليه الملائكة أيضًا مثل جبرائيل وميخائيل ليدل على أن الله هو اسمه الأزلى ولم يُشتق من اسم إله القمر، كما ادعيت من قبل، بل اشتق عُبَّاد القمر اسم إلههم من اسم (إيل)، لأنه الأقدم. هذا إن تغاضينا عن صحة المعلومة بشأن اسم إله القمر من الأساس.
                      (1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[يَا ابْنَ آدَمَ, قُلْ لِرَئِيسِ صُورَ. هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ وَقُلْتَ: أَنَا إِلَهٌ. فِي مَجْلِسِ الآلِهَةِ أَجْلِسُ فِي قَلْبِ الْبِحَارِ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ, وَإِنْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ كَقَلْبِ الآلِهَةِ. 3هَا أَنْتَ أَحْكَمُ مِنْ دَانِيآلَ! سِرٌّ مَا لاَ يَخْفَى عَلَيْكَ! 4وَبِحِكْمَتِكَ وَبِفَهْمِكَ حَصَّلْتَ لِنَفْسِكَ ثَرْوَةً, وَحَصَّلْتَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ فِي خَزَائِنِكَ! 5بِكَثْرَةِ حِكْمَتِكَ فِي تِجَارَتِكَ كَثَّرْتَ ثَرْوَتَكَ, فَـارْتَفَعَ قَلْبُكَ بِسَبَبِ غِنَاكَ! 6فَلِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ جَعَلْتَ قَلْبَكَ كَقَلْبِ الآلِهَةِ, 7لِذَلِكَ هَئَنَذَا أَجْلِبُ عَلَيْكَ غُرَبَاءَ, عُتَاةَ الأُمَمِ, فَيُجَرِّدُونَ سُيُوفَهُمْ عَلَى بَهْجَةِ حِكْمَتِكَ وَيُدَنِّسُونَ جَمَالَكَ. 8يُنَزِّلُونَكَ إِلَى الْحُفْرَةِ فَتَمُوتُ مَوْتَ الْقَتْلَى فِي قَلْبِ الْبِحَارِ. 9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟ 10مَوْتَ الْغُلْفِ تَمُوتُ بِيَدِ الْغُرَبَاءِ, لأَنِّي أَنَا تَكَلَّمْتُ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ]. 11وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 12[يَا ابْنَ آدَمَ, ارْفَعْ مَرْثَاةً عَلَى مَلِكِ صُورَ وَقُلْ لَهُ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: أَنْتَ خَاتِمُ الْكَمَالِ, مَلآنٌ حِكْمَةً وَكَـامِلُ الْجَمَالِ. 13كُنْتَ فِي عَدْنٍ جَنَّةِ اللَّهِ. كُلُّ حَجَرٍ كَرِيمٍ سِتَارَتُكَ, عَقِيقٌ أَحْمَرُ وَيَاقُوتٌ أَصْفَرُ وَعَقِيقٌ أَبْيَضُ وَزَبَرْجَدٌ وَجَزْعٌ وَيَشْبٌ وَيَاقُوتٌ أَزْرَقُ وَبَهْرَمَانُ وَزُمُرُّدٌ وَذَهَبٌ. أَنْشَأُوا فِيكَ صَنْعَةَ صِيغَةِ الفُصُوصِ وَتَرْصِيعِهَا يَوْمَ خُلِقْتَ. 14أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ. وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللَّهِ الْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ. 15أَنْتَ كَـامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ. 16بِكَثْرَةِ تِجَارَتِكَ مَلأُوا جَوْفَكَ ظُلْماً فَأَخْطَأْتَ. فَأَطْرَحُكَ مِنْ جَبَلِ اللَّهِ وَأُبِيدُكَ أَيُّهَا الْكَرُوبُ الْمُظَلِّلُ مِنْ بَيْنِ حِجَارَةِ النَّارِ. 17قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ لِبَهْجَتِكَ. أَفْسَدْتَ حِكْمَتَكَ لأَجْلِ بَهَائِكَ. سَأَطْرَحُكَ إِلَى الأَرْضِ وَأَجْعَلُكَ أَمَامَ الْمُلُوكِ لِيَنْظُرُوا إِلَيْكَ. 18قَدْ نَجَّسْتَ مَقَادِسَكَ بِكَثْرَةِ آثَامِكَ بِظُلْمِ تِجَارَتِكَ, فَأُخْرِجُ نَاراً مِنْ وَسَطِكَ فَتَأْكُلُكَ, وَأُصَيِّرُكَ رَمَاداً عَلَى الأَرْضِ أَمَامَ عَيْنَيْ كُلِّ مَنْ يَرَاكَ. 19فَيَتَحَيَّرُ مِنْكَ جَمِيعُ الَّذِينَ يَعْرِفُونَكَ بَيْنَ الشُّعُوبِ وَتَكُونُ أَهْوَالاً وَلاَ تُوجَدُ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ].) حزقيال 28: 1-19
                      كان هذا الكلام كله على قائد مدينة صور، لذلك وضع التفسير التطبيقى للكتاب المقدس هذه الفقرة (28: 1-19) تحت عنوان (نبوءة ضد ملك صور)، يصفه الله تعالى على لسان حزقيال إنه ليس بإله، بل إنسان، وإن كانت لديه حكمة الآلهة أو قلوبهم. ولا نعلم كيف انتقل الوصف بملك صور إلى جنة عدن ، وجعله الله من الكروبيم (الملائكة). وعلى حد قول التفسير التطبيقى فهذه الأوصاف ”قد تعنى الشيطان“. وأن من قال إن هذه القصيدة تُطبَّق على الشيطان هو التقليد. فيقول الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين: (كثيرًا ما طبَّق التقليد المسيحى هذه القصيدة على سقوط الشيطان (28/2 واش 14/13).
                      وهذا غير سليم بالمرة. فالموضوع يدور حول شخص موجود يهدد الرب ويتوعده أنه بسبب تجارته الظالمة فسيحرقه ، وسيصير رمادًا بين الشعوب، وينتهى إلى الأبد. والشيطان ليس كذلك ، فهو باق إلى قيام الساعة.
                      هذا بالإضافة إلى أن هذه الآيات مستوحاة من بعض عناصر الأساطير الشرقية كما قالت الترجمة اليسوعية ص1816: ”يبدو أن هذه الآيات مستوحاة، لا من ذكريات الفردوس الأرضى الكتابية فقط ، بل من عناصر مختلفة من الأساطير الشرقية: ...“.
                      وحتى لو كان هذا هو الشيطان لكان الكاتب الذى كتب هذا الكلام قد أخطأ فى حق الرب وعباده خطأً كبيرًا، إذ وصف الشيطان بصيغة المضارع بصفات الكمال والحكمة والغنى والعلم، بل إنه يعلم الأسرار، ولا يخفى عليه سر. وهذا لا يعنى إلا أن الكاتب يُمجِّد فى الشيطان: (3هَا أَنْتَ أَحْكَمُ مِنْ دَانِيآلَ! سِرٌّ مَا لاَ يَخْفَى عَلَيْكَ! 4وَبِحِكْمَتِكَ وَبِفَهْمِكَ حَصَّلْتَ لِنَفْسِكَ ثَرْوَةً, وَحَصَّلْتَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ فِي خَزَائِنِكَ! 5بِكَثْرَةِ حِكْمَتِكَ فِي تِجَارَتِكَ كَثَّرْتَ ثَرْوَتَكَ, فَـارْتَفَعَ قَلْبُكَ بِسَبَبِ غِنَاكَ!).
                      وهل تاجر الشيطان وكوَّن ثروة كبيرة من الذهب والفضة فى خزائنه؟ الأمر الذى يعنى أن النص يتعلق فقط بملك صور، ثم أدخل الكاتب عليه شيئًا من أساطير الشرق، وفهمه الآباء بصورة خاطئة كالمعتاد وطبقوه بدون فهم على الشيطان.
                      * * *
                      يواصل القمص قائلاً:
                      ويركز فى الإصحاح الثالث أن الشيطان ذهب إلى حواء لأن حواء تحب الاستطلاع وتحب المعرفة فذهب إليها بسؤال ماكر أصحيح أن الله قال لكم لا تأكلوا من جميع شجر الجنة ؟ فردت عليه من قال هذا ؟ الله قال من جميع شجر الجنة نأكل ما عدا شجرة واحدة لا نأكل منها وهى شجرة الخير والشر فسأل الشيطان لماذا هذه الشجرة بالذات ؟ قالت حواء الله قال هكذا يوم تأكلا منها موتاً تموتا .. فابتدأ الشيطان يكذب الله وقال لها لن تموتا ! فاستغربت حواء لماذا قال الله هكذا ؟ فرد الشيطان بالطبع ربنا لا يريدكما أن تأكلا من هذه الشجرة لأن الله ماكر جداً وأنا أعرفه جيداً لأنه لا يريد أن تصبحا مثله عندما تأكلون . فنصيحتى لكما أن تأكلا من الشجرة وتستقلا عن الله .وفى الحقيقة هى تنفصل عن الله فأكلت حواء وأعطت زوجها وشارك آدم حواء المسؤولية .

                      إن قولك (لأن حواء تحب الاستطلاع وتحب المعرفة) غير مبنى على أى نص كتابى. إنك تريد فقط أن تبرر إغواء الشيطان للمرأة دون الرجل كما قال بولس: (وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 9-14، وعلى ذلك فإن قولك إن آدم شارك حواء المسئولية فهو يتعارض مع قول بولس، الذى تؤمن أنت بقدسيته.
                      أما ما قاله بولس من فضول المرأة فكان بشأن الأرامل الحدثات، وليس بشأن كل النساء، ولكنك تأثرت بأقوال بولس المشينة عن المرأة: (11أَمَّا الأَرَامِلُ الْحَدَثَاتُ فَارْفُضْهُنَّ، لأَنَّهُنَّ مَتَى بَطِرْنَ عَلَى الْمَسِيحِ يُرِدْنَ أَنْ يَتَزَوَّجْنَ، 12وَلَهُنَّ دَيْنُونَةٌ لأَنَّهُنَّ رَفَضْنَ الإِيمَانَ الأَوَّلَ. 13وَمَعَ ذَلِكَ أَيْضاً يَتَعَلَّمْنَ أَنْ يَكُنَّ بَطَّالاَتٍ، يَطُفْنَ فِي الْبُيُوتِ. وَلَسْنَ بَطَّالاَتٍ فَقَطْ بَلْ مِهْذَارَاتٌ أَيْضاً، وَفُضُولِيَّاتٌ، يَتَكَلَّمْنَ بِمَا لاَ يَجِبُ) تيموثاوس الأولى 5: 11-13
                      وهذا الفكر المريض بشأن المرأة كان وبالا عليها طوال التاريخ ، ولم تُنقذ إلا المرأة التى تعيش وسط المسلمين. لذلك مُنعت المرأة فى الكتاب الذى تقدسه من فتح فاها داخل الكنيسة ، ومنعت من أن تعمل كمعلمة: (34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35
                      (12وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، 13لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ) تيموثاوس الأولى 2: 12-13
                      وذلك لأنها أحبولة الشيطان وعميلته الأولى فى الخطيئة التى حلت على البشرية، وتسببت فيما بعد فى إعدام الإله صلبًا!!
                      لذلك يرى كليمنت أن النقص والخزى والعار لا يصيب إلا الأنثى: (لا شىء مخزِ أو شائن عند الرجل الذى وهبه الله العقل. لكن المسألة ليست على هذا النحو بالنسبة للمرأة التى تجلب الخزى والعار، حتى عندما تفكر فى طبيعتها ، ماذا عساها أن تكون .. .. إن المرأة موجود أدنى من الرجل ، بسبب العقل الذى هو تاج الرجل ، وهو يحافظ عليه نقيًا دون أن تشوبه شائبة "العقل أمانة عند الرجل لا يلحقه خطأ ، ولا يعتريه عيب أو قصور .. أما عند المرأة فإننا نجدها بطبيعتها شيئًا مخزيًا ومخجلاً حقًا ..")
                      لذلك أيضًا ظلت النساء طبقًا للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن الماضى تقريبًا ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين"، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها.
                      أمَّا ما قلته أنت عزيزى القمص ، فقد تلطفت فيه كثيرًا مع المرأة فنسبت إليها الفضول ، الذى دفعها لتصديق الشيطان عن الرب. وللأسف فقد اقتبست هذا من الأساطير اليونانية ، التى قامت عليها المسيحية بأكملها ، من عقائد وطقوس. فتذكر الأساطير اليونانية أن المرأة هى سبب الأوجاع والآلام للعالم كله ، وذلك لأن الناس فى اعتقادهم كانوا يعيشون فى أفراح ولا يعرفون معنى الألم ولا الحزن ، ولكن حدث أن الآلهة أودعت أحد الناس صندوقًا وأمرته ألا يفتحه ، وكان له زوجة تُسمَّى (باندورا) مازالت تغريه بفتحه حتى فتحه فانطلقت منه الحشرات. ومنذ تلك اللحظة أُصيب الناس بالآلام والأحزان. فلهذا كانت المرأة سببًا فى الكوارث التى حلت بالبشرية كلها نتيجة لفضول المرأة وإغراء زوجها بالعصيان.
                      * * *
                      أما منع الرب البشر من أن يأكل من شجرة معرفة الخير من الشر فهذا تجنى من الرب على البشرية، ومحاولة لتجهيلها، لتكون فريسة سهلة للشيطان يتلاعب بها كيفما شاء. وقد تكلمت فى هذا بما يكفى فى نقد هذه القصة.
                      أما قول الشيطان (لن تموتا) فكان حق، ولم يموتا بالفعل، وهكذا صدق الشيطان، وكذب الرب. وهكذا كان الشيطان الناصح الأمين ، وكان الرب الكاذب المُضلِّل. وكان الرب الإله الذى يريد الشر بعباده ، ومنع عنهم معرفة الخير من الشر، وكان الشيطان هو إله الخير الذى نفع الجنس البشرى بمعرفتهم الخير من الشر، واعتدى الرب بغشومية عليه وعلى آدم وحواء وطردهم كلهم من الجنة.
                      إن صاحب هذه الفكرة بهذه الكيفية هو الشيطان ، الذى يريد أن يُظهر نفسه بمظهر البرىء المعتدى عليه ظلمًا، وأن الرب إله غير عادل ، بل إله ظالم غاشم، لا يريد بعباده إلا الشر.
                      * * *
                      يقول القمص عن سبب منع الرب لآدم وحواء من الأكل من شجرة معرفة الخير من الشر: (لأنه لا يريد أن تصبحا مثله عندما تأكلون). فالقمص يُؤكِّد قول الرب أن من يأكل من الشجرة يُصبح إلهًا مثل الله: (22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالْآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ».) تكوين 3: 22
                      ومعنى ذلك أن الفرق بين آدم وحواء من جهة والرب من جهة أخرى قد تساوى على الأقل فى العلم. الأمر الذى يعنى أن الألوهية كان من الممكن الحصول عليها عن طريق أكل ثمرة واحدة من هذه الشجرة. فلماذا لم يُقدم عليها الشيطان ويتساوى بالرب، أو أغوى آدم وحواء ليُصبح هناك تعدد للآلهة فى السماء وعلى الأرض؟
                      وهل بعد أن أكلا من الشجرة أصبحا بالفعل آلهة؟ أم كذبا الرب والشيطان؟
                      وكل كان من الممكن أن تصبح حواء إلهة؟
                      وهل مثل هذا الإله الذى منع الاثنين من الأكل من شجرة معرفة الخير من الشر ليقبل أن يكون له أقنومين آخرين يُشاركاه الألوهية وحكم العالم؟
                      ومع ذلك انتصر آدم وحواء على الرب وأكلا من هذه الشجرة، وفعلا ضد رغبته، على الرغم من كل الاحتياطات التى يتخذها الرب لمنع وجود آلهة أخرى معه. فهل مثل هذا الإله يُعتمد عليه؟
                      إن هذه القصة لتثبت فى بدايتها فشل الرب فى الحفاظ على ألوهيته متفردة وعلى ملكوته له وحده ، كما تُثبت فشله فى التفرُّد بعلم الخير من الشر الذى أراده لنفسه، كما تُثبت فشله فى غفران ذنب آدم وحواء، وتملُّك الغيظ والحنق منه إلى أن أعدمه خلقه مصلوبًا، كما تُثبت فشله فى نهاية الرواية فى الحفاظ على ابنه أو حياته. فبم استحق الألوهية هذا الرب الفاشل، الذى دمَّر عليه الشيطان كل مخططاته؟
                      ونبحث هذه القصة بمفهوم آخر: فلو أكل آدم وحواء من الشجرة، لكان هذا:
                      إمَّا بقصد معرفة الخير من الشر، وفى هذه الحالة ، فقد تجنَّى الرب عليهما وكان الشيطان هو فاعل الخير ، وكان الرب هو فاعل الشر. لأنه منعهما من العلم الضرورى لمقاومة الشيطان والمضى بأمان فى الحياة. بل وضع العداوة بين بنى آدم والشيطان بعد الأكل من الشجرة. الأمر الذى يعنى أن الشيطان وقتها لم يكن قد تشيطن بعد، أو نسى الرب أن يحذرهما من الشيطان وعداوته للإنسان: (15وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».) تكوين 3: 15
                      وهذا يوقع الإله فى مشكلة كبيرة تفقده ألوهيته، إذ كيف لم يعرف بما يحدث فى جنته أو حتى فى ملكوته، ويُفاجأ بأكل آدم وحواء من شجرة معرفة الخير من الشر، وأنهما أصبحا آلهة مثله؟
                      وإمَّا أكلا من الشجرة بدافع أن يرتفعا ويصبحا آلهة مثل الرب ، وقد حققا هدفهما. وأظهرا بهذا العمل كذب الرب وصدق الشيطان. الأمر الذى أغاظ الرب فانتقم من الثلاثة، وطردهما من الجنة ، وأوقع بينهما العداوة، على نظرية فرق تسد.
                      ولا تتعجب فقد طبَّق الرب هذه النظرية مرة أخرى عند اتحاد البشر وبنائهم لبرج بابل: (1وَكَانَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا لِسَاناً وَاحِداً وَلُغَةً وَاحِدَةً. 2وَحَدَثَ فِي ارْتِحَالِهِمْ شَرْقاً أَنَّهُمْ وَجَدُوا بُقْعَةً فِي أَرْضِ شِنْعَارَ وَسَكَنُوا هُنَاكَ. 3وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هَلُمَّ نَصْنَعُ لِبْناً وَنَشْوِيهِ شَيّاً». فَكَانَ لَهُمُ اللِّبْنُ مَكَانَ الْحَجَرِ وَكَانَ لَهُمُ الْحُمَرُ مَكَانَ الطِّينِ. 4وَقَالُوا: «هَلُمَّ نَبْنِ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجاً رَأْسُهُ بِالسَّمَاءِ. وَنَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْماً لِئَلَّا نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ». 5فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا. 6وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ وَهَذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالْآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. 7هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ». 8فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ 9لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «بَابِلَ» لأَنَّ الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَلَ لِسَانَ كُلِّ الأَرْضِ. وَمِنْ هُنَاكَ بَدَّدَهُمُ الرَّبُّ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ.) تكوين 11: 1-9
                      لكن أن ينزل الرب فيما بعد ، ويغفر لآدم وحواء دون الشيطان ، وهو مشارك معهما فى هذه الخطيئة الأولى، فهذا ظلم آخر من الرب للشيطان.
                      والقمص زكريا بطرس يعرفنا أن سبب إغواء الشيطان لحواء وآدم هو حسده لهما على النعمة التى ينعمون بها فى الجنة. ولو فكَّر قليلا لعلم أن الشيطان أيضًا كان معهما فى نفس الجنة. ولو فكر أكثر لوجد أن الرب حسد آدم وحواء على النعمة التى أصابتهما بأكلهما من شجرة معرفة الخير من الشر الذى كان يريد أن يستأثر به بمفرده!!
                      * * *
                      أما بالنسبة قول القمص زكريا: إن الشيطان نصح حواء قائلاً: (فنصيحتى لكما أن تأكلا من الشجرة وتستقلا عن الله). فلا يوجد مصدر كتابى لقوله (وتستقلا عن الله). إن ما قاله الرب هو أنهما بأكلهما من الشجرة موتًا يموتا ، ولم يموتا ، بل طردهما من الجنة. الأمر الذى يعنى أن الحياة الحقيقية هى حياة الخلود فى الجنة. لذلك كان يسأل الكثير من اليهود والفريسيين يسوع عن الحياة الأبدية، فكانت إجابته لهم تتمركز فى اتباعهم للناموس ، وعمل الحق وأن يكونوا رحماء.
                      وهل بعد أن فدى الإله هذه الخطيئة الأصلية بابنه عاد اندماجنا مع الله، ورجعنا إلى الجنة، ورُفع عنا الموت؟ فإذا كان الموت قد دخل بالمعصية ، فلماذا لم يرتفع بالفداء والغفران؟
                      * * *

                      تعليق


                      • #26
                        يواصل القمص زكريا بطرس قوله:
                        وبقى سؤال لماذا الله خلق الشجرة ؟
                        وهذا مهم جداً والذى لا يفهم إجابة هذه النقطة يصعب عليه فهم باقى الحقائق لأنها نقطة جوهرية :
                        ربنا خلق الحيوانات والنباتات والجماد فهل هناك عقل لهذه المخلوقات ؟ فالإنسان الوحيد بين هذه المخلوقات الذى يتميز بالعقل وهناك مثل يقول اللى عنده عقل يميز فإعطاء العقل للإنسان يقتضى أن يكون له حرية إرادة وهنا احتياج العقل لحرية الإرادة ضرورة حتمية لأن الإرادة يحكمها العقل .. وكما أن الله خلق حرية الإرادة فى الإنسان فلابد أن يكون هناك حرية اختيار. مثال أذهب يميناً أم شمالاً، إذ أُريد هذا الشئ أم شئ آخر .
                        فالذى عنده إرادة حرة لابد وأن يكون له عقل حُر يختار وإلا سيعبد ربنا مرغم وليس عنده حرية اختيار أى بالريموت كنترول . فالله خلق له محك اختيار أن يختار بين أن يحيا مع الله فى سعادة أو يأكل من الشجرة وينفصل .
                        ** قصة: أذكر قصة فى بداية خدمتى كنت فى زيارة إحدى الأسر فكانت أسرة ممتازة ورب الأسرة رجل موظف كبير وبيت سعيد ولكنهم عندهم نقطة حزن وهى ولد شاب يبدوا عليه الاحترام فقال لى هذه هى نقطة الحزن هو هذا الشاب . وهو لا يتحرك من مكانه إلا لو حركناه ولا يأكل إلا لو أكلناه وهكذا التواليت والنوم والقيام والجلوس فسألت لماذا هكذا فردوا عليه أنه لا يوجد عقل ولكن لا يمثل خطورة ولا يؤذى أحداً ولكن يجلس مثل الكرسى وكانوا فى منتهى الحزن وكان الرجل مفتش فى مصلحة الرى وهذا الكلام منذ 45 عاماً وكان حزين على أبنه ومتألم من ربنا جداً متفكراً فى قلبه لماذا يجربه الله هذه التجربة . وفى يوم حلم هذا الرجل أنه ذهب إلى قرية فأرد أهل القرية أن يقتلوه لأنهم غاضبين بسبب قطع المياه عنهم وجهزوا على قتله ولكنهم نظروا فرأوا العمدة آتى محذراً إياهم بتركه بسبب أبنه الذى يعوله هذا وعندما أستيقظ من نومه قبل أبنه شاكراً ربه لإنقاذ حياته بسبب أبنه .
                        وما رأيك لو ربنا خلق آدم وحواء بدون عقل هل الله يقول لذاتى مع بنى آدم وعلى ذلك الله خلق الإنسان بعقل يفكر بيه علشان لو أراد المعيشة مع الله تصبح بإرادته وهذه هى الميزة ووضع له شجرة معرفة الخير والشر محك اختبار.
                        ** قصة أخرى :
                        مرة واحد ملحد تقابل مع قسيس وقال له أن شجرة معرفة الخير والشر هى سبب البلاء ولو كنتم أنتم تؤمنون بذلك فلماذا الله خلقها ؟ فرد عليه القسيس لتكن محك اختبار . فرد عليه الملحد بنوع من اللامبلاة مبرراً ذلك أنها لم تكن ذات أهمية . فبادره القسيس بعزومته على الغذاء فوافق الملحد وفى منزل القسيس جهز سفرة كبيرة جداً عليها كل أنواع الأكل ومشتهياتها وكل الأطباق مفتوحة ما عدا طبق على هيئة صينية مغطاة ونظر الملحد إلى كل أنواع الأكل وإذ عينيه على هذه الصينية المغطاة متسائلاً . وإذ به يكشف الصينية وإذ بفار يقفز فى وجهه فهب الرجل صارخاً فتسائل القسيس ماذا فعلت ؟
                        ورد عليه أيضاً بقوله هذه هى شجرة الخير والشر . هذه شجرة معرفة الخير والشر .والإنسان بإرادته أكل منها لأنه ذو عقل والعقل أساس فى الإنسان ولهذا خلق الله للإنسان محك اختبار .
                        وكما أن قصة سقوط الإنسان فى الإصحاح الثالث . قالت الحية للمرأة أ حقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة ، فقالت المرأة للحية من ثمر شجر الجنة نأكل ، وأما ثمر الشجرة التى فى وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا فقالت الحية للمرأة لن تموتا ، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر ، فرأت المرأة أن الشجرة جيدة فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضاً فأكل فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان فأخذا أوراق تين وصنع لأنفسهما مآزر ونفس القصد فى القرآن فى سورة طه آية 117 ، 123 فوسوس إليه الشيطان وقال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فأكلا منها وبدت لهما " سوآتهما " أى عوراتهما . فعصى آدم ربه فغوى .
                        وهذه هى بداية الحكاية خلق الله الإنسان بالحب ثم مارس الإنسان حرية إرادته بعقله وأكل من الشجرة وخالف العصية فسقط من المركز الرائع السابق وجوده وهذا السقوط يستلزم الفداء لأن أجرة الخطية موت والله فى محبته لابد وأن يغفر ولهذا لابد وأن تكون هناك خطة للفداء وسنتكلم عليها لاحقاً .
                        المذيع: سؤال الإنسان كما قلنا أنه خلقه فى أحسن صورة وبهاء وفى محبة ولكن الإنسان لم يحتفظ بهذه الصورة البهية عندما سقط فالبر أصبح شر وتشوهت صورة الإنسان والإتحاد أصبح انفصال والنقاوة أصبحت نجاسة وهذا يستلزم فداء .

                        ذكر القمص سبب خلق الله لهذه الشجرة، فقال: (فالذى عنده إرادة حرة لابد وأن يكون له عقل حُر يختار وإلا سيعبد ربنا مرغم وليس عنده حرية اختيار أى بالريموت كنترول . فالله خلق له محك اختيار أن يختار بين أن يحيا مع الله فى سعادة أو يأكل من الشجرة وينفصل).
                        أى إن الله خلق الشجرة ليُفرز بها الصالح من الطالح، أى ليختبر الإنسان المؤمن، ويعطيه أجره على ذلك ، والإنسان المذنب يُمهله حتى يتوب أو يموت. وفى الحقيقة هذا هو المفهوم الإسلامى المنطقى، وليس المسيحى، لوجود آدم وحواء فى الجنة، والغرض من منع الله لهما من الأكل من الشجرة. وهى ليست شجرة معرفة الخير من الشر فى الإسلام.
                        لكن سأصدق أن هذا هو الفكر المسيحى أيضًا.
                        هل تعلم عزيزى القمص أنك أهديتنا أعظم هدية؟ إنك هدمت عقيدة الفداء والصلب التى تقوم على الإيمان بصلب الإله وقيامته. وأسأل القمص: كيف سفرز الرب الصالح من الطالح؟ طبعًا بالطاعة. من يطع الله ولا يأكل من الشجرة، فقد فاز، ومن يعصاه ويأكل منها فقد غوى. أى إن فرز المؤمنين عن غيرهم بالعمل ، وليس بالإيمان فقط، وليس بالفداء والصلب كما ضحك عليك بولس!!
                        كما أنه لو صدق كلام القمص ، لكان الرب قد علم بعلمه الأزلى أنهما سيعصيانه، ولما كان هناك داعٍ من الأساس لوجود ما يُسمَّى بالخطيئة المتوارثة ، لأنه هو إله للمحبة، وهو يغفر كل الذنوب. فالذى قاله القمص يُدين الرب ويُظهره بمظهر إله الإنتقام وعدم الغفران إلا بالدم كما قال الكاتب المجهول لسفر العبرانيين.
                        وذلك لأسباب منها أن الرب يعلم أن كل بنى آدم خطَّاء، فمعنى أنه لا يغفر إلا بسفك الدم، أنه إله ليس رحيم ، ولا بإله محبة: (20لأَنَّهُ لاَ إِنْسَانٌ صِدِّيقٌ فِي الأَرْضِ يَعْمَلُ صَلاَحاً وَلاَ يُخْطِئُ.) الجامعة 7: 20

                        * * *

                        يواصل القمص شرحه لعقيدة الفداء قائلاً: (وهذا السقوط يستلزم الفداء لأن أجرة الخطية موت والله فى محبته لابد وأن يغفر ولهذا لابد وأن تكون هناك خطة للفداء).
                        كل من يبدأ الكلام فى قضية الفداء تجده يبدأ بهذه العبارة التى بدأ بها القمص: (أجرة الخطية الموت). ولو فكر القمص قليلاً ، لما قالها: فمن الذى يدفع فاتورة الحساب (الخطية)؟ إنه الرب. من أجل من؟ وهذه مُختلف فيها، فنصوص تقول من أجل كثيرين ، ونصوص أخرى تقول من أجلنا، وثالثة تقول من أجل خطايا العالم.
                        والسؤال الأهم: لمن تُدفع هذه الفاتورة؟ إن الرب سيدفع الفاتورة للشيطان لسببين: فهو المؤسس لهذه الخطيئة وصاحبها، وعلى ذلك سيدفعها له. والسبب الآخر أنه إله هذا العالم، الذى له السلطان الأوحد على غير المؤمنين (كل البشرية). لا تتعجب عزيزى المسيحى! إن الكتاب الذى تقدسه يقول ذلك: إنه الشيطان إله هذا الدهر: (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4، ويقول أيضًا إنه رئيس هذا العالم (اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.) يوحنا 12: 31
                        أليس هذا هو الشيطان الذى ساواه الرب بنفسه إذ أمر أن يُذبح له تيسًا ، كما يذبح للرب؟ (7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيّاً أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 7-10
                        وعزازيل هو ”اسم شيطان يقيم فى الأماكن المقفرة“. كما يقول الكتاب المقدس الترجمة العربية المشتركة بين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت ص142.
                        وأليس هذا هو الشيطان الذى اعتقل الرب لمدة أربعين يومًا، ظل فيها فى الصحراء ذليلاً حبيسًا، لم يتركه يأكل أو يشرب أو حتى يُنظف نفسه ، وسحبه معه أينما ذهب، بل أمره بالسجود له؟
                        (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-13
                        أليس هذا هو الشيطان الذى نجح فيما فشل فيه الرب؟ ألم يفشل الرب هو ملائكته فى إيجاد مخرج لإغواء أخاب ، ونجح الشيطان؟ (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
                        أمَّا كون الرب الذى صُلب هو الذى عليه أن يدفع فاتورة الذنب الذى وضعه على البشرية ظلمًا، فهذا مُخالف أيضًا لأقوال الرب كما أوضحنا من قبل:
                        فها هو الرب يقول: (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24: 16
                        (20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ.) حزقيال 18: 20
                        (حَاشَا لِلَّهِ مِنَ الشَّرِّ وَلِلْقَدِيرِ مِنَ الظُّلْمِ. 11لأَنَّهُ يُجَازِي الإِنْسَانَ عَلَى فِعْلِهِ وَيُنِيلُ الرَّجُلَ كَطَرِيقِهِ. 12فَحَقّاً إِنَّ اللهَ لاَ يَفْعَلُ سُوءاً وَالْقَدِيرَ لاَ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ.) أيوب 34: 10-13
                        لكن هل حرر الرب العالم من الموت أو من الخطية؟ لا. مازال الموت موجود بيننا. ومازالت الخطية قائمة ومتفاقمة بيننا. ولم نرجع إلى الجنة، لنقول إن الفداء تم. بل مازلتم تعمدون أطفالكم تكفيرًا عن الذنب الموروث.
                        وفى الحقيقة إن السقوط فى المعصية لا يعنى السقوط أو الخروج من رحمة الله تعالى إله المحبة. فلا يوجد سند كتابى لقوله هذا إلا أقوال بولس ، التى فندناها وبيَّنَّا خطأها ، وبيَّنَّا أن كتابات هذا الشخص لا يُعتدُّ بها ، لأنه كذاب ومنافق من ناحية ، وأنه تعمَّد إفساد دين عيسى u من ناحية أخرى ، كما أن الآباء يقرون أنه لم يترك سوى بضعة أسطر. الأمر الذى لا يجعل أى سند مقبول لهذه الرسائل.
                        إضافة إلى هذا إن قول القمص يتناقض مع المفهوم القويم لرحمة الله، ومع النصوص الكتابية التى تنص على أن الله غفَّار لكل الذنوب ، ولم يستثنى ذنبًا. ومنها: (7أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ. ...... 10هَكَذَا أَقُولُ لَكُمْ يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ) لوقا 15: 7 و10
                        (25أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا.) إشعياء 43: 25
                        وأقر إشعياء بغفران الله لكل ذنوبه: (فَإِنَّكَ طَرَحْتَ وَرَاءَ ظَهْرِكَ كُلَّ خَطَايَايَ.) إشعياء 38: 17
                        وقال موسى إن الله غافر لكل أنواع الذنوب، سواء كانت معصية أو ذنب أو خطية، كبرت أم صغرت: (وَنَادَى الرَّبُّ: «الرَّبُّ إِلَهٌ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الْإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ. 7حَافِظُ الْإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ الْإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيَّةِ.) خروج 34: 6-7
                        وقال نحميا: (وَأَنْتَ إِلَهٌ غَفُورٌ وَحَنَّانٌ وَرَحِيمٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ.) نحميا 9: 17
                        وقال داود: (8الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. 9لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ. 10لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَا وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثَامِنَا. 11لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ. 12كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا. 13كَمَا يَتَرَأَّفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَّفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ.) مزامير 103: 8-13
                        وقال أيضًا: (3إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ الآثَامَ يَا رَبُّ يَا سَيِّدُ فَمَنْ يَقِفُ؟ 4لأَنَّ عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ. لِكَيْ يُخَافَ مِنْكَ. .... 7لِيَرْجُ إِسْرَائِيلُ الرَّبَّ لأَنَّ عِنْدَ الرَّبِّ الرَّحْمَةَ وَعِنْدَهُ فِدًى كَثِيرٌ 8وَهُوَ يَفْدِي إِسْرَائِيلَ مِنْ كُلِّ آثَامِهِ) مزامير 130: 3
                        وقال حزقيال: (21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا.) حزقيال 18: 21
                        وقال أيضًا: (فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.) حزقيال 33: 14-16
                        وقال إرمياء: (لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ.) إرمياء 31: 34
                        وقال ميخا: (18مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِـالرَّأْفَةِ. 19يَعُودُ يَرْحَمُنَا يَدُوسُ آثَامَنَا وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ.) ميخا 7: 18-19
                        فما هى الحكمة التى تجعل إله المحبة يتخلى عن محبته وغفرانه وإحسانه ورحمته ورأفته ليُضمر كل هذا الشر بداخله من أجل خطيئة إنسان ما ، وينتقم منه شر إنتقام ، وذلك بأن يقتل البار البرىء؟
                        ألست معى عزيزى القمص أن هذا ضرب من العبط والظلم، وهذا لا يليق بالله تعالى؟
                        تخيَّل أن مدرس الفصل أخرج ابنك من الفصل وضربه ضربًا مبرحًا، وعندما سألته عن السبب ، قال لك: إن ابنك غاية فى الأدب ، والإلتزام، بل هو أفضل تلميذ فى المدرسة، لذلك عاقبته، بدلا من التلاميذ غير الملتزمين!! فماذا سيكون رد فعلك؟ ألن تتهم هذا المدرس بالخلل العقلى؟ هل يستطيع المدرس بعد ذلك أن يُحقق تفوق علمى أو خُلقى فى المجتمع؟ لقد انهار المجتمع علميًا وأدبيًا على يد هذا المختل عقليًا!!
                        وتخيَّل معى أن الشرطة قدمت الأنبا شنودة للمحاكمة، وقرر القاضى إعدامه، مع إيمانه ببراءته ، وخلو ساحته من أى تُهمة. بل إنها تعلم الجناة الحقيقيين، ولكنها تؤمن أنها تقوم بذلك تكفيرًا للمجتمع من جرائم القتلة وتجار المخدرات واللصوص!! هل تعتقد أن القاضى بهذا الحكم الظالم سيقضى على الجريمة فى العالم؟ لا ، بالعكس. لقد زوَّدها. وهل تعتقد أن هذا القاضى سيكون سليم العقل؟ هل تعتقد أن هذا القاضى سيكون عادلاً؟
                        سأترك أبى الأنبياء إبراهيم يُجيبك على هذا التساؤل ، والذى نوى فيه الرب أن يقتل البرىء مع العاصى، فوقف إبراهيم يقول له: (23فَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟ 24عَسَى أَنْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ. أَفَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلاَ تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارّاً الَّذِينَ فِيهِ؟ 25حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الأَمْرِ أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟». 26فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنْ وَجَدْتُ فِي سَدُومَ خَمْسِينَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ فَإِنِّي أَصْفَحُ عَنِ الْمَكَانِ كُلِّهِ مِنْ أَجْلِهِمْ». 27فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «إِنِّي قَدْ شَرَعْتُ أُكَلِّمُ الْمَوْلَى وَأَنَا تُرَابٌ وَرَمَادٌ. 28رُبَّمَا نَقَصَ الْخَمْسُونَ بَارّاً خَمْسَةً. أَتُهْلِكُ كُلَّ الْمَدِينَةِ بِالْخَمْسَةِ؟» فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ إِنْ وَجَدْتُ هُنَاكَ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ». 29فَعَادَ يُكَلِّمُهُ أَيْضاً وَقَالَ: «عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ أَرْبَعُونَ». فَقَالَ: «لاَ أَفْعَلُ مِنْ أَجْلِ الأَرْبَعِينَ». 30فَقَالَ: «لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ ثَلاَثُونَ». فَقَالَ: «لاَ أَفْعَلُ إِنْ وَجَدْتُ هُنَاكَ ثَلاَثِينَ». 31فَقَالَ: «إِنِّي قَدْ شَرَعْتُ أُكَلِّمُ الْمَوْلَى. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ عِشْرُونَ». فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ الْعِشْرِينَ». 32فَقَالَ: «لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ هَذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ عَشَرَةٌ». فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ الْعَشَرَةِ».) التكوين 18: 23-25
                        أعد قراءة هذا النص مرة أخرى ، ثم تأمل فى قول بولس بتوارث الخطيئة الأولى، تجد أنكم بإيمانكم هذا تسبون كل أنبياء الرب ، وتقرون أنه لا يوجد نبى بار منهم. الأمر الذى يُشين الرب الذى اصطفاهم. فالرب الرحيم لا يهلك القرية إن وجد فيها عشرة أبرار فقط. وبسبب هؤلاء العشرة أبرار لا يسخط المولى على الكل.
                        وأنتم بإيمانكم بتوارث الخطيئة هذا قلبتم الموازين. فبدلا من أن تعمُّ آثار الحسنة، لتُظهروا رحمة الرب ومحبته، جعلتم السيئة هى التى تعم، لتُظهروا ظلم الرب وكرهه لعبيده. ثم تسمون الكره محبة ، والظلم عدلاً ، والبطش والإنتقام فداءًا!!

                        * * *

                        نريد أيضًا أن نتعرف على الأساس الكتابى لما ذكرته المذيعة فى نهاية اللقاء، وهو (ولكن الإنسان لم يحتفظ بهذه الصورة البهية عندما سقط فالبر أصبح شر وتشوهت صورة الإنسان والإتحاد أصبح انفصال والنقاوة أصبحت نجاسة وهذا يستلزم فداء) أين ومتى كان هذا الاتحاد ، ومع من كان؟ وهل استطاع الشيطان أن يتسلط على الإنسان المتحد بالرب؟ وما رأيكم فى هذا الرب الذى يتحد بالإنسان ثم يتمكن الشيطان منه؟ إنه بالتأكيد إله صينى وليس يابانى!!!
                        وهل لو فعل إنسان خطية تصبح النقاوة نجاسة والبر شر؟ فى أى عُرف هذا؟ فهل بزنى داود أصبح الزنى عفة وطُهر؟ هل بزنى الراهب برسوم تنجس المسيحيون وتدنسوا؟ ما هذه السفسطة؟ وما هذه المغالطات؟ إن المنطق السليم أن تصبح الخطيئة فى نظر المخطىء سببًا للتعاسته ، حتى يؤكد لنفسه توبته ويُكثر من العمل الصالح. لكن أن يتحول البر نفسه إلى شر، فأعتقد أنك لن تسمع بهذا المنطق ولا حتى فى مستشفى الأمراض العقلية والنفسية.
                        إن معنى هذا الكلام أن الرب ليس عنده معيار محدد للبر ، فهو معيار مطاطى يتوقف على حجم ذنوب المذنبين. واليوم يصبح البر إثم، وغدًا الإثم بر بتوبة الإثيم!
                        ثم من الذى قال إن الإنسان المخطىء هو إنسان ساقط؟ إن الرب بنفسه قرر أن المخطىء غير مطرود من رحمته، فهل تؤلفون دينًا جديدًا؟ أم تتحدُّون الرب فى أقواله؟ (30إِنْ تَرَكَ بَنُوهُ شَرِيعَتِي وَلَمْ يَسْلُكُوا بِأَحْكَامِي 31إِنْ نَقَضُوا فَرَائِضِي وَلَمْ يَحْفَظُوا وَصَايَايَ 32أَفْتَقِدُ بِعَصاً مَعْصِيَتَهُمْ وَبِضَرَبَاتٍ إِثْمَهُمْ. 33أَمَّا رَحْمَتِي فَلاَ أَنْزِعُهَا عَنْهُ وَلاَ أَكْذِبُ مِنْ جِهَةِ أَمَانَتِي.) مزامير 89: 30-32
                        إن الله تعالى خلق الإنسان عنده الإستعداد للخير والشر. ويعلم تمامًا أنه سيخطىء، لذلك خلق له التوبة، وأمره بالإستغفار والاعتراف بذنوبه، ثم العمل الصالح. فإن كان قادرًا تقدم بذبح أضحية حيوان مما يؤكل ، عطفًا على المساكين والمحتاجين. وإن لم يكن معه من النقود ما تكفى للذبح ، ضحى بدقيق، أو يكتفى بالتوبة وعمل الصالحات. وذلك لأن الرب لا يريد ذبيحة بل رحمة: (13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ)متى 9: 13
                        فالرب يُسر بالتسبيح والعمل الصالح رحمة ببنى البشر أكثر من سروره بالذبيحة: (6بِمَ أَتَقَدَّمُ إِلَى الرَّبِّ وَأَنْحَنِي لِلإِلَهِ الْعَلِيِّ؟ هَلْ أَتَقَدَّمُ بِمُحْرَقَاتٍ بِعُجُولٍ أَبْنَاءِ سَنَةٍ؟ 7هَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِأُلُوفِ الْكِبَاشِ بِرَبَوَاتِ أَنْهَارِ زَيْتٍ؟ هَلْ أُعْطِي بِكْرِي عَنْ مَعْصِيَتِي ثَمَرَةَ جَسَدِي عَنْ خَطِيَّةِ نَفْسِي؟ 8قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ.) ميخا 6: 6-8
                        (30أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِتَسْبِيحٍ وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ. 31فَيُسْتَطَابُ عِنْدَ الرَّبِّ أَكْثَرَ مِنْ ثَوْرِ بَقَرٍ ذِي قُرُونٍ وَأَظْلاَفٍ.) مزامير 69: 30-31
                        والمفاجأة التى أقدمها للقمص زكريا بطرس ومذيعته فيبى عبد المسيح هى أن الرب لم يطلب من الأساس ذبائح. الأمر الذى يدل على ضلال بنى إسرائيل وبولس: (6لَمْ تُرِدْ أَوْ تَطْلُبْ ذَبَائِحَ وَمُحْرَقَاتٍ عَنِ الْخَطِيئَةِ، لَكِنَّكَ وَهَبْتَنِي أُذُنَيْنِ صَاغِيَتَيْنِ مُطِيعَتَيْنِ) مزمور 40: 6
                        وقال نبى الله إرمياء: (21هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: [ضُمُّوا مُحْرَقَاتِكُمْ إِلَى ذَبَائِحِكُمْ وَكُلُوا لَحْماً. 22لأَنِّي لَمْ أُكَلِّمْ آبَاءَكُمْ وَلاَ أَوْصَيْتُهُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ جِهَةِ مُحْرَقَةٍ وَذَبِيحَةٍ. 23بَلْ إِنَّمَا أَوْصَيْتُهُمْ بِهَذَا الأَمْرِ: اسْمَعُوا صَوْتِي فَأَكُونَ لَكُمْ إِلَهاً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي شَعْباً وَسِيرُوا فِي كُلِّ الطَّرِيقِ الَّذِي أُوصِيكُمْ بِهِ لِيُحْسَنَ إِلَيْكُمْ.) إرمياء 7: 21-23
                        وبذلك فإن قول بولس الذى بنيتم عليه قولكم بإعدام الإله هو قول باطل: (22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22 ، وذلك لأن الله الرحيم لا يعوِّج القضاء ، ولا يريد إلا رحمة وليس سفك دم: (8قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ.) ميخا 6: 8، (13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ)متى 9: 13

                        * * *

                        تعليق


                        • #27
                          تواصل المذيعة حديثها قائلة:
                          المذيع: سؤال كيف دخلت الخطية إلى حياة الإنسان ؟ وما علاقة الخطية بالفداء ؟
                          الإجابة: كما وضحنا سابقاً ، دخلت الخطية بحسد الشيطان عندما قدم الشيطان عرضه على حواء لتأكل من الشجرة والمهم هنا ليس فى الشجرة إذا كانت الشجرة هذه هى شجرة تفاح كما يقولون بدليل إن الإنسان فى حنجرته يوجد تفاحة آدم لأنه عندما أراد أكل التفاحة وقفت فى حنجرته وهذا كله كلام شعبى معتمد على فن فلكورى وليس له أساس من الصحة وأناس آخرون يسمونها شجرة مانجو لماذا ؟ بسبب أن كلمة مانجو باللغة الإنجليزية Man Go وهى من مقطعين Man نسبة للرجل و Go أذهب وهذا كلام شعبى أيضاً ليس له أساس من الصحة.

                          فهل أجاب القمص على سؤال المذيعة عن علاقة الخطية بالفداء؟ لا. وهل أجاب عن كيفية دخول الخطية للإنسان؟ لا. وقاطعته المذيعة ، ولم تتركه يواصل الإجابة على هذا السؤال؟
                          المذيع: يحضرنى كلمة يا أبونا فى الكتاب المقدس يقول أنه نظرت حواء إلى الشجرة فوجدتها شهية للنظر بمعنى أنه منظرها جميل لدرجة أنها فتحت نفسها ومدت أيديها لتأكل منها .
                          الإجابة: ولو أنها شجرة طبيعية حقيقية ولكنها لها مدلول روحى ... واتفقنا إن هناك تشبيهات بأن هناك أشياء حقيقية ولكنها لها مدلولات خاص لأشياء أخرى مثل فلان أسد بمعنى أن له رمز للقوة والشجاعة .
                          فالشجرة هى شجرة طبيعية ولكنها لها رمز روحى وهو الطاعة وكسر الطاعة هو الأكل منها وليس الثمرة فى حد ذاتها ولكن فى معناها وعندما نقول أن آدم وحواء أكلا من الشجرة يعنى كسرا الوصية أى شقا عصا الطاعة فدخلت الخطية إلى حياتهما والخطية هنا جرثومة وفى سفر يشوع : لأن جرثومة الخطية متأصلة فيهم أن المرض الموجود فى الشيطان هو الكبرياء وهو وضع العدوى فى آدم فقال له أنها شهية وطبع عليها لعاب الكبرياء وهذا هو تشبيهه بأن الشيطان وضع جرثومة الكبرياء فى آدم .
                          والكتاب يقول قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح فأصبحت جرثومة الخطية فى دم البشرية وليس آدم فقط بل بنسله أيضاً ونستعرض هذا الكلام فى الكتاب المقدس وأيضاً فى القرآن .

                          يقول القمص: (فالشجرة هى شجرة طبيعية ولكنها لها رمز روحى وهو الطاعة وكسر الطاعة هو الأكل منها وليس الثمرة فى حد ذاتها ولكن فى معناها وعندما نقول أن آدم وحواء أكلا من الشجرة يعنى كسرا الوصية أى شقا عصا الطاعة). إلى هذه النقطة فهو يتكلم كلامًا جميلاً. لكن ما معنى ”فدخلت الخطية إلى حياتهما“؟ فلو تعنى أن كلاً منهما أخطأ، فهذا واضح. وكل بنى آدم خطَّاء، وهذا ما قاله الرب فى كتابك عزيزى القمص: (20لأَنَّهُ لاَ إِنْسَانٌ صِدِّيقٌ فِي الأَرْضِ يَعْمَلُ صَلاَحاً وَلاَ يُخْطِئُ.) الجامعة 7: 20
                          وأعد قراءتها مرة أخرى، تجد أن الرب سمَّى المخطىء صدِّيقًا، ويعمل صلاحًا. الأمر الذى يعنى أن القيم الأخلاقية لا تنهار بإثم الإنسان، ويتحول البر إلى إثم ، أو النور إلى ظلام. بل العكس هو الذى يجب أن يكون بمقتضى أنه إله المحبة والرحمة، فبإقلاع المذنب عن ذنبه يفرح الله تعالى به، ويمحو عنه سيئاته، بل يحولها (فى الإسلام) له إلى حسنات. أى يتحول الشر بالتوبة النصوح إلى بر، والظلام إلى نور.
                          والأغرب من ذلك أن القمص قد سمَّى الخطية جرثومة، ونسب ذلك إلى إشعياء ظلمًا وبهتانًا، ولا أعرف كيف علم إشعياء بهذا المسمَّى العلمى الحديث. لكن بالبحث فى سفر إشعياء (نسخة الفاندايك) عن كلمة ”جرثومة“ أو ”جراثيم“ أو حتى ”متأصل“، تبيَّن لنا أنه لا يوجد كلمة من كلمات البحث. وبالبحث عنهم فى كل الكتاب الذى يقدسه القمص زكريا بطرس، لم نعثر عليهم أيضًا. ولا أعرف كيف يبنى عقيدة على نصوص لكاتب مجهول ، مثل كاتب سفر العبرانيين، أو يقنع الناس بكلام لا صلة له بالكتاب الذى يقدسه، مثل الذى نسبه لسفر إشعياء. الأمر الذى يعنى أن هذه التسمية خاطئة، وأن ما يفعله القمص يُسمَّى كذب وتدليس ، بل تضليل لمستمعيه.
                          فالخطيئة عصيان لأمر الله تعالى الرحيم بعباده. وهو يعلم أن كل بنى آدم خطَّاء، وأن خير الخطَّائين التوابون. لذلك أمهل العاصى ليتوب. فإن رجع عن ذنوبه، فلا إثم عليه، ويغفر الله له كل ما كان: فقال: (21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا.23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 21-23
                          لذلك فالذى يسلم حديثًا تُحوَّل كل ذنوبه السابقة إلى حسنات، وهذه هى رحمة الله ومحبته كما يفهمها الإسلام. وليست محبة الرب فى المسيحية التى تقتضى أن يقتل الرب ابنه ليرحم أو يغفر.
                          وقال: (لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.) إشعياء 55: 7
                          وقال: (14فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ) أخبار الأيام الثاني 7: 14
                          ويسألك الرب عزيزى القمص قائلاً لماذا لم أغفر لآدم وحواء: (هَلْ قَصَرَتْ يَدِي عَنِ الْفِدَاءِ وَهَلْ لَيْسَ فِيَّ قُدْرَةٌ لِلإِنْقَاذِ؟) إشعياء 50: 2، أم تقصد أننى لا أكثر الغفران (لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.) إشعياء 55: 7 ، أم تقصد أننى أسر بموت الشرير ودخوله النار: (حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا.) حزقيال 33: 11
                          فهل تسب إله المحبة وتقول إنه يحب أن يموت عبيده أى يدخلوا النار؟ (11قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ. 13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَـاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ.16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً) حزقيال 33: 11-16
                          ألا تعرف أن الرب يتعالى بالعدل ويتقدَّس بالبر؟ (16وَيَتَعَالَى رَبُّ الْجُنُودِ بِالْعَدْلِ وَيَتَقَدَّسُ الإِلَهُ الْقُدُّوسُ بِالْبِرِّ.) إشعياء 5: 16، فما معنى أن يظلم عباده ويحملهم وزر خطيئة لم يرتكبوها؟ وما معنى أن تكون الحياة الأبدية والخلود فى الجنة متوقفًا فقط على الإيمان؟ إن معنى هذا نزع القداسة والعلو من الرب؟ هل تصدقنى الآن عزيزى القمص أن هذه الأسطورة أسطورة شيطانية، جعلتم بها الشيطان يسمو على الرب وينتصر عليه؟
                          وهذا يعنى أن هذه محاولة أخرى فاشلة للقمص يُحاول بها سب الرب واتهامه بالقسوة والظلم ، متبعًا خطوات بولس الكذَّاب.
                          وعلى ذلك فإنه لا مجال للقول بتوارث إثم الخطيئة الأولى، لأن هذا يُعارض نصوص الكتاب الذى يؤمن به القمص، ولأن رحمة الله أعم وأشمل وأكبر من أن يحاسب البرىء على ذنب المسىء. بل إن رحمته اقتضت أن يعفو عن المسىء ويغفر له إذا تاب وأقلع عن معاصيه.
                          من الأدلة التى ذكرتها لك تدليلا على أن الله غفر ذنوب عبديه آدم وحواء ، كما يغفر لباقى المسيئين عند ندمهم وعودتهم، هو وجود أبرار فى كل زمان. فها هو الكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص يشهد للأنبياء بالسرقة أو الزنى أو الكفر أو القتل أو التعامل مع السحرة (كل هذا تبعًا لمفهوم الكتاب الذى يقدسه القمص)، ومع ذلك شهد الرب لهم بالإيمان ، وبأنهم أرضوه. ومنهم إبراهيم u، الذى يتهمه الكتاب أنه سلَّم عرض زوجته لفرعون ، خوفًا على حياته وطمعًا فى الحصول على رضا فرعون وعطاياه السخية. ومع ذلك شهد له الرب أنه أرضاه ، وباركه هو وذريته: (16وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ 17أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ 18وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي».) تكوين 22: 16-18
                          بل سمَّى آدم ابنًا له: (آدَمَ ابْنِ اللهِ.) لوقا 3: 38
                          وكما نعلم أن أبناء الله هم المؤمنون باسمه: (وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.) يوحنا 1: 12-13
                          الذين لا يفعلون كبيرة، الأمر الذى يدل على أن الرب حسبه فى عداد المؤمنين، ولا يكون ذلك إلا إذا كان الله قد تاب عليه، وانصلح حاله: (18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.) يوحنا الأولى 5: 18 ، الأمر الذى يدل على أن الله قد غفر لآدم خطيته ، ومحاها من الوجود لصدق توبته.
                          والدليل على صدق ذلك هو قول الرب فى سفر الحكمة: (هي التي حفظت أول من جبل أبا للعالم لما خلق وحده ، وأنقذته من زلته وآتته قوة ليتسلط على الجميع) الحكمة 10: 1-2
                          وعلى ذلك فإنه لا يُمكن أن يكون الرب أضمر كل هذا الحنق على البشرية بسبب عصيان شخص فيها، لأن هذا من الظلم ، وقد سبق لنا أن قلنا إن الرب نفسه أقر أنه من الظلم أخذ إنسان بجريرة آخر (التكوين 18: 23-25):
                          وقال: (20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ)حزقيال 18: 20
                          وقال: (30بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ]. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ) إرمياء 31: 30
                          وقال: (حَاشَا لِلَّهِ مِنَ الشَّرِّ وَلِلْقَدِيرِ مِنَ الظُّلْمِ. 11لأَنَّهُ يُجَازِي الإِنْسَانَ عَلَى فِعْلِهِ وَيُنِيلُ الرَّجُلَ كَطَرِيقِهِ. 12فَحَقّاً إِنَّ اللهَ لاَ يَفْعَلُ سُوءاً وَالْقَدِيرَ لاَ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ.) أيوب 34: 10-13
                          وقال: (11مَرَّةً وَاحِدَةً تَكَلَّمَ الرَّبُّ وَهَاتَيْنِ الاِثْنَتَيْنِ سَمِعْتُ أَنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ. 12وَلَكَ يَا رَبُّ الرَّحْمَةُ لأَنَّكَ أَنْتَ تُجَازِي الإِنْسَانَ كَعَمَلِهِ.) مزمور 62: 11-12
                          وقال: (... الرَّبُّ قَضَاءً أَمْضَى. الشِّرِّيرُ يَعْلَقُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ.) مزامير 9: 16
                          (... عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَانِ عَلَى كُلِّ طُرُقِ بَنِي آدَمَ لِتُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ وَحَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ.) إرمياء 32: 19
                          وقال: (27فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ.) متى 16: 27
                          * * *
                          تواصل المذيعة حوارها:
                          المذيع: يحضرنى ما كتب فى القرآن أن آدم تلقى من ربه كلمات فتاب عليه ؟
                          الإجابة: سنناقش هذا الأمر بعدما نواصل الكلام على عقوبة الخطية يقول الكتاب المقدس فى ( تكوين 3 : 6 ، 7 ) فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وشهية للنظر فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل ، فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان . فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر فطردهما الله من الجنة والبشرية ورثت هذه الجرثومة . والكتاب يقول بأنه بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم ومن قبل الخطية صار الموت .
                          وفى رومية أيضاً يقول لكنى أرى ناموساً آخر فى أعضائى يسبينى إلى ناموس الخطية الكائن فى أعضائى . وناموس بمعنى : قاعدة أو نظام .

                          إن استشهاد القمص زكريا بطرس بهذا النص: (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
                          وكما قلنا وسنقول دائمًا إن أقوال بولس كلها لا يَعتدّ بها مؤمن، لأنها ضد الناموس والأنبياء. إضافة إلى ذلك أنه لم يكن من أتباع عيسى u، ولم يتعلم دينه لا منه ولا من أحد من تلاميذه ، كما أنه كذاب ومنافق، وأفسد دينكم عن عمد، وأخرجكم من رحمة الرب وعهده الذى قطعه مع إبراهيم بشأن الختان. ويُرجع فى ذلك إلى كتابى (بولس يقول دمروا المسيح وأبيدوا أهله) وكتاب العميد مهندس جمال الدين شرقاوى (بولس صانع الأسطورة).
                          فهو كذَّاب باعترافه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
                          وكذب على الوالى ورئيس الكهنة وادعى أنه يُحافظ على الناموس وتعاليمه: (أَعْبُدُ إِلَهَ آبَائِي مُؤْمِناً بِكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ). أعمال 24: 14
                          وادعى الأمانة واتباع أقوال موسى والأنبياء وكتبهم فقال: (لاَ أَقُولُ شَيْئاً غَيْرَ مَا تَكَلَّمَ الأَنْبِيَاءُ وَمُوسَى). أعمال الرسل 26: 22
                          فى الوقت الذى هاجم فيه الناموس أشد هجوم فقال: (20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.) رومية 3: 20-21
                          وقال: (لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.) غلاطية 3: 10-21
                          وقال: (20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
                          (56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ) كورنثوس الأولى 15: 56
                          وأعلن أن النفاق هو الطريق الذى يسلكه للدعوة وليكون شريكا فى الإنجيل: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
                          وهذا الجديد الذى يعمله هو إنجيل جديد يملكه هو ، سرقه من الأديان الوثنية ونسبها لنفسه، دون أن يبنى على أقوال الأنبياء السابقين، أى إنه ألف دينًا جديدًا، وضع هو أساسه ، وترك باقى المفسدين لإكمال البناء: (25وَلِلْقَادِرِ أَنْ يُثَبِّتَكُمْ حَسَبَ إِنْجِيلِي .. .. ..) رومية 16: 25
                          (8اُذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ بِحَسَبِ إِنْجِيلِي) تيموثاوس الثانية 2: 8
                          (11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.) غلاطية 1: 11-12
                          (17الَّذِي أَتَكَلَّمُ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ بِحَسَبِ الرَّبِّ، بَلْ كَأَنَّهُ فِي غَبَاوَةٍ، فِي جَسَارَةِ الاِفْتِخَارِ هَذِهِ.) كورنثوس الثانية 11: 17
                          (10حَسَبَ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي كَبَنَّاءٍ حَكِيمٍ قَدْ وَضَعْتُ أَسَاساً وَآخَرُ يَبْنِي عَلَيْهِ. وَلَكِنْ فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْهِ.) كورنثوس الأولى 3: 10-11
                          وعلى ذلك فنحن حاليًا فى غنى عن أن نتعرض لأقواله بالتحليل والتفنيد أكثر مما قلناه.
                          أما بالنسبة للناموس الآخر الذى حل فى أعضائه، فالنص الكامل يُثبت أن بولس كان متلبسًا بشيطان ، يسيِّره ، ويدفعه إلى كل هذا الفساد. فيقول: (14فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ. 15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟) رومية 7: 14-24
                          إن شكوى بولس من وجود ناموس الخطية بداخله ليعنى أن موت يسوع لم يقضِ على الخطية ، ومعنى هذا أنه مات دون جدوى. وتحتاجون لإله آخر يُصلب عنكم.
                          فإذا كان بولس يشتكى من الكائن المسيطر عليه ويسكن بداخله ، ويدفعه إلى الخطية، وهو القديس عند بعضكم، فما بالك بآباء الكنيسة الأول؟ وما بالك برجال الكنيسة فى الماضى والحاضر؟ هل يُمكننا أن نستثنى أحدهم من الخطيئة بدعوى أن بداخله الروح القدس الناجية والمنجية لصاحبها من المهالك والآثام؟ بل هل يُمكننا أن نقبل ما يقوله أى إنسان منهم على علاته دون فحص وتمحيص، حتى لو كان يُخالف تعاليم الناموس والأنبياء؟
                          * * *
                          تواصل المذيعة حوارها:
                          المذيع: يعنى الخطية متوارثة من جيل إلى جيل حتى وقتنا هذا ولا نستطيع إلا أن نقول أنها متوارثة ؟
                          الإجابة: بالطبع الكتاب يقول أن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله . وبإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم ومن الخطية صار موتاً والقرآن فى سورة يوسف آية 53 يقول أن النفس الأمارة بالسوء .. ومن أين هذا السوء بالطبع بالوراثة وتفسير الإمام الرازى على هذه الآية يقول الإمارة بالسوء أى الميالة إلى القبائح والراغبة إلى المعصية والطبيعة البشرية تواقة إلى اللذات .

                          تقول الآية: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (53) سورة يوسف
                          وفى تعريفه بالنفس الأمَّارة بالسوء قال: (اختلف الحكماء في أن النفس الإمارة بالسوء ما هي؟ والمحققون قالوا إن النفس الإنسانية شيء واحد، ولها صفات كثيرة فإذا مالت إلى العالم الإلهي كانت نفساً مطمئنة، وإذا مالت إلى الشهوة والغضب كانت أمارة). الأمر الذى يعنى أن الإساءة حادثة بفعل الإنسان العاقل المدرك للخير والشر، وليست بالوراثة والميلاد.
                          وتحدد الآية أيضًا أن هناك استثناء، وهو ما لم يذكره القمص، تدليسًا ليؤكد ما تذهب إليه العقيدة البولسية. فيقول الرازى فى هذا الإستثناء: (أنه استثناء منقطع أي ولكن رحمة ربي هي التي تصرف الإساءة). الأمر الذى يعنى أن هناك من البشر البار التقى غير المذنب. الأمر الذى يُفنِّد توارث الخطيئة.
                          وهذا هو سياق الكلام من تفسير الرازى: (وذلك لأن يوسف عليه السلام لما قال: {أَنّى لَمْ أَخُنْهُ بِٱلْغَيْبِ} بين أن ترك الخيانة ما كان لعدم الرغبة ولعدم ميل النفس والطبيعة، لأن النفس أمارة بالسوء والطبيعة تواقة إلى الذات فبين بهذا الكلام أن الترك ما كان لعدم الرغبة، بل لقيام الخوف من الله تعالى.)
                          وهذا على الموقع التالى والصفحة التى تليه:
                          http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=4&tSoraNo=12&tAyah No=53&tDisplay=yes&UserProfile=0
                          ثم ما علاقة النفس الأمَّارة بالسوء بتوارث إثم الخطيئة الأولى؟ إن النفس لأمارة بالسوء، أى يدفعك الشيطان لعمل الشر بالوسوسة فقط، والمؤمن القوى يمتنع عن هذه الشرور: فكل بنى آدم خطَّاء ، وخير الخطَّائين التوابون: (20لأَنَّهُ لاَ إِنْسَانٌ صِدِّيقٌ فِي الأَرْضِ يَعْمَلُ صَلاَحاً وَلاَ يُخْطِئُ.) الجامعة 7: 20
                          فيقول الله تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} (3) سورة الإنسان
                          ويقول: {إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ} (41) سورة الزمر
                          ومن أعجب العجائب أن القمص زكريا بطرس ومن يتبعه على دينه لا يتكلمون إلا عن وراثة الخطية فقط. فلماذا لا تقولون بوراثة الخير الذى تعلمه آدم من الأكل من الشجرة المحرمة عليه؟ ولماذا لا تقولون بوراثة المقدرة على المعصية فقط ثم كل إنسان يتحمل نتيجة أعماله؟ فهذا ما ينادى به الكتاب الذى يقدسه القمص. فهو يقول: (20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ)حزقيال 18: 20
                          وقال: (حَاشَا لِلَّهِ مِنَ الشَّرِّ وَلِلْقَدِيرِ مِنَ الظُّلْمِ. 11لأَنَّهُ يُجَازِي الإِنْسَانَ عَلَى فِعْلِهِ وَيُنِيلُ الرَّجُلَ كَطَرِيقِهِ. 12فَحَقّاً إِنَّ اللهَ لاَ يَفْعَلُ سُوءاً وَالْقَدِيرَ لاَ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ.) أيوب 34: 10-13
                          ونكرر أنه لا يوجد أي دليل بالكتاب المقدس من أقوال أنبياء العهد القديم ومن أقوال المسيح u عن الخطيئة المتوارثة.
                          وأنتهى بما بدأت به المذيعة وأقرها عليه القمص وهو (الخطية متوارثة من جيل إلى جيل حتى وقتنا هذا)، ووافقها القمص بقوله (بالطبع). لقد كفرتما أعزائى بدينكما. لأن معنى ذلك أن المسيح صُلب دون جدوى، ولم يفديكم من الخطيئة المتوارثة، وهى مازالت باقية. وعلى ذلك فإيمانكما باطل.
                          * * *
                          تواصل المذيعة فيبى عبد المسيح:
                          المذيع: نريد أن نضع ربط كلامى بين ما يقوله الإسلام أن الإنسان يولد بدون خطية وبين أن النفس أمارة بالسوء ؟
                          الإجابة: فى الحقيقة أن الشخص الذى يرفض فكر أن الإنسان يولد بالخطية فهذا ناتج عن عدم دراسة . وكل ما عليه إلا أن يقول لا الخطية ليست متوارثة . فقط لا غير لماذا ؟
                          هو كذلك !!! فهو معترض بدون براهين خوفاً من الاقتناع والتسليم . ولكن عندما يرجع إلى الكتب فيجد أن النفس أمارة بالسوء والطبيعة البشرية تواقة إلى اللذات مياَّله إلى القبائح وراغبة إلى المعصية .
                          والكتاب المقدس فى رومية 3 من عدد 10 كما هو مكتوب أنه ليس بار ولد أحد ليس من يفهم ليس من يطلب الله . الجميع زاغوا وفسدوا معاً . ليس من يعمل صرحاً ليس ولا أحد

                          (10كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. 11لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. 12الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.) رومية 3: 10-12 ،
                          من هم الجميع الذين فسدوا؟ هل هم قوم كانوا معاصرين لبولس؟ أم هم قوم رفضوا تعاليم بولس وكانوا يحاربونه؟ إن قوله ليس بار ولا واحد لا يشمل بالطبع الأنبياء، ولا التلاميذ ، ولا الأتقياء الصالحين. فهناك إذن استثناء، الأمر الذى يدل على أن الخطية لم يتوارثها كل الناس ، وهذا يهدم النظرية بأكلمها.
                          وهل فسد الجميع فعلاً؟ ألم يكن فى هذه الحياة إنسانًا واحدًا أرضى الله ، وكان من الأبرار قبل تجسُّد الإله وموته؟
                          وسأترك سفر العبرانيين الذى يُعزى لبولس ليرد على هذا الإستفسار. يقول السفر إن هابيل كان بارًا. (4بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ) عبرانيين 11: 4،
                          وشهد لأخنوخ أيضًا بالإيمان: (5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ)عبرانيين 11: 5
                          وتكلَّم بولس أيضًا عن الأبرار، فقال إن: (الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا) غلاطية 3: 11
                          وها هو الكتاب يشهد لأيوب بالبر والتقوى والصلاح: (1كَانَ رَجُلٌ فِي أَرْضِ عُوصَ اسْمُهُ أَيُّوبُ. وَكَانَ هَذَا الرَّجُلُ كَامِلاً وَمُسْتَقِيماً يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ.) أيوب 1: 1
                          وعرفكم الرب أن الدنيا بها الصالحون والفاسدون، على خلاف ما قاله بولس: (3فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا الرَّبِّ مُرَاقِبَتَيْنِ الطَّالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ) الأمثال 15: 3
                          وكذكل كان زكريا وأليصابات زوجه من الأبرار القديسين: (5كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ. 6وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ.) لوقا 1: 5-6
                          وقد رددت لك على هذا الموضوع باستفاضة، فارجع إليه فى هذا الكتاب، تجد العديد من الأمثلة على ذلك. ويمكنك أن تكتب كلمة (بار) فى خانة البحث الخاصة بالكتاب المقدس، وستعرف كم من الناس كانوا من الأبرار. الأمر الذى يعنى أن بولس ضل فى فكره هذا أو ضللكم عن عمد، كما فعل فى الناموس والختان والسبت.
                          * * *

                          تعليق


                          • #28
                            تواصل المذيعة حوارها قائلة:
                            وماذا يقول الترمزى أيضاً : جحد آدم فجحدت ذريته وخطأ آدم فخطأت ذريته .
                            عزيزى ماذا تفهم من هذه الكلمات ؟ بالطبع الأجيال ورثت الخطية من آدم فحتى الأنبياء ؟ نعم حتى الأنبياء فى الكتاب المقدس فى تكوين 12 يوضح أن إبراهيم كذب مرتين مرة على فرعون حينما قال أن سارة أخته ومرة على أبيمالك وأيضاً نوح أخطأ أيضاً فى تكوين 9 عندما سكر وتعرى ، وموسى أيضاً أخطأ فى إصحاح 9 فى سفر الخروج قتل المصرى وهرب ، وداود زنى وهكذا ... فالكتاب المقدس يقر بخطايا الأنبياء .

                            يستشهد القمص زكريا بطرس بحديث الترمذى هذا (فَجَحَدَ فَجَحَدَتْ ‏ذُرِّيَّتُهُ وَنَسِيَفَنَسِيَتْذُرِّيَّتُهُ قَالَفَمِنْ يَوْمِئِذٍ أُمِرَ بِالْكِتَابِ وَالشُّهُودِ) للتدليل على صحة عقيدة توارث الخطيئة الأصلية.
                            وفى الحقيقة لا أرى أدنى رابط بينه وبين توارث إثم الخطيئة الأولى. فالحديث يُشير إلى أننا ورثنا التكوين الطبيعى الذى خلق الله به آدم وحواء وهو الميل للخطأ والنسيان وأيضًا للتقوى والإعتصام بالله. وهذا قبل أن يُخطىء آدم وحواء. لذلك خلق الله تعالى الأرض لأنه بعلمه الأزلى للغيب والشهادة علم أن آدم بتكوينه سينسى أن الشيطان عدو له، وسيعصى الله، فجهَّز الله تعالى برحمته الأرض ومهدها لإستقبال الإنسان بعد أن يتعلم أول درس فى حياة البشرية، لذلك أعلمنا بإخبار ملائكته أنه {جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} (30) سورة البقرة، وهذا ما عبر به الكتاب الذى يؤمن القمص زكريا بقدسيته أن الله لم يخلقها باطلاً: (لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «خَالِقُ السَّمَاوَاتِ هُوَ اللَّهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا. ......) إشعياء 45: 18
                            والنسيان عارض من عوارض النفس البشرية، معرض له كل البشر بتكوينه. والجميل فى الأمر أن الله تعالى رحم أمة محمد rفلا تُحاسب على الخطأ والنسيان لقوله r: (رُفع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه).
                            لكن افترض عزيزى القمص أن الإسلام أو أى ديانة أخرى تؤمن بتوارث إثم الخطيئة الأولى، فأين الدليل من كتابك الذى يقول إن الرب إله المحبة أمر أن يُحمَّل إثم آدم وحواء على البشرية كلها من خارج أقوال بولس؟ وهل بصلب الإله انصلح حال الدنيا ورُفعت الخطيئة ، ورُفع الموت، وعدنا إلى الجنة، أو حتى يعيش الناس فى حب ووئام؟
                            وهل تعتقد أن الرب تضاءل ونزل من عليائه، وترك عرشه، ثم تجسَّد فى صورة رجل ، على الرغم من أن المخطىء هى المرأة، بعد أن كان حيوانًا منويًا لا يُرى بالعين المجردة، ثم تحوَّل إلى علقة فمضغة فى رحم امرأة، وكان يهرب من اليهود حتى لا يُقتل أو يُعذَّب، وفى النهاية أجبروه على المضى معهم وأهانوه وبصقوا فى وجهه وصفعوه على قفاه، ثم صلبوه على شجرة، وانتزعوا منه روحه، بعد أن يأس على الصليب وعاتب ربه قائلا لماذا تركتنى، أقول بعد كل هذا ونسى السبب الذى من أجله أتى، وهو خلاص البشرية من إثم خطيئة حواء وآدم؟
                            فإذا كان بنسيان آدم تحملت البشرية الوزر ، ولم ينج أحد منها، فكيف سيكون الوضع بنسيان الرب نفسه أن يُذكركم مرات ومرات بسبب وجوده على الأرض؟
                            ومن الذى سيتحمَّل هذه المرة إثم نسيان الرب؟ فإذا كان الرب الذى لا ينسى ولا يغفل قد نسى، ولا وزر له أو لأحد على ذلك، فلماذا يُحاسب عبيده على النسيان، وهو يعلم أن العبد بطبيعته التى خلقها هو نفسه ينسى؟
                            هل تعلمون أنه لم يذكر يسوع أو يتلفَّظ بكلمة آدم أو حواء أو الخطيئة المتوارثة؟ إن كل ما تكلم عنه غفران الله تعالى للمذنب، وطالبكم بهذه الفضيلة أن تنتشر بينكم، كشرط لغفران الله تعالى لذنوبكم. (14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.) متى 6: 14-15
                            عزيزى القمص .. اتق الله! إن إيمانك بهذه الأسطورة هو سبٌ للرب القدوس، إذ أول ما تفعله هى أنك تنتزع منه القداسة والعدل والرحمة والمحبة، وتصفه بالحقارة والظلم والقسوة.
                            فلو كان الرب يعلم بعلمه المسبق أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة المحرمة عليهما، وأنه بذلك سيحمِّل البشرية كلها ذنبيهما، فهو ليس بإله للمحبة، بل كان حانقًا على البشرية قبل أن يخلقها، إذ علم أن آدم وحواء سيعصينه، ومع ذلك أراهما الشجرة وموضعها، وكان يمكنه أن يُخفيها أو يغير من طبيعتهما أو يبعد عنهما الشيطان نهائيًا. أى إنه وضع البنزين بجوار النار، راجيًا ألا يشتعل البنزين. أو استودع الأسد أرنبًا بريًا، ونهاه عن الأكل منه. بل يمكنك أن تقول بأنه إله الإنتقام والحنق والظلم.
                            وأؤكد مرة أخرى أنه اصطنع هذه المشكلة لأنه هو الخالق لآدم وحواء ويعلم تكوينهما، ويعلم أنهما سيُخطئان ويأكلان من الشجرة المحرمة عليهما، ويعلم أنه لن يغفر لهما هذا الذنب إلا بنزوله وتهزيئه وإهانته وقتله، وكان يمكنه بكل بساطة أن يزيل هذه الشجرة من الجنة، ليتسنى له أن يحب عبيده بدلاً من تحميلهم إثم لم يرتكبوه ، ويضع بارهم وفاجرهم فى النار انتظارًا لنزوله وموته ميتة الملاعين.
                            إضافة إلى أنكم تصفونه بهذا العمل أنه إله مهزَّأ. اصطنع هذه المشكلة لينزل متجسِّدًا ليُهان ويُبصق على وجهه ويُضرب على قفاه ليتمكن من غفران الذنب الذى فعله هو. أى تنفون عنه القداسة. فلك أن تتخيل أن إيمانك ينفى القداسة عن الرب ليغفر لك إثم لم ترتكبه!! وكل هذا بفعل أقوال بولس الكذَّاب.
                            ولو لم يكن يعلم بعلمه المسبق أنهما سيقعان فى هذا الإثم ، فقد نفيتم عنه الألوهية بأكملها. فلا يستحق العبادة. فاتركوه وابحثوا لكم عن إله سواه.
                            (31لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ وَأَمَّا التَّجْدِيفُ عَلَى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ. 32وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.) متى 12: 31-32، ومرقس 3: 28-29
                            نعود للحديث الذى استشهد به القمص:
                            قلنا ليس للحديث علاقة بتوارث الخطيئة أو إثم الآخرين، يؤيد ذلك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث أيضًا، منها:
                            يقول الله تعالى: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (13) </span><span lang=AR-SA><o></o></span></div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) </span><span lang=AR-SA><o></o></span></div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15)} (13-15) الإسراء
                            ويقول سبحانه: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * </span><span lang=AR-SA><o></o></span></="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * </="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * </="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * </="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * </="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى} (36-41) سورة النجم
                            ويقول جل جلاله: {... وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (164) سورة الأنعام
                            وقول الرسول r أن كل إنسان يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه. الأمر الذى يعنى أن الطفل يولد نقى طاهر، لا يحمل من إثم أبويه. وهذا ما انتهره عيسى u فى تلاميذه عندما أرادوا منع الأطفال من الوصول إليه: (13وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَداً لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ. 14فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ. 15اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللَّهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ». 16فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ.) مرقس 10: 13-16
                            فإذا كان يُطالب التلاميذ ، وهم حملة لواء الدعوة من بعده ، أن يكونوا فى نقاء الأطفال بدون ذنوب ، فلن يدخلوا الجنة، فمعنى ذلك أن الأطفال ولدوا على الفطرة النقية بدون أخطاء.
                            بل يؤيد ذلك الكثير من الفقرات الكتابية ، أذكر منها:
                            (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16 ، وملوك الثانى 14: 6 ، وأخبار الأيام الثانى 25: 4، ورمياء 31: 29-30
                            (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 19-23
                            وها هو داود أوحى إليه أن الذى يمنع الرب من أن يُحمِّل إنسان وزر خطيئة إنسان آخر هو عدل الله وعزته ورحمته، وهذا لا يليق بصفاته الحسنى: (11مَرَّةً وَاحِدَةً تَكَلَّمَ الرَّبُّ وَهَاتَيْنِ الاِثْنَتَيْنِ سَمِعْتُ أَنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ. 12وَلَكَ يَا رَبُّ الرَّحْمَةُ لأَنَّكَ أَنْتَ تُجَازِي الإِنْسَانَ كَعَمَلِهِ.) مزمور 62: 11-12
                            ويُستفاد من الحديث أن آدم أخطأ كما تُخطئون، ونسى كما تنسون، واستغفر وتاب وغفرت له ، كما تفعلون. فليس لكم فضل على أبيكم آدم ، فلا تتحاملوا عليه، وتتهمونه بإخراجكم من الجنة، فقد خلقته أساسًا للحياة على الأرض، ولو كنتم مكانه لنسيتم أيضًا مثله، ولأخطأتم ، ولاستغفرتم ، ولتاب الله عليكم وغفر لكم.
                            من الممكن الاستفادة منه أيضًا أنه لا ينبغى للمرء أن ينسى أن الشيطان عدوه ، وألا ينسيه الشيطان هذه الحقيقة. لأن بنسيانها قد يرتكب الإنسان معصية واحدة تنزل من مكانته من الجنة إلى النار، كما أخرجت أبيكم آدم من الجنة إلى دار الشقاء.
                            إن صفة النسيان صفة ذميمة فى علاقة العبد بربه. والمطلوب من العبد هو التحصُّن بالله دائمًا: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (36) سورة فصلت
                            إن الله أنعم على آدم بالأكل من كل شجر الجنة ، ولم يحرِّم عليه إلا شجرة واحدة, الأمر الذى نعلم منه أن المحرمات قليلة جدًا إذا قيست بكل فضل الله المحلل لنا. فنعم الله تعالى لا تُعد ولا تُحصى بجانب المنهى عنه. وعلى ذلك فإن ترك الحلال واقتراف المحرم هو جحود بنعم الله. وهذا الجحود لا يخلو منه بشر بالفطرة بدليل اقتراف كل بنى آدم أخطاء. الأمر الذى يستحق العزيمة والصبر على الطاعة.
                            ألا يعطى فرصة لأحد من شياطين الإنس أو الجن يعارض ما قاله الله أو أن يلغو فى كلام الله: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (68) سورة الأنعام
                            يقابل الله تعالى هذا النسيان والجحود بالغفران، إذا تاب العبد، وكفَّر عن هذا الذنب بعمل الصالحات. وهذا هو إله المحبة الذى يعرفه الإسلام. إله قدوس عزيز يغفر دون أن يُهان أو يفقد قدسيته وعزته.
                            إلا أن صفة النسيان ليست دائمًا صفات ذميمة إلا فى حق نعم الله وأوامره. وهى توجد فى أضيق الحدود عند المؤمن الورع المعلق قلبه بالله تعالى. وكلما بعد الإنسان عن ربه ، كان الشيطان أقرب له فى أفعاله وتوجهه. لكنها صفة جميلة عند كل البشر ، وهى أثر من آثار رحمة الله بعباده، إذ ينسى الإنسان المصائب التى تحل به، لتستمر حياته بدون آلام نفسية.
                            * * *
                            أما عن قول الله تعالى عن نسيان آدم، فتقول الآية: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} (115) سورة طـه، فيرى الإمام الشيخ الشعراوى رحمه الله أن هذا القول تعزية ومواساة من الله لرسوله r ، وتخفيفًا عنه، كما لو كان قوله يعنى اقبل قومك على علاتهم، فهم أولاد آدم ، فستجد منهم من ينسى. فالعصيان أمر وارد فى كل بنى آدم. لذلك إذا أوصيت أحدًا أو كلفته بعمل شىء ما، ولم يقم به، فلا تغضب وارجع الأمر إلى هذه المسألة، والتمس له هذا العذر. فإذا كان آدم الذى كلفه الله تعالى بنفسه، نسى أمر الله، فما بالك لو كلف غير الرب الإنسان بعمل ما؟
                            وحتى نقطع خط المعارضة على القمص زكريا نقول له: إن الله حسم موضوع النسيان هذا بقوله: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (82) سورة طـه ، لذلك أعقب الله الآيات التى تنم عن عصيان آدم وحواء بالآيات التى تدل على أنه غفر لهما: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى * فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} (120-122) سورة طـه
                            ولم يُعهد على آدم وزوجه أن اقترفا إثمًا آخرًا على الأرض، على الرغم من أن غيرهما من الأنبياء نسب إليه السرقة والزنى وعقوق الوالدين والقتل، بل والكفر. ولم يحمل أحد من البشر ذنب هذه الآثام ، كما لو كان أمر شجرة معرفة الخير من الشر أهم عند الرب من الكفر به أو الزنى أو السرقة!!
                            لكن ما هو الذى نسيه آدم وحواء ، مع أنهما لم يُكلفا إلا بأمر واحد فقط؟
                            إن النسيان لا يكون بتعدد المهام فقط. بل إن الإنسان لينسى موعدًا بينه وبين أحد الأشخاص، وليس عنده ما يشغله. وعلى العموم إن ما نسيه آدم هو أن الشيطان عدو له ولزوجه كما أخبره الله تعالى ، وأنه سيسعى لإخراجهما من الجنة، فيسبب لهما الشقاء، لذلك كان عليه أن يُعامله كعدو ولا يسمع لوسوسته: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} (117) سورة طـه
                            فهذا الذى استشهد به القمص زكريا بطرس ليؤكد عقيدته فى توارث إثم الخطيئة الأولى، بدلاً من أن يخبرنا بما قاله يسوع عن هذه الخطيئة.
                            عزيزى المسيحى ..
                            أنت الآن مخيَّر بين أن تختار أن الله قدوس وعادل ، لا يُحمِّلك إثم ذنب لم ترتكبه، ورحيم يغفر لك ذنوبك بالإستغفار والتوبة النصوح والعمل الصالح، وبين أن تؤمن بإله فضَّل أن يُهزِّىء نفسه ، ويُهينه عبيده، ويفقد قداسته ، ويظلم عباده، ويموت ميتة الملاعين ليتمكن من غفران ذنوب عباده التى لم يقترفوها!!
                            وفكِّر عزيزى المسيحى، كيف يكون ذل الإله وإهانته وتهزيئه شرط من شروط خلاصك؟ وكيف لا تكون المحبة إلا بتدنيس الرب القدوس؟
                            (16وَيَتَعَالَى رَبُّ الْجُنُودِ بِالْعَدْلِ وَيَتَقَدَّسُ الإِلَهُ الْقُدُّوسُ بِالْبِرِّ.) إشعياء 5: 16
                            * * *

                            تعليق


                            • #29
                              يتكلم القمص بعد أن ذكر حديث الترمذى عن خطايا الأنبياء ، وذلك لأن البشرية فى عُرفه ورثوا إثم خطية حواء، وهو تعبير خاطىء منه، ويقصد أنهما ورثا إثم الذنب الذى اقترفاه آدم وزوجه. فينسب للأنبياء الكذب والسُّكر والقتل ، ولم يذكر الكفر والزنى، واكتفى بما ذكره. وسأتركه يُكمل ما فى جعبته ثم أرد عليه.
                              يواصل القمص زكريا قوله:
                              فهل الإسلام يقر بخطايا الأنبياء ؟ وهذا سؤال خطير يقول القرآن عن أخطاء الآنبياء كما يقر الكتاب المقدس بخطايا الأنبياء ؟؟
                              فهل الإسلام يقر بخطايا الأنبياء ؟ وهذا سؤال خطير يقول القرآن عن إبراهيم النبى فى سورة إبراهيم آية 41 يقول ربنا أغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب . فإبراهيم يطلب الغفران هنا عن الخطية . وموسى أيضاً أخطأ فى سورة القصص آية 15 : 16 . يوضح أنه قتل ثم قال ربى إنى ظلمت نفسى فأغفر لى فأذن موسى أخطأ ..
                              وهناك أمر شائك فهل نتكلم فيه بدون زعل فهل هذا يغضبك عزيزى القارئ ؟ فأنا سأقول الحق ورزقى على الله وأنا لا أدرى بأن الأمر من عندى ولكنها حقائق وسنقول الآية والشاهد وعزيزى القارئ سيعرف من قائل هذا الكلام .
                              ( فى سورة الفتح آية 2 ) يقول : يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فمن هذا الذى يغفر له ما تقدم من الذنب وما تأخر سنتركه للقارئ ؟؟
                              وفى صحيح البخارى الجزء 2 صفحة 134 يقول : كان رسول الله يدعو ويقول اللهم إنى أعوز بك من عذاب القبر ومن عذاب النار ، فلماذا ؟ بسبب الخطية ؟

                              وفى البخارى أيضاً يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله . قيل ولا أنت يا رسول الله . قال : ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمته .

                              المذيع: إذن المقولة التى يرددونها الأخوة فى الإسلام أن الإنسان يولد بلا خطية غير صحيحة ؟
                              الإجابة: المشكلة أن عزيزى فى الإسلام لا يقرأ وإذا قرأ لا يفهم وإذا فهم لا يطبق الكلام ولا يقتنع به . وهنا إن العملية سلسلة أن الإنسان يرفض أن يناقش أى مسلمات وهذه مشكلة . ولكنها أيضاً مسؤولية .
                              فماذا يقول النووى فى كتاب رياض الصالحين صفحة 9 : قال رسول الله إنى أتوب الله فى اليوم مائة مرة . يتوب عن ماذا ؟ بالطبع الخطية .
                              نصيحتى أن يحرقوا الكتب هذه احسن حتى لا تكن نقطة خلاف .
                              يقول أهل السُنة وهذه معروفة فى مصر :
                              [ يجوز صدور الكبائر عن الأنبياء قبل بعثتهم مثل القتل والزنا وغيره أما الصغائر فإنه يجوز صدور بعضها عن الأنبياء قبل بعثتهم عمداً بعد البعثة سهواً .. ]
                              المذيع: بمعنى أن الأنبياء بعدما يبعثوا أيضاً يخطئوا .
                              الإجابة: هذا كلام أهل السنة وإذن هناك خطية سواء عمداَ أو سهواً . وإذن بدخول الخطية على الإنسان استوجبت عقاب عن هذه الخطية وأصبحت مشكلة .

                              لو سلمت لك بما تقول وأن الأنبياء يُخطئون ، فما علاقة خطايا الأنبياء بالإثم المتوارث للخطيئة الأولى؟ ولو جاز لنا أن نتكلم عن خطايا الرسول r ، فما علاقة هذا بإثم خطيئة آدم وحواء التى تجسَّد الرب لأجلها وصلب من أجل غفرانها؟ إنك عزيزى القمص كالغريق الذى يحاول أن يتعلق بقشة لينقذ نفسه، ولو على حساب غرق أبيه وأمه.
                              وهذا موضوع جميل لم يُحسن به إلى نفسه، ولم يُسىء به إلى الإسلام كما أحب، فسترون أن السحر سينقلب على الساحر.
                              الاستغفار فى الإسلام:
                              الاستغفار هو طلب المغفرة من القادر على الصفح والغفران بمحو الذنوب، وستر العيوب، ولا بد أن يصحبه إقلاع عن الذنوب والمعاصي. وأما الذى يقول: أستغفر الله بلسانه، وهو مقيم على المعاصي بأفعاله فهو كذاب لا ينفعه الاستغفار. وقد أمرنا الله تعالى بالتوبة إليه، والاستغفار من ذنوبنا، في آيات كثيرة من كتابه الكريم:
                              {وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} (106) سورة النساء
                              {وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (199) سورة البقرة
                              {وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} (90) سورة هود
                              {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} (10) سورة نوح
                              {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (133) سورة آل عمران
                              وسمَّى نفسه ووصف ذاته بالغفَّار، وغافر الذنب، وأثنى على المستغفرين ووعدهم بجزيل الثواب:
                              {غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} (3) سورة غافر
                              {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (82) سورة طـه
                              {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} (66) سورة ص
                              {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} (10-12) سورة نوح
                              والإستغفار هو من الأمور المطلوبة من المسلم شرعًا للأسباب الآتية:
                              1- فيه توحيد المستغفر لله ، واعترافه بأنه هو الوحيد القادر على الغفران. وهذه هى أصل العبادة فهى توحيد خالص.
                              2- وهو أيضًا دعاء، ففيه إظهار الافتقارَ إلى الله وإظهار الذل بين يديه والاعتراف بالتقصير والخلل، وفى ذلك تعبُّد بصفة أخرى من صفات الله وهى الغنى، القوى، القادر، الغفَّار، الرحمن، الرحيم. وذلك يؤدى إلى مغفرة الله للمستغفر وستره في الدنيا والآخرة ، وجلب الخيرات عليه فى الدنيا ، وستر النار عنه فى الآخرة.
                              3- إنه طاعة لله عز وجل وتنفيذاً لأوامره: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة المزمل (20)
                              {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (133) سورة آل عمران
                              {وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} (118) سورة المؤمنون
                              {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (8) سورة التحريم
                              {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (10) سورة الحشر
                              {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ} (193) سورة آل عمران
                              {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (5) سورة الممتحنة
                              {أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} (155) سورة الأعراف
                              {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (285) سورة البقرة
                              4- فيه اتباع لسنن الأنبياء ، فقد طالب كل نبى قومه بالإستغفار ، وكان كل منهم يستغفر لنفسه ولقومه ، وذلك ابتداءً من آدم وحواء إلى رسول الله r:
                              فها هما آدم وحواء يستغفران الله: {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (23) سورة الأعراف
                              وها هو نوح u يأمر قومَه بالاستغفار فيقول: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} (10) سورة نوح
                              وها هو هود u يأمر قومَه بالاستغفار فيقول: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ} (52) سورة هود
                              وها هو شعيب u يأمر قومَه بالاستغفار فيقول: {وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} (90) سورة هود
                              وها هو إبراهيم u يستغفر الله فيقول: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} (82) سورة الشعراء
                              وها هو موسى u يستغفر الله فيقول: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (16) سورة القصص
                              وها هو يونس u ينادى في الظلمات: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (87) سورة الأنبياء
                              وها هو داود u يقول الله في شأنه: {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ} (24) سورة ص ، فقال تعالى: {فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ} (25) سورة ص
                              وها هو سليمان يقول: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (35) سورة ص
                              وقد كان نبينا محمد r خاتم الأنبياء يعدُّ له أصحابه في المجلس الواحد قوله: «رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم»، وفي رواية «إنك أنت التواب الغفور» مائة مرة (الألباني رقم 556).
                              وكان r يقول فى دعائه: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْأَعْمَلْ)
                              وها هو أفضل هذه الأمة وخيرها بعد نبينا محمد r، أبو بكر t يسأل رسول الله r فيقول: يارسول الله علمني دعاءً أدعو به في صلاتي قال: قل: «اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم» (البخاري (رقم 834)، ومسلم (رقم 2705)).
                              وقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالتوبة والاستغفار كما قال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور: 31].
                              وقال أيضًا: (وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) [هود: 90].
                              والاستغفار واجب على الدوام إما من معصية أو من النية بها، أو ترك واجب وتهاون به أو من وسواس الشيطان، أو تقصير أو جهل، ولو خلا من ذلك لم يخل من غينه، كما في قوله r: «إنه ليغان على قلبي» (مسلم (رقم 2702) والناس يتفاوتون في ذلك بين مستقل ومستكثر.
                              ‏وَالْمُرَاد ب"الغين" هُنَا ”مَا يَتَغَشَّى الْقَلْب, قَالَ الْقَاضِي: قِيلَ: الْمُرَاد الْفَتَرَات وَالْغَفَلَات عَنْ الذِّكْر الَّذِي كَانَ شَأْنه الدَّوَام عَلَيْهِ, فَإِذَا أَفْتَرَ عَنْهُ أَوْ غَفَلَ عَدَّ ذَلِكَ ذَنْبًا, وَاسْتَغْفَرَ مِنْهُ.
                              قَالَ: وَقِيلَ هُوَ هَمّه بِسَبَبِ أُمَّته , وَمَا اِطَّلَعَ عَلَيْهِ مِنْ أَحْوَالهَا بَعْده , فَيَسْتَغْفِر لَهُمْ.
                              وَقِيلَ: سَبَبه اِشْتِغَاله بِالنَّظَرِ فِي مَصَالِح أُمَّته وَأُمُورهمْ, وَمُحَارَبَة الْعَدُوّ وَمُدَارَاته, وَتَأْلِيف الْمُؤَلَّفَة , وَنَحْو ذَلِكَ فَيَشْتَغِل بِذَلِكَ مِنْ عَظِيم مَقَامه , فَيَرَاهُ ذَنْبًا بِالنِّسْبَةِ إِلَى عَظِيم مَنْزِلَته.
                              وَإِنْ كَانَتْ هَذِهِ الْأُمُور مِنْ أَعْظَم الطَّاعَات , وَأَفْضَل الْأَعْمَال, فَهِيَ نُزُول عَنْ عَالِي دَرَجَته, وَرَفِيع مَقَامه مِنْ حُضُوره مَعَ اللَّه تَعَالَى, وَمُشَاهَدَته وَمُرَاقَبَته وَفَرَاغه مِمَّا سِوَاهُ , فَيَسْتَغْفِر لِذَلِكَ.
                              وَقِيلَ: يَحْتَمِل أَنَّ هَذَا الْغَيْن هُوَ السَّكِينَة الَّتِي تَغْشَى قَلْبه, لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَنْزَلَ السَّكِينَة عَلَيْهِ} وَيَكُون اِسْتِغْفَاره إِظْهَارًا لِلْعُبُودِيَّةِ وَالِافْتِقَار, وَمُلَازَمَة الْخُشُوع, وَشُكْرًا لِمَا أَوْلَاهُ
                              وَقَدْ قَالَ الْمُحَاشِيّ: خَوْف الْأَنْبِيَاء وَالْمَلَائِكَة خَوْف إِعْظَام, وَإِنْ كَانُوا آمِنِينَ عَذَاب اللَّه تَعَالَى.“
                              5- هو شكر لله على نعمه ، واعترافاً بتقصير العبد فى الزيادة من الحمد والإنشغال بالله ونعمه عليه.
                              6- إنه سببًالمغفرة الذنوب: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}سورة نوح (10)
                              وروى البيهقي والحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: (من قال استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاثًا غفرت ذنوبه وإن كان فاراً من الزحف) أي فرّ هاربًا من القتال لغير عذر وهو من الكبائر.
                              7- بالإستغفار يبدل الله سيئات العبد حسنات: يقول الله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} (114) سورة هود
                              ويقول r: (وأتبع السيئة الحسنة تمحها). فكلما تذكر العبد الذنب الذي تاب منه وندم واستغفر كتبت له حسنة جديدةفيكون ذلك الذنب سببًا لحسنات كثيرة حتى يقول الشيطان: ياليتني تركته ولم أوقعه.
                              وكما قال ابن عباس رضي الله عنه: «إن للحسنة ضياء في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق».
                              8- سببًا لنزول الأمطار: {يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا} سورة نوح (11)
                              9- سببًا الإمداد بالأموال: {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} سورة نوح (12)
                              10- سببًا الإمداد بالذرية: {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} سورة نوح (12)
                              11- سببًا لدخول الجنة:{.. .. وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} نوح (12)
                              12- سببًا لزيادة القوة، والتنعم بالصحة، والشفاء من الأمراض:{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ...} سورة هود (52)
                              13- سببًا للمتاع الحسن برزق الله:}اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً}سورة هود (3)
                              14- سببًا فى إمداد الله لسليمان u بملك لا ينبغى لأحد: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (35) سورة ص
                              15- أمان من عذاب الله وسبب لدفع البلاء والكوارث وغضب الله:{وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} سورة الأنفال (33)
                              16- وهو سبب لايتاء كل ذي فضل فضله:{وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} سورة هود (3)
                              17- سببًا لنزول الرحمة: {قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} سورة النمل (46)
                              وفي الحديث القدسي عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله rيقول: (قال الله تعالى: يا ابن ءادم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن ءادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ، يا ابن ءادم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة) رواه الترمذي.
                              18- النجاة من كل همٍّ وضيق: قال r: (‏مَنْلَزِمَ ‏الِاسْتِغْفَارَجَعَلَاللَّهُ لَهُمِنْ كُلِّ ضِيقٍمَخْرَجًاوَمِنْكُلِّ هَمٍّفَرَجًا وَرَزَقَهُمِنْ حَيْثُ لَايَحْتَسِبُ) سنن أبى داود
                              19- تنتظره فى الآخرة سعادة لا يتوقعها ، ورفع فى درجاته لم يحسبها: قال r: (طُوبَىلِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًاكَثِيرًا) ابن ماجه
                              20- بالاستغفار تُختتم العبادات ليُقر العبد بتقصيره فيُغفر له ذنبه: قال الله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة البقرة (199)
                              21- سببًا فى استغفار الملائكة المقربين للعبد المستغفر: قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} سورة غافر (7)
                              22- سببًا لنقاء القلب وصفائه: وسببًا لقوة القلب وانشراحه وحفظ نوره، فالذنوب تترك أثرًا سيئًا وسوادًا على القلب، كما ورد عن النبي r أنه قال: إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، وإن زاد زادت حتى يعلو قلبه، فذاك الران الذي ذكر الله تعالى في القرآن بقوله سبحانه: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [المطففين: 14]، قال ابن القيم رحمه الله: (من أعظم أسباب ضيق الصدر: الإعراض عن الله والغفلة عن ذكره) ولا يزال الاستغفارالصادق بالقلب حتى يرده بالصحة والسلامة.
                              23- الاستغفار ييسر العلم: لأن القلب له نور، ويزداد نورًا وتوهجًا ويصقل كلما استغفر العبد ربه وتابوأناب، والمعصية تفعل ضد ذلك، يقول ابن تيمية رحمه الله: إنه ليقف خاطري في المسألة أو الشيء أو الحالة التي تشكل علي فأستغفر الله تعالى ألف مرة أو أقل أو أكثر حتى ينشرح الصدر وينحل إشكال ما أشكل، وقد أكون في المسجد أو المدرسة أو السوق ولايمنعني ذلك من الذكر والاستغفار إلى أن أنال مطلوبي. والمعصية تحرم من نور العلم وقد جاء الشافعي إلى الإمام مالك فأعجب بذكائه وفطنته فقال له: ”إني أرى الله قد ألقى في قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية“.
                              24- فيه الإقتداء بمنهج الصالحين: وفي الصحيح أن أبا بكر t قال لرسول الله r: علّمني دعاء أدعو به في صلاتي ، قال r: (قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم).
                              وروي عن لقمان أنه قال لابنه: «عود لسانك: اللهم اغفر لي فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً».
                              وقالت عائشة رضي الله عنها: «طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً» (الألباني في صحيح الجامع (رقم 3930).
                              وقال قتادة: «إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فالذنوب، وأما دواؤكم فالاستغفار».
                              وقال أبو النهل: «ما جاور عبد في قبره مِنْ جارٍ أحب من الاستغفار».
                              وقال الحسن: «أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقاتكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة».
                              وقال أعرابي: «من أقام في أرضنا فليكثر من الاستغفار، فإن مع الاستغفار القطار» والقطار السحاب العظيم القطر.
                              وقال علي: «العجب ممن يهلك ومعه النجاة! قيل: وما هي؟ قال: الاستغفار».
                              وقال بعضهم: «العبد بين ذنب ونعمة، لا يصلحها إلا الحمد والاستغفار».
                              ومن الآثار قصة الحسن البصري مع الحمال: فقد استأجر الحسن رحمه الله حمالاً فسمعه يقول: «الحمد لله وأستغفر الله» طول الطريق فقال له الحسن البصري ما هذا إنك لا تحسن غير هذا الكلام؟ فقال إني أحفظ نصف القرآن ولكني أعلم أن العبد بين أمرين بين نعمة نازلة عليه من الله وجب عليه حمده، وبين ذنب فيه صاعدًا إليه وجب عليه استغفاره، لهذا أنا أقول دائمًا وأبدًا «الحمد لله وأستغفر الله» فقال الحسن حمالاً أفقه منك يا حسن، فالمقصود أن الاستغفار ينفع قبل الذنب وبعد الذنب، وفي الأثر أن إبليس قال: أهلكت الناس بالذنوب، وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار.
                              وإن الملائكة يستغفرون لهم ويصلون عليهم، ولذلك أثر عظيم في حياة عباد الله وهدايتهم؛ لأن الملائكة قريبون من الله حسًّا ومعنىً فهم حملة العرش وحوله، يذكرون الله ويطيعونه ويعبدونه بالليل والنهار وهم لا يسأمون، ولذلك يدعون الله ويستغفرون للتائبين المتبعين سبيله لعلمهم لأهمية الاستغفار والدعاء كما قال تعالى:
                              (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)) [غافر: 7-9].
                              25- الاستغفار ذكر ، بل هو سيد الذكر ، ومن فوائدالذكر:
                              1)يطرد الشيطان ، ويخرجك من زمرته.
                              2) يرضي الرحمن ، ويدخلك فى عباده المؤمنين.
                              3) يزيل الهم والغم.
                              4) يجلب البسط والسرور.
                              5) ينورالوجه.
                              6)يجلب الرزق.
                              7)يورث الوحشة بين العبد وربه.
                              8)يحط محبة الله للعبد.
                              9)يورث محبة العبدلله، ومراقبته، ومعرفته، والرجوع إليه، والقرب منه.
                              10)يورث ذكر الله للذاكر.
                              11)يحيي القلب.
                              12)يزيل السيئات.
                              13)ينفع صاحبه عند الشدائد.
                              14)سبب لتنزّل السكينة، وغشيان الرحمة،وحفوف الملائكة.
                              15)أن فيه شغلاً عن الغيبة، والنميمة، والفحش من القول.
                              16)أنه يؤمَّن من الحسرة يوم القيامة.
                              17)أنه مع البكاء في الخلوة سببلإظلال الله للعبد يوم القيامة تحت ظل عرشه.
                              18)الذكر أمان من نسيان الله.
                              19)أنه أمان من النفاق.
                              20)أنه أيسر العبادات وأقلها مشقة، ومع ذلك فهو يعدل عتق الرقاب، ويرتب عليه
                              من الجزاء مالا يرتب على غيره.
                              21)أنه من غراسالجنة.
                              22)يغني القلب ويسد حاجته.
                              23)يجمع على القلب ما تفرق من إرادتهوعزومه.
                              24)ويفرق عليه ما اجتمع من الهموم، والغموم، والأحزان، والحسرات.
                              25)ويفرق عليه ما اجتمع على حربه من جند الشيطان.
                              26) يقرب من الآخرة،ويباعد من الدنيا.
                              27)الذكر رأس الشكر، فما شكر الله من لم يذكره.
                              28)أكرم الخلق على الله من لا يزال لسانه رطباً من ذكر الله.
                              29)الذكر يذيب قسوةالقلب.
                              30)يوجب صلاة الله وملائكته.
                              31)جميع الأعمال ما شرعت إلالإقامة ذكر الله.
                              32)يباهي الله عز وجل بالذاكرين ملائكته.
                              33)يسهلالصعاب ويخفف المشاق وييسر الأمور.
                              34) يجلب بركة الوقت.
                              35) للذكر تأثير عجيب في حصول الأمن، فليس للخائف الذي اشتد خوفه أنفع من الذكر.
                              36) سبب للنصرعلى الأعداء.
                              37)سبب لقوة القلب.
                              38)الجبال والقفار تباهي وتبشر بمنيذكر الله عليها.
                              39)دوام الذكر في الطريق، والبيت والحضر والسفر، والبقاعتكثير لشهود العبد يوم القيامة.
                              40)للذكر من بين الأعمال لذة لا يعدلها لذة.
                              استعنت بما كتبه هذا الموقع عن نفس الموضوع:
                              http://www.ozkorallah.com/htmltonuke.php?filnavn=lib/index_istgfar.htm
                              أمَّا لماذا كان يستغفر أنبياء الله وهم من الأبرار، كما كان يستغفر النبى r بالذات وهو قد غفر له الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟
                              إن الإجابة على هذا السؤال تتطلب منا البحث فى سبب إرسال الله تعالى للرسل.
                              تقول الأناجيل إن عيسى u أرسل تلاميذه إلى بنى إسرائيل وقال لهم: (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 13-16
                              من هنا نفهم أنه أرسلهم قدوة لبنى إسرائيل. واعترف أنهم خير الناس، وخير الدعاة، الذين سيظهر بصلاحهم مجد الله تعالى. فهو يعترف إذن أن الداعية إلى الله لا بد أن يكون قدوة الناس إلى ما يدعوهم إليه. إذ أن فاقد الشىء لا يعطيه. ولا تكون هناك مصداقية إذا حرم عليهم الخمر وشربه هو، أو منعهم من الزنى واقترفه.
                              كذلك أخبرهم أنه أقام عليهم الحجة بمجيئه إليهم، فإن لم يصدقوه، ويتبعوه فقد أذنبوا: (22لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ جِئْتُ وَكَلَّمْتُهُمْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ وَأَمَّا الآنَ فَلَيْسَ لَهُمْ عُذْرٌ فِي خَطِيَّتِهِمْ. 23اَلَّذِي يُبْغِضُنِي يُبْغِضُ أَبِي أَيْضاً. 24لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ عَمِلْتُ بَيْنَهُمْ أَعْمَالاً لَمْ يَعْمَلْهَا أَحَدٌ غَيْرِي لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ رَأَوْا وَأَبْغَضُونِي أَنَا وَأَبِي.) يوحنا 15: 22-24
                              وبيَّن الرب من قبل أنه إذا لم يُبلغ النبى رسالته فسيتحمل آثام الآثمين. إذن فالنبى هو قدوتهم ومعلمهم: (7[وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقَدْ جَعَلْتُكَ رَقِيباً لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ, فَتَسْمَعُ الْكَلاَمَ مِنْ فَمِي وَتُحَذِّرُهُمْ مِنْ قِبَلِي. 8إِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: يَا شِرِّيرُ مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ لَمْ تَتَكَلَّمْ لِتُحَذِّرَ الشِّرِّيرَ مِنْ طَرِيقِهِ, فَذَلِكَ الشِّرِّيرُ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ, أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِكَ أَطْلُبُهُ. 9وَإِنْ حَذَّرْتَ الشِّرِّيرَ مِنْ طَرِيقِهِ لِيَرْجِعَ عَنْهُ وَلَمْ يَرْجِعْ عَنْ طَرِيقِهِ, فَهُوَ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ خَلَّصْتَ نَفْسَكَ) حزقيال 33: 7-9
                              وعلى ذلك فإن النبى محمد r هو المعلم القدوة. قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (21) سورة الأحزاب، وهذا أيضًا يبيِّن السبب الشرعى لهذا الإستغفار. أى إن استغفار النبى r هو من باب التأصيل التشريعى، وتعليم الأمة دينهم. فالإستغفار ذكر لله ، والذكر عبادة.
                              وعلى ذلك فالإجابة على هذا السؤال هى كل النقاط السابقة مجتمعة ، إضافة إلى أنه معلم الأمة ، وقدوتها، وهى تقتدى به فى أقواله وأفعاله وتقريره (أى يُقر أحد الصحابة على فعل ما).
                              لكن ألم يستوقفك قول الرسول r للسيدة عائشة، عن سبب طول عبادته ووقوفه بين يدى الله تعالى حتى تورمت قدماه، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر: فأجابها قائلً: (أفلا أكون عبدًا شكورًا).
                              النقطة الأخرى أنه لا يوجد نبى أو ملاك فى السماء يعبد الله تعالى حق عبادته. لذلك ستقول ملائكة الله التى سجدت لله منذ خلق الله السموات والأرض سبحانك ما عبدناك حق عبادتك: (إن لله تعالى ملائكة ..... سجودا منذ خلق الله السموات والأرض لم يرفعوا رءوسهم، ولا يرفعونها إلى يوم القيامة، وإن منهم ملائكة ركوعا، لم يرفعوا رءوسهم منذ خلق الله السموات والأرض، ولا يرفعونها إلى يوم القيامة، فإذا رفعوا رءوسهم ، نظرواإلى وجه الله عز وجل، قالوا: سبحانك ما عبدناك حقعبادتك). لذلك وجب على كل من يبحث عن الكمال فى العبادة أن يستغفر الله تعالى أنه غير قادر للوصول إلى ما يليق به سبحانه. وليس شرطًا أن يكون قد أذنب أو أخطأ.
                              ويستغفر العامة من ذنوبهم التى فعلوها ويتذكرونها ، أو لا يتذكرونها ، فكل بنى آدم خطَّاء، وخير الخطائين التوابون. أما الأنبياء والصالحون فيستغفرون من ترك واجب وتهاون به أو من وسواس الشيطان، أو خطأ غير مقصود، ولو خلا من ذلك لم يخل من غينه أى فترة يغفل فيها النبى عن ذكر الله، لإنشغاله بأُمَّته.
                              ونحن لا نبرِّىء نبى من خطأ أو هفوة ، لكن نبرئهم من الكبائر وما يُشين دعوتهم، إذ لا يجوز أن يأمر نبى ببر الوالدين ويسب أمه أو ينهرها ، ولا يصح أن تكون دعوته تحترم العقل وتدعوا لاستعماله ، ويشرب هو الخمر ، الذى يُذهب بالعقل. وهكذا. لأن هذا يفقد النبى مصداقيته أمام من يدعونهم ، الأمر الذى يتسبب فى تمكين أعدائهم منهم، وفشل الدعوة أمام العقلاء من هؤلاء القوم. وفشل دعوة النبى بهذا السبب هو فشل للإله الذى أرسله بهذه المواصفات. ومن ثم فهو يفقد ألوهيته، ويصفه عبيده بصفات النقص والتخبُّط، وسبحان الله وتعالى عن ذلك علوًّا كبيرًا.
                              ومن هنا جاء إيماننا بعصمة الأنبياء، لعصمة الرسالة نفسها. أما إن كانت الرسالة فى مأمن، فلو مات النبى أو قتل، هذا لا يهم، طالما أن غيره من إخوانه الأنبياء سيواصلون رسالته، ومثل هذا حدث مع نبى الله يوحنا المعمدان.
                              * * *

                              تعليق


                              • #30
                                أخطاء يسوع الإنجيلى:
                                فى الحقيقة إن الأخطاء المنسوبة ليسوع فى الكتاب الذى يقدسه القمص زكريا بطرس لعديدة. وتتعدد هذه الأخطاء وتتنوع بتنوع أخطاء الكتاب نفسه, فلك أن تتخيل وجود خمسين خطأ فى الإصحاح الأول لإنجيل متى وحده!! برر بعضًا منها الدكتور القس منيس عبد النور بقوله: ربما، احتمال، ومن الممكن.
                                ومن العجيب أنكم تبرئون باباوات الكنيسة وقديسيها من الزنى أو السرقة، وتُنسبون هذا للأنبياء، بدعوى أنهم عندهم الروح القدس المنجية من المعاصى. ولم تفكروا هل هذه الروح القدس لا تهيمن إلا على رجال الكنيسة دون الأنبياء؟
                                وأين كانت هذه الروح القدس الناجية من نبى الله داود أو سليمان أو موسى أو يهوذا أو إبراهيم أو حتى يسوع؟ أليس هذا غير منطقى؟ وإذا كان الوضع كذلك فهل استغفر النبى محمد r بمفرده دون الأنبياء السابقين؟ وهل لم يُطالب الأنبياء السابقين أقوامهم بالتوبة والإستغفار؟
                                وفى الحقيقة سأبدأ بأخطاء يسوع الإنجيلى ، كما تصوره الأناجيل، لنرى إن كان قد أخطأ أم لا، وهل يستحق التوبة وطلب الغفران من الله أم لا. ونحن كمسلمين نبرأه من هذه التهم، ونقول بعصمته كنبى لله:
                                1- تجسَّد يسوع كإله من امرأة متزوجة من رجل آخر (يوسف كان خطيبها، والخطبة عند اليهود بمثابة الزواج، ولا تُفسخ إلا بكتابة كتاب بهذا، ووجود شاهدين على هذا العقد). وكان من الممكن أن يوجد نفسه كإله من امرأة عذراء غير مخطوبة لأحد ، أو نزل على الأرض دون المرور بامرأة. ولا يُعجز الله شىء. وبالتالى عرض سمعة أمه للقيل والقال، ولم يبرئها بكلمة واحدة فى كتابه.
                                2- كان عاقًا لأمه ، ويُخاطبها بصورة لا تليق بعامة الناس، ناهيك عن قولكم إنه نبى وإله فى نفس الوقت: (3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».) يوحنا 2: 3-4
                                وتنكَّر لها أمام الناس: (46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) متى 12: 46-50
                                بل حرض أتباعه على كره آبائهم وأمهاتهم وزوجاتهم ، وذريتهم ليكونوا له تلاميذ: (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً. ) لوقا 14: 26
                                3- كان مدمرًا للبيئة ، فقد لعن شجرة التين فيبست فى الحال، وضيَّع على أصحابها الإستفادة بالثمار أو ثمنه، كما ضيَّع على كبار التجار وصغارهم الإرتزاق منه ، وضيَّع على المارين والحيوانات والطيور الإنتفاع سواء بثمارها أو بظلها: (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.) متى 21: 18-19
                                كما سمح للشياطين أن تدخل فى الخنازير ، فقذف ألفان من الخنازير أنفسهم فى البحر ، فلوث المياه ، وضيع على صاحبها الإنتفاع بلحومها أو ثمنها، وضيع على التجار التربح من ورائها ، وقد يكون أدى هذا العمل إلى ارتفاع أسعار اللحوم، الأمر الذى يؤثر فى الفقراء تأثيرًا سلبيًا: (11وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الْجِبَالِ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ الْخَنَازِيرِ يَرْعَى 12فَطَلَبَ إِلَيْهِ كُلُّ الشَّيَاطِينِ قَائِلِينَ: «أَرْسِلْنَا إِلَى الْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا». 13فَأَذِنَ لَهُمْ يَسُوعُ لِلْوَقْتِ. فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ فَانْدَفَعَ الْقَطِيعُ مِنْ عَلَى الْجُرْفِ إِلَى الْبَحْرِ - وَكَانَ نَحْوَ أَلْفَيْنِ فَاخْتَنَقَ فِي الْبَحْرِ. 14وَأَمَّا رُعَاةُ الْخَنَازِيرِ فَهَرَبُوا وَأَخْبَرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَفِي الضِّيَاعِ فَخَرَجُوا لِيَرَوْا مَا جَرَى.) مرقس 5: 11-14
                                وقد أمر بكونه إلهًا بقطع الأشجار ، وردم الآبار فى الحروب: (19فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ]) ملوك الثانى 3: 19
                                كما أمر بقتل الأطفال الأبرياء والرضع وأمهاتهم، ناهيك عن جرائم القتل الجماعى، والإبادة البشرية التى أمر بها: (15فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ.) تثنية 13: 15-17
                                ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7
                                (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً») صموئيل الأول 15: 3
                                (40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.) يشوع 10: 28-40
                                (17وَجَاءَ إِلَى السَّامِرَةِ، وَقَتَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ فِي السَّامِرَةِ حَتَّى أَفْنَاهُ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا.) ملوك الثانى 10: 17
                                (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) أخبار الأيام الأول 20: 3
                                (9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 9
                                (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16
                                (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَالإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40
                                (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ...51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً.52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا») لوقا 12: 49-53
                                (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27
                                4- تآمر مع الشيطان لدفع نبيه للكذب ، ثم إهلاكه: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
                                5- حقَّر نبيه حزقيال وأمره بأكل الخراء الآدمى ، ثم نسخ أمره وجعل الطعام الشهى خثى البقر: (12وَتَأْكُلُ كَعْكاً مِنَ الشَّعِيرِ. عَلَى الْخُرْءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ تَخْبِزُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ. 15فَقَالَ لِي: [اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ لَكَ خِثْيَ الْبَقَرِ بَدَلَ خُرْءِ الإِنْسَانِ فَتَصْنَعُ خُبْزَكَ عَلَيْهِ».) حزقيال 4: 12
                                6- كذب عليكم وادعى أنه قدوس فقال: (إنى أنا قدوس) لاويين 11: 41
                                وأوحى إلى أنبيائه أنه قدوس: (2لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ, لأَنَّهُ لَيْسَ غَيْرَكَ, وَلَيْسَ صَخْرَةٌ مِثْلَ إِلَهِنَا.) صموئيل الأول 2: 2
                                وفى الحقيقة كان ذليلاً مهانًا: (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 28-31
                                وضربه عبده يعقوب: (24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».) تكوين 32: 24-30
                                بل وأسره الشيطان أربعين يومًا كان فيها ألعوبة فى يديه يُحركه كيفما شاء: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ».12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ».13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ) لوقا 4: 1-13
                                وفى الوقت الذى يعتبر عدم السكر وشرب الخمر من القداسة، يصنع هو بنفسه الخمر المعتقة ، بل ويشربها حتى الثمالة: (15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) لوقا 1: 15
                                (7قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «امْلَأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلَأُوهَا إِلَى فَوْقُ. 8ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا. 9فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْراً وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ - لَكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا - دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ 10وَقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ».) يوحنا 2: 7-10
                                (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65
                                7- ناهيك عن اعتناقكم عقائد لا وجود لها فى الكتاب الذى تؤمنون بقدسيته. مثل عقيدة التثليث، وعقيدة نزول الإله ليُقتل فداءًا عن البشرية. فهل من المنطق أن ينزل الإله مضحيًا بنفسه، دون أن ينبس ببنت شفة اسم آدم أو حواء أو كلمة التثليث أو كلمة الخطيئة الأصلية؟
                                8- هل من المنطق أن يفارق آباءكم الروح القدس، ويتركهم يتخبطون فى أصول عقيدتكم وما هية الروح القدس، وأى الكتب هى المقدسة وأيها غير قانونية، حتى تصارعتم وتقاتلتم وبقى الحال على ما هو عليه ، واستأثرت كل طائفة بعدد معين من الكتب، التى تعتبرها مقدسة ، والباقى يُنسب للهراطقة أو قل لا يُنسب لله؟
                                9- ألم يُخطىء يسوع عند متى فى قوله إن زوج أمه هو يوسف بن يعقوب (متى 1: 16)، بينما قال للوقا إن زوج أمه هو يوسف بن هالى (لوقا 3: 27)؟
                                10- ألم يُخطىء يسوع فى سفر (أخبار الأيام الثانى 21: 20 إلى 22: 2) بأن جعل الأب يهورام أصغر من أصغر أبنائه أخزيا بسنتين؟ فقد جعل عمر الابن 42 عامًا، فى الوقت الذى مات فيه أبوه عن عمر 40 عامًا. وفى الوقت الذى أوحى فيه فى سفر ملوك الثانى 8: 26 أن أخزيا كان ابن 22 سنة حين مات أبوه وتولى الملك.
                                11- ألم يُخطىء يسوع فى سبه لكل الأنبياء الذين أتوا من قبله، وقال عنهم إنهم لصوص وسراق؟ (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
                                12- ألم يُخطىء يسوع بافترائه على أبى الأنبياء نبى الله إبراهيم، وقوله إنه لم يكن يبلغ الناس بالحق الذى سمعه من الله؟ (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.) يوحنا 8: 40
                                ولن أطيل عليك عزيزى القمص زكريا بطرس سرد الأخطاء التى يحتويها الكتاب الذى تقدسه ، فعندك فى كتاب (البهريز فى الكلام اللى يغيظ) ما يكفيك سنوات للرد عليه. لكن ما أريد أن أقوله إن يسوع كإله (كما تؤمنون) فأخطاؤه لا تُعد ولا تُحصى. أكبرها أنه لم يقل إنه هو الله الخالق الأعظم، وظهر بمظهر العبد الطائع لسيده.
                                أما كونه نبى ، فكل ذى جسد مخطىء ، حتى لو هو نبى ، والكتاب لديكم يعترف بجرائم ومصائب نسبتموها للأنبياء. فلو لم يستغفر الله ، كما كان يُصلى له، لكانت مصيبته أكبر.
                                توبة يسوع:
                                هل تعتقد عزيزى القمص أن يسوع لم يستغفر ربه؟ أنا أعلم أن هذا الموضوع يثير المسيحى جدًا، لأنه تعلم، دون أن يقرأ فى كتابه، أن يسوع هو الإنسان الوحيد الذى لم يُخطىء، ولذلك ضحى بنفسه ليغفر إثم حواء، الذى حمله بولس على البشرية كلها. فما مدى صحة فهمهم هذا؟ (4كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فِي الْبَرِّيَّةِ وَيَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا.) مرقس 1: 4
                                ويُفهم من هذا أن المعمودية ، أو قل معمودية يوحنا بالذات ، كان الغرض منها مغفرة الخطايا. ثم اقرأ كيف رفض يسوع أن يُعمِّد المعمدان ، وتعمَّد منه؟
                                والآن: لماذا تعمَّد يسوع بمعموديته؟ لمغفرة الخطايا. أليس كذلك؟ (9وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي الأُرْدُنِّ.) مرقس 1: 9
                                كما أنه كان يُصلى ويتضرع لله تعالى، وعندما طلب منه تلاميذه أن يعلمهم كيفية الصلاة قال لهم: (1وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي فِي مَوْضِعٍ لَمَّا فَرَغَ قَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: «يَا رَبُّ عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا عَلَّمَ يُوحَنَّا أَيْضاً تَلاَمِيذَهُ». 2فَقَالَ لَهُمْ: «مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 3خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ 4وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ».) لوقا 11: 1-4
                                فقد كانت هذه إذن صلاته ، يطلب فيها المغفرة من الله تعالى. ولا ندعى عليه أنه اقترف كبيرة ، كما تقولون على باقى أنبياء الله.
                                وهذه ليست ببدعة ابتدعها هو دون اخوانه من الأنبياء، الذين سبقوه، بل أقر الرب أنه أمر جميع أنبيائه لبنى إسرائيل أن يأمروهم بالتوبة: (13وَأَشْهَدَ الرَّبُّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى يَهُوذَا عَنْ يَدِ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَكُلِّ رَاءٍ قَائِلاً: [ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ وَاحْفَظُوا وَصَايَايَ فَرَائِضِي حَسَبَ كُلِّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُ بِهَا آبَاءَكُمْ، وَالَّتِي أَرْسَلْتُهَا إِلَيْكُمْ عَنْ يَدِ عَبِيدِي الأَنْبِيَاءِ].) ملوك الثانى 17: 13
                                وهذا ما أفهمه عيسى u بنى إسرائيل ، بل أقر أن دعوة المخطئين إلى التوبة هو أساس دعوته: (17فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».) مرقس 2: 17، ولوقا 5: 31، ومتى 9: 12-13
                                وها هو داود يتضرع إلى الله تعالى ليغفر له ، لأنه يعلم أن الإستغفار هو مفتاح الفرج: (12اَلسَّهَوَاتُ مَنْ يَشْعُرُ بِهَا! مِنَ الْخَطَايَا الْمُسْتَتِرَةِ أَبْرِئْنِي)مزامير 19: 12
                                واستسمحكم فى العودة إلى فصل (كيفية التوبة فى الكتاب المقدس)، ففيه الكفاية.
                                وبذلك نكون قد أثبتنا أن كل مؤمن يستغفر الله تعالى إما من ذنب عمله ، أو من واجب تركه ، أو من سهو اعتراه، أو من خير كان يمكنه عمله ولم يفعله، أو يستغفر الله لأنه لم يعبد الله حق عبادته، كما تفعل الملائكة والأنبياء.
                                ونكون قد أثبتنا أن كتبكم تُنسب الشىء ونقيضه ليسوع، ففى الوقت الذى يقول فيه الكتاب أنه لم يُخطىء ، تُنسب إليه الآلاف من الأخطاء فى الكتاب، سواء كانت أخطاء تشريعية أم جغرافية أم تاريخية أم اجتماعية ونفسية أم علمية.
                                أما تعليق المذيعة على أن الأطفال تولد بدون خطيئة، وقولها إن هذا موضوع خاطىء. فالخطأ منها هى ، وفى فهمها. إنها تحاول أن تنسب الخطيئة للأطفال ، لتصل إلى أن الأطفال تولد بإثم الخطيئة المتوارثة. وأذكرها فقط بقول يسوع عن الأطفال ، (1فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟» 2فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ 3وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.) متى 18: 1-3 ، ومعنى هذا أن الطفل هو أعظم من سيكون فى ملكوت السموات. وبما أنه لن يدخل الملكوت إلا الأبرار الأنقياء، وعلى رأسهم الأطفال، فيثبت أن الأطفال فى قمة الطهر والبر، ولم يحملوا من إثم آبائهم أو أجدادهم أو حتى حواء وآدم.
                                * * *

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة ابن النعمان, 7 ينا, 2024, 10:13 م
                                ردود 0
                                56 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ابن النعمان
                                بواسطة ابن النعمان
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:27 ص
                                ردود 0
                                39 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 21 يون, 2023, 01:43 م
                                ردود 0
                                78 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة Mohamed Karm
                                بواسطة Mohamed Karm
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 6 يون, 2023, 01:44 ص
                                ردود 4
                                67 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة mohamed faid, 23 ماي, 2023, 12:04 م
                                ردود 0
                                30 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة mohamed faid
                                بواسطة mohamed faid
                                 
                                يعمل...
                                X